مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )...
عطر الزنبق
06-24-2019, 10:56 PM
والآن سوف نعيش امتع اللحظات مع الشاعر أبو الطيب المتنبي.
https://static.arageek.com/wp-content/uploads/2018/03/75143a39fc.jpg
اسمه بالكامل هو أبو الحبيب أحمد بن حسين بن الحسن ابن مره بن عبد الجبار وشهرته المتنبي، من مواليد مدينة الكوفة بالعراق عام 915م. هو شاعر العصر العباسي (750-1258 م)، كما يعتبره الكثيرون أحد أعظم شعراء اللغة العربية على الإطلاق. تتميز أشعاره بالنمط المنمق والمعاني العميقة المؤثرة.
نبذة عن المتنبي
أبو الطيب المتنبي، هو أحد أكثر شعراء العرب شهرةً، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، وهو من الشعراء الذين اكتسبوا أهميةً تجاوزت زمانهم ومكانهم، فلم يكن المتنبّي مجردَ شاعرٍ يملك من الفصاحة والبلاغة ما لا يملكه غيره من الشعراء، بل كانَ ذا شخصيةٍ مميزة، يعتز بنفسه ويفخر بها في قصائده ومجالسه.
عُرف المتنبي بأنه شاعر حكيم، كما أنّه من أفضل من استخدموا اللغة العربية وأعرفهم بها، ولا يزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام للكثير من الأدباء والشعراء. وقد عُرف كذلك بحدة ذكائه.
وُصف المتنبي بأنه نادرة زمانه، وكتب المتنبي شعر الهجاء والمديح. أيامه الذهبية كانت في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، وله ألّف أبلغ قصائد المديح.
اقرأ أيضًا عن...
بدايات المتنبي
كان والد المتنبي يعمل كحامل خزانات مائية وكان والده يفتخر بأصوله العربية النبيلة والقديمة التي تعود إلى قبيلة كندة. وبسبب موهبة ابنه في الشعر، ساعده والداه على إستكمال تعليمه.
عندما طرد القرامطة جماعة الشيعة من الكوفة عام 924م، التحقت عائلة المتنبي بهم وعاشوا بين البدو، وتعلم المتنبي مذاهبهم واتقن اللغة العربية. قاد المتنبي ثورةً قرمطيةً في سوريا عام 932م. وبعد قمعه وسجنه لمدة عامين، خرج من السجن وبات شاعرًا متجولًا.
إنجازات المتنبي
بدأ في كتابة شعر المديح الذي أسسه الشاعرين أبو تمام والبتوري. يدور الكثير من شعره حول مدح الملوك الذين تردد عليهم خلال حياته، ويعتبر البعض قصائده البالغ عددها 326 قصيدة تعكس بشكلٍ كبير قصة حياته.
بدأ كتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره، ومن بين الموضوعات التي ناقشها الشجاعة، وفلسفة الحياة، ووصف المعارك. كانت ولا تزال العديد من قصائده منتشرةً على نطاقٍ واسع في العالم العربي اليوم، وتعتبر من الأمثال الشعبية القديمة. وأسفر مدحه لسيف الدولة بسبب الانتصارات العسكرية في شمال سوريا عن توطيد علاقة المتنبي بسيف الدولة. وخلال الفترة التي قضاها هناك، أشاد المتنبي بسيده في المدائح والتي تُعد من روائع الشعر العربي. يُعرف المتنبي بذكائه الحاد و وذاكرته القوية. بالإضافة إلى أن المتنبي كان فخورًا في نفسه وتبين ذلك من خلال شعره.
التجول بالبلاد
كانت هناك فترة في حياته مليئة بالمؤامرات والغيرة التي بلغت ذروتها وأجبرت المتنبي على ترك سوريا في عام 957 متجهًا إلى مصر، حيث كان يحكم مصر في هذا الوقت الإخشيديين. تعرف المتنبي على شخص أثيوبي يُدعى أبو المسك كافور وُلِد عبدًا. لكنه أساء إلى كافور بتصويره في قصائده بشكلٍ ساخر، لذا هرب المتنبي من مصر حوالي 960م. قام بعدها بعدة رحلاتٍ أخرى، بما في ذلك بغداد، ولكنه لم يتمكن من تأمين الحماية لنفسه، حيث كانت المدينة في خطر بسبب حملات القرامطة المتعددة عليها، ما اضطُر المتنبي أن يستقر في مدينة شيراز بإيران تحت حماية أمير الدولة من أسرة بئيد حتى عام 965 عندما عاد إلى العراق وقتل على يد عصابات بالقرب من بغداد.
أسلوبه
إن فخر المتنبي وتكبره أحيانًا أعانه كثيرًا في كتابة أشعاره والتي يقوم بإعدادها بمهارةٍ وبلاغة متألقة، بعد أن تكون مهيأة أن تصبح تحفةً فنية رائعة. أعطى المتنبي للقصيدة التقليدية شخصيةً مستقلة أكثر، كما قام بالكتابة في ما يمكن أن يسمى بالنمط الكلاسيكي الذي يجمع بين بعض عناصر الأشعار العراقية والسورية مع السمات الكلاسيكية.
يَكِن القراء العرب كل الإحترام والتقدير لأشعاره كما هو الحال عند الغرب في تقديسهم للكتاب المقدس وأعمال شكسبير. يمكن تصنيف معظم قصائده على أنها قصائد ثناء وهجاء. لا تزال أعمال المتنبي تُقرأ وتُقدَّر حتى اليوم. ويعتبر شعره فريدًا من نوعه في تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي وهو بمثابة وسيلة تخليدٍ لاسمه في التاريخ. ولهذا يحتل شعر المتنبي مكانةً رفيعةً في سجلات الشعر العربي .
على الرغم من أن المتنبي كان موضع عددٍ كبير من الدراسات وتم تناول حياته وأعماله من وجهات نظر متنوعة، في كلٍ من الشرق والغرب، ولكن لم يحصل المتنبي على الاهتمام الكافي للجانب الإنساني له، باستثناء مقال واحد نشره جيه مونتجومري عام 1995 بعنوان 'المتنبي وعلم النفس من الحزن". وقد ركزت العديد من الدراسات الحديثة في الشعر العربي على قصائد المتنبي، من حيث هيكل القصائد والأدوات التي يستخدمها الشاعر لتكوين شعره متعدد الأوجه، مع تجاهل طريقة تفكير المتنبي وما دفعه لكتابة ذلك.
أشهر أقوال المتنبي
حياة المتنبي الشخصية
قِيل أنّ المتنبي تزوج بامرأة شامية ورُزق منها بولدٍ اسمه محسد توفي معه. كما هنالك قصة حبّ مزعومة ألّبت عليه بلاط سيف الدولة، وهي أنّه كان يحب أخته خولة التي رثاها واصفًا مبسمها بالجميل. أما من حيث ديانة المتنبي ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة
وفاة المتنبي
كانت موهبته العظيمة سببًا في تقربه من العديد من القادة الذين عاصرهم. أثنى المتنبي على هؤلاء القادة والملوك مقابل المال والهدايا، فقد اكتسب أسلوبه الشعري القوي والنزيه شعبيةً كبيرةً في عصره.
قُتِل المتنبي بسبب إحدى قصائده التي احتوت على إهانةٍ كبيرةٍ لرجلٍ يدعى ضبة الأسدي والذي تعاون مع عمه الذي يُدعى فاتك الأسدي. تمكنوا من اعتراض طريق المتنبي، وابنه محسد وخادمه بالقرب من بغداد.
أفاد رجلٌ يُدعى ابن راشيك أنه عندما أراد المتنبي الفرار، ذكَّره خادمه ببعض الأسطر من إحدى قصائده التي تتحدث عن الشجاعة ، فقرر المتنبي الرجوع والقتال ولكنه تُوفي مع رفقائه في عام 965م.
حقائق سريعة عن المتنبي
يعتبر أفضل شاعر في العصر العباسي.
هو من مواليد الكوفة بالعراق، ولكنه تنقل بين عدة بلاد خلال حياته من بينها مصر.
كان معروف عنه مدح الملوك والأمراء من خلال شعره والحصول في المقابل على هدايا واموال.
بلغت قصائد المتنبي حوالي 326 قصيدةً، معظمها بين المدح والرثاء والهجاء.
وفي بسبب قصيدة هجائية كتبها في أحد الرجال، ما أدي إلى حدوث شجارٍ بينهما وكانت النتيجة موت المتنبي.
كان الشاعر الوحيد الذي لا يلقي شعره واقفًا بين يدي سيف الدولة، مما أثار غيرة بقية شعراء البلاط نحوه؛ فكادوا له المكائد.
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:13 PM
قصائده وأشعاره..
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:14 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
تضاحَكَ مِنّا دهرُنا لعتابنا
وعلَّمَنا التمويهَ لو نَتَعَلَّمُ
شريفٌ زُغاوِيٌّ وزانٍ مُذَكَّرٌ
وأعمَشُ كحّالٌ وأعمى مُنَجِّمُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:14 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
أفاعِلٌ بي فعالَ الموكِسِ الزاري
ونحنُ نُسألُ فيما كان من عارِ
قُل لي بحُرمَةِ من ضيَّعتَ حُرمَتَهُ
أكان قدرَكَ ذا أم كان مقداري
لا عشتُ إن رضيَت نفسي ولا رَكِبَت
رجلٌ سعَيتُ بها في مثلِ دينارِ
وَليُّكَ اللَهُ لِمْ صيَّرتَني مَثَلاً
كالمُستَجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:15 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
مُعاذٌ ملاذٌ لزُوّادِه
ولا جارَ أكرَمُ من جارِهِ
كأنّ الحطيمَ على بابهِ
وزَمزَمَ والبيتَ في دارهِ
وكم من حريقِ أتى مرَّةً
فلَم يعمَلِ الماءُ في نارِهِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
ذي الأرضُ عمّا أتاها الأمسَ غانِيَةٌ
وغيرُها كان محتاجاً إلى المَطَرِ
شقَّ النباتَ عنِ البتسانِ ريِّقُهُ
مُحَيّياً جارَهُ الميدانَ بالشجر
كأنَّما مُطِرَت فيه صوالجةٌ
تُطَرِّحُ السدرَ فيه موضِعَ الأُكَرِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
أيُّ شِعري نظَرتُ فيه لِضَبٍّ
أوحَدٍ ما لَهُ على الدهرِ عونُ
كُلُّ بيتٍ يجيءُ يبرز فيه
لكَ من جوهَرِ الفصاحَةِ لونُ
يا لك الويلُ ليسَ يعجز موسى
رجُلٌ حشو جلدِه فرعونُ
أنا في عينكَ الظلامُ كما أنـ
ـنَ بياضَ النهارِ عندكَ جونُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
لَئِن مرّ بالفُسطاطِ عيشي فقد حلا
بعبدِ العزيزِ الماجدِ الطرفَينِ
فتىً زانَ قيساً بَل مَعَدّاً فعالُهُ
وما كُلُّ ساداتِ الشعوبِ بِزَينِ
تناول وُدّي من بعيدٍ فَنالَهُ
جَرى سابقاً في المجدِ ليس بِرَينِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
منَ الشوقِ والوجدِ المُبَرِّحِ أنَّني
يُمَثَّلُ لي من بعدِ لُقياكَ لُقياكا
سأسلوا لَذيذَ العيشِ بعدك دائماً
وأنسى حياةَ النفسِ من قبلِ أنساكا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:17 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
لا عبتُ بالخاتمِ إنسانةً
كمثلِ بدرِ في الدجى الناجمِ
وكُلَّما حاوَلتُ أخذى لهُ
من البنانِ المُترَف الناعِمِ
ألقَتهُ في فيها فقُلتُ انظروا
قد أخفَتِ الخاتِمَ في الخاتِم
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:17 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
بيدِي أيُّها الأميرُ الأريبُ
لا لشيءٍ إلّا لأنّي غريبُ
أو لأُمٍّ لها إذا ذكَرتْني
دمُ قلبٍ بدمع عينِ سكوبُ
إن أكُن قبلَ أن رأيتُكَ أخطَأ
تُ فإنّي على يديكَ أتوبُ
عائِبٌ عابني لديكَ ومنهُ
خُلِقَت في ذوي العيوبِ العيوبُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:27 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
زعَمَ المقيمُ بكَوتكينَ بأنَّهُ
من آلِ هاشمٍ بنِ عبدِ منافِ
فأجبَتُهُ مُذ صرتَ من أبنائِهِم
صارت قُيودُهُم منَ الصفصافِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:27 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
أآمِدُ هَل ألَمَّ بكِ النهارُ
قَديماً أو أُثيرَ بكِ الغُبارُ
إذا ما الأرضُ كانت فيكِ ماءً
فأين بها لغرقاكِ القرارُ
تغَضَّبَتِ الشموسُ بها علينا
وماجَت فوقَ أرؤسِنا البحارُ
حنينَ البُختِ وَدَّعَها حجيجٌ
كأنَّ خيامَنا لهمُ جمارُ
فلا حيّا الإلهُ ديارَ بكرٍ
ولا روَّت مزارِعَها القِطارُ
بلادٌ لا سمينٌ من رعاها
ولا حسَنٌ بأهليها اليسارُ
إذا لُبِسَ الدروعُ ليومِ بُؤس
فأحسَنُ ما لَبِستَ بها الفرارُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:28 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
أفيقا خُمارُ الهمِّ نغَّصَني الخَمرا
وسكري من الأيامِ جنّبني السُكرا
تَسُرُّ خليلَيَّ المدامَةُ والذي
بقَلبيَ يَأبى أن أُسَرَّ كَما سُرّا
لبستُ صروفَ الدهرَ أخشَنَ ملبَسٍ
فعَرَّقنَني ناباً ومزَّقنني ظُفرا
وفي كُلِّ لحظٍ لي ومَسمَعِ نغمَةٍ
يُلاحظُني شَزراً ويوسِعني هُجرا
سدِكتُ بصَرفِ الدهرِ طفلاً ويافِعاً
فأفنَيتُهُ عزماً ولم يُفنني صبرا
أريدُ من الأيام مالا يريدُهُ
سوايَ ولا يجري بخاطرهِ فكرا
وأسألُها ما أستحقُّ قضاءَهُ
وما أنا ممّن رام حاجَتَهُ قسرا
ولي كبدٌ من رأيِ همِّتِها النوى
فتُركِبُني من عزمِها المركبَ الوعرا
تروق بني الدنيا عجائبُها ولي
فُؤادٌ ببيضِ الهند لا بيضها مغرى
أخو همَمٍ رحّالَةٌ لا تزالُ بي
نَوىً تقطع البيداءَ أو أقطعَ العُمرا
ومَن كان عزمي بين جنَبيهِ حثَّهُ
وخيَّلَ طول الأرضِ في عينه شِبرا
صحِبتُ ملوكَ الأرضِ مغتبِطاً بهم
وفارقتُهم ملآنَ من شنفٍ صدرا
ولمّا رأيتُ العبدَ للحُرِّ مالِكاً
أبيتُ إباء الحُرِّ مسترزقاً حُرّا
ومصرُ لعمري أهل كلِّ عجيبَةٍ
ولا مثل ذا المخصِيِّ أعجوبَةً نُكرا
يُعَدُّ إذا عُدَّ العجائِبُ أوّلاً
كما يُبتدى في العدِّ بالأصبَعِ الصُغرى
فيا هِرمَلَ الدنيا ويا عبرَة الورى
ويا أيُّها المخصِيُّ مَن أُمُّكَ البظرا
نُوَيبيَّةٌ لم تدرِ أن بُنَيَّها الـ
نـُوَيبيَّ بعدَ اللَه يُعبَدُ في مِصرا
ويستَخدمُ البيضَ الكواعِبَ كالدُمى
ورومَ العِبِدَّى والغطارِفَة الغُرّا
قضاءٌ من اللَه العلِيِّ أرادَهُ
ألا رُبَّما كانت إرادتُهُ شَرّا
وللَه آياتٌ ولَيسَتَ كهَذهِ
أظُنُّكَ يا كافورُ آيتَهُ الكبرى
لعَمريَ ما دهرٌ بهِ أنت طيِّبٌ
أيَحسَبُني ذا الدهرُ أحسَبُهُ دَهرا
وأكفُرُ يا كافورُ حين تلوحُ لي
ففارَقتُ مُذ فارقتُكَ الشركَ والكُفرا
عثَرت بسَيري نحو مصرَ فلا لَعاً
بها ولَعاً بالسيرِ عنها ولا عَثرا
وفارَقتُ خيرَ الناس قاصِدَ شرِّهِم
وأكرَمَهُم طُرّاً لأنذلِهِم طُرّا
فعاقَبني المَخصِيُّ بالغَدرِ جازِياً
لأنَّ رحيلي كان عن حَلَبٍ غَدرا
وما كنتُ إلا فائِلَ الرأي لم أُعَنْ
بحزمٍ ولا استصحَبتُ في وجهتي حِجرا
وقد أُرِي الخنزيرُ أنّى مدَحتُهُ
ولو علِموا قد كانَ يُهجى بما يُطرا
جسَرتُ على دهياء مصرَ ففُتُّها
ولم يَكُنِ الدهياءَ إلا من استجرا
سأجلُبُها أشباهَ ما حمَلَتْهُ من
أسنَّتِها جرداً مُقَسطلَةً غُبْرا
وأُطلِعُ بيضاً كالشموسِ مُطِلَّةً
إذا طلعَت بيضاً وإن غرَبَت حُمرا
فإن بلَغَت نفسي المُنى فبِعَزمِها
وإلا فقد أبلَغتُ في حرصِها عُذرا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:28 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
قَطَعتُ بسَيري كلَّ يهماءَ مفزَعِ
وجُبتُ بخيلي كلَّ صرماءَ بلقعِ
وثلَّمتُ سيفي في رؤوسٍ وأذرُعٍ
وحطّمتُ رمحي في نحورٍ وأضلُع
وصيّرتُ رأيي بعد عزميَ رائِدي
وخلّفت آراءً توالَت بمَسمَعي
ولم أتَّرِكْ أمراً أخافُ اغتيالَه
ولا طمعَت نفسي إلى غير مطمَع
وفارقتُ مصراً والأُسَيْوِدُ عينُهُ
حذارَ مسيري تستهلُّ بأدمُع
ألم تفهم الخُنثى مقالي وأنَّني
أُفارقُ من أقلي بقلبٍ مُشَيَّعِ
ولا أرعوي إلا إلى من يودّني
ولا يطّبيني منزلٌ غيرُ مُمرعِ
أبا النتنِ كم قيَّدتني بمواعِدٍ
مخافَة نظمٍ للفُؤادِ مُرَوِّع
وقدَّرتَ من فرطِ الجهالة أنّني
أُقيمُ على كذبٍ رصيفٍ مُضَيَّعِ
أقيمُ على عبدٍ خَصِيٍّ مُنافِقِ
لئيمٍ رديءِ الفعلِ للجودِ مُدّعي
وأترُكُ سيفَ الدولَةِ الملِكَ الرضا
كريمَ المحيّا أروعاً وابنَ أروع
فتىً بحرُهُ عذبٌ ومقصِدُه غِنىً
ومَرتَعُ مرعى جودهِ خيرُ مرتَعِ
تظَلُّ إذا ما جئتَهُ الدهرَ آمناً
بخيرِ مكانٍ بل بأشرَفِ موضعِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:29 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
هو الزمانُ منَنتَ بالذي جمَعا
في كل يومٍ ترى من صرفهِ بدَعا
إن شئتَ مُت أسفاً أو فابقَ مضطرباً
قد حلّ ما كنتَ تخشاه وقد وقعا
لو كان ممتَنِعٌ تُغنيهِ مَنعَتُهُ
لم يصنع الدهرُ بالإخشيدِ ما صنَعا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:29 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
وحبيب أخفَوه منّى نهاراً
فتخَفّى وزارني في اكتِئامِ
زارني في الظلام يطلب ستراً
فافتَضحنا بنورهِ في الظلامِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:29 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
وتَركتُ مدحي للوَصيّ تعمُّداً
إذ كانَ نوراً مستطيلاً شامِلا
وإذا استقَلَّ الشيءُ قام بذاتهِ
وكذا ضياءُ الشمسِ يذهبُ باطِلا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:30 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا
وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا
هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت
من المكارِمِ حتى ألقت العمدا
خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً
كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:30 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/478/122478000_1__672_.gif
أبعينِ مفتقرٍ إليكَ نظرَتَني
فأهنَتني وقذَفتني من حالِقِ
لستَ الملومَ أنا الملومُ لأنّني
أنزَلتُ آمالي بغير الخالق
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:40 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
إيهاً أتاكَ الحمامُ فاختَرَمَكْ
غَيرُ سفيهٍ عَلَيكَ من شتمَكْ
هَمُّكَ في أمرَدٍ تُقَلِّب في
عينِ دواةٍ لصُلبهِ قَلَمَكْ
وهِمَّتي في انتضاءِ ذي شطبٍ
أَقُدُّ يوماً بحَدِّهِ أدَمَكْ
فاخسَأ كليباً واقعُد على ذنَبٍ
واطلِ بما بينَ إليَتيكَ فمكْ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:40 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
يا آل حيدَرَةَ المعفّر خدُّهم
عبد المسيح على اسمِ عبد منافِ
تَرْبا الكلاب بأن يكونَ أباً لهم
ويَرينَ عاراً شدَّةَ الإقراف
لا تجمعوا لغةَ النبيطِ وتيهَكُم
وأُصولَكُم وأسامِيَ الأشرافِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:40 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
هيناً فقدتُ من الرجال بليدا
من كان عندَ وجوده مَفقودا
غلَبَ التبَسُّمُ يومَ ماتَ تفجُّعي
وغدا به رأي الحمامِ سديدا
يا صاحبَ الجَدَثِ الذي شمَلَ البري
يةَ جودُهُ لو كان لؤمُكَ جودا
قد كنتَ أنتَنَ منه يوم دخوله
ريحاً وأكثرَ في الحياة صديدا
وأذَلَّ جمجُمَةً وأعيا منطِقاً
وأقَلَّ معروفاً وأذوى عودا
أسلَمتَ لحيتَكَ الطويلَةَ للبلى
وثويتَ لا أجراً ولا محمودا
وروى الأطبّةُ أنّ ما بك قاتِلٌ
حُمْقٌ شفاؤُكَ كان منه بعيدا
وفسادُ عقلكَ نالَ جسمَك معدِياً
وليُفسِدَنَّ ضريحَه والدودا
قسَمت سَتاه بنيه ميراثَ استِه
من بعدِه فغدَت بغايا سودا
لو وَصَّلوا ما استدخلوا من فيشةٍ
في طولهم وصلوا السماء قعودا
أولادُ حيدَرَة الأصاغِرَ أنفُساً
ومناظِراً ومخابراً وجدودا
سودٌ ولَو بهرَ النجومَ بياضُهُم
قُلٌّ ولَو كثروا الترابَ عديدا
بُلِيتَ بما يجدونَ كلّ بخيلَةٍ
حسناءَ كيلا تستطيعَ صدودا
شيءٌ كلا شيءٍ لو اَنّك منهُمُ
في عسكَر مَجرٍ لكنتَ وحيدا
أسرِف فإنَّك صادِقٌ في شتمِهِم
في كلِّ شيءٍ ما خلا التحديدا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:40 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
لي منصبُ العَرَبِ البيضِ المصاليتِ
ومنطِقٌ صيغَ من دُرٍّ وياقوتِ
وهِمَّةٌ هيَ دونَ العرشِ منكبها
وصارَ ما تحتها في لجَّةِ الحوتِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:41 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
نارُ الذراية من لساني تُقتَدحْ
يَغدو عليَّ منَ النُهى ما لم يَرُحْ
بحرٌ لو اغتُرِفَت لطائم موجه
بالأرض والسبع الطباق لما نُزحْ
أمرى إليّ فإن سمحتُ بمهجَةٍ
كرُمَت عليّ فإنّ مثلي مَن سمَحْ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:41 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أتاني عنكَ قولٌ فازدَهاني
ومِثلُكَ يُتَّقى أبداً ويُرجى
ولَولا ظِنَّةٌ خلَعَت فُؤادي
وجدتُ إليكَ طُرقاً منكَ نهجا
فلَمّا جئتُ أشرقَ منكَ بَدرٌ
وكان لتِمِّه الإسعادُ بُرْجا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:41 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
ليسَ العليلُ الذي حمَّاه في الجسَدِ
بلِ العليلُ الذي حمّاه في الكمدِ
أقسَمتُ ما قبَّلَ الحُمّى سوى ملِكٍ
قبلَ الأميرِ ولا اشتاقَت إلى أحَدِ
فلا تلُمها رأت شيئاً فأعجَبَها
فعاوَدتكَ ولَو ملَّتكَ لَم تَعُدِ
أليسَ من محَنِ الدنيا أبا دُلَفٍ
ألّا نزوركَ والروحانِ في بَلَدِ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:41 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
إنّي لغَيرِ صنيعةٍ لشكورُ
كلا وإن سَواءك المغرورُ
ما لي أراني منكَ تحتَ سحابَةٍ
ظمآن أستسقي وأنتَ مَطيرُ
أنتَ الأميرُ وغيرُكُ المأمورُ
وعظيمُ شغلٍ في جداكَ يسيرُ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:41 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ
حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
ولم لا أصابُ وحربُ البسو
سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن
وهل أنا بعدَكُم عائشٌ
وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى
وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
فما للفراق وما للجميع
وما للرياح وما للدِمَن
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
كما كان لي بعد أن لم يكُن
ولم يسقني الراح ممزوجَةً
بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ
وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن
ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ
وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ
فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها
ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن
فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا
برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن
ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ
لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ
وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:42 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه
وأن أطيلَ البُكاء في خَلَقِهْ
بالسجن والقيد والحديد وما
يُنقضُ عند القيام من حلَقِهْ
في كل لصٍّ إذا خلوتُ به
حدَّث عن جحده وعن سرَقِهْ
لو خُلقت رجله كهامته
إذاً لبارى البُزاةَ في طلَقِهْ
بدّلت جيرانه وبِلْيته
في خطّ كفّ الأمير من ورَقِهْ
يا أيها السيد الهمام أبا ال
عباس والمستعاذُ من حَنَقِهْ
أعني الأمير الذي لهيبته
يخفق قلب الرضيع في خِرَقِهْ
المظهر العدل في رعيته
والمعتدى حلمه على نزقِهْ
لما تأملته رأيت له
مجداً تضلُّ الصفات في طرقِهْ
نظرت من طبعه إلى ملك
يغضى حماة الشآم من خُلُقِهْ
لو ما ترى سفكه بقدرته
كان دم العالمين في عنقِهْ
يا من إذا استنكر الإمام به
مات جميع الأنام من فرقِهْ
في كل يوم يسرى إلى عملٍ
في عسكر لا يُرى سوى حدقِهْ
تشتعل الأرض من بوارقه
ناراً وتنبو السيوف عن درَقِهْ
قد أثّر القيظ في محاسنه
وفاح ريح العبير من عرقِهْ
كأنّما الشمس لم تزر بلداً
في الأرض إلّا طلعتَ في أُفُقِهْ
اللَه يا ذا الأمير في رجل
لم تبق من جسمه سوى رمقِهْ
كم ضوء صبح رجاك في غده
وجنح ليل دعاك في غَسقِهْ
ناداك من لجّة لتنقذه
من بعد مالا يشكُّ في غرقِهْ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:42 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
يا ديار العباهر الأترابِ
أين أهل الخيام والأطنابِ
قذفت بالبدور عنك ظهورُ الـ
ـبُدن قذف القسِيِّ بالنُشاب
غادة تجعل الخلي شجياً
وتصيب المحب بالأوصاب
صدُّها يذهل العقول بالوصـ
ـل ترد العقول بعد ذهاب
يا شبابي ترفَّقَن بشبابي
نمتَ عن ليتي وبتُّ لما بي
تالفاً بين ميتة وحياةٍ
واقفاً بين رحمةٍ وعذاب
خُذ إلهي من الملاح لجسم
حُلن ما بينه وبين الثياب
سوءةٌ للتي شكوت فقالت
سوءةٌ للمُمَخرق الكذّاب
أعتَبت بالصدود بعد عتاب
ورمت بالنقاب بالعُنّاب
بعُنَابٍ تسوّدت من حشائي
بسواد ومن دمي بخضاب
وتمشّت من الفؤاد بنعلٍ
حُرُّ وجهي له مكانَ التراب
آه لم يدر ما العذاب فؤادٌ
لم يذق طعم فرقة الأحباب
أبعدي فالسلوُّ أجمل عندي
من حضور البكا على الغُيّاب
ووقار الفتى بغير مشيب
كصبو امرئٍ بغير شباب
سقِّني ريقها وسقِّ نديمي
من سلاف ممزوجة برضاب
واسقِ أطلالها وإن هجرتنا
يا إله السماء نوءَ السحاب
مضلخِمَّ الروقين مثعنجرَ الود
ق مسفَّ الجهام داني الرباب
مسبلاً مثل راحة ابن عبيد الـ
ـلهِ معطى الورى بغير حساب
يستقل الكثير معتذراً من
أخذه طالباً إلى الطُلّاب
فنفوس الأموال غير رواضٍ
عنه والسائلون غير غضاب
إن جود الوسمي بل زبد البحـ
ـر ترامى عبابُه بحَباب
دون جدوى أبي الحسين إذا ما اشـ
ـتغل الشعر بالعطايا الرغاب
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:42 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
مجدولة في حسنها
تحكى لنا قدّ الأسلْ
فكأنها عمر الفتى
والنار فيها كالأجلْ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:42 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
ألا لا خلْقَ أشجع من حسينٍ
وأطعن بالقنا منه النحورا
يفرّ عن الرماح إذا التقينا
ويبلعها إذا كانت أيورا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:43 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أرى الشطرنج لو كانت رجالا
تهزُّ صفائحاً وقناً طِوالا
لغادرت الثواكل معولاتٍ
بساحتنا وأطولت القتالا
ولكني أرى خشباً ضعيفاً
إذا شهد الوغى لم يَدع آلا
ولم يُصدِرن حُمراً كُنَّ بيضاً
ولم يغشين من موت ظلالا
فلو كنا نحارب مثل هذا
لباقينا مع الدهر الجبالا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:43 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أفكِّر في ادعائهم قريشاً
وتركهمُ النصارى واليهودا
وكيف تكاونوا من غير شيء
وكيف تناولوا الغرض البعيدا
ومن يحمى قرونَهم بنار
ويجعلها لأرجلهم قيودا
كذبتم ليس للعسّاس نسل
لأن الناس لا تلد القرودا
أنكذب فيكم الثقلين طراً
ونقبلكم لأنفسكم شهودا
أتاني عن أُبَيِّ الفضل قولٌ
جعلت جوابه عنه القصيدا
وآنف أن أجاوبه ولكن
رأيت الحلم لا يَزَعُ العبيدا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:43 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
لم لا يُغاث الشعر وهو يصيحُ
ويُرى منار الحق وهو يلوحُ
يا عصبة مخلوقة من ظلمة
ضمُّوا جوانبكم فإني يُوح
وإذا فشا طغيان عادٍ فيكم
فتأملوا وجهي فإني الريح
يا ناحتي الأشعار من آباطلهم
فالشعر يُنشدُ والصُنانُ يفوح
أنا من علمتم بصبصوا أو فانبحوا
فالكلب في إثر الهزبر نَبوح
لكمُ الأمان من الهجاء فإنه
فيمن به يُهجَى الهجاء مديح
ويدٌ لكم تِركان ثوبي إنه
من بعد سرق قصائدي مربوح
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:43 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أُنبئت أن سخيف العقل قال لكم
إن الذي شاء خلقي شاء سفك دمي
وكيف يقتلني من سوف أقتله
وهل تزلُّ وربي ناصري قدمي
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:43 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
ما لي كأن اشتياقاً ظلَّ يعنُف بي
بمصر لا بسواها كان مرتبطا
وما أفدتُ الغنى فيها ولا ملكت
كفِّي بها ملكاً بالجود مغتبطا
أأن سريتُ ولم أغلط تجدّد بي
وجدٌ يحسن عندي الجورَ والغلطا
لولا مُحَسَّدُ بل لولا الحسين لما
رأيت رأيي بوهن العزم مختلطا
هذا هواي وذا ابني خُطَّ مسكن ذا
بمصر والشام ألقى ذا بها خططا
ولي من الأرض ما أنضى رواحلُه
عمري لقد حكمت فينا النوى شططا
يا قاتل اللَهُ قلبي كيف ينزع بي
أما أُرى من عقال الهمِّ منتشطا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:44 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
أُريكَ الرِضا لَو أَخفَتِ النَفسُ خافِيا
وَما أَنا عَن نَفسي وَلا عَنكَ راضِيا
أَمَيناً وَإِخلافاً وَغَدراً وَخِسَّةً
وَجُبناً أَشَخصاً لُحتَ لي أَم مَخازِيا
تَظُنُّ اِبتِساماتي رَجاءً وَغِبطَةً
وَما أَنا إِلّا ضاحِكٌ مِن رَجائِيا
وَتُعجِبُني رِجلاكَ في النَعلِ إِنَّني
رَأَيتُكَ ذا نَعلٍ إِذا كُنتَ حافِيا
وَإِنَّكَ لا تَدري أَلَونُكَ أَسوَدٌ
مِنَ الجَهلِ أَم قَد صارَ أَبيَضَ صافِيا
وَيُذكِرُني تَخيِيطُ كَعبِكَ شَقَّهُ
وَمَشيَكَ في ثَوبٍ مِنَ الزَيتِ عارِيا
وَلَولا فُضولُ الناسِ جِئتُكَ مادِحاً
بِما كُنتُ في سِرّي بِهِ لَكَ هاجِيا
فَأَصبَحتَ مَسروراً بِما أَنا مُنشِدٌ
وَإِن كانَ بِالإِنشادِ هَجوُكَ غالِيا
فَإِن كُنتَ لا خَيراً أَفَدتَ فَإِنَّني
أَفَدتُ بِلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيا
وَمِثلُكَ يُؤتى مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ
لِيُضحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَواكِيا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:44 PM
http://ekladata.com/drQlaQS7vqNmSKZ99S6nuPOPGYI.gif
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى
فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا
أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا
وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ
حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا
وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا
فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا
تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا
نَقَشنَ بِهِ صَدرَ البُزاةِ حَوافِيا
وَتَنظُرُ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى
يَرَينَ بَعيداتِ الشُخوصِ كَما هِيَ
وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعاً
يَخَلنَ مُناجاةَ الضَميرِ تَنادِيا
تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً
كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا
بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِباً
بِهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجِسمِ ماشِيا
قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ
وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا
فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ
وَخَلَّت بَياضاً خَلفَها وَمَآقِيا
نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي
نَرى عِندَهُم إِحسانَهُ وَالأَيادِيا
فَتىً ما سَرَينا في ظُهورِ جُدودِنا
إِلى عَصرِهِ إِلّا نُرَجّي التَلاقِيا
تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ
فَما يَفعَلُ الفَعلاتِ إِلّا عَذارِيا
يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِهِ
فَإِن لَم تَبِد مِنهُم أَبادَ الأَعادِيا
أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقاً
إِلَيهِ وَذا الوَقتُ الَّذي كُنتُ راجِيا
لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ
وَجُبتُ هَجيراً يَترُكُ الماءَ صادِيا
أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ
وَكُلَّ سَحابٍ لا أَخَصُّ الغَوادِيا
يَدِلُّ بِمَعنىً واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ
وَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ المَعانِيا
إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى
فَإِنَّكَ تُعطي في نَداكَ المَعالِيا
وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ
فَيَرجِعَ مَلكاً لِلعِراقَينِ والِيا
فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِياً
لِسائِلِكَ الفَردِ الَّذي جاءَ عافِيا
وَتَحتَقِرُ الدُنيا اِحتِقارَ مُجَرِّبٍ
يَرى كُلَّ ما فيها وَحاشاكَ فانِيا
وَما كُنتَ مِمَّن أَدرَكَ المُلكَ بِالمُنى
وَلَكِن بِأَيّامٍ أَشَبنَ النَواصِيا
عِداكَ تَراها في البِلادِ مَساعِياً
وَأَنتَ تَراها في السَماءِ مَراقِيا
لَبِستَ لَها كُدرَ العَجاجِ كَأَنَّما
تَرى غَيرَ صافٍ أَن تَرى الجَوَّ صافِيا
وَقُدتَ إِلَيها كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ
يُؤَدّيكَ غَضباناً وَيَثنِكَ راضِيا
وَمُختَرَطٍ ماضٍ يُطيعُكَ آمِراً
وَيَعصي إِذا اِستَثنَيتَ لَو كُنتَ ناهِيا
وَأَسمَرَ ذي عِشرينَ تَرضاهُ وارِداً
وَيَرضاكَ في إيرادِهِ الخَيلَ ساقِيا
كَتائِبَ ما اِنفَكَّت تَجوسُ عَمائِراً
مِنَ الأَرضِ قَد جاسَت إِلَيها فَيافِيا
غَزَوتَ بِها دورَ المُلوكِ فَباشَرَت
سَنابِكُها هاماتِهِم وَالمَغانِيا
وَأَنتَ الَّذي تَغشى الأَسِنَّةَ أَوَّلاً
وَتَأنَفَ أَن تَغشى الأَسِنَّةَ ثانِيا
إِذا الهِندُ سَوَّت بَينَ سَيفَي كَريهَةٍ
فَسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التَساوِيا
وَمِن قَولِ سامٍ لَو رَآكَ لِنَسلِهِ
فِدى اِبنِ أَخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيا
مَدىً بَلَّغَ الأُستاذَ أَقصاهُ رَبُّهُ
وَنَفسٌ لَهُ لَم تَرضَ إِلّا التَناهِيا
دَعَتهُ فَلَبّاها إِلى المَجدِ وَالعُلا
وَقَد خالَفَ الناسُ النُفوسَ الدَواعِيا
فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ يُدنيهِ التَكَرُّمُ نائِيا
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:58 PM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
أَوهِ بَديلٌ مِن قَولَتي واهاً
لِمَن نَأَت وَالبَديلُ ذِكراها
أَوهِ لِمَن لا أَرى مَحاسِنَها
وَأَصلُ واهاً وَأَوهِ مَرآها
شامِيَّةٌ طالَما خَلَوتُ بِها
تُبصِرُ في ناظِري مُحَيّاها
فَقَبَّلَت ناظِري تُغالِطُني
وَإِنَّما قَبَّلَت بِهِ فاها
فَلَيتَها لا تَزالُ آوِيَةً
وَلَيتَهُ لا يَزالُ مَأواها
كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ
إِلّا فُؤاداً دَهَتهُ عَيناها
تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اِبتَسَمَت
مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها
ما نَفَضَت في يَدي غَدائِرُها
جَعَلَتهُ في المُدامِ أَفواها
في بَلَدٍ تُضرَبُ الحِجالُ بِهِ
عَلى حِسانٍ وَلَسنَ أَشباها
لَقِينَنا وَالحُمولُ ساتِرَةٌ
وَهُنَّ دُرٌّ فَذُبنَ أَمواها
كُلُّ مَهاةٍ كَأَنَّ مُقلَتَها
تَقولُ إِيّاكُمُ وَإِيّاها
فيهِنَّ مَن تَقطُرُ السُيوفُ دَماً
إِذا لِسانُ المُحِبِّ سَمّاها
أُحِبُّ حِمصاً إِلى خُناصِرَةٍ
وَكُلُّ نَفسٍ تُحِبُّ مَحياها
حَيثُ اِلتَقى خَدُّها وَتُفّاحَ لُب
نانَ وَثَغري عَلى حُمَيّاها
وَصِفتُ فيها مَصيفَ بادِيَةٍ
شَتَوتُ بِالصَحصَحانِ مَشتاها
إِن أَعشَبَت رَوضَةٌ رَعَيناها
أَو ذُكِرَت حِلَّةٌ غَزَوناها
أَو عَرَضَت عانَةٌ مُقَزَّعَةٌ
صِدنا بِأُشرى الجِيادِ أولاها
أَو عَبَرَت هَجمَةٌ بِنا تُرِكَت
تَكوسُ بَينَ الشُروبِ عَقراها
وَالخَيلُ مَطرودَةٌ وَطارِدَةٌ
تَجُرُّ طولى القَنا وَقُصراها
يُعجِبُها قَتلُها الكُماةُ وَلا
يُنظِرُها الدَهرُ بَعدَ قَتلاها
وَقَد رَأَيتُ المُلوكَ قاطِبَةً
وَسِرتُ حَتّى رَأَيتُ مَولاها
وَمَن مَناياهُمُ بِراحَتِهِ
يَأمُرُها فيهِمِ وَيَنهاها
أَبا شُجاعٍ بِفارِسٍ عَضُدَ ال
دَولَةِ فَنّاخُسرو شَهَنشاها
أَسامِياً لَم تَزِدهُ مَعرِفَةً
وَإِنَّما لَذَّةً ذَكَرناها
تَقودُ مُستَحسَنَ الكَلامِ لَنا
كَما تَقودُ السَحابَ عُظماها
هُوَ النَفيسُ الَّذي مَواهِبُهُ
أَنفَسُ أَموالِهِ وَأَسناها
لَو فَطِنَت خَيلُهُ لِنائِلِهِ
لَم يُرضِها أَن تَراهُ يَرضاها
لا تَجِدُ الخَمرَ في مَكارِمِهِ
إِذا اِنتَشى خَلَّةً تَلافاها
تُصاحِبُ الراحُ أَريَحِيَّتَهُ
فَتَسقُطُ الراحُ دونَ أَدناها
تَسُرُّ طَرباتُهُ كَرائِنَهُ
ثُمَّ تُزيلُ السُرورَ عُقباها
بِكُلِّ مَوهوبَةٍ مُوَلوَلَةٍ
قاطِعَةٍ زيرَها وَمَثناها
تَعومُ عَومَ القَذاةِ في زَبَدٍ
مِن جودِ كَفِّ الأَميرِ يَغشاها
تُشرِقُ تيجانُهُ بِغُرَّتِهِ
إِشراقَ أَلفاظِهِ بِمَعناها
دانَ لَهُ شَرقُها وَمَغرِبُها
وَنَفسُهُ تَستَقِلُّ دُنياها
تَجَمَّعَت في فُؤادِهِ هِمَمٌ
مِلءُ فُؤادِ الزَمانِ إِحداها
فَإِن أَتى حَظُّها بِأَزمِنَةٍ
أَوسَعَ مِن ذا الزَمانِ أَبداها
وَصارَتِ الفَيلَقانِ واحِدَةٌ
تَعثُرُ أَحياؤُها بِمَوتاها
وَدارَتِ النَيِّراتُ في فَلَكٍ
تَسجُدُ أَقمارُها لِأَبهاها
الفارِسُ المُتَّقى السِلاحُ بِهِ ال
مُثني عَلَيهِ الوَغى وَخَيلاها
لَو أَنكَرَت مِن حَيائِها يَدُهُ
في الحَربِ آثارُها عَرَفناها
وَكَيفَ تَخفى الَّتي زِيادَتُها
وَناقِعُ المَوتِ بَعضُ سيماها
الواسِعُ العُذرِ أَن يَتيهَ عَلى ال
دُنيا وَأَبنائِها وَماتاها
لَو كَفَرَ العالَمونَ نِعمَتُهُ
لَما عَدَت نَفسُهُ سَجاياها
كَالشَمسِ لا تَبتَغي بِما صَنَعَت
مَنفَعَةً عِندَهُم وَلا جاها
وَلِّ السَلاطينَ مَن تَوَلّاها
وَاِلجَأ إِلَيهِ تَكُن حُدَيّاها
وَلا تَغُرَّنَّكَ الإِمارَةُ في
غَيرِ أَميرٍ وَإِن بِها باهى
فَإِنَّما المَلكُ رَبُّ مَملَكَةٍ
قَد فَغَمَ الخافِقَينَ سَرَيّاها
مُبتَسِمٌ وَالوُجوهُ عابِسَةٌ
سِلمُ العِدى عِندَهُ كَهَيجاها
الناسُ كَالعابِدينَ آلِهَةً
وَعَبدُهُ كَالمُوَحِّدُ اللَهَ
عطر الزنبق
06-24-2019, 11:58 PM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
لَئِن تَكُ طَيِّئٌ كانَت لِئاماً
فَأَلأَمُها رَبيعَةُ أَو بَنوهُ
وَإِن تَكُ طَيِّئٌ كانَت كِراماً
فَوَردانٌ لِغَيرِهِمِ أَبوهُ
مَرَرنا مِنهُ في حِسمى بِعَبدٍ
يَمُجُّ اللُؤمَ مَنخِرُهُ وَفوهُ
أَشَذَّ بِعِرسِهِ عَنّي عَبيدي
فَأَتلَفَهُم وَمالي أَتلَفوهُ
فَإِن شَقِيَت بِأَيديهِم جِيادي
لَقَد شَقِيَت بِمُنصُلِيَ الوُجوهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:00 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
أَحَقُّ دارٍ بِأَن تُسمى مُبارَكَةً
دارٌ مُبارَكَةُ المَلكِ الَّذي فيها
وَأَجدَرُ الدورِ أَن تُسقى بِساكِنِها
دارٌ غَدا الناسُ يَستَسقونَ أَهليها
هَذي مَنازِلُكَ الأُخرى نُهَنِّئُها
فَمَن يَمُرُّ عَلى الأولى يُسَلّيها
إِذا حَلَلتَ مَكاناً بَعدَ صاحِبِهِ
جَعَلتَ فيهِ عَلى ما قَبلَهُ تيها
لا يُنكَرُ العَقلُ مِن دارٍ تَكونُ بِها
فَإِنَّ ريحَكَ روحٌ في مَغانيها
أَتَمَّ سَعدَكَ مَن لَقّاكَ أَوَّلَهُ
وَلا اِستَرَدَّ حَياةً مِنكَ مُعطيها
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:00 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
قالوا أَلَم تَكنِهِ فَقُلتُ لَهُم
ذَلِكَ عِيٌّ إِذا وَصَفناهُ
لايَتَوَقّى أَبو العَشائِرِ مِن
لَبسِ مَعاني الوَرى بِمَعناهُ
أَفرَسُ مَن تَسبَحُ الجِيادُ بِهِ
وَلَيسَ إِلّا الحَديدَ أَمواهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:00 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
الناسُ ما لَم يَرَوكَ أَشباهُ
وَالدَهرُ لَفظٌ وَأَنتَ مَعناهُ
وَالجودُ عَينٌ وَأَنتَ ناظِرُها
وَالبَأسُ باعٌ وَأَنتَ يُمناهُ
أَفدي الَّذي كُلُّ مَأزِقٍ حَرِجٍ
أَغبَرَ فُرسانُهُ تَحاماهُ
أَعلى قَناةِ الحُسَينِ أَوسَطُها
فيهِ وَأَعلى الكَمِيَّ رِجلاهُ
تُنشِدُ أَثوابُنا مَدائِحُهُ
بِأَلسُنٍ مالَهُنَّ أَفواهُ
إِذا مَرَرنا عَلى الأَصَمِّ بِها
أَغنَتهُ عَن مِسمَعَيهِ عَيناهُ
سُبحانَ مَن خارَ لِلكَواكِبِ بِالـ
ـبُعدِ وَلَو نِلنَ كُنَّ جَدواهُ
لَو كانَ ضَوءُ الشُموسِ في يَدِهِ
لَصاعَهُ جودُهُ وَأَفناهُ
يا راحِلاً كُلُّ مَن يُوَدِّعُهُ
مُوَدِّعٌ دينَهُ وَدُنياهُ
إِن كانَ فيما نَراهُ مِن كَرَمٍ
فيكَ مَزيدٌ فَزادَكَ اللَهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:01 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
أَنا بِالوُشاةِ إِذا ذَكَرتُكَ أَشبَهُ
تَأتي النَدى وَيُذاعُ عَنكَ فَتَكرَهُ
وَإِذا رَأَيتُكَ دونَ عِرضي عارِضاً
أَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ يَبغي نَصرَهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:01 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
أَغلَبُ الحَيِّزَينِ ما كُنتَ فيهِ
وَوَلِيُّ النَماءِ مَن تَنميهِ
ذا الَّذي أَنتَ جَدُّهُ وَأَبوهُ
دِنيَةً دونَ جَدِّهِ وَأَبيهِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:01 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَو سارَ فيها
سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ
طَبَت فُرسانَنا وَالخَيلَ حَتّى
خَشيتُ وَإِن كَرُمنَ مِنَ الحِرانِ
غَدَونا تَنفُضُ الأَغصانُ فيها
عَلى أَعرافِها مِثلَ الجُمانِ
فَسِرتُ وَقَد حَجَبنَ الشَمسَ عَنّي
وَجَبنَ مِنَ الضِياءِ بِما كَفاني
وَأَلقى الشَرقُ مِنها في ثِيابي
دَنانيراً تَفِرُّ مِنَ البَنانِ
لَها ثَمَرٌ تُشيرُ إِلَيكَ مِنهُ
بِأَشرِبَةٍ وَقَفنَ بِلا أَواني
وَأَمواهٌ تَصِلُّ بِها حَصاها
صَليلَ الحَليِ في أَيدي الغَواني
وَلَو كانَت دِمَشقَ ثَنى عِناني
لَبيقُ الثُردِ صينِيُّ الجِفانِ
يَلَنجوجِيُّ ما رُفِعَت لِضَيفٍ
بِهِ النيرانُ نَدِّيُّ الدُخانِ
تَحِلُّ بِهِ عَلى قَلبٍ شُجاعٍ
وَتَرحَلُ مِنهُ عَن قَلبٍ جَبانِ
مَنازِلُ لَم يَزَل مِنها خَيالٌ
يُشَيِّعُني إِلى النِوبَنذَجانِ
إِذا غَنّى الحَمامُ الوُرقُ فيها
أَجابَتهُ أَغانِيُّ القِيانِ
وَمَن بِالشِعبِ أَحوَجُ مِن حَمامٍ
إِذا غَنّى وَناحَ إِلى البَيانِ
وَقَد يَتَقارَبُ الوَصفانِ جِدّاً
وَمَوصوفاهُما مُتَباعِدانِ
يَقولُ بِشِعبِ بَوّانٍ حِصاني
أَعَن هَذا يُسارُ إِلى الطِعانِ
أَبوكُم آدَمٌ سَنَّ المَعاصي
وَعَلَّمَكُم مُفارَقَةَ الجِنانِ
فَقُلتُ إِذا رَأَيتُ أَبا شُجاعٍ
سَلَوتُ عَنِ العِبادِ وَذا المَكانِ
فَإِنَّ الناسَ وَالدُنيا طَريقٌ
إِلى مَن ما لَهُ في الناسِ ثانِ
لَقَد عَلَّمتُ نَفسي القَولَ فيهِم
كَتَعليمِ الطَرادِ بِلا سِنانِ
بِعَضدِ الدَولَةِ اِمتَنَعَت وَعَزَّت
وَلَيسَ لِغَيرِ ذي عَضُدٍ يَدانِ
وَلا قَبضٌ عَلى البيضِ المَواضي
وَلا حَظٌّ مِنَ السُمرِ اللِدانِ
دَعَتهُ بِمَفزَعِ الأَعضاءِ مِنها
لِيَومِ الحَربِ بِكرٍ أَو عَوانِ
فَما يُسمي كَفَنّا خُسرَ مُسمٍ
وَلا يُكَني كَفَنّا خُسرَ كاني
وَلا تُحصى فَضائِلُهُ بِظَنِّ
وَلا الإِخبارُ عَنهُ وَلا العِيانِ
أُروضُ الناسِ مِن تُربٍ وَخَوفٍ
وَأَرضُ أَبي شُجاعٍ مِن أَمانِ
تُذِمُّ عَلى اللُصوصِ لِكُلِّ تَجرٍ
وَتَضمَنُ لِلصَوارِمِ كُلَّ جاني
إِذا طَلَبَت وَدائِعُهُم ثِقاتٍ
دُفِعنَ إِلى المَحاني وَالرِعانِ
فَباتَت فَوقَهُنَّ بِلا صِحابٍ
تَصيحُ بِمَن يَمُرُّ أَما تَراني
رُقاهُ كُلُّ أَبيَضَ مَشرَفِيٍّ
لِكُلِّ أَصَمَّ صِلٍّ أُفعُوانِ
وَما تَرقى لُهاهُ مِن نَداهُ
وَلا المالُ الكَريمُ مِنَ الهَوانِ
حَمى أَطرافَ فارِسَ شَمَّرِيٌّ
يَحُضُّ عَلى التَباقي بِالتَفاني
بِضَربٍ هاجَ أَطرابَ المَنايا
سِوى ضَربِ المَثالِثِ وَالمَثاني
كَأَنَّ دَمَ الجَماجِمِ في العَناصي
كَسا البُلدانَ ريشَ الحَيقُطانِ
فَلَو طُرِحَت قُلوبُ العِشقِ فيها
لَما خافَت مِنَ الحَدَقِ الحِسانِ
وَلَم أَرَ قُبلَهُ شِبلَي هِزَبرٍ
كَشِبلَيهِ وَلا مُهرَي رِهانِ
أَشَدَّ تَنازُعاً لِكَريمِ أَصلٍ
وَأَشبَهُ مَنظَراً بِأَبِ هِجانِ
وَأَكثَرَ في مَجالِسِهِ اِستِماعاً
فُلانٌ دَقَّ رُمحاً في فُلانِ
وَأَوَّلُ رَأيَةٍ رَأيا المَعالي
فَقَد عَلِقا بِها قَبلَ الأَوانِ
وَأَوَّلُ لَفظَةٍ فَهِما وَقالا
إِغاثَةُ صارِخٍ أَو فَكُّ عانِ
وَكُنتَ الشَمسَ تَبهَرُ كُلَّ عَينٍ
فَكَيفَ وَقَد بَدَت مَعَها اِثنَتانِ
فَعاشا عيشَةَ القَمَرَينِ يُحيا
بِضَوئهِما وَلا يَتَحاسَدانِ
وَلا مَلَكا سِوى مُلكِ الأَعادي
وَلا وَرِثا سِوى مَن يَقتُلانِ
وَكانَ اِبنا عَدوٍّ كاثَراهُ
لَهُ ياءَي حُروفِ أُنَيسِيانِ
دُعاءٌ كَالثَناءِ بِلا رِثاءٍ
يُؤَدّيهِ الجَنانُ إِلى الجَنانِ
فَقَد أَصبَحتُ مِنهُ في فِرِندٍ
وَأَصبَحَ مِنكَ في عَضبٍ يَمانِ
وَلَولا كَونُكُم في الناسِ كانوا
هُراءً كَالكَلامِ بِلا مَعاني
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:01 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
جَزى عَرَباً أَمسَت بِبُلبَيسَ رَبُّها
بِمَسعاتِها تَقرَر بِذاكَ عُيونُها
كَراكِرَ مِن قَيسِ بنِ عَيلانَ ساهِراً
جُفونُ ظُباها لِلعُلا وَجُفونُها
وَخَصَّ بِهِ عَبدَ العَزيزِ بنَ يوسُفٍ
فَما هُوَ إِلّا غَيثُها وَمَعينُها
فَتىً زانَ في عَينَيَّ أَقصى قَبيلِهِ
وَكَم سَيِّدٍ في حِلَّةٍ لا يَزينُها
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:02 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
لَو كانَ ذا الآكِلُ أَزوادَنا
ضَيفاً لَأَوسَعناهُ إِحسانا
لَكِنَّنا في العَينِ أَضيافُهُ
يوسِعُنا زوراً وَبُهتانا
فَلَيتَهُ خَلّى لَنا سُبلَنا
أَعانَهُ اللَهُ وَإِيّانا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:02 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
عَدُوُّكَ مَذمومٌ بِكُلِّ لِسانِ
وَلَو كانَ مِن أَعدائِكَ القَمَرانِ
وَلِلَّهِ سِرٌّ في عُلاكَ وَإِنَّما
كَلامُ العِدا ضَربٌ مِنَ الهَذَيانِ
أَتَلتَمِسُ الأَعداءُ بَعدَ الَّذي رَأَت
قِيامَ دَليلٍ أَو وُضوحَ بَيانِ
رَأَت كُلَّ مَن يَنوي لَكَ الغَدرَ يُبتَلى
بِغَدرِ حَياةٍ أَو بِغَدرِ زَمانِ
بِرَغمِ شَبيبٍ فارَقَ السَيفُ كَفَّهُ
وَكانا عَلى العِلّاتِ يَصطَحِبانِ
كَأَنَّ رِقابَ الناسِ قالَت لِسَيفِهِ
رَفيقُكَ قَيسِيٌّ وَأَنتَ يَمانِ
فَإِن يَكُ إِنساناً مَضى لِسَبيلِهِ
فَإِنَّ المَنايا غايَةُ الحَيَوانِ
وَما كانَ إِلّا النارَ في كُلِّ مَوضِعٍ
تُثيرُ غُباراً في مَكانِ دُخانِ
فَنالَ حَياةً يَشتَهيها عَدوُّهُ
وَمَوتاً يُشَهّي المَوتَ كُلَّ جَبانِ
نَفى وَقعَ أَطرافِ الرِماحِ بِرُمحِهِ
وَلَم يَخشَ وَقعَ النَجمِ وَالدَبَرانِ
وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ فَوقَ شَواتِهِ
مُعارُ جَناحٍ مُحسِنِ الطَيَرانِ
وَقَد قَتَلَ الأَقرانَ حَتّى قَتَلتَهُ
بِأَضعَفِ قِرنٍ في أَذَلِّ مَكانِ
أَتَتهُ المَنايا في طَريقٍ خَفِيَّةٍ
عَلى كُلِّ سَمعٍ حَولَهُ وَعِيانِ
وَلَو سَلَكَت طُرقَ السِلاحِ لَرَدَّها
بِطولِ يَمينٍ وَاِتِّساعِ جَنانِ
تَقَصَّدَهُ المِقدارُ بَينَ صِحابِهِ
عَلى ثِقَةٍ مِن دَهرِهِ وَأَمانِ
وَهَل يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ اِلتِفافُهُ
عَلى غَيرِ مَنصورٍ وَغَيرِ مُعانِ
وَدى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بِنَفسِهِ
وَلَم يَدِهِ بِالجامِلِ العَكَنانِ
أَتُمسِكُ ما أَولَيتَهُ يَدُ عاقِلٍ
وَتُمسِكُ في كُفرانِهِ بِعِنانِ
وَيَركَبُ ما أَركَبتَهُ مِن كَرامَةٍ
وَيَركَبُ لِلعِصيانِ ظَهرَ حِصانِ
ثَنى يَدَهُ الإِحسانُ حَتّى كَأَنَّها
وَقَد قُبِضَت كانَت بِغَيرِ بَنانِ
وَعِندَ مَنِ اليَومَ الوَفاءُ لِصاحِبٍ
شَبيبٌ وَأَوفى مَن تَرى أَخَوانِ
قَضى اللَهُ يا كافورُ أَنَّكَ أَوَّلٌ
وَلَيسَ بِقاضٍ أَن يُرى لَكَ ثانِ
فَما لَكَ تَختارُ القِسِيَّ وَإِنَّما
عَنِ السَعدِ يَرمي دونَكَ الثَقَلانِ
وَمالَكَ تُعنى بِالأَسِنَّةِ وَالقَنا
وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنانِ
وَلِم تَحمِلُ السَيفَ الطَويلَ نِجادُهُ
وَأَنتَ غَنِيٌّ عَنهُ بِالحَدَثانِ
أَرِد لي جَميلاً جُدتَ أَو لَم تَجُد بِهِ
فَإِنَّكَ ما أَحبَبتَ فيَّ أَتاني
لَوِ الفَلَكَ الدَوّارَ أَبغَضتَ سَعيَهُ
لَعَوَّقَهُ شَيءٌ عَنِ الدَوَرانِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:02 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا
وَعَناهُم مِن شَأنِهِ ما عَنانا
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنـ
ـهُ وَإِن سَرَّ بَعضُهُم أَحيانا
رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليـ
ـهِ وَلَكِن تُكَدِّرُ الإِحسانا
وَكَأَنّا لَم يَرضَ فينا بِرَيبِ الـ
ـدَهرِ حَتّى أَعانَهُ مَن أَعانا
كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً
رَكَّبَ المَرءُ في القَناةِ سِنانا
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن
نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا
كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ
لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَن
فُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:03 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ
هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا
تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم
في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ
فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ
ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ
إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ
يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ
كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ
كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ
ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ
جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ
رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ
وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ
جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ
وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ
حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ
فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ
تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها
وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ
إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ
وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ
وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ
سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ
ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ
وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ
فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ
أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ
وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ
عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت
في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ
وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ
فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ
هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ
مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:03 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
ما أَنا وَالخَمرُ وَبِطِّيخَةٌ
سَوداءُ في قِشرٍ مِنَ الخَيزُران
يَشغَلُني عَنها وَعَن غَيرِها
تَوطينِيَ النَفسَ لِيَومِ الطِعان
وَكُلُّ نَجلاءَ لَها صائِكٌ
يَخضُبُ ما بَينَ يَدي وَالسِنان
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:03 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
زالَ النَهارُ وَنورٌ مِنكَ يوهِمُنا
أَن لَم يَزُل وَلِجُنحِ اللَيلِ إِجنانُ
فَإِن يَكُن طَلَبُ البُستانِ يُمسِكُنا
فَرُح فَكُلُّ مَكانٍ مِنكَ بُستانُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:03 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا
تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها
لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها
صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ
يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا
أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ
إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا
يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ
حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا
قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري
فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُم هانا
تُهدي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُم
وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا
إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني
قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا
أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني
وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا
وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني
إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا
مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري
أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا
لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُت طَمَعاً
وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا
وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ
وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا
لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ
ما دُمتُ حَيّاً وَما قَلقَلنَ كيرانا
لَوَ اِستَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ
إِلى سَعيدِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ بُعرانا
فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ
عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا
ذاكَ الجَوادُ وَإِن قَلَّ الجَوادُ لَهُ
ذاكَ الشُجاعُ وَإِن لَم يَرضَ أَقرانا
ذاكَ المُعِدُّ الَّذي تَقنو يَداهُ لَنا
فَلَو أُصيبَ بِشَيءٍ مِنهُ عَزّانا
خَفَّ الزَمانُ عَلى أَطرافِ أَنمُلِهِ
حَتّى تُوُهِّمنَ لِلأَزمانِ أَزمانا
يَلقى الوَغى وَالفَنا وَالنازِلاتِ بِهِ
وَالسَيفَ وَالضَيفَ رَحبَ الباعِ جَذلانا
تَخالُهُ مِن ذَكاءِ القَلبِ مُحتَمِياً
وَمِن تَكَرُّمِهِ وَالبِشرِ نَشوانا
وَتَسحَبُ الحِبَرَ القَيناتُ رافِلَةً
في جودِهِ وَتَجُرُّ الخَيلُ أَرسانا
يُعطي المُبَشِّرَ بِالقُصّادِ قَبلَهُمُ
كَمَن يُبَشِّرُهُ بِالماءِ عَطشانا
جَزَت بَني الحَسَنِ الحُسنى فَإِنَّهُمُ
في قَومِهِم مِثلُهُم في الغُرِّ عَدنانا
ما شَيَّدَ اللَهُ مِن مَجدٍ لِسالِفِهِم
إِلّا وَنَحنُ نَراهُ فيهِمِ الآنا
إِن كوتِبوا أَو لَقوا أَو حورِبوا وُجِدوا
في الخَطِّ وَاللَفظِ وَالهَيجاءِ فُرسانا
كَأَنَّ أَلسُنَهُم في النُطقِ قَد جُعِلَت
عَلى رِماحِهِمِ في الطَعنِ خِرصانا
كَأَنَّهُم يَرِدونَ المَوتَ مِن ظَمَأٍ
أَو يَنشَقونَ مِنَ الخَطِّيِّ رَيحانا
الكائِنينَ لِمَن أَبغي عَداوَتَهُ
أَعدى العِدا وَلِمَن آخَيتُ إِخوانا
خَلائِقٌ لَو حَواها الزِنجُ لَاِنقَلَبوا
ظَميَ الشِفاهِ جِعادَ الشَعرِ غُرّانا
وَأَنفُسٌ يَلمَعِيّاتٌ تُحِبُّهُمُ
لَها اِضطِراراً وَلَو أَقصَوكَ شَنآنا
الواضِحينَ أُبُوّاتٍ وَأَجبِنَةٍ
وَوالِداتٍ وَأَلباباً وَأَذهانا
يا صائِدَ الجَحفَلِ المَرهوبِ جانِبُهُ
إِنَّ اللِيوثَ تَصيدُ الناسَ أُحدانا
وَواهِباً كُلُّ وَقتٍ وَقتُ نائِلِهِ
وَإِنَّما يَهَبُ الوَهّابُ أَحيانا
أَنتَ الَّذي سَبَكَ الأَموالَ مَكرُمَةً
ثُمَّ اِتَّخَذتَ لَها السُؤآلَ خُزّانا
عَلَيكَ مِنكَ إِذا أُخليتَ مُرتَقِبٌ
لَم تَأتِ في السِرِّ ما لَم تَأتِ إِعلانا
لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ
أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا
فَإِنَّ مِثلَكَ باهَيتُ الكِرامَ بِهِ
وَرَدَّ سُخطاً عَلى الأَيّامِ رِضوانا
وَأَنتَ أَبعَدُهُم ذِكراً وَأَكبَرُهُم
قَدراً وَأَرفَعُهُم في المَجدِ بُنيانا
قَد شَرَّفَ اللَهُ أَرضاً أَنتَ ساكِنُها
وَشَرَّفَ الناسَ إِذ سَوّاكَ إِنسانا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:04 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
أَفاضِلُ الناسِ أَغراضٌ لِذا الزَمَنِ
يَخلو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُم مِنَ الفِطَنِ
وَإِنَّما نَحنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ
شَرٍّ عَلى الحُرِّ مِن سُقمٍ عَلى بَدَنِ
حَولي بِكُلِّ مَكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ
تُخطي إِذا جِئتَ في اِستِفهامِها بِمَنِ
لا أَقتَري بَلَداً إِلّا عَلى غَرَرٍ
وَلا أَمُرُّ بِخَلقٍ غَيرِ مُضطَغِنِ
وَلا أُعاشِرُ مِن أَملاكِهِم أَحَداً
إِلّا أَحَقَّ بِضَربِ الرَأسِ مِن وَثَنِ
إِنّي لَأَعذِرُهُم مِمّا أُعَنِّفُهُم
حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني
فَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ
فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ
وَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ
عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِ
خُرّابِ بادِيَّةٍ غَرثى بُطونُهُمُ
مَكنُ الضِبابِ لَهُم زادٌ بِلا ثَمَنِ
يَستَخبِرونَ فَلا أُعطيهِمُ خَبَري
وَما يَطيشُ لَهُم سَهمٌ مِنَ الظِنَنِ
وَخَلَّةٍ في جَليسٍ أَتَّقيهِ بِها
كَيما يُرى أَنَّنا مِثلانِ في الوَهَنِ
وَكِلمَةٍ في طَريقٍ خِفتُ أَعرِبُها
فَيُهتَدى لي فَلَم أَقدِر عَلى اللَحنِ
قَد هَوَّنَ الصَبرُ عِندي كُلَّ نازِلَةٍ
وَلَيَّنَ العَزمُ حَدَّ المَركَبِ الخَشِنِ
كَم مَخلَصٍ وَعُلاً في خَوضِ مَهلَكَةٍ
وَقَتلَةٍ قُرِنَت بِالذَمِّ في الجُبُنِ
لا يُعجِبَنَّ مَضيماً حُسنُ بِزَّتِهِ
وَهَل يَروقُ دَفيناً جَودَةُ الكَفَنِ
لِلَّهِ حالٌ أُرَجّيها وَتُخلِفُني
وَأَقتَضي كَونَها دَهري وَيَمطُلُني
مَدَحتُ قَوماً وَإِن عِشنا نَظَمتُ لَهُم
قَصائِداً مِن إِناثِ الخَيلِ وَالحُصُنِ
تَحتَ العَجاجِ قَوافيها مُضَمَّرَةً
إِذا تُنوشِدنَ لَم يَدخُلنَ في أُذُنِ
فَلا أُحارِبُ مَدفوعاً إِلى جُدُرٍ
وَلا أُصالِحُ مَغروراً عَلى دَخَنِ
مُخَيِّمُ الجَمعِ بِالبَيداءِ يَصهَرُهُ
حَرُّ الهَواجِرِ في صُمٍّ مِنَ الفِتَنِ
أَلقى الكِرامُ الأُلى بادوا مَكارِمُهُم
عَلى الخَصيبِيِّ عِندَ الفَرضِ وَالسُنَنِ
فَهُنَّ في الحَجرِ مِنهُ كُلَّما عَرَضَت
لَهُ اليَتامى بَدا بِالمَجدِ وَالمِنَنِ
قاضٍ إِذا اِلتَبَسَ الأَمرانِ عَنَّ لَهُ
رَأيٌ يُخَلِّصُ بَينَ الماءِ وَاللَبَنِ
غَضُّ الشَبابِ بَعيدٌ فَجرُ لَيلَتِهِ
مُجانِبُ العَينِ لِلفَحشاءِ وَالوَسَنِ
شَرابُهُ النَشحُ لا لِلرِيِّ يَطلُبُهُ
وَطَعمُهُ لِقَوامِ الجِسمِ لا السِمَنِ
القائِلُ الصِدقَ فيهِ ما يَضُرُّ بِهِ
وَالواحِدُ الحالَتَينِ السِرِّ وَالعَلَنِ
الفاصِلُ الحُكمَ عَيَّ الأَوَّلونَ بِهِ
وَالمُظهِرُ الحَقَّ لِلساهي عَلى الذِهنِ
أَفعالُهُ نَسَبٌ لَو لَم يَقُل مَعَها
جَدّي الخَصيبُ عَرَفنا العِرقَ بِالغُصُنِ
العارِضُ الهَتِنُ اِبنُ العارِضِ الهَتِنِ اِب
نِ العارِضِ الهَتِنِ اِبنِ العارِضِ الهَتِنِ
قَد صَيَّرَت أَوَّلَ الدُنيا وَآخِرَها
آباؤُهُ مِن مُغارِ العِلمِ في قَرَنِ
كَأَنَّهُم وُلِدوا مِن قَبلِ أَن وُلِدوا
أَو كانَ فَهمُهُمُ أَيّامَ لَم يَكُنِ
الخاطِرينَ عَلى أَعدائِهِم أَبَداً
مِنَ المَحامِدِ في أَوقى مِنَ الجُنَنِ
لِلناظِرينَ إِلى إِقبالِهِ فَرَحٌ
يُزيلُ ما بِجِباهِ القَومِ مِن غَضَنِ
كَأَنَّ مالَ اِبنِ عَبدِ اللَهِ مُغتَرَفٌ
مِن راحَتَيهِ بِأَرضِ الرومِ وَاليَمَنِ
لَم نَفتَقِد بِكَ مِن مُزنٍ سِوى لَثَقٍ
وَلا مِنَ البَحرِ غَيرَ الريحِ وَالسُفُنِ
وَلا مِنَ اللَيثِ إِلّا قُبحَ مَنظَرِهِ
وَمِن سِواهُ سِوى ما لَيسَ بِالحَسَنِ
مُنذُ اِحتَبَيتَ بِأَنطاكِيَّةَ اِعتَدَلَت
حَتّى كَأَنَّ ذَوي الأَوتارِ في هُدَنِ
وَمُذ مَرَرتَ عَلى أَطوادِها قَرِعَت
مِنَ السُجودِ فَلا نَبتٌ عَلى القُنَنِ
أَخلَت مَواهِبُكَ الأَسواقَ مِن صَنَعٍ
أَغنى نَداكَ عَنِ الأَعمالِ وَالمِهَنِ
ذا جودُ مَن لَيسَ مِن دَهرٍ عَلى ثِقَةٍ
وَزُهدُ مَن لَيسَ مِن دُنياهُ في وَطَنِ
وَهَذِهِ هَيبَةٌ لَم يُؤتَها بَشَرٌ
وَذا اِقتِدارُ لِسانٍ لَيسَ في المُنَنِ
فَمُر وَأَومٍ تُطَع قُدِّستَ مِن جَبَلٍ
تَبارَكَ اللَهُ مُجري الروحِ في حَضَنِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:04 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
يا بَدرُ إِنَّكَ وَالحَديثُ شُجونُ
مَن لَم يَكُن لِمِثالِهِ تَكوينُ
لَعَظُمتَ حَتّى لَو تَكونُ أَمانَةً
ما كانَ مُؤتَمَناً بِها جِبرينُ
بَعضُ البَرِيَّةِ فَوقَ بَعضٍ خالِياً
فَإِذا حَضَرتَ فَكُلُّ فَوقٍ دونُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:04 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما
أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي
فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا
وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى
وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا
لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ
عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا
وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها
وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا
نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ
ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى
فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ
مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا
نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ
فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا
يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ
فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا
أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ
وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا
يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ
ثَوباً أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا
وَأَمَرُّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَهُ
فَقدُ السُيوفِ الفاقِداتِ الأَجفُنا
لا يَستَكِنُّ الرُعبُ بَينَ ضُلوعِهِ
يَوماً وَلا الإِحسانُ أَن لا يُحسِنا
مُستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ
فَكَأَنَّ ما سَيَكونُ فيهِ دُوِّنا
تَتَقاصَرُ الأَفهامُ عَن إِدراكِهِ
مِثلَ الَّذي الأَفلاكُ فيهِ وَالدُنا
مَن لَيسَ مِن قَتلاهُ مِن طُلَقائِهِ
مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حُيِّنا
لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا
قَفَلَت إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا
أَرِجَ الطَريقُ فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ
إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مُستَوطِنا
لَو تَعقِلُ الشَجَرُ الَّتي قابَلتَها
مَدَّت مُحَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصُنا
سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن
شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا
طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها
لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا
أَقبَلتَ تَبسِمُ وَالجِيادُ عَوابِسٌ
يَخبُبنَ بِالحَلَقِ المُضاعَفِ وَالقَنا
عَقَدَت سَنابِكُها عَلَيها عِثيَراً
لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا
وَالأَمرُ أَمرُكَ وَالقُلوبُ خَوافِقٌ
في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمُنى
فَعَجِبتُ حَتّى ما عَجِبتُ مِنَ الظُبى
وَرَأَيتُ حَتّى ما رَأَيتُ مِنَ السَنا
إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَراً
في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا
فَطِنَ الفُؤادُ لِما أَتَيتُ عَلى النَوى
وَلِما تَرَكتُ مَخافَةً أَن تَفطُنا
أَضحى فِراقُكَ لي عَلَيهِ عُقوبَةً
لَيسَ الَّذي قاسَيتُ مِنهُ هَيِّنا
فَاِغفِر فِدىً لَكَ وَاِحبُني مِن بَعدِها
لِتَخُصَّني بِعَطِيَّةٍ مِنها أَنا
وَاِنهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيَّ بِضَلَّةٍ
فَالحَرُّ مُمتَحِنٌ بِأَولادِ الزِنا
وَإِذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً
في مَجلِسٍ أَخَذَ الكَلامَ اللَذعَنا
وَمَكايِدُ السُفَهاءِ واقِعَةٌ بِهِم
وَعَداوَةُ الشُعَراءِ بِئسَ المُقتَنى
لُعِنَت مُقارَنَةُ اللَئيمِ فَإِنَّها
ضَيفٌ يَجِرُّ مِنَ النَدامَةِ ضَيفَنا
غَضَبُ الحَسودِ إِذا لَقيتُكَ راضِياً
رُزءٌ أَخَفُّ عَلَيَّ مِن أَن يوزَنا
أَمسى الَّذي أَمسى بِرَبِّكَ كافِراً
مِن غَيرِنا مَعَنا بِفَضلِكَ مُؤمِنا
خَلَتِ البِلادُ مِنَ الغَزالَةِ لَيلَها
فَأَعاضَهاكَ اللَهُ كَي لا تَحزَنا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:04 AM
http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif
إِذا ما الكَأسُ أَرعَشَتِ اليَدَينِ
صَحَوتُ فَلَم تَحُل بَيني وَبَيني
هَجَرتُ الخَمرَ كَالذَهَبِ المُصَفّى
فَخَمري ماءُ مُزنٍ كَاللُجَينِ
أَغارُ مِنَ الزُجاجَةِ وَهيَ تَجري
عَلى شَفَةِ الأَميرِ أَبي الحُسَينِ
كَأَنَّ بَياضَها وَالراحُ فيها
بَياضٌ مُحدِقٌ بِسَوادِ عَينِ
أَتَيناهُ نُطالِبُهُ بِرِفدٍ
يُطالِبُ نَفسَهُ مِنهُ بِدَينِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:20 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
كَتَمتُ حُبُّكِ حَتّى مِنكِ تَكرِمَةً
ثُمَّ اِستَوى فيكِ إِسراري وَإِعلاني
كَأَنَّهُ زادَ حَتّى فاضَ مِن جَسَدي
فَصارَ سُقمي بِهِ في جِسمِ كِتماني
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:20 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
قُضاعَةُ تَعلَمُ أَنّي الفَتى الـ
ـلَذي اِدَّخَرَت لِصُروفِ الزَمانِ
وَمَجدي يَدُلُّ بَني خِندِفٍ
عَلى أَنَّ كُلَّ كَريمٍ يَمانِ
أَنا اِبنُ اللِقاءِ أَنا اِبنُ السَخاءِ
أَنا اِبنُ الضِرابِ أَنا اِبنُ الطِعانِ
أَنا اِبنُ الفَيافي أَنا اِبنُ القَوافي
أَنا اِبنُ السُروجِ أَنا اِبنُ الرِعانِ
طَويلُ النِجادِ طَويلُ العِمادِ
طَويلُ القَناةِ طَويلُ السِنانِ
حَديدُ اللِحاظِ حَديدُ الحِفاظِ
حَديدُ الحُسامِ حَديدُ الجَنانِ
يُسابِقُ سَيفي مَنايا العِبادِ
إِلَيهِم كَأَنَّهُما في رِهانِ
يَرى حَدُّهُ غامِضاتِ القُلوبِ
إِذا كُنتُ في هَبوَةٍ لا أَراني
سَأَجعَلُهُ حَكَماً في النُفوسِ
وَلَو نابَ عَنهُ لِساني كَفاني
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:21 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
أَبلى الهَوى أَسَفاً يَومَ النَوى بَدَني
وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ
روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا
أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ
كَفى بِجِسمي نُحولاً أَنَّني رَجُلٌ
لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:21 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ
بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ
أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت
أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ
لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ
خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى
أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ
وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى
أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ
تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ
أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال
هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ
قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد
إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ
كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ
في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ
إِن خُلِّيَت رُبِطَت بِآدابِ الوَغى
فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ
في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ
فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ
يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ
كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ
فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ
يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ
حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحاً
يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ
يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ
يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ
وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ
تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ
رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ
وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ
فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ
وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ
وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ
عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ
تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها
تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ
بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ
مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ
فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى
راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ
المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ
ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ
مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم
مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ
يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ
أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ
خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً
وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ
وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ
وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ
وَالطُرقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا
وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ
نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما
يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ
وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها
فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ
ما زِلتَ تَضرِبُهُم دِراكاً في الذُرى
ضَرباً كَأَنَّ السَيفَ فيهِ اِثنانِ
خَصَّ الجَماجِمَ وَالوُجوهَ كَأَنَّما
جاءَت إِلَيكَ جُسومُهُم بِأَمانِ
فَرَمَوا بِما يَرمونَ عَنهُ وَأَدبَروا
يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرنانِ
يَغشاهُمُ مَطَرُ السَحابِ مُفَصَّلاً
بِمُثَقَّفٍ وَمُهَنَّدٍ وَسِنانِ
حُرِموا الَّذي أَمِلوا وَأَدرَكَ مِنهُمُ
آمالَهُ مَن عادَ بِالحِرمانِ
وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ
شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ
هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ
كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني
وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمِ
فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ
قَد سَوَّدَت شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُم
فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ
وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني
فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ
إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُم
كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ
تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ
مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ
رَفَعَت بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَت
قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ
أَنسابُ فَخرِهِمِ إِلَيكَ وَإِنَّما
أَنسابُ أَصلِهِمِ إِلى عَدنانِ
يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ
أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ
فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري
وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:22 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
حَجَّبَ ذا البَحرَ بِحارٌ دونَهُ
يَذُمُّها الناسُ وَيَحمَدونَهُ
يا ماءُ هَل حَسَدتَنا مَعِنَهُ
أَمِ اِشتَهَيتَ أَن تُرى قَرينَهُ
أَمِ اِنتَجَعتَ لِلغِنى يَمينَهُ
أَم زُرتَهُ مُكَثِّراً قَطينَهُ
أَم جِئتَهُ مُخَندِقاً حُصونَهُ
إِنَّ الجِيادَ وَالقَنا يَكفينَهُ
يا رُبَّ لُجٍّ جُعِلَت سَفينَهُ
وَعازِبِ الرَوضِ تَوَفَّت عونَهُ
وَذي جُنونٍ أَذهَبَت جُنونَهُ
وَشَربِ كَأسٍ أَكثَرَت رَنينَهُ
وَأَبدَلَت غِناءَهُ أَنينَهُ
وَضَيغَمٍ أَولَجَها عَرينَهُ
وَمَلِكٍ أَوطَأَها جَبينَهُ
يَقودُها مُسَهِّداً جُفونَهُ
مُباشِراً بِنَفسِهِ شُؤونَهُ
مُشَرِّفاً بِطَعنِهِ طَعينَهُ
عَفيفَ ما في ثَوبِهِ مَأمونَهُ
أَبيَضَ ما في تاجِهِ مَيمونَهُ
بَحرٌ يَكونُ كُلُّ بَحرٍ نونَهُ
شَمسٌ تَمَنّى الشَمسُ أَن تَكونَهُ
إِن تَدعُ يا سَيفُ لِتَستَعينَهُ
يُجِبكَ قَبلَ أَن تُتِمَّ سينَهُ
أَدامَ مِن أَعدائِهِ تَمكينَهُ
مَن صانَ مِنهُم نَفسَهُ وَدينَهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:22 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
ثِيابُ كَريمٍ ما يَصونُ حِسانَها
إِذا نُشِرَت كانَ الهِباتُ صِوانَها
تُرينا صَناعُ الرومِ فيها مُلوكَها
وَتَجلو عَلَينا نَفسَها وَقِيانَها
وَلَم يَكفِها تَصويرُها الخَيلَ وَحدَها
فَصَوَّرَتِ الأَشياءَ إِلّا زَمانَها
وَما اِدَّخَرَتها قُدرَةً في مُصَوِّرٍ
سِوى أَنَّها ما أَنطَقَت حَيَوانَها
وَسَمراءُ يَستَغوي الفَوارِسَ قَدُّها
وَيُذكِرُها كَرّاتِها وَطِعانَها
رُدَينِيَّةٌ تَمَّت فَكادَ نَباتُها
يُرَكِّبُ فيها زُجَّها وَسِنانَها
وَأَمُّ عَتيقٍ خالُهُ دونَ عَمِّهِ
رَأى خَلقَها مَن أَعجَبَتهُ فَعانَها
إِذا سايَرَتهُ بايَنَتهُ وَبانَها
وَشانَتهُ في عَينِ البَصيرِ وَزانَها
فَأَينَ الَّتي لا تَأمَنُ الخَيلُ شَرَّها
وَشَرّي وَلا تُعطي سِوايَ أَمانَها
وَأَينَ الَّتي لا تَرجِعُ الرُمحَ خائِباً
إِذا خَفَضَت يُسرى يَدَيَّ عِنانَها
وَمالي ثَناءٌ لا أَراكَ مَكانَهُ
فَهَل لَكَ نُعمى لا تَراني مَكانَها
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:22 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
تَزورُ دِياراً ما نُحِبُّ لَها مَغنى
وَنَسأَلُ فيها غَيرَ ساكِنِها الإِذنا
نَقودُ إِلَيها الآخِذاتِ لَنا المَدى
عَلَيها الكُماةُ المُحسِنونَ بِها الظَنّا
وَنُصفي الَّذي يُكنى أَبا الحَسَنِ الهَوى
وَنُرضي الَّذي يُسمى الإِلَهَ وَلا يُكنى
وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا
إِذا ما تَرَكنا أَرضَهُم خَلفَنا عُدنا
وَأَنّا إِذا ما المَوتُ صَرَّحَ في الوَغى
لَبِسنا إِلى حاجاتِنا الضَربَ وَالطَعنا
قَصَدنا لَهُ قَصدَ الحَبيبِ لِقاؤُهُ
إِلَينا وَقُلنا لِلسُيوفِ هَلُمِّنّا
وَخَيلٍ حَشَوناها الأَسِنَّةَ بَعدَما
تَكَدَّسنَ مِن هَنّا عَلَينا وَمِن هَنّا
ضُرِبنَ إِلَينا بِالسِياطِ جَهالَةً
فَلَمّا تَعارَفنا ضُرِبنَ بِها عَنّا
تَعَدَّ القُرى وَالمُس بِنا الجَيشَ لَمسَةً
نُبارِ إِلى ما تَشتَهي يَدُكَ اليُمنى
فَقَد بَرَدَت فَوقَ اللُقانِ دِماؤُهُم
وَنَحنُ أُناسٌ نُتبِعُ البارِدَ السُخنا
وَإِن كُنتَ سَيفَ الدَولَةِ العَضبَ فيهِمِ
فَدَعنا نَكُن قَبلَ الضِرابِ القَنا اللُدنا
فَنَحنُ الأُلى لا نَأتَلي لَكَ نُصرَةً
وَأَنتَ الَّذي لَو أَنَّهُ وَحدَهُ أَغنى
يَقيكَ الرَدى مَن يَبتَغي عِندَكَ العُلا
وَمَن قالَ لا أَرضى مِنَ العَيشِ بِالأَدنى
فَلَولاكَ لَم تَجرِ الدِماءُ وَلا اللُها
وَلَم يَكُ لِلدُنيا وَلا أَهلِها مَعنى
وَما الخَوفُ إِلّا ما تَخَوَّفَهُ الفَتى
وَلا الأَمنُ إِلّا ما رَآهُ الفَتى أَمنا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:23 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
قَد صَدَقَ الوَردُ في الَّذي زَعَما
أَنَّكَ صَيَّرتَ نَثرَهُ دِيَما
كَأَنَّما مائِجُ الهَواءِ بِهِ
بَحرٌ حَوى مِثلَ مائِهِ عَنَما
ناثِرُهُ ناثِرُ السُيوفِ دَماً
وَكُلَّ قَولٍ يَقولُهُ حِكَما
وَالخَيلَ قَد فَصَّلَ الضِياعَ بِها
وَالنِعَمُ السابِغاتِ وَالنِقَما
فَليُرِنا الوَردُ إِن شَكا يَدَهُ
أَحسَنَ مِنهُ مِن جودِهِ سَلِما
وَقُل لَهُ لَستَ خَيرَ ما نَثَرَت
وَإِنَّما عَوَّذَت بِكَ الكَرَما
خَوفاً مِنَ العَينِ أَن يُصابَ بِها
أَصابَ عَيناً بِها يُصابُ عَمى
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:23 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ
وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها
فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ
تُسَوِّدُ الشَمسُ مِنّا بيضَ أَوجُهِنا
وَلا تُسَوِّدُ بيضَ العُذرِ وَاللِمَمِ
وَكانَ حالُهُما في الحُكمِ واحِدَةً
لَوِ اِحتَكَمنا مِنَ الدُنيا إِلى حَكَمِ
وَنَترُكُ الماءَ لا يَنفَكُّ مِن سَفَرٍ
ما سارَ في الغَيمِ مِنهُ سارَ في الأَدَمِ
لا أُبغِضُ العيسَ لَكِنّي وَقَيتُ بِها
قَلبي مِنَ الحُزنِ أَو جِسمي مِنَ السَقَمِ
طَرَدتُ مِن مِصرَ أَيديها بِأَرجُلِها
حَتّى مَرَقنَ بِنا مِن جَوشَ وَالعَلَمِ
تَبري لَهُنَّ نَعامُ الدَوِّ مُسرَجَةً
تُعارِضُ الجُدُلَ المُرخاةَ بِاللُجُمِ
في غِلمَةٍ أَخطَروا أَرواحَهُم وَرَضوا
بِما لَقينَ رِضا الأَيسارِ بِالزَلَمِ
تَبدو لَنا كُلَّما أَلقَوا عَمائِمَهُم
عَمائِمٌ خُلِقَت سوداً بِلا لُثُمِ
بيضُ العَوارِضِ طَعّانونَ مَن لَحِقوا
مِنَ الفَوارِسِ شَلّالونَ لِلنَعَمِ
قَد بَلَّغوا بِقَناهُم فَوقَ طاقَتِهِ
وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِم مِنَ الهِمَمِ
في الجاهِلِيَّةِ إِلّا أَنَّ أَنفُسَهُم
مِن طيبِهِنَّ بِهِ في الأَشهُرِ الحُرُمِ
ناشوا الرِماحَ وَكانَت غَيرَ ناطِقَةٍ
فَعَلَّموها صِياحَ الطَيرِ في البُهَمِ
تَخدي الرِكابُ بِنا بيضاً مَشافِرُها
خُضراً فَراسِنُها في الرُغلِ وَاليَنَمِ
مَكعومَةً بِسِياطِ القَومِ نَضرِبُها
عَن مَنبِتِ العُشبِ نَبغي مَنبِتَ الكَرَمِ
وَأَينَ مَنبِتُهُ مِن بَعدِ مَنبِتِهِ
أَبي شُجاعِ قَريعِ العُربِ وَالعَجَمِ
لا فاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقصِدُهُ
وَلا لَهُ خَلَفٌ في الناسِ كُلِّهِمِ
مَن لا تُشابِهُهُ الأَحياءُ في شِيَمِ
أَمسى تُشابِهُهُ الأَمواتُ في الرِمَمِ
عَدِمتُهُ وَكَأَنّي سِرتُ أَطلُبُهُ
فَما تَزيدُنِيَ الدُنيا عَلى العَدَمِ
ما زِلتُ أُضحِكُ إِبلي كُلَّما نَظَرَت
إِلى مَنِ اِختَضَبَت أَخفافُها بِدَمِ
أُسيرُها بَينَ أَصنامٍ أُشاهِدُها
وَلا أُشاهِدُ فيها عِفَّةَ الصَنَمِ
حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي
المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ
اِكتُب بِنا أَبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ
فَإِنَّما نَحنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ
أَسمَعتِني وَدَوائي ما أَشَرتِ بِهِ
فَإِن غَفِلتُ فَدائي قِلَّةُ الفَهَمِ
مَنِ اِقتَضى بِسِوى الهِندِيِّ حاجَتَهُ
أَجابَ كُلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بِلَمِ
تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا
وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التِهَمِ
وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً
بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ
أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ
مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ
ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ
صُنّا قَوائِمَها عَنهُم فَما وَقَعَت
مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ
هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ
فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ
وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ
شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ
وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ
وَلا يَغُرُّكَ مِنهُم ثَغرُ مُبتَسِمُ
غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ
وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ
سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها
فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ
الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ
وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ
وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ
في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ
أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ
فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:23 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
يُذَكِّرُني فاتِكاً حِلمُهُ
وَشَيءٌ مِنَ النَدِّ فيهِ اِسمُهُ
وَلَستُ بِناسٍ وَلَكِنَّني
يُجَدِّدُ لي ريحَهُ شَمُّهُ
وَأَيَّ فَتىً سَلَبَتني المَنونُ
وَلَم تَدرِ ما وَلَدَت أُمُّهُ
وَلا ما تَضُمُّ إِلى صَدرِها
وَلَو عَلِمَت هالَها ضَمُّهُ
بِمِصرَ مُلوكٌ لَهُم مالَهُ
وَلَكِنَّهُم ما لَهُم هَمُّهُ
فَأَجوَدُ مِن جودِهِم بُخلُهُ
وَأَحمَدُ مِن حَمدِهِم ذَمُّهُ
وَأَشرَفُ مِن عَيشِهِم مَوتُهُ
وَأَنفَعُ مِن وُجدِهِم عُدمُهُ
وَإِنَّ مَنِيَّتَهُ عِندَهُ
لَكَالخَمرِ سُقِّيَهُ كَرمُهُ
فَذاكَ الَّذي عَبَّهُ ماؤُهُ
وَذاكَ الَّذي ذاقَهُ طَعمُهُ
وَمَن ضاقَتِ الأَرضُ عَن نَفسِهِ
حَرىً أَن يَضيقَ بِها جِسمُهُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:24 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ
تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ
يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى
عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ
أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
حَصَلتُ بِأَرضِ مِصرَ عَلى عَبيدٍ
كَأَنَّ الحُرَّ بَينَهُمُ يَتيمُ
كَأَنَّ الأَسوَدَ اللابِيَّ فيهِم
غُرابٌ حَولَهُ رَخَمٌ وَبومُ
أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهواً
مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ
وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيّاً
مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ
فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا
فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ
إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ
وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:24 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ
أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ
جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ
فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ
لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ
تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ
ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ
وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ
أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم
يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ
أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ
كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ
فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها
مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ
وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:25 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
مَلومُكُما يَجِلُّ عَنِ المَلامِ
وَوَقعُ فَعالِهِ فَوقَ الكَلامِ
ذَراني وَالفَلاةُ بِلا دَليلٍ
وَوَجهي وَالهَجيرَ بِلا لِثامِ
فَإِنّي أَستَريحُ بِذي وَهَذا
وَأَتعَبُ بِالإِناخَةِ وَالمُقامِ
عُيونُ رَواحِلي إِن حُرتُ عَيني
وَكُلُّ بُغامِ رازِحَةٍ بُغامي
فَقَد أَرِدُ المِياهَ بِغَيرِ هادٍ
سِوى عَدّي لَها بَرقَ الغَمامِ
يُذِمُّ لِمُهجَتي رَبّي وَسَيفي
إِذا اِحتاجَ الوَحيدُ إِلى الذِمامِ
وَلا أُمسي لِأَهلِ البُخلِ ضَيفاً
وَلَيسَ قِرىً سِوى مُخِّ النِعامِ
فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ خِبّاً
جَزَيتُ عَلى اِبتِسامٍ بِاِبتِسامِ
وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن أَصطَفيهِ
لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ الأَنامِ
يُحِبُّ العاقِلونَ عَلى التَصافي
وَحُبُّ الجاهِلينَ عَلى الوَسامِ
وَآنَفُ مِن أَخي لِأَبي وَأُمّي
إِذا ما لَم أَجِدهُ مِنَ الكِرامِ
أَرى الأَجدادَ تَغلِبُها كَثيراً
عَلى الأَولادِ أَخلاقُ اللِئامِ
وَلَستُ بِقانِعٍ مِن كُلِّ فَضلٍ
بِأَن أُعزى إِلى جَدٍّ هُمامِ
عَجِبتُ لِمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ
وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ الكَهامِ
وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى المَعالي
فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنامِ
وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً
كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ
أَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا وَرائي
تَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي
وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وَكانَ جَنبي
يَمَلُّ لِقاءَهُ في كُلِّ عامِ
قَليلٌ عائِدي سَقِمٌ فُؤادي
كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي
عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ القِيامِ
شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ
وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً
فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ
بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا
فَعافَتها وَباتَت في عِظامي
يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي وَعَنها
فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ السِقامِ
إِذا ما فارَقَتني غَسَّلَتني
كَأَنّا عاكِفانِ عَلى حَرامِ
كَأَنَّ الصُبحَ يَطرُدُها فَتَجري
مَدامِعُها بِأَربَعَةٍ سِجامِ
أُراقِبُ وَقتَها مِن غَيرِ شَوقٍ
مُراقَبَةَ المَشوقِ المُستَهامِ
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِدقُ شَرٌّ
إِذا أَلقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ
أَبِنتَ الدَهرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ
فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِحامِ
جَرَحتِ مُجَرَّحاً لَم يَبقَ فيهِ
مَكانٌ لِلسُيوفِ وَلا السِهامِ
أَلا يا لَيتَ شَعرَ يَدي أَتُمسي
تَصَرَّفُ في عِنانٍ أَو زِمامِ
وَهَل أَرمي هَوايَ بِراقِصاتٍ
مُحَلّاةِ المَقاوِدِ بِاللُغامِ
فَرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ صَدري
بِسَيرٍ أَو قَناةٍ أَو حُسامِ
وَضاقَت خُطَّةٌ فَخَلَصتُ مِنها
خَلاصَ الخَمرِ مِن نَسجِ الفِدامِ
وَفارَقتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ
وَوَدَّعتُ البِلادَ بِلا سَلامِ
يَقولُ لي الطَبيبُ أَكَلتَ شَيئاً
وَداؤُكَ في شَرابِكَ وَالطَعامِ
وَما في طِبِّهِ أَنّي جَوادٌ
أَضَرَّ بِجِسمِهِ طولُ الجِمامِ
تَعَوَّدَ أَن يُغَبِّرَ في السَرايا
وَيَدخُلَ مِن قَتامِ في قَتامِ
فَأُمسِكَ لا يُطالُ لَهُ فَيَرعى
وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا اللِجامِ
فَإِن أَمرَض فَما مَرِضَ اِصطِباري
وَإِن أُحمَم فَما حُمَّ اِعتِزامي
وَإِن أَسلَم فَما أَبقى وَلَكِن
سَلِمتُ مِنَ الحِمامِ إِلى الحِمامِ
تَمَتَّع مِن سُهادِ أَو رُقادٍ
وَلا تَأمُل كَرىً تَحتَ الرِجامِ
فَإِنَّ لِثالِثِ الحالَينِ مَعنىً
سِوى مَعنى اِنتِباهِكَ وَالمَنامِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:25 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ
فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ
مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ
جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ
نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ
خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت
بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ
وَلا عِفَّةٌ في سَيفِهِ وَسِنانِهِ
وَلَكِنَّها في الكَفِّ وَالفَرجِ وَالفَمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ
وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
فِدىً لِأَبي المِسكِ الكِرامُ فَإِنَّها
سَوابِقُ خَيلٍ يَهتَدينَ بِأَدهَمِ
أَغَرَّ بِمَجدٍ قَد شَخَصنَ وَراءَهُ
إِلى خُلُقٍ رَحبٍ وَخَلقٍ مُطَهَّمِ
إِذا مَنَعَت مِنكَ السِياسَةُ نَفسَها
فَقِف وَقفَةً قُدّامَهُ تَتَعَلَّمِ
يَضيقُ عَلى مَن رائَهُ العُذرُ أَن يُرى
ضَعيفَ المَساعي أَو قَليلَ التَكَرُّمِ
وَمَن مِثلُ كافورٍ إِذا الخَيلُ أَحجَمَت
وَكانَ قَليلاً مَن يَقولُ لَها اِقدُمي
شَديدُ ثَباتِ الطَرفِ وَالنَقعُ واصِلٌ
إِلى لَهَواتِ الفارِسِ المُتَلَثِّمِ
أَبا المِسكِ أَرجو مِنكَ نَصراً عَلى العِدا
وَآمُلُ عِزّاً يَخضِبُ البيضَ بِالدَمِ
وَيَوماً يَغيظُ الحاسِدينَ وَحالَةً
أُقيمُ الشَقا فيها مَقامَ التَنَعُّمِ
وَلَم أَرجُ إِلّا أَهلَ ذاكَ وَمَن يُرِد
مَواطِرَ مِن غَيرِ السَحائِبِ يَظلِمِ
فَلَو لَم تَكُن في مِصرَ ما سِرتُ نَحوَها
بِقَلبِ المَشوقِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
وَلا نَبَحَت خَيلي كِلابُ قَبائِلٍ
كَأَنَّ بِها في اللَيلِ حَملاتِ دَيلَمِ
وَلا اِتَّبَعَت آثارَنا عَينُ قائِفٍ
فَلَم تَرَ إِلّا حافِراً فَوقَ مَنسِمِ
وَسَمنا بِها البَيداءَ حَتّى تَغَمَّرَت
مِنَ النيلِ وَاِستَذرَت بِظِلِّ المُقَطَّمِ
وَأَبلَخَ يَعصي بِاِختِصاصي مُشيرَهُ
عَصَيتُ بِقَصديهِ مُشيري وَلوَّمي
فَساقَ إِلَيَّ العُرفَ غَيرَ مُكَدَّرٍ
وَسُقتُ إِلَيهِ الشُكرَ غَيرَ مُجَمجَمِ
قَدِ اِختَرتُكَ الأَملاكَ فَاِختَر لَهُم بِنا
حَديثاً وَقَد حَكَّمتُ رَأيَكَ فَاِحكُمِ
فَأَحسَنُ وَجهٍ في الوَرى وَجهُ مُحسِنٍ
وَأَيمَنُ كَفٍّ فيهِمُ كَفُّ مُنعِمِ
وَأَشرَفُهُم مَن كانَ أَشرَفَ هِمَّةً
وَأَكبَرَ إِقداماً عَلى كُلِّ مُعظَمِ
لِمَن تَطلُبُ الدُنيا إِذا لَم تُرِد بِها
سُرورَ مُحِبٍّ أَو إِساءَةَ مُجرِمِ
وَقَد وَصَلَ المُهرُ الَّذي فَوقَ فَخذِهِ
مِنِ اِسمِكِ ما في كُلِّ عُنقٍ وَمِعصَمِ
لَكَ الحَيَوانُ الراكِبُ الخَيلَ كُلُّهُ
وَإِن كانَ بِالنيرانِ غَيرَ مُوَسَّمِ
وَلَو كُنتُ أَدري كَم حَياتي قَسَمتُها
وَصَيَّرتُ ثُلثَيها اِنتِظارَكَ فَاِعلَمِ
وَلَكِنَّ ما يَمضي مِنَ العُمرِ فائِتٌ
فَجُد لي بِحَظِّ البادِرِ المُتَغَنِّمِ
رَضيتُ بِما تَرضى بِهِ لي مَحَبَّةً
وَقُدتُ إِلَيكَ النَفسَ قَودَ المُسَلِّمِ
وَمِثلُكَ مَن كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ
فَكَلَّمَهُ عَنّي وَلَم أَتَكَلَّمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:26 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
أَعَن إِذني تَهُبُّ الريحُ رَهواً
وَيَسري كُلَّما شِئتُ الغَمامُ
وَلَكِنَّ الغَمامَ لَهُ طِباعٌ
تَبَجُّسُهُ بِها وَكَذا الكِرامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:26 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
رَوينا يا اِبنَ عَسكَرٍ الهُماما
وَلَم يَترُك نَداكَ بِنا هُياما
وَصارَ أَحَبُّ ما تُهدي إِلَينا
لِغَيرِ قِلىً وَداعَكَ وَالسَلاما
وَلَم نَملَل تَفَقُّدَكَ المَوالي
وَلَم نَذمُم أَيادِيَكَ الجِساما
وَلَكِنَّ الغُيوثَ إِذا تَوالَت
بِأَرضِ مُسافِرٍ كَرِهَ المُقاما
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:26 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ
يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ
أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى
يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ
مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ
الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ
يَحمي اِبنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ
ما بَينَ رِجلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ
أَقِمِ المَسالِحَ فَوقَ شُفرِ سُكَينَةٍ
إِنَّ المَنِيَّ بِحَلقَتَيها خِضرِمُ
وَاِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خَلقَكَ ناقِصٌ
وَاِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ
وَغِناكَ مَسأَلَةٌ وَطَيشُكَ نَفخَةٌ
وَرِضاكَ فَيشَلَةٌ وَرَبُّكَ دِرهَمُ
وَاِحذَر مُناواةَ الرِجالِ فَإِنَّما
تَقوى عَلى كَمَرِ العَبيدِ وَتُقدِمُ
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي
عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
يَمشي بِأَربَعَةٍ عَلى أَعقابِهِ
تَحتَ العُلوجِ وَمِن وَراءٍ يُلجَمُ
وَجُفونُهُ ما تَستَقِرُّ كَأَنَّها
مَطروفَةٌ أَو فُتَّ فيها حِصرِمُ
وَإِذا أَشارَ مُحَدِّثاً فَكَأَنَّهُ
قِردٌ يُقَهقِهُ أَو عَجوزٌ تَلطِمُ
يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ
حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً
وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ
وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً
وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ
وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ
أَرسَلتَ تَسأَلُني المَديحَ سَفاهَةً
صَفراءُ أَضيَقُ مِنكَ ماذا أَزعُمُ
أَتُرى القِيادَةَ في سِواكَ تَكَسُّباً
يا اِبنَ الأُعَيِّرِ وَهيَ فيكَ تَكَرُّمُ
فَلَشَدَّ ما جاوَزتَ قَدرَكَ صاعِداً
وَلَشَدَّ ما قَرُبَت عَلَيكَ الأَنجُمُ
وَأَرَغتَ ما لِأَبي العَشائِرِ خالِصاً
إِنَّ الثَناءَ لِمَن يُزارَ فَيُنعِمُ
وَلِمَن أَقَمتَ عَلى الهَوانِ بِبابِهِ
تَدنو فَيُوجأُ أَخدَعاكَ وَتُنهَمُ
وَلِمَن يُهينُ المالَ وَهوَ مُكَرَّمٌ
وَلِمَن يَجُرُّ الجَيشَ وَهوَ عَرَمرَمُ
وَلِمَن إِذا اِلتَقَتِ الكُماةُ بِمازِقٍ
فَنَصيبُهُ مِنها الكَمِيُّ المُعلَمُ
وَلَرُبَّما أَطَرَ القَناةَ بِفارِسٍ
وَثَنى فَقَوَّمَها بِآخَرَ مِنهُمُ
وَالوَجهُ أَزهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
وَالرُمحُ أَسمَرُ وَالحُسامُ مَصَمِّمُ
أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:27 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:27 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
غَيرُ مُستَنكِرٍ لَكَ الإِقدامُ
فَلِمَن ذا الحَديثُ وَالإِعلامُ
قَد عَلِمنا مِن قَبلُ أَنَّكَ مَن لَم
يَمنَعِ اللَيلُ هَمَّهُ وَالغَمامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 12:27 AM
http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
حُيِّيتَ مِن قَسَمٍ وَأَفدي المُقسِما
أَمسى الأَنامُ لَهُ مُجِلّاً مُعظِما
وَإِذا طَلَبتُ رِضا الأَميرِ بِشُربِها
وَأَخَذتُها فَلَقَد تَرَكتُ الأَحرَما
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:08 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
أَنا لائِمي إِن كُنتُ وَقتَ اللَوائِمِ
عَلِمتُ بِما بي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ
وَلَكِنَّني مِمّا شُدِهتُ مُتَيَّمٌ
كَسالٍ وَقَلبي بائِحٌ مِثلُ كاتِمِ
وَقَفنا كَأَنّا كُلُّ وَجدِ قُلوبِنا
تَمَكَّنَ مِن أَذوادِنا في القَوائِمِ
وَدُسنا بِأَخفافِ المَطِيِّ تُرابَها
فَلا زِلتُ أَستَشفي بِلَثمِ المَناسِمِ
دِيارُ اللَواتي دارُهُنَّ عَزيزَةٌ
بِطولِ القَنا يُحفَظنَ لا بِالتَمائِمِ
حِسانُ التَثَنّي يَنقُشُ الوَشيُ مِثلَهُ
إِذا مِسنَ في أَجسامِهِنَّ النَواعِمِ
وَيَبسِمنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدنَ مِثلَهُ
كَأَنَّ التَراقي وُشِّحَت بِالمَباسِمِ
فَمالي وَلِلدُنيا طِلابي نُجومُها
وَمَسعايَ مِنها في شُدوقِ الأَراقِمِ
مِنَ الحِلمِ أَن تَستَعمِلَ الجَهلَ دونَهُ
إِذا اِتَّسَعَت في الحِلمِ طُرقُ المَظالِمِ
وَأَن تَرِدَ الماءَ الَّذي شَطرُهُ دَمٌ
فَتُسقى إِذا لَم يُسقَ مَن لَم يُزاحِمِ
وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها
وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ
وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ
إِذا صُلتُ لَم أَترُك مَصالاً لِصائِلٍ
وَإِن قُلتُ لَم أَترُك مَقالاً لِعالِمِ
وَإِلّا فَخانَتني القَوافي وَعاقَني
عَنِ اِبنِ عُبَيدِ اللَهِ ضُعفُ العَزائِمِ
عَنِ المُقتَني بَذلَ التَلادِ تِلادَهُ
وَمُجتَنِبِ البُخلِ اِجتِنابَ المَحارِمِ
تَمَنّى أَعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ
وَتَحسُدُ كَفَّيهِ ثِقالُ الغَمائِمِ
وَلا يَتَلَقّى الحَربَ إِلّا بِمُهجَةٍ
مُعَظَّمَةٍ مَذخورَةٍ لِلعَظائِمِ
وَذي لَجَبٍ لاذو الجَناحِ أَمامَهُ
بِناجٍ وَلا الوَحشُ المُثارُ بِسالِمِ
تَمُرُّ عَلَيهِ الشَمسُ وَهيَ ضَعيفَةٌ
تُطالِعُهُ مِن بَينِ ريشِ القَشاعِمِ
إِذا ضَوؤُها لاقى مِنَ الطَيرِ فُرجَةً
تَدَوَّرَ فَوقَ البَيضِ مِثلَ الدَراهِمِ
وَيَخفى عَلَيكَ البَرقُ وَالرَعدُ فَوقَهُ
مِنَ اللَمعِ في حافاتِهِ وَالهَماهِمِ
أَرى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وَبَرقَةٍ
ضِراباً يُمَشّي الخَيلَ فَوقَ الجَماجِمِ
وَطَعنَ غَطاريفٍ كَأَنَّ أَكُفَّهُم
عَرَفنَ الرُدَينِيّاتِ قَبلَ المَعاصِمِ
حَمَتهُ عَلى الأَعداءِ مِن كُلِّ جانِبٍ
سُيوفُ بَني طُغجِ بنِ جُفِّ القَماقِمِ
هُمُ المُحسِنونَ الكَرَّ في حَومَةِ الوَغى
وَأَحسَنُ مِنهُ كَرُّهُم في المَكارِمِ
وَهُم يُحسِنونَ العَفوَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ
وَيَحتَمِلونَ الغُرمَ عَن كُلِّ غارِمِ
حَيِيّونَ إِلّا أَنَّهُم في نِزالِهِم
أَقَلُّ حَياءً مِن شِفارِ الصَوارِمِ
وَلَولا اِحتِقارُ الأُسدِ شَبَّهتُها بِهِم
وَلَكِنَّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ
سَرى النَومُ عَنّي في سُرايَ إِلى الَّذي
صَنائِعُهُ تَسري إِلى كُلِّ نائِمِ
إِلى مُطلِقِ الأَسرى وَمُختَرِمِ العِدا
وَمُشكي ذَوي الشَكوى وَرَغمِ المُراغِمِ
كَريمٌ نَفَضتُ الناسَ لَمّا بَلَغتُهُ
كَأَنَّهُمُ ما جَفَّ مِن زادِ قادِمِ
وَكادَ سُروري لا يَفي بِنَدامَتي
عَلى تَركِهِ في عُمرِيَ المُتَقادِمِ
وَفارَقتُ شَرَّ الأَرضِ أَهلاً وَتُربَةً
بِها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غَيرُ هاشِمِ
بَلى اللَهُ حُسّادَ الأَميرِ بِحِلمِهِ
وَأَجلَسَهُ مِنهُم مَكانَ العَمائِمِ
فَإِنَّ لَهُم في سُرعَةِ المَوتِ راحَةً
وَإِنَّ لَهُم في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ
كَأَنَّكَ ما جاوَدتَ مَن بانَ جودُهُ
عَلَيكَ وَلا قاتَلتَ مَن لَم تُقاوِمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:09 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمداً وَلا ذَمّا
فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما
إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى
يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى
لَكِ اللَهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها
قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصما
أَحِنُّ إِلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت بِها
وَأَهوى لِمَثواها التُرابَ وَما ضَمّا
بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها
وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما
وَلَو قَتَلَ الهَجرُ المُحِبّينَ كُلَّهُم
مَضى بَلَدٌ باقٍ أَجَدَّت لَهُ صَرما
عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَت بِنا
فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما
مَنافِعُها ما ضَرَّ في نَفعِ غَيرِها
تَغَذّى وَتَروى أَن تَجوعَ وَأَن تَظما
أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ
فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِها غَمّا
حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني
أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا
تَعَجَّبُ مِن خَطّي وَلَفظي كَأَنَّها
تَرى بِحُروفِ السَطرِ أَغرِبَةً عُصما
وَتَلثَمُهُ حَتّى أَصارَ مِدادُهُ
مَحاجِرَ عَينَيها وَأَنيابَها سُحما
رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّت جُفونُها
وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى
وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما
أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما
طَلَبتُ لَها حَظّاً فَفاتَت وَفاتَني
وَقَد رَضِيَت بي لَو رَضيتُ بِها قِسما
فَأَصبَحتُ أَستَسقي الغَمامُ لِقَبرِها
وَقَد كُنتُ أَستَسقي الوَغى وَالقَنا الصُمّا
وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى
فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى
هَبيني أَخَذتُ الثَأرَ فيكِ مِنَ العِدا
فَكَيفَ بِأَخذِ الثَأرِ فيكِ مِنَ الحُمّى
وَما اِنسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِها
وَلَكِنَّ طَرفاً لا أَراكِ بِهِ أَعمى
فَوا أَسَفا أَن لا أُكِبَّ مُقَبِّلاً
لِرَأسِكِ وَالصَدرِ الَّذي مُلِئا حَزما
وَأَن لا أُلاقي روحَكِ الطَيِّبَ الَّذي
كَأَنَّ ذَكِيَّ المِسكِ كانَ لَهُ جِسما
وَلَو لَم تَكوني بِنتَ أَكرَمِ والِدٍ
لَكانَ أَباكِ الضَخمَ كَونُكِ لي أُمّا
لَئِن لَذَّ يَومُ الشامِتينَ بِيَومِها
فَقَد وَلَدَت مِنّي لِأَنفِهِمُ رَغما
تَغَرَّبَ لا مُستَعظِماً غَيرَ نَفسِهِ
وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما
وَلا سالِكاً إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ
وَلا واجِداً إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما
يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ
وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى
كَأَنَّ بَنيهِم عالِمونَ بِأَنَّني
جَلوبٌ إِلَيهِم مِن مَعادِنِهِ اليُتما
وَما الجَمعُ بَينَ الماءِ وَالنارِ في يَدي
بِأَصعَبَ مِن أَن أَجمَعَ الجَدَّ وَالفَهما
وَلَكِنَّني مُستَنصِرٌ بِذُبابِهِ
وَمُرتَكِبٌ في كُلِّ حالٍ بِهِ الغَشما
وَجاعِلُهُ يَومَ اللِقاءِ تَحِيَّتي
وَإِلّا فَلَستُ السَيِّدَ البَطَلَ القَرما
إِذا فَلَّ عَزمي عَن مَدىً خَوفُ بُعدِهِ
فَأَبعَدُ شَيءٍ مُمكِنٌ لَم يَجِد عَزما
وَإِنّي لَمِن قَومٍ كَأَنَّ نُفوسَنا
بِها أَنَفٌ أَن تَسكُنَ اللَحمَ وَالعَظما
كَذا أَنا يا دُنيا إِذا شِئتِ فَاِذهَبي
وَيا نَفسُ زيدي في كَرائِهِها قُدما
فَلا عَبَرَت بي ساعَةٌ لا تُعِزُّني
وَلا صَحِبَتني مُهجَةٌ تَقبَلُ الظُلما
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:09 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ
مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ
لَيسَ عَزماً ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ
لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ
وَاِحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جانيـ
ـهِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ
ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ
رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ
حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
ضاقَ ذَرعاً بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر
عاً زَماني وَاِستَكرَمَتني الكِرامُ
واقِفاً تَحتَ أَخمَصَي قَدرِ نَفسي
واقِفاً تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ
أَقَراراً أَلَذَّ فَوقَ شَرارٍ
وَمَراماً أَبغي وَظُلمي يُرامُ
دونَ أَن يَشرَقُ الحِجازُ وَنَجدٌ
وَالعِراقانِ بِالقَنا وَالشَآمُ
شَرَقَ الجَوِّ بِالغُبارِ إِذا سا
رَ عَلِيُّ اِبنُ أَحمَدَ القَمقامُ
الأَديبُ المُهَذَّبُ الأَصيَدُ الضَر
بُ الذَكِيُّ الجَعدُ السَرِيُّ الهُمامُ
وَالَّذي رَيبُ دَهرِهِ مِن أُسارا
هُ وَمِن حاسِدي يَدَيهِ الغَمامُ
يَتَداوى مِن كَثرَةِ المالِ بِالإِقـ
ـلالِ جوداً كَأَنَّ مالاً سَقامُ
حَسَنٌ في عُيونِ أَعدائِهِ أَقـ
ـبَحُ مِن ضَيفِهِ رَأَتهُ السَوامُ
لَو حَمى سَيِّداً مِنَ المَوتِ حامٍ
لَحَماكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ
وَعَوارٍ لَوامِعٌ دينُها الحِلـ
ـلُ وَلَكِنَّ زِيَّها الإِحرامُ
كُتِبَت في صَحائِفِ المَجدِ بِسمٌ
ثُمَّ قَيسٌ وَبَعدَ قَيسِ السَلامُ
إِنَّما مُرَّةُ اِبنُ عَوفِ اِبنِ سَعدٍ
جَمَراتٌ لا تَشتَهيها النِعامُ
لَيلُها صُبحُها مِنَ النارِ وَالإِصـ
ـباحُ لَيلٌ مِنَ الدُخانِ تَمامُ
هِمَمٌ بَلَّغَتكُمُ رُتَباتٍ
قَصُرَت عَن بُلوغِها الأَوهامُ
وَنُفوسٌ إِذا اِنبَرَت لِقِتالٍ
نَفِدَت قَبلَ يَنفَدُ الإِقدامُ
وَقُلوبٌ مُوَطَّناتٌ عَلى الرَو
عِ كَأَنَّ اِقتِحامَها اِستِسلامُ
قائِدو كُلِّ شَطبَةٍ وَحِصانٍ
قَد بَراها الإِسراجُ وَالإِلجامُ
يَتَعَثَّرنَ بِالرُؤوسِ كَما مَر
رَ بِتاءاتِ نُطقِهِ التَمتامُ
طالَ غِشيانُكَ الكَرائِهَ حَتّى
قالَ فيكَ الَّذي أَقولُ الحُسامُ
وَكَفَتكَ الصَفائِحُ الناسَ حَتّى
قَد كَفَتكَ الصَفائِحَ الأَقلامُ
وَكَفَتكَ التَجارِبُ الفِكرَ حَتّى
قَد كَفاكَ التَجارِبَ الإِلهامُ
فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ لِلفَخـ
ـرِ بِقَتلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ
نائِلٌ مِنكَ نَظرَةً ساقَهُ الفَقـ
ـرُ عَلَيهِ لِفَقرِهِ إِنعامُ
خَيرُ أَعضائِنا الرُؤوسُ وَلَكِن
فَضَلَتها بِقَصدِكَ الأَقدامُ
قَد لَعَمري أَقصَرتُ عَنكَ وَلِلوَفـ
ـدِ اِزدِحامٌ وَلِلعَطايا اِزدِحامُ
خِفتُ إِن صِرتُ في يَمينِكَ أَن تَأ
خُذَني في هِباتِكَ الأَقوامُ
وَمِنَ الرُشدِ لَم أَزُركَ عَلى القُر
بِ عَلى البُعدِ يُعرَفُ الإِلمامُ
وَمِنَ الخَيرِ بُطءُ سَيبِكَ عَنّي
أَسرَعُ السُحبِ في المَسيرِ الجَهامُ
قُل فَكَم مِن جَواهِرٍ بِنِظامٍ
وُدُّها أَنَّها بِفيكَ كَلامُ
هابَكَ اللَيلُ وَالنَهارُ فَلَو تَنـ
ـهاهُما لَم تَجُز بِكَ الأَيّامُ
حَسبُكَ اللَهُ ما تَضِلُّ عَنِ الحَقـ
ـقِ وَما يَهتَدي إِلَيكَ أَثامُ
لِمَ لا تَحذَرُ العَواقِبَ في غَيـ
ـرِ الدَنايا أَما عَلَيكَ حَرامُ
كَم حَبيبٍ لا عُذرَ في اللَومِ فيهِ
لَكَ فيهِ مِنَ التُقى لُوّامُ
رَفَعَت قَدرَكَ النَزاهَةُ عَنهُ
وَثَنَت قَلبُكَ المَساعي الجِسامُ
إِنَّ بَعضاً مِنَ القَريضِ هُذاءٌ
لَيسَ شَيئاً وَبَعضَهُ أَحكامُ
مِنهُ ما يَجلُبُ البَراعَةُ وَالفَضـ
ـلُ وَمِنهُ ما يَجلُبُ البِرسامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:10 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
ما نَقَلَت في مَشيئةِ قَدَماً
وَلا اِشتَكَت مِن دُوارِها أَلَما
لَم أَرَ شَخصاً مِن قَبلِ رُؤيَتِها
يَفعَلُ أَفعالَها وَما عَزَما
فَلا تَلُمها عَلى تَواقُعِها
أَطرَبَها أَن رَأَتكَ مُبتَسِما
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:10 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
أَجارُكِ يا أُسدَ الفَراديسِ مُكرَمُ
فَتَسكُنَ نَفسي أَم مُهانٌ فَمُسلَمُ
وَرائي وَقُدّامي عُداةٌ كَثيرَةٌ
أُحاذِرُ مِن لِصٍّ وَمِنكِ وَمِنهُمُ
فَهَل لَكِ في حِلفي عَلى ما أُريدُهُ
فَإِنّي بِأَسبابِ المَعيشَةِ أَعلَمُ
إِذاً لَأَتاكِ الخَيرُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
وَأَثرَيتِ مِمّا تَغنَمينَ وَأَغنَمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:11 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
نَرى عِظَماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ
وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُمُ
وَمَن لُبُّهُ مَع غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ
وَمَن سِرُّهُ في جَفنِهِ كَيفَ يَكتُمُ
وَلَمّا اِلتَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا
غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها
وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ
ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها
ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ
وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً
وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
أَثافٍ بِها ما بِالفُؤادِ مِنَ الصَلى
وَرَسمٌ كَجِسمي ناحِلٌ مُتَهَدِّمُ
بَلَلتُ بِها رُدنَيَّ وَالغَيمُ مُسعِدي
وَعَبرَتُهُ صِرفٌ وَفي عَبرَتي دَمُ
وَلَو لَم يَكُن ما اِنهَلَّ في الخَدِّ مِن دَمي
لَما كانَ مُحمَرّاً يَسيلُ فَأَسقَمُ
بِنَفسي الخَيالُ الزائِري بَعدَ هَجعَةٍ
وَقَولَتُهُ لي بَعدَنا الغُمضَ تَطعَمُ
سَلامٌ فَلَولا الخَوفُ وَالبُخلُ عِندَهُ
لَقُلتُ أَبو حَفصٍ عَلَينا المُسَلِّمُ
مُحِبُّ النَدى الصابي إِلى بَذلِ مالِهِ
صُبوّاً كَما يَصبو المُحِبُّ المُتَيَّمُ
وَأُقسِمُ لَولا أَنَّ في كُلِّ شَعرَةٍ
لَهُ ضَيغَماً قُلنا لَهُ أَنتَ ضَيغَمُ
أَنَنقُصُهُ مِن حَظِّهِ وَهوَ زائِدٌ
وَنَبخَسُهُ وَالبَخسُ شَيءٌ مُحَرَّمُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيهِ لا الكَفُّ لُجَّةٌ
وَلا هُوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ
وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى
وَلا حَدُّهُ يَنبو وَلا يَتَثَلَّمُ
وَلا يُبرَمُ الأَمرُ الَّذي هُوَ حالِلٌ
وَلا يُحلَلُ الأَمرُ الَّذي هُوَ مُبرِمُ
وَلا يَرمَحُ الأَذيالُ مِن جَبَرِيَّةٍ
وَلا يَخدُمُ الدُنيا وَإِيّاهُ تَخدُمُ
وَلا يَشتَهي يَبقى وَتَفنى هِباتُهُ
وَلا تَسلَمُ الأَعداءُ مِنهُ وَيَسلَمُ
أَلَذُّ مِنَ الصَهباءِ بِالماءِ ذِكرُهُ
وَأَحسَنُ مِن يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ
وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِ شَكلُهُ
وَأَعوَزُ مِن مُستَرفِدٍ مِنهُ يُجرَمُ
وَأَكثَرُ مِن بَعدِ الأَيادي أَيادِياً
مِنَ القَطرِ بَعدَ القَطرِ وَالوَبلُ مُثجِمُ
سَنِيُّ العَطايا لَو رَأى نَومَ عَينِهِ
مِنَ اللُؤمِ آلى أَنَّهُ لا يُهَوِّمُ
وَلَو قالَ هاتوا دِرهَماً لَم أَجُد بِهِ
عَلى سائِلٍ أَعيا عَلى الناسِ دِرهَمُ
وَلَو ضَرَّ مَرءً قَبلَهُ ما يَسُرُّهُ
لاَثَّرَ فيهِ بَأسُهُ وَالتَكَرُّمُ
يُرَوّي بِكَالفِرصادِ في كُلِّ غارَةٍ
يَتامى مِنَ الأَغمادِ تُنضى فَتوتِمُ
إِلى اليَومِ ما حَطَّ الفِداءُ سُروجَهُ
مُذُ الغَزوُ سارٍ مُسرَجُ الخَيلِ مُلجَمُ
يَشُقُّ بِلادَ الرومِ وَالنَقعُ أَبلَقٌ
بِأَسيافِهِ وَالجَوُّ بِالنَقعِ أَدهَمُ
إِلى المَلِكِ الطاغي فَكَم مِن كَتيبَةٍ
تُسايِرُ مِنهُ حَتفَها وَهيَ تَعلَمُ
وَمِن عاتِقٍ نَصرانَةٍ بَرَزَت لَهُ
أَسيلَةِ خَدٍّ عَن قَريبٍ سَتُلطَمُ
صُفوفاً لِلَيثٍ في لُيوثٍ حُصونُها
مُتونُ المَذاكي وَالوَشيجُ المُقَوَّمُ
تَغيبُ المَنايا عَنهُمُ وَهوَ غائِبٌ
وَتَقدَمُ في ساحاتِهِم حينَ يَقدَمُ
أَجِدَّكَ ما تَنفَكُّ عانٍ تَفُكُّهُ
عُمَ اِبنَ سُلَيمانَ وَمالٌ تُقَسِّمُ
مُكافيكَ مَن أَولَيتَ دينَ رَسولِهِ
يَداً لا تُؤَدّي شُكرَها اليَدُ وَالفَمُ
عَلى مَهَلٍ إِن كُنتَ لَستَ بِراحِمٍ
لِنَفسِكَ مِن جودٍ فَإِنَّكَ تُرحَمُ
مَحَلُّكَ مَقصودٌ وَشانيكَ مُفحَمُ
وَمِثلُكَ مَفقودٌ وَنَيلُكَ خِضرِمُ
وَزارَكَ بي دونَ المُلوكِ تَحَرُّجي
إِذا عَنَّ بَحرٌ لَم يَجُز لي التَيَمُّمُ
فَعِش لَو فَدى المَملوكُ رَبّاً بِنَفسِهِ
مِنَ المَوتِ لَم تُفقَد وَفي الأَرضِ مُسلِمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:11 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ
وَعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِئامُ
وَدَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ
وَإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ
وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم
وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ
أَرانِبُ غَيرَ أَنَّهُمُ مُلوكٌ
مُفَتَّحَةٌ عُيونُهُمُ نِيامُ
بِأَجسامٍ يَحَرُّ القَتلُ فيها
وَما أَقرانُها إِلّا الطَعامُ
وَخَيلٍ ما يَخِرُّ لَها طَعينٌ
كَأَنَّ قَنا فَوارِسِها ثُمامُ
خَيلُكَ أَنتَ لا مَن قُلتَ خِلّي
وَإِن كَثُرَ التَجَمُّلُ وَالكَلامُ
وَلَو حيزَ الحِفاظُ بِغَيرِ عَقلٍ
تَجَنَّبَ عُنقَ صَيقَلِهِ الحُسامُ
وَشِبهُ الشَيءِ مُنجَذِبٌ إِلَيهِ
وَأَشبَهُنا بِدُنيانا الطِغامُ
وَلَو لَم يَعلُ إِلّا ذو مَحَلٍّ
تَعالى الجَيشُ وَاِنحَطَّ القَتامُ
وَلَو لَم يَرعَ إِلّا مُستَحِقٌّ
لِرُتبَتِهِ أَسامَهُمُ المُسامُ
وَمَن خَبَرَ الغَواني فَالغَواني
ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ
إِذا كانَ الشَبابُ السُكرَ وَالشَيـ
ـبُ هَمّاً فَالحَياةُ هِيَ الحِمامُ
وَما كُلٌّ بِمَعذورٍ بِبُخلٍ
وَلا كُلٌّ عَلى بُخلٍ يُلامُ
وَلَم أَرَ مِثلَ جِيراني وَمِثلي
لِمِثلي عِندَ مِثلِهِمِ مُقامُ
بِأَرضٍ ما اِشتَهَيتَ رَأَيتَ فيها
فَلَيسَ يَفوتُها إِلّا الكَرامُ
فَهَلّا كانَ نَقصُ الأَهلِ فيها
وَكانَ لِأَهلِها مِنها التَمامُ
بِها الجَبَلانِ مِن صَخرٍ وَفَخرٍ
أَنافا ذا المُغيثُ وَذا اللِكامُ
وَلَيسَت مِن مَواطِنِهِ وَلَكِن
يَمُرُّ بِها كَما مَرَّ الغَمامُ
سَقى اللَهُ اِبنَ مُنجِبَةٍ سَقاني
بِدَرٍّ ما لِراضِعِهِ فِطامُ
وَمَن إِحدى فَوائِدِهِ العَطايا
وَمَن إِحدى عَطاياهُ الدَوامُ
فَقَد خَفِيَ الزَمانُ بِهِ عَلَينا
كَسِلكِ الدُرِّ يُخفيهِ النِظامُ
تَلَذُّ لَهُ المُروءَةُ وَهيَ تُؤذي
وَمَن يَعشَق يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ
تَعَلَّقَها هَوى قَيسٍ لِلَيلى
وَواصَلها فَلَيسَ بِهِ سَقامُ
يَروعُ رَكانَةً وَيَذوبُ ظَرفاً
فَما نَدري أَشَيخٌ أَم غُلامُ
وَتَملِكُهُ المَسائِلُ في نَداهُ
وَأَمّا في الجِدالِ فَلا يُرامُ
وَقَبضُ نَوالِهِ شَرَفٌ وَعِزٌّ
وَقَبضُ نَوالِ بَعضِ القَومِ ذامُ
أَقامَت في الرِقابِ لَهُ أَيادٍ
هِيَ الأَطواقُ وَالناسُ الحَمامُ
إِذا عُدَّ الكِرامُ فَتِلكَ عِجلٌ
كَما الأَنواءُ حينَ تُعَدُّ عامُ
تَقي جَبَهاتُهُم ما في ذَراهُم
إِذا بِشِفارِها حَمِيَ اللِطامُ
وَلَو يَمَّمتُهُم في الحَشرِ تَجدو
لَأَعطَوكَ الَّذي صَلَّوا وَصاموا
فَإِن حَلُموا فَإِنَّ الخَيلَ فيهِم
خِفافٌ وَالرِماحُ بِها عُرامُ
وَعِندَهُمُ الجِفانُ مُكَلَّلاتٍ
وَشَزرُ الطَعنِ وَالضَربُ التُؤامُ
نُصَرِّعُهُم بِأَعيُنِنا حَياءً
وَتَنبو عَن وُجوهِهِمِ السِهامُ
قَبيلٌ يَحمِلونَ مِنَ المَعالي
كَما حَمَلَت مِنَ الجَسَدِ العِظامُ
قَبيلٌ أَنتَ أَنتَ وَأَنتَ مِنهُم
وَجَدُّكَ بِشرٌ المَلِكُ الهُمامُ
لِمَن مالٌ تُمَزَّقُهُ العَطايا
وَيَشرَكُ في رَغائِبِهِ الأَنامُ
وَلا نَدعوكَ صاحِبَهُ فَتَرضى
لِأَنَّ بِصُحبَةٍ يَجِبُ الذِمامُ
تُحايِدُهُ كَأَنَّكَ سامِرِيٌّ
تُصافِحُهُ يَدٌ فيها جُذامُ
إِذا ما العالِمونَ عَرَوكَ قالوا
أَفِدنا أَيُّها الحِبرُ الإِمامُ
إِذا ما المُعلِمونَ رَأَوكَ قالوا
بِهَذا يُعلَمُ الجَيشُ اللُهامُ
لَقَد حَسُنَت بِكَ الأَوقاتُ حَتّى
كَأَنَّكَ في فَمِ الدَهرِ اِبتِسامُ
وَأُعطيتَ الَّذي لَم يُعطَ خَلقٌ
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَلامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:12 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
أَحَقُّ عافٍ بِدَمعِكَ الهِمَمُ
أَحدَثُ شَيءٍ عَهداً بِها القِدَمُ
وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما
تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ
لا أَدَبٌ عِندَهُم وَلا حَسَبٌ
وَلا عُهودٌ لَهُم وَلا ذِمَمُ
بِكُلِّ أَرضٍ وَطِئتُها أُمَمٌ
تُرعى لِعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ
يَستَخشِنُ الخَزَّ حينَ يَلمُسُهُ
وَكانَ يُبرى بِظُفرِهِ القَلَمُ
إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما
أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ
وَكَيفَ لا يُحسَدُ اِمرُؤٌ عَلَمٌ
لَهُ عَلى كُلِّ هامَةٍ قَدَمُ
يَهابُهُ أَبسأُ الرِجالِ بِهِ
وَتَتَّقي حَدَّ سَيفِهِ البُهَمُ
كَفانِيَ الذَمَّ أَنَّني رَجُلٌ
أَكرَمُ مالٍ مَلَكتُهُ الكَرَمُ
يَجني الغِنى لِلِّئامِ لَو عَقَلوا
ما لَيسَ يَجني عَلَيهِمِ العَدَمُ
هُمُ لِأَموالِهِم وَلَسنَ لَهُم
وَالعارُ يَبقى وَالجُرحُ يَلتَإِمُ
مَن طَلَبَ المَجدَ فَليَكُن كَعَلِيـ
ـيٍ يَهَبُ الأَلفَ وَهوَ يَبتَسِمُ
وَيَطعَنُ الخَيلَ كُلَّ نافِذَةٍ
لَيسَ لَها مِن وَحائِها أَلَمُ
وَيَعرِفُ الأَمرَ قَبلَ مَوقِعِهِ
فَما لَهُ بَعدَ فِعلِهِ نَدَمُ
وَالأَمرُ وَالنَهيُ وَالسَلاهِبُ وَالـ
ـبيضُ لَهُ وَالعَبيدُ وَالحَشَمُ
وَالسَطَواتُ الَّتي سَمِعتَ بِها
تَكادُ مِنها الجِبالُ تَنفَصِمُ
يُرعيكَ سَمعاً فيهِ اِستِماعٌ إِلى الد
داعي وَفيهِ عَنِ الخَنا صَمَمُ
يُريكَ مِن خَلقِهِ غَرائِبَهُ
في مَجدِهِ كَيفَ تُخلَقُ النَسَمُ
مِلتُ إِلى مَن يَكادُ بَينَكُما
إِن كُنتُما السائِلَينِ يَنقَسِمُ
مِن بَعدِ ما صيغَ مِن مَواهِبِهِ
لِمَن أُحِبُّ الشُنوفُ وَالخَدَمُ
ما بَذَلَت ما بِهِ يَجودُ يَدٌ
وَلا تَهَدّى لِما يَقولُ فَمُ
بَنو العَفَرنى مَحَطَّةَ الأَسَدِ ال
أُسدُ وَلَكِن رِماحُها الأَجَمُ
قَومٌ بُلوغُ الغُلامِ عِندَهُمُ
طَعنُ نُحورِ الكُماةِ لا الحُلمُ
كَأَنَّما يولَدُ النَدى مَعَهُم
لا صِغَرٌ عاذِرٌ وَلا هَرِمُ
إِذا تَوَلَّوا عَداوَةً كَشَفوا
وَإِن تَوَلَّوا صَنيعَةً كَتَموا
تَظُنُّ مِن فَقدِكَ اِعتِدادَهُمُ
أَنَّهُم أَنعَموا وَما عَلِموا
إِن بَرَقوا فَالحُتوفُ حاضِرَةٌ
أَو نَطَقوا فَالصَوابُ وَالحِكَمُ
أَو حَلَفوا بِالغَموسِ وَاِجتَهَدوا
فَقَولُهُم خابَ سائِلي القَسَمُ
أَو رَكِبوا الخَيلَ غَيرَ مُسرَجَةٍ
فَإِنَّ أَفخاذَهُم نَها حُزُمُ
أَو شَهِدوا الحَربَ لاقِحاً أَخَذوا
مِن مُهَجِ الدارِعينَ ما اِحتَكَموا
تُشرِقُ أَعراضُهُم وَأَوجُهُهُم
كَأَنَّها في نُفوسِهِم شِيَمُ
لَولاكَ لَم أَترُكِ البُحَيرَةَ وَالـ
ـغَورُ دَفيءٌ وَماؤُها شَبِمُ
وَالمَوجُ مِثلُ الفُحولِ مُزبِدَةً
تَهدِرُ فيها وَما بِها قَطَمُ
وَالطَيرُ فَوقَ الحَبابِ تَحسَبُها
فُرسانَ بُلقٍ تَخونُها اللُجُمُ
كَأَنَّها وَالرِياحُ تَضرِبُها
جَيشاً وَغىً هازِمٌ وَمُنهَزِمُ
كَأَنَّها في نَهارِها قَمَرٌ
حَفَّ بِهِ مِن جِنانِها ظُلَمُ
ناعِمَةُ الجِسمِ لا عِظامَ لَها
لَها بَناتٌ وَما لَها رَحِمُ
يُبقَرُ عَنهُنَّ بَطنُها أَبَداً
وَما تَشَكّى وَلا يَسيلُ دَمُ
تَغَنَّتِ الطَيرُ في جَوانِبِها
وَجادَتِ الرَوضُ حَولَها الدِيَمُ
فَهيَ كَماوِيَّةٍ مُطَوَّقَةٍ
جُرِّدَ عَنها غِشاؤُها الأَدَمُ
يَشينُها جَريُها عَلى بَلَدٍ
تَشينُهُ الأَدعِياءُ وَالقَزَمُ
أَبا الحُسَينِ اِستَمِع فَمَدحُكُمُ
في الفِعلِ قَبلَ الكَلامِ مُنتَظِمُ
وَقَد تَوالى العِهادُ مِنهُ لَكُم
وَجادَتِ المَطرَةُ الَّتي تَسيمُ
أُعيذُكُم مِن صُروفِ دَهرِكُمُ
فَإِنَّهُ في الكِرامِ مُتَّهَمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:12 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
مَلامي النَوى في ظُلمِها غايَةُ الظُلمِ
لَعَلَّ بِها مِثلَ الَّذي بي مِنَ السُقمِ
فَلَو لَم تَغَر لَم تَزوِ عَنّي لِقاءَكُم
وَلَو لَم تُرِدكُم لَم تَكُن فيكُمُ خَصمي
أَمُنعِمَةٌ بِالعَودَةِ الظَبيَةُ الَّتي
بِغَيرِ وَلِيٍّ كانَ نائِلَها الوَسمي
تَرَشَّفتُ فاها سُحرَةً فَكَأَنَّني
تَرَشَّفتُ حَرَّ الوَجدِ مِن بارِدِ الظُلمِ
فَتاةٌ تَساوى عِقدُها وَكَلامُها
وَمَبسِمُها الدُرِّيُّ في الحُسنِ وَالنَظمِ
وَنَكهَتَها وَالمَندَلِيُّ وَقَرقَفٌ
مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الريحِ وَالطَعمِ
جَفَتني كَأَنّي لَستُ أَنطَقَ قَومِها
وَأَطعَنَهُم وَالشُهبُ في صورَةِ الدُهمِ
يُحاذِرُني حَتفي كَأَنِّيَ حَتفُهُ
وَتَنكُزُني الأَفعى فَيَقتُلُها سُمّي
طِوالُ الرُدَينِيّاتِ يَقصِفُها دَمي
وَبيضُ السُرَيجِيّاتِ يَقطَعُها لَحمي
بَرَتني السُرى بَريَ المُدى فَرَدَدنَني
أَخَفُّ عَلى المَركوبِ مِن نَفَسي جِرمي
وَأَبصَرَ مِن زَرقاءِ جَوٍّ لِأَنَّني
إِذا نَظَرَت عَينايَ ساواهُما عِلمي
كَأَنّي دَحَوتُ الأَرضَ مِن خِبرَتي بِها
كَأَنّي بَنى الإِسكَندَرُ السَدَّ مِن عَزمي
لِأَلقى اِبنَ إِسحاقَ الَّذي دَقَّ فَهمُهُ
فَأَبدَعَ حَتّى جَلَّ عَن دِقَّةِ الفَهمِ
وَأَسمَعَ مِن أَلفاظِهِ اللُغَةَ الَّتي
يَلَذُّ بِها سَمعي وَلَو ضُمِّنَت شَتمي
يَمينُ بَني قَحطانَ رَأسُ قُضاعَةٍ
وَعِرنينُها بَدرُ النُجومِ بَني فَهمِ
إِذا بَيَّتَ الأَعداءَ كانَ اِستِماعُهُم
صَريرُ العَوالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُجمِ
مُذِلُّ الأَعِزّاءِ المُعِزُّ وَإِن يَئن
بِهِ يُتمُهُم فَالموتِمُ الجابِرُ اليُتمِ
وَإِن تُمسِ داءً في القُلوبِ قَناتُهُ
فَمُمسِكُها مِنهُ الشِفاءُ مِنَ العُدمِ
مُقَلَّدُ طاغي الشَفرَتَينِ مُحَكَّمٍ
عَلى الهامِ إِلّا أَنَّهُ جائِرُ الحُكمِ
تَحَرَّجَ عَن حَقنِ الدِماءِ كَأَنَّهُ
يَرى قَتلَ نَفسٍ تَركَ رَأسٍ عَلى جِسمِ
وَجَدنا اِبنَ إِسحاقَ الحُسَينِ كَجَدِّهِ
عَلى كَثرَةِ القَتلى بَريئاً مِنَ الإِثمِ
مَعَ الحَزمِ حَتّى لَو تَعَمَّدَ تَركَهُ
لَأَلحَقَهُ تَضيِيعُهُ الحَزمَ بِالحَزمِ
وَفي الحَربِ حَتّى لَو أَرادَ تَأَخُّراً
لَأَخَّرَهُ الطَبعُ الكَريمُ إِلى القُدمِ
لَهُ رَحمَةٌ تُحيّ العِظامَ وَغَضبَةٌ
بِها فَضلَةٌ لِلجُرمِ عَن صاحِبِ الجُرمِ
وَرِقَّةُ وَجهٍ لَو خَتَمتَ بِنَظرَةٍ
عَلى وَجنَتَيهِ ما اِنمَحى أَثَرُ الخَتمِ
أَذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أَذَقنَني
وَعَفَّ فَجازاهُنَّ عَنّي عَلى الصُرمِ
فِدىً مَن عَلى الغَبراءِ أَوَّلُهُم أَنا
لِهَذا الأَبِيِّ الماجِدِ الجائِدِ القَرمِ
لَقَد حالَ بَينَ الجِنِّ وَالأَمنِ سَيفُهُ
فَما الظَنُّ بَعدَ الجِنِّ بِالعُربِ وَالعُجمِ
وَأَرهَبَ حَتّى لَو تَأَمَّلَ دِرعَهُ
جَرَت جَزَعاً مِن غَيرِ نارٍ وَلا فَحمِ
وَجادَ فَلَولا جودُهُ غَيرَ شارِبٍ
لَقيلَ كَريمٌ هَيَّجَتهُ اِبنَةُ الكَرمِ
أَطَعناكَ طَوعَ الدَهرِ يا اِبنَ اِبنِ يوسُفٍ
لِشَهوَتِنا وَالحاسِدو لَكَ بِالرُغمِ
وَثِقنا بِأَن تُعطي فَلَو لَم تَجُد لَنا
لَخِلناكَ قَد أَعطَيتَ مِن قُوَّةِ الوَهمِ
دُعيتُ بِتَقريظيكَ في كُلِّ مَجلِسٍ
وَظَنَّ الَّذي يَدعو ثَنائي عَلَيكَ اِسمي
وَأَطعَمتَني في نَيلِ مالا أَنالُهُ
بِما نِلتُ حَتّى صِرتُ أَطمَعُ في النَجمِ
إِذا ما ضَرَبتَ القِرنَ ثُمَّ أَجَزتَني
فَكِل ذَهَباً لي مَرَّةً مِنهُ بِالكَلمِ
أَبَت لَكَ ذَمّي نَخوَةٌ يَمَنِيَّةٌ
وَنَفسٌ بِها في مَأزِقٍ أَبَداً تَرمي
فَكَم قائِلٍ لَو كانَ ذا الشَخصُ نَفسَهُ
لَكانَ قَراهُ مَكمَنَ العَسكَرِ الدَهمِ
وَقائِلَةٍ وَالأَرضَ أَعني تَعَجُّباً
عَلَيَّ اِمرُؤٌ يَمشي بِوَقري مِنَ الحِلمِ
عَظُمتَ فَلَمّا لَم تُكَلَّم مَهابَةً
تَواضَعتَ وَهوَ العُظمُ عُظماً عَنِ العُظمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:13 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
وَأَخٍ لَنا بَعَثَ الطَلاقَ أَلِيَّةً
لَأُعَلِّلَنَّ بِهَذِهِ الخُرطومِ
فَجَعَلتُ رَدّي عِرسَهُ كَفّارَةً
عَن شُربِها وَشَرِبتُ غَيرَ أَثيمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:13 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
إِذا ما شَرِبتُ الخَمرَ صِرفاً مُهَنَّأً
شَرِبنا الَّذي مِن مِثلِهِ شَرِبَ الكَرمُ
أَلا حَبَّذا قَومٌ نَداماهُمُ القَنا
يُسَقّونَها رَيّاً وَساقيهِمُ العَزمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:13 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
أَبا عَبدِ الإِلَهِ مُعاذُ إِنّي
خَفِيٌّ عَنكَ في الهَيجا مَقامي
ذَكَرتُ جَسيمَ ما طَلَبي وَأَنّا
نُخاطِرُ فيهِ بِالمُهَجِ الجِسامِ
أَمِثلي تَأخُذُ النَكَباتُ مِنهُ
وَيَجزَعُ مِن مُلاقاةِ الحِمامِ
وَلَو بَرَزَ الزَمانُ إِلَيَّ شَخصاً
لَخَضَّبَ شَعرَ مَفرِقِهِ حُسامي
وَما بَلَغَت مَشيئتَها اللَيالي
وَلا سارَت وَفي يَدِها زِمامي
إِذا اِمتَللأََت عُيونُ الخَيلُ مِنّي
فَوَيلٌ في التَيَقُّظِ وَالمَنامِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرَ مُحتَشِمِ
وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ
إِبعِد بَعِدتَ بَياضاً لا بَياضَ لَهُ
لَأَنتَ أَسوَدُ في عَيني مِنَ الظُلَمِ
بِحُبِّ قاتِلَتي وَالشَيبِ تَغذِيَتي
هَوايَ طِفلاً وَشَيبي بالِغَ الحُلُمِ
فَما أَمُرُّ بِرَسمٍ لا أُسائِلُهُ
وَلا بِذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي
تَنَفَّسَت عَن وَفاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ
يَومَ الرَحيلِ وَشَعبٍ غَيرِ مُلتئِمِ
قَبَّلتُها وَدُموعي مَزجُ أَدمُعِها
وَقَبَّلَتني عَلى خَوفٍ فَماً لِفَمِ
فَذُقتُ ماءَ حَياةٍ مِن مُقَبَّلِها
لَو صابَ تُرباً لَأَحيا سالِفَ الأُمَمِ
تَرنو إِلَيَّ بِعَينِ الظَبيِ مُجهِشَةً
وَتَمسَحُ الطَلَّ فَوقَ الوَردِ بِالعَنَمِ
رُوَيدَ حُكمَكِ فينا غَيرَ مُنصِفَةٍ
بِالناسِ كُلِّهِمِ أَفديكِ مِن حَكَمِ
أَبدَيتِ مِثلَ الَّذي أَبدَيتُ مِن جَزَعٍ
وَلَم تُجِنّي الَّذي أَجنَنتُ مِن أَلَمِ
إِذاً لَبَزَّكَ ثَوبَ الحُسنِ أَصغَرُهُ
وَصِرتِ مِثلِيَ في ثَوبَينِ مِن سَقَمِ
لَيسَ التَعَلُّلُ بِالآمالِ مِن أَرَبي
وَلا القَناعَةُ بِالإِقلالِ مِن شِيَمي
وَلا أَظُنُّ بَناتِ الدَهرِ تَترُكُني
حَتّى تَسُدَّ عَلَيها طُرقَها هِمَمي
لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي
بِرِقَّةِ الحالِ وَاِعذُرني وَلا تَلُمِ
أَرى أُناساً وَمَحصولي عَلى غَنَمٍ
وَذِكرَ جودٍ وَمَحصولي عَلى الكَلِمِ
وَرَبَّ مالٍ فَقيراً مِن مُروَّتِهِ
لَم يُثرِ مِنها كَما أَثرى مِنَ العَدَمِ
سَيَصحَبُ النَصلُ مِنّي مِثلَ مَضرِبِهِ
وَيَنجَلي خَبَري عَن صِمَّةِ الصِمَمِ
لَقَد تَصَبَّرتُ حَتّى لاتَ مُصطَبَرٍ
فَالآنَ أُقحِمُ حَتّى لاتَ مُقتَحَمِ
لَأَترُكَنَّ وُجوهَ الخَيلِ ساهِمَةً
وَالحَربُ أَقوَمُ مِن ساقٍ عَلى قَدَمِ
وَالطَعنُ يُحرِقُها وَالزَجرُ يُقلِقُها
حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِنَ اللَمَمِ
قَد كَلَّمَتها العَوالي فَهيَ كالِحَةٌ
كَأَنَّما الصابُ مَعصوبٌ عَلى اللُجُمِ
بِكُلِّ مُنصَلِتٍ ما زالَ مُنتَظِري
حَتّى أَدَلتُ لَهُ مِن دَولَةِ الخَدَمِ
شَيخٍ يَرى الصَلَواتِ الخَمسَ نافِلَةً
وَيَستَحِلُّ دَمَ الحُجّاجِ في الحَرَمِ
وَكُلَّما نُطِحَت تَحتَ العَجاجِ بِهِ
أُسدُ الكَتائِبِ رامَتهُ وَلَم يَرِمِ
تُنسى البِلادَ بُروقَ الجَرِّ بارِقَتي
وَتَكتَفي بِالدَمِ الجاري عَنِ الدِيَمِ
رِدي حِياضَ الرَدى يا نَفسُ وَاِتَّرِكي
حِياضَ خَوفِ الرَدى لِلشاءِ وَالنِعَمِ
إِن لَم أَذَركِ عَلى الأَرماحِ سائِلَةً
فَلا دُعيتُ اِبنَ أُمِّ المَجدِ وَالكَرَمِ
أَيَملِكُ المُلكَ وَالأَسيافُ ظامِئَةٌ
وَالطَيرُ جائِعَةٌ لَحمٌ عَلى وَضَمِ
مَن لَو رَآنِيَ ماءً ماتَ مِن ظَمَأٍ
وَلَو مَثَلتُ لَهُ في النَومِ لَم يَنَمِ
ميعادُ كُلِّ رَقيقِ الشَفرَتَينِ غَداً
وَمَن عَصى مِن مُلوكِ العُربِ وَالعَجَمِ
فَإِن أَجابوا فَما قَصدي بِها لَهُمُ
وَإِن تَوَلَّوا فَما أَرضى لَها بِهِمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ
وَحَتّى مَتى في شِقوَةٍ وَإِلى كَمِ
وَإِلّا تَمُت تَحتَ السُيوفِ مُكَرَّماً
تَمُت وَتُقاسِ الذُلَّ غَيرَ مُكَرَّمِ
فَثِب واثِقاً بِاللَهِ وَثبَةَ ماجِدٍ
يَرى المَوتَ في الهَيجا جَنى النَحلِ في الفَمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما
هَمٌّ أَقامَ عَلى فُؤادٍ أَنجَما
وَخَيالُ جِسمٍ لَم يُخَلِّ لَهُ الهَوى
لَحماً فَيُنحِلَهُ السَقامُ وَلا دَما
وَخُفوقُ قَلبٍ لَو رَأَيتِ لَهيبَهُ
يا جَنَّتي لَظَنَنتِ فيهِ جَهَنَّما
وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَت
تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما
يا وَجهَ داهِيَةَ الَّذي لَولاكَ ما
أَكَلَ الضَنى جَسَدي وَرَضَّ الأَعظُما
إِن كانَ أَغناها السُلُوُّ فَإِنَّني
أَصبَحتُ مِن كَبِدي وَمِنها مُعدِما
غُصنٌ عَلى نَقَوى فَلاةٍ نابِتٌ
شَمسُ النَهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظلِما
لَم تُجمَعِ الأَضدادُ في مُتَشابِهٍ
إِلّا لِتَجعَلَني لِغُرمي مَغنَما
كَصِفاتِ أَوحَدِنا أَبي الفَضلِ الَّتي
بَهَرَت فَأَنطَقَ واصِفيهِ وَأَفحَما
يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ
أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما
وَيَرى التَعَظُّمَ أَن يُرى مُتَواضِعاً
وَيَرى التَواضُعَ أَن يُرى مُتَعَظِّما
نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كَأَنَّما
خالَ السُؤالَ عَلى النَوالِ مُحَرَّما
يا أَيُّها المَلَكُ المُصَفّى جَوهَراً
مِن ذاتِ ذي المَلَكوتِ أَسمى مَن سَما
نورٌ تَظاهَرَ فيكَ لاهوتِيَّةً
فَتَكادُ تَعلَمُ عِلمَ ما لَن يُعلَما
وَيُهِمُّ فيكَ إِذا نَطَقتَ فَصاحَةً
مِن كُلِّ عُضوٍ مِنكَ أَن يَتَكَلَّما
أَنا مُبصِرٌ وَأَظُنُّ أَنِّيَ نائِمٌ
مَن كانَ يَحلُمُ بِالإِلَهِ فَأَحلُما
كَبُرَ العِيانُ عَلَيَّ حَتّى إِنَّهُ
صارَ اليَقينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّما
يا مَن لِجودِ يَدَيهِ في أَموالِهِ
نِقَمٌ تَعودُ عَلى اليَتامى أَنعُما
حَتّى يَقولَ الناسَ ماذا عاقِلاً
وَيَقولَ بَيتُ المالِ ماذا مُسلِما
إِذكارُ مِثلِكَ تَركُ إِذكاري لَهُ
إِذ لا تُريدُ لِما أُريدُ مُتَرجِما
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ
ماذا يَزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
وَفي اليَمينِ عَلى ما أَنتَ واعِدُهُ
ما دَلَّ أَنَّكَ في الميعادِ مُتَّهَمُ
آلى الفَتى اِبنُ شُمُشقيقٍ فَأَحنَثَهُ
فَتىً مِنَ الضَربِ تُنسى عِندَهُ الكَلِمُ
وَفاعِلٌ ما اِشتَهى يُغنِهِ عَن حَلِفٍ
عَلى الفِعالِ حُضورُ الفِعلِ وَالكَرَمُ
كُلُّ السُيوفِ إِذا طالَ الضِرابُ بِها
يَمَسُها غَيرَ سَيفِ الدَولَةِ السَأَمُ
لَو كَلَّتِ الخَيلُ حَتّى لا تَحَمَّلَهُ
تَحَمَّلَتهُ إِلى أَعدائِهِ الهِمَمُ
أَينَ البَطاريقُ وَالحَلفُ الَّذي حَلَفوا
بِمَفرَقِ المَلكِ وَالزَعمُ الَّذي زَعَموا
وَلّى صَوارِمَهُ إِكذابَ قَولِهِمِ
فَهُنَّ أَلسِنَةٌ أَفواهُها القِمَمُ
نَواطِقٌ مُخيِراتٌ في جَماجِمِهِم
عَنهُ بِما جَهِلوا مِنهُ وَما عَلِموا
الراجِعُ الخَيلَ مُحفاةً مُقَوَّدَةً
مِن كُلِّ مِثلِ وَباري أَهلُها إِرَمُ
كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها
بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ
وَظَنِّهِم أَنَّكَ المِصباحُ في حَلَبٍ
إِذا قَصَدتَ سِواها عادَها الظُلَمُ
وَالشَمسُ يَعنونَ إِلّا أَنَّهُم جَهِلوا
وَالمَوتَ يَدعونَ إِلّا أَنَّهُم وَهَموا
فَلَم تُتِمَّ سَروجٌ فَتحَ ناظِرِها
إِلّا وَجَيشُكَ في جَفنَيهِ مُزدَحِمُ
وَالنَقعُ يَأخُذُ حَرّاناً وَبَقعَتَها
وَالشَمسُ تَسفِرُ أَحياناً وَتَلتَثِمُ
سُحبٌ تَمُرُّ بِحِصنِ الرانِ مُمسِكَةً
وَما بِها البُخلُ لَولا أَنَّها نِقَمُ
جَيشٌ كَأَنَّكَ في أَرضٍ تُطاوِلُهُ
فَالأَرضُ لا أُمَمٌ وَالجَيشُ لا أَمَمُ
إِذا مَضى عَلَمُ مِنها بَدا عَلَمٌ
وَإِن مَضى عَلَمٌ مِنهُ بَدا عَلَمُ
وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها
وَوَسَّمَتها عَلى آنافِها الحَكَمُ
حَتّى وَرَدنَ بِسِمنينٍ بُحَيرَتِها
تَنِشُّ بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
وَأَصبَحَت بِقَرى هِنزيطَ جائِلَةً
تَرعى الظُبى في خَصيبٍ نَبتُهُ اللِمَمُ
فَما تَرَكنَ بِها خُلداً لَهُ بَصَرٌ
تَحتَ التُرابِ وَلا بازاً لَهُ قَدَمُ
وَلا هِزَبراً لَهُ مِن دِرعِهِ لِبَدٌ
وَلا مَهاةً لَها مِن شِبهِها حَشَمُ
تَرمي عَلى شَفَراتِ الباتِراتِ بِهِم
مَكامِنُ الأَرضِ وَالغيطانُ وَالأَكَمُ
وَجاوَزوا أَرسَناساً مُعصِمينَ بِهِ
وَكَيفَ يَعصِمُهُم ما لَيسَ يَنعَصِمُ
وَما يَصُدُّكَ عَن بَحرٍ لَهُم سَعَةٌ
وَما يَرُدُّكَ عَن طَودٍ لَهُم شَمَمُ
ضَرَبتَهُ بِصُدورِ الخَيلِ حامِلَةً
قَوماً إِذا تَلِفوا قُدماً فَقَد سَلِموا
تَجَفَّلُ المَوجُ عَن لَبّاتِ خَيلِهِمِ
كَما تَجَفَّلُ تَحتَ الغارَةِ النَعَمُ
عَبَرتَ تَقدُمُهُم فيهِ وَفي بَلَدٍ
سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكونُها حُمَمُ
وَفي أَكُفِّهِمِ النارُ الَّتي عُبِدَت
قَبلَ المَجوسِ إِلى ذا اليَومِ تَضطَرِمُ
هِندِيَّةٌ إِن تُصَغِّر مَعشَراً صَغُروا
بِحَدِّها أَو تُعَظِّم مَعشَراً عَظَموا
قاسَمتَها تَلَّ بِطريقٍ فَكانَ لَها
أَبطالُها وَلَكَ الأَطفالُ وَالحُرَمُ
تَلقى بِهِم زَبَدَ التَيّارِ مُقرَبَةٌ
عَلى جَحافِلِها مِن نَضحِهِ رَثَمُ
دُهمٌ فَوارِسُها رُكّابُ أَبطُنِها
مَكدودَةٌ بِقَومٍ لا بِها الأَلَمُ
مِنَ الجِيادِ الَّتي كِدتَ العَدُوَّ بِها
وَما لَها خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ
نِتاجُ رَأيِكَ في وَقتٍ عَلى عَجَلٍ
كَلَفظِ حَرفٍ وَعاهُ سامِعٌ فَهِمُ
وَقَد تَمَنَّوا غَداةَ الدَربِ في لَجَبٍ
أَن يُبصِروكَ فَلَمّا أَبصَروكَ عَموا
صَدَمتَهُم بِخَميسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ
وَسَمهَرِيَّتُهُ في وَجهِهِ غَمَمُ
فَكانَ أَثبَتَ ما فيهِم جُسومُهُمُ
يَسقُطنَ حَولَكَ وَالأَرواحُ تَنهَزِمُ
وَالأَعوَجِيَّةُ مِلءَ الطُرقِ خَلفَهُمُ
وَالمَشرَفِيَّةُ مِلءَ اليَومِ فَوقَهُمُ
إِذا تَوافَقَتِ الضَرباتُ صاعِدَةً
تَوافَقَت قُلَلٌ في الجَوِّ تَصطَدِمُ
وَأَسلَمَ اِبنُ شُمُشقيقٍ أَلِيَّتَهُ
أَلّا اِنثَنى فَهوَ يَنأى وَهيَ تَبتَسِمُ
لا يَأمُلُ النَفَسَ الأَقصى لِمُهجَتِهِ
فَيَسرِقُ النَفَسَ الأَدنى وَيَغتَنِمُ
تَرُدُّ عَنهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَةٌ
صَوبُ الأَسِنَّةِ في أَثنائِها دِيَمُ
تَخُطُّ فيها العَوالي لَيسَ تَنفُذُها
كَأَنَّ كُلَّ سِنانٍ فَوقَها قَلَمُ
فَلا سَقى الغَيثُ ما واراهُ مِن شَجَرٍ
لَو زَلَّ عَنهُ لَوارَت شَخصَهُ الرَخَمُ
أَلهى المَمالِكَ عَن فَخرٍ قَفَلتَ بِهِ
شُربُ المُدامَةِ وَالأَوتارُ وَالنَغَمُ
مُقَلَّداً فَوقَ شُكرِ اللَهِ ذا شُطَبٍ
لا تُستَدامُ بِأَمضى مِنهُما النِعَمُ
أَلقَت إِلَيكَ دِماءُ الرومِ طاعَتَها
فَلَو دَعَوتَ بِلا ضَربٍ أَجابَ دَمُ
يُسابِقُ القَتلُ فيهِم كُلَّ حادِثَةٍ
فَما يُصيبُهُمُ مَوتٌ وَلا هَرَمُ
نَفَت رُقادَ عَلِيٍّ عَن مَحاجِرِهِ
نَفسٌ يُفَرِّجُ نَفساً غَيرَها الحُلُمُ
القائِمُ المَلِكُ الهادي الَّذي شَهِدَت
قِيامَهُ وَهُداهُ العُربُ وَالعَجَمُ
اِبنُ المُعَفِّرِ في نَجدٍ فَوارِسَها
بِسَيفِهِ وَلَهُ كوفانُ وَالحَرَمُ
لا تَطلُبَنَّ كَريماً بَعدَ رُؤيَتِهِ
إِنَّ الكِرامَ بِأَسخاهُم يَداً خُتِموا
وَلا تُبالِ بِشِعرٍ بَعدَ شاعِرِهِ
قَد أُفسِدَ القَولُ حَتّى أُحمِدَ الصَمَمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/39663434.5a8/0_99137_aa5e1291_M.png
ذِكرُ الصِبى وَمَراتِعِ الآرامِ
جَلَبَت حِمامي قَبلَ وَقتِ حِمامي
دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمومُ عَلَيَّ في
عَرَصاتِها كَتَكاثُرِ اللُوّامِ
فَكَأَنَّ كُلَّ سَحابَةٍ وَكَفَت بِها
تَبكي بِعَينَي عُروَةَ اِبنِ حِزامِ
وَلَطالَما أَفنَيتُ ريقَ كَعابِها
فيها وَأَفنَت بِالعِتابِ كَلامي
قَد كُنتَ تَهزَءُ بِالفِراقِ مَجانَةً
وَتَجُرُّ ذَيلَي شِرَّةٍ وَعُرامِ
لَيسَ القِبابُ عَلى الرِكابِ وَإِنَّما
هُنَّ الحَياةُ تَرَحَّلَت بِسَلامِ
لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعَلَ الحَصى
لِخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعِظامي
مُتَلاحِظَينِ نَسُحُّ ماءَ شُؤونِنا
حَذَراً مِنَ الرُقَباءِ في الأَكمامِ
أَرواحُنا اِنهَمَلَت وَعِشنا بَعدَها
مِن بَعدِ ما قَطَرَت عَلى الأَقدامِ
لَو كُنَّ يَومَ جَرَينَ كُنَّ كَصَبرِنا
عِندَ الرَحيلِ لَكُنَّ غَيرَ سِجامِ
لَم يَترُكوا لي صاحِباً إِلّا الأَسى
وَذَميلَ دِعبِلَةٍ كَفَحلِ نَعامِ
وَتَعَذُّرُ الأَحرارِ صَيَّرَ ظَهرَها
إِلّا إِلَيكَ عَلَيَّ فَرجَ حَرامِ
أَنتَ الغَريبَةُ في زَمانٍ أَهلُهُ
وُلِدَت مَكارِمُهُم لِغَيرِ تَمامِ
أَكثَرتَ مِن بَذلِ النَوالِ وَلَم تَزَل
عَلَماً عَلى الإِفضالِ وَالإِنعامِ
صَغَّرتَ كُلَّ كَبيرَةٍ وَكَبُرتَ عَن
لَكَأَنَّهُ وَعَدَدتَ سِنَّ غُلامِ
وَرَفَلتَ في حُلَلِ الثَناءِ وَإِنَّما
عَدَمُ الثَناءِ نِهايَةُ الإِعدامِ
عَيبٌ عَلَيكَ تُرى بِسَيفٍ في الوَغى
ما يَصنَعُ الصَمصامُ بِالصَمصامِ
إِن كانَ مِثلُكَ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
فَبَرِئتُ حينَئذٍ مِنَ الإِسلامِ
مَلِكٌ زُهَت بِمَكانِهِ أَيّامُهُ
حَتّى اِفتَخَرنَ بِهِ عَلى الأَيّامِ
وَتَخالُهُ سَلَبَ الوَرى أَحلامَهُم
مِن حِلمِهِ فَهُمُ بِلا أَحلامِ
وَإِذا اِمتَحَنتَ تَكَشَّفَت عَزَماتُهُ
عَن أَوحَدِيِّ النَقضِ وَالإِبرامِ
وَإِذا سَأَلتَ بَنانَهُ عَن نَيلِهِ
لَم يَرضَ بِالدُنيا قَضاءَ ذِمامِ
مَهلاً أَلا لِلَّهِ ما صَنَعَ القَنا
في عَمروُ حابِ وَضَبَّةَ الأَغتامِ
لَمّا تُحَكَّمَتِ الأَسِنَّةُ فيهِم
جارَت وَهُنَّ يَجُرنَ في الأَحكامِ
فَتَرَكتَهُم خَلَلَ البُيوتِ كَأَنَّما
غَضِبَت رُؤوسُهُمُ عَلى الأَجسامِ
أَحجارُ ناسٍ فَوقَ أَرضٍ مِن دَمٍ
وَنُجومُ بَيضٍ في سَماءِ قَتامِ
وَذِراعُ كُلِّ أَبي فُلانٍ كُنيَةً
حالَت فَصاحِبُها أَبو الأَيتامِ
عَهدي بِمَعرَكَةِ الأَميرِ وَخَيلُهُ
في النَقعِ مُحجِمَةٌ عَنِ الإِحجامِ
يا سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ مَن رامَ أَن
يَلقى مَنالَكَ رامَ غَيرَ مَرامِ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدَّعٍ
وَسَقى ثَرى أَبَوَيكَ صَوبَ غَمامِ
وَكَساكَ ثَوبَ مَهابَةٍ مِن عِندِهِ
وَأَراكَ وَجهَ شَقيقِكَ القَمقامِ
فَلَقَد رَمى بَلَدَ العَدُوِّ بِنَفسِهِ
في رَوقِ أَرعَنَ كَالغِطَمِّ لُهامِ
قَومٌ تَفَرَّسَتِ المَنايا فيكُمُ
فَرَأَت لَكُم في الحَربِ صَبرَ كِرامِ
تَاللَهِ ما عَلِمَ اِمرُؤٌ لَولاكُمُ
كَيفَ السَخاءُ وَكَيفَ ضَربَ الهامِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:32 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
رَأَيتُكَ توسِعُ الشُعَراءَ نَيلاً
حَديثَهُمُ المُوَلَّدَ وَالقَديما
فَتُعطي مَن بَقى مالاً جَسيماً
وَتُعطي مَن مَضى شَرَفاً عَظيما
سَمِعتُكَ مُنشِداً بَيتَي زِيادٍ
نَشيداً مِثلَ مُنشِدِهِ كَريما
فَما أَنكَرتُ مَوضِعَهُ وَلَكِن
غَبَطتُ بِذاكَ أَعظُمَهُ الرَميما
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:33 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
أَيا رامِياً يُصمي فُؤادَ مَرامِهِ
تُرَبّي عِداهُ ريشَها لِسِهامِهِ
أَسيرُ إِلى إِقطاعِهِ في ثِيابِهِ
عَلى طِرفِهِ مِن دارِهِ بِحُسامِهِ
وَما مَطَرَتنيهِ مِنَ البيضِ وَالقَنا
وَرومِ العِبِدّى هاطِلاتُ غَمامِهِ
فَتىً يَهَبُ الإِقليمَ بِالمالِ وَالقُرى
وَمَن فيهِ مِن فُرسانِهِ وَكِرامِهِ
وَيَجعَلُ ما خُوِّلتُهُ مِن نَوالِهِ
جَزاءً لِما خُوِّلتُهُ مِن كَلامِهِ
فَلا زالَتِ الشَمسُ الَّتي في سَمائِهِ
مُطالِعَةَ الشَمسِ الَّتي في لِثامِهِ
وَلا زالَ تَجتازُ البُدورُ بِوَجهِهِ
تَعَجَّبُ مِن نُقصانِها وَتَمامِهِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:34 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
أَراعَ كَذا كُلَّ المُلوكِ هُمامُ
وَسَحَّ لَهُ رُسلَ المُلوكِ غَمامُ
وَدانَت لَهُ الدُنيا فَأَصبَحَ جالِساً
وَأَيّامُها فيما يُريدُ قِيامُ
إِذا زارَ سَيفُ الدَولَةِ الرومَ غازِياً
كَفاها لِمامٌ لَو كَفاهُ لِمامُ
فَتىً تَتبَعُ الأَزمانُ في الناسِ خَطوَهُ
لِكُلِّ زَمانٍ في يَدَيهِ زِمامُ
تَنامُ لَدَيكَ الرُسلُ أَمناً وَغِبطَةً
وَأَجفانُ رَبِّ الرُسلِ لَيسَ تَنامُ
حِذاراً لِمُعرَوري الجِيادِ فَجاءَةً
إِلى الطَعنِ قُبلاً ما لَهُنَّ لِجامُ
تُعَطَّفُ فيهِ وَالأَعِنَّةُ شَعرُها
وَتُضرَبُ فيهِ وَالسِياطُ كَلامُ
وَما تَنفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنا
إِذا لَم يَكُن فَوقَ الكِرامِ كِرامُ
إِلى كَم تَرُدُّ الرُسلَ عَمّا أَتَوا لَهُ
كَأَنَّهُمُ فيما وَهَبتَ مَلامُ
وَإِن كُنتَ لا تُعطي الذِمامَ طَواعَةً
فَعَوذُ الأَعادي بِالكَريمِ ذِمامُ
وَإِنَّ نُفوساً أَمَّمَتكَ مَنيعَةٌ
وَإِنَّ دِماءً أَمَّلَتكَ حَرامُ
إِذا خافَ مَلكٌ مِن مَليكٍ أَجَرتَهُ
وَسَيفَكَ خافوا وَالجِوارَ تُسامُ
لَهُم عَنكَ بِالبيضِ الخِفافِ تَفَرُّقٌ
وَحَولَكَ بِالكُتبِ اللِطافِ زِحامُ
تَغُرُّ حَلاواتُ النُفوسِ قُلوبَها
فَتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهُوَ حِمامُ
وَشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤامَينِ عيشَةٌ
يَذِلُّ الَّذي يَختارُها وَيُضامُ
فَلَو كانَ صُلحاً لَم يَكُن بِشَفاعَةٍ
وَلَكِنَّهُ ذُلٌّ لَهُم وَغَرامُ
وَمَنٌّ لِفُرسانِ الثُغورِ عَلَيهِمِ
بِتَبليغِهِم ما لا يَكادُ يُرامُ
كَتائِبُ جاؤوا خاضِعينَ فَأَقدَموا
وَلَو لَم يَكونوا خاضِعينَ لَخاموا
وَعَزَّت قَديماً في ذَراكَ خُيولُهُم
وَعَزّوا وَعامَت في نَداكَ وَعاموا
عَلى وَجهِكَ المَيمونِ في كُلِّ غارَةٍ
صَلاةٌ تَوالى مِنهُمُ وَسَلامُ
وَكُلُّ أُناسٍ يَتبَعونَ إِمامَهُم
وَأَنتَ لِأَهلِ المَكرُماتِ إِمامُ
وَرُبَّ جَوابٍ عَن كِتابٍ بَعَثتَهُ
وَعُنوانُهُ لِلناظِرينَ قَتامُ
تَضيقُ بِهِ البَيداءُ مِن قَبلِ نَشرِهِ
وَما فُضَّ بِالبَيداءِ عَنهُ خِتامُ
حُروفُ هِجاءِ الناسِ فيهِ ثَلاثَةٌ
جَوادٌ وَرُمحٌ ذابِلٌ وَحُسامُ
أَذا الحَربِ قَد أَتعَبتَها فَاِلهُ ساعَةً
لِيُغمَدَ نَصلٌ أَو يُحَلَّ حِزامُ
وَإِن طالَ أَعمارُ الرِماحِ بِهُدنَةٍ
فَإِنَّ الَّذي يَعمَرنَ عِندَكَ عامُ
وَما زِلتَ تُفني السُمرَ وَهيَ كَثيرَةٌ
وَتُفني بِهِنَّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ
مَتى عاوَدَ الجالونَ عاوَدتَ أَرضُهُم
وَفيها رِقابٌ لِلسُيوفِ وَهامُ
وَرَبّوا لَكَ الأَولادَ حَتّى تُصيبَها
وَقَد كَعَبَت بِنتٌ وَشَبَّ غُلامُ
جَرى مَعَكَ الجارونَ حَتّى إِذا اِنتَهَوا
إِلى الغايَةِ القُصوى جَرَيتَ وَقاموا
فَلَيسَ لِشَمسٍ مُذ أَنَرتَ إِنارَةٌ
وَلَيسَ لِبَدرٍ مُذ تَمَمتَ تَمامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:34 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
قَد سَمِعنا ما قُلتَ في الأَحلامِ
وَأَنَلناكَ بَدرَةً في المَنامِ
وَاِنتَبَهنا كَما اِنتَبَهتَ بِلا شَي
ءٍ وَكانَ النَوالُ قَدرَ الكَلامِ
كُنتَ فيما كَتَبتَهُ نائِمَ العَيـ
ـنِ فَهَل كُنتَ نائِمَ الأَقلامِ
أَيُّها المُشتَكي إِذا رَقَدَ الإِعـ
ـدامَ لا رَقدَةٌ مَعَ الإِعدامِ
إِفتَحِ الجَفنَ وَاِترُكِ القَولَ في النَو
مِ وَمَيِّز خِطابَ سَيفِ الأَنامِ
الَّذي لَيسَ عَنهُ مُغنٍ وَلا مِنـ
ـهُ بَديلٌ وَلا لَما رامَ حامي
كُلُّ آبائِهِ كِرامُ بَني الدُنـ
ـيا وَلَكِنَّهُ كَريمُ الكِرام
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ
وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ
صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت
بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ
وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها
كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ
وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ
ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ
يَسمى الحُسامَ وَلَيسَت مِن مُشابَهَةٍ
وَكَيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ
تَفَرَّدَ العُربُ في الدُنيا بِمَحتِدِهِ
وَشارَكَ العُربَ في إِحسانِهِ العَجَمُ
وَأَخلَصَ اللَهُ لِلإِسلامِ نَصرَتَهُ
وَإِن تَقَلَّبَ في آلائِهِ الأُمَمُ
وَما أَخُصُّكَ في بُرءٍ بِتَهنِئَةٍ
إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:36 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ
تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ
رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً
حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ
إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ
لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا
لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا
أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ
شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ
تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ
قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
إِذا كانَ مَدحٌ فَالنَسيبُ المُقَدَّمُ
أَكُلُّ فَصيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ
لَحُبُّ اِبنِ عَبدِ اللَهِ أَولى فَإِنَّهُ
بِهِ يُبدَءُ الذِكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ
أَطَعتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظِري
إِلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعظُمُ
تَعَرَّضَ سَيفُ الدَولَةِ الدَهرَ كُلَّهُ
يُطَبِّقُ في أَوصالِهِ وَيُصَمِّمُ
فَجازَ لَهُ حَتّى عَلى الشَمسِ حُكمُهُ
وَبانَ لَهُ حَتّى عَلى البَدرِ مَيسَمُ
كَأَنَّ العِدا في أَرضِهِم خُلَفاؤهُ
فَإِن شاءَ حازوها وَإِن شاءَ سَلَّموا
وَلا كُتبَ إِلّا المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ
وَلا رُسُلٌ إِلّا الخَميسُ العَرَمرَمُ
فَلَم يَخلُ مِن نَصرٍ لَهُ مَن لَهُ يَدٌ
وَلَم يَخلُ مِن شُكرٍ لَهُ مَن لَهُ فَمُ
وَلَم يَخلُ مِن أَسمائِهِ عودُ مِنبَرٍ
وَلَم يَخلُ دينارٌ وَلَم يَخلُ دِرهَمُ
ضُروبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيِّقٌ
بَصيرٌ وَما بَينَ الشُجاعَينِ مُظلِمُ
تُباري نُجومَ القَذفِ في كُلِّ لَيلَةٍ
نُجومٌ لَهُ مِنهُنَّ وَردٌ وَأَدهَمُ
يَطَأنَ مِنَ الأَبطالِ مَن لا حَمَلنَهُ
وَمِن قِصَدِ المَرّانِ ما لا يُقَوَّمُ
فَهُنَّ مَعَ السيدانِ في البَرِّ عُسَّلٌ
وَهُنَّ مَعَ النينانِ في الماءِ عُوَّمُ
وَهُنَّ مَعَ الغِزلانِ في الوادِ كُمَّنٌ
وَهُنَّ مَعَ العِقبانِ في النيقِ حُوَّمُ
إِذا جَلَبَ الناسُ الوَشيجَ فَإِنَّهُ
بِهِنَّ وَفي لَبّاتِهِنَّ يُحَطَّمُ
بِغُرَّتِهِ في الحَربِ وَالسِلمِ وَالحِجا
وَبَذلِ اللُها وَالحَمدِ وَالمَجدِ مُعلَمُ
يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ
وَيَقضي لَهُ بِالسَعدِ مَن لا يُنَجِّمُ
أَجارَ عَلى الأَيّامِ حَتّى ظَنَنتُهُ
تُطالِبُهُ بِالرَدِّ عادٌ وَجُرهُمُ
ضَلالاً لِهَذي الريحِ ماذا تُريدُهُ
وَهَدياً لِهَذا السَيلِ ماذا يُؤَمِّمُ
أَلَم يَسأَلِ الوَبلُ الَّذي رامَ ثَنيَنا
فَيُخبِرَهُ عَنكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ
وَلَمّا تَلَقّاكَ السَحابُ بِصَوبِهِ
تَلَقّاهُ أَعلى مِنهُ كَعباً وَأَكرَمُ
فَباشَرَ وَجهاً طالَما باشَرَ القَنا
وَبَلَّ ثِياباً طالَما بَلَّها الدَمُ
تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ
مِنَ الشَأمِ يَتلو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ
فَزارَ الَّتي زارَت بِكَ الخَيلُ قَبرَها
وَجَشَّمَهُ الشَوقُ الَّذي تَتَجَشَّمُ
وَلَمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهاؤُهُ
عَلى الفارِسِ المُرخى الذُؤابَةَ مِنهُمُ
حَوالَيهِ بَحرٌ لِلتَجافيفِ مائِجٌ
يَسيرُ بِهِ طَردٌ مِنَ الخَيلِ أَيهَمُ
تَساوَت بِهِ الأَقطارُ حَتّى كَأَنَّهُ
يُجَمِّعُ أَشتاتَ الجِبالِ وَيَنظِمُ
وَكُلُّ فَتىً لِلحَربِ فَوقَ جَبينِهِ
مِنَ الضَربِ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمُ
يَمُدُّ يَديهِ في المُفاضَةِ ضَيغَمٌ
وَعَينَيهِ مِن تَحتِ التَريكَةِ أَرقَمُ
كَأَجناسِها راياتُها وَشِعارُها
وَما لَبِسَتهُ وَالسِلاحُ المُسَمَّمُ
وَأَدَّبَها طولُ القِتالِ فَطَرفُهُ
يُشيرُ إِلَيها مِن بَعيدٍ فَتَفهَمُ
تُجاوِبُهُ فِعلاً وَما تَعرِفُ الوَحى
وَيُسمِعُها لَحظاً وَما يَتَكَلَّمُ
تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كَأَنَّها
تَرِقُّ لِمِيّافارِقينَ وَتَرحَمُ
وَلَو زَحَمَتها بِالمَناكِبِ زَحمَةً
دَرَت أَيُّ سورَيها الضَعيفُ المُهَدَّمُ
عَلى كُلِّ طاوٍ تَحتَ طاوٍ كَأَنَّهُ
مِنَ الدَمِ يُسقى أَو مِنَ اللَحمِ يُطعَمُ
لَها في الوَغى زِيُّ الفَوارِسِ فَوقَها
فَكُلُّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثِّمُ
وَما ذاكَ بُخلاً بِالنُفوسِ عَلى القَنا
وَلَكِنَّ صَدمَ الشَرِّ لِلشَرِّ أَحزَمُ
أَتَحسِبُ بيضُ الهِندِ أَصلَكَ أَصلَها
وَأَنَّكَ مِنها ساءَ ما تَتَوَهَّمُ
إِذا نَحنُ سَمَّيناكَ خِلنا سُيوفَنا
مِنَ التيهِ في أَغمادِها تَتَبَسَّمُ
وَلَم نَرَ مَلكاً قَطُّ يُدعى بِدونِهِ
فَيَرضى وَلَكِن يَجهَلونَ وَتَحلُمُ
أَخَذتَ عَلى الأَعداءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ
مِنَ العَيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتَحرِمُ
فَلا مَوتَ إِلّا مِن سِنانِكَ يُتَّقى
وَلا رِزقَ إِلّا مِن يَمينِكَ يُقسَمُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ
وَمِنِ اِرتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ
وَمِنِ اِحتِقارِكَ كُلَّ ما تَحبو بِهِ
فيما أُلاحِظُهُ بِعَينَي حالِمِ
إِنَّ الخَليفَةَ لَم يُسَمِّكَ سَيفَها
حَتّى بَلاكَ فَكُنتَ عَينَ الصارِمِ
وَإِذا تَتَوَّجَ كُنتَ دُرَّةَ تاجِهِ
وَإِذا تَخَتَّمَ كُنتَ فَصَّ الخاتِمِ
وَإِذا اِنتَضاكَ عَلى العِدى في مَعرَكٍ
هَلَكوا وَضاقَت كَفُّهُ بِالقائِمِ
أَبدى سَخاؤكَ عَجزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ
في وَصفِهِ وَأَضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ
نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ
نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ فيـ
ـكَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ
في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِلـ
ـمُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ
لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَيـ
ـلُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ
وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
وَكَذا تَطلُعُ البُدورُ عَلَينا
وَكَذا تَقلَقُ البُحورُ العِظامُ
وَلَنا عادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَبـ
ـرِ لَوَ أَنّا سِوى نَواكَ نُسامُ
كُلُّ عَيشٍ ما لَم تُطَبهُ حِمامٌ
كُلُّ شَمسٍ ما لَم تَكُنها ظَلامُ
أَزِلِ الوَحشَةَ الَّتي عِندَنا يا
مَن بِهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ
وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَلـ
ـبِ كَأَنَّ القِتالَ فيها ذِمامُ
وَالَّذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حَتّى
تَتَلاقى الفِهاقُ وَالأَقدامُ
وَإِذا حَلَّ ساعَةً بِمَكانٍ
فَأَذاهُ عَلى الزَمانِ حَرامُ
وَالَّذي تُنبِتُ البِلادُ سُرورٌ
وَالَّذي تَمطُرُ السَحابُ مُدامُ
كُلَّما قيلَ قَد تَناهى أَرانا
كَرَماً ما اِهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ
وَكِفاحاً تَكِعُّ عَنهُ الأَعادي
وَاِرتِياحاً يَحارُ فيهِ الأَنامُ
إِنَّما هَيبَةُ المُؤَمَّلِ سَيفِ الـ
ـدَولَةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ
فَكَثيرٌ مِنَ الشُجاعِ التَوَقّي
وَكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السَلامُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُه
بِأَن تُسعِدا وَالدَمعُ أَشفاهُ ساجِمُه
وَما أَنا إِلّا عاشِقٌ كُلُّ عاشِقٍ
أَعَقُّ خَليلَيهِ الصَفِيَّينِ لائِمُه
وَقَد يَتَزَيّا بِالهَوى غَيرُ أَهلِهِ
وَيَستَصحِبُ الإِنسانُ مَن لا يُلائِمُه
بَليتُ بِلى الأَطلالِ إِن لَم أَقِف بِها
وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التَربِ خاتَمُه
كَئيباً تَوَقّاني العَواذِلُ في الهَوى
كَما يَتَوَقّى رَيِّضَ الخَيلِ حازِمُه
قِفي تَغرَمِ الأَولى مِنَ اللَحظِ مُهجَتي
بِثانِيَةٍ وَالمُتلِفُ الشَيءَ غارِمُه
سَقاكِ وَحَيّانا بِكِ اللَهُ إِنَّما
عَلى العيسِ نورٌ وَالخُدورُ كَمائِمُه
وَما حاجَةُ الأَظعانِ حَولَكِ في الدُجى
إِلى قَمَرٍ ما واجِدٌ لَكِ عادِمُه
إِذا ظَفِرَت مِنكِ العُيونُ بِنَظرَةٍ
أَثابَ بِها مُعيِ المَطِيِّ وَرازِمُه
حَبيبٌ كَأَنَّ الحُسنَ كانَ يُحِبُّهُ
فَآثَرَهُ أَو جارَ في الحُسنِ قاسِمُه
تَحولُ رِماحُ الخَطِّ دونَ سِبائِهِ
وَتُسبى لَهُ مِن كُلِّ حَيٍّ كَرائِمُه
وَيُضحي غُبارُ الخَيلِ أَدنى سُتورِهِ
وَآخِرُها نَشرُ الكِباءِ المُلازِمُه
وَما اِستَغرَبَت عَيني فِراقاً رَأَيتُهُ
وَلا عَلَّمَتني غَيرَ ما القَلبُ عالِمُه
فَلا يَتَّهِمني الكاشِحونَ فَإِنَّني
رَعَيتُ الرَدى حَتّى حَلَت لي عَلاقِمُه
مُشِبُّ الَّذي يَبكي الشَبابَ مُشيبُهُ
فَكَيفَ تَوَقّيهِ وَبانيهِ هادِمُه
وَتَكمِلَةُ العَيشِ الصَبا وَعَقيبُهُ
وَغائِبُ لَونِ العارِضينِ وَقادِمُه
وَما خَضَبَ الناسُ البَياضَ لِأَنَّهُ
قَبيحٌ وَلَكِن أَحسَنُ الشَعرِ فاحِمُه
وَأَحسَنُ مِن ماءِ الشَبيبَةِ كُلِّهِ
حَيا بارِقٍ في فازَةٍ أَنا شائِمُه
عَلَيها رِياضٌ لَم تَحُكها سَحابَةٌ
وَأَغصانُ دَوحٍ لَم تَغَنَّ حَمائِمُه
وَفَوقَ حَواشي كُلِّ ثَوبٍ مُوَجَّهٍ
مِنَ الدُرِّ سِمطٌ لَم يُثَقِّبهُ ناظِمُه
تَرى حَيَوانَ البَرِّ مُصطَلِحاً بِها
يُحارِبُ ضِدٌّ ضِدَّهُ وَيُسالِمُه
إِذا ضَرَبَتهُ الريحُ ماجَ كَأَنَّهُ
تَجولُ مَذاكيهِ وَتَدأى ضَراغِمُه
وَفي صورَةِ الرومِيِّ ذي التاجِ ذِلَّةٌ
لِأَبلَجَ لا تيجانَ إِلّا عَمائِمُه
تُقَبِّلُ أَفواهُ المُلوكِ بِساطَهُ
وَيَكبُرُ عَنها كُمُّهُ وَبَراجِمُه
قِياماً لِمَن يَشفي مِنَ الداءِ كَيُّهُ
وَمَن بَينَ أُذنَي كُلِّ قَرمٍ مَواسِمُه
قَبائِعُها تَحتَ المَرافِقِ هَيبَةً
وَأَنفَذُ مِمّا في الجُفونِ عَزائِمُه
لَهُ عَسكَراً خَيلٍ وَطَيرٍ إِذا رَمى
بِها عَسكَراً لَم يَبقَ إِلّا جَماجِمُه
أَجِلَّتُها مِن كُلِّ طاغٍ ثِيابُهُ
وَمَوطِئُها مِن كُلِّ باغٍ مَلاغِمُه
فَقَد مَلَّ ضَوءُ الصُبحِ مِمّا تُغيرُهُ
وَمَلَّ سَوادُ اللَيلِ مِمّا تُزاحِمُه
وَمَلَّ القَنا مِمّا تَدُقُّ صُدورَهُ
وَمَلَّ حَديدُ الهِندِ مِمّا تُلاطِمُه
سَحابٌ مِنَ العِقبانِ يَزحَفُ تَحتَها
سَحابٌ إِذا اِستَسقَت سَقَتها صَوارِمُه
سَلَكتُ صُروفَ الدَهرِ حَتّى لَقَيتُهُ
عَلى ظَهرِ عَزمٍ مُؤيَداتٍ قَوائِمُه
مَهالِكَ لَم تَصحَب بِها الذِئبَ نَفسُهُ
وَلا حَمَلَت فيها الغُرابَ قَوادِمُه
فَأَبصَرتُ بَدراً لا يَرى البَدرُ مِثلَهُ
وَخاطَبتُ بَحراً لا يَرى العِبرَ عائِمُه
غَضِبتُ لَهُ لَمّا رَأَيتُ صِفاتِهِ
بِلا واصِفٍ وَالشِعرُ تَهذي طَماطِمُه
وَكُنتُ إِذا يَمَّمتُ أَرضاً بَعيدَةً
سَرَيتُ وَكُنتُ السِرَّ وَاللَيلُ كاتِمُه
لَقَد سَلَّ سَيفَ الدَولَةِ المَجدُ مُعلِماً
فَلا المَجدُ مُخفيهِ وَلا الضَربُ ثالِمُه
عَلى عاتِقِ المَلكِ الأَغَرِّ نِجادُهُ
وَفي يَدِ جَبّارِ السَمَواتِ قائِمُه
تُحارِبُهُ الأَعداءُ وَهيَ عَبيدُهُ
وَتَدَّخِرُ الأَموالَ وَهيَ غَنائِمُه
وَيَستَكبِرونَ الدَهرَ وَالدَهرُ دونَهُ
وَيَستَعظِمونَ المَوتَ وَالمَوتُ خادِمُه
وَإِنَّ الَّذي سَمّى عَلِيّاً لَمُنصِفٌ
وَإِنَّ الَّذي سَمّاهُ سَيفاً لَظالِمُه
وَما كُلُّ سَيفٍ يَقطَعُ الهامَ حَدُّهُ
وَتَقطَعُ لَزباتِ الزَمانِ مَكارِمُه
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
ما أَجدَرَ الأَيّامَ وَاللَيالي
بِأَن تَقولَ ما لَهُ وَما لي
لا أَن يَكونَ هَكَذا مَقالي
فَتىً بِنيرانِ الحُروبِ صالِ
مِنها شَرابي وَبِها اِغتِسالي
لا تَخطُرُ الفَحشاءُ لي بِبالِ
لَو جَذَبَ الزَرّادُ مِن أَذيالي
مُخَيَّراً لي صَنعَتَي سِربالِ
ما سُمتُهُ سَردَ سِوى سِروالِ
وَكَيفَ لا وَإِنَّما إِدلالي
بِفارِسِ المَجروحِ وَالشَمالِ
أَبي شُجاعٍ قاتِلِ الأَبطالِ
ساقي كُؤوسِ المَوتِ وَالجِريالِ
لَمّا أَصارَ القُفصَ أَمسِ الخالي
وَقَتَّلَ الكُردَ عَنِ القِتالِ
حَتّى اِتَّقَت بِالفَرِّ وَالإِجفالِ
فَهالِكٌ وَطائِعٌ وَجالي
وَاِقتَنَصَ الفُرسانَ بِالعَوالي
وَالعُتُقِ المُحدَثَةِ الصِقالِ
سارَ لِصَيدِ الوَحشِ في الجِبالِ
وَفي رِقاقِ الأَرضِ وَالرِمالِ
عَلى دِماءِ الإِنسِ وَالأَوصالِ
مُنفَرِدَ المُهرِ عَنِ الرِعالِ
مِن عِظَمِ الهِمَّةِ لا المَلالِ
وَشِدَّةِ الضَنِّ لا الاِستِبدالِ
ما يَتَحَرَّكنَ سِوى اِنسِلالِ
فَهُنَّ يُضرَبنَ عَلى التَصهالِ
كُلُّ عَليلٍ فَوقَها مُختالِ
يُمسِكُ فاهُ خَشيَةَ السُعالِ
مِن مَطلَعِ الشَمسِ إِلى الزَوالِ
فَلَم يَئِل ما طارَ غَيرَ آلِ
وَما عَدا فَاِنغَلَّ في الأَدغالِ
وَما اِحتَمى بِالماءِ وَالدِحالِ
مِنَ الحَرامِ اللَحمِ وَالحَلالِ
إِنَّ النُفوسَ عَدَدُ الآجالِ
سَقياً لِدَشتِ الأَرزُنِ الطُوالِ
بَينَ المُروجِ الفيحِ وَالأَغيالِ
مُجاوِرِ الخِنزيرِ لِلرِئبالِ
داني الخَنانيصِ مِنَ الأَشبالِ
مُشتَرِفِ الدُبِّ عَلى الغَزالِ
مُجتَمِعِ الأَضدادِ وَالأَشكالِ
كَأَنَّ فَنّاخُسرَ ذا الإِفضالِ
خافَ عَلَيها عَوَزَ الكَمالِ
فَجائَها بِالفيلِ وَالفَيّالِ
فَقيدَتِ الأُيَّلُ في الحِبالِ
طَوعَ وُهوقِ الخَيلِ وَالرِجالِ
تَسيرُ سَيرَ النَعَمِ الأَرسالِ
مُعتَمَّةً بِيَبِسِ الأَجذالِ
وُلِدنَ تَحتَ أَثقَلِ الأَحمالِ
قَد مَنَعَتهُنَّ مِنَ التَفالي
لا تَشرَكُ الأَجسامَ في الهُزالِ
إِذا تَلَفَّتنَ إِلى الأَظلالِ
أَرَينَهُنَّ أَشنَعَ الأَمثالِ
كَأَنَّما خُلِقنَ لِلإِذلالِ
زِيادَةً في سُبَّةَ الجُهّالِ
وَالعُضوُ لَيسَ نافِعاً في حالِ
لِسائِرِ الجِسمِ مِنَ الخَبالِ
وَأَوفَتِ الفُدرُ مِنَ الأَوعالِ
مُرتَدِياتٍ بِقِسِيِّ الضالِ
نَواخِسَ الأَطرافِ لِلأَكفالِ
يَكَدنَ يَنفُذنَ مِنَ الآطالِ
لَها لِحىً سودٌ بِلا سِبالِ
يَصلُحنَ لِلإِضحاكِ لا الإِجلالِ
كُلُّ أَثيثٍ نَبتُها مُتفالِ
لَم تُغذَ بِالمِسكِ وَلا الغَوالي
تَرضى مِنَ الأَدهانِ بِالأَبوالِ
وَمِن ذَكِيِّ المِسكِ بِالدَمالِ
لَو سُرِّحَت في عارِضَي مُحتالِ
لَعَدَّها مِن شَبَكاتِ المالِ
بَينَ قُضاةِ السَوءِ وَالأَطفالِ
شَبيهَةِ الإِدبارِ بِالإِقبالِ
لا تُؤثِرُ الوَجهَ عَلى القَذالِ
فَاِختَلَفَت في وابِلَي نِبالِ
مِن أَسفَلِ الطَودِ وَمِن مُعالِ
قَد أَودَعَتها عَتَلُ الرِجالِ
في كُلِّ كِبدٍ كَبِدي نِصالِ
فَهُنَّ يَهوينَ مِنَ القِلالِ
مَقلوبَةَ الأَظلافِ وَالإِرقالِ
يُرقِلنَ في الجَوِّ عَلى المَحالِ
في طُرُقٍ سَريعَةِ الإيصالِ
يَنَمنَ فيها نيمَةَ المِكسالِ
عَلى القُفِيِّ أَعجَلَ العِجالِ
لا يَتَشَكَّينَ مِنَ الكَلالِ
وَلا يُحاذِرنَ مِنَ الضَلالِ
فَكانَ عَنها سَبَبَ التَرحالِ
تَشويقُ إِكثارٍ إِلى إِقلالِ
فَوَحشُ نَجدٍ مِنهُ في بَلبالِ
يَخَفنَ في سَلمى وَفي قِيالِ
نَوافِرَ الضَبابِ وَالأَورالِ
وَالخاضِباتِ الرُبدِ وَالرِئالِ
وَالظَبيِ وَالخَنساءِ وَالذَيّالِ
يَسمَعنَ مِن أَخبارِهِ الأَزوالِ
ما يَبعَثُ الخُرسَ عَلى السُؤالِ
فُحولُها وَالعوذُ وَالمَتالي
تَوَدُّ لَو يُتحِفُها بِوالي
يَركَبُها بِالخُطمِ وَالرِحالِ
يُؤمِنُها مِن هَذِهِ الأَهوالِ
وَيَخمُسُ العُشبَ وَلا تُبالي
وَماءَ كُلِّ مُسبِلٍ هَطّالِ
يا أَقدَرَ السُفّارِ وَالقُفّالِ
لَو شِئتَ صِدتَ الأُسدَ بِالثِعالي
أَو شِئتَ غَرَّقتَ العِدا بِالآلِ
وَلَو جَعَلتَ مَوضِعَ الإِلالِ
لاّلِئاً قَتَلتَ بِاللَآلي
لَم يَبقَ إِلّا طَرَدُ السَعالي
في الظُلَمِ الغائِبَةِ الهِلالِ
عَلى ظُهورِ الإِبِلِ الأُبّالِ
فَقَد بَلَغتَ غايَةَ الآمالِ
فَلَم تَدَع مِنها سِوى المُحالِ
في لا مَكانٍ عِندَ لا مَنالِ
يا عَضُدَ الدَولَةِ وَالمَعالي
النَسَبُ الحَليُ وَأَنتَ الحالي
بِالأَبِ لا بِالشَنفِ وَالخَلخالِ
حَلياً تَحَلّى مِنكَ بِالجَمالِ
وَرُبَّ قُبحٍ وَحُلىً ثِقالِ
أَحسَنُ مِنها الحُسنُ في المِعطالِ
فَخرُ الفَتى بِالنَفسِ وَالأَفعالِ
مِن قَبلِهِ بِالعَمِّ وَالأَخوالِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:39 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
إِثلِث فَإِنّا أَيُّها الطَلَلُ
نَبكي وَتُرزِمُ تَحتَنا الإِبلُ
أَولا فَلا عَتبٌ عَلى طَلَلِ
إِنَّ الطُلولَ لِمِثلِها فُعُلُ
لَو كُنتَ تَنطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً
بي غَيرُ ما بِكَ أَيُّها الرَجُلُ
أَبكاكَ أَنَّكَ بَعضُ مَن شَغَفوا
لَم أَبكِ أَنِّيَ بَعضُ مَن قَتَلوا
إِنَّ الَّذينَ أَقَمتَ وَاِحتَمَلوا
أَيّامُهُم لِدِيارِهِم دُوَلُ
الحُسنُ يَرحَلُ كُلَّما رَحَلوا
مَعَهُم وَيَنزِلُ حَيثُما نَزَلوا
في مُقلَتي رَشَأٍ تُديرُهُما
بَدَوِيَّةٌ فُتِنَت بِها الحِلَلُ
تَشكو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها
وَصُدودِها وَمَنِ الَّذي تَصِلُ
ما أَسأَرَت في القَعبِ مِن لَبَنٍ
تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ
قالَت أَلا تَصحو فَقُلتُ لَها
أَعلَمتِني أَنَّ الهَوى ثَمَلُ
لَو أَنَّ فَنّاخُسرَ صَبَّحَكُم
وَبَرَزتِ وَحدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ
وَتَفَرَّقَت عَنكُم كَتائِبُهُ
إِنَّ المِلاحَ خَوادِعٌ قُتُلُ
ما كُنتِ فاعِلَةً وَضَيفُكُمُ
مَلِكُ المُلوكِ وَشَأنُكِ البَخَلُ
أَتُمَنِّعينَ قِرىً فَتَفتَضِحي
أَم تَبذُلينَ لَهُ الَّذي يَسَلُ
بَل لا يَحُلُّ بِحَيثُ حَلَّ بِهِ
بُخلٌ وَلا جَورٌ وَلا وَجَلُ
مَلِكٌ إِذا ما الرُمحُ أَدرَكَهُ
طَنَبٌ ذَكَرناهُ فَيَعتَدِلُ
إِن لَم يَكُن مَن قَبلَهُ عَجَزوا
عَمّا يَسوسُ بِهِ فَقَد غَفَلوا
حَتّى أَتى الدُنيا اِبنُ بَجدَتِها
فَشَكا إِلَيهِ السَهلُ وَالجَبَلُ
شَكوى العَليلِ إِلى الكَفيلِ لَهُ
أَن لا تَمُرَّ بِجِسمِهِ العِلَلُ
قالَت فَلا كَذَبَت شَجاعَتُهُ
أَقدِم فَنَفسُكَ ما لَها أَجَلُ
فَهُوَ النِهايَةُ إِن جَرى مَثَلٌ
أَو قيلَ يَومَ وَغىً مَنِ البَطَلُ
عُدَدُ الوُفودِ العامِدينَ لَهُ
دونَ السِلاحِ الشَكلُ وَالعَقلُ
فَلِشُكلِهِم في خَيلِهِ عَمَلٌ
وَلِعُقلِهِم في بُختِهِ شُغُلُ
تُمسي عَلى أَيدي مَواهِبِهِ
هِيَ أَو بَقِيَّتُها أَوِ البَدَلُ
يَشتاقُ مِن يَدِهِ إِلى سَبَلٍ
شَوقاً إِلَيهِ يَنبُتُ الأَسَلُ
سَبَلٌ تَطولُ المَكرُماتُ بِهِ
وَالمَجدُ لا الحَوذانُ وَالنَفَلُ
وَإِلى حَصى أَرضٍ أَقامَ بِها
بِالناسِ مِن تَقبيلِها يَلَلُ
إِن لَم تُخالِطهُ ضَواحِكُهُم
فَلِمَن تُصانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ
في وَجهِهِ مِن نورِ خالِقِهِ
قَدَرٌ هِيَ الآياتُ وَالرُسُلُ
وَإِذا القُلوبُ أَبَت حُكومَتَهُ
رَضِيَت بِحُكمِ سُيوفِهِ القُلَلُ
وَإِذا الخَميسُ أَبى السُجودَ لَهُ
سَجَدَت لَهُ فيهِ القَنا الذُبُلُ
أَرَضيتَ وَهشُوَذانُ ما حَكَمَت
أَم تَستَزيدُ لِأُمِّكَ الهَبَلُ
وَرَدَت بِلادَكَ غَيرَ مُعمَدَةٍ
وَكَأَنَّها بَينَ القَنا شُعَلُ
وَالقَومُ في أَعيانِهِم خَزَرٌ
وَالخَيلُ في أَعيانِها قَبَلُ
فَأَتَوكَ لَيسَ بِمَن أَتَوا قِبَلٌ
بِهِم وَلَيسَ بِمَن نَأَوا خَلَلُ
لَم يَدرِ مَن بِالرَيِّ أَنَّهُمُ
فَصَلوا وَلا يَدري إِذا قَفَلوا
فَأَتَيتَ مُعتَزِماً وَلا أَسَدٌ
وَمَضَيتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ
تُعطي سِلاحَهُمُ وَراحَهُمُ
ما لَم تَكُن لِتَنالَهُ المُقَلُ
أَسخى المُلوكِ بِنَقلِ مَملَكَةٍ
مَن كادَ عَنهُ الرَأسُ يَنتَقِلُ
لَولا الجَهالَةُ ما دَلَفتَ إِلى
قَومٍ غَرِقتَ وَإِنَّما تَفَلوا
لا أَقبَلوا سِرّاً وَلا ظَفِروا
غَدراً وَلا نَصَرَتهُمُ الغِيَلُ
لا تَلقَ أَفرَسَ مِنكَ تَعرِفُهُ
إِلّا إِذا ضاقَت بِكَ الحِيَلُ
لا يَستَحي أَحَدٌ يُقالُ لَهُ
نَضَلوكَ آلُ بُوَيهِ أَو فَضَلوا
قَدَروا عَفَوا وَعَدوا وَفَوا سُئِلوا
أَغنَوا عَلَوا أَعلَوا وَلَو عَدَلوا
فَوقَ السَماءِ وَفَوقَ ما طَلَبوا
فَإِذا أَرادوا غايَةً نَزَلوا
قَطَعَت مَكارِمُهُم صَوارِمَهُم
فَإِذا تَعَذَّرَ كاذِبٌ قَبِلوا
لا يَشهُرونَ عَلى مُخالِفِهِم
سَيفاً يَقومُ مَقامَهُ العَذَلُ
فَأَبوا عَلِيٍّ مَن بِهِ قَهَروا
وَأَبو شُجاعٍ مَن بِهِ كَمَلوا
حَلَفَت لِذا بَرَكاتُ غُرَّةِ ذا
في المَهدِ أَن لا فاتَهُم أَمَلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:39 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
كَدَعواكِ كُلٌّ يَدَّعي صِحَّةَ العَقلِ
وَمَن ذا الَّذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهلِ
لِهَنَّكِ أَولى لائِمٍ بِمَلامَةٍ
وَأَحوَجُ مِمَّن تَعذُلينَ إِلى العَذلِ
تَقولينَ ما في الناسِ مِثلَكَ عاشِقٌ
جِدي مِثلَ مَن أَحبَبتُهُ تَجِدي مِثلي
مُحِبٌّ كَنى بِالبيضِ عَن مُرهَفاتِهِ
وَبِالحُسنِ في أَجسامِهِنَّ عَنِ الصَقلِ
وَبِالسُمرِ عَن سُمرِ القَنا غَيرَ أَنَّني
جَناها أَحِبّائي وَأَطرافُها رُسلي
عَدِمتُ فُؤاداً لَم تَبِت فيهِ فَضلَةٌ
لِغَيرِ الثَنايا الغُرِّ وَالحَدَقِ النُجلِ
فَما حَرَمَت حَسناءُ بِالهَجرِ غِبطَةً
وَلا بَلَّغَتها مَن شَكى الهَجرَ بِالوَصلِ
ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلى
فَصَعبُ العُلى في الصَعبِ وَالسَهلُ في السَهلِ
تُريدينَ لُقيانَ المَعالي رَخيصَةً
وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحلِ
حَذِرتِ عَلَينا المَوتَ وَالخَيلُ تَلتَقي
وَلَم تَعلَمي عَن أَيِّ عاقِبَةٍ تُجلَي
فَلَستُ غَبيناً لَو شَرَيتُ مَنِيَّتي
بِإِكرامِ دِلَّيرَ اِبنِ لَشكَرَوَزٍّ لي
تُمِرُّ الأَنابيبُ الخَواطِرُ بَينَنا
وَنَذكُرُ إِقبالَ الأَميرِ فَتَحلو لي
وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّها سَبَبٌ لَهُ
لَزادَ سُروري بِالزِيادَةِ في القَتلِ
فَلا عَدِمَت أَرضُ العِراقَينِ فِتنَةً
دَعَتكَ إِلَيها كاشِفَ الخَوفِ وَالمَحلِ
ظَلِلنا إِذا أَنبى الحَديدُ نُصولَنا
نُجَرِّدُ ذِكراً مِنكَ أَمضى مِنَ النَصلِ
وَنَرمي نَواصيها مِنِ اِسمِكَ في الوَغى
بِأَنفَذَ مِن نُشّابِنا وَمِنَ النَبلِ
فَإِن تَكُ مِن بَعدِ القِتالِ أَتَيتَنا
فَقَد هَزَمَ الأَعداءَ ذِكرُكَ مِن قَبلِ
وَما زِلتُ أَطوي القَلبَ قَبلَ اِجتِماعِنا
عَلى حاجَةٍ بَينَ السَنابِكِ وَالسُبلِ
وَلَو لَم تَسِر سِرنا إِلَيكَ بِأَنفُسٍ
غَرائِبَ يُؤثِرنَ الجِيادَ عَلى الأَهلِ
وَخَيلٍ إِذا مَرَّت بِوَحشٍ وَرَوضَةٍ
أَبَت رَعيَها إِلّا وَمِرجَلُنا يَغلي
وَلَكِن رَأَيتُ القَصدَ في الفَضلِ شِركَةً
فَكانَ لَكَ الفَضلانِ بِالقَصدِ وَالفَضلِ
وَلَيسَ الَّذي يَتَّبَّعُ الوَبلَ رائِداً
كَمَن جائَهُ في دَهرِهِ رائِدُ الوَبلِ
وَما أَنا مِمَّن يَدَّعي الشَوقَ قَلبُهُ
وَيَحتَجُّ في تَركِ الزِيارَةِ بِالشُغلِ
أَرادَت كِلابٌ أَن تَفوزَ بِدَولَةٍ
لِمَن تَرَكَت رَعيَ الشُوَيهاتِ وَالإِبلِ
أَبى رَبُّها أَن يَترُكَ الوَحشَ وَحدَها
وَأَن يُؤمِنَ الضَبَّ الخَبيثَ مِنَ الأَكلِ
وَقادَ لَها دِلَّيرُ كُلَّ طِمِرَّةٍ
تُنيفُ بِخَدَّيها سَحوقٌ مِنَ النَخلِ
وَكُلَّ جَوادٍ تَلطِمُ الأَرضَ كَفُّهُ
بِأَغنى عَنِ النَعلِ الحَديدِ مِنَ النَعلِ
فَوَلَّت تُريغُ الغَيثَ وَالغَيثَ خَلَّفَت
وَتَطلُبُ ما قَد كانَ في اليَدِ بِالرِجلِ
تُحاذِرُ هَزلَ المالِ وَهيَ ذَليلَةٌ
وَأَشهَدُ أَنَّ الذُلَّ شَرٌّ مِنَ الهَزلِ
وَأَهدَت إِلَينا غَيرَ قاصِدَةٍ بِهِ
كَريمَ السَجايا يَسبِقُ القَولَ بِالفِعلِ
تَتَبَّعَ آثارَ الرَزايا بِجودِهِ
تَتَبُّعَ آثارِ الأَسِنَّةِ بِالفُتلِ
شَفى كُلَّ شاكٍ سَيفُهُ وَنَوالُهُ
مِنَ الداءِ حَتّى الثاكِلاتِ مِنَ الثُكلِ
عَفيفٌ تَروقُ الشَمسَ صورَةُ وَجهِهِ
وَلَو نَزَلَت شَوقاً لَحادَ إِلى الظِلِّ
شُجاعٌ كَأَنَّ الحَربَ عاشِقَةٌ لَهُ
إِذا زارَها فَدَّتهُ بِالخَيلِ وَالرَجلِ
وَرَيّانُ لا تَصدى إِلى الخَمرِ نَفسُهُ
وَعَطشانُ لا تَروى يَداهُ مِنَ البَذلِ
فَتَمليكُ دِلَّيرٍ وَتَعظيمُ قَدرِهِ
شَهيدٌ بِوَحدانِيَّةِ اللَهِ وَالعَدلِ
وَما دامَ دِلَّيرٌ يَهُزُّ حُسامَهُ
فَلا نابَ في الدُنيا لِلَيثٍ وَلا شِبلِ
وَما دامَ دِلَّيرٌ يُقَلِّبُ كَفَّهُ
فَلا خَلقَ مِن دَعوى المَكارِمِ في حِلِّ
فَتىً لا يُرَجّي أَن تَتِمَّ طَهارَةٌ
لِمَن لَم يُطَهِّر راحَتَيهِ مِنَ البُخلِ
فَلا قَطَعَ الرَحمَنُ أَصلاً أَتى بِهِ
فَإِنّي رَأَيتُ الطَيِّبَ الطَيِّبَ الأَصلِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ
بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ
فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ
خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ
وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني
ظُهورَ جَريٍ فَلي فيهِنَّ تَصهالُ
وَما شَكَرتُ لِأَنَّ المالَ فَرَّحَني
سِيّانَ عِندِيَ إِكثارٌ وَإِقلالُ
لَكِن رَأَيتُ قَبيحاً أَن يُجادَلَنا
وَأَنَّنا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخّالُ
فَكُنتُ مَنبِتَ رَوضِ الحُزنِ باكَرَهُ
غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرضِ هَطّالُ
غَيثٌ يُبَيِّنُ لِلنُظّارِ مَوقِعُهُ
أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهّالُ
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
لا وارِثٌ جَهِلَت يُمناهُ ما وَهَبَت
وَلا كَسوبٌ بِغَيرِ السَيفِ سَئالُ
قالَ الزَمانُ لَهُ قَولاً فَأَفهَمَهُ
إِنَّ الزَمانَ عَلى الإِمساكِ عَذّالُ
تَدري القَناةُ إِذا اِهتَزَّت بِراحَتِهِ
أَنَّ الشَقِيَّ بِها خَيلٌ وَأَبطالُ
كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ
كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ
القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ
بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ
القاتِلِ السَيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ
وَلِلسُيوفِ كَما لِلناسِ آجالُ
تُغيرُ عَنهُ عَلى الغاراتِ هَيبَتُهُ
وَمالُهُ بِأَقاصي الأَرضِ أَهمالُ
لَهُ مِنَ الوَحشِ ما اِختارَت أَسِنَّتُهُ
عَيرٌ وَهَيقٌ وَخَنساءٌ وَذَيّالُ
تُمسي الضُيوفُ مُشَهّاةً بِعَقوَتِهِ
كَأَنَّ أَوقاتَها في الطيبِ آصالُ
لَوِ اِشتَهَت لَحمَ قاريها لَبادَرَها
خَرادِلٌ مِنهُ في الشيزى وَأَوصالُ
لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ
إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ
يُروي صَدى الأَرضِ مِن فَضلاتِ ما شَرِبوا
مَحضُ اللِقاحِ وَصافي اللَونِ سَلسالُ
تَقري صَوارِمُهُ الساعاتِ عَبطَ دَمٍ
كَأَنَّما الساعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ
تَجري النُفوسُ حَوالَيهِ مُخَلَّطَةً
مِنها عُداةٌ وَأَغنامٌ وَآبالُ
لا يَحرِمُ البُعدُ أَهلَ البُعدِ نائِلَهُ
وَغَيرُ عاجِزَةٍ عَنهُ الأُطَيفالُ
أَمضى الفَريقَينِ في أَقرانِهِ ظُبَةً
وَالبيضُ هادِيَةً وَالسُمرُ ضُلّالُ
يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ
بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ
إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ
يَرمي بِها الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَها
مِن شَقِّهِ وَلَوَ أَنَّ الجَيشَ أَجبالُ
إِذا العِدى نَشِبَت فيهِم مَخالِبُهُ
لَم يَجتَمِع لَهُمُ حِلمٌ وَرِئبالُ
يَروعُهُم مِنهُ دَهرٌ صَرفُهُ أَبَداً
مُجاهِرٌ وَصُروفُ الدَهرِ تَغتالُ
أَنالَهُ الشَرَفَ الأَعلى تَقَدُّمُهُ
فَما الَّذي بِتَوَقّي ما أَتى نالوا
إِذا المُلوكُ تَحَلَّت كانَ حِليَتَهُ
مُهَنَّدٌ وَأَضَمُّ الكَعبِ عَسّالُ
أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً
هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ
تَمَلَّكَ الحَمدَ حَتّى ما لِمُفتَخِرٍ
في الحَمدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
عَلَيهِ مِنهُ سَرابيلٌ مُضاعَفَةٌ
وَقَد كَفاهُ مِنَ الماذِيِّ سِربالُ
وَكَيفَ أَستُرُ ما أولَيتَ مِن حَسَنٍ
وَقَد غَمَرتَ نَوالاً أَيُّها النالُ
لَطَّفتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكرِمَتي
إِنَّ الكَريمَ عَلى العَلياءِ يَحتالُ
حَتّى غَدَوتَ وَلِلأَخبارِ تَجوالُ
وَلِلكَواكِبِ في كَفَّيكَ آمالُ
وَقَد أَطالَ ثَنائي طولُ لابِسِهِ
إِنَّ الثَناءَ عَلى التِنبالِ تِنبالُ
إِن كُنتَ تَكبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ
فَإِنَّ قَدرَكَ في الأَقدارِ يَختالُ
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها
إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها
إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ
ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ
مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ
ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
أَتَحلِفُ لا تُكَلِّفُني مَسيراً
إِلى بَلَدٍ أُحاوِلُ فيهِ مالا
وَأَنتَ مُكَلِّفي أَنبى مَكاناً
وَأَبعَدَ شُقَّةً وَأَشَدَّ حالا
إِذا سِرنا عَلى الفُسطاطِ يَوماً
فَلَقِّني الفَوارِسَ وَالرِجالا
لِتَعلَمَ قَدرَ مَن فارَقتَ مِنّي
وَأَنَّكَ رُمتَ مِن ضَيمي مُحالا
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:41 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
لا تَحسَبوا رَبعَكُم وَلا طَلَلَه
أَوَّلَ حَيٍّ فِراقُكُم قَتَلَه
قَد تَلِفَت قَبلَهُ النُفوسُ بِكُم
وَأَكثَرَت في هَواكُمُ العَذَلَه
خَلا وَفيهِ أَهلٌ وَأَوحَشَنا
وَفيهِ صِرمٌ مُرَوِّحٌ إِبِلَه
لَو سارَ ذاكَ الحَبيبُ عَن فَلَكٍ
ما رَضِيَ الشَمسَ بُرجُهُ بَدَلَه
أُحِبُّهُ وَالهَوى وَأَدأُرَهُ
وَكُلُّ حُبٍّ صَبابَةٌ وَوَلَه
يَنصُرُها الغَيثُ وَهيَ ظامِئَةٌ
إِلى سِواهُ وَسُحبُها هَطِلَه
واحَرَبا مِنكِ يا جَدايَتَها
مُقيمَةً فَاِعلَمي وَمُرتَحِلَه
لَو خُلِطَ المِسكُ وَالعَبيرُ بِها
وَلَستِ فيها لَخِلتُها تَفِلَه
أَنا اِبنُ مَن بَعضُهُ يَفوقُ أَبا ال
باحِثِ وَالنَجلُ بَعضُ مَن نَجَلَه
وَإِنَّما يَذكُرُ الجُدودَ لَهُم
مَن نَفَروهُ وَأَنفَدوا حِيَلَه
فَخراً لِعَضبٍ أَروحُ مُشتَمِلَه
وَسَمهَرِيٍّ أَروحُ مُعتَقَلَه
وَليَفخَرِ الفَخرُ إِذ غَدَوتُ بِهِ
مُرتَدِياً خَيرَهُ وَمُنتَعِلَه
أَنا الَّذي بَيَّنَ الإِلَهُ بِهِ ال
أَقدارَ وَالمَرءُ حَيثُما جَعَلَه
جَوهَرَةٌ يَفرَحُ الكِرامُ بِها
وَغُصَّةٌ لا تُسيغُها السَفِلَه
إِنَّ الكِذابَ الَّذي أَكادُ بِهِ
أَهوَنُ عِندي مِنَ الَّذي نَقَلَه
فَلا مُبالٍ وَلا مُداجٍ وَلا
وانٍ وَلا عاجِزٌ وَلا تُكَلَه
وَدارِعٍ سِفتُهُ فَخَرَّ لَقىً
في المُلتَقى وَالعَجاجِ وَالعَجَلَه
وَسامِعٍ رُعتُهُ بِقافِيَةٍ
يَحارُ فيها المُنَقِّحُ القُوَلَه
وَرُبَّما أُشهِدُ الطَعامَ مَعي
مَن لا يُساوي الخُبزَ الَّذي أَكَلَه
وَيُظهِرُ الجَهلَ بي وَأَعرِفُهُ
وَالدُرُّ دُرٌّ بِرَغمِ مَن جَهِلَه
مُستَحيِياً مِن أَبي العَشائِرِ أَن
أَسحَبَ في غَيرِ أَرضِهِ حُلَلَه
أَسحَبُها عِندَهُ لَدى مَلِكٍ
ثِيابُهُ مِن جَليسِهِ وَجِلَه
وَبيضُ غِلمانِهِ كَنائِلِهِ
أَوَّلُ مَحمولِ سَيبِهِ الحَمَلَه
ما لِيَ لا أَمدَحُ الحُسَينَ وَلا
أَبذُلُ مِثلَ الوُدِّ الَّذي بَذَلَه
أَأَخفَتِ العَينُ عِندَهُ خَبَراً
أَم بَلَغَ الكَيذُبانُ ما أَمَلَه
أَم لَيسَ ضَرّابَ كُلِّ جُمجُمَةٍ
مَنخُوَّةٍ ساعَةَ الوَغى زَعِلَه
وَصاحِبَ الجودِ ما يُفارِقُهُ
لَو كانَ لِلجودِ مَنطِقٌ عَذَلَه
وَراكِبَ الهَولِ لا يُفَتِّرُهُ
لَو كانَ لِلهَولِ مَحزِمٌ هَزَلَه
وَفارِسَ الأَحمَرِ المُكَلِّلَ في
طَيِّئٍ المُشرَعَ القَنا قِبَلَه
لَمّا رَأَت وَجهَهُ خُيولُهُمُ
أَقسَمَ بِاللَهِ لا رَأَت كَفَلَه
فَأَكبَروا فِعلَهُ وَأَصغَرَهُ
أَكبَرُ مِن فِعلِهِ الَّذي فَعَلَه
القاطِعُ الواصِلُ الكَميلُ فَلا
بَعضُ جَميلٍ عَن بَعضِهِ شَغَلَه
فَواهِبٌ وَالرِماحُ تَشجُرُهُ
وَطاعِنٌ وَالهِباتُ مُتَّصِلَه
وَكُلَّما آمَنَ البِلادَ سَرى
وَكُلَّما خيفَ مَنزِلٌ نَزَلَه
وَكُلَّما جاهَرَ العَدُوَّ ضُحىً
أَمكَنَ حَتّى كَأَنَّهُ خَتَلَه
يَحتَقِرُ البيضَ وَاللِدانَ إِذا
سَنَّ عَلَيهِ الدِلاصَ أَو نَثَلَه
قَد هَذَّبَت فَهمَهُ الفَقاهَةُ لي
وَهَذَّبَت شِعرِيَ الفَصاحَةَ لَه
فَصِرتُ كَالسَيفِ حامِداً يَدَهُ
لا يَحمَدُ السَيفُ كُلَّ مَن حَمَلَه
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:41 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
أَتاني كَلامُ الجاهِلِ اِبنِ كَيَغلَغٍ
يَجوبُ حُزوناً بَينَنا وَسُهولا
وَلَو لَم يَكُن بَينَ اِبنِ صَفراءَ حائِلٌ
وَبَيني سِوى رُمحي لَكانَ طَويلا
وَاِسحاقُ مَأمونٌ عَلى مَن أَهانَهُ
وَلَكِن تَسَلّى بِالبُكاءِ قَليلا
وَلَيسَ جَميلاً عِرضُهُ فَيَصونَهُ
وَلَيسَ جَميلاً أَن يَكونَ جَميلا
وَيَكذِبُ ما أَذلَلتُهُ بِهِجائِهِ
لَقَد كانَ مِن قَبلِ الهِجاءِ ذَليلا
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:41 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
يا أَكرَمَ الناسِ في الفَعالِ
وَأَفصَحَ الناسِ في المَقالِ
إِن قُلتَ في ذا البَخورِ سَوقاً
فَهَكَذا قُلتَ في النَوالِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:42 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ
وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ
وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم
فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ
وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم
قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ
وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ
لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:42 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/39663434.61b/0_9b50c_df3288d_L.png
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:43 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/39663434.61b/0_9b50d_73d84cfd_L.png
قَد أُبتُ بِالحاجَةِ مَقضِيَّةً
وَعِفتُ في الجَلسَةِ تَطويلَها
أَنتَ الَّذي طولُ بَقاءٍ لَهُ
خَيرٌ لِنَفسي مِن بَقائي لَها
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:43 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/39663434.61b/0_9b50e_ce702f97_L.png
بَدرٌ فَتىً لَو كانَ مِن سُؤآلِهِ
يَوماً تَوَفَّرَ حَظُّهُ مِن مالِهِ
تَتَحَيَّرُ الأَفعالُ في أَفعالِهِ
وَيَقِلُّ ما يَأتيهِ في إِقبالِهِ
قَمَراً نَرى وَسَحابَتَينِ بِمَوضِعٍ
مِن وَجهِهِ وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ
سَفَكَ الدِماءَ بِجودِهِ لا بَأسِهِ
كَرَماً لِأَنَّ الطَيرَ بَعضُ عِيالِهِ
إِن يُفنِ ما يَحوي فَقَد أَبقى بِهِ
ذِكراً يَزولُ الدَهرُ قَبلَ زَوالِهِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:43 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/39663434.61b/0_9b50f_dc225b6_L.png
عَذَلَت مُنادَمَةُ الأَميرِ عَواذِلي
في شُربِها وَكَفَت جَوابَ السائِلِ
مَطَرَت سَحابُ يَدَيكَ رِيَّ جَوانِحي
وَحَمَلتُ شُكرَكَ وَاِصطِناعُكَ حامِلي
فَمَتى أَقومُ بِشُكرِ ما أَولَيتَني
وَالقَولُ فيكَ عُلُوُّ قَدرِ القائِلِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:54 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
أَرى حُلَلاً مَطَوّاةً حِساناً
عَداني أَن أَراكَ بِها اِعتِلالي
وَهَبكَ طَوَيتَها وَخَرَجتَ عَنها
أَتَطوي ما عَلَيكَ مِنَ الجَمالِ
لَقَد ظَلَّت أَواخِرُها الأَعالي
مَعَ الأولى بِجِسمِكَ في قِتالِ
تُلاحِظُكَ العُيونُ وَأَنتَ فيها
كَأَنَّ عَلَيكَ أَفإِدَةَ الرِجالِ
مَتى أَحصَيتُ فَضلَكَ في كَلامٍ
فَقَد أَحصَيتُ حَبّاتِ الرِمالِ
وَإِنَّ بِها وَإِنَّ بِهِ لَنَقصاً
وَأَنتَ لَها النِهايَةُ في الكَمالِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:55 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلاً
مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا
يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَت
في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا
كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما
أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً
وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميلا
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً
وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا
تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها
شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا
وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها
فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا
حَدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي
يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا
حَدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها
بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها
وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا
مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ
جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا
نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ
أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا
أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ
وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا
وَكَأَنَّ بَرقاً في مُتونِ غَمامَةٍ
هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا
وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِباً
لَو كُنَّ سَيلاً ما وَجَدنَ مَسيلا
رَقَّت مَضارِبُهُ فَهُنَّ كَأَنَّما
يُبدينَ مِن عِشقِ الرِقابِ نُحولا
أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ
لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا
وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ
نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا
وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً
وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا
مُتَخَضِّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ
في غيلِهِ مِن لِبدَتَيهِ غيلا
ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا
تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلولا
في وَحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ
لا يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليلا
يَطَءُ الثَرى مُتَرَفِّقاً مِن تيهِهِ
فَكَأَنَّهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا
وَيَرُدُّ عُفرَتَهُ إِلى يافوخِهِ
حَتّى تَصيرَ لِرَأسِهِ إِكليلا
وَتَظُنُّهُ مِمّا يُزَمجِرُ نَفسُهُ
عَنها لِشِدَّةِ غَيظِهِ مَشغولا
قَصَرَت مَخافَتُهُ الخُطى فَكَأَنَّما
رَكِبَ الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكولا
أَلقى فَريسَتَهُ وَبَربَرَ دونَها
وَقَرُبتَ قُرباً خالَهُ تَطفيلا
فَتَشابَهُ الخُلُقانِ في إِقدامِهِ
وَتَخالَفا في بَذلِكَ المَأكولا
أَسَدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما
مَتناً أَزَلَّ وَساعِداً مَفتولا
في سَرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرَّةٍ
يَأبى تَفَرُّدُها لَها التَمثيلا
نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها
تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا
تَندى سَوالِفُها إِذا اِستَحضَرتَها
وَيُظَنَّ عَقدُ عِنانِها مَحلولا
ما زالَ يَجمَعُ نَفسَهُ في زَورِهِ
حَتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطولا
وَيَدُقُّ بِالصَدرِ الحِجارَ كَأَنَّهُ
يَبغي إِلى ما في الحَضيضِ سَبيلا
وَكَأَنَّهُ غَرَّتهُ عَينٌ فَاِدَّنى
لا يُبصِرُ الخَطبَ الجَليلَ جَليلا
أَنَفُ الكَريمِ مِنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ
في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا
وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ
مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا
سَبَقَ اِلتِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجِمٍ
لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميلا
خَذَلَتهُ قُوَّتُهُ وَقَد كافَحتَهُ
فَاِستَنصَرَ التَسليمَ وَالتَجديلا
قَبَضَت مَنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ
فَكَأَنَّما صادَفتَهُ مَغلولا
سَمِعَ اِبنُ عَمَّتِهي بِهِ وَبِحالِهِ
فَنَجا يُهَروِلُ مِنكَ أَمسِ مَهولا
وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ
وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا
تَلَفُ الَّذي اِتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً
وَعَظَ الَّذي اِتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا
لَو كانَ عِلمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّماً
في الناسِ ما بَعَثَ الإِلَهُ رَسولا
لَو كانَ لَفظُكَ فيهِمِ ما أَنزَلَ ال
قُرآنَ وَالتَوراةَ وَالإِنجيلا
لَو كانَ ما تُعطِيهِمِ مِن قَبلِ أَن
تُعطِيهِمِ لَم يَعرِفوا التَأميلا
فَلَقَد عُرِفتَ وَما عُرِفتَ حَقيقَةً
وَلَقَد جُهِلتَ وَما جُهِلتَ خُمولا
نَطَقَت بِسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنِّياً
وَبِما تُجَشِّمُها الجِيادُ صَهيلا
ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً
فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:55 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا
وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجِمالا
تَوَلَّوا بَغتَةً فَكَأَنَّ بَيناً
تَهَيَّبَني فَفاجَأَني اِغتِيالا
فَكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلاً
وَسَيرُ الدَمعِ إِثرَهُمُ اِنهِمالا
كَأَنَّ العيسَ كانَت فَوقَ جَفني
مُناخاةٍ فَلَمّا ثُرنَ سالا
وَحَجَّبَتِ النَوى الظَبياتِ عَنّي
فَساعَدَتِ البَراقِعَ وَالحِجالا
لَبِسنَ الوَشيَ لا مُتَجَمِّلاتٍ
وَلَكِن كَي يَصُنَّ بِهِ الجَمالا
وَضَفَّرنَ الغَدائِرَ لا لِحُسنٍ
وَلَكِن خِفنَ في الشَعَرِ الضَلالا
بِجِسمي مَن بَرَتهُ فَلَو أَصارَت
وِشاحي ثَقبَ لُؤلُؤَةٍ لَجالا
وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ
لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا
بَدَت قَمَراً وَمالَت خوطَ بانٍ
وَفاحَت عَنبَراً وَرَنَت غَزالا
وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت
لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا
كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي
فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا
كَذا الدُنيا عَلى مَن كانَ قَبلي
صُروفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ
تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا
أَلِفتُ تَرَحُّلي وَجَعَلتُ أَرضي
قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا
فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً
وَلا أَزمَعتُ عَن أَرضٍ زَوالا
عَلى قَلَقٍ كَأَنَّ الريحَ تَحتي
أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا
إِلى البَدرِ بنِ عَمّارِ الَّذي لَم
يَكُن في غُرَّةِ الشَهرِ الهِلالا
وَلَم يَعظُم لِنَقصٍ كانَ فيهِ
وَلَم يَزَلِ الأَميرَ وَلَن يَزالا
بِلا مِثلٍ وَإِن أَبصَرتَ فيهِ
لِكُلِّ مُغَيَّبٍ حَسَنٍ مِثالا
حُسامٌ لِاِبنِ رائِقٍ المُرَجّى
حُسامِ المُتَّقي أَيّامَ صالا
سِنانٌ في قَناةِ بَني مَعَدٍّ
بَني أَسَدٍ إِذا دَعوا النِزالا
أَعَزُّ مُغالِبٍ كَفّاً وَسَيفاً
وَمَقدِرَةً وَمَحمِيَةً وَآلا
وَأَشرَفُ فاخِرٍ نَفساً وَقَوماً
وَأَكرَمُ مُنتَمٍ عَمّا وَخالا
يَكونُ أَحَقُّ إِثناءٍ عَلَيهِ
عَلى الدُنيا وَأَهليها مُحالا
وَيَبقى ضِعفُ ما قَد قيلَ فيهِ
إِذا لَم يَتَّرِك أَحَدٌ مَقالا
فَيا اِبنَ الطاعِنينَ بِكُلِّ لَدنٍ
مَواضِعَ يَشتَكي البَطَلُ السُعالا
وَيا اِبنَ الضارِبينَ بِكُلِّ عَضبٍ
مِنَ العَرَبِ الأَسافِلَ وَالقِلالا
أَرى المُتَشاعِرينَ غَروا بِذَمّي
وَمَن ذا يَحمَدُ الداءَ العُضالا
وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ
يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا
وَقالوا هَل يُبَلِّغُكَ الثُرَيّا
فَقُلتُ نَعَم إِذا شِئتُ اِستِفالا
هُوَ المُفني المَذاكي وَالأَعادي
وَبيضَ الهِندِ وَالسُمرِ الطِوالا
وَقائِدُها مُسَوَّمَةً خِفافاً
عَلى حَيٍّ تُصَبِّحُهُ ثِقالا
جَوائِلَ بِالقُنِيِّ مُثَقَّفاتٍ
كَأَنَّ عَلى عَوامِلِها الذُبالا
إِذا وَصِأَت بِأَيدِيَها صُخوراً
يَفِئنَ لِوَطءِ أَرجُلِها رِمالا
جَوابُ مُسائِلي أَلَهُ نَظيرٌ
وَلا لَكَ في سُؤالِكَ لا أَلالا
لَقَد أَمِنَت بِكَ الإِعدامَ نَفسٌ
تَعُدُّ رَجاءَها إِيّاكَ مالا
وَقَد وَجِلَت قُلوبٌ مِنكَ حَتّى
غَدَت أَوجالُها فيها وِجالا
سُرورُكَ أَن تَسُرُّ الناسَ طُرّاً
تُعَلِّمُهُم عَلَيكَ بِهِ الدَلالا
إِذا سَأَلوا شَكَرتَهُمُ عَلَيهِ
وَإِن سَكَتوا سَأَلتَهُمُ السُؤالا
وَأَسعَدُ مَن رَأَينا مُستَميحٌ
يُنيلُ المُستَماحَ بِأَن يَنالا
يُفارِقُ سَهمُكَ الرَجُلَ المُلاقي
فِراقَ القَوسِ ما لاقى الرِجالا
فَما تَقِفُ السِهامُ عَلى قَرارٍ
كَأَنَّ الريشَ يَطَّلِبُ النِصالا
سَبَقتَ السابِقينَ فَما تُجارى
وَجاوَزتَ العُلُوَّ فَما تُعالى
وَأُقسِمُ لَو صَلَحتَ يَمينَ شَيءٍ
لَما صَلَحَ العِبادُ لَهُ شِمالا
أُقَلِّبُ مِنكَ طَرفي في سَماءٍ
وَإِن طَلَعَت كَواكِبُها خِصالا
وَأَعجَبُ مِنكَ كَيفَ قَدَرتَ تَنشا
وَقَد أُعطيتَ في المَهدِ الكَمالا
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:56 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
أَبعَدُ نَأيِ المَليحَةِ البَخَلُ
في البُعدِ ما لا تُكَلَّفُ الإِبلُ
مَلولَةٌ ما يَدومُ لَيسَ لَها
مِن مَلَلٍ دائِمٍ بِها مَلَلُ
كَأَنَّما قَدُّها إِذا اِنفَتَلَت
سَكرانُ مِن خَمرِ طَرفِها ثَمِلُ
يَجذِبُها تَحتَ خَصرِها عَجُزٌ
كَأَنَّهُ مِن فِراقِها وَجِلُ
بي حَرُّ شَوقٍ إِلى تَرَشُّفِها
يَنفَصِلُ الصَبرُ حينَ يَتَّصِلُ
الثَغرُ وَالنَحرُ وَالمُخَلخَلُ وَالـ
ـمِعصَمُ دائي وَالفاحِمُ الرَجِلُ
وَمَهمَهٍ جُبتُهُ عَلى قَدَمي
تَعجِزُ عَنهُ العَرامِسُ الذُلُلُ
بِصارِمي مُرتَدٍ بِمَخبُرَتي
مُجتَزِئٌ بِالظَلامِ مُشتَمِلُ
إِذا صَديقٌ نَكِرتُ جانِبَهُ
لَم تُعيِني في فِراقِهِ الحِيَلُ
في سَعَةِ الخافِقَينِ مُضطَرَبٌ
وَفي بِلادٍ مِن أُختِها بَدَلُ
وَفي اِعتِمارِ الأَميرِ بَدرِ بنِ عَم
مارٍ عَنِ الشُغلِ بِالوَرى شُغُلُ
أَصبَحَ مالٌ كَمالُهُ لِذَوي الـ
ـحاجَةِ لا يُبتَدى وَلا يُسَلُ
هانَ عَلى قَلبِهِ الزَمانُ فَما
يَبينُ فيهِ غَمٌّ وَلا جَذَلُ
يَكادُ مِن طاعَةِ الحِمامِ لَهُ
يَقتُلُ مَن مادَنا لَهُ أَجَلُ
يَكادُ مِن صِحَّةِ العَزيمَةِ ما
يَفعَلُ قَبلُ الفِعالِ يَنفَعِلُ
تُعرَفُ في عَينِهِ حَقائِقُهُ
كَأَنَّهُ بِالذَكاءِ مُكتَحِلُ
أُشفِقُ عِندَ اِتِّقادِ فِكرَتِهِ
عَلَيهِ مِنها أَخافُ يَشتَعِلُ
أَغَرُّ أَعداؤُهُ إِذا سَلِموا
بِالهَرَبِ اِستَكبَروا الَّذي فَعَلوا
يُقبِلُهُم وَجهَ كُلِّ سابِحَةٍ
أَربَعُها قَبلَ طَرفِها تَصِلُ
جَرداءَ مِلءِ الحِزامِ مُجفَرَةٍ
تَكونُ مِثلَي عَسيبِها الخُصَلُ
إِن أَدبَرَت قُلتَ لا تَليلَ لَها
أَو أَقبَلَت قُلتَ ما لَها كَفَلُ
وَالطَعنُ شَزرٌ وَالأَرضُ واجِفَةٌ
كَأَنَّما في فُؤادِها وَهَلُ
قَد صَبَغَت خَدَّها الدِماءُ كَما
يَصبُغُ خَدَّ الخَريدَةِ الخَجَلُ
وَالخَيلُ تَبكي جُلودُها عَرَقاً
بِأَدمُعٍ ما تَسُحُّها مُقَلُ
سارَ وَلا قَفرَ مِن مَواكِبِهِ
كَأَنَّما كُلُّ سَبسَبٍ جَبَلُ
يَمنَعُها أَن يُصيبُها مَطَرٌ
شِدَّةُ ما قَد تَضايَقَ الأَسَلُ
يا بَدرُ يا بَحرُ يا عَمامَةُ يا
لَيثَ الشَرى يا حَمامُ يا رَجُلُ
إِنَّ البَنانَ الَّذي تُقَلِّبُهُ
عِندَكَ في كُلِّ مَوضِعٍ مَثَلُ
إِنَّكَ مِن مَعشَرٍ إِذا وَهَبوا
ما دونَ أَعمارِهِم فَقَد بَخَلوا
قُلوبُهُم في مَضاءِ ما اِمتَشَقوا
قاماتُهُم في تَمامِ ما اِعتَقَلوا
أَنتَ نَقيضُ اِسمِهِ إِذا اِختَلَفَت
قَواضِبُ الهِندِ وَالقَنا الذُبُلُ
أَنتَ لِعَمري البَدرُ المُنيرُ وَلَ
كِنَّكَ في حَومَةِ الوَغى زُحَلُ
كَتيبَةٌ لَستَ رَبَّها نَفَلٌ
وَبَلدَةٌ لَستَ حَليَها عُطُلُ
قُصِدتَ مِن شَرقِها وَمَغرِبِها
حَتّى اِشتَكَتكَ الرِكابُ وَالسُبُلِ
لَم تُبقِ إِلّا قَليلَ عافِيَةٍ
قَد وَفَدَت تَجتَدِيكَها العِلَلُ
عُذرُ المَلومَينِ فيكَ أَنَّهُما
آسٍ جَبانٌ وَمِبضَعٌ بَطَلُ
مَدَدتَ في راحَةِ الطَبيبِ يَداً
وَما دَرى كَيفَ يُقطَعُ الأَمَلُ
إِن يَكُنِ البَضعُ ضَرَّ باطِنِها
فَرُبَّما ضَرَّ ظَهرَها القُبَلُ
يَشُقُّ في عِرقِها الفِصادُ وَلا
يَشُقُّ في عِرقِ جودِها العَذَلُ
خامَرَهُ إِذ مَدَدتَها جَزَعٌ
كَأَنَّهُ مِن حَذافَةٍ عَجِلُ
جازَ حُدودَ اِجتِهادِهِ فَأَتى
غَيرَ اجتِهادٍ لِأُمِّهِ الهَبَلُ
أَبلَغُ ما يُطلَبُ النَجاحُ بِهِ ال
طَبعُ وَعِندَ التَعَمُّقِ الزَلَلُ
اِرثِ لَها إِنَّها بِما مَلَكَت
وَبِالَّذي قَد أَسَلتَ تَنهَمِلُ
مِثلُكَ يا بَدرُ لا يَكونُ وَلا
تَصلُحُ إِلّا لِمِثلِكَ الدُوَلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:56 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
وَمَنزِلٍ لَيسَ لَنا بِمَنزِلِ
وَلا لِغَيرِ الغادِياتِ الهُطَّلِ
نَدي الخُزامى ذَفِرِ القَرَنفُلِ
مُحَلَّلٍ مِلوَحشِ لَم يُحَلَّلِ
عَنَّ لَنا فيهِ مُراعي مُغزِلِ
مُحَيَّنُ النَفسِ بَعيدُ المَوإِلِ
أَغناهُ حُسنُ الجيدِ عَن لُبسِ الحُلي
وَعادَةُ العُريِ عَنِ التَفَضُّلِ
كَأَنَّهُ مُضَمَّخٌ بِصَندَلِ
مُعتَرِضاً بِمِثلِ قَرنِ الأَيِّلِ
يَحولُ بَينَ الكَلبِ وَالتَأَمُّلِ
فَحَلَّ كَلّابي وَثاقَ الأَحبُلِ
عَن أَشدَقٍ مُسَوجَرٍ مُسَلسَلِ
أَقَبَّ ساطٍ شَرِسٍ شَمَردَلِ
مِنها إِذا يُثغَ لَهُ لا يَغزَلِ
مُوَجَّدِ الفِقرَةَ رِخوِ المَفصِلِ
لَهُ إِذا أَدبَرَ لَحظُ المُقبِلِ
كَأَنَّما يَنظُرُ مِن سَجَنجَلِ
يَعدو إِذا أَحزَنَ عَدوَ المُسهِلِ
إِذا تَلا جاءَ المَدى وَقَد تُلي
يُقعي جُلوسَ البَدَوِيِّ المُصطَلي
بِأَربَعٍ مَجدولَةٍ لَم تُجدَلِ
فُتلِ الأَيادي رَبِذاتِ الأَرجُلِ
آثارُها أَمثالُها في الجَندَلِ
يَكادُ في الوَثبِ مِنَ التَفَتُّلِ
يَجمَعُ بَينَ مَتنِهِ وَالكَلكَلِ
وَبَينَ أَعلاهُ وَبَينَ الأَسفَلِ
شَبيهُ وَسمِيِّ الحِضارِ بِالوَلي
كَأَنَّهُ مُضَبَّرٌ مِن جَروَلِ
مُوَثَّقٌ عَلى رِماحٍ ذُبَّلِ
ذي ذَنَبٍ أَجرَدَ غَيرَ أَعزَلِ
يَخُطُّ في الأَرضِ حِسابَ الجُمَلِ
كَأَنَّهُ مِن جِسمِهِ بِمَعزِلِ
لَو كانَ يُبلي السَوطَ تَحريكٌ بَلي
نَيلُ المُنى وَحُكمُ نَفسِ المُرسِلِ
وَعُقلَةُ الظَبيِ وَحَتفُ التَتفُلِ
فَاِنبَرَيا فَذَّينِ تَحتَ القَسطَلِ
قَد ضَمِنَ الآخَرُ قَتلَ الأَوَّلِ
في هَبوَةٍ كِلاهُما لَم يَذهَلِ
لا يَأتَلي في تَركِ أَن لا يَأتَلي
مُقتَحِماً عَلى المَكانِ الأَهوَلِ
يَخالُ طولَ البَحرِ عَرضَ الجَدوَلِ
حَتّى إِذا قيلَ لَهُ نِلتَ اِفعَلِ
إِفتَرَّ عَن مَذروبَةٍ كَالأَنصُلِ
لا تَعرِفُ العَهدَ بِصَقلِ الصَيقَلِ
مُرَكَّباتٍ في العَذابِ المُنزَلِ
كَأَنَّها مِن سُرعَةٍ في الشَمأَلِ
كَأَنَّها مِن ثِقَلٍ في يَذبُلِ
كَأَنَّها مِن سَعَةٍ في هَوجَلِ
كَأَنَّهُ مِن عِلمِهِ بِالمَقتَلِ
عَلَّمَ بُقراطَ فِصادَ الأَكحَلِ
فَحالَ ما لِلقَفزِ لِلتَجَدُّلِ
وَصارَ ما في جِلدِهِ في المِرجَلِ
فَلَم يَضِرنا مَعهُ فَقدُ الأَجدَلِ
إِذا بَقيتَ سالِماً أَبا عَلي
فَالمُلكُ لِلَّهِ العَزيزِ ثُمَّ لي
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:57 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
صِلَةُ الهَجرِ لي وَهَجرُ الوِصالِ
نَكَساني في السُقمِ نُكسَ الهِلالِ
فَغَدا الجِسمُ ناقِصاً وَالَّذي يَنـ
ـقُصُ مِنهُ يَزيدُ في بَلبالي
قِف عَلى الدِمنَتَينِ بِالدَوِّ مِن رَيـ
ـيا كَخالٍ في وَجنَةٍ جَنبَ خالِ
بِطُلولٍ كَأَنَّهُنَّ نُجومٌ
في عِراصٍ كَأَنَّهُنَّ لَيالي
وَنُؤِيٍّ كَأَنَّهُنَّ عَلَيهِنـ
ـنَ خِدامٌ خُرسٌ بِسوقٍ خِدالِ
لا تَلُمني فَإِنَّني أَعشَقُ العُشـ
ـشاقَ فيها يا أَعذَلَ العُذّالِ
ما تُريدُ النَوى مِنَ الحَيَّةِ الذَو
واقِ حَرَّ الفَلا وَبَردَ الظِلالِ
فَهوَ أَمضى في الرَوعِ مِن مَلَكِ المَو
تِ وَأَسرى في ظُلمَةٍ مِن خَيالِ
وَلِحِتفٍ في العِزِّ يَدنو مُحِبٌّ
وَلِعُمرٍ يَطولُ في الذُلِّ قالي
نَحنُ رَكبٌ مِلجِنِّ في زَيِّ ناسٍ
فَوقَ طَيرٍ لَها شُخوصِ الجِمالِ
مِن بَناتِ الجَديلِ تَمشي بِنا في الـ
ـبيدِ مَشيَ الأَيّامِ في الآجالِ
كُلُّ هَوجاءَ لِلدَياميمِ فيها
أَثَرُ النارِ في سَليطِ الذَبالِ
عامِداتٍ لِلبَدرِ وَالبَحرِ وَالضِر
غامَةِ اِبنِ المُبارَكِ المِفضالِ
مَن يَزُرهُ يَزُر سُلَيمانَ في المُلـ
ـكِ جَلالاً وَيوسُفاً في الجَمالِ
وَرَبيعاً يُضاحِكُ الغَيثُ فيهِ
زَهَرَ الشُكرِ مِن رِياضِ المَعالي
نَفَحَتنا مِنهُ الصَبا بِنَسيمٍ
رَدَّ روحاً في مَيِّتِ الآمالِ
هَمُّ عَبدِ الرَحمانِ نَفعُ المَوالي
وَبَوارُ الأَعداءِ وَالأَموالِ
أَكبَرُ العَيبِ عِندَهُ البُخلُ وَالطَعـ
ـنُ عَلَيهِ التَشبيهُ بِالرِئبالِ
وَالجِراحاتُ عِندَهُ نَغَماتٌ
سَبَقَت قَبلَ سَيبِهِ بِسُؤالِ
ذا السِراجُ المُنيرُ هَذا النَقِيُّ الـ
ـجَيبِ هَذا بَقِيَّةُ الأَبدالِ
فَخُذا ماءَ رِجلِهِ وَاِنضَحا في الـ
ـمُدنِ تَأمَن بَوائِقَ الزَلزالِ
وَاِمسَحا ثَوبَهُ البَقيرَ عَلى دا
ئِكُما تُشفَيا مِنَ الإِعلالِ
مالِئاً مِن نَوالِهِ الشَرقَ وَالغَر
بَ وَمِن خَوفِهِ قُلوبَ الرِجالِ
قابِضاً كَفَّهُ اليَمينَ عَلى الدُنـ
ـيا وَلَو شاءَ حازَها بِالشِمالِ
نَفسُهُ جَيشُهُ وَتَدبيرُهُ النَصـ
ـرُ وَأَلحاظُهُ الظُبى وَالعَوالي
وَلَهُ في جَماجِمِ المالِ ضَربٌ
وَقعُهُ في جَماجِمِ الأَبطالِ
فَهُبوا لِاِتِّقائِهِ الدَهرَ في يَو
مِ نِزالٍ وَلَيسَ يَومَ نِزالِ
رَجُلٌ طينُهُ مِنَ العَنبَرِ الوَر
دِ وَطينُ العِبادِ مِن صَلصالِ
فَبَقِيّاتُ طينِهِ لاقَتِ الما
ءَ فَصارَت عُذوبَةً في الزُلالِ
وَبَقايا وَقارِهِ عافَتِ النا
سَ فَصارَت رَكانَةً في الجِبالِ
لَستُ مِمَّن يَغُرُّهُ حُبُّكَ السِلـ
ـمَ وَأَن لا تَرى شُهودَ القِتالِ
ذاكَ شَيءٌ كَفاكَهُ عَيشُ شاني
كَ ذَليلاً وَقِلَّةُ الأَشكالِ
وَاِغتِفارٌ لَو غَيَّرَ السُخطُ مِنهُ
جُعِلَت هامُهُم نِعالَ النِعالِ
لِجِيادٍ يَدخُلنَ في الحَربِ أَعرا
ءً وَيَخرُجنَ مِن دَمٍ في جَلالِ
وَاِستَعارَ الحَديدُ لَوناً وَأَلقى
لَونَهُ في ذَوائِبِ الأَطفالِ
أَنتَ طَوراً أَمَرُّ مِن ناقِعِ السُمـ
ـمِ وَطَوراً أَحلى مِنَ السَلسالِ
إِنَّما الناسُ حَيثُ أَنتَ وَما النا
سُ بِناسٍ في مَوضِعٍ مِنكَ خالي
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:57 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
عَزيزُ أَسىً مَن داؤُهُ الحَدَقُ النُجلُ
عَياءٌ بِهِ ماتَ المُحِبّونَ مِن قَبلُ
فَمَن شاءَ فَليَنظُر إِلَيَّ فَمَنظَري
نَذيرٌ إِلى مَن ظَنَّ أَنَّ الهَوى سَهلُ
وَما هِيَ إِلّا لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍ
إِذا نَزَلَت في قَلبِهِ رَحَلَ العَقلُ
جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي
فَأَصبَحَ لي عَن كُلِّ شُغلٍ بِها شُغلُ
وَمِن جَسَدي لَم يَترُكِ السُقمُ شَعرَةً
فَما فَوقَها إِلّا وَفيها لَهُ فِعلُ
إِذا عَذَلوا فيها أَجَبتُ بِأَنَّةٍ
حُبَيِّبَتا قَلباً فُؤادا هَيا جُملُ
كَأَنَّ رَقيباً مِنكِ سَدَّ مَسامِعي
عَنِ العَذلِ حَتّى لَيسَ يَدخُلُها العَذلُ
كَأَنَّ سُهادَ اللَيلِ يَعشَقُ مُقلَتي
فَبَينَهُما في كُلِّ هَجرٍ لَنا وَصلُ
أُحِبُّ الَّتي في البَدرِ مِنها مَشابِهٌ
وَأَشكو إِلى مَن لا يُصابُ لَهُ شَكلُ
إِلى واحِدِ الدُنيا إِلى اِبنِ مُحَمَّدٍ
شُجاعِ الَّذي لِلَّهِ ثُمَّ لَهُ الفَضلُ
إِلى الثَمَرِ الحُلوِ الَّذي طَيِّئٌ لَهُ
فُروعٌ وَقَحطانُ بنُ هودٍ لَهُ أَصلُ
إِلى سَيِّدٍ لَو بَشَّرَ اللَهُ أُمَّةً
بِغَيرِ نَبِيٍّ بَشَّرَتنا بِهِ الرُسلُ
إِلى القابِضِ الأَرواحِ وَالضَيغَمِ الَّذي
تُحَدِّثُ عَن وَقفاتِهِ الخَيلُ وَالرَجلُ
إِلى رَبِّ مالٍ كُلَّما شَتَّ شَملُهُ
تَجَمَّعَ في تَشتيتِهِ لِلعُلا شَملُ
هُمامٌ إِذا ما فارَقَ الغِمدَ سَيفُهُ
وَعايَنتَهُ لَم تَدرِ أَيُّهُما النَصلُ
رَأَيتُ اِبنَ أُمِّ المَوتِ لَو أَنَّ بَأسَهُ
فَشا بَينَ أَهلِ الأَرضِ لَاِنقَطَعَ النَسلُ
عَلى سابِحٍ مَوجَ المَنايا بِنَحرِهِ
غَداةَ كَأَنَّ النَبلَ في صَدرِهِ وَبلُ
وَكَم عَينِ قِرنٍ حَدَّقَت لِنِزالِهِ
فَلَم تُغضِ إِلّا وَالسِنانُ لَها كُحلُ
إِذا قيلَ رِفقاً قالَ لِلحِلمِ مَوضِعٌ
وَحِلمُ الفَتى في غَيرِ مَوضِعِهِ جَهلُ
وَلَولا تَوَلّي نَفسِهِ حَملَ حِلمِهِ
عَنِ الأَرضِ لَاِنهَدَّت وَناءَ بِها الحِملُ
تَباعَدَتِ الآمالُ عَن كُلِّ مَقصَدٍ
وَضاقَ بِها إِلّا إِلى بابِكَ السُبلُ
وَنادى النَدى بِالنائِمينَ عَنِ السُرى
فَأَسمَعَهُم هُبّوا فَقَد هَلَكَ البُخلُ
وَحالَت عَطايا كَفِّهِ دونَ وَعدِهِ
فَلَيسَ لَهُ إِنجازُ وَعدٍ وَلا مَطلُ
فَأَقرَبُ مِن تَحديدِها رَدُّ فائِتٍ
وَأَيسَرُ مِن إِحصائِها القَطرُ وَالرَملُ
وَما تَنقِمُ الأَيّامُ مِمَّن وُجوهُها
لِأَخمَصِهِ في كُلِّ نائِبَةٍ نَعلُ
وَما عَزَّهُ فيها مُرادٌ أَرادَهُ
وَإِن عَزَّ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ مِثلُ
كَفى ثُعَلاً فَخراً بِأَنَّكَ مِنهُمُ
وَدَهرٌ لِأَن أَمسَيتَ مِن أَهلِهِ أَهلُ
وَوَيلٌ لِنَفسٍ حاوَلَت مِنكَ غِرَّةً
وَطوبى لِعَينٍ ساعَةً مِنكَ لا تَخلو
فَما بِفَقيرٍ شامَ بَرقَكَ فاقَةٌ
وَلا في بِلادٍ أَنتَ صَيِّبُها مَحلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:57 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
قِفا تَرَيا وَدقي فَهاتا المَخايِلُ
وَلا تَخشَيا خُلفاً لِما أَنا قائِلُ
رَماني خِساسُ الناسِ مِن صائِبِ اِستِهِ
وَآخَرُ قُطنٌ مِن يَدَيهِ الجَنادِلُ
وَمِن جاهِلٍ بي وَهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ
وَيَجهَلُ عِلمي أَنَّهُ بِيَ جاهِلُ
وَيَجهَلُ أَنّي مالِكَ الأَرضِ مُعسِرٌ
وَأَنّي عَلى ظَهرِ السَماكَينِ راجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مَطلَبٍ
وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وَما زِلتُ طَوداً لا تَزولُ مَناكِبي
إِلى أَن بَدَت لِلضَيمِ فيَّ زَلازِلُ
فَقَلقَلتُ بِالهَمِّ الَّذي قَلقَلَ الحَشا
قَلاقِلَ عيسٍ كُلُّهُنَّ قَلاقِلُ
إِذا اللَيلُ وارانا أَرَتنا خِفافُها
بِقَدحِ الحَصى مالا تُرينا المَشاعِلُ
كَأَنّي مِنَ الوَجناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ
رَمَت بي بِحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي
وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ
وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا
تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ
أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم
وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ
فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ
وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ
غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي
وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:58 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
قَد شَغَلَ الناسَ كَثرَةُ الأَمَلِ
وَأَنتَ بِالمَكرُماتِ في شُغُلِ
تَمَثَّلوا حاتِماً وَلَو عَقَلوا
لَكُنتَ في الجودِ غايَةَ المَثَلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِما بَعَثتَ بِهِ
إيهاً أَبا قاسِمٍ وَبِالرُسُلِ
هَدِيَّةٌ ما رَأَيتُ مُهديها
إِلّا رَأَيتُ العِبادَ في رَجُلِ
أَقَلُّ ما في أَقَلِّها سَمَكٌ
يَلعَبُ في بِركَةٍ مِنَ العَسَلِ
كَيفَ أُكافي عَلى أَجَلِّ يَدٍ
مَن لا يَرى أَنَّها يَدٌ قِبَلي
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:58 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
حَيا وَأَيسَرُ ما قاسَيتُ ما قَتَلا
وَالبَينُ جارَ عَلى ضَعفي وَما عَدَلا
وَالوَجدُ يَقوى كَما تَقوى النَوى أَبَداً
وَالصَبرُ يَنحَلُ في جِسمي كَما نَحِلا
وَلا مُفارَقَةُ الأَحبابِ ما وَجَدَت
لَها المَنايا إِلى أَرواحِنا سُبُلا
بِما بِجَفنَيكِ مِن سِحرٍ صِلي دَنِفاً
يَهوى الحَياةَ وَأَمّا إِن صَدَدتِ فَلا
إِلّا يَشِب فَلَقَد شابَت لَهُ كَبِدٌ
شَيباً إِذا خَضَّبَتهُ سَلوَةٌ نَصَلا
يُجَنُّ شَوقاً فَلَولا أَنَّ رائِحَةً
تَزورُهُ في رِياحِ الشَرقِ ما عَقَلا
ها فَاِنظُري أَو فَظُنّي بي تَرى حُرَقاً
مَن لَم يَذُق طَرَفاً مِنها فَقَد وَأَلا
عَلَّ الأَميرَ يَرى ذُلّي فَيَشفَعَ لي
إِلى الَّتي تَرَكَتني في الهَوى مَثَلا
أَيقَنتُ أَنَّ سَعيداً طالِبٌ بِدَمي
لَمّا بَصُرتُ بِهِ بِالرُمحِ مُعتَقِلا
وَأَنَّني غَيرُ مُحصٍ فَضلَ والِدِهِ
وَنائِلٌ دونَ نَيلي وَصفَهُ زُحَلا
قَيلٌ بِمَنبِجَ مَثواهُ وَنائِلُهُ
في الأُفقِ يَسأَلُ عَمَّن غَيرَهُ سَأَلا
يَلوحُ بَدرُ الدُجى في صَحنِ غُرَّتِهِ
وَيَحمِلُ المَوتُ في الهَيجاءِ إِن حَمَلا
تُرابُهُ في كِلابٍ كُحلُ أَعيُنِها
وَسَيفُهُ في جَنابٍ يَسبِقُ العَذَلا
لِنورِهِ في سَماءِ الفَخرِ مُختَرَقٌ
لَو صاعَدَ الفِكرُ فيهِ الدَهرَ ما نَزَلا
هُوَ الأَميرُ الَّذي بادَت تَميمُ بِهِ
قِدماً وَساقَ إِلَيها حَينُها الأَجَلا
لَمّا رَأَتهُ وَخَيلُ النَصرِ مُقبِلَةً
وَالحَربُ غَيرُ عَوانٍ أَسلَموا الحِلَلا
وَضاقَتِ الأَرضُ حَتّى كانَ هارِبُهُم
إِذا رَأى غَيرَ شَيءٍ ظَنَّهُ رَجُلا
فَبَعدَهُ وَإِلى ذا اليَومِ لَو رَكَضَت
بِالخَيلِ في لَهَواتِ الطِفلِ ما سَعَلا
فَقَد تَرَكتَ الأُلى لاقَيتُهُم جَزَراً
وَقَد قَتَلتَ الأُلى لَم تَلقَهُم وَجَلا
كَم مَهمَهٍ قَذَفٍ قَلبُ الدَليلِ بِهِ
قَلبُ المُحِبِّ قَضاني بَعدَما مَطَلا
عَقَدتُ بِالنَجمِ طَرفي في مَفاوِزِهِ
وَحُرَّ وَجهي بِحَرِّ الشَمسِ إِذ أَفَلا
أَنكَحتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ يَعمَلَةٍ
تَغَشمَرَت بي إِلَيكَ السَهلَ وَالجَبَلا
لَو كُنتَ حَشوَ قَميصي فَوقَ نُمرُقِها
سَمِعتَ لِلجِنِّ في غيطانِها زَجَلا
حَتّى وَصَلتُ بِنَفسٍ ماتَ أَكثَرُها
وَلَيتَني عِشتُ مِنها بِالَّذي فَضَلا
أَرجو نَداكَ وَلا أَخشى المِطالَ بِهِ
يا مَن إِذا وَهَبَ الدُنيا فَقَد بَخِلا
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:59 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
مُحِبّي قِيامي ما لِذَلِكُمُ النَصلِ
بَريئاً مِنَ الجَرحى سَليماً مِنَ القَتلِ
أَرى مِن فِرِندي قِطعَةً في فِرِندِهِ
وَجَودَةُ ضَربِ الهامِ في جَودَةِ الصَقلِ
وَخُضرَةُ ثَوبِ العَيشِ في الخُضرَةِ الَّتي
أَرَتكَ اِحمِرارَ المَوتِ في مَدرَجِ النَملِ
أَمِط عَنكَ تَشبيهي بِما وَكَأَنَّهُ
فَما أَحَدٌ فَوقي وَلا أَحَدٌ مِثلي
وَذَرني وَإِيّاهُ وَطِرفي وَذابِلي
نَكُن واحِداً يَلقى الوَرى وَاِنظُرَن فِعلي
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:59 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
لا تَحسُنُ الوَفرَةُ حَتّى تُرى
مَنشورَةَ الضِفرَينِ يَومَ القِتال
عَلى فَتىً مُعتَقِلٍ صَعدَةً
يَعُلُّها مِن كُلِّ وافي السِبال
عطر الزنبق
06-25-2019, 03:59 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ
أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها
غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ
أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَينا
ها وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ
تَشتَكي ما اِشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو
قِ إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ
وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ
فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا
مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـ
ـيا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
مَن رَآها بِعَينِها شاقَهُ القُطـ
ـطانُ فيها كَما تَشوقُ الحُمولُ
إِن تَريني أَدِمتُ بَعدَ بَياضٍ
فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُبولُ
صَحِبَتني عَلى الفَلاةِ فَتاةٌ
عادَةُ اللَونِ عِندَها التَبديلُ
سَتَرَتكِ الحِجالُ عَنها وَلَكِن
بِكِ مِنها مِنَ اللَمى تَقبيلُ
مِثلُها أَنتِ لَوَّحَتني وَأَسقَمـ
ـتِ وَزادَت أَبهاكُما العُطبولُ
نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ
أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ
وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ
وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ
لا أَقَمنا عَلى مَكانٍ وَإِن طا
بَ وَلا يُمكِنُ المَكانَ الرَحيلُ
كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا
حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ
فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا
وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ
وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ
وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ
الَّذي زُلتَ عَنهُ شَرقاً وَغَرباً
وَنَداهُ مُقابِلي ما يَزولُ
وَمَعي أَينَما سَلَكتُ كَأَنّي
كُلُّ وَجهٍ لَهُ بِوَجهي كَفيلُ
وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعاً
فَفِداهُ العَذولُ وَالمَعذولُ
وَمَوالٍ تُحيِيهِمِ مِن يَدَيهِ
نِعَمٌ غَيرُهُم بِها مَقتولُ
فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمحٌ طَويلٌ
وَدِلاصٌ زُغفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ
كُلَّما صَبَّحَت دِيارَ عَدُوٍّ
قالَ تِلكَ الغُيوثُ هَذي السُيولُ
دَهِمَتهُ تَطايِرُ الزَرَدَ المُحـ
ـكَمَ عَنهُ كَما يَطيرُ النَسيلُ
تَقنِصُ الخَيلَ خَيلَهُ قَنَصَ الوَحـ
ـشِ وَيَستَأسِرُ الخَميسَ الرَعيلُ
وَإِذا الحَربُ أَعرَضَت زَعَمَ الهَو
لُ لِعَينَيهِ أَنَّهُ تَهويلُ
وَإِذا صَحَّ فَالزَمانُ صَحيحٌ
وَإِذا اِعتَلَّ فَالزَمانُ عَليلُ
وَإِذا غابَ وَجهُهُ عَن مَكانٍ
فَبِهِ مِن ثَناهُ وَجهٌ جَميلُ
لَيسَ إِلّاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ
سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ
كَيفَ لا يَأمَنُ العِراقُ وَمِصرٌ
وَسَراياكَ دونَها وَالخُيولُ
لَو تَحَرَّفتَ عَن طَريقِ الأَعادي
رَبَطَ السِدرُ خَيلَهُم وَالنَخيلُ
وَدَرى مَن أَعَزَّهُ الدَفعُ عَنهُ
فيهِما أَنَّهُ الحَقيرُ الذَليلُ
أَنتَ طولَ الحَياةِ لِلرومِ غازٍ
فَمَتى الوَعدُ أَن يَكونَ القُفولُ
وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ
فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ
قَعَدَ الناسُ كُلُّهُم عَن مَساعي
كَ وَقامَت بِها القَنا وَالنُصولُ
ما الَّذي عِندَهُ تُدارُ المَنايا
كَالَّذي عِندَهُ تُدارُ الشَمولُ
لَستُ أَرضى بِأَن تَكونَ جَواداً
وَزَماني بِأَن أَراكَ بَخيلُ
نَغَّصَ البُعدُ عَنكَ قُربَ العَطايا
مَرتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزيلُ
إِن تَبَوَّأتُ غَيرَ دُنيايَ داراً
وَأَتاني نَيلٌ فَأَنتَ المُنيلُ
مِن عَبيدي إِن عِشتَ لي أَلفُ كافو
رٍ وَلي مِن نَداكَ ريفٌ وَنيلُ
ما أُبالي إِذا اِتَّقَتكَ الرَزايا
مَن دَهَتهُ حُبولُها وَالخُبولُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:00 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
ذي المَعالي فَليَعلَوَن مَن تَعالى
هَكَذا هَكَذا وَإِلّا فَلالا
شَرَفٌ يَنطِحُ النُجومَ بِرَوقيـ
ـهِ وَعِزٌّ يُقَلقِلُ الأَجبالا
حالُ أَعدائِنا عَظيمٌ وَسَيفُ الـ
ـدَولَةِ اِبنُ السُيوفِ أَعظَمُ حالا
كُلَّما أَعجَلوا النَذيرَ مَسيراً
أَعجَلَتهُ جِيادُهُ الإِعجالا
فَأَتَتهُم خَوارِقَ الأَرضِ ما تَحـ
ـمِلُ إِلّا الحَديدَ وَالأَبطالا
خافِياتِ الأَلوانِ قَد نَسَجَ النَقـ
ـعُ عَلَيها بَراقِعاً وَجِلالا
حالَفَتهُ صُدورُها وَالعَوالي
لَتَخوضَنَّ دونَهُ الأَهوالا
وَلَتَمضِنَّ حَيثُ لا يَجِدُ الرُمـ
ـحُ مَداراً وَلا الحِصانُ مَجالا
لا أَلومُ اِبنَ لاوُنٍ مَلِكَ الرو
مِ وَإِن كانَ ما تَمَنّى مُحالا
أَقلَقَتهُ بَنِيَّةٌ بَينَ أُذنَيـ
ـهِ وَبانٍ بَغى السَماءَ فَنالا
كُلَّما رامَ حَطَّها اِتَّسَعَ البَنـ
ـيُ فَغَطّى جَبينَهُ وَالقَذالا
يَجمَعُ الرومَ وَالصَقالِبَ وَالبُلـ
غَرَ فيها وَتَجمَعُ الآجالا
وَتُوافِيهِمِ بِها في القَنا السُمـ
ـرِ كَما وافَتِ العِطاشُ الصِلالا
قَصَدوا هَدمَ سورِها فَبَنوهُ
وَأَتوا كَي يُقَصِّروهُ فَطالا
وَاِستَجَرّوا مَكايِدَ الحَربِ حَتّى
تَرَكوها لَها عَلَيهِم وَبالا
رُبَّ أَمرٍ أَتاكَ لا تَحمَدُ الفُعـ
ـعالَ فيهِ وَتَحمَدُ الأَفعالا
وَقِسِيٍّ رُميتَ عَنها فَرَدَّت
في قُلوبِ الرُماةِ عَنكَ النِصالا
أَخَذوا الطُرقَ يَقطَعونَ بِها الرُسـ
ـلَ فَكانَ اِنقِطاعُها إِرسالا
وَهُمُ البَحرُ ذو الغَوارِبِ إِلّا
أَنَّهُ صارَ عِندَ بَحرِكَ آلا
ما مَضَوا لَم يُقاتِلوكَ وَلَكِنـ
ـنَ القِتالَ الَّذي كَفاكَ القِتالا
وَالَّذي قَطَّعَ الرِقابَ مِنَ الضَر
بِ بِكَفَّيكَ قَطَّعَ الآمالا
وَالثَباتُ الَّذي أَجادوا قَديماً
عَلَّمَ الثابِتَينِ ذا الإِجفالا
نَزَلوا في مَصارِعٍ عَرَفوها
يَندُبونَ الأَعمامَ وَالأَخوالا
تَحمِلُ الريحُ بَينَهُم شَعَرَ الها
مِ وَتَذري عَلَيهِمِ الأَوصالا
تُنذِرُ الجِسمَ أَن يُقيمَ لَدَيها
وَتُريهِ لِكُلِّ عُضوٍ مِثالا
أَبصَرُا الطَعنَ في القُلوبِ دِراكاً
قَبلَ أَن يُبصِروا الرِماحَ خَيالا
وَإِذا حاوَلَت طِعانَكَ خَيلٌ
أَبصَرَت أَذرُعَ القَنا أَميالا
بَسَطَ الرُعبَ في اليَمينِ يَميناً
فَتَوَلّوا وَفي الشِمالِ شِمالا
يَنفُضُ الرَوعُ أَيدِياً لَيسَ تَدري
أَسُيوفاً حَمَلنَ أَم أَغلالا
وَوُجوهاً أَخافَها مِنكَ وَجهٌ
تَرَكَت حُسنَها لَهُ وَالجَمالا
وَالعِيانُ الجَلِيُّ يُحدِثُ لِلظَنـ
ـنِ زَوالاً وَلِلمُرادِ اِنتِقالا
وَإِذا ما خَلا الجَبانُ بِأَرضٍ
طَلَبَ الطَعنَ وَحدَهُ وَالنِزالا
أَقسَموا لا رَؤوكَ إِلّا بِقَلبٍ
طالَما غَرَّتِ العُيونُ الرِجالا
أَيُّ عَينٍ تَأَمَّلَتكَ فَلاقَتـ
ـكَ وَطَرفٍ رَنا إِلَيكَ فَآلا
ما يَشُكُّ اللَعينَ في أَخذِكَ الجَيـ
ـشَ فَهَل يَبعَثُ الجُيوشَ نَوالا
ما لِمَن يَنصِبُ الحَبائِلَ في الأَر
ضِ وَمَرجاهُ أَن يَصيدَ الهِلالا
إِنَّ دونَ الَّتي عَلى الدَربِ وَالأَحـ
ـدَبِ وَالنَهرِ مِخلَطاً مِزيالا
غَصَبَ الدَهرَ وَالمُلوكَ عَلَيها
فَبَناها في وَجنَةِ الدَهرِ خالا
فَهيَ تَمشي مَشيَ العَروسِ اِختِيالاً
وَتَثَنّى عَلى الزَمانِ دَلالا
وَحَماها بِكُلِّ مُطَّرِدِ الأَكـ
ـعُبِ جورَ الزَمانِ وَالأَوجالا
وَظُبىً تَعرِفُ الحَرامَ مِنَ الحِلـ
ـلِ فَقَد أَفنَتِ الدِماءَ حَلالا
في خَميسٍ مِنَ الأُسودِ بَئيسٍ
يَفتَرِسنَ النُفوسَ وَالأَموالا
إِنَّما أَنفُسُ الأَنيسِ سِباعٌ
يَتَفارَسنَ جَهرَةً وَاِغتِيالا
مَن أَطاقَ اِلتِماسَ شَيءٍ غِلاباً
وَاِغتِصاباً لَم يَلتَمِسهُ سُؤالا
كُلُّ غادٍ لِحاجَةٍ يَتَمَنّى
أَن يَكونَ الغَضَنفَرَ الرِئبالا
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:00 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
إِن يَكُن صَبرُ ذي الرَزِيَّةِ فَضلاً
تَكُنِ الأَفضَلَ الأَعَزَّ الأَجَلّا
أَنتَ يا فَوقَ أَن تُعَزّى عَنِ الأَحـ
ـبابِ فَوقَ الَّذي يُعَزّيكَ عَقلا
وَبِأَلفاظِكَ اِهتَدى فَإِذا عَز
زاكَ قالَ الَّذي لَهُ قُلتُ قَبلا
قَد بَلَوتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلواً
وَسَلَكتَ الأَيّامَ حَزناً وَسَهلا
وَقَتَلتَ الزَمانَ عِلماً فَما يُغـ
ـرِبُ قَولاً وَلا يُجَدِّدُ فِعلا
أَجِدُ الحُزنَ فيكَ حِفظاً وَعَقلاً
وَأَراهُ في الخَلقِ ذُعراً وَجَهلاً
لَكَ إِلفٌ يَجُرُّهُ وَإِذا ما
كَرُمَ الأَصلُ كانَ لِلإِلفِ أَصلا
وَوَفاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِن
لَم يَزَل لِلوَفاءِ أَهلُكَ أَهلا
إِنَّ خَيرَ الدُموعِ عَوناً لَدَمعٌ
بَعَثَتهُ رِعايَةٌ فَاِستَهَلّا
أَينَ ذي الرِقَّةُ الَّتي لَكَ في الحَر
بِ إِذا اِستُكرِهَ الحَديدُ وَصَلّا
أَينَ خَلَّفتَها غَداةَ لَقيتَ الـ
ـرومَ وَالهامُ بِالصَوارِمِ تُفلى
قاسَمَتكَ المَنونُ شَخصَينِ جَوراً
جَعَلَ القِسمُ نَفسَهُ فيكَ عَدلا
فَإِذا قِستَ ما أَخَذنَ بِما أَغـ
ـدَرنَ سَرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى
وَتَيَقَّنتَ أَنَّ حَظَّكَ أَوفى
وَتَبَيَّنتَ أَنَّ جَدَّكَ أَعلى
وَلَعَمري لَقَد شَغَلتَ المَنايا
بِالأَعادي فَكَيفَ يَطلَبنَ شُغلا
وَكَمِ اِنتَشتَ بِالسُيوفِ مِنَ الدَهـ
ـرِ أَسيراً وَبِالنَوالِ مُقِلّا
عَدَّها نُصرَةً عَلَيهِ فَلَمّا
صالَ خَتلاً رَآهُ أَدرَكَ تَبلا
كَذَبَتهُ ظُنونُهُ أَنتَ تُبلي
هِ وَتَبقى في نِعمَةٍ لَيسَ تَبلى
وَلَقَد رامَكَ العُداةُ كَما را
مَ فَلَم يَجرَحوا لِشَخصِكَ ظِلّا
وَلَقَد رُمتَ بِالسَعادَةِ بَعضاً
مِن نُفوسِ العِدا فَأَدرَكتَ كُلّاً
قارَعَت رُمحَكَ الرِماحُ وَلَكِن
تَرَكَ الرامِحينَ رُمحَكَ عُزلا
لَو يَكونُ الَّذي وَرَدتَ مِنَ الفَجـ
ـعَةِ طَعناً أَورَدتَهُ الخَيلَ قُبلا
وَلَكَشَفتَ ذا الحَنينِ بِضَربٍ
طالَما كَشَّفَ الكُروبَ وَجَلّى
خِطبَةٌ لِلحِمامِ لَيسَ لَها رَد
دٌ وَإِن كانَتِ المُسَمّاةَ ثُكلا
وَإِذا لَم تَجِد مِنَ الناسِ كُفواً
ذاتُ خِدرٍ أَرادَتِ المَوتَ بَعلا
وَلَذيذُ الحَياةِ أَنفَسُ في النَفـ
ـسِ وَأَشهى مِن أَن يُمَلَّ وَأَحلى
وَإِذا الشَيخُ قالَ أُفٍّ فَما مَل
لَ حَياةً وَإِنَّما الضَعفَ مَلّا
آلَةُ العَيشِ صِحَّةٌ وَشَبابٌ
فَإِذا وَلَّيا عَنِ المَرءِ وَلّى
أَبَداً تَستَرِدُّ ما تَهَبُ الدُن
يا فَيا لَيتَ جودَها كانَ بُخلا
فَكَفَت كَونَ فَرحَةٍ تورِثُ الغَمـ
ـمَ وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجدَ خِلّا
وَهيَ مَعشوقَةٌ عَلى الغَدرِ لا تَحـ
ـفَظُ عَهداً وَلا تُتَمِّمُ وَصلاً
كُلِّ دَمعٍ يَسيلُ مِنها عَلَيها
وَبِفَكِّ اليَدَينِ عَنها تُخَلّى
شِيَمُ الغانِياتِ فيها فَلا أَد
ري لِذا أَنَّثَ اِسمَها الناسُ أَم لا
يا مَليكَ الوَرى المُفَرِّقَ مَحياً
وَمَماتاً فيهِم وَعِزّاً وَذُلّا
قَلَّدَ اللَهُ دَولَةً سَيفُها أَنـ
ـتَ حُساماً بِالمَكرُماتِ مُحَلّى
فَبِهِ أَغنَتِ المَوالِيَ بَذلاً
وَبِهِ أَفنَتِ الأَعادِيَ قَتلا
وَإِذا اِهتَزَّ لِلنَدى كانَ بَحراً
وَإِذا اِهتَزَّ لِلوَغى كانَ نَصلاً
وَإِذَ الأَرضُ أَظلَمَت كانَ شَمساً
وَإِذا الأَرضُ أَمحَلَت كانَ وَبلاً
وَهُوَ الضارِبُ الكَتيبَةِ وَالطَع
نَةُ تَغلو وَالضَربُ أَغلى وَأَغلى
أَيُّها الباهِرُ العُقولَ فَما تُد
رَكُ وَصفاً أَتعَبتَ فِكري فَمَهلا
مَن تَعاطى تَشَبُّهاً بِكَ أَعيا
هُ وَمَن دَلَّ في طَريقِكَ ضَلّا
فَإِذا ما اِشتَهى خُلودَكَ داعٍ
قالَ لا زُلتَ أَو تَرى لَكَ مِثلا
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:01 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
دُروعٌ لِمَلكِ الرومِ هَذي الرَسائِلُ
يَرُدُّ بِها عَن نَفسِهِ وَيُشاغِلُ
هِيَ الزَرَدُ الضافي عَلَيهِ وَلَفظُها
عَلَيكَ ثَناءٌ سابِغٌ وَفَضائِلُ
وَأَنّى اِهتَدى هَذا الرَسولُ بِأَرضِهِ
وَما سَكَنَت مُذ سِرتَ فيها القَساطِلُ
وَمِن أَيِّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ
وَلَم تَصفُ مِن مَزجِ الدِماءِ المَناهِلُ
أَتاكَ يَكادُ الرَأسُ يَجحَدُ عُنقَهُ
وَتَنقَدُّ تَحتَ الذُعرِ مِنهُ المَفاصِلُ
يُقَوِّمُ تَقويمُ السَماطَينِ مَشيَهُ
إِلَيكَ إِذا ما عَوَّجَتهُ الأَفاكِلُ
فَقاسَمَكَ العَينَينِ مِنهُ وَلَحظَهُ
سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الَّذي لا يُزايِلُ
وَأَبصَرَ مِنكَ الرِزقَ وَالرِزقُ مُطمِعٌ
وَأَبصَرَ مِنهُ المَوتَ وَالمَوتُ هائِلُ
وَقَبَّلَ كُمّاً قَبِّلَ التُربَ قَبلَهُ
وَكُلُّ كَمِيٍّ واقِفٌ مُتَضائِلُ
وَأَسعَدُ مُشتاقٍ وَأَظفَرُ طالِبٍ
هُمامٌ إِلى تَقبيلِ كُمِّكَ واصِلُ
مَكانٌ تَمَنّاهُ الشِفاهُ وَدونَهُ
صُدورُ المَذاكي وَالرِماحُ الذَوابِلُ
فَما بَلَّغَتهُ ما أَرادَ كَرامَةٌ
عَلَيكَ وَلَكِن لَم يَخِب لَكَ سائِلُ
وَأَكبَرَ مِنهُ هِمَّةً بَعَثَت بِهِ
إِلَيكَ العِدى وَاِستَنظَرَتهُ الجَحافِلُ
فَأَقبَلَ مِن أَصحابِهِ وَهوَ مُرسَلٌ
وَعادَ إِلى أَصحابِهِ وَهوَ عاذِلُ
تَحَيَّرَ في سَيفٍ رَبيعَةُ أَصلُهُ
وَطابِعُهُ الرَحمَنُ وَالمَجدُ صاقِلُ
وَما لَونُهُ مِمّا تُحَصِّلُ مُقلَةٌ
وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأَنامِلُ
إِذا عايَنَتكَ الرُسلُ هانَت نُفوسُها
عَلَيها وَما جاءَت بِهِ وَالمُراسِلُ
رَجا الرومُ مَن تُرجى النَوافِلُ كُلُّها
لَدَيهِ وَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ
فَإِن كانَ خَوفُ القَتلِ وَالأَسرِ ساقَهُم
فَقَد فَعَلوا ما القَتلُ وَالأَسرُ فاعِلُ
فَخافوكَ حَتّى ما لِقَتلٍ زِيادَةٌ
وَجاؤوكَ حَتّى ما تُرادُ السَلاسِلُ
أَرى كُلَّ ذي مُلكٍ إِلَيكَ مَصيرُهُ
كَأَنَّكَ بَحرٌ وَالمُلوكُ جَداوِلُ
إِذا مَطَرَت مِنهُم وَمِنكَ سَحائِبٌ
فَوابِلُهُم طَلٌّ وَطَلُّكَ وابِلُ
كَريمٌ مَتى اِستوهِبتَ ما أَنتَ راكِبٌ
وَقَد لَقِحَت حَربٌ فَإِنَّكَ باذِلُ
أَذا الجودِ أَعطِ الناسِ ما أَنتَ مالِكٌ
وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلٌ
أَفي كُلِّ يَومٍ تَحتَ ضِبني شُوَيعِرٌ
ضَعيفٌ يُقاويني قَصيرٌ يُطاوِلُ
لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلٌ
وَقَلبي بِصَمتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ
وَأَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ
وَأَغيَظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ
وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني
بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ
وَأَكبَرُ تيهي أَنَّني بِكَ واثِقٌ
وَأَكثَرُ مالي أَنَّني لَكَ آمِلُ
لَعَلَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ هَبَّةً
يَعيشُ بِها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ
رَمَيتُ عِداهُ بِالقَوافي وَفَضلِهِ
وَهُنَّ الغَوازي السالِباتُ القَواتِلُ
وَقَد زَعَموا أَنَّ النُجومَ خَوالِدٌ
وَلَو حارَبَتهُ ناحَ فيها الثَواكِلُ
وَما كانَ أَدناها لَهُ لَو أَرادَها
وَأَلطَفَها لَو أَنَّهُ المُتَناوِلُ
قَريبٌ عَلَيهِ كُلُّ ناءٍ عَلى الوَرى
إِذا لَثَّمَتهُ بِالغُبارِ القَنابِلُ
تُدَبِّرُ شَرقَ الأَرضِ وَالغَربِ كَفُّهُ
وَلَيسَ لَها وَقتاً عَنِ الجودِ شاغِلُ
يُتَبِّعُ هُرّابَ الرِجالِ مُرادُهُ
فَمَن فَرَّ حَرباً عارَضَتهُ الغَوائِلُ
وَمَن فَرَّ مِن إِحسانِهِ حَسَداً لَهُ
تَلَقّاهُ مِنهُ حَيثُما سارَ نائِلُ
فَتىً لا يَرى إِحسانَهُ وَهوَ كامِلٌ
لَهُ كامِلاً حَتّى يُرى وَهوَ شامِلُ
إِذا العَرَبُ العَرباءُ رازَت نُفوسَها
فَأَنتَ فَتاها وَالمَليكُ الحَلاحِلُ
أَطاعَتكَ في أَرواحِها وَتَصَرَّفَت
بِأَمرِكَ وَاِلتَفَّت عَلَيكَ القَبائِلُ
وَكُلُّ أَنابيبِ القَنا مَدَدٌ لَهُ
وَما يَنكُتُ الفُرسانَ إِلّا العَوامِلُ
رَأَيتُكَ لَو لَم يَقتَضِ الطَعنُ في الوَغى
إِلَيكَ اِنقِياداً لَاِقتَضَتهُ الشَمائِلُ
وَمَن لَم تُعَلِّمهُ لَكَ الذُلَّ نَفسُهُ
مِنَ الناسِ طُرّاً عَلَّمَتهُ المَناصِلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:01 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
إِن كُنتَ عَن خَيرِ الأَنامِ سائِلاً
فَخَيرُهُم أَكثَرُهُم فَضائِلا
مَن أَنتَ مِنهُم يا هُمامَ وائِلا
الطاعِنينَ في الوَغى أَوائِلا
وَالعاذِلينَ في النَدى العَواذِلا
قَد فَضَلوا بِفَضلِكَ القَبائِلا
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:02 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
لَيالِيَّ بَعدَ الظاعِنينَ شُكولُ
طِوالٌ وَلَيلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ لِيَ البَدرَ الَّذي لا أُريدُهُ
وَيُخفينَ بَدراً ما إِلَيهِ سَبيلُ
وَما عِشتُ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ سَلوَةً
وَلَكِنَّني لِلنائِباتِ حَمولُ
وَإِنَّ رَحيلاً واحِداً حالَ بَينَنا
وَفي المَوتِ مِن بَعدِ الرَحيلِ رَحيلُ
إِذا كانَ شَمُّ الروحِ أَدنى إِلَيكُمُ
فَلا بَرِحَتني رَوضَةٌ وَقَبولُ
وَما شَرَقي بِالماءِ إِلّا تَذَكُّراً
لِماءٍ بِهِ أَهلُ الحَبيبِ نُزولُ
يُحَرِّمُهُ لَمعُ الأَسِنَّةِ فَوقَهُ
فَلَيسَ لِظَمآنٍ إِلَيهِ وُصولُ
أَما في النُجومِ السائِراتِ وَغَيرِها
لِعَيني عَلى ضَوءِ الصَباحِ دَليلُ
أَلَم يَرَ هَذا اللَيلُ عَينَيكِ رُؤيَتي
فَتَظهَرَ فيهِ رِقَّةٌ وَنُحولُ
لَقيتُ بِدَربِ القُلَّةِ الفَجرُ لَقيَةً
شَفَت كَمَدي وَاللَيلُ فيهِ قَتيلُ
وَيَوماً كَأَنَّ الحَسنَ فيهِ عَلامَةٌ
بَعَثتِ بِها وَالشَمسُ مِنكِ رَسولُ
وَما قَبلَ سَيفِ الدَولَةِ اِثّارَ عاشِقٌ
وَلا طُلِبَت عِندَ الظَلامِ ذُحولُ
وَلَكِنَّهُ يَأتي بِكُلِّ غَريبَةٍ
تَروقُ عَلى اِستِغرابِها وَتَهولُ
رَمى الدَربَ بِالجُردِ الجِيادِ إِلى العِدا
وَما عَلِموا أَنَّ السِهامَ خُيولُ
شَوائِلَ تَشوالَ العَقارِبِ بِالقَنا
لَها مَرَحٌ مِن تَحتِهِ وَصَهيلُ
وَما هِيَ إِلّا خَطرَةٌ عَرَضَت لَهُ
بِحَرّانَ لَبَّتها قَناً وَنُصولُ
هُمامٌ إِذا ما هَمَّ أَمضى هُمومَهُ
بِأَرعَنَ وَطءُ المَوتِ فيهِ ثَقيلُ
وَخَيلٍ بَراها الرَكضُ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَرَّسَت فيها فَلَيسَ تَقيلُ
فَلَمّا تَجَلّى مِن دَلوكٍ وَصَنجَةٍ
عَلَت كُلَّ طَودٍ رايَةٌ وَرَعيلُ
عَلى طُرُقٍ فيها عَلى الطُرقِ رِفعَةٌ
وَفي ذِكرِها عِندَ الأَنيسِ خُمولُ
فَما شَعَروا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً
قِباحاً وَأَمّا خَلفُها فَجَميلُ
سَحائِبُ يُمطِرنَ الحَديدَ عَلَيهِمُ
فَكُلُّ مَكانٍ بِالسُيوفِ غَسيلُ
وَأَمسى السَبايا يَنتَحِبنَ بِعَرقَةٍ
كَأَنَّ جُيوبَ الثاكِلاتِ ذُيولُ
وَعادَت فَظَنّوها بِمَوزارَ قُفَّلاً
وَلَيسَ لَها إِلّا الدُخولَ قُفولُ
فَخاضَت نَجيعَ الجَمعِ خَوضاً كَأَنَّهُ
بِكُلِّ نَجيعٍ لَم تَخُضهُ كَفيلُ
تُسايِرُها النيرانُ في كُلِّ مَسلَكٍ
بِهِ القَومُ صَرعى وَالدِيارُ طُلولُ
وَكَرَّت فَمَرَّت في دِماءِ مَلَطيَةٍ
مَلَطيَةُ أُمٌّ لِلبَنينِ ثَكولُ
وَأَضعَفنَ ما كُلِّفنَهُ مِن قُباقِبٍ
فَأَضحى كَأَنَّ الماءَ فيهِ عَليلُ
وَرُعنَ بِنا قَلبَ الفُراتِ كَأَنَّما
تَخِرُّ عَلَيهِ بِالرِجالِ سُيولُ
يُطارِدُ فيهِ مَوجَهُ كُلُّ سابِحٍ
سَواءٌ عَلَيهِ غَمرَةٌ وَمَسيلُ
تَراهُ كَأَنَّ الماءَ مَرَّ بِجِسمِهِ
وَأَقبَلَ رَأسٌ وَحدَهُ وَتَليلُ
وَفي بَطنِ هِنزيطٍ وَسِمنينَ لِلظُبى
وَصُمَّ القَنا مِمَّن أَبَدنَ بَديلُ
طَلَعنَ عَلَيهِم طَلعَةً يَعرِفونَها
لَها غُرَرٌ ما تَنقَضي وَحُجولُ
تَمَلُّ الحُصونُ الشُمُّ طولَ نِزالِنا
فَتُلقي إِلَينا أَهلَها وَتَزولُ
وَبِتنَ بِحِصنِ الرانِ رَزحى مِنَ الوَجى
وَكُلُّ عَزيزٍ لِلأَميرِ ذَليلُ
وَفي كُلِّ نَفسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ
وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلولُ
وَدونَ سُمَيساطَ المَطاميرُ وَالمَلا
وَأَودِيَةٌ مَجهولَةٌ وَهُجولُ
لَبِسنَ الدُجى فيها إِلى أَرضِ مَرعَشٍ
وَلِلرومِ خَطبٌ في البِلادِ جَليلُ
فَلَمّا رَأَوهُ وَحدَهُ قَبلَ جَيشِهِ
دَرَوا أَنَّ كُلَّ العالَمينَ فُضولُ
وَأَنَّ رِماحَ الخَطِّ عَنهُ قَصيرَةٌ
وَأَنَّ حَديدَ الهِندِ عَنهُ كَليلُ
فَأَورَدَهُم صَدرَ الحِصانِ وَسَيفَهُ
فَتىً بَأسُهُ مِثلُ العَطاءِ جَزيلُ
جَوادٌ عَلى العِلّاتِ بِالمالِ كُلِّهِ
وَلَكِنَّهُ بِالدارِعينَ بَخيلُ
فَوَدَّعَ قَتلاهُم وَشَيَّعَ فَلَهُم
بِضَربٍ حُزونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ
عَلى قَلبِ قُسطَنطينَ مِنهُ تَعَجُّبٌ
وَإِن كانَ في ساقَيهِ مِنهُ كُبولُ
لَعَلَّكَ يَوماً يا دُمُستُقُ عائِدٌ
فَكَم هارِبٍ مِمّا إِلَيهِ يَئولُ
نَجَوتَ بِإِحدى مُهجَتَيكَ جَريحَةً
وَخَلَّفتَ إِحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ
أَتُسلِمُ لِلخَطِّيَّةِ اِبنَكَ هارِباً
وَيَسكُنَ في الدُنيا إِلَيكَ خَليلُ
بِوَجهِكَ ما أَنساكَهُ مِن مُرِشَّةٍ
نَصيرُكَ مِنها رَنَّةٌ وَعَويلُ
أَغَرَّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرضُها
عَلِيٌّ شَروبٌ لِلجُيوشِ أَكولُ
إِذا لَم تَكُن لِلَّيثِ إِلّا فَريسَةً
غَذاهُ وَلَم يَنفَعكَ أَنَّكَ فيلُ
إِذا الطَعنُ لَم تُدخِلكَ فيهِ شَجاعَةٌ
هِيَ الطَعنُ لَم يُدخِلكَ فيهِ عَذولُ
فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ أَبصَرنَ صَولَهُ
فَقَد عَلَّمَ الأَيّامَ كَيفَ تَصولُ
فَدَتكَ مُلوكٌ لَم تُسَمَّ مَواضِياً
فَإِنَّكَ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلُ
إِذا كانَ بَعضُ الناسِ سَيفاً لِدَولَةٍ
فَفي الناسِ بوقاتٌ لَها وَطُبولُ
أَنا السابِقُ الهادي إِلى ما أَقولُهُ
إِذِ القَولُ قَبلَ القائِلينَ مَقولُ
وَما لِكَلامِ الناسِ فيما يُريبُني
أُصولٌ وَلا لِلقائِليهِ أُصولُ
أُعادي عَلى ما يوجِبُ الحُبَّ لِلفَتى
وَأَهدَأُ وَالأَفكارُ فيَّ تَجولُ
سِوى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فَإِنَّهُ
إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ
وَلا تَطمَعَن مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ
وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ
وَإِنّا لَنَلقى الحادِثاتِ بِأَنفُسٍ
كَثيرُ الرَزايا عِندَهُنَّ قَليلُ
يَهونُ عَلَينا أَن تُصابَ جُسومُنا
وَتَسلَمَ أَعراضٌ لَنا وَعُقولُ
فَتيهاً وَفَخراً تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلٍ
فَأَنتِ لِخَيرِ الفاخِرينَ قَبيلُ
يَغُمُّ عَلِيّاً أَن يَموتَ عَدُوُّهُ
إِذا لَم تَغُلهُ بِالأَسِنَّةِ غولُ
شَريكُ المَنايا وَالنُفوسُ غَنيمَةٌ
فَكُلُّ مَماتٍ لَم يُمِتهُ غُلولُ
فَإِن تَكُنِ الدَولاتُ قِسماً فَإِنَّها
لِمَن وَرَدَ المَوتَ الزُؤامَ تَدولُ
لِمَن هَوَّنَ الدُنيا عَلى النَفسِ ساعَةً
وَلِلبيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:02 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
وَصَفتَ لَنا وَلَم نَرَهُ سِلاحاً
كَأَنَّكَ واصِفٌ وَقتَ النِزالِ
وَأَنَّ البَيضَ صُفَّ عَلى دُروعٍ
فَشَوَّقَ مَن رَآهُ إِلى القِتالِ
فَلَو أَطفَأتَ نارَكَ تالَدَيهِ
قَرَأتَ الخَطَّ في سودِ اللَيالي
إِنِ اِستَحسَنتَ وَهوَ عَلى بِساطٍ
فَأَحسَنُ ما يَكونُ عَلى الرِجالِ
وَإِنَّ بِها وَإِنَّ بِهِ لَنَقصاً
وَأَنتَ لَها النِهايَةُ في الكَمالِ
وَلَو لَحَظَ الدُمُستُقُ جانِبَيهِ
لَقَلَّبَ رَأيَهُ حالاً لِحالِ
عطر الزنبق
06-25-2019, 04:03 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13777478432.gif
لَقيتَ العُفاةَ بِاّمالِها
وَزُرتَ العُداةَ بِآجالِها
وَأَقبَلَتِ الرومُ تَمشي إِلَيكَ
بَينَ اللُيوثِ وَأَشبالِها
إِذا رَأَتِ الأُسدَ مَسبِيَّةً
فَأَينَ تَفِرُّ بِأَطفالِها
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
أَتَيتُ بِمَنطِقِ العَرَبِ الأَصيلِ
وَكانَ بِقَدرِ ما عايَنتُ قيلي
فَعارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنهُ
بِمَنزِلَةِ النِساءِ مِنَ البُعولِ
وَهَذا الدُرُّ مَأمونُ التَشَظّي
وَأَنتَ السَيفُ مَأمونُ الفُلولِ
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
شَديدُ البُعدِ مِن شُربِ الشُمولِ
تُرُنجُ الهِندِ أَو طَلعُ النَخيلِ
وَلَكِن كُلُّ شَيءٍ فيهِ طيبٌ
لَدَيكَ مِنَ الدَقيقِ إِلى الجَليلِ
وَمَيدانُ الفَصاحَةِ وَالقَوافي
وَمُمتَحَنُ الفَوارِسِ وَالخُيولِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل
غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل
وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ
لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
أَقِل أَنِل أُن صُنِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ هَبِ اِغفِر أَدنِ سُرَّ صِلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ
قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ
وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً
بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ
فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ
ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ
لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ
وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ مَعرِفَتي
بِحَملِهِ مَن كَعَبدِ اللَهِ أَو كَعَلي
مُعطي الكَواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
بيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذَبُلِ
ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ
فَنَحنُ في جَذَلٍ وَالرومُ في وَجَلٍ
وَالبَرُّ في شُغُلٍ وَالبَحرُ في خَجَلِ
مِن تَغلِبَ الغالِبينَ الناسَ مَنصِبُهُ
وَمِن عَدِيٍّ أَعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ
وَالمَدحُ لِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ تُنجِدُهُ
بِالجاهِلِيَّةِ عَينُ العِيِّ وَالخَطَلِ
لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ
إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ
تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي
أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ
هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ
فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ
وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ
جازَ الدُروبَ إِلى ما خَلفَ خَرشَنَةٍ
وَزالَ عَنها وَذاكَ الرَوعُ لَم يَزُلِ
فَكُلَّما حَلَمَت عَذراءُ عِندَهُمُ
فَإِنَّما حَلَمَت بِالسَبيِ وَالجَمَلِ
إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
مِنها رِضاكَ وَمَن لِلعورِ بِالحَوَلِ
نادَيتُ مَجدَكَ في شِعري وَقَد صَدَرا
يا غَيرَ مُنتَحِلٍ في غَيرِ مُنتَحِلِ
بِالشَرقِ وَالغَربِ أَقوامٌ نُحِبُّهُمُ
فَطالِعاهُم وَكونا أَبلَغَ الرُسُلِ
وَعَرِّفاهُم بِأَنّي في مَكارِمِهِ
أُقَلِّبُ الطَرفَ بَينَ الخَيلِ وَالخَوَلِ
يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي
ما كانَ نَومِيَ إِلّا فَوقَ مَعرِفَتي
بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ
أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ
لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ
فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ
وَما سَمِعتُ وَلا غَيري بِمُقتَدِرٍ
أَذَبَّ مِنكَ لِزورِ القَولِ عَن رَجُلِ
لِأَنَّ حِلمَكَ حِلمٌ لا تَكَلَّفُهُ
لَيسَ التَكَحُّلُ في العَينَينِ كَالكَحَلِ
وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ
أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ
أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ
وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ
لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
أَيَقدَحُ في الخَيمَةِ العُذَّلُ
وَتَشمَلُ مَن دَهرَها يَشمَلُ
وَتَعلو الَّذي زُحَلٌ تَحتَهُ
مُحالٌ لَعَمرُكَ ما تُسأَلُ
فَلِم لا تُلومُ الَّذي لامَها
وَما فَصُّ خاتَمِهِ يَذبُلُ
تَضيقُ بِشَخصِكَ أَرجاؤُها
وَيَركُضُ في الواحِدِ الجَحفَلُ
وَتَقصُرُ ما كُنتَ في جَوفِها
وَتُركَزُ فيها القَنا الذُبَّلُ
وَكَيفَ تَقومُ عَلى راحَةٍ
كَأَنَّ البِحارَ لَها أَنمُلُ
فَلَيتَ وَقارَكَ فَرَّقتَهُ
وَحَمَّلتَ أَرضَكَ ما تَحمِلُ
فَصارَ الأَنامُ بِهِ سادَةً
وَسُدتَهُمُ بِالَّذي يَفضُلُ
رَأَت لَونَ نورِكَ في لَونِها
كَلَونِ الغَزالَةِ لا يُغسَلُ
وَأَنَّ لَها شَرَفاً باذِخاً
وَأَنَّ الخِيامَ بِها تَخجَلُ
فَلا تُنكِرَنَّ لَها صَرعَةً
فَمِن فَرَحِ النَفسِ ما يَقتُلُ
وَلَو بُلِّغَ الناسُ ما بُلِّغَت
لَخانَتهُمُ حَولَكَ الأَرجُلُ
وَلَمّا أَمَرتَ بِتَطنيبِها
أُشيعُ بِأَنَّكَ لا تَرحَلُ
فَما اِعتَمَدَ اللَهُ تَقويضَها
وَلَكِن أَشارَ بِما تَفعَلُ
وَعَرَّفَ أَنَّكَ مِن هَمِّهِ
وَأَنَّكَ في نَصرِهِ تَرفُلُ
فَما العانِدونَ وَما أَثَّلوا
وَما الحاسِدونَ وَما قَوَّلوا
هُم يَطلُبونَ فَمَن أَدرَكوا
وَهُم يَكذِبونَ فَمَن يَقبَلُ
وَهُم يَتَمَنَّونَ ما يَشتَهونَ
وَمِن دونِهِ جَدُّكَ المُقبِلُ
وَمَلمومَةٌ زَرَدٌ ثَوبُها
وَلَكِنَّهُ بِالقَنا مُخمَلُ
يُفاجِئُ جَيشاً بِها حَينُهُ
وَيُنذِرُ جَيشاً بِها القَسطَلُ
جَعَلتُكَ بِالقَلبِ لي عُدَّةً
لِأَنَّكَ بِاليَدِ لا تُجعَلُ
لَقَد رَفَعَ اللَهُ مِن دَولَةٍ
لَها مِنكَ يا سَيفَها مُنصُلُ
فَإِن طُبِعَت قَبلَكَ المُرهَفاتُ
فَإِنَّكَ مِن قَبلِها المِقصَلُ
وَإِن جادَ قَبلَكَ قَومٌ مَضَوا
فَإِنَّكَ في الكَرَمِ الأَوَّلُ
وَكَيفَ تُقَصِّرُ عَن غايَةٍ
وَأُمُّكَ مِن لَيثِها مُشبِلُ
وَقَد وَلَدَتكَ فَقالَ الوَرى
أَلَم تَكُنِ الشَمسُ لا تُنجَلُ
فَتَبّاً لِدينِ عَبيدِ النُجومِ
وَمَن يَدَّعي أَنَّها تَعقِلُ
وَقَد عَرَفَتكَ فَما بالُها
تَراكَ تَراها وَلا تَنزِلُ
وَلَو بِتُّما عِندَ قَدرَيكُما
لَبِتَّ وَأَعلاكُما الأَسفَلُ
أَنَلتَ عِبادَكَ ما أَمَّلوا
أَنالَكَ رَبُّكَ ما تَأمُلُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
يُؤَمِّمُ ذا السَيفُ آمالَهُ
وَلا يَفعَلُ السَيفُ أَفعالَهُ
إِذا سارَ في مَهمَهٍ عَمَّهُ
وَإِن سارَ في جَبَلٍ طالَهُ
وَأَنتَ بِما نُلتَنا مالِكٌ
يُثَمِّرُ مِن مالِهِ مالَهُ
كَأَنَّكَ ما بَينَنا ضَيغَمٌ
يُرَشِّحُ لِلفَرسِ أَشبالَهُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
لا الحِلمُ جادَ بِهِ وَلا بِمِثالِهِ
لَولا اِدِّكارُ وَداعِهِ وَزِيالِهِ
إِنَّ المُعيدَ لَنا المَنامُ خَيالَهُ
كانَت إِعادَتُهُ خَيالَ خَيالِهِ
بِتنا يُناوِلُنا المُدامَ بِكَفِّهِ
مَن لَيسَ يَخطُرُ أَن نَراهُ بِبالِهِ
نَجني الكَواكِبَ مِن قَلائِدِ جيدِهِ
وَنَنالُ عَينَ الشَمسِ مِن خَلخالِهِ
بِنتُم عَنِ العَينِ القَريحَةِ فيكُمُ
وَسَكَنتُمُ ظَنَّ الفُؤادِ الوالِهِ
فَدَنَوتُمُ وَدُنُوُّكُم مِن عِندِهِ
وَسَمَحتُمُ وَسَماحُكُم مِن مالِهِ
إِنّي لَأُبغِضُ طَيفَ مَن أَحبَبتُهُ
إِذ كانَ يَهجُرُنا زَمانَ وِصالِهِ
مِثلُ الصَبابَةِ وَالكَآبَةِ وَالأَسى
فارَقتُهُ فَحَدَثنَ مِن تَرحالِهِ
وَقَدِ اِستَقَدتُ مِنَ الهَوى وَأَذَقتُهُ
مِن عِفَّتي ما ذُقتُ مِن بَلبالِهِ
وَلَقَد ذَخَرتُ لِكُلِّ أَرضٍ ساعَةً
تَستَجفِلُ الضِرغامَ عَن أَشبالِهِ
تَلقى الوُجوهُ بِها الوُجوهَ وَبَينَها
ضَربٌ يَجولُ المَوتُ في أَجوالِهِ
وَلَقَد خَبَأتُ مِنَ الكَلامِ سُلافُهُ
وَسَقَيتُ مَن نادَمتُ مِن جِريالِهِ
وَإِذا تَعَثَّرَتِ الجِيادُ بِسَهلِهِ
بَرَّزتُ غَيرَ مُعَثَّرٍ بِحِبالِهِ
وَحَكَمتُ في البَلَدِ العَراءِ بِناعِجٍ
مُعتادِهِ مُجتابِهِ مُغتالِهِ
يَمشي كَما عَدَتِ المَطِيُّ وَرائَهُ
وَيَزيدُ وَقتَ جَمامِها وَكَلالِهِ
وَتُراعُ غَيرَ مُعَقَّلاتٍ حَولَهُ
فَيَفوتُها مُتَجَفِّلاً بِعِقالِهِ
فَغَدا النَجاحُ وَراحَ في أَخفافِهِ
وَغَدا المِراحُ وَراحَ في إِرقالِهِ
وَشَرِكتُ دَولَةَ هاشِمٍ في سَيفِها
وَشَقَقتُ خيسَ المُلكِ عَن رِئبالِهِ
عَن ذا الَّذي حُرِمَ اللُيوثُ كَمالَهُ
يُنسي الفَريسَةَ خَوفَهُ بِجَمالِهِ
وَتَواضَعُ الأُمَراءُ حَولَ سَريرِهِ
وَتُري المَحَبَّةَ وَهيَ مِن آكالِهِ
وَيُميتُ قَبلَ قِتالِهِ وَيَبَشُّ قَب
لَ نَوالِهِ وَيُنيلُ قَبلَ سُؤالِهِ
إِنَّ الرِياحَ إِذا عَمَدنَ لِناظِرٍ
أَغناهُ مُقبِلُها عَنِ اِستِعجالِهِ
أَعطى وَمَنَّ عَلى المُلوكِ بِعَفوِهِ
حَتّى تَساوى الناسُ في إِفضالِهِ
وَإِذا غَنوا بِعَطائِهِ عَن هَزِّهِ
والى فَأَغنى أَن يَقولوا والِهِ
وَكَأَنَّما جَدواهُ مِن إِكثارِهِ
حَسَدٌ لِسائِلِهِ عَلى إِقلالِهِ
غَرَبَ النُجومُ فَغُرنَ دونَ هُمومِهِ
وَطَلَعنَ حينَ طَلَعنَ دونَ مَنالِهِ
وَاللَهُ يُسعِدُ كُلَّ يَومٍ جَدَّهُ
وَيَزيدُ مِن أَعدائِهِ في آلِهِ
لَو لَم تَكُن تَجري عَلى أَسيافِهِ
مُهجاتُهُم لَجَرَت عَلى إِقبالِهِ
لَم يَترُكوا أَثَراً عَلَيهِ مِنَ الوَغى
إِلّا دِماءهُمُ عَلى سِربالِهِ
فَلِمِثلِهِ جَمَعَ العَرَمرَمُ نَفسَهُ
وَبِمِثلِهِ اِنفَصَمَت عُرى أَقتالِهِ
يا أَيُّها القَمَرُ المُباهي وَجهَهُ
لا تُكذَبَنَّ فَلَستَ مِن أَشكالِهِ
وَإِذا طَما البَحرُ المُحيطُ فَقُل لَهُ
دَع ذا فَإِنَّكَ عاجِزٌ عَن حالِهِ
وَهَبَ الَّذي وَرِثَ الجُدودَ وَما رَأى
أَفعالَهُم لِاِبنٍ بِلا أَفعالِهِ
حَتّى إِذا فَنِيَ التُراثُ سِوى العُلا
قَصَدَ العُداةَ مِنَ القَنا بِطِوالِهِ
وَبِأَرعَنٍ لَبِسَ العَجاجَ إِلَيهِمِ
فَوقَ الحَديدِ وَجَرَّ مِن أَذيالِهِ
فَكَأَنَّما قَذِيَ النَهارُ بِنَقعِهِ
أَو غَضَّ عَنهُ الطَرفَ مِن إِجلالِهِ
الجَيشُ جَيشُكَ غَيرَ أَنَّكَ جَيشُهُ
في قَلبِهِ وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ
تَرِدُ الطِعانَ المُرَّ عَن فُرسانِهِ
وَتُنازِلُ الأَبطالَ عَن أَبطالِهِ
كُلٌّ يُريدُ رِجالَهُ لِحَياتِهِ
يا مَن يُريدُ حَياتَهُ لِرِجالِهِ
دونَ الحَلاوَةِ في الزَمانِ مَرارَةٌ
لا تُختَطى إِلّا عَلى أَهوالِهِ
فَلِذاكَ جاوَزَها عَلِيٌّ وَحدَهُ
وَسَعى بِمُنصُلِهِ إِلى آمالِهِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
بِنا مِنكَ فَوقَ الرَملِ ما بِكَ في الرَملِ
وَهَذا الَّذي يُضني كَذاكَ الَّذي يُبلي
كَأَنَّكَ أَبصَرتَ الَّذي بي وَخِفتَهُ
إِذا عِشتَ فَاِختَرتَ الحِمامَ عَلى الثُكلِ
تَرَكتَ خُدودَ الغانِياتِ وَفَوقَها
دُموعٌ تُذيبُ الحُسنَ في الأَعيُنِ النُجلِ
تَبُلُّ الثَرى سوداً مِنَ المِسكِ وَحدَهُ
وَقَد قَطَرَت حُمراً عَلى الشَعَرِ الجَثلِ
فَإِن تَكُ في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشى
وَإِن تَكُ طِفلاً فَالأَسى لَيسَ بِالطِفلِ
وَمِثلُكَ لا يُبكي عَلى قَدرِ سِنِّهِ
وَلَكِن عَلى قَدرِ المَخيلَةِ وَالأَصلِ
أَلَستَ مِنَ القَومِ الأُلى مِن رِماحِهِم
نَداهُم وَمِن قَتلاهُمُ مُهجَةُ البُخلِ
بِمَولودِهِم صَمتُ اللِسانِ كَغَيرِهِ
وَلَكِنَّ في أَعطافِهِ مَنطِقَ الفَضلِ
تُسَلّيهِمُ عَلياؤهُم عَن مُصابِهِم
وَيَشغَلُهُم كَسبُ الثَناءِ عَنِ الشُغلِ
أَقَلُّ بِلاءً بِالرَزايا مِنَ القَنا
وَأَقدَمُ بَينَ الجَحفَلَينِ مِنَ النَبلِ
عَزاءَكَ سَيفَ الدَولَةِ المُقتَدى بِهِ
فَإِنَّكَ نَصلٌ وَالشَدائِدُ لِلنَصلِ
مُقيمٌ مِنَ الهَيجاءِ في كُلِّ مَنزِلٍ
كَأَنَّكَ مِن كُلِّ الصَوارِمِ في أَهلِ
وَلَم أَرَ أَعصى مِنكَ لِلحُزنِ عَبرَةً
وَأَثبَتَ عَقلاً وَالقُلوبُ بِلا عَقلِ
تَخونُ المَنايا عَهدَهُ في سَليلِهِ
وَتَنصُرُهُ بَينَ الفَوارِسِ وَالرَجلِ
وَيَبقى عَلى مَرِّ الحَوادِثِ صَبرُهُ
وَيَبدو كَما يَبدو الفِرِندُ عَلى الصَقلِ
وَمَن كانَ ذا نَفسٍ كَنَفسِكَ حُرَّةٍ
فَفيهِ لَها مُغنٍ وَفيها لَهُ مُسلي
وَما المَوتُ إِلّا سارِقٍ دَقَّ شَخصُهُ
يَصولُ بِلا كَفٍّ وَيَسعى بِلا رِجلِ
يَرُدُّ أَبو الشِبلِ الخَميسَ عَنِ اِبنِهِ
وَيُسلِمُهُ عِندَ الوِلادَةِ لِلنَملِ
بِنَفسي وَليدٌ عادَ مِن بَعدِ حَملِهِ
إِلى بَطنِ أُمٍّ لا تُطَرِّقُ بِالحَملِ
بَدا وَلَهُ وَعدُ السَحابَةِ بِالرَوى
وَصَدَّ وَفينا غُلَّةُ البَلَدِ المَحلِ
وَقَد مَدَّتِ الخَيلُ العِتاقُ عُيونَها
إِلى وَقتِ تَبديلِ الرِكابِ مِنَ النَعلِ
وَريعَ لَهُ جَيشُ العَدُوِّ وَما مَشى
وَجاشَت لَهُ الحَربُ الضَروسُ وَما تَغلي
أَيَفطِمُهُ التَورابُ قَبلَ فِطامِهِ
وَيَأكُلُهُ قَبلَ البُلوغِ إِلى الأَكلِ
وَقَبلَ يَرى مِن جودِهِ ما رَأَيتَهُ
وَيَسمَعَ فيهِ ما سَمِعتَ مِنَ العَذلِ
وَيَلقى كَما تَلقي مِنَ السِلمِ وَالوَغى
وَيُمسي كَما تُمسي مَليكاً بِلا مِثلِ
تُوَلّيهِ أَوساطَ البِلادِ رِماحُهُ
وَتَمنَعُهُ أَطرافُهُنَّ مِنَ العَزلِ
نُبَكّي لِمَوتانا عَلى غَيرِ رَغبَةٍ
تَفوتُ مِنَ الدُنيا وَلا مَوهِبٍ جَزلِ
إِذا ما تَأَمَّلتَ الزَمانَ وَصَرفَهُ
تَيَقَّنتَ أَنَّ المَوتَ ضَربٌ مِنَ القَتلِ
هَلِ الوَلَدُ المَحبوبُ إِلّا تَعِلَّةٌ
وَهَل خَلوَةُ الحَسناءِ إِلّا أَذى البَعلِ
وَقَد ذُقتُ حَلواءَ البَنينَ عَلى الصِبا
فَلا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قُلتُ عَن جَهلِ
وَما تَسَعُ الأَزمانُ عِلمي بِأَمرِها
وَلا تُحسِنُ الأَيّامُ تَكتُبُ ما أُملي
وَما الدَهرُ أَهلٌ أَن تُؤَمَّلَ عِندَهُ
حَياةٌ وَأَن يُشتاقَ فيهِ إِلى النَسلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:18 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f8_5ac2c81d_L.jpg
أَعلى المَمالِكِ ما يُبنى عَلى الأَسَلِ
وَالطَعنُ عِندَ مُحِبِّيهِنَّ كَالقُبَلِ
وَما تَقِرُّ سُيوفٌ في مَمالِكِها
حَتّى تُقَلقَلُ دَهراً قَبلُ في القَلَلِ
مِثلُ الأَميرِ بَغى أَمراً فَقَرَّ بِهِ
طولُ الرِماحِ وَأَيدي الخَيلِ وَالإِبِلِ
وَعَزمَةٌ بَعَثَتها هِمَّةٌ زُحَلٌ
مِن تَحتِها بِمَكانِ التُربِ مِن زُحَلِ
عَلى الفُراتِ أَعاصيرٌ وَفي حَلَبٍ
تَوَحُّشٌ لِمُلَقّي النَصرِ مُقتَبَلِ
تَتلو أَسِنَّتُهُ الكُتبَ الَّتي نَفَذَت
وَيَجعَلُ الخَيلَ أَبدالاً مِنَ الرُسُلِ
يَلقى المُلوكَ فَلا يَلقى سِوى جَزَرٍ
وَما أَعَدّوا فَلا يَلقي سِوى نَفَلِ
صانَ الخَليفَةُ بِالأَبطالِ مُهجَتَهُ
صِيانَةَ الذَكَرِ الهِندِيَّ بِالخَلَلِ
الفاعِلُ الفِعلَ لَم يُفعَل لِشِدَّتِهِ
وَالقائِلُ القَولَ لَم يُترَك وَلَم يُقَلِ
وَالباعِثُ الجَيشَ قَد غالَت عَجاجَتُهُ
ضَوءَ النَهارِ فَصارَ الظُهرُ كَالطَفَلِ
الجَوُّ أَضيَقُ ما لاقاهُ ساطِعُها
وَمُقلَةُ الشَمسِ فيهِ أَحيَرُ المُقَلِ
يَنالُ أَبعَدَ مِنها وَهيَ ناظِرَةٌ
فَما تُقابِلُهُ إِلّا عَلى وَجَلِ
قَد عَرَّضَ السَيفَ دونَ النازِلاتِ بِهِ
وَظاهَرَ الحَزمَ بَينَ النَفسِ وَالغِيَلِ
وَوَكَّلَ الظَنَّ بِالأَسرارِ فَاِنكَشَفَت
لَهُ ضَمائِرُ أَهلِ السَهلِ وَالجَبَلِ
هُوَ الشُجاعُ يَعُدُّ البُخلَ مِن جُبُنٍ
وَهوَ الجَوادُ يَعُدُّ الجُبنَ مِن بَخَلِ
يَعودُ مِن كُلِّ فَتحٍ غَيرَ مُفتَخِرٍ
وَقَد أَغَذَّ إِلَيهِ غَيرَ مُحتَفِلٍ
وَلا يُجيرُ عَلَيهِ الدَهرُ بُغيَتَهُ
وَلا تُحَصِّنُ دِرعٌ مُهجَةَ البَطَلِ
إِذا خَلَعتُ عَلى عِرضٍ لَهُ حُلَلاً
وَجَدتُها مِنهُ في أَبهى مِنَ الحُلَلِ
بِذي الغَباوَةِ مِن إِنشادِها ضَرَرٌ
كَما تُضِرُّ رِياحُ الوَردِ بِالجُعَلِ
لَقَد رَأَت كُلُّ عَينٍ مِنكَ مالِئَها
وَجَرَّبَت خَيرَ سَيفٍ خَيرَةُ الدُوَلِ
فَما تُكَشِّفُكَ الأَعداءُ مِن مَلَلٍ
مِنَ الحُروبِ وَلا الآراءِ عَن زَلَلِ
وَكَم رِجالٍ بِلا أَرضٍ لِكَثرَتِهِم
تَرَكتَ جَمعَهُمُ أَرضاً بِلا رَجُلِ
ما زالَ طِرفُكَ يَجري في دِمائِهِمِ
حَتّى مَشى بِكَ مَشيَ الشارِبِ الثَمِلِ
يا مَن يَسيرُ وَحُكمُ الناظِرينَ لَهُ
فيما يَراهُ وَحُكمُ القَلبِ في الجَذَلِ
إِنَّ السَعادَةَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ
وُفِّقتَ مُرتَحِلاً أَو غَيرَ مُرتَحِلِ
أَجرِ الجِيادَ عَلى ما كُنتَ مُجرِيَها
وَخُذ بِنَفسِكَ في أَخلاقِكَ الأُوَلِ
يَنظُرنَ مِن مُقَلٍ أَدمى أَحِجَّتَها
قَرعُ الفَوارِسِ بِالعَسّالَةِ الذُبُلِ
فَلا هَجَمتَ بِها إِلّا عَلى ظَفَرٍ
وَلا وَصَلتَ بِها إِلّا عَلى أَمَلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:31 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
إِلامَ طَماعِيَةُ العاذِلِ
وَلا رَأى في الحُبِّ لِلعاقِلِ
يُرادُ مِنَ القَلبِ نِسيانُكُم
وَتَأبى الطِباعُ عَلى الناقِلِ
وَإِنّي لَأَعشَقُ مِن عِشقِكُم
نُحولي وَكُلَّ اِمرِئٍ ناحِلِ
وَلَو زُلتُمُ ثُمَّ لَم أَبكِكُم
بَكَيتُ عَلى حُبِّيَ الزائِلِ
أَيُنكِرُ خَدّي دُموعي وَقَد
جَرَت مِنهُ في مَسلَكٍ سابِلِ
أَأَوَّلُ دَمعٍ جَرى فَوقَهُ
وَأَوَّلُ حُزنٍ عَلى راحِلِ
وَهَبتُ السُلُوَّ لِمَن لامَني
وَبِتُّ مِنَ الشَوقِ في شاغِلِ
كَأَنَّ الجُفونَ عَلى مُقلَتي
ثِيابٌ شُقِقنَ عَلى ثاكِلِ
وَلَو كُنتَ في أَسرِ غَيرِ الهَوى
ضَمِنتُ ضَمانَ أَبي وائِلِ
فَدى نَفسَهُ بِضَمانِ النُضارِ
وَأَعطى صُدورَ القَنا الذابِلِ
وَمَنّاهُمُ الخَيلَ مَجنوبَةً
فَجِئنَ بِكُلِّ فَتىً باسِلِ
كَأَنَّ خَلاصَ أَبي وائِلٍ
مُعاوَدَةُ القَمَرِ الآفِلِ
دَعا فَسَمِعتَ وَكَم ساكِتٍ
عَلى البُعدِ عِندَكَ كَالقائِلِ
فَلَبَّيتَهُ بِكَ في جَحفَلٍ
لَهُ ضامِنٍ وَبِهِ كافِلِ
خَرَجنَ مِنَ النَقعِ في عارِضٍ
وَمِن عَرَقِ الرَكضِ في وابِلِ
فَلَمّا نَشِفنَ لَقينَ السِياطَ
بِمِثلِ صَفا البَلَدِ الماحِلِ
شَفَنَّ لِخَمسٍ إِلى مَن طَلَبنَ
قُبَيلَ الشُفونِ إِلى نازِلِ
فَدانَت مَرافِقُهُنَّ الثَرى
عَلى ثِقَةٍ بِالدَمِ الغاسِلِ
وَما بَينَ كاذَتَي المُستَغيرِ
كَما بَينَ كاذَتي البائِلِ
فَلُقّينَ كُلَّ رُدَينِيَّةٍ
وَمَصبوجَةٍ لَبَنَ الشائِلِ
وَجَيشَ إِمامٍ عَلى ناقَةٍ
صَحيحِ الإِمامَةِ في الباطِلِ
فَأَقبَلنَ يَنحَزنَ قُدّامَهُ
نَوافِرَ كَالنَحلِ وَالعاسِلِ
فَلَمّا بَدَوتَ لِأَصحابِهِ
رَأَت أُسدُها آكِلَ الآكِلِ
بِضَربٍ يَعُمُّهُمُ جائِرٍ
لَهُ فيهِمِ قِسمَةُ العادِلِ
وَطَعنٍ يُجَمِّعُ شُذّانَهُم
كَما اِجتَمَعَت دِرَّةُ الحافِلِ
إِذا ما نَظَرتَ إِلى فارِسٍ
تَحَيَّرَ عَن مَذهَبِ الراجِلِ
فَظَلَّ يُخَضِّبُ مِنهَ اللُحى
فَتىً لا يُعيدُ عَلى الناصِلِ
وَلا يَستَغيثُ إِلى ناصِرٍ
وَلا يَتَضَعضَعُ مِن خاذِلِ
وَلا يَزَعُ الطَرفَ عَن مُقدَمٍ
وَلا يَرجِعُ الطَرفَ عَن هائِلِ
إِذا طَلَبَ التَبلَ لَم يَشأَهُ
وَإِن كانَ ديناً عَلى ماطِلِ
خُذوا ما أَتاكُم بِهِ وَاِعذِروا
فَإِنَّ الغَنيمَةَ في العاجِلِ
وَإِن كانَ أَعجَبَكُم عامُكُم
فَعودوا إِلى حِمصَ مِن قابِلِ
فَإِنَّ الحُسامَ الخَضيبَ الَّذي
قُتِلتُم بِهِ في يَدِ القاتِلِ
يَجودُ بِمِثلِ الَّذي رُمتُمُ
فَلَم تُدرِكوهُ عَلى السائِلِ
أَمامَ الكَتيبَةِ تُزهى بِهِ
مَكانَ السِنانِ مِنَ العامِلِ
وَإِنّي لَأَعجَبُ مِن آمِلٍ
قِتالاً بِكُم عَلى بازِلِ
أَقالَ لَهُ اللَهُ لا تَلقَهُم
بِماضٍ عَلى فَرَسٍ حائِلِ
إِذا ما ضَرَبتَ بِهِ هامَةً
بَراها وَغَنّاكَ في الكاهِلِ
وَلَيسَ بِأَوَّلِ ذي هِمَّةٍ
دَعَتهُ لِما لَيسَ بِالنائِلِ
يُشَمِّرُ لِلُّجِّ عَن ساقِهِ
وَيَغمُرُهُ المَوجُ في الساحِلِ
أَما لِلخِلافَةِ مِن مُشفِقٍ
عَلى سَيفِ دَولَتِها الفاصِلِ
يَقُدُّ عِداها بِلا ضارِبٍ
وَيَسري إِلَيهِم بِلا حامِلِ
تَرَكتَ جَماجِمُهُم في النَقا
وَما يَتَخَلَّصنَ لِلناخِلِ
فَأَنبَتَّ مِنهُم رَبيعَ السِباعِ
فَأَثنَت بِإِحسانِكَ الشامِلِ
وَعُدتَ إِلى حَلَبٍ ظافِراً
كَعَودِ الحُلِيِّ إِلى العاطِلِ
وَمِثلُ الَّذي دُستَهُ حافِياً
يُؤَثِّرُ في قَدَمِ الناعِلِ
وَكَم لَكَ مِن خَبَرٍ شائِعٍ
لَهُ شِيَةَ الأَبلَقِ الجائِلِ
وَيَومٍ شَرابُ بَنيهِ الرَدى
بَغيضُ الحُضورِ إِلى الواغِلِ
تَفُكُّ العُناةَ وَتُغني العُفاةَ
وَتَغفِرُ لِلمُذنِبِ الجاهِلِ
فَهَنَّأَكَ النَصرَ مُعطيكَهُ
وَأَرضاهُ سَعيُكَ في الآجِلِ
فَذي الدارُ أَخوَنُ مِن مومِسٍ
وَأَخدَعُ مِن كَفَّةِ الحابِلِ
تَفانى الرِجالُ عَلى حُبِّها
وَما يَحصُلونَ عَلى طائِلِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:31 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي
وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ
وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ
وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي
وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديماً
وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ
نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
وَهانَ فَما أُبالي بِالرَزايا
لِأَنّي ما اِنتَفَعتُ بِأَن أُبالي
وَهَذا أَوَّلُ الناعينَ طُرّاً
لِأَوَّلِ مَيتَةٍ في ذا الجَلالِ
كَأَنَّ المَوتَ لَم يَفجَع بِنَفسٍ
وَلَم يَخطُر لِمَخلوقٍ بِبالِ
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا حَنوطٌ
عَلى الوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ
عَلى المَدفونِ قَبلَ التُربِ صَوناً
وَقَبلَ اللَحدِ في كَرَمِ الخِلالِ
فَإِنَّ لَهُ بِبَطنِ الأَرضِ شَخصاً
جَديداً ذِكرُناهُ وَهُوَ بالي
وَما أَحَدٌ يُخَلَّدُ في البَرايا
بَلِ الدُنيا تَؤولُ إِلى زَوالِ
أَطابَ النَفسَ أَنَّكَ مُتَّ مَوتاً
تَمَنَّتهُ البَواقي وَالخَوالي
وَزُلتِ وَلَم تَرى يَوماً كَريهاً
يُسَرُّ الروحُ فيهِ بِالزَوالِ
رِواقُ العِزِّ حَولَكِ مُسبَطِرٌّ
وَمُلكُ عَلِيٍّ اِبنِكِ في كَمالِ
سَقى مَثواكَ غادٍ في الغَوادي
نَظيرُ نَوالِ كَفِّكِ في النَوالِ
لِساحيهِ عَلى الأَجداثِ حَفشٌ
كَأَيدي الخَيلِ أَبصَرَتِ المَخالي
أُسائِلُ عَنكِ بَعدَكِ كُلَّ مَجدٍ
وَما عَهدي بِمَجدٍ عَنكِ خالي
يَمُرُّ بِقَبرِكِ العافي فَيَبكي
وَيَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السُؤالِ
وَما أَهداكِ لِلجَدوى عَلَيهِ
لَوَ أَنَّكِ تَقدِرينَ عَلى فَعالِ
بِعَيشِكِ هَل سَلَوتِ فَإِنَّ قَلبي
وَإِن جانَبتُ أَرضَكِ غَيرُ سالي
نَزَلتِ عَلى الكَراهَةِ في مَكانٍ
بَعُدتِ عَنِ النُعامى وَالشَمالِ
تُحَجَّبُ عَنكِ رائِحَةُ الخُزامى
وَتُمنَعُ مِنكِ أَنداءُ الطِلالِ
بِدارٍ كُلُّ ساكِنِها غَريبٌ
طَويلُ الهَجرِ مُنبَتُّ الحِبالِ
حَصانٌ مِثلُ ماءِ المُزنِ فيهِ
كَتومُ السِرِّ صادِقَةُ المَقالِ
يُعَلِّلُها نِطاسِيُّ الشَكايا
وَواحِدُها نِطاسِيُّ المَعالي
إِذا وَصَفوا لَهُ داءً بِثَغرٍ
سَقاهُ أَسِنَّةَ الأَسلِ الطِوالِ
وَلَيسَت كَالإِناثِ وَلا اللَواتي
تُعَدُّ لَها القُبورُ مِنَ الحِجالِ
وَلا مَن في جَنازَتِها تِجارٌ
يَكونُ وَداعُها نَفضَ النِعالِ
مَشى الأُمَراءُ حَولَيها حُفاةً
كَأَنَّ المَروَ مِن زِفِّ الرِئالِ
وَأَبرَزَتِ الخُدورُ مُخَبَّآتٍ
يَضَعنَ النَقسَ أَمكِنَةَ الغَوالي
أَتَتهُنَّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ
فَدَمعُ الحُزنِ في دَمعِ الدَلالِ
وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا
لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ
وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ
وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ
وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا
قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ
يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضاً وَتَمشي
أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي
وَكَم عَينٍ مُقَبَّلَةِ النَواحي
كَحيلٌ بِالجَنادِلِ وَالرِمالِ
وَمُغضٍ كانَ لا يُغدي لِخِطبٍ
وَبالٍ كانَ يُفكِرُ في الهُزالِ
أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍ
وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ
فَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي
وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ
وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى
وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ
فَلا غيضَت بِحارُكَ يا جَموماً
عَلى عَلَلِ الغَرائِبِ وَالدِخالِ
رَأَيتُكَ في الَّذينَ أَرى مُلوكاً
كَأَنَّكَ مُستَقيمٌ في مُحالِ
فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُم
فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:32 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ
تَأَنَّ وَعُدَّهُ مِمّا تُنيلُ
وَجودَكَ بِالمُقامِ وَلَو قَليلاً
فَما فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ
لِأَكبِتَ حاسِداً وَأَرى عَدُوّاً
كَأَنَّهُما وَداعُكَ وَالرَحيلُ
وَيَهدَأَ ذا السَحابُ فَقَد شَكَكنا
أَتَغلِبُ أَم حَياهُ لَكُم قَبيلُ
وَكُنتُ أَعيبُ عَذلاً في سَماحٍ
فَها أَنا في السَماحِ لَهُ عَذولُ
وَما أَخشى نُبوَّكَ عَن طَريقٍ
وَسَيفُ الدَولَةِ الماضي الصَقيلُ
وَكُلُّ شَواةِ غِطريفٍ تَمَنّى
لِسَيرِكَ أَنَّ مَفرِقَها السَبيلُ
وَمِثلِ العَمقِ مَملوءٍ دِماءً
جَرَت بِكَ في مَجاريهِ الخُيولُ
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ
أَتَخفِرُ كُلَّ مَن رَمَتِ اللَيالي
وَتُنشِرُ كُلَّ مَن دَفَنَ الخُمولُ
وَنَدعوكَ الحُسامَ وَهَل حُسامٌ
يَعيشُ بِهِ مِنَ المَوتِ القَتيلُ
وَما لِلسَيفِ إِلّا القَطعَ فِعلٌ
وَأَنتَ القاطِعُ البَرُّ الوَصولُ
وَأَنتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبراً
وَقَد فَنِيَ التَكَلُّمُ وَالصَهيلُ
يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ
وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ طولُ
فَلَو قَدَرَ السِنانُ عَلى لِسانٍ
لَقالَ لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ
وَلَو جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرداً
وَلَكِن لَيسَ لِلدُنيا خَليلُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:32 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
فِداً لَكَ مَن يُقَصِّرُ عَن مَداكا
فَلا مَلِكٌ إِذَن إِلّا فَداكا
وَلَو قُلنا فِداً لَكَ مَن يُساوي
دَعَونا بِالبَقاءِ لِمَن قَلاكا
وَآمَنّا فِداءَكَ كُلَّ نَفسٍ
وَإِن كانَت لِمَملَكَةٍ مِلاكا
وَمَن يَظَنُّ نَثرَ الحَبِّ جوداً
وَيَنصِبُ تَحتَ ما نَثَرَ الشِباكا
وَمَن بَلَغَ التُرابَ بِهِ كَراهُ
وَقَد بَلَغَت بِهِ الحالُ السُكاكا
فَلَو كانَت قُلوبُهُمُ صَديقاً
لَقَد كانَت خَلائِقُهُم عِداكا
لِأَنَّكَ مُبغِضٌ حَسَباً نَحيفا
إِذا أَبصَرتَ دُنياهُ ضِناكا
أَروحُ وَقَد خَتَمتَ عَلى فُؤادي
بِحُبِّكَ أَن يَحِلَّ بِهِ سِواكا
وَقَد حَمَّلتَني شُكراً طَويلاً
ثَقيلاً لا أُطيقُ بِهِ حَراكا
أُحاذِرُ أَن يَشُقَّ عَلى المَطايا
فَلا تَمشي بِنا إِلّا سِواكا
لَعَلَّ اللَهُ يَجعَلُهُ رَحيلاً
يُعينُ عَلى الإِقامَةِ في ذَراكا
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ خَفَضتُ طَرفي
فَلَم أُبصِر بِهِ حَتّى أَراكا
وَكَيفَ الصَبرُ عَنكَ وَقَد كَفاني
نَداكَ المُستَفيضُ وَما كَفاكا
أَتَترُكُني وَعَينُ الشَمسِ نَعلي
فَتَقطَعُ مِشيَتي فيها الشِراكا
أَرى أَسَفي وَما سِرنا شَديداً
فَكَيفَ إِذا غَدا السَيرُ اِبتِراكا
وَهَذا الشَوقُ قَبلَ البَينِ سَيفٌ
فَها أَنا ما ضُرِبتُ وَقَد أَحاكا
إِذا التَوديعُ أَعرَضَ قالَ قَلبي
عَلَيكَ الصَمتُ لا صاحَبتَ فاكا
وَلَولا أَنَّ أَكثَرَ ما تَمَنّى
مُعاوَدَةٌ لَقُلتُ وَلا مُناكا
قَدِ اِستَشفَيتَ مِن داءٍ بِداءٍ
وَأَقتَلُ ما أَعَلَّكَ ما شَفاكا
فَأَستُرُ مِنكَ نَجوانا وَأَخفي
هُموماً قَد أَطَلتُ لَها العِراكا
إِذا عاصَيتُها كانَت شِداداً
وَإِن طاوَعتُها كانَت رِكاكا
وَكَم دونَ الثَوِيَّةِ مِن حَزينٍ
يَقولُ لَهُ قُدومي ذا بِذاكا
وَمِن عَذبِ الرُضابِ إِذا أَنَخنا
يُقَبِّلُ رَحلَ تُروَكَ وَالوِراكا
يُحَرِّمُ أَن يَمَسَّ الطيبَ بَعدي
وَقَد عَبِقَ العَبيرُ بِهِ وَصاكا
وَيَمنَعُ ثَغرَهُ مِن كُلِّ صَبٍّ
وَيَمنَحُهُ البَشامَةَ وَالأَراكا
يُحَدِّثُ مُقلَتَيهِ النَومُ عَنّي
فَلَيتَ النَومَ حَدَّثَ عَن نَداكا
وَأَنَّ البُختَ لا يُعرِقنَ إِلّا
وَقَد أَنضى العُذافِرَةَ اللِكاكا
وَما أَرضى لِمُقلَتِهِ بِحُلمٍ
إِذا اِنتَبَهَت تَوَهَّمَهُ اِبتِشاكا
وَلا إِلّا بِأَن يُصغي وَأَحكي
فَلَيتَهُ لا يُتَيِّمُهُ هَواكا
وَكَم طَرِبِ المَسامِعِ لَيسَ يَدري
أَيَعجَبُ مِن ثَنائي أَم عُلاكا
وَذاكَ النَشرُ عِرضُكَ كانَ مِسكاً
وَذاكَ الشِعرُ فِهري وَالمَداكا
فَلا تَحمَدهُما وَاِحمَد هُماماً
إِذا لَم يُسمِ حامِدُهُ عَناكا
أَغَرَّ لَهُ شَمائِلُ مِن أَبيهِ
غَداً يَلقى بَنوكَ بِها أَباكا
وَفي الأَحبابِ مُختَصٌّ بِوَجدٍ
وَآخَرُ يَدَّعي مَعَهُ اِشتِراكا
إِذا اِشتَبَهَت دُموعٌ في خُدودٍ
تَبَيَّنَ مَن بَكى مِمَّن تَباكى
أَذَمَّت مَكرُماتُ أَبي شُجاعٍ
لِعَينِيَ مِن نَوايَ عَلى أُلاكا
فَزُل يا بُعدُ عَن أَيدي رِكابٍ
لَها وَقعُ الأَسِنَّةِ في حَشاكا
وَأَيّا شِئتِ يا طُرُقي فَكوني
أَذاةً أَو نَجاةً أَو هَلاكا
فَلَو سِرنا وَفي تَشرينَ خَمسٌ
رَأَوني قَبلَ أَن يَروا السِماكا
يُشَرِّدُ يُمنُ فَنّاخُسرَ عَنّي
قَنا الأَعداءِ وَالطَعنِ الدِراكا
وَأَلبَسُ مِن رِضاهُ في طَريقي
سِلاحاً يَذعَرُ الأَبطالَ شاكا
وَمَن أَعتاضُ عَنكَ إِذا اِفتَرَقنا
وَكُلُّ الناسِ زورٌ ما خَلاكا
وَما أَنا غَيرُ سَهمٍ في هَواءٍ
يَعودُ وَلَم يَجِد فيهِ اِمتِساكا
حَيِيٌ مِن إِلَهي أَن يَراني
وَقَد فارَقتُ دارَكَ وَاِصطَفاكا
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:33 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
لَئِن كانَ أَحسَنَ في وَصفِها
لَقَد تَرَكَ الحُسنَ في الوَصفِ لَك
لِأَنَّكَ بَحرٌ وَإِنَّ البِحارَ
لَتَأنَفَ مِن مَدحِ هَذي البِرَك
كَأَنَّكَ سَيفُكَ لا ما مَلَكتَ
يَبقى لَدَيكَ وَلا ما مَلَك
فَأَكثَرُ مِن جَريِها ما وَهَبتَ
وَأَكثَرُ مِن مائِها ما سَفَك
أَسَأتَ وَأَحسَنتَ عَن قُدرَةٍ
وَدُرتَ عَلى الناسِ دَورَ الفَلَك
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:33 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
قَد بَلَغتَ الَّذي أَرَدتَ مِنَ البِر
رِ وَمِن حَقِّ ذا الشَريفِ عَلَيكا
وَإِذا لَم تَسِر إِلى الدارِ في وَقـ
ـتِكَ ذا خِفتُ أَن تَسيرَ إِلَيكا
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:33 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي نُدَماؤُهُ
شُرَكاؤُهُ في مِلكِهِ لا مُلكِهِ
في كُلِّ يَومٍ بَينَنا دَمُ كَرمَةٍ
لَكَ تَوبَةٌ مِن تَوبَةٍ مِن سَفكِهِ
وَالصِدقُ مِن شِيَمِ الكِرامِ فَنَبِّنا
أَمِنَ الشَرابِ تَتوبُ أَم مِن تَركِهِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:34 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
لَم تَرَ مَن نادَمتُ إِلّاكا
لا لِسِوى وُدِّكَ لي ذاكا
وَلا لِحُبّيها وَلَكِنَّني
أَمسَيتُ أَرجوكَ وَأَخشاكا
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:34 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
تُهَنّا بِصورٍ أَم نُهَنِّئُها بِكَ
وَقَلَّ الَّذي صورٌ وَأَنتَ لَهُ لَكا
وَما صَغُرَ الأُردُنُّ وَالساحِلُ الَّذي
حُبيتَ بِهِ إِلّا إِلى جَنبِ قَدرِكا
تَحاسَدَتِ البُلدانُ حَتّى لَوَ أَنَّها
نُفوسٌ لَسارَ الشَرقُ وَالغَربُ نَحوَكا
وَأَصبَحَ مِصرٌ لا تَكونُ أَميرَهُ
وَلَو أَنَّهُ ذو مُقلَةٍ وَفَمٍ بَكى
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:34 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا
وَجُدتُ بي وَبِدَمعي في مَغانيكا
فَعِم صَباحاً لَقَد هَيَّجتَ لي شَجَناً
وَاِردُد تَحِيَّتَنا إِنّا مُحَيّوكا
بِأَيِّ حُكمِ زَمانٍ صِرتَ مُتَّخِذاً
رِئمَ الفَلا بَدَلاً مِن رِئمِ أَهليكا
أَيّامَ فيكَ شُموسٌ ما اِنبَعَثنَ لَنا
إِلّا اِبتَعَثنَ دَماً بِاللَحظِ مَسفوكا
وَالعَيشُ أَخضَرُ وَالأَطلالُ مُشرِفَةٌ
كَأَنَّ نورَ عُبَيدِ اللَهِ يَعلوكا
نَجا اِمرُؤٌ يا اِبنَ يَحيى كُنتَ بُغيَتَهُ
وَخابَ رَكبُ رِكابٍ لَم يَأُمّوكا
أَحيَيتَ لِلشُعَراءِ الشِعرَ فَاِمتَدَحوا
جَميعَ مَن مَدَحوهُ بِالَّذي فيكا
وَعَلَّموا الناسَ مِنكَ المَجدَ وَاِقتَدَروا
عَلى دَقيقِ المَعاني مِن مَعانيكا
فَكُن كَما أَنتَ يا مَن لا شَبيهَ لَهُ
أَو كَيفَ شِئتَ فَما خَلقٌ يُدانيكا
شُكرُ العُفاةِ لِما أَولَيتَ أَوجَدَني
إِلى نَداكَ طَريقَ العُرفِ مَسلوكا
وَعُظمُ قَدرِكَ في الآفاقِ أَوهَمَني
أَنّي بِقِلَّةِ ما أَثنَيتُ أَهجوكا
كَفى بِأَنَّكَ مِن قَحطانَ في شَرَفٍ
وَإِن فَخَرتَ فَكُلٌّ مِن مَواليكا
وَلَو نَقَصتُ كَما قَد زِدتُ مِن كَرَمٍ
عَلى الوَرى لَرَأَوني مِثلَ شانيكا
لَبّى نَداكَ لَقَد نادى فَأَسمَعَني
يَفديكَ مِن رَجُلٍ صَحبي وَأَفديكا
ما زِلتَ تُتبِعُ ما تولي يَداً بِيَدٍ
حَتّى ظَنَنتُ حَياتي مِن أَياديكا
فَإِن تَقُل ها فَعاداتٌ عُرِفتَ بِها
أَو لا فَإِنَّكَ لا يَسخو بِها فوكا
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
أَما تَرى ما أَراهُ أَيُّها المَلِكُ
كَأَنَّنا في سَماءِ مالَها حُبُكُ
الفَرقَدُ اِبنُكَ وَالمِصباحُ صاحِبُهُ
وَأَنتَ بَدرُ الدُجى وَالمَجلِسُ الفَلَكُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
إِنَّ هَذا الشِعرَ في الشِعرِ مَلَك
سارَ فَهوَ الشَمسُ وَالدُنيا فَلَك
عَدَلَ الرَحمَنُ فيهِ بَينَنا
فَقَضى بِاللَفظِ لي وَالحَمدِ لَك
فَإِذا مَرَّ بِأُذني حاسِدٍ
صارَ مِمَّن كانَ حَيّا فَهَلَك
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:36 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
رُبَّ نَجيعٍ بِسَيفِ الدَولَةِ اِنسَفَكا
وَرُبَّ قافِيَةٍ غاظَت بِهِ مَلِكا
مَن يَعرِفُ الشَمسَ لا يُنكِر مَطالِعَها
أَو يُبصِرُ الخَيلَ لا يَستَكرِمِ الرَمَكا
تَسُرُّ بِالمالِ بَعضَ المالِ تَملِكُهُ
إِنَّ البِلادَ وَإِنَّ العالَمينَ لَكا
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:36 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.17c/0_773f5_85688c7_L.jpg
لامَ أُناسٌ أَبا العَشائِرِ في
جودِ يَدَيهِ بِالعَينِ وَالوَرَقِ
وَإِنَّما قيلَ لِم خُلِقتَ كَذا
وَخالِقُ الخَلقِ خالِقُ الخُلُقِ
قالوا أَلَم تَكفِهِ سَماحَتُهُ
حَتّى بَنى بَيتَهُ عَلى الطُرُقِ
فَقُلتُ إِنَّ الفَتى شَجاعَتُهُ
تُريهِ في الشُحِّ صورَةَ الفَرقِ
بِضَربِ هامِ الكُماةِ تَمَّ لَهُ
كَسبُ الَّذي يَكسِبونَ بِالمَلَقِ
الشَمسُ قَد حَلَّتِ السَماءَ وَما
يَحجُبُها بُعدُها عَنِ الحَدَقِ
كُن لُجَّةً أَيُّها السَماحُ فَقَد
آمَنَهُ سَيفُهُ مِنَ الغَرَقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
أَتُراها لِكَثرَةِ العُشّاقِ
تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المَآقي
كَيفَ تَرثي الَّتي تَرى كُلَّ جَفنٍ
راءَها غَيرَ جَفنِها غَيرَ راقي
أَنتِ مِنّا فَتَنتِ نَفسَكِ لَكِنـ
ـنَكِ عوفيتِ مِن ضَنىً وَاِشتِياقِ
حُلتِ دونَ المَزارِ فَاليَومَ لَو زُر
تِ لَحالَ النُحولُ دونَ العِناقِ
إِنَّ لَحظاً أَدَمتِهِ وَأَدَمنا
كانَ عَمداً لَنا وَحَتفَ اِتِّفاقِ
لَو عَدا عَنكِ غَيرَ هَجرِكِ بُعدٌ
لَأَرارَ الرَسيمُ مُخَّ المَناقي
وَلَسِرنا وَلَو وَصَلنا عَلَيها
مِثلَ أَنفاسِنا عَلى الأَرماقِ
ما بِنا مِن هَوى العُيونِ اللَواتي
لَونُ أَشفارِهِنَّ لَونُ الحِداقِ
قَصَّرَت مُدَّةَ اللَيالي المَواضي
فَأَطالَت بِها اللَيالي البَواقي
كاثَرَت نائِلَ الأَميرِ مِنَ الما
لِ بِما نَوَّلَت مِنَ الإيراقِ
لَيسَ إِلّا أَبا العَشائِرِ خَلقٌ
سادَ هَذا الأَنامَ بِاِستِحقاقِ
طاعِنُ الطَعنَةِ الَّتي تَطعَنُ الفَيـ
ـلَقَ بِالذُعرِ وَالدَمِ المُهَراقِ
ذاتُ فَرغٍ كَأَنَّها في حَخا المُخـ
ـبِرَ عَنها مِن شِدَّةِ الإِطراقِ
ضارِبُ الهامِ في الغُبارِ وَما يَر
هَبُ أَن يَشرَبَ الَّذي هُوَ ساقي
فَوقَ شَقّاءَ لِلأَشَقِّ مَجالٌ
بَينَ أَرساغِها وَبَينَ الصِفاقِ
ما رَآها مُكَذِّبُ الرُسلِ إِلّا
صَدَّقَ القَولَ في صِفاتِ البُراقِ
هَمُّهُ في ذَوي الأَسِنَّةِ لا فيـ
ـها وَأَطرافُها لَهُ كَالنِطاقِ
ثاقِبُ الرَأيِ ثابِتُ الحِلمِ لا يَقـ
ـدِرُ أَمرٌ لَهُ عَلى إِقلاقِ
يا بَني الحارِثِ اِبنِ لُقمانَ لا تَع
دَمكُمُ في الوَغى مُتونُ العِتاقِ
بَعَثوا الرُعبَ في قُلوبِ الأَعادِيـ
ـيِ فَكانَ القِتالُ قَبلَ التَلاقي
وَتَكادُ الظُبا لِما عَوَّدوها
تَنتَضي نَفسَها إِلى الأَعناقِ
وَإِذا أَشفَقَ الفَوارِسُ مِن وَقـ
ـعِ القَنا أَشفَقوا مِنَ الإِشفاقِ
كُلُّ ذِمرٍ يَزيدُ في المَوتِ حُسناً
كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ
جاعِلٌ دِرعَهُ مَنِيَّتَهُ إِن
لَم يَكُن دونَها مِنَ العارِ واقِ
كَرَمٌ خَشَّنَ الجَوانِبَ مِنهُم
فَهوَ كَالماءِ في الشِفارِ الرِقاقِ
وَمَعالٍ إِذا اِدَّعاها سِواهُم
لَزِمَتهُ جِنايَةُ السُرّاقِ
يا اِبنَ مَن كُلَّما بَدَوتَ بَدا لي
غائِبَ الشَخصِ حاضِرَ الأَخلاقِ
لَو تَنَكَّرتَ في المَكَرِّ لِقَومٍ
حَلَفوا أَنَّكَ اِبنُهُ بِالطَلاقِ
كَيفَ يَقوى بِكَفِّكَ الزِندُ وَالآ
فاقُ فيها كَالكَفِّ في الآفاقِ
قَلَّ نَفعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَلـ
ـقاكَ إِلّا مَن سَيفُهُ مِن نِفاقِ
إِلفُ هَذا الهَواءِ أَوقَعَ في الأَنـ
ـفُسِ أَنَّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ
وَالأَسى قَبلَ فُرقَةِ الروحِ عَجزٌ
وَالأَسى لا يَكونُ بَعدَ الفِراقِ
كَم ثَراءٍ فَرَّجتَ بِالرُمحِ عَنهُ
كانَ مِن بُخلِ أَهلِهِ في وَثاقِ
وَالغِنى في يَدِ اللَئيمِ قَبيحٌ
قَدرَ قُبحِ الكَريمِ في الإِملاقِ
لَيسَ قَولي في شَمسِ فِعلِكَ كَالشَمـ
ـسِ وَلَكِن في الشَمسِ كَالإِشراقِ
شاعِرُ المَجدِ خِدنُهُ شاعِرُ اللَفـ
ـظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدِقاقِ
لَم تَزَل تَسمَعُ المَديحَ وَلَكِنـ
ـنَ صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُهاقِ
لَيتَ لي مِثلَ جَدِّ ذا الدَهرِ في الأَد
هُرِ أَو رِزقِهِ مِنَ الأَرزاقِ
أَنتَ فيهِ وَكانَ كُلُّ زَمانٍ
يَشتَهي بَعضَ ذا عَلى الخَلّاقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
قالوا لَنا ماتَ إِسحاقُ فَقُلتُ لَهُم
هَذا الدَواءُ الَّذي يَشفي مِنَ الحُمُقِ
إِن ماتَ ماتَ بِلا فَقدٍ وَلا أَسَفٍ
أَو عاشَ عاشَ بِلا خَلقٍ وَلا خُلُقِ
مِنهُ تَعَلَّمَ عَبدٌ شَقَّ هامَتَهُ
خَونَ الصَديقِ وَدَسَّ الغَدرِ في المَلَقِ
وَحَلفَ أَلفِ يَمينٍ غَيرَ صادِقَةٍ
مَطرودَةٍ كَكُعوبِ الرُمحِ في نَسَقِ
ما زِلتُ أَعرِفُهُ قِرداً بِلا ذَنَبٍ
صِفراً مِنَ البَأسِ مَملوءًا مِنَ النَزَقِ
كَريشَةٍ بِمَهَبِّ الريحِ ساقِطَةٍ
لا تَستَقِرُّ عَلى حالٍ مِنَ القَلَقِ
تَستَغرِقُ الكَفُّ فَودَيهِ وَمَنكِبَهُ
وَتَكتَسي مِنهُ ريحَ الجَورَبِ العَرِقِ
فَسائِلوا قاتِليهِ كَيفَ ماتَ لَهُم
مَوتاً مِنَ الضَربِ أَو مَوتاً مِنَ الفَرَقِ
وَأَينَ مَوقِعُ حَدِّ السَيفِ مِن شَبَحٍ
بِغَيرِ رَأسٍ وَلا جِسمٍ وَلا عُنُقِ
لَولا اللِئامُ وَشَيءٌ مِن مُشابَهَةٍ
لَكانَ أَلأَمَ طِفلٍ لُفَّ في خِرَقِ
كَلامُ أَكثَرِ مَن تَلقى وَمَنظَرُهُ
مِمّا يَشُقُّ عَلى الآذانِ وَالحَدَقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
ما لِلمُروجِ الخُضرِ وَالحَدائِقِ
يَشكو خَلاها كَثرَةَ العَوائِقِ
أَقامَ فيها الثَلجُ كَالمُرافِقِ
يَعقِدُ فَوقَ السِنِّ ريقَ الباصِقِ
ثُمَّ مَضى لا عادَ مِن مُفارِقِ
بِقائِدٍ مِن ذَوبِهِ وَسائِقِ
كَأَنَّما الطُخرورُ باغي آبِقِ
يَأكُلُ مِن نَبتٍ قَصيرِ لاصِقِ
كَقَشرِكَ الحِبرَ عَنِ المَهارِقِ
أَرودُهُ مِنهُ بِكَلشَوذانِقِ
بِمُطلِقِ اليُمنى طَويلِ الفائِقِ
عَبلِ الشَوى مُقارِبِ المَرافِقِ
رَحبِ اللَبانِ نائِهِ الطَرائِقِ
ذي مَنخِرٍ رَحبٍ وَإِطلٍ لاحِقِ
مُحَجَّلٍ نَهدٍ كُمَيتٍ زاهِقِ
شادِخَةً غُرَّتُهُ كَالشارِقِ
كَأَنَّها مِن لَونِهِ في بارِقِ
باقٍ عَلى البَوغاءِ وَالشَقائِقِ
وَالأَبرَدَينِ وَالهَجيرِ الماحِقِ
لِلفارِسِ الراكِضِ مِنهُ الواثِقِ
خَوفُ الجَبانِ في فُؤادِ العاشِقِ
كَأَنَّهُ في رَيدِ طَودٍ شاهِقِ
يَشأى إِلى المِسمَعِ صَوتَ الناطِقِ
لَو سابَقَ الشَمسَ مِنَ المَشارِقِ
جاءَ إِلى الغَربِ مَجيءَ السابِقِ
يَترُكُ في حِجارَةِ الأَبارِقِ
آثارَ قَلعِ الحَليِ في المَناطِقِ
مَشياً وَإِن يَعدُ فَكَالخَنادِقِ
لَو أَورِدَت غِبَّ سَحابٍ صادِقِ
لَأَحسَبَت خَوامِسَ الأَيانِقِ
إِذا اللِجامُ جاءَهُ لِطارِقِ
شَحا لَهُ شَحوَ الغُرابِ الناغِقِ
كَأَنَّما الجُلدُ لِعُريِ الناهِقِ
مُنحَدِرٌ عَن سِيَتَي جُلاهِقِ
بَزَّ المَذاكي وَهوَ في العَقائِقِ
وَزادَ في الساقِ عَلى النَقانِقِ
وَزادَ في الوَقعِ عَلى الصَواعِقِ
وَزادَ في الأُذنِ عَلى الخَرانِقِ
وَزادَ في الحِذرِ عَلى العَقاعِقِ
يُمَيِّزُ الهَزلَ مِنَ الحَقائِقِ
وَيُنذِرُ الرَكبَ بِكُلِّ سارِقٍ
يُريكَ خُرقاً وَهوَ عَينُ الحاذِقِ
يَحُكُّ أَنّى شاءَ حَكَّ الباشِقِ
قوبِلَ مِن آفِقَةٍ وَآفِقِ
بَينَ عِتاقِ الخَيلِ وَالعَتائِقِ
فَعُنقُهُ يُربي عَلى البَواسِقِ
وَحَلقُهُ يُمكِنُ فِترَ الخانِقِ
أُعِدُّهُ لِلطَعنِ في الفَيالِقِ
وَالضَربِ في الأَوجُهِ وَالمَفارِقِ
وَالسَيرِ في ظِلِّ اللِواءِ الخافِقِ
يَحمِلُني وَالنَصلُ ذو السَفاسِقِ
يَقطُرُ في كُمّي عَلى البَنائِقِ
لا أَلحَظُ الدُنيا بِعَينَي وامِقِ
وَلا أُبالي قِلَّةَ المُرافِقِ
أَي كَبتَ كُلِّ حاسِدٍ مُنافِقِ
أَنتَ لَنا وَكُلُّنا لِلخالِقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
سَقاني الخَمرَ قَولُكَ لي بِحَقّي
وَوُدٌّ لَم تَشُبهُ لي بِمَذقِ
يَميناً لَو حَلَفتَ وَأَنتَ ناءٍ
عَلى قَتلي بِها لَضَرَبتُ عُنقي
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
وَذاتِ غَدائِرٍ لا عَيبَ فيها
سِوى أَن لَيسَ تَصلُحُ لِلعِناقِ
أَمَرتَ بِأَن تُشالَ فَفارَقَتنا
وَما أَلِمَت لِحادِثَةِ الفِراقِ
إِذا هَجَرَت فَعَن غَيرِ اِختِيارٍ
وَإِن زارَت فَعَن غَيرِ اِشتِياقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
وَجَدتُ المُدامَةَ غَلّابَةً
تُهَيِّجُ لِلقَلبِ أَشواقُهُ
تُسيءُ مِنَ المَرءِ تَأديبَهُ
وَلَكِن تُحَسِّنُ أَخلاقَهُ
وَأَنفَسُ ما لِلفَتى لُبُّهُ
وَذو اللُبِّ يَكرَهُ إِنفاقَهُ
وَقَد مُتُّ أَمسِ بِها مَوتَةً
وَلا يَشتَهي المَوتَ مَن ذاقَهُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:39 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ
وَيا قَلبِ حَتّى أَنتَ مِمَّن أُفارِقُ
وَقَفنا وَمِمّا زادَ بَثّاً وُقوفُنا
فَريقَي هَوىً مِنّا مَشوقٌ وَشائِقُ
وَقَد صارَتِ الأَجفانُ قَرحى مِنَ البُكا
وَصارَ بَهاراً في الخُدودِ الشَقائِقُ
عَلى ذا مَضى الناسُ اِجتِماعٌ وَفُرقَةٌ
وَمَيتٌ وَمَولودٌ وَقالٍ وَوامِقُ
تَغَيَّرَ حالي وَاللَيالي بِحالِها
وَشِبتُ وَما شابَ الزَمانُ الغُرانِقُ
سَلِ البيدَ أَينَ الجِنُّ مِنّا بِجَوزِها
وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ
وَلَيلٍ دَجوجِيٍّ كَأَنّا جَلَت لَنا
مُحَيّاكَ فيهِ فَاِهتَدَينا السَمالِقُ
فَما زالَ لَولا نورُ وَجهِكَ جُنحُهُ
وَلا جابَها الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ
وَهَزٌّ أَطارَ النَومَ حَتّى كَأَنَّني
مِنَ السُكرِ في الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ
شَدَوا بِاِبنِ إِسحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت
ذَفارِيَها كيرانُها وَالنَمارِقُ
بِمَن تَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى
عَلَيها وَتَرتَجُّ الجِبالُ الشَواهِقُ
فَتىً كَالسَحابِ الجونِ يُخشى وَيُرتَجى
يُرَجّى الحَيا مِنها وَتُخشى الصَواعِقُ
وَلَكِنَّها تَمضي وَهَذا مُخَيِّمٌ
وَتَكذِبُ أَحياناً وَذا الدَهرِ صادِقُ
تَخَلّى مِنَ الدُنيا لِيُنسى فَما خَلَت
مَغارِبُها مِن ذِكرِهِ وَالمَشارِقُ
غَذا الهِندُوانِيّاتِ بِالهامِ وَالطُلى
فَهُنَّ مَداريها وَهُنَّ المَخانِقُ
تَشَقَّقُ مِنهُنَّ الجُيوبُ إِذا غَزا
وَتُخضَبُ مِنهُنَّ اللُحى وَالمَفارِقُ
يُجَنَّبُها مَن حَتفُهُ عَنهُ غافِلٌ
وَيَصلى بِها مَن نَفسُهُ مِنهُ طالِقُ
يُحاجى بِهِ ما ناطِقٌ وَهوَ ساكِتٌ
يُرى ساكِتاً وَالسَيفُ عَن فيهِ ناطِقُ
نَكِرتُكَ حَتّى طالَ مِنكَ تَعَجُّبي
وَلا عَجَبٌ مِن حُسنِ ما اللَهُ خالِقُ
كَأَنَّكَ في الإِعطاءِ لِلمالِ مُبغِضٌ
وَفي كُلِّ حَربٍ لِلمَنِيَّةِ عاشِقُ
أَلا قَلَّما تَبقى عَلى ما بَدا لَها
وَحَلَّ بِها مِنكَ القَنا وَالسَوابِقُ
سَيُحيِ بِكَ السُمّارُ ما لاحَ كَوكَبٌ
وَيَحدو بِكَ السُفّارُ ما ذَرَّ شارِقُ
خَفِ اللَهَ وَاِستُر ذا الجَمالَ بِبُرقُعٍ
فَإِن لُحتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ
فَما تَرزُقُ الأَقدارُ مَن أَنتَ حارِمٌ
وَلا تَحرِمُ الأَقدارُ مَن أَنتَ رازِقُ
وَلا تَفتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ راتِقُ
وَلا تَرتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ فاتِقُ
لَكَ الخَيرُ غَيري رامَ مِن غَيرِكَ الغِنى
وَغَيري بِغَيرِ اللاذِقِيَّةِ لاحِقُ
هِيَ الغَرَضُ الأَقصى وَرُؤيَتُكَ المُنى
وَمَنزِلُكَ الدُنيا وَأَنتَ الخَلائِقُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:39 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي
أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي
وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ الـ
لاهُ وَما لَم يَخلُقِ
مُحتَقَرٌ في هِمَّتي
كَشَعرَةٍ في مَفرِقي
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:39 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ
مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ
وَصُحبَةَ قَومٍ يَذبَحونَ قَنيصَهُم
بِفَضلَةِ ما قَد كَسَّروا في المَفارِقِ
وَلَيلاً تَوَسَّدنا الثَوِيَّةَ تَحتَهُ
كَأَنَّ ثَراها عَنبَرٌ في المَرافِقِ
بِلادٌ إِذا زارَ الحِسانَ بِغَيرِها
حَصا تُربِها ثَقَّبنَهُ لِلمَخانِقِ
سَقَتني بِها القُطرُبُّلِيَّ مَليحَةٌ
عَلى كاذِبٍ مِن وَعدِها ضَوءُ صادِقِ
سُهادٌ لِأَجفانٍ وَشَمسٌ لِناظِرٍ
وَسُقمٌ لِأَبدانٍ وَمِسكٌ لِناشِقِ
وَأَغيَدُ يَهوى نَفسَهُ كُلُّ عاقِلٍ
عَفيفٍ وَيَهوى جِسمَهُ كُلُّ فاسِقِ
أَديبٌ إِذا ما جَسَّ أَوتارَ مِزهَرٍ
بَلا كُلَّ سَمعٍ عَن سِواها بِعائِقِ
يُحَدِّثُ عَمّا بَينَ عادٍ وَبَينَهُ
وَصُدغاهُ في خَدَّي غُلامٍ مُراهِقِ
وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفاً لَهُ
إِذا لَم يَكُن في فِعلِهِ وَالخَلائِقِ
وَما بَلَدُ الإِنسانِ غَيرُ المُوافِقِ
وَلا أَهلُهُ الأَدنَونَ غَيرُ الأَصادِقِ
وَجائِزَةٌ دَعوى المَحَبَّةِ وَالهَوى
وَإِن كانَ لا يَخفى كَلامُ المُنافِقِ
بِرَأيِ مَنِ اِنقادَت عُقَيلٌ إِلى الرَدى
وَإِشماتِ مَخلوقٍ وَإِسخاطِ خالِقِ
أَرادوا عَلِيّاً بِالَّذي يُعجِزُ الوَرى
وَيوسِعُ قَتلَ الجَحفَلِ المُتَضايِقِ
فَما بَسَطوا كَفّاً إِلى غَيرِ قاطِعٍ
وَلا حَمَلوا رَأساً إِلى غَيرِ فالِقِ
لَقَد أَقدَموا لَو صادَفوا غَيرَ آخِذٍ
وَقَد هَرَبوا لَو صادَفوا غَيرَ لاحِقِ
وَلَمّا كَسا كَعباً ثِياباً طَغَوا بِها
رَمى كُلَّ ثَوبٍ مِن سِنانٍ بِخارِقِ
وَلَمّا سَقى الغَيثَ الَّذي كَفَروا بِهِ
سَقى غَيرَهُ في غَيرِ تِلكَ البَوارِقِ
وَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ حارِمٍ
كَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ رازِقِ
أَتاهُم بِها حَشوَ العَجاجَةِ وَالقَنا
سَنابِكُها تَحشو بُطونَ الحَمالِقِ
عَوابِسَ حَلّى يابِسُ الماءِ حُزمَها
فَهُنَّ عَلى أَوساطِها كَالمَناطِقِ
فَلَيتَ أَبا الهَيجا يَرى خَلفَ تَدمُرٍ
طِوالَ العَوالي في طِوالِ السَمالِقِ
وَسَوقَ عَليٍّ مِن مَعَدٍّ وَغَيرِها
قَبائِلَ لا تُعطي القُفِيَّ لِسائِقِ
قُشَيرٌ وَبَلعَجلانِ فيها خَفِيَّةٌ
كَراءَينِ في أَلفاظِ أَلثَغَ ناطِقِ
تُخَلِّيهِمِ النِسوانُ غَيرَ فَوارِكٍ
وَهُم خَلَّوِ النِسوانَ غَيرَ طَوالِقِ
يُفَرِّقُ ما بَينَ الكُماةِ وَبَينَها
بِضَربٍ يُسَلّي حَرُّهُ كُلَّ عاشِقِ
أَتى الظُعنَ حَتّى ما تَطيرُ رَشاشَةٌ
مِنَ الخَيلِ إِلّا في نُحورِ العَواتِقِ
بِكُلِّ فَلاةٍ تُنكِرُ الإِنسَ أَرضُها
ظَعائِنُ حُمرُ الحَليِ حُمرُ الأَيانِقِ
وَمَلمومَةٌ سَيفِيَّةٌ رَبَعِيَّةٌ
يَصيحُ الحَصى فيها صِياحَ اللَقالِقِ
بَعيدَةُ أَطرافِ القَنا مِن أُصولِهِ
قَريبَةُ بَينَ البيضِ غُبرُ اليَلامِقِ
نَهاها وَأَغناها عَنِ النَهبِ جودُهُ
فَما تَبتَغي إِلّا حُماةَ الحَقائِقِ
تَوَهَّمَها الأَعرابُ سَورَةَ مُترَفٍ
تُذَكِّرُهُ البَيداءُ ظِلَّ السُرادِقِ
فَذَكَّرتَهُم بِالماءِ ساعَةَ غَبَّرَت
سَماوَةُ كَلبٍ في أُنوفِ الحَزائِقِ
وَكانوا يَروعونَ المُلوكَ بِأَن بَدَوا
وَأَن نَبَتَت في الماءِ نَبتَ الغَلافِقِ
فَهاجوكَ أَهدى في الفَلا مِن نُجومِهِ
وَأَبدى بُيوتاً مِن أَداحي النَقانِقِ
وَأَصبَرَ عَن أَمواهِهِ مِن ضِبابِهِ
وَآلَفَ مِنها مُقلَةً لِلوَدائِقِ
وَكانَ هَديراً مِن فُحولٍ تَرَكتَها
مُهَلَّبَةَ الأَذنابِ خُرسَ الشَقاشِقِ
فَما حَرَموا بِالرَكضِ خَيلَكَ راحَةً
وَلَكِن كَفاها البَرُّ قَطعَ الشَواهِقِ
وَلا شَغَلوا صُمَّ القَنا بِقُلوبِهِم
عَنِ الرِكزِ لَكِن عَن قُلوبِ الدَماسِقِ
أَلَم يَحذَروا مَسخَ الَّذي يَمسَخُ العِدا
وَيَجعَلُ أَيدي الأُسدِ أَيدي الخَرانِقِ
وَقَد عايَنوهُ في سِواهُم وَرُبَّما
أَرى مارِقاً في الحَربِ مَصرَعَ مارِقِ
تَعَوَّدَ أَن لا تَقضَمَ الحَبَّ خَيلُهُ
إِذا الهامُ لَم تَرفَع جُنوبَ العَلائِقِ
وَلا تَرِدَ الغُدرانَ إِلّا وَماؤُها
مِنَ الدَمِ كَالرَيحانِ تَحتَ الشَقائِقِ
لَوَفدُ نُمَيرٍ كانَ أَرشَدَ مِنهُمُ
وَقَد طَرَدوا الأَظعانَ طَردَ الوَسائِقِ
أَعَدّوا رِماحاً مِن خُضوعٍ فَطاعَنوا
بِها الجَيشَ حَتّى رَدَّ غَربَ الفَيالِقِ
فَلَم أَرَ أَرمى مِنهُ غَيرَ مُخاتِلٍ
وَأَسرى إِلى الأَعداءِ غَيرَ مُسارِقِ
تُصيبُ المَجانيقُ العِظامُ بِكَفِّهِ
دَقائِقَ قَد أَعيَت قِسِيَّ البَنادِقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا
شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ
سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني
فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلاً مِن مُطَوَّقِ
وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا
عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها
وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ
تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ
وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم
بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها
مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ
عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا
وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ
نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ
قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها
إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ
هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها
تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي
تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ
وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ
يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ
وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ
وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها
يُبَكّي دَماً مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ
شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ
ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ
لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً
كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ
لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ
وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ
رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى
فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ
وَخَلّى الرِماحَ السَمهَرِيَّةَ صاغِراً
لِأَدرَبَ مِنهُ بِالطِعانِ وَأَحذَقِ
وَكاتَبَ مِن أَرضٍ بَعيدٍ مَرامُها
قَريبٍ عَلى خَيلٍ حَوالَيكَ سُبَّقِ
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسولُهُ
فَما سارَ إِلّا فَوقَ هامٍ مُفَلَّقِ
فَلَمّا دَنا أَخفى عَلَيهِ مَكانَهُ
شُعاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
وَأَقبَلَ يَمشي في البِساطِ فَما دَرى
إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي
وَلَم يَثنِكَ الأَعداءُ عَن مُهَجاتِهِم
بِمِثلِ خُضوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ
وَكُنتَ إِذا كاتَبتَهُ قَبلَ هَذِهِ
كَتَبتَ إِلَيهِ في قَذالِ الدُمُستُقِ
فَإِن تُعطِهِ مِنكَ الأَمانَ فَسائِلٌ
وَإِن تُعطِهِ حَدَّ الحُسامِ فَأَخلِقِ
وَهَل تَرَكَ البيضُ الصَوارِمُ مِنهُمُ
أَسيراً لِفادٍ أَو رَقيقاً لِمُعتِقِ
لَقَد وَرَدوا وِردَ القَطا شَفَراتِها
وَمَرّوا عَلَيها زَردَقاً بَعدَ زَردَقِ
بَلَغتُ بِسَيفِ الدَولَةِ النورِ رُتبَةً
أَثَرتُ بِها مابَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ
أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ اِلحَقِ
وَما كَمَدُ الحُسّادِ شَيئاً قَصَدتُهُ
وَلَكِنَّهُ مَن يَزحَمِ البَحرَ يَغرَقِ
وَيَمتَحِنُ الناسَ الأَميرُ بِرَأيِهِ
وَيُغضي عَلى عِلمٍ بِكُلِّ مُمَخرِقِ
وَإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرِقِ
فَيا أَيُّها المَطلوبُ جاوِرهُ تَمتَنِع
وَيا أَيُّها المَحرومُ يَمِّمهُ تُرزَقِ
وَيا أَجبَنَ الفُرسانِ صاحِبهُ تَجتَرِئ
وَيا أَشجَعَ الشُجعانِ فارِقهُ تَفرَقِ
إِذا سَعَتِ الأَعداءُ في كَيدِ مَجدِهِ
سَعى جَدُّهُ في كَيدِهِم سَعيَ مُحنَقِ
وَما يَنصُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا
إِذا لَم يَكُن فَضلَ السَعيدِ المُوَفَّقِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 04:41 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.178/0_772ed_64ab2626_L.jpg
أَيَدري الرَبعُ أَيَّ دَمٍ أَراقا
وَأَيَّ قُلوبِ هَذا الرَكبِ شاقا
لَنا وَلِأَهلِهِ أَبَداً قُلوبٌ
تَلاقى في جُسومٍ ما تَلاقى
وَما عَفَتِ الرِياحُ لَهُ مَحَلّاً
عَفاهُ مَن حَدا بِهِمِ وَساقا
فَلَيتَ هَوى الأَحِبَّةِ كانَ عَدلاً
فَحَمَّلَ كُلَّ قَلبٍ ما أَطاقا
نَظَرتُ إِلَيهِمُ وَالعَينُ شَكرى
فَصارَت كُلُّها لِلدَمعِ ماقا
وَقَد أَخَذَ التَمامُ البَدرُ فيهِم
وَأَعطاني مِنَ السَقَمِ المُحاقا
وَبَينَ الفَرعِ وَالقَدَمَينِ نورٌ
يَقودُ بِلا أَزِمَّتِها النِياقا
وَطَرفٌ إِن سَقى العُشّاقَ كَأساً
بِها نَقصٌ سَقانيها دِهاقا
وَخَصرٌ تَثبُتُ الأَبصارُ فيهِ
كَأَنَّ عَلَيهِ مِن حَدَقِ نِطاقا
سَلي عَن سيرَتي فَرَسي وَسَيفي
وَرُمحي وَالهَمَلَّعَةِ الدِفاقا
تَرَكنا مِن وَراءِ العيسِ نَجداً
وَنَكَّبنا السَماوَةَ وَالعِراقا
فَما زالَت تَرى وَاللَيلُ داجٍ
لِسَيفِ الدَولَةِ المَلِكِ اِئتِلافا
أَدِلَّتُها رِياحُ المِسكِ مِنهُ
إِذا فَتَحَت مَناخِرَها اِنتِشاقا
أَباحَكِ أَيُّها الوَحشُ الأَعادي
فَلِم تَتَعَرَّضينَ لَهُ الرِفاقا
وَلَو تَبَّعتِ ما طَرَحَت قَناهُ
لَكَفَّكِ عَن رَذايانا وَعاقا
وَلَو سِرنا إِلَيهِ في طَريقٍ
مِنَ النيرانِ لَم نَخَفِ اِحتِراقا
إِمامٌ للِائمَّةِ مِن قُرَيشٍ
إِلى مَن يَتَّقونَ لَهُ شِقاقا
يَكونُ لَهُم إِذا غَضِبوا حُساماً
وَلِلهَيجاءِ حينَ تَقومُ ساقا
فَلا تَستَنكِرَنَّ لَهُ اِبتِساماً
إِذا فَهِقَ المَكَرُّ دَماً وَضاقا
فَقَد ضَمِنَت لَهُ المُهَجَ العَوالي
وَحَمَّلَ هَمَّهُ الخَيلَ العِتاقا
إِذا أُنعِلنَ في آثارِ قَومٍ
وَإِن بَعُدوا جَعَلنَهُمُ طِراقا
وَإِن نَقَعَ الصَريخُ إِلى مَكانٍ
نَصَبنَ لَهُ مُؤَلَّلَةً دِقاقا
فَكانَ الطَعنُ بَينَهُما جَواباً
وَكانَ اللَبثُ بَينَهُما فُواقا
مُلاقِيَةً نَواصيها المَنايا
مُعَوَّدَةً فَوارِسُها العِناقا
تَبيتُ رِماحُهُ فَوقَ الهَوادي
وَقَد ضَرَبَ العَجاجُ لَها رِواقا
تَميلُ كَأَنَّ في الأَبطالِ خَمراً
عُلِلنَ بِها اِصطِباحاً وَاِغتِباقا
تَعَجَّبَتِ المُدامُ وَقَد حَساها
فَلَم يَسكَر وَجادَ فَما أَفاقا
أَقامَ الشِعرُ يَنتَظِرُ العَطايا
فَلَمّا فاقَتِ الأَمطارَ فاقا
وَزَنّا قيمَةَ الدَهماءِ مِنهُ
وَوَفَّينا القِيانَ بِهِ الصَداقا
وَحاشا لِاِرتِياحِكَ أَن يُبارى
وَلِلكَرَمِ الَّذي لَكَ أَن يُباقى
وَلَكِنّا نُداعِبُ مِنكَ قَرماً
تَراجَعَتِ القُرومُ لَهُ حِقاقا
فَتىً لا تَسلُبُ القَتلى يَداهُ
وَيَسلُبُ عَفوُهُ الأَسرى الوَثاقا
وَلَم تَأتِ الجَميلَ إِلَيَّ سَهواً
وَلَم أَظفَر بِهِ مِنكَ اِستِراقا
فَأَبلِغ حاسِدِيَّ عَلَيكَ أَنّي
كَبا بَرقٌ يُحاوِلُ بي لَحاقا
وَهَل تُغني الرَسائِلُ في عَدوٍّ
إِذا ما لَم يَكُنَّ ظُبىً رِقاقا
إِذا ما الناسُ جَرَّبَهُم لَبيبٌ
فَإِنّي قَد أَكَلتُهُمُ وَذاقا
فَلَم أَرَ وُدَّهُم إِلّا خِداعاً
وَلَم أَرَ دينَهُم إِلّا نِفاقا
يُقَصِّرُ عَن يَمينِكَ كُلُّ بَحرٍ
وَعَمّا لَم تُلِقهُ ما أَلاقا
وَلَولا قُدرَةُ الخَلّاقِ قُلنا
أَعَمداً كانَ خَلقُكَ أَم وِفاقا
فَلا حَطَّت لَكَ الهَيجاءُ سَرجاً
وَلا ذاقَت لَكَ الدُنيا فِراقا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
أَعدَدتُ لِلغادِرينَ أَسيافا
أَجدَعُ مِنهُم بِهِنَّ آنافا
لا يَرحَمُ اللَهُ أَرؤُساً لَهُم
أَطَرنَ عَن هامِهِنَّ أَقحافا
ما يَنقِمُ السَيفُ غَيرَ قِلَّتِهِم
وَأَن تَكونَ المِئُونَ آلافا
يا شَرَّ لَحمٍ فَجَعتُهُ بِدَمٍ
وَزارَ لِلخامِعاتِ أَجوافا
قَد كُنتَ أُغنيتَ عَن سُؤالِكَ بي
مَن زَجَرَ الطَيرَ لي وَمَن عافا
وَعَدتُ ذا النَصلِ مَن تَعَرَّضَهُ
وَخِفتُ لَمّا اِعتَرَضتَ إِخلافا
لا يُذكَرُ الخَيرُ إِن ذُكِرتَ وَلا
تُتبِعُكَ المُقلَتانِ تَوكافا
إِذا اِمرُؤٌ راعَني بِغَدرَتِهِ
أَورَدتُهُ الغايَةَ الَّتي خافا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
وَمُنتَسِبٍ عِندي إِلى مَن أُحِبُّهُ
وَلِلنُبلِ حَولي مِن يَدَيهِ حَفيفُ
فَهَيَّجَ مِن شَوقي وَما مِن مَذَلَّةٍ
حَنَنتُ وَلَكِنَّ الكَريمَ أَلوفُ
وَكُلُّ وِدادٍ لا يَدومُ عَلى الأَذى
دَوامَ وِدادي لِلحُسَينِ ضَعيفُ
فَإِن يَكُنِ الفِعلُ الَّذي ساءَ واحِداً
فَأَفعالُهُ اللائي سَرَرنَ أُلوفُ
وَنَفسي لَهُ نَفسي الفِداءُ لِنَفسِهِ
وَلَكِنَّ بَعضَ المالِكينَ عَنيفُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
بِهِ وَبِمِثلِهِ شُقَّ الصُفوفُ
وَزَلَّت عَن مُباشِرِهِ الحُتوفُ
فَدَعهُ لَقىً فَإِنَّكَ مِن كِرامٍ
جَواشِنُها الأَسِنَّةُ وَالسُيوفُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
لِجِنِّيَّةٍ أَم غادَةٍ رُفِعَ السَجفُ
لِوَحشِيَّةٍ لا ما لِوَحشِيَّةٍ شَنفُ
نَفورٌ عَرَتها نَفرَةٌ فَتَجاذَبَت
سَوالِفُها وَالحَليُ وَالخَصرُ وَالرِدفُ
وَخُيِّلَ مِنها مِرطُها فَكَأَنَّما
تَثَنّى لَنا خوطٌ وَلا حَظَنا خِشفُ
زِيادَةُ شَيبٍ وَهيَ نَقصُ زِيادَتي
وَقُوَّةُ عِشقٍ وَهيَ مِن قُوَّتي ضَعفُ
هَراقَت دَمي مَن بي مِنَ الوَجدِ ما بِها
مِنَ الوَجدِ بي وَالشَوقُ لي وَلَها حِلفُ
وَمَن كُلَّما جَرَّدتَها مِن ثِيابِها
كَساها ثِياباً غَيرَها الشَعَرُ الوَحفُ
وَقابَلَني رُمّانَتا غُصنِ بانَةٍ
يَميلُ بِهِ بَدرٌ وَيُمسِكُهُ حِقفُ
أَكيداً لَنا يا بَينُ واصَلتَ وَصلَنا
فَلا دارُنا تَدنو وَلا عَيشُنا يَصفو
أُرَدِّدُ وَيلي لَو قَضى الوَيلُ حاجَةً
وَأُكثِرُ لَهفي لَو شَفى غُلَّةً لَهفُ
ضَنىً في الهَوى كَالسُمِّ في الشَهدِ كامِناً
لَذِذتُ بِهِ جَهلاً وَفي اللَذَّةِ الحَتفُ
فَأَفنى وَما أَفنَتهُ نَفسي كَأَنَّما
أَبو الفَرَجِ القاضي لَهُ دونَها كَهفُ
قَليلُ الكَرى لَو كانَتِ البيضُ وَالقَنا
كَآرائِهِ ما أَغنَتِ البيضُ وَالزَعفُ
يَقومُ مَقامَ الجَيشِ تَقطيبُ وَجهِهِ
وَيَستَغرِقُ الأَلفاظَ مِن لَفظِهِ حَرفُ
وَإِن فَقَدَ الإِعطاءَ حَنَّت يَمينُهُ
إِلَيهِ حَنينَ الإِلفِ فارَقَهُ الإِلفُ
أَديبٌ رَسَت لِلعِلمِ في أَرضِ صَدرِهِ
جِبالٌ جِبالُ الأَرضِ في جَنبِها قُفُّ
جَوادٌ سَمَت في الخَيرِ وَالشَرِّ كَفُّهُ
سُمُوّاً أَوَدَّ الدَهرَ أَنَّ اِسمَهُ كَفُّ
وَأَضحى وَبَينَ الناسِ في كُلِّ سَيِّدٍ
مِنَ الناسِ إِلّا في سِيادَتِهِ خَلفُ
يُفَدّونَهُ حَتّى كَأَنَّ دِماءَهُم
لِجاري هَواهُ في عُروقِهِمِ تَقفو
وُقوفَينَ في وَقفَينِ شُكرٍ وَنائِلٍ
فَنائِلُهُ وَقفٌ وَشُكرُهُمُ وَقفُ
وَلَمّا فَقَدنا مِثلَهُ دامَ كَشفُنا
عَلَيهِ فَدامَ الفَقدُ وَاِنكَشَفَ الكَشفُ
وَما حارَتِ الأَوهامُ في عُظمِ شَأنِهِ
بِأَكثَرَ مِمّا حارَ في حُسنِهِ الطَرفُ
وَلا نالَ مِن حُسّادِهِ الغَيظُ وَالأَذى
بِأَعظَمَ مِمّا نالَ مِن وَفرِهِ العُرفُ
تَفَكُّرُهُ عِلمٌ وَمَنطِقُهُ حُكمٌ
وَباطِنُهُ دينٌ وَظاهِرُهُ ظَرفُ
أَماتَ رِياحَ اللُؤمِ وَهيَ عَواصِفٌ
وَمَغنى العُلى يودي وَرَسمُ النَدى يَعفو
فَلَم نَرَ قَبلَ اِبنِ الحُسَينِ أَصابِعاً
إِذا ما هَطَلنَ اِستَحيَتِ الدِيَمُ الوُطفُ
وَلا ساعِياً في قُلَّةِ المَجدِ مُدرِكاً
بِأَفعالِهِ ما لَيسَ يُدرِكُهُ الوَصفُ
وَلَم نَرَ شَيئاً يَحمِلُ العِبءَ حَملَهُ
وَيَستَصغِرُ الدُنيا وَيَحمِلُهُ طِرفُ
وَلا جَلَسَ البَحرُ المُحيطُ لِقاصِدٍ
وَمِن تَحتِهِ فَرشٌ وَمِن فَوقِهِ سَقفُ
فَواعَجَباً مِنّي أُحاوِلُ نَعتَهُ
وَقَد فَنِيَت فيهِ القَراطيسُ وَالصُحفُ
وَمِن كَثرَةِ الأَخبارِ عَن مَكرُماتِهِ
يَمُرُّ لَهُ صِنفٌ وَيَأتي لَهُ صِنفُ
وَتَفتَرُّ مِنهُ عَن خِصالٍ كَأَنَّها
ثَنايا حَبيبٍ لا يُمَلُّ لَها رَشفُ
قَصَدتُكَ وَالراجونَ قَصدي إِلَيهِمِ
كَثيرٌ وَلَكِن لَيسَ كَالذَنَبِ الأَنفُ
وَلا الفِضَّةُ البَيضاءُ وَالتِبرُ واحِدٌ
نَفوعانِ لِلمُكدي وَبَينَهُما صَرفُ
وَلَستَ بِدونٍ يُرتَجى الغَيثُ دونَهُ
وَلا مُنتَهى الجودِ الَّذي خَلفَهُ خَلفُ
وَلا واحِداً في ذا الوَرى مِن جَماعَةٍ
وَلا البَعضُ مِن كُلٍّ وَلَكِنَّكَ الضِعفُ
وَلا الضِعفَ حَتّى يَتبَعَ الضِعفَ ضِعفُهُ
وَلا ضِعفَ ضِعفِ الضِعفِ بَل مِثلَهُ أَلفُ
أَقاضِيَنا هَذا الَّذي أَنتَ أَهلُهُ
غَلِطتُ وَلا الثُلثانِ هَذا وَلا النِصفُ
وَذَنبِيَ تَقصيري وَما جِئتُ مادِحاً
بِذَنبي وَلَكِن جِئتُ أَسأَلُ أَن تَعفو
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:18 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
أَهوِن بِطولِ الثَواءِ وَالتَلَفِ
وَالسِجنِ وَالقَيدِ يا أَبا دُلَفِ
غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي
وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ
كُن أَيُّها السِجنُ كَيفَ شِئتَ فَقَد
وَطَّنتُ لِلمَوتِ نَفسَ مُعتَرِفِ
لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً
لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:22 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
أَهوِن بِطولِ الثَواءِ وَالتَلَفِ
وَالسِجنِ وَالقَيدِ يا أَبا دُلَفِ
غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي
وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ
كُن أَيُّها السِجنُ كَيفَ شِئتَ فَقَد
وَطَّنتُ لِلمَوتِ نَفسَ مُعتَرِفِ
لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً
لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:22 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
مَوقِعُ الخَيلِ مِن نَداكَ طَفيفُ
وَلَوَ أَنَّ الجِيادَ فيها أُلوفُ
وَمِنَ اللَفظِ لَفظَةٌ تَجمَعُ الوَص
فَ وَذاكَ المُطَهَّمُ المَعروفُ
مالَنا في النَدى عَلَيكَ اِختِيارٌ
كُلُّ ما يَمنَحُ الشَريفُ شَريفُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:23 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
بِأَبي مَن وَدِدتُهُ فَاِفتَرَقنا
وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اِجتِماعا
فَاِفتَرَقنا حَولاً فَلَمّا اِلتَقَينا
كانَ تَسليمُهُ عَلَيَّ وَداعا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:24 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ
وَالدَمعُ بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّدٍ
هَذا يَجيءُ بِها وَهَذا يَرجِعُ
النَومُ بَعدَ أَبي شُجاعٍ نافِرٌ
وَاللَيلُ مُعيٍ وَالكَواكِبُ ظُلَّعُ
إِنّي لَأَجبُنُ مِن فِراقِ أَحِبَّتي
وَتُحِسُّ نَفسي بِالحِمامِ فَأَشجَعُ
وَيَزيدُني غَضَبُ الأَعادي قَسوَةً
وَيُلِمُّ بي عَتبُ الصَديقِ فَأَجزَعُ
تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ
عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ
وَلِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفسَهُ
وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فَتَطمَعُ
أَينَ الَّذي الهَرَمانِ مِن بُنيانِهِ
ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ
تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَن أَصحابِها
حيناً وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ
لَم يُرضِ قَلبَ أَبي شُجاعٍ مَبلَغٌ
قَبلَ المَماتِ وَلَم يَسَعهُ مَوضِعُ
كُنّا نَظُنُّ دِيارَهُ مَملوءَةً
ذَهَباً فَماتَ وَكُلُّ دارٍ بَلقَعُ
وَإِذا المَكارِمُ وَالصَوارِمُ وَالقَنا
وَبَناتُ أَعوَجَ كُلُّ شَيءٍ يَجمَعُ
المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً
مِن أَن يَعيشَ لَها الكَريمُ الأَروَعُ
وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلاً
مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ
بَرِّد حَشايَ إِنِ اِستَطَعتَ بِلَفظَةٍ
فَلَقَد تَضُرُّ إِذا تَشاءُ وَتَنفَعُ
ما كانَ مِنكَ إِلى خَليلٍ قَبلَها
ما يُستَرابُ بِهِ وَلا ما يوجِعُ
وَلَقَد أَراكَ وَما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ
إِلّا نَفاها عَنكَ قَلبٌ أَصمَعُ
وَيَدٌ كَأَنَّ قِتالَها وَنَوالَها
فَرضٌ يَحِقُّ عَلَيكَ وَهوَ تَبَرُّعُ
يا مَن يُبَدِّلُ كُلَّ يَومٍ حُلَّةً
أَنّى رَضيتَ بِحُلَّةٍ لا تُنزَعُ
ما زِلتَ تَخلَعُها عَلى مَن شاءَها
حَتّى لَبِستَ اليَومَ مالا تَخلَعُ
ما زِلتَ تَدفَعُ كُلَّ أَمرٍ فادِحٍ
حَتّى أَتى الأَمرُ الَّذي لا يُدفَعُ
فَظَلِلتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ
فيما عَراكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ
بِأَبي الوَحيدُ وَجَيشُهُ مُتَكاثِرٌ
يَبكي وَمِن شَرِّ السِلاحِ الأَدمُعُ
وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِلاحِ عَلى البُكا
فَحَشاكَ رُعتَ بِهِ وَخَدَّكَ تَقرَعُ
وَصَلَت إِلَيكَ يَدٌ سَواءٌ عِندَها ال
بازي الأُشَيهِبُ وَالغُرابُ الأَبقَعُ
مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُرى
فَقَدَت بِفَقدِكَ نَيِّراً لا يَطلَعُ
وَمَنِ اِتَّخَذتَ عَلى الضُيوفِ خَليفَةً
ضاعوا وَمِثلَكَ لا يَكادُ يُضَيِّعُ
قُبحاً لِوَجهِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ
وَجهٌ لَهُ مِن كُلِّ قُبحٍ بُرقُعُ
أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٌ
وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوكَعُ
أَيدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوالي رَأسِهِ
وَقَفاً يَصيحُ بِها أَلا مَن يَصفَعُ
أَبقَيتَ أَكذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ
وَأَخَذتَ أَصدَقَ مَن يَقولُ وَيَسمَعُ
وَتَرَكتَ أَنتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ
وَسَلَبتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ
فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحشٍ نافِرٍ
دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ
وَتَصالَحَت ثَمَرُ السِياطِ وَخَيلُهُ
وَأَوَت إِلَيها سوقُها وَالأَذرُعُ
وَعَفا الطِرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ
فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلمَعُ
وَلّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنادِمٍ
بَعدَ اللُزومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ
مَن كانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلجَأً
وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرتَعُ
إِن حَلَّ في فُرسٍ فَفيها رَبُّها
كِسرى تَذِلُّ لَهُ الرِقابُ وَتَخضَعُ
أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ
أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ
قَد كانَ أَسرَعَ فارِسٍ في طَعنَةٍ
فَرَساً وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسرَعُ
لا قَلَّبَت أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ
رُمحاً وَلا حَمَلَت جَواداً أَربَعُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:25 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا
تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا
فَاِعرِفنَ مَن حَمَلَت عَلَيكُنَّ النَوى
وَاِمشينَ هَوناً في الأَزِمَّةِ خُضَّعا
قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا
فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا
حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً
في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا
وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً
لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا
سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ
سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا
فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها
ذَهَبٌ بِسِمطى لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا
كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها
في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا
وَاِستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها
فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا
رُدّي الوِصالَ سَقى طُلولَكِ عارِضٌ
لَو كانَ وَصلُكِ مِثلَهُ ما أَقشَعا
زَجَلٌ يُريكِ الجَوَّ ناراً وَالمَلا
كَالبَحرِ وَالتَلَعاتِ رَوضاً مُمرِعا
كَبَنانِ عَبدِ الواحِدِ الغَدَقِ الَّذي
أَروى وَآمَنَ مَن يَشاءُ وَأَفزَعا
أَلِفَ المُروءَةَ مُذ نَشا فَكَأَنَّهُ
سُقِيَ اللِبانَ بِها صَبِيّاً مُرضَعا
نُظِمَت مَواهِبُهُ عَلَيهِ تَمائِما
فَاِعتادَها فَإِذا سَقَطنَ تَفَزَّعا
تَرَكَ الصَنائِعَ كَالقَواطِعِ بارِقا
تٍ وَالمَعالِيَ كَالعَوالِيَ شُرَّعا
مُتَبَسِّماً لِعُفاتِهِ عَن واضِحٍ
تَغشى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُمَّعا
مُتَكَشِّفاً لِعُداتِهِ عَن سَطوَةٍ
لَو حَكَّ مَنكِبُها السَماءَ لَزَعزَعا
الحازِمَ اليَقِظَ الأَغَرَّ العالِمَ ال
فَطِنَ الأَلَدَّ الأَريَحِيَّ الأَروَعا
الكاتِبَ اللَبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ ال
نَدُسَ اللَبيبَ الهِبرِزِيَّ المِصقَعا
نَفسٌ لَها خُلُقُ الزَمانِ لِأَنَّهُ
مُفني النُفوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمَّعا
وَيَدٌ لَها كَرَمُ الغَمامِ لِأَنَّهُ
يَسقي العِمارَةَ وَالمَكانَ البَلقَعا
أَبَداً يُصَدِّعُ شَعبَ وَفرٍ وافِرِ
وَيَلُمُّ شَعبَ مَكارِمٍ مُتَصَدِّعا
يَهتَزُّ لِلجَدوى اِهتِزازَ مُهَنَّدٍ
يَومَ الرَجاءِ هَزَزتَهُ يَومَ الوَعى
يا مُغنِياً أَمَلَ الفَقيرِ لِقائُهُ
وَدُعائُهُ بَعدَ الصَلاةِ إِذا دَعا
أَقصِر وَلَستَ بِمُقسِرٍ جُزتَ المَدى
وَبَلَغتَ حَيثُ النَجمُ تَحتَكَ فَاِربَعا
وَحَلَلتَ مِن شَرَفِ الفَعالِ مَواضِعاً
لَم يَحلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا
وَحَوَيتَ فَضلَهُما وَما طَمِعَ اِمرُؤٌ
فيهِ وَلا طَمِعَ اِمرُؤٌ أَن يَطمَعا
نَفَذَ القَضاءُ بِما أَرَدتَ كَأَنَّهُ
لَكَ كُلَّما أَزمَعتَ شَيئاً أَزمَعا
وَأَطاعَكَ الدَهرُ العَصِيُّ كَأَنَّهُ
عَبدٌ إِذا نادَيتَ لَبّى مُسرِعا
أَكَلَت مَفاخِرُكَ المَفاخِرَ وَاِنثَنَت
عَن شَأوِهِنَّ مَطِيُّ وَصفي ظُلَّعا
وَجَرَينَ مَجرى الشَمسِ في أَفلاكِها
فَقَطَعنَ مَغرِبَها وَجُزنَ المَطلَعا
لَو نيطَتِ الدُنيا بِأُخرى مِثلِها
لَعَمَمنَها وَخَشينَ أَن لا تَقنَعا
فَمَتى يُكَذَّبُ مُدَّعٍ لَكَ فَوقَ ذا
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ حَقّاً ما اِدَّعى
وَمَتى يُؤَدّي شَرحَ حالِكَ ناطِقٌ
حَفِظَ القَليلَ النَزرَ مِمّا ضَيَّعا
إِن كانَ لا يُدعى الفَتى إِلّا كَذا
رَجُلاً فَسَمِّ الناسَ طُرّاً إِصبَعا
إِن كانَ لا يَسعى لِجودٍ ماجِدٌ
إِلّا كَذا فَالغَيثُ أَبخَلُ مَن سَعى
قَد خَلَّفَ العَبّاسُ غُرَّتَكَ اِبنَهُ
مَرأىً لَنا وَإِلى القِيامَةِ مَسمَعا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:26 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
مُلِثَّ القَطرِ أَعطِشها رُبوعاً
وَإِلّا فَاِسقِها السَمَّ النَقيعا
أُسائِلُها عَنِ المُتَدَيِّريها
فَلا تَدري وَلا تُذري دُموعاً
لَحاها اللَهُ إِلّا ماضِيَيها
زَمانَ اللَهوِ وَالخَودَ الشُموعا
مُنَعَّمَةٌ مُمَنَّعَةٌ رَداحٌ
يُكَلِّفُ لَفظُها الطَيرَ الوُقوعا
تُرَفِّعُ ثَوبَها الأَردافُ عَنها
فَيَبقى مِن وِشاحَيها شَسوعا
إِذا ماسَت رَأَيتَ لَها اِرتِجاجاً
لَهُ لَولا سَواعِدُها نَزوعا
تَأَلَّمُ دَرزَهُ وَالدَرزُ لَينٌ
كَما تَتَأَلَّمُ العَضبَ الصَنيعا
ذِراعاها عَدُوّا دُملُجَيها
يَظُنُّ ضَجيعُها الزَندَ الضَجيعا
كَأَنَّ نِقابَها غَيمٌ رَقيقٌ
يُضيءُ بِمَنعِهِ البَدرَ الطُلوعا
أَقولُ لَها اِكشِفي ضُرّي وَقولي
بِأَكثَرَ مِن تَدَلُّلِها خُضوعا
أَخِفتِ اللَهَ في إِحياءِ نَفسٍ
مَتى عُصِيَ الإِلَهُ بِأَن أُطيعا
غَدا بِكَ كُلُّ خِلوٍ مُستَهاماً
وَأَصبَحَ كُلُّ مَستورٍ خَليعا
أُحِبُّكِ أَو يَقولوا جَرَّ نَملٌ
ثَبيراً وَاِبنُ إِبراهيمَ ريعا
بَعيدُ الصيتِ مُنبَثُّ السَرايا
يُشَيِّبُ ذِكرُهُ الطِفلَ الرَضيعا
يَغُضُّ الطَرفَ مِن مَكرٍ وَدَهيٍ
كَأَنَّ بِهِ وَلَيسَ بِهِ خُشوعا
إِذا اِستَعطَيتَهُ ما في يَدَيهِ
فَقَدكَ سَأَلتَ عَن سِرٍّ مُذيعا
قَبولُكَ مِنَّهُ مَنٌّ عَلَيهِ
وَإِلّا يَبتَدِئ يَرَهُ فَظيعا
لِهونِ المالِ أَفرَشَهُ أَديماً
وَلِلتَفريقِ يَكرَهُ أَن يَضيعا
إِذا ضَرَبَ الأَميرُ رِقابَ قَومٍ
فَما لِكَرامَةٍ مَدَّ النُطوعا
فَلَيسَ بِواهِبٍ إِلّا كَثيراً
وَلَيسَ بِقاتِلٍ إِلّا قَريعا
وَلَيسَ مُؤَدِّباً إِلّا بِنَصلِ
كَفى الصَمصامَةُ التَعَبَ القَطيعا
عَلِيٌّ لَيسَ يَمنَعُ مِن مَجيءِ
مُبارِزَهُ وَيَمنَعُهُ الرُجوعا
عَلِيٌّ قاتِلُ البَطَلِ المُفَدّى
وَمُبدِلُهُ مِنَ الزَرَدِ النَجيعا
إِذا اِعوَجَّ القَنا في حامِليهِ
وَجازَ إِلى ضُلوعِهِمِ الضُلوعا
وَنالَت ثَأرَها الأَكبادُ مِنهُ
فَأَولَتهُ اِندِقاقاً أَو صُدوعا
فَحِد في مُلتَقى الخَيلَينِ عَنهُ
وَإِن كُنتَ الخُبَعثِنَةَ الشِحيعا
إِنِ اِستَجرَأتَ تَرمُقُهُ بَعيداً
فَأَنتَ اِسطَعتَ شَيئاً ما اِستُطيعا
وَإِن مارَيتَني فَاِركَب حِصاناً
وَمَثِّلهُ تَخِرَّ لَهُ صَريعا
غَمامٌ رُبَّما مَطَرَ اِنتِقاماً
فَأَقحَطَ وَدقُهُ البَلَدَ المَريعا
رَآني بَعدَ ما قَطَعَ المَطايا
تَيَمُّمُهُ وَقَطَّعَتِ القُطوعا
فَصَيَّرَ سَيلُهُ بَلَدي غَديراً
وَصَيَّرَ خَمرُهُ سَنَتي رَبيعا
وَجاوَدَني بِأَن يَعطي وَأَحوي
فَأَغرَقَ نَيلُهُ أَخذي سَريعا
أَمُنسِيَّ السُكونَ وَحَضرَمَوتا
وَوالِدَتي وَكِندَةَ وَالسَبيعا
قِدِ اِستَقصَيتَ في سَلبِ الأَعادي
فَرُدَّ لَهُم مِنَ السَلبِ الهُجوعا
إِذا ما لَم تُسِر جَيشاً إِلَيهِم
أَسَرتَ إِلى قُلوبِهِمِ الهُلوعا
رَضوا بِكَ كَالرِضا بِالشَيبِ قَسراً
وَقَد وَخَطَ النَواصِيَ وَالفُروعا
فَلا عَزَلٌ وَأَنتَ بِلا سِلاحٍ
لِحاظُكَ ما تَكونُ بِهِ مَنيعا
لَوِ اِستَبدَلتَ ذِهنَكَ مِن حُسامٍ
قَدَدتَ بِهِ المَغافِرَ وَالدُروعا
لَوِ اِستَفرَغتَ جُهدَكَ في قِتالٍ
أَتَيتَ بِهِ عَلى الدُنيا جَميعا
سَمَوتَ بِهِمَّةٍ تَسمو فَتَسمو
فَما تُلفى بِمَرتَبَةٍ قَنوعا
وَهَبكَ سَمَحتَ حَتّى لا جَوادٌ
فَكَيفَ عَلَوتَ حَتّى لا رَفيعا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:26 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
شَوقي إِلَيكَ نَفى لَذيذَ هُجوعي
فارَقتَني فَأَقامَ بَينَ ضُلوعي
أَوَ ما وَجَدتُم في الصَراةِ مُلوحَةً
مِمّا أُرَقرِقُ في الفُراتِ دُموعي
ما زِلتُ أَحذَرُ مِن وَداعِكَ جاهِداً
حَتّى اِغتَدى أَسَفي عَلى التَوديعِ
رَحَلَ العَزاءُ بِرِحلَتي فَكَأَنَّما
أَتبَعتُهُ الأَنفاسَ لِلتَشيّعِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:27 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ
تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ
حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى
وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ
وَلَو حُمِّلَت صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا
غَداةَ اِفتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ
بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها
إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ
أَتَت زائِراً ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها
وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ
فَما جَلَسَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا
كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ
فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها
مِنَ النَومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ
فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها
وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ
تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى
فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ
وَلا ثَوبُ مَجدٍ غَيرَ ثَوبِ اِبنِ أَحمَدٍ
عَلى أَحَدٍ إِلّا بِلُؤمٍ مُرَقَّعُ
وَإِنَّ الَّذي حابى جَديلَةَ طَيِّئٍ
بِهِ اللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
بِذي كَرَمٍ ما مَرَّ يَومٌ وَشَمسُهُ
عَلى رَأسِ أَوفى ذِمَّةً مِنهُ تَطلُعُ
فَأَرحامُ شِعرٍ يَتَصِلنَ لَدُنَّهُ
وَأَرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ
فَتىً أَلفُ جُزءٍ رَأيُهُ في زَمانِهِ
أَقَلُّ جُزَيءٍ بَعضُهُ الرَأيُ أَجمَعُ
غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِعُ
وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّباً حينَ يَلمَعُ
إِذا عَرَضَت حاجٌ إِلَيهِ فَنَفسُهُ
إِلى نَفسِهِ فيها شَفيعٌ مُشَفَّعٌ
خَبَت نارُ حَربٍ لَم تَهِجها بَنانُهُ
وَأَسمَرُ عُريانٌ مِنَ القِشرِ أَصلَعُ
نَحيفُ الشَوى يَعدو عَلى أُمِّ رَأسِهِ
وَيَحفى فَيَقوى عَدوُهُ حينَ يُقطَعُ
يَمُجُّ ظَلاماً في نَهارٍ لِسانُهُ
وَيُفهِمُ عَمَّن قالَ ما لَيسَ يَسمَعُ
ذُبابُ حُسامٍ مِنهُ أَنجى ضَريبَةً
وَأَعصى لِمَولاهُ وَذا مِنهُ أَطوَعُ
فَصيحٌ مَتى يَنطِق تَجِد كُلَّ لَفظَةٍ
أُصولَ البَراعاتِ الَّتي تَتَفَرَّعُ
بِكَفِّ جَوادٍ لَو حَكَتها سَحابَةٌ
لَما فاتَها في الشَرقِ وَالغَربِ مَوضِعُ
وَلَيسَ كَبَحرِ الماءِ يَشتَقُّ قَعرَهُ
إِلى حَيثُ يَفنى الماءُ حوتٌ وَضِفدَعُ
أَبَحرٌ يَضُرُّ المُعتَفينَ وَطَعمُهُ
زُعاقٌ كَبَحرٍ لا يَضُرُّ وَيَنفَعُ
يَتيهُ الدَقيقُ الفِكرِ في بُعدِ غَورِهِ
وَيَغرَقُ في تَيّارِهِ وَهوَ مِصقَعُ
أَلا أَيُّها القَيلُ المُقيمُ بِمَنبِجٍ
وَهِمَّتُهُ فَوقَ السِماكَينِ توضِعُ
أَلَيسَ عَجيباً أَنَّ وَصفَكَ مُعجِزٌ
وَأَنَّ ظُنوني في مَعاليكَ تَظلَعُ
وَأَنَّكَ في ثَوبٍ وَصَدرُكَ فيكُما
عَلى أَنَّهُ مِن ساحَةِ الأَرضِ أَوسَعُ
وَقَلبُكَ في الدُنيا وَلَو دَخَلَت بِنا
وَبِالجِنِّ فيهِ ما دَرَت كَيفَ تَرجِعُ
أَلا كُلُّ سَمحٍ غَيرَكَ اليَومَ باطِلٌ
وَكُلُّ مَديحٍ في سِواكَ مُضَيَّعٌ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:28 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ
إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم
وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ
وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت
أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ
لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ
أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ
أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُهُ
وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ
وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً
دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَوهِيَ الوَجَعُ
وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها
في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دَفعُ
وَأَوحَدَتهُ وَما في قَلبِهِ قَلَقٌ
وَأَغضَبَتهُ وَما في لَفظِهِ قَذَعُ
بِالجَيشِ تَمتَنِعُ الساداتُ كُلُّهُمُ
وَالجَيشُ بِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ يَمتَنِعُ
قادَ المَقانِبَ أَقصى شُربِها نَهَلٌ
عَلى الشَكيمِ وَأَدنى سَيرِها سِرَعُ
لا يَعتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَن بَلَدٍ
كَالمَوتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ
حَتّى أَقامَ عَلى أَرباضِ خَرشَنَةٍ
تَشقى بِهِ الرومُ وَالصُلبانُ وَالبِيَعُ
لِلسَبيِ ما نَكَحوا وَالقَتلِ ما وَلَدوا
وَالنَهبِ ما جَمَعوا وَالنارِ ما زَرَعوا
مُخلىً لَهُ المَرجُ مَنصوباً بِصارِخَةٍ
لَهُ المَنابِرُ مَشهوداً بِها الجُمَعُ
يُطَمِّعُ الطَيرَ فيهِم طولُ أَكلِهِمُ
حَتّى تَكادَ عَلى أَحيائِهِم تَقَعُ
وَلَو رَآهُ حَوارِيّوهُمُ لَبَنوا
عَلى مَحَبَّتِهِ الشَرعَ الَّذي شَرَعوا
ذَمَّ الدُمُستُقُ عَينَيهِ وَقَد طَلَعَت
سودُ الغَمامِ فَظَنّوا أَنَّها قَزَعُ
فيها الكُماةُ الَّتي مَفطومُهُا رَجُلُ
عَلى الجِيادِ الَّتي حَولِيُّها جَذَعُ
تَذري اللُقانُ غُباراً في مَناخِرِها
وَفي حَناجِرِها مِن آلِسٍ جُرَعُ
كَأَنَّها تَتَلَقّاهُم لِتَسلُكَهُم
فَالطَعنُ يَفتَحُ في الأَجوافِ ما تَسَعُ
تَهدي نَواظِرَها وَالحَربُ مُظلِمَةٌ
مِنَ الأَسِنَّةِ نارٌ وَالقَنا شَمَعُ
دونَ السِهامِ وَدونَ القُرِّ طافِحَةً
عَلى نُفوسِهِمِ المُقوَرَّةُ المُزُعُ
إِذا دَعا العِلجُ عِلجاً حالَ بَينَهُما
أَظمى تُفارِقُ مِنهُ أُختَها الضِلَعُ
أَجَلُّ مِن وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ
إِذ فاتَهُنَّ وَأَمضى مِنهُ مُنصَرِعُ
وَما نَجا مِن شِفارِ البيضِ مُنفَلِتٌ
نَجا وَمِنهُنَّ في أَحشائِهِ فَزَعُ
يُباشِرُ الأَمنَ دَهراً وَهوَ مُختَبَلٌ
وَيَشرَبُ الخَمرَ حَولاً وَهوَ مُمتَقَعُ
كَم مِن حُشاشَةِ بِطريقٍ تَضَمَّنَها
لِلباتِراتِ أَمينٌ مالَهُ وَرَعُ
يُقاتِلُ الخَطوَ عَنهُ حينَ يَطلُبُهُ
وَيَطرُدُ النَومَ عَنهُ حينَ يَضطَجِعُ
تَغدو المَنايا فَلا تَنفَكُّ واقِفَةً
حَتّى يَقولَ لَها عودي فَتَندَفِعُ
قُل لِلدُمُستُقِ إِنَّ المُسلَمينَ لَكُم
خانوا الأَميرَ فَجازاهُم بِما صَنَعوا
وَجَدتُموهُم نِياماً في دِمائِكُمُ
كَأَنَّ قَتلاكُمُ إِيّاهُمُ فَجَعوا
ضَعفى تَعِفُّ الأَيادي عَن مِثالِهِمِ
مِنَ الأَعادي وَإِن هَمّوا بِهِم نَزَعوا
لا تَحسَبوا مَن أَسَرتُم كانَ ذا رَمَقٍ
فَلَيسَ يَأكُلُ إِلّا المَيِّتَ الضَبُعُ
هَلّا عَلى عَقَبِ الوادي وَقَد صَعِدَت
أُسدٌ تَمُرُّ فُرادى لَيسَ تَجتَمِعُ
تَشُقُّكُم بِفَتاها كُلُّ سَلهَبَةٍ
وَالضَربُ يَأخُذُ مِنكُم فَوقَ ما يَدَعُ
وَإِنَّما عَرَّضَ اللَهُ الجُنودَ بِكُم
لِكَي يَكونوا بِلا فَسلٍ إِذا رَجَعوا
فَكُلُّ غَزوٍ إِلَيكُم بَعدَ ذا فَلَهُ
وَكُلُّ غازٍ لِسَيفِ الدَولَةِ التَبَعُ
يَمشي الكِرامُ عَلى آثارِ غَيرِهِمِ
وَأَنتَ تَخلُقُ ما تَأتي وَتَبتَدِعُ
وَهَل يَشينُكَ وَقتٌ كُنتَ فارِسَهُ
وَكانَ غَيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَرَعُ
مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ
فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَعُ
لَم يُسلِمِ الكَرُّ في الأَعقابِ مُهجَتَهُ
إِن كانَ أَسلَمَها الأَصحابُ وَالشِيَعُ
لَيتَ المُلوكَ عَلى الأَقدارِ مُعطِيَةٌ
فَلَم يَكُن لِدَنيءٍ عِندَها طَمَعُ
رَضيتُ مِنهُم بِأَن زُرتَ الوَغى فَرَأوا
وَأَن قَرَعتَ حَبيكَ البيضِ فَاِستَمِعوا
لَقَد أَباحَكَ غِشّاً في مُعامَلَةٍ
مَن كُنتَ مِنهُ بِغَيرِ الصِدقِ تَنتَفِعُ
الدَهرُ مُعتَذِرٌ وَالسَيفُ مُنتَظِرٌ
وَأَرضُهُم لَكَ مُصطافٌ وَمُرتَبَعُ
وَما الجِبالُ لِنَصرانٍ بِحامِيَةٍ
وَلَو تَنَصَّرَ فيها الأَعصَمُ الصَدَعُ
وَما حَمِدتُكَ في هَولٍ ثَبَتَّ لَهُ
حَتّى بَلَوتُكَ وَالأَبطالُ تَمتَصِعُ
فَقَد يُظَنُّ شُجاعاً مَن بِهِ خَرَقٌ
وَقَد يُظَنُّ جَباناً مَن بِهِ زَمَعُ
إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ
وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:29 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ
لَيتَ الرِياحَ صَنَّعٌ ما تَصنَعُ
بَكَرنَ ضَرّا وَبَكَرتَ تَنفَعُ
وَسَجسَجٌ أَنتَ وَهُنَّ زَعزَعُ
وَواحِدٌ أَنتَ وَهُنَّ أَربَعُ
وَأَنتَ نَبعٌ وَالمُلوكُ خِروَعُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:29 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.178/0_772d4_2c0ab379_L.jpg
مَضى اللَيلُ وَالفَضلُ الَّذي لَكَ لا يَمضي
وَرُؤياكَ أَحلى في العُيونِ مِنَ الغُمضِ
عَلى أَنَّني طُوِّقتُ مِنكَ بِنِعمَةٍ
شَهيدٌ بِها بَعضي لِغَيري عَلى بَعضي
سَلامُ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ
تُخَصُّ بِهِ يا خَيرَ ماشٍ عَلى الأَرضِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:30 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
إِذا اِعتَلَّ سَيفُ الدَولَةِ اِعتَلَّتِ الأَرضُ
وَمَن فَوقَها وَالبَأسُ وَالكَرَمُ المَحضُ
وَكَيفَ اِنتِفاعي بِالرُقادِ وَإِنَّما
بِعِلَّتِهِ يَعتَلُّ في الأَعيُنِ الغُمضُ
شَفاكَ الَّذي يَشفي بِجودِكَ خَلقَهُ
لِأَنَّكَ بَحرٌ كُلُّ بَحرٍ لَهُ بَعضُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:31 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
فَعَلَت بِنا فِعلَ السَماءِ بِأَرضِهِ
خِلَعُ الأَميرِ وَحَقَّهُ لَم نَقضِهِ
فَكَأَنَّ صِحَّةَ نَسجِها مِن لَفظِهِ
وَكَأَنَّ حُسنَ نَقائِها مِن عِرضِهِ
وَإِذا وَكَلتَ إِلى كَريمٍ رَأيَهُ
في الجودِ بانَ مَذيقُهُ مِن مَحضِهِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:31 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
مَبيتي مِن دِمَشقَ عَلى فِراشِ
حَشاهُ لي بِحَرِّ حَشايَ حاشِ
لَقى لَيلٍ كَعَينِ الظَبيِ لَوناً
وَهَمٍّ كَالحُمَيّا في المُشاشِ
وَشَوقٍ كَالتَوَقُّدِ في فُؤادِ
كَجَمرٍ في جَوانِحَ كَالمِحاشِ
سَقى الدَمُ كُلَّ نَصلٍ غَيرِ نابٍ
وَرَوّى كُلَّ رُمحٍ غَيرِ راشِ
فَإِنَّ الفارِسَ المَنعوتَ خَفَّت
لِمُنصِلِهِ الفَوارِسُ كَالرِياشِ
فَقَد أَضحى أَبا الغَمَراتِ يُكنى
كَأَنَّ أَبا العَشائِرِ غَيرُ فاشِ
وَقَد نُسِيَ الحُسَينُ بِما يُسَمّى
رَدى الأَبطالِ أَو غَيثَ العِطاشِ
لَقوهُ حاسِراً في دِرعِ صَربٍ
دَقيقِ النَسجِ مُلتَهِبِ الحَواشي
كَأَنَّ عَلى الجَماجِمِ مِنهُ ناراً
وَأَيدي القَومِ أَجنِحَةُ الفَراشِ
كَأَنَّ جَوارِيَ المُهَجاتِ ماءٌ
يُعاوِدُها المُهَنَّدُ مِن عُطاشِ
فَوَلَّوا بَينَ ذي روحٍ مُفاتٍ
وَذي رَمَقٍ وَذي عَقلٍ مُطاشِ
وَمُنعَفِرٍ لِنَصلِ السَيفِ فيهِ
تَواري الضَبِّ خافَ مِنِ اِحتِراشِ
يُدَمّي بَعضُ أَيدي الخَيلِ بَعضاً
وَما بِعُجايَةٍ أَثَرُ اِرتِهاشِ
وَرائِعُها وَحيدٌ لَم يَرُعهُ
تَباعُدُ جَيشِهِ وَالمُستَجاشِ
كَأَنَّ تَلَوِّيَ النُشّابِ فيهِ
تَلَوّي الخوصِ في سَعَفِ العِشاشِ
وَنَهبُ نُفوسِ أَهلِ النَهبِ أَولى
بِأَهلِ المَحدِ مِن نَهبِ القُماشِ
تُشارِكُ في النَدامِ إِذا نَزَلنا
بِطانٌ لا تُشارِكُ في الجِحاشِ
وَمِن قَبلِ النِطاحِ وَقَبلَ ياني
تَبينُ لَكَ النِعاجُ مِنَ الكِباشِ
فَيا بَحرَ البُحورِ وَلا أُوَرّي
وَيا مَلِكَ المُلوكِ وَلا أَحاشي
كَأَنَّكَ ناظِرٌ في كُلِّ قَلبٍ
فَما يَخفى عَلَيكَ مَحَلُّ غاشِ
أَأَصبِرُ عَنكَ لَم تَبخَل بِشَيءٍ
وَلَم تَقبَل عَلَيَّ كَلامَ واشِ
وَكَيفَ وَأَنتَ في الرُؤَساءِ عِندي
عَتيقُ الطَيرِ ما بَينَ الخِشاشِ
فَما خاشيكَ لِلتَكذيبِ راجٍ
وَلا راجيكَ لِلتَخيّبِ خاشي
تُطاعِنُ كُلُّ خَيلٍ كُنتَ فيها
وَلَو كانوا النَبيطَ عَلى الجِحاشِ
أَرى الناسَ الظَلامَ وَأَنتَ نورٌ
وَإِنّي مِنهُمُ لَإِلَيكَ عاشِ
بُليتُ بِهِم بَلاءَ الوَردِ يَلقى
أُنوفاً هُنَّ أَولى بِالخِشاشِ
عَلَيكَ إِذا هُزِلتَ مَعَ اللَيالي
وَحَولَكَ حينَ تَسمَنُ في هِراشِ
أَتى خَبَرُ الأَميرِ فَقيلَ كَرّوا
فَقُلتُ نَعَم وَلَو لَحِقوا بِشاشِ
يَقودُهُمُ إِلى الهَيجا لَجوجٌ
يُسِنُّ قِتالُهُ وَالكَرُّ ناشي
وَأَسرِجَتِ الكُمَيتُ فَناقَلَت بي
عَلى إِعقاقِها وَعَلى غِشاشي
مِنَ المُتَمَرِّداتِ تُذَبُّ عَنها
بِرُمحي كُلُّ طائِرَةِ الرَشاشِ
وَلَو عُقِرَت لَبَلَّغَني إِلَيهِ
حَديثٌ عَنهُ يَحمِلُ كُلَّ ماشِ
إِذا ذُكِرَت مَواقِفُهُ لِحافٍ
وَشيكَ فَما يُنَكِّسُ لِاِنتِقاشِ
تُزيلُ مَخافَةَ المَصبورِ عَنهُ
وَتُلهي ذا الفِياشِ عَنِ الفِياشِ
وَما وُجِدَ اِشتِياقٌ كَاِشتِياقي
وَلا عُرِفَ اِنكِماشٌ كَاِنكِماشي
فَسِرتُ إِلَيكَ في طَلَبِ المَعالي
وَسارَ سِوايَ في طَلَبِ المَعاشِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:32 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَحَبُّ اِمرِئٍ حَبَّتِ الأَنفُسُ
وَأَطيَبُ ما شَمَّهُ مَعطِسُ
وَنَشرٌ مِنَ النَدِّ لَكِنَّما
مَجامِرُهُ الآسُ وَالنَرجِسُ
وَلَسنا نَرى لَهَباً هاجَهُ
فَهَل هاجَهُ عِزُّكَ الأَقعَسُ
وَإِنَّ الفِئامَ الَّتي حَولَهُ
لَتَحسُدُ أَرجُلَها الأَرؤسُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:32 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَنوَكُ مِن عَبدٍ وَمِن عِرسِهِ
مَن حَكَّمَ العَبدَ عَلى نَفسِهِ
وَإِنَّما يُظهِرُ تَحكيمُهُ
تَحَكُّمَ الإِفسادِ في حِسِّهِ
ما مَن يَرى أَنَّكَ في وَعدِهِ
كَمَن يَرى أَنَّكَ في حَبسِهِ
العَبدُ لا تَفضُلُ أَخلاقُهُ
عَن فَرجِهِ المُنِتنِ أَو ضِرسِهِ
لا يُنجِزُ الميعادَ في يَومِهِ
وَلا يَعي ما قالَ في أَمسِهِ
وَإِنَّما تَحتالُ في جَذبِهِ
كَأَنَّكَ المَلّاحُ في قَلسِهِ
فَلا تُرَجِّ الخَيرَ عِندَ اِمرِئٍ
مَرَّت يَدُ النَخّاسِ في رَأسِهِ
وَإِن عَراكَ الشَكُّ في نَفسِهِ
بِحالِهِ فَاِنظُر إِلى جِنسِهِ
فَقَلَّما يَلؤُمُ في ثَوبِهِ
إِلّا الَّذي يَلؤُمُ في غِرسِهِ
مَن وَجَدَ المَذهَبَ عَن قَدرِهِ
لَم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنسِهِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:33 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
يَقِلُّ لَهُ القِيامُ عَلى الرُؤوسِ
وَبَذلُ المُكرَماتِ مِنَ النُفوسِ
إِذا خانَتهُ في يَومٍ ضَحوكٍ
فَكَيفَ تَكونُ في يَومٍ عَبوسِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا
ثُمَّ اِنثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا
وَجَعَلتِ حَظّي مِنكِ حَظّي في الكَرى
وَتَرَكتِني لِلفَرقَدَينِ جَليسا
قَطَّعتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بِسَكرَةٍ
وَأَدَرتِ مِن خَمرِ الفِراقِ كُؤوسا
إِن كُنتِ ظاعِنَةً فَإِنَّ مَدامِعي
تَكفي مَزادَكُمُ وَتُروي العيسا
حاشى لِمِثلِكِ أَن تَكونَ بَخيلَةً
وَلِمِثلِ وَجهِكِ أَن يَكونَ عَبوسا
وَلِمِثلِ وَصلِكِ أَن يَكونَ مُمَنَّعاً
وَلِمِثلِ نَيلِكِ أَن يَكونَ خَسيسا
خَودٌ جَنَت بَيني وَبَينَ عَواذِلي
حَرباً وَغادَرَتِ الفُؤادَ وَطيسا
بَيضاءُ يَمنَعُها تَكَلَّمَ دَلُّها
تيهاً وَيَمنَعُها الحَياءُ تَميسا
لَمّا وَجَدتُ دَواءَ دائي عِندَها
هانَت عَلَيَّ صِفاتُ جالينوسا
أَبقى زُرَيقٌ لِلثُغورِ مُحَمَّداً
أَبقى نَفيسٌ لِلنَفيسِ نَفيساً
إِن حَلَّ فارَقَتِ الخَزائِنُ مالَهُ
أَو سارَ فارَقَتِ الجُسومُ الروسا
مَلِكٌ إِذا عادَيتَ نَفسَكَ عادِهِ
وَرَضيتَ أَو حَشَ ما كَرِهتَ أَنيسا
الخائِضَ الغَمَراتِ غَيرَ مُدافِعٍ
وَالشَمَّرِيَّ المِطعَنَ الدِعّيسا
كَشَّفتُ جَمهَرَةَ العِبادِ فَلَم أَجِد
إِلّا مَسوداً جَنبَهُ مَرؤوسا
بَشَرٌ تَصَوَّرَ غايَةً في آيَةٍ
تَنفي الظُنونَ وَتُفسِدُ التَقِيّسا
وَبِهِ يُضَنُّ عَلى البَرِيَّةِ لا بِها
وَعَلَيهِ مِنها لا عَلَيها يوسى
لَو كانَ ذو القَرنَينِ أَعمَلَ رَأيَهُ
لَمّا أَتى الظُلُماتِ صِرنَ شُموسا
أَو كانَ صادَفَ رَأسَ عازَرَ سَيفُهُ
في يَومِ مَعرَكَةٍ لَأَعيا عيسى
أَو كانَ لُجُّ البَحرِ مِثلَ يَمينِهِ
ما اِنشَقَّ حَتّى جازَ فيهِ موسى
أَو كانَ لِلنيرانِ ضَوءُ جَبينِهِ
عُبِدَت فَصارَ العالَمونَ مَجوسا
لَمّا سَمِعتُ بِهِ سَمِعتُ بِواحِدٍ
وَرَأَيتُهُ فَرَأَيتُ مِنهُ خَميسا
وَلَحَظتُ أُنمُلَهُ فَسِلنَ مَواهِباً
وَلَمَستُ مُنصُلَهُ فَسالَ نُفوسا
يا مَن نَلوذُ مِنَ الزَمانِ بِظِلِّهِ
أَبَداً وَنَطرُدُ بِاِسمِهِ إِبليسا
صَدَقَ المُخَبِّرُ عَنكَ دونَكَ وَصفُهُ
مَن بِالعِراقِ يَراكَ في طَرَسوسا
بَلَدٌ أَقَمتَ بِهِ وَذِكرُكَ سائِرٌ
يَشنا المَقيلَ وَيَكرَهُ التَعريسا
فَإِذا طَلَبتَ فَريسَةً فارَقتَهُ
وَإِذا خَدَرتَ تَخِذتَهُ عِرّيسا
إِنّي نَثَرتُ عَلَيكَ دُرّاً فَاِنتَقِد
كَثُرَ المُدَلِّسُ فَاِحذَرِ التَدليسا
حَجَّبتُها عَن أَهلِ إِنطاكِيَّةٍ
وَجَلَوتُها لَكَ فَاِجتَلَيتَ عَروسا
خَيرُ الطُيورِ عَلى القُصورِ وَشَرُّها
يَأوي الخَرابَ وَيَسكُنُ الناوّسا
لَو جادَتِ الدُنيا فَدَتكَ بِأَهلِها
أَو جاهَدَت كُتِبَت عَلَيكَ حَبيسا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:35 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَلَذُّ مِنَ المُدامِ الخَندَريسِ
وَأَحلى مِن مُعاطاةِ الكُؤوسِ
مُعاطاةُ الصَفائِحِ وَالعَوالي
وَإِقحامي خَميساً في خَميسِ
فَمَوتي في الوَغى أَرَبي لِأَنّي
رَأَيتُ العَيشَ في أَرَبِ النُفوسِ
وَلَو سُقِّيتُها بِيَدي نَديمٍ
أَسَرُّ بِهِ لَكانَ أَبا ضَبيسِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:36 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ
لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ
وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ
دَمعاً يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي
وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ
ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ
صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها
قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ
خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت
وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ
ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ
وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ
إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ
تَرمِ اِمرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ
يَفدي بَنيكَ عُبَيدَ اللَهِ حاسِدُهُم
بِجَبهَةِ العيرِ يُفدى حافِرُ الفَرَسِ
أَبا الغَطارِفَةِ الحامينَ جارَهُمُ
وَتارِكي اللَيثِ كَلباً غَيرَ مُفتَرَسِ
مِن كُلِّ أَبيَضَ وَضّاحٍ عَمامَتُهُ
كَأَنَّما اِشتَمَلَت نوراً عَلى قَبَسِ
دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ
أَغَرَّ حُلوٍ مُمِرٍّ لَيِّنٍ شَرِسِ
نَدٍ أَبِيٍّ غَرٍ وافٍ أَخي ثِقَةٍ
جَعدٍ سَرِيٍّ نَهٍ نَدبٍ رَضاً نَدُسِ
لَو كانَ فَيضُ يَدَيهِ ماءَ غادِيَةٍ
عَزَّ القَطا في الفَيافي مَوضِعُ اليَبَسِ
أَكارِمٌ حَسَدَ الأَرضَ السَماءُ بِهِم
وَقَصَّرَت كُلُّ مِصرٍ عَن طَرابُلسِ
أَيُّ المُلوكِ وَهُم قَصدي أُحاذِرُهُ
وَأَيُّ قِرنٍ وَهُم سَيفي وَهُم تُرُسي
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَلا أَذِّن فَما أَذكَرتَ ناسيhttp://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
وَلا لَيَّنتَ قَلباً وَهوَ قاسِ
وَلا شُغِلَ الأَميرُ عَنِ المَعالي
وَلا عَن حَقِّ خالِقِهِ بِكاسِ
كَفِرِندي فِرِندُ سَيفي الجُرازِ
لَذَّةُ العَينِ عُدَّةٌ لِلبَرازِ
تَحسَبُ الماءَ خَطَّ في لَهَبِ النا
رِ أَدَقَّ الخُطوطِ في الأَحرازِ
كُلَّما رُمتَ لَونَهُ مَنَعَ النا
ظِرَ مَوجٌ كَأَنَّهُ مِنكَ هازي
وَدَقيقٌ قَذى الهَباءِ أَنيقٌ
مُتَوالٍ في مُستَوٍ هَزهازِ
وَرَدَ الماءَ فَالجَوانِبُ قَدراً
شَرِبَت وَالَّتي تَليها جَوازي
حَمَلَتهُ حَمائِلُ الدَهرِ حَتّى
هِيَ مُحتاجَةٌ إِلى خَرّازِ
وَهوَ لا تَلحَقُ الدِماءُ غِرارَيـ
ـهِ وَلا عِرضَ مُنتَضيهِ المَخازي
يا مُزيلَ الظَلامِ عَنّي وَرَوضي
يَومَ شُربي وَمَعقِلي في البَرازِ
وَاليَماني الَّذي لَوِ اِسطَعتُ كانَت
مُقلَتي غِمدَهُ مِنَ الإِعزازِ
إِنَّ بَرقي إِذا بَرَقتَ فَعالي
وَصَليلي إِذا صَلَلتَ اِرتِجازي
لَم أُحَمِّلكَ مُعلَماً هَكَذا إِلـ
ـلا لِضَربِ الرِقابِ وَالأَجوازِ
وَلِقَطعي بِكَ الحَديدَ عَلَيها
فَكِلانا لِجِنسِهِ اليَومَ غازي
سَلُّهُ الرَكضُ بَعدَ وَهنٍ بِنَجدٍ
فَتَصَدّى لِلغَيثِ أَهلُ الحِجازِ
وَتَمَنَّيتُ مِثلَهُ فَكَأَنّي
طالِبٌ لِاِبنِ صالِحٍ مَن يُوازي
لَيسَ كُلُّ السَراةِ بِالروذَبارِيـ
ـيِ وَلا كُلُّ ما يَطيرُ بِبازِ
فارِسِيٌّ لَهُ مِنَ المَجدِ تاجُ
كانَ مِن جَوهَرٍ عَلى أَبرَوازِ
نَفسُهُ فَوقَ كُلِّ أَصلٍ شَريفٍ
وَلَوَ أَنّي لَهُ إِلى الشَمسِ عازي
وَكَأَنَّ الفَريدَ وَالدُرَّ وَاليا
قوتَ مِن لَفظِهِ وَسامَ الرِكازِ
شَغَلَت قَلبَهُ حِسانُ المَعالي
عَن حِسانِ الوُجوهِ وَالأَعجازِ
تَقضَمُ الجَمرَ وَالحَديدَ الأَعادي
دونَهُ قَضمَ سُكَّرِ الأَهوازِ
بَلَّغَتهُ البَلاغَةُ الجَهدَ بِالعَفـ
ـوِ وَنالَ الإِسهابَ بِالإيجازِ
حامِلُ الحَربِ وَالدِياتِ عَنِ القَو
مِ وَثِقلِ الدُيونِ وَالإِعوازِ
كَيفَ لا يَشتَكي وَكَيفَ تَشَكَّوا
وَبِهِ لا بِمَن شَكاها المَرازي
أَيُّها الواسِعُ الفَناءِ وَما فيـ
ـهِ مَبيتٌ لِمالِكَ المُجتازِ
بِكَ أَضحى شَبا الأَسِنَّةِ عِندي
كَشَبا أَسوُقِ الجِرادِ النَوازي
وَاِنثَنى عَنِّيَ الرُدَينِيُّ حَتّى
دارَ دَورَ الحُروفِ في هَوّازِ
وَبِئابائِكَ الكِرامِ التَأَسِّي
وَالتَسَلّي عَمَّن مَضى وَالتَعازي
تَرَكوا الأَرضَ بَعدَ ما ذَلَّلوها
وَمَشَت تَحتَهُم بِلا مِهمازِ
وَأَطاعَتهُمُ الجُيوشُ وَهيبوا
فَكَلامُ الوَرى لَهُم كَالنُحازِ
وَهِجانٍ عَلى هِجانٍ تَآيَتـ
ـكَ عَديدَ الحُبوبِ في الأَقوازِ
صَفَّها السَيرُ في العَراءِ فَكانَت
فَوقَ مِثلِ المُلاءِ مِثلَ الطِرازِ
وَحَكى في اللُحومِ فِعلَكَ في الوَفـ
ـرِ فَأَودى بِالعَنتَريسِ الكِنازِ
كُلَّما جادَتِ الظُنونُ بِوَعدٍ
عَنكَ جادَت يَداكَ بِالإِنجازِ
مَلِكٌ مُنشِدُ القَريضِ لَدَيهِ
واضِعُ الثَوبِ في يَدَي بَزّازِ
وَلَنا القَولُ وَهوَ أَدرى بِفَحوا
هُ وَأَهدى فيهِ إِلى الإِعجازِ
وَمِنَ الناسِ مَن يَجوزُ عَلَيهِ
شُعَراءٌ كَأَنَّها الخازِبازِ
وَيَرى أَنَّهُ البَصيرُ بِهَذا
وَهوَ في العُميِ ضائِعُ العُكّازِ
كُلُّ شِعرٍ نَظيرُ قائِلِهِ فيـ
ـكَ وَعَقلُ المُجيزِ عَقلُ المُجازِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:37 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا
وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِباً
لَمّا رَآكَ وَفي الحَشى مالا يُرى
أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ
فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا
تَعِسَ المَهاري غَيرَ مَهرِيٍّ غَدا
بِمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَريرَ مُصَوَّرا
نافَستُ فيهِ صورَةً في سِترِهِ
لَو كُنتُها لَخَفيتُ حَتّى يَظهَرا
لا تَترَبِ الأَيدي المُقيمَةُ فَوقَهُ
كِسرى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرا
يَقِيانِ في أَحَدِ الهَوادِجِ مُقلَةً
رَحَلَت فَكانَ لَها فُؤادِيَ مَحجِرا
قَد كُنتُ أَحذَرَ بَينَهُم مِن قَبلِهِ
لَو كانَ يَنفَعُ حائِناً أَن يَحذَرا
وَلَوِ اِستَطَعتُ إِذِ اِغتَدَت رُوّادُهُم
لَمَنَعتُ كُلَّ سَحابَةٍ أَن تَقطُرا
فَإِذا السَحابُ أَخو غُرابِ فِراقِهِم
جَعَلَ الصِياحَ بَبينِهِم أَن يُمطِرا
وَإِذا الحَمائِلُ ما يَخِدنَ بِنَفنَفٍ
إِلّا شَقَقنَ عَلَيهِ ثَوباً أَخضَرا
يَحمِلنَ مِثلَ الرَوضِ إِلّا أَنَّها
أَسبى مَهاةً لِلقُلوبِ وَجُؤذُرا
فَبِلَحظِها نَكِرَت قَناتي راحَتي
ضَعفاً وَأَنكَرَ خاتِمايَ الخِنصِرا
أَعطى الزَمانُ فَما قَبِلتُ عَطائَهُ
وَأَرادَ لي فَأَرَدتُ أَن أَتَخَيَّرا
أَرَجانَ أَيَّتُها الجِيادُ فَإِنَّهُ
عَزمي الَّذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرا
لَو كُنتُ أَفعَلُ ما اِشتَهَيتِ فِعالَهُ
ما شَقَّ كَوكَبُكِ العَجاجَ الأَكدَرا
أُمّي أَبا الفَضلِ المُبِرِّ أَلِيَّتي
لَأُيَمَّمَنَّ أَجَلَّ بَحرٍ جَوهَرا
أَفتى بِرُؤيَتِهِ الأَنامُ وَحاشَ لي
مِن أَن أَكونَ مُقَصِّراً أَو مُقصِرا
صُغتُ السِوارَ لِأَيِّ كَفٍّ بَشَّرَت
بِاِبنِ العَميدِ وَأَيِّ عَبدٍ كَبَّرا
إِن لَم تُغِثني خَيلُهُ وَسِلاحُهُ
فَمَتى أَقودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا
بِأَبي وَأُمّي ناطِقٌ في لَفظِهِ
ثَمَنُ تُباعُ بِهِ القُلوبُ وَتُشتَرى
مَن لا تُريهِ الحَربُ خَلقاً مُقبِلاً
فيها وَلا خَلقٌ يَراهُ مُدبِراً
خَنثى الفُحولَ مِنَ الكُماةِ بِصَبغِهِ
ما يَلبَسونَ مِنَ الحَديدِ مُعَصفَرا
يَتَكَسَّبُ القَصَبُ الضَعيفُ بِكَفِّهِ
شَرَفاً عَلى صُمِّ الرِماحِ وَمَفخَرا
وَيَبينُ فيما مَسَّ مِنهُ بَنانُهُ
تيهُ المُدِلِّ فَلَو مَشى لَتَبَختَرا
يا مَن إِذا وَرَدَ البِلادَ كِتابُهُ
قَبلَ الجُيوشِ ثَنى الجُيوشَ تَحَيُّرا
أَنتَ الوَحيدُ إِذا اِرتَكَبتَ طَريقَةً
وَمَنِ الرَديفُ وَقَد رَكِبتَ غَضَنفَرا
قَطَفَ الرِجالُ القَولَ وَقتَ نَباتِهِ
وَقَطَفتَ أَنتَ القَولَ لَمّا نَوَّرا
فَهُوَ المُشَيَّعُ بِالمَسامِعِ إِن مَضى
وَهُوَ المُضاعَفُ حُسنُهُ إِن كُرِّرا
وَإِذا سَكَتَّ فَإِنَّ أَبلَغَ خاطِبٍ
قَلَمٌ لَكَ اِتَّخَذَ الأَصابِعَ مِنبَرا
وَرَسائِلٌ قَطَعَ العُداةُ سِحائَها
فَرَأَوا قَناً وَأَسِنَّةً وَسَنَوَّرا
فَدَعاكَ حُسَّدُكَ الرَئيسَ وَأَمسَكوا
وَدَعاكَ خالِقُكَ الرَئيسَ الأَكبَرا
خَلَفَت صِفاتُكَ في العُيونِ كَلامَهُ
كَالخَطِّ يَملَءُ مِسمَعَي مَن أَبصَرا
أَرَأَيتَ هِمَّةَ ناقَتي في ناقَةٍ
نَقَلَت يَداً سُرُحاً وَخُفّاً مُجمَرا
تَرَكَت دُخانَ الرَمثِ في أَوطانِها
طَلَباً لِقَومٍ يوقِدونَ العَنبَرا
وَتَكَرَّمَت رُكَباتُها عَن مَبرَكٍ
تَقَعانِ فيهِ وَلَيسَ مِسكاً أَذفَرا
فَأَتَتكَ دامِيَةَ الأَظَلِّ كَأَنَّما
حُذِيَت قَوائِمُها العَقيقَ الأَحمَرا
بَدَرَت إِلَيكَ يَدَ الزَمانِ كَأَنَّها
وَجَدَتهُ مَشغولَ اليَدَينِ مُفَكِّرا
مَن مُبلِغُ الأَعرابِ أَنّي بَعدَها
شاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإِسكَندَرا
وَمَلِلتُ نَحرَ عِشارِها فَأَضافَني
مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُضارَ لِمَن قَرى
وَسَمِعتُ بَطليموسَ دارِسَ كُتبِهِ
مُتَمَلِّكاً مُتَبَدِّياً مُتَحَضِّراً
وَلَقيتُ كُلَّ الفاضِلينَ كَأَنَّما
رَدَّ الإِلَهُ نُفوسَهُم وَالأَعصُرا
نُسِقوا لَنا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّماً
وَأَتى فَذَلِكَ إِذ أَتيتَ مُؤَخَّرا
يا لَيتَ باكِيَةً شَجاني دَمعُها
نَظَرَت إِلَيكَ كَما نَظَرتُ فَتَعذِرا
وَتَرى الفَضيلَةَ لا تَرُدُّ فَضيلَةً
الشَمسَ تُشرِقُ وَالسَحابَ كَنَهوَرا
أَنا مِن جَميعِ الناسِ أَطيَبُ مَنزِلاً
وَأَسَرُّ راحِلَةً وَأَربَحُ مَتجَرا
زُحَلٌ عَلى أَنَّ الكَواكِبَ قَومُهُ
لَو كانَ مِنكَ لَكانَ أَكرَمَ مَعشَرا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ
وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي
وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها
تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي
سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها
فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً
فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها
لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما
تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ
عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ
مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ
عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ
كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال
جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا
مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا
عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ
وَيَومٍ وَصَلناهُ بِلَيلٍ كَأَنَّما
عَلى أُفقِهِ مِن بَرقِهِ حُلَلٌ حُمرُ
وَلَيلٍ وَصَلناهُ بِيَومٍ كَأَنَّما
عَلى مَتنِهِ مِن دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ
وَغَيثٌ ظَنَنّا تَحتُهُ أَنَّ عامِراً
عَلا لَم يَمُت أَو في السَحابِ لَهُ قَبرُ
أَوِ اِبنَ اِبنِهِ الباقي عَلِيَّ بنَ أَحمَدٍ
يَجودُ بِهِ لَو لَم أَجُز وَيَدي صِفرُ
وَإِنَّ سَحاباً جَودُهُ مِثلُ جودِهِ
سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ
وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخائُهُ
وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ
كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّماً
تَرى الناسَ قُلّاً حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
مُفَدّى بِئاباءِ الرِجالِ سَمَيذَعاً
هُوَ الكَرَمُ المَدُّ الَّذي مالَهُ جَزرُ
وَما زِلتُ حَتّى قادَني الشَوقُ نَحوَهُ
يُسايِرُني في كُلِّ رَكبٍ لَهُ ذِكرُ
وَأَستَكبِرُ الأَخبارَ قَبلَ لِقائِهِ
فَلَمّا اِلتَقَينا صَغَّرَ الخَبَرَ الخُبرُ
إِلَيكَ طَعَنّا في مَدى كُلِّ صَفصَفٍ
بِكُلِّ وَآةٍ كُلُّ ما لَقِيَت نَحرُ
إِذا وَرِمَت مِن لَسعَةٍ مَرِحَت لَها
كَأَنَّ نَوالاً صَرَّ في جِلدِها النِبرُ
فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى
وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ
وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجى
وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ
إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها
نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
وَجَنَّبَني قُربَ السَلاطينِ مَقتُها
وَما يَقتَضيني مِن جَماجِمِها النَسرُ
وَإِنّي رَأَيتُ الضُرَّ أَحسَنَ مَنظَراً
وَأَهوَنَ مِن مَرأى صَغيرٍ بِهِ كِبرُ
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي
أَوُدُّ اللَواتي ذا اِسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ
وَلَكِن لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقاً
وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ
بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما
بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:38 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
بُسَيطَةُ مَهلاً سُقيتِ القِطارا
تَرَكتِ عُيونَ عَبيدي حَيارى
فَظَنّوا النِعامَ عَلَيكِ النَخيلَ
وَظَنّوا الصِوارَ عَلَيكِ المَنارا
فَأَمسَكَ صَحبي بِأَكوارِهِم
وَقَد قَصَدَ الضِحكُ فيهِم وَجارا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
تَركُ مَدحِيكَ كَالهِجاءِ لِنَفسي
وَقَليلٌ لَكَ المَديحُ الكَثيرُ
غَيرَ أَنّي تَرَكتُ مُقتَضَبَ الشِعـ
ـرِ لِأَمرٍ مِثلي بِهِ مَعذورُ
وَسَجاياكَ مادِحاتُكَ لا لَفـ
ـظي وُجودٌ عَلى كَلامي يُغيرُ
فَسَقى اللَهُ مَن أُحِبُّ بِكَفَّيـ
ـكَ وَأَسقاكَ أَيُّهَذا الأَميرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:40 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
إِنَّما أَحفَظُ المَديحَ بِعَيني
لا بِقَلبي لِما أَرى في الأَميرِ
مِن خِصالٍ إِذا نَظَرتُ إِلَيها
نَظَمَت لي غَرائِبَ المَنثورِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:41 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
لا تَلومَنَّ اليَهودِيَّ عَلى
أَن يَرى الشَمسَ فَلا يُنكِرُها
إِنَّما اللَومُ عَلى حاسِبِها
ظُلمَةً مِن بَعدِ ما يُبصِرُها
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:42 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَنَشرُ الكِباءِ وَوَجهُ الأَميرِ
وَصَوتُ الغِناءِ وَصافي الخُمورِ
فَداوِ خُماري بِشُربي لَها
فَإِنّي سَكِرتُ بِشُربِ السُرورِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:42 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
وَوَقتٍ وَفى بِالدَهرِ لي عِندَ واحِدٍ
وَفى لي بِأَهليهِ وَزادَ كَثيرا
شَرِبتُ عَلى اِستِحسانِ ضَوءِ جَبينِهِ
وَزَهرٍ تَرى لِلماءِ فيهِ خَريرا
غَدا الناسُ مِثلَيهِم بِهِ لا عَدِمتُهُ
وَأَصبَحَ دَهري في ذَراهُ دُهورا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:43 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
عَذيري مِن عَذارى مِن أُمورِ
سَكَنَّ جَوانِحي بَدَلَ الخُدورِ
وَمُبتَسِماتِ هَيجاواتِ عَصرٍ
عَنِ الأَسيافِ لَيسَ عَنِ الثُغورِ
رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إِلَيها
وَكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُفورِ
أَواناً في بُيوتِ البَدوِ رَحلي
وَآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعيرِ
أُعَرِّضُ لِلرِماحِ الصُمِّ نَحري
وَأَنصِبُ حُرَّ وَجهي لِلهَجيرِ
وَأَسري في ظَلامِ اللَيلِ وَحدي
كَأَنّي مِنهُ في قَمَرٍ مُنيرِ
فَقُل في حاجَةٍ لَم أَقضِ مِنها
عَلى شَغَفي بِها شَروى نَقيرِ
وَنَفسٍ لا تُجيبُ إِلى خَسيسِ
وَعَينٍ لا تُدارُ عَلى نَظيرِ
وَكَفٍّ لا تُنازِعُ مَن أَتاني
يُنازِعُني سِوى شَرَفي وَخَيري
وَقِلَّةِ ناصِرٍ جوزيتَ عَنّي
بِشَرٍّ مِنكَ يا شَرَّ الدُهورِ
عَدُوّي كُلُّ شَيءٍ فيكَ حَتّى
لَخِلتُ الأُكمَ موغَرَةَ الصُدورِ
فَلَو أَنّي حُسِدتُ عَلى نَفيسٍ
لَجُدتَ بِهِ لِذي الجَدِّ العَثورِ
وَلَكِنّي حُسِدتُ عَلى حَياتي
وَما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرورِ
فَيا اِبنَ كَرَوَّسٍ يا نِصفَ أَعمى
وَإِن تَفخَر فَيا نِصفَ البَصيرِ
تُعادينا لِأَنّا غَيرُ لُكنٍ
وَتُبغِضُنا لِأَنّا غَيرُ عورِ
فَلَو كُنتَ اِمرَأً يُهجى هَجَونا
وَلَكِن ضاقَ فِترٌ عَن مَسيرِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:43 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ
يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ
وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم
فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:44 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
بِرَجاءِ جودِكَ يُطرَدُ الفَقرُ
وَبِأَن تُعادى يَنفَدُ العُمرُ
فَخَرَ الزُجاجُ بِأَن شَرِبتَ بِهِ
وَزَرَت عَلى مَن عافَها الخَمرُ
وَسَلِمتَ مِنها وَهيَ تُسكِرُنا
حَتّى كَأَنَّكَ هابَكَ السُكرُ
ما يُرتَجى أَحَدٌ لِمَكرُمَةٍ
إِلّا الإِلَهُ وَأَنتَ يا بَدرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:44 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
زَعَمتَ أَنَّكَ تَنفي الظَنَّ عَن أَدَبي
وَأَنتَ أَعظَمُ أَهلِ العَصرِ مِقدارا
إِنّي أَنا الذَهَبُ المَعروفُ مَخبَرُهُ
يَزيدُ في السَبكِ لِلدينارِ دينارا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:45 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
إِنَّ الأَميرَ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
لَفاخِرٌ كُسِيَت فَخراً بِهِ مُضَرُ
في الشَربِ جارِيَةٌ مِن تَحتِها خَشَبٌ
ما كانَ والِدَها جِنٌّ وَلا بَشَرُ
قامَت عَلى فَردِ رِجلٍ مِن مَهابَتِهِ
وَلَيسَ تَعقِلُ ما تَأتي وَما تَذَرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:45 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
وَجارِيَةٍ شَعرُها شَطرُها
مُحَكَّمَةٍ نافِذٍ أَمرُها
تَدورُ وَفي كَفِّها طاقَةٌ
تَضَمَّنَها مُكرَهاً شِبرُها
فَإِن أَسكَرَتنا فَفي جَهلِها
بِما فَعَلَتهُ بِنا عُذرُها
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:45 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
نالَ الَّذي نِلتُ مِنهُ مِنّي
لِلَّهِ ما تَصنَعُ الخُمورُ
وَذا اِنصِرافي إِلى مَحَلّي
أَآذِنٌ أَيُّها الأَميرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:46 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَصبَحتَ تَأمُرُ بِالحِجابِ لِخِلوَةٍ
هَيهاتَ لَستَ عَلى الحِجابِ بِقادِرِ
مَن كانَ ضَوءُ جَبينِهِ وَنَوالُهُ
لَم يُحجَبا لَم يَحتَجِب عَن ناظِرِ
فَإِذا اِحتَجَبتَ فَأَنتَ غَيرُ مُحَجَّبٍ
وَإِذا بَطَنتَ فَأَنتَ عَينُ الظاهِرِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:46 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
مَرَتكَ اِبنَ إِبراهيمَ صافِيَةُ الخَمرِ
وَهُنِّئتَها مِن شارِبٍ مُسكِرِ السُكرِ
رَأَيتُ الحُمَيّا في الزُجاجِ بِكَفِّهِ
فَشَبَّهتُها بِالشَمسِ في البَدرِ في البَحرِ
إِذا ما ذَكَرنا جودَهُ كانَ حاضِراً
نَأى أَو دَنا يَسعى عَلى قَدَمِ الخِضرِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:46 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَلِئالِ إِبراهيمَ بَعدَ مُحَمَّدٍ
إِلّا حَنينٌ دائِمٌ وَزَفيرُ
ما شَكَّ خابِرُ أَمرِهِم مِن بَعدِهِ
أَنَّ العَزاءَ عَلَيهِمِ مَحظورُ
تُدمي خُدودَهُمُ الدُموعُ وَتَنقَضي
ساعاتُ لَيلِهِمِ وَهُنَّ دُهورُ
أَبناءُ عَمِّ كُلُّ ذَنبٍ لِاِمرِئٍ
إِلّا السِعايَةَ بَينَهُم مَغفورُ
طارَ الوُشاةُ عَلى صَفاءِ وِدادِهِم
وَكَذا الذُبابُ عَلى الطَعامِ يَطيرُ
وَلَقَد مَنَحتُ أَبا الحُسَينِ مَوَدَّةً
جودي بِها لِعَدُوِّهِ تَبذيرُ
مَلِكٌ تَصَوَّرَ كَيفَ شاءَ كَأَنَّما
يَجري بِفَصلِ قَضائِهِ المَقدورُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:47 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
غاضَت أَنامِلُهُ وَهُنَّ بُحورُ
وَخَبَت مَكايِدُهُ وَهُنَّ سَعيرُ
يُبكى عَلَيهِ وَما اِستَقَرَّ قَرارُهُ
في اللَحدِ حَتّى صافَحَتهُ الحورُ
صَبراً بَني إِسحاقَ عَنهُ تَكَرُّماً
إِنَّ العَظيمَ عَلى العَظيمِ صَبورُ
فَلِكُلِّ مَفجوعٍ سِواكُم مُشبِهٌ
وَلِكُلِّ مَفقودٍ سِواهُ نَظيرُ
أَيّامَ قائِمُ سَيفِهِ في كَفِّهِ ال
يُمنى وَباعُ المَوتِ عَنهُ قَصيرُ
وَلَطالَما اِنهَمَلَت بِماءٍ أَحمَرٍ
في شَفرَتَيهِ جَماجِمٌ وَنُحورُ
فَأُعيذُ إِخوَتَهُ بِرَبِّ مُحَمَّدٍ
أَن يَحزَنوا وَمُحَمَّدٌ مَسرورُ
أَو يَرغَبوا بِقُصورِهِم عَن حُفرَةٍ
حَيّاهُ فيها مُنكَرٌ وَنَكيرُ
نَفَرٌ إِذا غابَت غُمودُ سُيوفِهِم
عَنها فَآجالُ العِبادِ حُضورُ
وَإِذا لَقوا جَيشاً تَيَقَّنَ أَنَّهُ
مِن بَطنِ طَيرِ تَنوفَةٍ مَحشورُ
لَم تُثنَ في طَلَبٍ أَعِنَّةُ خَيلِهِم
إِلّا وَعُمرُ طَريدِها مَبتورُ
يَمَّمتُ شاسِعَ دارِهِم عَن نِيَّةٍ
إِنَّ المُحِبَّ عَلى البِعادِ يَزورُ
وَقَنِعتُ بِاللُقيا وَأَوَّلِ نَظرَةٍ
إِنَّ القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:48 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
إِنّي لَأَعلَمُ وَاللَبيبُ خَبيرُ
أَنَّ الحَياةَ وَإِن حَرَصتَ غُرورُ
وَرَأَيتُ كُلّاً ما يُعَلِّلُ نَفسَهُ
بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَناءِ يَصيرُ
أَمُجاوِرَ الديماسِ رَهنَ قَرارَةٍ
فيها الضِياءُ بِوَجهِهِ وَالنورُ
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى
أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
ما كُنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أَن أَرى
رَضوى عَلى أَيدي الرِجالِ تَسيرُ
خَرَجوا بِهِ وَلِكُلِّ باكٍ خَلفَهُ
صَعَقاتُ موسى يَومَ دُكَّ الطورُ
وَالشَمسُ في كَبِدِ السَماءِ مَريضَةٌ
وَالأَرضُ واجِفَةٌ تَكادُ تَمورُ
وَحَفيفُ أَجنِحَةِ المَلائِكِ حَولُهُ
وَعُيونُ أَهلِ اللاذِقِيَّةِ صورُ
حَتّى أَتَوا جَدَثاً كَأَنَّ ضَريحَهُ
في قَلبِ كُلِّ مُوَحِّدٍ مَحفورُ
بِمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلى مِن مُلكِهِ
مُغفٍ وَإِثمِدُ عَينِهِ الكافورُ
فيهِ الفَصاحَةُ وَالسَماحَةُ وَالتُقى
وَالبَأسُ أَجمَعُ وَالحِجى وَالخَيرُ
كَفَلَ الثَناءُ لَهُ بِرَدِّ حَياتِهِ
لَمّا اِنطَوى فَكَأَنَّهُ مَنشورُ
وَكَأَنَّما عيسى اِبنُ مَريَمَ ذِكرُهُ
وَكَأَنَّ عازَرَ شَخصُهُ المَقبورُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:48 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ
بِفِيَّ بَرودٌ وَهوَ في كَبِدي جَمرُ
أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ
وَذَيّا الَّذي قَبَّلتُهُ البَرقُ أَم ثَغرُ
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
إِلَيكَ اِبنَ يَحيى اِبنِ الوَليدِ تَجاوَزَت
بِيَ البيدَ عيسٌ لَحمُها وَالدَمُ الشِعرُ
نَضَحتُ بِذِكراكُم حَرارَةَ قَلبِها
فَسارَت وَطولُ الأَرضِ في عَينِها شِبرُ
إِلى لَيثِ حَربٍ يُلحِمُ اللَيثَ سَيفُهُ
وَبَحرِ نَدىً في مَوجِهِ يَغرَقُ البَحرُ
وَإِن كانَ يُبقي جودُهُ مِن تَليدِهِ
شَبيهاً بِما يُبقي مِنَ العاشِقِ الهَجرُ
فَتىً كُلَّ يَومٍ تَحتَوي نَفسَ مالِهِ
رِماحُ المَعالي لا الرُدَينِيَّةُ السُمرُ
تَباعَدَ ما بَينَ السَحابِ وَبَينَهُ
فَنائِلُها قَطرٌ وَنائِلُهُ غَمرُ
وَلَو تَنزِلُ الدُنيا عَلى حُكمِ كَفِّهِ
لَأَصبَحَتِ الدُنيا وَأَكثَرُها نَزرُ
أَراهُ صَغيراً قَدرَها عُظمُ قَدرِهِ
فَما لِعَظيمٍ قَدرُهُ عِندَهُ قَدرُ
مَتى ما يُشِر نَحوَ السَماءِ بِوَجهِهِ
تَخِرَّ لَهُ الشِعرى وَيَنخَسِفِ البَدرُ
تَرَ القَمَرَ الأَرضِيَّ وَالمَلِكَ الَّذي
لَهُ المُلكُ بَعدَ اللَهِ وَالمَجدُ وَالذِكرُ
كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ
يُؤَرِّقُهُ فيما يُشَرِّفُهُ الفِكرُ
لَهُ مِثَنٌ تُفني الثَناءَ كَأَنَّما
بِهِ أَقسَمَت أَن لا يُؤَدّى لَها شُكرُ
أَبا أَحمَدٍ ما الفَخرُ إِلّا لِأَهلِهِ
وَما لِاِمرِئٍ لَم يُمسِ مِن بُحتُرٍ فَخرُ
هُمُ الناسُ إِلّا أَنَّهُم مِن مَكارِمٍ
يُغَنّي بِهِم حَضرٌ وَيَحدو بِهِم سَفرُ
بِمَن أَضرِبُ الأَمثالَ أَم مَن أَقيسُهُ
إِلَيكَ وَأَهلُ الدَهرِ دونَكَ وَالدَهرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:49 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ
وَغَيَّضَ الدَمعَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ
وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌ
وَصاحِبُ الدَمعِ لا تَخفى سَرائِرُهُ
لَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِم
وَلا بِرَبرَبِهِم لَولا جَآذِرُهُ
مِن كُلِّ أَحوَرَ في أَنيابِهِ شَنَبٌ
خَمرٌ يُخامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ
نَعجٌ مَحاجِرُهُ دُعجٌ نَواظِرُهُ
حُمرٌ غَفائِرُهُ سودٌ غَدائِرُهُ
أَعارَني سُقمَ عَينَيهِ وَحَمَّلَني
مِنَ الهَوى ثِقلَ ما تَحوي مَآزِرُهُ
يا مَن تَحَكَّمَ في نَفسي فَعَذَّبَني
وَمَن فُؤادي عَلى قَتلي يُضافِرُهُ
بِعَودَةِ الدَولَةِ الغَرّاءِ ثانِيَةً
سَلَوتُ عَنكَ وَنامَ اللَيلَ ساهِرُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ
كَأَنَّ أَوَّلَ يَومِ الحَشرِ آخِرُهُ
غابَ الأَميرُ فَغابَ الخَيرُ عَن بَلَدٍ
كادَت لِفَقدِ اِسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ
قَدِ اِشتَكَت وَحشَةَ الأَحياءِ أَربُعُهُ
وَخَبَّرَت عَن أَسى المَوتى مَقابِرُهُ
حَتّى إِذا عُقِدَت فيهِ القِبابُ لَهُ
أَهَلَّ لِلَّهِ باديهِ وَحاضِرُهُ
وَجَدَّدَت فَرَحاً لا الغَمُّ يَطرُدُهُ
وَلا الصَبابَةُ في قَلبٍ تُجاوِرُهُ
إِذا خَلَت مِنكَ حِمصٌ لا خَلَت أَبَداً
فَلا سَقاها مِنَ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
دَخَلتَها وَشُعاعُ الشَمسِ مُتَّقِدُ
وَنورُ وَجهِكَ بَينَ الخَلقِ باهِرُهُ
في فَيلَقٍ مِن حَديدٍ لَو قَذَفتَ بِهِ
صَرفَ الزَمانِ لَما دارَت دَوائِرُهُ
تَمضي المَواكِبُ وَالأَبصارُ شاخِصَةٌ
مِنها إِلى المَلِكِ المَيمونِ طائِرُهُ
قَد حِرنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ
في دِرعِهِ أَسَدٌ تَدمى أَظافِرُهُ
حُلو خَلائِقُهُ شوسٍ حَقائِقُهُ
تُحصى الحَصى قَبلَ أَن تُحصى مَآثِرُهُ
تَضيقُ عَن جَيشِهِ الدُنيا وَلَو رَحُبَت
كَصَدرِهِ لَم تَبِن فيها عَساكِرُهُ
إِذا تَغَلغَلَ فِكرُ المَرءِ في طَرَفٍ
مِن مَجدِهِ غَرِقَت فيهِ خَواطِرُهُ
تَحمى السُيوفُ عَلى أَعدائِهِ مَعَهُ
كَأَنَّهُنَّ بَنوهُ أَو عَشائِرُهُ
إِذا اِنتَضاها لِحَربٍ لَم تَدَع جَسَداً
إِلّا وَباطِنُهُ لِلعَينِ ظاهِرُهُ
فَقَد تَيَقَّنَ أَنَّ الحَقَّ في يَدِهِ
وَقَد وَثِقنَ بِأَنَّ اللَهَ ناصِرُهُ
تَرَكنَ هامَ بَني عَوفٍ وَثَعلَبَةٍ
عَلى رُؤوسٍ بِلا ناسٍ مَغافِرُهُ
فَخاضَ بِالسَيفِ بَحرَ المَوتِ خَلفَهُمُ
وَكانَ مِنهُ إِلى الكَعبَينِ زاخِرُهُ
حَتّى اِنتَهى الفَرَسُ الجاري وَما وَقَعَت
في الأَرضِ مِن جُثَثِ القَتلى حَوافِرُهُ
كَم مِن دَمٍ رَوِيَت مِنهُ أَسِنَّتُهُ
وَمُهجَةٍ وَلَغَت فيها بَواتِرُهُ
وَحائِنٍ لَعِبَت سُمرُ الرِماحِ بِهِ
فَالعَيشُ هاجِرُهُ وَالنَسرُ زائِرُهُ
مَن قالَ لَستَ بِخَيرِ الناسِ كُلِّهِمِ
فَجَهلُهُ بِكَ عِندَ الناسِ عاذِرُهُ
أَو شَكَّ أَنَّكَ فَردٌ في زَمانِهِمِ
بِلا نَظيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ
يا مَن أَلوذُ بِهِ فيما أُؤَمِّلُهُ
وَمَن أَعوذُ بِهِ مِمّا أُحاذِرُهُ
وَمَن تَوَهَّمتُ أَنَّ البَحرَ راحَتُهُ
جوداً وَأَنَّ عَطاياهُ جَواهِرُهُ
لا يَجبُرُ الناسُ عَظماً أَنتَ كاسِرُهُ
وَلا يَهيضونَ عَظماً أَنتَ جابِرُهُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:49 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
إِذا لَم تَجِد ما يَبتُرُ الفَقرَ قاعِداً
فَقُم وَاِطلُبِ الشَيءَ الَّذي يَبتُرُ العُمرا
هُما خَلَّتانِ ثَروَةٌ أَو مَنِيَّةٌ
لَعَلَّكَ أَن تُبقي بِواحِدَةٍ ذِكرا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:49 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ
وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ
نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ
عَلَينا لَها ثَوباً حَصىً وَغُبارِ
خَليلَيَّ ما هَذا مُناخاً لِمِثلِنا
فَشُدّا عَلَيها وَاِرحَلا بِنَهارِ
وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ فَإِنَّها
قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
طِوالُ قَناً تُطاعِنُها قِصارُ
وَقَطرُكَ في نَدىً وَوَغىً بِحارُ
وَفيكَ إِذا جَنى الجاني أَناةٌ
تُظَنُّ كَرامَةً وَهِيَ اِحتِقارُ
وَأَخذٌ لِلحَواصِرِ وَالبَوادي
بِضَبطٍ لَم تُعَوَّدهُ نِزارُ
تَشَمَّمُهُ شَميمَ الوَحشِ إِنساً
وَتُنكِرُهُ فَيَعروها نِفارُ
وَما اِنقادَت لِغَيرِكَ في زَمانٍ
فَتَدري ما المَقادَةَ وَالصِغارُ
فَقَرَّحتِ المَقاوِدُ ذِفرَيَيها
وَصَعَّرَ خَدَّها هَذا العِذارُ
وَأَطمَعَ عامِرَ البُقيا عَلَيها
وَنَزَّقَها اِحتِمالُكَ وَالوَقارُ
وَغَيَّرَها التَراسُلُ وَالتَشاكي
وَأَعجَبَها التَلَبُّبُ وَالمُغارُ
جِيادٌ تَعجِزُ الأَرسانُ عَنها
وَفُرسانٌ تَضيقُ بِها الدِيارُ
وَكانَت بِالتَوَقُّفِ عَن رَداها
نُفوساً في رَداها تُستَشارُ
وَكُنتَ السَيفَ قائِمُهُ إِلَيهِم
وَفي الأَعداءِ حَدُّكَ وَالغِرارُ
فَأَمسَت بِالبَدِيَّةِ شَفرَتاهُ
وَأَمسى خَلفَ قائِمِهِ الحِيارُ
وَكانَ بَنو كِلابٍ حَيثُ كَعبٌ
فَخافوا أَن يَصيروا حَيثُ صاروا
تَلَقَّوا عِزَّ مَولاهُم بِذُلٍّ
وَسارَ إِلى بَني كَعبٍ وَساروا
فَأَقبَلَها المُروجَ مُسَوَّماتٍ
ضَوامِرَ لا هِزالَ وَلا شِيارُ
تُثيرُ عَلى سَلَميَةَ مُسبَطِرّاً
تَناكَرُ نَحتَهُ لَولا الشِعارُ
عَجاجاً تَعثُرُ العِقبانُ فيهِ
كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبارُ
وَظَلَّ الطَعنُ في الخَيلَينِ خَلساً
كَأَنَّ المَوتَ بَينَهُما اِختِصارُ
فَلَزَّهُمُ الطِرادُ إِلى قِتالٍ
أَحَدُّ سِلاحِهِم فيهِ الفِرارُ
مَضَوا مُتَسابِقي الأَعضاءِ فيهِ
لِأرؤسِهِم بِأَرجُلِهِم عِثارُ
يَشُلُّهُمُ بِكُلِّ أَقَبَّ نَهدٍ
لِفارِسِهِ عَلى الخَيلِ الخِيارُ
وَكُلِّ أَصَمَّ يَعسِلُ جانِباهُ
عَلى الكَعبَينِ مِنهُ دَمٌ مُمارُ
يُغادِرُ كُلَّ مُلتَفِتٍ إِلَيهِ
وَلَبَّتُهُ لِثَعلَبِهِ وَجارُ
إِذا صَرَفَ النَهارُ الضَوءَ عَنهُم
دَجا لَيلانِ لَيلٌ وَالغُبارُ
وَإِن جُنحُ الظَلامِ اِنجابَ عَنهُم
أَضاءَ المَشرَفِيَّةُ وَالنَهارُ
يُبَكّي خَلفَهُم دَثرٌ بُكاهُ
رُغاءٌ أَو ثُؤاجٌ أَو يُعارُ
غَطا بِالعِثيَرِ البَيداءَ حَتّى
تَحَيَّرَتِ المَتالي وَالعِشارُ
وَمَرّوا بِالجَباةِ يَضُمُّ فيها
كِلا الجَيشَينِ مِن نَقعٍ إِزارُ
وَجاؤوا الصَحصَحانَ بِلا سُروجٍ
وَقَد سَقَطَ العِمامَةُ وَالخِمارُ
وَأُرهِقَتِ العَذارى مُردَفاتٍ
وَأَوطِئَتِ الأُصَيبِيَةُ الصِغارُ
وَقَد نُزِحَ الغُوَيرُ فَلا غُوَيرٌ
وَنِهيا وَالبُيَيضَةُ وَالجِفارُ
وَلَيسَ بِغَيرِ تَدمُرَ مُستَغاثٌ
وَتَدمُرُ كَاِسمِها لَهُمُ دَمارُ
أَرادوا أَن يُديروا الرَأيَ فيها
فَصَبَّحَهُم بِرَأيٍ لا يُدارُ
وَجَيشٍ كُلَّما حاروا بِأَرضٍ
وَأَقبَلَ أَقبَلَت فيهِ تَحارُ
يَحُفُّ أَغَرَّ لا قَوَدٌ عَلَيهِ
وَلا دِيَةٌ تُساقُ وَلا اِعتِذارُ
تُريقُ سُيوفُهُ مُهَجَ الأَعادي
وَكُلُّ دَمٍ أَراقَتهُ جُبارُ
فَكانوا الأُسدَ لَيسَ لَها مَصالٌ
عَلى طَيرٍ وَلَيسَ لَها مَطارُ
إِذا فاتوا الرِماحَ تَناوَلَتهُم
بِأَرماحٍ مِنَ العَطَشِ القِفارُ
يَرَونَ المَوتَ قُدّاماً وَخَلفاً
فَيَختارونَ وَالمَوتُ اِضطِرارُ
إِذا سَلَكَ السَماوَةَ غَيرُ هادٍ
فَقَتلاهُم لِعَينَيهِ مَنارُ
وَلَو لَم تُبقِ لَم تَعِشِ البَقايا
وَفي الماضي لِمَن بَقِيَ اِعتِبارُ
إِذا لَم يُرعِ سَيِّدُهُم عَلَيهِم
فَمَن يُرعي عَلَيهِم أَو يَغارُ
تُفَرِّقُهُم وَإِيّاهُ السَجايا
وَيَجمَعُهُم وَإِيّاهُ النِجارُ
وَمالَ بِها عَلى أَرَكٍ وَعُرضٍ
وَأَهلُ الرَقَّتَينِ لَها مَزارُ
وَأَجفَلَ بِالفُراتِ بَنو نُمَيرٍ
وَزَأرُهُمُ الَّذي زَأَروا خُوارُ
فَهُم حِزَقٌ عَلى الخابورِ صَرعى
بِهِم مِن شُربِ غَيرِهِمِ خُمارُ
فَلَم يَسرَح لَهُم في الصُبحِ مالٌ
وَلَم توقَد لَهُم بِاللَيلِ نارُ
حِذارَ فَتىً إِذا لَم يَرضَ عَنهُم
فَلَيسَ بِنافِعٍ لَهُمُ الحِذارُ
تَبيتُ وُفودُهُم تَسري إِلَيهِ
وَجَدواهُ الَّتي سَأَلوا اِغتِفارُ
فَخَلَّفَهُم بِرَدِّ البيضِ عَنهُم
وَهامُهُمُ لَهُ مَعَهُم مُعارُ
وَهُم مِمَّن أَذَمَّ لَهُم عَلَيهِ
كَريمُ العِرقِ وَالحَسَبُ النُضارُ
فَأَصبَحَ بِالعَواصِمِ مُستَقِرّاً
وَلَيسَ لِبَحرِ نائِلِهِ قَرارُ
وَأَضحى ذِكرُهُ في كُلِّ أَرضٍ
تُدارُ عَلى الغِناءِ بِهِ العُقارُ
تَخِرُّ لَهُ القَبائِلُ ساجِداتٍ
وَتَحمَدُهُ الأَسِنَّةُ وَالشِفارُ
كَأَنَّ شُعاعَ عَينِ الشَمسِ فيهِ
فَفي أَبصارِنا مِنهُ اِنكِسارُ
فَمَن طَلَبَ الطِعانَ فَذا عَلِيٌّ
وَخَيلُ اللَهِ وَالأَسَلُ الحِرارُ
يَراهُ الناسُ حَيثُ رَأَتهُ كَعبٌ
بِأَرضٍ ما لِنازِلِها اِستِتارُ
يُوَسِّطُهُ المَفاوِزَ كُلَّ يَومٍ
طِلابُ الطالِبينَ لا الاِنتِظارُ
تَصاهَلُ خَيلُهُ مُتَجاوِباتٍ
وَما مِن عادَةِ الخَيلِ السِرارُ
بَنو كَعبٍ وَما أَثَّرتَ فيهِم
يَدٌ لَم يُدمِها إِلّا السِوارُ
بِها مِن قِطعَةٍ أَلَمٌ وَنَقصٌ
وَفيها مِن جَلالَتِهِ اِفتِخارُ
لَهُم حَقٌّ بِشِركِكَ في نِزارٍ
وَأَدنى الشِركِ في أَصلٍ جِوارُ
لَعَلَّ بَنيهِمِ لِبَنيكَ جُندٌ
فَأَوَّلُ قُرَّحِ الخَيلِ المِهارُ
وَأَنتَ أَبَرُّ مَن لَو عُقَّ أَفنى
وَأَعفى مِن عُقوبَتِهِ البَوارُ
وَأَقدَرُ مَن يُهَيِّجُهُ اِنتِصارٌ
وَأَحلَمُ مَن يُحَلِّمُهُ اِقتِدارُ
وَما في سَطوَةِ الأَربابِ عَيبٌ
وَلا في ذِلَّةِ العُبدانِ عارُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
ظُلمٌ لِذا اليَومِ وَصفٌ قَبلَ رُؤيَتِهِ
لا يَصدُقُ الوَصفُ حَتّى يَصدُقُ النَظَرُ
تَزاحَمَ الجَيشُ حَتّى لَم يَجِد سَبَباً
إِلى بِساطِكَ لي سَمعٌ وَلا بَصَرُ
فَكُنتُ أَشهَدَ مُختَصٍّ وَأَغيَبَهُ
مُعايِناً وَعِياني كُلُّهُ خَبَرُ
اليَومَ يَرفَعُ مَلكُ الرومِ ناظِرَهُ
لِأَنَّ عَفوَكَ عَنهُ عِندَهُ ظَفَرُ
وَإِن أَجَبتَ بِشَيءٍ عَن رَسائِلِهِ
فَما يَزالُ عَلى الأَملاكِ يَفتَخِرُ
قَدِ اِستَراحَت إِلى وَقتٍ رِقابُهُمُ
مِنَ السُيوفِ وَباقي القَومِ يَنتَظِرُ
وَقَد تُبَدِّلُها بِالقَومِ غَيرُهُمُ
لِكَي تَجِمَّ رُؤوسَ القَومِ وَالقَصرُ
تَشبيهُ جودِكَ بِالأَمطارِ غادِيَةً
جودٌ لِكَفِّكَ ثانٍ نالَهُ المَطَرُ
تَكَسَّبُ الشَمسُ مِنكَ النورَ طالِعَةً
كَما تَكَسَّبَ مِنها نورَهُ القَمَرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:51 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
الصَومُ وَالفِطرُ وَالأَعيادُ وَالعَصرُ
مُنيرَةٌ بِكَ حَتّى الشَمسُ وَالقَمَرُ
تُري الأَهِلَّةَ وَجهاً عَمَّ نائِلُهُ
فَما يُخَصُّ بِهِ مِن دونِها البَشَرُ
ما الدَهرُ عِندَكَ إِلّا رَوضَةٌ أُنُفٌ
يا مَن شَمائِلُهُ في دَهرِهِ زَهَرُ
ما يَنتَهي لَكَ في أَيّامِهِ كَرَمٌ
فَلا اِنتَهى لَكَ في أَعوامِهِ عُمُرُ
فَإِنَّ حَظَّكَ مِن تَكرارِها شَرَفٌ
وَحَظَّ غَيرِكَ مِنها الشَيبُ وَالكيرَ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:51 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ اِزوِرارا
وَصارَ طَويلُ السَلامِ اِختِصارا
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ
أَموتُ مِراراً وَأَحيا مِرارا
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِياً
وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اِعتَذَرتُ
إِلَيكَ أَرادَ اِعتِذاري اِعتِذارا
كَفَرتُ مَكارِمَكَ الباهِرا
تِ إِن كانَ ذَلِكَ مِنّي اِختِيارا
وَلَكِن حَمى الشِعرَ إِلّا القَليلَ
هَمٌّ حَمى النَومَ إِلّا غِرارا
وَما أَنا أَسقَمتُ جِسمي بِهِ
وَما أَنا أَضرَمتُ في القَلبِ نارا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنوبَ الزَمانِ
إِلَيَّ أَساءَ وَإِيّايَ ضارا
وَعِندي لَكَ الشُرُدُ السائِراتُ
لا يَختَصِصنَ مِنَ الأَرضِ دارا
قَوافٍ إِذا سِرنَ عَن مِقوَلي
وَثَبنَ الجِبالَ وَخُضنَ البِحارا
وَلي فيكَ ما لَم يَقُل قائِلٌ
وَما لَم يَسِر قَمَرٌ حَيثُ سارا
فَلَو خُلِقَ الناسُ مِن دَهرِهِم
لَكانوا الظَلامَ وَكُنتَ النَهارا
أَشَدُّهُمُ في النَدى هِزَّةً
وَأَبمَدُهُم في عَدُوٍّ مُغارا
سَما بِكَ هَمِّيَ فَوقَ الهُمومِ
فَلَستُ أَعُدُّ يَساراً يَسارا
وَمَن كُنتَ بَحراً لَهُ يا عَلِيُّ
لَم يَقبَلِ الدُرَّ إِلّا كِبارا
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
رِضاكَ رِضايَ الَّذي أوثِرُ
وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظهِرُ
كَفَتكَ المُروأَةُ ما تَتَّقي
وَآمَنَكَ الوُدُّ ما تَحذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشا مَيِّتٌ
إِذا أُنشِرَ السِرُّ لا يُنشَرُ
كَأَنّي عَصَت مُقلَتي فيكُمُ
وَكاتَمَتِ القَلبَ ما تُبصِرُ
وَإِفشاءُ ما أَنا مُستَودَعٌ
مِنَ الغَدرِ وَالحُرِّ لا يَغدِرُ
إِذا ما قَدَرتُ عَلى نَطقَةٍ
فَإِنّي عَلى تَركِها أَقدَرُ
أُصَرِّفُ نَفسي كَما أَشتَهي
وَأَملِكُها وَالقَنا أَحمَرُ
دَواليكَ يا سَيفَها دَولَةً
وَأَمرَكَ يا خَيرَ مَن يَأمُرُ
أَتاني رَسولُكَ مُستَعجِلاً
فَلَبّاهُ شِعري الَّذي أَذخَرُ
وَلَو كانَ يَومَ وَغىً قاتِماً
لَلَبّاهُ سَيفِيَ وَالأَشقَرُ
فَلا غَفَلَ الدَهرُ عَن أَهلِهِ
فَإِنَّكَ عَينٌ بِها يَنظُرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
اِختَرتُ دَهماءَتَينِ يا مَطَرُ
وَمَن لَهُ في الفَضائِلِ الخِيَرُ
وَرُبَّما قالَتِ العُيونُ وَقَد
يَصدُقُ فيها وَيَكذِبُ النَظَرُ
أَنتَ الَّذي لَو يُعابُ في مَلَإٍ
ما عيبَ إِلّا بِأَنَّهُ بَشَرُ
وَأَنَّ إِعطائَهُ الصَوارِمُ وَال
خَيلُ وَسُمرُ الرِماحِ وَالعَكَرُ
فاضِحُ أَعدائِهِ كَأَنَّهُمُ
لَهُ يَقِلّونَ كُلَّما كَثُروا
أَعاذَكَ اللَهُ مِن سِهامِهِمِ
وَمُخطِئٌ مَن رَمِيُّهُ القَمَرُ
عطر الزنبق
06-26-2019, 05:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6501/39663434.176/0_77290_e675f076_L.jpg
سِر حَلَّ حَيثُ تَحَلُّهُ النُوّارُ
وَأَرادَ فيكَ مُرادَكَ المِقدارُ
وَإِذا اِرتَحَلتَ فَشَيَّعَتكَ سَلامَةٌ
حَيثُ اِتَّجَهتَ وَديمَةٌ مِدرارُ
وَأَراكَ دَهرُكَ ما تُحاوِلُ في العِدى
حَتّى كَأَنَّ صُروفَهُ أَنصارُ
وَصَدَرتَ أَغنَمَ صادِرٍ عَن مَورِدٍ
مَرفوعَةً لِقُدومِكَ الأَبصارُ
أَنتَ الَّذي بَجِحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ
وَتَزَيَّنَت بِحَديثِهِ الأَسمارُ
وَإِذا تَنَكَّرَ فَالفَناءُ عِقابُهُ
وَإِذا عَفا فَعَطائُهُ الأَعمارُ
وَلَهُ وَإِن وَهَبَ المُلوكُ مَواهِبٌ
دَرُّ المُلوكِ لِدَرِّها أَغبارُ
لِلَّهِ قَلبُكَ ما يَخافُ مِنَ الرَدى
وَيَخافُ أَن يَدنو إِلَيكَ العارُ
وَتَحيدُ عَن طَبَعِ الخَلائِقِ كُلِّهِ
وَيَحيدُ عَنكَ الجَحفَلُ الجَرّارُ
يا مَن يَعِزُّ عَلى الأَعِزَّةِ جارُهُ
وَيَذِلُّ مِن سَطَواتِهِ الجَبّارُ
كُن حَيثُ شِئتَ فَما تَحولُ تَنوفَةٌ
دونَ اللِقاءِ وَلا يَشِطُّ مَزارُ
وَبِدونِ ما أَنا مِن وِدادِكَ مُضمِرٌ
يُنضى المَطِيُّ وَيَقرُبُ المُستارُ
إِنَّ الَّذي خَلَّفتُ خَلفي ضائِعٌ
مالي عَلى قَلَقي إِلَيهِ خِيارُ
وَإِذا صُحِبتَ فَكُلُّ ماءٍ مَشرَبٌ
لَولا العِيالُ وَكُلُّ أَرضٍ دارُ
إِذنُ الأَميرِ بِأَن أَعودَ إِلَيهِمِ
صِلَةٌ تَسيرُ بِشُكرِها الأَشعارُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:47 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَمُساوِرٌ أَم قَرنُ شَمسٍ هَذا
أَم لَيثُ غابٍ يَقدُمُ الأُستاذا
شِم ما اِنتَضَيتَ فَقَد تَرَكتَ ذُبابَهُ
قِطَعاً وَقَد تَرَكَ العِبادَ جُذاذاً
هَبكَ اِبنَ يَزداذٍ حَطَمتَ وَصَحبَهُ
أَتَرى الوَرى أَضحَوا بَني يَزداذا
غادَرتَ أَوجُهَهُم بِحَيثُ لَقِيتَهُم
أَقفائَهُم وَكُبودَهُم أَفَلاذا
في مَوقِفٍ وَقَفَ الحِمامُ عَلَيهِمِ
في ضَنكِهِ وَاِستَحوَذَ اِستِحواذا
جَمَدَت نُفوسُهُمُ فَلَمّا جِئتَها
أَجرَيتَها وَسَقَيتَها الفولاذا
لَمّا رَأَوكَ رَأَوا أَباكَ مُحَمَّداً
في جَوشَنٍ وَأَخا أَبيكَ مُعاذا
أَعجَلتَ أَلسُنَهُم بِضَربِ رِقابِهِم
عَن قَولِهِم لا فارِسٌ إِلّا ذا
غِرٌّ طَلَعتَ عَلَيهِ طِلعَةَ عارِضٍ
مَطَرَ المَنايا وابِلاً وَرَذاذا
فَغَدا أَسيراً قَد بَلَلتَ ثِيابَهُ
بِدَمٍ وَبَلَّ بِبَولِهِ الأَفخاذا
سَدَّت عَلَيهِ المَشرَفِيَّةُ طُرقَهُ
فَاِنصاعَ لا حَلَباً وَلا بَغداذا
طَلَبَ الإِمارَةَ في الثُغورِ وَنَشؤهُ
ما بَينَ كَرخايا إِلى كَلواذا
فَكَأَنَّهُ حَسِبَ الأَسِنَّةَ حُلوَةً
أَو ظَنَّها البَرنِيَّ وَالآزاذا
لَم يَلقَ قَبلَكَ مَن إِذا اِختَلَفَ القَنا
جَعَلَ الطِعانَ مِنَ الطِعانِ مَلاذا
مَن لا تُوافِقُهُ الحَياةُ وَطيبُها
حَتّى يُوافِقَ عَزمُهُ الإِنفاذا
مُتَعَوِّداً لُبسَ الدُروعِ يَخالُها
في البَردِ خَزّاً وَالهَواجِرِ لاذا
أَعجِب بِأَخذِكَهُ وَأَعجَبُ مِنكُما
أَن لا تَكونَ لِمِثلِهِ أَخّاذا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:47 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
وَشادِنٍ روحُ مَن يَهواهُ في يَدِهِ
سَيفُ الصُدودِ عَلى أَعلى مُقَلَّدِهِ
ما اِهتَزَّ مِنهُ عَلى عُضوٍ لِيَبتُرَهُ
إِلّا اِتَّقاهُ بِتُرسٍ مِن تَجَلُّدِهِ
ذَمَّ الزَمانُ إِلَيهِ مِن أَحِبَّتِهِ
ما ذَمَّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أَحمَدِهِ
شَمسٌ إِذا الشَمسُ لاقَتهُ عَلى فَرَسٍ
تَرَدَّدَ النورُ فيها مِن تَرَدُّدِهِ
إِن يَقبُحِ الحُسنُ إِلّا عِندَ طَلعَتِهِ
فَالعَبدُ يَقبُحُ إِلّا عِندَ سَيِّدِهِ
قالَت عَنِ الرِفدِ طِب نَفساً فَقُلتُ لَها
لا يَصدُرُ الحُرُّ إِلّا بَعدَ مَورِدِهِ
لَم أَعرِفِ الخَيرَ إِلّا مُذ عَرَفتُ فَتىً
لَم يولَدِ الجودُ إِلّا عِندَ مَولِدِهِ
نَفسٌ تُصَغِّرُ نَفسَ الدَهرِ مِن كِبَرٍ
لَها نُهى كَهلِهِ في سِنِّ أَمرِدِهِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:48 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَزائِرٌ يا خَيالُ أَم عائِد
أَم عِندَ مَولاكَ أَنَّني راقِد
لَيسَ كَما ظَنَّ غَشيَةٌ عَرَضَت
فَجِئتَني في خِلالِها قاصِد
عُد وَأَعِدها فَحَبَّذا تَلَفٌ
أَلصَقَ ثَديِي بِثَديِكِ الناهِد
وَجُدتَ فيهِ بِما يَشِحُّ بِهِ
مِنَ الشَتيتِ المُؤَشَّرِ البارِد
إِذا خَيالاتُهُ أَطَفنَ بِنا
أَضحَكَهُ أَنَّني لَها حامِد
وَقالَ إِن كانَ قَد قَضى أَرَباً
مِنّا فَما بالُ شَوقِهِ زائِد
لا أَجحَدُ الفَضلَ رُبَّما فَعَلَت
ما لَم يَكُن فاعِلاً وَلا واعِد
لا تَعرِفُ العَينُ فَرقَ بَينِهِما
كُلٌّ خَيالٌ وِصالُهُ نافِد
يا طَفلَةَ الكَفِّ عَبلَةَ الساعِد
عَلى البَعيرِ المُقَلَّدِ الواخِد
زيدي أَذى مُهجَتي أَزِدكِ هَوىً
فَأَجهَلُ الناسِ عاشِقٌ حاقِد
حَكَيتَ يا لَيلُ فَرعَها الوارِد
فَاِحكِ نَواها لِجَفنِيَ الساهِد
طالَ بُكائي عَلى تَذَكُّرِها
وَصُلتَ حَتّى كِلاكُما واحِد
ما بالُ هَذي النُجومِ حائِرَةً
كَأَنَّها العُميُ ما لَها قائِد
أَو عُصبَةٌ مِن مُلوكِ ناحِيَةٍ
أَبو شُجاعٍ عَلَيهِمُ واجِد
إِن هَرَبوا أَدرَكوا وَإِن وَقَفوا
خَشوا ذَهابِ الطَريفِ وَالتالِد
فَهُم يُرَجّونَ عَفوَ مُقتَدِرٍ
مُبارَكِ الوَجهِ جائِدٍ ماجِد
أَبلَجَ لَو عاذَتِ الحَمامُ بِهِ
ما خَشِيَت رامِياً وَلا صائِد
أَو رَعَتِ الوَحشُ وَهيَ تَذكُرُهُ
ما راعَها حابِلٌ وَلا طارِد
تُهدي لَهُ كُلُّ ساعَةٍ خَبَراً
عَن جَحفَلٍ تَحتَ سَيفِهِ بائِد
وَمَوضِعاً في فِتانِ ناجِيَةٍ
يَحمِلُ في التاجِ هامَةَ العاقِد
يا عَضُداً رَبُّهُ بِهِ العاضِد
وَسارِياً يَبعَثُ القَطا الهاجِد
وَمُمطِرَ المَوتِ وَالحَياةِ مَعاً
وَأَنتَ لا بارِقٌ وَلا راعِد
نِلتَ وَما نِلتَ مِن مَضَرَّةِ وَه
شوذانَ ما نالَ رَأيُهُ الفاسِد
يَبدَءُ مِن كَيدِهِ بِغايَتِهِ
وَإِنَّما الحَربُ غايَةُ الكائِد
ماذا عَلى مَن أَتى يُحارِبُكُم
فَذَمَّ ما اِختارَ لَو أَتى وافِد
بِلا سِلاحٍ سِوى رَجائِكُم
فَفازِ بِالنَصرِ وَاِنثَنى راشِد
يُقارِعُ الدَهرَ مَن يُقارِعُكُم
عَلى مَكانِ المَسودِ وَالسائِد
وَلَيتَ يَومي فَناءِ عَسكَرِهِ
وَلَم تَكُن دانِياً وَلا شاهِد
وَلَم يَغِب غائِبٌ خَليفَتُهُ
جَيشُ أَبيهِ وَجَدُّهُ الصاعِد
وَكُلُّ خَطِّيَّةٍ مُثَقَّفَةٍ
يَهُزُّها مارِدٌ عَلى مارِد
سَوافِكٌ ما يَدَعنَ فاصِلَةً
بَينَ طَرِيِّ الدِماءِ وَالجاسِد
إِذا المَنايا بَدَت فَدَعَوتُها
أُبدِلَ نوناً بِدالِهِ الحائِد
إِذا دَرى الحِصنُ مَن رَماهُ بِها
خَرَّ لَها في أَساسِهِ ساجِد
ما كانَتِ الطَرمُ في عَجاجَتِها
إِلّا بَعيراً أَضَلَّهُ ناشِد
تَسأَلُ أَهلَ القِلاعِ عَن مَلِكٍ
قَد مَسَخَتهُ نَعامَةً شارِد
تَستَوحِشُ الأَرضُ أَن تَقِرَّ بِهِ
فَكُلُّها مُنكَرٌ لَهُ جاحِد
فَلا مُشادٌ وَلا مَشيدٌ حَمى
وَلا مَشيدٌ أَغنى وَلا شائِد
فَاِغتَظ بِقَومٍ وَهشوذَ ما خُلِقوا
إِلّا لِغَيظِ العَدوِّ وَالحاسِد
رَأَوكَ لَمّا بَلَوكَ نابِتَةً
يَأكُلُها قَبلَ أَهلِهِ الرائِد
وَخَلِّ زِيّاً لِمَن يُحَقِّقَهُ
ما كُلُّ دامٍ جَبينُهُ عابِد
إِن كانَ لَم يَعمِدِ الأَميرُ لِما
لَقيتَ مِنهُ فَيُمنُهُ عامِد
يُقلِقُهُ الصُبحُ لا يَرى مَعَهُ
بُشرى بِفَتحٍ كَأَنَّهُ فاقِد
وَالأَمرُ لِلَّهِ رُبَّ مُجتَهِدٍ
ما خابَ إِلّا لِأَنَّهُ جاهِد
وَمُتَّقٍ وَالسِهامُ مُرسَلَةٌ
يَحيدُ عَن حابِضٍ إِلى صارِد
فَلا يُبَل قاتِلٌ أَعاديهِ
أَقائِماً نالَ ذاكَ أَم قاعِد
لَيتَ ثَنائي الَّذي أَصوغُ فِدى
مَن صيغَ فيهِ فَإِنَّهُ خالِد
لَوَيتُهُ دُملُجاً عَلى عَضُدٍ
لِدَولَةٍ رُكنُها لَهُ والِد
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:48 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
نَسيتُ وَما أَنسى عِتاباً عَلى الصِدِّ
وَلا خَفَراً زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّ
وَلا لَيلَةً قَصَّرتُها بِقَصورَةٍ
أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ العِقدِ
وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ
قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ
وَأَن لا يَخُصُّ الفَقدُ شَيئاً فَإِنَّني
فَقَدتُ فَلَم أَفقِد دُموعي وَلا وَجدي
تَمَنٍّ يَلَذُّ المُستَهامُ بِمِثلِهِ
وَإِن كانَ لا يُغني فَتيلاً وَلا يُجدي
وَغَيظٌ عَلى الأَيّامِ كَالنارِ في الحَشا
وَلَكِنَّهُ غَيظُ الأَسيرِ عَلى القِدِّ
فَإِمّا تَريني لا أُقيمُ بِبَلدَةٍ
فَآفَةِ غِمدي في دُلوقي وَفي حَدّي
يَحُلُّ القَنا يَومَ الطِعانِ بِعَقوَتي
فَأَحرِمُهُ عِرضي وَأُطعِمُهُ جِلدي
تُبَدِّلِ أَيّامي وَعَيشي وَمَنزِلي
نَجائِبُ لا يُفكِرنَ في النَحسِ وَالسَعدِ
وَأَوجُهُ فِتيانٍ حَياءً تَلَثَّموا
عَلَيهِنَّ لا خَوفاً مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ
وَلَيسَ حَياءُ الوَجهِ في الذِئبِ شيمَةً
وَلَكِنَّهُ مِن شيمَةِ الأَسَدِ الوَردِ
إِذا لَم تُجِزهُم دارَ قَومٍ مَوَدَّةٌ
أَجازَ القَنا وَالخَوفُ خَيرٌ مِنَ الوُدِّ
يَحيدونَ عَن هَزلِ المُلوكِ إِلى الَّذي
تَوَفَّرَ مِن بَينَ المُلوكِ عَلى الجِدِّ
وَمَن يَصحَبِ اِسمَ اِبنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ
يَسِر بَينَ أَنيابِ الأَساوِدِ وَالأُسدِ
يَمُرُّ مِنَ السُمِّ الوَحِيِّ بِعاجِزٍ
وَيَعبُرُ مِن أَفواهِهِنَّ عَلى دُردِ
كَفانا الرَبيعُ العيسَ مِن بَرَكاتِهِ
فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى الرَعدِ
إِذا ما اِستَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفسَهُ
كَرِعنَ بِسَبتٍ في إِناءٍ مِنَ الوَردِ
كَأَنّا أَرادَت شُكرَنا الأَرضُ عِندَهُ
فَلَم يُخلِنا جَوٌّ هَبَطناهُ مِن رِفدِ
لَنا مَذهَبُ العُبّادِ في تَركِ غَيرِهِ
وَإِتيانِهِ نَبغي الرَغائِبَ بِالزُهدِ
رَجَونا الَّذي يَرجونَ في كُلِّ جَنَّةٍ
بِأَرجانِ حَتّى ما يَإِسنا مِنَ الخُلدِ
تَعَرَّضُ لِلزُوّارِ أَعناقُ خَيلِهِ
تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ مِنَ الطَردِ
وَتَلقى نَواصيها المَنايا مُشيحَةً
وُرودَ قَطاً صُمٍّ تَشايَحنَ في وِردِ
وَتَنسُبُ أَفعالُ السُيوفِ نُفوسَها
إِلَيهِ وَيَنسُبنَ السُيوفَ إِلى الهِندِ
إِذا الشُرَفاءُ البيضُ مَتّوا بِقَتوِهِ
أَتى نَسَبٌ أَعلى مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ
فَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ
فَما أَرمَدَت أَجفانَهُ كَثرَةُ الرُمدِ
وَخالَفَهُم خَلقاً وَخُلقاً وَمَوضِعاً
فَقَد جَلَّ أَن يَعدى بِشَيءٍ وَأَن يُعدي
يُغَيِّرُ أَلوانَ اللَيالي عَلى العِدى
بِمَنشورَةِ الراياتِ مَنصورَةِ الجُندِ
إِذا اِرتَقَبوا صُبحاً رَأَوا قَبلَ ضَوإِهِ
كَتائِبَ لا يَردِ الصَباحُ كَما تَردي
وَمَبثوثَةً لا تُتَّقى بِطَليعَةٍ
وَلا يُحتَمى مِنها بِغَورٍ وَلا نَجدِ
يَغُصنَ إِذا ما عُدنَ في مُتَفاقِدٍ
مِنَ الكُثرِ غانٍ بِالعَبيدِ عَنِ الحَشدِ
حَثَت كُلُّ أَرضٍ تُربَةً في غُبارِهِ
فَهُنَّ عَلَيهِ كَالطَرائِقِ في البُردِ
فَإِن يَكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ هَديُهُ
فَهَذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما المَهدي
يُعَلِّلُنا هَذا الزَمانُ بِذا الوَعدِ
وَيَخدَعُ عَمّا في يَدَيهِ مِنَ النَقدِ
هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ
أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ بِالرُشدِ
أَأَحزَمَ ذي لُبٍّ وَأَكرَمَ ذي يَدٍ
وَأَشجَعَ ذي قَلبٍ وَأَرحَمَ ذي كِبدِ
وَأَحسَنَ مُعتَمٍّ جُلوساً وَرِكبَةً
عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ النَهدِ
تَفَضَّلَتِ الأَيّامُ بِالجَمعِ بَينَنا
فَلَمّا حَمِدنا لَم تُدِمنا عَلى الحَمدِ
جَعَلنَ وَداعي واحِداً لِثَلاثَةٍ
جَمالِكَ وَالعِلمِ المُبَرِّحِ وَالمَجدِ
وَقَد كُنتُ أَدرَكتُ المُنى غَيرَ أَنَّني
يُعَيِّرُني أَهلي بِإِدراكِها وَحدي
وَكُلُّ شَريكٍ في السُرورِ بِمُصبَحي
أَرى بَعدَهُ مَن لا يَرى مِثلَهُ بَعدي
فَجُد لي بِقَلبٍ إِن رَحَلتُ فَإِنَّني
مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَن فَضلُهُ عِندي
وَلَو فارَقَت نَفسي إِلَيكَ حَياتَها
لَقُلتُ أَصابَت غَيرَ مَذمومَةِ العَهدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:48 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد
فَدَت يَدَ كاتِبِهِ كُلُّ يَد
يُعَبِّرُ عَمّا لَهُ عِندَنا
وَيَذكُرُ مِن شَوقِهِ ما نَجِد
فَأَخرَقَ رائِيَهُ ما رَأى
وَأَبرَقَ ناقِدَهُ ما اِنتَقَد
إِذا سَمِعَ الناسُ أَلفاظَهُ
خَلَقنَ لَهُ في القُلوبِ الحَسَد
فَقُلتُ وَقَد فَرَسَ الناطِقينَ
كَذا يَفعَلُ الأَسَدُ اِبنُ الأَسَد
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:49 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
جاءَ نَيروزُنا وَأَنتَ مُرادُه
وَوَرَت بِالَّذي أَرادَ زِنادُه
هَذِهِ النَظرَةُ الَّتي نالَها مِنـ
ـكَ إِلى مِثلِها مِنَ الحَولِ زادُه
يَنثَني عَنكَ آخِرَ اليَومِ مِنهُ
ناظِرٌ أَنتَ طَرفُهُ وَرُقادُه
نَحنُ في أَرضِ فارِسٍ في سُرورٍ
ذا الصَباحُ الَّذي نَرى ميلادُه
عَظَّمَتهُ مَمالِكُ الفُرسِ حَتّى
كُلُّ أَيّامِ عامِهِ حُسّادُه
ما لَبِسنا فيهِ الأَكاليلَ حَتّى
لَبِسَتها تِلاعُهُ وَوِهادُه
عِندَ مَن لا يُقاسُ كِسرى أَبو سا
سانَ مُلكاً بِهِ وَلا أَولادُه
عَرَبِيٌّ لِسانُهُ فَلسَفِيٌّ
رَأيُهُ فارِسِيَّةٌ أَعيادُه
كُلَّما قالَ نائِلٌ أَنا مِنهُ
سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اِقتِصادُه
كَيفَ يَرتَدُّ مَنكِبي عَن سَماءِ
وَالنِجادُ الَّذي عَلَيهِ نِجادُه
قَلَّدَتني يَمينُهُ بِحُسامٍ
أَعقَبَت مِنهُ واحِداً أَجدادُه
كُلَّما اِستَلَّ ضاحَكَتهُ إِياةٌ
تَزعُمُ الشَمسُ أَنَّها أَرآدُه
مَثَّلوهُ في جَفنِهِ خَشيَةَ الفَقـ
ـدِ فَفي مِثلِ أَثرِهِ إِغمادُه
مُنعَلٌ لا مِنَ الحَفا ذَهَباً يَحـ
ـمِلُ بَحراً فِرِندُهُ إِزبادُه
يَقسِمُ الفارِسَ المُدَجَّجَ لا يَسـ
ـلَمُ مِن شَفرَتَيهِ إِلّا بِدادُه
جَمَعَ الدَهرُ حَدَّهُ وَيَدَيهِ
وَثَثائي فَاِستَجمَعَت آحادُه
وَتَقَلَّدتُ شامَةً في نَداهُ
جِلدُها مُنفِساتُهُ وَعَتادُه
فَرَّسَتنا سَوابِقٌ كُنَّ فيهِ
فارَقَت لِبدَهُ وَفيها طِرادُه
وَرَجَت راحَةً بِنا لا تَراها
وَبِلادٌ تَسيرُ فيها بِلادُه
هَل لِعُذري عِندَ الهُمامَ أَبي الفَضـ
ـلِ قُبولٌ سَوادُ عَيني مِدادُه
أَنا مِن شِدَّةِ الحَياءِ عَليلٌ
مَكرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُه
ما كَفاني تَقصيرُ ما قُلتُ فيهِ
عَن عُلاهُ حَتّى ثَناهُ اِنتِقادُه
إِنَّني أَصيَدُ البُزاةِ وَلَكِن
نَ أَجَلَّ النُجومِ لا أَصطادُه
رُبَّ ما لا يُعَبِّرُ اللَفظُ عَنهُ
وَالَّذي يُضمِرُ الفُؤادُ اِعتِقادُه
ما تَعَوَّدتُ أَن أَرى كَأَبي الفَضـ
ـلِ وَهَذا الَّذي أَتاهُ اِعتِيادُه
إِنَّ في المَوجِ لِلغَريقِ لَعُذراً
واضِحاً أَن يَفوتَهُ تَعدادُه
لِلنَدى الغَلبُ إِنَّهُ فاضَ وَالشِعـ
ـرُ عِمادي وَاِبنُ العَميدِ عِمادُه
نالَ ظَنّي الأُمورَ إِلّا كَريماً
لَيسَ لي نُطقُهُ وَلا فيَّ آدُه
ظالِمُ الجودِ كُلَّما حَلَّ رَكبٌ
سيمَ أَن تَحمِلَ البِحارَ مَزادُه
غَمَرَتني فَوائِدٌ شاءَ فيها
أَن يَكونَ الكَلامُ مِمّا أَفادُه
ما سَمِعنا بِمَن أَحَبَّ العَطايا
فَاِشتَهى أَن يَكونَ فيها فُؤادُه
خَلَقَ اللَهُ أَفصَحَ الناسِ طَرّاً
في مَكانٍ أَعرابُهُ أَكرادُه
وَأَحَقَّ الغُيوثِ نَفساً بِحَمدٍ
في زَمانٍ كُلُّ النُفوسِ جَرادُه
مِثلَما أَحدَثَ النُبُوَّةَ في العا
لَمِ وَالبَعثَ حينَ شاعَ فَسادُه
زانَتِ اللَيلَ غُرَّةُ القَمَرِ الطا
لِعِ فيهِ وَلَم يَشِنهُ سَوادُه
كَثَرَ الفِكرُ كَيفَ نُهدي كَما أَه
دَت إِلى رَبِّها الرَئيسِ عِبادُه
وَالَّذي عِندَنا مِنَ المالِ وَالخَيـ
ـلِ فَمِنهُ هِباتُهُ وَقِيادُه
فَبَعَثنا بِأَربَعينَ مِهاراً
كُلُّ مُهرٍ مَيدانُهُ إِنشادُه
عَدَدٌ عِشتَهُ يَرى الجِسمُ فيهِ
أَرَباً لا يَراهُ فيما يُزادُه
فَاِرتَبِطها فَإِنَّ قَلباً نَماها
مَربَطٌ تَسبِقُ الجِيادَ جِيادُه
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:49 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيءً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
حَسَمَ الصُلحُ ما اِشتَهَتهُ الأَعادي
وَأَذاعَتهُ أَلسُنُ الحُسّادِ
وَأَرادَتهُ أَنفُسٌ حالَ تَدبيـ
ـرُكَ ما بَينَها وَبَينَ المُرادِ
صارَ ما أَوضَعَ المُخِبّونَ فيهِ
مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ
وَكَلامُ الوُشاةِ لَيسَ عَلى الأَحـ
ـبابِ سُلطانُهُ عَلى الأَضدادِ
إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَر
ءِ إِذا صادَفَت هَوىً في الفُؤادِ
وَلَعَمري لَقَد هُزِزتَ بِما قيـ
ـلَ فَأُلفيتَ أَوثَقَ الأَطوادِ
وَأَشارَت بِما أَبَيتَ رِجالٌ
كُنتَ أَهدى مِنها إِلى الإِرشادِ
قَد يُصيبُ الفَتى المُشيرُ وَلَم يَجـ
ـهَد وَيُشوي الصَوابَ بَعدَ اِجتِهادِ
نِلتَ ما لا يُنالُ بِالبيضِ وَالسُمـ
ـرِ وَصُنتَ الأَرواحَ في الأَجسادِ
وَقَنا الخَطِّ في مَراكِزِها حَو
لَكَ وَالمُرهَفاتُ في الأَغمادِ
ما دَرَوا إِذ رَأَوا فُؤادَكَ فيهِم
ساكِناً أَنَّ رَأيَهُ في الطِرادِ
فَفَدى رَأيَكَ الَّذي لَم تُفَدهُ
كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُستَفادِ
وَإِذا الحِلمُ لَم يَكُن في طِباعِ
لَم يُحَلِّم تَقادُمُ الميلادِ
فَبِهَذا وَمِثلِهِ سُدتَ يا كا
فورُ وَاِقتَدتَ كُلَّ صَعبِ القِيادِ
وَأَطاعَ الَّذي أَطاعَكَ وَالطا
عَةُ لَيسَت خَلائِقُ الآسادِ
إِنَّما أَنتَ والِدٌ وَالأَبُ القا
طِعُ أَحنى مِن واصِلِ الأَولادِ
لا عَدا الشَرُّ مَن بَغى لَكُما الشَر
رَ وَخَصَّ الفَسادُ أَهلَ الفَسادِ
أَنتُما ما اِتَّفَقتُما الجِسمُ وَالرو
حُ فَلا اِحتَجتُما إِلى العُوّادِ
وَإِذا كانَ في الأَنابيبِ خُلفٌ
وَقَعَ الطَيشُ في صُدورِ الصِعادِ
أَشمَتَ الخُلفُ بِالشَراةِ عِداها
وَشَفى رَبَّ فارِسٍ مِن إِيادِ
وَتَوَلّى بَني اليَزيدِيِّ بِالبَصـ
ـرَةِ حَتّى تَمَزَّقوا في البِلادِ
وَمُلوكاً كَأَمسِ في القُربِ مِنّا
وَكَطَسمٍ وَأُختِها في البِعادِ
بِكُما بِتُّ عائِذاً فيكُما مِنـ
ـهُ وَمِن كَيدِ كُلِّ باغٍ وَعادِ
وَبِلُبَّيكُما الأَصيلَينِ أَن تَفـ
ـرُقَ صُمُّ الرِماحِ بَينَ الجِيادِ
أَو يَكونَ الوَلِيُّ أَشقى عَدُوٍّ
بِالَّذي تَذخُرانِهِ مِن عَتادِ
هَل يَسُرَّنَّ باقِياً بَعدَ ماضٍ
ما تَقولُ العُداةُ في كُلِّ نادِ
مَنَعَ الوُدُّ وَالرِعايَةُ وَالسُؤ
دُدُ أَن تَبلُغا إِلى الأَحقادِ
وَحُقوقٌ تُرَقِّقُ القَلبَ لِلقَلـ
ـبِ وَلَو ضُمِّنَت قُلوبَ الجَمادِ
فَغَدا المُلكُ باهِراً مَن رَآهُ
شاكِراً ما أَتَيتُما مِن سَدادِ
فيهِ أَيديكُما عَلى الظَفَرِ الحُلـ
ـوِ وَأَيدي قَومٍ عَلى الأَكبادِ
هَذِهِ دَولَةُ المَكارِمِ وَالرَأ
فَةِ وَالمَجدِ وَالنَدى وَالأَيادي
كَسَفَت ساعَةً كَما تَكسِفُ الشَمـ
ـسُ وَعادَت وَنورُها في اِزدِيادِ
يَزحَمُ الدَهرُ رُكنُها عَن أَذاها
بِفَتىً مارِدٍ عَلى المُرّادِ
مُتلِفٍ مُخلِفٍ وَفِيٍّ أَبِيٍّ
عالِمٍ حازِمٍ شُجاعٍ جَوادِ
أَجفَلَ الناسُ عَن طَريقِ أَبي المِسـ
ـكِ وَذَلَّت لَهُ رِقابُ العِبادِ
كَيفَ لا يُترَكُ الطَريقُ لِسَيلٍ
ضَيِّقٍ عَن أَتِيِّهِ كُلُّ وادِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ
وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
يُباعِدنَ حِبّاً يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ
فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ
فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّراً
تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
رَعى اللَهُ عيساً فارَقَتنا وَفَوقَها
مَهاً كُلُّها يولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ
بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ
وَقَد رَحَلوا جيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ
إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ
تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ
وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها
وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ
وَأَتعَبُ خَلقِ اللَهِ مَن زادَ هَمُّهُ
وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ
فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ
إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ
وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
وَلَكِنَّ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ
مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ
يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفاً تَرُبُّهُ
فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعاً تَهُدُّهُ
يُكَلِّفُني التَهجيرَ في كُلِّ مَهمَهٍ
عَليقي مَراعيهِ وَزادِيَ رُبدُهُ
وَأَمضى سِلاحٍ قَلَّدَ المَرءُ نَفسَهُ
رَجاءُ أَبي المِسكِ الكَريمِ وَقَصدُهُ
هُما ناصِرا مَن خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ
وَأُسرَةُ مَن لَم يُكثِرِ النَسلَ جَدُّهُ
أَنا اليَومَ مِن غِلمانِهِ في عَشيرَةٍ
لَنا والِدٌ مِنهُ يُفَدّيهِ وُلدُهُ
فَمَن مالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفسُهُ
وَمَن مالِهِ دَرُّ الصَغيرِ وَمَهدُهُ
نَجُرُّ القَنا الخَطِيَّ حَولَ قِبابِهِ
وَتَردي بِنا قُبُّ الرِباطِ وَجُردُهُ
وَنَمتَحِنُ النُشّابَ في كُلِّ وابِلٍ
دَوِيُّ القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ رَعدُهُ
فَإِلّا تَكُن مِصرُ الشَرى أَو عَرينُهُ
فَإِنَّ الَّذي فيها مِنَ الناسِ أُسدُهُ
سَبائِكُ كافورٍ وَعِقيانُهُ الَّذي
بِصُمِّ القَنا لا بِالأَصابِعِ نَقدُهُ
بَلاها حَوالَيهِ العَدُوُّ وَغَيرُهُ
وَجَرَّبَها هَزلُ الطِرادِ وَجِدُّهُ
أَبو المِسكِ لا يَفنى بِذَنبِكَ عَفوُهُ
وَلَكِنَّهُ يَفنى بِعُذرِكَ حِقدُهُ
فَيا أَيُّها المَنصورُ بِالجَدِّ سَعيُهُ
وَيا أَيُّها المَنصورُ بِالسَعيِ جَدُّهُ
تَوَلّى الصِبا عَنّي فَأَخلَفتُ طيبَهُ
وَما ضَرَّني لَمّا رَأَيتُكَ فَقدُهُ
لَقَد شَبَّ في هَذا الزَمانِ كُهولُهُ
لَدَيكَ وَشابَت عِندَ غَيرِكَ مُردُهُ
أَلا لَيتَ يَومَ السَيرِ يُخبِرُ حَرُّهُ
فَتَسأَلَهُ وَاللَيلَ يُخبِرُ بَردُهُ
وَلَيتَكَ تَرعاني وَحَيرانُ مُعرِضٌ
فَتَعلَمَ أَنّي مِن حُسامِكَ حَدُّهُ
وَأَنّي إِذا باشَرتُ أَمراً أُريدُهُ
تَدانَت أَقاصيهِ وَهانَ أَشَدُّهُ
وَما زالَ أَهلُ الدَهرِ يَشتَبِهونَ لي
إِلَيكَ فَلَمّا لُحتَ لي لاحَ فَردُهُ
يُقالُ إِذا أَبصَرتُ جَيشاً وَرَبُّهُ
أَمامَكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجَيشِ عَبدُهُ
وَأَلقى الفَمَ الضَحّاكَ أَعلَمُ أَنَّهُ
قَريبٌ بِذي الكَفِّ المُفَدّاةِ عَهدُهُ
فَزارَكَ مِنّي مَن إِلَيكَ اِشتِياقُهُ
وَفي الناسِ إِلّا فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ
يُخَلِّفُ مَن لَم يَأتِ دارَكَ غايَةً
وَيَأتي فَيَدري أَنَّ ذَلِكَ جُهدُهُ
فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنكَ فَرُبَّما
شَرِبتُ بِماءٍ يَعجِزُ الطَيرَ وِردُهُ
وَوَعدُكَ فِعلٌ قَبلَ وَعدٍ لِأَنَّهُ
نَظيرُ فَعالِ الصادِقِ القَولِ وَعدُهُ
فَكُن في اِصطِناعي مُحسِناً كَمُجَرِّبٍ
يَبِن لَكَ تَقريبُ الجَوادِ وَشَدُّهُ
إِذا كُنتَ في شَكٍّ مِنَ السَيفِ فَاِبلُهُ
فَإِمّا تُنَفّيهِ وَإِمّا تُعِدُّهُ
وَما الصارِمُ الهِندِيُّ إِلّا كَغَيرِهِ
إِذا لَم يُفارِقهُ النِجادُ وَغِمدُهُ
وَإِنَّكَ لَلمَشكورُ في كُلِّ حالَةٍ
وَلَو لَم يَكُن إِلّا البَشاشَةَ رِفدُهُ
فَكُلُّ نَوالٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
فَلَحظَةُ طَرفٍ مِنكَ عِندِيَ نِدُّهُ
وَإِنّي لَفي بَحرٍ مِنَ الخَيرِ أَصلُهُ
عَطاياكَ أَرجو مَدَّها وَهيَ مَدُّهُ
وَما رَغبَتي في عَسجَدٍ أَستَفيدُهُ
وَلَكِنَّها في مَفخَرٍ أَستَجِدُّهُ
يَجودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ
وَيَحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحَمدَ حَمدُهُ
فَإِنَّكَ ما مَرَّ النُحوسُ بِكَوكَبٍ
وَقابَلتَهُ إِلّا وَوَجهُكَ سَعدُهُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَتُنكِرُ ما نَطَقتُ بِهِ بَديهاً
وَلَيسَ بِمُنكَرٍ سَبقُ الجَوادِ
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشِعرِ قَسراً
فَأَقتُلُها وَغَيري في الطِرادِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:50 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
وَسَوداءَ مَنظومٍ عَلَيها لَآلِئٌ
لَها صورَةُ البِطّيخِ وَهيَ مِنَ النَدِّ
كَأَنَّ بَقايا عَنبَرٍ فَوقَ رَأسِها
طُلوعُ رَواعي الشَيبِ في الشَعَرِ الجَعدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:51 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
وَبُنَيَّةٍ مِن خَيزُرانٍ ضُمِّنَت
بَطّيخَةً نَبَتَت بِنارٍ في يَدِ
نَظَمَ الأَميرُ لَها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ
كَفِعالِهِ وَكَلامِهِ في المَشهَدِ
كَالكاسِ باشَرَها المِزاجُ فَأَبرَزَت
زَبَداً يَدورُ عَلى شَرابٍ أَسوَدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:51 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
ماذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
هَذا الوَداعُ وَداعَ الروحِ لِلجَسَدِ
إِذا السَحابُ زَفَتهُ الريحُ مُرتَفِعاً
فَلا عَدا الرَملَةَ البَيضاءَ مِن بَلَدِ
وَيا فِراقَ الأَميرِ الرَحبِ مَنزِلُهُ
إِن أَنتَ فارَقتَنا يَوماً فَلا تَعُدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:51 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
وَشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أَقوَدِ
فَردٍ كَيافوخِ البَعيرِ الأَصيَدِ
يُسارُ مِن مَضيقِهِ وَالجَلمَدِ
في مِثلِ مَتنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ
زُرناهُ لِلأَمرِ الَّذي لَم يُعهَدِ
لِلصَيدِ وَالنُزهَةِ وَالتَمَرُّدِ
بِكُلِّ مَسقِيِّ الدِماءِ أَسوَدِ
مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ
بِكُلِّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ
عَلى حِفافَي حَنَكٍ كَالمِبرَدِ
كَطالِبِ الثَأرِ وَإِن لَم يَحقِدِ
يَقتُلُ ما يَقتُلُهُ وَلا يَدي
يَنشُدُ مِن ذا الخِشفِ ما لَم يَفقِدِ
فَثارَ مِن أَخضَرَ مَمطورٍ نَدي
كَأَنَّهُ بَدءُ عِذارِ الأَمرَدِ
فَلَم يَكَد إِلّا لِحَتفٍ يَهتَدي
وَلَم يَقَع إِلّا عَلى بَطنِ يَدِ
وَلَم يَدَع لِلشاعِرِ المُجَوِّدِ
وَصفاً لَهُ عِندَ الأَميرِ الأَمجَدِ
المَلِكِ القَرمِ أَبي مُحَمَّدِ
القانِصِ الأَبطالَ بِالمُهَنَّدِ
ذي النِعَمِ الغُرِّ البَوادي العُوَّدِ
إِذا أَرَدتُ عَدَّها لَم تُعدَدِ
وَإِن ذَكَرتُ فَضلَهُ لَم يَنفَدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا
وَفي كُلِّ شَأوٍ شَأَوتَ العِبادا
فَماذا تَرَكتَ لِمَن لَم يَسُد
وَماذا تَرَكتَ لِمَن كانَ سادا
كَأَنَّ السُمانى إِذا ما رَأَتكَ
تَصَيَّدُها تَشتَهي أَن تُصادا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
يا مَن رَأَيتُ الحَليمَ وَغدا
بِهِ وَحُرَّ المُلوكِ عَبدا
مالَ عَلَيَّ الشَرابُ جِدّاً
وَأَنتَ بِالمَكرُماتِ أَهدى
فَإِن تَفَضَّلتَ بِاِنصِرافي
عَدَدتُهُ مِن لَدُنكَ رِفداً
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:52 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
وَزِيارَةٍ عَن غَيرِ مَوعِد
كَالغُمضِ في الجَفنِ المُسَهَّد
مَعَجَت بِنا فيها الجِيا
دُ مَعَ الأَميرِ أَبي مُحَمَّد
حَتّى دَخَلنا جَنَّةً
لَو أَنَّ ساكِنَها مُخَلَّد
خَضراءَ حَمراءَ التُرا
بِ كَأَنَّها في خَدِّ أَغيَد
أَحبَبتُ تَشبيهاً لَها
فَوَجَدتَهُ ما لَيسَ يوجَد
وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقا
ئِقِ فَهيَ واحِدَةٌ لِأَوحَد
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:53 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ
فَيا لَيتَني بُعدٌ وَيا لَيتَهُ وَجدُ
أُسَرُّ بِتَجديدِ الهَوى ذِكرَ ما مَضى
وَإِن كانَ لا يَبقى لَهُ الحَجَرُ الصَلدُ
سُهادٌ أَتانا مِنكَ في العَينِ عِندَنا
رُقادٌ وَقُلّامٌ رَعى سَربُكُم وَردُ
مُمَثَّلَةٌ حَتّى كَأَن لَم تُفارِقي
وَحَتّى كَأَنَّ اليَأسَ مِن وَصلِكِ الوَعدُ
وَحَتّى تَكادي تَمسَحينَ مَدامِعي
وَيَعبَقُ في ثَوبَيَّ مِن ريحِكِ النَدُّ
إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها
فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ
وَإِن عَشِقَت كانَت أَشَدَّ صَبابَةً
وَإِن فَرِكَت فَاِذهَب فَما فِركُها قَصدُ
وَإِن حَقَدَت لَم يَبقَ في قَلبِها رِضىً
وَإِن رَضِيَت لَم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ
كَذَلِكَ أَخلاقُ النِساءِ وَرُبَّما
يَضِلُّ بِها الهادي وَيَخفى بِها الرُشدُ
وَلَكِنَّ حُبّاً خامَرَ القَلبَ في الصِبا
يَزيدُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَيَشتَدُّ
سَقى اِبنُ عَلِيّاً كُلَّ مُزنٍ سَقَتكُمُ
مُكافَأَةً يَغدو إِلَيها كَما تَغدو
لِتَروى كَما تُروي بِلاداً سَكَنتَها
وَيَنبُتُ فيها فَوقَكَ الفَخرُ وَالمَجدُ
بِمَن تَشخَصُ الأَبصارُ يَومَ رُكوبِهِ
وَيَخرَقُ مِن زَحمٍ عَلى الرَجُلِ البُردُ
وَتُلقي وَما تَدري البَنانُ سِلاحَها
لِكَثرَةِ إيماءٍ إِلَيهِ إِذا يَبدو
ضَروبٌ لِهامِ الضارِبي الهامِ في الوَغى
خَفيفٌ إِذا ما أَثقَلَ الفَرَسَ اللِبدُ
بَصيرٌ بِأَخذِ الحَمدِ مِن كُلِّ مَوضِعٍ
وَلَو خَبَّأَتهُ بَينَ أَنيابِها الأُسدُ
بِتَأميلِهِ يَغنى الفَتى قَبلَ نَيلِهِ
وَبِالذُعرِ مِن قَبلِ المُهَنَّدِ يَنقَدُّ
وَسَيفي لَأَنتَ السَيفُ لا ما تَسُلُّهُ
لِضَربٍ وَمِمّا السَيفُ مِنهُ لَكَ الغِمدُ
وَرُمحي لَأَنتَ الرُمحُ لا ما تَبُلُّهُ
نَجيعاً وَلَولا القَدحُ لَم يُثقِبِ الزَندُ
مِنَ القاسِمينَ الشُكرَ بَيني وَبَينَهُم
لِأَنَّهُمُ يُسدى إِلَيهِم بِأَن يُسدوا
فَشُكري لَهُم شُكرانِ شُكرٌ عَلى النَدى
وَشُكرٌ عَلى الشُكرِ الَّذي وَهَبوا بَعدُ
صِيامٌ بِأَبوابِ القِبابِ جِيادُهُم
وَأَشخاصُها في قَلبِ خائِفِهِم تَعدو
وَأَنفُسُهُم مَبذولَةٌ لِوُفودِهِم
وَأَموالُهُم في دارِ مَن لَم يَفِد وَفدُ
كَأَنَّ عَطِيّاتِ الحُسَينِ عَساكِرٌ
فَفيها العِبِدّى وَالمُطَهَّمَةُ الجُردُ
أَرى القَمَرَ اِبنَ الشَمسِ قَد لَبِسَ العُلا
رُوَيدَكَ حَتّى يَلبَسَ الشَعَرَ الخَدُّ
وَغالَ فُضولَ الدَرعِ مِن جَنَباتِها
عَلى بَدَنٍ قَدُّ القَناةِ لَهُ قَدُّ
وَباشَرَ أَبكارَ المَكارِمِ أَمرَداً
وَكانَ كَذا آباؤُهُ وَهُمُ مُردُ
مَدَحتُ أَباهُ قَبلَهُ فَشَفى يَدي
مِنَ العُدمِ مَن تُشفى بِهِ الأَعيُنُ الرُمدُ
حَباني بِأَثمانِ السَوابِقِ دونَها
مَخافَةَ سَيري إِنَّها لِلنَوى جُندُ
وَشَهوَةَ عَودٍ إِنَّ جودَ يَمينِهِ
ثَناءٌ ثَناءٌ وَالجَوادُ بِها فَردُ
فَلا زِلتُ أَلقى الحاسِدينَ بِمِثلِها
وَفي يَدِهِم غَيظٌ وَفي يَدِيَ الرِفدُ
وَعِندي قَباطِيُّ الهُمامِ وَمالُهُ
وَعِندَهُمُ مِمّا ظَفِرتُ بِهِ الجَحدُ
يَرومونَ شَأوي في الكَلامِ وَإِنَّما
يُحاكي الفَتى فيما خَلا المَنطِقَ القِردُ
فَهُم في جُموعٍ لا يَراها اِبنُ دَأيَةٍ
وَهُم في ضَجيجٍ لا يُحُسُّ بِها الخُلدُ
وَمِنّي اِستَفادَ الناسُ كُلَّ غَريبَةٍ
فَجازوا بِتَركِ الذَمِّ إِن لَم يَكُن حَمدُ
وَجَدتُ عَلِيّاً وَاِبنَهُ خَيرَ قَومِهِ
وَهُم خَيرُ قَومٍ وَاِستَوى الحُرُّ وَالعَبدُ
وَأَصبَحَ شِعري مِنهُما في مَكانِهِ
وَفي عُنُقِ الحَسناءِ يُستَحسَنُ العِقدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:53 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ
هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَيناً يولَدُ
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ
لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِدُ
وَإِذا الجِيادُ أَبا البَهِيِّ نَقَلنَنا
عَنكُم فَأَردَأُ ما رَكِبتُ الأَجوَدُ
مَن خَصَّ بِالذَمِّ الفِراقَ فَإِنَّني
مَن لا يَرى في الدَهرِ شَيئاً يُحمَدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:53 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/5201/39663434.5a8/0_9913a_96e4ec52_orig.png
أَقَلُّ فَعالي بَلهَ أَكثَرَهُ مَجدُ
وَذا الجِدُّ فيهِ نِلتُ أَم لَم أَنَل جَدُّ
سَأَطلُبُ حَقّي بِالقَنا وَمَشايِخٍ
كَأَنَّهُمُ مِن طولِ ما اِلتَثَموا مُردُ
ثِقالٍ إِذا لاقَوا خِفافٍ إِذا دُعوا
كَثيرٍ إِذا شَدّوا قَليلٍ إِذا عُدّوا
وَطَعنٍ كَأَنَّ الطَعنَ لا طَعنَ عِندَهُ
وَضَربٍ كَأَنَّ النارَ مِن حَرِّهِ بَردُ
إِذا شِئتُ حَفَّت بي عَلى كُلِّ سابِحٍ
رِجالٌ كَأَنَّ المَوتَ في فَمِها شَهدُ
أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ
فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ
وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ
وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ
بِقَلبي وَإِن لَم أَروَ مِنها مَلالَةٌ
وَبي عَن غَوانيها وَإِن وَصَلَت صَدُّ
خَليلايَ دونَ الناسِ حُزنٌ وَعَبرَةٌ
عَلى فَقدِ مَن أَحبَبتُ ما لَهُما فَقدُ
تَلَجُّ دُموعي بِالجُفونِ كَأَنَّما
جُفوني لِعَيني كُلِّ باكِيَةٍ خَدُّ
وَإِنّي لَتُغنيني مِنَ الماءِ نُغبَةٌ
وَأَصبِرُ عَنهُ مِثلَ ما تَصبِرُ الرُبدُ
وَأَمضي كَما يَمضي السِنانُ لِطِيَّتي
وَأَطوي كَما تَطوي المُجَلِّحَةُ العُقدُ
وَأَكبِرُ نَفسي عَن جَزاءٍ بِغيبَةٍ
وَكُلُّ اِغتِيابٍ جُهدُ مَن مالُهُ جُهدُ
وَأَرحَمُ أَقواماً مِنَ العِيِّ وَالغَبا
وَأَعذِرُ في بُغضي لِأَنَّهُمُ ضِدُّ
وَيَمنَعُني مِمَّن سِوى اِبنِ مُحَمَّدٍ
أَيادٍ لَهُ عِندي تَضيقُ بِها عِندُ
تَوالى بِلا وَعدٍ وَلَكِنَّ قَبلَها
شَمائِلُهُ مِن غَيرِ وَعدٍ بِها وَعدُ
سَرى السَيفُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ صاحِبي
إِلى السَيفِ مِمّا يَطبَعُ اللَهُ لا الهِندُ
فَلَمّا رَآني مُقبِلاً هَزَّ نَفسَهُ
إِلَيَّ حُسامٌ كُلُّ صَفحٍ لَهُ حَدُّ
فَلَم أَرَ قَبلي مَن مَشى البَحرُ نَحوَهُ
وَلا رَجُلاً قامَت تُعانِقُهُ الأُسدُ
كَأَنَّ القِسِيَّ العاصِياتِ تُطيعُهُ
هَوىً أَو بِها في غَيرِ أُنمُلِهِ زُهدُ
يَكادُ يُصيبُ الشَيءَ مِن قَبلِ رَميِهِ
وَيُمكِنُهُ في سَهمِهِ المُرسَلِ الرَدُّ
وَيُنفِذُهُ في العَقدِ وَهوَ مُضَيَّقٌ
مِنَ الشَعرَةِ السَوداءِ وَاللَيلُ مُسوَدُّ
بِنَفسي الَّذي لا يُزدَهى بِخَديعَةٍ
وَإِن كَثُرَت فيها الذَرائِعُ وَالقَصدُ
وَمَن بُعدُهُ فَقرٌ وَمَن قُربُهُ غِنىً
وَمَن عِرضُهُ حُرٌّ وَمَن مالُهُ عَبدُ
وَيَصطَنِعُ المَعروفَ مُبتَدِئً بِهِ
وَيَمنَعُهُ مِن كُلِّ مَن ذَمُّهُ حَمدُ
وَيَحتَقِرُ الحُسّادَ عَن ذِكرِهِ لَهُم
كَأَنَّهُمُ في الخَلقِ ما خُلِقوا بَعدُ
وَتَأمَنَهُ الأَعداءُ مِن غَيرِ ذِلَّةٍ
وَلَكِن عَلى قَدرِ الَّذي يُذنِبُ الحِقدُ
فَإِن يَكُ سَيّارُ بنُ مُكرَمٍ اِنقَضي
فَإِنَّكَ ماءُ الوَردِ إِن ذَهَبَ الوَردُ
مَضى وَبَنوهُ وَاِنفَرَدتَ بِفَضلِهِم
وَأَلفٌ إِذا ما جُمِّعَت واحِدٌ فَردُ
لَهُم أَوجُهٌ غُرٌّ وَأَيدٍ كَريمَةٌ
وَمَعرِفَةٌ عِدٌّ وَأَلسِنَةٌ لُدُّ
وَأَردِيَةٌ خُضرٌ وَمُلكٌ مُطاعَةٌ
وَمَركوزَةٌ سُمرٌ وَمُقرَبَةٌ جُردُ
وَما عِشتُ ما ماتوا وَلا أَبَواهُمُ
تَميمُ بنُ مُرٍّ وَاِبنُ طابِخَةٍ أُدُّ
فَبَعضُ الَّذي يَبدو الَّذي أَنا ذاكِرٌ
وَبَعضُ الَّذي يَخفى عَلَيَّ الَّذي يَبدو
أَلومُ بِهِ مَن لامَني في وِدادِهِ
وَحُقَّ لِخَيرِ الخَلقِ مِن خَيرِهِ الوُدُّ
كَذا فَتَنَحَّوا عَن عَلِيٍّ وَطُرقِهِ
بَني اللُؤمِ حَتّى يَعبُرَ المَلِكُ الجَعدُ
فَما في سَجاياكُم مُنازَعَةُ العُلى
وَلا في طِباعِ التُربَةِ المِسكُ وَالنَدُّ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
يَستَعظِمونَ أُبَيّاتاً نَأَمتُ بِها
لا تَحسُدُنَّ عَلى أَن يَنأَمَ الأَسَدا
لَو أَنَّ ثَمَّ قُلوباً يَعقِلونَ بِها
أَنساهُمُ الذُعرُ مِمّا تَحتَها الحَسَدا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:14 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً
أَمِ الخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا
تَجَلّى لَنا فَأَضَأنا بِهِ
كَأَنّا نُجومٌ لَقينا سُعودا
رَأَينا بِبَدرِ وَآبائِهِ
لِبَدرٍ وَلوداً وَبَدراً وَليدا
طَلَبنا رِضاهُ بِتَركِ الَّذي
رَضينا لَهُ فَتَرَكنا السُجودا
أَميرٌ أَميرٌ عَلَيهِ النَدى
جَوادٌ بَخيلٌ بِأَن لا يَجودا
يُحَدَّثُ عَن فَضلِهِ مُكرَهاً
كَأَنَّ لَهُ مِنهُ قَلباً حَسودا
وَيُقدِمُ إِلّا عَلى أَن يَفِرَّ
وَيَقدِرُ إِلّا عَلى أَن يَزيدا
كَأَنَّ نَوالَكَ بَعضُ القَضاءِ
فَما تُعطِ مِنهُ نَجِدهُ جُدودا
وَرُبَّتَما حَملَةٍ في الوَغى
رَدَدتَ بِها الذُبَّلَ السُمرَ سودا
وَهَولٍ كَشَفتَ وَنَصلٍ قَصَفتَ
وَرُمحٍ تَرَكتَ مُباداً مُبيدا
وَمالٍ وَهَبتِ بِلا مَوعِدٍ
وَقِرنٍ سَبَقتَ إِلَيهِ الوَعيدا
بِهَجرِ سُيوفِكَ أَغمادَها
تَمَنّى الطُلى أَن تَكونَ الغُمودا
إِلى الهامِ تَصدُرُ عَن مِثلِهِ
تَرى صَدَراً عَن وُرودٍ وُروداش
قَتَلتَ نُفوسَ العِدا بِالحَديدِ
حَتّى قَتَلتَ بِهِنَّ الحَديدا
فَأَنفَدتَ مِن عَيشِهِنَّ البَقاءَ
وَأَبقَيتَ مِمّا مَلَكتَ النُفودا
كَأَنَّكَ بِالفَقرِ تَبغي الغِنى
وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا
خَلائِقُ تَهدي إِلى رَبِّها
وَآيَةُ مَجدٍ أَراها العَبيدا
مُهَذَّبَةٌ حُلوَةٌ مُرَّةٌ
حَقَرنا البِحارَ بِها وَالأُسودا
بَعيدٌ عَلى قُربِها وَصفُها
تَغولُ الظُنونَ وَتَنضى القَصيدا
فَأَنتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ
وَلَستَ لِفَقدِ نَظيرٍ وَحيدا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ
لُيَيلَتُنا المَنوطَةُ بِالتَنادِ
كَأَنَّ بَناتِ نَعشٍ في دُجاها
خَرائِدُ سافِراتٌ في حِدادِ
أُفَكِّرُ في مُعاقَرَةِ المَنايا
وَقودِ الخَيلِ مُشرِفَةَ الهَوادي
زَعيمٌ لِلقَنا الخَطِّيِّ عَزمي
بِسَفكِ دَمِ الحَواضِرِ وَالبَوادي
إِلى كَم ذا التَخَلُّفُ وَالتَواني
وَكَم هَذا التَمادي في التَمادي
وَشُغلُ النَفسِ عَن طَلَبِ المَعالي
بِبَيعِ الشِعرِ في سوقِ الكَسادِ
وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ
وَلا يَومٌ يَمُرُّ بِمُستَعادِ
مَتى لَحَظَت بَياضَ الشَيبِ عَيني
فَقَد وَجَدَتهُ مِنها في السَوادِ
مَتى ما اِزدَدتُ مِن بَعدِ التَناهي
فَقَد وَقَعَ اِنتِقاصي في اِزدِيادي
أَأَرضى أَن أَعيشَ وَلا أُكافي
عَلى ما لِلأَميرِ مِنَ الأَيادي
جَزى اللَهُ المَسيرَ إِلَيهِ خَيراً
وَإِن تَرَكَ المَطايا كَالمَزادِ
فَلَم تَلقَ اِبنَ إِبراهيمَ عَنسي
وَفيها قوتُ يَومٍ لِلقُرادِ
أَلَم يَكُ بَينَنا بَلَدٌ بَعيدٌ
فَصَيَّرَ طولَهُ عَرضَ النِجادِ
وَأَبعَدَ بُعدَنا بُعدَ التَداني
وَقَرَّبَ قُربَنا قُربَ البِعادِ
فَلَمّا جِئتُهُ أَعلى مَحَلّي
وَأَجلَسَني عَلى السَبعِ الشِدادِ
تَهَلَّلَ قَبلَ تَسليمي عَلَيهِ
وَأَلقى مالَهُ قَبلَ الوِسادِ
نَلومُكَ يا عَلِيُّ لِغَيرِ ذَنبٍ
لِأَنَّكَ قَد زَرَيتَ عَلى العِبادِ
وَأَنَّكَ لا تَجودُ عَلى جَوادٍ
هِباتُكَ أَن يُلَقَّبَ بِالجَوادِ
كَأَنَّ سَخاءَكَ الإِسلامُ تَخشى
إِذا ما حُلتَ عاقِبَةَ اِرتِدادِ
كَأَنَّ الهامَ في الهَيجا عُيونٌ
وَقَد طُبِعَت سُيوفُكَ مِن رُقادِ
وَقَد صُغتَ الأَسِنَّةَ مِن هُمومٍ
فَما يَخطُرنَ إِلّا في فُؤادِ
وَيَومَ جَلَبتَها شُعثَ النَواصي
مُعَقَّدَةَ السَبائِبِ لِلطِرادِ
وَحامَ بِها الهَلاكُ عَلى أُناسِ
لَهُم بِاللاذِقِيَّةِ بَغيُ عادِ
فَكانَ الغَربُ بَحراً مِن مِياهٍ
وَكانَ الشَرقُ بَحراً مِن جِيادِ
وَقَد خَفَقَت لَكَ الراياتُ فيهِ
فَظَلَّ يَموجُ بِالبيضِ الحِدادِ
لَقوكَ بِأَكبُدِ الإِبلِ الأَبايا
فَسُقتَهُمُ وَحَدُّ السَيفِ حادِ
وَقَد مَزَّقتَ ثَوبَ الغَيِّ عَنهُم
وَقَد أَلبَستُهُم ثَوبَ الرَشادِ
فَما تَرَكوا الإِمارَةَ لِاِختِيارٍ
وَلا اِنتَحَلوا وِدادَكَ مِن وِدادِ
وَلا اِستَفَلوا لِزُهدٍ في التَعالي
وَلا اِنقادوا سُروراً بِاِنقِيادِ
وَلَكِن هَبَّ خَوفُكَ في حَشاهُم
هُبوبَ الريحِ في رِجلِ الجَرادِ
وَماتوا قَبلَ مَوتِهِمُ فَلَمّا
مَنَنتَ أَعَدتَهُم قَبلَ المَعادِ
غَمَدتَ صَوارِماً لَو لَم يَتوبوا
مَحَوتَهُمُ بِها مَحوَ المِدادِ
وَما الغَضَبُ الطَريفُ وَإِن تَقَوّى
بِمُنتَصِفٍ مِنَ الكَرَمِ التِلادِ
فَلا تَغرُركَ أَلسِنَةٌ مَوالٍ
تُقَلِّبُهُنَّ أَفإِدَةٌ أَعادي
وَكُن كَالمَوتِ لا يَرثي لِباكٍ
بَكى مِنهُ وَيَروي وَهوَ صادِ
فَإِنَّ الجُرحَ يَنفِرُ بَعدَ حينٍ
إِذا كانَ البِناءُ عَلى فَسادِ
وَإِنَّ الماءَ يَجري مِن جَمادٍ
وَإِنَّ النارَ تَخرُجُ مِن زِنادِ
وَكَيفَ يَبيتُ مُضطَجِعاً جَبانٌ
فَرَشتَ لِجِنبِهِ شَوكَ القَتادِ
يَرى في النَومِ رُمحَكَ في كُلاهُ
وَيَخشى أَن يَراهُ في السُهادِ
أَشَرتَ أَبا الحُسَينِ بِمَدحِ قَومٍ
نَزَلتُ بِهِم فَسِرتُ بِغَيرِ زادِ
وَظَنّوني مَدَحتُهُم قَديماً
وَأَنتَ بِما مَدَحتُهُمُ مُرادي
وَإِنّي عَنكَ بَعدَ غَدٍ لَغادِ
وَقَلبي عَن فِنائِكَ غَيرُ غادِ
مُحِبُّكَ حَيثُما اِتَّجَهَت رِكابي
وَضَيفُكَ حَيثُ كُنتُ مِنَ البِلادِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها
تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
مازالَ كُلُّ هَزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
وَالسُقمُ يُنحِلُني حَتّى حَكَت جَسَدي
وَكُلَّما فاضَ دَمعي غاضَ مُصطَبَري
كَأَنَّ ما سالَ مِن جَفنَيَّ مِن جَلَدي
فَأَينَ مِن زَفَراتي مَن كَلِفتُ بِهِ
وَأَينَ مِنكَ اِبنَ يَحيى صَولَةُ الأَسَدِ
لَمّا وَزَنتُ بِكَ الدُنيا فَمِلتَ بِها
وَبِالوَرى قَلَّ عِندي كَثرَةُ العَدَدِ
ما دارَ في خَلَدِ الأَيّامِ لي فَرَحٌ
أَبا عُبادَةَ حَتّى دُرتَ في خَلَدي
مَلكٌ إِذا اِمتَلَأَت مالاً خَزائِنُهُ
أَذاقَها طَعمَ ثُكلِ الأُمِّ لِلوَلَدِ
ماضي الجَنانِ يُريهِ الحَزمُ قَبلَ غَدٍ
بِقَلبِهِ ما تَرى عَيناهُ بَعدَ غَدِ
ماذا البَهاءُ وَلا ذا النورُ مِن بَشَرٍ
وَلا السَماحُ الَّذي فيهِ سَماحُ يَدِ
أَيُّ الأَكُفِّ تُباري الغَيثَ ما اِتَّفَقا
حَتّى إِذا اِفتَرَقا عادَت وَلَم يَعُدِ
قَد كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَجدَ مِن مُضَرٍ
حَتّى تَبَحتَرَ فَهوَ اليَومَ مِن أَدَدِ
قَومٌ إِذا أَمطَرَت مَوتاً سُيوفُهُمُ
حَسِبتَها سُحُباً جادَت عَلى بَلَدِ
لَم أُجرِ غايَةَ فِكري مِنكَ في صِفَةٍ
إِلّا وَجَدتُ مَداها غايَةَ الأَبَدِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:15 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
مُحَمَّدُ بنَ زُرَيقٍ ما نَرى أَحَدا
إِذا فَقَدناكَ يُعطي قَبلَ أَن يَعِدا
وَقَد قَصَدتُكَ وَالتَرحالُ مُقتَرِبٌ
وَالدارُ شاسِعَةٌ وَالزادُ قَد نَفِدا
فَخَلِّ كَفَّكَ تَهمي وَاِثنِ وابِلَها
إِذا اِكتَفَيتُ وَإِلّا أَغرَقَ البَلَدا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
إِنَّ القَوافي لَم تُنِمكَ وَإِنَّما
مَحَقَتكَ حَتّى صِرتَ ما لا يوجَدُ
فَكَأَنَّ أُذنَكَ فوكَ حينَ سَمِعتَها
وَكَأَنَّها مِمّا سَكِرتَ المُرقِدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:16 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ
وَقَدَّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
فَهُنَّ أَسَلنَ دَماً مُقلَتي
وَعَذَّبنَ قَلبي بِطولِ الصُدودِ
وَكَم لِلهَوى مِن فَتىً مُدنَفٍ
وَكَم لِلنَوى مِن قَتيلٍ شَهيدِ
فَواحَسرَتا ما أَمَرَّ الفِراقَ
وَأَعلَقَ نيرانَهُ بِالكُبودِ
وَأَغرى الصَبابَةَ بِالعاشِقينَ
وَأَقتَلَها لِلمُحِبِّ العَميدِ
وَأَلهَجَ نَفسي لِغَيرِ الخَنا
بِحُبِّ ذَواتِ اللَمى وَالنُهودِ
فَكانَت وَكُنّا فِداءَ الأَميرِ
وَلا زالَ مِن نِعمَةٍ في مَزيدِ
لَقَد حالَ بِالسَيفِ دونَ الوَعيدِ
وَحالَت عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
فَأَنجُمُ أَموالِهِ في النُحوسِ
وَأَنجُمُ سُؤَلِهِ في السُعودِ
وَلَو لَم أَخَف غَيرَ أَعدائِهِ
عَلَيهِ لَبَشَّرتُهُ بِالخُلودِ
رَمى حَلَباً بِنَواصي الخُيولِ
وَسُمرٍ يُرِقنَ دَماً في الصَعيدِ
وَبيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِم
نَ لا في الرِقابِ وَلا في الغُمودِ
يَقُدنَ الفَناءَ غَداةَ اللِقاءِ
إِلى كُلِّ جَيشٍ كَثيرِ العَديدِ
فَوَلّى بِأَشياعِهِ الخَرشَنِيُّ
كَشاءٍ أَحَسَّ بِزَأرِ الأُسودِ
يُرَونَ مِنَ الذُعرِ صَوتَ الرِياحِ
صَهيلَ الجِيادِ وَخَفقَ البُنودِ
فَمَن كَالأَميرِ اِبنِ بِنتِ الأَميـ
ـرِ أَو مَن كَآبائِهِ وَالجُدودِ
سَعَوا لِلمَعالي وَهُم صِبيَةٌ
وَسادوا وَجادوا وَهُم في المُهودِ
أَمالِكَ رِقّي وَمَن شَأنُهُ
هِباتُ اللُجَينِ وَعِتقُ العَبيدِ
دَعَوتُكَ عِندَ اِنقِطاعِ الرَجا
ءِ وَالمَوتُ مِنّي كَحَبلِ الوَريدِ
دَعَوتُكَ لَمّا بَراني البَلاءُ
وَأَوهَنَ رِجلَيَّ ثِقلُ الحَديدِ
وَقَد كانَ مَشيُهُما في النِعالِ
فَقَد صارَ مَشيُهُما في القُيودِ
وَكُنتُ مِنَ الناسِ في مَحفِلٍ
فَها أَنا في مَحفِلٍ مِن قُرودِ
تُعَجِّلُ فِيَّ وُجوبَ الحُدودِ
وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السُجودِ
وَقيلَ عَدَوتَ عَلى العالَميـ
ـنَ بَينَ وِلادي وَبَينَ القُعودِ
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ
وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
فَلا تَسمَعَنَّ مِنَ الكاشِحينَ
وَلا تَعبَأَنَّ بِمَحكِ اليَهودِ
وَكُن فارِقاً بَينَ دَعوى أَرَدتُ
وَدَعوى فَعَلتُ بِشَأوٍ بَعيدِ
وَفي جودِ كَفَّيكَ ما جُدتَ لي
بِنَفسي وَلَو كُنتُ أَشقى ثَمودِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ
هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ
المَوتُ أَقرَبُ مِخلَباً مِن بَينِكُم
وَالعَيشُ أَبعَدُ مِنكُمُ لا تَبعُدوا
إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها
لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ
قالَت وَقَد رَأَتِ اِصفِرارِيَ مَن بِهِ
وَتَنَهَّدَت فَأَجَيتُها المُتَنَهِّدُ
فَمَضَت وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها
لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ
فَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في قَمَرِ الدُجى
مُتَأَوِّداً غُصنٌ بِهِ يَتَأَوَّدُ
عَدَوِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ مِن دونِها
سَلبُ النُفوسِ وَنارُ حَربٍ توقَدُ
وَهَواجِلٌ وَصَواهِلٌ وَمَناصِلٌ
وَذَوابِلٌ وَتَوَعُّدٌ وَتَهَدُّدُ
أَبلَت مَوَدَّتَها اللَيالي بَعدَنا
وَمَشى عَلَيها الدَهرُ وَهوَ مُقَيَّدُ
بَرَّحتَ يا مَرَضَ الجُفونِ بِمُمرَضٍ
مَرِضَ الطَبيبُ لَهُ وَعيدَ العُوَّدُ
فَلَهُ بَنو عَبدِ العَزيزِ بنِ الرِضا
وَلِكُلِّ رَكبٍ عيسُهُم وَالفَدفَدُ
مَن في الأَنامِ مِنَ الكِرامِ وَلا تَقُل
مَن فيكِ شَأمُ سِوى شُجاعٍ يُقصَدُ
أَعطى فَقُلتُ لِجودِهِ ما يُقتَنى
وَسَطا فَقُلتُ لِسَيفِهِ ما يولَدُ
وَتَحَيَّرَت فيهِ الصِفاتُ لِأَنَّها
أَلفَت طَرائِقَهُ عَلَيها تَبعُدُ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ كُلىً مَفرِيَّةٌ
يَذمُمنَ مِنهُ ما الأَسِنَّةُ تَحمَدُ
نِقَمٌ عَلى نِقَمِ الزَمانِ يَصُبُّها
نِعَمٌ عَلى النِعَمِ الَّتي لا تُجحَدُ
في شانِهِ وَلِسانِهِ وَبَنانِهِ
وَجَنانِهِ عَجَبٌ لِمَن يَتَفَقَّدُ
أَسَدٌ دَمُ الأَسَدِ الهِزَبرِ خِضابُهُ
مَوتٌ فَريصُ المَوتِ مِنهُ تُرعَدُ
ما مَنبِجٌ مُذ غِبتَ إِلّا مُقلَةٌ
سَهِدَت وَوَجهُكَ نَومُها وَالإِثمِدُ
فَاللَيلُ حينَ قَدِمتَ فيها أَبيَضٌ
وَالصُبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنها أَسوَدُ
ما زِلتَ تَدنو وَهيَ تَعلو عِزَّةً
حَتّى تَوارى في ثَراها الفَرقَدُ
أَرضٌ لَها شَرَفٌ سِواها مِثلُها
لَو كانَ مِثلُكَ في سِواها يُوجَدُ
أَبدى العُداةُ بِكَ السُرورَ كَأَنَّهُم
فَرِحوا وَعِندَهُمُ المُقيمُ المُقعِدُ
قَطَّعتَهُم حَسَداً أَراهُم ما بِهِم
فَتَقَطَّعوا حَسَداً لِمَن لا يَحسُدُ
حَتّى اِنثَنوا وَلَوَ أَنَّ حَرَّ قُلوبِهِم
في قَلبِ هاجِرَةٍ لَذابَ الجَلمَدُ
نَظَرَ العُلوجُ فَلَم يَرَوا مَن حَولَهُم
لَمّا رَأَوكَ وَقيلَ هَذا السَيِّدُ
بَقِيَت جُموعُهُمُ كَأَنَّكَ كُلُّها
وَبَقيتَ بَينَهُمُ كَأَنَّكَ مُفرَدُ
لَهفانَ يَستَوبي بِكَ الغَضَبَ الوَرى
لَو لَم يُنَهنِهكَ الحِجى وَالسُؤدُدُ
كُن حَيثُ شِئتَ تَسِر إِلَيكَ رِكابُنا
فَالأَرضُ واحِدَةٌ وَأَنتَ الأَوحَدُ
وَصُنِ الحُسامَ وَلا تُذِلهُ فَإِنَّهُ
يَشكو يَمينَكَ وَالجَماجِمُ تَشهَدُ
يَبِسَ النَجيعُ عَلَيهِ وَهوَ مُجَرَّدٌ
مِن غِمدِهِ وَكَأَنَّما هُوَ مُغمَدُ
رَيّانَ لَو قَذَفَ الَّذي أَسقَيتَهُ
لَجَرى مِنَ المُهَجاتِ بَحرٌ مُزبِدُ
ما شارَكَتهُ مَنِيَّةٌ في مُهجَةٍ
إِلّا وَشَفرَتُهُ عَلى يَدِها يَدُ
إِنَّ الرَزايا وَالعَطايا وَالقَنا
حُلَفاءُ طَيٍّ غَوَّروا أَو أَنجَدوا
صِح يا لَجُلهُمَةٍ تُجِبكَ وَإِنَّما
أَشفارُ عَينِكَ ذابِلٌ وَمُهَنَّدُ
مِن كُلِّ أَكبَرَ مِن جِبالِ تِهامَةٍ
قَلباً وَمِن جَودِ الغَوادي أَجوَدُ
يَلقاكَ مُرتَدِياً بِأَحمَرَ مِن دَمٍ
ذَهَبَت بِخُضرَتِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ
حَتّى يُشارَ إِلَيكَ ذا مَولاهُمُ
وَهُمُ المَوالي وَالخَليقَةُ أَعبُدُ
أَنّى يَكونُ أَبا البَرِيَّةِ آدَمٌ
وَأَبوكَ وَالثَقلانِ أَنتَ مُحَمَّدُ
يَفنى الكَلامُ وَلا يُحيطُ بِوَصفِكُم
أَيُحيطُ ما يَفنى بِما لا يَنفَدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَقصِر فَلَستَ بِزائِدي وُدّا
بَلَغَ المَدى وَتَجاوَزَ الحَدّا
أَرسَلتَها مَملوءَةً كَرَماً
فَرَدَدتُها مَملوءَةً حَمَدا
جاءَتكَ تَطفَحُ وَهيَ فارِغَةٌ
مَثنى بِهِ وَتَظُنُّها فَردا
تَأبى خَلائِقُكَ الَّتي شَرُفَت
أَن لا تَحِنَّ وَتَذكُرَ العَهدا
لَو كُنتَ عَصراً مُنبِتاً زَهراً
كُنتَ الرَبيعَ وَكانَتِ الوَردا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:17 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ
بِبَياضِ الطُلى وَوَردِ الخُدودِ
وَعُيونِ المَها وَلا كَعُيونٍ
فَتَكَت بِالمُتَيَّمِ المَعمودِ
دَرَّ دَرُّ الصِبا أَأَيّامَ تَجريـ
ـرِ ذُيولي بِدارِ أَثلَةَ عودي
عَمرَكَ اللَهُ هَل رَأَيتَ بُدوراً
طَلَعَت في بَراقِعٍ وَعُقودِ
رامِياتٍ بِأَسهُمٍ ريشُها الهُد
بُ تَشُقُّ القُلوبُ قَبلَ الجُلودِ
يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ
هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ
كُلُّ خَمصانَةٍ أَرَقُّ مِنَ الخَمـ
ـرِ بِقَلبٍ أَقسى مِنَ الجَلمودِ
ذاتِ فَرعٍ كَأَنَّما ضُرِبَ العَنـ
ـبَرُ فيهِ بِماءِ وَردٍ وَعودِ
حالِكٍ كَالغُدافِ جَثلٍ دَجوجِيـ
ـيٍ أَثيثٍ جَعدٍ بِلا تَجعيدِ
تَحمِلُ المِسكَ عَن غَدائِرِها الريـ
ـحُ وَتَفتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرودِ
جَمَعَت بَينَ جِسمِ أَحمَدَ وَالسُقـ
ـمِ وَبَينَ الجُفونِ وَالتَسهيدِ
هَذِهِ مُهجَتي لَدَيكِ لِحيني
فَاِنقُصي مِن عَذابِها أَو فَزيدي
أَهلُ ما بي مِنَ الضَنى بَطَلٌ صيـ
ـدَ بِتَصفيفِ طُرَّةٍ وَبِجيدِ
كُلُّ شَيءٍ مِنَ الدِماءِ حَرامٌ
شُربُهُ ما خَلا دَمَ العُنقودِ
فَاِسقِنيها فِدىً لِعَينَيكِ نَفسي
مِن غَزالٍ وَطارِفي وَتَليدي
شَيبُ رَأسي وَذِلَّتي وَنُحولي
وَدُموعي عَلى هَواكَ شُهودي
أَيَّ يَومٍ سَرَرتَني بِوِصالٍ
لَم تَرُعني ثَلاثَةً بِصُدودِ
ما مُقامي بِأَرضِ نَخلَةَ إِلّا
كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهودِ
مَفرَشي صَهوَةُ الحِصانِ وَلَكِن
نَ قَميصي مَسرودَةٌ مِن حَديدِ
لَأمَةٌ فاضَةٌ أَضاةٌ دِلاصٌ
أَحكَمَت نَسجَها يَدا داوُّدِ
أَينَ فَضلي إِذا قَنِعتُ مِنَ الدَهـ
ـرِ بِعَيشٍ مُعَجَّلِ التَنكيدِ
ضاقَ صَدري وَطالَ في طَلَبِ الرِز
قِ قِيامي وَقَلَّ عَنهُ قُعودي
أَبَداً أَقطَعُ البِلادَ وَنَجمي
في نُحوسٍ وَهِمَّتي في سُعودِ
وَلَعَلّي مُؤَمِّلٌ بَعضَ ما أَب
لُغُ بِاللُطفِ مِن عَزيزٍ حَميدِ
لِسَرِيٍّ لِباسُهُ خَشِنُ القُط
نِ وَمَروِيُّ مَروَ لِبسُ القُرودِ
عِش عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريمٌ
بَينَ طَعنِ القَنا وَخَفقِ البُنودِ
فَرُؤوسُ الرِماحِ أَذهَبُ لِلغَيـ
ـظِ وَأَشفى لِغِلِّ صَدرِ الحَقودِ
لا كَما قَد حَيّتَ غَيرَ حَميدٍ
وَإِذا مُتَّ مُتَّ غَيرَ فَقيدِ
فَاِطلُبِ العِزَّ في لَظى وَذَرِ الذُلـ
ـلَ وَلَو كانَ في جِنانِ الخُلودِ
يُقتَلُ العاجِزُ الجَبانُ وَقَد يَعـ
ـجِزُ عَن قَطعِ بُخنُقِ المَولودِ
وَيُوَقّى الفَتى المِخَشُّ وَقَد خَو
وَضَ في ماءِ لَبَّةِ الصِنديدِ
لا بِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي
وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضا
دَ وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ
إِن أَكُن مُعجَباً فَعُجبُ عَجيبٍ
لَم يَجِد فَوقَ نَفسِهِ مِن مَزيدِ
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَـ
ـهُ غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:18 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَهلاً بِدارٍ سَباكَ أَغيَدُها
أَبعَدُ ما بانَ عَنكَ خُرَّدُها
ظَلتَ بِها تَنطَوي عَلى كَبِدٍ
نَضيجَةٍ فَوقَ خِلبِها يَدُها
يا حادِيَي عيرِها وَأَحسَبُني
أَوجَدُ مَيتاً قُبَيلَ أَفقِدُها
قِفا قَليلاً بِها عَلَيَّ فَلا
أَقَلَّ مِن نَظرَةٍ أُزَوِّدُها
فَفي فُؤادِ المُحِبِّ نارُ جَوىً
أَحَرُّ نارِ الجَحيمِ أَبرَدُها
شابَ مِنَ الهَجرِ فَرقُ لِمَّتِهِ
فَصارَ مِثلَ الدِمَقسِ أَسوَدُها
بانو بِخُرعوبَةٍ لَها كَفَلٌ
يَكادُ عِندَ القِيامِ يُقعِدُها
رِبَحلَةٍ أَسمَرٍ مُقَبَّلُها
سِبَحلَةٍ أَبيَضٍ مُجَرَّدُها
يا عاذِلَ العاشِقينَ دَع فِئَةً
أَضَلَّها اللَهُ كَيفُ تُرشِدُها
لَيسَ يُحيكُ المَلامُ في هِمَمٍ
أَقرَبُها مِنكَ عَنكَ أَبعَدُها
بِئسَ اللَيالي سَهِرتُ مِن طَرَبي
شَوقاً إِلى مَن يَبيتُ يَرقُدُها
أَحيَيتُها وَالدُموعُ تُنجِدُني
شُؤونَها وَالظَلامُ يُنجِدُها
لا ناقَتي تَقبَلُ الرَديفَ وَلا
بِالسَوطِ يَومَ الرِهانِ أُجهِدُها
شِراكُها كورُها وَمِشفَرُها
زِمامُها وَالشُسوعُ مِقوَدُها
أَشَدُّ عَصفِ الرِياحِ يَسبِقُهُ
تَحتِيَ مِن خَطوِها تَأَيُّدُها
في مِثلَ ظَهرِ المِجَنِّ مُتَّصِلٍ
بِمِثلِ بَطنِ المِجَنِّ قَردَدُها
مُرتَمِياتٌ بِنا إِلى اِبنِ عُبَي
دِ اللَهِ غيطانُها وَفَدفَدُها
إِلى فَتىً يُصدِرُ الرِماحَ وَقَد
أَنهَلَها في القُلوبِ مَورِدُها
لَهُ أَيادٍ إِلَيَّ سابِقَةٌ
أُعَدُّ مِنها وَلا أُعَدِّدُها
يُعطي فَلا مَطلَةٌ يُكَدِّرُها
بِها وَلا مَنَّةً يُنَكِّدُها
خَيرُ قُرَيشٍ أَباً وَأَمجَدُها
أَكثَرُها نائِلاً وَأَجوَدُها
أَطعَنُها بِالقَناةِ أَصرَبُها
بِالسَيفِ جَحجاحُها مُسَوَّدُها
أَفرَسُها فارِساً وَأَطوَلُها
باعاً وَمِغوارُها وَسَيِّدُها
تاجُ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ وَبِهِ
سَما لَها فَرعُها وَمَحتِدُها
شَمسُ ضُحاها هِلالُ لَيلَتِها
دُرُّ تَقاصيرِها زَبَرجَدُها
يا لَيتَ بي ضَربَةً أُتيحَ لَها
كَما أُتيحَت لَهُ مُحَمَّدُها
أَثَّرَ فيها وَفي الحَديدِ وَما
أَثَّرَ في وَجهِهِ مُهَنَّدُها
فَاِغتَبَطَت إِذ رَأَت تَزَيُّنَها
بِمِثلِهِ وَالجِراحُ تَحسُدُها
وَأَيقَنَ الناسُ أَنَّ زارِعَها
بِالمَكرِ في قَلبِهِ سَيَحصِدُها
أَصبَحَ حُسّادُهُ وَأَنفُسُهُم
يُحدِرُها خَوفُهُ وَيُصعِدُها
تَبكي عَلى الأَنصُلِ الغُمودِ إِذا
أَنذَرَها أَنَّهُ يُجَرِّدُها
لِعِلمِها أَنَّها تَصيرُ دَماً
وَأَنَّهُ في الرِقابِ يُغمِدُها
أَطلَقَها فَالعَدُوُّ مِن جَزَعٍ
يَذُمُّها وَالصَديقُ يَحمَدُها
تَنقَدِحُ النارُ مِن مَضارِبِها
وَصَبُّ ماءِ الرِقابِ يُخمِدُها
إِذا أَضَلَّ الهُمامُ مُهجَتَهُ
يَوماً فَأَطرافُهُنَّ تَنشُدُها
قَد أَجمَعَت هَذِهِ الخَليقَةُ لي
أَنَّكَ يا اِبنَ النَبِيِّ أَوحَدُها
وَأَنكَ بِالأَمسِ كُنتَ مُحتَلِماً
شَيخَ مَعَدٍّ وَأَنتَ أَمرَدُها
فَكَم وَكَم نِعمَةٍ مُجَلِّلَةٍ
رَبَّيتَها كانَ مِنكَ مَولِدُها
وَكَم وَكَم حاجَةٍ سَمَحتَ بِها
أَقرَبُ مِنّي إِلَيَّ مَوعِدُها
وَمَكرُماتٍ مَشَت عَلى قَدَمِ ال
بِرِّ إِلى مَنزِلي تُرَدِّدُها
أَقَرَّ جِلدي بِها عَلَيَّ فَلا
أَقدِرُ حَتّى المَماتِ أَجحَدُها
فَعُد بِها لا عَدِمتُها أَبَداً
خَيرُ صِلاتِ الكَريمِ أَعوَدُها
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:18 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
فارَقتُكُم فَإِذا ما كانَ عِندَكُمُ
قَبلَ الفِراقِ أَذىً بَعدَ الفِراقِ يَدُ
إِذا تَذَكَّرتُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
أَعانَ قَلبي عَلى الشَوقِ الَّذي أَجِدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:19 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا
وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا
وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا
فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ
هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا
فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا
يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا
أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا
إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا
وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا
وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً
فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا
إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:19 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ
وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
يَرُدُّ يَداً عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ
وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَوقِ في الحَشى
مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ
فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ
أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ
وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ
مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت
جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ
وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ
سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ
أَهُمُّ بِشَيءٍ وَاللَيالي كَأَنَّها
تُطارِدُني عَن كَونِهِ وَأُطارِدُ
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
وَتُسعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ
سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ
تَثَنّى عَلى قَدرِ الطِعانِ كَأَنَّما
مَفاصِلُها تَحتَ الرِماحِ مَراوِدُ
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلي عَلى القَنا
مُحَلَّلَةٌ لَبّاتُها وَالقَلائِدُ
وَأَورِدُ نَفسي وَالمُهَنَّدُ في يَدي
مَوارِدَ لا يُصدِرنَ مَن لا يُجالِدُ
وَلَكِن إِذا لَم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ
عَلى حالَةٍ لَم يَحمِلِ الكَفَّ ساعِدُ
خَليلَيَّ إِنّي لا أَرى غَيرَ شاعِرٍ
فَلِم مِنهُمُ الدَعوى وَمِنّي القَصائِدُ
فَلا تَعجَبا إِنَّ السُيوفَ كَثيرَةٌ
وَلَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ اليَومَ واحِدٌ
لَهُ مِن كَريمِ الطَبعِ في الحَربِ مُنتَضٍ
وَمِن عادَةِ الإِحسانِ وَالصَفحِ غامِدُ
وَلَمّا رَأَيتُ الناسَ دونَ مَحَلِّهِ
تَيَقَّنتُ أَنَّ الدَهرَ لِلناسِ ناقِدُ
أَحَقُّهُمُ بِالسَيفِ مَن ضَرَبَ الطُلى
وَبِالأَمنِ مَن هانَت عَلَيهِ الشَدائِدُ
وَأَشقى بِلادِ اللَهِ ما الرومُ أَهلُها
بِهَذا وَما فيها لِمَجدِكَ جاحِدُ
شَنَنتَ بِها الغاراتِ حَتّى تَرَكتَها
وَجَفنُ الَّذي خَلفَ الفَرَنجَةَ ساهِدُ
مُخَضَّبَةٌ وَالقَومُ صَرعى كَأَنَّها
وَإِن لَم يَكونوا ساجِدينَ مَساجِدُ
تُنَكِّسُهُم وَالسابِقاتُ جِبالُهُم
وَتَطعَنُ فيهِم وَالرِماحُ المَكايِدُ
وَتَضرِبَهُم هَبراً وَقَد سَكَنوا الكُدى
كَما سَكَنَت بَطنَ التُرابِ الأَساوِدُ
وَتُضحي الحُصونُ المُشمَخِرّاتُ في الذُرى
وَخَيلُكَ في أَعناقِهِنَّ قَلائِدُ
عَصَفنَ بِهِم يَومَ اللُقانِ وَسُقنَهُم
بِهِنريطَ حَتّى اِبيَضَّ بِالسَبيِ آمِدُ
وَأَلحَقنَ بِالصَفصافِ سابورَ فَاِنهَوى
وَذاقَ الرَدى أَهلاهُما وَالجَلامِدُ
وَغَلَّسَ في الوادي بِهِنَّ مُشَيَّعٌ
مُبارَكُ ما تَحتَ اللِثامَينِ عابِدُ
فَتىً يَشتَهي طولَ البِلادِ وَوَقتِهِ
تَضيقُ بِهِ أَوقاتُهُ وَالمَقاصِدُ
أَخو غَزَواتٍ ما تُغِبُّ سُيوفُهُ
رِقابَهُمُ إِلّا وَسَيحانُ جامِدُ
فَلَم يَبقَ إِلّا مَن حَماها مِنَ الظُبا
لَمى شَفَتَيها وَالثُدِيُّ النَواهِدُ
تُبَكّي عَلَيهِنَّ البَطاريقُ في الدُجى
وَهُنَّ لَدَينا مُلقَياتٌ كَواسِدُ
بِذا قَضَتِ الأَيّامُ مابَينَ أَهلِها
مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ
وَمِن شَرَفِ الإِقدامِ أَنَّكَ فيهِمِ
عَلى القَتلِ مَوموقٌ كَأَنَّكَ شاكِدُ
وَأَنَّ دَماً أَجرَيتَهُ بِكَ فاخِرٌ
وَأَنَّ فُؤاداً رُعتَهُ لَكَ حامِدُ
وَكُلٌّ يَرى طُرقَ الشَجاعَةِ وَالنَدى
وَلَكِنَّ طَبعَ النَفسِ لِلنَفسِ قائِدُ
نَهَبتَ مِنَ الأَعمارِ ما لَو حَوَيتَهُ
لَهُنِّئَتِ الدُنيا بِأَنَّكَ خالِدُ
فَأَنتَ حُسامُ المُلكِ وَاللَهُ ضارِبٌ
وَأَنتَ لِواءُ الدينِ وَاللَهُ عاقِدُ
وَأَنتَ أَبو الهَيجا اِبنُ حَمدانَ يا اِبنَهُ
تَشابَهَ مَولودٌ كَريمٌ وَوالِدُ
وَحَمدانُ حَمدونٌ وَحَمدونُ حارِثٌ
وَحارِثُ لُقمانٌ وَلُقمانُ راشِدُ
أولَئِكَ أَنيابُ الخِلافَةِ كُلُّها
وَسائِرُ أَملاكِ البِلادِ الزَوائِدُ
أُحِبُّكَ يا شَمسَ الزَمانِ وَبَدرَهُ
وَإِن لامَني فيكَ السُهى وَالفَراقِدُ
وَذاكَ لِأَنَّ الفَضلَ عِندَكَ باهِرٌ
وَلَيسَ لِأَنَّ العَيشُ عِندَكَ بارِدُ
فَإِنَّ قَليلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ
وَإِنَّ كَثيرَ الحُبِّ بِالجَهلِ فاسِدُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:19 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
ما سَدِكَت عِلَّةٌ بِمَورودِ
أَكرَمَ مِن تَغلِبَ بنِ داوُّدِ
يَأنَفُ مِن ميتَةِ الفِراشِ وَقَد
حَلَّ بِهِ أَصدَقُ المَواعيدِ
وَمِثلُهُ أَنكَرَ المَماتَ عَلى
غَيرِ سُروجِ السَوابِحِ القودِ
بَعدَ عِثارِ القَنا بِلَبَّتِهِ
وَصَربِهِ أَرؤُسَ الصَناديدِ
وَخَوضِهِ غَمرَ كُلِّ مَهلَكَةِ
لِلذِمرِ فيها فُؤادُ رِعديدِ
فَإِن صَبَرنا فَإِنَّنا صُبُرٌ
وَإِن بَكَينا فَغَيرُ مَردودِ
وَإِن جَزِعنا لَهُ فَلا عَجَبٌ
ذا الجَزرُ في البَحرِ غَيرُ مَعهودِ
أَينَ الهِباتُ الَّتي يُفَرِّقُها
عَلى الزَرافاتِ وَالمَواحيدِ
سالِمُ أَهلِ الوِدادِ بَعدَهُمُ
يَسلَمُ لِلحُزنِ لا لِتَخليدِ
فَما تُرَجّي النُفوسُ مِن زَمَنٍ
أَحمَدُ حالَيهِ غَيرُ مَحمودِ
إِنَّ نُيوبَ الزَمانِ تَعرِفُني
أَنا الَّذي طالَ عَجمُها عودي
وَفيَّ ما قارَعَ الخُطوبَ وَما
آنَسَني بِالمَصائِبِ السودِ
ما كُنتَ عَنهُ إِذِ اِستَغاثَكَ يا
سَيفَ بَني هاشِمٍ بِمَغمودِ
يا أَكرَمَ الأَكرَمينَ يا مَلِكَ ال
أَملاكِ طُرّاً يا أَصيَدَ الصيدِ
قَد ماتَ مِن قَبلِها فَأَنشَرَهُ
وَقعُ قَنا الخَطِّ في اللَغاديدِ
وَرَميُكَ اللَيلَ بِالجُنودِ وَقَد
رَمَيتَ أَجفانَهُم بِتَسهيدِ
فَصَبَّحَتهُم رِعالُها شُزَّباً
بَينَ ثُباتٍ إِلى عَباديدِ
تَحمِلُ أَغمادُها الفِداءَ لَهُم
فَاِنتَقَدوا الضَربَ كَالأَخاديدِ
مَوقِعُهُ في فِراشِ هامِهِمُ
وَريحُهُ في مَناخِرِ السيدِ
أَفنى الحَياةَ الَّتي وَهَبتَ لَهُ
في شَرَفٍ شاكِراً وَتَسويدِ
سَقيمَ جِسمٍ صَحيحَ مَكرُمَةٍ
مَنجودَ كَربٍ غِياثَ مَنجودِ
ثُمَّ غَدا قَيدُهُ الحِمامُ وَما
تَخلُصُ مِنهُ يَمينُ مَصفودِ
لا يَنقُصُ الهالِكونَ مِن عَدَدٍ
مِنهُ عَلِيٌّ مُضَيَّقُ البيدِ
تَهُبُّ في ظَهرِها كَتائِبُهُ
هُبوبَ أَرواحِها المَراويدِ
أَوَّلُ حَرفٍ مِنِ اِسمِهِ كَتَبَت
سَنابِكُ الخَيلِ في الجَلاميدِ
مَهما يُعَزُّ الفَتى الأَميرَ بِهِ
فَلا بِإِقدامِهِ وَلا الجودِ
وَمِن مُنانا بَقائُهُ أَبَداً
حَتّى يُعَزّى بِكُلِّ مَولودِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:20 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
وَطائِرَةٍ تَتَبَّعُها المَنايا
عَلى آثارِها زَجِلُ الجَناحِ
كَأَنَّ الريشَ مِنهُ في سِهامٍ
عَلى جَسَدٍ تَجَسَّمَ مِن رِياحِ
كَأَنَّ رُؤوسَ أَقلامٍ غِلاظٍ
مُسِحنَ بِريشِ جُؤجُؤَةِ الصِحاحِ
فَأَقعَصَها بِحُجنٍ تَحتَ صُفرٍ
لَها فِعلُ الأَسِنَّةِ وَالصِفاحِ
فَقُلتُ لِكُلِّ حَيٍّ يَومُ مَوتٍ
وَإِن حَرَصَ النُفوسُ عَلى الفَلاحِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:20 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَباعِث كُلِّ مَكرُمَةٍ طُموحُ
وَفارِسَ كُلِّ سَلهَبَةٍ سَبوحِ
وَطاعِنَ كُلِّ نَجلاءٍ غَموسٍ
وَعاصِيَ كُلِّ عَذّالٍ نَصيحِ
سَقاني اللَهُ قَبلَ المَوتِ يَوماً
دَمَ الأَعداءِ مِن جَوفِ الجُروحِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:20 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
يُقاتِلُني عَلَيكَ اللَيلُ جِدّاً
وَمُنصَرَفي لَهُ أَمضى السِلاحِ
لِأَنّي كُلَّما فارَقتُ طَرفي
بَعيدٌ بَينَ جَفني وَالصَباحِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:21 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
جارِيَةٌ ما لِجِسمِها روحُ
بِالقَلبِ مِن حُبِّها تَباريحُ
في كَفِّها طاقَةٌ تُشيرُ بِها
لِكُلِّ طيبٍ مِن طيبِها ريحُ
سَأَشرَبُ الكَأسَ عَن إِشارَتِها
وَدَمعُ عَيني في الخَدِّ مَسفوحُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:21 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
جَلَلاً كَما بِيَ فَليَكُ التَبريحُ
أَغِذاءُ ذا الرَشَأِ الأَغَنِّ الشيحُ
لَعِبَت بِمِشيَتِهِ الشُمولُ وَغادَرَت
صَنَماً مِنَ الأَصنامِ لَولا الروحُ
ما بالُهُ لاحَظتُهُ فَتَضَرَّجَت
وَجَناتُهُ وَفُؤادِيَ المَجروحُ
وَرَمى وَما رَمَتا يَداهُ فَصابَني
سَهمٌ يُعَذِّبُ وَالسِهامُ تُريحُ
قَرُبَ المَزارُ وَلا مَزارَ وَإِنَّما
يَغدو الجِنانُ فَنَلتَقي وَيَروحُ
وَفَشَت سَرائِرُنا إِلَيكَ وَشَفَّنا
تَعريضُنا فَبَدا لَكَ التَصريحُ
لَمّا تَقَطَّعَتِ الحُمولُ تَقَطَّعَت
نَفسي أَسىً وَكَأَنَّهُنَّ طُلوحُ
وَجَلا الوَداعُ مِنَ الحَبيبِ مَحاسِناً
حُسنُ العَزاءِ وَقَد جُلينَ قَبيحُ
فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ وَطَرفٌ شاخِصٌ
وَحَشىً يَذوبُ وَمَدمَعٌ مَسفوحُ
يَجِدُ الحَمامُ وَلَو كَوَجدي لَاِنبَرى
شَجَرُ الأَراكِ مَعَ الحَمامِ يَنوحُ
وَأَمَقَّ لَو خَدَتِ الشَمالُ بِراكِبٍ
في عَرضِهِ لَأَناخَ وَهيَ طَليحُ
نازَعتُهُ قُلَصَ الرِكابِ وَرَكبُها
خَوفَ الهَلاكِ حُداهُمُ التَسبيحُ
لَولا الأَمينُ مُساوِرُ بنُ مُحَمَّدٍ
ما جُشِّمَت خَطَراً وَرُدَّ نَصيحُ
وَمَتى وَنَت وَأَبو المُظَفَّرِ أَمُّها
فَأَتاحَ لي وَلَها الحِمامَ مُتيحُ
شِمنا وَما حُجِبَ السَماءُ بُروقَهُ
وَحَرىً يَجودُ وَما مَرَتهُ الريحُ
مَرجُوُّ مَنفَعَةٍ مَخوفُ أَذِيَّةٍ
مَغبوقُ كاسِ مَحامِدٍ مَصبوحُ
حَنِقٌ عَلى بِدَرِ اللُجَينِ وَما أَتَت
بِإِساءَةٍ وَعَنِ المُسيءِ صَفوحُ
لَو فُرِّقَ الكَرَمُ المُفَرِّقُ مالَهُ
في الناسِ لَم يَكُ في الزَمانِ شَحيحُ
أَلغَت مَسامِعُهُ المَلامَ وَغادَرَت
سِمَةً عَلى أَنفِ اللِئامِ تَلوحُ
هَذا الَّذي خَلَتِ القُرونُ وَذِكرُهُ
وَحَديثُهُ في كُتبِها مَشروحُ
أَلبابُنا بِجَمالِهِ مَبهورَةٌ
وَسَحابُنا بِنَوالِهِ مَفضوحُ
يَغشى الطِعانَ فَلا يَرُدُّ قَناتَهُ
مَكسورَةً وَمِنَ الكُماةِ صَحيحُ
وَعَلى التُرابِ مِنَ الدِماءِ مَجاسِدٌ
وَعَلى السَماءِ مِنَ العَجاجِ مُسوحُ
يَخطو القَتيلَ إِلى القَتيلِ أَمامَهُ
رَبُّ الجَوادِ وَخَلفَهُ المَبطوحُ
فَمَقيلُ حُبِّ مُحِبِّهِ فَرِحٌ بِهِ
وَمَقيلُ غَيظِ عَدُوِّهِ مَقروحُ
يُخفي العَداوَةَ وَهيَ غَيرُ خَفِيَّةٍ
نَظَرُ العُدُوِّ بِما أَسَرَّ يَبوحُ
يا اِبنَ الَّذي ما ضَمَّ بُردٌ كَاِبنِهِ
شَرَفاً وَلا كَالجَدِّ ضَمَّ ضَريحُ
نَفديكَ مِن سَيلٍ إِذا سُئِلَ النَدى
هَولٍ إِذا اِختَلَطا دَمٌ وَمَسيحُ
لَو كُنتَ بَحراً لَم يَكُن لَكَ ساحِلٌ
أَو كُنتَ غَيثاً ضاقَ عَنكَ اللوحُ
وَخَشيتُ مِنكَ عَلى البِلادِ وَأَهلِها
ما كانَ أَنذَرَ قَومَ نوحٍ نوحُ
عَجزٌ بِحُرٍّ فاقَةٌ وَوَراءَهُ
رِزقُ الإِلَهِ وَبابَكَ المَفتوحُ
إِنَّ القَريضَ شَجٍ بِعِطفي عائِذٌ
مِن أَن يَكونَ سَواءَكَ المَمدوحُ
وَذَكِيُّ رائِحَةِ الرِياضِ كَلامُها
تَبغي الثَناءَ عَلى الحَيا فَتَفوحُ
جُهدُ المُقِلِّ فَكَيفَ بِاِبنِ كَريمَةٍ
توليهِ خَيراً وَاللِسانُ فَصيحُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:21 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ
هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ
أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ
أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ
جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً
نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:21 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَدنى اِبتِسامٍ مِنكَ تَحيا القَرائِحُ
وَتَقوى مِنَ الجِسمِ الضَعيفِ الجَوارِحُ
وَمَن ذا الَّذي يَقضي حُقوقَكَ كُلَّها
وَمَن ذا الَّذي يُرضي سِوى مَن تُسامِحُ
وَقَد تَقبَلُ العُذرَ الخَفيَّ تَكَرُّما
فَما بالُ عُذري واقِفاً وَهوَ واضِحُ
وَإِنَّ مُحالاً إِذ بِكَ العَيشُ أَن أَرى
وَجِسمُكَ مُعتَلٌّ وَجِسمِيَ صالِحُ
وَما كانَ تَركي الشِعرَ إِلّا لِأَنَّهُ
تُقَصِّرُ عَن وَصفِ الأَميرِ المَدائِحُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:22 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
لِهَذا اليَومِ بَعدَ غَدٍ أَريجٍ
وَنارٌ في العَدوِّ لَها أَجيجُ
تَبيتُ بِها الحَواصِنُ آمِناتٍ
وَتَسلَمُ في مَسالِكِها الحَجيجُ
فَلا زالَت عُداتُكَ حَيثُ كانَت
فَرائِسَ أَيُّها الأَسَدُ المَهيجُ
عَرَفتُكَ وَالصُفوفُ مُعَبَّآتٌ
وَأَنتَ بِغَيرِ سَيفِكَ لا تَعيجُ
وَوَجهُ البَحرِ يُعرَفُ مِن بَعيدٍ
إِذا يَسجو فَكَيفَ إِذا يَموجُ
بِأَرضٍ تَهلِكُ الأَشواطُ فيها
إِذا مُلِئَت مِنَ الرَكضِ الفُروجُ
تُحاوِلُ نَفسَ مَلكِ الرومِ فيها
فَتَفديهِ رَعِيَّتُهُ العُلوجُ
أَبِالغَمَراتِ توعِدُنا النَصارى
وَنَحنُ نُجومُها وَهِيَ البُروجُ
وَفينا السَيفُ حَملَتُهُ صَدوقٌ
إِذا لاقى وَغارَتُهُ لَجوجُ
نُعَوِّذُهُ مِنَ الأَعيانِ بَأساً
وَيَكثُرُ بِالدُعاءِ لَهُ الضَجيجُ
رَضينا وَالدُمُستُقُ غَيرُ راضٍ
بِما حَكَمَ القَواضِبُ وَالوَشيجُ
فَإِن يُقدِم فَقَد زُرنا سَمَندو
وَإِن يُحجِم فَمَوعِدُهُ الخَليجُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:22 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
سِربٌ مَحاسِنُهُ حُرِمتُ ذَواتِها
داني الصِفاتِ بَعيدُ مَوصوفاتِها
أَوفى فَكُنتُ إِذا رَمَيتُ بِمُقلَتي
بَشَراً رَأَيتُ أَرَقَّ مِن عَبَراتِها
يَستاقُ عيسَهُمُ أَنيني خَلفَها
تَتَوَهَّمُ الزَفَراتِ زَجرَ حُداتِها
وَكَأَنَّها شَجَرٌ بَدَت لَكِنَّها
شَجَرٌ جَنَيتُ المَوتَ مِن ثَمَراتِها
لا سِرتِ مِن إِبِلٍ لَوَ أَنّي فَوقَها
لَمَحَت حَرارَةُ مَدمَعَيَّ سِماتِها
وَحَمَلتُ ما حُمِّلتِ مِن هَذي المَها
وَحَمَلتِ ما حُمِّلتُ مِن حَسَراتِها
إِنّي عَلى شَغَفي بِما في خُمرِها
لَأَعِفُّ عَمّا في سَراويلاتِها
وَتَرى الفُتُوَّةَ وَالمُرُوَّةَ وَالأُبُو
وَةَ فِيَّ كُلُّ مَليحَةٍ ضَرّاتِها
هُنَّ الثَلاثُ المانِعاتي لَذَّتي
في خَلوَتي لا الخَوفُ مِن تَبِعاتِها
وَمَطالِبٍ فيها الهَلاكُ أَتَيتُها
ثَبتَ الجَنانِ كَأَنَّني لَم آتِها
وَمَقانِبٍ بِمَقانِبٍ غادَرتُها
أَقواتَ وَحشٍ كُنَّ مِن أَقواتِها
أَقبَلتُها غُرَرَ الجِيادِ كَأَنَّما
أَيدي بَني عِمرانَ في جَبَهاتِها
الثابِتينَ فُروسَةً كَجُلودِها
في ظَهرِها وَالطَعنُ في لَبّاتِها
العارِفينَ بِها كَما عَرَفتُهُم
وَالراكِبينَ جُدودُهُم أُمّاتِها
فَكَأَنَّما نُتِجَت قِياماً تَحتَهُم
وَكَأَنَّهُم وُلِدوا عَلى صَهَواتِها
إِنَّ الكِرامَ بِلا كِرامٍ مِنهُمُ
مِثلُ القُلوبِ بِلا سُوَيداواتِها
تِلكَ النُفوسُ الغالِباتُ عَلى العُلى
وَالمَجدُ يَغلِبُها عَلى شَهَواتِها
سُقِيَت مَنابِتُها الَّتي سَقَتِ الوَرى
بِيَدَي أَبي أَيّوبَ خَيرِ نَباتِها
لَيسَ التَعَجُّبُ مِن مَواهِبِ مالِهِ
بَل مِن سَلامَتِها إِلى أَوقاتِها
عَجَباً لَهُ حَفِظَ العِنانَ بِأَنمُلٍ
ما حِفظُها الأَشياءَ مِن عاداتِها
لَو مَرَّ يَركُضُ في سُطورِ كِتابَةٍ
أَحصى بِحافِرِ مُهرِهِ ميماتِها
يَضَعُ السِنانَ بِحَيثُ شاءَ مُجاوِلاً
حَتّى مِنَ الآذانِ في أَخراتِها
تَكبو وَراءَكَ يا اِبنَ أَحمَدَ قُرَّحٌ
لَيسَت قَوائِمُهُنَّ مِن آلاتِها
رِعَدُ الفَوارِسِ مِنكَ في أَبدانِها
أَجرى مِنَ العَسَلانِ في قَنَواتِها
لا خَلقَ أَسمَحُ مِنكَ إِلّا عارِفٌ
بِكَ راءَ نَفسَكَ لَم يَقُل لَكَ هاتِها
غَلِتَ الَّذي حَسَبَ العُشورَ بِاّيَةٍ
تَرتيلُكَ السوراتِ مِن آياتِها
كَرَمٌ تَبَيَّنَ في كَلامِكَ ماثِلاً
وَيَبينُ عِتقُ الخَيلِ في أَصواتِها
أَعيا زَوالُكَ عَن مَحَلٍّ نِلتَهُ
لا تَخرُجُ الأَقمارُ عَن هالاتِها
لا نَعذُلُ المَرَضَ الَّذي بِكَ شائِقٌ
أَنتَ الرِجالَ وَشائِقٌ عِلّاتِها
فَإِذا نَوَت سَفَراً إِلَيكَ سَبَقنَها
فَأَضَفتَ قَبلَ مُضافِها حالاتِها
وَمَنازِلُ الحُمّى الجُسومُ فَقُل لَنا
ما عُذرُها في تَركِها خَيراتِها
أَعجَبتَها شَرَفاً فَطالَ وُقوفُها
لِتَأَمُّلِ الأَعضاءِ لا لِأَذاتِها
وَبَذَلتَ ما عَشِقَتهُ نَفسُكَ كُلَّهُ
حَتّى بَذَلتَ لِهَذِهِ صِحّاتِها
حَقُّ الكَواكِبِ أَن تَزورَكَ مِن عَلٍ
وَتَعودَكَ الآسادُ مِن غاباتِها
وَالجِنُّ مِن سُتُراتِها وَالوَحشُ مِن
فَلَواتِها وَالطَيرُ مِن وُكناتِها
ذُكِرَ الأَنامُ لَنا فَكانَ قَصيدَةً
كُنتَ البَديعَ الفَردَ مِن أَبياتِها
في الناسِ أَمثِلَةٌ تَدورُ حَياتُها
كَمَماتِها وَمَماتُها كَحَياتِها
هِبتُ النِكاحَ حِذارَ نَسلٍ مِثلِها
حَتّى وَفَرتُ عَلى النِساءِ بَناتِها
فَاليَومَ صِرتُ إِلى الَّذي لَو أَنَّهُ
مَلَكَ البَرِيَّةَ لَاِستَقَلَّ هِباتِها
مُستَرخَصٌ نَظَرٌ إِلَيهِ بِما بِهِ
نَظَرَت وَعَثرَةُ رِجلِهِ بِدِياتِها
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:23 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
فَدَتكَ الخَيلُ وَهيَ مُسَوَّماتُ
وَبيضُ الهِندِ وَهيَ مُجَرَّداتُ
وَصَفتُكَ في قَوافٍ سائِراتٍ
وَقَد بَقِيَت وَإِن كَثُرَت صِفاتُ
أَفاعيلُ الوَرى مِن قَبلُ دُهمٌ
وَفِعلُكَ في فِعالِهِمِ شِياتُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:23 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
أَنصُر بِجودِكَ أَلفاظاً تَرَكتُ بِها
في الشَرقِ وَالغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا
فَقَد نَظَرتُكَ حَتّى حانَ مُرتَحَلي
وَذا الوَداعُ فَكُن أَهلاً لِما شيتا
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:23 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
لَنا مَلِكٌ لا يَطعَمُ النَومَ هَمُّهُ
مَماتٌ لِحَيٍّ أَو حَياةٌ لِمَيِّتٍ
وَيَكبُرُ أَن تَقذى بِشَيءٍ جُفونُهُ
إِذا ما رَأَتهُ خَلَّةٌ بِكَ فَرَّت
جَزى اللَهُ عَنّي سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ
فَإِنَّ نَداهُ الغَمرَ سَيفي وَدَولَتي
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:23 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
لَحا اللَهُ وَرداناً وَأُمّاً أَتَت بِهِ
لَهُ كَسبُ خِنزيرٍ وَخُرطومُ ثَعلَبِ
فَما كانَ فيهِ الغَدرُ إِلّا دَلالَةً
عَلى أَنَّهُ فيهِ مِنَ الأُمِّ وَالأَبِ
إِذا كَسَبَ الإِنسانُ مِن هَنِ عِرسِهِ
فَيا لُؤمَ إِنسانٍ وَيا لُؤمَ مَكسَبِ
أَهَذا اللَذَيّا بِنتُ وَردانَ بِنتُهُ
هُما الطالِبانِ الرِزقَ مِن شَرِّ مَطلَبِ
لَقَد كُنتُ أَنفي الغَدرَ عَن توسِ طَيِّئٍ
فَلا تَعذِلاني رُبَّ صِدقٍ مُكَذَّبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:24 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ
ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ
سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً
مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ
مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ
يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 05:24 AM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/39663434.67b/0_9f068_ad88e13c_orig
آخِرُ ما المَلكُ مُعَزّى بِهِ
هَذا الَّذي أَثَّرَ في قَلبِهِ
لا جَزَعاً بَل أَنَفاً شابَهُ
أَن يَقدِرَ الدَهرُ عَلى غَصبِهِ
لَو دَرَتِ الدُنيا بِما عِندَهُ
لَاِستَحيَتِ الأَيّامُ مِن عَتبِهِ
لَعَلَّها تَحسَبُ أَنَّ الَّذي
لَيسَ لَدَيهِ لَيسَ مِن حِزبِهِ
وَأَنَّ مَن بَغدادُ دارٌ لَهُ
لَيسَ مُقيماً في ذَرى عَضبِهِ
وَأَنَّ جَدَّ المَرءِ أَوطانُهُ
مَن لَيسَ مِنها لَيسَ مِن صُلبِهِ
أَخافُ أَن تَفطُنَ أَعداؤُهُ
فَيُجفِلوا خَوفاً إِلى قُربِهِ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن ضَجعَةٍ
لا تَقلِبُ المُضجَعَ عَن جَنبِهِ
يَنسى بِها ما كانَ مِن عُجبِهِ
وَما أَذاقَ المَوتُ مِن كَربِهِ
نَحنُ بَنو المَوتى فَما بالُنا
نَعافُ مالا بُدَّ مِن شُربِهِ
تَبخَلُ أَيدينا بِأَرواحِنا
عَلى زَمانٍ هِيَ مِن كَسبِهِ
فَهَذِهِ الأَرواحُ مِن جَوِّهِ
وَهَذِهِ الأَجسامُ مِن تُربِهِ
لَو فَكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى
حُسنِ الَّذي يَسبيهِ لَم يَسبِهِ
لَم يُرَ قَرنُ الشَمسِ في شَرقِهِ
فَشَكَّتِ الأَنفُسُ في غَربِهِ
يَموتُ راعي الضَأنِ في جَهلِهِ
مَوتَةَ جالينوسَ في طِبِّهِ
وَرُبَّما زادَ عَلى عُمرِهِ
وَزادَ في الأَمنِ عَلى سِربِهِ
وَغايَةُ المُفرِطِ في سِلمِهِ
كَغايَةِ المُفرِطِ في حَربِهِ
فَلا قَضى حاجَتَهُ طالِبٌ
فُؤادُهُ يَخفِقُ مِن رُعبِهِ
أَستَغفِرُ اللَهَ لِشَخصٍ مَضى
كانَ نَداهُ مُنتَهى ذَنبِهِ
وَكانَ مَن عَدَّدَ إِحسانَهُ
كَأَنَّهُ أَفرَطَ في سَبِّهِ
يُريدُ مِن حُبِّ العُلى عَيشَهُ
وَلا يُريدُ العَيشَ مِن حُبِّهِ
يَحسَبُهُ دافِنُهُ وَحدَهُ
وَمَجدُهُ في القَبرِ مِن صَحبِهِ
وَيُظهَرُ التَذكيرُ في ذِكرِهِ
وَيُستَرُ التَأنيثُ في حُجبِهِ
أُختُ أَبي خَيرٍ أَميرٍ دَعا
فَقالَ جَيشٌ لِلقَنا لَبِّهِ
يا عَضُدَ الدَولَةِ مَن رُكنُها
أَبوهُ وَالقَلبُ أَبو لُبِّهِ
وَمَن بَنوهُ زَينُ آبائِهِ
كَأَنَّها النورُ عَلى قُضبِهِ
فَخراً لِدَهرٍ أَنتَ مِن أَهلِهِ
وَمُنجِبٍ أَصبَحتَ مِن عَقبِهِ
إِنَّ الأَسى القِرنُ فَلا تُحيِهِ
وَسَيفُكَ الصَبرُ فَلا تُنبِهِ
ما كانَ عِندي أَنَّ بَدرَ الدُجى
يوحِشُهُ المَفقودُ مِن شُهبِهِ
حاشاكَ أَن تَضعُفَ عَن حَملِ ما
تَحَمَّلَ السائِرُ في كُتبِهِ
وَقَد حَمَلتَ الثِقلَ مِن قَبلِهِ
فَأَغنَتِ الشِدَّةُ عَن سَحبِهِ
يَدخُلُ صَبرُ المَرءِ في مَدحِهِ
وَيَدخُلُ الإِشفاقُ في ثَلبِهِ
مِثلُكَ يَثني الحُزنَ عَن صَوبِهِ
وَيَستَرِدُّ الدَمعَ عَن غَربِهِ
إيما لِإِبقاءٍ عَلى فَضلِهِ
إيما لِتَسليمٍ إِلى رَبِّهِ
وَلَم أَقُل مِثلُكَ أَعني بِهِ
سِواكَ يا فَرداً بِلا مُشبِهِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:40 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ
وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ
وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل
تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَحيلَةً لَكَ حَتّى
عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتـ
ـلِ إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد
رِ إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العا
رِ إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقُّ عَلى الكَل
بِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضَرَّها مَن أَتاها
وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن
عِجانُها ناكَ زُبَّه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ
وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى
وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً
أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً
وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً
في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً
تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ
لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَه
وَما عَلى مَن بِهِ الدا
ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّه
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ
وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه
يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ
غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ
أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الـ
ـلَذي يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ
إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخـ
ـلِ سُربَةً بَعدَ سُربَه
عَلى نِسائِكَ تَجلو
فَعولَها مُنذُ سَنبَه
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر
نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَه
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ
يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبـ
ـبَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَه
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري
لَطالَما خانَ صَحبَه
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ
وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه
ما كُنتَ إِلّا ذُباباً
نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً
فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه
وَإِن بَعُدنا قَليلاً
حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي
عِنانَ جَرداءَ شَطبَه
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي
فَإِنَّها دارُ غُربَه
أَو آنَسَتكَ المَخازي
فَإِنَّها لَكَ نِسبَه
وَإِن عَرَفتَ مُرادي
تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي
فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:42 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
لَقَد أَصبَحَ الجُرَذُ المُستَغيرُ
أَسيرَ المَنايا صَريعَ العَطَب
رَماهُ الكِنانِيُّ وَالعامِرِيُّ
وَتَلّاهُ لِلوَجهِ فِعلَ العَرَب
كِلا الرَجُلَينِ اِتَّلا قَتلَهُ
فَأَيُّكُما غَلَّ حُرَّ السَلَب
وَأَيُّكُما كانَ مِن خَلفِهِ
فَإِنَّ بِهِ عَضَّةً في الذَنَب
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:42 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
وقال أيضاً:
مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ
فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ
لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ
وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ
فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي
وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ
جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ
كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ
وَفي الجِسمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بِشَيبِهِ
وَلَو أَنَّ ما في الوَجهِ مِنهُ حِرابُ
لَها ظُفُرٌ إِن كَلَّ ظُفرٌ أُعِدُّهُ
وَنابٌ إِذا لَم يَبقَ في الفَمِ نابُ
يُغَيِّرُ مِنّي الدَهرُ ما شاءَ غَيرَها
وَأَبلُغُ أَقصى العُمرِ وَهِيَ كَعابُ
وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي
إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ
غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني
إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ
وَعَن ذَمَلانِ العيسِ إِن سامَحَت بِهِ
وَإِلّا فَفي أَكوارِهِنَّ عُقابُ
وَأَصدى فَلا أُبدي إِلى الماءِ حاجَةً
وَلِلشَمسِ فَوقَ اليَعمُلاتِ لُعابُ
وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ
نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ
وَلِلخَودِ مِنّي ساعَةٌ ثُمَّ بَينَنا
فَلاةٌ إِلى غَيرِ اللِقاءِ تُجابُ
وَما العِشقُ إِلّا غِرَّةٌ وَطَماعَةٌ
يُعَرِّضُ قَلبٌ نَفسَهُ فَيُصابُ
وَغَيرُ فُؤادي لِلغَواني رَمِيَّةٌ
وَغَيرُ بَناني لِلزُجاجِ رِكابُ
تَرَكنا لِأَطرافِ القَنا كُلَّ شَهوَةٍ
فَلَيسَ لَنا إِلّا بِهِنَّ لِعابُ
نُصَرِّفُهُ لِلطَعنِ فَوقَ حَوادِرٍ
قَدِ اِنقَصَفَت فيهِنَّ مِنهُ كِعابُ
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ
وَبَحرٌ أَبو المِسكِ الخِضَمُّ الَّذي لَهُ
عَلى كُلِّ بَحرٍ زَخرَةٌ وَعُبابُ
تَجاوَزَ قَدرَ المَدحِ حَتّى كَأَنَّهُ
بِأَحسَنِ ما يُثنى عَلَيهِ يُعابُ
وَغالَبَهُ الأَعداءُ ثُمَّ عَنَوا لَهُ
كَما غالَبَت بيضَ السُيوفِ رِقابُ
وَأَكثَرُ ما تَلقى أَبا المِسكِ بِذلَةً
إِذا لَم تَصُن إِلّا الحَديدَ ثِيابُ
وَأَوسَعُ ما تَلقاهُ صَدراً وَخَلفَةٌ
رِماءٌ وَطَعنٌ وَالأَمامَ ضِرابُ
وَأَنفَذُ ما تَلقاهُ حُكماً إِذا قَضى
قَضاءً مُلوكُ الأَرضِ مِنهُ غِضابُ
يَقودُ إِلَيهِ طاعَةَ الناسِ فَضلُهُ
وَلَو لَم يَقُدها نائِلٌ وَعِقابُ
أَيا أَسَداً في جِسمِهِ روحُ ضَيغَمٍ
وَكَم أُسُدٍ أَرواحُهُنَّ كِلابُ
وَيا آخِذاً مِن دَهرِهِ حَقَّ نَفسِهِ
وَمِثلُكَ يُعطى حَقَّهُ وَيُهابُ
لَنا عِندَ هَذا الدَهرِ حَقٌّ يَلُطُّهُ
وَقَد قَلَّ إِعتابٌ وَطالَ عِتابُ
وَقَد تُحدِثُ الأَيّامُ عِندَكَ شيمَةً
وَتَنعَمِرُ الأَوقاتُ وَهِيَ يَبابُ
وَلا مُلكَ إِلّا أَنتَ وَالمُلكُ فَضلَةٌ
كَأَنَّكَ سَيفٌ فيهِ وَهُوَ قِرابُ
أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَيناً قَريرَةً
وَإِن كانَ قُرباً بِالبِعادِ يُشابُ
وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا
وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ
أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ
وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ
وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ
سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ
وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً
ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ
وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي
عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ
وَأُعلِمَ قَوماً خالَفوني فَشَرَّقوا
وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا
جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ
وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ
وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ
ذِئاباً وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ
وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ
وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ
وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِراً
لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:43 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ
وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ
أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ
مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ
تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ
فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ
وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ
وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ
وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ
وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها
وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ
فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ
وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ
وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ
وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ
وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً
وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ
تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً
وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ
أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ
فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا
وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً
فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ
يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم
وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ
فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ
وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا
إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا
وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها
وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً
لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ
وَأَنتَ الَّذي رَبَّيتَ ذا المُلكِ مُرضِعاً
وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أَبُ
وَكُنتَ لَهُ لَيثَ العَرينِ لِشِبلِهِ
وَما لَكَ إِلّا الهِندُوانِيَّ مِخلَبُ
لَقيتَ القَنا عَنهُ بِنَفسٍ كَريمَةٍ
إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ
وَقَد يَترَكُ النَفسَ الَّتي لا تَهابُهُ
وَيَختَرِمُ النَفسَ الَّتي تَتَهَيَّبُ
وَما عَدِمَ اللاقوكَ بَأساً وَشِدَّةً
وَلَكِنَّ مَن لاقَوا أَشَدُّ وَأَنجَبُ
ثَناهُم وَبَرقُ البيضِ في البيضِ صادِقٌ
عَلَيهِم وَبَرقُ البَيضِ في البيضِ خُلَّبُ
سَلَلتَ سُيوفاً عَلَّمَت كُلَّ خاطِبٍ
عَلى كُلِّ عودٍ كَيفَ يَدعو وَيَخطُبُ
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ الناسُ أَنَّهُ
إِلَيكَ تَناهى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
وَأَيُّ قَبيلٍ يَستَحِفُّكَ قَدرُهُ
مَعَدُّ بنُ عَدنانَ فِداكَ وَيَعرُبُ
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي
كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل
أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ
وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ
جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:44 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ
حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ
إِن كُنتَ تَسأَلُ شَكّاً في مَعارِفِها
فَمَن بَلاكَ بِتَسهيدٍ وَتَعذيبِ
لا تَجزِني بِضَناً بي بَعدَها بَقَرٌ
تَجزي دُموعِيَ مَسكوباً بِمَسكوبِ
سَوائِرٌ رُبَّما سارَت هَوادِجُها
مَنيعَةً بَينَ مَطعونٍ وَمَضروبِ
وَرُبَّما وَخَدَت أَيدي المَطيِّ بِها
عَلى نَجيعٍ مِنَ الفُرسانِ مَصبوبِ
كَم زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ
أَدهى وَقَد رَقَدوا مِن زَورَةِ الذيبِ
أَزورُهُم وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ لي
وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي
قَد وافَقوا الوَحشَ في سُكنى مَراتِعِها
وَخالَفوها بِتَقويضٍ وَتَطنيبِ
جِيرانُها وَهُمُ شَرُّ الجِوارِ لَها
وَصَحبُها وَهُمُ شَرُّ الأَصاحيبِ
فُؤادُ كُلِّ مُحِبٍّ في بُيوتِهِمِ
وَمالُ كُلِّ أَخيذِ المالِ مَحروبِ
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ
كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ
وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ
أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً
وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ
أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها
مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً
أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ
وَمِن هَوى كُلِّ مَن لَيسَت مُمَوَّهَةً
تَرَكتُ لَونَ مَشيبي غَيرَ مَخضوبِ
وَمِن هَوى الصِدقِ في قَولي وَعادَتِهِ
رَغِبتُ عَن شَعَرٍ في الرَأسِ مَكذوبِ
لَيتَ الحَوادِثَ باعَتني الَّذي أَخَذَت
مِنّي بِحِلمي الَّذي أَعطَت وَتَجريبي
فَما الحَداثَةُ مِن حِلمٍ بِمانِعَةٍ
قَد يوجَدُ الحِلمُ في الشُبّانِ وَالشيبِ
تَرَعرَعَ المَلِكُ الأُستاذُ مُكتَهِلاً
قَبلَ اِكتِهالٍ أَديباً قَبلَ تَأديبِ
مُجَرَّباً فَهَماً مِن قَبلِ تَجرِبَةٍ
مُهَذَّباً كَرَماً مِن غَيرِ تَهذيبِ
حَتّى أَصابَ مِنَ الدُنيا نِهايَتَها
وَهَمُّهُ في اِبتِداءاتٍ وَتَشبيبِ
يُدَبِّرُ المُلكَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنٍ
إِلى العِراقِ فَأَرضِ الرومِ فَالنُوَبِ
إِذا أَتَتها الرِياحُ النُكبُ مِن بَلَدٍ
فَما تَهُبُّ بِها إِلّا بِتَرتيبِ
وَلا تُجاوِزُها شَمسٌ إِذا شَرَقَت
إِلّا وَمِنهُ لَها إِذنٌ بِتَغريبِ
يُصَرِّفُ الأَمرَ فيها طينُ خاتِمِهِ
وَلَو تَطَلَّسَ مِنهُ كُلُّ مَكتوبِ
يَحِطَّ كُلَّ طَويلِ الرُمحِ حامِلُهُ
مِن سَرجِ كُلِّ طَويلِ الباعِ يَعبوبِ
كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسامِعِهِ
قَميصُ يوسُفَ في أَجفانِ يَعقوبِ
إِذا غَزَتهُ أَعاديهِ بِمَسأَلَةٍ
فَقَد غَزَتهُ بِجَيشٍ غَيرِ مَغلوبِ
أَو حارَبَتهُ فَما تَنجو بِتَقدِمَةٍ
مِمّا أَرادَ وَلا تَنجو بِتَجبيبِ
أَضرَت شَجاعَتُهُ أَقصى كَتائِبِهِ
عَلى الحِمامِ فَما مَوتٌ بِمَرهوبِ
قالوا هَجَرتَ إِلَيهِ الغَيثَ قُلتُ لَهُم
إِلى غُيوثِ يَدَيهِ وَالشَآبيبِ
إِلى الَّذي تَهَبُ الدَولاتِ راحَتُهُ
وَلا يَمُنُّ عَلى آثارِ مَوهوبِ
وَلا يَروعُ بِمَغدورٍ بِهِ أَحَداً
وَلا يُفَزِّعُ مَوفوراً بِمَنكوبِ
بَلى يَروعُ بِذي جَيشٍ يُجَدِّلُهُ
ذا مِثلِهِ في أَحَمِّ النَقعِ غِربيبِ
وَجَدتُ أَنفَعَ مالٍ كُنتُ أَذخَرُهُ
ما في السَوابِقِ مِن جَريٍ وَتَقريبِ
لَمّا رَأَينَ صُروفَ الدَهرِ تَغدِرُ بي
وَفَينَ لي وَوَفَت صُمُّ الأَنابيبِ
فُتنَ المَهالِكِ حَتّى قالَ قائِلُها
ماذا لَقينا مِنَ الجُردِ السَراحيبِ
تَهوي بِمُنجَرِدٍ لَيسَت مَذاهِبُهُ
لِلُبسِ ثَوبٍ وَمَأكولٍ وَمَشروبِ
يَرى النُجومَ بِعَينَي مَن يُحاوِلُها
كَأَنَّها سَلَبٌ في عَينِ مَسلوبِ
حَتّى وَصَلتُ إِلى نَفسٍ مُحَجَّبَةٍ
تَلقى النُفوسَ بِفَضلٍ غَيرِ مَحجوبِ
في جِسمِ أَروَعَ صافي العَقلِ تُضحِكُهُ
خَلائِقُ الناسِ إِضحاكَ الأَعاجيبِ
فَالحَمدُ قَبلُ لَهُ وَالحَمدُ بَعدُ لَها
وَلِلقَنا وَلِإِدلاجي وَتَؤويبي
وَكَيفَ أَكفُرُ يا كافورُ نِعمَتَها
وَقَد بَلَغنَكَ بي يا كُلَّ مَطلوبي
يا أَيُّها المَلِكُ الغاني بِتَسمِيَةٍ
في الشَرقِ وَالغَربِ عَن وَصفٍ وَتَلقيبِ
أَنتَ الحَبيبُ وَلَكِنّي أَعوذُ بِهِ
مِن أَن أَكونَ مُحِبّاً غَيرَ مَحبوبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:44 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ
وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ
فَإِنَّ نَهاري لَيلَةٌ مُدلَهِمَّةٌ
عَلى مُقلَةٍ مِن بَعدِكُم في غَياهِبِ
بَعيدَةِ ما بَينَ الجُفونِ كَأَنَّما
عَقَدتُم أَعالي كُلِّ هُدبٍ بِحاجِبِ
وَأَحسَبُ أَنّي لَو هَويتُ فِراقَكُم
لَفارَقتُهُ وَالدَهرُ أَخبَثُ صاحِبِ
فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي
مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ
أَراكَ ظَنَنتِ السِلكَ جِسمي فَعُقتِهِ
عَلَيكِ بِدُرٍّ عَن لِقاءِ التَرائِبِ
وَلَو قَلَمٌ أُلقيتُ في شَقِّ رَأسِهِ
مِنَ السُقمِ ما غَيَّرتُ مِن خَطِّ كاتِبِ
تُخَوِّفُني دونَ الَّذي أَمَرَت بِهِ
وَلَم تَدرِ أَنَّ العارَ شَرُّ العَواقِبِ
وَلا بُدَّ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
يَطولُ اِستِماعي بَعدَهُ لِلنَوادِبِ
يَهونُ عَلى مِثلي إِذا رامَ حاجَةً
وُقوعُ العَوالي دونَها وَالقَواضِبِ
كَثيرُ حَياةِ المَرءِ مِثلُ قَليلِها
يَزولُ وَباقي عَيشِهِ مِثلُ ذاهِبِ
إِلَيكِ فَإِنّي لَستُ مِمَّن إِذا اِتَّقى
عِضاضَ الأَفاعي نامَ فَوقَ العَقارِبِ
أَتاني وَعيدُ الأَدعِياءِ وَأَنَّهُم
أَعَدّوا لِيَ السودانَ في كَفرِ عاقِبِ
وَلَو صَدَقوا في جَدِّهِم لَحَذِرتُهُم
فَهَل فيَّ وَحدي قَولُهُم غَيرُ كاذِبِ
إِلَيَّ لَعَمري قَصدُ كُلِّ عَجيبَةٍ
كَأَنّي عَجيبٌ في عُيونِ العَجائِبِ
بِأَيِّ بِلادٍ لَم أَجُرَّ ذُؤابَتي
وَأَيُّ مَكانٍ لَم تَطَأهُ رَكائِبي
كَأَنَّ رَحيلي كانَ مِن كَفِّ طاهِرٍ
فَأَثبَتَ كوري في ظُهورِ المَواهِبِ
فَلَم يَبقَ خَلقٌ لَم يَرِدنَ فِنائَهُ
وَهُنَّ لَهُ شِربٌ وُرودَ المَشارِبِ
فَتىً عَلَّمَتهُ نَفسُهُ وَجُدودُهُ
قِراعَ الأَعادي وَاِبتِذالَ الرَغائِبِ
فَقَد غَيَّبَ الشُهّادَ عَن كُلِّ مَوطِنٍ
وَرَدَّ إِلى أَوطانِهِ كُلَّ غائِبِ
كَذا الفاطِمِيّونَ النَدى في بَنانِهِم
أَعَزُّ اِمِّحاءً مِن خُطوطِ الرَواجِبِ
أُناسٌ إِذا لاقَوا عِدىً فَكَأَنَّما
سِلاحُ الَّذي لاقَوا غُبارُ السَلاهِبِ
رَمَوا بِنَواصيها القِسِيَّ فَجِئنَها
دَوامي الهَوادي سالِماتِ الجَوانِبِ
أولَئِكَ أَحلى مِن حَياةٍ مُعادَةٍ
وَأَكثَرُ ذِكراً مِن دُهورِ الشَبائِبِ
نَصَرتَ عَلِيّاً يا اِبنَهُ بِبَواتِرٍ
مِنَ الفِعلِ لا فَلٌّ لَها في المَضارِبِ
وَأَبهَرُ آياتِ التِهامِيِّ أَنَّهُ
أَبوكَ وَأَجدى مالَكُم مِن مَناقِبِ
إِذا لَم تَكُن نَفسُ النَسيبِ كَأَصلِهِ
فَماذا الَّذي تُغني كِرامُ المَناصِبِ
وَما قَرُبَت أَشباهُ قَومٍ أَباعِدٍ
وَلا بَعُدَت أَشباهُ قَومٍ أَقارِبِ
إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ
فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ
يَقولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى
فَما بالُهُ تَأثيرُهُ في الكَواكِبِ
عَلا كَتَدَ الدُنيا إِلى كُلِّ غايَةٍ
تَسيرُ بِهِ سَيرَ الذَلولِ بِراكِبِ
وَحُقَّ لَهُ أَن يَسبِقَ الناسَ جالِساً
وَيُدرِكَ مالَم يُدرِكوا غَيرَ طالِبِ
وَيُحذى عَرانينَ المُلوكِ وَإِنَّها
لِمَن قَدَمَيهِ في أَجَلِّ المَراتِبِ
يَدٌ لِلزَمانِ الجَمعُ بَيني وَبَينَهُ
لِتَفريقِهِ بَيني وَبَينَ النَوائِبِ
هُوَ اِبنُ رَسولِ اللَهِ وَاِبنُ وَصِيِّهِ
وَشِبهُهُما شَبَّهتُ بَعدَ التَجارِبِ
يَرى أَنَّ ما ما بانَ مِنكَ لِضارِبٍ
بِأَقتَلَ مِمّا بانَ مِنكَ لِعائِبِ
أَلا أَيُّها المالُ الَّذي قَد أَبادَهُ
تَعَزَّ فَهَذا فِعلُهُ في الكَتائِبِ
لَعَلَّكَ في وَقتٍ شَغَلتَ فُؤادَهُ
عَنِ الجودِ أَو كَثَّرتَ جَيشَ مُحارِبِ
حَمَلتُ إِلَيهِ مِن لِساني حَديقَةً
سَقاها الحِجى سَقيَ الرِياضَ السَحائِبِ
فَحُيِّيتَ خَيرَ اِبنٍ لِخَيرِ أَبٍ بِها
لِأَشرَفِ بَيتٍ في لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:45 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
أَيا ما أُحَيسِنَها مُقلَةً
وَلَولا المَلاحَةَ لَم أَعجَبِ
خَلوقِيَّةٌ في خَلوقِيِّها
سُوَيداءُ مِن عِنَبِ الثَعلَبِ
إِذا نَظَرَ البازُ في عِطفِهِ
كَسَتهُ شُعاعاً عَلى المَنكِبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:46 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
الطَيبُ مِمّا غَنيتُ عَنهُ
كَفى بِقُربِ الأَميرِ طيبا
يَبني بِهِ رَبُّنا المَعالي
كَما بِكُم يَغفِرُ الذُنوبا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:46 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
تَعَرَّضَ لي السَحابُ وَقَد قَفَلنا
فَقُلتُ إِلَيكَ إِنَّ مَعي السَحابا
فَشِم في القُبَّةِ المِلكَ المُرَجّى
فَأَمسَكَ بَعدَ ما عَزَمَ اِنسِكابا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:47 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
المَجلِسانِ عَلى التَميِيزِ بَينَهُما
مُقابِلانِ وَلَكِن أَحسَنا الأَدَبا
إِذا صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَباً
وَإِن صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَبا
فَلِم يَهابُكَ مالا حِسَّ يَردَعُهُ
إِنّي لَأُنصِرُ مِن شَأنَيهِما عَجَبا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:47 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا
فَأَعذَرُهُم أَشَفُّهُمُ حَبيباً
وَما سَكَني سِوى قَتلِ الأَعادي
فَهَل مِن زَورَةٍ تَشفي القُلوبا
تَظَلُّ الطَيرُ مِنها في حَديثٍ
تَرُدُّ بِهِ الصَراصِرَ وَالنَعيبا
وَقَد لَبِسَت دِمائَهُمُ عَلَيهِم
حِداداً لَم تَشُقَّ لَها جُيوباً
أَدَمنا طَعنَهُم وَالقَتلَ حَتّى
خَلَطنا في عِظامِهِمِ الكُعوبا
كَأَنَّ خُيولَنا كانَت قَديماً
تُسَقّى في قُحوفِهِمِ الحَليباً
فَمَرَّت غَيرَ نافِرَةٍ عَلَيهِم
تَدوسُ بِنا الجَماجِمَ وَالتَريبا
يُقَدِّمُها وَقَد خُضِبَت شَواها
فَتىً تَرمي الحُروبُ بِهِ الحُروبا
شَديدُ الخُنزُوانَةِ لا يُبالي
أَصابَ إِذا تَنَمَّرَ أَم أُصيبا
أَعَزمي طالَ هَذا اللَيلُ فَاِنظُر
أَمِنكَ الصُبحُ يَفرَقُ أَن يَؤوبا
كَأَنَّ الفَجرَ حِبٌّ مُستَزارٌ
يُراعي مِن دُجُنَّتِهِ رَقيبا
كَأَنَّ نُجومَهُ حَليٌ عَلَيهِ
وَقَد حُذِيَت قَوائِمُهُ الجُبوبا
كَأَنَّ الجَوَّ قاسى ما أُقاسي
فَصارَ سَوادُهُ فيهِ شُحوبا
كَأَنَّ دُجاهُ يَجذِبُها سُهادي
فَلَيسَ تَغيبُ إِلّا أَن يَغيبا
أُقَلِّبُ فيهِ أَجفاني كَأَنّي
أَعُدُّ بِهِ عَلى الدَهرِ الذُنوبا
وَما لَيلٌ بِأَطوَلَ مِن نَهارٍ
يَظَلُّ بِلَحظِ حُسّادي مَشوبا
وَما مَوتٌ بِأَبغَضَ مِن حَياةٍ
أَرى لَهُمُ مَعي فيها نَصيبا
عَرَفتُ نَوائِبَ الحَدَثانِ حَتّى
لَوِ اِنتَسَبَت لَكُنتُ لَها نَقيبا
وَلَمّا قَلَّتِ الإِبلُ اِمتَطينا
إِلى اِبنِ أَبي سُلَيمانَ الخُطوبا
مَطايا لا تَذِلُّ لِمَن عَلَيها
وَلا يَبغي لَها أَحَدٌ رُكوبا
وَتَرتَعُ دونَ نَبتِ الأَرضِ فينا
فَما فارَقتُها إِلّا جَديبا
إِلى ذي شيمَةٍ شَعَفَت فُؤادي
فَلَولاهُ لَقُلتُ بِها النَسيبا
تُنازِعُني هَواها كُلُّ نَفسٍ
وَإِن لَم تُشبِهِ الرَشَأَ الرَبيبا
عَجيبٌ في الزَمانِ وَما عَجيبٌ
أَتى مِن آلِ سَيّارٍ عَجيبا
وَشَيخٌ في الشَبابِ وَلَيسَ شَيخاً
يُسَمّى كُلُّ مَن بَلَغَ المَشيبا
قَسا فَالأُسدُ تَفزَعُ مِن قُواهُ
وَرَقَّ فَنَحنُ نَفزَعُ أَن يَذوبا
أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشاً
وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا
وَقالوا ذاكَ أَرمى مَن رَأَينا
فَقُلتُ رَأَيتُمُ الغَرَضَ القَريبا
وَهَل يُخطي بِأَسهُمِهِ الرَمايا
وَما يُخطي بِما ظَنَّ الغُيوبا
إِذا نُكِبَت كِنانَتُهُ اِستَبَنّا
بِأَنصُلِها لِأَنصُلِها نُدوبا
يُصيبُ بِبَعضِها أَفواقَ بَعضٍ
فَلَولا الكَسرُ لَاِتَصَلَت قَضيبا
بِكُلِّ مُقَوَّمٍ لَم يَعصِ أَمراً
لَهُ حَتّى ظَنَنّاهُ لَبيبا
يُريكَ النَزعُ بَينَ القَوسِ مِنهُ
وَبَينَ رَمِيِّهِ الهَدَفَ المَهيبا
أَلَستَ اِبنَ الأُلى سَعِدوا وَسادوا
وَلَم يَلِدوا اِمرَءً إِلّا نَجيبا
وَنالوا ما اِشتَهَوا بِالحَزمِ هَوناً
وَصادَ الوَحشَ نَملُهُمُ دَبيبا
وَما ريحُ الرِياضِ لَها وَلَكِن
كَساها دَفنُهُم في التُربِ طيبا
أَيا مَن عادَ روحُ المَجدِ فيهِ
وَعادَ زَمانُهُ التالي قَشيبا
تَيَمَّمَني وَكيلُكَ مادِحاً لي
وَأَنشَدَني مِنَ الشِعرِ الغَريبا
فَآجَرَكَ الإِلَهُ عَلى عَليلٍ
بَعَثتَ إِلى المَسيحِ بِهِ طَبيبا
وَلَستُ بِمُنكِرٍ مِنكَ الهَدايا
وَلَكِن زِدتَني فيها أَديبا
فَلا زالَت دِيارُكَ مُشرِقاتٍ
وَلا دانَيتَ يا شَمسُ الغُروبا
لِأَصبِحَ آمِناً فيكَ الرَزايا
كَما أَنا آمِنٌ فيكَ العُيوبا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:48 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
يا ذا المَعالي وَمَعدِنَ الأَدَبِ
سَيِّدَنا وَاِبنَ سَيِّدِ العَرَبِ
أَنتَ عَلِيمٌ بِكُلِّ مُعجِزَةٍ
وَلَو سَأَلنا سِواكَ لَم يُجِبِ
أَهَذِهِ قابَلَتكَ راقِصَةً
أَم رَفَعَت رِجلَها مِنَ التَعَبِ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:48 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
أَلَم تَرَ أَيُّها المَلِكُ المُرَجّى
عَجائِبَ ما رَأَيتُ مِنَ السَحابِ
تَشَكّى الأَرضُ غَيبَتَهُ إِلَيهِ
وَتَرشُفُ ماءَهُ رَشفَ الرُضابِ
وَأَوهِمُ أَنَّ في الشِطرَنجِ هَمّي
وَفيكَ تَأَمُّلي وَلَكَ اِنتِصابي
سَأَمضي وَالسَلامُ عَلَيكَ مِنّي
مَغيبي لَيلَتي وَغَداً إِيابي
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:49 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
إِنَّما بَدرُ بنُ عَمّارٍ سَحابُ
هَطِلٌ فيهِ ثَوابٌ وَعِقابُ
إِنَّما بَدرٌ رَزايا وَعَطايا
وَمَنايا وَطِعانٌ وَضِرابُ
ما يُجيلُ الطَرفَ إِلّا حَمِدَتهُ
جُهدَها الأَيدي وَذَمَّتهُ الرِقابُ
ما بِهِ قَتلُ أَعاديهِ وَلَكِن
يَتَّقي إِخلافَ ما تَرجو الذِئابُ
فَلَهُ هَيبَةُ مَن لا يُتَرَجّى
وَلَهُ جودُ مُرَجّىً لا يُهابُ
طاعِنُ الفُرسانِ في الأَحداقِ شَزراً
وَعَجاجُ الحَربِ لِلشَمسِ نِقابُ
باعِثُ النَفسِ عَلى الهَولِ الَّذي لَيـ
ـسَ لِنَفسٍ وَقَعَت فيهِ إِيابُ
بِأَبي ريحُكَ لا نَرجِسُنا ذا
وَأَحاديثُكَ لا هَذا الشَرابُ
لَيسَ بِالمُنكَرِ إِن بَرَّزتَ سَبقاً
غَيرُ مَدفوعٍ عَنِ السَبقِ العِرابُ
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:49 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
بِأَبي الشُموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا
اللابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
المَنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا
وَجَناتِهِنَّ الناهِباتِ الناهِبا
الناعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا
تُ المُبدِياتُ مِنَ الدَلالِ غَرائِبا
حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِباً
فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنَّ فَوقَ تَرائِبا
وَبَسَمنَ عَن بَرَدٍ خَشيتُ أُذيبَهُ
مِن حَرِّ أَنفاسي فَكُنتُ الذائِبا
يا حَبَّذا المُتَحَمَّلونَ وَحَبَّذا
وادٍ لَثَمتُ بِهِ الغَزالَةَ كاعِبا
كَيفَ الرَجاءُ مِنَ الخُطوبِ تَخَلُّصاً
مِن بَعدِ ما أَنشَبنَ فِيَّ مَخالِبا
أَوحَدنَني وَوَجَدنَ حُزناً واحِداً
مُتَناهِياً فَجَعَلنَهُ لي صاحِبا
وَنَصَبنَني غَرَضَ الرُماةِ تُصيبُني
مِحَنٌ أَحَدُّ مِنَ السُيوفِ مَضارِبا
أَظمَتنِيَ الدُنيا فَلَمّا جِئتُها
مُستَسقِياً مَطَرَت عَلَيَّ مَصائِبا
وَحُبِيتُ مِن خوصِ الرِكابِ بِأَسوَدٍ
مِن دارِشٍ فَغَدَوتُ أَمشي راكِبا
حالٌ مَتى عَلِمَ اِبنُ مَنصورٍ بِها
جاءَ الزَمانُ إِلَيَّ مِنها تائِبا
مَلِكٌ سِنانُ قَناتِهِ وَبَنانُهُ
يَتَبارَيانِ دَماً وَعُرفاً ساكِبا
يَستَصغِرُ الخَطَرَ الكَبيرَ لِوَفدِهِ
وَيَظُنُّ دِجلَةَ لَيسَ تَكفي شارِبا
كَرَماً فَلَو حَدَّثتَهُ عَن نَفسِهِ
بِعَظيمِ ما صَنَعَت لَظَنَّكَ كاذِبا
سَل عَن شَجاعَتِهِ وَزُرهُ مُسالِماً
وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ مِنهُ مُحارِبا
فَالمَوتُ تُعرَفُ بِالصِفاتِ طِباعُهُ
لَم تَلقَ خَلقاً ذاقَ مَوتاً آيِبا
إِن تَلقَهُ لا تَلقَ إِلّا قَسطَلاً
أَو جَحفَلاً أَو طاعِناً أَو ضارِبا
أَو هارِباً أَو طالِباً أَو راغِباً
أَو راهِباً أَو هالِكاً أَو نادِبا
وَإِذا نَظَرتَ إِلى الجِبالِ رَأَيتَها
فَوقَ السُهولِ عَواسِلاً وَقَواضِبا
وَإِذا نَظَرتَ إِلى السُهولِ رَأَيتَها
تَحتَ الجِبالِ فَوارِساً وَجَنائِبا
وَعَجاجَةً تَرَكَ الحَديدُ سَوادَها
زِنجاً تَبَسَّمُ أَو قَذالاً شائِبا
فَكَأَنَّما كُسِيَ النَهارُ بِها دُجى
لَيلٍ وَأَطلَعَتِ الرِماحُ كَواكِبا
قَد عَسكَرَت مَعَها الرَزايا عَسكَراً
وَتَكَتَّبَت فيها الرِجالُ كَتائِبا
أُسُدٌ فَرائِسُها الأُسودُ يَقودُها
أَسَدٌ تَصيرُ لَهُ الأُسودُ ثَعالِبا
في رُتبَةٍ حَجَبَ الوَرى عَن نَيلِها
وَعَلا فَسَمَّوهُ عَلِيَّ الحاجِبا
وَدَعَوهُ مِن فَرطِ السَخاءِ مُبَذِّراً
وَدَعَوهُ مِن غَصبِ النُفوسِ الغاصِبا
هَذا الَّذي أَفنى النُضارَ مَواهِباً
وَعِداهُ قَتلاً وَالزَمانَ تَجارِبا
وَمُخَيِّبُ العُذّالِ فيما أَمَّلوا
مِنهُ وَلَيسَ يَرُدُّ كَفّاً خائِبا
هَذا الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ حاضِراً
مِثلُ الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ غائِبا
كَالبَدرِ مِن حَيثُ اِلتَفَتَّ رَأَيتَهُ
يُهدي إِلى عَينَيكَ نوراً ثاقِبا
كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِراً
جوداً وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا
كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها
يَغشى البِلادَ مَشارِقاً وَمَغارِبا
أَمُهَجِّنَ الكُرَماءِ وَالمُزري بِهِم
وَتَروكَ كُلِّ كَريمِ قَومٍ عاتِبا
شادوا مَناقِبَهُم وَشِدتَ مَناقِباً
وُجِدَت مَناقِبُهُم بِهِنَّ مَثالِبا
لَبَّيكَ غَيظَ الحاسِدينَ الراتِبا
إِنّا لَنَخبُرُ مِن يَدَيكَ عَجائِبا
تَدبيرُ ذي حُنَكٍ يُفَكِّرُ في غَدٍ
وَهُجومُ غِرٍّ لا يَخافُ عَواقِبا
وَعَطاءُ مالٍ لَو عَداهُ طالِبٌ
أَنفَقتَهُ في أَن تُلاقِيَ طالِبا
خُذ مِن ثَنايَ عَلَيكَ ما أَسطيعُهُ
لا تُلزِمَنّي في الثَناءِ الواجِبا
فَلَقَد دَهِشتُ لِما فَعَلتَ وَدونَهُ
ما يُدهِشُ المَلَكَ الحَفيظَ الكاتِبا
عطر الزنبق
06-27-2019, 04:50 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6514/39663434.241/0_7cded_1e7292c_L.jpg
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا
لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا
مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً
سَوائِلاً مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني
لَيلاً فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى
جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت
بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُناً
مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا
بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها
وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوباً إِذا طُلِبا
كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ
شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها
مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى
لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَبا
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن
أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى
أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
إِذا بَدا حَجَبَت عَينَيكَ هَيبَتُهُ
وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا اِحتَجَبا
بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً
وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ
رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَأمورِ مُختَضِبا
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ
أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ
فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا
حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ
وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ
عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ
في مُلكِهِ اِفتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ
فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ
وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
لا يُقنِعُ اِبنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ
يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا
رَأساً لَهُم وَغَدا كُلٌّ لَهُم ذَنَبا
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها
وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا
مُبَرقِعي خَيلِهِم بِالبيضِ مُتَّخِذي
هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِم عَذَبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَت
خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها
فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها
فَآلَ ما اِمتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا
مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها
مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا
لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اِختَلَفَت
إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا
فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ
أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا
أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها
لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَاِنتَحَبا
وَإِن عَمَرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً
وَالسَمهَرِيَّ أَخاً وَالمَشرَفِيَّ أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِماً
حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ
عَن سَرجِهِ مَرَحاً بِالغَزوِ أَو طَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي
وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir