عطر الزنبق
06-10-2018, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة دار الكرامة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين ،
فيها من النعيم والسعادة ما لا يخطر على بال بشر ،
ولا يبلغه خيال أحد ،
فمن دخلها فقد سعد السعادة الحقيقية الأبدية ،
وفاز فوزا عظيما .
قال الله عز وجل : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17
-
ومن السعادة التي تكفل الله بها لعباده المؤمنين أن
يجمع شمل الأسرة الواحدة ، الوالدين والأولاد ،
بعد دخولهم الجنة جميعا برحمة الله ، وشفاعة النبي
محمد صلى الله عليه وسلم ،
جاء هذا الوعد في كتاب الله الكريم ، آيات تتلى إلى يوم
القيامة ، حيث يقول عز وجل :
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) الطور/21
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية :
" إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه
في العمل لتقر بهم عينه ،
ثم قرأ :
( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) "
تفسير ابن جرير الطبري
وهذا الوعد مصداق ما جاء أيضا في قوله عز وجل :
( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعد/23،
وقوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف/70
قال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" :
" وقوله تعالى : ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم )
أي : يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء ، والأهلين ،
والأبناء ، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين ؛
لتقر أعينهم بهم ، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى ،
من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته ،
بل امتنانا من الله وإحسانا ،
كما قال تعالى : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان
ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء
كل امرئ بما كسب رهين ) " .
-
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (المجموعة الثانية، 2/409) :
" السؤال :
هل نلتقي مع أبنائنا في الآخرة ، وكلنا أمل في ذلك ؟
نأمل منكم شرح هذا الموضوع ، وأرشدونا إلى كل ما ترونه خيرا
فجزاكم الله خير الجزاء .
فكان الجواب :
الله جل وعلا أخبر أنه بفضله ومنه وكرمه يلحق ذرية المؤمنين
بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا منزلتهم في العمل ،
فقال جل شأنه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ
أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ
امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) "
-
وقال الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى نور على الدرب"
(العقيدة/ الإيمان باليوم الآخر) :
" إذا دخل أحد الجنة هل يتعرف على أقاربه ؟
نعم يتعرف على أقاربه وغيرهم من كل ما يأتيه سرور قلبه ؛
لقول الله تعالى :
( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
بل إن الإنسان يجتمع بذريته في منزلةٍ واحدة إذا كانت الذرية
دون منزلته ،كما قال تعالى :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ
بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين ) "
.
ثانيا :
ينبغي أن يفرق هنا بين أمرين :
الأول : تزاور أهل الجنة ، وتعارفهم ، ولقاؤهم فيما
بينهم وهم في جنات النعيم ، فهذا من تمام نعيم أهل الجنة ،
ولا مانع من أن يزور الأدنى منزلة في الجنة ، من هو فوقه فيها ،
كما أن ذلك حاصل في الدنيا .
قال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ *
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ *
أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
* فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ *
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ *
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ *
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) الصافات/50-61 .
-
وأما الجمع بين الأبناء والآباء ، أو غيرهم من الأهل ،
لينزلوا منزلة واحدة في الجنة ، على وجه الدوام ،
فالأظهر ـ والله أعلم ـ أن ذلك خاص بمن مات صغيرا من الذرية
والأبناء ؛ فيمن الله على آبائهم في الجنة ،
ويرفع أبناءهم إلى منزلتهم ، لتقر أعينهم بأبنائهم فيها .
قال ابن القيم رحمه الله ، بعد حكاية الخلاف في هذه المسألة :
" واختصاص الذرية هاهنا بالصغار أظهر
لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات
ولا يلزم مثل هذا في الصغار فان أطفال كل رجل وذريته
معه في درجته
والله اعلم .
أسأل الله من فضلهِ أن يجمعنا مع أهالينا وذرياتنا وأحبابنا
في جنّاته العليا
مما تصفحت اليوم مع اجمل تحيتي http://www.g-roo7y.com/vb/images/smilies/g.gif.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة دار الكرامة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين ،
فيها من النعيم والسعادة ما لا يخطر على بال بشر ،
ولا يبلغه خيال أحد ،
فمن دخلها فقد سعد السعادة الحقيقية الأبدية ،
وفاز فوزا عظيما .
قال الله عز وجل : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17
-
ومن السعادة التي تكفل الله بها لعباده المؤمنين أن
يجمع شمل الأسرة الواحدة ، الوالدين والأولاد ،
بعد دخولهم الجنة جميعا برحمة الله ، وشفاعة النبي
محمد صلى الله عليه وسلم ،
جاء هذا الوعد في كتاب الله الكريم ، آيات تتلى إلى يوم
القيامة ، حيث يقول عز وجل :
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) الطور/21
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية :
" إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه
في العمل لتقر بهم عينه ،
ثم قرأ :
( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) "
تفسير ابن جرير الطبري
وهذا الوعد مصداق ما جاء أيضا في قوله عز وجل :
( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعد/23،
وقوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف/70
قال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" :
" وقوله تعالى : ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم )
أي : يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء ، والأهلين ،
والأبناء ، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين ؛
لتقر أعينهم بهم ، حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى ،
من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته ،
بل امتنانا من الله وإحسانا ،
كما قال تعالى : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان
ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء
كل امرئ بما كسب رهين ) " .
-
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (المجموعة الثانية، 2/409) :
" السؤال :
هل نلتقي مع أبنائنا في الآخرة ، وكلنا أمل في ذلك ؟
نأمل منكم شرح هذا الموضوع ، وأرشدونا إلى كل ما ترونه خيرا
فجزاكم الله خير الجزاء .
فكان الجواب :
الله جل وعلا أخبر أنه بفضله ومنه وكرمه يلحق ذرية المؤمنين
بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا منزلتهم في العمل ،
فقال جل شأنه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ
أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ
امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) "
-
وقال الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى نور على الدرب"
(العقيدة/ الإيمان باليوم الآخر) :
" إذا دخل أحد الجنة هل يتعرف على أقاربه ؟
نعم يتعرف على أقاربه وغيرهم من كل ما يأتيه سرور قلبه ؛
لقول الله تعالى :
( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
بل إن الإنسان يجتمع بذريته في منزلةٍ واحدة إذا كانت الذرية
دون منزلته ،كما قال تعالى :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ
بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين ) "
.
ثانيا :
ينبغي أن يفرق هنا بين أمرين :
الأول : تزاور أهل الجنة ، وتعارفهم ، ولقاؤهم فيما
بينهم وهم في جنات النعيم ، فهذا من تمام نعيم أهل الجنة ،
ولا مانع من أن يزور الأدنى منزلة في الجنة ، من هو فوقه فيها ،
كما أن ذلك حاصل في الدنيا .
قال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ *
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ *
أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
* فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ *
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ *
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ *
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) الصافات/50-61 .
-
وأما الجمع بين الأبناء والآباء ، أو غيرهم من الأهل ،
لينزلوا منزلة واحدة في الجنة ، على وجه الدوام ،
فالأظهر ـ والله أعلم ـ أن ذلك خاص بمن مات صغيرا من الذرية
والأبناء ؛ فيمن الله على آبائهم في الجنة ،
ويرفع أبناءهم إلى منزلتهم ، لتقر أعينهم بأبنائهم فيها .
قال ابن القيم رحمه الله ، بعد حكاية الخلاف في هذه المسألة :
" واختصاص الذرية هاهنا بالصغار أظهر
لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات
ولا يلزم مثل هذا في الصغار فان أطفال كل رجل وذريته
معه في درجته
والله اعلم .
أسأل الله من فضلهِ أن يجمعنا مع أهالينا وذرياتنا وأحبابنا
في جنّاته العليا
مما تصفحت اليوم مع اجمل تحيتي http://www.g-roo7y.com/vb/images/smilies/g.gif.