الفارس المصرى
11-25-2016, 12:33 AM
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا = تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ = وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
يا ساكناً وهو مشنوق على عمد = لأنت أبلغ من نادى ومن خطبا
كم فيك يا ايها المصلوب من عبر = للناس حيَّرن من أمْلى ومن كتبا
هل الدهر إلا أعجميّ أخاطبه = فما لي إلى فهم الحديث أجاذبه
أيَثْني إلى وجه اللئيم بوجهه = ويرتدّ مُزورّاً عن الحُرّ جانبه
من جور مصر على العروبة أنها = تتعمّد التمصير في آدابها
وتحيد عن آداب كلّ قبيلة = لم تنتحلها مصر في أنسابها
هلمّ إلى ذوق طعم الأدب = هلمّ إلى نيل أقصى الأرب
هلمّ إلى ذا الغناء الذي = منيرة منه أتت بالعجب
أيّ مُضنَى يَمُدّها بالكتئاب = أنّةً تترك الحشا في التهاب
يتشكّى والليلَ وحْف الاهاب = ضمن بيت جثا على الأعقاب
طرب الشعر أن يكون نسيبا = مذ أجالت لنا القوام الرطيبا
وتجلّت في مسرح الرقص حتى = أرقصت بالغرام منّا القلوبا
سمعت شعراً للعندليب = تلاه فوق الغصن الرطيب
إذ قال نفسي نفس رفيعه = لم تهو إلا حسن الطبيعة
وقفت عليكنّ قلبي الذي = يمرّ به الحبّ مرّ السحاب
ومنكنّ أحببت هاتي وذي = وألفَيت عذباَ بكنّ العذاب
دع مزعج اللوم وخلِّ العتاب = واسمع إلى الأمر العجيب العُجاب
من قِصّة واقصة غصّة = تُضحك بل تدعو إلى الانتحاب
لقد جمع الشيخ هذي الكتب = فأنقذها من أكفّ العطب
ورتّبها فهي معروضة = لمن يتناولها من كتب
لمن تركت فنون العلم والأدب = أما خشيت عليها من يد العطب
نلك المدارس قد أوحشتها فغدت = خلواً من الدرس والطلاب والكتب
لعمرك أن قصر البحر قصرٌ = به يسلو مواطنه الغريب
وتمتلئ العيون به ابتهاجاً = إذا نظرت وتنشرح القلوب
ألا انهض وشمِّر أيها الشرق للحرب = وقبِّل غِرار السيف واسل هوى الكتب
ولا تغتر أن قيل عصر تمدُّن = فإن الذي قالوه من أكذب الكذب
سيوف لحاظ أم قسيّ حواجب = تريش إلى قلبي سهام المعاطب
وربّ كعاب أقبلت في غلائل = وقد لاح لي منها حليّ الترائب
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع = طويت أجوازه طيّ المكاتيب
بتَومبيل جرى في الأرض منسرحاً = كما جرى الماء من سفح الأهاضيب
ظلموك أيّتها الفتاة بجهلهم = إذ أكرهوك على الزواج بأشْيَبا
طمِعوا بوفر المال منه فأخجلوا = بفضول هاتيك المطامع أشعبا
سر في حياتك سير نابه = ولُم الزمان ولا تُحابه
وإذا حللتَ بموطنٍ = فاجعل محلّك في هضابه
إلى كم تصبّ الدمع عيني وتسكب = وحتّام نار البين في القلب تلهب
أبيتولي وجد يشبّ ضرامه = ودمع له في عارضيّ تصّبب
جمالك يا وجه الفضاء عجيب = وصدرك يأبى الانتهاء رحيب
وعينُك في أم النجوم كبيرةٌ = تضيء على أن الضياء لهيب
تذكرت في أوطانيَ الأهل والصحبا = فأرسلت دمعاً فاض وابله سكبا
وبتّ طريد النوم أختلس الكرى = بشاخص طرفٍ في الدجى يرقب الشهبا
أتى من مصر طلعتها بن حرب = فأهلاً بالمذلَل كل صعب
وأهلاً بالذي اتخذته مصر = لدفع ملمّة ولقرع خطب
لا يبلُغ المرء منتهى أرَبه = إلا بعلم يَجدّ في طلبه
فَأْوِ إلى ظلّه تعش رغَداً = عيشاً أميناً من سوء مُنقلبَه
لهذا اليوم في التأريخ ذكر = به الآناف يفغمهنّ طيب
ويحسن في المسامع منه صوت = له تهتز بالطرب القلوب
حيَاكم الله أيها العرب = فاستمعوا لي فقصّتي عجب
قد بِتّها ليلة مُطَّولة = يَعقِد جَفني بنجمها الوَصَب
هي النفس أغشى في رضاها المعاطبا = وأحمل منها بين جنبَيّ قاضِبا
تكلّفني أن أخبط الليل بالسُرى = وأن أمتطي فيه من الهَول غاربا
أصبحت أوسعهم لوَماً وتثريبا = لما امتطَوْا غارب الإفراط مركوبا
وألهبت منهم الأهواء جاريةً = إلى التفرٌّق اُلْهْبا فألهوبا
منّي إلى مصر ذات المجد والحسب = تحية ذات ود غير منقضب
تدلي به دجلة اللسناء عن مِقَةٍ = منها إلى النيل ربّ الشعر والخطب
إليك ما شاهدت عيني من العجب = في مسرح ماج بين الجدّ واللعب
خافوا به أن تقوم الأسد واثبةً = حتى بنَوا حاجزاً فيه من الخشب
نعى البرق من باريس ساسون فاغتدت = ببغداد أم المجد تبكي وتندب
ولا غروَ أن تبكيه إذ فقدت به = نواطق أعمال عن المجد تعرب
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ = وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
يا ساكناً وهو مشنوق على عمد = لأنت أبلغ من نادى ومن خطبا
كم فيك يا ايها المصلوب من عبر = للناس حيَّرن من أمْلى ومن كتبا
هل الدهر إلا أعجميّ أخاطبه = فما لي إلى فهم الحديث أجاذبه
أيَثْني إلى وجه اللئيم بوجهه = ويرتدّ مُزورّاً عن الحُرّ جانبه
من جور مصر على العروبة أنها = تتعمّد التمصير في آدابها
وتحيد عن آداب كلّ قبيلة = لم تنتحلها مصر في أنسابها
هلمّ إلى ذوق طعم الأدب = هلمّ إلى نيل أقصى الأرب
هلمّ إلى ذا الغناء الذي = منيرة منه أتت بالعجب
أيّ مُضنَى يَمُدّها بالكتئاب = أنّةً تترك الحشا في التهاب
يتشكّى والليلَ وحْف الاهاب = ضمن بيت جثا على الأعقاب
طرب الشعر أن يكون نسيبا = مذ أجالت لنا القوام الرطيبا
وتجلّت في مسرح الرقص حتى = أرقصت بالغرام منّا القلوبا
سمعت شعراً للعندليب = تلاه فوق الغصن الرطيب
إذ قال نفسي نفس رفيعه = لم تهو إلا حسن الطبيعة
وقفت عليكنّ قلبي الذي = يمرّ به الحبّ مرّ السحاب
ومنكنّ أحببت هاتي وذي = وألفَيت عذباَ بكنّ العذاب
دع مزعج اللوم وخلِّ العتاب = واسمع إلى الأمر العجيب العُجاب
من قِصّة واقصة غصّة = تُضحك بل تدعو إلى الانتحاب
لقد جمع الشيخ هذي الكتب = فأنقذها من أكفّ العطب
ورتّبها فهي معروضة = لمن يتناولها من كتب
لمن تركت فنون العلم والأدب = أما خشيت عليها من يد العطب
نلك المدارس قد أوحشتها فغدت = خلواً من الدرس والطلاب والكتب
لعمرك أن قصر البحر قصرٌ = به يسلو مواطنه الغريب
وتمتلئ العيون به ابتهاجاً = إذا نظرت وتنشرح القلوب
ألا انهض وشمِّر أيها الشرق للحرب = وقبِّل غِرار السيف واسل هوى الكتب
ولا تغتر أن قيل عصر تمدُّن = فإن الذي قالوه من أكذب الكذب
سيوف لحاظ أم قسيّ حواجب = تريش إلى قلبي سهام المعاطب
وربّ كعاب أقبلت في غلائل = وقد لاح لي منها حليّ الترائب
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع = طويت أجوازه طيّ المكاتيب
بتَومبيل جرى في الأرض منسرحاً = كما جرى الماء من سفح الأهاضيب
ظلموك أيّتها الفتاة بجهلهم = إذ أكرهوك على الزواج بأشْيَبا
طمِعوا بوفر المال منه فأخجلوا = بفضول هاتيك المطامع أشعبا
سر في حياتك سير نابه = ولُم الزمان ولا تُحابه
وإذا حللتَ بموطنٍ = فاجعل محلّك في هضابه
إلى كم تصبّ الدمع عيني وتسكب = وحتّام نار البين في القلب تلهب
أبيتولي وجد يشبّ ضرامه = ودمع له في عارضيّ تصّبب
جمالك يا وجه الفضاء عجيب = وصدرك يأبى الانتهاء رحيب
وعينُك في أم النجوم كبيرةٌ = تضيء على أن الضياء لهيب
تذكرت في أوطانيَ الأهل والصحبا = فأرسلت دمعاً فاض وابله سكبا
وبتّ طريد النوم أختلس الكرى = بشاخص طرفٍ في الدجى يرقب الشهبا
أتى من مصر طلعتها بن حرب = فأهلاً بالمذلَل كل صعب
وأهلاً بالذي اتخذته مصر = لدفع ملمّة ولقرع خطب
لا يبلُغ المرء منتهى أرَبه = إلا بعلم يَجدّ في طلبه
فَأْوِ إلى ظلّه تعش رغَداً = عيشاً أميناً من سوء مُنقلبَه
لهذا اليوم في التأريخ ذكر = به الآناف يفغمهنّ طيب
ويحسن في المسامع منه صوت = له تهتز بالطرب القلوب
حيَاكم الله أيها العرب = فاستمعوا لي فقصّتي عجب
قد بِتّها ليلة مُطَّولة = يَعقِد جَفني بنجمها الوَصَب
هي النفس أغشى في رضاها المعاطبا = وأحمل منها بين جنبَيّ قاضِبا
تكلّفني أن أخبط الليل بالسُرى = وأن أمتطي فيه من الهَول غاربا
أصبحت أوسعهم لوَماً وتثريبا = لما امتطَوْا غارب الإفراط مركوبا
وألهبت منهم الأهواء جاريةً = إلى التفرٌّق اُلْهْبا فألهوبا
منّي إلى مصر ذات المجد والحسب = تحية ذات ود غير منقضب
تدلي به دجلة اللسناء عن مِقَةٍ = منها إلى النيل ربّ الشعر والخطب
إليك ما شاهدت عيني من العجب = في مسرح ماج بين الجدّ واللعب
خافوا به أن تقوم الأسد واثبةً = حتى بنَوا حاجزاً فيه من الخشب
نعى البرق من باريس ساسون فاغتدت = ببغداد أم المجد تبكي وتندب
ولا غروَ أن تبكيه إذ فقدت به = نواطق أعمال عن المجد تعرب