المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي..


الصفحات : [1] 2

عطر الزنبق
04-20-2019, 12:23 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13901285971.gif



نبذة عن حياة الشاعر أحمد شوقي، سنقف عند شاعر وصفه النقاد بأنه أعظم شاعر في العربية بعد أبي الطيب المتنبي .رجل حكيم ، رقيق المشاعر ، محب لدينه ولوطنه ، صفات اجتمعت لتشكل شاعرا قلما يجود الزمان بمثله ، فانعقدت له بيعة الإمارة في هذا الفن ، وجاءته هذه البيعة من مختلف الأقطار العربية ، فدعونا نتعرف عن قرب ، على حياة أمير الشعراء أحمد شوقي .
من هو أحمد شوقي ؟


ولد أحمد شوقي بالقاهرة سنة 1868 من أسرة امتزجت عناصرها من الكرد والترك والشركس واليونان ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه ، واستمر حتى نال إجازته في الحقوق والترجمة .
نال عطف حاكم مصر الخديوي توفيق ، فعينه موظفا في قصره لمدة عام ، ليرسله بعدها إلى فرنسا حيث تضلع في اللغة الفرنسية ، وتقوى في الدراسات القانونية والأدبية ، الشيء الذي مكّنه من ترجمة عدة قصص وأعمال أدبية فرنسية ، وألف أول مسرحية له وهي : ( ماهي دولة المماليك ) .
أحمد شوقي ورحلة العودة

تزامنت عودة شاعرنا أحمد شوقي مع وفاة الخديوي توفيق ، تاركا الإمارة لابنه الخديوي عباس ، فقربه إليه وتوطت صداقتهما ، فأصبح شاعر القصر بامتياز ، ينظم الشعر باسمه ، وينوه بسياسته ، الشيء الذي خلق له بعد المشاكل والتوترات مع القوى الوطنية ، التي كانت ترفض مهادنة الانكليز ، وتطالب بتحقيق الجلاء والاستقلال .
أحمد شوقي ورحلة المنفى

مع نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ، تغيرت خارطة العالم وموازين القوى ، ومن مخلفات ذلك نظام الحماية الاستعماري ، والذي طال مصر في نفس السنة ، فأقال الإنكليز الخديوي عن الحكم ، وتولى السلطان حسين كامل زمامه ، الشيء الذي لم يتقبله أمير الشعراء ، فعبر عن سخطه ومعارضته للإنكليز ، فتم نفيه إلى الأندلس .

لماذا سمي أحمد شوقي بأمير الشعراء ؟


عاد أحمد شوقي إلى وطنه بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، لكنه عاد هذه المرة ليقف بجانب الشعب يتغنى بآماله ، ويعبر عن همومه وآلامه .
ويبدوا أن رحلة المنفى قد شكلت تغيرا كبيرا وفارقا في حياة وشخصية الشاعر ، وفي ذلك يقول الأديب والمفكر أنور الجندي : لست أدري هل كان سيصل شوقي إلى ذروة الكمال الفني لو لم يتح له أن ينفى ويقضي في الأندلس خمس سنوات ثم يعود خلقا جديدا وقد بعد عن القصر أو كاد …والحق أن نفي شوقي هو أخطر حادث في تاريخ حياته كله . أثر في مجرى أدبه وفنه وشخصيته جميعا .
في عام 1927 بايعه شعراء الأقطار العربية كلها بإمارة الشعر في حفل كبير أقيم بدار الأوبرا في القاهرة ، حيث وقف شاعر النيل حافظ إبراهيم ليقول :
أمير القوافي قد أتيت مبايعا * وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مؤلفات أحمد شوقي


– ديوان ضخم يعرف بالشوقيات ، وقد تنوعت أغراضه بين السياسة والاجتماع ، والوصف والرثاء ، والشعر التعليمي .
– لطلب ديوان أحمد شوقي ما عليك سوى الضغط على الزر أسفله أو على صورة الكتاب :
https://analbahr.com/wp-content/uploads/2017/12/ديوان-أحمد-شوقي.jpg
اطلب ديوان الشوقيات الآن
– كتاب ( دول العرب وعظماء الإسلام ) ، يتناول التاريخ الإسلامي وعظماءه .
https://analbahr.com/wp-content/uploads/2017/12/دول-العرب-وعظماء-الاسلام.jpg
اطلب كتاب دول العرب وعظماء الإسلام الآن
– مجموعة من الروايات والمسرحيات الشعرية والنثرية ، منها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، وعنترة ، وعذراء الهند ، ولادياس .
https://analbahr.com/wp-content/uploads/2017/12/الأعمال-المسرحية-الكاملة-أحمد-شوقي.jpg
اطلب كتاب الأعمال المسرحية الكاملة الآن
– مقالات اجتماعية جمعت سنة 1932 تحت عنوان ‘ أسواق الذهب ‘ .
https://analbahr.com/wp-content/uploads/2017/12/أسواق-الذهب.jpg
اطلب كتاب أسواق الذهب الآن
خصائص شعر أحمد شوقي


العرق المتنوع الذي شكل شخصية شوقي ، جعل منه شاعرا حساسا عطوفا ، انفعاليا ، متأملا ..صفات قلما تميز بها شاعر آخر ..وبالتالي شكلت هذه الخلطة العجيبة ميلاد شاعر سطر اسمه بقوة ، فصار علما في تاريخ الأدب العربي .
ولقد عرف شعر شوقي مراحل وتحولات تزامنا مع الأحداث التي طبعت المرحلة ، فهو شاعر البلاط الذي سخر شعره لمدح القصر وحاكمه الخديوي ، بل يعترف بذلك ويقول :
شاعر العزيز وما * بالقليل ذا اللقب
لكن بعد أن هاجر إلى فرنسا ، تغيرت رؤيته الضيقة تماما ، واكتشف أنه كان محصورا في زاوية قيدت شعره ومواهبه بشكل لم يتخيله إطلاقا ، فقد انفتح على عوالم من التجديد والفن والإبداع ، صقلت تجربته ، وكوّنت شخصيته الشعرية .
أما رحلة المنفى فكما سبق وذكرنا ، فهي الفارق الذي بعث روح الوطنية والدين والقومية في وجدان أمير الشعراء ، فعاد بفكر جديد ، وعقلية أجدد ، عنوانها حب الوطن والشعب .
اقرأ : تحليل قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي في مدح الرسول الكريم

شعر أحمد شوقي عن الوطن


كان أحمد شوقي مسالما بطبعه ، يميل إلى الهدنة وضبط النفس ، وبالرغم من مواقفه في موالاة الأتراك ( لاعتبارهم مركز الخلافة الإسلامية ) ، ومهادنة الإنكليز إبان خدمته في قصر الخديوي ، إلا أنه لا يشكك أي شخص في وطنيته وحبه لمصر ، والذي تجلى في عدة مناسبات ، منها :
– قصيدة طويلة ألقاها بإحدى المؤتمرات الدولية بجنيف ، يعرض فيها أمجاد الحضارة المصرية ، وتأثيرها على تراث الإنسانية ، ويقول فيها :
همت الفلك واحتواها الماء * وحداها بمن تقل الرجاء
لجة عند لجة عند أخرى * كهضاب ماجت بها البيداء
قل لبان بنى فشاد فغالى * لم يجز مصر في الزمان بناء
– أما مرحلة المنفى ، فقد أبان الشاعر على حقيقة حبه لوطنه واشتياقه له ، ونعرض في هذا الإطار نونيته الشهيرة :
يا نائح الطلح أشباه عوادينا * نشجى لواديك ، أم نأسى لوادينا
– وسينيته التي مطلعها :
اختلاف النهار والليل ينسي * فاذكرا لي الصبا وأيام أنسي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها * أو أسا جرحه الزمان المؤسي
وطني لو شغلت بالخلد عنه * نازعتني إليه في الخلد نفسي

الشعر التمثيلي عند أحمد شوقي


أحب الشاعر أحمد شوقي فن المسرح طوال حياته ، هذا الحب أذكته مرحلة تواجده بفرنسا ، وتأثره بالأدب الفرنسي ، فحاول أن يحاكي ذلك في مؤلفاته وقصصه المترجمة ، وقد كان يتردد كثيرا على المسارح ، ودائم الإشادة بالملحمات المسرحية الخالدة التي يفتخر بها الفرنسيون ، وتشكل ارتباطا وثيقا بتاريخهم القديم .
فسار أحمد شوقي على نفس المنوال ، فجعل من تاريخه القومي ( المصري – العربي ) ، مرآة لمسرحياته الشعرية ، وكانت أولى تجاربه مع مسرحية ( ما هي دولة المماليك ) ، أو ( علي بك الكبير ) ، حيث صور فيها تاريخ مصر ، وفترة الظلم والغدر التي طبعتها في فترة حكم المماليك .
هذا الشغف الكبير بفن المسرح ، جعل أحمد شوقي يفكر في خلق فن تمثيلي درامي جديد في الأدب العربي ، فتوالت مسرحياته تباعا ، مسرحية كليوباتره ، ثم أتبعها بمسرحيات : مجنون ليلى ، و عنترة ، و قمبيز .
وكانت له بصمة في فن الكوميديا ، فكتب كوميديا ( الست هدى ) شعرا ، وذلك بلغة شعبية محلية . على أن الطابع الغنائي الأخلاقي كان غالبا على الطابع الدرامي في مسرحياته ، إذ كان يلجأ إلى توزيع أبيات قصائده على مشاهد مسرحياته ، ويهمل أي حوار .
وهذا ما أكده الدكتور شوقي ضيف ، حينما نشر في كتابه ( شوقي شاعر العصر الحديث ) ، صفحات بخط يد شوقي من مسرحية مجنون ليلى ، ومن هذه الصفحات يتضح أن أحمد شوقي لم يكن يكتب حوارا عند تأليفه هذه المسرحيات ، بل كان يكتب قصائد ثم يوزع هذه القصائد بين المواقف التي تتضمنها المسرحية .
اقرأ : باقة من أجمل أشعار أحمد شوقي في الغزل و الحب

الشعر القصصي لأحمد شوقي


على غرار فن المسرح ، فقد اهتم أمير الشعراء بالفن القصصي ، وشرع في محاكاة الأدب الفرنسي فكتب مجموعة من الأقاصيص الشعرية القصيرة على ألسنة الحيوانات وللأطفال على غرار أقاصيص لافونتين الشهيرة . كما أن الجزء الرابع من شوقياته يضم مجموعة من القصص الجميلة .
كما كانت له محاولات نثرية في كتابة القصص التاريخية ، كلادياس ، وعذراء الهند ، وورقة الآس ، ومحاورات بينتاؤور .

قالوا عن أحمد شوقي


– قال طه حسين : ” …كنت شديد الإعجاب بشعر شوقي أقرؤه في لذة تكاد تشبه الفتنة ، وأثني عليه كلما لقيته ، فمازال شوقي يكسل ويقصر في تعهد شعره حتى ساء ظني بشعره أخيرا ” .
– قال الكاتب اللبناني انطوان الجميل : ” إنه لم يشد إلى قيثارة الشعر وترا جديدا ، ولكنه عرف كيف ينطق الأوتار القديمة بنغمات جديدة مستعذبة ” .
– وقال الشاعر خليل مطران : ” إن شوقي لا يكاد فكره في معنى أو مبنى ، وكثيرا ما يعارض المتقدمين ولا يعسر عليه أن يبزهم . وشعره هو شعر التفوق والعبقرية ” .
وقد وصف أحمد عبد الوهاب سكرتيره الخاص طريقة نظمه للشعر فقال : ” لقد لازمته في ليلة في بوفيه ( دي لابرد ) على كوبري قصر النيل وكان ذلك قبل الحرب ، فشرع يعمل في قصيدة النيل التي مطلعها :
من أي عهد في القرى تتدفق * وبأي كف في المدائن تغدق
وكان كل نصف ساعة يركب مركبة خيل ويسير في الجزيرة بضع دقائق ثم يعود إلى المنضدة التي كان يجلس عليها فيكتب عشرة أو اثنى عشر بيتا . وهكذا انتهت القصيدة في ليلة إلا بيتا استعصى عليه ولم يتمكن منه إلا بعد يومين ” .

من أشعار أحمد شوقي


أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا * وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري * وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا
ويا وطني لقيتك بعد يأس * كأني قد لقيت بك الشبابا
***
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ * ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي * فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه * ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
***
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي * اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ * صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت * سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها * أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
***
عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ * وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ * وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ * في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ * وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ

وفاة الشاعر أحمد شوقي


لقد اجتمعت ظروف العيش الرغيد لشاعرنا أحمد شوقي ، فظل يسافر إلى فرنسا منشغلا بهوايته المفضلة التأليف المسرحي ، وتارة يقضي عطلة مفتوحة بلبنان ، وظل كذلك إلى أن توفاه الله في 13 أكتوبر سنة 1932 ، بقصره المعروف باسم ( كرمة بن هانئ ) على ضفاف النيل بالجيزة .
وطبع شعره بعد وفاته باسم الشوقيات ، كما طبعت مسرحياته وقصصه النثرية ومقالاته ، وكذا أرجوزته المطولة عن تاريخ العرب والإسلام .

عطر الزنبق
04-20-2019, 12:25 AM
قصائده وأشعاره
نبدأ على بركة الله
لكن رجاء لا ردود حتى أكمل الموسوعة رجاء
ولكم جزيل الشكر

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:04 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


( شيعت أحلامي بقلب باك )


شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِ

ولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـي

ورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَه

أَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِ

وبجـانبِـي واهٍ كـأَن خُفـوقَـه

لَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ المُتبـاكـي

شاكِي السلاحِ إذا خـلا بضلوعـه

فإذا أُهيـبَ بـه فليـس بـشـاكِ

قد راعـه أَنـي طوَيْـتُ حبائلـي

من بعـد طـول تنـاولٍ وفكـاكِ

وَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟ كلُّ غايـةِ لـذَّةٍ

بعـدَ الشبـابِ عـزيـزةُ الإدراكِ

لـم تَبـقَ منَّا ، يا فـؤادُ ، بقيّـةٌ

لـفـتـوّةٍ ، أَو فَضلـةٌ لـعِـراكِ

كنا إذا صفَّقْـتَ نستبـق الـهوى

ونَشُـدُّ شَـدَّ العُصبـةِ الـفُتَّـاكِ

واليومَ تبعـث فـيّ حيـن تَهُزُّنـي

مـا يبعـث الناقـوسُ فِي النُّسّـاكِ

يا جارةَ الوادي ، طَرِبْـتُ وعادنـي

ما يشبـهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ

مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَى

والذِّكرياتُ صَدَى السّنينَ الحَاكـي

ولقد مررتُ على الريـاض برَبْـوَةٍ

غَـنَّـاءَ كنـتُ حِيالَهـا أَلقـاكِ

ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا

ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ

فذهبتُ فِي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفـاً

بيـن الجـداولِ والعيـونِ حَـواكِ

أَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ الصبابـةِ والـهوى

لـما خَطَـرْتِ يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟

لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الـهوى

حتـى ترفَّـق ساعـدي فطـواكِ

وتأَوَّدَتْ أَعطـافُ بانِك فِي يـدي

واحـمرّ مـن خَفَرَيْهمـا خـدّاكِ

ودخَلْتُ فِي ليلين: فَرْعِك والدُّجـى

ولثمـتُ كالصّبـح المنـوِّرِ فـاكِ

ووجدْتُ فِي كُنْهِ الجوانـحِ نَشْـوَةً

من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَـاكِ

وتعطَّلَتْ لغـةُ الكـلامِ وخاطبَـتْ

عَيْنَـيَّ فِي لُغَـة الـهَوى عينـاكِ

ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ من خاطـري

ونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتَشاكـي

لا أَمسِ من عمرِ الزمـان ولا غَـد

جُمِع الزمانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ

لُبنانُ ، ردّتنـي إليكَ مـن النـوى

أَقـدارُ سَـيْـرٍ للـحـيـاةِ دَرَاكِ

جمعَتْ نزيلَيْ ظَهرِهـا مـن فُرقـةٍ

كُـرَةٌ وراءَ صَـوالـجِ الأَفــلاكِ

نـمشي عليها فوقَ كـلِّ فجـاءَة

كالطير فـوقَ مَكامِـنِ الأَشـراكِ

ولو أَنّ بالشوق الـمزارُ وجدتنـي

مُلْقي الرحالِ على ثَـراك الذاكـي

بِنْـتَ البِقـاع وأُمَّ بَـرَ دُونِـيِّـها

طِيبي كجِلَّـقَ ، واسكنـي بَـرداكِ

ودِمَشْقُ جَنَّـاتُ النعيـم ،وإنـما

أَلفَيْـتُ سُـدَّةَ عَـدْنِهِـنَّ رُبـاكِ

قَسَماً لو انتمت الـجداول والرُّبـا

لتهلَّـل الفـردوسُ ، ثـمَّ نَمـاكِ

مَـرْآكِ مَـرْآه وَعَيْنُـكِ عَيْـنُـه

لِـمْ يا زُحَيْلـةُ لا يكـون أَبـاكِ ؟

تلـك الكُـرومُ بقيَّـةٌ مـن بابـلٍ

هَيْهَـاتَ! نَسَّـى البابلـيَّ جَنـاكِ

تُبْدِي كَوَشْيِ الفُرْسِ أَفْتَـنَ صِبْغـةٍ

للناظـريـن إلـى أَلَـذِّ حِـيـاكِ

خَرَزاتِ مِسْكٍ ، أَو عُقودَ الكهربـا

أُودِعْـنَ كافـوراً مـن الأَسـلاكِ

فكَّرْتُ فِي لَبَـنِ الجِنـانِ وخمرِهـا

لـما رأَيْتُ الـماءَ مَـسَّ طِـلاكِ

لـم أَنْسَ من هِبَةِ الزمـانِ عَشِيَّـةً

سَلَفَتْ بظلِّـكِ وانقضَـتْ بِـذَراكِ

كُنتِ العروسَ على مِنصَّة جِنْحِـها

لُبنانُ فِي الوَشْـيِ الكريـم جَـلاكِ

يـمشي إليكِ اللّحظُ فِي الديباج أَو

فِي العاج من أَي الشِّعـابِ أَتـاكِ

ضَمَّـتْ ذراعيْـها الطبيعـةُ رِقَّـةً

صِنِّيـنَ والحَـرَمُـونَ فاحتضنـاكِ

والبـدرُ فِي ثَبَـج السمـاءِ مُنَـوِّرٌ

سالت حُلاه على الثـرى وحُـلاكِ

والنيِّـرات مـن السحـاب مُطِلَّـةٌ

كالغِيـد من سِتْـرٍ ومـن شُبّـاكِ

وكأَنَّ كـلَّ ذُؤابـةٍ مـن شاهِـقٍ

كنُ الـمجرَّةِ أَو جـدارُ سِمـاكِ

سكنَتْ نواحـي الليـلِ ، إلا أَنَّـةً

فِي الأَيْكِ، أَو وَتَر اًشَجِـيَّ حَـراكِ

شرفاً ، عروسَ الأَرْز ، كلُّ خريـدةٍ

تـحتَ السماءِ من البـلاد فِـداكِ

رَكَـز البيـانُ علـى ذراك لـواءَه

ومشى ملـوكُ الشعـر فِي مَغنـاكِ

أُدباؤكِ الزُّهرُ الشمـوسُ ، ولا أَرى

أَرضاً تَمَخَّضُ بالشمـوس سِـواكِ

من كـلّ أَرْوَعَ علْمُـه فِي شعـره

ويراعـه مـن خُلْقـه بـمِـلاكِ

جمع القصائـدَ من رُبـاكِ ، وربّمـا

سرق الشمائلَ مـن نسيـم صَبـاكِ

موسى ببابكِ فِي الـمكارم والعـلا

وعَصاه فِي سحـر البيـانِ عَصـاكِ

أَحْلَلْتِ شعري منكِ فِي عُليا الـذُّرا

وجَمـعْـتِـه بـروايـة الأَمـلاكِ

إن تُكرمي يا زَحْلُ شعـري إننـي

أَنكـرْتُ كـلَّ قَـصـيـدَةٍ إلاَّكِ

أَنتِ الخيـالُ : بديعُـهُ ، وغريبُـه


اللهُ صـاغـك ، والـزمـانُ رَواكِ


http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:06 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ

وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي

جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي

إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي

جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ

وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ

وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري

وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ

وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ

لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ

عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ

وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ

رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ

بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ

غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ

أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ

وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ

أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ

لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ

عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ

يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ

وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ

تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها

تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ

وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ

وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ

أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا

وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ

صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ

وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ

وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ

لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ

سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ

وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ

بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكًا

غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ

لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ

بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ

رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها

أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ

وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ

وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ

وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ

مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ

بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ

وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ

إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ

أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ

بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا

وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ

إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ

عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ

سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ

أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ

وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا

قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ

رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا

أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ

إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ

يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا

دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا

وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ

جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ

كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا

وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها

فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ

بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني

وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا

فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا

بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ

وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ

كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ

فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي

وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ

نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا

وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ

وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ

بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ

وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ

فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ

يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا

إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا

وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا

وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ

فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ

وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ

بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ

وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ

نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ

وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ

وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ

وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا

وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ

كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا

لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ

مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ

لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ

نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ

كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا

فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ






http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:07 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif




عادت أَغاني العرسِ رَجْعَ نُواح

ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ

كُفِّنتِ في ليلِ الزفاف بثوبه

ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح

شُيِّعتِ من هَلَعٍ بعَبْرةِ ضاحكٍ

في كلّ ناحيةٍ وسكرةِ صاح

ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ ومنابر

وبكت عليك ممالكٌ ونواح

الهندُ والهةٌ ومصرُ حزينةٌ

تبكي عليك بمدمعٍ سَحّاحِ

والشامُ تسأَلُ والعراق وفارسٌ

أَمَحَا من الأَرض الخلافةَ ماح؟

وأَتت لك الجُمَعُ الجلائلُ مأْتماً

فقعدن فيه مَقاعدَ الأَنواح

يا لَلرّجال لحُرة مَوءُودة

قُتلت بغير جريرة وجُناح

إِنَّ الَّذين أَسَتْ جراحَكِ حربُهم

قتلتْكِ سلهمُ بغير جِراح

هتكوا بأَيديهم مُلاءَةَ فخرهِم

مَوْشِيَّةً بمواهب الفتاح

نزعوا عن الأَعناق خيرَ قِلادة

ونَضَوْا عن الأَعطاف خير وِشاح

حَسَبٌ أَتى طولُ الليالي دونَه

قد طاح بين عشيةٍ وصباح

وعَلاقَةٌ فُصِمَت عُرَى أَسبابها

كانت أَبرَّ علائقِ الأَرواح

جَمَعَت على البرِّ الحُضورَ وربما

جمَعتْ عليه سرائرَ النُّزَّاح

نظمت صفوفَ المسلمين وخَطْوَهم

في كلِّ غُدوةِ جُمعة ورواح

بكت الصلاةُ وتلك فتنةُ عابثٍ

بالشرع عِرْبيدِ القضاءِ وَقاح

أَفتى خُزَعْبِلَةً وقال ضلالةً

وأَتى بكفر في البلاد بواح

إِنَّ الذين جرى عليهم فقهُهُ

خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح

إِن حدّثوا نطقوا بخُرْسِ كتائبٍ

أَو خوطبوا سمِعوا بصُمِّ رِماح

استغفرُ الخلاقَ لستُ بجاحدٍ

من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي

ما لي أُطوّقُهُ الملامَ وطالما

قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي

هو ركنُ مملكة وحائطُ دُولةٍ

وقريعُ شهباءٍ وكبشُ نِطاح

أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعةَ مُلحِدٌ

وأَقول مَن رد الحقوقَ إباحي

الحقُّ أَولى من وليِّك حرمةً

وأَحقُّ منك بنصرةٍ وكِفاح

فامدح على الحقِّ الرجالَ ولُمْهُم

أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح

ومِن الرجالِ إِذا انبريتَ لهدمهم

هرمٌ غليظُ مناكِبِ الصُّفّاحِ

فإِذا قذفتَ الحق في أَجلاده

ترك الصراعَ مُضعْضَعَ الألواح

أَدُّوا إِلى الغازي النصيحةَ يَنتصحْ

إِن الجوادَ يثوبُ بعد جِماح

إِن الغرورَ سقى الرئيسَ بِراحِه

كيف احتيالُك في صريع الراح

نقل الشرائعَ والعقائدَ والقرى

والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح

تركتْه كالشبح المؤلَّهِ أُمَّةٌ

لم تَسْلُ بعدُ عباد الأشباح

هُم أَطلقوا يده كقيصرَ فيهم

حتى تناول كلَّ غيرِ مباح

غرَّته طاعاتُ الجُموعِ ودولةٌ

وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح

وإِذا أَخذتَ المجدَ من أُمِّيةٍ

لم تُعطَ غيرَ سَرابِه اللّماح

منْ قائِلٌ للمسلمين مقالةً

لم يوحها غيرَ النصيحة واح؟

عهدُ الخلافةِ فِيَّ أَوّلُ ذائدٍ

عن حوضها ببراعةٍ نضَّاح

حبٌّ لذاتِ اللَّهِ كان ولم يزل

وهوىً لذاتِ الحقِّ والأصل

إِني أَنا المِصباحُ لست بضائع

حتى أَكونَ فراشةَ المصباح

غزواتُ أَدهم كُلِّلَت بذوابِلٍ

وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت ِصفاح

ولَّتْ سيوفُهما وبان قناهُما

وشبا يَراعي غيرُ ذاتِ بَراح

لا تَبذلوا بُرَدَ النبي لِعاجزٍ

عُزُلٍ يدافَعُ دونَه بالراح

بالأَمس أَوهى المسلمين جراحةً

واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح

فلتَسمَعُنّ بكل أَرضٍ داعياً

يدعو إِلى الكذّابِ أَو لسَجاح

ولتشهدُنّ بكل أَرض فِتنةً

فيها يباعُ الدِّين بيعَ سَماح

يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه

وهوى النفوس وحِقْدِها المحاح






http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:08 AM
رجاء عدم الردود حتى أنهي الموسوعة وشكرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:10 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ


وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ

وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ

نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ

فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ

أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي

إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ

خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ

دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ

هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت

فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ

خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها

إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ

حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ

وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ

وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ

وَتَـهَـلَّـلَـ ت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ

يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ

وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ

الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ

فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت

وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم

خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ

جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ

نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ

وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ

فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ

وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم

يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا

مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها

ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ

زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ

يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ

أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ

وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ

وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ

مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ

فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى

وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً

لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ

هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ

فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ

وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ

تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما

جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو

أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم

يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها

وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً

وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ

وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً

فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ

فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ

وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ

وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً

حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ



وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ


http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:11 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif





ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ

أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا

يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ

لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً

يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي

جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي

جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ

إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ

يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ

لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ

وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا

أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى

أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ

سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا

وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ

مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا

اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي

السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى

يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ

القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ

وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ

العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما

أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ

المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ

عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ

الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا

أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ

مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا

لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ

يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ

إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ

وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى

يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ

يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ

أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ

ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ

أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ

مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ

وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ

بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ

وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ

لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى

مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ

يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ

وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ

كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ

مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ

مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ

يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها

جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ

لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها

المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ

كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ

لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ

طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ

وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ

كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ

إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ

يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها

مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ

رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما

أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ

هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها

وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ

صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ

فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ

وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى

طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ

في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى

مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ

إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ

عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ

وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ

قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ

لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن

يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ

فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ

ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ

عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ

في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ

يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ

وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ

مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ

وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ

مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً

فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ

مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا

وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ

نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ

بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما

مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ

كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما

بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ

وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما

أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ

يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ

وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ

فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ

وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ

غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ

مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها

قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ

إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها

يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها

لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ

أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها

وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ

تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ

رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ

يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ

هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ

لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ

وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ

فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ

بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ

جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ

وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ

يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ

يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً

حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ

في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ

بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ

تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ

سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ

في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ

وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ

ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ

مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ

إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ

لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ

وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ

يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ

وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ

كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ

وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ

كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ

وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ

عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ

لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ

مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ

وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها

عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ

وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما

يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت

لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ

بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً

لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا

هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ

وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ

كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ

كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ

لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما

وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ

تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا

وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ

يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي

وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي

المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ

لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ

مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى

وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ

اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ

من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ

يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ

هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ

تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ

البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ

وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ

شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ

وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ

وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ

إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي

تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها

في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ

مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ

عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ

كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى

يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ

بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ

كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ

ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً

وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ

اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ

وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»

فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ»

أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ

وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً

فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ

قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا

لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ

جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ

فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ

لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ

تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ

وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ

ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ

سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ

بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ

طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها

في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ

لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها

بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ

لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ

وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ

لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى

لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ

جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ

إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ

أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ

فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ

عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ

حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ

دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ

وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ

لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ

ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ

تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ

في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ

لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ

أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ

وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ

مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها

تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ

عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ

للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ

مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ

شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ

لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى

بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ

بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ

مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ

كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ

مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ

لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما

تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ

شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها

عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ

يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها

كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ

غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى

وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ

نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها

تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ

يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى

حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ

لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ

مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ

وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً

رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ

كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها

في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ

لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا

مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ

سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ

وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ

ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ

إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ

لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ

وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ

نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا

عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ

دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا

كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ

وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ

هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ

وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ

في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ

دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ

دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ

ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ

وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ

وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها

عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ

مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ

تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ

وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ

فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ

يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا

مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ

وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ

وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ

خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ

فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ

مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً

وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ

وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا

بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ

الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ

وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ

أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ

يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ

وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها

عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ

جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما

جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي

وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ

بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ

أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ

وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ

في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ

يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ

في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ

لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ

ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى

نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ

مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها

إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ

مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً

ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ

رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا

وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ

وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ

جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ

شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى

وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً

في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ

الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ

ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ

الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ

الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ

يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها

وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ

سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ

تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ

رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ

أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ

فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا

وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ

فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ






http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:23 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif



قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ

علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته

ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً

صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد

وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد

فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا

عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ

في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ

ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه

بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم

واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً

بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ

من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ

شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة

فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ

ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً

لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها

قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا

أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى

عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا

لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ

لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا

أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ

والطابعين شبابَـه المأمـولا

والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا

عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا

وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ

ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا

كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ

ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا

حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً

في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا

تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ

من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا

تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم

لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا

ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم

كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا

يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم

فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ

كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ

دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم

تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ

كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي

من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه

عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى

تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً

وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ

ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى

روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ

جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى

ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا

وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ

فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا

إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم

من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا

وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ

في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا

وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ

رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من

هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا

فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما

وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا

إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا

مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها

لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا

البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ

ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ

إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم

دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا

حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ

وضعوا على أحجـاره إكليـلا

ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم

جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا

لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه

حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا

ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً

لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا

فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ

أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا

إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً

لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا

فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا

لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا

إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى

لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا

فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ

ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا

ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى

من كان عندكم هو المخـذولا

كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا

كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا

قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا

صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا

أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا

للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا

ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي

أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا

فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا

فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:26 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما

أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى

مِنَ الهاتِكاتِ القَلبَ أَوَّلَ وَهلَةٍ

وَما دَخَلَت لَحماً وَلا لامَسَت عَظما

تَوارَدَ وَالناعي فَأَوجَستُ رَنَّةً

كَلاماً عَلى سَمعي وَفي كَبِدي كَلما

فَما هَتَفا حَتّى نَزا الجَنبُ وَاِنزَوى

فَيا وَيحَ جَنبي كَم يَسيلُ وَكَم يَدمى

طَوى الشَرقَ نَحوَ الغَربِ وَالماءَ لِلثَرى

إِلَيَّ وَلَم يَركَب بِساطاً وَلا يَمّا

أَبانَ وَلَم يَنبِس وَأَدّى وَلَم يَفُه

وَأَدمى وَما داوى وَأَوهى وَما رَمّا

إِذا طُوِيَت بِالشُهبِ وَالدُهمِ شَقَّةٌ

طَوى الشُهبَ أَوجابَ الغُدافِيَّةَ الدُهما

وَلَم أَرَ كَالأَحداثِ سَهماً إِذا جَرَت

وَلا كَاللَيالي رامِياً يُبعِدُ المَرمى

وَلَم أَرَ حُكماً كَالمَقاديرِ نافِذاً

وَلا كَلِقاءِ المَوتِ مِن بَينِها حَتما

إِلى حَيثُ آباءُ الفَتى يَذهَبُ الفَتى

سَبيلٌ يَدينُ العالَمونَ بِها قِدما

وَما العَيشُ إِلّا الجِسمُ في ظِلِّ روحِهِ

وَلا المَوتُ إِلّا الروحُ فارَقَتِ الجِسما

وَلا خُلدَ حَتّى تَملَأَ الدَهرَ حِكمَةً

عَلى نُزَلاءِ الدَهرِ بَعدَكَ أَو عِلما

زَجَرتُ تَصاريفَ الزَمانِ فَما يَقَع

لِيَ اليَومَ مِنها كانَ بِالأَمسِ لي وَهما

وَقَدَّرتُ لِلنُعمانِ يَوماً وَضِدَّهُ

فَما اِغتَرَّتِ البوسى وَلا غَرَّتِ النُعمى

شَرِبتُ الأَسى مَصروفَةً لَو تَعَرَّضَت

بِأَنفاسِها بِالفَمِّ لَم يَستَفِق غَمّا

فَأَترِع وَناوِل يا زَمانُ فَإِنَّما

نَديمُكَ سُقراطُ الَّذي اِبتَدَعَ السُمّا

قَتَلتُكَ حَتّى ما أُبالي أَدَرتَ لي

بِكَأسِكَ نَجماً أَم أَدَرتَ بِها رَجما

لَكِ اللَهُ مِن مَطعونَةٍ بِقَنا النَوى

شَهيدَةَ حَربٍ لَم تُقارِف لَها إِنما

مُدَلَّهَةٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفرَةً

وَأَنزَهِ مِن دَمعِ الحَيا عَبرَةَ سَحما

سَقاها بَشيري وَهيَ تَبكي صَبابَةً

فَلَم يَقوَ مَغناها عَلى صَوبِهِ رَسما

أَسَت جُرحَها الأَنباءُ غَيرَ رَفيقَةٍ

وَكَم نازِعٍ سَهماً فَكانَ هُوَ السَهما

تَغارُ الحُمّى الفَضائِلُ وَالعُلا

لِما قَبَّلَت مِنها وَما ضَمَّتِ الحُمّى

أَكانَت تَمَنّاها وَتَهوى لِقاءَها

إِذا هِيَ سَمّاها بِذي الأَرضِ مَن سَمّى

أَلَمَّت عَلَيها وَاِتَّقَت ثَمَراتِها

فَلَمّا وُقوا الأَسواءَ لَم تَرَها ذَمّا

فَيا حَسرَتا أَلّا تَراهُم أَهِلَّةً

إِذا أَقصَرَ البَدرُ التَمامُ مَضَوا قُدما

رَياحينُ في أَنفِ الوَلِيِّ وَما لَها

عَدُوٌّ تَراهُم في مَعاطِسِهِ رَغما

وَأَلّا يَطوفوا خُشَّعاً حَولَ نَعشِها

وَلا يُشبِعوا الرُكنَ اِستِلاماً وَلا لَثما

حَلَفتُ بِما أَسلَفتِ في المَهدِ مِن يَدٍ

وَأَولَيتِ جُثماني مِن المِنَّةِ العُظمى

وَقَبرٍ مَنوطٍ بِالجَلالِ مُقَلَّدٍ

تَليدَ الخِلالِ الكُثرَ وَالطارِفَ الجَمّا

وَبِالغادِياتِ الساقِياتِ نَزيلَهُ

مِنَ الصَلَواتِ الخَمسِ وَالآيِ وَالأَسما

لَما كانَ لي في الحَربِ رَأيٌ وَلا هَوىً

وَلا رُمتُ هَذا الثُكلَ لِلناسِ وَاليُتما

وَلَم يَكُ ظُلمُ الطَيرِ بِالرِقِّ لي رِضاً

فَكَيفَ رِضائي أَن يَرى البَشَرُ الظُلما

وَلَم آلُ شُبّانَ البَرِيَّةِ رِقَّةً

كَأَنَّ ثِمارَ القَلبِ مِن وَلَدي ثَمّا

وَكُنتُ عَلى نَهجٍ مِنَ الرَأيِ واضِحٍ

أَرى الناسَ صِنفَينِ الذِئابَ أَوِ البَهما

وَما الحُكمُ إِلّا أولي البَأسِ دَولَةً

وَلا العَدلُ إِلّا حائِطٌ يَعصِمُ الحُكما

نَزَلتُ رُبى الدُنيا وَجَنّاتِ عَدنِها

فَما وَجَدَت نَفسي لِأَنهارِها طَعما

أَريحُ أَريجَ المِسكِ في عَرَصاتِها

وَإِن لَم أُرِح مَروانَ فيها وَلا لَخما

إِذا ضَحِكَت زَهواً إِلَيَّ سَماوَها

بَكَيتُ النَدى في الأَرضِ وَالبَأسَ وَالحَزما

أُطيفُ بِرَسمٍ أَو أُلِمُّ بِدِمنَةٍ

أَخالُ القُصورَ الزُهرَ وَالغُرَفَ الشُمّا

فَما بَرَحَت مِن خاطِري مِصرُ ساعَةً

وَلا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلتِ لي هَمّا

إِذا جَنَّني اللَيلُ اِهتَزَزتُ إِلَيكُما

فَجَنحا إِلى سُعدى وَجَنحا إِلى سَلمى

فَلَما بَدا لِلناسِ صُبحٌ مِنَ المُنى

وَأَبصَرَ فيهِ ذو البَصيرَةِ وَالأَعمى

وَقَرَّت سُيوفُ الهِندِ وَاِرتَكَزَ القَنا

وَأَقلَعَتِ البَلوى وَأَقشَعَتِ الغُمّى

وَحَنَّت نَواقيسٌ وَرَنَّت مَآذِنٌ

وَرَفَّت وُجوهُ الأَرضِ تَستَقبِلُ السُلمى

أَتى الدَهرُ مِن دونِ الهَناءِ وَلَم يَزَل

وَلوعاً بِبُنيانِ الرَجاءِ إِذا تَمّا

إِذا جالَ في الأَعيادِ حَلَّ نِظامَها

أَوِ العُرسِ أَبلى في مَعالِمِهِ هَدما

لَئِن فاتَ ما أَمَّلتِهِ مِن مَواكِبٍ

فَدونَكِ هَذا الحَشدَ وَالمَوكِبَ الضَخما

رَثَيتُ بِهِ ذاتَ التُقى وَنَظَمتُهُ

لِعُنصُرِهِ الأَزكى وَجَوهَرِهِ الأَسمى

نَمَتكِ مَناجيبُ العُلا وَنَمَيتِها

فَلَم تُلحَقي بِنتاً وَلَم تُسبَقي أُمّا

وَكُنتِ إِذا هَذي السَماءُ تَخايَلَت

تَواضَعتِ وَلَكِن بَعدَ ما فُتِّها نَجما

أَتَيتِ بِهِ لَم يَنظُمِ الشِعرَ مِثلَهُ

وَجِئتِ لِأَخلاقِ الكِرامِ بِهِ نَظما

وَلَو نَهَضَت عَنهُ السَماءُ وَمَخَّضَت

بِهِ الأَرضُ كانَ المُزنَ وَالتِبرَ وَالكَرما

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:27 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif





لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم

قامَ فيها أَبو المَلائِكِ هاشِم

قَعدَ الآلُ لِلعَزاءِ وَقامَت

باكِياتٍ عَلى الحُسَينِ الفَواطِم

يا أَبا العِليَةِ البَهاليلِ سَل آ

باءَكَ الزُهرَ هَل مِنَ المَوتِ عاصِم

المَنايا نَوازِلُ الشَعَرِ الأَب

يَضِ جاراتُ كُلِّ أَسوَدَ فاحِم

ما اللَيالي إِلّا قِصارٌ وَلا الدُن

يا سِوى ما رَأَيتَ أَحلامَ نائِم

اِنحِسارُ الشِفاهِ عَن سِنِّ جَذلا

نَ وَراءَ الكَرى إِلى سِنِّ نادِم

سَنَةٌ أَفرَحَت وَأُخرى أَساءَت

لَم يَدُم في النَعيمِ وَالكَربِ حالِم

المَناحاتُ في مَمالِكِ أَبنا

ئِكَ بَدرِيَّةُ العَزاءِ قَوائِم

تِلكَ بَغدادُ في الدُموعِ وَعَمّا

نُ وَراءَ السَوادِ وَالشامُ واجِم

وَالحِجازُ النَبيلُ رَبعٌ مُصَلٍّ

مِن رُبوعِ الهُدى وَآخَرُ صائِم

وَاِشتَرَكنا فَمِصرُ عَبرى وَلُبنا

نُ سَكوبُ العُيونِ باكي الحَمائِم

قُم تَأَمَّل بَنيكَ في الشَرقِ زَينُ ال

تاجِ مِلءُ السَريرِ نورُ العَواصِم

الزَكِيّونَ عُنصُراً مِثلَ إِبرا

هيمَ وَالطَيِّبونَ مِثلَ القاسِم

وَعَلَيهِم إِذا العُيونُ رَمَتهُم

عُوَذٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتَمائِم

قَد بَنى اللَهُ بَيتَهُم فَهوَ باقٍ

ما بَنى اللَهُ ما لَهُ مِن هادِم

دَبَّروا المُلكَ في العِراقِ وَفي الشا

مِ فَسَنّوا الهُدى وَرَدّوا المَظالِم

أَمِنَ الناسُ في ذَراهُم وَطابَت

عَرَبُ الأَرضِ تَحتَهُم وَالأَعاجِم

وَبَنوا دَولَةً وَراءَ فِلَسطي

نَ كَعابَ الهُدى فَتاةَ العَزائِم

ساسَها بِالأَناةِ أَروَعُ كَالدا

خِلِ ماضي الجِنانِ يَقظانُ حازِم

قُبرُصٌ كانَتِ الحَديدَ وَقَد تَن

زِلُ قُضبانَهُ اللُيوثُ الضَراغِم

كَرِهَ الدَهرُ أَن يَقومَ لِواءٌ

تُحشَرُ البيدُ تَحتَهُ وَالعَمائِم

قُم تَحَدَّث أَبا عَلِيٍّ إِلَينا

كَيفَ غامَرتَ في جِوارِ الأَراقِم

لَم تُبالِ النُيوبَ في الهامِ خُشناً

وَتَعَلَّقَت بِالحَواشي النَواعِم

هاتِ حَدِّث عَنِ العَوانِ وَصِفها

لا تُرَع في التُرابِ ما أَنا لائِم

كُلُّنا وارِدُ السَرابِ وَكُلٌّ

حَمَلٌ في وَليمَةِ الذِئبِ طاعِم

قَد رَجَونا مِنَ المَغانِمِ حَظّاً

وَوَرَدنا الوَغى فَكُنّا الغَنائِم

قَد بَعَثتَ القَضِيَّةَ اليَومَ مَيتاً

رُبَّ عَظمٍ أَتى الأُمورَ العَظائِم

أَنتَ كَالحَقِّ أَلَّفَ الناسَ يَقظا

نَ وَزادَ اِئتِلافَهُم وَهوَ نائِم

إِنَّما الهِمَّةُ البَعيدَةُ غَرسٌ

مُتَأَنّي الجَنى بَطيءُ الكَمائِم

رُبَّما غابَ عَن يَدٍ غَرَسَتهُ

وَحَوَتهُ عَلى المَدى يَدُ قادِم

حَبَّذا مَوقِفٌ غُلِبتَ عَلَيهِ

لَم يَقِفهُ لِلعُربِ قَبلَكَ خادِم

ذائِداً عَن مَمالِكٍ وَشُعوبٍ

نُقِلَت في الأكُفِّ نَقلَ الدَراهِم

كُلُّ ماءٍ لَهُم وَكُلُّ سَماءٍ

مَوطِئُ الخَيلِ أَو مَطارُ القَشاعِم

لِمَ لَم تَدعُهُم إِلى الهِمَّةِ الشَم

ماءِ وَالعِلمِ وَالطِماحِ المُزاحِم

وَرُكوبِ اللِجاجِ وَهيَ طَواغٍ

وَالسَمَواتِ وَهيَ هوجُ الشَكائِم

وَإِلى القُطبِ وَالجَليدُ عَلَيهِ

وَالصَحاري وَما بِها مِن حَمائِم

اِغسُلوهُ بِطَيِّبٍ مِن وَضوءِ ال

رُسلِ كَالوَردِ في رُباهُ البَواسِم

وَخُذوا مِن وِسادِهِم في المُصَلّى

رُقعَةً كَفِّنوا بِها فَرعَ هاشِم

وَاِستَعيروا لِنَعشِهِ مِن ذُرى المِن

بَرِ عوداً وَمِن شَريفِ القَوائِم

وَاِحمُلوهُ عَلى البُراقِ إِنِ اِسطَع

تُم فَقَد جَلَّ عَن ظُهورِ الرَواسِم

وَأَديروا إِلى العَتيقِ حُسَيناً

يَبتَهِل رُكنُهُ وَتَدعو الدَعائِم

وَاِذكُروا لِلأَميرِ مَكَّةَ وَالقَص

رَ وَعَهدَ الصَفا وَطيبَ المَواسِم

ظَمِئَ الحُرُّ لِلدِيارِ وَإِن كا

نَ عَلى مَنهَلٍ مِنَ الخُلدِ دائِم

نَقِّلوا النَعشَ ساعَةً في رُبا الفَت

حِ وَطوفوا بِرَبِّهِ في المَعالِم

وَقِفوا ساعَةً بِهِ في ثَرى الأَق

مارِ مِن قَومِهِ وَتُربَ الغَمائِم

وَاِدفُنوهُ في القُدسِ بَينَ سُلَيما

نَ وَداوُدَ وَالمُلوكِ الأَكارِم

إِنَّما القُدسُ مَنزِلُ الوَحيِ مَغنى

كُلِّ حَبرٍ مِنَ الأَوائِلِ عالِم

كُنِّفَت بِالغُيوبِ فَالأَرضُ أَسرا

رٌ مَدى الدَهرِ وَالسَماءُ طَلاسِم

وَتَحَلَّت مِنَ البُراقِ بِطُغَرا

ءَ وَمِن حافِرِ البُراقِ بِخاتِم

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:29 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي

وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم

أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ

كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى

وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى

آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً

نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين

إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت

أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ

وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ

وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا

لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا

وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ

كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما

قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا

وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا

وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن

بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما

وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين

ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ

وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين

طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ

كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين

وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ

وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين

وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ

مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين

نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً

سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين

يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ

لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين

كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها

كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين

أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً

أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين

لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً

جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين

أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى

كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين

لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي

مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين

وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى

أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:30 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif



المَشرِقانِ عَلَيكَ يَنتَحِبانِ

قاصيهُما في مَأتَمٍ وَالداني

يا خادِمَ الإِسلامِ أَجرُ مُجاهِدٍ

في اللَهِ مِن خُلدٍ وَمِن رِضوانِ

لَمّا نُعيتَ إِلى الحِجازِ مَشى الأَسى

في الزائِرينَ وَرُوِّعَ الحَرَمانِ

السِكَّةُ الكُبرى حِيالَ رُباهُما

مَنكوسَةُ الأَعلامِ وَالقُضبانِ

لَم تَألُها عِندَ الشَدائِدِ خِدمَةً

في اللَهِ وَالمُختارِ وَالسُلطانِ

يا لَيتَ مَكَّةَ وَالمَدينَةَ فازَتا

في المَحفِلَينِ بِصَوتِكَ الرَنّانِ

لِيَرى اَلأَواخِرُ يَومَ ذاكَ وَيَسمَعوا

ما غابَ مِن قُسٍّ وَمِن سَحبانِ

جارَ التُرابِ وَأَنتَ أَكرَمُ راحِلٍ

ماذا لَقيتَ مِنَ الوُجودِ الفاني

أَبكي صِباكَ وَلا أُعاتِبُ مَن جَنى

هَذا عَلَيهِ كَرامَةً لِلجاني

يَتَساءَلونَ أَبِالسُلالِ قَضَيتَ أَم

بِالقَلبِ أَم هَل مُتَّ بِالسَرطانِ

اللَهُ يَشهَدُ أَنَّ مَوتَكَ بِالحِجا

وَالجِدِّ وَالإِقدامِ وَالعِرفانِ

إِن كانَ لِلأَخلاقِ رُكنٌ قائِمٌ

في هَذِهِ الدُنيا فَأَنتَ الباني

بِاللَهِ فَتِّش عَن فُؤادِكَ في الثَرى

هَل فيهِ آمالٌ وَفيهِ أَماني

وِجدانُكَ الحَيُّ المُقيمُ عَلى المَدى

وَلَرُبَّ حَيٍّ مَيتِ الوِجدانِ

الناسُ جارٍ في الحَياةِ لِغايَةٍ

وَمُضَلَّلٌ يَجري بِغَيرِ عِنانِ

وَالخُلدُ في الدُنيا وَلَيسَ بِهَيِّنٍ

عُليا المَراتِبِ لَم تُتَح لِجَبانِ

فَلَو أَنَّ رُسلَ اللَهِ قَد جَبَنوا لَما

ماتوا عَلى دينٍ مِنَ الأَديانِ

المَجدُ وَالشَرَفُ الرَفيعُ صَحيفَةٌ

جُعِلَت لَها الأَخلاقُ كَالعُنوانِ

وَأَحَبُّ مِن طولِ الحَياةِ بِذِلَّةٍ

قِصَرٌ يُريكَ تَقاصُرَ الأَقرانِ

دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ

إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني

فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها

فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني

لِلمَرءِ في الدُنيا وَجَمِّ شُؤونِها

ما شاءَ مِن رِبحٍ وَمِن خُسرانِ

فَهيَ القَضاءُ لِراغِبٍ مُتَصَلِّعٍ

وَهيَ المَضيقُ لِمُؤثِرِ السُلوانِ

الناسُ غادٍ في الشَقاءِ وَرائِحٌ

يَشقى لَهُ الرُحَماءُ وَهوَ الهاني

وَمُنَعَّمٌ لَم يَلقَ إِلّا لَذَّةً

في طَيِّها شَجَنٌ مِنَ الأَشجانِ

فَاِصبِر عَلى نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها

نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها سِيّانِ

يا طاهِرَ الغَدَواتِ وَالرَوحاتِ وَال

خَطَراتِ وَالإِسرارِ وَالإِعلانِ

هَل قامَ قَبلَكَ في المَدائِنِ فاتِحٌ

غازٍ بِغَيرِ مُهَنَّدٍ وَسِنانِ

يَدعو إِلى العِلمِ الشَريفِ وَعِندَهُ

أَنَّ العُلومَ دَعائِمُ العُمرانِ

لَفّوكَ في عَلَمِ البِلادِ مُنَكَّساً

جَزِعَ الهِلالُ عَلى فَتى الفِتيانِ

ما اِحمَرَّ مِن خَجَلٍ وَلا مِن ريبَةٍ

لَكِنَّما يَبكي بِدَمعٍ قاني

يُزجونَ نَعشَكَ في السَناءِ وَفي السَنا

فَكَأَنَّما في نَعشِكَ القَمَرانِ

وَكَأَنَّهُ نَعشُ الحُسَينِ بِكَربُلا

يَختالُ بَينَ بُكاً وَبَينَ حَنانِ

في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَبِرِّهِ

ما ضَمَّ مِن عُرفٍ وَمِن إِحسانِ

وَمَشى جَلالُ المَوتِ وَهوَ حَقيقَةٌ

وَجَلالُكَ المَصدوقُ يَلتَقِيانِ

شَقَّت لِمَنظَرِكَ الجُيوبَ عَقائِلٌ

وَبَكَتكَ بِالدَمعِ الهَتونِ غَواني

وَالخَلقُ حَولَكَ خاشِعونَ كَعَهدِهِم

إِذ يُنصِتونَ لِخُطبَةٍ وَبَيانِ

يَتَساءَلونَ بِأَيِّ قَلبٍ تُرتَقى

بَعدَ المَنابِرِ أَم بِأَيِّ لِسانِ

لَو أَنَّ أَوطاناً تُصَوَّرُ هَيكَلاً

دَفَنوكَ بَينَ جَوانِحِ الأَوطانِ

أَو كانَ يُحمَلُ في الجَوارِحِ مَيِّتٌ

حَمَلوكَ في الأَسماعِ وَالأَجفانِ

أَو صيعَ مِن غُرِّ الفَضائِلِ وَالعُلا

كَفَنٌ لَبِستَ أَحاسِنَ الأَكفانِ

أَو كانَ لِلذِكرِ الحَكيمِ بَقِيَّةٌ

لَم تَأتِ بَعدُ رُثيتَ في القُرآنِ

وَلَقَد نَظَرتُكَ وَالرَدى بِكَ مُحدِقٌ

وَالداءُ مِلءُ مَعالِمِ الجُثمانِ

يَبغي وَيَطغى وَالطَبيبُ مُضَلَّلٌ

قَنِطٌ وَساعاتُ الرَحيلِ دَواني

وَنَواظِرُ العُوّادِ عَنكَ أَمالَها

دَمعٌ تُعالِجُ كَتمَهُ وَتُعاني

تُملي وَتَكتُبُ وَالمَشاغِلُ جَمَّةٌ

وَيَداكَ في القِرطاسِ تَرتَجِفانِ

فَهَشَشتَ لي حَتّى كَأَنَّكَ عائِدي

وَأَنا الَّذي هَدَّ السَقامُ كِياني

وَرَأَيتُ كَيفَ تَموتُ آسادُ الشَرى

وَعَرَفتُ كَيفَ مَصارِعُ الشُجعانِ

وَوَجَدتُ في ذاكَ الخَيالِ عَزائِماً

ما لِلمَنونِ بِدَكِّهِنَّ يَدانِ

وَجَعَلتَ تَسأَلُني الرِثاءَ فَهاكَهُ

مِن أَدمُعي وَسَرائِري وَجِناني

لَولا مُغالَبَةُ الشُجونِ لِخاطِري

لَنَظَمتُ فيكَ يَتيمَةَ الأَزمانِ

وَأَنا الَّذي أَرثي الشُموسَ إِذا هَوَت

فَتَعودُ سيرَتَها إِلى الدَوَرانِ

قَد كُنتَ تَهتُفُ في الوَرى بِقَصائِدي

وَتُجِلُّ فَوقَ النَيِّراتِ مَكاني

ماذا دَهاني يَومَ بِنتَ فَعَقَّني

فيكَ القَريضُ وَخانَني إِمكاني

هَوِّن عَلَيكَ فَلا شَماتَ بِمَيّتٍ

إِنَّ المَنِيَّةَ غايَةُ الإِنسانِ

مَن لِلحَسودِ بِمَيتَةٍ بُلِّغتَها

عَزَّت عَلى كِسرى أَنوشِروانِ

عوقِبتَ مِن حَرَبِ الحَياةِ وَحَربِها

فَهَل اِستَرَحتَ أَمِ اِستَراحَ الشاني

يا صَبَّ مِصرَ وَيا شَهيدَ غَرامِها

هَذا ثَرى مِصرَ فَنَم بِأَمانِ

اِخلَع عَلى مِصرَ شَبابَكَ عالِياً

وَاِلبِس شَبابَ الحورِ وَالوِلدانِ

فَلَعَلَّ مِصراً مِن شَبابِكَ تَرتَدي

مَجداً تَتيهُ بِهِ عَلى البُلدانِ

فَلَوَ اَنَّ بِالهَرَمَينِ مِن عَزَماتِهِ

بَعضَ المَضاءِ تَحَرَّكَ الهَرَمانِ

عَلَّمتَ شُبّانَ المَدائِنِ وَالقُرى

كَيفَ الحَياةُ تَكونُ في الشُبّانِ

مِصرُ الأَسيفَةُ ريفُها وَصَعيدُها

قَبرٌ أَبَرُّ عَلى عِظامِكَ حاني

أَقسَمتُ أَنَّكَ في التُرابِ طَهارَةٌ

مَلَكٌ يَهابُ سُؤالَهُ المَلَكانِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:31 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif




تُسائِلُني كَرمَتي بِالنَهارِ

وَبِاللَيلِ أَينَ سَميري حَسَن

وَأَينَ النَديمُ الشَهِيُّ الحَديثِ

وَأَينَ الطَروبُ اللَطيفُ الأُذُن

نَجِيُّ البَلابِلِ في عُشِّها

وَمُلهِمُها صِبيَةً في الفَنَن

فَقُلتُ لَها ماتَ وَاِستَشعَرَت

لَيالي السُرورِ عَلَيهِ الحَزن

لَئِن ناءَ مِن سِمَنٍ جِسمُهُ

فَما عَرِفَت روحُهُ ما السِمَن

وَما هُوَ مَيتٌ وَلَكِنَّهُ

بَشاشَةُ دَهرٍ مَحاها الزَمَن

وَمَعنىً خَلا القَولُ مِن لَفظِهِ

وَحُلمٌ تَطايَرَ عَنهُ الوَسَن

وَلا يَذكُرُ المَعهَدُ الشَرقِيُّ

لِأَنوَرَ إِلّا جَليلَ المِنَن

وَما كانَ مِن صَبرِهِ في الصِعابِ

وَما كانَ مِن عَونِهِ في المِحَن

وَخِدمَةُ فَنٍّ يُداوي القُلوبَ

وَيَشفي النُفوسَ وَيُذكي الفِطَن

وَما كانَ فيهِ الدَعِيَّ الدَخيلَ

وَلَكِن مِنَ الفَنِّ كانَ الرُكُن

وَلَو أَنصَفَ الصَحبُ يَومَ الوَداعِ

دُفِنتَ كَإِسحاقَ لَمّا دُفِن

فَغُيِّبتَ في المِسكِ لا في التُرابِ

وَأُدرِجتَ في الوَردِ لا في الكَفَن

وَخُطَّ لَكَ القَبرُ في رَوضَةٍ

يَميلُ عَلى الغُصنِ فيها الغُصُن

وَيَنتَحِبُ الطَيرُ في ظِلِّها

وَيَخلَعُ فيها النَسيمُ الرَسَن

وَقامَت عَلى العودِ أَوتارُهُ

تُعيدُ الحَنينَ وَتُبدي الشَجَن

وَطارَحَكَ النايُ شَجوَ النُواحِ

وَكُنتَ تَئِنُّ إِذا النايُ أَن

وَمالَ فَناحَ عَلَيكَ الكَمانُ

وَأَظهَر مِن بَثِّهِ ما كَمَن

سَلامٌ عَلَيكَ سَلامُ الرُبا

إِذا نَفَحَت وَالغَوادي الهُتَن

سَلامٌ عَلى جيرَةٍ بِالإِمامِ

وَرَهطٍ بِصَحرائِهِ مُرتَهَن

سَلامٌ عَلى حُفَرٍ كَالقِبابِ

وَأُخرى كَمُندَرِساتِ الدِمَن

وَجَمعٍ تَآلَفَ بَعدَ الخِلافِ

وَصافى وَصوفِيَ بَعدَ الضَغَن

سَلامٌ عَلى كُلِّ طَودٍ هُناكَ

لَهُ حَجَرٌ في بِناءِ الوَطَن

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:32 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif



أَخَذَت نَعشَكِ مِصرُ بِاليَمين

وَحَوَتهُ مِن يَدِ الروحِ الأَمين

لَقِيَت طُهرَ بَقاياكِ كَما

لَقِيَت يَثرِبٌ أُمَّ المُؤمِنين

في سَوادَيها وَفي أَحشائِها

وَوَراءَ النَحرِ مِن حَبلِ الوَتين

خَرَجَت مِن قَصرِكِ الباكي إِلى

رَملَةِ الثَغرِ إِلى القَصرِ الحَزين

أَخَذَت بَينَ اليَتامى مَذهَباً

وَمَشَت في عَبَراتِ البائِسين

وَرَمَت طَرفاً إِلى البَحرِ تَرى

مِن وَراءِ الدَمعِ أَسرابَ السَفين

فَبَدَت جارِيَةٌ في حِضنِها

فَنَنُ الوَردِ وَفَرعُ الياسَمين

وَعَلى جُؤجُئِها نورُ الهُدى

وَعَلى سُكّانِها نورُ اليَقين

حَمَلَت مِن شاطِئِ مَرمَرَه

جَوهَرَ السُؤدُدِ وَالكَنزَ الثَمين

وَطَوَت بَحراً بِبَحرٍ وَجَرَت

في الأُجاجِ المِلحِ بِالعَذبِ المَعين

وَاِستَقَلَّت دُرَّةً كانَت سَنىً

وَسَناءً في جِباهِ المالِكين

ذَهَبَت عَن عِليَةٍ صَيدٍ وَعَن

خُرَّدٍ مِن خَفِراتِ البَيتِ عين

وَالتَقِيّاتُ بَناتُ المُتَّقي

وَالآميناتُ بُنَيّاتُ الأَمين

لَبِسَت في مَطلَعِ العِزِّ الضُحى

وَنَضَتهُ كَالشُموسِ الآفِلين

يَدُها بانِيَةٌ غارِسَةٌ

كَيَدِ الشَمسِ وَإِن غابَ الجَبين

رَبَّةُ العَرشَينِ في دَولَتِها

قَد رَكِبتِ اليَومَ عَرشَ العالَمين

أُضجِعَت قَبلَكِ فيهِ مَريَمٌ

وَتَوارى بِنِساءِ المُرَسَلين

إِنَّهُ رَحلُ الأَوالي شَدَّهُ

لَهُم آدَمُ رُسلِ الآخَرين

اِخلَعي الأَلقابَ إِلّا لَقَباً

عَبقَرِيّاً هُوَ أُمُّ المُحسِنين

وَدَعي المالَ يَسِر سُنَّتَهُ

يَمضِ عَن قَومٍ لِأَيدي آخَرين

وَاِقذِفي بِالهَمِّ في وَجهِ الثَرى

وَاِطرَحي مِن حالِقٍ عِبءَ السِنين

وَاِسخَري مِن شانِئٍ أَو شامِتٍ

لَيسَ بِالمُخطِئِ يَومُ الشامِتين

وَتَعَزّي عَن عَوادي دَولَةٍ

لَم تَدُم في وَلَدٍ أَو في قَرين

وَاِزهَدي في مَوكِبٍ لَو شِئتِهِ

لَتَغَطّى وَجهُها بِالدارِعين

ما الَّذي رَدَّ عَلى أَصحابِهِ

لَيسَ يُحيِ مَوكِبُ الدَفنِ الدَفين

رُبَّ مَحمولٍ عَلى المِدفَعِ ما

مَنَعَ الحَوضَ وَلا حاطَ العَرين

باطِلٌ مِن أُمَمٍ مَخدوعَةٍ

يَتَحَدّونَ بِهِ الحَقَّ المُبين

في فَروقٍ وَرُباها مَأتَمٌ

ذَرَفَت آماقَها فيهِ العُيون

قامَ فيها مِن عَقيلاتِ الحِمى

مَلَأٌ بُدِّلنَ مِن عِزٍّ بِهون

أُسَرٌ مالَت بِها الدُنيا فَلَم

تَلقَ إِلّا عِندَكِ الرُكنَ الرَكين

قَد خَلا بَيبَكُ مِن حاتِمِه

وَمِنَ الكاسينَ فيهِ الطاعِمين

طارَتِ النِعمَةُ عَن أَيكَتِه

وَاِنقَضى ما كانَ مِن خَفضٍ وَلين

اليَتامى نُوَّحٌ ناحِيَةً

وَالمَساكينُ يَمُدّونَ الرَنين

دَولَةٌ مالَت وَسُلطانٌ خَلا

دُوِّلَت نُعماهُ بَينَ الأَقرَبين

مُنهِضُ الشَرقِ عَلِيٌّ لَم يَزَل

مِن بَنيهِ سَيِّدٌ في عابِدين

يُصلِحُ اللَهُ بِهِ ما أَفسَدَت

فَتَراتُ الدَهرِ مِن دُنيا وَدين

أُمَّ عَبّاسٍ وَما لي لَم أَقُل

أُمَّ مِصرَ مِن بَناتٍ وَبَنين

كُنتِ كَالوَردِ لَهُم وَاِستَقبَلوا

دَولَةَ الرَيحانِ حيناً بَعدَ حين

فَيُقالُ الأُمُّ في مَوكِبِها

وَيُقالُ الحَرَمُ العالي المَصون

العَفيفِيُّ عَفافٌ وَهُدىً

كَالبَقيعِ الطُهرِ ضَمَّ الطاهِرين

اُدخُلي الجَنَّةَ مِن رَوضَتِه

إِنَّ فيها غُرفَةً لِلصابِرين

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:33 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif


أَوحَت لِطَرفِكَ فَاِستَهَلَّ شُؤونا

دارٌ مَرَرتَ بِها عَلى قَيسونا

غاضَت بَشاشَتُها وَقَضَّت شَملَها

دُنيا تَغُرُّ السادِرَ المَفتونا

نَزَلَت عَوادِيَ الدَهرِ في ساحاتِها

وَأَقَلَّ رَفرَفِها الخُطوبَ العونا

فَتَكادُ مِن أَسَفٍ عَلى آسي الحِمى

مِن كُلِّ ناحِيَةٍ تَثورُ شُجونا

تِلكَ العِيادَةُ لَم تَكُن عَبَثاً وَلا

شَرَكاً لِصَيدِ مَآرِبٍ وَكَمينا

دارُ اِبنِ سينا نُزِّهَت حُجُراتُها

عَن أَن تَضُمَّ ضَلالَةً وَمُجونا

خَبَتِ المَطالِعُ مِن أَغَرِّ مُؤَمَّلٍ

كَالفَجرِ ثَغراً وَالصَباحِ جَبينا

وَمِنَ الوُفودِ كَأَنَّهُم مِن حَولِهِ

مَرضى بِعيسى الروحِ يَستَشفونا

مَثَلٌ تَصَوَّرَ مِن حَياةٍ حُرَّةٍ

لِلنَشءِ يَنطِقُ في السُكوتِ مُبينا

لَم تُحصَ مِن عَهدِ الصِبا حَرَكاتُهُ

وَتَخالُهُنَّ مِنَ الخُشوعِ سُكونا

جَمَحَت جِراحُ المُعوِزينَ وَأَعضَلَت

أَدواؤُهُم وَتَغَيَّبَ الشافونا

ماتَ الجَوادُ بِطِبِّهِ وَبِأَجرِهِ

وَلَرُبَّما بَذَلَ الدَواءَ مُعينا

وَتَجُسُّ راحَتُهُ العَليلَ وَتارَةً

تَكسو الفَقيرَ وَتُطعِمُ المِسكينا

أَدّى أَمانَةَ عِلمِهِ وَلَطالَما

حَمَلَ الصَداقَةَ وافِياً وَأَمينا

وَقَضى حُقوقَ الأَهلِ يُحسِنُ تارَةً

بِأَبيهِ أَو يَصِلُ القَرابَةَ حينا

خُلُقٌ وَدينٌ في زَمانٍ لا نَرى

خُلُقاً عَلَيهِ وَلا تُصادِفُ دينا

أَمُداوِيَ الأَرواحِ قَبلَ جُسومِها

قُم داوِ فيكَ فُؤادِيَ المَحزونا

رَوِّح بِلَفظِكَ كُلَّ روحِ مُعَذَّبٍ

حَيرانَ طارَ بِلُبِّهِ الناعونا

قَد كالَ لِلقَدَرِ العِتابَ وَرُبَّما

ظَنَّ المُدَلَّهُ بِالقَضاءِ ظُنونا

داوَيتَ كُلَّ مُحَطَّمٍ فَشَفَيتَهُ

وَنَسيتَ داءً في الضُلوعِ دَفينا

كَبِدٌ عَلى دَمِها اِتَّكَأتَ وَلَحمِها

فَحَمَلتَ هَمَّ المُسلِمينَ سِنيا

ظَلَّت وَراءَ الحَربِ تَشقى بِالنَوى

وَتَذوبُ لِلوَطَنِ الكَريمِ حَنينا

ناصَرتَ في فَجرِ القَضِيَّةِ مُصطَفى

فَنَصَرتَ خُلُقاً في الشَبابِ مَتينا

أَقدَمتَ في العِشرينَ تَحتَ لِوائِهِ

وَرَوائِعُ الإِقدامِ في العِشرينا

لَم تَبغِ دُنيا طالَما أَغضى لَها

حُمسُ الدُعاةِ وَطَأطَؤوا العِرنينا

رُحماكَ يوسُفُ قِف رِكابَكَ ساعَةً

وَاِعطِف عَلى يَعقوبَ فيهِ حَزينا

لَم يَدرِ خَلفَ النَعشِ مِن حَرِّ الجَوى

أَيَشُقُّ جَيباً أَم يَشُقُّ وَتينا

ساروا بِمُهجَتِهِ فَحُمِّلَ ثُكلَها

وَقَضَوا بِعائِلِهِ فَمالَ غَبينا

أَتَعودُ في رَكبِ الرَبيعِ إِذا اِنثَنى

بَهِجاً يَزُفُّ الوَردَ وَالنِسرينا

هَيهاتَ مِن سَفَرِ المَنِيَّةِ أَوبَةٌ

حَتّى يُهيبَ الصُبحُ بِالسارينا

وَيُقالُ لِلأَرضِ الفَضاءِ تَمَخَّضي

فَتَرُدُّ شَيخاً أَو تَمُجُّ جَنينا

اللَهُ أَبقى أَينَ مِن جَسَدي يَدٌ

لَم أَنسَ رِفقَ بَنانِها وَاللينا

حَتّى تَمَثَّلَتِ العِنايَةُ صورَةً

تومي بِراحٍ أَو تُجيلُ عُيونا

فَجَرَرتُ جُثماني وَهانَت كُربَةٌ

لَولا اِعتِناؤُكَ لَم تَكُن لِتَهونا

إِنَّ الشِفاءَ مِنَ الحَياةِ وَعَونِها

ما كانَ آسَ بِالشِفاءِ ضَمينا

وَاليَومَ أَرتَجِلُ الرِثاءَ وَأَنزَوي

في مَأتَمٍ أَبكي مَعَ الباكينا

سُبحانَ مَن يَرِثُ الطَبيبَ وَطِبِّهِ

وَيُري المَريضَ مَصارِعَ الآسينا

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:34 AM
http://img1.picmix.com/output/stamp/normal/7/1/3/8/98317_42a40.gif



أَوحَت لِطَرفِكَ فَاِستَهَلَّ شُؤونا

دارٌ مَرَرتَ بِها عَلى قَيسونا

غاضَت بَشاشَتُها وَقَضَّت شَملَها

دُنيا تَغُرُّ السادِرَ المَفتونا

نَزَلَت عَوادِيَ الدَهرِ في ساحاتِها

وَأَقَلَّ رَفرَفِها الخُطوبَ العونا

فَتَكادُ مِن أَسَفٍ عَلى آسي الحِمى

مِن كُلِّ ناحِيَةٍ تَثورُ شُجونا

تِلكَ العِيادَةُ لَم تَكُن عَبَثاً وَلا

شَرَكاً لِصَيدِ مَآرِبٍ وَكَمينا

دارُ اِبنِ سينا نُزِّهَت حُجُراتُها

عَن أَن تَضُمَّ ضَلالَةً وَمُجونا

خَبَتِ المَطالِعُ مِن أَغَرِّ مُؤَمَّلٍ

كَالفَجرِ ثَغراً وَالصَباحِ جَبينا

وَمِنَ الوُفودِ كَأَنَّهُم مِن حَولِهِ

مَرضى بِعيسى الروحِ يَستَشفونا

مَثَلٌ تَصَوَّرَ مِن حَياةٍ حُرَّةٍ

لِلنَشءِ يَنطِقُ في السُكوتِ مُبينا

لَم تُحصَ مِن عَهدِ الصِبا حَرَكاتُهُ

وَتَخالُهُنَّ مِنَ الخُشوعِ سُكونا

جَمَحَت جِراحُ المُعوِزينَ وَأَعضَلَت

أَدواؤُهُم وَتَغَيَّبَ الشافونا

ماتَ الجَوادُ بِطِبِّهِ وَبِأَجرِهِ

وَلَرُبَّما بَذَلَ الدَواءَ مُعينا

وَتَجُسُّ راحَتُهُ العَليلَ وَتارَةً

تَكسو الفَقيرَ وَتُطعِمُ المِسكينا

أَدّى أَمانَةَ عِلمِهِ وَلَطالَما

حَمَلَ الصَداقَةَ وافِياً وَأَمينا

وَقَضى حُقوقَ الأَهلِ يُحسِنُ تارَةً

بِأَبيهِ أَو يَصِلُ القَرابَةَ حينا

خُلُقٌ وَدينٌ في زَمانٍ لا نَرى

خُلُقاً عَلَيهِ وَلا تُصادِفُ دينا

أَمُداوِيَ الأَرواحِ قَبلَ جُسومِها

قُم داوِ فيكَ فُؤادِيَ المَحزونا

رَوِّح بِلَفظِكَ كُلَّ روحِ مُعَذَّبٍ

حَيرانَ طارَ بِلُبِّهِ الناعونا

قَد كالَ لِلقَدَرِ العِتابَ وَرُبَّما

ظَنَّ المُدَلَّهُ بِالقَضاءِ ظُنونا

داوَيتَ كُلَّ مُحَطَّمٍ فَشَفَيتَهُ

وَنَسيتَ داءً في الضُلوعِ دَفينا

كَبِدٌ عَلى دَمِها اِتَّكَأتَ وَلَحمِها

فَحَمَلتَ هَمَّ المُسلِمينَ سِنيا

ظَلَّت وَراءَ الحَربِ تَشقى بِالنَوى

وَتَذوبُ لِلوَطَنِ الكَريمِ حَنينا

ناصَرتَ في فَجرِ القَضِيَّةِ مُصطَفى

فَنَصَرتَ خُلُقاً في الشَبابِ مَتينا

أَقدَمتَ في العِشرينَ تَحتَ لِوائِهِ

وَرَوائِعُ الإِقدامِ في العِشرينا

لَم تَبغِ دُنيا طالَما أَغضى لَها

حُمسُ الدُعاةِ وَطَأطَؤوا العِرنينا

رُحماكَ يوسُفُ قِف رِكابَكَ ساعَةً

وَاِعطِف عَلى يَعقوبَ فيهِ حَزينا

لَم يَدرِ خَلفَ النَعشِ مِن حَرِّ الجَوى

أَيَشُقُّ جَيباً أَم يَشُقُّ وَتينا

ساروا بِمُهجَتِهِ فَحُمِّلَ ثُكلَها

وَقَضَوا بِعائِلِهِ فَمالَ غَبينا

أَتَعودُ في رَكبِ الرَبيعِ إِذا اِنثَنى

بَهِجاً يَزُفُّ الوَردَ وَالنِسرينا

هَيهاتَ مِن سَفَرِ المَنِيَّةِ أَوبَةٌ

حَتّى يُهيبَ الصُبحُ بِالسارينا

وَيُقالُ لِلأَرضِ الفَضاءِ تَمَخَّضي

فَتَرُدُّ شَيخاً أَو تَمُجُّ جَنينا

اللَهُ أَبقى أَينَ مِن جَسَدي يَدٌ

لَم أَنسَ رِفقَ بَنانِها وَاللينا

حَتّى تَمَثَّلَتِ العِنايَةُ صورَةً

تومي بِراحٍ أَو تُجيلُ عُيونا

فَجَرَرتُ جُثماني وَهانَت كُربَةٌ

لَولا اِعتِناؤُكَ لَم تَكُن لِتَهونا

إِنَّ الشِفاءَ مِنَ الحَياةِ وَعَونِها

ما كانَ آسَ بِالشِفاءِ ضَمينا

وَاليَومَ أَرتَجِلُ الرِثاءَ وَأَنزَوي

في مَأتَمٍ أَبكي مَعَ الباكينا

سُبحانَ مَن يَرِثُ الطَبيبَ وَطِبِّهِ

وَيُري المَريضَ مَصارِعَ الآسينا

عطر الزنبق
06-12-2019, 03:36 AM
سأواصل لاحقا باذن الله
لا زالت الموسوعة طويلة
خليكم معي
تحياتي لكم يا غاليين

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:05 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif





مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن

وَأَودى بِزَينِ شَبابِ الزَمَن

وَباتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ

عَلَيهِ وَتَبكي القَنا في عَدَن

وَأَعوَلَ نَجدٌ وَضَجَّ الحِجازُ

وَمالَ الحُسَينُ فَعَزَّ الحَسَن

وَغَصَّت مَناحاتُهُ في الخِيامِ

وَغَصَّت مَآتِمُهُ في المُدُن

وَلَو أَنَّ مَيتاً مَشى لِلعَزاءِ

مَشى في مَآتِمِهِ ذو يَزَن

فَتىً كَاِسمِهِ كانَ سَيفَ الإِلَه

وَسَيفَ الرَسولِ وَسَيفَ الوَطَن

وَلُقِّبَ بِالبَدرِ مِن حُسنِهِ

وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن

عَزاءً جَميلاً إِمامَ الحِمى

وَهَوِّن جَليلَ الرَزايا يَهُن

وَأَنتَ المُعانُ بِإيمانِهِ

وَظَنُّكَ في اللَهِ ظَنٌّ حَسَن

وَلَكِن مَتى رَقَّ قَلبُ القَضاءِ

وَمِن أَينَ لِلمَوتِ عَقلٌ يَزِن

يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون

وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن

وَيَجمَعُ قَومَكَ بِالمُسلِمينَ

عَظيمَ الفُروضِ وَسَمحُ السُنَن

وَأَنَّ نَبِيَّهُمُ واحِدٌ

نَبِيُّ الصَوابِ نَبِيُّ اللَسَن

وَمِصرُ الَّتي تَجمَعُ المُسلِمينَ

كَما اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن

تُعَزّي اليَمانينَ في سَيفِهِم

وَتَأخُذُ حِصَّتَها في الحَزَن

وَتَقعُدُ في مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ

وَتَبكيهِ بِالعَبَراتِ الهُتُن

وَتَنشُرُ رَيحانَتَي زَنبَقٍ

مِنَ الشِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن

تَرِفّانِ فَوقَ رُفاتِ الفَقيدِ

رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن

قَضى واجِباً فَقَضى دونَهُ

فَتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن

تَطَوَّحَ في لُجَجٍ كَالجِبالِ

عِراضِ الأَواسي طِوالِ القُنَن

مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ

وَلا في الدُروعِ وَلا في الجُنَن

مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ

وَكُنّا عَهِدناكَ غِمدَ السُفُن

وَكُنتَ صِوانَ الجُمانِ الكَريمِ

فَكَيفَ أُزيلَ وَلِم لَم يُصَن

ظَفِرَت بِجَوهَرَةٍ فَذَّةٍ

مِنَ الشَرَفِ العَبقَرِيِّ اليُمُن

فَتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ

إِلَيكَ وَأَعطى التُرابَ البَدَن

وَهانَت عَلَيهِ مَلاهي الشَبابِ

وَلَولا حُقوقُ العُلا لَم تَهُن

وَخاضَكَ يُنقِذُ أَترابَهُ

وَكانَ القَضاءُ لَهُ قَد كَمَن

غَدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ

وَخُنتَ اِمرأً وافِياً لَم يَخُن

وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ

وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن

وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى

قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن

أَلا أَيُّها ذا الشَريفُ الرَضي

أَبو السُجَرِ الرَماحِ اللُدُن

شَهيدُ المُروءَةِ كانَ البَقيعُ

أَحَقَّ بِهِ مِن تُرابِ اليَمَن

فَهَل غَسَّلوهُ بِدَمعِ العُفاةِ

وَفي كُلِّ قَلبِ حَزينٍ سَكَن

لَقَد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ

وَأَغرَقتَ أَبناءَهُ بِالمِنَن

أَتَذكُرُ إِذ هُوَ يَطوي الشُهورَ

وَإِذ هُوَ كَالخِشفِ حُلوٌ أَغَن

وَإِذ هُوَ حَولَكَ حَسَنُ القُصورِ

وَطيبُ الرِياضِ وَصَفوُ الزَمَن

بَشاشَتُهُ لَذَّةٌ في العُيونِ

وَنَغمَتُهُ لَذَّةٌ في الأُذُن

يُلاعِبُ طُرَّتَهُ في يَدَيكَ

كَما لاعَبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن

وَإِذ هُوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ

أَدَلَّ بِمِخلَبِهِ وَاِفتَتَن

فَشَبَّ فَقامَ وَراءَ العَرينِ

يَشُبُّ الحُروبَ وَيُطفي الفِتَن

فَما بالُهُ صارَ في الهامِدينَ

وَأَمسى عَفاءً كَأَن لَم يَكُن

نَظَمتُ الدُموعَ رِثاءً لَهُ


وَفَصَّلتُها بِالأَسى وَالشَجَن

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:06 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif



يا قَلبُ وَيحَكَ وَالمَوَدَّةُ ذِمَّةٌ

ماذا صَنَعتَ بِعَهدِ عَبدِ اللَهِ

جاذَبتَني جَنبي عَشِيَّةَ نَعيِهِ

وَخَفَقتَ خَفقَةَ موجَعٍ أَوّاهِ

وَلَوَ اَنَّ قَلباً ذابَ إِثرَ حَبيبِهِ

لَهَوى بِكَ الرُكنُ الضَعيفُ الواهي

فَعَلَيكَ مِن حُسنِ المُروءَةِ آمِرٌ

وَعَلَيكَ مِن حُسنِ التَجَلُّدِ ناهِ

نَزَلَ الطُوَيِّرُ في التُرابِ مَنازِلاً

تَهوي المَكارِمُ نَحوَها بِشِفاهِ

عَرَصاتُها مَمطورَةٌ بِمَدامِعٍ

مَوطوءَةٌ بِمَفارِقٍ وَجِباهِ

لَولا يَمينُ المَوتِ فَوقَ يَمينِهِ

فيها لَفاضَت مِن جَنىً وَمِياهِ

يا كابِراً مِن كابِرينَ وَطاهِراً

مِن آلِ طُهرٍ عارِفٍ بِاللَهِ

وَمُحَكِّماً عَلِمَ القَضاءُ مَكانَهُ

في المُقسِطينَ الجِلَّةِ الأَنزاهِ

وَحَكيماً اِستَعصَت أَعِنَّتُهُ عَلى

كَذِبِ النَعيمِ وَتُرَّهاتِ الجاهِ

وَأَخاً سَقى الإِخوانَ مِن رَاوقِهِ

بِوِدادِ لا صَلِفٍ وَلا تَيّاهِ

قَد كانَ شِعري شُغلَ نَفسِكَ فَاِقتَرِح

مِن كُلِّ جائِلَةٍ عَلى الأَفواهِ

أُنزِلتَ مِنهُ حينَ فاتَكَ جَمعُهُ

في مَنزِلٍ بَهِجٍ بِنورِكَ زاهِ

فَاِقرَأ عَلى حَسّانَ مِنهُ لَعَلَّهُ

بِفَتاهُ في مَدحِ الرَسولِ مُباهِ

وَاِنزِل بِنورِ الخُلدِ جَدَّكَ وَاِتَّصِل

بِمَلائِكٍ مِن آلِهِ أَشباهِ

ناعيكَ ناعي حاتَمٍ أَو جَعفَرٍ

فَالناسُ بَينَ نَوازِلٍ وَدَواهِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:08 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif


شَيَّعوا الشَمسَ وَمالوا بِضُحاها

وَاِنحَنى الشَرقُ عَلَيها فَبَكاها

لَيتَني في الرَكبِ لَمّا أَفَلَت

يوشَعٌ هَمَّت فَنادى فَثَناها

جَلَّلَ الصُبحَ سَواداً يَومُها

فَكَأَنَّ الأَرضَ لَم تَخلَع دُجاها

اِنظُروا تَلقَوا عَلَيها شَفَقاً

مِن جِراحاتِ الضَحايا وَدِماها

وَتَرَوا بَينَ يَدَيها عَبرَةً

مِن شَهيدٍ يَقطُرُ الوَردَ شَذاها

آذَنَ الحَقُّ ضَحاياها بِها

وَيحَهُ حَتّى إِلى المَوتى نَعاها

كَفَّنوها حُرَّةً عُلوِيَّةً

كَسَتِ المَوتَ جَلالاً وَكَساها

مِصرُ في أَكفانِها إِلّا الهُدى

لُحمَةُ الأَكفانِ حَقٌّ وَسُداها

خَطَرَ النَعشُ عَلى الأَرضِ بِها

يَحسِرُ الأَبصارَ في النَعشِ سَناها

جاءَها الحَقُّ وَمِن عادَتِها

تُؤثِرُ الحَقَّ سَبيلاً وَاِتِّجاها

ما دَرَت مِصرٌ بِدَفنٍ صُبِّحَت

أَم عَلى البَعثِ أَفاقَت مِن كَراها

صَرَخَت تَحسَبُها بِنتَ الشَرى

طَلَبَت مِن مِخلَبِ المَوتِ أَباها

وَكَأَنَّ الناسَ لَمّا نَسَلوا

شُعَبُ السَيلِ طَغَت في مُلتَقاها

وَضَعوا الراحَ عَلى النَعشِ كَما

يَلمَسونَ الرُكنَ فَاِرتَدَّت نَزاها

خَفَضوا في يَومِ سَعدٍ هامَهُم

وَبِسَعدٍ رَفَعوا أَمسِ الجِباها

سائِلوا زَحلَةً عَن أَعراسِها

هَل مَشى الناعي عَلَيها فَمَحاها

عَطَّلَ المُصطافَ مِن سُمّارِهِ

وَجَلا عَن ضِفَّةِ الوادي دُماها

فَتَحَ الأَبوابَ لَيلاً دَيرُها

وَإِلى الناقوسِ قامَت بيعَتاها

صَدَعَ البَرقُ الدُجى تَنشُرُهُ

أَرضُ سورِيّا وَتَطويهِ سَماها

يَحمِلُ الأَنباءَ تَسري موهِناً

كَعَوادي الثُكلِ في حَرِّ سُراها

عَرَضَ الشَكُّ لَها فَاِضطَرَبَت

تَطَأُ الآذانَ هَمساً وَالشِفاها

قُلتُ يا قَومُ اِجمَعوا أَحلامَكُم

كُلُّ نَفسٍ في وَريدَيها رَداها

يا عَدُوَّ القَيدِ لَم يَلمَح لَهُ

شَبَحاً في خُطَّةٍ إِلّا أَباها

لا يَضِق ذَرعُكَ بِالقَيدِ الَّذي

حَزَّ في سوقِ الأَوالي وَبَراها

وَقَعَ الرُسلُ عَلَيهِ وَاِلتَوَت

أَرجُلُ الأَحرارِ فيهِ فَعَفاها

يا رُفاتاً مِثلَ رَيحانِ الضُحى

كَلَّلَت عَدنٌ بِها هامَ رُباها

وَبَقايا هَيكَلٍ مِن كَرمٍ

وَحَياةٍ أَترَعَ الأَرضَ حَياها

وَدَّعَ العَدلُ بِها أَعلامَهُ

وَبَكَت أَنظِمَةُ الشورى صُواها

حَضَنَت نَعشَكَ وَاِلتَفَّت بِهِ

رايَةٌ كُنتَ مِنَ الذُلِّ فِداها

ضَمَّتِ الصَدرَ الَّذي قَد ضَمَّها

وَتَلَقّى السَهمَ عَنها فَوَقاها

عَجَبي مِنها وَمِن قائِدِها

كَيفَ يَحمي الأَعزَلُ الشَيخُ حِماها

مِنبَرُ الوادي ذَوَت أَعوادُهُ

مِن أَواسيها وَجَفَّت مِن ذُراها

مَن رَمى الفارِسَ عَن صَهوَتِها

وَدَها الفُصحى بِما أَلجَمَ فاها

قَدَرٌ بِالمُدنِ أَلوى وَالقُرى

وَدَها الأَجبالَ مِنهُ ما دَهاها

غالَ بَسطورا وَأَردى عُصبَةً

لَمَسَت جُرثومَةَ المَوتِ يَداها

طافَتِ الكَأسُ بِساقي أُمَّةٍ

مِن رَحيقِ الوَطَنِيّاتِ سَقاها

عَطِلَت آذانُها مِن وَتَرٍ

ساحِرٍ رَنَّ مَلِيّاً فَشَجاها

أَرغُنٌ هامَ بِهِ وِجدانُها

وَأَذانٌ عَشِقَتهُ أُذُناها

كُلَّ يَومٍ خُطبَةٌ روحِيَّةٌ

كَالمَزاميرِ وَأَنغامِ لُغاها

دَلَّهَت مِصراً وَلَو أَنَّ بِها

فَلَواتٍ دَلَّهَت وَحشَ فَلاها

ذائِدُ الحَقِّ وَحامي حَوضِهِ

أَنفَذَت فيهِ المَقاديرُ مُناها

أَخَذَت سَعداً مِنَ البَيتِ يَدٌ

تَأخُذُ الآسادَ مِن أَصلِ شَراها

لَو أَصابَت غَيرَ ذي روحٍ لَما

سَلِمَت مِنها الثُرَيّا وَسُهاها

تَتَحَدّى الطِبَّ في قُفّازِها

عِلَّةُ الدَهرِ الَّتي أَعيا دَواها

مِن وَراءِ الإِذنِ نالَت ضَيغَماً

لَم يَنَل أَقرانَهُ إِلّا وِجاها

لَم تُصارِح أَصرَحَ الناسِ يَداً

وَلِساناً وَرُقاداً وَاِنتِباها

هَذِهِ الأَعوادُ مِن آدَمَ لَم

يَهدَ خُفّاها وَلَم يَعرَ مَطاها

نَقَلَت خوفو وَمالَت بِمِنا

لَم يَفُت حَيّاً نَصيبٌ مِن خُطاها

تَخلِطُ العُمرَينِ شيباً وَصِباً

وَالحَياتَينِ شَقاءً وَرَفاها

زَورَقٌ في الدَمعِ يَطفو أَبَداً

عَرَفَ الضَفَّةَ إِلّا ما تَلاها

تَهلَعُ الثَكلى عَلى آثارِهِ

فَإِذا خَفَّ بِها يَوماً شَفاها

تَسكُبُ الدَمعَ عَلى سَعدٍ دَماً

أُمَّةٌ مِن صَخرَةِ الحَقِّ بَناها

مِن لَيانٍ هُوَ في يَنبوعِها

وَإِباءٍ هُوَ في صُمِّ صَفاها

لُقِّنَ الحَقَّ عَلَيهِ كَهلُها

وَاِستَقى الإيمانُ بِالحَقِّ فَتاها

بَذَلَت مالاً وَأَمناً وَدَماً

وَعَلى قائِدِها أَلقَت رَجاها

حَمَّلَتهُ ذِمَّةً أَوفى بِها

وَاِبتَلَتهُ بِحُقوقٍ فَقَضاها

اِبنُ سَبعينَ تَلَقّى دونَها

غُربَةَ الأَسرِ وَوَعثاءَ نَواها

سَفَرٌ مِن عَدَنِ الأَرضِ إِلى

مَنزِلٍ أَقرَبُ مِنهُ قُطُباها

قاهِرٌ أَلقى بِهِ في صَخرَةٍ

دَفَعَ النَسرَ إِلَيها فَأَواها

كَرِهَت مَنزِلَها في تاجِهِ

دُرَّةٌ في البَحرِ وَالبَرِّ نَفاها

اِسأَلوها وَاِسأَلوا شائِنَها

لِمَ لَم يَنفِ مِنَ الدُرِّ سِواها

وَلَدَ الثَورَةَ سَعدٌ حُرَّةً

بِحَياتَي ماجِدٍ حُرٍّ نَماها

ما تَمَنّى غَيرُها نَسلاً وَمَن

يَلِدِ الزَهراءَ يَزهَد في سِواها

سالَتِ الغابَةُ مِن أَشبالِها

بَينَ عَينَيهِ وَماجَت بِلَباها

بارَكَ اللَهُ لَها في فَرعِها

وَقَضى الخَيرَ لِمِصرٍ في جَناها

أَوَ لَم يَكتُب لَها دُستورَها

بِالدَمِ الحُرِّ وَيَرفَعُ مُنتَداها

قَد كَتَبناها فَكانَت صورَةً

صَدرُها حَقٌّ وَحَقٌّ مُنتَهاها

رَقَدَ الثائِرُ إِلّا ثَورَةً

في سَبيلِ الحَقِّ لَم تَخمُد جُذاها

قَد تَوَلّاها صَبِيّاً فَكَوَت

راحَتَيهِ وَفَتِيّاً فَرعاها

جالَ فيها قَلَماً مُستَنهِضاً

وَلِساناً كُلَّما أَعيَت حَداها

وَرَمى بِالنَفسِ في بُركانِها

فَتَلَقّى أَوَّلَ الناسِ لَظاها

أَعَلِمتُم بَعدَ موسى مِن يَدٍ

قَذَفَت في وَجهِ فِرعَونَ عَصاها

وَطِأَت نادِبَةً صارِخَةً

شاهَ وَجهُ الرِقِّ يا قَومُ وَشاها

ظَفِرَت بِالكِبرِ مِن مُستَكبِرٍ

ظافِرِ الأَيّامِ مَنصورِ لِواها

القَنا الصُمُّ نَشاوى حَولَهُ

وَسُيوفُ الهِندِ لَم تَصحُ ظُباها

أَينَ مِن عَينَيَّ نَفسٌ حُرَّةٌ

كُنتُ بِالأَمسِ بِعَينَيَّ أَراها

كُلَّما أَقبَلتُ هَزَّت نَفسَها

وَتَواصى بِشرُها بي وَنَداها

وَجَرى الماضي فَماذا اِدَّكَرَت

وَاِدِّكارُ النَفسِ شَيءٌ مِن وَفاها

أَلمَحُ الأَيّامَ فيها وَأَرى

مِن وَراءِ السِنِّ تِمثالَ صِباها

لَستُ أَدري حينَ تَندى نَضرَةً

عَلَتِ الشَيبَ أَمِ الشَيبُ عَلاها

حَلَّتِ السَبعونَ في هَيكَلِها

فَتَداعى وَهيَ مَوفورٌ بِناها

رَوعَةُ النادي إِذا جَدَّت فَإِن

مَزَحَت لَم يُذهِبِ المَزحُ بَهاها

يَظفَرُ العُذرُ بِأَقصى سُخطِها

وَيَنالُ الوُدُّ غاياتِ رِضاها

وَلَها صَبرٌ عَلى حُسّادِها

يُشبِهُ الصَفحَ وَحِلمٌ عَن عِداها

لَستُ أَنسى صَفحَةً ضاحِكَةً

تَأخُذُ النَفسَ وَتَجري في هَواها

وَحَديثاً كَرِواياتِ الهَوى

جَدَّ لِلصَبِّ حَنينٌ فَرواها

وَقَناةً صَعدَةٌ لَو وُهِبَت

لِلسِماكِ الأَعزَلِ اِختالَ وَتاها

أَينَ مِنّي قَلَمٌ كُنتُ إِذا

سُمتُهُ أَن يَرثِيَ الشَمسَ رَثاها

خانَني في يَومِ سَعدٍ وَجَرى

في المَراثي فَكَبا دونَ مَداها

في نَعيمِ اللَهِ نَفسٌ أوتِيَت

أَنعُمَ الدُنيا فَلَم تَنسَ تُقاها

لا الحِجى لَمّا تَناهى غَرَّها

بِالمَقاديرِ وَلا العِلمُ زَهاها

ذَهَبَت أَوّابَةً مُؤمِنَةً

خالِصاً مِن حَيرَةِ الشَكِّ هُداها

آنَسَت خَلقاً ضَعيفاً وَرَأَت

مِن وَراءِ العالَمِ الفاني إِلَها

ما دَعاها الحَقُّ إِلّا سارَعَت

لَيتَهُ يَومَ وَصيفٍ ما دَعاها

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:08 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif


فَتى العَقلِ وَالنَغمَةِ العالِيَه

مَضى وَمَحاسِنَهُ باقِيَه

فَلا سوقَةٌ لَم تَكُن أُنسَهُ

وَلا مَلِكٌ لَم تَزِن نادِيَه

وَلَم تَخلُ مِن طيبِها بَلدَةٌ

وَلَم تَخلُ مِن ذِكرِها ناحِيَه

يَكادُ إِذا هُوَ غَنّى الوَرى

بِقافِيَةٍ يُنطِقُ القافِيَه

يَتيهُ عَلى الماسِ بَعضُ النُحاسِ

إِذا ضَمَّ أَلحانَهُ الغالِيَه

وَتَحكُمُ في النَفسِ أَوتارُهُ

عَلى العودِ ناطِقَةً حاكِيَه

وَتَبلُغُ مَوضِعَ أَوطارِها

وَتُفشي سَريرَتَها الخافِيَه

وَكَم آيَةٍ في الأَغاني لَهُ

هِيَ الشَمسُ لَيسَ لَها ثانِيَه

إِذا ما تَنادى بِها العارِفونَ

قُلِ البَرقُ وَالرَعدُ مِن غادِيَه

فَإِن هَمَسوا بَعدَ جَهرٍ بِها

فَخَفقُ الحُلِيِّ عَلى الغانِيَه

لَقَد شابَ فَردي وَجازَ المَشيبَ

وَعَيدا شَبيبَتُها زاهِيَه

تُمَثِّلُ مِصرَ لِهَذا الزَمانِ

كَما هِيَ في الأَعصُرِ الخالِيَه

وَنَذكُرُ تِلكَ اللَيالي بِها

وَنَنشُدُ تِلكَ الرُؤى السارِيَه

وَنَبكي عَلى عِزِّنا المُنقَضي

وَنَندُبُ أَيّامَنا الماضِيَه

فَيا آلَ فَردي نُعَزّيكُمُ

وَنَبكي مَعَ الأُسرَةِ الباكِيَه

فَقَدنا بِمَفقودِكُم شاعِراً

يَقِلُّ الزَمانُ لَهُ راوِيَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:09 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif



سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً

تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا

يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ

كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا

فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ

حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا

وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ

فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا

إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ

تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا

طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً

إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا

تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ

وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا

وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى

وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا

يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم

أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا

أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً

لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا

فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ

وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا

إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ

فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا

فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ

وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا

أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها

وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا

رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً

وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا

وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ

مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا

إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ

أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا

تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها

تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا

لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً

وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا

وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ

وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا

وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها

لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا

وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً

وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا

وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً

فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا

وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ

تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا

بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد

وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا

مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً

وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا

وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً

وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا

فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً

وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا

وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ

حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا

تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً

تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا

هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ

أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا

ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً

مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا

قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا

ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا

طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ

فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا

فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ

وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا

وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً

فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا

أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً

وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا

وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى

مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا

إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم

عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا

إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى

وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا

أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ

سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:09 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif



تاجَ البِلادِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ

رَدَّتكَ مِصرُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ

العِلمُ وَالمُلكُ الرَفيعُ كِلاهُما

لَكَ يا فُؤادُ جَلالَةٌ وَمَقامُ

فَكَأَنَّكَ المَأمونُ في سُلطانِهِ

في ظِلِّكَ الأَعلامُ وَالأَقلامُ

أَهدى إِلَيكَ الغَربُ مِن أَلقابِهِ

في العِلمِ ما تَسمو لَهُ الأَعلامُ

مِن كُلِّ مَملَكَةٍ وَكُلِّ جَماعَةٍ

يَسعى لَكَ التَقديرُ وَالإِعظامُ

ما هَذِهِ الغُرَفُ الزَواهِرُ كَالضُحى

الشامِخاتُ كَأَنَّها الأَعلامُ

مِن كُلِّ مَرفوعِ العَمودِ مُنَوِّرٍ

كَالصُبحِ مُنصَدِعٌ بِهِ الإِظلامُ

تَتَحَطَّمُ الأُمِّيَةُ الكُبرى عَلى

عَرَصاتِهِ وَتُمَزَّقُ الأَوهامُ

هَذا البِناءُ الفاطِمِيُّ مَنارَةٌ

وَقَواعِدٌ لِحَضارَةٍ وَدِعامُ

مَهدٌ تَهَيَّأَ لِلوَليدِ وَأَيكَةٌ

سَيَرِنُّ فيها بُلبُلٌ وَحَمامُ

شُرُفاتُهُ نورُ السَبيلِ وَرُكنُهُ

لِلعَبقَرِيَّةِ مَنزِلٌ وَمُقامُ

وَمَلاعِبٌ تُجري الحُظوظُ مَعَ الصِبا

في ظِلِّهِنَّ وَتوهَبُ الأَقسامُ

يَمشي بِها الفِتيانُ هَذا مالَهُ

نَفسٌ تُسَوِّدُهُ وَذاكَ عِصامُ

أَلقى أَواسيهِ وَطالَ بِرُكنِهِ

نَفسٌ مِنَ الصَيدِ المُلوكِ كِرامُ

مِن آلِ إِسماعيلَ لا العَمّاتُ قَد

قَصَّرنَ عَن كَرَمٍ وَلا الأَعمامُ

لَم يُعطَ هِمَّتَهُم وَلا إِحسانَهُم

بانٍ عَلى وادي المُلوكِ هُمامُ

وَبَنى فُؤادُ حائِطَيهِ يُعينُهُ

شَعبٌ عَنِ الغاياتِ لَيسَ يَنامُ

اُنظُر أَبا الفاروقِ غَرسَكَ هَلَ دَنَت

ثَمَراتُهُ وَبَدَت لَهُ أَعلامُ

وَهَل اِنثَنى الوادي وَفي فَمِهِ الجَنى

وَأَتى العِراقُ مُشاطِراً وَالشامُ

في كُلِّ عاصِمَةٍ وَكُلِّ مَدينَةٍ

شُبّانُ مِصرَ عَلى المَناهِلِ حاموا

كَم نَستَعيرُ الآخَرينَ وَنَجتَدي

هَيهاتَ ما لِلعارِياتِ دَوامُ

اليَومَ يَرعى في خَمائِلِ أَرضِهِم

نَشءٌ إِلى داعي الرَحيلِ قِيامُ

حُبٌّ غَرَستَ بِراحَتَيكَ وَلَم يَزَل

يَسقيهِ مِن كِلتا يَدَيكَ غَمامُ

حَتّى أَنافَ عَلى قَوائِمِ سوقِهِ

ثَمَراً تَنوءُ وَراءَهُ الأَكمامُ

فَقَريبُهُ لِلحاضِرينَ وَليمَةٌ

وَبَعيدُهُ لِلغابِرينَ طَعامُ

عِظَةٌ لِفاروقٍ وَصالِحِ جيلِهِ

فيما يُنيلُ الصَبرُ وَالإِقدامُ

وَنَموذَجٌ تَحذو عَلَيهِ وَلَم يَزَل

بِسَراتِهِم يَتَشَبَّهُ الأَقوامُ

شَيَّدتَ صَرحاً لِلذَخائِرِ عالِياً

يَأوي الجَمالُ إِلَيهِ وَالإِلهامُ

رَفٌّ عُيونُ الكُتبِ فيهِ طَوائِفٌ

وَجَلائِلُ الأَسفارِ فيهِ رُكامُ

إِسكَندَرِيَّةُ عادَ كَنزُكِ سالِماً

حَتّى كَأَن لَم يَلتَهِمهُ ضِرامُ

لَمَّتهُ مِن لَهَبِ الحَريقِ أَنامِلٌ

بَردٌ عَلى ما لامَسَت وَسَلامُ

وَآسَت جِراحَتَكَ القَديمَةُ راحَةٌ

جُرحُ الزَمانِ بِعُرفِها يَلتامُ

تَهَبُ الطَريفَ مِنَ الفَخارِ وَرُبَّما

بَعَثَت تَليدَ المَجدِ وَهوَ رِمامُ

أَرَأَيتَ رُكنَ العِلمِ كَيفَ يُقامُ

أَرَأَيتَ الاِستِقلالَ كَيفَ يُرامُ

العِلمُ في سُبُلِ الحَضارَةِ وَالعُلا

حادٍ لِكُلِّ جَماعَةٍ وَزِمامُ

باني المَمالِكِ حينَ تَنشُدُ بانِياً

وَمَثابَةُ الأَوطانِ حينَ تُضامُ

قامَت رُبوعُ العِلمِ في الوادي فَهَل

لِلعَبقَرِيَّةِ وَالنُبوغِ قِيامُ

فَهُما الحَياةُ وَكُلُّ دورِ ثَقافَةٍ

أَو دورِ تَعليمٍ هِيَ الأَجسامُ

ما العِلمُ ما لَم يَصنَعاهُ حَقيقَةً

لِلطالِبينَ وَلا البَيانُ كَلامُ

يا مِهرَجانَ العِلمِ حَولَكَ فَرحَةٌ

وَعَلَيكَ مِن آمالِ مِصرَ زِحامُ

ما أَشبَهَتكَ مَواسِمُ الوادي وَلا

أَعيادُهُ في الدَهرِ وَهيَ عِظامُ

إِلّا نَهاراً في بَشاشَةِ صُبحِهِ

قَعَدَ البُناةُ وَقامَتِ الأَهرامُ

وَأَطالَ خوفو في مَواكِبِ عِزِّهِ

فَاِهتَزَّتِ الرَبَواتُ وَالآكامُ

يومي بِتاجٍ في الحَضارَةِ مُعرِقٍ

تَعنو الجِباهُ لِعِزِّهِ وَالهامُ

تاجٌ تَنَقَّلَ في العُصورِ مُعَظَّماً

وَتَأَلَّفَت دُوَلٌ عَلَيهِ جِسامُ

لَمّا اِضطَلَعتَ بِهِ مَشى فيهِ الهُدى

وَمَراشِدُ الدُستورِ وَالإِسلامُ

سَبَقَت مَواكِبُكَ الرَبيعَ وَحُسنَهُ

فَالنيلُ زَهوٌ وَالضِفافُ وِسامُ

الجيزَةُ الفَيحاءُ هَزَّت مَنكِباً

سُبِغَ النَوالُ عَلَيهِ وَالإِنعامُ

لَبِسَت زَخارِفَها وَمَسَّت طيبَها

وَتَرَدَّدَت في أَيكِها الأَنغامُ

قَد زِدتَها هَرَماً يُحَجُّ فِناؤُهُ

وَيُشَدُّ لِلدُنيا إِلَيهِ حِزامُ

تَقِفُ القُرونُ غَداً عَلى دَرَجاتِهِ

تُملي الثَناءَ وَتَكتُبُ الأَيّامُ

أَعوامُ جُهدٍ في الشَبابِ وَراءَها

مِن جُهدِ خَيرِ كُهولَةٍ أَعوامُ

بَلَغَ البِناءُ عَلى يَدَيكَ تَمامُهُ

وَلِكُلِّ ما تَبني يَداكَ تَمامُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:10 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif


نُراوِحُ بِالحَوادِثِ أَو نُغادى

وَنُنكِرُها وَنُعطيها القِيادا

وَنَحمِدُها وَما رَعَتِ الضَحايا

وَلا جَزَتِ المَواقِفَ وَالجِهادا

لَحاها اللَهُ باعَتنا خَيالاً

مِنَ الأَحلامِ وَاِشتَرَتِ اِتِّحادا

مَشَينا أَمسِ نَلقاها جَميعاً

وَنَحنُ اليَومَ نَلقاها فُرادى

أَظَلَّتنا عَنِ الإِصلاحِ حَتّى

عَجَزنا أَن نُناقِشها الفَسادا

تُلاقينا فَلا نَجِدُ الصَياصي

وَنَلقاها فَلا نَجِدُ العَتادا

وَمَن لَقِيَ السِباعَ بِغَيرِ ظَفرٍ

وَلا نابٍ تَمَزَّقَ أَو تَفادى

خَفَضنا مِن عُلُوِّ الحَقِّ حَتّى

تَوَهَّمنا السِيادَةَ أَن نُسادا

وَلَمّا لَم نَنل لِلسَيفِ رَدّاً

تَنازَعنا الحَمائِلَ وَالنِجادا

وَأَقبَلنا عَلى أَقوالِ زورٍ

تَجيءُ الغَيَّ تَقلِبُهُ رَشادا

وَلَو عُدنا إِلَيها بَعدَ قَرنٍ

رَحَمنا الطِرسَ مِنها وَالمِدادا

وَكَم سِحرٍ سَمِعنا مُنذُ حينٍ

تَضاءَلَ بَينَ أَعيُنِنا وَنادى

هَنيئاً لِلعَدُوِّ بِكُلِّ أَرضٍ

إِذا هُوَ حَلَّ في بَلَدٍ تَعادى

وَبُعداً لِلسِيادَةِ وَالمَعالي

إِذا قَطَعَ القَرابَةَ وَالوِدادا

وَرُبَّ حَقيقَةٍ لا بُدَّ مِنها

خَدَعنا النَشءَ عَنها وَالسَوادا

وَلَو طَلَعوا عَلَيها عالَجوها

بِهِمَّةِ أَنفُسٍ عَظُمَت مُرادا

تُعِدُّ لِحادِثِ الأَيّامِ صَبراً

وَآوِنَةً تُعِدُّ لَهُ عِنادا

وَتُخلِفُ بِالنَهيِ البيضَ المَواضي

وَبِالخُلقِ المُثَقَّفَةِ الصِعادا

لَمَحنا الحَظَّ ناحِيَةً فَلَمّا

بَلَغناها أَحَسَّ بِنا فَحادا

وَلَيسَ الحَظُّ إِلّا عَبقَرِيّاً

يُحِبُّ الأَريَحِيَّةَ وَالسَدادا

وَنَحنُ بَنو زَمانٍ حُوَّلِيٍّ

تَنَقَّلَ تاجِراً وَمَشى وَرادا

إِذا قَعَدَ العِبادُ لَهُ بِسوقٍ

شَرى في السوقِ أَو باعَ العِبادا

وَتُعجِبُهُ العَواطِفُ في كِتابٍ

وَفي دَمعِ المُشَخِّصِ ما أَجادا

يُؤَمِّنُنا عَلى الدُستورِ أَنّا

نَرى مِن خَلفِ حَوزَتِهِ فُؤادا

أَبو الفاروقِ نَرجوهُ لِفَضلٍ

وَلا نَخشى لِما وَهَبَ اِرتِدادا

مَلَأنا بِاِسمِهِ الأَفواهَ فَخراً

وَلَقَّبناهُ بِالأَمسِ المَكادا

نُناجيهِ فَنَستَرعي حَكيماً

وَنَسأَلُهُ فَنَستَجدي جَوادا

وَلَم يَزَلِ المُحَبَّبَ وَالمُفَدّى

وَمَرهَمَ كُلِّ جُرحٍ وَالضِمادا

تَدَفَّقَ مَصرِفُ الوادي فَرَوّى

وَصابَ غَمامُهُ فَسقى وَجادا

دَعا فَتَنافَسَت فيهِ نُفوسٌ

بِمِصرَ لِكُلِّ صالِحَةٍ تُنادى

تُقَدِّمُ عَونَها ثِقَةً وَمالاً

وَأَحياناً تُقَدِّمُهُ اِجتِهادا

وَأَقبَلَ مِن شَبابِ القَومِ جَمعٌ

كَما بَنَتِ الكُهولُ بَنى وَشادا

كَأَنَّ جَوانِبَ الدارِ الخَلايا

وَهُم كَالنَحلِ في الدارِ اِحتِشادا

فَيا داراً مِن الهِمَمِ العَوالي

سُقيتِ التِبرَ لا أَرضى العِهادا

تَأَنّى حينَ أَسَّسَكِ اِبنُ حَربٍ

وَحينَ بَنى دَعائِمَكِ الشِدادا

وَلا تُرجى المَتانَةُ في بِناءٍ

إِذا البَنّاءُ لَم يُعطَ اِتِّئادا

بَنى الدارَ الَّتي كُنّا نَراها

أَمانِيَّ المُخَيَّلِ أَو رُقادا

وَلَم يَبعُد عَلى نَفسٍ مَرامٌ

إِذا رَكِبَت لَهُ الهِمَمُ البِعادا

وَلَم أَرَ بَعدَ قُدرَتِهِ تَعالى

كَمَقدِرَةِ اِبنِ آدَمَ إِن أَرادا

جَرى وَالناسُ في رَيبٍ وَشَكٍّ

يَرومُ السَبقَ فَاِختَرَقَ الجِيادا

وَعودِيَ دونَها حَتّى بَناها

وَمِن شَأنِ المُجَدِّدِ أَن يُعادى

يَهونُ الكَيدُ مِن أَعدى عَدُوٍّ

عَلَيكَ إِذا الوَلِيُّ سَعى وَكادا

فَجاءَت كَالنَهارِ إِذا تَجَلى

عُلُوّاً في المَشارِقِ وَاِنطِيادا

نَصونُ كَرائِمَ الأَموالِ فيها

وَنُنزِلُها الخَزائِنَ وَالنِضادا

وَنُخرِجُها فَتَكسِبُ ثُمَّ تَأوي

رُجوعَ النَحلِ قَد حُمِّلنَ زادا

وَلَم أَرَ مِثلَها أَرضاً أَغَلَّت

وَما سُقِيَت وَلا طَعَمَت سَمادا

وَلا مُستَودَعاً مالاً لِقَومٍ

إِذا رَجَعوا لَهُ أَدّى وَزادا

وَمِن عَجَبٍ نُثَبِّتُها أُصولاً

وَتِلكَ فُروعُها تَغَشى البِلادا

كَأَنَّ القُطرَ مِن شَوقٍ إِلَيها

سَما قَبلَ الأَساسِ بِها عِمادا

وَلَو مَلَكَت كُنوزَ الأَرضِ كَفّي

جَعَلتُ أَساسَها ماساً وَرادا

وَلَو أَنَّ النُجومَ عَنَت لِحُكمي

فَرَشتُ النَيِّراتِ لَها مِهادا

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:11 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora227.gif


نَبَذَ الهَوى وَصَحا مِنَ الأَحلامِ

شَرقٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ مَنامِ

ثابَت سَلامَتُهُ وَأَقبَلَ صَحوُهُ

إِلا بَقايا فَترَةٍ وَسَقامِ

صاحَت بِهِ الآجامُ هُنتَ فَلَم يَنَم

أَعَلى الهَوانِ يُنامُ في الآجامِ

أُمَمٌ وَراءَ الكَهفِ جُهدُ حَياتِهِم

حَرَكاتُ عَيشٍ في سُكونِ حِمامِ

نَفَضوا العُيونَ مِنَ الكَرى وَاِستَأنَفوا

سَفَرَ الحَياةِ وَرِحلَةَ الأَيّامِ

مَن لَيسَ في رَكبِ الزَمانِ مُغَبِّراً

فَاِعدُدهُ بَينَ غَوابِرِ الأَقوامِ

في كُلِّ حاضِرَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ

هِمَمٌ ذَهَبنَ يَرُمنَ كُلَّ مَرامِ

مِن كُلِّ مُمتَنِعٍ عَلى أَرسانِهِ

أَو جامِحٍ يَعدو بِنِصفِ لِجامِ

يا مِصرُ أَنتِ كِنانَةُ اللَهِ الَّتي

لا تُستَباحُ وَلِلكِنانَةِ حامِ

اِستَقبِلي الآمالَ في غاياتِها

وَتَأَمَّلي الدُنيا بِطَرفٍ سامِ

وَخُذي طَريفَ المَجدِ بَعدَ تَليدِهِ

مِن راحَتَي مَلِكٍ أَغَرَّ هُمامِ

يُعنى بِسُؤدُدِ قَومِهِ وَحُقوقِهِم

وَيَذودُ حياضَهُم وَيُحامي

ما تاجُكِ العالي وَلا نُوّابُهُ

بِالحانِثينَ إِلَيكِ في الإِقسامِ

جَرَّبتِ نُعمى الحادِثاتِ وَبُؤسَها

أَعَلِمتِ حالاً آذَنَت بِدَوامِ

عَبَسَت إِلَينا الحادِثاتُ وَطالَما

نَزَلَت فَلَم تُغلَب عَلى الأَحلامِ

وَثَبَت بِقَومٍ يَضمِدونَ جِراحَهُم

وَيُرَقِّدونَ نَوازِيَ الآلامِ

الحَقُّ كُلُّ سِلاحِهِم وَكِفاحِهِم

وَالحَقُّ نِعمَ مُثَبِّتُ الأَقدامِ

يَبنونَ حائِطَ مُلكِهِم في هُدنَةٍ

وَعَلى عَواقِبِ شِحنَةٍ وَخِصامِ

قُل لِلحَوادِثِ أَقدِمي أَو أَحجِمي

إِنّا بَنو الإِقدامِ وَالإِحجامِ

نَحنُ النِيامُ إِذا اللَيالي سالَمَت

فَإِذا وَثَبنَ فَنَحنُ غَيرُ نِيامِ

فينا مِنَ الصَبرِ الجَميلِ بَقِيَّةٌ

لِحَوادِثٍ خَلفَ العُيوبِ جِسامِ

أَينَ الوُفودُ المُلتَقونَ عَلى القِرى

المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَكرامِ

الوارِثونَ القُدسَ عَن أَحبارِهِ

وَالخالِفونَ أُمَيَّةً في الشامِ

الحامِلو الفُصحى وَنورِ بَيانِها

يَبنونَ فيهِ حَضارَةَ الإِسلامِ

وَيُؤَلِّفونَ الشَرقَ في بُرهانِها

لَمَّ الضِياءُ حَواشِيَ الإِظلامِ

تاقوا إِلى أَوطانِهِم فَتَحَمَّلوا

وَهَوى الدِيارِ وَراءَ كُلِّ غَرامِ

ما ضَرَّ لَو حَبَسوا الرَكائِبَ ساعَةً

وَثَنوا إِلى الفُسطاطِ فَضلَ زِمامِ

لِيُضيفَ شاهِدُهُم إِلى أَيّامِهِ

يَوماً أَغَرَّ مُلَمَّحَ الأَعلامِ

وَيَرى وَيَسمَعُ كَيفَ عادَ حَقيقَةً

ما كانَ مُمتَنِعاً عَلى الأَوهامِ

مِن هِمَّةِ المَحكومِ وَهوَ مُكَبَّلٌ

بِالقَيدِ لا مِن هِمَّةِ الحُكّامِ

مِصرُ اِلتَقَت في مِهرَجانِ مُحَمَّدٍ

وَتَجَمَّعَت لِتَحِيَّةٍ وَسَلامِ

هَزَّت مَناكِبَها لَهُ فَكَأَنَّهُ

عُرسُ البَيانِ وَمَوكِبُ الأَقلامِ

وَكَأَنَّهُ في الفَتحِ عَمّورِيَّةٌ

وَكَأَنَّني فيهِ أَبو تَمّامِ

أَسِمُ العُصورَ بِحُسنِهِ وأَنا الَّذي

يَروي فَيَنتَظِمُ العُصورَ كَلامي

شَرَفاً مُحَمَّدُ هَكَذا تُبنى العُلا

بِالصَبرِ آوِنَةً وَبِالإِقدامِ

هِمَمُ الرِجالِ إِذا مَضَتَ لَم يَثنِها

خِدَعُ الثَناءِ وَلا عَوادي الذامِ

وَتَمامُ فَضلِكَ أَن يَعيبَكَ حُسَّدٌ

يَجِدونَ نَقصاً عِندَ كُلِّ تَمامِ

المالُ في الدُنيا مَنازِلُ نُقلَةٍ

مِن أَينَ جِئتَ لَهُ بِدارِ مُقامِ

فَرَفَعتَ إيواناً كَرُكنِ النَجمِ لَم

يُضرَب عَلى كِسرى وَلا بَهرامِ

صَيَّرتَ طينَتَهُ الخُلودَ وَجِئتَ مِن

وادي المُلوكِ بِجَندَلٍ وَرَغامِ

هَذا البِناءُ العَبقَرِيُّ أَتى بِهِ

بَيتٌ لَهُ فَضلٌ وَحَقُّ ذِمامِ

كانَت بِهِ الأَرقامُ تُدرَكُ حِسبَةً

وَاليَومَ جاوَزَ حِسبَةَ الأَرقامِ

يا طالَما شَغَفَ الظُنونَ وَطالَما

كَثُرَ الرَجاءُ عَلَيهِ في الإِلمامِ

ما زِلتَ أَنتَ وَصاحِباكَ بِرُكنِهِ

حَتّى اِستَقامَ عَلى أَعَزِّ دِعامِ

أَسَّستُمو بِالحاسِدينَ جِدارَهُ

وَبَنَيتُمو بِمَعاوِلِ الهَدّامِ

شَرِكاتُكَ الدُنيا العَريضَةُ لَم تُنَل

إِلّا بِطولِ رِعايَةٍ وَقِيامِ

اللَهُ سَخَّرَ لِلكِنانَةِ خازِناً

أَخَذَ الأَمانَ لَها مِنَ الأَعوامِ

وَكَأَنَّ عَهدَكَ عَهدَ يوسُفَ كُلُّهُ

ظِلٌّ وَسُنبُلَةٌ وَقَطرُ غَمامِ

وَكَأَنَّ مالَ المودِعينَ وَزَرعَهُم

في راحَتَيكَ وَدائِعُ الأَيتامِ

ما زِلتَ تَبني رُكنَ كُلِّ عَظيمَةٍ

حَتّى أَتَيتَ بِرابِعِ الأَهرامِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:32 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif
اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا

وَأَوَيتِ الكَواكِبَ الزُهرَ سَكنا

وَجَمَعتِ السَعادَتَينِ فَباتَت

فيكِ دُنيا الصَلاحِ لِلدينِ خِدنا

نادَما الدَهرَ في ذَراكِ وَفَضّا

مِن سُلافِ الوِدادِ دَنّاً فَدَنّا

وَإِذا الخُلقُ كانَ عِقدَ وِدادٍ

لَم يَنَل مِنهُ مَن وَشى وَتَجَنّى

وَأَرى العِلمَ كَالعِبادَةِ في أَب

عَدِ غاياتِهِ إِلى اللَهِ أَدنى

واسِعَ الساحِ يُرسِلِ الفِكرَ فيها

كُلُّ مَن شَكَّ ساعَةً أَو تَظَنّى

هَل سَأَلنا أَبا العَلاءِ وَإِن قَلَّ

بَ عَيناً في عالَمِ الكَونِ وَسنى

كَيفَ يَهزا بِخالِقِ الطَيرِ مَن لَم

يَعلَمِ الطَيرَ هَل بَكى أَو تَغَنّى

أَنتِ كَالشَمسِ رَفرَفاً وَالسِماكَي

نِ رِواقاً وَكَالمَجَرَّةِ صَحنا

لَو تَسَتَّرتِ كُنتِ كَالكَعبَةِ الغَر

راءِ ذَيلاً مِنَ الجَلالِ وَرُدنا

إِن تَكُن لِلثَوابِ وَالبِرِّ دارٌ

أَنتِ لِلحَقِّ وَالمَراشِدِ مَغنى

قَد بَلَغتِ الكَمالَ في نِصفِ قَرنٍ

كَيفَ إِن تَمَّتِ المَلاوَةُ قَرنا

لا تَعُدّي السِنينَ إِن ذُكِرَ العِل

مُ فَما تَعلَمينَ لِلعَلمِ سِنّا

سَوفَ تَفنى في ساحَتَيكِ اللَيالي

وَهوَ باقٍ عَلى المَدى لَيسَ يَفنى

يا عُكاظاً حَوى الشَبابَ فِصاحاً

قُرَشِيّينَ في المَجامِعِ لُسنا

بَثَّهُم في كِنانَةِ اللَهِ نوراً

مِن ظَلامٍ عَلى البَصائِرِ أَخنى

عَلَّموا بِالبَيانِ لا غُرَباءً

فيهِ يَوماً وَلا أَعاجِمَ لُكنا

فِتيَةٌ مُحسِنونَ لَم يُخلِفو العِل

مَ رَجاءً وَلا المُعَلِّمَ ظَنّا

صَدَعوا ظُلمَةً عَلى الريفِ حَلَّت

وَأَضاؤوا الصَعيدَ سَهلاً وَحَزنا

مَن قَضى مِنهُمُ تَفَرَّقَ فِكراً

في نُهى النَشءِ أَو تَقَسَّمَ ذِهنا

نادِ دارَ العُلومِ إِن شِئتَ ياعا

ئِشُ أَو شِئتَ نادِها يا سُكَينا

قُل لَها يا اِبنَةَ المُبارَكِ إيهٍ

قَد جَرَت كَاِسمِهِ أُمورُكِ يُمنا

هُوَ في المِهرَجانِ حَيٌّ شَهيدٌ

يَجتَلي عُرسَ فَضلِهِ كَيفَ أَجنى

وَهوَ في العُرسِ إِن تَحَجَّبَ أَو لَم

يَحتَجِب والِدُ العَروسِ المُهَنّا

ما جَرى ذِكرُهُ بِناديكَ حَتّى

وَقَفَ الدَمعُ في الشُؤونِ فَأَثنى

رُبَّ خَيرٍ مُلِئتُ مِنهُ سُروراً

ذَكَّرَ الخَيِّرينَ فَاِهتَجتُ حُزنا

أَدَرى إِذ بَناكِ أَن كانَ يَبني

فَوقَ أَنفِ العَدُوِّ لِلضادِ حِصنا

حائِطُ المُلكِ بِالمَدارِسِ إِن شِئ

تَ وَإِن شِئتَ بِالمَعاقِلِ يُبنى

اُنظُرِ الناسَ هَل تَرى لِحَياةٍ

عُطِّلَت مِن نَباهَةِ الذِكرِ مَعنى

لا الغِنى في الرِجالِ نابَ عَنِ الفَض

لِ وَسُلطانِهِ وَلا الجاهُ أَغنى

رُبَّ عاثٍ في الأَرضِ لَم تَجعَلِ الأَر

ضُ لَهُ إِن أَقامَ أَو سارَ وَزنا

عاشَ لَم تَرمِهِ بِعَينٍ وَأَودى

هَمَلاً لَم تُهِب لِناعيهِ أُذنا

نَظَمَ اللَهُ مُلكَهُ بِعِبادٍ

عَبقَرِيّينَ أَورَثوا المُلكَ حُسنا

شَغَلَتهُم عَنِ الحَسودِ المَعالي

إِنَّما يُحسَدُ العَظيمُ وَيُشنا

مِن ذَكِيِّ الفُؤادِ يورِثُ عِلماً

أَو بَديعِ الخَيالِ يَخلُقُ فَنّا

كَم قَديمٍ كَرُقعَةِ الفَنِّ حُرٍّ

لَم يُقَلِّل لَهُ الجَديدانِ شَأنا

وَجَديدٍ عَلَيهِ يَختَلِفُ الدَه

رُ وَيَفنى الزَمانُ قَرناً فَقَرنا

فَاِحتَفِظ بِالذَخيرَتَينِ جَميعاً

عادَةُ الفَطنِ بِالذَخائِرِ يُعنى

يا شَباباً سَقَونِيَ الوُدَّ مَحضاً

وَسَقَوا شانِئي عَلى الغِلِّ أَجنا

كُلَّما صارَ لِلكُهولَةِ شِعري

أَنشَدوهُ فَعادَ أَمرَدَ لَدنا

أُسرَةُ الشاعِرِ الرُواةُ وَما عَن

نَوهُ وَالمَرءُ بِالقَريبِ مُعَنّى

هُم يَضُنّونَ في الحَياةِ بِما قا

لَ وَيُلفَونَ في المَماتِ أَضَنّا

وَإِذا ما اِنقَضى وَأَهلوهُ لَم يَع

دَم شَقيقاً مِنَ الرُواةِ أَوِ اِبنا

النُبوغَ النُبوغَ حَتّى تَنُصّوا

رايَةَ العِلمِ كَالهِلالِ وَأَسنى

نَحنُ في صورَةِ المَمالِكِ ما لَم

يُصبِحِ العِلمُ وَالمُعَلِّمُ مِنّا

لا تُنادوا الحُصونَ وَالسُفنَ وَاِدعوا ال

عِلمَ يُنشِئ لَكُم حُصوناً وَسُفنا

إِنَّ رَكبَ الحَضارَةِ اِختَرَقَ الأَر

ضَ وَشَقَّ السَماءَ ريحاً وَمُزنا

وَصَحِبناهُ كَالغُبارِ فَلا رَج

لاً شَدَدنا وَلا رِكاباً زَمَمنا

دانَ آباؤُنا الزَمانَ مَلِيّاً

وَمَلِيّاً لِحادِثِ الدَهرِ دِنّا

كَم نُباهي بِلَحدِ مَيتٍ وَكَم نَح

مِلُ مِن هادِمٍ وَلَم يَبنِ مَنّا

قَد أَنى أَن نَقولَ نَحنُ وَلا نَس

مَعُ أَبناءَنا يَقولونَ كُنّا

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:32 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif
أَمسِ اِنقَضى وَاليَومُ مَرقاةُ الغَدِ

إِسكَندَرِيَّةُ آنَ أَن تَتَجَدَّدي

يا غُرَّةَ الوادي وَسُدَّةَ بابِهِ

رُدّي مَكانَكَ في البَرِيَّةِ يُردَدِ

فيضي كَأَمسِ عَلى العُلومِ مِنَ النُهى

وَعَلى الفُنونِ مِنَ الجَمالِ السَرمَدي

وَسِمي النَبالَةَ بِالمَلاحِمِ تَتَّسِم

وَسِمى الصَبابَةَ بِالعَواطِفِ تَخلُدِ

وَضَعي رِواياتِ الخَلاعَةِ وَالهَوى

لِمُمَثِّلينَ مِنَ العُصورِ وَشُهَّدِ

لا تَجعَلي حُبَّ القَديمِ وَذِكرَهُ

حَسَراتِ مِضياعٍ وَدَفعَ مُبَدَّدِ

إِنَّ القَديمَ ذَخيرَةٌ مِن صالِحٍ

تَبني المُقَصِّرَ أَو تَحُثُّ المُقتَدي

لا تَفتِنَنكِ حَضارَةٌ مَجلوبَةٌ

لَم يُبنَ حائِطُها بِمالِكِ وَاليَدِ

لَو مالَ عَنكِ شِراعُها وَبُخارُها

لَم يَبقَ غَيرُ الصَيدِ وَالمُتَصَيِّدِ

وُجِدَت وَكانَ لِغَيرِ أَهلِكِ أَرضُها

وَسَماؤُها وَكَأَنَّها لَم توجَدِ

جاري النَزيلَ وَسابِقيهِ إِلى الغِنى

وَإِلى الحِجا وَإِلى العُلا وَالسُؤدُدِ

وَاِبني كَما يَبنى المَعاهِدَ وَاِشرِعي

لِشَبابِكِ العِرفانَ عَذبَ المَورِدِ

إِنّي حَذِرتُ عَلَيكَ مِن أُمِّيَّةٍ

رَبَضَت كَجُنحِ الغَيهَبِ المُتَلَبِّدِ

أَخِزانَةَ الوادي عَلَيكِ تَحِيَّةٌ

وَعَلى النَدِيِّ وَكُلِّ أَبلَجَ في النَدي

ما أَنتِ إِلّا مِن خَزائِنِ يوسُفٍ

بِالقَصدِ موحِيَةٌ لِمَن لَم يَقصِدِ

قُلِّدتِ مِن مالِ البِلادِ أَمانَةً

يا طالَما اِفتَقَرَت إِلى المُتَقَلِّدِ

وَبَلَغتِ مِن إيمانِها وَرَجائِها

ما يَبلُغُ المِحرابُ مِن مُتَعَبِّدِ

فَلَوَ اَنَّ أَستارَ الجَلالِ سَعَت إِلى

غَيرِ العَتيقِ لَبِستِ مِمّا يَرتَدي

إِنّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَةً عَلى

جَنَباتِها حَشدٌ يَروحُ وَيَغتَدي

وَإِذا طَعِمتَ مِنَ الخَلِيَّةِ شَهدَها

فَاِشهَد لِقائِدِها وَلِلمُتَجَنِّدِ

لا تَمنَحِ المَحبوبَ شُكرَكَ كُلَّهُ

وَاِقرِن بِهِ شُكرَ الأَجيرِ المُجهَدِ

إِسكَندَرِيَّةُ شُرِّفَت بِعِصابَةٍ

بيضِ الأَسِرَّةِ وَالصَحيفَةِ وَاليَدِ

خَدَموا حِمى الوَطَنِ العَزيزِ فَبورِكوا

خَدَماً وَبورِكَ في الحِمى مِن سَيِّدِ

ما بالُ ذاكَ الكوخِ صَرَّحَ وَاِنجَلى

عَن حائِطَي صَرحٍ أَشَمَّ مُمَرَّدِ

مِن كَسرِ بَيتٍ أَو جِدارِ سَقيفَةٍ

رَفَعَ الثَباتُ بِنايَةً كَالفَرقَدِ

فَإِذا طَلَعتَ عَلى جَلالَةِ رُكنِها

قُل تِلكَ إِحدى مُعجِزاتِ مُحَمَّدِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:33 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


لا يُقيمَنَّ عَلى الضَيمِ الأَسَد

نَزَعَ الشِبلُ مِنَ الغابِ الوَتَد

كَبُرَ الشِبلُ وَشَبَّت نابُهُ

وَتَغَطّى مَنكِباهُ بِاللُبَد

اِترُكوهُ يَمشِ في آجامِهِ

وَدَعوهُ عَن حِمى الغابِ يَذُد

وَاِعرُضوا الدُنيا عَلى أَظفارِهِ

وَاِبعَثوهُ في صَحاراها يَصِد

فِتيَةَ الوادي عَرَفنا صَوتَكُم

مَرحَباً بِالطائِرِ الشادي الغَرِد

هُوَ صَوتُ الحَقِّ لَم يَبغِ وَلَم

يَحمِلِ الحِقدَ وَلَم يُخفِ الحَسَد

وَخَلا مِن شَهوَةٍ ما خالَطَت

صالِحاً مِن عَمَلٍ إِلّا فَسَد

حَرَّكَ البُلبُلُ عِطفَي رَبوَةٍ

كانَ فيها البومُ بِالأَيكِ اِنفَرَد

زَنبَقُ المُدنِ وَرَيحانُ القُرى

قامَ في كُلِّ طَريقٍ وَقَعَد

باكِراً كَالنَحلِ في أَسرابِها

كُلُّ سِربٍ قَد تَلاقى وَاِحتَشَد

قَد جَنى ما قَلَّ مِن زَهرِ الرُبا

ثُمَّ أَعطى بَدَلَ الزَهرِ الشُهُد

بَسَطَ الكَفَّ لِمَن صادَفَه

وَمَضى يَقصُرُ خَطواً وَيَمُد

يَجعَلُ الأَوطانَ أُغنِيَتَه

وَيُنادي الناسَ مَن جادَ وَجَد

كُلَّما مَرَّ بِبابٍ دَقَّهُ

أَو رَأى داراً عَلى الدَربِ قَصَد

غادِياً في المُدنِ أَو نَحوَ القِرى

رائِحاً يَسأَلُ قِرشاً لِلبَلَد

أَيُّها الناسُ اِسمَعوا أَصغوا لَهُ

أَخرِجوا المالَ إِلى البِرِّ يَعُد

لا تَرُدّوا يَدَهُم فارِغَةً

طالِبُ العَونِ لِمِصرٍ لا يُرَد

سَيَرى الناسُ عَجيباً في غَدٍ

يَغرِسُ القِرشُ وَيَبني وَيَلِد

يُنهِضُ اللَهُ الصِناعاتِ بِهِ

مِن عِثارٍ لَبَثَت فيهِ الأَبَد

أَو يَزيدَ البِرَّ داراً قَعَدَت

لِكِفاحِ السُلِّ أَو حَربِ الرَمَد

وَهوَ في الأَيدي وَفي قُدرَتِها

لَم يَضِق عَنهُ وَلَم يَعجِز أَحَد

تِلكَ مِصرُ الغَدِ تَبني مُلكَها

نادَتِ الباني وَجاءَت بِالعُدَد

وَعَلى المالِ بَنَت سُلطانَها

ثابِتَ الآساسِ مَرفوعَ العَمَد

وَأَصارَت بَنكَ مِصرٍ كَهفَها

حَبَّذا الرُكنُ وَأَعظِم بِالسَنَد

مَثَلٌ مِن هِمَّةٍ قَد بَعُدَت

وَمَداها في المَعالي قَد بَعُد

رَدَّها العَصرُ إِلى أُسلوبِهِ

كُلُّ عَصرٍ بِأَساليبَ جُدُد

البَنونَ اِستَنهَضوا آبائَهُم

وَدَعا الشِبلُ مِنَ الوادي الأَسَد

أَصبَحَت مِصرُ وَأَضحى مَجدُها

هِمَّةَ الوالِدِ أَو شُغلَ الوَلَد

هَذِهِ الهِمَّةُ بِالأَمسِ جَرَت

فَحَوَت في طَلَبِ الحَقِّ الأَمَد

أَيُّها الجيلُ الَّذي نَرجو لِغَدٍ

غَدُكَ العِزُّ وَدُنياكَ الرَغَد

أَنتَ في مَدرَجَةِ السَيلِ وَقَد

ضَلَّ مَن في مَدرَجِ السَيلِ رَقَد

قُدتَ في الحَقِّ فَقُد في مِثلِهِ

مِن نَواحي القَصدِ أَو سُبلِ الرَشَد

رُبَّ عامٍ أَنتَ فيهِ واجِدٌ

وَاِدَّخِر فيهِ لِعامٍ لا تَجِد

عَلِّمِ الآباءَ وَاِهتِف قائِلاً

أَيُّها الشَعبُ تَعاوَن وَاِقتَصِد

اِجمَعِ القِرشَ إِلى القِرشِ يَكُن

لَكَ مِن جَمعِهِما مالٌ لُبَد

اُطلِبِ القُطنَ وَزاوِل غَيرَهُ

وَاِتَّخِذ سوقاً إِذا سوقٌ كَسَد

نَحنُ قَبلَ القُطنِ كُنّا أُمَّةً

تَهبِطُ الوادي وَتَرعى وَتَرِد

قَد أَخَذنا في الصِناعاتِ المَدى

وَبَنَينا في الأَوالي ما خَلَد

وَغَزَلنا قَبلَ إِدريسَ الكُسا

وَنَسَجنا قَبلَ داوُدَ الزَرَد

إِن تَكُ اليَومَ لِواءً قائِداً

كَم لِواءٍ لَكَ بِالأَمسِ اِنعَقَد

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:34 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


مَعالي العَهدِ قُمتَ بِها فَطيما

وَكانَ إِلَيكَ مَرجِعُها قَديما

تَنَقَّل مِن يَدٍ لِيَدٍ كَريماً

كَروحِ اللَهِ إِذ خَلَفَ الكَليما

تَنحّى لِاِبنِ مَريَمَ حينَ جاءَ

وَخَلّى النَجمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ

ضِياءٌ لِلعُيونِ تَلا ضِياءً

يَفيضُ مَيامِناً وَهُدىً عَميما

كَذا أَنتُم بَني البَيتِ الكَريمِ

وَهَل مُتَجَزِّئٌ ضَوءُ النُجومِ

وَأَينَ الشُهبُ مِن شَرَفٍ صَميمِ

تَأَلَّقَ عِقدُهُ بِكُمو نَظيما

أَرى مُستَقبَلاً يَبدو عُجابا

وَعُنواناً يُكِنُّ لَنا كِتابا

وَكانَ مُحَمَّدٌ أَمَلاً شِهابا

وَكانَ اليَأسُ شَيطاناً رَجيما

وَأَشرَقَتِ الهَياكِلُ وَالمَباني

كَما كانَت وَأَزيَنَ في الزَمانِ

وَأَصبَحَ ما تُكِنُّ مِنَ المَعاني

عَلى الآفاقِ مَسطوراً رَقيما

سَأَلتُ فَقيلَ لي وَضَعَتهُ طِفلاً

وَهَذا عيدُهُ في مِصرَ يُجلى

فَقُلتُ كَذَلِكُم آنَستُ قَبلا

وَكانَ اللَهُ بِالنَجوى عَليما

بِمُنتَزَهِ الإِمارَةِ هَلَّ فَجرا

هِلالاً في مَنازِلِهِ أَغَرّا

فَباتَت مِصرُ حَولَ المَهدِ ثَغرا

وَباتَ الثَغرُ لِلدُنيا نَديما

لِجيلِكَ في غَدٍ جيلِ المَعالي

وَشَعبِ المَجدِ وَالهِمَمِ العَوالي

أَزُفُ نَوابِغَ الكَلِمِ الغَوالي

وَأَهدي حِكمَتي الشَعبَ الحَكيما

إِذا أَقبَلتَ يا زَمَن البَنينا

وَشَبّوا فيكَ وَاِجتازوا السِنينا

فَدُر مِن بَعدِنا لَهُمو يَمينا

وَكُن لِوُرودِكَ الماءَ الحَميما

وَيا جيلَ الأَميرِ إِذا نَشَأنا

وَشاءَ الجَدُّ أَن تُعطى وَشِئتا

فَخُذ سُبُلاً إِلى العَلياءِ شَتّى

وَخَلِّ دَليلَكَ الدينَ القَويما

وَضِنَّ بِهِ فَإِنَّ الخَيرَ فيهِ

وَخُذهُ مِنَ الكِتابِ وَما يَليهِ

وَلا تَأخُذهُ مِن شَفَتَي فَقيهِ

وَلا تَهجُر مَعَ الدينِ العُلوما

وَثِق بِالنَفسِ في كُلِّ الشُؤونِ

وَكُن مِمّا اِعتَقدتَ عَلى يَقينِ

كَأَنَّكَ مِن ضَميرِكَ عِندَ دينٍ

فَمِن شَرَفِ المَبادِئِ أَن تُقيما

وَإِن تَرُمِ المَظاهِرَ في الحَياةِ

فَرُمها بِاِجتِهادِكَ وَالثَباتِ

وَخُذها بِالمَساعي باهِراتِ

تُنافِسُ في جَلالَتِها النُجوما

وَإِن تَخرُج لِحَربٍ أَو سَلامِ

فَأَقدِم قَبلَ إِقدامِ الأَنامِ

وَكُن كَاللَيثِ يَأتي مِن أَمامِ

فَيَملَأُ كُلَّ ناطِقَةٍ وُجوما

وَكُن شَعبَ الخَصائِصِ وَالمَزايا

وَلا تَكُ ضائِعاً بَينَ البَرايا

وَكُن كَالنَحلِ وَالدُنيا الخَلايا

يَمُرُّ بِها وَلا يَمضي عَقيما

وَلا تَطمَح إِلى طَلَبِ المُحالِ

وَلا تَقنَع إِلى هَجرِ المَعالي

فَإِن أَبطَأنَ فَاِصبِر غَيرَ سالِ

كَصَبرِ الأَنبِياءِ لَها قَديما

وَلا تَقبَل لِغَيرِ اللَهِ حُكماً

وَلا تَحمِل لِغَيرِ الدَهرِ ظُلما

وَلا تَرضَ القَليلَ الدونَ قِسما

إِذا لَم تَقدِرِ الأَمرَ المَروما

وَلا تَيأَس وَلا تَكُ بِالضَجورِ

وَلا تَثِقَنَّ مِن مَجرى الأُمورِ

فَلَيسَ مَعَ الحَوادِثِ مِن قَديرِ

وَلا أَحَدٌ بِما تَأتي عَليما

وَفي الجُهّالِ لا تَضَعِ الرَجاءَ

كَوَضعِ الشَمسِ في الوَحَلِ الضِياءَ

يَضيعُ شُعاعُها فيهِ هَباءَ

وَكانَ الجَهلُ مَمقوتاً ذَميما

وَبالِغ في التَدَبُّرِ وَالتَحَرّي

وَلا تَعجَل وَثِق مِن كُلِّ أَمرِ

وَكُن كَالأُسدِ عِندَ الماءِ تَجري

وَلَيسَت وُرَّداً حَتّى تَحوما

وَما الدُنيا بِمَثوىً لِلعِبادِ

فَكُن ضَيفَ الرِعايَةِ وَالوِدادِ

وَلا تَستَكثِرَنَّ مِنَ الأَعادي

فَشَرُّ الناسِ أَكثَرُهُم خُصوما

وَلا تَجعَل تَوَدُّدُكَ اِبتِذالاً

وَلا تَسمَح بِحِلمِكَ أَن يُذالا

وَكُن ما بَينَ ذاكَ وَذاكَ حالا

فَلَن تُرضي العَدُوَّ وَلا الحَميما

وَصَلِّ صَلاةَ مَن يَرجو وَيَخشى

وَقَبلَ الصَومِ صُم عَن كُلِّ فَحشا

وَلا تَحسَب بِأَنَّ اللَهَ يُرشى

وَأَنَّ مُزَكّياً أَمِنَ الجَحيما

لِكُلِّ جَنىً زَكاةً في الحَياةِ

وَمَعنى البِرِّ في لَفظِ الزَكاةِ

وَما لِلَّهُ فينا مِن جُباةِ

وَلا هُوَ لِاِمرِئٍ زَكّى غَريما

فَإِن تَكُ عالِماً فَاِعمَل وَفَطِّن

وَإِن تَكُ حاكِماً فَاِعدِل وَأَحسِن

وَإِن تَكُ صانِعاً شَيئاً فَأَتقِن

وَكُن لِلفَرضِ بَعدَئِذٍ مُقيما

وَصُن لُغَةً يَحُقُّ لَها الصِيانُ

فَخَيرُ مَظاهِرِ الأُمِّ البَيانُ

وَكانَ الشَعبُ لَيسَ لَهُ لِسانُ

غَريباً في مَواطِنِهِ مَضيما

أَلَم تَرَها تُنالُ بِكُلِّ ضَيرٍ

وَكانَ الخَيرُ إِذ كانَت بِخَيرِ

أَيَنطِقُ في المَشارِقِ كُلُّ طَيرِ

وَيَبقى أَهلُها رَخَماً وَبوما

فَعَلِّمها صَغيرَكَ قَبلَ كُلِّ

وَدَع دَعوى تَمَدُّنِهِم وَخَلِّ

فَما بِالعِيِّ في الدُنيا التَحَلّي

وَلا خَرَسُ الفَتى فَضلاً عَظيما

وَخُذ لُغَةَ المُعاصِرِ فَهيَ دُنيا

وَلا تَجعَل لِسانَ الأَصلِ نَسيا

كَما نَقَلَ الغُرابُ فَضَلَّ مَشياً

وَما بَلَغَ الجَديدَ وَلا القَديما

لِجيلِكَ يَومَ نَشأَتِهِ مَقالي

فَأَمّا أَنتَ يا نَجلَ المَعالي

فَتَنظُرُ مِن أَبيكَ إِلى مِثالٍ

يُحَيِّرُ في الكَمالاتِ الفُهوما

نَصائِحُ ما أَرَدتُ بِها لِأَهدي

وَلا أَبغي بِها جَدواكَ بَعدي

وَلَكِنّي أُحِبُّ النَفعَ جَهدي

وَكانَ النَفعُ في الدُنيا لُزوما

فَإِن أُقرِئتَ يا مَولايَ شِعري

فَإِنَّ أَباكَ يَعرِفُهُ وَيَدري

وَجَدُّكَ كانَ شَأوي حينَ أَجري

فَأَصرَعُ في سَوابِقِها تَميما

بَنونا أَنتَ صُبحُهُمُ الأَجَلُّ

وَعَهدُكَ عِصمَةٌ لَهُمو وَظِلُّ

فَلِم لا نَرتَجيكَ لَهُم وَكُلٌّ

يَعيشُ بِأَن تَعيشَ وَأَن تَدوما

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:35 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif
أَحمُدُكَ اللَهَ وَأُطري الأَنبِياء

مَصدَرَ الحِكمَةِ طُرّاً وَالضِياء

وَلَهُ الشُكرُ عَلى نُعمى الوُجود

وَعَلى ما نِلتُ مِن فَضلٍ وَجود

اُعبُدِ اللَهَ بِعَقلٍ يا بُنَيَّ

وَبِقَلبٍ مِن رَجاءِ اللَهِ حَي

اُرجُهُ تُعطَ مَقاليدَ الفَلَك

وَاِخشَهُ خَشيَةَ مَن فيهِ هَلَك

اُنظُرِ المُلكَ وَأَكبِر ما خَلَق

وَتَمَتَّع فيهِ مِن خَيرٍ رَزَق

أَنتَ في الكَونِ مَحَلُّ التَكرِمَه

كُلُّ شَيءٍ لَكَ عَبدٌ أَو أَمَه

سُخِّرَ العالَمُ مِن أَرضٍ وَماء

لَكَ وَالريحُ وَما تَحتَ السَماء

اُذكُرِ الآيَةَ إِذ أَنتَ جَنين

لَكَ في الظُلمَةِ لِلنورِ حَنين

كُلَّ يَومٍ لَكَ شَأنٌ في الظُلَم

حارَ فيهِ كُلُّ بُقراطٍ عَلَم

كانَ في جَنبِكَ شَيءٌ مِن عَلَقَ

حينَ مَسَّتهُ يَدُ اللَهِ خَفَق

صارَ حِسّاً وَحَياةً بَعدَما

كانَ في الأَضلاعِ لَحماً وَدَما

دَقَّ كَالناقوسِ وَسطَ الهَيكَل

في اِنتِفاضٍ كَاِنتِفاضِ البُلبُل

قُل لِمَن طَبَّبَ أَو مَن نَجَّما

صَنعَةُ اللَهِ وَلَكِن زِغتُما

آمِنا بِاللَهِ إيمانَ العَجوز

إِنَّ غَيرَ اللَهِ عَقلاً لا يَجوز

أَيُّها الطالِبُ لِلعِلمِ اِستَمِع

خَيرَ ما في طَلَبِ العِلمِ جُمِع

هُوَ إِن أوتيتَهُ أَسنى النِعَم

هَل تَرى الجُهّالَ إِلّا كَالنَعَم

اُطلُبِ العِلمَ لِذاتِ العِلمِ لا

لِظُهورٍ باطِلٍ بَينَ المَلا

عِندَ أَهلِ العِلمِ لِلعِلمِ مَذاق

فَإِذا فاتَكَ هَذا فَاِفتِراق

طَلَبُ المَحرومِ لِلعِلمِ سُدى

لَيسَ لِلأَعمى عَلى الضَوءِ هُدى

فَإِذا فاتَكَ تَوفيقُ العَليم

فَاِمتَنِع عَن كُلِّ تَحصيلٍ عَقيم

وَاِطلُبِ الرِزقَ هُنا أَو هَهُنا

كَم مَعَ الجَهلِ يَسارٌ وَغِنى

كُلُّ ما عَلَّمَكَ الدَهرُ اِعلَمِ

التَجاريبُ عُلومُ الفَهِمِ

إِنَّما الأَيّامُ وَالعَيشُ كِتاب

كُلَّ يَومٍ فيهِ لِلعِبرَةِ باب

إِن رُزِقتَ العِلمَ زِنهُ بِالبَيان

ما يُفيدُ العَقلُ إِن عَيَّ اللِسان

كَم عَليمٍ سَقَطَ العِيُّ بِهِ

مُظلِمٌ لا تَهتَدي في كُتبِهِ

وَأَديبٍ فاتَهُ العِلمُ فَما

جاءَ بِالحِكمَةِ فيما نَظَما

إِنَّ لِلعِلمِ جَميعاً فَلسَفَه

مَن تَغِب عَنهُ تَفُتهُ المَعرِفَه

اِقرَإِ التاريخَ إِذ فيهِ العِبَر

ضاعَ قَومٌ لَيسَ يَدرونَ الخَبَر

كُن إِلى المَوتِ عَلى حُبِّ الوَطَن

مَن يَخُن أَوطانَهُ يَوماً يُخَن

وَطَنُ المَرءِ جَماهُ المُفتَدى

يَذكُرُ المِنَّةَ مِنهُ وَاليَدا

قَد عَرَفتَ الدارَ وَالأَهلَ بِهِ

كُلُّ حُبٍّ شُعبَةٌ مِن حُبِّهِ

هُوَ مَحبوبُكَ بادٍ مُحتَجِب

يَعرِفُ الشَوقَ لَهُ مَن يَغتَرِب

لَكَ مِنهُ في الصِبا مَهدٌ رَحيم

فَإِذا وُريتَ فَالقَبرُ الكَريم

كَم عَزيزٍ عِندَكَ اِستَودَعتَهُ

وَعُهودٍ بَعدَكَ اِستَرعَيتَهُ

وَدَفينٍ لَكَ فيهِ كَرُما

تَذرِفُ الدَمعَ لِذِكراهُ دَما

كُن نَشيطاً عامِلاً جَمَّ الأَمَل

إِنَّما الصِحَّةُ وَالرِزقُ العَمَل

كُلُّ ما أَتقَنتَ مَحبوبٌ وَجيه

مُتقَنُ الأَعمالِ سِرُّ اللَهِ فيه

يُقبِلُ الناسُ عَلى الشَيءِ الحَسَن

كُلُّ شَيءٍ بِجَزاءٍ وَثَمَن

اِنظُرِ الآثارَ ما أَزيَنَها

قَد حَباها الخُلدَ مَن أَتقَنَها

تِلكَ آثارُ بَني مِصرَ الأُوَل

أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى في الجُعَل

أَيُّها التاجِرُ بُلِّغتَ الأَرَب

طالِعُ التاجِرِ في حُسنِ الأَدَب

بابُ حانوتِكَ بابُ الرازِقِ

لا تُفارِق بابَهُ أَو فارِقِ

وَاِحتَرِم في بابِهِ مَن دَخَلا

كُلُّهُم مِنهُ رَسولٌ وَصَلا

تاجِرُ القَومِ صَدوقٌ وَأَمين

لَفظَةٌ مِن فيهِ لِلقَومِ يَمين

إِنَّ لِلإِقدامِ ناساً كَالأُسُد

فَتَشَبَّه إِنَّ مَن يُقدِم يَسُد

مِنهُمو كُلُّ فَتىً سادَ وَشاد

مِنهُمو إِسكَندَرٌ وَاِبنُ زِياد

وَشُجاعُ النَفسِ مِنهُم في الكُروب

كَشُجاعِ القَلبِ في وَقتِ الحُروب

وابِلٌ سُقراطُ وَالشُجعانُ طَل

إِنَّما مَن يَنصُرُ الحَقَّ البَطَل

هُم جَمالُ الدَهرِ حيناً بَعدَ حين

مِن غُزاةٍ أَو دُعاةٍ مُصلِحين

لَهُمُ مِن هَيبَةٍ عِندَ الأُمَم

ما لِراعي غَنَمٍ عِندَ الغَنَم

قُل إِذا خاطَبتَ غَيرَ المُسلِمين

لَكُمو دينٌ رَضيتُم وَلِيَ دين

خَلِّ لِلدَيّانِ فيهِم شانَهُ

إِنَّهُ أَولى بِهِم سُبحانَهُ

كُلُّ حالٍ صائِرٌ يَوماً لِضِدّ

فَدَعِ الأَقدارَ تجري وَاِستَعَدّ

فَلَكٌ بِالسَعدِ وَالنَحسِ يَدور

لا تُعارِض أَبَداً مَجرى الأُمور

قُل إِذا شِئتَ صُروفٌ وَغِيَر

وَإِذا شِئتَ قَضاءٌ وَقَدَر

وَاِعمَلِ الخَيرَ فَإِن عِشتَ لَقي

طَيِّبَ الحَمدِ وَإِن مُتَّ بَقي

مَن يَمُت عَن مِنَّةٍ عِندَ يَتيم

فَرَحيمٌ سَوفَ يُجزى مِن رَحيم

كُن كَريماً إِن رَأى جُرحاً أَسا

وَتَعَهَّد وَتَوَلَّ البُوَسا

وَاِسخُ في الشِدَّةِ وَاِزدَد في الرَخاء

كُلُّ خُلقٍ فاضِلٍ دونَ السَخاء

فَبِهِ كُلُّ بَلاءٍ يُدفَعُ

لَستَ تَدري في غَدٍ ما يَقَعُ

جامِلِ الناسَ تَحُز رِقَّ الجَميع

رُبَّ قَيدٍ مِن جَميلٍ وَصَنيع

عامِلِ الكُلَّ بِإِحسانٍ تُحَب

فَقَديماً جَمَّلَ المَرءَ الأَدَب

وَتَجَنَّب كُلَّ خُلقٍ لَم يَرُق

إِنَّ ضيقَ الرِزقِ مِن ضيقِ الخُلُق

وَتَواضَع في اِرتِفاعٍ تُعتَبَر

فَهُما ضِدّانِ كِبَرٌ وَكِبَر

كُلُّ حَيٍّ ما خَلا اللَهَ يَموت

فَاِترُكِ الكِبرَ لَهُ وَالجَبَروت

وَأَرِح جَنبَكَ مِن داءِ الحَسَد

كَم حَسودٍ قَد تَوَفّاهُ الكَمَد

وَإِذا أُغضِبتَ فَاِغضَب لِعَظيم

شَرَفٍ قَد مُسَّ أَو عِرضٍ كَريم

وَتَجَنَّب في الصَغيراتِ الغَضَب

إِنَّهُ كَالنارِ وَالرُشدُ الَحطَب

اِطلُبِ الحَقَّ بِرِفقٍ تُحمَدِ

طالِبُ الحَقِّ بِعُنفٍ مُعتَدِ

وَاِعصِ في أَكثَرِ ما تَأتي الهَوى

كَم مُطيعٍ لِهَوى النَفسِ هَوى

اُذكُرِ المَوتَ وَلا تَفزَع فَمَن

يَحقِرِ المَوتَ يَنَل رِقَّ الزَمَن

أَحبِبِ الطِفلَ وَإِن لَم يَكُ لَك

إِنَّما الطِفلُ عَلى الأَرضِ مَلَك

هُوَ لُطفُ اللَهِ لَو تَعلَمُهُ

رَحِمَ اللَهُ اِمرَءاً يَرحَمُهُ

عَطفَةٌ مِنهُ عَلى لُعبَتِهِ

تُخرِجُ المَحزونَ مِن كُربَتِهِ

وَحَديثٌ ساعَةَ الضيقِ مَعَه

يَملَلأُ العَيشَ نَعيماً وَسَعَه

يا مُديمَ الصَومِ في الشَهرِ الكَريم

صُم عَنِ الغيبَةِ يَوماً وَالنَميم

وَإِذا صَلَّيتَ خَف مَن تَعبُدُ

كَم مُصَلٍّ ضَجَّ مِنهُ المَسجِدُ

وَاِجعَلِ الحَجَّ إِلى أُمِّ القُرى

غِبَّ حَجٍّ لِبُيوتِ الفُقَرا

هَكَذا طَهَ وَمَن كانَ مَعَه

مِن وَقارِ اللَهِ أَلّا تَخدَعَه

وَتَسَمَّح وَتَوَسَّع في الزَكاه

إِنَّها مَحبوبَةٌ عِندَ الإِلَه

فَرَضَ البِرَّ بِها فَرضُ حَكيم

فَإِذا ما زِدتَ فَاللَهُ كَريم

لَيسَ لي في طِبِّ جالينوسَ باع

بَيدَ أَنَّ العَيشَ دَرسٌ وَاِطِّلاع

اِحذَرِ التُخمَةَ إِن كُنتَ فَهِم

إِنَّ عِزرائيلَ في حَلقِ النَهِم

وَاِتَّقِ البَردَ فَكَم خَلقٍ قَتَل

مَن تَوَقّاهُ اِتَّقى نِصفَ العِلَل

اِتَّخِذ سُكناكَ في تَلقِ الجَواء

بَينَ شَمسٍ وَنَباتٍ وَهَواء

خَيمَةٌ في البيدِ خَيرٌ مِن قُصور

تَبخَلُ الشَمسُ عَلَيها بِالمُرور

في غَدٍ تَأوي إِلى قَفرٍ حَلِك

يَستَوي الصُعلوكُ فيهِ وَالمَلِك

وَاِترُكِ الخَمرَ لِمَشغوفٍ بِها

لا يَرى مَندوحَةً عَن شُربِها

لا تُنادِم غَيرَ مَأمونٍ كَريم

إِنَّ عَقلَ البَعضِ في كَفِّ النَديم

وَعَنِ المَيسِرِ ما اِسطَعتَ اِبتَعِد

فَهوَ سُلُّ المالِ بَل سُلُّ الكَبِد

وَتَعَشَّق وَتَعَفَّف وَاِتَّقِ

مادَرى اللَذَّةَ مَن لَم يَعشَقِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:35 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif
دامَت مَعاليكَ فينا يا اِبنَ فاطِمَةٍ

وَدامَ مِنكُم لِأُفقِ البَيتِ نِبراسُ

قُل لِلخِديوِ إِذا وافَيتَ سُدَّتَهُ

تَمشي إِلَيهِ وَيَمشي خَلفَكَ الناسُ

حَجُّ الأَميرِ لَهُ الدُنيا قَدِ اِبتَهَجَت

وَالعَودُ وَالعيدُ أَفراحٌ وَأَعراسُ

فَلتَحيَ مِلَّتُنا فَلتَحيَ أُمَّتُنا

فَليَحيى سُلطانُنا فَليَحيى عَبّاسُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:35 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


أَبكيكَ إِسماعيلَ مِصرَ وَفي البُكا

بَعدَ التَذَكُّرِ راحَةُ المُستَعبِرِ

وَمِنَ القِيامِ بِبَعضِ حَقِّكَ أَنَّني

أَرقى لِعِزِّكَ وَالنَعيمِ المُدبِرِ

هَذي بُيوتُ الرومِ كَيفَ سَكَنتَها

بَعدَ القُصورِ المُزرِياتِ بِقَيصَرِ

وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ نَفسَكَ أَقصَرَت

وَالدَهرُ في إِحراجِها لَم يُقصِرِ

ما زالَ يُخلي مِنكَ كُلَّ مَحِلَّةٍ

حَتّى دُفِعتَ إِلى المَكانِ الأَقفَرِ

نَظَرَ الزَمانُ إِلى دِيارِكَ كُلِّها

نَظَرَ الرَشيدِ إِلى مَنازِلِ جَعفَرِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:36 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


اللَهُ يَحكُمُ في المَدائِنِ وَالقُرى

يا ميتَ غَمرَ خُذي القَضاءَ كَما جَرى

ما جَلَّ خَطبٌ ثُمَّ قيسَ بِغَيرِهِ

إِلّا وَهَوَّنَهُ القِياسُ وَصَغَّرا

فَسَلي عَمورَةَ أَو سدونَ تَأَسِّياً

أَو مَرتَنيقَ غَداةَ وُورِيَتِ الثَرى

مُدنٌ لَقينَ مِنَ القَضاءِ وَنارِهِ

شَرَراً بِجَنبِ نَصيبِها مُستَصغَرا

هَذي طُلولُكِ أَنفُساً وَحِجارَةً

هَل كُنتِ رُكناً مِن جَهَنَّمَ مُسعَرا

قَد جِئتُ أَبكيها وَآخُذُ عِبرَةً

فَوَقَفتُ مُعتَبِراً بِها مُستَعبِرا

أَجِدُ الحَياةَ حَياةَ دَهرٍ ساعَةً

وَأَرى النَعيمَ نَعيمَ عُمرٍ مُقصِرا

وَأَعُدُّ مِن حَزمِ الأُمورِ وَعَزمِها

لِلنَفسِ أَن تَرضى وَأَلّا تَضجَرا

ما زِلتُ أَسمَعُ بِالشَقاءِ رِوايَةً

حَتّى رَأَيتُ بِكِ الشَقاءَ مُصَوَّرا

فَعَلَ الزَمانُ بِشَملِ أَهلِكِ فِعلَهُ

بِبَني أُمَيَّةَ أَو قَرابَةِ جَعفَرا

بِالأَمسِ قَد سَكَنوا الدِيارَ فَأَصبَحوا

لا يَنظُرونَ وَلا مَساكِنُهُم تُرى

فَإِذا لَقيتَ لَقيتَ حَيّاً بائِساً

وَإِذا رَأَيتَ رَأَيتَ مَيتاً مُنكَرا

وَالأُمَّهاتُ بِغَيرِ صَبرٍ هَذِهِ

تَبكي الصَغيرَ وَتِلكَ تَبكي الأَصغَرا

مِن كُلِّ مودِعَةِ الطُلولِ دُموعَها

مِن أَجلِ طِفلٍ في الطُلولِ اِستَأخَرا

كانَت تُؤَمِّلُ أَن تَطولَ حَياتُهُ

وَاليَومَ تَسأَلُ أَن يَعودَ فَيُقبَرا

طَلَعَت عَلَيكِ النارُ طَلعَةَ شُؤمِها

فَمَحَتكِ آساساً وَغَيَّرَتِ الذُرا

مَلَكَت جِهاتِكِ لَيلَةً وَنَهارَها

حَمراءَ يَبدو المَوتُ مِنها أَحمَرا

لا تَرهَبُ الطوفانَ في طُغيانِها

لَو قابَلَتهُ وَلا تَهابُ الأَبحُرا

لَو أَنَّ نيرونُ الجَمادَ فُؤادُهُ

يُدعى لِيَنظُرَها لَعافَ المَنظَرا

أَو أَنَّهُ اِبتُلِيَ الخَليلُ بِمِثلِها

أَستَغفِرُ الرَحمَنَ وَلّى مُدبِرا

أَو أَنَّ سَيلاً عاصِمٌ مِن شَرِّها

عَصَمَ الدِيارَ مِنَ المَدامِعِ ما جَرى

أَمسى بِها كُلُّ البُيوتِ مُبَوَّباً

وَمُطَنَّباً وَمُسَيَّجاً وَمُسَوَّرا

أَسَرَتهُمو وَتَمَلَّكَت طُرُقاتِهِم

مَن فَرَّ لَم يَجِدِ الطَريقَ مُيَسَّرا

خَفَّت عَلَيهِم يَومَ ذَلِكَ مَورِداً

وَأَضَلَّهُم قَدَرٌ فَضَّلوا المَصدَرا

حَيثُ اِلتَفَتَّ تَرى الطَريقَ كَأَنَّها

ساحاتُ حاتِمَ غِبَّ نيرانِ القِرى

وَتَرى الدَعائِمَ في السَوادِ كَهَيكَلٍ

خَمَدَت بِهِ نارُ المَجوسِ وَأَقفَرا

وَتَشَمُّ رائِحَةَ الرُفاتِ كَريهَةً

وَتَشَمُّ مِنها الثاكِلاتُ العَنبَرا

كَثُرَت عَلَيها الطَيرُ في حَوماتِها

يا طَيرُ كُلُّ الصَيدِ في جَوفِ الفَرا

هَل تَأمَنينَ طَوارِقَ الأَحداثِ أَن

تَغشى عَلَيكِ الوَكرَ في سِنَةِ الكَرى

وَالناسُ مِن داني القُرى وَبَعيدِها

تَأتي لِتَمشِيَ في الطُلولِ وَتَخبُرا

يَتَساءَلونَ عَنِ الحَريقِ وَهَولِهِ

وَأَرى الفَرائِسَ بِالتَساؤُلِ أَجدَرا

يا رَبِّ قَد خَمَدَت وَلَيسَ سِواكَ مَن

يُطفي القُلوبَ المُشعَلاتِ تَحَسُّرا

فَتَحوا اِكتِتاباً لِلإِعانَةِ فَاِكتَتِب

بِالصَبرِ فَهوَ بِمالِهِم لا يُشتَرى

إِن لَم تَكُن لِلبائِسينَ فَمَن لَهُم

أَو لَم تَكُن لِلّاجِئينَ فَمَن تَرى

فَتَوَلَّ جَمعاً في اليَبابِ مُشَتَّتاً

وَاِرحَم رَميماً في التُرابِ مُبَعثَرا

فَعَلَت بِمِصرَ النارُ ما لَم تَأتِهِ

آياتُكَ السَبعُ القَديمَةُ في الوَرى

أَوَ ما تَراها في البِلادِ كَقاهِرٍ

في كُلِّ ناحِيَةٍ يُسَيِّرُ عَسكَرا

فَاِدفَع قَضاءَكَ أَو فَصَيِّر نارَهُ

بَرداً وَخُذ بِاللُطفِ فيما قُدِّرا

مُدّوا الأَكُفَّ سَخِيَّةً وَاِستَغفِري

يا أُمَّةً قَد آنَ أَن تَستَغفِرا

أَولى بِعَطفِ الموسِرينَ وَبِرِّهِم

مَن كانَ مِثلَهُمو فَأَصبَحَ مُعسِرا

يا أَيُّها السُجَناءُ في أَموالِهِم

أَأَمِنتُمو الأَيّامَ أَن تَتَغَيَّرا

لا يَملكُ الإِنسانُ مِن أَحوالِهِ

ما تَملكُ الأَقدارُ مَهما قَدَّرا

لا يُبطِرَنَّكَ مِن حَريرٍ مَوطِئٌ

فَلَرُبَّ ماشٍ في الحَريرِ تَعَثَّرا

وَإِذا الزَمانُ تَنَكَّرَت أَحداثُهُ

لِأَخيكَ فَاِذكُرهُ عَسى أَن تُذكَرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:37 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


يا رَبِّ ما حُكمُكَ ماذا تَرى

في ذَلِكَ الحُلمِ العَريضِ الطَويل

قَد قامَ غَليومٌ خَطيباً فَما

أَعطاكَ مِن مُلكِكَ إِلّا القَليل

شَيَّدَ في جَنبِكَ مُلكاً لَهُ

مُلكُكَ إِن قيسَ إِلَيهِ الضَئيل

قَد وَرَّثَ العالَمَ حَيّاً فَما

غادَرَ مِن فَجٍّ وَلا مِن سَبيل

فَالنِصفُ لِلجِرمانِ في زَعمِهِ

وَالنِصفُ لِلرومانِ فيما يَقول

يا رَبِّ قُل سَيفُكَ أَم سَيفُهُ

أَيُّهُما يا رَبِّ ماضٍ ثَقيل

إِن صَدَقَت يا رَبِّ أَحلامُهُ

فَإِنَّ خَطبَ المُسلِمينَ الجَليل

لا نَحنُ جِرمانُ لَنا حِصَّةٌ

وَلا بِرومانَ فَنُعطى فَتيل

يا رَبِّ لا تَنسَ رَعاياكَ في

يَومٍ رَعاياكَ الفَريقُ الذَليل

جِنايَةُ الجَهلِ عَلى أَهلِهِ

قَديمَةٌ وَالجَهلُ بِئسَ الدَليل

يا لَيتَ لَم نَمدُد بِشَرٍّ يَداً

وَلَيتَ ظِلَّ السِلمِ باقٍ ظَليل

جَنى عَلَينا عُصبَةٌ جازَفوا

فَحَسبُنا اللَهُ وَنِعمَ الوَكيل

عطر الزنبق
06-12-2019, 04:37 PM
http://lh4.ggpht.com/zagaz277/SOZKa8aufdI/AAAAAAAABiM/ryenwB8GKmc/s800/BarraRosasCTV_34a.gif


خَطَّت يَداكَ الرَوضَةَ الغَنّاءَ

وَفَرَغتَ مِن صَرحِ الفُنونِ بِناءَ

ما زِلتَ تَذهَبُ في السُمُوِّ بِركنِهِ

حَتّى تَجاوَزَ رُكنُهُ الجَوزاءَ

دارٌ مِنَ الفَنِّ الجَميلِ تَقَسَّمَت

لِلساهِرينَ رِوايَةً وَرُواءَ

كَالرَوضِ تَحتَ الطَيرِ أَعجَبَ أَيكُهُ

لَحظَ العُيونِ وَأَعجَبَ الإِصغاءَ

وَلَقَد نَزَلتَ بِها فَلَم نَرَ قَبلَها

فَلَكاً جَلا شَمسَ النَهارِ عِشاءَ

وَتَوَهَّجَت حَتّى تَقَلَّبَ في السَنا

وادي المُلوكِ حِجارَةً وَفَضاءَ

فَتَلَفَّتوا يَتَهامَسونَ لَعَلَّهُ

فَجرُ الحَضارَةِ في البِلادِ أَضاءَ

تِلكَ المَعارِفُ في طُلولِ بِنائِهِم

أَكثَرنَ نَحوَ بِنائِكَ الإيماءَ

وَتَمايَلَت عيدانُهُنَّ تَحِيَّةً

وَتَرَنَّمَت أَوتارُهُنَّ ثَناءَ

يا بانِيَ الإيوانِ قَد نَسَّقتَهُ

وَحَذَوتَ في هِندامِها الحَمراءَ

أَينَ الغَريضُ يَحِلُّهُ أَو مَعبَدٌ

يَتَبَوَّأَ الحُجُراتِ وَالأَبهاءِ

العَبقَرِيَّةُ في ضَنائِنِهِ الَّتي

يَحبو بِها سُبحانَهُ مَن شاءَ

لَمّا بَنَيتَ الأَيكَ وَاِستَوهَبتَهُ

بَعثَ الهَزارَ وَأَرسَلَ الوَرقاءَ

فَسَمِعتَ مِن مُتَفَرِّدِ الأَنغامِ ما

فاتَ الرَشيدَ وَأَخطَأَ النُدَماءَ

وَالفَنُّ رَيحانُ المُلوكِ وَرُبَّما

خَلَدوا عَلى جَنَباتِهِ أَسماءَ

لَولا أَياديهِ عَلى أَبنائِنا

لَم نُلفَ أَمجَدَ أُمَّة آباءَ

كانَت أَوائِلُ كُلِّ قَومٍ في العُلا

أَرضاً وَكُنّا في الفَخارِ سَماءَ

لَولا اِبتِسامُ الفَنِّ فيما حَولَهُ

ظَلَّ الوُجودُ جَهامَةً وَجَفاءَ

جَرِّد مِنَ الفَنِّ الحَياةَ وَما حَوَت

تَجِدِ الحَياةَ مِنَ الجَمالِ خَلاءَ

بِالفَنِّ عالَجتِ الحَياةَ طَبيعَةٌ

قَد عالَجَت بِالواحَةِ الصَحراءَ

تَأوي إِلَيها الروحُ مِن رَمضائِها

فَتُصيبُ ظِلّاً أَو تُصادِفُ ماءَ

نَبضُ الحَضارَةِ في المَمالِكِ كُلِّها

يُجري السَلامَةَ أَو يَدُقُّ الداءَ

إِن صَحَّ فَهيَ عَلى الزَمانِ صَحيحَةٌ

أَو زافَ كانَت ظاهِراً وَطِلاءَ

انظُر أَبا الفاروقِ غَرسَكَ هَل تَرى

بِالغَرسِ إِلّا نِعمَةً وَنَماءَ

مِن حَبَّةٍ ذُخِرَت وَأَيدٍ ثابَرَت

جاءَ الزَمانُ بِجَنَّةٍ فَيحاءَ

وَأَكَنَّتِ الفَنَّ الجَميلَ خَميلَةٌ

رَمَتِ الظِلالَ وَمَدَّتِ الأَفياءَ

بَذَلَ الجُهودَ الصالِحاتِ عِصابَةٌ

لا يَسأَلونَ عَنِ الجُهودِ جَزاءَ

صَحِبوا رَسولَ الفَنِّ لا يَألونَهُ

حُبّاً وَصِدقَ مَوَدَّةٍ وَوَفاءَ

دَفَعوا العَوائِقَ بِالثَباتِ وَجاوَزوا

ما سَرَّ مِن قَدَرِ الأُمورِ وَساءَ

إِنَّ التَعاوُنَ قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ

تَبني الرِجالَ وَتُبدِعُ الأَشياءَ

فَليَهنِهِم حازَ اِلتِفاتَكَ سَعيُهُم

وَكَسا نَدِيَّهُمو سَناً وَسَناءَ

لَم تَبدُ لِلأَبصارِ إِلّا غارِساً

لِخَوالِفِ الأَجيالِ أَو بَنّاءَ

تَغدو عَلى الفَتَراتِ تَرتَجِلُ النَدى

وَتَروحُ تَصطَنِعُ اليَدَ البَيضاءَ

في مَوكِبٍ كَالغَيثِ سارَ رُكابُهُ

بِشراً وَحَلَّ سَعادَةً وَرَخاءَ

أَنتَ اللِواءُ اِلتَفَّ قَومُكَ حَولَهُ

وَالتاجُ يَجعَلُهُ الشُعوبُ لِواءَ

مِن كُلِّ مِئذَنَةٍ سَمِعتَ مَحَبَّةً

وَبِكُلِّ ناقوسٍ لَقيتَ دُعاءَ

يَتَأَلَّفانِ عَلى الهُتافِ كَما اِنبَرى

وَتَرٌ يُسايِرُ في البَنانِ غِناءَ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:10 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم

هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا

حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ

وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا

سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ

وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا

وَوَاللَهِ أَو لَم يُطلِقِ النارَ مُطلِقٌ

عَلَيهِ لَأَودى فَجأَةً أَو تَداوِيا

قَضاءٌ وَمِقدارٌ وَآجالُ أَنفُسٍ

إِذا هِيَ حانَت لَم تُؤَخَّر ثَوانِيا

نَبيدُ كَما بادَت قَبائِلُ قَبلَنا

وَيَبقى الأَنامُ اِثنَينِ مَيتاً وَناعِيا

تَعالَوا عَسى نَطوي الجَفاءَ وَعَهدَهُ

وَنَنبِذُ أَسبابَ الشِقاقِ نَواحِيا

أَلَم تَكُ مِصرٌ مَهدَنا ثُمَّ لَحدَنا

وَبَينَهُما كانَت لِكُلٍّ مَغانِيا

أَلَم نَكُ مِن قَبلِ المَسيحِ اِبنِ مَريَمٍ

وَموسى وَطَهَ نَعبُدُ النيلَ جارِيا

فَهَلّا تَساقَينا عَلى حُبِّهِ الهَوى

وَهَلّا فَدَيناهُ ضِفافاً وَوادِيا

وَما زالَ مِنكُم أَهلُ وُدٍّ وَرَحمَةٍ

وَفي المُسلِمينَ الخَيرُ ما زالَ باقِيا

فَلا يَثنِكُم عَن ذِمَّةٍ قَتلُ بُطرُسٍ

فَقِدماً عَرَفنا القَتلَ في الناسِ فاشِيا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:11 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما

وَيَندُبُهُم وَلَو كانوا عِظاما

وَأَكرَمُ مِن غَمامٍ عِندَ مَحلٍ

فَتىً يُحيِ بِمِدحَتِهِ الكِراما

وَما عُذرُ المُقَصِّرِ عَن جَزاءٍ

وَما يَجزيهُمو إِلى كَلاما

فَهَل مِن مُبلِغٍ غَليومَ عَنّي

مَقالاً مُرضِياً ذاكَ المَقاما

رَعاكَ اللَهُ مِن مَلِكٍ هُمامٍ

تَعَهَّدَ في الثَرى مَلِكاً هُماما

أَرى النِسيانَ أَظمَأَهُ فَلَمّا

وَقَفتَ بِقَبرِهِ كُنتَ الغَماما

تُقَرِّبُ عَهدَهُ لِلناسِ حَتّى

تَرَكتَ الجَليلَ في التاريخِ عاما

أَتَدري أَيَّ سُلطانٍ تُحَيّي

وَأَيَّ مُمَلَّكٍ تُهدي السَلاما

دَعَوتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرباً

وَأَشرَفَهُم إِذا سَكَنوا سَلاما

وَقَفتَ بِهِ تُذَكِّرُهُ مُلوكاً

تَعَوَّدَ أَن يُلاقوهُ قِياما

وَكَم جَمَعَتهُمو حَربٌ فَكانوا

حَدائِدَها وَكانَ هُوَ الحُساما

كِلامٌ لِلبَرِيَّةِ دامِياتٌ

وَأَنتَ اليَومَ مَن ضَمَدَ الكلاما

فَلَمّا قُلتَ ما قَد قُلتَ عَنهُ

وَأَسمَعتَ المَمالِكَ وَالأَناما

تَساءَلَتِ البَرِيَّةُ وَهيَ كَلمى

أَحُبّاً كانَ ذاكَ أَمِ اِنتِقاما

وَأَنتَ أَجَلُّ أَن تُزري بِمَيتٍ

وَأَنتَ أَبَرُّ أَن تُؤذي عِظاما

فَلَو كانَ الدَوامُ نَصيبَ مَلكٍ

لَنالَ بِحَدِّ صارِمِهِ الدَواما

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:12 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


سَما يُناغي الشُهُبا

هَل مَسَّها فَاِلتَهَبا

كَالدَيدَبانِ أَلزَمو

هُ في البِحارِ مَرقَبا

شَيَّعَ مِنهُ مَركَباً

وَقامَ يَلقى مَركَبا

بَشَّرَ بِالدارِ وَبِال

أَهلِ السُراةَ الغُيَّبا

وَخَطَّ بِالنورِ عَلى

لَوحِ الظَلامِ مَرحَبا

كَالبارِقِ المُلِحِّ لَم

يُوَلَّ إِلّا عَقَّبا

يا رُبَّ لَيلٍ لَم تَذُق

فيهِ الرُقادَ طَرَبا

بِتنا نُراعيهِ كَما

يَرعى السُراةُ الكَوكَبا

سَعادَةٌ يَعرِفُها

في الناسِ مَن كانَ أَبا

مَشى عَلى الماءِ وَجا

بَ كَالمَسيحِ العَبَبا

وَقامَ في مَوضِعِهِ

مُستَشرِفاً مُنَقِّبا

يَرمي إِلى الظَلامِ طَر

فاً حائِراً مُذَبذَبا

كَمُبصِرٍ أَدارَ عَي

ناً في الدُجى وَقَلَّبا

كَبَصَرِ الأَعشى أَصا

بَ في الظَلامِ وَنَبا

وَكالسِراجِ في يَدِ الري

حِ أَضاءَ وَخَبا

كَلَمحَةٍ مِن خاطِرٍ

ما جاءَ حَتّى ذَهَبا

مُجتَنِبُ العالَمِ في

عُزلَتِهِ مُجتَنَبا

إِلّا شِراعاً ضَلَّ أَو

فُلكاً يُقاسي العَطَبا

وَكانَ حارِسُ الفَنا

رِ رَجُلاً مُهَذَّبا

يَهوى الحَياةَ وَيُحِبُّ

العَيشَ سَهلاً طَيِّبا

أَتَت عَلَيهِ سَنَوا

تٌ مُبعَداً مُغتَرِبا

لَم يَرَ فيها زَوجَهُ

وَلا اِبنَهُ المُحَبَّبا

وَكانَ قَد رَعى الخَطي

بَ وَوَعى ما خَطَبا

فَقالَ يا حارِسُ خَل

لِ السُخطَ وَالتَعَتُّبا

مَن يُسعِفُ الناسَ إِذا

نودِيَ كُلٌّ فَأَبى

ما الناسُ إِخوَتي وَلا

آدَمُ كانَ لي أَبا

أُنظُر إِلَيَّ كَيفَ أَق

ضي لَهُمُ ما وَجَبا

قَد عِشتُ في خِدمَتِهِم

وَلا تَراني تَعِبا

كَم مِن غَريقٍ قُمتُ عِن

دَ رَأسِهِ مُطَبِّبا

وَكانَ جِسماً هامِداً

حَرَّكتُهُ فَاِضطَرَبا

وَكُنتُ وَطَّأتُ لَهُ

مَناكِبي فَرَكِبا

حَتّى أَتى الشَطَّ فَبَش

شَ مَن بِهِ وَرَحَّبا

وَطارَدوني فَاِنقَلَب

تُ خاسِراً مُخَيِّبا

ما نلتُ مِنهُم فِضَّةً

وَلا مُنِحتُ ذَهَبا

وَما الجَزاءُ لا تَسَل

كانَ الجَزاءُ عَجَبا

أَلقَوا عَلَيَّ شَبَكاً

وَقَطَّعوني إِرَبا

وَاِتَّخَذَ الصُنّاعُ مِن

شَحمِيَ زَيتاً طَيِّبا

وَلَم يَزَل إِسعافُهُم

لِيَ الحَياةَ مَذهَبا

وَلَم يَزَل سَجِيَّتي

وَعَمَلي المُحَبَّبا

إِذا سَمِعتُ صَرخَةً

طِرتُ إِلَيها طَرَبا

لا أَجِدُ المُسعِفَ

إِلّا مَلَكاً مُقَرَّبا

وَالمُسعِفونَ في غَدٍ

يُؤَلِّفونَ مَوكِبا

يَقولُ رِضوانُ لَهُم

هَيّا أَدخلوها مَرحَبا

مُذنِبُكُم قَد غَفَرَ

اللَهُ لَهُ ما أَذنَبا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:13 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


فَدَيناهُ مِن زائِرٍ مُرتَقَب

بَدا لِلوُجودِ بِمَرأىً عَجَب

تَهُزُّ الجِبالَ تَباشيرُهُ

كَما هَزَّ عِطفَ الطَروبِ الطَرَب

وَيُحلي البِحارَ بِلَألائِهِ

فَمِنّا الكُؤوسُ وَمِنهُ الحَبَب

مَنارُ الحُزونِ إِذا ما اِعتَلى

مَنارُ السُهولِ إِذا ما اِنقَلَب

أَتانا مِنَ البَحرِ في زَورَقٍ

لُجَيناً مَجاذيفُهُ مِن ذَهَب

فَقُلنا سُلَيمانُ لَو لَم يَمُت

وَفِرعَونُ لَو حَمَلَتهُ الشُهُب

وَكِسرى وَما خَمَدَت نارهُ

وَيوسُفُ لَو أَنَّهُ لَم يَشِب

وَهَيهاتَ ما تُوِّجوا بِالسَنا

وَلا عَرشُهُم كانَ فَوقَ السُحُب

أَنافَ عَلى الماءِ ما بَينَها

وَبَينَ الجِبالِ وَشُمَّ الهُضَب

فَلا هُوَ خافٍ وَلا ظاهِرٌ

وَلا سافِرٌ لا وَلا مُنتَقِب

وَلَيسَ بِثاوٍ وَلا راحِلٍ

وَلا بِالبَعيدِ وَلا المُقتَرِب

تَوارى بِنِصفٍ خِلالَ السُحُب

وَنِصفٌ عَلى جَبَلٍ لَم يَغِب

يُجَدِّدُها آيَةً قَد خَلَت

وَيَذكُرُ ميلادَ خَيرِ العَرَب

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:13 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى

وَقَرارَةِ التاريخِ وَالآثارِ

فَالصُبحُ في مَنفٍ وَثيبَة واضِحٌ

مَن ذا يُلاقي الصُبحَ بِالإِنكارِ

بِالهَيلِ مِن مَنفٍ وَمِن أَرباضِها

مَجدوعُ أَنفٍ في الرِمالِ كُفاري

خَلَتِ الدُهورُ وَما اِلتَقَت أَجفانُهُ

وَأَتَت عَلَيهِ كَلَيلَةٍ وَنَهارِ

ما فَلَّ ساعِدَهُ الزَمانُ وَلَم يَنَل

مِنهُ اِختِلافُ جَوارِفٍ وَذَوارِ

كَالدَهرِ لَو مَلَكَ القِيامَ لِفَتكَةٍ

أَو كانَ غَيرَ مُقَلَّمِ الأَظفارِ

وَثَلاثَةٍ شَبَّ الزَمانُ حِيالَها

شُمٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ كِبارِ

قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً

تَكسوهُ ثَوبَ الفَخرِ وَهيَ عَوارِ

مِن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى

مُتَطاوِلٍ في الجَوِّ كَالإِعصارِ

الجِنُّ في جَنَباتِها مَطروقَةٌ

بِبَدائِعِ البَنّاءِ وَالحَفّارِ

وَالأَرضُ أَضَيعُ حيلَةً في نَزعِها

مِن حيلَةِ المَصلوبِ في المِسمارِ

تِلكَ القُبورُ أَضَنَّ مِن غَيبٍ بِما

أَخفَت مِنَ الأَعلاقِ وَالأَذخارِ

نامَ المُلوكُ بِها الدُهورَ طَويلَةً

يَجِدونَ أَروَحَ ضَجعَةٍ وَقَرارِ

كُلٌّ كَأَهلِ الكَهفِ فَوقَ سَريرِهِ

وَالدَهرُ دونَ سَريرِهِ بِهِجارِ

أَملاكُ مِصرَ القاهِرونَ عَلى الوَرى

المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَقمارِ

هَتَكَ الزَمانُ حِجابَهُم وَأَزالَهُم

بَعدَ الصِيانِ إِزالَةَ الأَسرارِ

هَيهاتَ لَم يَلمِس جَلالَهُمو البِلى

إِلّا بِأَيدٍ في الرَغامِ قِصارِ

كانوا وَطَرفُ الدَهرِ لا يَسمو لَهُم

ما بالُهُم عُرِضوا عَلى النُظّارِ

لَو أَمهَلوا حَتّى النُشورِ بِدَورِهِم

قاموا لِخالِقِهِم بِغَيرِ غُبارِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:14 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ

وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ

وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي

عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ

إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ

تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ

وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ

وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ

وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ

وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ

فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما

مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ

فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ

وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ

تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ

وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ

تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها

وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ

أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ

مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ

وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً

إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ

فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً

عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ

يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى

وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:14 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب

وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب

مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ

ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب

وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ

وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب

وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ

نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب

كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل

لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب

تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ

إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب

تُخالُ إِذا اِتَّقَدَت في الضُحى

وَجَرَّ الأَصيلُ عَلَيها اللَهَب

وَطافَ عَلَيها شُعاعُ النَهارِ

مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب

وَصيفَةَ فِرعَونَ في ساحَةٍ

مِنَ القَصرِ واقِفَةً تَرتَقِب

قَدِ اِعتَصَبَت بِفُصوصِ العَقيقِ

مُفَصَّلَةً بِشُذورِ الذَهَب

وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها

عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب

وَشَدَّت عَلى ساقِها مِئزَراً

تَعَقَّدَ مِن رَأسِها لِلذَنَب

أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ

أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب

طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ

وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب

فَيا نَخلَةَ الرَملِ لَم تَبخَلي

وَلا قَصَّرَت نَخَلاتُ التُرَب

وَأَعجَبُ كَيفَ طَوى ذِكرَكُنَّ

وَلَم يَحتَفِل شُعَراءُ العَرَب

أَلَيسَ حَراماً خُلُوُّ القَصا

ئِدِ مِن وَصفِكُنَّ وَعُطلُ الكُتُب

وَأَنتُنَّ في الهاجِراتِ الظِلالُ

كَأَنَّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب

وَأَنتُنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ

جَناها بِجانِب أُخرى حَلَب

وَأَنتُنَّ في عَرَصاتِ القُصورِ

حِسانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب

جَناكُنَّ كَالكَرمِ شَتّى المَذاقِ

وَكَالشَهدِ في كُلِّ لَونٍ يُحَب

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:15 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ

بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى

طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو

هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى

جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ

فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى

وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا

قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا

وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ

وَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا

وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ

وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا

وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً

وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا

صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ

مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا

أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى

مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا

أَو تَهاويلُ شاعِرٍ عَبقَرِيٍّ

طارَحَ البَحرَ وَالطَبيعَةَ شِعرا

يا سِوارَي فَيروزَجٍ وَلُجَينٍ

بِهِما حُلِّيَت مَعاصِمُ مِصرا

في شُعاعِ الضُحى يَعودانِ ماساً

وَعَلى لَمحَةِ الأَصائِلِ تِبرا

وَمَشَت فيهِما النُجومُ فَكانَت

في حَواشِيهِما يَواقيتَ زُهرا

لَكَ في الأَرضِ مَوكِبٌ لَيسَ يَألو الر

ريحَ وَالطَيرَ وَالشَياطينَ حَشرا

سِرتَ فيهِ عَلى كُنوزِ سُلَيما

نَ تَعُدُّ الخُطى اِختِيالاً وَكِبرا

وَتَرَنَّمتَ في الرِكابِ فَقُلنا

راهِبٌ طافَ في الأَناجيلِ يَقرا

هُوَ لَحنٌ مُضَيَّعٌ لا جَواباً

قَد عَرَفنا لَهُ وَلا مُستَقَرّا

لَكَ في طَيِّهِ حَديثُ غَرامٍ

ظَلَّ في خاطِرِ المُلَحِّنِ سِرّا

قَد بَعَثنا تَحِيَّةً وَثَناءً

لَكَ يا أَرفَعَ الزَواخِرِ ذِكرا

وَغَشيناكَ ساعَةً تَنبُشُ الما

ضِيَ نَبشاً وَتَقتُلُ الأَمسَ فِكرا

وَفَتَحنا القَديمَ فيكَ كِتاباً

وَقَرَأنا الكِتابَ سَطراً فَسَطرا

وَنَشَرنا مِن طَيِّهِنَّ اللَيالي

فَلَمَحنا مِنَ الحَضارَةِ فَجرا

وَرَأَينا مِصراً تُعَلِّمُ يونا

نَ وَيونانَ تَقبِسُ العِلمَ مِصرا

تِلكَ تَأتيكَ بِالبَيانِ نَبِيّاً

عَبقَرِيّاً وَتِلكَ بِالفَنِّ سِحرا

وَرَأَينا المَنارَ في مَطلَعِ النَج

مِ عَلى بَرقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى

شاطِئٌ مِثلُ رُقعَةِ الخُلدِ حُسناً

وَأَديمِ الشَبابِ طيباً وَبِشرا

جَرَّ فَيروزَجاً عَلى فِضَّةِ الما

ءِ وَجَرَّ الأَصيلُ وَالصُبحُ تِبرا

كُلَّما جِئتَهُ تَهَلَّلَ بِشراً

مِن جَميعِ الجِهاتِ وَاِفتَرَّ ثَغرا

اِنثَنى مَوجَةً وَأَقبَلَ يُرخي

كِلَّةً تارَةً وَيَرفَعُ سِترا

شَبَّ وَاِنحَطَّ مِثلَ أَسرابِ طَيرٍ

ماضِياتٍ تَلُفُّ بِالسَهلِ وَعرا

رُبَّما جاءَ وَهدَةً فَتَرَدّى

في المَهاوي وَقامَ يَطفُرُ صَخرا

وَتَرى الرَملَ وَالقُصورَ كَأَيكٍ

رَكِبَ الوَكرُ في نَواحيهِ وَكرا

وَتَرى جَوسَقاً يُزَيِّنُ رَوضاً

وَتَرى رَبوَةً تُزَيِّنُ مِصرا

سَيِّدَ الماءِ كَم لَنا مِن صَلاحٍ

وَعَلِيٍّ وَراءَ مائِكَ ذِكرى

كَم مَلَأناكَ بِالسَفينِ مَواقيـ

ـرَ كَشُمِّ الجِبالِ جُنداً وَوَفرا

شاكِياتِ السِلاحِ يَخرُجنَ مِن مِصـ

ـرٍ بِمَلومَةٍ وَيَدخُلنَ مِصرا

شارِعاتِ الجَناحِ في ثَبَجِ الما

ءِ كَنَسرٍ يَشُدُّ في السُحبِ نَسرا

وَكَأَنَّ اللُجاجَ حينَ تَنَزّى

وَتَسُدُّ الفِجاجَ كَرّاً وَفَرّا

أَجمٌ بَعضُهُ لِبَعضٍ عَدُوٌّ

زَحَفَت غابَةٌ لِتَمزيقِ أُخرى

قَذَفَت هَهُنا زَئيراً وَناباً

وَرَمَت هَهُنا عُواءٌ وَظُفرا

أَنتَ تَغلي إِلى القِيامَةِ كَالقِد

رِ فَلا حَطَّ يَومُها لَكَ قِدرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:16 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




قِف حَيِّ شُبّانَ الحِمى

قَبلَ الرَحيلِ بِقافِيَه

عَوَّدتُهُم أَمثالَها

في الصالِحاتِ الباقِيَه

مِن كُلِّ ذاتِ إِشارَةٍ

لَيسَت عَلَيهِم خافِيَه

قُل يا شَبابُ نَصيحَة

مِمّا يُزَوَّدُ غالِيَه

هَل راعَكُم أَنَّ المَدا

رِسَ في الكِنانَةِ خاوِيَه

هُجِرَت فَكُلُّ خَلِيَّةٍ

مِن كُلِّ شَهدٍ خالِيَه

وَتَعَطَّلَت هالاتُها

مِنكُم وَكانَت حالِيَه

غَدَتِ السِياسَةُ وَهيَ آ

مِرَةٌ عَلَيها ناهِيَه

فَهَجَرتُمو الوَطَنَ العَزيـ

ـزَ إِلى البِلادِ القاصِيَه

أَنتُم غَداً في عالَمٍ

هُوَ وَالحَضارَةُ ناحِيَه

وارَيتُ فيهِ شَبيبَتي

وَقَضَيتُ فيهِ ثَمانِيَه

ما كُنتُ ذا القَلبِ الغَليـ

ـظِ وَلا الطِباعِ الجافِيَه

سيروا بِهِ تَتَعَلَّموا

سِرَّ الحَياةِ العالِيَه

وَتَأَمَّلوا البُنيانَ وَاد

دَكِروا الجُهودَ البانِيَه

ذوقوا الثِمارَ جَنِيَّةً

وَرِدوا المَناهِلَ صافِيَه

وَاِقضوا الشَبابَ فَإِنَّ سا

عَتَهُ القَصيرَةَ فانِيَه

وَاللَهِ لا حَرَجٌ عَلَيـ

ـكُم في حَديثِ الغانِيَه

أَو في اِشتِهاءِ السِحرِ مِن

لَحظِ العُيونِ الساجِيَه

أَو في المَسارِحِ فَهيَ بِالنـ

ـفسِ اللَطيفَةِ راقِيَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:16 PM
http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif

بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ

وَحَلَّ سَماءَها البَدرُ التَمامُ

وَزارَ رِياضَ إِسماعيلَ غَيثٌ

كَوالِدِهِ لَهُ المِنَنُ الجِسامُ

ثَنى عِطفَيهِما الهَرَمانِ تيهاً

وَقالَ الثالِثُ الأَدنى سَلامُ

حَلُمّي مَنفُ هَذا تاجُ خوفو

كَقُرصِ الشَمسِ يَعرِفُهُ الأَنامُ

نَمَتهُ مِن بَني فِرعَونَ هامٌ

وَمِن خُلَفاءِ إِسماعيلَ هامُ

تَأَلَّقَ في سَمائِكِ عَبقَرِيّاً

عَلَيهِ جَلالَةٌ وَلَهُ وِسامُ

تَرَعرَعَتِ الحَضارَةُ في حُلاهُ

وَشَبَّ عَلى جَواهِرِهِ النِظامُ

وَنالَ الفَنُّ في أُولى اللَيالي

وَأُخراهُنَّ عِزّاً لا يُرامُ

مَشى في جيزَةِ الفُسطاطِ ظِلٌّ

كَظِلِّ النيلِ بُلَّ بِهِ الأُوامُ

إِذا ما مَسَّ تُرباً عادَ مِسكاً

وَنافَسَ تَحتَهُ الذَهَبَ الرَغامُ

وَإِن هُوَ حَلَّ أَرضاً قامَ فيها

جِدارٌ لِلحَضارَةِ أَو دِعامُ

فَمَدرَسَةٌ لِحَربِ الجَهلِ تُبنى

وَمُستَشفى يُذادُ بِهِ السَقامُ

وَدارٌ يُستَغاثُ بِها فَيَمضي

إِلى الإِسعافِ أَنجادٌ كِرامُ

أُساةُ جِراحَةٍ حيناً وَحيناً

مَيازيبٌ إِذا اِنفَجَرَ الضِرامُ

وَأَحواضٌ يُراضُ النيلُ فيها

وَكُلُّ نَجيبَةٍ وَلَها لِجامُ

أَبا الفاروقِ أَقبَلنا صُفوفاً

وَأَنتَ مِنَ الصُفوفِ هُوَ الإِمامُ

إِلى البَيتِ الحَرامِ بِكَ اِتَّجَهنا

وَمِصرُ وَحَقَّها البَيتُ الحَرامُ

طَلَعتَ عَلى الصَعيدِ فَهَشَّ حَتّى

عَلا شَفَتَي أَبي الهَولُ اِبتِسامُ

ركابٌ سارَتِ الآمالُ فيهِ

وَطافَ بِهِ التَلَفُّتُ وَالزِحامُ

فَماذا في طَريقِكَ مِن كُفورٍ

أَجَلُّ مِنَ البُيوتِ بِها الرِجامُ

كَأَنَّ الراقِدينَ بِكُلِّ قاعٍ

هُمُ الأَيقاظُ وَاليَقظى النِيامُ

لَقَد أَزَمَ الزَمانُ الناسَ فَاِنظُر

فَعِندَكَ تُفرَجُ الإِزَمُ العِظامُ

وَبَعدَ غَدٍ يُفارِقُ عامُ بُؤسٍ

وَيَخلفُهُ مِنَ النَعماءِ عامُ

يَدورُ بِمِصرَ حالاً بَعدَ حالٍ

زَمانٌ ما لِحالَيهِ دَوامُ

وَمِصرُ بِناءُ جَدِّكَ لَم يُتَمَّم

أَلَيسَ عَلى يَدَيكَ لَهُ تَمامُ

فَلَسنا أُمَّةً قَعَدَت بِشَمسٍ

وَلا بَلَداً بِضاعَتُهُ الكَلامُ

وَلَكِن هِمَّةٌ في كُلِّ حينٍ

يَشُدُّ بِناءَها المَلِكُ الهُمامُ

نَرومُ الغايَةَ القُصوى فَنَمضي

وَأَنتَ عَلى الطَريقِ هُوَ الزِمامُ

وَنَقصرُ خُطوَةً وَنَمُدُّ أُخرى

وَتُلجِئُنا المَسافَةُ وَالمَرامُ

وَنَصبرُ لِلشَدائِدِ في مَقامٍ

وَيَغلِبُنا عَلى صَبرٍ مَقامُ

فَقَوِّ حَضارَةَ الماضي بِأُخرى

لَها زَهوٌ بِعَصرِكَ وَاِتِّسامُ

تَرفُّ صَحائِفُ البَردِيِّ فيها

وَيَنطُقُ في هَياكِلِها الرُخامُ

رَعَتكَ وَوادِياً تَرعاهُ عَنّا

مِنَ الرَحمَنِ عَينٌ لا تَنامُ

فَإِن يَكُ تاجُ مِصرَ لَها قِواماً

فَمِصرُ لِتاجِها العالي قِوامُ

لِتَهنَأ مِصرُ وَليَهنَأ بَنوها

فَبَينَ الرَأسِ وَالجِسمِ اِلتِئام

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:29 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


فَتحِيَّةٌ دُنيا تَدومُ وَصِحَّةٌ

تَبقى وَبَهجَةُ أُمَّةٍ وَحَياةُ

مَولايَ إِنَّ الشَمسَ في عَليائِها

أُنثى وَكُلُّ الطَيِّباتِ بَناتُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:30 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


يَدُ المَلِكِ العَلَوي الكَريم

عَلى العلمِ هَزَّت أَخاهُ الأَدَب

لِسانُ الكِنانَةِ في شُكرِها

وَما هُوَ إِلّا لِسانُ العَرَب

قَضَت مِصرُ حاجَتَها يا عَلِيُّ

وَنالَت وَنالَ بَنوها الأَرَب

وَهَنَّأتُ بِالرُتَبِ العَبقَرِيِّ

وَهَنَّأتُ بِالعَبقَرِيِّ الرُتَب

عَلِيُّ لَقَد لَقَّبَتكَ البِلادُ

بِآسي الجِراحِ وَنِعمَ اللَقَب

سِلاحُكَ مِن أَدَواتِ الحَياةِ

وَكُلُّ سِلاحٍ أَداةُ العَطَب

وَلَفظُكَ بِنجٌ وَلَكِنَّهُ

لَطيفُ الصَبا في جُفونِ العَصَب

أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المَسيحِ

أَواسي الجِراحِ مَواحي النُدَب

تُعالِجُ كَفّاكَ بُؤسَ الحَياةِ

فَكَفٌّ تُداوي وَكَفٌّ تَهَب

وَيَستَمسِكُ الدَمُ في راحَتَيكَ

وَفَوقَهُما لا يَقَرُّ الذَهَب

كَأَنَّكَ لِلمَوتِ مَوتٌ أُتيحَ

فَلَم يَرَ وَجهَكَ إِلّا هَرَب

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:31 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً

وَتَلَقَّ مِن أَوطانِكَ الإِكليلا

يَهنيكَ ما أُعطيتَ مِن إِكرامِها

وَمُنِحتَ مِن عَطفِ اِبنِ إِسماعيلا

اليَومَ يَومُ السابِقينَ فَكُن فَتىً

لَم يَبغِ مِن قَصَبِ الرِهانِ بَديلا

وَإِذا جَرَيتَ مَعَ السَوابِقِ فَاِقتَحِم

غُرَراً تَسيلُ إِلى المَدى وَحُجولا

حَتّى يَراكَ الجَمعُ أَوَّلَ طالِعٍ

وَيَرَوا عَلى أَعرافِكَ المِنديلا

هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ

يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا

كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ

لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا

يا قاهِرَ الغَربِ العَتيدِ مَلَأتَهُ

بِثَناءِ مِصرَ عَلى الشِفاهِ جَميلا

قَلَّبتَ فيهِ يَداً تَكادُ لِشِدَّةٍ

في البَأسِ تَرفَعُ في الفَضاءِ الفيلا

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَديدَ وَبَأسَهُ

جَعَلَ الحَديدَ لِساعِدَيكَ ذَليلا

زَحزَحتَهُ فَتَخاذَلَت أَجلادُهُ

وَطَرَحتَهُ أَرضاً فَصَلَّ صَليلا

لِمَ لا يَلينُ لَكَ الحَديدُ وَلَم تَزَل

تَتلو عَلَيهِ وَتَقرَأُ التَنزيلا

الأَزمَةَ اِشتَدَّت وَرانَ بَلاؤُها

فَاِصدِم بِرُكنِكَ رُكنَها لِيَميلا

شَمشونُ أَنتَ وَقَد رَسَت أَركانُها

فَتَمَشَّ في أَركانِها لِتَزولا

قُل لي نُصَيرُ وَأَنتَ بَرٌّ صادِقٌ

أَحَمَلتَ إِنساناً عَلَيكَ ثَقيلا

أَحَمَلتَ دَيناً في حَياتِكَ مَرَّةً

أَحَمَلتَ يَوماً في الضُلوعِ غَليلا

أَحَمَلتَ ظُلماً مِن قَريبٍ غادِرٍ

أَو كاشِحٍ بِالأَمسِ كانَ خَليلا

أَحَمَلتَ مِنّا بِالنَهارِ مُكَرَّراً

وَاللَيلِ مِن مُسدٍ إِلَيكَ جَميلا

أَحَمَلتَ طُغيانَ اللَئيمِ إِذا اِغتَنى

أَو نالَ مِن جاهِ الأُمورِ قَليلا

أَحَمَلتَ في النادي الغَبِيِّ إِذا اِلتَقى

مِن سامِعيهِ الحَمدَ وَالتَبجيلا

تِلكَ الحَياةُ وَهَذِهِ أَثقالُها

وُزِنَ الحَديدُ بِها فَعادَ ضَئيلا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:31 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

يا اِبنَ زَيدونَ مَرحَبا

قَد أَطَلتَ التَغَيُّبا

إِنَّ ديوانَكَ الَّذي

ظَلَّ سِرّاً مُحَجَّبا

يَشتَكي اليُتمَ دُرُّهُ

وَيُقاسي التَغَرُّبا

صارَ في كُلِّ بَلدَةٍ

لِلأَلِبّاءِ مَطلَبا

جاءَنا كامِلٌ بِهِ

عَرَبِيّاً مُهَذَّبا

تَجِدُ النَصَّ مُعِجِبا

وَتَرى الشَرحَ أَعجَبا

أَنتَ في القَولِ كُلِّهِ

أَجمَلُ الناسِ مَذهَبا

بِأَبي أَنتَ هَيكَلاً

مِن فُنونٍ مُرَكَّبا

شاعِراً أَم مُصَوِّراً

كُنتَ أَم كُنتَ مُطرِبا

نُرسِلُ اللَحنَ كُلَّهُ

مُبدِعاً فيهِ مُغرِبا

أَحسَنَ الناسَ هاتِفاً

بِالغَواني مُشَبِّبا

وَنَزيلَ المُتَوَّجيـ

ـنَ النَديمَ المُقَرَّبا

كَم سَقاهُم بِشِعرِهِ

مِدحَةً أَو تَعَتُّبا

وَمِنَ المَدحِ ما جَزى

وَأَذاعَ المَناقِبا

وَإِذا الهَجوُ هاجَهُ

لِمُعاناتِهِ أَبى

وَرَآهُ رَذيلَةً

لا تُماشي التَأَدُّبا

ما رَأى الناسُ شاعِراً

فاضِلَ الخُلقِ طَيِّبا

دَسَّ لِلناشِقينَ في

زَنبَقِ الشِعرِ عَقرَبا

جُلتَ في الخُلدِ جَولَةً

هَل عَنِ الخُلدِ مِن نَبا

صِف لَنا ما وَراءَهُ

مِن عُيونٍ وَمِن رُبى

وَنَعيمٍ وَنَضرَةٍ

وَظِلالٍ مِنَ الصِبا

وَصِفِ الحورَ موجَزاً

وَإِذا شِئتَ مُطنِبا

قُم تَرى الأَرضَ مِثلَما

كُنتُمو أَمسِ مَلعَبا

وَتَرى العَيشَ لَم يَزَل

لِبَني المَوتِ مَأرَبا

وَتَرى ذاكَ بِالَّذي

عِندَ هَذا مُعَذَّبا

إِنَّ مَروانَ عُصبَةٌ

يَصنَعونَ العَجائِبا

طَوَّفوا الأَرضَ مَشرِقاً

بِالأَيادي وَمَغرِبا

هالَةٌ أَطلَعَتكَ في

ذِروَةِ المَجدِ كَوكَبا

أَنتَ لِلفَتحِ تَنتَمي

وَكَفى الفَتحُ مَنصِبا

لَستُ أَرضى بِغَيرِهِ

لَكَ جَدّاً وَلا أَبا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:32 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


وَعِصابَةٍ بِالخَيرِ أُلِّفَ شَملُهُم

وَالخَيرُ أَفضَلُ عُصبَةً وَرِفاقا

جَعَلوا التَعاوُنَ وَالبِنايَةَ هَمَّهُم

وَاِستَنهَضوا الآدابَ وَالأَخلاقا

وَلَقَد يُداوونَ الجِراحَ بِبِرِّهِم

وَيُقاتِلونَ البُؤسَ وَالإِملاقا

يَسمونَ بِالأَدَبِ الجَديدِ وَتارَةً

يَبنونَ لِلأَدَبِ القَديمِ رِواقا

بَعَثَ اِهتِمامَهُمو وَهاجَ حَنانَهُم

زَمَنٌ يُثيرُ العَطفَ وَالإِشفاقا

عَرَضَ القُعودُ فَكانَ دونَ نُبوغِهِ

قَيداً وَدونَ خُطى الشَبابِ وِثاقا

البُلبُلُ الغَرِدُ الَّذي هَزَّ الرُبى

وَشَجى الغُصونَ وَحَرَّكَ الأَوراقا

خَلَفَ البَهاءَ عَلى القَريضِ وَكَأسِهِ

فَسَقى بِعَذبِ نَسيبِهِ العُشّاقا

في القَيدِ مُمتَنِعُ الخُطى وَخَيالِهِ

يَطوي البِلادَ وَيَنشُرُ الآفاقا

سَبّاقُ غاياتِ البَيانِ جَرى بِلا

ساقٍ فَكَيفَ إِذا اِستَرَدَّ الساقا

لَو يَطعمُ الطِبُّ الصَناعُ بَيانَهُ

أَو لَو يُسيغُ لِما يَقولُ مَذاقا

غالى بِقيمَتِهِ فَلَم يَصنَع لَهُ

إِلّا الجَناحَ مُحَلِّقاً خَفّاقا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:33 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار

وَحَيّوا بَطَلَ الهِندِ

وَأَدّوا واجِباً وَاِقضوا

حُقوقَ العَلَمِ الفَردِ

أَخوكُم في المقاساةِ

وَعَركِ المَوقِفِ النَكدِ

وَفي التَضحِيَةِ الكُبرى

وَفي المَطلَبِ وَالجُهدِ

وَفي الجُرحِ وَفي الدَمعِ

وَفي النَفيِ مِنَ المَهدِ

وَفي الرِحلَةِ لِلحَقِّ

وَفي مَرحَلَةِ الوَفدِ

قِفوا حَيّوهُ مِن قُربٍ

عَلى الفُلكِ وَمِن بُعدِ

وَغَطّوا البَرَّ بِالآسِ

وَغَطّوا البَحرَ بِالوَردِ

عَلى إِفريزِ راجبوتا

نَ تِمثالٌ مِنَ المَجدِ

نَبِيٌّ مِثلُ كونفُشيو

سَ أَو مِن ذَلِكَ العَهدِ

قَريبُ القَولِ وَالفِعلِ

مِنَ المُنتَظَرِ المَهدي

شَبيهُ الرُسلِ في الذَودِ

عَنِ الحَقِّ وَفي الزُهدِ

لَقَد عَلَّمَ بِالحَقِّ

وَبِالصَبرِ وَبِالقَصدِ

وَنادى المَشرِقَ الأَقصى

فَلَبّاهُ مِنَ اللَحدِ

وَجاءَ الأَنفُسَ المَرضى

فَداواها مِنَ الحِقدِ

دَعا الهِندوسَ وَالإِسلا

مَ لِلأُلفَةِ وَالوُدِّ

بِسِحرٍ مِن قُوى الروحِ

حَوى السَيفَينِ في غِمدِ

وَسُلطانٍ مِنَ النَفسِ

يُقَوّي رائِضَ الأَسدِ

وَتَوفيقٍ مِنَ اللَهِ

وَتَيسيرٍ مِنَ السَعدِ

وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ

سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ

وَلا يُؤخَذُ بِالحَولِ

وَلا الصَولِ وَلا الجُندِ

وَلا بِالنَسلِ وَالمالِ

وَلا بِالكَدحِ وَالكَدِّ

وَلَكِن هِبَةُ المَولى

تَعالى اللَهُ لِلعَبدِ

سَلامُ النيلِ يا غَندي

وَهَذا الزَهرُ مِن عِندي

وَإِجلالٌ مِنَ الأَهرا

مِ وَالكَرنَكِ وَالبَردي

وَمِن مَشيَخَةِ الوادي

وَمِن أَشبالِهِ المُردِ

سَلامٌ حالِبَ الشاةِ

سَلامٌ غازِلَ البُردِ

وَمَن صَدَّ عَنِ المِلحِ

وَلَم يُقبِل عَلى الشُهدِ

وَمَن تركَبُ ساقَيهِ

مِنَ الهِندِ إِلى السِندِ

سَلامٌ كُلَّما صَلَّيـ

ـتَ عُرياناً وَفي اللِبدِ

وَفي زاوِيَةِ السِجنِ

وَفي سِلسِلَةِ القَيدِ

مِنَ المائِدَةِ الخَضرا

ءَ خُذ حِذرَكَ يا غَندي

وَلاحِظ وَرَقَ السيرِ

وَما في وَرَقِ اللوردِ

وَكُن أَبرَعَ مَن يَلـ

ـعَبُ بِالشَطرَنجِ وَالنَردِ

وَلاقي العَبقَرِيّينَ

لِقاءَ النِدِّ لِلنِدِّ

وَقُل هاتوا أَفاعِيَكُم

أَتى الحاوي مِنَ الهِندِ

وَعُد لَم تَحفِلِ الذامَ

وَلَم تَغتَرَّ بِالحَمدِ

فَهَذا النَجمُ لا تَرقى

إِلَيهِ هِمَّةُ النَقدِ

وَرُدَّ الهِندَ لِلأُمـ

ـةِ مِن حَدٍّ إِلى حَدِّ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:33 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو

فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ

عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ

عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا

وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ

صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ

وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي

سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا

يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً

وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ

وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ

لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا

عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ

نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ

لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت

تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ

صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي

رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ

رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها

وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ

يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها

لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ

وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها

وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ

وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ

وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:34 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي

نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي

وَأَرسِلي الشَجوَ أَسجاعاً مُفَصَّلَةٌ

أَو رَدِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي

لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ

وَلا الصَبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ

تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلى ظَمَإٍ

وَكَيفَ بَلَّ الصَدى ذو الغُلَّةِ الصادي

وَأَنتِ في مَجلِسِ الرَيحانِ لاهِيَةٌ

ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلا إِلى نادي

تَذَكَّري قُبلَةً في الشَعرِ حائِرَةً

أَضَلَّها فَمَشَت في فَرقِكِ الهادي

وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ

أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي

تَذَكَّري مَنظَرَ الوادي وَمَجلِسَنا

عَلى الغَديرِ كَعُصفورَينِ في الوادي

وَالغُصنُ يَحنو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً

وَالماءُ في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ

تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا

مِن لَحنِ شادِيَةٍ في الدَوحِ أَو شادي

تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَمانُ بِهِ

هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ ميعادي

فَنلتُ ما نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ

وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفراحي وَأَعيادي

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:34 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري

في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي

سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً

وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي

وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً

أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي

قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي

مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ

وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم

سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ

خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو

في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ

أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني

كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ

تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُل

كِ عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ

مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط

حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:34 PM
http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ

قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ

وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ

بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ

وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ

وَفي أَلسُنِهِم مَنسي

وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ

لِآلامِ بَني الجِنسِ

فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى

وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ

وَلِلمَحرومِ وَالعافي

حَوالَي زادِهِ كُرسي

وَما نَمَّ وَلا هَمَّ

بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ

يَنامُ اللَيلَ مَسروراً

قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ

وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى

سَريرَتِهِ كَما يُمسي

فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي

عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ

وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ

مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ

أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً

وَهَب لي قُربَكَ القُدسي

عَسى نَفسُكَ أَن تُد

مَجَ في أَحلامِها نَفسي

فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى

مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:41 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر

إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر

وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون

وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر

فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ

وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ

وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا

شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ

تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ

يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:41 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ نَفساً أَذنَبَت

وَأَتَيتُ بَينَ الخَوفِ وَالإِقرارِ

وَجَعَلتُ أَستُرُ عَن سِواك ذُنوبَها

حَتّى عَبيتُ فَمُنَّ لي بِسِتارِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:42 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


صارَ شَوقي أَبا عَلي

في الزَمانِ التَرَلَّلي

وَجَناها جِنايَةً

لَيسَ فيها بِأَوَّلِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:42 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


عَلِيُّ لَوِ اِستَشَرتَ أَباكَ قَبلاً

فَإِنَّ الخَيرَ حَظُّ المُستَشيرِ

إِذاً لَعَلِمتَ أَنّا في غِناءٍ

وَإِن نَكُ مِن لِقائِكَ في سُرورِ

وَما ضِقنا بِمَقدَمِكَ المُفَدّى

وَلَكِن جِئتَ في الزَمَنِ الأَخيرِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:42 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ

وَتَمَّ لِيَ النَسلُ بَعدي

هُم يَحسُدوني عَلَيهِ

وَيَغبِطوني بِسَعدي

وَلا أَراني وَنَجلي

سَنَلتَقي عِندَ مَجدِ

وَسَوفَ يَعلَمُ بَيتي

أَنّي أَنا النَسلُ وَحدي

فَيا عَلي لا تَلُمني

فَما اِحتِقارُكَ قَصدي

وَأَنتَ مِنّي كَروحي

وَأَنتَ مَن أَنتَ عِندي

فَإِن أَساءَكَ قَولي

كَذِّب أَباكَ بِوَعدِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:43 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


أَمينَتي في عامِها

الأَوَّلِ مِثلُ المَلَكِ

صالِحَةٌ لِلحُبِّ مِن

كُلٍّ وَلِلتَبَرُّكِ

كَم خَفَقَ القَلبُ لَها

عِندَ البُكا وَالضَحِكِ

وَكَم رَعَتها العَينُ في

السُكونِ وَالتَحَرُّكِ

فَإِن مَشَت فَخاطِري

يَسبِقُها كَالمُمسِكِ

أَلحَظُها كَأَنَّها

مِن بَصَري في شَرَكِ

فَيا جَبينَ السَعدِ لي

وَيا عُيونَ الفَلَكِ

وَيا بَياضَ العَيشِ في ال

أَيّامِ ذاتِ الحَلَكِ

إِنَّ اللَيالي وَهيَ لا

تَنفَكُّ حَربَ أَهلِكِ

لَو أَنصَفَتكِ طِفلَةً

لَكُنتِ بِنتَ المَلِكِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:43 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها

تُحِبُّهُ جِدّاً كَما يُحِبُّها

أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ

وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ

لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العاجِ

وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي

يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُه

وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ

فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ

أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِناقِ

في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِياحُ

وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتاحُ

وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه

تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه

جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَرَّه

تَحمِلُهُ وَهيَ بِهِ كَالبَرَّه

فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها

ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها

قالَت غُلامي يا أَبي جَوعانُ

وَما لَهُ كَما لَنا لِسانُ

فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَن

وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن

فَقُمتُ كَالعادَةِ بِالمَطلوبِ

وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ

فَعَجَنَت في اللَبَنِ اللُبابا

كَما تَرانا نُطعِمُ الكِلابا

ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَهُ

فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ

هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا

وَاِندَفَعَت تَبكي بُكاءً مُفتَرى

تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ

مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ

فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه

قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:44 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


صِغارٌ بِحُلوانَ تَستَبشِرُ

وَرُؤيَتُها الفَرَحُ الأَكبَرُ

تَهُزُّ اللِواءَ بِعيدِ المَسيحِ

وَتُحَيّيهِ مِن حَيثُ لا تَشعُرُ

فَهَذا بِلُعبَتِهِ يَزدَهي

وَهَذا بِحُلَّتِهِ يَفخَرُ

وَهَذا كَغُصنِ الرُبا يَنثَني

وَهَذا كَريحِ الصَبا يَخطِرُ

إِذا اِجتَمَعَ الكُلُّ في بُقعَةٍ

حَسِبتَهُمو باقَةً تُزهِرُ

أَوِ اِفتَرَقوا واحِداً واحِداً

حَسِبتَهُمو لُؤلُؤاً يُنثَرُ

وَمِن عَجَبٍ مِنهُمو المُسلِمونَ

أَوِ المُسلِمونَ هُمُ الأَكثَرُ

فَلاسِفَةٌ كُلُّهُم في اِتِّفاقٍ

كَما اِتَّفَقَ الآلُ وَالمَعشَرُ

دَسَمبِرُ شَعبانُ عِندَ الجَميعِ

وَشَعبانُ لِلكُلِّ ديسَمبِرُ

وَلا لُغَةٌ غَيرَ صَوتٍ شَجِيٍّ

كَرَوضٍ بَلابِلُهُ تَصفِرُ

وَلا يَزدَري بِالفَقيرِ الغَنِيُّ

وَلا يُنكِرُ الأَبيَضَ الأَسمَرُ

فَيا لَيتَ شِعري أَضَلَّ الصِغارُ

أَمِ العَقلُ ما عَنهُمو يُؤثَرُ

سُؤالٌ أُقَدِمُهُ لِلكِبارِ

لَعَلَّ الكِبارَ بِهِ أَخبَرُ

وَلي طِفلَةٌ جازَتِ السَنَتَينِ

كَبَعضِ المَلائِكِ أَو أَطهَرُ

بِعَينَينِ في مِثلِ لَونِ السَماءِ

وَسِنَّينِ يا حَبَّذا الجَوهَرُ

أَتَتنِيَ تَسأَلُني لُعبَةً

لِتَكسِرَها ضِمنَ ما تَكسِرُ

فَقُلتُ لَها أَيُّهَذا المَلاكُ

تُحِبُّ السَلامَ وَلا أُنكِرُ

وَلَكِنَّ قَبلَكَ خابَ المَسيحُ

وَباءَ بِمَنشورِهِ القَيصَرُ

فَلا تَرجُ سِلماً مِنَ العالَمينَ

فَإِنَّ السِباعَ كَما تُفطَرُ

وَمَن يَعدَمِ الظُفرَ بَينَ الذِئابِ

فَإِنَّ الذِئابَ بِهِ تَظفَرُ

فَإِن شِئتَ تَحيا حَياةَ الكِبارِ

يُؤَمِّلُكَ الكُلُّ أَو يَحذرُ

فَخُذ هاكَ بُندُقَةً نارُها

سَلامٌ عَلَيكَ إِذا تُسعَرُ

لَعَلَّكَ تَألَفُها في الصِبا

وَتَخلفُها كُلَّما تَكبَرُ

فَفيها الحَياةُ لِمَن حازَها

وَفيها السَعادَةُ وَالمَفخَرُ

وَفيها السَلامُ الوَطيدُ البِناءِ

لِمَن آثَرَ السِلمَ أَو يُؤثِرُ

فَلوبيلُ مُمسِكَةٌ مَوزَراً

وَلوبيلُ تُمسِكُها مَوزَرُ

أَجابَت وَما النُطقُ في وُسعِها

وَلَكِنَّها العَينُ قَد تُخبِرُ

تَقولُ عَجيبٌ كَلامُكَ لي

أَبِالشَرِّ يا والِدي تَأمُرُ

تَزينُ لِبنتِكَ حُبَّ الحُروبِ

وَحُبُّ السَلامِ بِها أَجدَرُ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا تُحِبُّ الأَذى

وَلا تَبتَغيهِ وَلا تَأمُرُ

فَقُلتُ لِأَمرٍ ضَلَلتُ السَبيلَ

وَرُبَّ أَخي ضَلَّةٍ يُعذَرُ

فَلَو جيءَ بِالرُسلِ في واحِدٍ

وَبِالكُتبِ في صَفحَةٍ تُنشَرُ

وَبِالأَوَّلينَ وَما قَدَّموا

وَبِالآخَرينَ وَما أَخَّروا

لِيَنهَضَ ما بَينَهُم خاطِباً

عَلى العَرشِ نَصَّ لَهُ مِنبَرُ

يَقولُ السَلامُ يُحِبُّ السَلامَ

وَيَأجُرُكُم عَنهُ ما يَأجُرُ

لَصُمَّ العِبادُ فَلَم يَسمَعوا

وَكُفَّ العِبادُ فَلَم يُبصِروا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:44 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


هَذِهِ أَوَّلُ خُطوَه

هَذِهِ أَوَّلُ كَبوَه

في طَريقي لِعَلِيٍّ

عَنهُ لَو يَعقِلُ غُنوَه

يَأخُذُ العيشَةَ فيهِ

مُرَّةً آناً وَحُلوَه

يا عَلي إِن أَنتَ أَوفَيـ

ـتَ عَلى سِنِّ الفُتُوَّه

دافِعِ الناسَ وَزاحِم

وَخُذِ العَيشَ بِقُوَّه

لا تَقُل كانَ أَبي إِيّا

كَ أَن تَحذُوَ حَذوَه

أَنا لَم أَغنَم مِنَ النا

سِ سِوى فنجانِ قَهوَه

أَنا لَم أُجزَ عَنِ المَد

حِ مِنَ الأَملاكِ فَروَه

أَنا لَم أُجزَ عَنِ الكُتـ

ـبِ مِنَ القُرّاءِ حُظوَه

ضَيَّعَ الكُلُّ حَيائي

وَعَفافي وَالمُرُوَّه

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:44 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png
بَكَيا لِأَجلِ خُروجِهِ في زَورَةٍ

يا لَيتَ شِعري كَيفَ يَومُ فِراقِهِ

لَو كانَ يَسمَعُ يَومَذاكَ بُكاهُما

رُدَّت إِلَيهِ الروحُ مِن إِشفاقِهِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:52 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


أَقسَمتُ لَو أَمَرَ الزَمانُ سَماءَهُ

فَسَعَت لِصَدرِكَ شَمسُها وَنُجومُها

ليُنيلَ قَدرَكَ في المَعالي حَقَّهُ

شَكَتِ المَعالي أَنَّهُ مَظلومُها

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:52 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


يا عَزيزاً لَنا بِمِصرَ عَلِمنا

أَنَّهُ بِالرِضا الخِديوِيِّ فائِزُ

سَرَّنا أَنَّكَ اِرتَقَيتَ وَتَرقى

فَكَأَنّا نَحوزُ ما أَنتَ حائِزُ

رُتبَةً أَلسُنُ العُلا أَرَّختَها

أَنتَ مَحمودُ في العُلا المُتَمايِزِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:53 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


ذي هِمَّةٌ دونها في شَأوِها الهِمَمُ

لَم تَتَّخِذ لا وَلَم تَكذِب لَها نعَمُ

بَلَّغتَني أَمَلاً ما كُنتُ بالِغَهُ

لَولا وَفاؤُكَ يا مَظلومُ وَالكَرَمُ

وِدادُكَ العِزُّ وَالنعَمى لِخاطِبِهِ

وَوُدُّ غَيرِكَ ضِحكُ السِنِّ وَالكَلمُ

أَكُلَّما قَعَدَت بي عَنكَ مَعذِرَةٌ

مَشَت إِلَيَّ الأَيادي مِنكَ وَالنِعَمُ

تُجِلُّ في قَلَمِ الأَوطانِ حامِلَهُ

فَكَيفَ يَصبِرُ عَن إِجلالِكَ القَلَمُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:53 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


أَتَتني الصُحفُ عَنكَ مُخَبِّراتِ

بِحادِثَةٍ وَلا كَالحادِثاتِ

بِخَطبِكَ في القِطارِ أَبا حُسَينٍ

وَلَيسَ مِنَ الخُطوبِ الهَيِّناتِ

أُصيبَ المَجدُ يَومَ أصِبتَ فيهِ

وَلَم تَخلُ الفَضيلَةُ مِن شُكاةِ

وَساءَ الناسُ أَن كَبَتِ المَعالي

وَأَزعَجَهُم عِثارُ المَكرُماتِ

وَلَستُ بِناسٍ الآدابَ لَمّا

تَراءَت رَبِّها مُتلَهِّفاتِ

وَكانَ الشِعرُ أَجزَعَها فُؤاداً

وَأَحرَصَها لَدَيكَ عَلى حَياةِ

هَجَرتَ القَولَ أَيّاماً قِصاراً

فَكانَت فَترَةً لِلمُعجِزاتِ

وَإِنَّ لَيالِياً أَمسَكتَ فيها

لَسودٌ لِليَراعِ وَلِلدَواةِ

فَقُل لي عَن رُضوضِكَ كَيفَ أَمسَت

فَقَلبي في رُضوضٍ مُؤلِماتِ

وَهَب لي مِنكَ خَطّاً أَو رَسولاً

يُبَلِّغُ عَنكَ كُلَّ الطَيِّباتِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:53 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


سَأَلتُكَ بِالوِدادِ أَبا حُسَينٍ

وَبِالذِمَمِ السَوالِفِ وَالعُهودِ

وَحُبٍّ كامِنٍ لَكَ في فُؤادي

وَآخَرَ في فُؤادِكَ لي أَكيدِ

أَحَقٌّ أَنَّ مَطوِيَّ اللَيالي

سَيُنشَرُ بَينَ أَحمَدَ وَالوَليدِ

وَأَنَّ مَناهِلاً كُنّا لَدَيها

سَتَدنو لِلتَأَنُّسِ وَالوُرودِ

قُدومُكَ في رُقِيِّكَ في نَصيبي

سُعودٌ في سُعودٍ في سُعودِ

وَفَدتَ عَلى رُبوعِكَ غِبَّ نَأيٍ

وَكُنتَ البَدرَ مَأمولَ الوُفودِ

لَئِن رَفَعوكَ مَنزِلَةً فَأَعلى

لَقَد خُلِقَ الأَهِلَّةُ لِلصُعودِ

وَأَقسِمُ ما لِرِفعَتِكَ اِنتِهاءُ

وَلا فيها اِحتِمالٌ لِلمَزيدِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:53 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


قالوا تَمايَزَ حَمزَةُ

قُلتُ التَمايُزُ مِن قَديمِ

لَو لَم يَميزوهُ بِها

لَاِمتازَ بِالخُلُقِ العَظيمِ

رُتَبٌ كَرائِمُ في العُلا

وُجِّهنَ مِنكَ إِلى كَريمِ

فَاِهنَأ أَخي بِوُفودِها

وَتَلَقَّ تَهنِئَةَ الحَميمِ

وَاِرقَ المَنازِلَ كُلَّها

حَتّى تُنيفَ عَلى النُجومِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:54 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


لَقَد وافَتنِيَ البُشرى

وَأُنبِئتُ بِما سَرّا

وَقالوا عَنكَ لي أَمسِ

رَبِحتَ النِمرَةَ الكُبرى

فَيا مُطرانُ ما أَولى

وَيا مُطرانُ ما أَحرى

لَقَد أَقبَلَتِ الدُنيا

فَلا تَجزَع عَلى الأُخرى

أَخَذتَ الصِفرَ بِاليُمنى

وَكانَ الصِفرُ بِاليُسرى

وَكانَت فِضَّةً بيضاً

فَصارَت ذَهَباً صُفرا

وَقالَ البَعضُ أَلفَينِ

وَقالوا فَوقَ ذا قَدرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:54 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


وَجَنّاتٍ مِنَ الأَشعارِ فيها

جَنىً لِلمُجتَني مِن كُلِّ ذَوقِ

تَأَمَّل كَم تَمَنّوها وَأَرِّخ

لِشَوقِيّاتِ أَحمَدَ أَيَّ شَوقِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:57 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ

مُعجِزُه فيها بَهَر

تُعَدُّ في تاريخِها


أَليَقَ ديوانٍ ظَهَر

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:58 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif



يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا

كانَ عَظيمَ الجِسمِ هَمشَرِيّا

وَكانَ يُلقي الرُعبَ في القُلوبِ

بِكَثرَةِ السِلاحِ في الجُيوبِ

وَيُفزِعُ اليَهودَ وَالنَصارى

وَيُرعِبُ الكِبارَ وَالصِغارا

وَكُلَّما مَرَّ هُناكَ وَهُنا

يَصيحُ بِالناسِ أَنا أَنا أَنا

نَمى حَديثُهُ إِلى صَبِيٍّ

صَغيرِ جِسمٍ بَطَلٍ قَوِيِّ

لا يَعرِفُ الناسُ لَهُ الفُتُوَّه

وَلَيسَ مِمَّن يَدَّعونَ القُوَّه

فَقالَ لِلقَومِ سَأُدريكُم بِهِ

فَتَعلَمونَ صِدقَهُ مِن كِذبِه

وَسارَ نَحوَ الهَمشَرِيِّ في عَجَل

وَالناسُ مِمّا سَيَكونُ في وَجَل

وَمَدَّ نَحوَهُ يَميناً قاسِيَه

بِضَربَةٍ كادَت تَكونُ القاضِيَه

فَلَم يُحَرِّك ساكِناً وَلا اِرتَبَك

وَلا اِنتَهى عَن زَعمِهِ وَلا تَرَك

بَل قالَ لِلغالِبِ قَولاً لَيِّنا

الآنَ صِرنا اِثنَين أَنتَ وَأَنا

عطر الزنبق
06-12-2019, 05:59 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif




كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ

يُعيدُ ما قالَ بِلا اِختِلافِ

وَقَد يَزيدُ في الثَنا عَلَيهِ

إِذا رَأى شَيئاً حَلا لَدَيهِ

وَكانَ مَولاهُ يَرى وَيَعلَمُ

وَيَسمَعُ التَمليقَ لَكِن يَكتُمُ

فَجَلسا يَوماً عَلى الخِوانِ

وَجيءَ في الأَكلِ بِباذِنجانِ

فَأَكَلَ السُلطانُ مِنهُ ما أَكَل

وَقالَ هَذا في المَذاقِ كَالعَسَل

قالَ النَديمُ صَدقَ السُلطانُ

لا يَستَوي شَهدٌ وَباذِنجانُ

هَذا الَّذي غَنى بِهِ الرَئيسُ

وَقالَ فيهِ الشِعرَ جالينوسُ

يُذهِبُ أَلفَ عِلَّةٍ وَعِلَّه

وَيُبرِدُ الصَدرَ وَيَشفي الغُلَّه

قالَ وَلَكِن عِندَهُ مَرارَه

وَما حَمَدتُ مَرَّةً آثارَه

قالَ نَعَم مُرٌّ وَهَذا عَيبُه

مُذ كُنتُ يا مَولايَ لا أُحِبُّه

هَذا الَّذي ماتَ بِهِ بُقراطُ

وَسُمَّ في الكَأسِ بِهِ سُقراطُ

فَاِلتَفَتَ السُلطانُ فيمَن حَولَهُ

وَقالَ كَيفَ تَجِدونَ قَولَه

قالَ النَديمُ يا مَليكَ الناسِ

عُذراً فَما في فِعلَتي مِن باسِ

جُعِلتُ كَي أُنادِمَ السُلطانا

وَلَم أُنادِم قَطُّ باذِنجانا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:00 PM
http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif

لَستُ بِناسٍ لَيلَةً

مِن رَمَضانَ مَرَّتِ

تَطاوَلَت مِثلَ لَيا

لي القُطبِ وَاِكفَهَرَّتِ

إِذِ اِنفَلَتُّ مِن سُحو

ري فَدَخَلتُ حُجرَتي

أَنظُرُ في ديوانِ شِع،

،رٍ أَو كِتابِ سيرَةِ

فَلَم يَرُعني غَيرَ صَو

تٍ كَمُواءِ الهِرَّةِ

فَقُمتُ أَلقي السَمعَ في

السُتورِ وَالأَسِرَّةِ

حَتّى ظَفِرتُ بِالَّتي

عَلَيَّ قَد تَجَرَّتِ

فَمُذ بَدَت لي وَاِلتَقَت

نَظرَتُها وَنَظرَتي

عادَ رَمادُ لَحظِها

مِثلَ بَصيصِ الجَمرَةِ

وَرَدَّدَت فَحيحَها

كَحَنَشٍ بِقَفرَةِ

وَلَبِسَت لي مِن وَرا

ءِ السِترِ جِلدَ النَمرَةِ

كَرَّت وَلَكِن كَالجَبا

نِ قاعِداً وَفَرَّتِ

وَاِنتَفَضَت شَوارِباً

عَن مِثلِ بَيتِ الإِبرَةِ

وَرَفَعت كَفّاً وَشا

لَت ذَنَباً كَالمِذرَةِ

ثُمَّ اِرتَقَت عَنِ المُوا

ءِ فَعَوَت وَهَرَّتِ

لَم أَجزِها بِشِرَّةٍ

عَن غَضَبٍ وَشِرَّةِ

وَلا غَبيتُ ضَعفَها

وَلا نَسيتُ قُدرَتي

وَلا رَأَيتُ غَيرَ أُمٍّ

بِالبَنينَ بَرَّةِ

رَأَيتُ ما يَعطِفُ نَفـ

ـسَ شاعِرٍ مِن صورَةِ

رَأَيتُ جِدَّ الأُمَّها

تِ في بِناءِ الأُسرَةِ

فَلَم أَزَل حَتّى اِطمَأَنَّ

جَأشُها وَقَرَّتِ

أَتَيتُها بِشَربَةٍ

وَجِئتُها بِكِسرَةِ

وَصُنتُها مِن جانِبَي

مَرقَدِها بِسُترَتي

وَزِدتُها الدِفءَ فَقَر

رَبتُ لَها مِجمَرَتي

وَلَو وَجَدتُ مِصيَداً

لَجِئتُها بِفَأرَةِ

فَاِضطَجَعَت تَحتَ ظِلا

لِ الأَمنِ وَاِسبَطَرَّتِ

وَقَرَأَت أَورادَها

وَما دَرَت ما قَرَّتِ

وَسَرَحَ الصِغارُ في

ثُدِيِّها فَدَرَّتِ

غُرُّ نُجومٍ سُبَّحٌ

في جَنَباتِ السُرَّةِ

اِختَلَطوا وَعَيَّثوا

كَالعُميِ حَولَ سُفرَةِ

تَحسَبُهُم ضَفادِعاً

أَرسَلتَها في جَرَّةِ

وَقُلتُ لا بَأسَ عَلى

طِفلِكِ يا جُوَيرَتي

تَمَخَّضي عَن خَمسَةٍ

إِن شِئتِ أَو عَن عَشرَةِ

أَنتِ وَأَولادُكِ حَــتى يَكبُروا في خُفرَتي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:08 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif


أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن

أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها

أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها

لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها

وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها

فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها

أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها

بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها

فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ

وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها

فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً

عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها

بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت

خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:08 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ

تَخطِرُ في بَيتٍ لَها طَريفِ

إِذا جاءَها هِندي كَبيرُ العُرفِ

فَقامَ في البابِ قِيامَ الضَيفِ

يَقولُ حَيّا اللَهُ ذي الوُجوها

وَلا أَراها أَبَداً مَكروها

أَتَيتُكُم أَنشُرُ فيكُم فَضلي

يَوماً وَأَقضي بَينَكُم بِالعَدلِ

وَكُلُّ ما عِندَكُمُ حَرامُ

عَلَيَّ إِلّا الماءُ وَالمَنامُ

فَعاوَدَ الدَجاجَ داءُ الطَيشِ

وَفَتَحَت لِلعِلجِ بابَ العُشِّ

فَجالَ فيهِ جَولَةَ المَليكِ

يَدعو لِكُلِّ فَرخَةٍ وَديكِ

وَباتَ تِلكَ اللَيلَةَ السَعيدَه

مُمَتَّعاً بِدارِهِ الجَديدَه

وَباتَتِ الدَجاجُ في أَمانِ

تَحلُمُ بِالذِلَّةِ وَالهَوانِ

حَتّى إِذا تَهَلَّلَ الصَباحُ

وَاِقتَبَسَت مِن نورِهِ الأَشباحُ

صاحَ بِها صاحِبُها الفَصيحُ

يَقولُ دامَ مَنزِلي المَليحُ

فَاِنتَبَهَت مِن نَومِها المَشؤومِ

مَذعورَةً مِن صَيحَةِ الغَشومِ

تَقولُ ما تِلكَ الشُروط بَينَنا

غَدَرتَنا وَاللَهِ غَدراً بَيِّنا

فَضَحِكَ الهِندِيُّ حَتّى اِستَلقى

وَقالَ ما هَذا العَمى يا حَمقى

مَتى مَلَكتُم أَلسُنَ الأَربابِ

قَد كانَ هَذا قَبلَ فَتحِ البابِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:11 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif


أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ

قَد غابَ تَحتَ الغابِ في الأَلفافِ

يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى

خَشيَةَ أَن يُسمَعَ عَنهُ أَو يُرى

فَاِغتَرَفَ العُصفورُ مِن إِحسانِهِ

وَحَرَّكَ الصَنيعُ مِن لِسانِهِ

فَقالَ يا نورَ عُيونِ الأَرضِ

وَمُخجِلَ الكَوثَرِ يَومَ العَرضِ

هَل لَكَ في أَن أَرشِدَ الإِنسانا

لِيَعرِفَ المَكانَ وَالإِمكانا

فَيَنظُرَ الخَيرَ الَّذي نَظَرتُ

وَيَشكُرَ الفَضلَ كَما شَكَرتُ

لَعَلَّ أَن تُشهَرَ بِالجِميلِ

وَتُنسِيَ الناسَ حَديثَ النيلِ

فَاِلتَفَتَ الغَديرُ لِلعُصفورِ

وَقالَ يُهدي مُهجَةَ المَغرورِ

يا أَيُّها الشاكِرُ دونَ العالَمِ

أَمَّنَكَ اللَهُ يَدَ اِبنِ آدَمِ

النيلُ فَاِسمَع وَاِفهَمِ الحَديثا

يُعطي وَلَكِن يَأخُذُ الخَبيثا

مِن طولِ ما أَبصَرَهُ الناسُ نُسي

وَصارَ كُلُّ الذِكرِ لِلمُهَندِسِ

وَهَكَذا العَهدُ بِوُدِّ الناسي

وَقيمَةُ المُحسِنِ عِندَ الناسِ

وَقَد عَرَفتَ حالَتي وَضِدَّها

فَقُل لِمَن يَسأَلُ عَنّي بَعدَها

إِن خَفِيَ النافِعُ فَالنَفعُ ظَهَر

يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَر

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:12 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif
وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه

في هَوَسِ الأَفعى وَخُبثِ العَقرَبَه

رَأَيتُ أَفعى من بَناتِ النيلِ

مُعجَبَةً بِقَدِّها الجَميلِ

تَحتَقِرُ النُصحَ وَتَجفو الناصِحا

وَتَدَّعي العَقلَ الكَبيرَ الراجِحا

عَنَت لَها رَبيبَةُ السَباخِ

تَحمِلُ وَزنَيها مِنَ الأَوساخِ

فَحَسِبَتها وَالحِسابُ يُجدي

ساحِرَةً مِن ساحِراتِ الهِندِ

فَاِنخَرَطَت مِثلَ الحُسامِ الوالِجِ

وَاِندَفَعَت تِلكَ كَسَهمٍ زالِجِ

حَتّى إِذا ما أَبلَغَتها جُحرَها

دارَت عَلَيهِ كَالسِوارِ دَورَها

تَقولُ يا أُمَّ العَمى وَالطَيشِ

أَينَ الفِرارُ يا عَدُوَّ العَيشِ

إِن تِلجي فَالمَوتُ في الوُلوجِ

أَو تَخرُجي فَالهُلكُ في الخُروجِ

فَسَكَتَت طَريدَةُ البُيوتِ

وَاِغتَرَّتِ الأَفعى بِذا السُكوتِ

وَهَجَعَت عَلى الطَريقِ هَجعَه

فَخَرَجَت ضَرَّتُها بِسُرعَه

وَنَهَضَت في ذِروَةِ الدِماغِ

وَاِستَرسَلَت في مُؤلِمِ التَلداغِ

فَاِنتَبَهَت كَالحالِمِ المَذعورِ

تُصيحُ بِالوَيلِ وَبِالثُبورِ

حَتّى وَهَت مِنَ الفَتاةِ القُوَّه

فَنَزَلت عَن رَأسِها العُدُوَّه

تَقولُ صَبراً لِلبَلاءِ صَبرا

وَإِن وَجَدتِ قَسوَةً فَعُذرا

فَرَأسُكِ الداءُ وَذا الدَواءُ

وَهَكَذا فَلتُركَبُ الأَعداءُ

مَن مَلَكَ الخَصمَ وَنامَ عَنهُ

يُصبِحُ يَلقى ما لَقيت مِنهُ

لَولا الَّذي أَبصَرَ أَهلُ التَجرِبَه

مِنّي لَما سَمّوا الخَبيثَ عَقرَبَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:12 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif


قالَ السَلوقي مَرَّةً لِلجَواد

وَهوَ إِلى الصَيدِ مَسوقُ القِياد

بِاللَهِ قُل لي يا رَفيقَ الهَنا

فَأَنتَ تَدري لي الوَفا في الوِداد

أَلَستَ أَهلَ البيدِ أَهلَ الفَلا

أَهلَ السُرى وَالسَيرِ أَهلَ الجِهاد

أَلَم تَكُن رَبَّ الصِفاتِ الَّتي

هامَ بِها الشاعِرُ في كُلِّ واد

قالَ بَلى كُلَّ الَّذي قُلتهُ

أَنا بِهِ المَشهورُ بَينَ العِباد

قالَ فَما بالُكَ يا صاحِبي

إِذا دَعا الصَيدُ وَجَدَّ الطِراد

تَشكو فَتُشكيكَ عَصا سَيِّدي

إِنَّ العَصا ما خُلِقَت لِلجَواد

وَتَنثَني في عَرَقٍ سائِلٍ

مُنَكَّسَ الرَأسِ ضَئيلَ الفُؤاد

وَذا السَلوقي أَبَداً صابِرٌ

يَنقادُ لِلمالِكِ أَيَّ اِنقِياد

فَقالَ مَهلاً يا كَبيرَ النُهى

ما هَكَذا أَنظارُ أَهلِ الرَشاد

السِرُّ في الطَيرِ وَفي الوَحشِ لا

في عَظمِ سيقانِكَ يا ذا السَداد

ما الرِجلُ إِلّا حَيثُ كانَ الهَوى

إِنَّ البُطونَ قادِراتٌ شِداد

أَما تَرى الطَيرَ عَلى ضَعفِها

تَطوي إِلى الحَبِّ مِئاتَ البِلاد

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:12 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif
يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ

تَتيهُ بِاِبنَيها عَلى الفيرانِ

قَد سَمَّتِ الأَكبَرَ نورَ الغَيطِ

وَعَلَّمَتهُ المَشيَ فَوقَ الخَيطِ

فَعَرَفَ الغِياضَ وَالمُروجا

وَأَتقَنَ الدُخولَ وَالخُروجا

وَصارَ في الحِرفَةِ كَالآباءِ

وَعاشَ كَالفَلّاحِ في هَناءِ

وَأَتعَبَ الصَغيرُ قَلبَ الأُمِّ

بِالكِبرِ فَاِحتارَت بِما تُسَمّي

فَقالَ سَمّيني بِنورِ القَصرِ

لِأَنَّني يا أُمُّ فَأرُ العَصرِ

إِنّي أَرى ما لَم يَرَ الشَقيقُ

فَلي طَريقٌ وَلَهُ طَريقُ

لَأَدخُلَنَّ الدارَ بَعدَ الدارِ

وَثباً مِنَ الرَفِّ إِلى الكَرارِ

لَعَلَّني إِن ثَبَتَت أَقدامي

وَنُلتُ يا كُلَّ المُنى مَرامي

آتيكُما بِما أَرى في البَيتِ

مِن عَسَلٍ أَو جُبنَةٍ أَو زَيتِ

فَعَطَفَت عَلى الصَغيرِ أُمُّه

وَأَقبَلَت مِن وَجدِها تَضُمُّه

تَقولُ إِنّي يا قَتيلَ القوتِ

أَخشى عَلَيكَ ظُلمَةَ البُيوتِ

كانَ أَبوكَ قَد رَأى الفَلاحا

في أَن تَكونَ مِثلَهُ فَلّاحا

فَاِعمَل بِما أَوصى تُرِح جَناني

أَو لا فَسِر في ذِمَّةِ الرَحمَنِ

فَاِستَضحَكَ الفَأرُ وَهَزَّ الكَتِفا

وَقالَ مَن قالَ بِذا قَد خَرِفا

ثُمَّ مَضى لِما عَلَيهِ صَمَّما

وَعاهَدَ الأُمَّ عَلى أَن تَكتُما

فَكانَ يَأتي كُلَّ يَومِ جُمعَه

وَجُبنَةٌ في فَمِهِ أَو شَمعَه

حَتّى مَضى الشَهرُ وَجاءَ الشَهرُ

وَعُرِفَ اللِصُّ وَشاعَ الأَمرُ

فَجاءَ يَوماً أُمَّهُ مُضطَرِباً

فَسَأَلتُهُ أَينَ خَلّى الذَنَبا

فَقالَ لَيسَ بِالفَقيدِ مِن عَجَب

في الشَهدِ قَد غاصَ وَفي الشَهدِ ذَهَب

وَجاءَها ثانِيَةً في خَجَلِ

مِنها يُداري فَقدَ إِحدى الأَرجُلِ

فَقالَ رَفٌّ لَم أصِبهُ عالي

صَيَّرَني أَعرج في المَعالي

وَكانَ في الثالِثَةِ اِبنُ الفارَه

قَد أَخلَفَ العادَةَ في الزِيارَه

فَاِشتَغَلَ القَلبُ عَلَيهِ وَاِشتَعَل

وَسارَتِ الأُمُّ لَهُ عَلى عَجَل

فَصادَفتهُ في الطَريقِ مُلقى

قَد سُحِقَت مِنهُ العِظامُ سَحقا

فَناحَتِ الأُمُّ وَصاحَت واها

إِنَّ المَعالي قَتَلَت فَتاها

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:13 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك

وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك

فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود

لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ

جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ

وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ

قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين

أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين

سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور

جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور

فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها

قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها

ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال

ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال

أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح

أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور

أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور

ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام

قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام

وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها

فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها

فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير

وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير

فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول

وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول

يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح

ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح

قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:13 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif


ظَبيٌ رَأى صورَتَهُ في الماءِ

فَرَفَعَ الرَأسَ إِلى السَماءِ

وَقالَ يا خالِقَ هَذا الجيدِ

زِنهُ بِعِقدِ اللُؤلُؤِ النَضيدِ

فَسَمِعَ الماءَ يَقولُ مُفصِحا

طَلَبتَ يا ذا الظَبيُ ما لَن تُمنَحا

إِنَّ الَّذي أَعطاكَ هَذا الجيدا

لَم يُبقِ في الحُسنِ لَهُ مَزيدا

لَو أَنَّ حُسنَهُ عَلى النُحورِ

لَم يُخرِجِ الدُرَّ مِنَ البُحور

فَاِفتَتَنَ الظَبيُ بِذي المَقالِ

وَزادَهُ شَوقاً إِلى اللآلي

وَلَم يَنَلهُ فَمُهُ السَقيمُ

فَعاشَ دَهراً في الفَلا يَهيمُ

حَتّى تَقَضّى العُمرُ في الهُيامِ

وَهَجرِ طيبِ النَومِ وَالطَعامِ

فَسارَ نَحوَ الماءِ ذاتَ مَرَّه

يَشكو إِلَيهِ نَفعَهُ وَضَرَّه

وَبَينَما الجارانِ في الكَلام

أَقبَلَ راعي الدَيرِ في الظَلام

يَتبَعُهُ حَيثُ مَشى خِنزيرُ

في جيدِهِ قِلادَةٌ تُنيرُ

فَاِندَفَعَ الظَبيُ لِذاكَ يَبكي

وَقالَ مِن بَعدِ اِنجِلاءِ الشَك

ما آفَةُ السَعيِ سِوى الضَلالِ

ما آفَةُ العُمرِ سِوى الآمالِ

لَولا قَضاءُ الملِكِ القَدير

لَما سَعى العِقدُ إِلى الخِنزير

فَاِلتَفَتَ الماءُ إِلى الغَزالِ

وَقالَ حالُ الشَيخِ شَرُّ حالِ

لا عَجَبٌ إِنَّ السِنينَ موقِظَه

حَفِظتَ عُمراً لَو حَفِظتَ مَوعِظَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:13 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif
لَمّا دَعا داعي أَبي الأَشبالِ

مُبَشِّراً بِأَوَّلِ الأَنجالِ

سَعَت سِباعُ الأَرضِ وَالسَماءِ

وَاِنعَقَدَ المَجلِسُ لِلهَناءِ

وَصَدَرَ المَرسومُ بِالأَمانِ

في الأَرضِ لِلقاصي بِها وَالداني

فَضاقَ بِالذُيولِ صَحنُ الدار

مِن كُلِّ ذي صوفٍ وَذي مِنقارِ

حَتّى إِذا اِستَكمَلت الجَمعِيَّه

نادى مُنادي اللَيثِ في المَعِيَّه

هَل مِن خَطيبٍ مُحسِنٍ خَبير

يَدعو بِطولِ العُمرِ لِلأَمير

فَنَهَضَ الفيلُ المُشيرُ السامي

وَقالَ ما يَليقُ بِالمَقام

ثُمَّ تَلاهُ الثَعلَبُ السَفيرُ

يُنشِدُ حَتّى قيلَ ذا جَرير

وَاِندَفَعَ القِردُ مُديرُ الكاسِ

فَقيلَ أَحسَنتَ أَبا نُواسِ

وَأَومَأَ الحِمارُ بِالعَقيرَة

يُريدُ أَن يُشَرِّفَ العَشيرَه

فَقالَ بِاِسمِ خالِقِ الشَعير

وَباعِثِ العَصا إِلى الحَمير

فَأَزعَجَ الصَوتُ وَلِيَّ العَهدِ

فَماتَ مِن رَعدَتِهِ في المَهدِ

فَحَمَلَ القَومُ عَلى الحِمارِ

بِجُملَةِ الأَنيابِ وَالأَظفارِ

وَاِنتُدِبَ الثَعلَبُ لِلتَأبين

فَقالَ في التَعريضِ بِالمِسكين

لا جَعَلَ اللَهُ لَهُ قَراراً

عاشَ حِماراً وَمَضى حِمارا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:13 PM
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif


نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين

كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين

فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس

وَكَذا الأَنفُسُ يُصيبُها النَفيس

قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال

رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال

فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل

وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل

وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام

فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام

قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير

أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير

حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد

فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد

فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع

وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع

فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث

وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث

قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات

أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات

فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير

مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير

وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ

وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ

وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود

مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود

فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير

عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير

وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك

في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك

فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور

وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور

بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان

وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان

وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع

أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع

فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ

أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال

فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق

أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق

فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه

ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه

وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير

وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير

فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول

وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول

سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير

فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:20 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png
قِردٌ رَأى الفيلَ عَلى الطَريقِ

مُهَروِلاً خَوفاً مِنَ التَعويقِ

وَكانَ ذاكَ القِردُ نِصفَ أَعمى

يُريدُ يُحصي كُلَّ شَيءٍ عِلما

فَقالَ أَهلاً بِأَبي الأَهوالِ

وَمَرحَباً بِمُخجِلِ الجِبالِ

تَفدي الرُؤوسُ رَأسَكَ العَظيما

فَقِف أُشاهِد حُسنَكَ الوَسيما

لِلَّهِ ما أَظرَفَ هَذا القَدّا

وَأَلطَفَ العَظمَ وَأَبهى الجِلدا

وَأَملَحَ الأُذنَ في الاِستِرسالِ

كَأَنَّها دائِرَةُ الغِربالِ

وَأَحسَنَ الخُرطومَ حينَ تاها

كَأَنَّهُ النَخلَةُ في صِباها

وَظَهرُكَ العالي هُوَ البِساطُ

لِلنَفسِ في رُكوبِهِ اِنبِساطُ

فَعَدَّها الفيلُ مِنَ السُعود

وَأَمَرَ الشاعِرَ بِالصُعود

فَجالَ في الظَهرِ بِلا تَوانِ

حَتّى إِذا لَم يَبقَ مِن مَكان

أَوفى عَلى الشَيءِ الَّذي لا يُذكَرُ

وَأَدخَلَ الأصبُعَ فيهِ يَخبُرُ

فَاِتَّهَمَ الفيلُ البَعوضَ وَاِضطَرَب

وَضَيَّقَ الثَقبَ وَصالَ بِالذَنَب

فَوَقَعَ الضَربُ عَلى السَليمَه

فَلَحِقَت بِأُختِها الكَريمَه

وَنَزَلَ البَصيرُ ذا اِكتِئابِ

يَشكو إِلى الفيلِ مِنَ المُصابِ

فَقالَ لا موجِبَ لِلنَدامَه

الحَمدُ لِلَّهِ عَلى السَلامَه

مَن كانَ في عَينَيهِ هَذا الداءُ

فَفي العَمى لِنَفسِهِ وَقاءُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:22 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ

قَد غابَ عَنها الفَطيمُ

تَقولُ وَالدَمعُ جار

وَالقَلبُ مِنها كَليمُ

يا لَيتَ شِعرِيَ يا اِبني

وَواحِدي هَل تَدومُ

وَهَل تَكونُ بِجَنبي

غَداً عَلى ما أَرومُ

فَقالَ يا أُمَّ سَعدٍ

هَذا عَذابٌ أَليمُ

فَكَّرتِ في الغَدِ وَالفِكـ

ـرُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ

لِكُلِّ يَومٍ خُطوبٌ

تَكفي وَشُغلٌ عَظيمُ

وَبَينَما هُوَ يَهذي

أَتى النَعِيُّ الذَميمُ

يَقولُ خَلَّفتُ سَعداً

وَالعَظمُ مِنهُ هَشيمُ

رَأى مِنَ الذِئبِ ما قَد

رَأى أَبوهُ الكَريمُ

فَقالَ ذو البَينِ لِلأُمـ

ـمِ حينَ وَلَّت تَهيمُ

إِنَّ الحَكيمَ نَبِيٌّ

لِسانُهُ مَعصومُ

أَلَم أَقُل لَكِ توا

لِكُلِّ يَومٍ هُمومُ

قالَت صَدَقتَ وَلَكِن

هَذا الكَلامُ قَديمُ

فَإِنَّ قَومِيَ قالوا

وَجهُ الغُرابِ مَشومُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:22 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.pngيَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ

قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ

وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ

وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ

فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ طَريقا

مُمَزِّقاً أَصحابَنا تَمزيقا

وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ

أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ

نادى بِهِم يا مَعشَرَ الأَرانِبِ

مِن عالِمٍ وَشاعِرٍ وَكاتِبِ

اِتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي

فَالاتِّحادُ قُوَّةُ الضِعافِ

فَأَقبَلوا مُستَصوِبينَ رايَه

وَعَقَدوا لِلاجتِماعِ رايَه

وَاِنتَخَبوا مِن بَينِهِم ثَلاثَه

لا هَرَماً راعَوا وَلا حَداثَه

بَل نَظَروا إِلى كَمالِ العَقلِ

وَاِعتَبَروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ

فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلخِطابِ

فَقالَ إِنَّ الرَأيَ ذا الصَوابِ

أَن تُترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ

كَي نَستَريحَ مِن أَذى الغَشومِ

فَصاحَتِ الأَرانِبُ الغَوالي

هَذا أَضَرُّ مِن أَبي الأَهوالِ

وَوَثَبَ الثاني فَقالَ إِنّي

أَعهَدُ في الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ

فَلنَدعُهُ يُمِدُّنا بِحِكمَتِهِ

وَيَأخُذُ اِثنَينِ جَزاءَ خِدمَتِهِ

فَقيلَ لا ياصاحِبَ السُمُوِّ

لا يُدفَعُ العَدُوُّ بِالعَدُوِّ

وَاِنتَدَبَ الثالِثُ لِلكَلامِ

فَقالَ يا مَعاشِرَ الأَقوامِ

اِجتَمِعوا فَالاِجتِماعُ قُوَّه

ثُمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ هُوَّه

يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ

فَنَستَريحُ الدَهرَ مِن شُرورِهِ

ثُمَّ يَقولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ

قَد أَكَلَ الأَرنَبُ عَقلَ الفيلِ

فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا

وَعَمِلوا مِن فَورِهِم فَأَحسَنوا

وَهَلَكَ الفيلُ الرَفيعُ الشانِ

فَأَمسَتِ الأُمَّةُ في أَمانِ

وَأَقبَلَت لِصاحِبِ التَدبيرِ

ساعِيَةً بِالتاجِ وَالسَريرِ

فَقالَ مَهلاً يا بَني الأَوطانِ

إِنَّ مَحَلّي لَلمَحَلُّ الثاني

فَصاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ

مَن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:23 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


مَرَّت عَلى الخُفاشِ

مَليكَةُ الفَراشِ

تَطيرُ بِالجُموعِ

سَعياً إِلى الشُموعِ

فَعَطَفَت وَمالَت

وَاِستَضحَكَت فَقالَت

أَزرَيتَ بِالغَرامِ

يا عاشِقَ الظلامِ

صِف لي الصَديقَ الأَسوَدا

الخامِلَ المُجَرَّدا

قالَ سَأَلتِ فيهِ

أَصدَقَ واصِفيهِ

هُوَ الصَديقُ الوافي

الكامِلُ الأَوصافِ

جِوارُهُ أَمانُ

وَسِرُّهُ كِتمانُ

وَطَرفُهُ كَليلُ

إِذا هَفا الخَليلُ

يَحنو عَلى العُشّاقِ

يَسمَعُ لِلمُشتاقِ

وَجُملَةُ المَقالِ

هُوَ الحَبيبُ الغالي

فَقالَتِ الحَمقاءُ

وَقَولُها اِستِهزاءُ

أَينَ أَبو المِسكِ الخَصي

ذو الثَمَنِ المُستَرخَصِ

مِن صاحِبي الأَميرِ

الظاهِرِ المُنيرِ

إِن عُدَّ فيمَن أَعرِفُ

أَسمو بِهِ وَأَشرُفُ

وَإِن سُئِلتُ عَنهُ

وَعَن مَكاني مِنهُ

أُفاخِرُ الأَترابا

وَأَنثَني إِعجابا

فَقالَ يا مَليكَه

وَرَبَّةَ الأَريكَه

إِنَّ مِنَ الغُرورِ

مَلامَةَ المَغرورِ

فَأَعطِني قَفاك

وَاِمضي إِلى الهَلاك

فَتَرَكَتهُ ساخِرَه

وَذَهَبَت مُفاخِرَه

وَبَعدَ ساعَةٍ مَضَت

مِنَ الزَمانِ فَاِنقَضَت

مَرَّت عَلى الخُفّاشِ

مَليكَةُ الفَراشِ

ناقِصَةَ الأَعضاءِ

تَشكو مِنَ الفَناءِ

فَجاءَها مُنهَمِكا

يُضحِكُهُ مِنها البُكا

قالَ أَلَم أَقُل لَكِ

هَلكتِ أَو لَم تَهلِكي

رُبَّ صَديقٍ عَبدِ

أَبيَضُ وَجهِ الوُدِّ

يَفديكَ كَالرَئيسِ

بِالنَفسِ وَالنَفيسِ

وَصاحِبٍ كَالنورِ

في الحُسنِ وَالظُهورِ

مُعتَكِرَ الفُؤادِ

مُضَيِّعَ الوِدادِ

جِبالُهُ أَشراكُ

وَقُربُهُ هَلاكُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:23 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


اللَيثُ مَلكُ القِفارِ

وَما تَضُمُّ الصَحاري

سَعَت إِلَيهِ الرَعايا

يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ

قالَت تَعيشُ وَتَبقى

يا دامِيَ الأَظفارِ

ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا

يَسوسُ أَمرَ الضَواري

قالَ الحِمارُ وَزيري

قَضى بِهَذا اِختِياري

فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت

ماذا رَأى في الحِمارِ

وَخَلَّفَتهُ وَطارَت

بِمُضحِكِ الأَخبارِ

حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى

كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ

لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا

وَمُلكُهُ في دَمارِ

القِردُ عِندَ اليَمينِ

وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ

وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ

يَلهو بِعَظمَةِ فارِ

فَقالَ مَن في جُدودي

مِثلي عَديمُ الوَقارِ

أَينَ اِقتِداري وَبَطشي

وَهَيبَتي وَاِعتِباري

فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً

وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ

يا عالِيَ الجاهِ فينا

كُن عالِيَ الأَنظارِ

رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم

مِن رَأيِكُم في الحِمارِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:24 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


كانَتِ النَملَةُ تَمشي

مَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم

فَاِرتَخى مَفصِلُها مِن

هَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم

وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّى

أَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم

قالَتِ اليَومَ هَلاكي

حَلَّ يَومي وَتَحَتَّم

لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجو

إِن هَوى هَذا وَأَسلَم

فَسَعَت تَجري وَعَينا

ها تَرى الطَودَ فَتَندَم

سَقَطَت في شِبرِ ماءٍ

هُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم

فَبَكَت يَأساً وَصاحَت

قَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم

ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرى

بِالَّذي قالَت وَأَعلَم

لَيتَني لَم أَتَأَخَّر

لَيتَني لَم أَتَقَدَّم

لَيتَني سَلَّمتُ فَالعا

قِلُ مَن خافَ فَسَلَّم

صاحِ لا تَخشَ عَظيما

فَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:25 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ

مِن بُيوتِ الكِرامِ فيهِ غَزالُ

يَطعَمُ اللَوزَ وَالفَطيرَ وَيُسقى

عَسَلاً لَم يَشُبهُ إِلّا الزُلالُ

فَأَتى الكَلبَ ذاتَ يَومٍ يُناجيـ

ـهِ وَفي النَفسِ تَرحَةٌ وَمَلالُ

قالَ يا صاحِبَ الأَمانَةِ قُل لي

كَيفَ حالُ الوَرى وَكَيفَ الرِجالُ

فَأَجابَ الأَمينُ وَهوَ القَئولُ الصا

دِقُ الكامِلُ النُهى المِفضالُ

سائِلي عَلى حَقيقَةِ الناسِ عُذراً

لَيسَ فيهِم حَقيقَةٌ فَتُقالُ

إِنَّما هُم حِقدٌ وَغِشٌّ وَبُغضٌ

وَأَذاةٌ وَغَيبَةٌ وَاِنتِحالُ

لَيتَ شِعري هَل يَستَريحُ فُؤادي

كَم أُداريهِم وَكَم أَحتالُ

فَرِضا البَعضِ فيهِ لِلبَعضِ سُخطٌ

وَرِضا الكُلِّ مَطلَبٌ لا يُنالُ

وَرِضا اللَهِ نَرتَجيهِ وَلَكِن

لا يُؤَدّي إِلَيهِ إِلّا الكَمالُ

لا يَغُرَّنكَ يا أَخا البيدِ مِن مَو

لاكَ ذاكَ القَبولُ وَالإِقبالُ

أَنتَ في الأَسرِ ما سَلِمتَ فَإن تَمـ

ـرَض تُقَطَّع مِن جِسمِكَ الأَوصالُ

فَاِطلُبِ البيدَ وَاِرضَ بِالعُشبِ قوتاً

فَهُناكَ العَيشُ الهَنِيُّ الحَلالُ

أَنا لَولا العِظامُ وَهيَ حَياتي

لَم تَطلُب لي مَعَ اِبنِ آدَمَ حالُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:25 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً

في شِعارِ الواعِظينا

فَمَشى في الأَرضِ يَهذي

وَيَسُبُّ الماكِرينا

وَيَقولُ الحَمدُ لِل

هِ إِلَهِ العالَمينا

يا عِبادَ اللَهِ توبوا

فَهوَ كَهفُ التائِبينا

وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ الـ

ـعَيشَ عَيشُ الزاهِدينا

وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن

لِصَلاةِ الصُبحِ فينا

فَأَتى الديكَ رَسولٌ

مِن إِمامِ الناسِكينا

عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ

وَهوَ يَرجو أَن يَلينا

فَأَجابَ الديكُ عُذراً

يا أَضَلَّ المُهتَدينا

بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي

عَن جدودي الصالِحينا

عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن

دَخَلَ البَطنَ اللَعينا

أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال

قَولِ قَولُ العارِفينا

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً

أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:25 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png




اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي

وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي

كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ

بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي

قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ

لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي

أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ

وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي

فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ

تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ

بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى

بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي

فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً

يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي

وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق

فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ

فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي

حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ

إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت

سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:26 PM
http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png







فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ

مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ

وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه

مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه

فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه

وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه

لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ

لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ

فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ

وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ

فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ

وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ

مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه

وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه

يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه

يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه

فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ

وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ

رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي

ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ

وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا

فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا

فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه

غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه

يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه

أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه

وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ

يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ

فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا

مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:33 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif
وَقَفَ الهُدهُدُ في با

بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه

قالَ يا مَولايَ كُن لي

عيشَتي صارَت مُمِلَّه

متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ

أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه

لا مِياهُ النيلِ تُروي

ها وَلا أَمواهُ دِجلَه

وَإِذا دامَت قَليلاً

قَتَلَتني شَرَّ قتلَه

فَأَشارَ السَيِّدُ العالي

إِلى مَن كانَ حَولَه

قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً

وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه

تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد

رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه

ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا

سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه

إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً

يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:34 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


سَمِعتُ بِأَنَّ طاووساً

أَتى يَوماً سُلَيمانا

يُجَرِّرُ دونَ وَفدِ الطَيـ

ـرِ أَذيالاً وَأَردانا

وَيُظهِرُ ريشَهُ طَوراً

وَيُخفي الريشَ أَحيانا

فَقالَ لَدَيَّ مَسأَلَةٌ

أَظُنُّ أَوانَها آنا

وَها قَد جِئتُ أَعرضُها

عَلى أَعتابِ مَولانا

أَلَستُ الرَوضَ بِالأَزها

رِ وَالأَنوارِ مُزدانا

أَلَم أَستَوفِ آيَ الظَر

فِ أَشكالاً وَأَلوانا

أَلَم أُصبِح بِبابِكُم

لِجَمعِ الطَيرِ سُلطانا

فَكَيفَ يَليقُ أَن أَبقى

وَقَومي الغُرُّ أَوثانا

فَحُسنُ الصَوتِ قَد أَمسى

نَصيبي مِنهُ حِرمانا

فَما تَيَّمتُ أَفئِدَةً

وَلا أَسكَرتُ آذانا

وَهَذي الطَيرُ أَحقَرها

يَزيدُ الصَبَّ أَشجانا

وَتَهتَزُّ المُلوكُ لَهُ

إِذا ما هَزَّ عيدانا

فَقالَ لَهُ سُلَيمانٌ

لَقَد كانَ الَّذي كانا

تَعالَت حِكمَةُ الباري

وَجَلَّ صَنيعُهُ شانا

لَقَد صَغَّرتَ يا مَغرو

رُ نُعمى اللَهِ كُفرانا

وَمُلكُ الطَيرِ لَم تَحفِل

بِهِ كِبراً وَطُغيانا

فَلَو أَصبَحتَ ذا صَوتٍ

لَما كَلَّمتَ إِنسانا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:34 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


كانَ بِرَوضٍ غُصُنٌ ناعِمٌ

يَقولُ جَلَّ الواحِدُ المُنفَرِد

فَقامَتي في ظَرفِها قامَتي

وَمِثلُ حُسنى في الوَرى ما عُهِد

فَأَقبَلَت خُنفُسَةٌ تَنثَني

وَنَجلُها يَمشي بِجَنبِ الكَبِد

تَقولُ يا زَينَ رِياضِ البَها

إِنَّ الَّذي تَطلُبُهُ قَد وُجِد

فَانظُر لِقَدِّ اِبني وَلا تَفتَخِر

مادامَ في العالَمِ أُمٌّ تَلِد

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:35 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه

تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه

وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ

لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ

وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ

وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ

فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن

وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن

كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ

فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ

لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه

لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه

وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا

فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا

فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ

وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ

وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى

وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا

لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ

وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:35 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان

وَكانَتا في الغَيطِ تَرعَيانِ

إِحداهُما سَمينَةٌ وَالثانِيَه

عِظامُها مِنَ الهُزالِ بادِيَه

فَكانَتِ الأولى تُباهي بِالسِمَن

وَقَولِهِم بِأَنَّها ذاتُ الثَمَن

وَتَدَّعي أَنَّ لَها مِقدارا

وَأَنَّها تَستَوقِفُ الأَبصارا

فَتَصبِرُ الأُختُ عَلى الإِذلالِ

حامِلَةً مَرارَةَ الإِدلالِ

حَتّى أَتى الجَزّارُ ذاتَ يَومِ

وَقَلبَ النَعجَةَ دونَ القَومِ

فَقالَ لِلمالِكِ أَشتَريها

وَنَقَدَ الكيسَ النَفيسَ فيها

فَاِنطَلَقَت مِن فَورِها لِأُختِها

وَهيَ تَشُكُّ في صَلاحِ بَختِها

تَقولُ يا أُختاهُ خَبِّريني

هَل تَعرِفينَ حامِلَ السِكّينِ

قالَت دَعيني وَهُزالي وَالزَمَن

وَكَلِّمي الجَزّارَ يا ذاتَ الثَمَن

لِكُلِّ حالٍ حُلوُها وَمُرُّها

ما أَدَبُ النَعجَةِ إِلّا صَبرُها

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:35 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه

وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه

جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ

فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ

حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ

وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ

وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ

مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ

وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ

وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ

وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ

وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ

وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ

وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ

فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ

وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي

حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي

وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ

عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه

وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه

فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر

إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر

بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ

إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:36 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ

كَكَذِبِ القِردِ عَلى نوحِ النَبي

فَإِنَّهُ كانَ بِأَقصى السَطحِ

فَاِشتاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلمَزحِ

وَصاحَ يا لِلطَيرِ وَالأَسماكِ

لِمَوجَةٍ تَجِدُّ في هَلاكي

فَبَعَثَ النَبي لَهُ النُسورا

فَوَجَدَتهُ لاهِياً مَسرورا

ثُمَّ أَتى ثانِيَةً يَصيحُ

قَد ثُقِبَت مَركَبُنا يا نوحُ

فَأَرسَلَ النَبِيُّ كُلَّ مَن حَضَر

فَلَم يَرَوا كَما رَأى القِردُ خَطَر

وَبَينَما السَفيهُ يَوماً يَلعَبُ

جادَت بِهِ عَلى المِياهِ المَركَبُ

فَسَمِعوهُ في الدُجى يَنوحُ

يَقولُ إِنّي هالِكٌ يا نوحُ

سَقَطتُ مِن حَماقَتي في الماءِ

وَصِرتُ بَينَ الأَرضِ وَالسَماءِ

فَلَم يُصَدِّق أَحَدٌ صِياحَه

وَقيلَ حَقّاً هَذِهِ وَقاحَه

قَد قالَ في هَذا المَقامِ مَن سَبَق

أَكذبُ ما يُلفي الكَذوبُ إِن صَدَق

مَن كانَ مَمنُوّاً بِداءِ الكَذِبِ

لا يَترُكُ اللَهَ وَلا يُعفي نَبي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:36 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ

فَدَعا إِلَيهِ مَعاشِرَ الحَيوانِ

وَأَشارَ أَن يَلِيَ السَفينَةَ قائِدٌ

مِنهُم يَكونُ مِنَ النُهى بِمَكانِ

فَتَقَدَّمَ اللَيثُ الرَفيعُ جَلالُهُ

وَتَعَرَّضَ الفيلُ الفَخيمُ الشانِ

وَتَلاهُما باقي السِباعِ وَكُلهُم

خَرّوا لِهَيبَتِهِ إِلى الأَذقانِ

حَتّى إِذا حَيّوا المُؤَيَّدَ بِالهُدى

وَدَعَوا بِطولِ العِزِّ وَالإِمكانِ

سَبَقَتهُمُ لِخِطابِ نوحٍ نَملَةٌ

كانَت هُناكَ بِجانِبِ الأَردانِ

قالَت نَبِيَّ اللَهِ أَرضى فارِسٌ

وَأَنا يَقيناً فارِسُ المَيدانِ

سَأُديرُ دِفَّتَها وَأَحمي أَهلَها

وَأَقودُها في عِصمَةٍ وَأَمانِ

ضَحِكَ النَبِيُّ وَقالَ إِنَّ سَفينَتي

لَهِيَ الحَياةُ وَأَنتِ كَالإِنسانِ

كُلُّ الفَضائِلِ وَالعَظائِمِ عِندَهُ

هُوَ أَوَّلٌ وَالغَيرُ فيها الثاني

وَيَوَدُّ لَو ساسَ الزَمانَ وَمالَهُ

بِأَقَل أَشغالِ الزَمانِ يَدانِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:36 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ

فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي

لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه

مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه

وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري

وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري

ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا

فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا

فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ

وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ

قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه

السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه

فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ

وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ

فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ

ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ

وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ

وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ

وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق

إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق

فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي

وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ

فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ

أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ

ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ

وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:37 PM
http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه

فَعَرَفَ السَمينَ وَالسَمينَه

يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا

وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا

لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ

مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ

وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ

لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ

بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ

يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي

قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه

مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه

حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا

لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا

وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ

لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني

فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ

نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ

وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه

تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:43 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه

رَأى مِنَ الذِئبِ صَفا المَوَدَّه

فَقالَ يا مَن صانَ لي مَحَلّي

في حالَتَي وِلايَتي وَعَزلي

إِن عُدتُ لِلأَرضِ بِإِذنِ اللَهِ

وَعادَ لي فيها قَديمُ الجاهِ

أعطيكَ عِجلَينِ وَأَلفَ شاةِ

ثُمَّ تَكونُ والِيَ الوُلاةِ

وَصاحِبَ اللِواءِ في الذِئابِ

وَقاهِرَ الرُعاةِ وَالكِلابِ

حَتّى إِذا ما تَمَّتِ الكَرامَه

وَوَطِئَ الأَرضَ عَلى السَلامَه

سَعى إِلَيهِ الذِئبُ بَعدَ شَهرِ

وَهوَ مُطاعُ النَهيِ ماضي الأَمرِ

فَقالَ يا مَن لا تُداسُ أَرضُه

وَمَن لَهُ طولُ الفَلا وَعَرضُه

قَد نِلتَ ما نِلتَ مِنَ التَكريمِ

وَذا أَوانِ المَوعِدِ الكَريمِ

قالَ تَجَرَّأتَ وَساءَ زَعمُكُما

فَمَن تَكونُ يا فَتى وَما اِسمُكا

أَجابَهُ إِن كانَ ظَنّي صادِقاً

فَإِنَّني والي الوُلاةِ سابِقا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:44 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png

أَتى نَبِيَّ اللَهِ يَوماً ثَعلَبُ

فَقالَ يا مَولايَ إِنّي مُذنِبُ

قَد سَوَّدَت صَحيفَتي الذُنوبُ

وَإِن وَجَدتُ شافِعاً أَتوبُ

فَاِسأَل إِلهي عَفوَهُ الجَليلا

لِتائِبٍ قَد جاءَهُ ذَليلا

وَإِنَّني وَإِن أَسَأتُ السَيرا

عَمِلتُ شَرّاً وَعَملتُ خَيرا

فَقَد أَتاني ذاتَ يَومٍ أَرنَبُ

يَرتَعُ تَحتَ مَنزِلي وَيَلعَبُ

وَلَم يَكُن مُراقِبٌ هُنالِكا

لَكِنَّني تَرَكتُهُ مَع ذَلِكا

إِذ عِفتُ في اِفتِراسِهِ الدَناءَه

فَلَم يَصِلهُ مِن يَدي مَساءَه

وَكانَ http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.pngفي المَجلِسِ ذاكَ الأَرنَبُ

يَسمَعُ ما يُبدي هُناكَ الثَعلَبُ

فَقالَ لَمّا اِنقَطَعَ الحَديثُ

قَد كانَ ذاكَ الزُهدُ يا خَبيثُ

وَأَنتَ بَينَ المَوتِ وَالحَياةِ

مِن تُخمَة أَلقَتكَ في الفَلاةِ



قَد حَمَلَت إِحدى نِسا الأَرانِبِ

وَحَلَّ يَومُ وَضعِها في المَركَبِ

فَقَلقَ الرُكّابُ مِن بُكائِها

وَبَينَما الفَتاةُ في عَنائِها

جاءَت عَجوزٌ مِن بَناتِ عِرسِ

تَقولُ أَفدي جارَتي بِنَفسي

أَنا الَّتي أُرجى لِهَذي الغايَه

لِأَنَّني كُنتُ قَديماً دَأيَه

فَقالَتِ الأَرنَبُ لا يا جارَه

فَإِنَّ بَعدَ الأُلفَةِ الزِيارَه

مالي وُثوقٌ بِبَناتِ عِرسِ

إِنّي أُريدُ دايَةً مِن جِنسي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:44 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى

فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا

حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ

نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ

قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً

لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:45 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر

رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه

خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما

قَد ساءَ صِدقاً وَاِستِقامَه

فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ

يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه

وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها

كُتِبَت لَها فيها الكَرامَه

فَأَرادَتِ الحَمقاءُ تَع

رِفُ مِن رَسائِلِهِ مَرامَه

عَمَدَت لِأَوَّلِها وَكا

نَ إِلى خَليفَتِهِ برامَه

فَرَأَتهُ يَأمُرُ فيهِ عا

مِلَهُ بِتاجٍ لِلحَمامَه

وَيَقولُ وَفّوها الرِعا

يَةَ في الرَحيلِ وَفي الإِقامَه

وَيُشيرُ في الثاني بِأَن

تُعطى رِياضاً في تِهامَه

وَأَتَت لِثالِثِها وَلَم

تَستَحي أَن فضَّت خِتامَه

فَرَأَتهُ يَأمُرُ أَن تَكو

نَ لَها عَلى الطَيرِ الزَعامَه

فَبَكَت لِذاكَ تَنَدُّماً

هَيهاتَ لا تُجدي النَدامَه

وَأَتَت نَبِيَّ اللَهِ وَه

يَ تَقولُ يا رَبِّ السَلامَه

قالَت فَقَدتُ الكُتبَ يا

مَولايَ في أَرضِ اليَمامَه

لِتَسَرُّعي لَمّا أَتا

ني البازُ يَدفَعُني أَمامَه

فَأَجابَ بَل جِئتِ الَّذي

كادَت تَقومُ لَهُ القِيامَه

لَكِن كَفاكِ عُقوبَةً

مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:45 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
إِنفَع بِما أُعطيتَ مِن قُدرَةٍ

وَاِشفَع لِذي الذَنبِ لَدى المَجمَعِ

إِذ كَيفَ تَسمو لِلعُلا يا فَتى

إِن أَنتَ لَم تَنفَع وَلَم تَشفَعِ

عِندي لِهَذا نَبَأٌ صادِقٌ

يُعجِبُ أَهلَ الفَضلِ فَاِسمَع وَعِ

قالوا اِستَوى اللَيثُ عَلى عَرشِهِ

فَجيءَ في المَجلِسِ بِالضِفدَعِ

وَقيلَ لِلسُلطانِ هَذي الَّتي

بِالأَمسِ آذَت عالِيَ المسمَعِ

تُنَقنِقُ الدَهرَ بِلا عِلَّةٍ

وَتَدَّعي في الماءِ ما تَدَّعي

فَانظُر إِلَيكَ الأَمرُ في ذَنبِها

وَمُر نُعَلِّقُها مِنَ الأَربَعِ

فَنَهَضَ الفيلُ وَزيرُ العُلا

وَقالَ يا ذا الشَرَفِ الأَرفَعِ

لا خَيرَ في المُلكِ وَفي عِزِّهِ

إِن ضاقَ جاهُ اللَيثِ بِالضِفدَعِ

فَكَتَبَ اللَيثُ أَماناً لَها

وَزادَ أَن جادَ بِمُستَنقَعِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:46 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه

وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه

لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ

وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ

فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه

تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه

كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه

لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه

وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ

وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ

لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ

فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ

وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ

وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ

فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ

وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ

تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه

تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه

لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ

وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ

فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ

لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ

مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ

مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ

وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه

ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه

نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ

عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ

أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ

ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ

فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ

نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:46 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه

آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه

فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ

وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ

فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً

وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا

فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ

وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ

تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ

يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ

فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ

وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ

فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ

وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ

تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق

مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:46 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه

تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه

يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ

بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ

فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ

مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ

وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ

فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ

وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا

وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا

فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه

وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه

إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ

ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ

فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه

لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه

وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه

فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه

وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ

فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ

هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن

الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:47 PM
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png

كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ

ما مَلَّ يَوماً نُطقَها الإِصغاءُ

رَفيعَةُ القَدرِ لَدى مَولاها

وَكُلُّ مَن في بَيتِهِ يَهواها

وَكانَ في المَنزِلِ كَلبٌ عالي

أَرخَصَهُ وُجودُ هَذا الغالي

كَذا القَليلُ بِالكَثيرِ يَنقُصُ

وَالفَضلُ بَعضُهُ لِبَعضٍ مُرخِصُ

فَجاءَها يَوماً عَلى غِرارِ

وَقَلبُهُ مِن بُغضِها في نارِ

وَقالَ يا مَليكَةَ الطُيورِ

وَيا حَياةَ الأُنسِ وَالسُرورِ

بِحُسنِ نُطقِكِ الَّذي قَد أَصبى

إِلّا أَرَيتِني اللِسانَ العَذبا

لِأَنَّني قَد حِرتُ في التَفَكُّرِ

لَمّا سَمِعتُ أَنَّهُ مِن سُكَّرِ

فَأَخرَجَت مِن طَيشِها لِسانَها

فَعَضَّهُ بِنابِهِ فَشانَها

ثُمَّ مَضى مِن فَورِهِ يَصيحُ

قَطَعتُهُ لِأَنَّهُ فَصيحُ

وَما لَها عِندِيَ مِن ثَأرٍ يُعَدُّ

غَيرَ الَّذي سَمَّوهُ قِدماً بِالحَسَد

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:54 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif


كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل

نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل

فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ

وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ

يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه

وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه

فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها

وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها

وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ

اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ

وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ

فَقِف فَمشي كُلُّهُ عَقيمُ

فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي

عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ

قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى

أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا

لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ

لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي

فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا

فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:54 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif



لِدودَةِ القَزِّ عِندي

وَدودَةِ الأَضواءِ

حِكايَةٌ تَشتَهيها

مَسامِعُ الأَذكِياءِ

لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي

تُنيرُ في الظَلماءِ

سَعَت إِلَيها وَقالَت

تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ

أَنا المُومَّلُ نَفعي

أَنا الشَهيرُ وَفائي

حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى

رَضيتُ فيهِ فَنائي

وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى

بِوَجهِكِ الوَضّاءِ

فَهَل لِنورِ الثُرى في

مَوَدَّتي وَإِخائي

قالَت عَرَضتِ عَلَينا

وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ

مَن أَنتِ حَتّى تُداني

ذاتَ السَنا وَالسَناءِ

أَنا البَديعُ جَمالي

أَنا الرَفيعُ عَلائي

أَينَ الكَواكِبُ مِنّي

بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ

فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي

إِذ لَستِ مِن أَكفائي

وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت

حَسناءُ مَع حَسناءِ

تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي

في حُسنِه وَالبَهاءِ

كَم عِندَنا مِن أَيادٍ

لِلدودَةِ الغَراءِ

ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي

تَقولُ لِلحَمقاءِ

هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ

في رُتبَتي القَعساءِ

وَقَد رَأَيتِ صَنيعي

وَقَد سَمِعتِ ثَنائي

إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ

إِنَّ الثَناءَ ضِيائي

وَإِنَّهُ لَضِياءٌ

مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:55 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ

حَمَّلَهُ المالِكُ ما لا يُحمَلُ

فَقالَ يا لِلنَحسِ وَالشَقاءِ

إِن طالَ هَذا لَم يَطُل بَقائي

لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملي

أَظُنُّ مَولايَ يُريدُ قَتلي

فَجاءَهُ الثَعلَبُ مِن أَمامِه

وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِه

فَقالَ مَهلاً يا أَخا الأَحمالِ

وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمالِ

فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيكَ حالا

لِأَنَّني أَتعَبُ مِنكَ بالا

كَأَنَّ قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ

تَسأَلُني عَن دَمِها المَسفوكِ

كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنَبِ

إِذا نَهَضتُ جاذَبتني ذَنَبي

وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ في مُناخِها

فَجعتُها بِالفَتكِ في أَفراخِها

يَبعَثُني مِن مَرقَدي بُكاها

وَأَفتَحُ العَينَ عَلى شَكواها

وَقَد عَرَفتَ خافِيَ الأَحمالِ

فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّةِ الجِمالِ

لَيسَ بِحملٍ ما يَمَلُّ الظَهرُ

ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:55 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ

تُقَبِّلُ الفَطيمَ في الأَسنانِ

وَكانَ خَلفَ الظَبيَةِ اِبنُها الرَشا

بِوُدِّها لَو حَمَلتهُ في الحَشا

فَفَعَلَت بِسَيِّدِ الصِغارِ

فِعلَ الأَتانِ بِاِبنِها الحِمارِ

فَأَسرَعَ الحِمارُ نَحوَ أُمِّهِ

وَجاءَها وَالضِحكُ مِلءُ فَمِهِ

يَصيحُ يا أُمّاهُ ماذا قَد دَها

حَتّى الغَزالَةُ اِستَخَفَّتِ اِبنَها

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:55 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
قَد سَمِعَ الثَعلَبُ أَهلَ القُرى

يَدعونَ مُحتالاً بِيا ثَعلَبُ

فَقالَ حَقّاً هَذِهِ غايَةٌ

في الفَخرِ لا تُؤتى وَلا تُطلَبُ

مَن في النُهى مِثلِيَ حَتّى الوَرى

أَصبَحتُ فيهِم مَثَلاً يُضرَبُ

ما ضَرَّ لَو وافَيتُهُم زائِراً

أُريهُمُ فَوقَ الَّذي اِستَغرَبوا

لَعَلَّهُم يُحيونَ لي زينَةً

يَحضُرُها الديكُ أَوِ الأَرنَبُ

وَقَصَدَ القَومَ وَحَيّاهُمُ

وَقامَ فيما بَينَهُم يَخطُبُ

فَأُخِذَ الزائِرُ مِن أُذنِهِ

وَأُعطِيَ الكَلبَ بِهِ يَلعَبُ

فَلا تَثِق يَوماً بِذي حيلَةٍ

إِذ رُبَّما يَنخَدِعُ الثَعلَبُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:56 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
أَتى ثَعالَةَ يَوماً

مِنَ الضَواحي حِمارُ

وَقالَ إِن كُنتَ جاري

حَقّاً وَنِعمَ الجارُ

قُل لي فَإِنّي كَئيبٌ

مُفَكِّرٌ مُحتارُ

في مَوكِبِ الأَمسِ لَمّا

سِرنا وَسارَ الكِبارُ

طَرَحتُ مَولايَ أَرضاً

فَهَل بِذَلِكَ عارُ

وَهَل أَتَيتُ عَظيماً

فَقالَ لا يا حِمارُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:56 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه

وَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مَسَرَّه

فَقالَ فَضلي قَد بَدا يا خِلّي

وَآنَ أَن تَعرِفَ لي مَحَلّي

إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِياً بِجانِبي

تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي

أَختالُ حَتّى قالَتِ العِبادُ

لِمَن مِنَ المُلوكِ ذا الجَوادُ

فَضَحِكَ الحِصانُ مِن مَقالِهِ

وَقالَ بِالمَعهودِ مِن دلالِهِ

لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي

لَكِن سَمِعتُ نَقرَةَ المِهمازِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:56 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها

شَقيقُها يَنعى لَها فَتاها

يَصيحُ يا لي مِن نُحوسِ بَختي

مَن سَلَّط القِطَّ عَلى اِبنِ أُختي

فَوَلوَلَت وَعَضَّتِ التُرابا

وَجَمَعَت لِلمَأتَمِ الأَترابا

وَقالَتِ اليَومَ اِنقَضَت لَذّاتي

لا خَيرَ لي بَعدَكَ في الحَياةِ

مَن لي بِهِرٍّ مِثلِ ذاكَ الهِرِّ

يُريحُني مِن ذا العَذابِ المُرِّ

وَكانَ بِالقُربِ الَّذي تُريدُ

يَسمَعُ ما تُبدي وَما تُعيدُ

فَجاءَها يَقولُ يا بُشراكِ

إِنَّ الَّذي دَعَوتِ قَد لَبّاكِ

فَفَزِعَت لَمّا رَأَتهُ الفارَه

وَاِعتَصَمَت مِنهُ بِبَيتِ الجارَه

وَأَشرَفَت تَقولُ لِلسَفيهِ

إِن متُّ بَعدَ اِبني فَمَن يَبكيهِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:57 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ

وَقالَ كُلٌّ إِنَّهُ الظَريفُ

فَرَأَيا التَيسَ فَظَنّا أَنَّهُ

أَعطاهُ عَقلاً مَن أَطالَ ذَقنَه

فَكَلَّفاهُ أَن يُفَتِّشَ الفَلا

عَن حَكَمٍ لَهُ اِعتِبارٌ في المَلا

يَنظُرُ في دَعواهُما بِالدِقَّه

عَساهُ يُعطي الحَقَّ مُستَحِقَّه

فَسارَ لِلبَحثِ بِلا تَواني

مُفتَخِراً بِثِقَةِ الإِخوانِ

يَقول عِندي نَظرَةٌ كَبيرَه

تَرفَعُ شَأنَ التَيسِ في العَشيرَه

وَذاكَ أَن أَجدَرَ الثَناءِ

بِالصِدقِ ما جاءَ مِنَ الأَعداءِ

وَإِنَّني إِذا دَعَوتُ الذيبا

لا يَستَطيعانِ لَهُ تَكذيبا

لِكَونِهِ لا يَعرِفُ الغَزالا

وَلَيسَ يُلقي لِلخَروفِ بالا

ثُمَّ أَتى الذيبَ فَقالَ طِلبَتي

أَنتَ فَسِر مَعي وَخُذ بِلِحيَتي

وَقادَهُ لِلمَوضِعِ المَعروفِ

فَقامَ بَينَ الظَبيِ وَالخَروفِ

وَقالَ لا أَحكُمُ حَسبَ الظاهِرِ

فَمَزَّقَ الظَبيَينِ بِالأَظافِرِ

وَقالَ لِلتَيسِ اِنطَلِق لِشَأنِكا

ما قَتَلَ الخَصمَينِ غَيرُ ذَقنكا

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:57 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif
مِن أَعجَبِ الأَخبارِ أَنَّ الأَرنَبا

لَمّا رَأى الديكَ يَسُبُّ الثَعلَبا

وَهوَ عَلى الجِدارِ في أَمانِ

يَغلِبُ بِالمَكانِ لا الإِمكانِ

داخَلَهُ الظَنُّ بِأَنَّ الماكِرا

أَمسى مِنَ الضَعفِ يُطيقُ الساخِرا

فَجاءَهُ يَلعَنُ مِثلَ الأَوَّلِ

عِدادَ ما في الأَرضِ مِن مُغَفَّلِ

فَعَصَفَ الثَعلَبُ بِالضَعيفِ

عَصفَ أَخيهِ الذيبِ بِالخَروفِ

وَقالَ لي في دَمِكَ المَسفوكِ

تَسلِيَةٌ عَن خَيبَتي في الديكِ

فَاِلتَفَتَ الديكُ إِلى الذَبيحِ

وَقالَ قَولَ عارِفٍ فَصيحِ

ما كُلُّنا يَنفَعُهُ لِسانُه

في الناسِ مَن يُنطِقُهُ مَكانُه

عطر الزنبق
06-12-2019, 06:57 PM
http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68021023/pics/3135921194_1_4_p5Dg23h9.gif

كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى

فَجَرَت في الزَورِ عَظمَه

أَلزَمَتهُ الصَومَ حَتّى

فَجَعَت في الروحِ جِسمَه

فَأَتى الثَعلَبُ يَبكي

وَيُعَزّي فيهِ أُمَّه

قالَ يا أُمَّ صَديقي

بِيَ مِمّا بِكِ غُمَّه

فَاِصبِري صَبراً جَميلاً

إِنَّ صَبرَ الأُمِّ رَحمَه

فَأَجابَت يا اِبنَ أُختي

كُلُّ ما قَد قُلتَ حِكمَه

ما بِيَ الغالي وَلَكِن

قَولُهُم ماتَ بِعَظمَه

لَيتَهُ مِثلَ أَخيهِ

ماتَ مَحسوداً بِتُخمَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:04 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif


هِرَّتي جِدُّ أَليفَه

وَهيَ لِلبَيتِ حَليفَه

هِيَ ما لَم تَتَحَرَّك

دُميَةُ البَيتِ الظَريفَه

فَإِذا جَاءَت وَراحَت

زيدَ في البَيتِ وَصيفَه

شُغلُها الفارُ تُنَقّي الـ

ـرَفَّ مِنهُ وَالسَقيفَه

وَتَقومُ الظُهرَ وَالعَصـ

ـرَ بِأَورادٍ شَريفَه

وَمِنَ الأَثوابِ لَم تَمـ

ـلِك سِوى فَروٍ قَطيفَه

كُلَّما اِستَوسَخَ أَو آ

وى البَراغيثَ المُطيفَه

غَسَلَتهُ وَكَوَتهُ

بِأَساليبَ لَطيفَه

وَحَدَّت ما هُوَ كَالحَمّا

مِ وَالماءِ وَظيفَه

صَيَّرَت ريقَتَها الصا

بونَ وَالشارِبَ ليفَه

لا تَمُرَّنَّ عَلى العَينِ

وَلا بِالأَنفِ جيفَه

وَتَعَوَّد أَن تُلاقى

حَسَنَ الثَوبِ نَظيفَه

إِنَّما الثَوبُ عَلى الإِنـ

ـسانِ عُنوانُ الصَحيفَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:11 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif
لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بي

أَحنى عَلَيَّ مِن أَبي

وَكُلُّ شَيءٍ سَرَّني

تَذهَبُ فيهِ مَذهَبي

إِن غَضِبَ الأَهلُ عَلَـ

ـيَ كُلُّهُم لَم تَغضَبِ

مَشى أَبي يَوماً إِلَـ

ـيَ مِشيَةَ المُؤَدِّبِ

غَضبانَ قَد هَدَّدَ بِالضَر

بِ وَإِن لَم يَضرِبِ

فَلَم أَجِد لِيَ مِنهُ غَيـ

ـرَ جَدَّتي مِن مَهرَبِ

فَجَعَلتني خَلفَها

أَنجو بِها وَأَختَبي

وَهيَ تَقولُ لِأَبي

بِلَهجَةِ المُؤَنِّبِ

وَيحٌ لَهُ وَيحٌ لِهَـ

ـذا الوَلدِ المُعَذَّبِ

أَلَم تَكُن تَصنَعُ ما

يَصنَعُ إِذا أَنتَ صَبي

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:11 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif

عُصفورَتانِ في الحِجا

زِ حَلَّتا عَلى فَنَن

في خامِلٍ مِنَ الرِيا

ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن

بَيناهُما تَنتَجِيا

نِ سَحَراً عَلى الغُصُن

مَرَّ عَلى أَيكِهِما

ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن

حَيّا وَقالَ دُرَّتا

نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن

لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن

عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن

خَمائِلاً كَأَنَّها

بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن

الحَبُّ فيها سُكَّرٌ

وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن

لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم

يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن

هَيّا اِركَباني نَأتِها

في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن

قالَت لَهُ إِحداهُما

وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن

يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي

لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن

هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن

لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:12 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif


الحَيوانُ خَلقُ

لَهُ عَلَيكَ حَقُّ

سَخَّرَهُ اللَهُ لَكا

وَلِلعِبادِ قَبلَكا

حَمولَةُ الأَثقالِ

وَمُرضِعُ الأَطفالِ

وَمُطعِمُ الجَماعَه

وَخادِمُ الزِراعَه

مِن حَقِّهِ أَن يُرفَقا

بِهِ وَأَلّا يُرهَقا

إِن كَلَّ دَعهُ يَستَرِح

وَداوِهِ إِذا جُرِح

وَلا يَجُع في دارِكا

أَو يَظمَ في جِوارِكا

بَهيمَةٌ مِسكينُ

يَشكو فَلا يُبينُ

لِسانُهُ مَقطوعُ

وَما لَهُ دُموعُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:12 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم

يَخلُق سِواكِ الولَدا

إِن شِئتِ كانَ العَيرَ أَو

إِن شِئتِ كانَ الأَسَدا

وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى

أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا

وَالبَيتُ أَنتِ الصَوتُ في

هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى

كَالبَبَّغا في قَفَصٍ

قيلَ لَهُ فَقَلَّدا

وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد

طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا

يَأخُذُ ما عَوَّدتِهِ

وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:13 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif


وَمُمَهَّدٌ في الوَكرِ مِن

وَلَدِ الغُرابِ مُزَقَّق

كَرُوَيهِبٍ مُتَقَلِّسٍ

مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّق

لَبِسَ الرَمادَ عَلى سَوا

دِ جَناحِهِ وَالمَفرِق

كَالفَحمِ غادَرَ في الرَما

دِ بَقِيَّةً لَم تُحرَق

ثُلثاهُ مِنقارٌ وَرَأ

سٌ وَالأَظافِرُ ما بَقي

ضَخمُ الدِماغِ عَلى الخُلُو

وِ مِنَ الحِجى وَالمَنطِق

مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَغيـ

ـرُ مِنَ البَلِيَّةِ ما لَقي

جَلَبَت عَلَيهِ ما تَذو

دُ الأُمَّهاتُ وَتَتَّقي

فُتِنَت بِهِ فَتَوَهَّمَت

فيهِ قُوىً لَم تُخلَق

قالَت كَبِرتَ فَثِب كَما

وَثَبَ الكِبارُ وَحَلِّق

وَرَمَت بِهِ في الجَوِّ لَم

تَحرِص وَلَم تَستَوثِق

فَهَوى فَمُزِّقَ في فِنا

ءِ الدارِ شَرَّ مُمَزَّق

وَسَمِعتُ قاقاتٍ تُرَد

دَدُ في الفَضاءِ وَتَرتَقي

وَرَأَيتُ غِرباناً تُفَر

رِقُ في السَماءِ وَتَلتَقي

وَعَرَفتُ رَنَّةَ أُمِّهِ

في الصارِخاتِ النُعَّق

فَأَشَرتُ فَاِلتَفَتَت فَقُلـ

ـتُ لَها مَقالَةَ مُشفِق

أَطلَقتِهِ وَلَوِ اِمتَحَنـ

ـتِ جَناحَهُ لَم تُطلِقي

وَكَما تَرَفَّقَ والِدا

كِ عَلَيكِ لَم تَتَرَفَّقي

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:13 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif
النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر

وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر

رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر

ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر

البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ

الساقي الناسَ وَما غَرَسوا

وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا

وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر

جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا

لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى

فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا

وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر

جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ

لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار

يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ

وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر

حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ

مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ

صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ

لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:13 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif




نا المَدرَسَةُ اِجعَلني

كَأُمٍّ لا تَمِل عَنّي

وَلا تَفزَع كَمَأخوذٍ

مِنَ البَيتِ إِلى السِجنِ

كَأَنّي وَجهُ صَيّادٍ

وَأَنتَ الطَيرُ في الغُصنِ

وَلا بُدَّ لَكَ اليَومَ

وَإِلّا فَغَداً مِنّي

أَوِ اِستَغنِ عَنِ العَقلِ

إِذَن عَنِّيَ تَستَغني

أَنا المِصباحُ لِلفِكرِ

أَنا المِفتاحُ لِلذِهنِ

أَنا البابُ إِلى المَجدِ

تَعالَ اِدخُل عَلى اليُمنِ

غَداً تَرتَعُ في حَوشي

وَلا تَشبَعُ مِن صَحني

وَأَلقاكَ بِإِخوانٍ

يُدانونَكَ في السِنِّ

تُناديهم بِيافِكري

وَيا شَوقي وَيا حُسني

وَآباءٍ أَحَبّوكَ

وَما أَنتَ لَهُم بِاِبنِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:13 PM
http://grenadine.g.r.pic.centerblog.net/c92ir2uc.gif


بَني مِصرٍ مَكانُكُمو تَهَيّا

فَهَيّا مَهِّدوا لِلمُلكِ هَيّا

خُذوا شَمسَ النَهارِ لَهُ حُلِيّاً

أَلَم تَكُ تاجَ أَوَّلِكُم مَلِيّا

عَلى الأَخلاقِ خُطّوا المُلكَ وَاِبنوا

فَلَيسَ وَراءَها لِلعِزِّ رُكنُ

أَلَيسَ لَكُم بِوادي النيلِ عَدنُ

وَكَوثَرُها الَّذي يَجري شَهِيّا

لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنا نَقيهِ

وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ

إِذا ما سيلَتِ الأَرواحُ فيهِ

بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا

لَنا الهَرَمُ الَّذي صَحِبَ الزَمانا

وَمِن حدَثانِهِ أَخَذَ الأَمانا

وَنَحنُ بَنو السَنا العالي نَمانا

أَوائِلُ عَلَّموا الأُمَمَ الرُقِيّا

تَطاوَلَ عَهدُهُم عِزّاً وَفَخرا

فَلَمّا آلَ لِلتاريخِ ذُخرُ

نَشَأنا نَشأَةً في المَجدِ أُخرى

جَعَلنا الحَقَّ مَظهَرَها العَلِيّا

جَعَلنا مِصرَ مِلَّةَ ذي الجَلالِ

وَأَلَفنا الصَليبَ عَلى الهِلالِ

وَأَقبَلنا كَصَفٍّ مِن عَوالِ

يُشَدُّ السَمهَرِيُّ السَمهَرِيّا

نَرومُ لِمِصرَ عِزّاً لا يُرامُ

يَرِفُّ عَلى جَوانِبِه السَلامُ

وَيَنعَمُ فيهِ جيرانٌ كِرامُ

فَلَن تَجِدَ النَزيلَ بِنا شَقِيّا

نَقومُ عَلى البِنايَةِ مُحسِنينا

وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا

إِلَيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا

وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيّا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:19 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif
نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي

جِبريلُ الروحُ لَنا حادي

يا رَبِّ بِعيسى وَالهادي

وَبِموسى خُذ بِيَدِ الوَطَنِ

كَشّافَةُ مِصرَ وَصِبيَتُها

وَمُناةُ الدارِ وَمُنيَتُها

وَجَمالُ الأَرضِ وَحليَتُها

وَطَلائِعُ أَفراحِ المُدُنِ

نَبتَدِرُ الخَيرَ وَنَستَبِقُ

ما يَرضى الخالِقُ وَالخُلُقُ

بِالنَفسِ وَخالِقِها نَثِقُ

وَنَزيدُ وُثوقاً في المِحَنِ

في السَهلِ نَرِف رَياحينا

وَنَجوبُ الصَخرَ شَياطينا

نَبني الأَبدانَ وَتَبنينا

وَالهِمَّةُ في الجِسمِ المَرِنِ

وَنُخَلّي الخَلقَ وَما اِعتَقَدوا

وَلِوَجهِ الخالِقِ نَجتَهِدُ

نَأسوا الجَرحى أَنّى وُجِدوا

وَنُداوي مِن جَرحِ الزَمَنِ

في الصِدقِ نَشَأنا وَالكَوَمِ

وَالعِفَّةِ عَن مَسِّ الحُرَمِ

وَرِعايَةِ طِفلٍ أَو هَرِمِ

وَالذَودُ عَنِ الغيدِ الحُصُنِ

وَنُوافي الصارِخَ في اللُجَجِ

وَالنارِ الساطِعَةِ الوَهَجِ

لا نَسأَلُهُ ثَمَنَ المُهَجِ

وَكَفى بِالواجِبِ مِن ثَمَنِ

يا رَبِّ فَكَثِّرنا عَدَدا

وَاِبذُل لِأُبُوَّتِنا المَدَدا

هَيِّئ لَهُم وَلَنا رَشَدا

يا رَبِّ وَخُذ بِيَدِ الوَطَنِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:22 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


قَصرَ الأَعِزَّةِ ما أَعَزَّ حِماكا

وَأَجَلَّ في العَلياءِ بَدرَ سَماكا

تَتَساءَلُ العربُ المُقَدَّسُ بَيتُها

أَأُعيدَ باني رُكنِهِ فَبَناكا

وَتَقولُ إِذ تَأتيكَ تَلتَمِسُ الهُدى

سِيّانِ هَذا في الجَلالِ وَذاكا

يا مُلتَقى القَمَرَينِ ما أَبهاكَ بَل

يا مَجمَعَ البَحرَينِ ما أَصفاكا

إِنَّ الأَمانَةَ وَالجَلالَةَ وَالعُلا

في هالَةٍ دارَت عَلى مَغناكا

ما العِزُّ إِلّا في ثَرى القَدَمِ الَّتي

حَسَدَت عَلَيها النَيِّراتُ ثَراكا

يا سادِسَ الأُمَراءِ مِن آبائِهِ

ما لِلإِمارَةِ مَن يُعَدُّ سِواكا

التُركُ تَقرَأُ بِاِسمِ جَدِّكَ في الوَغى

وَالعُربُ تَذكُرُ في الكِتابِ أَباكا

نَسَبٌ لَوِ اِنتَمَتِ النُجومُ لِعِقدِهِ

لَتَرَفَّعَت أَن تَسكُنَ الأَفلاكا

شَرَفاً عَزيزَ العَصرِ فُتَّ مُلوكَهُ

فَضلاً وَفاتَ بَنيهمُ نَجلاكا

لَكَ جَنَّةُ الدُنيا وَكَوثَرُها الَّذي

يَجري بِهِ في المُلكِ شَرطُ غِناكا

وَلَكَ المَدائِنُ وَالثُغورُ مَنيعَةً

في مَجمَعِ البَحرَينِ تَحتَ لِواكا

مُلكٌ رَعَيتَ اللَهَ فيهِ مُؤَيَّداً

بِاِسمِ النَبِيِّ مُوَفَّقاً مَسعاكا

فَأَقَمتَ أَمراً يا أَبا العَبّاسِ مَأ

مونَ السَبيلِ عَلى رَشيدِ نُهاكا

إِن يَعرِضوهُ عَلى الجِبالِ تَهُن لَهُ

وَهِيَ الجِبالُ فَما أَشَدَّ قُواكا

بِسِياسَةٍ تَقِفُ العُقولُ كَليلَةً

لا تَستَطيعُ لِكُنهِها إِدراكا

وَبِحِكمَةٍ في الحُكمِ تَوفيقِيَّةٍ

لَكَ يَقتَفي فيها الرِجالُ خُطاكا

مَولايَ عيدُ الفِطرِ صُبحُ سُعودِهِ

في مِصرَ أَسفَرَ عَن سَنا بُشراكا

فَاِستَقبِلِ الآمالَ فيهِ بَشائِراً

وَأَشائِراً تُجلى عَلى عَلياكا

وَتَلَقَّ أَعيادَ الزَمانِ مُنيرَةً

فَهَناؤُهُ ما كانَ فيهِ هَناكا

أَيّامُكَ الغُرُّ السَعيدَةُ كُلُّها

عيدٌ فَعيدُ العالَمينَ بَقاكا

فَليَبقَ بَيتُكَ وَليَدُم ديوانُهُ

وَليَحيَ جُندُكَ وَلتَعِش شوراكا

وَليَهنِني بِكَ كُلُّ يَومٍ أَنَّني

في أَلفِ عيدٍ مِن سُعودِ رِضاكا

ياأَيُّها المَلِكُ الأَريبُ إِلَيكَها

عَذراءَ هامَت في صِفاتِ عُلاكا

فَطَوَت إِلَيكَ البَحرَ أَبيَضَ نِسبَةً

لِنَظيرِهِ المَورودِ مِن يُمناكا

قَدِمَت عَلى عيدٍ لِبابِكَ بَعدَما

قَدِمَت عَلَيَّ جَديدَةً نُعماكا

أَوَ كُلَّما جادَت نَداكَ رَوِيَّتي

سَبَقَت ثَنايَ بِالارتِجالِ يَداكا

أَنتَ الغَنِيُّ عَنِ الثَناءِ فَإِن تُرِد

ما يُطرِبُ المَلِكَ الأَديبَ فَهاكا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:22 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


مُنتَزَهُ العَبّاسِ لِلمُجتَلى

آمَنتُ بِاللَهِ وَجَنّاتِهِ

العَيشُ فيهِ لَيسَ في غَيرِهِ

يا طالِبَ العَيشِ وَلَذّاتِهِ

قُصورُ عِزٍّ باذِخاتُ الذُرى

يَوَدُّها كِسرى مَشيداتِهِ

مِن كُلِّ راسي الأَصلِ تَحتَ الثَرى

مُحيرَ النَجمِ بِذِرواتِهِ

دارَت عَلى البَحرِ سَلاليمُهُ

فَبِتنَ أَطواقاً لِلَبّاتِهِ

مُنتَظِماتٌ مائِجاتٌ بِهِ

مُنَمَّقاتٌ مِثلَ لُجّاتِهِ

مِنَ الرُخامِ الندرِ لَكِنَّها

تُنازِعُ الجَوهَرَ قيماتِهِ

مِن عَمَلِ الإِنسِ سِوى أَنَّها

تُنسي سُلَيمانَ وَجِنّاتِهِ

وَالريحُ في أَبوابِهِ وَالجَوا

ري مائِلاتٌ دونَ ساحاتِهِ

وَغابُهُ مَن سارَ في ظِلِّها

يَأتي عَلى البُسفورِ غاباتِهِ

بِالطولِ وَالعَرضِ تُباهي فَذا

وافٍ وَهَذا عِندَ غاياتِهِ

وَالرَملُ حالٍ بِالضُحى مَذهَبٌ

يُصَدِّئُ الظِلُّ سَبيكاتِهِ

وَتُرعَةٌ لَو لَم تَكُن حُلوَةً

أَنسَت لِمَرتينَ بُحَيراتِهِ

أَو لَم تَكُن ثَمَّ حَياةَ الثَرى

لَم تُبقِ في الوَصفِ لِحَيّاتِهِ

وَفي فَمِ البَحرِ لِمَن جاءَهُ

لِسانُ أَرضٍ فاقَ فُرضاتِهِ

تَنحَشِدُ الطَيرُ بِأَكنافِهِ

وَيَجمَعُ الوَحشُ جَماعاتِهِ

مِن مِعزٍ وَحشِيَّةٍ إِن جَرَت

أَرَت مِنَ الجَريِ نِهاياتِهِ

أَو وَثَبَت فَالنَجمُ مِن تَحتِها

وَالسورُ في أَسرِ أَسيراتِهِ

وَأَرنَبٌ كَالنَملِ إِن أُحصِيَت

تَنبُتُ في الرَملِ وَأَبياتِهِ

يَعلو بِها الصَيدُ وَيَعلو إِذا

ما قَيصَرٌ أَلقى حِبالاتِهِ

وَمِن ظِباءٍ في كِناساتِها

تَهيجُ لِلعاشِقِ لَوعاتِهِ

وَالخَيلُ في الحَيِّ عِراقِيَّةٌ

تَحمي وَتُحمى في بُيوتاتِهِ

غُرٌّ كَأَيّامِ عَزيزِ الوَرى

مُحَجَّلاتٌ مِثلَ أَوقاتِهِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:23 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


ما باتَ يُثني عَلى عَلياكَ إِنسانُ

إِلّا وَأَنتَ لِعَينِ الدَهرِ إِنسانُ

وَما تَهَلَّلتَ إِذ وافاكَ ذو أَمَلٍ

إِلّا وَأَدهَشَهُ حُسنٌ وَإِحسانُ

لِلَّهِ ساحَتُكَ المَسعودُ قاصِدُها

فَإِنَّما ظِلُّها أَمنٌ وَإيمانُ

لَئِن تَباهى بِكَ الدينُ الحَنيفُ لَكَم

تَقَوَّمَت بِكَ لِلإِسلامِ أَركانُ

تُراقِبُ اللَهَ في مُلكٍ تُدَبِّرُهُ

فَأَنتَ في العَدلِ وَالتَقوى سُلَيمانُ

أَنجى لَكَ اللَهُ أَنجالاً يُهَيِّئُهُم

لِرِفعَةِ المُلكِ إِقبالٌ وَعِرفانُ

أَعِزَّةٌ أَينَما حَلَّت رَكائِبُهُم

لَهُم مَكانٌ كَما شاؤوا وَإِمكانُ

لَم تَثنِهِم عَن طِلابِ العِلمِ في صِغَرٍ

في عِزِّ مُلكِكَ أَوطارٌ وَأَوطانُ

تَأبى السَعادَةُ إِلّا أَن تُسايِرَهُم

لِأَنَّهُم لِمُلوكِ الأَرضِ ضيفانُ

نَجلانِ قَد بَلَغا في المَجدِ ما بَلَغا

مُعَظَّمٌ لَهُما بَينَ الوَرى شانُ

يَكفيهِما في سَبيلِ الفَخرِ أَن شَهدَت

بِفَضلِ سَبقِهِما روسٌ وَأَلمانُ

هُما هُما تَعرِفُ العَلياءُ قَدرَهُما

كِلاهُما كَلِفٌ بِالمَجدِ يَقظانُ

ما الفَرقَدانِ إِذا يَوماً هُما طَلَعا

في مَوكِبٍ بِهِما يَزهو وَيَزدانُ

يا كافِيَ الناسِ بَعدَ اللَهِ أَمرَهُمُ

النَصرُ إِلّا عَلى أَيديكَ خِذلانُ

يا مُنيلَ المَعالي وَالنَدى كَرَماً

الرِبحُ مِن عَبرِ هَذا البابِ خُسرانُ

مَولايَ هَل لِفَتى بِالبابِ مَعذِرَةٌ

فَعَقلُهُ في جَلالِ المُلكِ حَيرانُ

سَعى عَلى قَدَمِ الإِخلاصِ مُلتَمِساً

رِضاكَ فَهوَ عَلى الإِقبالِ عُنوانُ

أَرى جَنابَكَ رَوضاً لِلنَدى نَضِراً

لِأَنَّ غُصنَ رَجائي فيهِ رَيّانُ

لا زالَ مُلكُكَ بِالأَنجالِ مُبتَهِجاً

ما باتَ يُثني عَلى عَلياكَ إِنسانُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:23 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


أَعطى البَرِيَّةَ إِذ أَعطاكَ باريها

فَهَل يُهَنّيكَ شِعري أَم يُهَنّيها

أَنتَ البَرِيَّةُ فَاِهنَأ وَهيَ أَنتَ فَمَن

دَعاكَ يَوماً لِتَهنا فَهوَ داعيها

عيدُ السَماءِ وَعيدُ الأَرضِ بَينَهُما

عيدُ الخَلائِقِ قاصيها وَدانيها

فَبارَكَ اللَهُ فيها يَومَ مَولِدِها

وَيَومَ يَرجو بِها الآمالَ راجيها

وَيَومَ تُشرِقُ حَولَ العَرشِ صِبيَتُها

كَهالَةٍ زانَتِ الدُنيا دَراريها

إِنَّ العِنايَةَ لَمّا جامَلَت وَعَدَت

أَلّا تَكُفَّ وَأَن تَترى أَياديها

بِكُلِّ عالٍ مِنَ الأَنجالِ تَحسَبُهُ

مِنَ الفَراقِدِ لَو هَشَّت لِرائيها

يَقومُ بِالعَهدِ عَن أَوفى الجُدودِ بِهِ

عَن والِدٍ أَبلَجِ الذِمّاتِ عاليها

وَيَأخُذُ المَجدَ عَن مِصرٍ وَصاحِبِها

عَنِ السَراةِ الأَعالي مِن مَواليها

الناهِضينَ عَلى كُرسِيِّ سُؤدُدِها

وَالقابِضينَ عَلى تاجَي مَعاليها

وَالساهِرينَ عَلى النيلِ الحَفِيِّ بِها

وَكَأسها وَحُمَيّاها وَساقَيها

مَولايَ لِلنَفسِ أَن تُبدي بَشائِرَها

بِما رُزِقتَ وَأَن تَهدي تَهانيها

الشَمسُ قَدراً بَلِ الجَوزاءُ مَنزِلَةً

بَلِ الثُرَيّا بَلِ الدُنيا وَما فيها

أُمُّ البَنينَ إِذا الأَوطانُ أَعوَزَها

مُدَبِّرٌ حازِمٌ أَو قَلَّ حاميها

مِنَ الإِناثِ سِوى أَنَّ الزَمانَ لَها

عَبدٌ وَأَنَّ المَلا خُدّامُ ناديها

وَأَنَّها سِرُّ عَبّاسٍ وَبِضعَتُهُ

فَهيَ الفَضيلَةُ مالي لا أُسَمّيها

أَغَرُّ يَستَقبِلُ العَصرُ السَلامَ بِهِ

وَتُشرِقُ الأَرضُ ما شاءَت لَياليها

عالي الأَريكَةِ بَينَ الجالِسينَ لَهُ

مِنَ المَفاخِرِ عاليها وَغاليها

عَبّاسُ عِش لِنُفوسٍ أَنتَ طِلبَتُها

وَأَنتَ كُلُّ مُرادٍ مِن تَناجيها

تُبدي الرَجاءَ وَتَدعوهُ لِيَصدُقَها

وَاللَهُ أَصدَقُ وَعداً وَهوَ كافيها

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:23 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


بَيني وَبَينَ أَبي العَلاءِ قَضِيَّةٌ

في البِرِّ أَستَرعي لَها الحُكَماءَ

هُوَ قَد رَأى نُعمى أَبيهِ جِنايَةً

وَأَرى الجِنايَةَ مِن أَبي نَعماءَ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:24 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ

مِن قَبلِ أَن يَجِدَ الدَوا

إِنَّ النَواصِحَ كُلَّهُم

قالوا بِتَبديلِ الهَوا

فَتَحتُموا باباً عَلى صَبِّكُم

لِلصَدِّ وَالهَجرِ وَطولِ النَوى

فَلا تَلوموهُ إِذا ما سَلا

قَد فُتِحَ البابُ وَمَرَّ الهَوا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:24 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif


سَعَت لَكَ صورَتي وَأَتاكَ شَخصي

وَسارَ الظِلُّ نَحوَكَ وَالجِهاتُ

لِأَنَّ الروحَ عِندَكَ وَهيَ أَصلٌ

وَحَيثُ الأَصلُ تَسعى المُلحَقاتُ

وَهَبها صورَةً مِن غَيرِ روح

أَلَيسَ مِنَ القَبولِ لَها حَياةُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:25 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif
لَكُم في الخَطِّ سَيّارَه

حَديثُ الجارِ وَالجارَه

أَوفَرلاندُ يُنَبّيكَ

بِها القُنصُلُ طَمّارَه

كَسَيّارَةِ شارلوت

عَلى السَواقِ جَبّارَه

إِذا حَرَّكَها مالَت

عَلى الجَنبَينِ مُنهارَه

وَقَد تَحزُنُ أَحياناً

وَتَمشي وَحدَها تارَه

وَلا تُشبِعُها عَينٌ

مِنَ البِنزينِ فَوّارَه

وَلا تُروى مِنَ الزَيتِ

وَإِن عامَت بِهِ الفارَه

تَرى الشارِعَ في ذُعرٍ

إِذا لاحَت مِنَ الحارَه

وَصِبياناً يَضِجّونَ

كَما يَلقَونَ طَيّارَه

وَفي مَقدَمِها بوقٌ

وَفي المُؤخِرِ زَمّارَه

فَقَد تَمشي مَتى شاءَت

وَقَد تَرجِعُ مُختارَه

قَضى اللَهُ عَلى السَوّا

قِ أَن يَجعَلَها دارَه

يُقَضّي يَومَهُ فيها

وَيَلقى اللَيلَ ما زارَه

أَدُنيا الخَيلِ يا مَكسي

كَدُنيا الناسِ غَدّارَه

لَقَد بَدَّلَكَ الدَهرُ

مِنَ الإِقبالِ إِدبارَه

فَصَبراً يا فَتى الخَيلِ

فَنَفسُ الحُرِّ صَبّارَه

أَحَقٌّ أَنَّ مَحجوباً

سَلا عَنكَ بِفَخّارَه

وَباعَ الأَبلَقَ الحُرَّ

بِأَوفَرلاند نَعّارَه

وَلَم يَعرِف لَهُ الفَضلَ

وَلا قَدَّرَ آثارَه

قَدِ اِختارَ لَكَ الشَلحَ

وَما كُنتَ لِتَختارَه

فَسَلهُ ما هُوَ الشَلحُ

عَسى يُنبيكَ أَخبارَه

كَأَن لَم تَحمِلِ الرّا

يَةَ يَومَ الرَوعِ وَالشارَه

وَلَم تَركَب إِلى الهَولِ

وَلَم تَحمِل عَلى الغارَه

وَلَم تَعطِف عَلى جَرحى

مِنَ الصِبيَةِ نَظّارَه

فَمَضروبٌ بِرَشّاشٍ

وَمَقلوبٌ بِغَدّارَه

وَلا وَاللَهِ ما كَلَّف

تَ مَحجوباً وَلا بارَه

فَلا البِرسيمُ تَدريهِ

وَلا تَعرِف نَوّارَه

وَقَد تَروى عَلى صُلتٍ

إِذا نادَمتَ سُمّارَه

وَقَد تَسكَرُ مِن خَودٍ

عَلى الإِفريزِ مِعقارَه

وَقَد تَشبَعُ يا اِبنَ اللَي

لِ مِن رَنَّةِ قيثارَه

عَسى اللَهُ الَّذي ساقَ

إِلى يوسُفَ سَيّارَه

فَكانَت خَلفَهُم دُنيا

لَهُ في الأَرضِ كِبارَه

يُهَيِّ لَكَ هَوّاراً

كَريماً وَاِبنَ هَوّارَه

فَإِنَّ الحَظَّ جَوّالٌ

وَإِنَّ الأَرضَ دَوّارَه

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:25 PM
http://lindarose.l.i.pic.centerblog.net/5468c1ef.gif

تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ

وَتَفدي الأساةُ النُطسُ مَن أَنتَ خادِمُ

كَأَنَّكَ إِن حارَبتَ فَوقَكَ عَنتَرٌ

وَتَحتَ اِبنِ سينا أَنتَ حينَ تُسالِمُ

سَتُجزى التَماثيلَ الَّتي لَيسَ مِثلُها

إِذا جاءَ يَومٌ فيهِ تُجزى البَهائِمُ

فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالجِيادُ كَواكِبٌ

وَإِنَّكَ دينارٌ وَهُنَّ الدَراهِمُ

مِثالٌ بِساحِ البَرلَمانِ مُنَصَّبٌ

وَآخَرُ في بارِ اللِوا لَكَ قائِمُ

وَلا تَظفَرُ الأَهرامُ إِلّا بِثالِثٍ

مَزاميرُ داوُدٍ عَلَيهِ نَواغِمُ

وَكَم تَدَّعي السودانَ يا مَكسُ هازِلاً

وَما أَنتَ مُسَوَّدٌ وَلا أَنتَ قاتِمُ

وَما بِكَ مِمّا تُبصِرُ العَينُ شُبهَةٌ

وَلَكِن مَشيبٌ عَجَّلَتهُ العَظائِمُ

كَأَنَّكَ خَيلُ التُركِ شابَت مُتونُها

وَشابَت نَواصيها وَشابَ القَوائِمُ

فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ

وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:33 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


قُل لِاِبنِ سينا لا طَبيـ

ـبَ اليَومَ إِلّا الدِرهَمُ

هُوَ قَبلَ بقراطٍ وَقَب

لَكَ لِلجِراحَةِ مَرهَمُ

وَالناسُ مُذ كانوا عَلَيـ

ـهِ دائِرونَ وَحُوَّمُ

وَبِسِحرِهِ تَعلو الأَسا

فِلُ في العُيونِ وَتَعظُمُ

يا هَل تُرى الأَلفانِ وَقـ

ـفٌ لا يُمَسُّ وَمَحرَمُ

بَنكُ السَعيدِ عَلَيهِما

حَتّى القِيامَةِ قَيِّمُ

لا شيكَ يَظهَرُ في البُنو

كِ وَلا حِوالَةَ تُخصَمُ

وَأَعَفُّ مَن لاقَيتَ يَلـ

ـقاهُ فَلا يَتَكَرَّمُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:33 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها

وَلَم أَنسَ ما طَعِمَت مِن دَمي

تَشُقُّ خَراطيمُها جَورَبي

وَتَنفُذُ في اللَحمِ وَالأَعظُمِ

وَكُنتُ إِذا الصَيفُ راحَ اِحتَجَمـ

ـتُ فَجاءَ الخَريفُ فَلَم أحجَمِ

تُرَحِّبُ بِالضَيفِ فَوقَ الطَريـ

ـقِ فَبابِ العِيادَةِ فَالسُلَّمِ

قَدِ اِنتَشَرَت جَوقَةً جَوقَةً

كَما رُشَّتِ الأَرضُ بِالسِمسِمِ

وَتَرقُصُ رَقصَ المَواسي الحِدادِ

عَلى الجِلدِ وَالعَلَقِ الأَسحَمِ

بَواكيرُ تَطلعُ قَبلَ الشِتاءِ

وَتَرفَعُ أَلوِيَةِ المَوسِمِ

إِذا ما اِبنُ سينا رَمى بَلغَماً

رَأَيتَ البَراغيثَ في البَلغَمِ

وَتُبصِرُها حَولَ بيبا الرَئيس

وَفي شارِبَيهِ وَحَولَ الفَمِ

وَبَينَ حَفائِرِ أَسنانِهِ

مَعَ السوسِ في طَلَبِ المَطعَمِ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:34 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


اليَومَ نَسودُ بِوادينا

وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا

وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا

وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا

وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ

وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ

وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ

بِمَآثِرِنا وَمَساعينا

سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ

وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ

وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ

وَكَفى الآباءُ رَياحينا

نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا

وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا

وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا

وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا

العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ

وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ

أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ

كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا

سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً

لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا

وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا

وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:34 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


خَليفَةٌ ما جاءَ حَتّى ذَهَبا

ضاعَ عَليهِ الدَمُ وَالمال هبا

الصاحِبُ اِبنُ الصاحب الكَريمِ

الجللُ المَطلَب وَالغَريمِ

اِبنُ الزُبير وَكَفى تَعريفا

إِن الشَريفَ يَلدُ الشَريفا

أَبوهُ هَضبةُ العُلا الشَماء

وَأُمُّهُ في الشرف السماء

مُستَقبلُ الأَيام بِالصِيامِ

وَمُتعبُ الظَلام بِالقِيامِ

وَأَطهَرُ المُعاهدين ذِمَّه

وَأَكبرُ المُجاهِدين هِمه

وَثباً مِن الخَوارجِ الشِدادِ

إِلى بَني أُميَة اللدادِ

إِلى مُداراة بَني العَباس

وَالعَلويين الشِدادِ الباس

فَاِنتَظَمت أَهلَ الحِجالا بَيعتُه

وَاِحتَكَمَت في البصرتين شِيعتُه

وَدَخل العِراقُ في وَلائِهِ

وَخَرَجَت مصرُ عَلى أَعدائِهِ

فَضاقَ مَروانُ بِهِ ذِراعا

وَاِنخرعت قُدرته اِنخِراعا

بابن الزُبير لا يُقاس ابن الحَكَم

لا تَرفَعُ الأَحكامُ كُلَّ مَن حَكَم

لا يَستوي مَن عُمرَه تَحنَّفا

وَمَن رَسولُ اللَهِ أَقصى وَنَفى

مَروانُ لَيسَ لِلأُمور صاحِبا

وَإِن غَدَت لِذَيلِهِ مساحبا

جر عَلى عُثمانَ ما قَد جرا

أَرادَ أَن يَنفَعَهُ فَضَرّا

رُبَّ عَدوٍّ عاقِلٍ أَشكاكا

وَرُبَّ وَدِّ جاهِلٍ أَبكاكا

لَكنه أَبو النُجوم الزُهرِ

مَصابِحِ الأَمر مُلوكِ الدَهر

حدِّث إِذا باهى المُلوكُ بِالوَلَد

عَن حَجَر الأَرض وَبَيضَةِ البَلَد

يَدنو بَنو المَنصور مِن أَبنائِهِ

في الرفق بِالمَلكِ وَفي بِنائِهِ

ما كسليمانَ وَلا عَبدِ المَلِك

وَلا الوَليدِ عاهِلٌ وَلا مَلِك

لَما أَتى اِبنَ الحَكَمِ الحِمامُ

آل لِعبد المَلك الزِمام

فَيا شَقاءَ اِبنَ الزُبير ما لَقى

لَقَد أُصيبَ بِالدَهيِّ الفَيلَق

فَتى مِن النَوابغ المُرّادِ

إِن همّ لَم يُثنَ عَن المُراد

قَد نَضجت آراؤه غلاما

وَرُزق الهمةَ وَالكَلاما

وَكانَ في الشَرع شِراعَ الأَمّه

وَفي الحَديث مُستَقى الأَئمّه

فاقَ فَلَولا بُخلُهُ وَغَدرُهُ

فاتَ مَقاديرَ المُلوك قَدرُهُ

ما زالَ في الشام إِلى أَن راضها

ضم قِواها وَشَفى أَمراضَها

فَاِجتَمَعت لِذي دَهاءٍ حُوّلي

كَعَهدِها بِالأَمَويّ الأَوَلِ

رَمى بِها مَجموعة مُعدَّه

إِن النِظامَ عَدَدٌ وَعُدّه

فَظَفرت بفِرَق الخَوارجِ

مِن داخِلٍ في طاعَةٍ وَخارِجِ

وَلَم تَدع لابن الزُبير جَمعا

إِلّا أَراها طاعَةً وَسَمعا

بَعد حُروب وائِلِيَةِ الحرَب

لَولا سُباتُ الرُوم ضاعَت العُرب

أَحستِ المللة فيها بِالغرر

وَرُمِيَ البَيتُ العَتيقُ بِالشرر

وَطاحَ فيها مُصعَبٌ كَريماً

يَحمي كَلَيث العَتيقُ بِالشَرر

وَضاقَ عَبد اللَه عَن عَبد المَلك

وَرَأيِهِ الوَضاءَ في الخَطب الحلك

اِنصَرَف الكُرّارُ وَالكُماةُ

وَاِنحَرَف الأَنصارُ وَالحُماةُ

أَسلَمه الأَهلون حَتّى ابناه

وَخَذلت شِمالَه يمناه

فَجاءَ أُمّه وَمَن كَأُمِّه

لَعَلَها تَحمل بَعضَ هَمّه

وَالبَيت تَحتَ قَسطَلِ الحَجاجِ

وَخَيلُهُ أَواخذُ الفِجاجِ

فَقالَ ما تَرينَ فَالأَمرُ لَكِ

لِلمَوت أَمضى أَم لِعَبد المَلِكِ

قالَت بَنيّ وَلدَ القوّامِ

وَاِبنَ العَتيق القائم الصَوّامِ

أَنظُر فَإِن كُنتَ لِدينٍ ثرتَ

فَلا تُفارق ما إِلَيهِ سِرتَ

أَو كانَت الدُنيا قُصارى هِمتك

فَبئس أَنتَ كَم دَمٍ بِذمتك

إِلحَق بِأَحرارٍ مَضوا قَد أَحسَنوا

فَالمَوت مِن ذلِّ الحَياة أَحسَنُ

وَلا تَقُل هُنتُ بِوَهن مَن مَعي

فَلَيسَ ذا فعلَ الشَريف الأَلمَعي

وَمُت كَريماً أَو ذُقِ الهَوانا

وَعَبثَ الغِلمان مِن مَروانا

أَنتَ إِلى الحَقِّ دَعَوتَ صَحبَكا

فَاقضِ كَما قَضوا عَلَيهِ نَحبَكا

وَلا تَقُل إِن مُتُّ مَثَّلوا بِي

وَطافَ أَهلُ الشام بِالمَصلوب

هَيهات ما لِلسَّلخ بِالشاة أَلم

وَرُب جِذعِ فيهِ لِلحَق عَلَم

وَعانَقتهُ فَأَحسّت دِرعا

قالَت أَضِقتَ بِالمَنون ذرعا

مِثلَك في ثِيابه المُشَمّره

جاهد لا في الحَلق المسمّره

لا تَمضِ فيها وَأرح مِنها الجَسد

وَامشض بِلا درعِ كَما يَمضي الأَسَد

فَنزع النَثرةَ عَنهُ وَاِنطَلق

في قلة يَلقى العَديدَ في الحَلَق

فَماتَ تَحتَ المرهفات حرا

لَم يَألُ خَيرَ الأُمَهات بَرّا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:35 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


الأَمرُ آل أَحسَنَ المآلِ

بِيُمنِ إِبراهيمَ رَأسِ الآلِ

فَتى العَفافِ وَالحجى وَالنائِلِ

وَمَعدِنِ الأَخلاقِ وَالفَضائِلِ

دَعى القرى لِأَمره فَلبّتِ

وَحضنَ الدَعوَةَ حَتّى شَبّتِ

وَماتَ لا أَقولُ في أَثنائِها

بَل وَهِيَ عِندَ مُنتَهى بِنائِها

نالَته في ناديهِ لِلقَوم يَدُ

وَصِيدَ في وَاديهِ وَهُوَ الأَصيَدُ

أُلقِيَ في السجن فَكانَ حُفرَتَه

أَماته اللَه وَأَحيا أُسرَتَه

بَينا بِهِ تَهامَسُ النُعاةُ

إِذ بِأَخيهِ هَتف الدُعاةُ

بويع في الكُوفة لِلسفّاحِ

في ثَبَج الدَعوة وَالكِفاحِ

نَعى أَخاهُ وَنَعى أُمَيّه

وَقامَ بِالدَولة هاشِميّه

في جُمعة مَشهودَةٍ هِيَ المُنى

هَشّ إِلَيها عَرَفاتُ وَمِنَى

فَكانَتِ الكُوفَةُ مَبزَغَ القَمَر

قَد طَلَع السَعدُ بِهِ عَلى الزُمَر

بُويعَ فيها النَفَرُ الأَعلامُ

وَنالَ عُليا الدُولِ الإِسلامُ

قامَ أَبو العَباس بِالإِمامه

ابن جلا المُسوَّد العَمامَه

فَتى تَضاءَلُ الفُتِيُّ حَولَه

داعٍ لِمُلكٍ داعِمٌ لِدوله

كَالبَدر في سَمائه بَل أَجمَلُ

لَو كانَ فَوقَ الأَرض بَدرٌ يُكملُ

قَد رَجع الأَمر بِهِ لِلأَربعِ

وَاِجتَمَع الأَمر لَهُ في أَربَعِ

إِبنُ الغَيوث لَم يَعِد إِلّا صَدق

وَلَم يَجُد إِلّا اِستَهَلّ وَغَدَق

أَلينُ مِن صَمصامةٍ وَأَقطَعُ

لا يَعرِفُ الرَحمَةَ حِينَ يُقطَعُ

قَد كانَ بَينَ الدَولَتين يَومُ

عزّ بِهِ قَومٌ وَذَلَّ قَومُ

التَقَتِ الأَحزابُ بِالأَحزابِ

وَاِقتَتَل الجَمعان حَولَ الزاب

نَهرٌ جَرى الأَمرُ العَظيمُ حَولَه

عُبور دَولَةٍ وَنَشأُ دَولَه

وَكانَ مَروان أَتمّ فَيَلقا

وَجُندُ عَبد اللَهِ أَوفى في اللُقا

فَأَجزَل اللَه مِن الإِظهار

وَالنَصرِ لابن السادة الأَطهارِ

ما غَربت شَمسُ نَهار الباس

حَتّى بَدَت شَمسُ بَني العَباسِ

هُم أَمّلوا كيوشعَ الإِداله

وَالنَصرَ قَبل غَيبة الغَزالَه

فَكانَت النيةُ ذات شَأنِ

وَكادَت الشَمس لَهُم تَستأني

تَصرمت دَولة عَبدِ شَمسِ

وَدَبرت أَيامُهُم كَأمسِ

بِعَبد شَمسٍ فازَ عَبدُ المطلِب

لا كفءَ لِلغالب إِلا مَن غُلِب

فَمُذ خَلا الجَوُّ لِسَيفِ هاشِم

هَبّ هَبوب المُستَبدِّ الغاشِم

المستبيح في دُخول البَيتِ

هَلاكَ حَيٍّ وَاِنتِهاكَ مَيت

فَهتك القُبورَ وَهِيَ حُرمه

مَن ماتَ فاِترُك لِلمَميت جُرمه

وَمَنيت أُميةُ بِساطِ

أَبدلها النِطعَ مِن البِساطِ

وَكُلّ جُرمٍ واقِعُ العِقاب

وَلَو عَلى الأَنسالِ وَالأَعقابِ

ثُمَ قَضى مُقتبِلَ الشَبابِ

عَن دَولة مُقبلِةِ الأَسباب

فَفَقدت بِهِ القَرى حَياها

وَماتَ بِالأَنبار مَن أَحياها

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:35 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر

وَإِن زَهَت بِالشُرُفات وَالحُجَر

مُعتَمدُ الأَركان وَالقَواعِدِ

وَسَنَدُ العالي بِهن الصاعِدِ

فَإِن وَقَفتَ مُطرِيَ البِناءِ

فَاعطِف عَلى الأَساسِ في الثَناءِ

وَهَذِهِ الدَولَةُ قَد دَعا لَها

وَقادَ في ظُهورِها رِعالَها

أَغَرُّ مِن سِوابق الإِسلامِ

فَوارسِ اللِقاءِ وَالكَلامِ

اِختَلَفوا في أَصلِهِ وَفَصلِهِ

وَالسَيفُ يَومَ النَسَب اِبنُ نَصلِهِ

فَقيل حُرٌّ عَرَبيُّ الوَادي

وَقيل عَبدٌ مِن بَني السَوادِ

وَقيل كانَ يَدّعي العباسا

وَيَرتَدي لِهاشِمٍ لِباسا

خاضَ الخَراسانّي في العشرينا

عَلى بَني أُميّةَ العَرينا

فَلقيت دَعوَتُه رَواجا

وَدَخلت فيها القرى أَفواجا

وَقوبِلَت في الفرس بِالمُحبّذِ

مِن كُلِّ دهقانٍ وَكُلِّ موبِذِ

لِبخل مَروانَ عَلَيهُم بِالنِعَم

وَتَركهم سُدىً كَإِهمال النَعم

وَقَرَعَ الساقَ لَها مِن العرب

من لاله في الأَمويين أَرب

رَبيعة اِنحازَت إِلَيها وَيَمَن

أَظهرتا مِن ضَغَنٍ ما قَد كَمَن

فَكَم جَفاهُما بَنو مَروانا

وَاِصطَنَعوا مِن مُضَرَ الأَعوانا

وَبالَغوا في البِرِّ وَالقِيامِ

وَشاطَروها نِعَم الأَيام

وَهِيَ لَما يَقتَرِحون أَجرى

وَهِيَ عَلى بَني النَبيّ أَجرا

جاءَ أَبو مسلم الخِراسِنِي

أَبدلها مِن رائِقٍ بآسنِ

رُمُوا بِماضي الحَدِّ لا يَمينُ

داهِيَةٍ في رَأيِهِ كَمين

تَقتَبِسُ الشبّان مِن مَضائِهِ

وَتَنزِلُ الشِيبُ عَلى قَضائِهِ

يَصيدُ بِالصَلاة وَالصِلاتِ

وَيَقنصُ الولاةَ بِالولاةِ

يُعينُهُ قحطبةٌ ذو الباس

أَولُ قُوادِ بَني العَباس

بِخَيلِهم جابَ البِلادَ وَفَرى

قامَ بَعدَهُ اِبنُهُ مُظفّرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:35 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif



سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ

وَمُلكُ آلٍ مِن بَني الغَمامِ

بجَدّهم في السَنة اِستَسقى عُمَر

هَزّ الغَمامَ بِالغَمام فَاِنهَمَر

وَدُولةُ الحَق بَدَت لِلناسِ

بَينَ رِضى الخَلق وَالاستئناسِ

وَعدُ النَبيّ في الحَياة عَمّه

اللَه مِن بَعدهما أَتمه

وَلَستَ تَدري مَن بَنى أَساسَها

أَعجَبُ أَم مَن شادَها وَساسَها

أَقبلَ يَبنيها مشن الفِتيان

عِصابَةٌ مُحسِنَةُ البُنيانِ

قَد نَفَروا لِلأَمر في أَوقاتِهِ

وَالأَمرُ يَستَأنِسُ في مِيقاتِهِ

وَاِنتَخبوا الأَبطال لِلمَجالِ

وَالخَيرُ في تَخيُّر الرِجال

وَنقدوا الآراءَ وَالسُيوفا

فَنَفو الكُلولَ وَالزيوفا

سَلُّوا خَراسانَ وَنعمَ الماضي

في الأَمر مُستقبلِهِ وَالماضي

خِفّت لِداعيهم وَلَبّت الطَلَب

وَاِعتَصَمَ المَأمونُ فِيها فَغَلَب

لِأَهلِها فيهم هَوى وَنارُ

وَفي مَهَبِّ الريح تَقوى النارُ

رَموا بِها فَجَدلوا أُمَيّه

وَكُلُّ سَهمٍ وَلَهُ رَميّه

بِالشام صادوا الملكَ وَالإِمامَه

ما بال بازيهم غَدا حَمامَه

حَقيقةٌ لَيسَ لَها مُفنِّدُ

كُل مُهنّد لَهُ مُهَنّدُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:36 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


استخلفَ المَنصورَ في وصاتِهِ

إِن اِختيار المَرءِ مِن حَصاتِهِ

اِبن أَبيهِ وَسِراج بَيتِهِ

الخُلَفاءُ لَمَحاتُ زَيتِهِ

حَبرُ بَني العَباس بَحر العلمِ

قُطبُ رحى الحَرب مَدار السِلمِ

فَلم يَكد بِالأَمر يَستَقلُّ

حَتّى تَلقّى فِتنَةً تُسَلُّ

قَد فَرَغ الأَهلُ مِن الغَريبِ

وَاِشتَغَل القَريب بِالقَريب

ثارَ بِعَبدِ اللَهِ ثائِرُ الحَسَد

وَزَعم الغابَ أَتى غَيرَ الأَسَد

وَأَن مَروانَ إِلَيهِ سلَّما

وَأَن يَومَ الزاب يَكفي سُلَّما

اِنقَلب العَمُّ فَصارَ غَمّا

وَفَدح الأَمرُ بِهِ وَطَمّا

جاءَ نَصيبِينَ وَقَد شَقَّ العَصا

فِيمَن بَغى الفِتنَةَ صَيداً وَعَصى

ما فلّ حدّهم عَن المَنصورِ

سِوى أَبي مسلم الهَصورِ

سَل عَلَيهِ سَيفَهُ وَرايَه

فَلم تَقف لابن عَليٍّ رايه

وَهُزِمَ الطاهِرُ يَومَ النَهرِ

وَعرف القاهِرُ طَعمَ القَهرِ

وَمَن يُحاول دَولَةً وَمُلكا

يُلاقِ نُجحاً أَو يُلاقِ هُلكا

وَاستطرد الحَينُ بُنوةَ الحُسن

وَاِجتَمَعوا فَاِمتَنَعوا عَلى الرَسَن

وَطَلَبوا الأَمر وَحاوَلَوا المَدى

وَبايَعوا راشدَهم مُحَمّدا

وَكانَ مِقداماً جَريئاً مِحرَبا

طاحَ عَلى حَدّ الظُبا في يَثرِبا

فَثارَ إِبراهيمُ لِلثاراتِ

وَأَزعَج المَنصورَ بِالغاراتِ

فُوجِئَ وَالجُيوشُ في الأَطرافِ

بِنَهضة الدَهماءِ وَالأَشرافِ

اَضطَرب الحِجازُ وَالعِراقُ

وَشَغب الغواةُ وَالمُرّاقُ

فَلم تفُلَّ النائِباتُ عَزمَه

وَلَم يَكِلّ عَن لِقاءِ الأَزَمَه

تَدارَكَ الشدةَ بِالأَشدا

مِن كُلِّ مَن لِمثلِها أَعدّا

وَكانَ يَستَشيرُ في المَصائِبِ

وَهُوَ أَخو الرَأي السَديد الصائِبِ

أَمرٌ لَهُ كِلاهُما قَد شَمَّرا

وَجَرّدا السَيفَ لَهُ بَأَخمرا

فَكانَ بَينَ هاشمٍ مِن حَربِ

ما كانَ بَينَها وَبَينَ حَربِ

وَكانَ في أَولِها لِلطالب

عَلى قَنا المَنصور عِزُّ الغالِبِ

لَولا المَقاديرُ القَديرةُ اليَدِ

لَأَحرَز السَيّدُ مُلكَ السَيّدِ

كَرّت عَساكِرُ الإِمام كَرّه

عَلى جُنود الحَسَنِيِّ مُرّه

عدته عَن دَعوته العَوادي

وَأَسعف الدَهرُ أَولى السَدادِ

وَطابَ لِلشَريف الاستشهادُ

فِيما يَخال أَنَّهُ جِهادُ

فَطاحَ لَم يَنزل عَن الكُميتِ

وَهَكَذا أَبناءُ هَذا البَيتِ

وَكَثُر القَتلى وَراحَ الأَسرى

عَلى فَوات الوَفَياتِ حَسرى

سَيقوا إِلى يَزيدَ أَو زِيادِ

لَكن مِن القَرابَةِ الأَسيادِ

فَلم يَذُق كَالحسنيّين البَلا

وَلا الحُسينيّون يَوم كَربلا

مُنوا بِقاسي القَلب لَيسَ يَرحَمُ

وَلَيسَ تَثنيهِ عَلَيهُم رَحِم

لَو طَمعت في مُلكِهِ أَولادُهُ

شَفاهمو مشن طَمع جَلّادُهُ

هَذا أَبو مُسلم التيّاهُ

غرّته في دَولَتِهم دُنياهُ

فَطالَ في أَعراضِهم لِسانه

وَلَم يَقُم بِمَنِّهِ إِحسانُه

وَنازع الآلَ جَلال القَدرِ

وَنافَست هِمّتُه في الصَدرِ

دَعواه في دَوعتهم عَريضَه

لَولاه ظَلت شَمسُها مَريضَه

وَهُوَ لِفَضلِ الطاهِرين ناسِ

وَما لَهُم في الحُب عِندَ الناسِ

وَما عَلوا لَهُ مِن المُهمَّة

وَبَذَلوا مِن مُدهِشات الهمّه

وَمَوت إِبراهيم حَتفَ فيهِ

فِدىً لِأَمرِهُم وَحُبّاً فيهِ

فَوغِرَ الوالي عَلَيهِ صَدرا

يُظهِرُ عَطفاً وَيسِرَّ غَدرا

وَصاحِبُ الدَعوة ضافي الدَعوى

يَرفُلُ فيها نَخوَةً وَزَهوا

تَطلُبُهُ الدِماءُ كُل مَطلَبِ

لا بُدَّ لِلظُلم مِن مُنقَلَبِ

فَكَم أَدارَها عَلى المَنون

وَكَم أَراقَها عَلى الظُنونِ

هَذا الَّذي حَمى أُميَةَ الكَرى

كانَ أَبو جَعفَر مِنهُ أَنكَرا

قَد يَقَع الثَعلَبُ في الحُبَالَه

وَتَتّقِي الفَراشَةُ الذُبالَه

أَفنى الفَضاءُ حيلَةَ الخِراسِي

وَعَصفت رِياحُهُ بِالراسي

وَساقَهُ الحَينُ إِلى الإِمامِ

وَالنَفس تَستَجر لِلحِمامِ

فَجاءَهُ في مَوكِبٍ مَشهودِ

وَفي مَدارِعٍ مِن العُهود

أُريدُ بِالداعي الرَدى وَما دَرى

وَكُلُّ غَدّارٍ مُلاقٍ أَغدَرا

فَمُكِّنت مِنهُ سُيوفُ الهِندِ

وَظَفَر الفِرندُ بِالفِرِندِ

أُصيبَتِ الدَولَةُ في غِنائِها

وَسَقَط البَنّاءُ مِن بِنائِها

الخُلفاءُ وَلدُ المَنصورِ

وَعَصرُهُ الزاهي أَبو العُصورِ

إِن اِستَهلَّت بِالدِماءِ مُدَّتُه

فَما وَقاها الهَيج إِلّا شِدتُه

وَمَن يَقُم بِمُلكِهِ الجَديدِ

يَقُده بِالحَريرِ وَالحَديدِ

لا تَرجُ في الفِتنَة رِفقَ الوَالي

قَد يُدفَع الحُكّامُ بِالأَحوالِ

أُنظُر إِلى أَيامِهِ النَواضِرِ

وَظِلِّها الوَارف في الحَواضِرِ

عِشرونَ في المُلكِ رَفَقنَ أَمنا

وَفِضنَ نَعماءَ وَسِلنَ يُمنا

خِلافَةٌ ثَبّتها قَواعِدا

ثُمَ تَرقّى بِالبِناءِ صاعِدا

أَدرُّ مِن صَوب الغَمام دَخلا

عَلى أَشَد الخُلِفاءِ بُخلا

يَخافُ في مالِ العِباد اللَه

ما تَبع الدُنيا وَلا تَلاهى

لِلسلم آلاتٌ وَلِلحَرب أُهَب

جِماعهن في المَمالك الذَهَب

وَحَوّلَ المَنصورُ مَجرى العَهدِ

أَخَّر عيسى وَأَقام المَهدي

فَكانَ في تَقديمه الإِصلاحُ

وَفي بَنيهِ الخَيرُ وَالفَلاحُ

وَلا تَسَل عَن هِمَّةِ العُقولِ

وَنَهضَةِ المَعقول وَالمَنقولِ

وَكَثرَةِ الناقِلِ وَالمُعَرِّبِ

عَن حِكمَةِ الفُرسِ وَعِلم المَغرِبِ

وَاِختَطَّ بَغدادَ عَلى التَسديد

داراً لِمُلكِ يسرٍ مَديدِ

كانَت لِأَيام البَهاليل سِمَه

وَمِهرَجانَ مُلكِهم وَمَوسِمَه

يَنجمُ فيها النابِغُ السَعيدُ

وَيُنجب المُقتَبس البَعيدُ

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:37 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


مَن جَعَل المَغربَ مَطلَعَ الضُحى

وَسَخَّر البَربر جُنداً لِلهُدى

وَصَرّف الأَيّامَ حَتّى أَحدَثَت

ما كانَ في الأَحلامِ أَحلامَ الكَرى

وَأَظفَر الصابر بِالنُجح فَيا

هَزيمة اليَأس وَيا فَوز الرَجا

وَنقّلَ الدَولةَ في بَيت الهُدى

فَلَم تزُل عَن طُنُبِ إِلّا إِلى

سُبحانَهُ المُلكُ إِلَيهِ وَلَه

يُؤتيهِ أَو يَنزِعهُ مِمَن يَشا

قامَ إِمامٌ مِن بَني فاطِمَةٍ

خَليفة ثُم تَلاه مَن تَلا

ما عَجبي لِمُلكِهم كَيفَ بُنى

بَل عَجبي كَيفَ تَأَخّر البنا

جدّهمو لا دِين دُون حُبِّهِ

وَأُمُّهُم بِالأُمَهاتِ تُفتَدى

وَمُذ مَضى مُضطَهدا وَالدُهم

أَصبَحَ بِالمُضطَهد اِهتم المَلا

أَجلَّهم عِليَةُ كُلِّ حِقبَةٍ

وَخَصَّهُم فيها السَوادُ بِالهَوى

وَالفُرسُ وَالتُركُ جَميعاً شِيعَةٌ

لَهُم يَرونَ حُبَّهُم رَأس التُقى

فَشَهِدَ اللَهُ لَهُم ما قَصَّروا

القَتل صَبراً تارَة وَفي اللُقا

كَم ثارَ مِنهُم في القُرون ثائِرٌ

بِالأَمويين وَبِالآل الرِضى

هَذا الحسينُ دَمُهُ بكربلا

رَوّى الثَرى لَما جَرى عَلى ظَما

وَاِستَشهد الأَقمارُ أَهلُ بَيتِهِ

يَهوُون في التُرب فرادى وَثُنا

بن زِياد وَيَزيدُ بغيا

وَاللَهُ وَالأَيامُ حَربُ مَن بَغى

لَولا يَزيدُ بادئِاً ما شَرِبَت

مَروانُ بِالكَأس الَّتي بِها سَقى

وَثار لِلثارات زَيدُ بِن عَلي

بِن الحُسين بِن الوَصيِّ المُرتَضى

يَطلُبُ بِالحُجة حَقَّ بَيتِهِ

وَالحَقُّ لا يُطلَبُ إِلّا بِالقَنا

فَتى بِلا رَأيٍ وَلا تَجرِبَةٍ

جَرى عَلَيهِ مِن هِشامٍ ما جَرى

اِتَخَذ الكُوفَةَ درعا وَقَنا

وَالأَعزلُ الأَكشَفُ مَن فيها اِحتَمى

مَن تَكفِهِ الكُوفَةُ يَعلَم أَنَّها

لا نَصر عِندَ أَهلِها وَلا غَنا

سائل عَليّا فَهُوَ ذُو علمٍ بِها

وَاِستَخبرِ الحسينَ تعلمِ النبا

فَماتَ مَقتولاً وَطالَ صَلبُهُ

وَأُحرِقَت جِثَتُه بَعدَ البَلى

عَلى أَبي جَعفَرَ ثارَت فتيَةٌ

ما أَنصَفوا وَاللَه في شَق العَصا

هُم أَهلُ بَيتَ الحُسن الطاهر أَو

مِن شَبَّ مِن بَيت الحُسين وَنَما

أَيطلُبون الأَمرَ وَالأَمرُ لَهُم

قَد قَرَّ في بَيت النَبيِّ وَرَسا

يَحمِلُ عَنهُم همَّهُ وَغَمَّهُ

أَبناءُ عَمٍّ نُجُبٌ أُولو نُهى

فَلَيتَ شِعري كانَ ذا عَن حَسَدِ

أَم بُخلِهِ بلَّغهم إِلى القَلى

مُحَمدٌ رَأسهمو في البَصرة قَد

زادَ وَكُوفانُ كَمِرجَلٍ غَلا

مُلمّةٌ لَو لَم تُصادف هِمّةً

لَأَودَت الدَولَةُ في شَرخ الصِبا

قامَ إِلَيها مَلِكٌ مُشَمِّر

في النائِبات غَيرُ خَوّار القُوى

ساقَ إِلى الدار خَميساً حازَها

وَقَتل المَهديَّ عِندَ المُلتَقى

وَكانَ بَينَ جَيشِهِ بِأَخمرا

وَبَينَ إِبراهيم يَومٌ ذُو لَظى

لَم يَصدُقِ اِبنَ الحَسَنِ النصرُ بِهِ

أَصبَحَ ضاحِكاً وَأَمسى قَد بَكى

ماتَ بِسَهمٍ عاشرٍ لَم يَرمِهِ

رامٍ وَلَكنّ القَضاءَ قَد رَمى

فَلا تَسل عَن جَيشِهِ أَينَ مَضى

وَلا تَسَل عَن بيتِهِ ماذا التُقى

هاربُهم لَيسَ يَرى وَجهَ الثَرى

وَلا يَرى مَسجُونُهُم غَير الدُجى

وَما خَلا خَليفَةٌ مُسوّدُ

مِن طالِبيٍّ يَطلُبُ الأَمرَ سُدى

يُقتَلُ أَو يُزجُّ في السجن بِهِ

أَو يَتَوارى أَو يُبيده الفَلا

يَرجون بِالزُهد قِيامَ أَمرِهم

وَالزُهدُ مِن بَعد أَبيهم قَد عَفا

لَو دامَتِ الدُنيا عَلى نُبوةٍ

لَكانَ لِلناسِ عَن الأُخرى غِنى

تَخلَّقوا نَبذَ المَشورات فَلا

يَنزِلُ مِنهُم أَحَدٌ عَما يَرى

مَن لا يَرى بِغَيرِهِ وَإِن رَأى

بِعَيني الزَرقاءَ كانَ ذا عَمى

وَقَلما تَخَيروا رِجالهم

إِن الرِجال كَالفُصوص تُنتَقى

قَد خالَفَ المَأمونُ أَهل بَيتِهِ

حُبّاً بِأَبناءِ الوَصيِّ وَحِبا

مِن أَجلِهم نَضا السَوادَ ساعَةً

فَقالَ قَومٌ خَلع الوالي الحَيا

وَلَو سَها قَوادهُ وَآلُهُ

لَقَلَّدَ العَهدَ عَليّ بِن الرِضا

فَما خلت دَولَته مِن ثائِرٍ

قَد قَطَع الطرقَ وَعاثَ في الحِمى

جيءَ بِشَيخٍ عَلويٍّ زاهِدٍ

فَقَبِل البَيعة بَعدَما أَبى

تَأمرُ بِأَسمِهِ وَتَنهى فِتيَةٌ

لِحيتُهُ بَينَهُم لِمَن لَها

مِن أَهل بِيتِهِ وَلَكن فَزِعَت

مِن جَورِهم وَفِسقِهم أُمُّ القُرى

وَرُبَّ غادٍ مُنِيَ الحجُّ بِهِ

وَخُوّف الخَيف وَلَم يَأمَن مِني

وَكانَ زَيدُ النار في أَيامهم

وَالآخرُ الجَزّار عاث وَعَتا

فَظَهر الجُندُ عَلَيهُم وَاِنتَهى

تائبهم إِلى الإِمام فَعَفا

فَهَؤلاءِ لِم يَشين غَيرُهُم

سمعَ بَني حَيدَرةٍ وَلا زَرى

مِن حَظِّهم أَن صادَفوا خَليفَةً

في قَلبِهِ لَهُم وَلِلعَفو هَوى

وَلَم تَزَل تَمضي القُرونُ بِالَّذي

أَمضى مُصَرِّمُ القُرون وَقَضى

حَتّى حَبا اللَه بَني فاطِمَةٍ

ما ماتَ دُونَهُ الأُبُوّةُ العُلا

ماطلهم دَهرهمو بِحَقِّهم

حَتّى إِذا ما قيل لَن يَفي وَفى

ما لِأَوانٍ لَم يَئن مُقدِّمٌ

وَلا يُؤخَّر الأَوان إِن أَتى

سارَ إِلى المَغربِ مِن شِيعَتِهم

فَتى غَزيرُ الفَضل مَوفورُ الحجى

تَشيَّعت مِن قَبلِهِ آباؤُهُ

فَرضع النية فيهُم وَاِغتَدى

مِن أَهل صَنعاءَ وَدُونَ عَزمِهِ

ما صَنَعت مِن كُلِّ ماضٍ يُنتَضى

وَأَينَ داعٍ بِسُيوف قَومِهِ

وَآخِرٌ أَعزَلُ شَطَّته النَوى

يُصبحُ مَطلوباً وَيُمسي طالِباً

ما قَعدت طُلّابُه وَلا وَنى

يُبَشِّرُ الناسَ بِهادٍ جاءَهُم

وَأَن مَهدِيَّ الزَمان قَد أَتى

حَتّى تَملَّك العُقول سِحرُهُ

إِن البَيانَ نَفثاتٌ وَرُقى

وَلَم يَزل مُتَّبَعاً حَيث دَعا

لِلفاطِميِّ ظافِراً حَيث غَزا

مَهما رَمى بِخَيلِهِ وَرَجلِهِ

في بَلَدٍ أَذعَن أَو حصنٍ عَنا

فَلم يَدَع مِن عَرَبٍ وَبَربَرٍ

وَلَم يُغادر مِن صَحارى وَرُبى

أَجلى بَني الأَغلَبِ عَن أَفريقيا

عَن الجِنانِ وَالقُصورِ وَالدُمى

لابس أَقواماً تَحلّى بِالتُقى

بِينَهُمو وَبِالفَضيلة اِرتَدى

قُدوَةُ أَهل الدِين إِلّا أَنَّهُ

في أَدب الدُنيا المِثالُ لِمُحتَدى

ثُم رَمى المَغربَ فَاِهتَزَ لَهُ

وَحَث نَحو سجلماسةَ الخُطا

قاتَلَها نَهارَهُ حَتّى بَدا

لِأَهلِها فَلاذوا بِالنَجا

فَجاءَ فَاِستَخرَج مِن سُجونِها

تبرَ خِلالٍ كانَ في التُرب لَقا

أَتى بِهِ العَسكَرَ يَمشي خاشِعاً

مكفكفاً مِن السُرور ما جَرى

وَقالَ يا قَوم اِتَبِعوا واليكُم

هَذا الخَليفَةُ اِبنُ بِنت المُصطَفى

وَتَرك المُلكَ لَهُ مِن فَورِهِ

وَسارَ في رِكابِهِ فيمَن مَشى

أَنظر إِلى النيةِ ما تَأَتي بِهِ

وَالدِينِ ما وَراءَهُ مِن الوَفا

وَلا تَقُل لا خَيرَ في الناسِ فَكَم

في الناسِ مِن خَيرٍ عَلى طُولِ المَدى

أَضطَلع المَهدِيُّ بِالأَمرِ فَما

قَصّر في أَمر العِباد عَن هُدى

وَحَمل الناسَ عَلى الدِين وَما

يَأمُرُ مِن رُشدٍ وَيَنهى مِن عَمى

اِنتَظَمت دَولَتُهُ أَفريقيا

وارِفَةَ الظلِّ خَصيبَةَ الذَرا

وَأَصبَحَت مَصرُ وَأَمرُ فَتحَها

أَقصى وَأَعصى ما تَمَنّى وَاِشتَهى

كَم ساقَ مِن جَيشٍ إِلَيها فَثَنى

عَسكَرَهُ القَحطُ وَردّه الوَبا

وَفِتَنة مِن الغُيوب أَومَضَت

قَلَّبتِ المَغرِبَ في جَمرِ الغَضا

صاحِبُها أَبو يَزيدٍ فاسِقٌ

يُريد أَمرَ الناس مَحلولَ العُرا

وَكُل مالٍ أَو دَمٍ أَو حُرَّةٍ

لِناهِبٍ وَسافِكِ وَمَن سَبى

يا حَبَذا المَذهَبُ لا يَرفضُهُ

مِن قَعد الكسب بِهِ وَمَن غَوى

ماتَ عُبيدُ اللَهِ في دُخانِها

وَتَعِبَ القائِمُ بِالنارِ صِلى

فُضَّت ثُغورٌ وَخلت حَواضِرُ

وَأَمرَ الطاغي عَلَيها وَنَهى

بِالمالِ وَالزَرع وِبِالأَنفُسِ ما

أَنسى الوَباءَ وَالذِئابَ وَالدَبا

ثُمَ قَضى مُحَمدٌ بِغَمِّهِ

وَالشَرُّ باقٍ وَالبَلاءُ ما اِنقَضى

فَلَم تَنَل أَبا يَزيدٍ خَيلُهُ

وَلا قَنا لَهُ الكَنانَةَ القَنا

اِرتَدَ عَن مَصرَ هَزيماً جُندُهُ

يَشكو مِن الإِخشيدِ مُرَّ المُشتَكى

وَاِستَقبَلَ المَنصورُ أَمراً بَدَدا

وَدَولَةً رَثَّت وَسُلطاناً وَهى

نارُ الزَناتِيِّ مَشَت عَلى القَرى

وَغَيّرَ السَيفُ الدِيارَ وَمَحى

فَكانَ في هَوج الخُطوبِ صَخرَةً

وَفي طَريق السَيلِ شَمّاءَ الرُبا

مُكافِحاً مُقاتِلا بِنَفسِهِ

إِن خابَ لَم يَرجَع وَإِن فازَ مَضى

لَم يَألُ صاحِبَ الحِمار مَطلَبا

في السَهلِ وَالوَعر وَسَيراً وَسُرى

فَأَنقذَ المُدنَ وَخَلَّص القرى

وَطَهَّرَ الأَرضَ مِن الَّذي طَغى

وَتَرَكَ المُلكَ سَلاماً لِابنِهِ

وَالأَمرَ صَفواً وَالأَقاليم رضى

فَتى كَما شاءَت مَعالي بَيتِهِ

عِلماً وَآداباً وَبَأساً وَنَدى

تَقيّل الأَقيالَ مِن آبائِهِ

وَزَيدَ إِقبالَ الجُدود وَالحُظا

قَد حسّنَ المُلكَ المُعِزُّ وَغَدت

أَيامُهُ لِلدين وَالدُنيا حُلى

أَحاطَ بِالمَغرب مِن أَطرافِهِ

وَدانَ مِنهُ ما دَنا وَما قَصا

جاءَت مِن البَحر المُحيطِ خَيلُهُ

تَحمل مِنهُ الصَيد حَيّاً ذا طَرا

حَتّى ربت وَكَثُرت جُموعُهُ

وَوَفر المالُ لَدَيهِ وَنَما

فَاِستَحوَذَت مَصرُ عَلى فُؤادِهِ

وَقَبلَهُ كَم تَيّمت لَهُ أَبا

فَاِختارَ لِلفَتح فَتى مُختَبَراً

معدِنُه فَكانَ جَوهَرُ الفَتى

سَيّره في جَحفَلٍ مُستَكمِلٍ

لِلزاد وَالعُدّةِ وَالمال الرَوى

فَوَجد الدار خلت وَاِستَهدَفَت

بِمَوت كافور الَّذي كانَ وَقى

فَلا أَبو المِسكِ بِها يَمنَعُها

وَلا بَنو العَباسِ يَحمونَ الحِمى

قَد هَيئت فَتحاً لَهُ لَم يدّعِم

عَلى دَم الفِتيان أَو دَمع الأَسى

فَإِن يَفُت جَوهَرَ يَومُ وَقعَةٍ

فَكَم لَهُ يَوماً بِمَصر يُرتَضى

اِعتَدل الأَمرُ عَلى مقدمِهِ

وَكانَ رُكنُ المُلكِ مَيلاً فَاِستَوى

وَجَرَت الأَحكامُ مَجرى عَدلِها

وَعرَف الناسُ الأَمانَ وَالغِنى

كَم أَثَرٍ لِجَوهَرٍ نَفيسُهُ

إِلى المُعزِّ ذي المَآثر اِعتَزى

الجامِعُ الأَزهرُ باقٍ عامِرٌ

وَهَذِهِ القاهِرَةُ الَّتي بَنى

وَقُل إِذا ذَكَرتَ قَصريهِ بِها

عَلى السَدير وَالخَوَرنقِ العَفا

وَدانَ أَعلى النيل وَالنَوبُ بِهِ

لِلفاطِميين وَقَدَّموا الجَزى

وَخَضَع الشامُ وَمِن حِيالَهُ

مِن آل حَمدانَ فَوارِسِ اللُقا

إِلّا دِمَشق اِغتُصِبَت وَلَم تَزَل

دِمَشقُ لِلشِيعَةِ تُضمرُ القِلى

وَأَتتِ الدارُ بَني فاطِمَةٍ

وَاِنتَقَلَ البَيتُ إِلَيهُم وَسَعى

فَصارَت الخطبةُ فِيهما لَهُم

وَالذكرُ في طُهرِ البِقاعِ وَالدُعا

حَتّى إِذا المُلكُ بَدا اِتِساقُهُ

وَنَظَمَ السَعدُ لِجَوهَرَ المُنى

أَتى المعزُّ مصرَ في مَواكِبٍ

باهِرَة العزِّ تكاثرُ الضُحى

وَاِستَقبَلَ القَصران يَوماً مِثلُهُ

ما سَمع الوادي بِهِ وَلا رَأى

خَزائِنُ المَغرِبِ في رِكابِهِ

تَبارَكَت خَزائِنُ اللَهِ المِلا

فَاِجتَمع النيلُ عَلى مُشبِهِهِ

وَغَمَرَ الناسَ سَخاءً وَرَخا

وَاِبنُ رَسولِ اللَهِ أَندى راحَةً

وَجُودُه إِن جَرَحَ النيلُ أَسا

الأَرضُ في أَكنافِ هَذا أَجدَبَت

وَذا أَزاحَ الجَدب عَنها وَكَفى

وَلَم يَزَل أَبو تَميم يَشتَهي

بَغدادَ وَالأَقدارُ دُونَ ما اِشتَهى

حَتّى قَضى عِندَ مَدى آمالِهِ

لَو تَعرِفُ الآمالُ بِالنَفس مَدى

اِنتَقل المُلكُ فَكانَت نُقلَةً

مِن ذِروة العزِّ إِلى أَوجِ العُلا

جَرى نِزارٌ كَمَعَدٍّ لِلسُدى

كَما جَرَت عَلى العُصيَّةِ العَصا

إِن يَكُ في مِصرَ العَزيزَ إِنَّهُ

مِن المُحيط مُلكُهُ إِلى سَبا

المُسرجُ الخَيلُ نُضاراً خالِصاً

وَالمُنعِلُ الخَيلَ يَواقيت الوَغى

لَم يَخلُ مِن جَدٍّ بِها أَو لَعبٍ

مِن المَيادين إِلى حَرِّ الرَحى

مُلكٌ جَرى الدَهرُ بِهِ زَهواً وَما

أَقصَرَهُ مُلاوةً إِذا رَها

مَضى كَأَيام الصِبا نَهارُهُ

وَكَليالي الوَصل لَيلُهُ اِنقَضى

كانَ العَزيزُ سَدّة الفَضل الَّتي

اِنقَلَب الراجُون مِنها بِالحِبى

لِآل عيسى مِن نَدى راحَتِهِ

وَآل مُوسى قَبَسٌ وَمُنتَشى

وَكانَ مَأمونَ بَني فاطِمَةٍ

كَم كَظم الغَيظ وَأَغضى وَعَفا

أَودى فَغابَ الرفقُ وَاِختَفى النَدى

وَحُجِبَ الحِلمُ وَغُيِّب الذَكا

وَحَكَم الحاكِمُ مَصرَ وَيحَها

قَد لَقيت مِن حُكمِهِ جَهدَ البَلا

أَتعبَها مُختَلَطٌ مختَبَلٌ

يَهدِمُ إِن ثارَ وَيَبني إِن هَذا

وَلَم تَزَل مِن حَدَثٍ مُسَيَّرٍ

إِلى فَئيل العَزم واهِنِ المَضا

حَتّى خَبا ضِياءُ ذاكَ المُنتَدى

وَعَطِلَ القَصران مِن ذاكَ السَنا

عَفا بَنو أَيوبَ رَسمَ مُلكِهم

وَغادَروا السُلطانَ طامِسَ الصَدى

وَجَمَعوا الناسَ عَلى خَليفَةٍ

مِن وَلَد العَباسِ لا أَمرَ وَلا

سُبحانَ مَن في يَدِهِ المُلكُ وَمَن

لَيسَ بِجارٍ فيهِ إِلّا ما قَضى

فَيا جَزى اللَه بَني فاطِمَةٍ

عَن مَصرَ خَيرَ ما أَثابَ وَجَزى

وَأَخَذَ اللَهُ لَهُم مِن حاسِدٍ

في النَسَبِ الطاهِرِ قالَ وَلَغا

خَلائِفُ النيلِ إِلَيهُم يُنتَمى

إِذا الفُراتُ لِبَني الساقي اِنتَمى

تِلكَ أَيادِيهم عَلى لَبّاتِهِ

مفصلاتٍ بِالثَناءِ تُجتَلى

كَم مُدُنٍ بَنوا وَدورٍ شَيَّدوا

لِلصالِحاتِ هَهُنا وَهَهُنا

هُم رَفَعوا الإِصلاحَ مِصباحاً فَما

مِن مُصلِحٍ إِلّا بِنورهم مَشى

وَالكرمُ المَصريُّ مِما رَسَموا

بِمَصرَ مِن بِرٍّ وَسَنُّوا مِن قِرى

وَكُلُّ نَيروزٍ بِمَصرٍ رائِعٍ

أَو مِهرَجانٍ ذائِعٍ هُمُ الأَلى

هُم مَزّقوا دُروعَهُم بِراحِهم

وَكَسَروا بِها الرِماحَ وَالظُبى

لا العَربَ اِستَبَقوا وَهُم قَومهمو

وَلا رَعوا لِلمغرِبيّينَ الوَلا

قَد مَلَّكوا الأَبعَدَ أَمرَ بَيتِهم

وَحَكَّموه في العَشائر الدُنى

وَأَنزَلوا السُنَّةَ عَن رُتبتها

وَرَفَعوا شِيعَتهم وَمَن غَلا

وَصَيَّروا المُلكَ إِلى صِبيانهم

فَوَجَد الفَرصة مَن لَهُ صَبا

إِزدادَ بَغيُ الوُزَراء بَينَهُم

وَأصبَحوا هُمُ المُلوكَ في المَلا

خَليفُةُ الرَحمَنِ في زاويَةٍ

مِن الخُمول وَالوَزيرُ اِبنُ جَلا

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:37 PM
http://ekladata.com/TGdrKYTczoqHBvGxVFPCAYdw24A.gif


قد مثلوا في صورة مزوّقة

كأنها قصيدة منمقة

رسم مليك محكم التمثيل

بصولجان المجد والإكليل

وتحته في سلّم المقام

شريف قوم شاكي الحسام

وكاهن يليه إسرائيلي

أمامه الأموال في زنبيل

وعسكري شاهر الحسام

وسائل منحدب القوام

وتحتهم جميعهم فلاح

في كيسه محصوله المباح

ودون كل صورة عبارة

تفيد ما تعنى بها الإشارة

يقول فيها المَلك إنى السائد

فيكم والشريف إني القائد

والكاهن الثاني أنا أصلّى

لأجلكم فريضتي ونفلي

والإسرائيليّ يقول الراجح

أنا عليكم حيث أني الرابح

والعسكري إنني أحميكم

والسائل المكدود أستعطيكم

ويضرع الفلاح حسبي وربي

أطعمكم جميعكم من حبي

ينهكني حملكم الثقيل

وليس عندي لكم جميل

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:58 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


عيد المسيح وعيد أحمد صافحا

عيد الأمير ثلاثة لا تكفر

كاد الولي لدين عيسى يهتدي

فيه وكاد المهتدي يستنصر

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:59 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


ملَك أعيد إلى ربوع حجابه

ما قولكم سكن الثرى وثوى به

ما زال عنه إلى الفناء شبابه

لكن إلى الخلد ارتحال شبابه

من للخشوع إذا استفزك للأسى

أجل تولى الله طيّ كتابه

فاصبر وكان الصبر شيمتك التي

تدنى أجر الرضى وثوابه

عطر الزنبق
06-12-2019, 07:59 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif



صحبت شكيبا برهة لم يفز بها

سواى على أن الصحاب كثير

حرصت عليها آنة ثم آنة

كما ضنّ بالماس الكريم خبير

فلما تساقينا الوفاء وتم لي

وداد على كل الوداد أمير

تفرّق جسمي في البلاد وجسمه

ولم يتفرّق خاطر وضمير

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:00 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


بين السيوف والخناجر
على الجبال
تلقى الجراكسة عشاير
هم الرجال
يحمو النساء الحراير
مع الجمال
ومن عجب حكم جاير
فيهم محال
وليس ناهٍ وآمر
غير القتال
ألا شمس يا حسنا
ءُ غنينا بموّال
يلهّينا إلى أن يأتي السيد بالمال

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:00 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


كزبك بطير الجمال اعترت أيكاته

فِدا بناته إذا ما مسن باناته

ما بهجة العصر إلا جركسياته

من كل هيفا لها عند الدلال إدلال

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:00 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


إن شئت تعرف حالتي فانظر إلى

داري فإن السر عند الدار

تُنبيك عن كدري وعن صفوي بما

تبديه من ظُلمَ ومن أنوار

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:01 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


فلوس الشغل ما تأخيـ

ـر شغل اليوم من عاداتي

أين الحساب حساب بيت البيك هل

أحضرته لنراه في نظرات

هي ذي الدفاتر ناطقات في يدي

بكمال ضبط الدخل والنفقات

لخصتها لأميرتي وأتيت أعـ

ـرضها على الأعتاب مختصرات

ذا صادر ذا وارد ذا ساير

هذا حسابات أبو البركات

من بعد إنعامات جمكيات يو

ميات صرفيات توريدات

هذا جفالك ذا عمارات كما

هذا مطابخ ثم يا مولاتي

لا رأي لي في ثمُ يا حنا اختصر

يا ضيعة الأيام والساعات

هذا الخلاصة يا أميرة فاسمعي

لي بالقراريط وبالحبات

قد كان عند البيك من عام مضى

عشرون الفا حلوة الطلعات

ألفان منها مال ذاك العام والـ

ـباقي ضرائب تسعة لم تات

لم تأت كيف رأيتمو تحصيلها

هذا لعمري البغي في الغايات

حنا لقد أقعدتني وأقمتني

أكذاك يفعل سائر البيكات

لا إذ من العادات ما لا يستوى

فيه البكات لكونهم درجات

وبأيما كيفية تحصيلها

ومن الجباة فهنّ شر جباة

هل في دم الفلاح سر الكيميا

أم هل يدين لكل باغٍ عاتي

تحصيلها سهل مع القرصات والر

كيات والجلدات والشنقات

والضرب فوق الظهر وهو مطاوع

والضرب فوق البطن وهو مواتي

وأمرّ من ذا بيع واحدة النعا

ج أو التي بقيت من البقرات

الآن بان لي الرشاد بوجهه

وعرفت مصدر هذه الظلمات

وقنطت من مرجوّ عودك يا علي

ورجوع بيتك ظافر الرايات

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:01 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif

إنما المبلغ الذي قلت عنه

لك لم يبق منه غير القليل

أخذ البيك نصف ذلك مني

لاصطناع الرفاق عند الرحيل

وأتاني محمد أخذ الرب

ع ببأس حلو وعنف جميل

وصرفنا ثلاثة وبما يبق

قى نرجِّى قضاء دين ثقيل

وأنا اليوم قد كبرت فمالي

في الوكالات فابحثي عن وكيل

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:02 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif

هو ذا مذهبي وهذا شعاري

وهو للناس من زمان شعار

لم أحاسَب وكان في البيت قط

كيف أرضى وليس في البيت فار

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:02 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/161/161648fh2fwj51lp.gif


إن الذي رزق المماليك الغنى

وحباهم ملك البلاد كبيرا

لم يعطهم من نعمة الأولاد ما

أعطى الخلائق مثريا وفقيرا

لولا التبني ما عرفنا لذة

للعيش يحسبه الحسود نضيرا

أولى البيوت بغابط أو حاسد

بيت يضم صغيرة وصغيرا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:12 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


تالله تفتأ تزدري بمحمد

وتسبه وتريد أن لا يعتدي

مولاي خذ للصلح جانبه فما

تدري الذي تأتي الحوادث في غد

قد أتعب الأعداء من داراهم

فأقم عدوّك بالليان وأقعد

أن الأراقم لا يطاق لقاؤها

وتنال من خلف بأطراف اليد

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:14 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif



فداها نساء الأرض من جركسية

لها سيرة بين الملوك تدار

إذا برزت ود النهار قميصها

يُغير به شمس الضحى فتغار

وإن نهضت للمشي ودَّ قوامها

نساء طوال حولها وقصار

لها مبسم عاش العقيق لأجله

وعاشت لآل في العقيق صغار

وقطعة خد بينما هي جنة

لعينيك يا رائي إذا هي نار

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:15 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif
رضاكم بالعلاقة لي كفيل

وقربكم الزمان وما ينيل

هجرتم فاحتملت لكم فعدتم

وشحناء المحبة لا تطول

وما جاملتموا أهلا ولكن

ذهبتم مذهبا وهو الجميل

وكنت إذا التمست لكم بديلا

أعاتبكم به عز البديل

حفظت الودّ والودّ انتقال

وإن الحافظين له قليل

وبت أصون في الحب اعتقادي

ورأى لا تغيره أصيل

فيا كتبي أياديك الأيادي

ويا رسلي جميلكم الجميل

ويا أملي سأذكر طول أنسى

بوجهك حين أوحشني الخليل

ويا دهري شكرت وكان منى

لما قد مر نسيان طويل

ويا عصري و للممدوح تنمى

لك الغرر السنية والحجول

أرى سبل الرجاء إليه شتى

ولكن خيرها هذا السبيل

أمهما قام عزمك أو تصدى

دنا الأقصى ودان المستحيل

وتعلم أن بالحساد داء

وأن شفاءهم في أن يقولوا

تزينت المنازل واستعدّت

فأهلا أيها القمر الجليل

تودّ العين لو زيدت سوادا

وأنك في سوادَيها نزيل

هرعنا والقلوب يثبن وثبا

وللعبرات بالبشرى مسيل

فهلل حيث كل العز يسعى

وحيث الفضل جملته يميل

ونبسط أيدى النجوى كأنا

سراة هزها النجم الدليل

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:16 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif



في ذي الجفون صوارم الأقدار

راعِى البريةَ يا رعاك الباري

وكفى الحياةُ لنا شواغل فأفتني

ملأ النجوم وعالم الأقمار

ما أنت في هذى الحِلَى إنسيّة

إن أنت إلا الشمس في الأنوار

زهراءُ بالأفق الذي من دونه

وثب النهى وتطاول الأفكار

تتهتك الألباب خلف حجابها

مهما طلعِت فكيف بالأبصار

يا زينة الإصباح والإمساء بل

يا رونق الآصال والأسحار

ماذا تحاول من تنائينا النوى

أنت الدُّنى وأنا الخيال الساري

ألقى الضحى ألقاكِ ثُم من الدجى

سبل إليك خفية الإغوار

ولقد أطارحك الغرام مؤيّدا

بلُغى الوجود المائج الزخار

وإذا أنست بوحدتي فلأنها

سببي إليك وسلّمى ومنارى

إيه زماني في الهوى وزمانها

تالله قد كنت النمير الجاري

متسلسلا بين الصبابة والصبا

مترقرقا بمسارح الأوطار

سمحَ الأزمّة ما تريد تحوّلا

ونريد عمرك أطول الأعمار

حتى إذا سكنت إليك لنا منىً

كانت بظلك في هنىّ جوار

عمد الفراق لطىّ أنسك غاشما

إن الفراق جهم الأقدار

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:16 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى

وهيهات ما يجرين إلا إلى مدى

تنظَّمن في هام الفضاء وصدره

وحلينه فرقا وزنّ المقلدا

ولحنٌ به للقارئين قصيدة

من الحكمة العلياء لم ترض منشدا

تسيل بها نورا خلال كتابه

وتجرى حواشيه لجينا وعسجدا

سماءَ الدجى حركت ساكن خاطري

فهيجي بنات الشعر فيه لتسعِدا

تبدّدت الظلماء والشهب قبلها

وشمل همومي ما يريد تبدّدا

فيا ندمائي الظلماء والشهب قبلها

أرى الجام مهتزا بها متوقدا

ولا تشفقوا بي من ضلال فإنما

إلى ضِلتي في شربها ينتهى الهدى

لقد نهلت كفى وعلت بكأسها

مرارا وصدرى لا يُبلّ له صدى

وما قصِّرت بنت الكروم وإنما

مددتم بها الأيدي ومدّ الأسى يدا

ولست امرأ ترقى الهموم لصدره

ولكنها نفس تحاول مقصدا

أضيق بها حينا وطورا تضيق بي

كما عالج الغمد الحسام المهندا

وأشقى بها هما وأعيا مطالبا

وأتعب فيها بالمحبين حسدا

ومن يك قد ذم الأعادي فإنني

لدائي من الأحباب لا أظلم العدى

وما كنت من يرجوهم لمهمة

ولكنما استقضيت حقا مؤكدا

وما مال ذو حق وإن جل حقه

إلى الحقد إلا ضيع الحق واعتدى

ولو شئت جاءتني المعالي مطيعة

ولكن وجدت الصبر أعذب موردا

أرى الصدق ملكا والرياء عبودة

وإن كان ملكا للكثير وسؤددا

وأعلم أن اليوم بالأمس لاحق

وأن لعباس وللأمة الغدا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:17 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


يا هلال الصيام مثلك في السا

مين للعز من طوى الأفلاكا

مرحبا بالثواب منك وأهلا

بليال جمالها لقياكما

كل عال أو كابر أو نبيل

أو وجيه من النجوم فداكا

كيف يبلغن ما بلغت وما حا

ولن شأوا ولا سرين سراكا

أنت مهد الشهور والحسن والإشـ

ـراق مهد الوجود منذ صباكا

فوق هام الظلام ضوء جبين الـ

ـكون تاج للكائنات ضياكا

غرة الليل والركاب إذا أد

همه قام سابحا في سناكا

وإذا ما أناف يُظهر أحجا

لا ويبدي أطواقه كنت ذاكا

ورقيب على الدياجي إذا ألـ

ـقت عصاها صدّعتِها بعصاكا

وجناح لطائر صاده الليـ

ـل فأمسى يعالج الأشراكا

أيها الطائر المريد فما تقـ

ـدر نفس عما يريد فكاكا

تُقسم الكائنات منك بنون

قلم النور خطها فحلاكا

في كتاب جُعلت قفلا عليه

من يمين ما أومأت بسواكا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:17 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif



صحوت واستدركتني شيمتي الأدب

وبت تنكرني اللذات والطرب

وما رشاديَ إلا لمع بارقة

يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب

دعت فأسمع داعيها ولو سكتت

دعوت أسمعها والحرّ ينتدب

وهكذا أنا في همى وفي هممي

إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا

ولي همامة نفس حيث أجعلها

لا حيث تجعلها الأحداث والنوب

لها على عزة الأقدار إن مطلت

حلم الليوث إذا ما أستأخر السلب

وإن تحير بي قوم فلا عجب

إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب

أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني

وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا

همو رأوا أن تظل القضب مغمدة

فلن تذيب سوى أغمادها القضب

رضيت لو أن نفسي بالرضى انتفعت

وكم غضبت فما أدناني الغضب

نالت منابر وادى النيل حصتها

منى ومن قبل نال اللهو والطرب

وملعب كمعاني الحلم لو صدقت

وكالأماني لولا أنها كذب

تدفق الدهر باللذات فيه فلا

عنها انصراف ولا من دونها حجب

وجاملت عصبة يحيا الوفاء بهم

فهم جمال الليالي أو هم الشهب

باتوا الفراقد لألاء وما سفروا

عليه والبان أعطافا وما شربوا

وأسعدت مشرفاتٌ من مكامنها

حمر المناقير في لباتها ذهب

مستأنسات قريرات بأخبية

من سندس الروض لم يمدد بها طنب

وما بين حام يهاب الجار ساحته

وناشئ يزدهيه الطوق والزغب

وغادةٍ من بنات الأيك ساهية

ما تستفيق وأخرى همها اللعب

قريرة العين بالدنيا مروعة

بالأسر تضحك أحيانا وتنتحب

وتبرح الفرع نحو الفرع جاذبه

بالغصن فالفرع نحو الفرع منجذب

أبا الحيارى ألا رأى فيعصمهم

فليس إلا إلى آرائك الهرب

لن يعرف اليأس قوم حصنهمو

وأنت رايتهم والفيلق اللجب

عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم

فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب

والصدق أرفع ما اهتز الرجال له

وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:18 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


زعم المقطم أنه

ينشي وينشر فلسفه

صدق المقطم يا له

من فيلسوف في السفه

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:18 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما

يدعو الجماد جماله ليهيما

أبهى من الدنيا وأزين طلعة

وألذ من عَرف الحياة شميما

الريح تحضن بانة من قده

والبحر يرحم درّ فيه يتيما

والشمس تغشى شَعره وكأنما

خلعت عليه نضارها الموهوما

والناس في شغل به وتعجب

لا يذكرون من الهموم قديما

يارملة الثغر استرقى واملكي

من بات من فتن الغرام سليما

تتجمل الدنيا بشمس سمائها

وجمال أفقك بالشموس عموما

بالنعامات اللاهيات بمنتدىً

يبدو أشمّ على المياه فخيما

الحاكيات عليه أندلس الهوى

عربا لنا طورا وحينا روما

الطالعات ولا أقول فراقدا

حذر العيون ولا أقول نجوما

والمائجات من اللطافة لجة

والهافيات من الدلال نسيما

واللافظات عن القيق مرقّقا

والباسمات عن الجمان نظيما

والساحبات من الحرير مطارفا

ودَّ الأصيل فشيبهنّ أديما

من كل مقبلة تخف لها النهى

وثبا ويأخذها الفؤاد صميما

هيفاء تندى بهجة في إثرها

هيفاء تقطر نضرة ونعيما

متجانسات في سياق وفودها

يحكين هذا اللؤلؤ المنظوما

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:18 PM
http://cabschau.c.a.pic.centerblog.net/5da18a0a.gif


بات المعنّى والدجى يبتلى

والبرح لا وانٍ ولا منجلي

والشهب في كل سبيل له

بموقف اللُّوّام والعذل

إذا رعاها ساهيا ساهرا

رعينه بالحدق الغفّل

يا ليل قد جرت ولم تعدل

ما أنت يا أسود إلا خلى

تالله لو حكِّمت في الصبح أن

تفعل خفت الله لم تفعل

أو طلت سيفا في جيوش الضحى

ما كنت للأعداء ما أنت لي

أبيت أشقى ويدير الجوى

والكأس لا تفنى ولا تمتلي

والخدّ من دمعي ومن فيضه

يشرب من عين ومن جدول

والشوق نار في رماد الأسى

والفكر يذكي والحشا يصطلى

والقلب قوّام على أضلعي

كأنه الناقوس في الهيكل

غدت برب النفس من شِقوتي

وبالركاب الأسعد المقبل

أهلا برب النيل رب القرى

رب البطاح الكثر مما يلى

الجامع العرشين في واحد

واللابس التاجين في المحفل

والساحب الذيل على عصره

على ملوك الزمن الأوّل

أهلا بمولانا وسهلا به

ومرحبا بالسيد المفضل

الممتطى متن السها عزة

فلو أشار الدهر لم ينزل

المنعم المجزل عن نفسه

عن جدّه عن جدّه المجزل

الجاعل الأمة من عدله

والفضل بين الظل والمنهل

عاصمة النيل أزدهِى وأنجلي

واتخِذي اليوم صنوف الحلى

واستعرضي الخيل ومدّى الع

يد بالجحفل فالجحفل

وأنت يا قصر ابتهج وابتهل

وأهد الملا بالعلم المرسل

وأزلف الوفد إلى ربهم

وظلل السدّة واظّلل

ويا بني مصر أهرعوا وأضرعوا

بحفظ مولى مصر والموئل

هذا لكم وجه الندى والهدى

فاستقبلوه خير مستقبل

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:29 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L
طوقتك السحب بالمنن

ووقيتِ الضير من دمن

وجزيت الخلد عن زمن

كان كل العهد بالزمن

مرّ في تلك الظلال لنا

كمرور الحلم في الوسن

منّة للدار نذكرها

بلسان المدمع الهتن

دارُ من أحببت آيتها

أنها تصغي بلا أذن

عهدها لي والمنى أمتزجا

كامتزاج الروح بالبدن

إذ عنان العيش منطلق

بالصبا واللهو والددن

لَيِّنٌ حال الهوى وإذا

رضته للصحو لم يلن

وفؤادي لا رشاد له

طالب اللذات ليس ينى

أوهنته الحادثات هوى

وهو خفاق على الوهن

كل ركن كل زاوية

هيكل يهفو على وثن

خلع الأسرار كاهنه

وبغير الحسن لم يدن

عجبا توفى الديار ومن

لك بالوافين للسكن

في هوى الأوطان معذرة

لذوى الأخلاق والفطن

أنت في فقر إذا أفتقرت

وإذا أستغنت فأنت غنى

وإذا عزّت عزّزت بها

وإذا هانت فرُح فهُن

إن إنسانا تقابله

ليس إنسانا بلا وطن

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:30 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


حلو الوعود متى وفاك

أتُراك منجزها تراك

من كل لفظ لو أذن

ت لأجله قبلت فاك

يروى الحلاوة عن ثنا

ياك العذاب وعن لمَاك

رخصت به الدنيا فكيـ

ـف إذا أنالته يداك

ظلما أقول جنى الهوى

لم يجن إلا مقلتاك

غدتا منية من رأيـ

ـت ورحت منية من رآك

والنفس تهلك مرّة

والنفس يشفيها الهلاك

من علم الأجفان في

أهدابها مدّ الشباك

وتصيّد الآساد بالـ

ـآجام تسلبها الحراك

يا قاسي القلب أتئد

وأقلّ جهدك في جفاك

ماذا انتفاعي فيك بالـ

ـرحماء من باكٍ وشاك

نفس قضت في الحب من

أولى برحمتها سواك

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:30 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L



مضنى وليس به حراك

لكن يخف إذا رآك

ويميل من طربٍ إذا

ما مِلت يا غصن الأراك

إن الجمال كساك من

ورق المحاسن ماكساك

فنبتّ بين جوانحي

والقلب من دمه سقاك

ليت اعتدالك كان لي

منه نصيب في هواك

يا ليت شعري ما أما

لك عن هواى وما ثناك

ما همتُ في روض الحمى

إلا واسكرني شذاك

والقلب مخفوض الجنا

ح يهيم فيه على جناك

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:31 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


يا قلب أحمد هل سباك

رِيم بسهميه رماك

فخفقت حتى لاقرا

ر وذُبت حتى لا حراك

أنا لا أقول جَنَت يدا

ى ولا أقول جنت يداك

ما لي ولا لك بالقضا

ء يدان فيما قد دهاك

عادتك عادية الهوى

الله حسبك في هواك

ماذا لقيتَ من الغرا

م ومن بشدّته ابتلاك

وإذا القلوب تهالكت

دنت الجسوم من الهلاك

يا قلب قد ذهب الصبا

عني ولم يذهب صباك

أبدا أراك رضى الملا

ح كما عهدتهمو رضاك

حلو الشمائل في الهوى

تُسبى فتَسبىمن سَباك

لو همت في بدر السما

ء لما أوى إلا سماك

غصن الأراك وكم أقو

ل مغالطا غصن الأراك

مِل كيف شئت مع الريا

ح ففي طباع الغصن ذاك

فكري جهاتك أضلعي

واديك أحشائي رباك

يا مالكي بجميله

وجماله روحي فداك

لولا نوى ابن محمد

ما راعني إلا جفاك

الله حاطك في مسير

ك ثم حاطك في سراك

مصر وساكن مصر بالـ

ـصبر المودع ودّعاك

الخير في بحر حويـ

ـت وليس في بحر حواك

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:31 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


يا مصر سماؤك جوهرة

وثراك بحار عسجده

والنيل حياة دافقة

ونعيم عذب مورِده

والملك سعيد حاضره

لك في الدنيا حر غده

والعصر إليك تقرّبه

وإلى حاميك تودّده

والشرق رقيك مظهره

وحضارة جيلك سؤدده

لسريرك بين أسرّته

أعلى التاريخ وأمجده

بعلو الهمة نرجعه

وبنشر العلم نجدّده

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:32 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


الله في الخلق من صب ومن عانى

تفنى القلوب ويبقى قلبك الجاني

صوني جمالك عنا إننا بشر

من التراب وهذا الحسن روحاني

أو فابتغي فلكا تأوينه ملَكا

لم يتخذ شركا في العالم الفاني

السرّ يحرسه والذكر يؤنسه

والشهب حوليه بالمرصاد للجان

ينساب للنور مشغوفا بصورته

منعّما في بديعات الحلى هانى

إذا تبسم أبدى الكون زينته

وإن تنسم أهدى أى ريحان

وأشرفي من سماء العز مشرقة

بمنظر ضاحك اللآلاء فتان

عسى تكف دموع فيك هامية

لا تطلع الشمس والنداء في آن

يا من هجرت إلى الأوطان رؤيتها

فرحت أشوق مشتاق لأوطان

أتعهدين حنيني في الزمان لها

وسكبي الدمع من تذكارها قانى

وغبطيَ الطير آتيه أصيح به

ليت الكريم الذي أعطاك أعطاني

مُرى عصىّ الكرى يغشى مجاملة

وسامحي في عناق الطيف أجفاني

كفى خدودي من عينيّ ما شربت

فمثل ما قد جرى لم تأت عينان

لئن ضننت فما لي لا أضنّ به

على الفناء سوى آثار وجدان

ومنطق يرث التاريخ جوهره

عن الزمان وعن عباسه الثاني

يا ابن النوال وما في الملك من كرم

ومن عفاف ومن حلم وإيمان

هذى المفاخر لم تولد ولا ولدت

ولا رأى الناس شأنا كفء ذا الشان

هام الأنام وسادات الأنام بها

وحرّك العصر أعطافا كنشوان

ربَّ الصعيد ورب الريف ثب بهما

للفرقدين وطاول شأو كيوان

سارت بمسعاتك الأخبار وانتقلت

بها الركاب وشاق القاصى الدانى

تريد مصر بما تبدى حوادثها

ليعرف الناس حلمي هل له ثاني

فيا حوادث مهلا في نصيحتنا

فما تركت لنا لبا بعرفان

وإن حلمي لتستكفي البلاد به

كالعين تمت معانيها بإنسان

لما بدا الشهر واستقبلت غرّته

لاح الهلال ولاح البدر في آن

وقمت تسطع بالأنوار في أفق

بالمسلمين وبالإسلام مزدان

كأنك البدر في غايات رفعته

لو كان للبدر كرسي وتاجان

فاهنأ مكانك واهنأ ما يلوح به

لرب يلدز من آثار إحسان

إذا الخلافة في أمصارها نهضت

رأت بمصركم روحا لأبدان

وإنها الدهرَ للإسلام مملكة

تزهو ممالكها منها بعنوان

أهدى الخليفة ما أهدى يبشرنا

أن الوداد بآساس وأركان

وإن ما تشتكي الأوطان من أود

إلى صلاح بنعماه وعمران

قصرا على اللج لولا أن مهديه

عبد الحميد لقلنا قصر نعمان

يبيت من عزة البسفور صاحبه

على مكان من الدنيا وإمكان

إذا الأكارم سنوا للندى سبلا

سننت أجملها يا فرع عثمان

ودّ النجوم أبا ساسان والدهم

ومن بوالدك العالي بساسان

يظل يسجع في الإسلام شاعركم

كان أيامه أيام حسان

ويشتهى الدولة العليا معززة

من الوئام بأنصار وأعوان

وبالمعارف تعليها وتورثها

في الأرض بنيات فخر عند بنيان

ركن الخلافة ضافي الذيل مدّعم

على السلام فعش للركن يا باني

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:32 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


لولا الليالي ما حملنا القذى

ليتك عنا يا ليالي نيام

هبِك حميِت النفس أن تشتكي

لن تمنعيها أن تمج اللئام

نرحو بحلمي أن سنعلو وأن

تبقى معاليا ليوم القيام

وأن نصون الحق عن معشر

قد كتموا الحق وظنوا اكتتام

لعل أن ينصر من نصره ال

نصر ومن يرجى به الانتقام

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:32 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


خل الأمور لأمر سابق جار

وجار أهل الرضى في نهجهم جار

هيهات تعدم نفس للرضى سببا

إن النفوس بآمال وأوطار

قد ساعفتك رياح اللطف لو نظرت

إلى السفينة بين الماء والنار

أكلما قام تيار تضيق به

أغاثها الله فانقادت بتيار

فسر بها في ظلام الليل معتصما

لتخرجنّ إلى جودىّ أنوار

تطوى له الهول حتى يستبين لها

فجر السلام وحتى يحمد السارى

خفيفة بيد الألطاف تنقلها

إلى شواطئ من تبر وأقطار

آمال أروع جمّ الصدق محتكم

بالله في جوهر الآمال مختار

هل في الحوادث شك أم بإمرتها

ريب ونحن لأحكام وأقدار

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:33 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


يودّ من الأرواح ما لا تودّه

ويفتك فيها مسرفا وهي جنده

نمير تواليه المحاسن ورَّدا

وتنهل منه النفس لو راق وِرده

خذوه بنفسي إنه هو قاتلي

ولا تقتلوه إنني أنا عبده

ولا تسألوه ما ذنوبي واسألوا

قبول متابي قبل ذنب أعدّه

ولا تذكروني عنده بشفاعة

فإن شفيع الواجد الصب وجده

لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه

ولم تدر تقليب المضاجع كبده

وقاطعني من كنت أرجو وفاءه

وأين أخو الود الذي دام وده

فيا مدنيَ العذال ماشاء عِطفه

ويا مقصى العشاق ما شاء صده

أيُمنح منك القرب من سار ذمه

ويمنع منك اللفظ من سار حمده

ويأوي لظل من سواك رجاؤه

ويعتنق الحرمان من أنت قصده

أعوذ بعيد الملك من أن يمرّ بي

فلا يلتقي بي في غرامك سعده

فتى تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه

ويهتز اشياخ الزمان ومرده

إذا ما الليالي نمن لم يغف حزمه

وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده

وإن يرتجل وعدا وفي الليل هجعه

تجلى على الصدق الصباح ووعده

فتى النيل أضحى عصمة بك ملكه

وكان سلاما في يمينك عهده

وشعب أطاش الدهر ثابت جأشه

فخار فلما جئته جاء رشده

فلو أن حالا دام لم ينقض الأسى

ولكنها الأيام حال وضده

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:33 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/6737/192321585.10c/0_fc336_3effc436_X5L


يا ليلة البال ما خالوك راقصة

إلا وأنت جمال الدهر والحقب

كم لذة بك ولت وانقضت وجلت

وذكرها فيه لم يبرح ولم يغب

بالله بالكون بالنجم الرفيع بمن

أحياك شائقة بالمنظر العجب

طولى لضيفانه الأمجاد واتصلى

فما ألذ المنى موصولة السبب

وفود مولاى لولا أنها نزلت

بالحلم قلنا وفود البحر ذى العبب

ماج السراى وميدان السراى بها

وماج متسع الساحات والرحب

وأقبلت ظبيات الإنس في كنس

من الهوادج يسعى لا من الكُثُب

تهفو الرياح بها دفعا وهزهزة

وتقبل الخيل بين الوخد والخبب

حتى إذا وقفت مالت إلى شرك

من السواعد مأمون لها حدب

مستجمعات سريعات معاطفها

إلى المعازف مهما تدعها تثب

أهاجها هائج الألحان فانعطفت

مثل النسيم سرى ساريه في القضب

ودارت الراح بالأجياد مثقلة

بالحلى فاستسلمت من شدة الوصب

وبالخصور فمن واهٍ ومن قلِق

ومن سقيم ومن فانس ومن تِعب

والقصر نور وآفاق الوجود سنا

والصفو بينهما زهو لمرتقب

والليل مزّين الأطراف منتطق

مكلل الهام حالى الجيد والّلبب

كأنّ أنجمه فوضى مبدّدة

على الدجى بين مهزوز ومضطرب

آثار كاسية اللبات سابحة

في حليها فلتت من كف مغتصب

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:49 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif




إنما البنت وإن ضاقوا بها

سعة يرزقها الله عباده

أثر الرحمة من والداها

ودليل البر عنوان الوداده

يا سماء أطبقت هالاتها

أمطري أقمار عز وسعادة

أمطرى مصر وشرق الأرض من

ولد الأمجاد أملاكا وساده

ثم مدِّى من بنيهم سرحة

تملأ النيل قراه وبلاده

يسكن الناس إلى أفيائها

ويوافي تحتها الكل مَراده

يا أمير الحلم لا تضجر فما

خاب من أيدّ بالصبر مُراده

إننا نطمع من هذا الصبا

بالذرارىّ الكثير المستزاده

فهو للملك عماد وكفى

إن توانى النسل لم يرفع عماده

قد رضينا قسمة الله لنا

وقرنّا بالرضا شكر الإرادة

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:49 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif


رأيت الجنون جديرا به

حريا أخو المهجة الحاقدة

سلاح ثقيل بلا مضرب

وحمل ثقيل بلا فائدة

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:49 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif



آشيم يا من بحبه نعلو

ومن أديم السهى له نعل

عزت مع الشوق نحو السبل

وبات صعبا لقاؤك السهل

يا ليت شعري والبعد مجلبة

للتَّرك والعيش كله شغل

أذاكرٌ أنت أم نسيت لنا

إذ نحن طفلان والهوى طفل

إذ تعجب الهند والديار بنا

ويعجب الناظرون والأهل

وإذ يدب الغرام مجتهدا

ونحن لا فكرة ولا عقل

ما نحن قلنا فالحب قائله

وما فعلنا فللهوى الفعل

وإن نقلنا لبقعة قدما

فللهوى لا البقعة النقل

فإن تكن يا أمير ناسيَنا

فنحن ما ننسى وما نسلو

تلك سماء الهند شاهدة

وأرضها والجبال والسهل

وأنجم الهند ما طلعن لنا

وما رعتنا عيونها النجل

إنى على العهد ما حييت فإن

خلوت تبقى العهود لا تخلو

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:50 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif


أنا في تطلابه وهو لدىّ
مطلب مرَّ ولم يلو علىّ

قد تركت الهند أطويها له

وهو يطويها وما يدرى إلى

والتقينا ما خطا لي خطوة

لا ولم أنقل إليه قدمى

يا لملك راح عني نائيا

كان لو فتشت عنه في يدي

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:50 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif


ألا هل لي بلقياه يدانِ
حبيب شأنه عجب وشأني

إذا دنت الديار به فناء

وإن نأت الديار به فداني

يودّ الليل لو ندنو كلانا

ويدخر النهار لنا التهاني

وتأتي شقوتي بالذنب عندي

لها لا للزمان ولا المكان

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:51 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif


ماذا تريد بإبعادي وإيعادي
يا دهر ما أنت إلا جائر عادي

لم يكفك الرزء في ملكي وفي وطني

وفي شبابي وفي صفوي وأعيادي

فرحت تبعد أحبابي وتقذف بي

مع المخاوف من واد إلى واد

حتى مررت على الأيدي يدٍ فيدٍ

وطال في عالم الأهوال تردادي

فمن شقىّ إلى لص إلى نفق

إلا ظلام بروعى رائح غاد

إلى قفار إلى سهل إلى جبل

إلى غلام من الفجار مصطاد

أروح في أسر سلطان الهوى وأجى

ولا أبي لي ولا سلطانه فادي

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:51 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif



يا ليلة سميتها ليلتي

لأنها بالناس ما مرت

الموت عجلان إلى ولدى

والوضع مستعص على زوجتي

هذا فتى يُبكى على موته

وهذه في أوّل النشأة

والقلب ما بينهما حائر

من بلدة يسرى إلى بلدة

حتى أتى الصبح فولى أبي

وأقبلت بعد العناء إبنتي

فقلت أحكامك حرنا لها

يا مخرج الحىّ من الميت

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:52 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif



تأمل في الوجود وكن لبيبا

وقم في العالمين فقل خطيبا

بفوز جنودنا الفوز العجيبا

بعيد الفتح قد أضحى قريبا

لقينا في الزريبة يوم نصر

كيوم التل في تاريخ مصر

يهيئ للبلاد جديد عصر

ويكفيها القلاقل والخطوبا

فقم من طول نومك والغرور

وخذ بالحزن أو خذ بالسرور

فعار صرف همك عن أمور

ستأخذ من عواقبها نصيبا

بعثنا للدراويش السرايا

تصب على رؤوسهم المنايا

فجاءهم عذاب الله آيا

كما قد جاء قبلهم الشعوبا

وكم من قبل قد عادوا وعدنا

وكم مال على هذا أبدنا

وجيش إثر جيش قد فقدنا

وكان القائد النحس الغريبا

إلى أن قد مضى زمن التخلى

وصار الجوّ أصلح للتجلى

قصدناهم على ذاك المحل

وكان الفخ مكسيم المذيبا

فما للقطر لا يغدو فخورا

ولندن لا تجاوبه سرورا

أرى الجيشين قد ظهرا ظهورا

على غنم الزريبة لن يريبا

وروتر من ذهول لا يخبى

يباهي الأرض في شرق وغرب

بمن يزجي الجيوش ومن يعبى

ومن يسترجع القطر الخصيبا

بسردار البلاد ولا أبالي

إذا ما قلت كتشنر المعالي

سقى السودان أى دم ومال

ولم يبرح بعلته طبيبا

لبثنا في التناوش نحو شهر

والاستطلاع من نهر لنهر

وأتياس الزريبة ليس تدرى

بأن قد حيرت أسدا وذيبا

ظنناها أعزّ من السحاب

وأمنع في الطوابي من عُقاب

فجئناها بألوية صعاب

وجندنا الجنود لها ضروبا

بسود كانت الوثبات منها

وبيض لا تسل في الحرب عنها

وحمر لاقت الأعداء وجها

فكانت سهم راميها المصيبا

طلعنا والصباح على الطوابي

بنار من جهنم لا تحابي

ملكنا منهم قمم الروابي

وماء النهر والغاب الرهيبا

رأونا قبل ما رأوا النهارا

فهبوا من مراقدهم حيارى

فكنا الموت وافاهم جهارا

وهبت ريحه فيهم هبوبا

رصاص لا يغيض ولا يغيب

بعيد في مقاصده قريب

كأن مسيله مطر يصوب

ولكن نقمة وردىً صبيبا

دككنا حصنهم حرقا وكسرا

وأفنيناهم قتلا وأسرا

أخذنا العرش من محمود قسرا

وقد بل الأمير العنقريبا

نعم فتح رعاه الله فتحا

وقتلى هم له ثمن وجرحى

ومال طائل أصلا وربحا

بذلناه ولم نخش الرقيبا

ولكن ما وراءك يا عصام

وبعد الحرب ما يأتي السلام

فليت هياكلا درست تقام

فأسألها وأطمع أن تجيبا

بلى إن الحقيقة قد تجلت

وإن تك بالزخارف قد تحلت

تولى عزنا الماضي وولت

بلاد الله سودانا ونوبا

فيا سردار مصر لك الأيادي

فأنت لها المعين على الأعادى

وكل الناس بل كل البلاد

لسان بالثناء غدا رطيبا

فخذ من مالها حتى الوجودا

وجنِّد كيفما شئت الجنودا

وأنَّى شئت ضع منها الحدودا

شمالا في البسيطة أو جنوبا

فها لَكَ في الحدود اليوم رجل

وفي الخرطوم أخرى سوف تعلو

لأن السعد للقدمين نعل

ومن ذا يغلب السعد الغلوبا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:52 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif




جلوسك أم سلام العالمينا

وتاجك أم هلال العز فينا

ملكت فكنت خير المالكينا

وأنت أجلهم دنيا ودينا

سرير لم يكن بالمطمئن

وملك غادروه بغير ركن

نهضت تقيم مائله وتبنى

فكنت الركن والسبب المتينا

وَلِيتَ الأمر أقدرَ من يليه

تخاف الله فيه وترتجيه

وتمحو آية العهد السفيه

وتجمع كلمة المتفرّقينا

بوقت فيه للمك انقلاب

وللعرش اهتزاز وأضطراب

فقمت فقرّ في يدك العباب

وأوشكت العواصف أن تدينا

بوقت فيه للأعدا دبيب

إذا ما راح ذيب جاء ذيب

لكل حزبه وبه يريب

وكنت لربك الحزب الأمينا

عداوات ينشن الملك لدًَّا

وأحزاب من الأتراك أعدى

تخذت البعض ضدا البعض جندا

فغال المفسدون المفسدينا

تغيرت الرجال فلا رجال

وزَيَّنَ للغَرورين الضلال

فراموا والذي راموا محال

ومن يرم المحال فلن يكونا

تمنوا للعدو كما تمنى

ولما يسألوا الأحياء عنا

فلا تتشبهوا يا قوم إنا

عرفنا مصر المتشبهينا

حجابك عند يلدزك الجلال

وأنت لها وللدنيا جمال

تنال الخافقين ولا تُنال

إذا قلبتَ في الأفق الجفونا

يرفِّعك المقام عن أبتذال

وعن عبث الحوادث والرجال

ومن يك ملكه حرب الليالي

يجد لصروفها وله شؤونا

تعالجهنِّ في سلم وحرب

وتلقاهنِّ في شرق وغرب

وتدفعهنّ من بعد وقرب

وتثنيهن حتى ينثنينا

وحيدا تستعان ولا تعان

كأنك في تفرّدك الزمان

ولكن أنت منه لنا أمان

وأكبر أن تخون وأن تمينا

تلذ بما يشقّ على العباد

وتنعم بانفرادك والسهاد

رويدا في جفونك والفؤاد

ومهلا يا أمير المؤمنينا

وقبلك لم يُنم عمرَ الأنام

وقد سهرت رعيته الكرام

وقومك عند مرقدهم نيام

فهل تحصى على القوم السنينا

تردّ على الليالي كل سهم

ولا يرددن سهمك حين ترمى

تجير على حوادثها وتحمى

ولا يحمين منك المحتمينا

وكم كرب كشفت وعظم هول

بفعل منك لم يسبق بقول

وأسطول رددت بغير حول

تشيِّعه الخلائق ساخرينا

جمعت الأمر حين الأمر فوضى

وشرَّفتَ اللواء وكان أرضا

وحصنت القرى طولا وعرضا

بآساد يهيبِّن العرينا

وكم لك من فيالق من طراز

غدوا خير الجنود لخير غاز

إذا زحموا الضياغم في مجاز

أبادوها وكانوا العابرينا

سلاح من سلاح الموت أمضى

إذا الإيمان يوم الروع أنضى

وبأس ينزل الأجبال أرضا

ويركبها إلى الهيجا متونا

نظمت الجيش بالقلم الحميد

كنظمي فيك أبيات النشيد

فإن فتشت عن بيت القصيد

قرأت الفتح والنصر المبينا

وفتح في العدوّ لنا جليل

شفعناه من الصفح الجميل

بأجمل منه من فعل الجميل

فكنا القادرين الصافحينا

بطشت فلم تدع لهمو وجودا

وكان البطش إشفاقا وجودا

صدقت قياصر العصر الوعودا

تريهم كيف عهد الظافرينا

وقائع في الزمان هي الجسام

إذا ذكرت لنا سأل الأنام

أجيش للخليفة أم غمام

أظلَّ تساليا سمحا هتونا

وقبل النصر نصر قد تجلى

عُلاً في العصر آثارا وجلّى

ظهرت على الحوادث وهي جُلى

وأكمدت العدا والشامتينا

تخبط قومه فيك الخطيب

يريبك في المجامع ما يريب

فما سمع الهلال ولا الصليب

بغيرك في عقاب المعتدينا

يزيد سفاهة فتزيد حلما

لأنت أجل أخلاقا وأسمى

فكنت لساكن البلقان سلما

وكان محرّك الشر الكمينا

كفيت الخلق نارا قد أثارا

وللشرف الرفيع أخذت ثارا

وقد يمحو بك الإسلام عارا

إذا الإسلام في يوم أُهينا

بحزم ليس من قال وقيل

وعز ليس بالرجل العليل

وبطش من يدَى سمح منيل

كريم معرق في الأكرمينا

أسود الترك هبى ثم هبى

وهزى الأرض في شرق وغرب

بمن يزجي الجيوش ومن يعبى

ومن يحمى المواقع والحصونا

وحيِّى من أقامك يا قلاع

ومن لك تحت رايته أمتناع

فليس كهذه بشرى تذاع

ولا كجلوس ربك تعلنينا

أشيري يا أرامل للسماء

ويا أيتام ضجوا بالدعاء

ويا شهداء ناجوا بالبقاء

إذا سُمع الملائك هاتفينا

إذا شاقتكم الأوطان يوما

أو أشتقتم بها أهلا وقوما

فناموا في أمان الله نوما

فكل عند خير الكافلينا

أربَّ العيد هذا العيد يُجلَى

وكم لك من دعاء فيه يتلى

ولكن شاعر الإسلام أعلى

وأوقع في نفوس المسلمينا

لقد بيضت للملك الليالي

فليل الملك بالزينات حالي

وكم لك في القلوب من احتفال

يكاد الجسم عنه أن يبينا

وهذى مصر باسطة اليدين

تؤدّى من ولائك خير دين

وتلحظ عيدك الأسنى بعين

تفاجى بالهوى تلك العيونا

فهل عند الإمام لها قبول

وهل نحو الإمام لها وصول

فتشكو من جراح ما تزول

وكيف يزول ما بلغ الوتينا

أتتك تغض من طرف الحياء

تتوب إليك من ماضي الرياء

وتبسط في ثراك يد الرجاء

وتُلقى فيه آمال البنينا

فقابلها بعطفك والنوال

وأنزلها بسوحك والظلال

أدام الله ذاتك للمعالي

وأيَّد تاجها ورعى الجبينا

عطر الزنبق
06-12-2019, 08:54 PM
https://betel3z.com/up/uploads/betel3z1540576183712110.gif




فشودة رواية

للمبصرين آية

قد مثِّلت في العصر

ليهتدي في مصر

فما اهتدى ولا عقل

ولا درى كنه الحِيل

بل شهد التمثيلا

ثم انثنى بخيلا

مولىَ الأكتاف

في ساعة الإسعاف

فلا تلم فرنسا

وفضلها لا تنسا

وقل لمن رام السبب

شقاء مصر قد غلب

مرشان في النيل التقى

من بعد ما عز اللقا

تقابلا في سلم

على الصفا الأتم

حيث المياه تجرى

نهرا بجنب نهر

والأرض بكر لم تزل

كما دحاها في الأزل

تُخرج أصناف الثمر

تنبت أجناس الزهر

تفيض بالمأكول

من عدس وفول

ترابها التبر السنى

وكم بها من معدن

وغرسها ابن يومه

لمرشن وقومه

مرشان فيها قد ثبت

كأنه عود نبت

يلين للعواصف

فما له من قاصف

أخرجه دلكاس

ألعوبة للناس

ألعوبة وتنقضى

قد خاب فيها من رضى

وكيف كان العاقبة

فإن مصر الخائبة

إذ لم يكن لبطرس

من طاقة بدلكسي

ولا له من بورى

يُسمع سالسبورى

ولا له من أمة

تنجده في الغمة

ولا له من دولة

تمدّه بالصولة

ولا له ولا له

لله ما أجله

وبعد هذا فاسمع

يا خالي البال وعِ

النيل كان نائما

رأى المجور قائما

يضربه في رأسه

يحسبه في رمسه

خاطبه يا نيل

يا أيها القتيل

يا تارك البلاد

لأفسد الأولاد

يا ضائع الميراث

والصبية الأحداث

ذُبحت بالسكين

من غادر مهين

وكان أهلك المُدى

والحبل كانوا واليدا

فما صرخت صرخة

بل قد ذهبت فرخة

قد سقطت في زير

أو وقعت في البير

فلا تلمني بعد ذا

إذا تعمدت الأذى

إنى أنا المحامي

عنك لدى الأنام

لا بدّ لي من حصة

قبل ضياع الفرصة

إذ قد غدا في النيه

أن تحفظ القضيه

فهب داعي النيل

من نومه الطويل

يقول ما مرشان

يا أيها الشيطان

يا أسد القفار

يا حية البراري

يا سمكا عواما

يا طائرا حواما

يا لبكة العجين

يا بلة في الطين

يا ضجة الطبول

على طريق الغول

يا خارجا من عُلبه

يا حادثا من لُعبه

يا مشكلا لمّا نزل

ومشكلَين إن رحل

وإن أردت جِدي

فأنت خير عندي

من كل ذي قلب بطل

لجّنة الأرض وصل

ما كانت الشهور

يكفى لها طابور

ولا الحمام الأزرق

يعصم منه زورق

ولا الأسود السود

يصدّها بارود

ولا مجاهل الثرى

تطوى كما تطوى القرى

سلكتها يا غازي

أبية المجاز

حتى ملكت مجرى

بحر الغزال طرّا

تبيعه وتشترى

براية وعسكري

لكن تعال قل لي

ولا تكن مضلى

من ذا أباحك الحمى

من ذا حباك المغنما

من ذا لهذا جرا

من ذا عليه جرا

بحر الغزال منى

كيف يزول عني

وهذه فشودة

ربيبتي المعهودة

كيف أُساء فيها

وكيف تقتنيها

فاندفع الماجور

بسحره يدور

وقال قولا مقنعا

أثبت فيه ما ادّعى

يا سيد الأنهار

وملك الديار

ماذا يهمك السقَط

من بعد ما الرأس سقط

وجاء سالسبوري

لمصر في سرور

يقول وهي تستمع

يخدعها فتنخدع

يا مصر يا فتاتي

يا زينة البنات

يا مشتهى انكلتره

يا بنت أخت لندره

يا منية التاميز

والوطن العزيز

بل يا أتان الملكة

يا ألف ألف سكة

يا ناقة السردار

وجيشه الجرار

يا أصل ما قد اكتسب

من ثروة ومن تعب

يا بلدا ما فيه

ذو ناظر يبكيه

يا أمّة ولا وطن

يا منزلا لمن سكن

يا موطئ الأقدام

يا فتنة الأقوام

إنى أرى النشّالا

يختلس الخلخالا

هيا نصيح السارقا

ونُشهد الخلائقا

وبطرس الوزرا

يحرّرون المحضرا

ويثبتون فيه

تهمة سارقيه

وبعد عرش الشكوى

نقيم نحن الدعوى

ونظهر النصوصا

ونطرد اللصوصا

أولا فقد خاب الأمل

ولا سبيل للعمل

فما أتمّ قوله

أن ضحكت مصر له

وأقبلت تقول

يا أيها المأمول

يا سندي وعمدتي

يا عدّتي لشدّتي

بطرس من عبيدكا

والكل من جنودكا

فأقض بما تشاء

لا ينقض القضاء

تالله ما أخرجتهم

بالعنف إذ أحرجتهم

لكنني أردت

وللجميع كدت

إن أنا الدهاء

عنى روى النساء

وسوف أنسى الناسا

لورين والألزاسا

هل علمت انكلترا

أيّ لواء يزدرى

أيّ عزيز هانا

أىّ قدير ودانا

أىّ الشعوب تفضح

أىّ الليوث تجرح

فلتجتن الثأرات

ولترقب الساعات

إليكم عن بطرس

نادرة في المجلس

إذ قالت النظار

يا من له الفخار

يا أكفأ الوزارة

يا صاحب المهارة

نرى المجال صعبا

ذئب يعض ذئبا

فهات حدّث عنه

كيف خرجت منه

فقام فيهم مفصحا

يقول ما قال جحا

فشودة تعيشوا

مثل اسمها فشوش

ما الخلف والتجافى

إلا على اللحاف

دفعته للورد

وبت تحت جلدي

عطر الزنبق
06-13-2019, 01:59 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

يا سادة واسوا الفقير

طوّقتمونا بالمنن

وكل من ربىّ الصغير

مستوجب شكر الوطن

نحن صغار الأمة

هيا اغرسوا فينا الفطن

نحن لكم كصبية

إن لم تربونا فمن

لا يذهب الخير سدى

ومن يُعِن يوما يُعَن

والمرء لا بد غدا

يُجزَى عن الفعل الحسن

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:00 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

أشرقت حلوان

بابن محييها

بعلىّ الشان

بدر ناديها

زارها الغيث

مذ بدا فيها

وأتى الغوث

لأهاليها

يا شقيق المجد

يا أخا الأفضال

أنت نجم السعد

في سما الإقبال

جاهك الجاه

والرعاية غال

صانك الله

وأدام الآل

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:00 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

لا والقوام الذي والأعين اللاتي

ما خنت رب القنا والمشرفيات

ولا سلوت ولم أهمم ولا خطرت

بالبال سلواك في ماض ولا آتى

ولا أردت لسهم اللحظ في كبدي

ردا رأى لي في المستحيلات

ويذهب اللوم بي في كل ناحية

فلا يبلّغني إلا صُبابات

وأنت تطرب للواشي وتطمعه

كالطفل ألقى بسمع للخرافات

إن السهام إذا ما واصلت غرضا

كانت خواطئها مثل المصيبات

وسهم جفنيك ما أرسلته عرضا

أبى القضاء له إلا رميّات

فمن فؤادي إلى لبي إلى كبدي

إلى رشادي فإغفائي فلذاتي

وما الغزالة إلا أنت في نظري

بعينها ويقول البعض بالذات

وخاتم الملك للحاجات مطَّلب

وثغرك المتمنى كل حاجاتي

فقل له يتمت في الحب مهجته

وأنت مأوى اليتامي واليتميات

أهلا بركب العلى والعز قاطبة

وفد المفاخر طرّا والسعادات

ومرحبا بك في حل ومرتحل

وخصك الله منه بالتحيات

ما زلت تظمئ مصرا ثم تمطرها

والغيث أفضل ما يأتي بميقات

مشت ركابك من ثغر إلى بلد

مشى الجدود إلى محو الشقاوات

وإن مولاي من سارت مواكبه

لراية الله في أيدي الجماعات

إن شرفوها رأوا في ظلها شرفا

واستقبلوا الخير نياتٍ بنيات

يممت ثغر سعيد خير محتفل

تعيدها حفلات قيصريات

كم مثلت بمجاليها ورونقها

جد الشعوب وإقدام الحكومات

والقوم في مصر ما طافوا بملعبها

إلا كما شهد الغر الروايات

حتى جرى الماء من أثنائها ذهبا

يسقى ممالك لا تَروىَ ودولات

فكل مائدة بالخلق حافلة

ومصر من خلفهم طاهي الوليمات

هلا بررنا بسادات لنا سلفوا

بِر الغريب بأسلاف وسادات

إذا المدائح فاز المحسنون بها

فاز الكرام لدينا بالمذمات

ما كان أعظم إسماعيل لو سلمت

له السعادة في مصر وهيهات

إن شيدوا لسواه ما يمثله

فمجده فيه تمثيل بمرآة

قوم ينال جزاء السعي حيهمو

فإن قضى شيَّعوه بالكرامات

وصيروه مثالا بعده حسنا

يبقى مدى الدهر عنوان المكافاة

لولا مفاخر أفراد نعدّهمو

لعاش ذو العقل حيا بين أموات

فأحيِ ذكرك في الدنيا بمأثره

وأدرك الخلد في الدنيا بمسعاة

مولاى مصر بنوها اليوم في طرب

تدار بينهم كأس المسرات

قال المنجم أقوالا فروّعهم

أن لا يروك فيقضوا بالندامات

حتى إذا عدت يا دنيا همو عرفوا

قصد المنجم من تلك الإذاعات

أيظهر النحس أم يبدو له ذنب

والسعد منك بأقمار وهالات

تساءل الناس حتى لا قرار لهم

أَتَقصر الأرض أم تجرى لغايات

خافوا عليها والهتهم قيامتها

عما يمرّ عليهم من قيامات

أبي الإقامة للدنيا وساكنها

يوم يدول وضوء ذاهب آتى

كل يمدّ حَبالات الفناء لنا

والكل من بعدنا رهن الحبالات

لا بدّ للنجم من يوم يزل به

وإن تناول أسباب السموات

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:01 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

سلام الله لا أرضى سلامي

فكل تحية دون المقام

وعين من رسول الله ترعى

وتحرس حامل الأمر الجُسام

وتنَجد مقلة في الله يقظى

وتخلفها على أمم نيام

تقلَّب في ليال من خطوب

تركن المسلمين بلا سلام

ومن عجبٍ قيامك في الليالي

وأنت الشمس في نظر الأنام

أحب خليفة الرحمن جهدي

وحب الله في حب الإمام

وأجعل عصره عنوان شعري

وحسن العقد يظهر في النظام

فإن نفت الموانع فيه حظى

فليس بفائت حظ الكلام

وقد يُرعى الغمام الأرض أذنا

وأين الأرض من سمع الغمام

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:01 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

إلى ابن محمد أهدي كتابي

وقد يُهدَى القليل إلى الكريم

وما أهدى له إلا فؤادي

وما بين الفؤاد من الصميم

وغرس طفولتي وجَنَى شبابي

وما أوعيت من وحي قديم

وما حاولت من عصر عظيم

من الآداب للوطن العظيم

وكان محمد أوفى وأرعى

لهذا الدرّ من واعي اليتيم

وإن الشعر ريحان الموالي

وراحة كل ذى ذوق سليم

وما شرب الملوك ولا استعادوا

كهذى الكأس من هذا النديم

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:02 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

ما زلت أسكب دمع عيني باكيا

خالي وما خالي علىّ بعائد

حتى نظرت إلى الوجود بمقلة

ذهبت غشاوتها وطرف رائد

فرأيت دهرا ناصبا شرك الردى

والكل يدخل في شراك الصائد

يرمى بسهم طالما حاد الورى

عنه وما هو عنهم بالحائد

فهم البلى وبنو البلى خلقوا له

وتوارثوه بائدا عن بائد

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:02 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

يقولون رشدي مات قلت صدقتم

ومات صوابي يوم ذام وآمالي

وركني الذي للنائبات أعدّه

وذخرَي في الماضي وعوني على الحال

وسعدي الذي خان الزمان وطالعي

وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي

أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا

ولم تك عبد الجاه والأمر والمال

ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا

ولم تك عنها في الثمانين بالسالي

وكنت تحل الفضل أسمى محلة

وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي

ولم تتخير ألف خل وصاحب

ولكن من تختاره الواحد الغالي

حبيتك والدنيا تحبك كلها

وزدتك حبا عندما كثر القالي

وقست بك الأعيان حيا وميتا

فوالله ما جاء القياس بأمثال

ولو أن إنسانا من الموت يفتدى

فديتك بالنفس النفيسة والآل

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:03 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

يقولون رشدي مات قلت صدقتم

ومات صوابي يوم ذام وآمالي

وركني الذي للنائبات أعدّه

وذخرَي في الماضي وعوني على الحال

وسعدي الذي خان الزمان وطالعي

وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي

أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا

ولم تك عبد الجاه والأمر والمال

ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا

ولم تك عنها في الثمانين بالسالي

وكنت تحل الفضل أسمى محلة

وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي

ولم تتخير ألف خل وصاحب

ولكن من تختاره الواحد الغالي

حبيتك والدنيا تحبك كلها

وزدتك حبا عندما كثر القالي

وقست بك الأعيان حيا وميتا

فوالله ما جاء القياس بأمثال

ولو أن إنسانا من الموت يفتدى

فديتك بالنفس النفيسة والآل

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:03 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

في القبر أم في فؤادي الواجف

عكفت يا ابني ولم تزل عاكف

آنست في الترب خير والدة

من حيث أوحشت والدا لاهف

فمن له بالحمام بعدكما

يلقاه لا كارها ولا خائف

يا غربة في العلوم ما طويت

إلا بسيف المنية الخاطف

ويا شبابا بدا له ثمر

ما كان غير الردى له قاطف

كونا لدى الله شافعَين له

وسلما نحو ظله الوارف

وأيِّدا داعيا يؤرّخه

في نعم الخلد مصطفى عاكف

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:04 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

زاحمته على الطريق عقول

حسبت حكمة الإلة بضاعة

واطمأنت إلى الرقاع ولكن

لم تزدها الرقاع إلا رقاعة

عطر الزنبق
06-13-2019, 02:04 AM
http://img15.dreamies.de/img/724/b/fealqofj2so.gif

العزاء العزاء يا صفر الخيـ

ـر فأنت الفتى اللبيب التقى

حكم الله في أبيك وحكم الـ

ـلّه في الخلق سابق مقضى

كلنا من بكى أباه وكل

بعد حين مودّع مبكى

غاية البؤس والنعيم زوال

لم يدم في النعيم والبؤس حى

نهيان
06-13-2019, 10:24 PM
ماشاء الله تبارك الله

الامبراطوره
حلوة المبسم


سلمتي على جهدك الجبار الرائع الراقي
استمتعت بماوجدته في متصفحك الذهبي
وراق لي كل حرف قرأته
فـــ متصفحك يسمو في سماء الابداع والتميز
ارجو ان تعذري دنو ردي امام ابداعك
دمتي للابداع والتميز عنوان
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

نهيان
06-13-2019, 10:24 PM
ماشاء الله تبارك الله

الامبراطوره
حلوة المبسم


سلمتي على جهدك الجبار الرائع الراقي
استمتعت بماوجدته في متصفحك الذهبي
وراق لي كل حرف قرأته
فـــ متصفحك يسمو في سماء الابداع والتميز
ارجو ان تعذري دنو ردي امام ابداعك
دمتي للابداع والتميز عنوان
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

نهيان
06-13-2019, 10:25 PM
ماشاء الله تبارك الله

الامبراطوره
حلوة المبسم


سلمتي على جهدك الجبار الرائع الراقي
استمتعت بماوجدته في متصفحك الذهبي
وراق لي كل حرف قرأته
فـــ متصفحك يسمو في سماء الابداع والتميز
ارجو ان تعذري دنو ردي امام ابداعك
دمتي للابداع والتميز عنوان
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

نهيان
06-13-2019, 10:25 PM
ماشاء الله تبارك الله

الامبراطوره
حلوة المبسم


سلمتي على جهدك الجبار الرائع الراقي
استمتعت بماوجدته في متصفحك الذهبي
وراق لي كل حرف قرأته
فـــ متصفحك يسمو في سماء الابداع والتميز
ارجو ان تعذري دنو ردي امام ابداعك
دمتي للابداع والتميز عنوان
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

عطر الزنبق
06-14-2019, 06:56 PM
أهلا فيك أخي واستاذي العزيز
شكرا لمتابعتكم وحضوركم الراقي
لكم مني جل التقدير والاحترام

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:19 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


يا أقرب الناس من أمين
وأفقد الناس للثمين
خطبك هذا أجل خطب
فخذ له الصبر باليمين
أسليك فيه ولى فؤاد
يذوب للميت والحزين
فقم بنا نندب المعالي
فجرحها اليوم في الوتين
أمِثل فكري أبا حسين
يموت في نضرة السنين
والناس في حاجة إليه
والقطر يرجوه للشؤون
مؤمل الكل في شباب
ومرتجى الأهل والبنين
كذلك الموت كل يوم
يبدى فنونا من الجنون
فلو علمت المنون شخصا


لقلت لا عقل للمنون

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:20 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png



كم لنا من عجيبة

طى هذى البسيطةِ

أمم قد تغيرت

وبلاد تولتِ

وبحار تحوّلت

من مكان لبقعة

ثم نابت جزيرة

عندها عن جزيرة

حدّثينا حديثهم

وصِفى القوم وانعتي

دول قد تصرمت

دولة إثر دولة

وقرون تلاحقت

وعصور تقضت

ذهب الدهر كله

بين يوم وليلة

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:20 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


من يرد حقه فللحق أنصا

ر كثير وفي الزمان كرام

لا تروقنّ نومة الحق للبا

غي فللحق هزة وأنتقام

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:21 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


غالب الأمر بالتوكل غالب

وأطلب العون في جميع المطالب

رُبَّ أمر به تضيق المساعي

لك منه إلى الفضاء مذاهب

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:21 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


أرى دنيا ولا دنيا

وناسا بعدهم ناس

سكارى نحن من كأس

وموت هذه الكاس

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:21 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


تحبك صاحبي منا قلوب

لغيرك ظهرها ولك الصميم

وترجو أن تعيش لها نفوس

إذا تبقى لها يبقى النعيم

عن اللذات صامت لم تجادل

فإما عن هواك فلا تصوم

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:22 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


لحظها لحظها رويدا رويدا

كم إلى كم تكيد للروح كيدا

هذه مصر جاءها الدهر يسعى

وهو يا طالما جفاها وصدّا

ليس للدهر من وفاء ولكن

هاب فيها العباس أن يستبدّا

صاحب النيل في البرية إيه

حرّر النيل للبرية وردا

وارفع الصوت إن عصرك حر

لن يرى من سماع صوتك بدّا

إنما الملك أن تكون بلاد

وتصيب البلاد بالملك مجدا

فتول الذي سننت ونجِّح

لرعاياك في المعارف قصدا

ومر العلم أن يزور بلادا

عهدتها له الخلائق مهدا

واقدح الكهرباء فيه لتهدى

وأقمها على البخار لتندى

وأجلُ بأس الحديد فيها وجدّد

عهد بنّائها الذي كان عهدا

وأدع سودانها إليك يلبى

إنه كان للأعزة عبدا

حسبه حسبه كفاه كفاه

ما يراه العزيز عظما وجلدا

قل لراج أن يسترق يراعى

أنا لا أشترى بذا التاج قيدا

نومة السيف قد تكون حياة

ورأيت اليراع إن نام أردى

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:22 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


ما هيج البسفور مثلك شاعرا

بين الطبيعة فيه والتاريخ

فجعلت شعرك فيهما ولطالما

قد كنت عبد المدح والتاريخ

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:23 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png
شمس النهار وأختها

في الأرض منها مستظلة

هذى لدى أفق وذى

من أفق عصمتها مطلة

رام الجهول نزولها

والجهل يركب ألف زَلة

فترفعت عنه ولم

تُنزل عليه سوى المظلة

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:24 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/066b5afa.png


أفي هذا الشباب تعف نفس

ولا يلهى الفتى هذا النعيم

ألا يدعوك للذات صفو

وأكثرنا على كدر يحوم

كأن مكارم الأخلاق روض

وأنت الزهر فيه والنسيم

فهلا أختار هذا النهج قوم

خلالُ الدين بينهم رسوم

وما جهلوا فوائد ما أضاعوا

ولكن ربما نسى العليم

تَغَيَّرنا فلا ظن جميل

بخالقنا ولا قلب سليم

كأنا في التلون قوم موسى

وأنت بنا كما شقى الكليم

فإن لم نرض أخلاقا فعذرا

لعل ضلالنا هذا قديم

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:31 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png

محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا

صدقت وقال الحق فيك ضمير

فأنت خضم العلم حال سكونه

وأنت خضم العلم حين تثور

وأنت أمير الحفظ والقول والنهى

إذا لم ينل تلك الثلاث أمير

ففوق عليم القوم منك معلِّم

وفوق وزير القوم منك وزير

إذا جهلت يوما علينا خصومنا

فإنك من جهل الخصوم مجير

وإن جردوا الأقلام جردت إثرها

يراعا له في الخافقين صرير

إذا صال لاقى ضيغم القوم ضيغما

له في نفوس الشانئين زئير

وأنت قريب في الولاء مؤمل

وأنت أبىّ في الخصام كبير

ويعجبني منك ألتقى حين لا تقى

وجدك حين الهازلون كثير

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:32 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


بدأ الطيف بالجميل وزارا

يا رسول الرضى وقيت العثارا

خذ من الجفن والفؤاد سبيلا

وتَيَمَّم من السويداء دارا

أنت إن بت في الجفون فأهلا

عادة النور ينزل الأبصارا

زار والحرب بين جفنى ونومي

قد أعد الدجى لها أوزارا

حسن يا خيال صنعك عندي

أجمل الصنع ما يصيب افتقارا

ما لربِّ الجمال جار على القلـ

ـب كأن لم يكن له القلب جارا

وأرى القلب كلما ساء يجزيـ

ـه عن الذنب رقة وأعتذارا

أجريح الغرام يطلب عطفا

وجريح الأنام يطلب ثارا

أيها العاذلون نمتم ورام السـ

ـهد من مقتليّ أمرا فصارا

آفة النصح أن يكون جدالا

واذى النصح أن يكون جهارا

سألتني عن النهار جفوني

رحم الله يا جفوني النهارا

قلن نبكيه قلت هاتي دموعا

قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا

يا لياليّ لم أجدك طوالا

بعد ليلى ولم أجدك قصارا

إن من يحمل الخطوب كبارا

لا يبالى بحملهن صغارا

لم نفق منك يا زمان فنشكو

مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا

فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل

خرج الرشد من أكف السكارى

شعراء الزمان مهلا رويدا

إن في مصر شاعرا لا يجارى

حاملا في الصبا لواء القوافي

مسترقا لملكة الأشعارا

قد بلغنا أبا محمد النجـ

ـم كما يبلغ السُراة المنارا

نرتجى منه للديار اعتزازا

وجدير بأن يُعز الديار

ودَّع الصبر أمة ودعت عبا

سها المرتجى عشية سارا

بعثت إثره القلوب تراعيـ

ـه وترعى وتأخذ الأخبارا

فأعدها قريرة يا بن توفيـ

ـق وهِّئ لقومك استبشارا

أنت في نضرة الثلاثين كسرى

قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا

لتعيشنّ كالنجوم نراها

جاوزت وهي في الصبا الأعمارا

أفن إن شئت بالثواء الليالي

وإذا شئت أفنها أسفارا

وجُب البر واركب البحر واسلم

إن للبدر في السرى أوطارا

فإذا جئت ملكة تملك البر

رَ بيمنى وباليسار البحارا

والقَ ما شئت من حفاوة شمس

تُكبر الشمس عرشها إكبارا

كلما ألقت الشعاع بأرض

شاطرتها العباد والأمصارا

وأحقُّ الأقوام بالعز قوم

يقدِرون الأمور والأقدار

ورجال إذا سعوا للمعالي

ركبوا في سبيلها الأخطارا

لا يبالون بالحوادث ربحا

حملت في بطونها أم خَسارا

جمعوا المجد والمفاخر طرا

وجمعنا صغائرا وصغار

إنما يبلغ الذي بلغوه

من حذا الحذو واقتفى الآثارا

وسما للعلى سموّ أبى

يأنف الهون منزلا وقرارا

وإذا ما العزيز ساس بلادا

علّم المجد أهلها والفخارا

كوكب الآمان صبح التمنى

كلما همت الخطوب أنارا

نحن رضوان في جوارك يا عـ

ـباس لا زلت للعناية جارا

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:33 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png

أروى لكم خرافة

في غاية اللطافة

أتت من الهند لنا

وترجموها قبلنا

إلى لغات جمه

لأن فيها حكمه

طوشترى معبو

الَّهه الهنود

قالوا هو الذي برا

هذا الوجود والورى

ومثله فلكان

فيما رأى اليونان

كلاهما حداد

عَبَده العباد

فحين صاغ العالما

كما يصوغ الخاتما

أنفق ما كان ادّخر

ولم يدع ولم يذر

وكلَّ شئ بذلا

حتى أتم الرجلا

وضاق بالنساء

في الخلق والإنشاء

فحار ماذا يجمع

ومنه أنثى يضع

وبعد فكر أعمله

حتى بدا الصواب له

كوّنها تكوينا

مختلفا تلوينا

من استدارة القمر

إلى لطافة الزهر

إلى تراوح العشب

إلى رشاقة القضب

فلحظات الريم

فقلق النسيم

فبهجة الشعاع

فقسوة السباع

فقوة الألماس

وماله من باس

فزهوة الطاووس

تأخذ بالنفوس

ومن دموع السحب

إلى انكماش الأرنب

إلى التواء الأرقم

فالزغب المقسَّم

فالحر من وقود

فالبرد من جليد

فالشهد في المذاق

فخفة الأوراق

إلى التفاف النبت

زاحفه والثبت

فنغم الهدير

فهذر العصفور

وكل هذا هيأه

مكونا منه امرأة

وبعد ما أتمها

لعبده قدمها

وقال خذها يا رجل

وعن هواها لا تحل

فبعد أسبوع مضى

أتى له معترضا

يقول يا أللَّهُمّا

خذها كفاني هما

لا صبر لي معها ولا

أرى بيها لي قِبَلا

تظل تشكو الداء

وتخلق الشحناء

محتالة على الغضب

شاكية ولا سبب

قد ضيّعت أوقاتي

وأذهبت لذاتي

فأخذ الإله

ما كان قد أعطاه

فلم يكن بعض زمن

حتى تولاه الحزَن

فقال يا رب ردّها

فما نعمتُ بعدها

بانت فلا أنساها

كأنني أراها

ماثلة أمامي

مالئة أيامي

لطيفة في لعبها

خفيفة في وثبها

قال الإله للرجل

حيرت مولاك فقل

ماذا الذي تريد

أحفظ أم أعيد

فأخذ الرفيقة

وقال ذى الحقيقة

لا عيش لي معها ولا

بغيرها العيش حلا

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:33 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


لا تسرق الشعر واتركه لقائله

فإن أقبح شئ سرقة الناس

إنى وإن صغرت كأسي أخو أدب

أُسقضى وأَسقِى أولى الألباب من كاسي

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:33 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


كن في التواضع كالمدا

مة حين تُجلى في الكؤوس

مشت اتئادا في الصدو

ر فحكّموها في الرؤوس

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:34 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png

هام الفؤاد بشادن

ألف الدلال على المدى

أبكى فيضحك ثغره

والكِتم يفتحه الندى

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:34 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


رأيت قومي يذم بعض

بعضا إذا غابت الوجوه

وإن تلاقوا ففي تصاف

كأن هذا لذا أخوه

كريمهم لا يسُدُّ سمعا

ووغدهم لا يُسدّ فوه

وكلهم عاقل حكيم

وغيره الجاهل السفيه

وذا ابن من مات عن كثير

وذا ابن من قد سما أبوه

وذا بإسلامه مدل

وذا بعصيانه يتيه

وكلهم قائم بمبدا

ومبدأ الكل ضيعوه

فمذ بدا لي أن قد تساوى

في ذلك الغمر والنبيه

وليس من بينهم نزيه

ولا أنا الواحد النزيه

جعلت هذا مرآة هذا

أنظر فيها ولا أفوه

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:35 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


لمن المساكن كالمقابر

يأوي لها حيّ كغابر

متجنب الدنيا عدو

وللأوائل والأواخر

تقف الطبيعة دونه

تحمى الميامن والمياسر

وتذود عنه بشامخ

منها وآونة بزاخر

وهو المضلَّل كاليعا

فر والمشرد كالعصافر

دنياه دنيا الخامليـ

ـن ودينه دين الأصاغر

ولغاته لا للمنا

بر قد خلقن ولا المحابر

وعلومه درست وعفّا

ها من الأزمان داثر

أوعَى سخافات الجدو

د وأسقط الحكَم البواهر

الأمر فيه لكاهن

والنهى مرجعه لساحر

وإذا يسام نفيسَه

والنفس أعطى الكل صاغر

فمن الملوك إلى الولا

ة إلى الجباة تراه حائر

هو بينهم ذاك الكسيـ

ـر وكلهم للكل جابر

ومن العجائب ما لوى

ذنبا ولا رفع العقائر

عَير المظالم والمغار

م ضارع للهون صابر

كلب إذا خوّفته

صقر إذا أمّنت كاسر

جبل تقلقله الربى

فيلٌ تطارده الجآذر

بين العباد وبينه

غور من الأحقاد غائر

وقِلاهم في طبعه

كالفأر تلقاه السنانر

لو أقطعوه صوفهم

غرس الخناجر في الحناجر

وسقى من المهجات أكـ

ـبادا أحرّ من الهواجر

تلك المعالم والمجا

هل والمحاشد والمحاشر

تلك السواحل والأسا

كل والعيالم والزواخر

تلك الممالك والإيا

لات التي لم يحص حاصر

تلك المصادر لا موا

رد والموارد لا مصادر

الطير فيها مستطيـ

ـر الروع والحيوان عائر

والنجم مضطرب الخطا

والفلك في الظلمات ماخر

مأهولة أحشاؤها

معمورة منها المحاسر

بالوحش في صور الأنا

م عشائرا حازت عشائر

أمم يكاثرها الحصى

عدّا وليس لها بكاثر

لا خلقها الحلو الوسيـ

ـم ولا خلائقها نواضر

صفر الغلائل واللوا

حظ والنواجذ والضمائر

حسروا الرؤوس ضئيلة

موشورة فيها الضفائر

ومشوا بأقدام حوا

ف مرهفات كالحوافر

وكأن سوقهم العصىّ

أو القسىّ أو الصنائر

ولقد يشينون الشنو

ف إذا تحلوا والأساور

وهم مغاوير السلا

م وفي الصدام هم المدابر

وترى خراب الود بيـ

ـنهم وبين الجن عامر

يستصرخهم إذا

ثاورا على الأَنَس المعاشر

يا قوم هذا موقف

ركن التهور فيها هائر

لا الجن فيه دافع

ين ولا من الأرباب ناصر

كلاّ ولا يغنى الرقا

ه ولا البخور ولا المجامر

واللّكم ليس بنافع

ولو أنه أدمى المناخر

إن الكفاية للمكا

سم واللوابل والموازر

ولقد تصونكم الدرو

ع ولا تخونكم المغافر

فتكثروا مما ذكر

ت فإنه خير الذخائر

وتعلموه وعلموه

صغاركم ضمن الشعائر

هيهات قد نفذ القضا

ء وصرتم في حكم قادر

متلهب الطغوى إذا

أخذ الفريسة لم يغادر

يا ليت شعري من تدو

ر عليه بعدكم الدوائر

الوقت أضيق أن نغا

لط في الحقائق أو نكابر

لم يبق إلا كرمة

للمسلمين بغير ناطر

إن نام عنها الحافظو

ن فان جفن الشر ساهر

من كان يرقب فرصة

فليغنم الفرص الحواضر

لا يمشينّ السلحفا

ء وغيره للمجد طائر

لا يحسبنّ المجد والـ

ـعلياء في كذب المظاهر

هذا بألقاب يتيـ

ـه وذا بأنساب يفاخر

وإلى الأجانب تنتهى

نعم الصنائع والمتاجر

وتؤول كل إمارة

لم يرعها في القوم آمر

إن دام هذا فالسلا

م على الَمَحارب والمنائر

وعلى البرور بلا معا

قل والبحور بلا عمائر

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:35 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png


لِيُعِنّا كل معبود معين

نحن حزب البكسِر المتفقين

كي نبيد الغرباء الماردين

إنهم في الصين كانوا مفسدين

ليس ذاك الجنس من نسل البشر

إن شككتم أمعنوا فيه النظر

إنه يا قوم مزرقّ البصر

من بنى إبليس شيطان لعين

جفت الأرض وجافاها السما

وديور الكفر أوقفن السما

أسخط الأرباب منها ما سما

وتولى الجنّ عنا مغضَبين

قد دعونا لنخلّى ديننا

ولنستهزى بأرباب لنا

ولنشرى بالمروءات الخنا

ولنزني والزنا شئ مهين

دونكم يا قوم إيقاد البخور

وألفظوا ألفاظ سحر لا يبور

وإذا شئتم رَدَى أهل الشرور

أتقنوا الحرب علوما وفنون

ها أتى الأرباب من أجبالهم

وتبدى الجنّ من أوغالهم

كي يُروا الأعداء من أفعالهم

أى لكم بشمال ويمين

فانزعوا من أرضكم خط الحديد

واقطعوا أسلاك برق لا تفيد

واخرقوا فُلك العدا كيما تبيد

وأريحوا الصين من شر السفين

ففرنسا ذلك الشعب العزيز

ما له من بأسكم حرز حريز

ألحقوا الروس به والانكليز

واحفظوا الملك على شنك المكين

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:36 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/d17e2779.png



يا مريضا بالمناصب

داؤك الداء العضال

لم ترد بحر المكاسب

يا غريقا في الضلال

أنت إن عشت نزيها

بين عزل واعتزا ل

وإذا ما مت فيها

مات بالفقر العيال

ذا رئيس ذا وكيل

ذا على الاثنين عال

أنت للكل ذليل

قابلٌ حكم الرجال

إن للسفن لرزقا

غير محدود المجال

أزرع الأرض وأفلح

تنبت التبرَ الجبال

أتقن الصنعة تُفلح

وتُوفَّق للكمال

إن للسعد لراية

ظلها الوافى ينال

عملت للناس آية

عملٌ ثم اتكال

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:41 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png
يا أيها السائل ما الحرية

سالتَ عن جوهرة سنيه

تضئ أرواحا لنا زكيه

يا نعمت الحياة بالحريه

لذاذة طاهرة نقيه

تبعث في قلوبنا الحميه

تبعث فيها الهمة الأبيه

فتأنف المواقف الدنيه

وتألف المنازل العليه

العز كل العز في الحريه

يا جاهلا معاني الحريه

يا فاقدا حسّ الحياة الحيه

عميت عن أنوارها البهيه

صممت عن أنغامها الشجيه

فأنت في غفلتك الغبيه

أشبه بالبهائم الوحشيه

لم تَرد الموارد الشهيه

لم تعرف اللذائذ الهنيه

موردك المذلة القصيه

لذتّك النقائصُ البذية

تعيش عبدا حاله شقيه

مستضعَفا تمقتك البريه

يا سالبا نفوسنا الحريه

يا راكبا مراكب الخطيه

الله أعطاك لنا عطية

غريزة في خلقه فطريه

لَنبذلنَّ دونها ضحية

النفس والنفيس والذرّيه

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:42 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png
تم لبعض الناس فيما قد سلف

كلب وقرد وحمار فاحترف

وصار يغتدى بها ويسرح

كجوقة لها الطريق مرسح

علمها بالجهد كيف تفهم

وكل شئ بالمراس يعلم

جاءته ليلا وهو في المنام

تقول قم يا سيد الكرام

ها قد تجلت ليلة القدر لنا

وقبل مولانا سألنا سؤلنا

فقام يستعدّ للضراعه

وقال ماذا طلب الجماعة

قال له القرد طلبت المملكة

تكون لي وحدى بغير شركة

قال الحمار وأنا الوزير

والصدر في الدولة والمشير

والكلب قال قد سألت الباريا

يجعلني في ملك هذا قاضيا

فراعَ رب الجوق ما قد سمعا

ثم جثا لربه وضرعا

وقال يا صاحب هذه الليلة

سألتك الموت ولا ذى الدوله

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:51 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png



تشكو الخصور من الصدور تحاملا

والذنب محمول على الأرداف

هذى تؤازرها وتلك تهينها

فتضيع بين الرفق والإجحاف

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:51 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png
أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى

حوالي الصبا والوجد بالوجد يلتقى

إذا أنت لم تعط الشبيبة حقها

ندمت على ما فات بعد التفرّق

وإنك حىّ ما خفقت مؤمّل

وإن حياتي في حياتك فاخفق

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:52 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png
أما وزهر الأنجم

وطول ليل المغرم

وما شكا أهل الهوى

من الجوى واللوّم

بل والمقام والحطيم

والحجيج الأعظم

والمروتين وثبير

ومنىً وزمزم

والمشعر الحرام

والبيت العتيق الأكرم

لقد أضعتَ العمر في

زهو ولهو فأندم

فكم ركبت للمعا

صى متن ليل أدهم

وكم جنيت جهرة

من لذة لم تدم

وكم فتاة قد دعو

ت للهوى لم تحجم

وكم توسدت من ال

حسان أبهى معصم

صادت فؤاد أصيد

من قبلها لم يكلم

هيفاء تمشى مرحا

من عزة التنعم

مديمة الدلال والإ

عجاب والتبسم

غيداء ذات شعَر

مرجل ململم

شعر بلون مذهب

أملس كالإبريسم

ووجه بدر في دجى

ثوبِ حرير أسحم

وأعينٍ تذيب قلـ

ـب الفارس المستلئم

ما أحسن الأضداد في

هذا الجمال المحكم

خصر نحيل لين

على ثقيل مفعم

تفِتن في الصلاة قلـ

ـب الراهب المصمم

ورأيها أن قتيل الحـ

ـب مطلول الدم

ولم تصادف إِبِلا

تسف حب الخِمخِم

لم تبك من ذكرى طلو

ل قد عفت وأرسم

ولم تعاين ديسما

يعدوا وراء شيهم

لم تدر أن عنترا

توعد ابنى ضمضم

وعمرَها ما سمعت

بالقشعم بن الأرقم

ولا بمن فرقهم

حادث سيل العرم

ولا بحكم عمر

في لطمة ابن الأيهم

ولا بقتلة الإمام

من يد ابن ملجم

لم تشرب الصفراء في

الدّباء أو في الحنتم

تهزأ بالقانون والطـ

ـب وسير الأنجم

وساسة الدنيا وتا

ريخ الزمان الأقدم

وسيبويه النحو والـ

ـشنتمرِىّ الأعلم

وكل شاعر قديم الـ

ـعصر أو مخضرم

قابلتها مقبِّلا

لليد منها والفم

ونحس بختى غاب حيـ

ـث رحل أم قشعم

وألسن العزال خُر

س والرقيب قد عمى

والثلج يحكى في الهوى

نطاف قطن ترتمى

قد فرش الأرض بسا

طا ناصعا لم يرقم

تسوخ في أوحاله

رِجل القوىّ المحكم

وتزلق الأطفال والـ

ـشيوخ عند المقدم

وكل غصن مائل

بالثلج أو مقوّم

كأشيبٍ من الفِرِ

نج منحن مسلم

أو عربي شاحبٍ

بأبيضٍ معمم

قلت لها مسلّما

كُمَّن سَقَا ما شيرامى

صفا الزمان لحظة

لمغرم متيم

قطعت وصل الغانيا

ت قطع حبل مبرم

لاهُمَّ عفوا عن عُبيـ

ـد مستجير مجرم

الحق صعب طعمه

مرّ كطعم العلقم

من مات مات وانتهى

ومن يعمر يهرم

ومن يخاف الموت هل

ينجو من المحتم

وم يرد إحياء غد

راتِ الزمان يسأم

المال ظل زائل

والجهل موت الأمم

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:52 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png



أحوم على حسنكم ما أحوم

وأذكركم بطلوع النجوم

وأصبو إليكم وأشتاقكم

كما اشتاق طيب الشفاء السقيم

وما بيننا غير هذا الفناء

وهذا الجدار وهذى الحريم

وهذى الرياض وهذا الحياض

وهذا النخيل وهذى الكروم

ونحن كمن فرت بينهم

ممالك في الحرب تحمى التخوم

إذا شئت لقياك خنت الملي

ك وإن لم اشأ خنت قلبي الكليم

ويا ليل طلت وطال الأسى

فما لك حد ولا للهموم

فماذا تريد بهذا السكون

وماذا تريد بهذا الوجوم

ويا ماء ما تبتغى بالخرير

ويا نجم بالخفق ماذا تروم

ويا زهر لا حسدتك القلوب

فشملك في العاشقين النظيم

ويا طير يهنيك طيب الكرى

وطول العناق وفرط النعيم

سما بك غصن على كثرة

وضاق عن أثنين قصر عظيم

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png



فيا طير يهنيك طيب الكرى

وطول العناق وفرط النعيم

سما بك غصن على كثرة

وضاق عن أثنين قصر عظيم

وما بيننا غير هذا الفناء

وهذا الجدار وهذا الحريم

وهذى الرياض وهذى الحياض

وهذا النخيل وهذى الكروم

ونحن كمن فرقت بينهم

ممالك في الحرب تحمى التخوم

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png
وزهرتين على عود يُقِلهما

كعاشقين أطمأنا باللقا الهاني

لما رأيتهما في راحتي ذوتا

من فوق واه من الأعواد خوان

أيقنت أن منى العشاق ما جُمعت

إلا إلى مثل خيط العنكب الفاني

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png



متعاشقان من الزهور تبديا

ببديع مرأى في الغصون عجيب

يتنسمان الحب بينهما فما

لفمٍ على غصن النبات رطيب

عجِل الردى بهما ولا عجب إذا

ما أوديا بين الهوى والطيب

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:54 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4d35f7ec.png


في زهرتَي ذا العود من

أهل الهوى جُمعت صفات

كالعاشقَين تقابلا

لكن على سُرر النبات

متآنسين يلاقيان الحـ

ـب من كل الجهات

هذا على هذا حنا

ولذا إلى هذا التفات

لكن في الفجر الحيا

ة وفي الضحى لهما الممات

قسما لقد عاشا ولما

يأملا أملا ففات

من لي بسوق للحيا

ة يقال فيها خذ وهات

فأبيع عمرا في الهمو

م بساعة في الطيبات

عطر الزنبق
06-14-2019, 07:59 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png
جثا لديها وأذرى الدمع ناظره

وعاتَبَتها بأن قالت محاجره

يا دلّ هذا الهوى إن كان أوّله

ما قد رأيتِ فدُلِّى كيف آخره

وعدت بالقلب ملكا ليس يملكه

وليس تبلغه يوما عساكره

هبيه قمبيز أو قيروش والده

فإن تيمان يوم الروع قاهرة

فأطرقت خجلا من عتبه وجرى

دمع الندامة لا ترقا بوادره

تقبل الرأس من تيمان تائبة

عن ذنبها وحبيب القلب غافره

كأنما فمها في شعر عاشقها

خمر يخامرها مسك تخامره

تقول تيمان ماذا كنتُ صانعة

وهل يردّ قضاء الله حاذره

لكُم لدىّ هوى والقلب حافظه

وللبلاد هوى والقلب ناصره

إن لم يكن وطن لي في الهوى ولكم

فأي دوح الهوى تأوي طوائره

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:00 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png
بأي جواب غير ذا السيف تطمع

وهل دونه رد لمولاك مقنع

فعد يا رسول الغادرين مخيبا

فما كل من يُدعى إلى الغدر يهرع

وأبلغ عظيم الفرس أنى أصدّه

وأحمى على الأيام جارى وأمنع

وما أنا بالباكي على ابني وقتله

وعرضي إن يسلم قتيل مضيع

وخير لجادي من حياة بذلة

ممات إلى أسمى ذى العز يرفع

وخير لقلب منه إن ذاق ناره

وفاء يذود النار عنى ويدفع

أبعد شباب قد تجمّل بالهدى

يُلاح لشيبي بالضلال فيتبع

وترغب نفسي في القلائد والغنى

وصدري بتقوى الله حال مرصع

وأقبل أن أُعطَى بذل إمارةً

فأبنى بها جاهى وديني مضعضع

نعم ملك قمبيز أبن قيروش واسع

ولكنما ملك الفراديس أوسع

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:00 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png


الحرب لا بدّ منها

وإن أباها الأنام

حقيقة وضعوها

فليس فيها كلام

ما دام شر فحرب

والشر فيهم لزام

في كل يوم دعاوي

لا تنقضي وخصام

إذا أستراح حسام

في الغمد قام حسام

وإن تصالح قوم

تقاتلت أقوام

والناس للناس بالحر

ب سيد وغلام

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:04 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png
راية الموت فوق هام العباد

نشرتها كتائب الآباد

يشرب العالمون في السلم منها

ويريفون ظلها في الجهاد

من تعاجِل يمت وينس ومن تمـ

ـهل يعش تحت خافق متهاد

غاية المرء عائد وطبيب

ومصير الطبيب للعواد

وبكأسين من حياة وموت

شرب العالمون من عهد عاد

حلم هذه الحياة فمن تمـ

ـدد له يشق أو يطب بالرقاد

وقصارى الكرى وإن طال نعمى

لزوال أو شقوة لنفاد

ذهبت في حساب يوسف سبع

لينات في إثر سبع شداد

واستوى الصاحبان هذا إلى الرعـ

ـد تولى وذا إلى الإبعاد

قبره الأرض والبرية ميت

تلك مطوية وذى لمعاد

ومرور الأجساد بالأرض هلكي

كمرور الأرواح بالأجساد

أي عصر ببعلبك دفين

تحت ذاك الثرى وتلك العماد

قف بآثارها الجلائل وانظر

هل ترى من ممالك وبلاد

أصبح الملك سيرة وذوو الملـ

ـك حديثا فكيف بالأفراد

شيدوا للبلى ومر عليهم

زمن صالح وآخر عاد

بعلبك أخشعى ولاقى أبا يو

سف لقيا الرياض صوب العهاد

وإذا جاور الملوك وأمسى

بين عين البلى وعين السواد

أنزليه منازل الصيد منهم

وأبيجيه مرقد الأنداد

قف بفادى الصديق والجار واسأل

يا أسير المنون هل لك فاد

إن سهما أصاب منك حبيبا

وقعه في القلوب والأكباد

وقضاء دهاك هد بناء الـ

ـبر ركن العفاة والقصاد

أى حي سواك يوم تولى

خدّدته نجابة الأولاد

خمسة بالشام بعدك قاموا

ملء عين اللدات والحساد

كلهم حافظ الصديق كريم الـ

ـعهد راعى الزمام وافي الوداد

ذا لهذا أب وجد إذا ول

لَى أبر الآباء والأجداد

أخذوا البر والوفاء جميعا

عن أب سيد وفيّ جواد

آل مطران لو أتيت بوحى

لم أزدكم من الحجى والرشاد

لكم أنفس تمر بها الأحـ

ـداث مر الرياح بالأطواد

فخذوا بالعزاء في خطب من با

ن وكونوا عليه غوث العباد

يهزل العيش والمنية جد

وتضل الحياة والموت هاد

وخفوق الفؤاد في ساعة التكـ

ـوين داع إلى سكون الفؤاد

فإذا جددت فأبلت فأعيت

جاءها حينها بلا ميعاد

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:05 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png


لي ساعة من معدن

لا يقتنيها مقتن

تعجل دقا وتنى

مثل فؤاد المدمن

وعقرباها والزما

ن في اختلاف بين

إذا مشت لم أحتفل

أو وقفت لم أحزن

أو أخرت لم يُجدني

أو قدَمت لم أُغبن

أحملها لأنها

تغشّى في الزمن

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:05 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png
علمت بأن الحطام انصرف

وأدبر ما كان إلا الشرف

وأنك بعت المنى واشتريـ

ـت فخانك في ذاك سوق الصُدف

وأسرفت تبغى عريض الغنى

أقبلك من ناله بالسرف

وما هو إلا انقباض اليدين

رجاء الصيان وخوف التلف

وحبك مالِك حب الحياة

وحفظك مالك حفظ التحف

فقلت لعل الأديب انتهى

وكان له عظة ما سلف

أتدركه حرفة جازها

قديما إلى غيرها في الحرف

وقد هجر النظم نظم الجمان

وقد هجر النثر نثر الطرف

ومن كان ثروته عقله

يبيع الجواهر بيع الخزف

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:06 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png
أنا بنت البر أم الفقرا

ليس دوني ملجأ للقاصدين

لا ترى حولي إلا معسرا

حين أُعطِى بشمال ويمين

لي صغار كلهم في المكتب

يتلقون به العلم المبين

ورجال كلهم لي كالأب

صادق في حبه واف أمين

كم بيوت ضاقت الدنيا بها

بعدما عزت على طول السنين

جاءها الإسعاف من أبوابها

حين وافاها رسول المحسنين

قل لمن حصّل مالا واقتنى

أقرِض الله فيا نعم المُدين

وتصدّق فهو حصن للغنى

وسلام النفس في دنيا ودين

كل عام تتجلى ليلتي

ليلة الأيتام عين البائسين

أشتكى لله فيها عيلتي

ورجاء الله رَوح اليائسين

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:06 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png


الأزبكية فيها درة عجب

والنجم في الأفق كالنقاد يفليها

تحكى المصابيح حولَيها وبُهرتَها

قلائد الغيد فوضى في تراقيها

أما الخميلة فالدنيا إذا ضحكت

أو جنة الخلد أو وشىٌ يحاكيها

والأفق ممتلئ نورا وأعجبه

تلك العِصِى إذا انسابت أفاعيها

وما تيامن يبغى الشرق سابقها

إلا تياسر يبغى الغرب تاليها

مطويّة صُعُداً والجو ينشرها

منشورة صَبباً والجو يطويها

وكم ثريا وكم جوزاء ما لبثت

حتى خبت غير رسم في مهاويها

مضى على مصر دهرا لم تكن وطنا

وإن توهم أوطانا أهاليها

ما بين أوّله لو يوعَظون به

وبين آخره ذكر لواعيها

كأن ما ساء مما مر بينهما

أهوال حلم سرى بالطفل ساريها

يبكى ويضحك منها غير مكترث

أَسَرَّ مضحكَها أم ساء مبكيها

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:07 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png


يوم أغر محجل الأنباء

لعلاك تهنئتي به وهنائي

ظمأ البلاد غليك في هذى النوى

ظمأ النبات إلى الغمام النائى

شوّقتها حتى إذا أظمأتها

قام السراب بها مقام الماء

عيدان فيها حين ناجت ربها

قالت له ثَلِّثهما بلقاء

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:07 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/11161bb8.png

أعفريت من الجن

أم القائد دى وَيت

فلا باد ولا خاف

ولا حىّ ولا ميت

ولا يمسكه قبر

ولا يحبسه بيت

ويوما شأنه كيت

ويوما أمره كيت

فيا دى ويت يا ليت

وهل ينفعكم ليت

فما في سُرُج الص

بر على أهوالها زيت

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:13 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png
قل للزمان يصبّ من أحداثه

أو لا يصب فما بنا إشفاق

غمرت مصائبه فأُغرقنا بها

والغمر فيه تستوى الأعماق

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:14 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png
كأني بالحمام أصاب ركنى

فمال وأى ركن لا يميل

وأدركني ونجم صباى عال

فخَّر النجم وازدوج الأفوال

فلا يغرركما ولدىَّ بعدى

زُها الدنيا ومنظرها الجميل

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:15 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png
شكوت لله من نسلي وكثرته

وقلت في ذاك والتوحيد معتقدي

لا تنقضى سنة إلاّ ولى ولد

وأنت يا ربّ من ألفين لم تلد

ولو وهبتَ لعيسى منك ألف أخ

ما ضقت ذرعا ولا ضاقوا إلى الأبد

ولا ووجهك لم أكره تعدّدهم

فأغنهم ثم هبهم لي بلا عدد

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:15 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


قالوا فروق الملك دار مخاوف

لا ينقضى لنزيلها وسواس

وكلابهم في مأمن فاعجب لها

أمِن الكلاب بها وخاف الناس

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:15 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png
رأيت كلابا بدار السعادة

عداد الأهالي بها أو زيادة

ولكن بينهما فارقا

ففيهم حماس وفيهم بلاده

مقسمة فرقا في الطريق

كما يقسم الجيش جندا وقاده

ومنها السمين بحجم الخروف

ومنها الضئيل بحجم الجرادة

ويحلو لها النوم فوق الشريط

وتحلو لها في الطريق الولادة

وقد يفسد الجو من نتنها

وعندهم حفظها كالعبادة

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:16 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


يا أيها الرجل المغتاب صاحبه

لم ينس فضلى ولكن قد تناساه

تسبني حسدا والحلم من شيمي

فلا أسبك لكن سبك الله

ولا أسميك خوفا من مقالتهم

قد ظنه في الورى شيئا فسماه

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:16 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


قالوا حبيب أنت تطرى شعره

من ذا الذي لم يطر شعر حبيب

من كان في ريب فذا ديوانه

راح العقول وكأس كل أديب

أوعى لأحمد والوليد كليهما

شمم المديح ورقة التشبيب

كم فيه من مثَل يسير وحكمة

تبقى على الدنيا بقاء عسيب

يا حافظ الآداب والبطلَ الذي

يرجى ليوم في البلاد عصيب

قل للأولى خصوا اللآلئ بالهوى

مثقوبة أو غير ذات ثقوب

لا تسألوا الأصداف ماذا أُودِعَت

في هذه الأوراق كلُّ عجيب

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:17 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


بين سمع الله والبصر

أنتِ يا محروسة النفر

استعدي في كلاءته

واخرجي في ذمة القدر

وأضيئي البحر واتّسمى

بحجول اليمن والغرر

ضاق بحر الروم عن ملك

زاخر في الحل والسفر

يملأ الدنيا هدى وندى

شيمَتي عثمان أو عمر

قد أخذنا الدهر منه رضى

لم يحاربنا ولم يجر

ومشينا في مناقبه

فسبقنا كل مفتخر

يا هلال الشرق حيث سرى

وسماء البدو والحضر

وابن محيى الأرض من عدم

ومداوى الأرض من عسر

النقي الفضل من ريب

السليم الحلم من كدر

كلما يممتَ منزلةً

بّشرت بالغيث والمطر

قد رآك الغرب في كبر

ما رآك الغرب في الصغر

نلت بالميلاد من فطن

ما ينال الناس بالعمر

قصر رأس التين مزدحم

بوفود الملك والزمر

لوداع بعده لكما

خطوات الشمس والقمر

إن يوما ودعوك به

نبوىّ الفجر والأثر

قام دين في صبيحته

واستبان الرشد للبشر

واستضاء العالمون نهى

بمبين الآى والسور

كلمات دون باهرها

في النُّهى الآيات في النظر

سُلّم الدنيا وضرّتها

ونظام الناس والعصر

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:17 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


إيدسن ماذا ترى في الكهرباء

أنت في الأرض فمن ذا في السماء

إن تكن تحكم في أزرارها

إنه في يده زر القضاء

كلما حركه في خلقه

ذهب العقل وجنّ العقلاء

فتأمّل هل ترى من حيلة

في سلوك مرسلات من ذكاء

قد حكيت الشمس حتى غضبت

من نحاس تجعل الصيف شتاء

من رآها قال قد سخّرها

لك من سخرها للأنبياء

لُعبة الناظر في غرفته

أم أفاد العلم أم أجدى الثراء

يا ملوك المال فيما زعموا

هل ملكتم خطرات من هواء

ليت لي الريح فسامتكمو

وأخذت الملك بيعا وشراء

أُشرك البائس في نعمائه

وأسوِّى القسم بين الفقراء

صدق الواهم منكم إنها

لهي الدنيا خيال وهباء

كل ما ساء وما سرّ بها

ينقضى بين صباح ومساء

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:17 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png


حل بالأمتين خطب جليل

رجل مات والرجال قليل

زال عن سوريا فتاها المرجّى

وعن النيل جاره المأمول

وعن الهل من يبر ويحنو

وعن الأصدقاء من لا يحول

وعن الأمر من يغامر فيه

وعن الحق سيفه المسلول

وعن الرأى والسياسة والتح

رير مَن رأيه السديد الأصيل

يا صديقي وكنت بالأمس حيا

عهدك اليوم بالحياة طويل

قد شجاني من نأى وجهك عني

أن وجه الوداد باقٍ جميل

يقطر الفضل والمرؤة منه

ويميل الوفاء حيث يميل

خير ما خلّف ابن آدم في الدن

يا خلال يبكى عليها خليل

ليت شعري ماذا لقيت من المو

ت وأخفى لك التراب المهيل

يلبث العالمون في الشك إلا

ساعة عندها الشكوك تزول

ترجع النفس للحقيقة فيها

وترى أن ما مضى تضليل

ويلوذ العليل فيها إلى الط

ب وهل ينفع العليل العليل

إنما الموت ظلمة تملأ العي

ن ووِقر على الصدور ثقيل

وثوان أخف منها العوالي

كل عضو ببعضها مقتول

ينتهى العيش عندها حين لا اليا

فع سالٍ ولا الكبير ملول

هذه الأرض والأنام عليها

ملعب ثم ينقضى التمثيل

والذي ينشئ الروايات دهر

كم له من فصولها تخييل

أيها الراحل العزيز عليها

سر برغم القلوب هذا الرحيل

إن فضلا خلّفت فينا ونبلا

لأمين عليهما جبريل

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:18 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png




قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا

قطع العلائق والوعيد مهول

وتساءلوا ماذا يكون فعالها

فأجبتهم فاشودة وتزول

لك أن تلوم ولى من الأعذار

إن الهوى قَدَر من الأقدار

ما كنت أُسلم للعيون سلامتي

وأبيح حادثة الغرام وقارى

وطَر تعلَّقه الفؤاد وينقضى

والنفس ماضية مع الأوطار

يا قلب شأنك لا أمدّك في الهوى

أبدا ولا أدعوك للإقصار

أمرى وأمرك في الهوى بيد الهوى

لو أنه بيدى فككت إسارى

جَارِ الشبيبة وأنتفع بجوارها

قبل المشيب فما له من جار

مَثَل الحياة تُحَبُّ في عهد الصبا

مثَل الرياض تحب في آذار

أبدا فروق من البلاد هي المنى

ومناى منها ظبية بسوار

ممنوعة إلا الجمال بأسره

محجوبة إلا عن الأنظار

خطَواتها التقوى فلا مزهوَّة

تمشى الدلال ولا بذات نِفَار

مرت بنا فوق الخليج فأسفرت

عن جَنة وتلفتت عن نار

في نسوة يورِدن من شِئن الردى

نظَرا ولا ينظرن في الإِصدار

عارضتُهن وبين قلبي والهوى

أمر أحاول كتمه وأداري

وسالت ما شغل الملائك بالثرى

فأجبن عيد خليفة المختار

صبحَ الجلوس جلتك أشرف ليلة

وجلوت للدنيا أجل نهار

الملك بينهما بأيمن طالع

والدين بينهما بخير منار

تاب الزمان إليه عن أحداثه

بفتى على أحداثه جبار

عمر الأمانة لا تراه غافلا

عن حرمة أو نائما عن ثار

عش يا أمير المؤمنين لأمة

ترضاك في الإعلان والإسرار

لو كان يجلس في الجوارح مالك

لجلست في الأسماع والأبصار

إن الذي جعل الخلافة هالة

قد زانها بالبدر في الأقمار

ألقى أزِمتها إليك وحازها

لك عن خلائف أربعين كبار

تعطى المشارق كل عام عيدها

بمجمل الأعوام والأعصار

بابر ممدود البناء بنى لها

ركنا قد كانت بغير جدار

ويهز عطفيه الزمان ويزدهى

بأغر فيه محجل الآثار

جالى الجنودَ كأنهم شهب الدجى

ومنيرهم من كل ليث ضار

ولقد ينال حمى الإله ببعضهم

مالا تنال الأرض بالأسوار

أخليفة الرحمن دعوة مهتد

بإمامة في ضوء يلدز سار

لك أن تقرّ البيض في أغمادها

أو تترك الدنيا بغير قرار

فاختر لبأسك قرِنه وأربأ به

أن يلتقى بسفاسف الأحرار

إن يستعينوا بالسباب فإنه

حولُ الضعيف وحيلة المخوار

مما يبلغني رضاكم أنني

حسّان أبغى الله في أشعاري

ما زلت أهدى كل صالحة لكم

حتى وهبت لكم ثواب البارى

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:18 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/4f58479a.png



أهلا وسهلا بحاميها وفاديها

ومرحبا وسلاما يا عرابيها

وبالكرامة يامن راح يفضحها

ومقدم الخير يا من جاء يخزيها

وعد لها حين لا تغنى مدافعها

عن الزعيم ولا تجدى طوابيها

وارجع إليها فيا لله فاتحها

يوم الإياب ويا لله غازيها

وانزل على الطائر الميمون ساحتها

واجلس على تلّها وانعق بواديها

وبِض لها بيضة للنصر كافلة

إن الدجاج عقيم في نواحيها

واظلم صحيح البخارى كل أونة

ونم عن الحرب واقرأ في لياليها

وأخرج القوم من مصر بخارقة

تفوق فاشودة فيها وتنسيها

من العجائب صاروا من أحبتها

فيما زعمت وكانوا من أعاديها

كأن ما كان من حرب ومن حَرَب

عتب المودة لا يودى بصافيها

وضع عمامتك الخضراء من شرف

يعرفك كل جهول من أهاليها

وقصّ رؤياك مكذوبا بمضحكها

على النبيين مكذوبا بمبكيها

فلست تعدم عميا من أكابرها

ولست تعدم بكما من أعاليها

ولست تعدم وغدا من أسافلها

يزف للأمة البشرى ويهديها

ولست تعدم في الأجواد ذا سفه

يحصى الديون التي تشكو ويقضيها

قل للمَّلك أدورد أصبت غنى

عن الهنود وإرلندا وما فيها

هذا عرابي تمنى أن تقابله

وأن ينال يداً جلت أياديها

فمر بانكلترا تزجى فيالقها

وبالأساطيل تدوى في موانيها

ومر بلندرة تبدو بزينتها

وتنجلى للبرايا في مجاليها

فأين روبرس منه إذ ييمها

وأين سيمور منه إذ يوافيها

هذا الذي يعرف الافرنج صولته

والبر يعلمها والبحر يدريها

وسله بالله إن صافحت راحته

ما نفسه ما مناها ما مساعيها

وأين أيمانه اللاتي أشاد بها

أن لا يحكم فيها غير أهليها

وأين يموت عزيزا دون أربعها

ولا يعيش ذليلا في مغانيها

وقل له بلسان النيل توجعه

والنفس إن صغرت لا شئ يؤذيها

تلك العظام بلا قبر ولا كفن

لولاك لم يبل في العشرين باليها

فاقَر السلام عليها حين تندبها

وأمّل العفو منها حين تبكيها

وناجِها مرة في العمر واحدة

لو كان سهلا عليها أن تناجيها

أوردتها الموت لم تبلغ بها شرفا

ولا توخيت بالأوطان تنويها

وما رأت لك سيفا تستضىء به

يوم القتال ولا وجها يحييها

باتت يرى الموت فيها كيف يدركها

وبت تنظر مصرا كيف تأتيها

فأصبحت غنما مر الذئاب بها

ونام عنها غداة الروع راعيها

يا ابن الحسين حسين مات من ظمأ

وأنت محتفل بالنفس ترويها

تلك الأبوة ما هذى شمائلها

للعارفينَ ولا هذى معانيها

وأنت أصغر أن تعطى مفاخرها

وأنت أسمج أن تكسى معاليها

لم ينصر الله بالأحلام صاحبها

لكن بكل عوان كان يذكيها

والمواقف يغشاها مؤلّبة

والحوض يمنعه والخيل يحميها

أبوّة المصطفى ما زال يلبسها

حر قشيب شباب الفخر ضافيها

حتى تنازعها في مصر صبيتها

دعوى وحتى تردّتها غوانيها

وأصبحت لجبان القوم منقبة

وزينة لجهول القوم يبديها

هلا سبقت غداة التل ناعيها

على المنية مسرورا تلاقيها

هلا تكفنت في الهيجا برايتها

مثل الدراويش خانتها عواليها

ما زال جمعهم في الحرب ينشرها

حتى أتاها فناء الجمع يطويها

هلا أبيت على العافين عفوهم

لكي يقال أبىّ النفس عاليها

زعمت أنك أولى من أعزتها

بها وأحنى عليها من مواليها

وكنت تطرب إذ تتلى مدائحها

فأين دمعك إذ تتلى مراثيها

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:24 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png
صغار في الذهاب وفي الإياب

أهذا كل شأنك يا عرابي

عفا عنك الأباعد والأداني

فمن يعفو عن الوطن المصاب

وما سألوا بنيك ولا بنينا

ولا ألتفتوا إلى القوم الغضاب

فعش في مصر موفور المعالي

رفيع الذكر مقتبل الشباب

أفرق بين سيلان ومصر

وفي كلتيهما حمر الثياب

يتوب عليك من منفاك فيها

أناس منك أولى بالمتاب

ولا والله ما ملكوا متابا

ولا ملكوا القديم من العقاب

ولا ساووك في صدق الطوايا

وإن ساووك في الشيم الكذاب

حكومة ذلة وسراة جهل

كعهدك إذ تحييك الطوابي

وإذ ضربوا وسيفك لم يجرَّد

وإذ دخلوا ونعلك في الركاب

وإذ ملئت لك الدينا نفاقا

وضاقت بالغباوة والتغابي

وإذ تُقنى المعالي بالتمنى

وإذ يغزَى الأعادي بالسباب

وإذ تعطَى الأريكة في النوادي

وتعطَى التاج في هزل الخطاب

ستنظر إن رفعت بمصر طرفا

رجال الوقت من تلك الصحاب

وقد نبذوا جنابك حين أقوى

وقد لاذوا إلى أقوى جناب

وبالإنجيل قد حلفوا لقوم

كما حلفوا أمامك بالكتاب

يريدون النساء بلا حجاب

ونحن اليوم أولى بالحجاب

فماذا يعلم الأحياء عنا

إذا ما قيل عاد لها عرابي

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:25 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png


مقادير من جفنيك حوّلن حاليا

فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا

نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا

وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا

وألبستني ثوب الضنى فلبسته

فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا

وما الحب إلا طاعة وتجاوز

وإن اكثروا اوصافه والمعانيا

وما هو إلا العين بالعين تلتقى

وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا

وعند الهوى موصفه لا صفاته

إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا

وبي رشا قد كان دنياى حاضرا

فغادرني اشتاق دنياى نائيا

سمحت بروحي في هواه رخيصة

ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا

ولم تجر الفاظ الواشة برية

كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا

اقول لمن ودعت والركب سائر

برغم فؤادي سائر بفؤاديا

امانا لقلبي من جفونك في الهوى

كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا

ولا تجعليه بين خديك والنوى

من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا

ولي ملك ملء الفؤاد محبب

جمعت الهوى في مدحه والقوافيا

وما الشعر إلا خطرة او سريرة

تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا

فتى الشرق فت العالمين مكارما

ومن قبل فت النيران معاليا

سموت فلم تستبق للمجد غاية

تسوم السها هذى الخطى والمساعيا

واطيبُ من قرب الحبيب على رضى

مقامك في دار السعادة راضيا

وما زلت في ملك الخليفة اولا

وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا

ولو سئل الإسلام ماذا يريده

لما اختار إلا ان تديما التلاقيا

فبينكما في الدين ودّ ورحمة

وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا

وللودّ دل لا يكدِّر صفوه

ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا

تقبل عزيز المالكين تحية

تقدّمها مصر وتهدى التهانيا

طلعت عليها والضحى في ربوعها

فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا

عروس سماء الشرق انت جمالها

إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا

تغيّب حينا حسنها وشبابها

وقد ملات منها الغداة النواحيا

نشرت جلال الملك فيها وعزه

واعلامه موسومة والعواليا

واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت

وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا

تشير بوجه ذى جلال وراحة

يفيضان في الناس الهدى والأياديا

فهذا هو البدر استقرّ به السرى

وهذا سحاب الجود القى المراسيا

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:25 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png


تغامر في الأمور تظن قصدا

وأنت مع الأمور على اضطرار

إذا فاتتك قلت اختار دهري

وإن هي لم تفت قلت اختياري

وقد تجرى سعود او نحوس

وليس سوى قضاء الله جاري

ارى طوفان هذا الغرب يطغى

واهل الشرق سادتهم نيام

فإن لم يأتنا نوح بفلك

على الإسلام والشرق السلام

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:25 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png
زعموا اللؤلؤ من طول النوى

يظهر السقم ويبدى الاصفرار

فإذا رُدّ إلى موطنه

في جوار البحر يشفيه الجوار

وترى الأصداف لا تعطفها

فرقة الدار ولا بعد المزار

وكذاك النفس في احوالها

حسب الجوهر منها والنجار

إن تكن من صدف تنس الحمى

او تكن من لؤلؤ تبك الديار

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:26 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png


عرابي كيف أوفيك الملاما

جمعت على ملامتك الأناما

فقف بالتل واستمع العظاما

فإن لها كما لهمو كلاما

سمعت من الورى جدا وهزلا

فانصت إذ تقول القول فصلا

كانك قاتل والحكم يتلى

عليك وانت تنتظر الحماما

ولا تامل من الأموات عفوا

وإن كان الحسين اباك دعوى

ارقت دماءهم لعبا ولهوا

ولم تعرف لغاليها مقاما

دماء قد فدتك ولم تصنها

نفضت يديك يوم التل منها

فكيف تنام عين الله عنها

إذا غفل الملا عنها وناما

لقد سفكت بجهلك شر سفك

لغير شهادة او رفع ملك

وانت على قديم العز تبكى

وتندب رتبة لك او وساما

تقول لك العظام مقال صدق

ورب مقالة من غير نطق

قتلت المسلمين بغير حق

وضيّعتَ الأمانة والذماما

تقول لقد بقيت وما بقينا

ثبتنا للعدا حتى فنينا

فما حكم الليالي في بنينا

وما صنع الأرامل واليتامى

وتقول وصوتها رعد قوىّ

ونحل في الضمير لها دوى

لقد مات الكرام وأنت حىّ

حياة تنقضى عارا وذاما

تقول وصوتها ملأ الدهورا

وأنت أصم من حجر شعورا

عرابي هل تركت لنا قبورا

يقول الطائفون بها سلاما

تقول وصورتها بلغ السماء

وأسمع خير من سمع النداء

إله العالمين أجب دماء

تصيح الانتقاما الانتقاما

تقول جبنت حين الظلم ينمو

وثر ولم يكن في مصر ظلم

وغرك من أبي العباس حلم

ولما يكتمل في الحكم عاما

وقفت له وما ظلم الأمير

ولم يكن آطمأن به السرير

فجل الخطب واضطربت أمور

عييت بأن تكون لها نظاما

تقول مقالة فيها اعتبار

عشية حال بينكما الفرار

أموتٌ يا عرابي ثم عار

يلازمنا بقائدنا لزاما

رمانا بالجبانة كل شعب

وسبتنا الخلائق أى سب

لأجلك حين تخرج لحرب

ولا جردت في الهيجا حساما

وقيل زعيمهم ولى الفرارا

وفي بلبيس قد ساق القطارا

وخلف جيشه فوضى حيارى

وقد بلغ العِدى فيهم مراما

نسائل عن عرابي لا نراه

وننشد حاميا خلّى حماه

ركبنا الموت لم نركب سواه

ونت ركبت للعار الظلاما

رويدا يا شعوب الأرض مهلا

فما كنا لهذا اللوم أهلا

أراكم واحد جبنا وجهلا

فأنساكم مواقفنا العظاما

سلوا تاريخنا وسلوا عليا

ألم يملأ بنا الدنيا دويا

لقد عاش الأمير بنا قويا

وعشنا تحت رايته كراما

يَعزّبنا ويقهر من يشاء

كأنا تحت رايته القضاء

لنا في ظلها وله علاء

ومجد يملأ الدنيا ابتساما

ألم نكف الحجاز عوان حرب

وأنقذناه من حرب وكرب

فكنا للمهيمن خير حزب

أجرنا الدين والبيت الحراما

سلوه وأهله أيام ثاروا

ألم نقبض عليه وهو نار

وكان الدين ليس له قرار

فثبتناه يومئذ دعاما

ألم نك خلف إبراهيم لما

رمى بجواده الأبراج شما

وكبرّ يوم مورة ثم سمى

فكنا الصف إذ كان الإماما

ترانا في مواقفه نليه

كما جمع الأب الوافي بنيه

وليس الجيش إلا قائديه

إذا ما قوموا الجيش استقاما

نلبى إن أشار براحتيه

إلى حصن فيسبقنا إليه

كأن سميّه في بردتيه

يخوض النار في الهيجا سلاما

وفي اليونان أحسنا البلاء

وهز المسلمون بنا اللواء

وقدّمنا بوارجنا فداء

على الأمواج تضطرم اضطراما

وفي البلغار صلنا ثم صلنا

وطاولنا الجبال بها فطلنا

وأنزلنا العدوّ وما نزلنا

وكنا للرواسى الشم هاما

وسل بأسنا سودان ومصرا

فبعد الله والمهدىّ أدرى

بأنا الأسد إقداما وأجرا

إذا اصدم الفريقان اصطداما

وفي المسكوف شدنا ذكرا مصرا

على قتلى بها منا وأسرى

بلغنا نحن والأتراك عذرا

وأرضينا المهيمن والإماما

وكان لنا بلاء في كريد

بيوم ثائر الهيجا شديد

أذبناها وكانت من حديد

وأطفأنا لثورتها ضِراما

رفعنا الملك بالمهج الغوالي

تسيل على القواضب والعوالي

وبالأذكار لم نحيى الليالي

ولا بتنا على ضيم نياما

تقول لك العظام دع الأماني

ولا تحِفل بسيف غير قاني

وليس بذى الفقار ولا اليماني

ولا المقهور دفعا واستلاما

أراح الله منك حدِيدَتَيه

وأنسى الناس ما علموا عليه

وأنت تنبه الدنيا إليه

وتفتأ تذكر العار الجُساما

تحنّ له كأنك لم تضعه

فسعه بجبنك المأثور سعه

ودعه في ظلام الغمد دعه

لعل مع الظلام له احتراما

أما والله ما لُعَب الصغار

ولا خُشُب يقلدن الجوارى

ولا الأوتار في ايدى الجوارى

بأحسن منه في الهيجا قياما

وهذا الصدر أضيق أن يحلَّى

وأن يسترجع الشأن الأجلا

فلم يك للقنا يوما محلا

ولا لقى الرصاص ولا السهاما

لقد ضاع الفخار على الخفير

وضاعت عنده نعم الأمير

أمن تحت السلاح إلى وزير

يسمى السيد البطل الهماما

عمَّى في الشرق كان ولا يزال

فما برحت معاليه تنال

ويبلغ شاوها الأقصى رجال

لهم في الجهل قدر لا يسامى

فخذ رتب المعالي أو فدعها

وإن شئت اشِرها أو شئت بعها

فإنك إن تنلها لا تضعها

وحاشا ترفع الرتب الطغاما

تقول كل العظام وأنت لاه

تمنى النفس من مال وجاه

وتكذب بالصلاة على إله

ولما بتلغ الروح التراقي

سنأخذ منك يوما بالخناق

ولما تبلغ الروح التراقي

تلاقى يوم ذلك ما تلاقى

دماء الخلق والموت الزؤاما

نجيئك يوم يحضُرك الحمام

يسل حسامه ولنا حسام

وتسبق سهمه منا سهام

لها بالحق رام لا يرامى

نجيئك يوم تحضُرك المنون

ويأتى العقل إذ يمضى الجنون

نقول لنا على الجاني ديون

فياربَّ الدم احتكم احتكاما

ونُسأل ما جنى ماذا أساء

ليلقى عن جنايته الجزاء

فنرفعها إلى البارى دماء

ونعرضها له جثثا وهاما

نقول جنى ومنَّ بما جناه

وحاول أن تُردّ له علاه

وضيع أنفسنا ذهبت فداه

وأنت الله فانتقم انتقاما

هناك ترى جهنم وهي تُحمَى

وتذكر ما مضى جرما فجرما

فَتُشرقَ بالدم المسفوك ظلما

وبالوطن العثور ولا قياما

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:26 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png
كان في الروم عظيم

ينتهى الجود إليه

جاءه يوما حكيم

يشتكي بين يديه

قبل النعل وأبدى

أعظم الذل لديه

فرأى ذلك قوم

أنكروا الأمر عليه

قال ما قبّلت رج

ليه ولكن أذنيه

إنَّ من كان كهذا

أذنه في قدميه

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:27 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png
دام ديويت غانما

سالما من محاربه

تلك ثيرانه التي

هي إحدى عجائبه

يُشترى اثنان منهما

بعرابي وصاحبه

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:27 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png


يا كريم العهد يا ابن الأكرمين

كل عيد لك عيد للبنين

مصر ترجوهم وترجوك لهم

في ذَرا العباس خير المالكين

وترى شأنك فيها شأنهم

أصلح الله شؤون الناشئين

ورعاهم لك واسترعاهم

بك مأمونا على العهد أمين

لك في مهد المعالي دولة

حسب الطفل عليها والجنين

أبدا عباس يبنى ركنها

لبنيه وبنينا باليمين

وأميري في غد ساعده

ومن الأشبال لليث معين

يشرق الكرسي من نورهما

كلما لاحا جبينا لجبين

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:27 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png
عندي لكم منتخب

فرشحوه واندبوا

هبوا له أصواتكم

وغيره لا تهبوا

في مجلس الشورى له

ألف حساب يحسب

والاحتلال يتقى

آراءه ويرهب

وتنقل التيمس ما

يقوله ويطلب

ذاك فلان ليس من

يقرا ولا من يكتب

لا عالم يملأها

علما ولا مجرّب

وليس بالخطيب إن

قام الملا فخطبوا

مبدؤه لا مبدأ

مشربه لا مشرب

عند الأمير يفترى

عند الوزير يكذب

وإن تكن وشاية

فالمستشار أقرب

عجيبة أموره

والصحف منه أعجب

قالوا له فيها الهما

م الفاضل المهذب

ولقبوه بالسرىّ

الشهم فيما لقبوا

أين النهى يا أمّة

يضحك منها الأجنب

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:28 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/6475ea43.png





لما سمعت بنقطة

في الخلف صارت شر هوّة

حققتها فوجدتها

بين البنوّة والنبوّة

ضغن وحقد دائم

كانت لعيسى منه غنوة

وهو الذي مِن نصحه

للمرء أن يهوى عدوّة

لم يحكه تبّاعه

زهدا ولم يسلوا سلوّة

أتراه كان يبيحهم

أن يأخذوا الدنيا بقوّة

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:37 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


لما رأيت جباه قوم في الثرى

وشفاهم تدلى إلى الأعتاب

وسمعت في طنطا ضراعة قائل

يا أيها البدوىّ فرّج ما بى

ولقيت في الحنفى من يسعى له

برسالة مفتوحة وكتاب

وشهدت في روما كنيسة بطرس

يبلى الشفاه بها حديد الباب

وعلمت أن من القسوس مؤلَّها

يرجى لمغفرة وحسن مآب

أيقنت أن الخلق ضلوا ربهم

يا رب لا تأخذهم بعذاب

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:38 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


لما رأيت جباه قوم في الثرى

وشفاهم تدلى إلى الأعتاب

وسمعت في طنطا ضراعة قائل

يا أيها البدوىّ فرّج ما بى

ولقيت في الحنفى من يسعى له

برسالة مفتوحة وكتاب

وشهدت في روما كنيسة بطرس

يبلى الشفاه بها حديد الباب

وعلمت أن من القسوس مؤلَّها

يرجى لمغفرة وحسن مآب

أيقنت أن الخلق ضلوا ربهم

يا رب لا تأخذهم بعذاب

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:38 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


حبيبك من تحب ومن تجل

ومن أحببت للحالين أهل

ومن يجزيك عن ودّ بودّ

ومالك مهجتي سمح وعدل

إذا ما الحب لم يكسبك عزا

فكل مودّة في الناس ختل

وفضل منك أن ترعى ودادا

وليس لمن تودّ عليك فضل

بلوت الناس خدنا بعد خدن

فما للمرء غير النفس خل

وطالعت الأمور فكل صعب

إذا لزم الرجال الصبر سهل

أدِل على الخطوب إذا أدلت

وأتركها تهون ولا أذل

وألقى النازلات بحدّ عزم

يفل النازلات ولا يفل

وأحقر كل كذاب المعالى

ولو أن السماك له محل

وأعلم أن للدهر اختلافا

وأن الجدّ ينهض أو يزل

وأن النفس للإنسان كل

إذا بقيت عليه وزال كله

عرفت سجية الدنيا فدعها

تمرّ على سجيتها وتحلو

وإن لم تأتك الدنيا بظل

فجاوزها إلى دنيا تظل

إذ المأمول والآمال حيرى

وغيث الناس والأيام محل

عزيز الشرق هل للشرق ذكر

مع الأيام أم طوِى السجل

وهل لبنيه من مسعاك ركن

فركنهم ضعيف مضمحل

أَعِد له النوابغ فهو منهم

ومما يرفع الأوطان عطل

ولم أر كالرجال مع الليالي

إذا كثرت على البلدان قلوا

ولا كالعلم يجمع كل شمل

وليس لأمة في الجهل شمل

ولا كالمجد ميسورا قريبا

لشعب فيه إقدام وعقل

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:45 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png
رنة الكف فوق خدك اشهى

عند قومي من رنة الأوتار

إن كفا كفّت أذاك عن النا

س لكف خليقة بالفخار

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:46 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


ورثت الحلم عن فحل كريم

ففيك الحلم عند الصفع عادة

وشأنك بيننا في أرض مصر

كشأن أبيك في دار السعادة

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:46 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png
أمحمد فرغت حقيبتك التي

أخرجت منها قول كل حكيم

فإذا لُطِمت بألف كف لم تجد

للفخر قولا يا ابن إبراهيم

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:46 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


لقد نقل الراوون عني حكاية

وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما

أيصفع مثلي ناشئ ويراعتي

أسالت دموع القوم في مصر عَندما

ألا اعتذروا لي عنده فأنا الذي

صفعت بصدغي كفه فتألما

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:47 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


لا تدخل الحانات مستهترا

فالصفع في الحانات ساق يطوف

فرب كف خلقت أسطرا

في الوجه لا تمحى بعذر الحروف

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:47 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png


رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل

وفي الصلَف المذموم قد زاد حدَّه

فقلت ارتجع فالناس في مصر أرّخوا

محمد إبراهيم صعّر خده

عطر الزنبق
06-14-2019, 08:47 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/2bbfece3.png




في كل ليل أنتحى

بار الذوات فلا أراك

أحسبتَ أن كفوفهم

باتت تشير إلى قفاك

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:18 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif

عجبوا من المصفوع كيف تجمعت
كل البلادة عند شخص واحد
لا تعجبوا فالله صوّر وجهه
من جلمد أو من فلاذ جامد
جمع الجمودة والبرودة صدغه

فالناس تضرب في حديد بارد

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:19 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif

يا عدوّ الله والرسـ

ـل وسبَّاب الخليفة

صف لنا صفحة خدَّ

يك على تلك الصحيفة

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:20 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


يا باذلا وجنتيه

إن كنت للغيظ كاظم

بذلت خدّا لنشأت

فجد بخد لكاظم

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:20 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


أرقصوه بقولهم فيلسوف

حين غنت على قفاه الكفوف

كاتب الشرق ماله من جزاء

غير صفع السقاة حين تطوف

وله السبك حين ينشى وما يسـ

ـبك مما يخط إلا الحروف

كذبت في باينه كل دعوى

هو في الناس سارق معروف

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:21 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


ما هذه الكف التي قد كفت

ونالها من نال بالراحة

كانت يدا بيضاء لكنها

قد افقدت مصفوعها الراحه

سودت الدنيا عليه فقد

أوشك أن يحرق مصباحه

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:21 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


لك خدّ كأنه قطعة الجلـ

ـمد ثقلا فمن تراه استخفه

كلفوا صافعا به وهو لا يد

رى لذا راح صافعا كفه

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:22 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif
قل للأولى جعلوا القريض وسيلة

يتناظرون به مع المصباح

لا تعجبوا من راحة صفعت فتى

مثلى فمثلى مغرم بالراح

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:22 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif
كتاب مصر اثنان في آرائنا

وعند حسن الرأى تجلى المعمعه

فكاتب يقام إجلالا له

وكاتب لا نستحى أن نصفعه

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:23 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


قد صفعناك صفعة

ليس يمحى لها أثر

هذه الكف مبتدا

ولدى غيرنا الخبر

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:23 AM
http://www.animaatjes.de/glitzer-bilder/s/schleife/animaatjes-strikjes-10647.gif


قالوا نرى شعراءكم

يتمرنون على قفاه

فأجبتهم لا تعجبوا

هذا الكلام على هواه

هو يعشق اللفظ الرقيـ

ـق وإن جرحت به أباه

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:29 AM
https://3.bp.blogspot.com/-iwP1S3vMTlA/V3g1P_T1rDI/AAAAAAAAXTk/oo5s4M2EyMUxdBTkUGNxukzHwubLxrmnACLcB/s400/8c5fdfc0.gif


إذا ثار يوما عليك العدا

وخفت من الحقد والحاقد

فلا تكترث بعصاباتهم

ولُذ بقفا حضرة الوالد

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:29 AM
https://3.bp.blogspot.com/-iwP1S3vMTlA/V3g1P_T1rDI/AAAAAAAAXTk/oo5s4M2EyMUxdBTkUGNxukzHwubLxrmnACLcB/s400/8c5fdfc0.gif

أنا والله أصلح للمخازى

وأفعل فعلتي وأتيه تيها

أمكن صاحبي من صحن خدي

وأعطى ذمتي من يشتريها

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:30 AM
https://3.bp.blogspot.com/-iwP1S3vMTlA/V3g1P_T1rDI/AAAAAAAAXTk/oo5s4M2EyMUxdBTkUGNxukzHwubLxrmnACLcB/s400/8c5fdfc0.gif


لا تعجبوا لكويتب صعفت

أصداغه حتى لقد نتأت

في اذنه الأقلام قد زرعت

لكنها في صدغه نشأت

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:30 AM
https://3.bp.blogspot.com/-iwP1S3vMTlA/V3g1P_T1rDI/AAAAAAAAXTk/oo5s4M2EyMUxdBTkUGNxukzHwubLxrmnACLcB/s400/8c5fdfc0.gif


يقول صافعك الفتان إذ جمعت

خداك من صفعه وردا لتفاح

وجدت خدك من راحي بمنزلة

هي المصافاة بين الماء والراح

عطر الزنبق
06-15-2019, 04:31 AM
https://3.bp.blogspot.com/-iwP1S3vMTlA/V3g1P_T1rDI/AAAAAAAAXTk/oo5s4M2EyMUxdBTkUGNxukzHwubLxrmnACLcB/s400/8c5fdfc0.gif

رأى وجهه باردا جامدا

فراح يسنّ عليه الجلم

ولو كان صانعه منصفا

بصيرا لقط عليه القلم