المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أراد الآخرة فليسعَ لها سعيها ....


عطر الزنبق
03-31-2019, 02:34 AM
http://up.movizland.com/uploads/13372983542.gif






مما يوجب حذر المؤمن في هذه الحياة الدنيا ويجعله في توجّس

وقلق إيجابي يدفعه إلى مزيد من الاعتصام بالله تعالى

هو أن لا يُختم له بخير وأن لا تكون عاقبته حسنة

وإن كان عمله بحسب الظاهر صالحاً الآن إلاّ أنَّه لا تُعرف خاتمته

والأمور بخواتيمها

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قوله :

(لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى

رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له)

وهذا القلق له مبرراته ما دام الصراع بين جند الرحمن وجند الشيطان
مستمراً ومتواصلاً داخل النفس الإنسانية

فقد ينجح الإنسان في امتحانات عديدة لكنه يسقط في أحدها سقوطاً

نهائياً والعياذ بالله ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) :

(أنّ العبد لَيعمل عمل أهل الجنة فيما يرى الناس وإنَّه لَمن أهل النار

وإنَّه لَيعمل عمل أهل النار فيما يرى الناس وإنَّه لَمن أهل الجنة وإنَّما
الأعمال بالخواتيم)

وعنه (صلى الله عليه وآله سلّم):

(الأمور بتمامها والأعمال بخواتيمها)

وهذه الحقيقة لها شواهد قرآنية وتاريخية كثيرة

{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ

فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }طه96

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ

فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف.175



فهذا وأمثاله كثير ممّن كان له ظاهر تمتد إليه الأعناق، لكن قدمه

زلّت ولم يتب ولم يصلح خطأه وأصرّ عليه فكان من الملعونين

لذا ورد في الحديث النبوي الشريف :

(لا عليكم أن تُعجبوا بأحدٍ حتى تنظروا بما يُختمُ له

فإنّ العاملَ يعمل زماناً من عمره أو بُرهة من دهره بعملٍ صالحٍ لو مات

عليه دخل الجنة ثمّ يتحوّل فيعمل عملاً سيئاً)

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم):

(إنَّ الرجل لَيعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة،
ثمّ يختم له بعمل أهل النار)



ولأهميّة حسن الخاتمة في مصير الإنسان فقد أُشير إليها كثيراً في

الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة

وتكرّر طلبها في الأدعية المباركة ، وبيَّن لنا القرآن الكريم باختصار
كيفية ضمان الفوز بحسن الخاتمة ووسيلتها التقوى في قوله تعالى :

{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً

وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} القصص83

وبتفصيل أكثر قال تعالى :

{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم

مَّشْكُوراً} الإسراء19
فالفوز بالآخرة يتطلب بحسب الآية الشريفة عدة أمور :-
أولاً: إرادة جديّة وقصد حقيقي لنيل رضوان الله تبارك وتعالى وليس

مجرد لقلقة لسان كما وصفهم الإمام الحسين عليه السلام :

(الناس عبيد الدُنيا ، والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت

معائشهم ، فإذا مُحصّوا بالبلاء قلّ الديّانون)

وأن تكون إرادته مبنيّة على قصد الوصول إلى الهدف الحقيقي
وهو رضا الله تبارك وتعالى وليس طاعة لغيره أو لأي هدفٍ آخر سواه .

ثانياً: السعي الجاد الدؤوب بما يصلح الآخرة ويضمن الفوز فيها ،

فقوله تعالى : { وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}الإسراء19 يتضمن عدة خصائص

لهذا السعي منها كونه حثيثاً ودؤوباً ، فقد قيل في معنى السعي أنّه

"المشي السريع" ويستعمل للجد في الأمر، وأكثر ما يُستعمل السعي

في الأفعال المحمودة .

ولتأكيد ذلك فقد أضافت الآية السعي إلى الآخرة أي أن يكون

السعي مناسباً للآخرة بكل ما يعني ذلك لتختصر كل ما تطلبه الآخرة

من نوع السعي ومقداره وخصوصياته ، فقد جاء في تفسير الميزان

((والمعنى : وسعى وجدّ للآخرة السعي الذي يختص بها

ويُستفاد منه أنّ سعيه لها يجب أن يكون سعياً يليق بها ويحقّ لها

كأن يكون يبذل كمال الجهدِ في حسن العملِ وأخذه من عقلٍ قطعي
أو حجة شرعية))

ثالثاً: أن يقترن ذلك بالإيمان بالله تعالى وبرسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلّم)

لأنَّه شرط القبول ونيل الجزاء لأنَّه باب الله الذي لا يُؤتى إلاّ منه

{وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} البقرة89
أي أن يكون عمله مستنداً إلى حجة شرعية ودليل معتبر، وأن يتعزز
الإيمان بالمعرفة بالله تعالى وإخلاص النيّة له سبحانه

وهذا الإيمان والمعرفة لابد أن تكون لها حقيقة وتجليات

في عقيدة الشخص وسلوكه ونظرته للأمور .

ومن مظاهر تلك المعرفة أن يعتقد أنَّ هذا كله لطفٌ من الله تعالى

وأنّه لا يستقل بشيء عن ربّه وأن يكون خائفاً مشفقاً إذا نظر إلى العمل
من زاويته الشخصية فإذا قُبل عمله فبفضل الله ورحمته وهذا ما أكدته

الآية اللاحقة :

{كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً}

الإسراء20

ونحو ذلك من المعاني

وقد بيّنت الروايات الشريفة بعض مظاهر هذه المعرفة وهذه الأعمال

الصالحة الموجبة لحسن الخاتمة بإذن الله تعالى .

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام :

(إذا أردت أن يؤمنك الله سوء العاقبة فاعلم أنّ ما تأتيه من خير
فبفضل الله وتوفيقه وما تأتيه من سوء فبإمهال الله وإنظاره إيّاك

وحلمه وعفوه عنك)

ومن كلام الإمام جعفرالصادق عليه السلام لبعض الناس

(إن أردت أن يُختم بخير عملك حتّى تُقبض وأنت في أفضل الأعمال

فعظّم لله حقّه أن تبذل نعمائه في معاصيه ، وأن تغتر بحلمه عنك ،
وأكرم كلّ من وجدته يذكر منّا أو ينتحل مودّتنا)

عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام:

(إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج اخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم

وإلاّ لم يُقبل منكم عمل حنّوا على اخوانكم وارحموهم تُلحقوا بنا)

فمثل هؤلاء الذين استوفوا هذه الشروط يكون سعيهم مشكوراً

وقد أطلق لفظ الشكر وجُعل مبهماً ليكون لا حدود له لأنّ صفات الله
تبارك وتعالى لا حدود لها، ومن أسمائه الشكور .

وشدّدت الآية على أنَّ الجزاء ـ وهو شكر السعي- لا يتخلف عن السعي
بل يكون نتيجة حتمية له بعكس من يطلب الدُنيا الذي ذكرته الآية

السابقة على هذه ، قال تعالى : {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا
مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً}

الإسراء18
فلا يتحقق له ما يريد بل ما يريده الله تبارك وتعالى ، وليس لكل أحدٍ

بل لمن يشاء الله تعالى أن يعطيه .
وهكذا كل قضية في حياتنا يُراد تحقيقها فلابد أن يُسعى لها سعيها

المناسب لها كمن يريد أن يصبح طبيباً أو مهندساً فلابد أن يبذل

الجهد المطلوب كماً ونوعاً ويسير وفق الآليات

التي توصله إلى هدفه ولا ينال كل ذلك
إلاّ بلطف الله تعالى وتوفيقه ومدده .

منصور
03-31-2019, 07:20 PM
جزاك الله خيرا و بـــارك الله فيــك
على طرحك القيم
ألف شكر لك على مجهــودك
الله يعطيــك العافيـــة
تحياتي

نهيان
04-01-2019, 09:03 AM
جزيتي من الله بخير الجزاء
والدرجات الرفيعه من الجنه
بورك فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعد ولاتحصى
دمتي في رعاية الله وحفظه

اعجابي+نجووم+رفع للتنبيهات

عطر الزنبق
04-02-2019, 12:11 AM
جزاك الله خيرا و بـــارك الله فيــك
على طرحك القيم
ألف شكر لك على مجهــودك
الله يعطيــك العافيـــة
تحياتي
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1401403814_566.gif

عطر الزنبق
04-02-2019, 12:11 AM
جزيتي من الله بخير الجزاء
والدرجات الرفيعه من الجنه
بورك فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعد ولاتحصى
دمتي في رعاية الله وحفظه

اعجابي+نجووم+رفع للتنبيهات
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1401403814_566.gif