عطر الزنبق
06-11-2019, 06:52 PM
https://v.3bir.net/3bir/2010/08/081209114202F4yA-1.gif
https://illiweb.com/fa/empty.gif ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم
تشخص فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم
طرفهم وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد
( غافلا عما يعمل الظالمون )
أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم
مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده
عدا أي : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر
فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين، كما قال تعالى :
( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] )
[ القمر : 8 ]
وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات
للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم
وقد خاب من حمل ظلما )
[ طه : 198 - 111 ]
وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون )
[ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد :
رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ،
يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة
والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال :
( وأفئدتهم هواء ) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة
[ الفزع و ] الوجل والخوف .
ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى
الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم :
( هواء ) خراب لا تعي شيئا .
أنتهى ....
من تفسير إبن كثير رحمه الله تعالى.
https://illiweb.com/fa/empty.gif ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم
تشخص فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم
طرفهم وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد
( غافلا عما يعمل الظالمون )
أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم
مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده
عدا أي : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر
فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين، كما قال تعالى :
( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] )
[ القمر : 8 ]
وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات
للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم
وقد خاب من حمل ظلما )
[ طه : 198 - 111 ]
وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون )
[ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد :
رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ،
يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة
والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال :
( وأفئدتهم هواء ) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة
[ الفزع و ] الوجل والخوف .
ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى
الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم :
( هواء ) خراب لا تعي شيئا .
أنتهى ....
من تفسير إبن كثير رحمه الله تعالى.