المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري..


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6

عطر الزنبق
06-27-2019, 05:12 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6603/39663434.164/0_76075_fcd4339_L.jpg<br />




أبو العلاء المعري ، أو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، كان فيلسوف وشاعر وكاتب عربي حيث أبدى وجهة نظر دينية غير متدينة واجهها الجدل ولكن على الرغم من ذلك ، فإنه يعتبر واحدا من أعظم شعراء العرب الكلاسيكيين . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى :
سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى

حقائق عن أبو العلاء المعرى :



درس في حلب ثم في طرابلس وأنطاكية
كتب عدد من القصائد الشعبية في بغداد لكنه رفض بيع نصوصه
في عام 1010 عاد إلى سوريا بعد أن بدأت تسوء حالة والدته الصحية
وصف المعري بأنه “متعصب متشائم” وبرر السبب فى تشاؤمه قائلا أنه بشأن الحياة واصفا نفسه بأنه “سجين مزدوج” من العمى والعزلة
كان المعرى عقلانى مثيرا للجدل فى عصره
هاجم المعرى عقائد الدين ، فإنتقد ورفض الإسلام وسخر من اليهودية والمسيحية والزرادشتية
دافع عن العدالة الاجتماعية وعاش أسلوب حياة منعزلاً
كان المعرى نباتيًا يرفض غذاء لحم الحيوانات المذبوحة أو الحليب
أجرى المعري فكرًا مضادًا للولادة تماشياً مع تشاؤمه العام مما يشير إلى أنه لا يجب أن يولد الأطفال ليجنبهم الآلام ومعاناة الحياه
كتب المعري ثلاثة أعمال رئيسية كانت شائعة في وقته هما “شرارة الصنابير” “الضرورة غير الضرورية” “رسالة الغفران”
لم يتزوج المعري أبداً وتوفي عن عمر يناهز 86 عامًا في المدينة التي ولد فيها معرة النعمان
في عام 2013 قام مقاتلون من جبهة النصرة بقطع رأس تمثاله في بلدته السورية


نشأته وحياته :

ولد أبو العلاء في معرة النعمان فى سوريا بالقرب من مدينة حلب في ديسمبر عام 973 ، وفي عهده كانت المدينة جزءًا من الخلافة العباسية أى الخلافة الإسلامية الثالثة خلال العصر الذهبي
أصيب المعرى بمرض الجدرى فى سن الرابعة مما أفقده بصره ، وقد تم تفسير تشاؤمه نتيجة لفقدان بصره والوحدة التى شعر بها ، لكن هذا لم يقف عائقا أمام المعرى فبدأ حياته المهنية سن مبكر حوالى 11 أو 12 سنة حيث تلقى تعليمه وكان من بين معلميه في حلب “ابن خلوة” الذى توفى في عام 980 م عندما كان المعري لا يزال طفلاً ، لكنه حزن حزنا شديدا لفقد ابن خلوة وودعه بعبارات قوية في قصيدة رسالة الغفرن
عندما كان المعرى في طريقه إلى طرابلس لإستكمال تعليمه ، زار ديرًا مسيحيًا بالقرب من اللاذقية حيث إستمع إلى مناقشات حول الفلسفة الهلنستية التي زرعت فيه بذور شكه لاحقًا وعدم إلتزامه الدينى ؛ لكن بعض المؤرخيين مثل إبن الأديم ينكرون أنه تعرض لأي لاهوت آخر غير العقيدة الإسلامية
عندما علم المعرى بخبر وفاة والده وهو فى بغداد إعتزل الناس والحياه وكتب رثاء حزين حيث أشاد بوالده ، وبعد سنوات من بقاؤه فى بغداد تلقى إستقبالا جيدا في صالونات الأدب رغم أنه كان شخصية مثيرة للجدل ، وبعد ثمانية عشر شهراً في بغداد عاد المعري إلى دياره لأسباب نتيجة لمرض أمه أو ربما نفد ماله في بغداد لأنه رفض بيع أعماله فعاد إلى بلدته المعرة حوالي عام 1010 وعلم أن والدته توفيت قبل وصوله
بقي المعرى بقية حياته بائس وحزين ومتشائم حيث إختار حياة الزهد وعاش فى عزلة وعلى الرغم من أنه كان معزولا عن الناس إلا أنه عاش سنواته الأخيرة في مواصلة عمله فأصبح غنيا ومتعاونا مع الآخرين وكان يتمتع بإحترام كبير فى منطقته وجذب العديد من الطلاب محليا ثم توفي في مايو 1057 في مسقط رأسه .

أعماله الأدبية :

تميز المعرى بموسوعة عالمية من القصائد والشعر حيث كتب عدد كبير جدا من القصائد وصل عددها إلى 1593 قصيدة ومن أبرز قصائده :


إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومه
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي

أبرز أبياته الشعرية فى قصيدة :
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
غالبةٌ خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت
ليس لها غيرَ باطلٍ حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على الناسِ
وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ.

عطر الزنبق
06-27-2019, 05:14 PM
باذن الله سوف نواصل رحلتنا الممتعة مع الشعراء والادباء العرب
أتمنى أن نقضي جميعنا أمتع اللحظات وأسعد الاوقات
وشكرا لك من يتابع متصفحي


http://img-fotki.yandex.ru/get/6405/39663434.163/0_7605e_5832e175_L.jpg<br />

عطر الزنبق
06-27-2019, 06:58 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه

وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ

وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ

فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِباً خَلَقِ

للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ

عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ

إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ

فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفوداً من الأفُقِ

وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً

من كل وجهٍ كنارِ الفُرْسِ في السَّذَقِ

أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني

لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ

هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ

فلا تُذِلْهُ بإكْثارٍ على السّوقِ

كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً

وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ

وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها

ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ

فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ

أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ

لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه

فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ

صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها

حتى المَنيّة عن قَيْلٍ ومُغْتَبَقِ

جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً

فهْو الدّواء لِداءِ الجبْنِ والقَلَقِ

إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به

لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ

وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ

جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ

فرَتِّبِ النّظْمَ تَرْتِيبَ الحُلِيّ على

شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ

الحِجْلُ للرِّجْلِ والتاجُ المُنيفُ لِما

فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ

وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ

ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ

يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه

قعْبٌ من التّبرِ أو عُسٌّ من الوَرِقِ

وَدَعْ أُناساً إذا أجْدَوْا على رجُلٍ

رَنَوْا إليه بعَينِ المُغْضَبِ الحَنِقِ

كأنما القُرّ منهمْ فهْو مُسْتلِبٌ

ما الصَّيْفُ كاسيهِ أشجاراً من الوَرَقِ

لا تَرْضَ حتى تَرى يُسراك واطِئةً

على رِكابٍ من الإذهابِ كالشّفَقِ

أمامَكَ الخيْلُ مسْحوباً أجِلّتُها

من فاخرِ الوَشْي أو من ناعمِ السَّرَقِ

كأنما الآلُ يَجْري في مَراكِبِها

وَسطَ النهارِ وإن أُسْرِجنَ في الغَسَقِ

كأنها في نُضارٍ ذائبٍ سبَحتْ

واسْتُنقِذَتْ بعد أن أشْفَتْ على الغَرَقِ

ثَقِيلةُ النهْضِ ممّا حُلّيتْ ذَهَباً

فليس تَمْلِكُ غيرَ المَشْيِ والعَنَقِ

تَسْمو بما قُلّدَتْهُ من أعِنّتِها

مُنِيفَةً كصَوادي يَثرِبَ السُّحُقِ

وخُلّةُ الضّرْبِ لا تُبْقي له خِلَلاً

وحُلّةُ الحَرْبِ ذاتُ السَّرْدِ والحَلَقِ

لا تَنْسَ لي نَفَحاتي وانْسَ لي زَلَلي

ولا يَضُرُّكَ خَلْقي واتّبِعْ خُلُقي

فرُبّما ضَرّ خِلٌّ نافِعٌ أبداً

كالرّيقِ يحْدُثُ منه عارِضُ الشَّرَقِ

وعَطْفَةٍ من صَديقٍ لا يَدومُ بها

كعَطْفَةِ اللّيلِ بينَ الصّبْحِ والفَلَقِ

فإنْ تَوافَقَ في معْنىً بَنو زَمَنٍ

فإنّ جُلّ المَعاني غيرُ مُتّفِقِ

قد يَبْعُدُ الشيءُ من شيءٍ يُشابِههُ

إنّ السماءَ نَظِيرُ الماءِ في الزَّرَقِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 06:59 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




عظِيمٌ لَعَمْري أنْ يُلِمّ عظيمُ

بآلِ علِيّ والأنامُ سَليمُ

ولكِنّهُمْ أهلُ الحَفائظِ والعُلى

فهُمْ لمُلِمّاتِ الزمانِ خُصومُ

فإنْ باتَ منها فيهمُ وَعْكُ عِلّةٍ

ففيها جِراحٌ منهمُ وكُلُومُ

هَنيئاً لأهلِ العَصْرِ بُرْءُ محَمّدٍ

وإنْ كانَ منهمْ جاهِلٌ وعَليمُ

ألَدُّ بِحَدّيْ سَيْفِهِ وسِنانِهِ

إذا لم يُغَلَّبْ غيرَ ذَيْنِ خَصِيمُ

لكَ اللهُ لا تَذْعَرْ وَليّاً بغَضْبةٍ

لعَلّ له عُذْراً وأنتَ تَلومُ

فلو زارَ أهلَ الخُلْدِ عتْبُكَ زوْرَةً

لأوْهَمَهُمْ أنّ الجِنانَ جَحيمُ

إذا عَصَفَتْ بالرّوْضِ أنفاسُ ناجِرٍ

فأيُّ وَميضٍ للغَمامِ أشيمُ

وهل ليَ في ظِلّ النَّعامِ تَقَيّلٌ

إذا منَعَتْ ظِلَّ الأراكِ سَمومُ

وما كنْتُ أدري أنّ مثلَكَ يشْتكي

ولم يَتَغَيّرْ للرّياحِ نَسيمُ

ولم تُطبِقِ الدنيا الفِجاجَ على الوَرَى

فيَهْلِكَ محمودٌ بها وذَميمُ

فإنْ نالَ منكَ السُّقْمُ حظّاً فطالما

رأيْتُ هِلالَ الأفْقِ وهْوَ سَقيمُ

إذا أدركَ البَيْنُ السِّماكَ ظعَنْتُمُ

وخُوضوا المَنايا والسِّماكُ مُقيمُ

فآلُ الثّرَيّا والفَراقِدِ أنْتُمُ

وإنْ شَبّهَتْكُمْ بالعِبادِ جُسومُ

فإنّ نُجومَ الأرضِ ليس بغائبٍ

سَناها وفي جَوّ السماء نُجومُ

فلَيْتَكَ للأفْلاكِ نورٌ مُخَلَّدٌ

يَزُولُ بنا صَرْفُ الرّدى وتَدومُ

يَراهُ بَنو الدهرِ الأخيرِ بِحالِهِ

كما أبصرتْهُ جُرْهُمٌ وأَمِيمُ

عطر الزنبق
06-27-2019, 06:59 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




تخَيّرْتُ جُهْدي لو وَجدْت خِيارَا

وطِرْتَ بعَزْمي لو أصَبْتُ مَطارا

جَهِلْتُ فلمّا لم أرَ الجهْلَ مُغْنِياً

حَلُمْتُ فأوْسَعْتُ الزّمانَ وَقارا

إلى كم تَشكّاني إليّ رَكائبي

وتُكْثِرُ عَتْبي خُفْيةً وجِهارا

أسِيرُ بها تحتَ المَنايا وفوْقَها

فيَسْقُطُ بي شَخْصُ الحِمامِ عِثارا

وكُنّ إذا لاقَيْنَني ليَرِدْنَني

رَجَعْنَ كما شاءَ الصّديقُ حِرارا

فللّهِ طَعْمي ما أمَرّ مَذاقَهُ

وللهِ عِيسي ما أقَلّ نِفارا

وأسْوَدَ لم تَعْرِفْ له الإنْسُ والِداً

كَسانيَ منه حُلّةً وخِمارا

سَرَتْ بيَ فيه ناجِياتٌ مِياهُها

تَجِمّ إذا ماءُ الرّكائِبِ غارا

فخَرّقْنَ ثوْبَ اللّيْلِ حتى كأنّني

أَطَرْتُ بها في جانبيْه شَرارا

وباتَتْ تُراعي البدرَ وهْوَ كأنّه

من الخَوْفِ لاقى بالكَمالِ سِرارا

تأخّرَ عن جيْشِ الصّباحِ لضُعْفِه

فأوْثَقَهُ جيشُ الظّلامِ إسارا

ووافَتْ رِعاناً للرِّعانِ كأنّما

تُحادِثُها الشّعْرى العَبُورُ سِرَارا

وباتَ غَوِيُّ القوْمِ يَحْسَبُ أنّهُ

أجَدَّ إلى أهلِ السّماءِ مَزارا

إذا ضَنّ زَنْدٌمَدّ بالشّخْتِ كفَّه

ليَقْبِسَ من بعضِ الكواكبِ نارا

إذا قُيّدَتْ في مَنْزِلي بتَنُوفَةٍ

حَسِبْتَ مُناخاً أو طِنَتْه مُثارا

تظُنّ غَطيطَ النوْمِ نَهْمَةَ زاجِرٍ

فتَقْطَعُ قَيْداً أو تَبُتّ هِجارا

أطَلّتْ على أرجاء أزرَقَ مُتْرَعٍ

تَنُوشُ بَريراً حوْلَه وبَهارا

يَمِدْنَ إذا أُسْقِينَ منه كأنما

شَرِبنَ به قَبْلَ الضّياء عُقارا

إذا خفقَ البرْقُ الحِجازِيُّ أعْرَضَتْ

وتَرْنو إذا برْقُ العِراقِ أنارا

وتأرَنُ مِن بَعدِ اللُّغوبِ كأنّه

إليها بجَدّ في النّجاءِ أشارا

وليْستْ تُحِسّ الأرضُ منها بوطْأةٍ

فتُفْزِعُ سِرْباً أو تَروعُ صِوارا

تَدوسُ أفاحيصَ القطا وَهْوَ هاجِدٌ

فتَمْضي ولم تَقْطَعْ عليه غِرارا

وتَقْنِصُ أُمَّ الخِشْفِ ما أبَهَتْ لها

فتُحْدِثَ عنها نَبْوَةً وفِرارا

كأنّكَ أصْغَرْتَ الزمانَ وأهْلَهُ

عَبيداً ولم تَرْضَ البسيطةَ دارا

تَظَلّ المَنايا في سُيوفِكَ شُرّعاً

إذا النّقْعُ مِن تحتِ السّنابِكِ ثارا

فإنْ عُدّ ضَحضاح الحِمامِ صَوارِمٌ

عُدِدْنَ بُحُوراً للرّدى وغِمارا

كأنّ تُرابَ الأرضِ لم يَرْضَ عِزَّها

فأصْعَدَ يَبْغي في السماء جِوارا

بكلّ كُميْتٍ ما رَعتْ خبَطَ الحِمى

ولا شَرِبَتْ رِسْلَ اللّقاحِ سَمارا

إذا ما عَلاهَا فارسٌ ظَنّ أنّه

تَبَوّأ ما بين النّجومِ قَرارا

ولم أرَ خَيْلاً مِثْلَها عَرَبيّةً

تُذِيلُ عَدُوّاً أو تصُونُ ذِمارا

أشَدَّ على مَن حارَبَتْه تسلّطاً

وأبْعَدَ منها في البلادِ مُغارا

يُكَلّفُها الأرضَ البعيدةَ ماجِدٌ

يُشَيّدُ مَجْداً لا يُكشِّفُ عارا

غَذاهُنّ مُحْمَرَّ النّجيعِ قَوارِحاً

كما كُنّ يُغْذَيْنَ الضّريبَ مِهارا

سمعْنَ الوَغى قبلَ الصّهيلِ وما انْسَرَتْ

مَشَايِمُها حتى اكتَسَينَ غُبارا

إذا أفرعَتْ من ذاتِ نِيقٍ حَسِبْتَها

تُفيضُ على أهلِ الوُهودِ بِحارا

وإن نَهَضَتْ من مطمَئنّ ظنَنْتَه

يَجيشُ جِبالاً أو يَمُجّ حِرارا

يَغُولُ سِباعَ الطّيرِ ضَنْكُ غُبارِها

فيُسْقِطُ مَوْتَى أعْقُباً ونِسارا

ويَجْشِمُ فيه السِّيدُ رُعْباً فكُلما

أضاءتْ لعينيه القَواضِبُ سارا

هَداهُ إلى ما شاء كلّ مهَنّدٍ

يَكونُ لأسبابِ الحُتوفِ نِجارا

كأنّ المَنايا جيشُ ذَرّ عَرَمْرَمٌ

تَخِذْنَ إلى الأرْوَاحِ فيهِ مَسارا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:00 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




لقد آنَ أنْ يَثْني الجَموحَ لِجامُ

وأنْ يَمْلِكَ الصّعْبَ الأبيَّ زِمامُ

أيُوعِدُنا بالرّوم ناسٌ وإنّما

همُ النّبْتُ والبِيضُ الرّقاقُ سَوامُ

كأنْ لم يكُن بينَ المَخاضِ وحارِمٍ

كتائِبُ يُشجِينَ الفَلا وخِيامُ

ولم يَجْلِبُوهَا من وَرَاءِ مَلَطْيَةٍ

تَصَدَّعُ أجْبَالٌ بها وإكامُ

كتائِبُ من شَرْقٍ وغرْبٍ تألّبَتْ

فُرادَى أتاها الموتُ وهْيَ تُؤامُ

غَرائبُ دُرّ جُمّعَتْ ثُمّ ضُيّعَتْ

وقد ضَمّ سِلْكٌ شَمْلَها ونِظامُ

بيوْمٍ كأنّ الشمسَ فيه خَريدَةٌ

عليها من النّقْعِ الأحَمّ لِثامُ

كأنّهُمُ سَكْرَى أُريقَ عليهِمُ

بَقايا كُؤوسٍ مِلؤهُنّ مُدَامُ

فأضْحَوا حديثاً كالمَنامِ وما انقَضَى

فسِيّانِ منه يَقْظَةٌ ومَنامُ

مَحَلٌّ بأرضِ الشامِ يطْرُدُ أهْلَه

ولكنّهمْ عمّا يقولُ نِيامُ

وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ

وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ

كفَى بخِضَابِ المَشْرَفيّةِ مُخْبِراً

بأنّ رُؤوساً قد شَقِينَ وهامُ

فإنْ قَعَدَتْ عنه الحوادثُ حِقْبةً

فها هيَ فيما لا تشاء قِيامُ

مَضَى زَمنٌ والعِزّ بانٍ رِواقَه

عليه وسيْفُ الدّهْرِ عنه كَهامُ

وما الدّهرُ إلاّ دولةٌ ثُمّ صَوْلةٌ

وما العَيْشُ إلا صِحّةٌ وسَقامُ

زَمَانَ قَرَوْا بالمَشْرَفيّ ضُيوفَهُمْ

مَآلِكَ قَوْمٍ والكُماةُ صِيامُ

ولو دامَتِ الدُّولاتُ كانوا كغَيرِهمُ

رَعايا ولكِنْ ما لَهُنّ دَوَامُ

وردّوا إليكَ الرُّسْلَ والصّلحُ مُمْكنٌ

وقالوا على غيرِ القِتالِ سلامُ

فلا قوْلَ إلا الضّرْبُ والطّعْنُ عندنا

وَلا رُسْلَ إلا ذابِلٌ وحُسامُ

فإنْ عُدتَ فالمجرُوحُ تُؤسَى جراحُه

وإنْ لم تَعُدْ مُتْنا ونحنُ كِرامُ

فلَسْنا وإن كان البَقاءُ مُحبَبَّاً

بأوّلِ مَن أخْنى عليه حِمامُ

وحُبُّ الفتى طولَ الحياةِ يُذِلّه

وإنْ كان فيه نَخْوَةٌ وعُرامُ

وكُلٌّ يُريدُ العَيْشَ والعيشُ حَتفُه

ويَسْتَعْذِبُ اللذّاتِ وَهْيَ سِمامُ

فلمّا تجلّى الأمرُ قالوا تمَنّياً

ألا لَيْتَ أنّا في التّرابِ رِمامُ

وراموا التي كانت لهُمْ وإليهِمُ

وقد صَعُبَتْ حالٌ وعَزّ مَرامُ

وظنّوكَ ممَنْ يُطفئُ البرْدُ نارَهُ

إذا طَلَعَتْ عند الغُرُوبِ جَهامُ

وأنّك تَثْنِيها قُبالَةَ جِلّقٍ

مَتى لاحَ بَرْقٌ واستَقَلّ غَمامُ

وقالوا شُهُورٌ يَنْقَضِينَ بغَزْوَةٍ

وما عَلِموا أن القُفولَ حَرامُ

لقد حكَموا حُكمَ الجَهول لنفْسِه

روَيْدَهُمُ حتى يَطولَ مَقامُ

وحتى يَزولَ الحَوْلُ عنهمْ ومِثْلُه

ويَذْهَبَ عامٌ بعْد ذاكَ وعامُ

فلولاكَ بعْدَ اللّهِ ما عُرِفَ الندى

ولا ثارَ بينَ الخافِقَينِ قَتامُ

ولا سُلّ في نَصْرِ المكارِمِ صارِمٌ

ولا شُدّ في غَزْوِ العدُوّ حِزامُ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:00 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




يرُومُكَ والجوْزَاءُ دون مَرامِه

عَدُوٌّ يَعيبُ البَدْرَ عند تمامِهِ

فإن يكُ أضْحى القوْلُ جَمّاً طيورُهُ

فما تَسْتَوي عِقْبانُه بحَمامهِ

وإن يَكُ وادينا من الشِّعْرِ نَبْتُهُ

فغيْرُ خفِيّ أثْلُهُ من ثُمامهِ

وليس بجازٍ حقَّ شُكْرِكَ مُنْعِمٌ

ولو جعل الدّنيا قضاءَ زِمامهِ

فلا تُلْزِمَنّي مِن مديحكَ مَنْطِقاً

يُقَصّرُ فِكري عن بُلوغِ التِزامهِ

حَلَلْتَ من العَلْياءِ صَهْوَةَ باذِخٍ

تَوَدّ الضّواري أنها من بِهامهِ

إذا افتخرَ المَسكُ الذكيّ فإنما

يقولُ ادّعاءً إنّه مِن رَغامِهِ

إذا ما طَريدُ العُصْمِ وافى حَضِيضَه

تَبَوّأ فيهِ واثقاً باعتصامِهِ

مَنازِلُ لو رُدّ الحِمامُ بعِزّةٍ

لمَا رِيعَ مَن يحْتَلّها مِن حِمامهِ

إذا أطْلَقَتْ كفّاكَ عارِضَ عسْجدٍ

على سائِلٍ لم تَرْضَيا برِهامِهِ

غَمامَانِ مُبْيَضّانِ مُنْذُ بَراهُما

لنا اللّهُ لم نَحْفِلْ بسُودِ غَمامهِ

كأنّكَ حَوْضُ المُزْنِ طأطأ نفْسه

إلى وِرْدِهِ حتى ارْتَوى مِن سِجامهِ

كأنك دُرّ البحْرِ أصبحَ طافِياً

على الماء فاعْتامَ الوَرَى من تُؤامِهِ

كأنك رُكْنُ البيتِ أُعطيَ قُدْرَةً

فَسَارَ إلى زُوّارِهِ لاسْتِلامِهِ

أفَدْتَ جَزيلَ المالِ لمّا اسْتَفَدْتَه

وحكّمْتَ فيه الدهرَ قبْل احتِكامِهِ

ولو نال ذو القرْنينِ ما نِلْتَ من غِنًى

بَنى السّدَّ من ذَوْبِ النُّضَارِ وَسامِهِ

وهلْ يَذْخَرُ الضّرْغامُ قوتاً ليَوْمهِ

إذا ادّخَرَ النّمْلُ الطّعامَ لعامهِ

وكم بلَدٍ فارقْتُه مُتَلَهِّماً

عليكَ غَداةَ البيْنِ قلْبُ هُمامهِ

يَكادُ نسيمُ الرّيحِ مِن نحوِ أرضِهِ

يُخَبّرُنا عن وَجْدِهِ وغرامهِ

جَوادٌ يفوتُ الخيْلَ من بَعد ما وَنَى

فكيْفَ يُجارى بعدَ طُولِ جِمامهِ

هِزَبْرٌ تظلّ الأُسْدُ مِن غُرّ قَوْمِهِ

تَحُفّ به من خلْفه وأمامهِ

بَنُو الجلَباتِ الباعِثونَ من النّدى

سَرَاياهُ والغازُون وَسْطَ لُهامهِ

وهلْ يَدّعي اللّيْلُ الدَّجُوجيُّ أنه

يُضيءُ ضِياء الشمسِ شُهْبُ ظلامهِ

وما كان يُغني القِرْنَ عن حملِ سيفه

إذا الحَرْبُ شُبّتْ كَثْرةٌ من سِهامهِ

ولا يُدرِكُ العُرْبَ الهَجينُ بجُلّهِ

ولا حَلْيِه في سَرْجِه ولِجامهِ

ومَن يَبْلُ مِن قبْلِ اللّقاءِ سيوفَه

يُميِّزْ ويعْرِفْ عَضْبَهُ مِن كَهامِهِ

ولولا سَعِيدٌ باتَ نَدمانَ كَوْكَبٍ

يُريقُ له في الأرْضِ شطْرَ مُدامهِ

وكانتْ بَقايا نَعْمةٍ عَضُدِيّةٍ

تَرُدّ إلى الزّوْراء بَعضَ اهتِمامِهِ

سَرَى نحْوَه والصّبْحُ مَيْتٌ كأنما

يُسائِلُ بالوَخْدِ الثّرى عن رِمامهِ

ونكّبَ إلاّ عن قُوَيْقٍ كأنّهُ

يظُنّ سِواهُ زائداً في أُوامِهِ

بعِيسٍ تَجُوبُ الدهرَ جوناً كأنها

مُفتّشَةٌ أحْشاءه عن كِرامِهِ

خِفافٍ يُباهي كلُّ هَجْلٍ هَبَطْنَه

بهِنّ على العِلاّتِ رُبْدَ نَعامهِ

إذا أرْزَمَتْ فيه المَهاري ولم يُجِبْ

حُوَارٌ أجابَتْ عنه أصداءُ هامهِ

ولو وَطِئَتْ في سيرِها جَفْنَ نائمٍ

بأخْفافِها لم يَنْتَبِهْ من مَنامهِ

وكُلِّ وَجِيهِيّ كأنّ رُؤالَه

تحَدّرَ من عِطْفَيْهِ فوْقَ حِزامِهِ

وأعْيَسَ لو وافى به خُرْقَ مِخْيَطٍ

لأنْفَذَهُ من ضُمْرِهِ وانضِمامهِ

يُراقبُ ضَوْءَ الصّبْحِ من كلّ مَطلَعٍ

ولا ضَوْء إلاّ ما بدا مِن لُغامهِ

تَذكّرْنَ من ماءِ العواصِمِ شَرْبَةً

وزُرْقُ العَوالي دونَ زُرْقِ جِمامهِ

فلو نَطَقَ الماءُ النّميرُ مُسَلِّماً

عليْهِنّ لم يَرْدُدْنَ رَجْعَ سَلامهِ

ومُلْتَثِمٍ بالغَلْفَقِ الجَعْدِ عَرّستْ

عليه فلم تَكْشِفْ خَفِيَّ لِثَامهِ

وكم بينَ رِيفِ الشأم والكَرْخِ مَنْهَلاً

مَوارِدُهُ ممزوجةٌ بسِمامهِ

كأنّ الصَّبا فيه تُراقِبُ كامِناً

يثُورُ إليها من خِلالِ إكامهِ

يمُرّ بهِ رَأدُ الضّحَى مُتنكّراً

مَخافَةَ أن يَغْتَالَه بقَتامِهِ

نَهَارٌ كأنّ البدْرَ قاسى هجِيرَه

فعادَ بلوْنٍ شاحِبٍ من سَهامهِ

بلادٌ يَضِلّ النّجْمُ فيها سبيلَه

وتُثْني دُجاها طيْفَها عن لِمامهِ

حَنادسُ تُعشي الموْتَ لولا انجِيابُها

عن المرْء ما هَمّ الرّدى باخْتِرامِهِ

رَجا اللّيْلُ فيها أن يدومَ شبابُه

فلمّا رآها شابَ قبلَ احْتِلامِهِ

فأنْضَى علِيٌّ خيْلَه ورِكابَهُ

ولم يأتِ إلاّ فوْقَ اعْتِزامهِ

تَشُقّ عُقَيْلاً وهْيَ خُزْرٌ عُيونُها

بكلّ كميّ رِزْقُه من حُسامِهِ

ولاقَى دُوَيْنَ الوِرْدِ كلَّ مُغَيَّبٍ

عنِ الرّشْدِ يَقْتادُ الخَنا بزِمامهِ

أشَدُّ الرّزايا عندَهُ عَقْرُ نابِهِ

وأبْعَدُ شيءٍ ضَيْفُه مِن طَعامِهِ

أخو طمَعٍ لا يَنزِلُ الرّكْبُ أرضَه

فيَرْحَلُ إلا مُوقَراً مِن مَلامهِ

إذا أعرَضَتْ نارُ الحُباحِبِ في الدّجَى

سعَى قابِساً من نارِها بضِرامهِ

وإنْ ضُرِبَتْ أطْنابُه بتَنُوفَةٍ

نَأى الضّبُّ عنها خِيفَةً من عُرامهِ

إذا هِيضَ عظمُ البَكْرِ وَدّ لو أنّه

فَداهُ من الإعْناتِ بعضُ عِظامهِ

وما نَغَمُ الأوْتارِ في سمْعِ أُذْنِهِ

بأحْسَنَ صَوْتاً مِن رُغاء سَوامهِ

فيا رَبّ لا يَمْرُرْ بدارٍ يحُلّها

من المُزْنِ إلا خالِياتُ جَهامهِ

وإن كان غَيْثٌ فاعْدُهُ عن بلادهِ

وإن كان موْتٌ فاسْقِها من زُؤامهِ

ولولا احتِقارٌ من عَلِيّ بشانه

لسَلّ عليه الذّمُّ سيْفَ انتِقامهِ

هوَ الشّهْدُ مَجّتْه الخُطوبُ مرَارَةً

وقد فَغَرَتْ أفْواهَها لالتِهامهِ

تَهابُ الأعادي بأسَه وهْوَ ساكِنٌ

كما هِيبَ مَسُّ الجَمْرِ قبل اضطرامهِ

ورُبّ جُرازٍ يُتّقَى وهْوَ مُغْمَدٌ

ولُجٍّ تُهالُ النفْسُ دون اقتِحامِهِ

إذا ضَحِكَتْ عُجْباً به كلُّ بلْدةٍ

بكَى مالُه مِنْ ظُلْمِهِ واهتِضامِهِ

تَحَفّظَ منه خِيفَةً من رَحِيلِهِ

وكم مال مَلْكٍ ضاعَ تحتَ خِتامِهِ

وذامَتْهُ أفْناءُ العِراقِ وإنّما

تَرَحُّلُهُ عنهُنّ أكبَرُ ذامهِ

فكان الصّبا إذْ لم يَجِدْ فيه عائِبٌ

مَقالاً لخَلْقٍ عابَهُ بانصِرامهِ

ولو أنّ بَغْدادَ استطاعَتْ لأشّبَتْ

عليه الثّنايا رغْبَةً في مُقامهِ

متى يَحْبِسِ الدّجْنُ المُطبِّقُ بارِقاً

يَجُبْهُ ويخْرُجْ ساطعاً من رُكامهِ

علَيّ لأمْلاكِ البِلادِ نَصِيحَةٌ

يقُومُ بها ذو حِسْبَةٍ في قِيامِهِ

أخُصّ بها من كُلّ حَيّ عَمِيدَهُ

وأصْرِفُها مُسْتكبِراً عن طَغامهِ

بأنّ علِيّاً كلُّ مَن فازَ بالغِنى

فقِيرٌ إذا لم يَدّخِرْ مِن كلامِهِ

سنَنْتُ لأرْبابِ القَريضِ امتداحَه

كما سَنّ إبراهيمُ حَجَّ مَقامهِ

فيُثْني عليه ضَيْغَمٌ بزَئِيرِهِ

ويُثْني عليه شادِنٌ ببُغامهِ

وهذا لأهلِ النّطقِ شَرْعي ومذهَبي

فمَنْ لم يُطِعْني عَقَّ أمْرَ إمامِهِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:01 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




يرُومُكَ والجوْزَاءُ دون مَرامِه

عَدُوٌّ يَعيبُ البَدْرَ عند تمامِهِ

فإن يكُ أضْحى القوْلُ جَمّاً طيورُهُ

فما تَسْتَوي عِقْبانُه بحَمامهِ

وإن يَكُ وادينا من الشِّعْرِ نَبْتُهُ

فغيْرُ خفِيّ أثْلُهُ من ثُمامهِ

وليس بجازٍ حقَّ شُكْرِكَ مُنْعِمٌ

ولو جعل الدّنيا قضاءَ زِمامهِ

فلا تُلْزِمَنّي مِن مديحكَ مَنْطِقاً

يُقَصّرُ فِكري عن بُلوغِ التِزامهِ

حَلَلْتَ من العَلْياءِ صَهْوَةَ باذِخٍ

تَوَدّ الضّواري أنها من بِهامهِ

إذا افتخرَ المَسكُ الذكيّ فإنما

يقولُ ادّعاءً إنّه مِن رَغامِهِ

إذا ما طَريدُ العُصْمِ وافى حَضِيضَه

تَبَوّأ فيهِ واثقاً باعتصامِهِ

مَنازِلُ لو رُدّ الحِمامُ بعِزّةٍ

لمَا رِيعَ مَن يحْتَلّها مِن حِمامهِ

إذا أطْلَقَتْ كفّاكَ عارِضَ عسْجدٍ

على سائِلٍ لم تَرْضَيا برِهامِهِ

غَمامَانِ مُبْيَضّانِ مُنْذُ بَراهُما

لنا اللّهُ لم نَحْفِلْ بسُودِ غَمامهِ

كأنّكَ حَوْضُ المُزْنِ طأطأ نفْسه

إلى وِرْدِهِ حتى ارْتَوى مِن سِجامهِ

كأنك دُرّ البحْرِ أصبحَ طافِياً

على الماء فاعْتامَ الوَرَى من تُؤامِهِ

كأنك رُكْنُ البيتِ أُعطيَ قُدْرَةً

فَسَارَ إلى زُوّارِهِ لاسْتِلامِهِ

أفَدْتَ جَزيلَ المالِ لمّا اسْتَفَدْتَه

وحكّمْتَ فيه الدهرَ قبْل احتِكامِهِ

ولو نال ذو القرْنينِ ما نِلْتَ من غِنًى

بَنى السّدَّ من ذَوْبِ النُّضَارِ وَسامِهِ

وهلْ يَذْخَرُ الضّرْغامُ قوتاً ليَوْمهِ

إذا ادّخَرَ النّمْلُ الطّعامَ لعامهِ

وكم بلَدٍ فارقْتُه مُتَلَهِّماً

عليكَ غَداةَ البيْنِ قلْبُ هُمامهِ

يَكادُ نسيمُ الرّيحِ مِن نحوِ أرضِهِ

يُخَبّرُنا عن وَجْدِهِ وغرامهِ

جَوادٌ يفوتُ الخيْلَ من بَعد ما وَنَى

فكيْفَ يُجارى بعدَ طُولِ جِمامهِ

هِزَبْرٌ تظلّ الأُسْدُ مِن غُرّ قَوْمِهِ

تَحُفّ به من خلْفه وأمامهِ

بَنُو الجلَباتِ الباعِثونَ من النّدى

سَرَاياهُ والغازُون وَسْطَ لُهامهِ

وهلْ يَدّعي اللّيْلُ الدَّجُوجيُّ أنه

يُضيءُ ضِياء الشمسِ شُهْبُ ظلامهِ

وما كان يُغني القِرْنَ عن حملِ سيفه

إذا الحَرْبُ شُبّتْ كَثْرةٌ من سِهامهِ

ولا يُدرِكُ العُرْبَ الهَجينُ بجُلّهِ

ولا حَلْيِه في سَرْجِه ولِجامهِ

ومَن يَبْلُ مِن قبْلِ اللّقاءِ سيوفَه

يُميِّزْ ويعْرِفْ عَضْبَهُ مِن كَهامِهِ

ولولا سَعِيدٌ باتَ نَدمانَ كَوْكَبٍ

يُريقُ له في الأرْضِ شطْرَ مُدامهِ

وكانتْ بَقايا نَعْمةٍ عَضُدِيّةٍ

تَرُدّ إلى الزّوْراء بَعضَ اهتِمامِهِ

سَرَى نحْوَه والصّبْحُ مَيْتٌ كأنما

يُسائِلُ بالوَخْدِ الثّرى عن رِمامهِ

ونكّبَ إلاّ عن قُوَيْقٍ كأنّهُ

يظُنّ سِواهُ زائداً في أُوامِهِ

بعِيسٍ تَجُوبُ الدهرَ جوناً كأنها

مُفتّشَةٌ أحْشاءه عن كِرامِهِ

خِفافٍ يُباهي كلُّ هَجْلٍ هَبَطْنَه

بهِنّ على العِلاّتِ رُبْدَ نَعامهِ

إذا أرْزَمَتْ فيه المَهاري ولم يُجِبْ

حُوَارٌ أجابَتْ عنه أصداءُ هامهِ

ولو وَطِئَتْ في سيرِها جَفْنَ نائمٍ

بأخْفافِها لم يَنْتَبِهْ من مَنامهِ

وكُلِّ وَجِيهِيّ كأنّ رُؤالَه

تحَدّرَ من عِطْفَيْهِ فوْقَ حِزامِهِ

وأعْيَسَ لو وافى به خُرْقَ مِخْيَطٍ

لأنْفَذَهُ من ضُمْرِهِ وانضِمامهِ

يُراقبُ ضَوْءَ الصّبْحِ من كلّ مَطلَعٍ

ولا ضَوْء إلاّ ما بدا مِن لُغامهِ

تَذكّرْنَ من ماءِ العواصِمِ شَرْبَةً

وزُرْقُ العَوالي دونَ زُرْقِ جِمامهِ

فلو نَطَقَ الماءُ النّميرُ مُسَلِّماً

عليْهِنّ لم يَرْدُدْنَ رَجْعَ سَلامهِ

ومُلْتَثِمٍ بالغَلْفَقِ الجَعْدِ عَرّستْ

عليه فلم تَكْشِفْ خَفِيَّ لِثَامهِ

وكم بينَ رِيفِ الشأم والكَرْخِ مَنْهَلاً

مَوارِدُهُ ممزوجةٌ بسِمامهِ

كأنّ الصَّبا فيه تُراقِبُ كامِناً

يثُورُ إليها من خِلالِ إكامهِ

يمُرّ بهِ رَأدُ الضّحَى مُتنكّراً

مَخافَةَ أن يَغْتَالَه بقَتامِهِ

نَهَارٌ كأنّ البدْرَ قاسى هجِيرَه

فعادَ بلوْنٍ شاحِبٍ من سَهامهِ

بلادٌ يَضِلّ النّجْمُ فيها سبيلَه

وتُثْني دُجاها طيْفَها عن لِمامهِ

حَنادسُ تُعشي الموْتَ لولا انجِيابُها

عن المرْء ما هَمّ الرّدى باخْتِرامِهِ

رَجا اللّيْلُ فيها أن يدومَ شبابُه

فلمّا رآها شابَ قبلَ احْتِلامِهِ

فأنْضَى علِيٌّ خيْلَه ورِكابَهُ

ولم يأتِ إلاّ فوْقَ اعْتِزامهِ

تَشُقّ عُقَيْلاً وهْيَ خُزْرٌ عُيونُها

بكلّ كميّ رِزْقُه من حُسامِهِ

ولاقَى دُوَيْنَ الوِرْدِ كلَّ مُغَيَّبٍ

عنِ الرّشْدِ يَقْتادُ الخَنا بزِمامهِ

أشَدُّ الرّزايا عندَهُ عَقْرُ نابِهِ

وأبْعَدُ شيءٍ ضَيْفُه مِن طَعامِهِ

أخو طمَعٍ لا يَنزِلُ الرّكْبُ أرضَه

فيَرْحَلُ إلا مُوقَراً مِن مَلامهِ

إذا أعرَضَتْ نارُ الحُباحِبِ في الدّجَى

سعَى قابِساً من نارِها بضِرامهِ

وإنْ ضُرِبَتْ أطْنابُه بتَنُوفَةٍ

نَأى الضّبُّ عنها خِيفَةً من عُرامهِ

إذا هِيضَ عظمُ البَكْرِ وَدّ لو أنّه

فَداهُ من الإعْناتِ بعضُ عِظامهِ

وما نَغَمُ الأوْتارِ في سمْعِ أُذْنِهِ

بأحْسَنَ صَوْتاً مِن رُغاء سَوامهِ

فيا رَبّ لا يَمْرُرْ بدارٍ يحُلّها

من المُزْنِ إلا خالِياتُ جَهامهِ

وإن كان غَيْثٌ فاعْدُهُ عن بلادهِ

وإن كان موْتٌ فاسْقِها من زُؤامهِ

ولولا احتِقارٌ من عَلِيّ بشانه

لسَلّ عليه الذّمُّ سيْفَ انتِقامهِ

هوَ الشّهْدُ مَجّتْه الخُطوبُ مرَارَةً

وقد فَغَرَتْ أفْواهَها لالتِهامهِ

تَهابُ الأعادي بأسَه وهْوَ ساكِنٌ

كما هِيبَ مَسُّ الجَمْرِ قبل اضطرامهِ

ورُبّ جُرازٍ يُتّقَى وهْوَ مُغْمَدٌ

ولُجٍّ تُهالُ النفْسُ دون اقتِحامِهِ

إذا ضَحِكَتْ عُجْباً به كلُّ بلْدةٍ

بكَى مالُه مِنْ ظُلْمِهِ واهتِضامِهِ

تَحَفّظَ منه خِيفَةً من رَحِيلِهِ

وكم مال مَلْكٍ ضاعَ تحتَ خِتامِهِ

وذامَتْهُ أفْناءُ العِراقِ وإنّما

تَرَحُّلُهُ عنهُنّ أكبَرُ ذامهِ

فكان الصّبا إذْ لم يَجِدْ فيه عائِبٌ

مَقالاً لخَلْقٍ عابَهُ بانصِرامهِ

ولو أنّ بَغْدادَ استطاعَتْ لأشّبَتْ

عليه الثّنايا رغْبَةً في مُقامهِ

متى يَحْبِسِ الدّجْنُ المُطبِّقُ بارِقاً

يَجُبْهُ ويخْرُجْ ساطعاً من رُكامهِ

علَيّ لأمْلاكِ البِلادِ نَصِيحَةٌ

يقُومُ بها ذو حِسْبَةٍ في قِيامِهِ

أخُصّ بها من كُلّ حَيّ عَمِيدَهُ

وأصْرِفُها مُسْتكبِراً عن طَغامهِ

بأنّ علِيّاً كلُّ مَن فازَ بالغِنى

فقِيرٌ إذا لم يَدّخِرْ مِن كلامِهِ

سنَنْتُ لأرْبابِ القَريضِ امتداحَه

كما سَنّ إبراهيمُ حَجَّ مَقامهِ

فيُثْني عليه ضَيْغَمٌ بزَئِيرِهِ

ويُثْني عليه شادِنٌ ببُغامهِ

وهذا لأهلِ النّطقِ شَرْعي ومذهَبي

فمَنْ لم يُطِعْني عَقَّ أمْرَ إمامِهِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:02 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني

فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني

إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ

فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ

رُبّ ليلٍ كأنّه الصّبحُ في الحُسْ

نِ وإن كانَ أسْودَ الطّيلَسانِ

قد رَكَضْنا فيه إلى اللّهْوِ لمّا

وَقَفَ النّجْمُ وِقْفَةَ الحَيْرانِ

كمْ أرَدْنا ذاكَ الزّمانَ بمَدْحٍ

فشُغِلْنَا بذَمّ هذا الزّمَانِ

فكأني ما قلْتُ والبدْرُ طِفْلٌ

وشَبابُ الظّلْماءِ في عُنْفُوانِ

ليلتي هذه عُروسٌ من الزّنْ

جِ عليها قلائِدٌ مِن جُمانِ

هَرَبَ النّوْمُ عن جُفونيَ فيها

هَرَبَ الأمْنِ عن فؤادِ الجَبانِ

وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا

فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ

قال صَحْبي في لُجّتَينِ من الحِنْ

دِسِ والبيدِ إذْ بدا الفَرْقَدانِ

نحنُ غَرْقَى فكيف يُنْقذُنا نجْ

مانِ في حَوْمةِ الدّجى غَرِقانِ

وسُهَيْلٌ كوَجْنَةِ الحِبّ في اللّوْ

نِ وقَلْبِ المُحِبّ في الخَفَقَانِ

مُسْتَبِدّاً كأنّه الفارِسُ المُعْ

لَمُ يبْدو مُعارِضَ الفُرسانِ

يُسْرِعُ اللّمْحَ في احْمِرارٍ كما تُسْ

رِعُ في اللّمْحِ مُقْلَةُ الغَضْبانِ

ضَرّجَتْهُ دماً سيوفُ الأعادي

فبكَتْ رَحْمَةً له الشِّعْرَيانِ

قَدمَاهُ وَرَاءَهُ وهْوَ في العَجْ

زِ كساعٍ ليستْ له قدَمانِ

ثُمّ شابَ الدّجى وخافَ من الهجْ

رِ فغَطّى المَشيبَ بالزّعفرانِ

ونضا فجْرُهُ على نَسْرِهِ ال

واقعِ سيْفاً فهَمّ بالطّيَرانِ

وَبِلادٍ وَرَدْتُها ذَنَبَ السِّرْ

حانِ بينَ المَهاةِ والسَّرْحانِ

وعُيونُ الرِّكابِ تَرْمُقُ عَيْناً

حوْلَهَا مَحْجِرٌ بلا أجْفانِ

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْ

نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا

نِ وفي أُولَياتِهِ شَفَقَانِ

ثَبَتَا في قَميصِهِ ليَجيءَ الحَشْ

رَ مُسْتَعْدِياً إلى الرّحْمنِ

وجَمالُ الأوانِ عَقْبُ جُدودٍ

كلُّ جدّ منهمْ جَمالُ أوانِ

يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ

ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ

أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْ

راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

والشّخوصِ التي خُلِقْنَ ضِياءً

قبْلَ خَلْقِ المِرّيخِ والمِيزانِ

قبْلَ أن تُخْلَقَ السّماوَاتُ أو تُؤْ

مَرَ أفْلاكُهُنّ بالدّوَرانِ

لو تأتّى لنَطْحِها حَمَلُ الشّهْ

بِ تَرَدّى عن رأسِه الشَّرَطانِ

أو أراد السّماكُ طَعْناً لها عا

د كسِيرَ القَناةِ قبْلَ الطّعانِ

أو رَمَتْها قَوْس الكواكبِ زال العَج

سُ منها وخانَها الأبْهَرانِ

أو عصاها حوتُ النّجومِ سَقَاهُ

حَتْفَهُ صائِدٌ مِن الحِدْثانِ

أنتَ كالشمسِ في الضّياء وإن جا

وَزْتَ كَيْوَانَ في عُلُوّ المَكانِ

وافَقَ اسْمُ ابنِ أحْمدَ اسْمَ رَسُو

لِ اللهِ لمّا تَوافَقَ الغَرَضَانِ

وسَجايا محمّدٍ أعْجَزَتْ في الْ

وَصْفِ لُطْفَ الأفكارِ والأذهانِ

وجَرَتْ في الأنام أوْلادُهُ السّ

تّةُ مجْرى الأرْواحِ في الأبْدانِ

فهُمُ السّبْعَةُ الطّوالعُ والأصْ

غَرُ منهمْ في رُتْبَةِ الزِّبْرقانِ

وبِهِمْ فَضَّلَ المَلِيكُ بَني حَوّا

ءَ حتى سَمَوْا على الحَيَوانِ

شَرُفوا بالشِّرافِ والسُّمْرُ عِيدا

نٌ إذا لم يُزَنّ بالخِرْصانِ

وإذا الأرضُ وهيَ غَبراءُ صارتْ

من دَمِ الطّعْنِ وَرْدَةً كالدّهانِ

أقْبَلوا حامِلي الجَداوِلِ في الأغْ

مادِ مُسْتَلْئِمينَ بالغُدْرانِ

يَضْرِبون الأقْرانَ ضَرْباً يُعيدُ السْ

سَعْدَ نحْساً في حُكْمِ كلّ قِرانِ

وَجَلَوْا غَمْرَةَ الوَغَى بوُجوهٍ

حَسُنَتْ فهْيَ مَعْدِنُ الإحسانِ

قد أجَبْنَا قَوْلَ الشّريفِ بقوْلٍ

وأثَبْنَا الحَصَى عنِ المَرْجانِ

أطْرَبَتْنا ألْفاظُهُ طَرَبَ ال

عُشّاقِ للمُسْمِعاتِ بالألْحانِ

فاغْتَبَقْنا بيْضَاءَ كالفِضّةِ المَحْ

ضِ وعِفْنا حَمْراءَ كالأرْجُوانِ

لو أنّا جُزْنَا إلى شُرْبِها النّهْ

يَ عُنينا بِكُلّ أصْهَبَ عانِ

وهَجَرْنا شُرْبَ الكؤوسِ احْتقاراً

وشَرِبْنا مَسَرّةً بالدّنَانِ

أيّها الدُّرّ إنّما فِضْتَ مِن بَحْ

رٍ مُخَلّى الطريقِ للجَرَيانِ

ما امرُؤ القَيسِ بالمُصَلّي إذا جا

راهُ في الشعر بل سُكَيْتُ الرّهانِ

فاقْتَنِعْ بالرّوِيّ والوَزْنِ منّي

فهُمومي ثقِيلَةُ الأوْزانِ

من صُروفٍ ملَكنَ فكري ونُطْقي

فهْيَ قَيْدُ الفؤاد قَيْدُ اللّسانِ

يا أبا إبراهيم قَصّرَ عنكَ الشّعْ

رُ لمّا وُصِفْتَ بالقُرآنِ

أُشْرِبَ العالَمونَ حُبّكَ طَبْعاً

فهْوَ فَرْضٌ في سائرِ الأدْيانِ

بَانَ للمُسْلِمِينَ منكَ اعْتقادٌ

ظَفِرُوا مِنه بالهُدى والبَيانِ

وحُدودُ الإيمانِ يَقْبِسُها مِنْ

كَ ويَمْتاحُها أُولُو الإيمانِ

ومُحَيّاكَ للّذي يَعْبُدُ الدّهْ

رَ وإهْباءُ طِرْفِكَ الفَتَيَانِ

وإلهُ المَجُوسِ سَيْفُكَ إنْ لم

يَرْغَبوا عنْ عبادة النّيرانِ

حَلَباً حَجّتِ المَطِيُّ ولو أنْ

جَمْتَ عنها مالَتْ إلى حَرّانِ

صَلِيَتْ جَمْرَةَ الهَجِيرِ نهاراً

ثُمّ باتتْ تَغَصّ بالصِّلْيَانِ

أرْزَمَتْ ناقتايَ شَوْقاً فظَنّ الرّكْ

بُ أنّي سَرَى بيَ المِرْزَمانِ

عِش فداءٌ لوَجهكَ القَمَرانِ

فهُما في سَناهُ مُسْتَصْغَرانِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:02 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني

فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني

إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ

فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ

رُبّ ليلٍ كأنّه الصّبحُ في الحُسْ

نِ وإن كانَ أسْودَ الطّيلَسانِ

قد رَكَضْنا فيه إلى اللّهْوِ لمّا

وَقَفَ النّجْمُ وِقْفَةَ الحَيْرانِ

كمْ أرَدْنا ذاكَ الزّمانَ بمَدْحٍ

فشُغِلْنَا بذَمّ هذا الزّمَانِ

فكأني ما قلْتُ والبدْرُ طِفْلٌ

وشَبابُ الظّلْماءِ في عُنْفُوانِ

ليلتي هذه عُروسٌ من الزّنْ

جِ عليها قلائِدٌ مِن جُمانِ

هَرَبَ النّوْمُ عن جُفونيَ فيها

هَرَبَ الأمْنِ عن فؤادِ الجَبانِ

وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا

فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ

قال صَحْبي في لُجّتَينِ من الحِنْ

دِسِ والبيدِ إذْ بدا الفَرْقَدانِ

نحنُ غَرْقَى فكيف يُنْقذُنا نجْ

مانِ في حَوْمةِ الدّجى غَرِقانِ

وسُهَيْلٌ كوَجْنَةِ الحِبّ في اللّوْ

نِ وقَلْبِ المُحِبّ في الخَفَقَانِ

مُسْتَبِدّاً كأنّه الفارِسُ المُعْ

لَمُ يبْدو مُعارِضَ الفُرسانِ

يُسْرِعُ اللّمْحَ في احْمِرارٍ كما تُسْ

رِعُ في اللّمْحِ مُقْلَةُ الغَضْبانِ

ضَرّجَتْهُ دماً سيوفُ الأعادي

فبكَتْ رَحْمَةً له الشِّعْرَيانِ

قَدمَاهُ وَرَاءَهُ وهْوَ في العَجْ

زِ كساعٍ ليستْ له قدَمانِ

ثُمّ شابَ الدّجى وخافَ من الهجْ

رِ فغَطّى المَشيبَ بالزّعفرانِ

ونضا فجْرُهُ على نَسْرِهِ ال

واقعِ سيْفاً فهَمّ بالطّيَرانِ

وَبِلادٍ وَرَدْتُها ذَنَبَ السِّرْ

حانِ بينَ المَهاةِ والسَّرْحانِ

وعُيونُ الرِّكابِ تَرْمُقُ عَيْناً

حوْلَهَا مَحْجِرٌ بلا أجْفانِ

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْ

نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا

نِ وفي أُولَياتِهِ شَفَقَانِ

ثَبَتَا في قَميصِهِ ليَجيءَ الحَشْ

رَ مُسْتَعْدِياً إلى الرّحْمنِ

وجَمالُ الأوانِ عَقْبُ جُدودٍ

كلُّ جدّ منهمْ جَمالُ أوانِ

يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ

ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ

أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْ

راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

والشّخوصِ التي خُلِقْنَ ضِياءً

قبْلَ خَلْقِ المِرّيخِ والمِيزانِ

قبْلَ أن تُخْلَقَ السّماوَاتُ أو تُؤْ

مَرَ أفْلاكُهُنّ بالدّوَرانِ

لو تأتّى لنَطْحِها حَمَلُ الشّهْ

بِ تَرَدّى عن رأسِه الشَّرَطانِ

أو أراد السّماكُ طَعْناً لها عا

د كسِيرَ القَناةِ قبْلَ الطّعانِ

أو رَمَتْها قَوْس الكواكبِ زال العَج

سُ منها وخانَها الأبْهَرانِ

أو عصاها حوتُ النّجومِ سَقَاهُ

حَتْفَهُ صائِدٌ مِن الحِدْثانِ

أنتَ كالشمسِ في الضّياء وإن جا

وَزْتَ كَيْوَانَ في عُلُوّ المَكانِ

وافَقَ اسْمُ ابنِ أحْمدَ اسْمَ رَسُو

لِ اللهِ لمّا تَوافَقَ الغَرَضَانِ

وسَجايا محمّدٍ أعْجَزَتْ في الْ

وَصْفِ لُطْفَ الأفكارِ والأذهانِ

وجَرَتْ في الأنام أوْلادُهُ السّ

تّةُ مجْرى الأرْواحِ في الأبْدانِ

فهُمُ السّبْعَةُ الطّوالعُ والأصْ

غَرُ منهمْ في رُتْبَةِ الزِّبْرقانِ

وبِهِمْ فَضَّلَ المَلِيكُ بَني حَوّا

ءَ حتى سَمَوْا على الحَيَوانِ

شَرُفوا بالشِّرافِ والسُّمْرُ عِيدا

نٌ إذا لم يُزَنّ بالخِرْصانِ

وإذا الأرضُ وهيَ غَبراءُ صارتْ

من دَمِ الطّعْنِ وَرْدَةً كالدّهانِ

أقْبَلوا حامِلي الجَداوِلِ في الأغْ

مادِ مُسْتَلْئِمينَ بالغُدْرانِ

يَضْرِبون الأقْرانَ ضَرْباً يُعيدُ السْ

سَعْدَ نحْساً في حُكْمِ كلّ قِرانِ

وَجَلَوْا غَمْرَةَ الوَغَى بوُجوهٍ

حَسُنَتْ فهْيَ مَعْدِنُ الإحسانِ

قد أجَبْنَا قَوْلَ الشّريفِ بقوْلٍ

وأثَبْنَا الحَصَى عنِ المَرْجانِ

أطْرَبَتْنا ألْفاظُهُ طَرَبَ ال

عُشّاقِ للمُسْمِعاتِ بالألْحانِ

فاغْتَبَقْنا بيْضَاءَ كالفِضّةِ المَحْ

ضِ وعِفْنا حَمْراءَ كالأرْجُوانِ

لو أنّا جُزْنَا إلى شُرْبِها النّهْ

يَ عُنينا بِكُلّ أصْهَبَ عانِ

وهَجَرْنا شُرْبَ الكؤوسِ احْتقاراً

وشَرِبْنا مَسَرّةً بالدّنَانِ

أيّها الدُّرّ إنّما فِضْتَ مِن بَحْ

رٍ مُخَلّى الطريقِ للجَرَيانِ

ما امرُؤ القَيسِ بالمُصَلّي إذا جا

راهُ في الشعر بل سُكَيْتُ الرّهانِ

فاقْتَنِعْ بالرّوِيّ والوَزْنِ منّي

فهُمومي ثقِيلَةُ الأوْزانِ

من صُروفٍ ملَكنَ فكري ونُطْقي

فهْيَ قَيْدُ الفؤاد قَيْدُ اللّسانِ

يا أبا إبراهيم قَصّرَ عنكَ الشّعْ

رُ لمّا وُصِفْتَ بالقُرآنِ

أُشْرِبَ العالَمونَ حُبّكَ طَبْعاً

فهْوَ فَرْضٌ في سائرِ الأدْيانِ

بَانَ للمُسْلِمِينَ منكَ اعْتقادٌ

ظَفِرُوا مِنه بالهُدى والبَيانِ

وحُدودُ الإيمانِ يَقْبِسُها مِنْ

كَ ويَمْتاحُها أُولُو الإيمانِ

ومُحَيّاكَ للّذي يَعْبُدُ الدّهْ

رَ وإهْباءُ طِرْفِكَ الفَتَيَانِ

وإلهُ المَجُوسِ سَيْفُكَ إنْ لم

يَرْغَبوا عنْ عبادة النّيرانِ

حَلَباً حَجّتِ المَطِيُّ ولو أنْ

جَمْتَ عنها مالَتْ إلى حَرّانِ

صَلِيَتْ جَمْرَةَ الهَجِيرِ نهاراً

ثُمّ باتتْ تَغَصّ بالصِّلْيَانِ

أرْزَمَتْ ناقتايَ شَوْقاً فظَنّ الرّكْ

بُ أنّي سَرَى بيَ المِرْزَمانِ

عِش فداءٌ لوَجهكَ القَمَرانِ

فهُما في سَناهُ مُسْتَصْغَرانِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:04 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:04 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:05 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




أدْنى الفوارِسِ مَن يُغِيرُ لمَغْنَمِ

فاجْعَلْ مُغَارَكَ للمَكارِم تَكرُمِ

وتَوَقّ أمْرَ الغانِياتِ فإنّهُ

أمْرٌ إذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ

أنا أقْدَمُ الخُلاّنِ فارْضَ نصيحتي

إنّ الفَضِيلةَ للحُسامِ الأقْدَمِ

والْحَقْ بتُبّاعِ الأميرِ فكُنْ له

تَبَعاً لتُصْبِحَ بالمحَلّ الأعظَمِ

واسْتَزْرِ بالبِيضِ الحِسانِ ولا يكُنْ

لكَ غيرُ هِمّةِ صارمٍ أو لَهْذَمِ

المُتّقي بالخيْلْ كلّ عظيمةٍ

والمُسْتَبِيحِ بهِنّ كلّ عَرَمْرَمِ

ومُزِيرِها الغَوْرَ الذي لو سَلّمَتْ

ريحٌ على أرجائِها لم تَسْلَم

أو بَكّرَ الوَسمِيُّ يَطْلُبُ أَرضَه

نَفِدَ الرّبيعُ وتُرْبُها لم يُوسمِ

لا تَسْتَبِينُ الشّهْبُ فيه تنائِياً

ويَلُوحُ فيه البَدْرُ مثلَ الدّرهَمِ

هذا وكم جَبَلٍ عصَاها أهْلُه

فَهَوَتْ عليه مع الطّيورِ الحُوّمِ

وأجازَهَا قُذَفاتِ كلّ مُنِيفَةٍ

وَكْرُ العُقابِ بها وبيْتُ الأعْصَمِ

فوطِئْنَ أوْكارَ الأنُوقِ ورُوّعَت

مِنها وباتَ المُهْرُ ضَيْفَ الهَيْثَمِ

علِمَتْ وأضْعَفَها الحِذارُ فلم تَطِرْ

من ضَعْفِها فكأنّها لم تَعْلَمِ

وبَعيدةِ الأطرافِ رُعْنَ بماجِدٍ

يَرْدِينَ فوقَ أساوِدٍ لم تَطْعَمِ

تَرعى خوافي الرُّبْدِ في حَجَراتِها

سَغْباً وتَعْثُرُ بالغَطَاطِ النُّوَمِ

يَجْمَعْنَ أنفُسَهُنّ كي يَبْلُغْن ما

يَهْوَى فمُجْفَرُهنّ مثْلُ الأهضَمِ

ضَمَرَتْ وشَزّبَها القِيادُ فأصْبحتْ

والطّرْفُ يرْكُضُ في مَسابِ الأرقَمِ

مِن كلّ مُعْطِيَةِ الأعِنّةِ سرْجُها

تَرْقى فوارِسُها إليه بسُلّمِ

غَرّاءَ سَلْهَبَةٍ كَأنّ لجامَها

نالَ السماءَ به بَنانُ المُلْجِمِ

ومُقابَلٍ بينَ الوَجيهِ ولاحِقٍ

وافاكَ بينَ مُطَهَّمٍ ومُطَهَّمِ

صاغَ النّهارُ حُجُولَهُ فكأنّما

قَطعتْ له الظّلماءُ ثوبَ الأدهَمِ

قلِقَ السّماكُ لرَكْضِهِ ولربّما

نَفَضَ الغُبارَ على جبِينِ المِرْزَمِ

مِثلُ العرائسِ ما انثَنَتْ من غارةٍ

إلا مُخَضَّبَةَ السّنابِكِ بالدّمِ

سَهِرَتْ وقد هجَعَ الدليلُ بلابسٍ

بُرْدَ الحُبابِ مُعيدِ فعْلِ الضّيْغَمِ

أدْمَتْ نواجِذَها الظُّبَى فكأنّما

صُبِغَتْ شكائِمُها بمثْلِ العَنْدَمِ

وبنَتْ حوافِرُها قَتاماً ساطعاً

لولا انْقِيادُ عِداكَ لم يَتَهَدّمِ

باضَ النّسورُ به وخيّمَ مُصْعِداً

حتى تَرَعْرَعَ فيه فَرْخُ القَشْعَمِ

وسما إلى حَوْضِ الغَمامِ فماؤهُ

كَدِرٌ بمُنْهالِ الغُبارِ الأقْتَمِ

جاءتْ بأمْثالِ القِداحِ مُفِيضَةً

من كلّ أشْعَثَ بالسّيوفِ مُوَسَّمِ

فوُجِدْنَ أمْضى من سِهامِ التُّرك إذ

نُفِضَتْ وأنْفَدَ مِن حِرابِ الدّيْلمِ

حتى تركْنَ الماءَ ليس بطاهِرٍ

والتُّرْبَ ليس يَحِلُّ للمُتَيَمّمِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:06 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




أفَوْقَ البَدْرِ يُوضَعُ لي مِهَادُ

أمِ الجوْزاءُ تحْتَ يدِي وِسادُ

قَنِعْتُ فخِلْتُ أنّ النجْمَ دوني

وسِيّانِ التّقَنّعُ والجِهادُ

وأطْرَبَني الشّبابُ غَداةَ ولّى

فليْتَ سِنِيهِ صوْتٌ يُسْتَعادُ

وليس صِبا يُفادُ وراء شيْبٍ

بأعْوَزَ مِن أخي ثِقَةٍ يُفادُ

كأني حيثُ يَنْشا الدَّجْنُ تحتي

فها أنا لا أُطَلّ ولا أُجادُ

رُوَيْدَكَ أيّها العاوي ورائي

لتُخْبِرَني متى نَطَقَ الجَمادُ

سِفاهٌ ذادَ عنْكَ الناسَ حِلْمٌ

وَغَيٌّ فيه مَنْفَعَةٌ رَشادُ

أأخْمُلُ والنّبَاهَةُ فيّ لَفْظٌ

وأُقْتِرُ والقَناعَةُ لي عَتادُ

وألْقى الموْتَ لم تَخِدِ المَطايا

بحاجاتي ولم تَجِفِ الجِيادُ

ولو قِيل اسْألوا شَرَفاً لقُلْنا

يَعيشُ لنا الأميرُ ولا نُزادُ

شكَا فتَشكّتِ الدّنيا ومادَتْ

بأهْلِيهَا الغَوَائِرُ والنّجادُ

وأُرْعِدَتِ القنا زَمَعاً وخَوْفاً

لذلك والمُهنّدَةُ الحِدادُ

وكيفَ يَقِرّ قلْبٌ في ضُلوعٍ

وقد رَجَفَتْ لِعِلّتِهِ البِلادُ

بَنى من جَوْهَرِ العَلْياء بيْتاً

كأنّ النّيّراتِ له عِمادُ

إذا شَمسُ الضّحَى نَظَرَتْ إليه

أقَرّتْ أنّ حُلّتَها حِدادُ

فلولا اللهُ قال الناس أضْحَتْ

ثمانِيَةً به السّبْعُ الشّدادُ

أغَرُّ نَمَتْهُ من غَسّانَ غُرّ

تَدِينُ لعِزّهِمْ إرَمٌ وعادُ

بَنُو أمْلاكِ جَفْنَةَ قَرّبَتْهُمْ

إلى الرّومِ اللّجَاجَةُ والعِنادُ

أرادَتْ أن تُقِيدَهُمُ قُرَيْشٌ

وكانوا لا يُنالُ لهم قِيادُ

أقائِدَها تُغِصّ الجوّ نَقْعاً

وفوْقَ الأرضِ من عَلَقٍ جِسادُ

وقد أدْمَتْ هَوادِيَها العَوالي

وأنْضَبَها التّطَاوُلُ والطّرادُ

مُقَلَّدَةً بهاماتِ الأعادي

كما بالدُّرَ قُلّدَتِ الخِرَادُ

عليها اللابِسُونَ لكُلّ هَيْجٍ

بُرُوداً غُمْضُ لابسِها سُهادُ

كأبْوابِ الأراقِمِ مَزّقَتْها

فخَاطَتْها بأعْيُنِهَا الجَرَادُ

إليكَ طَوَى المَفاوِزَ كلُّ رَكْبٍ

سَمَا بِهمِ التّغَرّبُ والبعادُ

وإصْباحٍ فَلَيْنا اللّيلَ عنه

كما يُفْلى عن النّارِ الرّمادُ

أبلّ به الدّجى مِن كلّ سُقْمٍ

وكوْكَبُهُ مريضٌ ما يُعادُ

ولو طَلَعَ الصّباحُ لفُكّ عنه

مِن الظّلْماءِ غُلُّ أو صِفادُ

تَلوذُ بنا القَطا مُسْتَجْدِياتٍ

لِما ضَمِنتْ من الماء المَزادُ

يَكَدْنَ يَرِدْنَ من حدَق المَطايا

مَوَارِدَ ماؤها أبَداً ثِمادُ

فكَمْ جاوَزْنَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ

وسائِرُ نُطْقِنا هِيدٌ وهادُ

ومِنْ غَلَلٍ تَحِيدُ الرّيحُ عنه

مَخافَةَ أنْ يُمَزّقَها القَتادُ

وكُنّ يَرَيْنَ نارَ الزّنْدِ فيه

فلم يُبْصِرْنَ إذ وَرَتِ الزّنادُ

لو أنّ بَيَاضَ عَيْنِ المَرْءِ صُبْحٌ

هُنالِك ما أضاء به السّوادُ

وأرضٍ بِتُّ أقْري الوَحشَ زادي

بها ليَثُوبَ لي مِنْهُنّ زادُ

فأُطْعِمُها لأجْعَلَها طَعامي

ورُبّ قَطيعَةٍ جَلَبَ الوِدادُ

ترَكْتُ بها الرّقادَ وزُرْتُ أرضاً

يُحاذِرُ أن يُلِمّ بها الرّقادُ

رأيْتُكَ ساخِطاً ما جاء عَفواً

ولو جادَتْكَ بالذهَبِ العِهادُ

فما تَعْتَدّ مالاً غيرَ مالٍ

حَبَاكَ به طِعانٌ أو جِلادُ

وتُنْفِدُ كلّ وَفْرٍ حُزْتَ قَسْراً

لعِلْمِكَ أنّ آخِرَهُ نَفادُ

ألِفْتَ الحَرْبَ حتى قال قَوْمٌ

أمَا لصَلاحِ بينكُما فسادُ

تموتُ الدّرْعُ دونَكَ حَتْفَ أنْفٍ

ويَبْلى فوْقَ عاتِقِكَ النّجادُ

ركِبْتَ العاصِفاتِ فما تُجارَى

وسُدْتَ العالَمِينَ فما تُسادُ

متى أرْمِ السُّهَى لكَ أنْتَظِمْهُ

كأنّ هَواكَ في سَهْمي سَدادُ

تَذُودُ عُلاكَ شُرّادَ المَعاني

إليّ فمَنْ زُهَيرٌ أو زِيادُ

إذا ما صِدْتُها قالت رِجالٌ

ألمْ تكُنِ الكواكبُ لا تُصادُ

مِنَ اللاّتي أمَدّ بِهِنّ طَبْعٌ

وهَذّبَهُنّ فِكْرٌ وانْتِقادُ

ولولا فَرْطُ حُبّكَ ما ازْدهاني

إلى المَدْحِ الطّريفُ ولا التّلادُ

تُوَرّي عنكَ أَلْسِنَةُ اللّيالي

كأنّكَ في ضمائِرهَا اعتِقادُ

فإنْ يكُنِ الزّمان يريدُ مَعْنى

فإنّكَ ذلكَ المَعْنى المُرادُ

يَكادُ مُحَيَّنٌ لاقى المَنايا

بسَيْفِكَ لا يكونُ له مَعادُ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:06 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً

سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا

كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً

فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا

إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً

حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا

أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً

ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا

وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ

أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا

سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا

تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا

وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ

إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا

وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني

بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا

متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي

نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا

بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي

بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا

أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي

ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا

رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً

ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا

فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً

ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا

رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي

وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا

وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ

يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا

تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ

فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا

أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه

على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا

كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ

أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا

كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه

فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا

وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ

مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا

وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ

غُراباً والنّعامةَ والجَموحا

وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ

بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا

ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني

فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا

إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً

جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا

ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ

على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا

فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ

بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا

وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً

وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا

إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً

ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا

همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً

فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا

أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ

ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا

دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه

فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا

فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً

بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا

ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ

ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا

فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً

كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا

ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً

تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا

فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً

وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا

تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى

بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا

وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ

ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا

وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ

نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا

يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً

ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا

ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ

وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا

ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ

على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا

ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ

لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا

وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي

به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا

أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي

لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا

وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ

ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا

وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري

فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا

ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى

ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا

شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ

وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا

لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ

فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا

فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى

وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا

ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ

وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى

فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً

وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا

ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً

أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا

فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا

سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:07 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ

نافِذَ الأمرِ في جميعِ الأمورِ

خاضِعاتٍ لكَ الكواكبُ تَخْتصْ

ص مَوالِيكَ بالمحَلّ الأثيرِ

لا يُؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا الحا

سِدِ حتى تُشِيرَ بالتّأثيرِ

وتَهَنَّ النُّعْمى السّنيّةَ والْبَسْ

حُلَلَ المَجْدِ والفَعَالِ الخَطيرِ

وتمَتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ جَا

ءتْكَ في رَونْقِ الزّمانِ النّضيرِ

خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ

يا أتَتْ في أوَانِ خيرِ الشهورِ

كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ

غيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ فَقِيرِ

لم يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ ليَسْتَنْ

زِلَ إلاّ أعْلى بناتِ القُصورِ

رَحَلَتْ من فِنائِهِ شُهُبُ الغِلْ

مانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ مُنيرِ

كانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به الشم

سُ تَنَادَتْ نُجومُه بالمَسيرِ

يا لها نِعْمَةً وليسَ ببِدْعٍ

أن تَحُوزَ الشّموسُ رِقَّ البُدورِ

دُرّةٌ من ذُراكَ تَسْكُنُ بحْراً

وكذا الدّرّ ساكنٌ في البُحورِ

أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُال

صّبْحُ ما فيه من ضِياءٍ ونُورِ

قد أتاكَ الرّبيعُ يَفعلُ ما تأ

مُرُهُ فِعْلَ عبدكَ المأمورِ

وكسا الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا مَوْ

لاهُ دونَ المُلوكِ خُضْرَ الحريرِ

فهْيَ تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ خَضْ

راءَ تُغْدى بلُؤْلُؤٍ مَنْشُورِ

وغدَتْ كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي الرّقْ

صَ بثوْبٍ من النّباتِ قَصيرِ

ظَلّ للنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا ال

أمْرَ عِيدٌ سمّوه عِيدَ السرورِ

إنْ يكُنْ عِيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ

فالهِلالُ المُنيرُ وَجْهُ الأميرِ

راقَهُمْ مَنْظَراً وهَابوهُ خَوْفاً

فهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء الصّدورِ

سَرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ حتى

جازَهُمّ عامِداً لأهْلِ القُبورِ

رَدَّ أرواحَهُمْ فلولا حِذارُ اللهِ

قامُوا من قبْلِ يومِ النّشورِ

لا تَسَلْ عن عِداكَ أين اسْتَقَرّوا

لَحِقَ القَوْمُ باللّطيفِ الخَبيرِ

حَلَبٌ للَوليّ جَنْةُ عَدْنٍ

وهْيَ للغادرينَ نارُ سعيرِ

والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ

ِه منها قَدْرُ الصّغيرِ الصغيرِ

فقُويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ

وحَصَاةٌ منها تَطِيرُ ثَبِير

عِشتَ حتى يعُودَ أمْسِ لعِلْمي

أنّه لا يَعُودُ بَعْدَ المُرُورِ

فادّعاءُ المُلوكِ غيْرِك إدرا

كَ المَعالي دعْوى شِقاقٍ وزُورِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:09 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




مَعانٌ مِن أحِبّتِنَا مَعَانُ

تُجِيبُ الصاهِلاتِ به القِيانُ

وقفْتُ به لصَوْنِ الوُدّ حتى

أذَلْتُ دموعَ جَفْنٍ ما تُصانُ

ولاحَتْ مِن بُرُوجِ البَدرِ بُعْداً

بُدورُ مَهاً تَبَرّجُها اكْتِنانُ

فلو سمَحَ الزّمانُ بها لضَنّتْ

ولو سَمَحَتْ لضَنّ بها الزّمانُ

رُزِقْنَ تَمَكنّاً مِن كلّ قلْبٍ

فليسَ لغيرِهِنّ به مَكانُ

وفَيْتُ وقد جُزِيتُ بِمِثْلِ فِعْلي

فها أنا لا أخُونُ ولا أُخانُ

وعيشَتي الشّبابُ وليسَ منها

صِبايَ ولا ذَوائِبيَ الهِجانُ

وكالنّارِ الحَيَاةُ فمِنْ رَمادٍ

أواخِرُهَا وأوّلُها دُخانُ

إلامَ وفيمَ تَنْقُلُنا رِكابٌ

وتأمُلُ أن يكُونَ لنا أوَان

فنَجْزِيهَا على الحُسنى وأهْلٌ

لما ظَنّتْ خَلائقُك الحِسانُ

وكانَتْ كالنّخِيلِ فظَلّ كلّ

ومُشْبِهُه من الضُّمْرِ الإهانُ

تخَيّلتِ الصّبَاحَ مَعِينَ مَاءٍ

فما صَدَقَتْ ولا كذَبَ العِيانُ

فكاد الفَجْرُ تَشْرَبُه المَطَايا

وتُمْلأ منه أسْقِيهٌ شِنانُ

وقد دَقّتْ هَوادِيهِنّ حتى

كأنّ رقابَهُنّ الخَيْزرانُ

إذا شربَتْ رأيْتَ الماءَ فِيها

أُزَيْرِقَ ليس يَسْتُرُهُ الجِرَانُ

ستَرْجِعُ عنكَ وهْيَ أعَزّ إبْلٍ

إذا إبِلٌ أضَرّ بها امْتِهانُ

لها فَرَحاً فُوَيْقَ الأرضِ أرْضٌ

ومِن تحْتِ اللُّجَينِ لها لِجانُ

تَرَى ما نالت الأضْيافُ نَزْراً

ولو مُلِئَتْ من الذّهَبِ الجِفانُ

ويُطلَبُ منكَ ما هوَ فيكَ طبْعٌ

ومَطْلُوبٌ من اللّسِنِ البَيانُ

ومُمْتحِنٍ لقاءكَ وهو موْتٌ

وهل يُنْبي عن المَوْتِ امْتِحانُ

ومُضْطَغِنٍ عليكَ وليس يُجْدي

ولا يُعْدي على الشمس اضْطِغانُ

ورُبّ مُساتِرٍ بهَوَاكَ عَزّتْ

سَرائرُه وكُلُّ هوىً هَوَانُ

أحَبّكَ في ضَمائِرِهِ ونادى

ليُعْلِنَها وقد فاتَ العِلانُ

وَصَلّى ثُمّ أذّنَ مُسْتقِيلاً

وقَبْلَ صَلاتِهِ وَجَبَ الأذانُ

تَضَمّنُ منْكَ ذي الدنيا مَليكاً

عليه لكلّ مَكْرُمَةٍ ضَمانُ

كأنّ بحارَها الحيوانُ فيها

وقُرْبُكَ خُلْدُها وهْيَ الجِنانُ

وتُعْذَلُ حينَ لم تُجْنَنْ سُرُوراً

وتُعْذَرُ حيثُ ليس لها جَنَانُ

ولو طَرِبَ الجَمادُ لكَانَ أوْلى

شُرُوبِ الرّاحِ بالطّرَبِ الدّنانُ

ولمّا دالَتِ العَرَبُ اغْتِصَاباً

وأضْحَتْ جُلُّ طاعتِها دِهانُ

وعادتْ جاهِلِيَتُها إليها

فصارتْ لا تَدينُ ولا تُدانُ

سَطَوْتَ ففي وَظيفِ الصّعْبِ قيْدٌ

بذاكَ وفي وَتيرَتِهِ عِرانُ

وقد يَنْمي كبيرٌ مِن صَغِيرٍ

ويَنْبُتُ من نَوَى القَسْبِ اللِّيانُ

وعَنّتْ في سَماءِ بَني عَدِيٍّ

نُجُومٌ ما يُغَبّيها عَنانُ

فما عَبَدَتْ سِوَى الرّحمن رَبّاً

إذِ المعْبودُ نَسْرٌ والمُدانُ

إذا البِرْجِيسُ والمِرّيخُ رامَا

سِوَى ما رُمتَ خانهُما الكِيانُ

هُما العَبْدانِ إنْ بَغَياكَ غَدْراً

فما فَعَلا إبَاقٌ أو دِفانُ

تُقارِنُ بين أشْتاتِ المَنايا

بضَرْبٍ ليس يُحْسِنُه قِرانُ

ولولا قوْلُكَ الخَلاّقُ رَبّي

لكان لنَا بطَلْعَتكَ افْتِتَانُ

تَخُبّ بكَ الجيادُ كأنّ جَوْناً

على لَبّاتِهِنّ الأرْجُوانُ

مُضَمَّرَةً كأنّ الحِجْرَ منها

اذاما آنَسَتْ فَزَعاً حِصانُ

بَناتُ الخَيْلِ تَعْرِفُها دَلوكٌ

وصارخَةٌ وآلِسُ واللُّقانُ

كأنّ قَطاةَ أعْجَزِهَا قَطاةٌ

أُديفَ بمَحْجِرَيها الزّعْفرانُ

كأنّ جَناحَها قلْبُ المُعادي

وَلِيَّكَ كلّما اعْتَكَرَ الجَنانُ

مُعِيدٌ مُبْدِئٌ فالأمّ ممّا

فعَلْتَ البِكْرُ وابْنَتُها العَوانُ

وكائنْ قد وَرَدْتَ بها غَدِيراً

ولِلْمُهُجاتِ بالرّيّ ارْتِهَانُ

به غَرْقَى النّجُومِ فبيْنَ طافٍ

ورَاسٍ يَسْتَسِرّ ويُسْتَبانُ

أجَدَّ به غَواني الجِنّ لَعْباً

فأعْجَلَها الصّبَاحُ وفيه جانُ

فَصِيمٌ نِصْفُهُ في الماء بادٍ

ونِصْفٌ في السّماء به تُزانُ

كأنّ اللّيلَ حارَبَها ففِيهِ

هِلالٌ مِثْل ما انعَطَفَ السّنانُ

ومِن أُمّ النّجُومِ عليه دِرْعٌ

يُحاذِرُ أن يُمَزّقَها الطّعَانُ

وقد بَسَطَتْ إلى الغَرْبِ الثرَيّا

يداً غُلقَتْ بأنْمُلِهَا الرّهانُ

كأنّ يَمِينَها سَرَقَتْكَ شيئاً

ومَقْطوعٌ على السَّرَقِ البَنانُ

إذا ضُرِبَتْ خِيامُكَ في مَكانٍ

فذلك حيثُ يُلتَقَطُ الجُمانُ

وتَدّخِرُ الكَواعِبُ من حَصاهُ

وحُقّ لها ادّخارٌ واخْتِزَانُ

كِلا كفّيْكَ في سَلْمٍ وحَرْبٍ

يكُونُ الخوْفُ مِنها والأمانُ

فليس بشاغِلِ اليُمْنى حُسامٌ

وليس بشاغِلِ اليُسْرَى عِنانُ

فكُنْ في كلّ نائِبَةٍ جَريئاً

تُصِبْ في الرّأيِ إن خُطِئَ الهِدانُ

وَسائلْ من تَنَطّسَ في التّوَقّي

لأيّةِ عِلّةٍ ماتَ الجَبان

فإنَّ تعاوُنَ الأمْلاكِ جَهْلٌ

على مَلِكٍ بخالِقِهِ يُعانُ

يُعَبِّرُ سَيْفُه لفْظَ المَنايا

كما شَرَحَ الكلامَ التّرْجُمانُ

ويَسْلُكُ رُمْحُه في كلّ باغٍ

كما سَلَكَ المَضِيقَ الأُفْعُوانُ

ويُكْنَى باسْمِهِ عن كلّ مجْدٍ

وكلُّ اسْمٍ كِنايَتُهُ فُلانُ

ويُعْدَمُ عنْدَه في الجودِ مَطْلٌ

ومُعْدُومٌ مع العِتْقِ الحِرَانُ

إذا سَمَيْتَهُ في أرْضِ جَدْبٍ

نَزَلْتَ وكلُّ رابيَةٍ خِوانُ

تَطاوَلَتِ الوِهادُ هوىً وشوْقاً

إليه كما تَقَاصَرَتِ الرِّعانُ

ستَفْديكَ المكارِمُ راضِياتٍ

وما مِنها بفِدْيتِكَ امْتِنانُ

إذا صَالَتْ فأنْتَ لها يَمِينٌ

وإنْ نَطَقَتْ فأنتَ لها لِسانُ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:10 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


يا ساهِرَ البَرْقِ أيقِظْ راقِدَ السَّمُرِ

لعَلّ بالجِزْعِ أعواناً على السّهَرِ

وإنْ بخِلْتَ عن الأحياء كلّهمِ

فاسْقِ المَواطِرَ حَيّاً من بَني مَطَرِ

ويا أسيرةَ حِجْلَيْها أرى سَفَهاً

حَمْلَ الحُلِيّ لمَنْ أعْيا عن النّظَرِ

ما سِرْتُ إلا وطَيْفٌ منكِ يصْحَبُني

سُرىً أمامي وتأوِيباً على أثري

لو حَطّ رَحْليَ فَوْقَ النجْمِ رافِعُه

وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري

يَوَدّ أنّ ظَلامَ اللّيْلِ دامَ له

وزِيدَ فيهِ سَوَادُ القَلْبِ والبَصَرِ

لو اخْتَصَرْتم من الإحسانِ زُرْتُكمُ

والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراطِ في الخَصَرِ

أبَعْدَ حَوْلٍ تُناجي الشّوْق نَاجيةٌ

هَلاّ ونحنُ على عَشْرٍ من العُشَرِ

كم باتَ حوْلَكِ من ريمٍ وجازِيَةٍ

يَستَجدِيانِكِ حُسْنَ الدّلّ والحَوَرِ

فما وَهبْتِ الذي يَعرِفنَ مِن خِلَقٍ

لكن سمَحتِ بما يُنْكِرْنَ من دُرَرِ

وما تَركْتِ بذاتِ الضّالِ عاطِلَةً

من الظّباء ولا عَارٍ من البَقَرِ

قَلّدْتِ كلّ مَهاةٍ عِقْدَ غانيَةٍ

وفُزْتِ بالشّكْرِ في الآرامِ والعُفُرِ

ورُبّ ساحِبِ وَشْيٍ مِنْ جآذِرِهَا

وكان يَرْفُلُ في ثَوْبٍ من الوَبَرِ

حسّنْتِ نَظْمَ كلامٍ تُوصَفينَ به

ومَنْزِلاً بكِ مَعْموراً من الخَفَرِ

فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه

بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ

أقولُ والوحْشُ تَرْميني بأعْيُنِها

والطّيرُ تَعجَبُ منّي كيفَ لم أطِرِ

لمُشْمَعِلّيْنِ كالسّيْفَين تحتَهما

مثلُ القَناتَين من أينٍ ومِن ضُمُرِ

في بَلدةٍ مثْلِ ظَهْرِ الظّبْيِ بِتُّ بها

كأنّني فوقَ رَوْقِ الظّبْي مِن حَذَرِ

لا تَطْوِيا السّرّ عنّي يَومَ نائبةٍ

فإنّ ذلك ذَنْبٌ غيرُ مُغْتَفَرِ

والخِلُّ كالماء يُبْدي لي ضمائرَه

مع الصّفاء ويُخْفيها مع الكَدَرِ

يا رَوّعَ الله سَوْطي كم أرُوعُ به

فُؤادَ وجْنَاءَ مثلَ الطائرِ الحَذِرِ

باهَتْ بمَهْرَةَ عدناناً فقلتُ لها

لولا الفُصَيْصِيّ كان المجدُ في مُضَرِ

وقد تَبَيّنَ قَدْري أن معرِفَتي

مَن تَعلَمينَ ستُرْضيني عن القَدَرِ

القاتِلُ المحْل إذ تبْدو السماءُ لنا

كأنها من نَجيعِ الجَدْبِ في أُزُرِ

وقاسِمُ الجُودِ في عالٍ ومنخفِضٍ

كقِسْمةِ الغيثِ بين النّجم والشَجَرِ

ولو تَقَدّمَ في عَصر مضى نزلَتْ

في وَصْفِهِ مُعْجِزاتُ الآيِ والسَوَرِ

يُبينُ بالبِشْر عن إحْسان مصطنع

كالسّيْفِ دَلّ على التّأثيرِ بالأثَرِ

فلا يَغُرّنْكَ بِشْرٌ مِن سِواه بَدا

ولو أنار فكمْ نَوْرٍ بلا ثَمَرِ

يا ابن الأولى غيرَ زَجْرِ الخيلِ ما عرَفوا

إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشاء والعَكَرِ

والقائِديهَا مع الأضيافِ تتْبعُها

أُلاّفُها وأُلوفُ اللأمِ والبِدَرِ

جَمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهُم

بعدَ المماتِ جَمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ

وافَقْتَهُمْ في اختلافٍ من زَمانكمُ

والبَدرُ في الوهْنِ مثلُ البدرِ في السّحرِ

المُوقِدُونَ بنجْدٍ نارَ باديَةٍ

لا يَحضُرونَ وفَقْدُ العِزّ في الحَضَرِ

إذا هَمَى القَطْرُ شَبَتْها عَبيدُهمُ

تحتَ الغَمائم للسّارين بالقُطُرِ

مِن كُلّ أزْهَرَ لم تَأشَرْ ضَمائِرُهُ

لِلَثْمِ خدّ ولا تقْبِيلِ ذي أُشُرِ

لكنْ يُقْبّلُ فُوهُ سامعَيْ فَرَسٍ

مقابلَ الخَلْقِ بينَ الشمْسِ والقَمَرِ

كأنّ أُذْنَيْه أعطَتْ قلبَه خبَراً

عنِ السماءِ بما يلقى من الغِيَرِ

يُحِسّ وطءَ الرّزايا وهْيَ نازلةٌ

فيُنْهِبُ الجرْيَ نفْسَ الحادثِ المَكِرِ

مِن الجِيادِ اللّواتي كان عَوّدَها

بنُو الفُصَيصِ لقاء الطعن بالثُّغَرِ

تغْنى عن الوِرْدِ إنْ سلّوا صَوارِمَهُمْ

أمامَها لاشْتِباهِ البِيضِ بالغُدُرِ

أعاذَ مجْدَكَ عبْدَ اللهِ خالقُه

من أعْينِ الشّهْبِ لا من أعْينِ البَشَرِ

فالعَيْنُ يَسْلَمُ منها ما رأتْ فنبَتْ

عنه وتَلْحَقُ ما تَهْوَى من الصّورِ

فكم فريسةِ ضِرْغامٍ ظفِرْتَ بها

فحُزْتَها وهْيَ بيْنَ النّابِ والظُّفُرِ

ماجَتْ نُمَيرٌ فهاجَتْ منكَ ذا لِبَدٍ

واللّيْثُ أفْتَكُ أفعالاً من النّمِرِ

همّوا فأمّوا فلمّا شارفوا وقَفوا

كوِقْفَةِ العَيْرِ بين الوِرْدِ والصّدَرِ

وأضعفَ الرّعْبُ أيدِيهِم فطعْنُهُمُ

بالسّمهرِيّةِ دُونَ الوَخْزِ بالإبَرِ

تُلقي الغواني حفيظَ الدُّر من جَزَعٍ

عنها وتُلْقي الرّجالُ السَّرْدَ من خَوَرِ

فكم دِلاصٍ على البطحاء ساقطةٍ

وكم جُمانٍ مع الحَصْباءِ مُنْتَثِرِ

دعِ اليَرَاعَ لِقَوْمٍ يَفخرونَ به

وبالطّوَالِ الرّديْنيّات فافتَخرِ

فهُنّ أقلامُكَ اللاتي إذا كتبَتْ

مجْداً أتَتْ بمِدادٍ من دمٍ هَدَرِ

وكُلِّ أبيضَ هنديٍّ به شُطَبٌ

مثْلُ التّكسّرِ في جارٍ بمنْحَدرِ

تَغَايَرَتْ فيه أرواحٌ تمُوتُ به

من الضَرَاغِمِ والفُرْسانِ والجُزُرِ

رَوْضُ المَنايا على أنّ الدّماءَ به

وإنْ تَخَالَفْنَ أبْدالٌ من الزّهرِ

ما كنْتُ أحسَبُ جَفْناً قبل مسْكنِه

في الجفْنِ يُطْوَى على نارٍ ولا نَهَرِ

ولا ظَنَنْتُ صِغارَ النّمْلِ يُمكِنُها

مَشْيٌ على اللُّجّ أو سَعْيٌ على السُّعُرِ

قالت عُداتُك ليس المجدُ مُكتسَباً

مقالةَ الهُجن ليس السّبْقُ بالحُضُرِ

رأوْك بالعَينِ فاسْتَغْوَتْهُمُ ظِنَنٌ

ولم يَرَوْكَ بفِكْرٍ صادِقِ الخَبَرِ

والنّجْمُ تستصْغِرُ الأبصارُ صورتَه

والذنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ في الصّغَرِ

يا غيْثَ فَهْمِ ذَوي الأفهام إِن سَدِرَتْ

إبْلي فمرْآك يَشْفِيها من السَّدَرِ

والمَرْءُ ما لم تُفِدْ نَفْعاً إقامتُه

غَيْمٌ حَمَى الشمسَ لم يُمْطِرْ ولم يَسِرِ

فزانَها اللهُ أن لاقتْكَ زِينتَه

بَناتِ أَعْوَجَ بالأحْجالِ والغُرَرِ

أفْنَى قُواها قليلُ السّيرِ تُدْمِنُهُ

والغَمْرُ يُفنِيه طولُ الغَرْفِ بالغُمَرِ

حتى سطَرْنا بها البَيْداءَ عن عُرُضٍ

وكلُّ وَجْناءَ مثْلُ النّونِ في السَّطَرِ

علُوْتُمُ فتواضَعْتُمْ على ثِقَةٍ

لمّا تَوَاضَعَ أقْوامٌ على غَرَرِ

والكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما

مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ

يُجْنَى تَزَايُدُ هذا من تَناقُضِ ذا

والليلُ إنْ طالَ غالَ اليومَ بالقِصَرِ

خَفّ الوَرى وأقرّتْكمْ حُلُومُكُمُ

والجَمْرُ تُعْدَمُ فيه خِفّةُ الشّرَرِ

وأنْتَ مَنْ لو رأى الإنسانُ طَلْعَتَه

في النّوْم لم يُمْسِ من خَطْبٍ على خَطَرِ

وعَبْدُ غيْرِكَ مضْرُورٌ بخِدْمَتِهِ

كالغِمْدِ يُبْليه صَوْنُ الصّارِمِ الذّكَرِ

لولا قُدومُكَ قبْلَ النّحْرِ أخّرَهُ

إلى قدومِك أهْلُ النفْعِ والضّرَرِ

سافَرْتَ عنّا فظَلّ النّاسُ كلّهُمُ

يُراقبونَ إيابَ العِيدِ مِن سَفَرِ

لوْ غِبْتَ شَهْرَكَ موْصُولاً بتابِعِه

وأبْتَ لانْتقلَ الأضْحَى إلى صَفَرِ

فاسْعَدْ بمَجْدٍ ويوْمٍ إذ سَلِمتَ لنا

فما يَزيدُ على أيّامِنا الأُخَرِ

ولا تَزَلْ لكَ أَزمانٌ ممَتِّعَةٌ

بالآلِ والحالِ والعَلياءِ والعُمُرِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:10 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




أعَن وَخْدِ القِلاصِ كشَفْتِ حالا

ومن عِند الظّلام طَلَبتِ مالا

ودُرّاً خِلْتِ أنْجُمَه عليه

فهلاّ خِلْتِهِنّ به ذُبالا

وقُلْتِ الشّمْسُ بالبَيْداءِ تِبْرٌ

ومِثْلُكِ مَنْ تَخَيّلَ ثُمّ خالا

وفي ذَوْب اللُّجَيْنِ طَمِعْتِ لمّا

رأيْتِ سَرَابَها يَغْشَى الرّمَالا

رَمَاكِ اللّهُ مِنْ نُوقٍ بِرُوقٍ

من السّنَواتِ تُثْكِلُكِ الإفالا

فقد أكْثَرْتِ نُقْلَتَنا وكانتْ

صِغارُ الشُّهب أسْرَعَهَا انْتِقالا

تُذَكّرُكِ الثَّوِيَةَ مِنْ ثُدَيٍّ

ضَلالٌ ما أرَدْتِ به ضَلالا

ولَوْ أنّ المَطِيّ لها عُقُولٌ

وَجَدَّكِ لم نَشُدّ بها عقالا

مُوَاصَلَةً بها رَحْلي كأنّي

عنِ الدّنْيا أُريدُ بها انْفِصَالا

سألْنَ فقلْت مَقْصِدُنا سعيدٌ

فكانَ اسْمُ الأمِيرِ لهُنّ فالا

مِكَلِّفُ خَيْلِهِ قَنَصَ الأعَادي

وجاعِلُ غابِهِ الأسَلَ الطّوَالا

تَكادُ قِسِيُّهُ مِنْ غيرِ رامٍ

تُمَكّنُ في قُلُوبِهِمُ النّبَالا

تكادُ سُيُوفُهُ مِنْ غَيرِ سَلٍّ

تُجِدّ إلى رِقابِهِمُ انْسِلالا

تَكادُ سَوَابِقٌ حَمَلَتْهُ تُغْني

عنِ الأقْدارِ صَوْناً وابْتِذالا

نَشَأنَ مع النَّعَامِ بكُلّ دَوٍّ

فقَدْ ألِفَتْ نتائِجُها الرّئالا

ولمّا لم يُسابِقْهُنّ شَيءٌ

مِنَ الحَيَوانِ سابَقْنَ الظّلالا

تَرَى أعْطَافَها تَرمي حَميماً

كأجْنِحَةِ البُزَاةِ نِسالا

وقد ذابَتْ بِنارِ الحِقْدِ منها

شَكائِمُها فمازَجَتِ الرُّوَالا

يُذِقْنَ بَني العُصَاةِ اليُتْمَ صِرْفاً

ويَتْرُكْنَ الجَآذِرَ والسِّخَالا

فما يَرْمِينَ بالآجالِ إجْلاً

وَيَرمِينَ المَقَانِبَ والرِّعَالا

يُغادِرْنَ الكَواعِبَ حاسِرَاتٍ

يُنِلْنَ مِن العُداةِ من اسْتَنالا

يَبِعْنَ تُراثَ آباءٍ كِرَام

ويَشْرِينَ الحُجُولَ أوِ الحِجالا

يُغاَلِينَ المَدَارِعَ والمَدَاري

وَيُرْخِصْنَ المَنَاصِلَ والنّصَالا

يُمِلّ بها السّباسِبَ والمَوَامي

فتىً لم تَخْشَ هِمّتُه مَلالا

ذكيُّ القَلْبِ يَخْضِبُها نَجِيعاً

بما جَعَلَ الحَرِيرَ لها جِلالا

مَتى يُذْمِمْ على بَلَدٍ بِسَوْطٍ

فقدْ أمِنَ المُثَقَّفَةَ النِّهالا

إذا سقَتِ السماءُ الأرْضَ سَجْلاً

سَقاها من صَوارِمِهِ سِجالا

ويُضْحي والحديدُ عليه شاكٍ

وتَكْفِيهِ مَهابَتُهُ النّزَالا

فيُفْني الدّرْعَ لُبْساً واليَماني

صِحاباً والرُّدَيْنيَّ اعْتِقالا

يَبِيتُ مُسَهَّداً واللّيْلُ يَدْعو

بضوْءِ الصّبْح خالِقَه ابْتِهالا

إذا سَئِمَتْ مُهَنَّدَهُ يَمِينٌ

لِطُولِ الحَمْلِ بَدّلَه شِمالا

أفادَ المُرْهَفاتِ ضِياءَ عَزْمٍ

فصارَ على جَواهِرِهَا صِقالا

وأبْصَرَتِ الذّوَابِلُ منه عَدْلاً

فأصْبَحَ في عَوَامِلِها اعْتِدالا

وجُنْحٍ يَمْلأ الفَوْدَينِ شَيْباً

ولكنْ يَجْعَلُ الصّحْرَاءَ خَالا

أرَدنا أن نَصِيدَ به مَهاةً

فقَطَّعَتِ الحبَائِلَ والحِبالا

ونَمّ بِطَيْفِها السّاري جَوَادٌ

فجَنّبَنَا الزّيارَةَ والوِصَالا

وأيْقَظَ بالصّهيلِ الرّكبَ حتى

ظَنَنْتُ صَهِيلَهُ قِيلاً وقالا

ولولا غَيْرَةٌ منْ أعْوَجيّ

لَبَاتَ يَرى الغزالَةَ والغزَالا

يُحِسّ إذا الخَيَالُ دنا إلينا

فيَمْنَعُ من تَعَهّدِنا الخَيالا

سَرَى بَرْقُ المَعَرّةِ بَعدَ وَهْنٍ

فباتَ بَرامَةٍ يَصِفُ الكَلالا

شَجَا رَكْباً وأفْراساً وإبْلاً

وزاد فكاد أنْ يَشْجو الرّحالا

بها كانتْ جيادُهُمُ مِهاراً

وهُمْ مُرْداً وبُزْلُهُمُ فِصالا

وَمَنْ صَحِبَ اللْيالي عَلّمَتْهُ

خِداعَ الإلْفِ والقيلَ المُحالا

وغَيّرَتِ الخُطوبَ عليه حتّى

تُرِيهِ الذَّرَّ يَحْمِلْنَ الجِبالا

فلَيْتَ شَبَابَ قَوْمٍ كان شَيْباً

ولَيْتَ صِباهُمُ كان اكتِهَالا

صَحِبْنا بالبُدَيّةِ من حُصَيْنٍ

وحِصْنٍ شَرَّ مَن صَحِبَ الرّجالا

إذا سُقِيَتْ ضُيوفُ الناسِ محضاً

سَقَوْا أضْيافَهُمْ شَبِماً زُلالا

ولكِنْ بالعَواصِمِ من عَدِيّ

أمِيرٌ لا يُكَلّفُنا السّؤالا

إذا خَفَقَتْ لمَغْرِبِها الثّريّا

تَوَقّتْ من أسِنّتِهِ اغْتِيالا

ولو شمْسُ الضّحى قَدَرَتْ لعادتْ

مُشَرِّقَةً إذا رأتِ الزّوالا

فقُلْ لمُجيلِهَا فوقَ الأعادي

إذا ما لم يَجِدْ فَرَسٌ مَجَالا

لقد جشّمْتَ طِرْفَكَ مُثْقِلاتٍ

فجَشّمَهُنّ أرْبَعَةً عِجالا

أذَالَ الجَرْيُ منه زَبَرْجَدِيّاً

وما حَقُّ الزّبَرْجَدِ أن يُذالا

وقد يُلْفَى زَبَرْجَدُهُ عَقيقاً

إذا شهِدَ الأميرُ به القِتالا

أخفَّ من الوَجِيهِ يداً ورِجْلاً

وأكْرَمَ في الجِيادِ أباً وخالا

وكُلُّ ذُؤابَةٍ في رأسِ خَوْدٍ

تَمنّى أنْ تَكونَ له شِكالا

يَوَدّ التّبْرُ لو أمْسَى حَديداً

إذا حُذِيَ الحَديدُ له نِعالا

إذا ما الغَيْمُ لم يُمْطِرْ بِلاداً

فإنّ له على يدِكَ اتّكالا

ولو أنّ الرّياحَ تَهُبّ غَرْباً

وقُلْتَ لها هَلا هَبّتْ شِمالا

وأُقْسِمُ لو غَضِبْتَ على ثَبِيرٍ

لأزْمَعَ عن مَحِلّتِهِ ارْتِحالا

فإنْ عَشِقَتْ صَوارِمُكَ الهَوادي

فلا عَدِمَتْ بمنْ تَهَوى اتّصَالا

ولولا ما بسَيْفِكَ مِن نُحُولٍ

لقُلْنا أظْهَرَ الكَمَدَ انْتِحالا

سَليلُ النارِ دَقّ وَرَقّ حتى

كأنّ أباه أوْرَثَهُ السُّلالا

مُحَلّى البُرْدِ تَحْسَبُهُ تَرَدَّى

نُجُومَ اللّيْلِ وانْتَعَلَ الهِلالا

مُقيمُ النّصْلِ في طَرَفَيْ نَقيضٍ

يكُونُ تَبايُنٌ منه اشْتِكالا

تَبَيّنُ فَوْقَهُ ضَحْضَاحَ ماءٍ

وتُبْصِرُ فيه للنّارِ اشْتِعالا

غَرَاراهُ لِسانَا مَشْرَفِيّ

يَقُولُ غَرَائبَ المَوْتِ ارْتِجالا

إذا بُصِرَ الأميرُ وقد نَضَاهُ

بأعْلى الجَوّ ظُنّ عليه آلا

وَدَبّتْ فوْقه حُمْرُ المَنَايا

ولكِنْ بَعدما مُسِخَتْ نِمالا

يُذيبُ الرّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ

فلوْلا الغِمْدُ يُمْسِكُهُ لَسَالا

ومَنْ يَكُ ذا خَليلٍ غَيْرِ سَيْفٍ

يُصَادِفُ في مَوَدّتِهِ اخْتِلالا

وذي ظمَإٍ ولَيْسَ بِهِ حَياةٌ

تَيَقَّنَ طولَ حامِلِهِ فطالا

تَوَهَّمَ كلَّ سابِغَةٍ غَديراً

فَرَنّقَ يَشْرَبُ الحَلَقَ الدُّخالا

مَلأتَ به صُدوراً مِن أُنَاسٍ

فلاقتْ عن ضَغائِنها اشْتِغالا

لِيَهْنِكَ في المكارِم والمعَالي

كَمَالٌ عَلّمَ القَمَرَ الكَمالا

وأنْكَ لوْ تَعَلّقَتِ الرّزايا

بنَعْلِكَ ما قَطَعْنَ لها قِبالا

حَفظْتَ المُسْلِمِينَ وقَدْ تَوالَتْ

سَحائِبُ تَحْمِلُ النُّوَبَ الثِّقالا

وصُنْتَ عِيالَهُمْ إذْ كُلُّ عَينٍ

تَعُدّ سَوَادَ ناظِرِها عِيالا

بوَقْتٍ لا يُطِيقُ اللّيْثُ فيه

مُساوَرَةً ولا السِّيدُ اخْتِتالا

وأنْتَ أجَلّ من عِيدٍ تُهَنّى

بِعَوْدَتِهِ فهُنّيتَ الجَلالا

ومُرْ بفِرَاقِ شِيمتِها الليالي

تُجِبْكَ إلى إرادتِكَ امْتِثالا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:11 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




خُلُوُّ فؤادي بالمَوَدّةِ إخْلالُ

وإبْلاءُ جِسمي في طِلابِكِ إبْلالُ

ولي حاجةٌ عنْد المنيّةِ فَتْكُها

برُوحيَ والأهواءُ مُذْ كُنّ أهْوالُ

إذا مُتُّ لم أحْفِلْ أبالشأم حُفْرَةٌ

حَوَتْنيَ أم ريمٌ برَيْمانَ مُنْهالُ

على أنّ قَلْبي آنِسٌ أنْ يُقال لي

إلى آلِ هذا القبر يَدفِنُك الآلُ

دعا اللّهُ أُمّاً لَيْتَ أنّي أمامَها

دُعيتُ ولو أنّ الهواجِرَ آصالُ

مضَتْ وكأنّي مُرْضَعٌ وقد ارْتَقَتْ

بيَ السنُّ حتى شَكْلُ فَودَيّ أشْكالُ

أراني الكَرى أنّي أُصِبْتُ بناجِذٍ

ألا إنّ أحلامَ الرّقادِ لَضُلاّلُ

أجارِحَتِي العُظْمى تُشَبِّه ساهِياً

بِسنٍّ لها في ساحةِ الفَمِ أمْثالُ

وبينَ الرَّدى والنوْم قُرْبَى وَنِسْبَةٌ

وشَتّانَ بُرْءٌ للنّفُوس وإعْلالُ

إذا نِمْتُ لاقَيْتُ الأحِبّةَ بَعدما

طَوَتْهمْ شُهورٌ في الترابِ وأحوالُ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:11 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ

وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ

وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ

يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي

وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني

بلَفْظٍ سالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ

يُقالُ فَيَهْتِمُ الأنْيابَ قَوْلٌ

يُباشِرُها بأنْبَاءٍ عِظَامِ

كأنّ نَواجِذي رُدِيَتْ بصَخْرٍ

ولم يَمْرُرْ بهِنَّ سِوَى كلامِ

ومَنْ لي أن أصُوغَ الشُّهْبَ شِعْراً

فأُلْبِسُ قَبْرَهَا سِمْطَيْ نِظامِ

مَضَتْ وقد اكتَهَلتُ فخِلتُ أنّي

رَضِيعٌ ما بَلَغْتُ مَدى الفِطامِ

فيا رَكْبَ المَنُونِ أمَا رَسُولٌ

يُبَلّغُ رُوحَها أرَجَ السّلامِ

ذَكِيّاً يُصْحَبُ الكافُورُ مِنْهُ

بِمِثْلِ المِسْكِ مَفضُوضَ الخِتامِ

ألا نَبِّهْنَني قُيْنَاتِ بَثٍّ

بَشَمْنَ غَضىً فمِلْنَ إلى بَشامِ

وَحَمّاءَ العِلاطِ يَضيقُ فُوهَا

بما في الصّدرِ من صِفَةِ الغَرامِ

تَداعَى مُصْعِداً في الجيدِ وَجْدٌ

فغالَ الطَوْقَ منها بانْفِصَامِ

أشاعَتْ قِيلَها وبكَتْ أخاهَا

فأضْحتْ وهْيَ خنْساءُ الحَمامِ

شَجَتْكَ بظَاهِرٍ كقَريضِ ليْلى

وباطِنُهُ عَوِيصُ أبي حِزامِ

سألتِ مَتَى اللّقاء فقيل حتى

يَقُومَ الهامِدُونَ مِنَ الرِّجامِ

ولو حَدّوا الفِراقَ بعُمْرِ نَسْرٍ

طَفِقْتُ أعُدّ أعْمَارَ السِّمامِ

فلَيْتَ أذِينَ يَوْم الحَشْرِ نادى

فأجْهَشَتِ الرِّمامُ إلى الرّمامِ

ونَحْنُ السَّفْرُ في عُمْرٍ كمَرْتٍ

تَصَافَنَ أهْلُه جُرُعَ الحِمامِ

فصَرَّفَني فَغَيّرَني زَمَانٌ

سيُعْقِبُني بِحَذْفٍ وادّغامِ

ولا يُشْوي حِسابَ الدّهْرِ وَرْدٌ

له وِرْدٌ مِنَ الدّمِ كالمُدامِ

يُعَنّيهِ البَعُوضُ بكُلّ غابٍ

فَريشٍ بالجَماجِمِ واللِّمامِ

بَدَا فَدَعا الفَرَاشَ بناظِرَيْهِ

كما تَدْعوهُ مُوقِدَتَا ظَلامِ

بنَارَيّ قادِحَيْنِ قد اسْتَظَلاّ

إلى صَرْحَيْنِ أوْ قَدَحَيْ مُدامِ

كأنّ اللّحْظَ يَصْدُرُ عن سُهَيْلٍ

وآخَرَ مِثْلِهِ ذاكي الضّرَامِ

تَطُوفُ بأرضِهِ الأُسْدُ العَوادي

طَوَافَ الجَيْشَ بالملكِ الهُمامِ

وقالَ لِعِرْسِهِ بِيني ثَلاثاً

فما لَكِ في العَرِينَةِ مِنْ مُقامِ

وقد وطِئَ الحَصى ببَني بُدورٍ

صِغارٍ ما قَرُبْنَ من التّمامِ

أمُحْتَذِيَ الأهِلّةِ غَيْرَ زَهْوٍ

سَلَبْتَ مِن الحُلِيّ شهورَ عامِ

ولا مُبْقٍ إذا يسعى صُدُوعاً

غَوَائِرَ في الدّكادِكِ والإكامِ

حُبابٌ تَحْسَبُ النَّفَيَانَ منه

حَبَاباً طارَ عن جنَبَات جامِ

تَطَلَّعَ من جِدارِ الكاسِ كَيْما

يُحَيّيَ أوْجُهَ الشَّرْبِ الكِرامِ

يَهُمّ شَمَامُ أنْ يُدْعَى كَثيباً

إذا نَفَثَ السَّمَامَ على شَمَامِ

مَشَى للوَجْهِ مُجْتَاباً قَمِيصاً

كلامَةِ فارِسٍ يُرْمَى بلامِ

كدِرْعِ أُحَيْحَة الأوْسيّ طالتْ

عليه فهْيَ تُسْحَبُ في الرَّغامِ

نَسِيبُ مَعاشِرٍ وُلِدَتْ عليهِمْ

دُرُوعُهمُ فصارتْ كاللِّزامِ

كدَعْوَى مُسْلِمٍ ليَزيدَ حَمْل السْ

سَوابغِ في التّغاوُرِ والسلامِ

وتُلقى عنهُمُ لكَمالِ حَوْلٍ

كثِيراتِ الخُرُوقِ مِنَ السِّمامِ

على أرْجائِها نُقَطُ المَنايا

مُلَمَّعَةً بها تَلْيمعَ شامِ

إلى مَن جُبْتُ والحِدْثانُ طاوٍ

قبائلَ عامرٍ لا كُنْتَ عامِ

وقد ألِفوا القَنا فغدَتْ عليهِمْ

رِماحُهمُ أخَفّ منَ السّهامِ

كأنّ بَنَانَةً في الكفّ زِيدَتْ

قناةٌ غيرُ جاذِيَةِ القَوَامِ

وتَبْيَضّ البلادُ إذا أراحوا

بما نَضَحَتْه أخْلافُ السَّوامِ

ولَيْلاً تُلْحِقُ الأهْوالُ فيه

بفَوْدِ الشّيْخِ ناصِيَةَ الغُلامِ

إذا سَئمُوا الرّحالَ فكُلّ غِرّ

يَرَى صَرَعَاتِه خُلَسَ اغْتِنامِ

كأنّ جُفونَهُ عُقِدتْ برَضْوَى

فما يُرْفَعْنَ مِنْ سُكْرِ المَنامِ

لو أنّ حَصَى المُناخِ مُدىً حِدادٌ

أزَارَتْها النّحُورَ مِنَ السّآمِ

وجازَ إليَّ أبرادي هَجيرٌ

يَجوزُ من القِرابِ إلى الحُسامِ

يَرُدّ مَعَاطِسَ الفِتْيانِ سُفْعاً

وإنْ ثُنِيَ اللّثامُ على اللّثامِ

إذا الحِرْباءُ أظْهَرَ دينَ كِسْرَى

فصَلّى والنّهارُ أخُو الصّيامِ

وأذّنَتِ الجَنادِبُ في ضُحاها

أذَاناً غيرَ مُنْتَظَرِ الإمامِ

وغاضَ مِياهُنا إلاّ فِرِنْداً

إذا نَكَزَ المَوارِدُ جاشَ طامي

فأفْلَتَ سالِماً إلاّ بَقَايا

على أثْرَيْةِ مِنْ أَثَرِ القَتامِ

له ثِقَلُ الحَدائدِ فهْوَ رَاسٍ

وإصْعادُ التّلَهّبِ فهْو نامِ

كأنّ الضّبّ كان له سُجَيْراً

فحالَفَهُ على فَقْدِ الأُوَامِ

أقَلَّ عَمُودُهُ شَهْرَيْ رَبيعٍ

وقَيْظاً للمَنِيةِ في احْتِدَامِ

خِضَمٌّ لُجُّهُ سِيفُ الرّزايا

وصَفْحَتُه منَ المَوْتِ الزّؤامِ

وشَفْرَتُه حَذامِ فلا ارْتِيابٌ

بأنّ القَوْلَ ما قالتْ حَذامِ

تَوَارَثَهُ بَنُو سَامِ بْنِ نُوحٍ

ثَقِيلَ الغِمْدِ مِنْ دُرٍّ وَسَامِ

ولوْ أنّ النّخِيلَ شَكِيرُ جِسمي

ثَنَاهُ حَمْلُ أنْعُمِكِ الجِسامِ

كَفاني رِيُّها مِنْ كُلّ رِيّ

إلى أن كِدْتُ أُحْسَبُ في النّعامِ

وكمْ لكِ مِنْ أبٍ وَسَمَ اللّيالي

على جَبَهَاتِها سِمَةَ اللئامِ

مَضَى وتَعَرُّفُ الأعْلامِ فيهِ

غَنِيَّ الوَسْمِ عن ألِفٍ ولامِ

سقَتْكِ الغادياتُ فما جَهَامٌ

أطَلّ على محَلّكِ بالجَهامِ

وقَطْرٌ كالبِحارِ فلسْتُ أرْضَى

بقَطْرٍ صابَ مِن خَلَلِ الغَمامِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:12 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




أوْدَى فلَيتَ الحادِثاتِ كَفَافِ

مالُ المُسيفِ وعنبرُ المُستافِ

الطّاهرُ الآباءِ والأبناءِ وال

أثوابِ والآرابِ والأُلاّفِ

رغتِ الرُّعودُ وتلك هَدّة واجبٍ

جبلٍ هَوَى في آلِ عَبد مَنافِ

بَخِلَتْ فلَمّا كانَ لَيلةُ فَقْدِه

سَمَحَ الغَمامُ بدَمْعِهِ الذَّرّافِ

ويقالُ إنّ البَحرَ غاضَ وإنّها

ستَعُودُ سِيفاً لُجّةُ الرَّجّافِ

ويحِقّ في رُزْءِ الحسين تغيّرُ ال

حَرَسَينِ بَلْهَ الدُّرَّ في الأصْدافِ

ذهبَ الذي غدَتِ الذّوابلُ بعدَه

رُعْشَ المُتونِ كليلةَ الأطرافِ

وتعطفتْ لعِبَ الصِّلالِ من الأسَى

فالزُّجُّ عند اللّهْذَم الرّعّافِ

وتيَقّنَتْ أبطالُها ممّا رأتْ

أن لا تُقَوّمها بغَمْزٍ ثِقافِ

شغَلَ الفوارِسَ بَثُّها وسيوفُها

تحتَ القَوائمِ جَمّةُ التَّرْجافِ

ولَو أنّهُمْ نكَبوا الغُمودَ لهالَهم

كمَدُ الظُّبَى وتفلّلُ الأسيافِ

طارَ النّواعبُ يوْم فادَ نَواعياً

فنَدَبْتَهُ لِمُوافِقٍ ومُنافِ

أسَفٌ أسَفّ بها وأُثْقِلَ نَهضُها

بالحُزْنِ فهْيَ على الترابِ هَوافِ

ونَعيبُها كنحيبِها وحِدادُها

أبداً سَوادُ قَوادمٍ وخَوَافِ

لا خابَ سَعيُكَ من خُفافٍ أسحمٍ

كسُحيمٍ الأسَديّ أو كخُفافِ

من شاعرٍ للبَينِ قال قصيدةً

يرثي الشّريف على رَوِيّ القافِ

جُونٍ كبِنتِ الجونِ يصرُخُ دائباً

ويَميسُ في بُرْدِ الحزينِ الضّافي

عُقِرَتْ ركائبُك ابنَ دَأيةَ غادياً

أيُّ امرئ نَطْقٍ وأيُّ قَوَافِ

بُنيَتْ على الإيطاءِ سالمَةً منَ ال

إقواءِ والإكفاءِ والإصرافِ

حسَدَتْهُ مَلْبَسَهُ البُزاةُ ومَن لها

لمّا نَعاهُ لها بلُبْسِ غُدافِ

والطّيْرُ أغْرِبَةٌ علَيهِ بأسْرِها

فُتْخُ السَّراةِ وساكناتُ لَصَافِ

هلاّ استَعاضَ من السّريرِ جَوادَه

وثّابَ كلّ قرارَةٍ ونِيافِ

هيهاتَ صادمَ للمَنايا عسكَراً

لا يَنْثَني بالكَرّ والإيجافِ

هَلاّ دَفَنتُمْ سَيفَه في قَبرِهِ

معَهُ فذاكَ لَهُ خَليلٌ وافِ

إنْ زارَهُ المَوْتَى كساهُم في البِلى

أكفانَ أبْلَجَ مُكْرِمِ الأضْيافِ

واللّهُ إنْ يَخْلَعْ علَيهِمْ حُلّةً

يَبعَثْ إلَيْهِ بمِثْلِها أضْعافِ

نُبِذَتْ مَفاتيحُ الجِنانِ وإنّما

رضْوانُ بَينَ يَدَيْهِ للإتحافِ

يا لابسَ الدّرْعِ الذي هوَ تحتَها

بحرٌ تَلَفّعَ في غَديرٍ صَافِ

بيضاءُ زُرْقُ السُّمْرِ وارِدةٌ لها

وِرْدَ الصّوادي الوُرْقِ زُرْقَ نِطافِ

والنَّبْلُ تَسقُطُ فوْقَها ونصالُها

كالرّيشِ فهْوَ على رَجَاها طافِ

يُزْهى إذا حِرْباؤها صَليَ الوَغَى

حِرْباءُ كلّ هَجيرَةٍ مِهْيافِ

فَلِذاكَ تُبْصِرُهُ لِكبْرٍ عادَهُ

يُوفي على جِذْلٍ بكلّ قِذافِ

الرّكْبُ إثرَكَ آجِمونَ لزادِهمْ

واللُّهْجُ صادِفَةٌ عنِ الأخْلافِ

والآنَ ألقَى المَجدُ أخمصَ رِجله

لم يَقْتَنِعْ جَزَعاً بمِشيَةِ حافِ

تَكبيرَتانِ حِيالَ قَبرِكَ للفَتى

مَحْسُوبَتانِ بعُمْرَةٍ وطَوَافِ

لوْ تَقْدِرُ الخَيْلُ التي زايَلْتَها

أنْحَتْ بأيديها على الأعرافِ

فارَقْتَ دهرَكَ ساخِطاً أفعالَهُ

وَهْوَ الجَديرُ بِقلّةِ الإنْصافِ

وَلَقيتَ رَبّكَ فاستَرَدّ لك الهُدى

ما نالَتِ الأيّامُ بالإتْلافِ

وسَقاكَ أموَاهَ الحَياةِ مُخَلَّداً

وكساكَ شَرْخَ شَبابِكَ الأفْوَافِ

أبْقَيْتَ فينا كَوْكَبَينِ سناهما

في الصّبحِ والظّلماءِ ليسَ بخافِ

مُتَأنّقَينِ وفي المَكارِمِ أرْتَعَا

مُتَألَقَينِ بسُؤدَدٍ وعَفافِ

قَدَرَينِ في الإرْداء بل مَطَرَين في ال

إجْداءِ بل قَمَرَينِ في الإسدافِ

رُزِقا العَلاءَ فأهْلُ نَجدٍ كُلّما

نَطَقا الفَصاحَةَ مثلُ أهلِ دِيافِ

ساوَى الرّضيُّ المُرْتَضى وتَقاسَما

خِطَطَ العُلى بتَناصُفٍ وتَصافِ

حِلْفا ندىً سبَقا وَصَلّى الأطهَرُ ال

مَرْضي فيا لثلاثةٍ أحْلافِ

أنتم ذَوُو النّسَبِ القَصير فطَولُكم

بادٍ على الكُبَراءِ والأشْرافِ

والرّاحُ إنْ قيل ابنةُ العِنَبِ اكتفت

بأبٍ عن الأسماء والأوْصافِ

ما زاغَ بَيتُكمُ الرّفيعُ وإنما

بالوَجْدِ أدرَكَه خفيُّ زِحاف

والشمسُ دائمةُ البَقاء وإن تُنَلْ

بالشّكْوِ فهْيَ سريعة الإخْطافِ

ويُخالُ موسى جَدُّكُمْ لجلالِهِ

في النّفْس صاحبَ سورةِ الأعرافِ

المُوقِدي نارِ القِرَى الآصالَ وال

أسْحارَ بالأهْضامِ والأشعافِ

حمْراءَ ساطِعةَ الذوائبِ في الدّجى

ترْمي بكلّ شَرارةٍ كطِرَافِ

نارٌ لها ضَرَمِيّةٌ كَرَمِيّةٌ

تأرِيثُها إرْثٌ عن الأسْلاف

تَسقيك والأرْيَ الضريبَ ولو عَدَتْ

نَهْيَ الإلهِ لثَلّثَتْ بسُلافِ

يُمْسي الطّريدُ أمامَها وكأنّهُ

أسَدُ الشَّرَى أوْ طائرٌ بشَرَافِ

وإذا تضَيّفَتِ النّعامُ ضِياءها

حُمِلَ الهَبيدُ لها مع الألْطافِ

مُفْتَنّةٌ في ظِلّها وحَرورِها

تُغْنيكَ في المَشْتَى وفي المُصْطافِ

زَهْرَاءُ يحلُمُ في العواصفِ جمرُها

وتَقَرّ إلا هَزّةَ الأعْطافِ

سطَعتْ فما يَسطيعُ إطْفاءً لها

زُحَلٌ ونورُ الحقّ ليس بطافِ

تَصِلُ الوُقودَ ولا خُمودَ ولو جرى

باليَمّ صَوْبُ الوابِلِ الغَرّافِ

شُبّتْ بعالِيَةِ العِرَاقِ ونورُها

يَغْشَى مَنَازِلَ نائِلٍ وإسافِ

وقُدُورُهْم مثلُ الهِضَابِ رَواكِداً

وجِفانُهُمْ كَرحِيبةِ الأفيافِ

من كُلّ جائشةِ العَشِيّ مُفِيئةٍ

بالمَيْرِ خَيرَ مَرَافدٍ وصِحاف

دَهْماءَ راكبةٍ ثلاثةَ أجْبُلٍ

عِظَماً وإن حُسبَتْ ثلاثَ أثافِ

يا مالكَيْ سَرْحِ القَريضِ أتتكما

منّي حَمولَةُ مُسْنِتينَ عِجافِ

لا تَعِرفُ الوَرَقَ اللَّجينَ وإنْ تُسَلْ

تُخْبِرْ عن القُلاّم والخِذْرافِ

وأنا الذي أُهْدي أقلّ بَهارَةٍ

حُسْناً لأحْسَنِ رَوْضةٍ مِئْنافِ

أوْضَعتُ في طُرُقِ التشرّفِ سامياً

بكُما ولم أسلُكْ طريقَ العافي

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:12 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />


يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ

تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها

لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِرْ

عني إليكَ لخُلّةٍ بأمَتّها

فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ

من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها

غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ

صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها

شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ

مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها

لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا

ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها

ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً

وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها

وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي

طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها

وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما

فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها

إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ

عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها

مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ

نَفسُ امرئٍ عن جُرمه لا يُفْتِها

وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوبُ على الفتى

ومُصابُهُ ريحٌ تهُبّ لِحَتّها

جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ

دارٌ وإنْ حَسُنَتْ تغُرّ بسُحتِها

ضَلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ

بالطّبعِ كانتْ والأنامُ كنَبتِها

وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ

من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها

لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا

قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها

فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً

ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها

ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ

سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:13 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




أحْسَنُ بالوَاجِدِ مِن وَجْدِهِ

صَبْرٌ يُعيدُ النّارَ في زَنْدِهِ

ومَنْ أبَى في الرُّزْءِ غَيْرَ الأسَى

كانَ بُكاهُ مُنْتَهَى جُهْدِهِ

فَليَذْرِفِ الجَفْنُ على جَعْفَرٍ

إذ كانَ لم يُفْتَحْ على نِدّهِ

والشيءُ لا يَكْثُرُ مُدّاحُهُ

إلاّ إذا قيسَ إلى ضِدّهِ

لوْلا غَضَا نَجْدٍ وقُلاّمُهُ

لم يُثْنَ بالطّيبِ على رَنْدِهِ

ليسَ الذي يُبْكى على وَصْلِهِ

مثلَ الذي يُبْكى على صَدّهِ

والطّرْفُ يرْتاحُ إلى غُمْضِهِ

وَلَيسَ يَرْتاحُ إلى سُهْدِهِ

كانَ الأسَى فَرْضاً لو أنّ الرّدى

قال لنا افْدوهُ فلم نَفْدِهِ

هل هُوَ إلا طالِعٌ للهُدى

سارَ منَ التُّرْبِ إلى سَعْدِهِ

فباتَ أدْنَى مِنْ يَدٍ بَينَنا

كأنّهُ الكَوْكَبُ في بُعدِهِ

يا دَهْرُ يا مُنجِزَ إيعادِهِ

ومُخْلِفَ المأمولِ من وَعْدِهِ

أيُّ جَديدٍ لكَ لم تُبْلِهِ

وأيُّ أقرانِكَ لم تُرْدِهِ

تَستأسِرُ العِقبانَ في جَوّها

وتُنزِلُ الأعصَمَ من فِنْدِهِ

أرى ذَوي الفَضل وأضدادَهم

يَجمعُهُمْ سَيْلُكَ في مَدّهِ

إنْ لم يكُنْ رُشْدُ الفتى نافِعاً

فغَيّهُ أنفَعُ مِنْ رُشْدِهِ

تَجرِبةُ الدّنيا وأفعالِها

حَثّتْ أخا الزّهْدِ عَلى زُهْدِهِ

والقَلْبُ مِنْ أهوائِهِ عابِدٌ

ما يَعْبُدُ الكافرُ من بُدّهِ

إنّ زَماني برَزياهُ لي

صَيّرَني أمْرَحُ في قِدّهِ

كأنّنا في كَفّهِ مالُهُ

يُنفِقُ ما يَختارُ من نَقْدِهِ

لوْ عَرَفَ الإنْسانُ مقدارَهُ

لم يَفْخَر المولى على عَبْدِهِ

أمْسِ الذي مَرّ على قرْبهِ

يَعجِزُ أهلُ الأرْضِ عن رَدّهِ

أضْحى الذي أُجّلَ في سِنّهِ

مثلَ الذي عُوجِلَ في مَهْدِهِ

ولا يُبالي المَيْتُ في قَبرهِ

بذَمّهِ شُيّعَ أمْ حَمْدِهِ

والواحِدُ المُفرَدُ في حَتْفِهِ

كالحاشِدِ المُكْثِرِ من حَشدِهِ

وحالَةُ الباكي لآبائِه

كحالَةِ الباكي على وُلْدِهِ

ما رغبَةُ الحيّ بأبنائِهِ

عَمّا جنَى الموْتُ على جَدّهِ

ومَجْدُهُ أفعالُهُ لا الذي

من قَبْلِهِ كانَ ولا بَعْدِهِ

لُوْلا سَجاياهُ وَأخْلاقُهُ

لكانَ كالمَعْدومِ في وُجْدِهِ

تَشتاقُ أيّارَ نفوسُ الوَرَى

وإنّما الشّوْقُ إلى وَرْدِهِ

تَدعو بطول العمر أفواهُنا

لمَنْ تَناهى القَلبُ في وُدّهِ

يُسَرّ إن مُد بَقاءٌ لَهُ

وكلُّ ما يَكْرَهُ في مَدّهِ

أفضَلُ ما في النّفسِ يَغتالُها

فنَستَعيذُ اللهَ من جُندِهِ

وآفَةُ العاشِقِ مِنْ طَرْفِهِ

وآفَةُ الصّارِمِ مِنْ حَدّهِ

كم صائنٍ عن قُبْلَةٍ خدَّهُ

سُلّطَتِ الأرْضُ على خَدّهِ

وحامِلٍ ثِقْلَ الثّرَى جِيدُهُ

وكان يَشكو الضَّعفَ من عِقدِهِ

وَرُبّ ظمآنَ إلى مَوْرِدٍ

وَالمَوْتُ لوْ يَعْلَمُ في وِرْدِهِ

ومُرْسِلِ الغارَةِ مَبثوثَةً

مِن أدهَمِ اللّوْنِ ومن وَرْدِهِ

يَخوضُ بحراً نَقْعُهُ ماؤهُ

يَحْمِلُهُ السّابحُ في لِبْدِهِ

أشجَعُ مَنْ قَلّبَ خَطّيّةً

على طَويلِ الباعِ مُمْتَدّهِ

يَرَى وُقوعَ الزُّرْقِ في دِرْعِهِ

مثْلَ وُقوع الزُّرْقِ في جِلْدِهِ

لا يَصِلُ الرُّمْحُ إلى طَرْفِهِ

ولا إلى المُحْكَمِ مِنْ سَرْدِهِ

يُلقى عليهِ الطّعنُ إلقاءكَ ال

حَسْبَ على المُسرعِ في عَقدِهِ

بلَحظَةٍ منهُ فَما دونَها

يَرُدّ غَرْبَ الجيشِ عن قَصْدِهِ

أمْهَلَهُ الدّهْرُ فأوْدَى بهِ

مُبْيَضُّهُ يُحْدَى بمُسْوَدّهِ

فَيا أخا المَفقُودِ في خَمسَةٍ

كالشُّهبِ ما سَلاّك عن فقدِهِ

جاءَكَ هذا الحُزْنُ مُستَجدياً

أجْرَكَ في الصّبرِ فلا تُجْدِهِ

سَلِّمْ إلى اللّهِ فكُلُّ الّذي

ساءَكَ أو سَرّكَ من عندِهِ

لا يَعْدَمُ الأسْمَرُ في غابِهِ

حَتْفاً ولا الأبيضُ في غِمدِهِ

إنّ الذي الوَحْشَةُ في دارِهِ

تُؤنِسُهُ الرّحمَةُ في لَحْدِهِ

لا أُوحشَتْ دارُك من شَمسِها

ولا خلا غابُكَ مِنْ أُسْدِهِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:13 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/39663434.163/0_76057_3844f1b1_L.jpg<br />




بَني الحَسَبِ الوَضّاحِ والشّرَفِ الجمِّ

لسانيَ إنْ لم أرْثِ والدَكم خصمي

شكَوْتُ منَ الأيّامِ تَبديلَ غادِرٍ

بِوافٍ ونَقْلاً مِنْ سرورٍ إلى هَمِّ

وَحالاً كَريشِ النّسرِ بَيْنا رأيتُهُ

جَناحاً لشَهْمٍ آضَ رِيشاً على سَهمِ

ولا مِثْلَ فُقْدانِ الشّريف محَمّدٍ

رزِيّةَ خَطبٍ أو جِنايةَ ذي جُرْمِ

فيَا دافنيهِ في الثّرَى إنّ لحدَهُ

مَقَرُّ الثّرَيّا فادْفِنوهُ على عِلْمِ

ويا حاملي أعْوادِهِ إنّ فَوْقَها

سَماوِيّ سِرٍّ فاتّقوا كوكبَ الرّجمِ

وما نَعشُهُ إلا كنَعشٍ وَجَدْتُهُ

أباً لبَناتٍ لا يَخَفنَ من اليُتْمِ

فَوَيْحَ المَنايا لم يُبْقيّنَ غايَةً

طَلعنَ الثّنايا واطّلعْنَ على النّجْمِ

أعاذِلَ إنْ صُمّ القَنا عن نَعْيِه

فوا حَسَدا مِن بَعدِهِ للقَنا الصُّمِ

بكى السّيفُ حتى أخضَلَ الدمعُ جَفنَهُ

على فارِسٍ يُرْويهِ من فارِسِ الدُّهمِ

تَلَذُّ العَوالي والظُّبَى في بَنانِهِ

لِقاءَ الرّزايا من فُلولٍ ومن حَطمِ

وباللهِ رَبّي ما تَقَلّدَ صارِماً

له مُشْبِهٌ في يوْمِ حَرْبٍ وَلا سِلمِ

ولا صاحَ بالخيل اقدُمي في عَجاجةٍ

إذا قيل حِيدي في ضنْكِها أُمّي

وَلا صَرّفَ الخَطّيَّ مثْلَ يَمينِهِ

يَمينٌ وإنْ كانَتْ مُعاوَدَةَ النُّعْمِ

ولا أمسَكَتْ يُسْرَى عِناناً لغارَةٍ

كيُسراهُ والفُرْسانُ طائشَةُ العزْمِ

فيا قلبُ لا تُلْحِقْ بثُكْلِ محَمّدٍ

ليَبقى ثُكْلُهُ بَيّنَ الوَسْمِ

فإنّي رأيتُ الحُزْنَ للحُزْنِ ماحِياً

كما خُطّ في القِرْطاسِ رَسْمٌ على رَسْمِ

كَرِيمٌ حليمُ الجَفنِ والنّفسِ لا يرَى

إذا هوَ أغفى ما يرَى النّاسُ في الحُلْمِ

فتىً عَشِقَتْهُ البابِليّةُ حِقْبَةً

فلم يَشفِها منه برَشْفٍ ولا لَثْمِ

كأنّ حَبابَ الكأسِ وَهْيَ حَبيبةٌ

إلى الشَّرْبِ ما يَنفي الحُبابُ من السّمِّ

تَسورُ إليهِ الرّاحُ ثمّ تَهابُهُ

كأنَّ الحُمَيّا لوْعةٌ في ابنَةِ الكَرْمِ

دعَا حَلَباً أُختَ الغَرِيّينِ مَصرَعٌ

بِسيفِ قُوَيْقٍ للمَكارِمِ والحزمِ

أبي السّبعَةَ الشُّهْبِ التي قيلَ إِنّها

مُنَفِّذَةُ الأقدارِ في العُرْبِ والعُجْمِ

فإنْ كُنْتُ مَا سَمّيْتُهُم فنَباهةٌ

كَفَتْنيَ فيهِمْ أَنْ أُعَرِّفَهم باسْمِ

فَيا مَعْشَرَ البِيضِ اليَمانيَةِ اسألي

بَنيهِ طَعاماً إنْ سَغِبتِ إلى اللّحمِ

فكُلُّ وَليدٍ منهُمُ ومُجَرَّبٍ

لنا خَلَفٌ من ذلكَ السيّدِ الصَّتْمِ

مَغافِرُهُمْ تِيجانُهُمْ وحُبَاهُمُ

حَمائِلُهُم وَالفَرْعُ يُنمى إلى الجِذْمِ

مَناجيدُ لَبّاسُونَ كُلَّ مُفاضَةٍ

كأنّ غَديراً فاضَ منها عَلى الجِسْمِ

كأنّهُمُ فيها أُسُودُ خَفِيّةٍ

ولكن على أكتادِها حُلَلُ الرُّقْمِ

كُماةً إذا الأعرافُ كانتْ أعِنّةً

فمُغْنيهِمُ حُسْنُ الثّباتِ عنِ الحُزْمِ

يُطيلُونَ أرْواقَ الجِيادِ وطالما

ثَنَوْهُنَ عُضْباً غيرَ رُوقٍ ولا جُمِّ

إذا مَلأَتْهُنّ القَنَا جَبَرِيّةً

وغيْظاً فأوْقَعْنَ الحَفيظةَ باللُّجْمِ

وَرَفّتْنَ مَجْدولَ الشّكيمِ كأنّما

أشَرْنا إلى ذاوٍ من النّبْتِ بالأَزْمِ

فَوَارِسُ حرْبٍ يُصْبحُ المِسكُ مازِجاً

به الرّكْضُ نَقْعاً في أُنوفِهِم الشُّمِّ

فهذا وقد كانَ الشّريفُ أبوهُمُ

أميرَ المَعاني فارِسَ النّثْرِ والنّظْمِ

إذا قيلَ نُسْكٌ فالخَليلُ بنُ آزَرٍ

وإن قيل فَهْمٌ فالخليلُ أخو الفَهْمِ

أقامتْ بُيوتُ الشِّعرِ تُحكِمُ بعدهُ

بِناءَ المَراثي وَهْيَ صُورٌ إلى الهَدْمِ

نَعَيْناهُ حتى للغَزالَةِ والسُّهَى

فكُلُّ تَمَنّى لَوْ فَداهُ مِنَ الحَتْمِ

وما كُلْفَةُ البَدْرِ المُنيرِ قديمَةً

ولكِنّها في وَجْهِهِ أثَرُ اللَّدْمِ

فَيا مُزْمِعَ التّوْديعِ إنْ تُمسِ نائياً

فإنّكَ دانٍ في التّخَيّلِ والوَهمِ

كأنّكَ لم تُجْرِرْ قَناةً ولم تُجِرْ

فَتاةً ولم تُجْبِرْ أميراً على حُكْمِ

ووجْهُكَ لم يُسْفِرْ ونارُك لم تُنِرْ

ورُمحُكَ لم يَعتِرْ وكَفُّكَ لم تَهْمِ

تَقَرّبَ جبريلٌ بُروحِكَ صاعِداً

إلى العرشِ يُهديها لجَدّك والأُمِّ

فدُونَكَ مَختُومَ الرّحيقِ فإنّما

لِتَشرَبَ منهُ كان يُحفظُ بالخَتْمِ

ولا تَنْسَني في الحَشرِ والحوضِ حوْله

عصائبُ شتّى بينَ غَرٍّ إلى بُهْمِ

لَعَلّكَ في يوْمِ القيامة ذاكري

فتَسألَ رَبّي أنْ يُخَفّفَ من إثْمي

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:15 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


نَقمتُ الرّضَى حتى على ضاحكِ المُزْنِ

فلا جادَني إلا عَبوسٌ منَ الدَّجنِ

فَلَيتَ فَمي إن شامَ سِنّي تبَسُّمي

فمُ الطّعنةِ النّجْلاءِ تَدْمى بلا سِنِّ

كأنّ ثَناياهُ أوَانِسُ يُبْتَغَى

لها حُسنُ ذِكْرٍ بالصّيانةِ والسّجنِ

أبي حَكَمَتْ فيهِ اللّيالي ولم تَزَلْ

رِماحُ المَنايا قادِراتٍ على الطّعنِ

مضَى طاهر الجثمان والنّفس والكرَى

وسُهدِ المنى والجَيبِ والذيلِ والرُّدنِ

فيا لَيتَ شِعري هل يَخِفّ وَقارُهُ

إذا صَارَ أُحْدٌ في القِيامَةِ كالعِهْنِ

وهلْ يرِدُ الحوْضَ الرّويَّ مُبادِراً

معَ النّاسِ أمْ يأبَى الزّحامَ فَيَستأني

حِجىً زادَهُ من جُرْأةٍ وسَماحةِ

وبعضُ الحجى داعٍ إلى البخلِ والجُبنِ

على أُمّ دَفْرٍ غَضْبَةُ اللّهِ انّها

لأجْدَرُ أُنْثَى أنْ تَخونَ وأن تُخني

كَعابٌ دُجاها فَرْعُها ونَهارُها

مُحيّاً لها قامتْ له الشمسُ بالحُسنِ

رآها سليلُ الطّينِ والشّيبُ شامِلٌ

لها بالثّرَيّا والسّماكَينِ والوَزْنِ

زمانَ تَوَلّتْ وأدَ حَوّاءَ بِنتِها

وكم وأدَتْ في إثْرِ حَوّاء مِن قَرْنِ

كأنّ بنيها يُولَدونَ وما لهَا

حليلٌ فتخشَى العارَ إن سَمحتْ بابْنِ

جَهِلْنا فلم نَعلمْ على الحِرْص ما الذي

يُرادُ بنا والعِلْمُ للّهِ ذي المَنِّ

إذا غُيّبَ المَرْءُ استَسَر حَديثُهُ

ولم تُخْبِرِ الأفكارُ عَنْهُ بما يُغْني

تَضِلّ العُقولُ الهِبْرِزِيّاتُ رُشْدَها

ولم يَسلَمِ الرّأيُ القويُّ من الأفْنِ

وقد كانَ أربابُ الفَصاحَةِ كُلّما

رأوا حَسَناً عَدّوهُ من صَنعةِ الجنِّ

وما قارَنتْ شخصاً من الخلقِ ساعةً

منَ الدّهرِ إلا وَهيَ أَفْتَكُ من قِرْنِ

وَجَدْنا أذى الدّنيا لَذيذاً كأنّما

جَنى النّحلِ أصنافُ الشّقاء الذي نجني

فما رَغبتْ في الموْتِ كُدرٌ مَسيرُها

إلى الوِرْدِ خِمسٌ ثم يَشرَبنَ من أَجنِ

يُصادِفنَ صَقراً كلَّ يوْم وَلَيْلَةٍ

وَيَلْقَيْن شَرّاً مِن مَخالبِهِ الحُجنِ

ولا قَلِقاتُ اللّيلِ باتَت كأنّها

من الأينِ والإدلاجِ بعضُ القنا اللُّدنِ

ضَرَبْنَ مَليعاً بالسّنابكِ أرْبَعاً

إلى الماء لا يَقدِرْنَ منهُ على مَعْنِ

وخوْفُ الرّدى آوَى إلى الكَهفِ أهلَهُ

وكَلّفَ نوحاً وابنَهُ عَمَلَ السّفنِ

وما استَعذَبَتهُ روحُ موسى وآدَمٍ

وقد وُعِدا من بعدِه جَنَّتَيْ عَدْنِ

أمَوْلى القَوافي كم أراكَ انْقِيادُها

لك الفُصَحَاءَ العُرْبَ كالعَجم اللُّكنِ

هَنيئاً لكَ البيتُ الجَديدُ مُوَسِّداً

يَمينَكَ فيهِ بالسّعادةِ واليُمْنِ

مُجاوِرَ سَكْنٍ في دِيارٍ بَعيدَةٍ

من الحيّ سَقياً للدّيار وللسَّكنِ

طَلَبتُ يَقيناً مِنْ جُهَيْنَةَ عنهُمُ

ولن تخبريني يا جُهينَ سوَى الظّنِّ

فإنْ تَعْهَديني لا أزالُ مُسائِلاً

فإنّيَ لم أُعْطَ الصّحيحَ فأستَغني

وإنْ لم يَكُنْ للفَضْلِ ثَمّ مَزِيّةٌ

على النّقص فالوَيلُ الطويلُ من الغَبنِ

أمُرّ بِرَبْعٍ كُنْتَ فيهِ كأنّمَا

أمُرّ منَ الإكرامِ بالحِجرِ والرُّكْنِ

وإجْلالُ مَغْناكَ اجتِهادُ مُقَصِّرٍ

إذا السّيفُ أوْدى فالعفاءُ على الجَفْنِ

لقد مَسَخَتْ قلبي وفاتُكَ طائراً

فأقْسَمَ أنْ لا يَسْتَقِرّ على وَكْنِ

يُقْضّي بَقايا عَيْشِهِ وجَناحُهُ

حَثيثُ الدّواعي في الإقامةِ والظّعنِ

كأنّ دُعاء الموتِ باسْمِكَ نَكْزَةٌ

فَرَتْ جَسَدي والسّمُّ يُنفثُ في أُذني

تَئنّ ونَصْبي في أنينِكَ واجِبٌ

كما وَجَبَ النّصْبُ اعترافاً على إنِّ

ضَعُفْتَ عن الإصْباحِ واللّيلُ ذاهبٌ

كما فَنيَ المِصْباحُ في آخرِ الوَهْنِ

وما أكثرَ المُثني علَيكَ ديانَةً

لو أنَّ حِماماً كانَ يَثنيهِ مَن يُثني

يوافيكَ من ربّ العُلى الصّدقُ بالرّضَى

بَشيراً وتلقاكَ الأمانَةُ بالأمْنِ

ويَسكْني شهيدُ المَرْءِ غيرِكَ هَيْبَةً

وبُقْيا وإنْ يُسألْ شهيدُكَ لا يكني

يُصَرِّحْ بقَوْلٍ دونَهُ المِسكُ نَفحةً

وفِعْلٍ كأمْواهِ الجِنانِ بِلا أَسْنِ

يَدٌ يَدَتِ الحُسْنى وأنفاسُ رَبّها

تُقىً ولسانٌ ما تحرّكَ باللَّسْنِ

فليتَكَ في جَفني مُوارىً نَزاهَةً

بِتِلْكَ السّجايا عن حَشايَ وعن ضِبني

ولو حَفَرُوا في دُرّةٍ ما رَضِيتُها

لجِسْمِكَ إبْقاءً عَلَيْهِ منَ الدّفنِ

ولو أوْدَعُوكَ الجوّ خِفْنا مَصيفَهُ

ومَشتاهُ وازدادَ الضّنينُ منَ الضّنِّ

فيا قبرُ واهٍ مِنْ تُرابكَ لَيّناً

علَيهِ وآهٍ مِنْ جنادِلِكَ الخُشنِ

لأُطبِقتَ إطباقَ المَحارَةِ فاحتَفِظْ

بلؤلؤةِ المَجْدِ الحَقيقَةِ بالخزْنِ

فهلِ أنتَ إن ناديتُ رَمسكَ سامِعٌ

نداءَ ابنِكَ المَفجوعِ بل عبدِكَ القِنِّ

سأبكي إذا غنّى ابنُ وَرْقاءَ بَهجةً

وإن كانَ ما يَعنيهِ ضِدَّ الذي أعْني

ونادِبَةٌ في مِسْمَعي كُلُّ قَيْنَةٍ

تُغَرَدُ باللّحْنِ البَرِيّ عن اللّحنِ

وأحمِلُ فيكَ الحُزْنَ حَيّاً فإن أمُتْ

وألقَكَ لم أسلُكْ طرِيقاً إلى الحُزْنِ

وبَعدَكَ لا يَهوى الفُؤادُ مَسَرّةً

وإن خانَ في وَصْلِ السّرورِ فلا يَهني

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:16 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي

نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ

وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي

سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ

أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ

نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ

صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ

بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال

أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ

دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ

سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً

لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً

ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ

وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ

في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ

فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا

مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بلادِ

كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ

وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ

تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْ

جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ

إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا

فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ

خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ

أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفادِ

إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما

لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَادِ

ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ ال

جِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ

أبَناتِ الهَديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ

نَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ

إيه للّهِ دَرّكُنّ فأنْتُنّ اللْ

لَوَاتي تُحْسِنّ حِفْظَ الوِدادِ

ما نَسيتُنّ هالِكاً في الأوانِ ال

خَالِ أوْدَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ

بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُنْ

نَ وأطْواقُكُنّ في الأجْيَادِ

فَتَسَلّبْنَ وَاسْتَعِرْنَ جَميعاً

منْ قَميصِ الدّجَى ثيابَ حِدادِ

ثُمّ غَرِّدْنَ في المَآتِمِ وانْدُبْ

نَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ

قَصَدَ الدهر من أبي حَمزَةَ الأوْ

وَابِ مَوْلى حِجىً وخِدن اقتصادِ

وفَقيهاً أفكارُهُ شِدْنَ للنّعْ

مانِ ما لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ

فالعِراقيُّ بَعْدَهُ للحِجازِىْ

يِ قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ

وخَطيباً لو قامَ بَينَ وُحُوشٍ

عَلّمَ الضّارِياتِ بِرَّ النِّقَادِ

رَاوِياً للحَديثِ لم يُحْوِجِ المَعْ

رُوفَ مِنْ صِدْقِهِ إلى الأسْنادِ

أَنْفَقَ العُمرَ ناسِكاً يَطْلُبُ العِلْ

مَ بكَشْفٍ عَن أصْلِهِ وانْتِقادِ

مُستَقي الكَفّ مِنْ قَليبِ زُجاجٍ

بِغُرُوبِ اليَرَاعِ ماءَ مِدادِ

ذا بَنَانٍ لا تَلْمُسُ الذّهَبَ الأحْ

مَرَ زُهْداً في العَسجَدِ المُستَفادِ

وَدِّعا أيّها الحَفيّانِ ذاكَ الشْ

شَخْصَ إنّ الوَداعَ أيسَرُ زَادِ

واغْسِلاهُ بالدّمعِ إنْ كانَ طُهْراً

وادْفِناهُ بَيْنَ الحَشَى والفُؤادِ

واحْبُوَاهُ الأكْفانَ مِنْ وَرَقِ المُصْ

حَفِ كِبْراً عن أنْفَسِ الأبْرادِ

واتْلُوَا النّعْشَ بالقِراءَةِ والتّسْ

بِيحِ لا بالنّحيبِ والتّعْدادِ

أسَفٌ غَيْرُ نافِعٍ وَاجْتِهادٌ

لا يُؤدّي إلى غَنَاءِ اجْتِهادِ

طالَما أخْرَجَ الحَزينُ جَوَى الحُزْ

نِ إلى غَيْرِ لائِقٍ بالسَّدادِ

مِثْلَ ما فاتَتِ الصّلاةُ سُلَيْما

نَ فَأنْحَى على رِقابِ الجِيادِ

وهوَ مَنْ سُخّرَتْ لهُ الإنْسُ والجِنْ

نُ بما صَحّ من شَهادَةِ صَادِ

خافَ غَدْرَ الأنامِ فاستَوْدَعَ الرّي

حَ سَليلاً تَغْذُوهُ دَرَّ العِهَادِ

وَتَوَخّى لَهُ النّجاةَ وَقَدْ أيْ

قَنَ أنّ الحِمَامَ بالمِرْصادِ

فَرَمَتْهُ بهِ على جانِبِ الكُرْ

سِيّ أُمُّ اللُّهَيْمِ أُخْتُ النّآدِ

كيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي

يا جَديراً منّي بحُسْنِ افتِقادِ

قد أقَرّ الطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ

وتَقَضّى تَرَدّدُ العُوّادِ

وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْ

دُ بأنْ لا مَعادَ حتى المعادِ

هَجَدَ السّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْ

ريضِ وَيحٌ لأعْيُنِ الهُجّادِ

أنتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُو

رينَ مِنْ عَيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ

لا يُغَيّرْكُمُ الصّعيدُ وكونوا

فيهِ مثلَ السّيوفِ في الأغمادِ

فَعَزيزٌ عَليّ خَلْطُ اللّيالي

رِمَّ أقدامِكُمْ بِرِمّ الهَوَادي

كُنتَ خِلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ ال

بَينَ وَافَقْتَ رأيَهُ في المُرادِ

ورأيتَ الوَفاءَ للصّاحِبِ الأوْ

وَلِ مِنْ شيمَةِ الكَريمِ الجَوادِ

وَخَلَعْتَ الشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْ

تَكَ أَبْلَيْتَهُ مَعَ الأنْدادِ

فاذْهَبا خير ذاهبَينِ حقيقَيْ

نِ بِسُقْيا رَوائِحٍ وَغَوَادِ

ومَراثٍ لَوْ أنّهُنّ دُمُوعٌ

لمَحَوْنَ السّطُورَ في الإنْشادِ

زُحَلٌ أشرَفُ الكَواكبِ داراً

مِنْ لِقاءِ الرّدَى على ميعادِ

ولِنارِ المِرّيخِ مِن حَدَثانِ الدّهْ

رِ مُطْفٍ وَإنْ عَلَتْ في اتّقادِ

وَالثَرَيّا رَهينَةٌ بِافْتِراقِ الشْ

شَمْلِ حَتّى تُعَدّ في الأفرادِ

فليَكُنْ لِلْمُحَسَّنِ الأجَلُ المَمْ

دودُ رغماً لآنُفِ الحُسّادِ

وَلْيَطِبْ عَنْ أخيهِ نَفساً وأبْنا

ء أخيهِ جَرائحِ الأكبادِ

وإذا البَحْرُ غاضَ عنّي ولم أرْ

وَ فلا رِيّ بادّخارِ الثِّمادِ

كُلُّ بَيْتٍ للْهَدْمِ ما تَبْتَني الوَرْ

قاءُ والسّيّدُ الرّفيعُ العِمادِ

والفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السْ

سَدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ

بانَ أمْرُ الإلَهِ واختَلَفَ النّا

سُ فَداعٍ إلى ضَلالٍ وَهَادِ

والّذي حارَتِ البَرِيّةُ فِيهِ

حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمادِ

واللّبيبُ اللّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْترْ

رُ بِكُوْنٍ مَصيرُهُ للفَسادِ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:16 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ

تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ

تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها

وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ

إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل

فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ

خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا

وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:17 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />




تَوَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي

أَقولُ إِذا نَأَيتِ وَلا تَعالي

وَإِمّا كُنتِ يا نُوَبي وَلاءً

فَإِنّي لا أُحاذِرُ أَن تُوالي

تَعالى القَومُ في طَلَبِ المَعالي

فَيا قَمَراً بِذي كَلَإٍ تَعالى

وَلَو أوتيتُ في الأَيّامِ لُبّاً

تَقارَضَتِ الوِدادَ وَلَم تُقالي

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:17 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


أَلَيسَ أَبوكُم آدَم إِن عُزيتُمُ

يَكونُ سَليلاً لِلتُرابِ إِذا عُزي

يُوَدُّ الفَتى لَو عاشَ آخِرَ دَهرِهِ

سَليماً مُؤَتّى لا أُميتَ وَلا رُزي

أَنامٌ لَعَمري لَيسَ فيهِ مُوَفَّقٌ

لِرُشدٍ وَلا يَحظى بِخَيرٍ إِذا جُزي

وَبازٍ يُغادي الطَيرَ مُهتَضِماً لَها

فَهَل يَرتَجي النَصفَ الضَعيفُ إِذا بُزي

وَجَدتُ سَفيهَ القَومِ مِن سوءِ رَأيِهِ

إِذا قيلَ خَف مِن قادِرٍ فَوقَنا هَزي

وَرَدنا إِلى الدُنيا بِإِذنٍ مَليكِنا

لِمَغزىً وَلَسنا عالِمينَ بِما غُزي

ذَوُ النُسكِ خَيرُ الناسِ في كُلِّ مَوطِنٍ

وَزِيُّهُم بَينَ المَعاشِرِ خَيرُ زي

وَهَل يَنفَعُ الوَشيُ السَحيبُ مُضَلَّلاً

وَإِن ذُكِرَت في القَومِ شيمَتُهُ خُزي

وَمِن عَجبٍ دَعواكَ عِلماً وَحِكمَةً

وَعِلمُكَ شَيءٌ قيلَ بِالظَنِّ أَو حُزي

وَجِئتَ بِنَمِيٍّ إِلى مُتَعَصِّبٍ

فَناداكَ دينارٌ بِكَفِّكَ هِبرِزي

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:17 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


أَلَم تَرَ أَنَّني حَيٌّ كَمَيتٍ

أُداري الوَقتَ أَو مَيتٌ كَحَيِّ

أُحاذِرُ عالَمي وَأَخافُ مِنّي

وَأَلحى الناسَ بَلَهَ بَني لُحَيِّ

وَهُم لي مِثلُ ما كانَت قَديماً

لِقَيسِ بنِ الخَطيمِ بَنو دُحَيِّ

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:18 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


مَجوسيَّةٌ وَحَنيفيَّةٌ

وَنَصرانَةٌ وَيَهوديَّه

نُفوسٌ تَخالَفُ أَديانُها

وَلَيسَت مِنَ المَوتِ بِمَفديَّه

تُراقِبُ مُهدِياً أَن يَقومَ

فَتُلفى إِلى الحَقِّ مَهدِيَّه

فَيا سَعدُ كَم خَرَجَت ظَبيَةٌ

تَرودُ بِخَضراءَ سَعدِيَّه

فَتُضحي مِنَ المَردِ مَردِيَّةً

وَتُمسي مِنَ الرَدى مَردِيَّه

لَقَد كانَ أَبدى إِلَيها الزَما

نُ ثُمَّ هِيَ الآنَ مَبدِيَّه

وَيا هِندُ ما عَصَمَت أَهلَها

قَواضِبُ في الضَربِ هِندِيَّه

وَلا وَردُ غابٍ لَهُ حُلَّةٌ

مِنَ الدَمِ في الغيلِ وَردِيَّه

تَشَبَّهَ بَعضٌ بِبَعضٍ فَما

تَزالُ الشَمائِلُ فَردِيَّه

قَدِ اِمتَزَجَ العالَمُ الآدَمِيُّ

فَغورِيَّةٌ مَعَ نَجدِيَّه

وَأُمُ النُمَيرِيِّ تُركِيَّةٌ

وَأُمُّ العُقَيلِيِّ صُغدِيَّه

وَزَوجُ الكِلابِيَّةِ الكاسِكِيُّ

وَعِرسُ الكِلابِيِّ كُردِيَّه

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:18 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


لَيسَ يَبقى الضَربُ الطَويلُ عَلى الدَهرِ

وَلا ذو العَبالَةِ الدَرحايَه

يا أَبا القاسِمِ الوَزيرَ تَرَحَّلتَ

وَخَلَّفتَني ثِفالَ رَحايَه

وَتَرَكتَ الكُتبَ الثَمينَةَ لِلنا

سِ وَما رُحتَ عَنهُم بِسَحايَه

لَيتَني كُنتُ قَبلَ أَن تَشرَبَ المَو

تَ أَصيلاً شُرَّبتُهُ بِضُحايَه

إِن نَحَتكَ المَنونُ قَبلي فَإِنّي

مُنتَحاها وَإِنَّها مُنتَحايَه

أُمُّ دَفرٍ تَقولُ بَعدَكَ لِلذا

ئِقِ لا تَعمَ لي فَأَينَ فَحايَه

إِن يَخُطَّ الذَنبَ اليَسيرَ حَفيظا

كَ فَكَم مِن فَضيلَةٍ مَحّايَه

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:18 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


إِرمِنا يا ظَلامُ في كُلِّ فَجٍّ

فَالمُنى لَم تَزَل تَجُرُّ المَنايا

وَحَنى بائِسٌ عَلى القُربِ جيداً

لِوَداعٍ وَالعَيسُ مِثلُ الحَنايا

وَدُنّا يَعَذولُ أَنّا سَلِمنا

مِن هَوانا وَلَم نُدانِ الدَنايا

إِنَّ جَهلاً سَلمي لِآل سُلَيمى

وَثَنائي عَلى عِذابِ الثَنايا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:18 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


نَحنُ شِئنا فَلَم يَكُن ما أَرَدنا

وَتَمَّت لِلَّهِ فينا المَشيَّه

وَثُرَيّا النُجومِ تَلقى حِماماً

كَالثُرَيّا في رَهطِها القِرشِيَه

قَد طَرِبنا إِلى المَهاري تَبارى

بِالأَصاحيبِ غَدوَةً وَعَشِيَّه

مَلَأَتها البَياضَ سُحمٌ مِنَ الدُجنِ

وَبُهمى غَضيضَةٌ حَبَشِيَّه

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:22 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


ما بالُها ناوِيَةً شُقَّةً

تودي بِشَخصِ الناقَةِ الناوِيَه

لَم تَأوِ لِلعيسِ وَلا بُّدَّ مِن

قَبرٍ إِلَيهِ أَوَت الآوِيَه

وَتَقدَمُ الأَرضَ نُفوسٌ أَتَت

مَخلوقَةً مِن أَنفُسٍ تاوِيَه

وَالدَهرُ كَالحَيّوتِ في

إِهلاكِهِ ما حَوَتِ الحاوِيَه

إِن تَعمَرِ الدُنيا فَلا بُدَّ مِن

يَومِ رَدىً يَترُكُها خاوِيَه

فَاِهرُب مِنَ الإِنسِ إِلى الوَحشِ كَي

تَسكُنَ في الدَوِيَّةِ الداوِيَه

إِن يَسمَعوا شَرّاً تَوافَوا لَهُ

حِفظاً وَمِثلُ الشاعِرِ الراوِيَه

ما أَنفَعَ السَيفَ لِمَن شامَهُ

أَخضَرَ ما رَوَّضَتهُ ذاوِيَه

ذُبابُهُ إِن يَشدُ يَحدُث لَهُ

جِدٌّ يُوازي لَعِبَ الغاوِيَه

يَقتَسِرُ الدُنيا لِأَخلافِهِ

مُحتَلِباً أَخلافَها الصاوِيَه

أَلوى نَباتُ الأَرضِ وَهوَ الَّذي

لَم يُلوِ بَل أَلوَت بِهِ اللاوِيَه

هاوِيَةٌ نَفسُكَ ما ساءَها

فَلتَخشَ أَن تُلقى إِلى الهاوِيَه

مَنِ اِتَّقى اللَهَ فَأُسدُ الشَرى

لَدَيهِ مِثلُ الأَكلُبِ العاوِيَه

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:22 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />
أَصبَحتُ أَلحى خَلَّتَيّا

هاتيكَ أُبغِضُها وَتَيّا

وَدُعيتُ شَيخاً بَعدَ ما

سُمّيتُ في زَمَنٍ فُتَيّا

وَكَفَيتُ صَحبِيَ إِلَّتَيّا

بَعدَ اللُتَيّا وَاللُتَيّا

سَقياً لِأَيّامِ الشَبابِ

وَما حَسَرتُ مُطيَتَيّا

أَيّامَ آمُلُ أَن أَمُسَّ

الفَرقَدَينِ بِراحَتَيّا

وَأَفيضُ إِحساني عَلى

جارَيَّ ثَمَّ وَجارَتَيّا

فَالآنَ تَعجِزُ هِمَّتي

عَمّا يُنالُ بِخُطوَتَيّا

أَوصى اِبنَتَيهِ لَبيدٌ ال

ماضي وَلا أوصي اِبنَتَيّا

لَستُ المُفاخِرَ في الرِجا

لِ بِعَمَّتَيَّ وَخالَتَيّا

لَكِن أُقِرُّ بِأَنَّني

ضَرعٌ أُمارِسُ دارَتَيّا

وَاللَهُ يَرحَمُني إِذا

أودِعتُ أَضيَقَ ساحَتَيّا

لا تَجعَلَن حالي إِذا

غُيِّبتُ أَيأَسَ حالَتَيّا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:23 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


كُلُّ اِمرُؤٍ يُضحي مَرِيّا

وَالدَهرُ لا يُبقي سَريّا

فَتَرَوَّ مِن هَذي الحَيا

ةِ لِكَي تَموتَ النَفسُ رَيّا

ما لِلثُرَيّا قيمَةٌ

عِندَ الَّذي خَلَقَ الثُرَيّا

صارَ الأَميرُ أَبا مَريّ

ثُمَّ أَورَثَها مُرَيّا

وَالحَيُّ لِلنَكباتِ يَس

تَقري وَيَرجِعُ لِلقَرِيّا

ما عَريتُ مِمّا يَخا

فُ عَمايَتانِ وَلا عُرِيّا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:23 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />




وَفَرتُ العارِضَينِ وَلَم يُعارِض

مَشيبي إِذ تَناثَرَ مَلقَطايا

وَإِنَّ البيضَ مِثلَ السودِ عِندي

فَكَيفَ يَخُصُّ تِلكَ مُسَلَّطايا

مَطايَ عَلَيهِ لِلأَيّامِ عِبءٌ

كَأَنّي لِلأَذاةِ مِنَ المَطايا

مَحَلّي إِن جَلاني عَنكَ خَطبٌ

فَمِن خَطَأي تُراحُ وَمِن خَطايا

وَما شَعرٌ بِرَأسِكَ في عِدادٍ

بِأَكثَرَ مِن ذُنوبِكَ وَالخَطايا

عَطايا الناسِ مُمسَكَةٌ فَحاوِل

ثَوابَ مَليكِنا الجَزلِ العَطايا

كُفيتُكَ أَن تُرابَ الدَهرَ مِنّي

وَلَم تَكفُف بُزاتَكَ عَن قَطايا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:23 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


تَرومُ شِفاءَ ما الأَقوامُ فيهِ

رُوَيدَكَ إِنَّ داءَ القَومِ أَعيا

فَحاذِر عَقرَباً غَشِيَتكَ لَسباً

وَأُمَّ أَراقِمٍ وافَتكَ سَعيا

وَأَلقَت هَذِهِ الأَيّامُ عِلماً

إِلَيكَ فَلَم تُصادِفُ مِنكَ وَعيا

وَدينُكَ ما عَلَيَّ الحُكمُ فيهِ

فَأَبغِيَ لِلَّذي أَخفَيتَ بَغيا

إِذا الإِنسانُ كَفَّ الشَرَّ عَنّي

فَسُقياً في الحَياةِ لَهُ وَرَعيا

وَيَدرُسُ إِن أَرادَ كِتابَ موسى

وَيُضمِرُ إِن أَحَبَّ وَلاءَ شَعيا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:23 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />




لَقَد أَمِنَتني الأَدماءُ أَضحَت

تُراعي في مَراتِعِها طُلَيّا

بَعُدتُ مِنَ الأَصادِقِ وَالأَعادي

فَما أَنا مِن أُلاكَ وَلا أَلَيّا

دَعا لي بِالحَياةِ أَخو وِدادٍ

رُوَيدَكَ إِنَّما تَدعو عَلَيّا

وَما كانَ البَقاءُ لِيَ اِختِياراً

لَوَ اِنَّ الأَمرَ مَردودٌ إِلَيّا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:24 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


قَد خَفَّ جِرمي وَصارَ جُرمي

أَثقَلَ مِن هَضبَةٍ عَلَيّا

نَفسي أَولى بِما عَناها

مِن هَؤُلاءِ وَهَؤُلَيّا

لَولا تَقَضّي الشَبابِ عَنّي

عَصَيتُ في الغَيِّ عاذِلِيّا

فَهَل تَراني أَكونُ بَرّاً

لَو رُدَّ عَصرُ الصِبا إِلَيّا

إِيّاكَ وَالخَودَ أَن تُخَلّى

مُلبِسَةً جيدَها حُلِيّا

كَأَنَّها ظَبيَةٌ خَذولٌ

مُرضِعَةٌ بِالضُحى طُلَيّا

يا هِندُ كوني مَعَ الهَوافي

وَجانِبي الخَفضَ يا عُلَيّا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:24 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


ساءَ بَريّاً مِنَ البَرايا

مَن لَبِسَ الدينَ سابِرِيّا

إِن كَسَّرَتني يَدُ المَنايا

فَما الأَطِبّاءُ جابِرِيّا

أَمَرتَ بِالغَدرِ أُمَّ دَفرِ

وَلَم أُطِع فيكَ آمِرِيّا

عَبَرتُ في عَيشَةٍ مَضيقاً

فَليوسِعِ الحَفرَ قابِرِيّا

مَفازَةٌ ما الضَبابُ فيها

وَلا عَقيلٌ بِحافِرَيّا

ما أَحوَجَتني إِلى وُرودٍ

لَمّا سَقَتني الخُمارَ رِيّا

قَد خَبِرَ اللَهُ مِن ضَميري

ما لَم يَكُن عِندَ خابِرِيّا

وَلَم يُطِل سامِري حَديثي

بَل عِشتُ في الدَهرِ سامِرِيّا

لَو عَلِمَ العاذِلونَ سِرّي

لَأَصبَحَ القَومُ عاذِرِيّا

يا أُمَّتي اِتَّقوا شُروراً

مِنّي وَبيتوا مُحاذِرِيّا

قامِرَةٌ كُلَّنا اللَيالي

فَما أُبالي بِقامِرِيّا

وارَتنِيَ الأَرضُ فَاِهجُروني

لا يَرهَبِ العَتبَ هاجِرِيّا

هَل كَرِهَ القُربَ مِن عِظامي

أَعظُمُ قَومٍ مُجوِرِيّا

ما بَهَشوا بِالسَلامِ نَحوي

وَلا أَراهُم مُحاوِرِيّا

غَنيتُ عَن زائِرٍ مُلِمٍّ

فَليَشغَلِ الخَيرُ زائِرِيّا

أَزَيَّلَ المُلكَ آلُ كِسرى

وَصارَ بِالشامِ عامِرِيّا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:25 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />
لَعَمري لَقَد بِعنا القَناءَ نُفوسَنا

بِلا عِوَضٍ عِندَ البِياعِ وَلا ثِنيا

وَلَو بَينَ دُنيانا الدَنيَّةِ خُيِّرَت

وَبَينَ سِواها ماءَرادَت سِوى الدُنِّيا

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:25 PM
http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/39663434.15f/0_75c61_5f1d5bc9_L.jpg<br />


صَفَرِيٌّ مِن بَعدِه رَجَبِيُّ

فَاِنظُرَن أَينَ جادَ ذاكَ الحَبِيُّ

زَعَمَت أَنَّ نارَها ما خَبَت فا

رِسُ وَالدَهرُ فيهِ مَعناً خَبِيُّ

نامَ عَنّا رَبِيُّنا وَهَلاكُ ال

رَكبِ يُخشى إِن نامَ عَنهُ الرَبِيُّ

عَلِمَ الكائِناتِ في كُلِّ وَجهٍ

أَوَّلٌ عِندَهُ السِماكُ صَبِيُّ

خالِقُ النيرانِ ما يَتَغابى العَب

دُ لَكِنَّهُ ضَعيفٌ غَبِيُّ

أَيُّها الغِرُّ إِن خُصِصتَ بِعَقلٍ

فَاِسأَلنَهُ فَكُلُّ عَقلٍ نَبِيُّ

حَلَبوا دُرَّةَ الكُؤوسِ وَأَلغَوا

ما رَواهُ الكَرَخِيُّ وَالحَلَبِيُّ

وَشَرابي ماءٌ قَراحٌ وَحَسبي

لا يَهنَأُ شَرابُكَ العِنَبِيُّ

وَكَفاني مِمّا يُعَبُّ لُجَينِي

يٌ إِذا عُبَّ صِرفُكَ الذَهَبِيُّ

فَتَنَتكَ السَبِيَّتانِ فَبَيضا

ءُ وَحَمراءُ مِن كُرومِ سَبِيُّ

جُلِبَت هَذِهِ بِسُمرٍ وَهاتي

كَ بِصُفرٍ لَها أَبٌ لَهَبِيُّ

قَدَرٌ غالِبٌ وَأَمرٌ قَديمٌ

يَتَضاهى ذَليلُهُ وَالأَبِيُّ

وَاِختِلافٌ مِن عُنصُرٍ ذي اِتِّفاقٍ

وَتَساوى الزَنجِيُّ وَالعَرَبِيُّ

غَرَّكُم بِالخِلافِ أَصفَرُ قَيسٍ

بِرهَةً ثُمَّ أَصفَرٌ ثَعلَبِيُّ

نهيان
06-27-2019, 07:37 PM
الامبراطوره
حلوة المبسم

اشكرك على جهدك الجبار
باثراء المنتدى بكل ماهو راقي
موسوعه متميزه
يعطيك العافيه ياغاليه
لاتبخلي بكل ماهو جديد
ولاتجعلينا نطيل الانتظار
دمتي بسعاده لاتفارقك ماحييتي


اعجابي+نجووم+تقييم+يرفع للتنبيهات
تضاف 200مشاركه

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:42 PM
لا زلت معكم انتظروني
تحياتي وشكري لكل من يتابع

عطر الزنبق
06-27-2019, 07:44 PM
شكرا أستاذي واخي الغالي نهيان
تشريفك موسوعاتي أسعدني جدا
لا زالت الرحلة طويييلة مع الادباء والشعراء
اتمنى أن ينال الموضوع استحسانكم واعجابكم
اجمل التحايا والحب الكبير

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:36 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif




أَرادوا الشَرَّ وَاِنتَظَروا إِماماً

يَقومُ بِطَيِّ مانَشَرَ النَبِيُّ

فَإِن يَكُ ما يُؤَمِّلُهُ رِجالٌ

فَقَد يُبدي لَكَ العَجَبَ الخَبِيُّ

إِذا أَهلُ الدِيانَةِ لَم يُصَلوا

فَكُلُّ هُدىً لِمَذهَبِهِم أَبِيُّ

وَجَدتُ الشَرعَ تُخلِقُهُ اللَيالي

كَما خُلِقَ الرِداءُ الشَرعَبِيُّ

هِيَ العاداتُ يَجري الشَيخُ مِنها

عَلى شِيَمٍ يُعَوِّدُها الصَبِيُّ

وَما عِندي بِما لَم يَأتِ عِلمٌ

وَقَد أَلوى بِأُنمُلِهِ الرَبِيُّ

مَضى مَلِكٌ لِيَخلُفَ بَعدُ مَلكٌ

حَبِيٌّ زالَ ثُمَّ نَمى حَبِيُّ

وَقَد يَحمي الأَرانِبَ مِن أُسودٍ

ضَراغِمَةٍ جِراءٌ ثَعلَبِيُّ

وَأَشوى الحَقَّ رامَ مَشرِقِيٌّ

وَلَم يُرزَقهُ آخَرُ مَغرِبِيُّ

فَذا عَمرٌ يَقولُ وَذا عَلِيٌّ

كِلا الرَجُلَينِ في الدَعوى غَبِيُّ

وَخَيرٌ لِلفُؤادِ مِنَ التَغاضي

عَلى التَثريبِ نَصلٌ يَثرِبِيُّ

فَإِن يُلحِق بِكَ البَكرِيُّ غَدراً

فَلَم يَتَعَرَّ مِنهُ التَغلِبِيُّ

أَذيتَ مِنَ الَّذينَ تَعُدُّ أَهلاً

وَجَنبَكَ الأَذاةَ الأَجنَبِيُّ

وَسَكنُ الأَرضِ كُلُّهُم ذَميمٌ

صَريحُهُمُ المُهَذَّبُ وَالسَبِيُّ

فَإِن سُمّوا بِأَرقَمَ أَو بِلَيثٍ

فَذِئبِيٌّ أَتاكَ وَعَقرَبِيُّ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:37 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


تَدَيَّنَ مَغرِبيٌّ بِاِنتِحالٍ

وَعارَضَ بِالتَنَحُّلِ مَشرِقِيُّ

فَصَمتاً إِن أَرَدتُم أَو مَقالاً

فَما في هَذِهِ الدُنِّيا تَقِيُّ

نَقاءُ لِباسِنا فيها كَثيرٌ

وَلَيسَ لِأَهلِها عِرضٌ نَقِيُّ

وَإِن رُقِّيَ الفَتى رُتَبَ المعالي

فَمِثلُ هُبوطِهِ ذاكَ الرُقِيُّ

وَيَحسَبُ بَعضُنا أَن قد أَتاهُ

نَعيمٌ وَهوَ لَو يَدري شَقِيُّ

وَأَعوَزَنا بَياضُ العَيشِ فيها

وَلَم يُعوِز بَياضٌ مَفرِقِيُّ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:37 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif




تَسَوَّقوا بِالغِنا لِرَبِّهِمُ

وَأَظهَروا خَيفَةً لَهُ وَدَعوا

سَعوا لِدُنياهُم بِآخِرَةٍ

فَبِئسَ ما حاوَلوا غَداةَ سَعوا

وَخَلَّفوا العَقلَ مِن وَرائِهِم

وَاِستَودَعوا كُلَّ سَوأَةٍ فَرَعوا

وَلَم يَعوا ما يَقولُ واعِظُهُم

لَكِنَّ قَولَ المُخَرِّصينَ وَعَوا

مِثلُ تُيوسِ المَعيزِ نازِيَةً

وَلَم يُضاهوا الفُحولَ حينَ قَعوا

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:37 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


لَعُمرُكَ ما زَوجُ الفَتاةِ بِحازِم

إِذا ما النَدامى في مَحَلَّتِهِ غَنَّوا

أَتى بَيتَهُ بِالراحِ وَالشُربِ لاهِياً

فَإِمّا رَنوا نَحوَ الظَعينَةِ أَو زَنَّوا

رَآهُم عَلى ما يَكرَهُ الناسَ رَبُّهُم

وَعُذتُ بِهِ فيما تَمَنَّوا وَما مَنَّوا

وَدَدتُ بِعِلمِ اللَهِ أَنَّ صَحابَتي

عَلى كُلِّ حالٍ أَفرَدوني فَما ثَنّوا

إِذا كانَ سُكّانُ البِلادِ كَما هُمُ

فَلا تَحفَلَن إِن صَغَّروا اِسمِكَ أَو كَنّوا

يُنافِسُ في الدُنيا الخَسيسَةِ جاهِلٌ

رُوَيدُكَ يَذهَبُ عَنكَ عارِضُ هَذا النَو

يَسيرُ عَلى الأَرضِ الرَحيبَةِ أَهلُها

وَيُترَكُ ما شادوا هُناكَ وَما بَنّوا

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:37 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


كَأَنَّكَ بَعدَ خَمسينَ اِستَقَلَّت

لِمَولِدِكَ البِناءُ دَنا لِيَهوي

وَإِنَّكَ إِن تَزَوَّج بِنتَ عَشرٍ

لَأَخيبُ صَفقَةً مِن شَيخٍ مَهوِ

فَأَزمِع مِن بَني الدُنيا نِفاراً

فَإِنَّهُمُ لَفي لَعِبٍ وَلَهوِ

وَما أَنا يائِسٌ مِن أَمرِ رَبّي

عَلى ما كانَ من عَمدٍ وَسَهوِ

وَكَم مِن آكِلٍ رِزقاً هَنيئاً

وَباشَرَ غَيرُهُ عَنَتاً بِطَهوِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:38 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


العَقلُ يُوَضِحُ لِلنُس

كِ مِنهَجاً فَاِحذُ حَذوَه

وَلَيسَ يُظلَمُ قَلبٌ

وَفيهِ لِلُّبِّ جُذوَه

وَفاتَ رَكضُ المَنايا

رَكضَ القَضيبِ وَبَذوَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:38 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


الخَلقُ مِن أَربَعٍ مُجَمَّعَةٍ

نارٍ وَماءٍ وَتُربَةٍ وَهَوا

إِنَّ السُهى وَالسِماكَ ما غَفَلا

عَن ذِكرِ مَولاهُما وَلا سَهَوا

وَالنيرانِ المُواصِلانِ سَناً

إِن نَلهُ في أَرضِنا فَما لَهَوا

وَالشَمسُ وَالغَيثُ طاهِيانِ لَهُ

يُطعِمُ أَهلَ البِلادِ ما طَهَوا

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:38 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


لَنا خَفضُ المَحَلَّةِ وَالدَنايا

وَلِلَّهِ المَكارِمُ وَالعُلُوّ

إِذا كانَ الهَوى في النَفسِ طَبعاً

فَلَيسَ بِغَيرِ ميتَتِها سُلُوّ

وَإِن أَهَلَت دِيارٌ مِن أُناسٍ

فَسَوفَ يَمَسُّها مِنهُم خُلُوُّ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:39 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


نُضَحي وَنُمسي كَبَني آدَمٍ

وَما عَلى الغَبراءِ إِلّا سَفيه

فَنَسأَلُ العالِمَ إِنقاذَنا

مِن عالَمِ السوءِ الَّذي نَحُن فيه

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:39 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif




لا تُهادِ القُضاةُ كَي تَظلِمَ الخَ

صمَ وَلا تَذكُرَنَّ ماتُهديهِ

إِنَّ مِن أَقبَحِ المَعايِبِ عاراً

أَن يَمُنَّ الفَتى بِما يُسديهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:39 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


لَن تَريهِ إِن كُنتِ لِما تَريهِ

ثابِتاً خاتِماهُ في خِنصِرَيهِ

لَم يَجِد عِندَ أَكبَرَيهِ سُموّاً

فَاِعتَزى فَضلُهُ إِلى أَصغَرَيهِ

ظَلَّ يَستَخبِرُ النُجومَ عَنِ الغَي

بِ فَجاءَ اليَقينُ مِن خَبَرَيهِ

قَد مَضَت عَنهُ الأَربَعونَ بِلا

حَمدٍ وَذاكَ الأَجَلُّ مِن عُمَرَيهِ

لَيسَ مِن خِلَّةِ الزَمانِ عَلى

شَيءٍ وَلَو باتَ ثالِثاً قَمَرَيهِ

قَد رَآهُ ما بَينَ مَوتٍ وَقتلٍ

هَل يَجوزُ النَجاءُ مِن قَدَرَيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:40 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif
بِخَيفَةِ اللَهِ تَعَبَّدتَنا

وَأَنتَ عَينُ الظالِمِ اللاهي

تَأمُرُنا بِالزَهدِ في هَذِهِ ال

دُنِّيا وَما هَمُّكَ إِلّا هي

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:40 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


عَنسِيَ في الدُنِّيا سِوى الراهي

طَلَّقتُها تَطليقَ إِكراهِ

وَالجَدُّ أَبراها لِمَن راضَها

فَاِنهَض إِلى عَنسكَ إِبراهِ

وَإِنَّما نَحنُ أَسارى بِها

وَسَوفَ تودي بِالأَساري هي

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:41 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


العَقلُ إِن يَضعُف يَكُن مَعَ

هَذِهِ الدُنِّيا كَعاشِقِ مومَسٍ تُغويهِ

أَو يَقوَ فَهِيَ لَهُ كَحُرَّةٍ عاقِلٍ

حَسناءَ يَهواها وَلا تُهويهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:41 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif




وَجَدتُ غَنائِمَ الإِسلامِ نَهباً

لِأَصحابِ المَعازِفِ وَالمَلاهي

وَكَيفَ يَصُحُّ إِجماعُ البَرايا

وَهُمُ لا يَجمَعونَ عَلى الإِلَهِ

تُنازِعُني إِلى الشَهواتِ نَفسي

فَلا أَنا مُنجَحٌ أَبَداً وَلا هي

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:41 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


وقال أيضاً:

البسيط

لا تَحلِفَنَّ عَلى صِدقٍ وَلا كِذبٍ

فَإِن أَبَيتَ فَعَدِّ الحَلفَ بِاللَهِ

فَقَد أَشَرتَ إِلى مَعنىً لَهُ نَبَأٌ

وافى العُقولَ بِإِعجازٍ وَإيلاهِ

يَخافُ كُلُّ رَشيدٍ مِن عُقوبَتِهِ

وَإِن تَلَفَّعَ ثَوبَ الغافِلِ اللاهي

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:42 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif




أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ

وَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ

لَقَيتَهُ بِجَلاءٍ عَن مَنازِلِهِ

وَلَيسَ يَحسُنُ هَذا مِن تَلَقّيهِ

أَلا تَفَكَّرتَ قَبلَ النَسلِ في زَمَنٍ

بِهِ حَلَلتَ فَتَدري أَينَ تُلقيهِ

تَرجو لَهُ مِن نَعيمِ الدَهرِ مُمتَنَعاً

وَما عَلِمتَ بِأَنَّ العَيشَ يُشقيهِ

شَكا الأَذى فَسَهِرتَ اللَيلَ وَاِبتَكَرَت

بِهِ الفَتاةُ إِلى شَمطاءَ تَرقيهِ

وَأُمُّهُ تَسأَلُ العَرّافَ قاضِيَةً

عَنهُ النُذورَ لَعَلَّ اللَهَ يُبقيهِ

وَأَنتَ أَرشَدُ مِنها حينَ تَحمِلُهُ

إِلى الطَبيبِ يُداويهِ وَيَسقيهِ

وَلَو رَقى الطِفلَ عيسى أَو أُعيدَ لَهُ

بُقراطُ ما كانَ مِن مَوتٍ يُوَقّيهِ

وَالحَيُّ في العُمرِ مِثلُ الغِرِّ يَرقَأَُ في

سورِ العِدى وَإِلى حَتفٍ تَرَقّيهِ

دَنَّستَ عِرضَكَ حَتّى ما تَرى دَنَساً

لَكِن قَميصُكَ لِلأَبصارِ تُنقيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:42 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً

وَفاءُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَوافيهِ

أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقالُ لَهُ

لَو أَنَّهُ كانَ أَو لَولا كَذا فيهِ

وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَت جِبِلَّتُهُ

جِبِلَّةَ الإِنسِ بَل كُلٌّ يُنافيهِ

وَلَو عَلِمناهُ سِرنا طالِبينَ لَهُ

لَعَلَّنا بِشِفا عَمرٍ نُوافيهِ

وَالدَهرُ يُفقِدُ يَوماً بِهِ كَدَرٌ

وَيَعوزُ الخِلَّ باديهِ كَخافيهِ

وَقَلَّما تُسعِفُ الدُنيا بِلا تَعَبٍ

وَالدُرُّ يُعدَمُ فَوقَ الماءِ طافيهِ

وَمَن أَطالَ خِلاجاً في مَوَدَّتِهِ

فَهَجرُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَلافيهِ

وَرُبَّ أَسلافِ قَومٍ شَأنُهُم خَلَفٌ

وَالشِعرُ يُؤتي كَثيراً مِن قَوافيهِ

نَعى الطَبيبُ إِلى مُضنىً حُشاشَتَهُ

مَهلاً طَبيبُ فَإِنَّ اللَهَ شافيهِ

عَجِبتُ لِلمالِكِ القِنطارَ مِن ذَهَبٍ

يَبغي الزِيادَةَ وَالقيراطُ كافيهِ

وَكَثرَةُ المالِ ساقَت لِلفَتى أَشَراً

كَالذَيلِ عَثَّرَ عِندَ المَشيِ ضافيهِ

لَقَد عَرَفتُكَ عَصراً موقِداً لَهَباً

مِنَ الشَبيبَةِ لَم تَنضَب أَنافيهِ

وَالشَيخُ يُحزِنُ مَن في الشَرخِ يَعهَدُهُ

كَأَنَّهُ الرَبعُ هاجَ الشَوقَ عافيهِ

وَمَسكَنُ الروحِ في الجُثمانِ أَسقَمَهُ

وَبَينُها عَنهُ سُقمٍ يُعافيهِ

وَما يُحِسُّ إِذا ما عادَ مُتَّصِلاً

بِالتُربِ تَسفيهِ في الهابي سَوافيهِ

فَما يُبالي أَديمٌ وَهيَ جانِبُهُ

وَلا يُراعُ إِذا حُدَّت أَشافيهِ

وَحَبَّذا الأَرضُ قَفراً لا يَحُلُّ بِها

ضِدٌّ تُعاديهِ أَو خِلمٌ تُصافيهِ

وَما حَمِدتُ كَبيراً في تَحَدَّ بِهِ

وَلا عَذَلتُ صَغيراً في تَجافيهِ

جَنى أَبٌ وَضَعَ اِبناً لِلرَدى غَرَضاً

إِن عَقَّ فَهوَ عَلى جُرمٍ يُكافيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:42 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


لَو كانَ جِسمُكَ مَتروكاً بِهَيأَتِهِ

بَعدَ التَلافِ طَمِعنا في تَلافيهِ

كاّلدَنِّ عُطَّلَ مِن راحٍ تَكونُ بِهِ

وَلَم يُحَطَّم فَعادَت مَرَّةً فيهِ

لَكِنَّهُ صارَ أَجزاءً مُقَسَّمَةً

ثُمَّ اِستَمَرَّ هَباءً في سَوافيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:43 PM
http://img25.dreamies.de/img/581/b/srp6zxf0cew.gif


فَتاةٌ بَغَت أَمراً مِنَ الدَهرِ مُعجَزاً

وَما رَأيُها لَو مُكِّنَت بِسَفيهِ

لِتَفدِيَ عُمراً جَمَّةً شُرَكائُهُ

بِخَمسينَ عَمراً لا تُشارَكُ فيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:56 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
مَتّى ما تُخالِط عالَمَ الإِنسِ لا يَزَل

بِسَمعِكَ وَقرٌ مِن مَقالِ سَفيهِ

إِذا ما الفَتى لَم يَرمِ شَخصَكَ عامِداً

بِكَفَّيهِ عَن ضَغنٍ رَماكَ بِفيهِ

وَقَد عَلِمَ اللَهُ اِعتِقادي وَإِنَّني

أَعوذُ بِهِ مِن شَرِّ ما أَنا فيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:58 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
وَجَدتُ سَجايا الفَضلِ في الناسِ غُربَةً

وَأَعدَمَ هَذا الدَهرُ مُغتَرِبيهِ

وَإِنَّ الفَتى فيما أَرى بِزَمانِهِ

لَأَشبَهُ مِنهُ شَيمَةً بِأَبيهِ

وَوالِدُنا هَذا التُرابُ وَلَم يَزَل

أَبَرَّ يَداً مِن كُلِّ مُنتَسَبيهِ

يُؤَدّي إِلى مَن فَوقَهُ رِزقَ رَبِّهِ

أَميناً وَيُعطي الصَونَ مُحتَجِبيهِ

وَلا شَيءَ مِثلُ الخَيرِ يُزمَعُ تَركُهُ

وَيُصبِحُ مَبذولاً لِمُكتَسِبيهِ

وَيُقسَمُ حَظُّ النَفسِ شَرقاً وَمَغرِباً

عَلى قَدَرٍ مِن خامِلٍ وَنَبيهِ

تَشابَهَتِ الأَشياءُ طَبعاً وَصورَةً

وَرَبُّكَ لَم يُسمَع لَهُ بِشَبيهِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:58 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
تَفَقَّهَت في الدُنِّيا فَلَم تُلفِ طائِلاً

وَلا خَيرَ في كَسبٍ أَتاكَ مِنَ الفِقهِ

وَإِن تَشرَبَ الصَهباءَ تُعقِبكَ شَهوَةً

وَلَكِن مِنَ المَوتِ الشَرابُ الَّذي يَقهي

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:58 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
كَيفَ يَصفو المُقيمُ في أُمِّ دَفرٍ

وَهُوَ مِن كُلِّ وَجهَةٍ يَصطَفيها

مِن دِيارٍ قَد جاءَها القادِمُ الآ

تي فَلَم يَعتَبِر بِمَنصَرِفيها

وَاِختِلافٍ مِنَ الشُؤونِ عَلى

أَنَّ السَجايا تَضُمُّ مُختَلِفيها

وَبُزاةُ الأَنيسِ تَختَطِفُ اللَذ

ذاتِ لَو سُلِّمَت لِمُختَطِفيها

عَرَبِيٌّ يَسعى إِلى الجارَةِ الدُن

يا فَيُدعى لِما جَناهُ سَفيها

وَتَرى الكاسِكِيَّ يَختارُ عِرساً

مِن سِوى القَريَةِ الَّتي هُوَ فيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:59 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَتَت خَنساءُ مَكَّةَ كَالثُرَيّا

وَخَلَّت في المَواطِنِ فَرقَدَيها

وَلَو صَلَّت بِمَنزِلِها وَصامَت

لَأَلَفَت ماتُحاوِلُهُ لَدَيها

وَلَكِن جاءَتِ الجَمَراتِ تَرمي

وَأَبصارُ الغُواةِ إِلى يَدَيها

وَلَيسَ مُحَمَّدٌ فيما أَتَتهُ

وَلا اللَهُ القَديرُ بِمُحمِدَيها

إِذا ما رامَتِ الصَلَواتِ خَودٌ

يُظَنُّ هُناكَ أَفضَلُ مَلحَدَيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 02:59 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
قِرانُ المُشتَّري زُحَلاً يُرَجّى

لِإيقاظِ النَواظِرِ مِن كَراها

وَهَيهاتَ البَريَّةُ في ضِلالٍ

وَقَد فَطَنَ اللَبيبُ لِما اِعتَراها

وَكَم رَأَتِ الفَراقِدُ وَالثُرَيّا

قَبائِلَ ثُمَّ أَضحَت في ثَراها

تَقَضّى الناسُ جيلاً بَعدَ جيلٍ

وَخُلِّفَتِ النُجومُ كَما تَراها

قَراءُ الوَحشِ وَهيَ مُسَوَّماتٌ

بِرَبّاتِ المَعاطِفِ مِن قِراها

وَما ظَلَمَ العَشيرَ وَلا قِراهُ

ظَليمُ المُقفِراتِ وَلا قُراها

إِذا رَجَعَ الحَصيفُ إِلى حِجاهُ

تَهاوَنَ بِالمَذاهِبِ وَاِزدَراها

فَخُذ مِنها بِما أَدّاهُ لُبٌّ

وَلا يَغمِسكَ جَهلٌ في صَراها

وَهَت أَديانُهُم مِن كُلِّ وَجهٍ

فَهَل عَقلٌ يُشَدُّ بِهِ عُراها

أَتَعلَمُ جارِساتٌ في جِبالٍ

أَراها قَبلَها سَلَفٌ أَراها

بِما فيهِ المَعاشِرُ مِن فَسادٍ

تَوارى في الجَوانِحِ أَو وَراها

قَضاءٌ مِن إِلَهِكَ مُستَمِرٌّ

غَدَت مِنهُ المَعاطِسُ في بُراها

يَحُطُّ إِلى الفَوادِرِ كُلَّ حينٍ

مَنيعاتُ الفَوادِرِ مِن ذَراها

وَما تَبقى الأَراقِمُ في حِماها

وَلا الأُسدُ الضَراغِمُ في شَراها

تَقَدَّمَ صاحِبُ التَوراةِ موسى

وَأَوقَعَ في الخَسارِ مَنِ اِفتَراها

وَقالَ رِجالُهُ وَحيٌ أَتاهُ

وَقالَ الظالِمونَ بَلِ اِفتَراها

أَعِبرِيٌّ تَهَوَّكَ في حَديثٍ

فَباعَ المُشكِلاتِ كَما اِشتَراها

وَغاياتٌ بُسِطنَ إِلى أُمورٍ

جَراها الآجِرونَ كَما جَراها

أَرى أُمَّ القُرى خُصَّت بِهَجرٍ

وَسارَت نَملُ مَكَّةَ عَن قِراها

وَكَم سَرَتِ الرِفاقُ إِلى صَلاحٍ

فَمارَسَتِ الشَدائِدَ في سُراها

يُوافونَ البَنِيَّةَ كُلَّ عامٍ

لِيُلقوا المُخزِياتِ عَلى قُراها

ضُيوفٌ ما قَراها اللَهُ عَفواً

وَلَكِن مِن نَوائِبِها قَراها

وَما سَيري إِلى أَحجارِ بَيتٍ

كُؤوسُ الخَمرِ تُشرَبُ في ذَراها

وَلَم تَزَلِ الأَباطِحُ مُنذُ كانَت

يُدَنَّسُ مِن فَواجِرُها بُراها

وَبَينَ يَدَي جَميعِ الناسِ خَطبٌ

لَهُ نَسِيَت مُوَلَّعَةٌ غَراها

مَهالِكُ إِن أَجَزتَ الخَرقَ مِنها

فَأَنتَ سُلَيكُها أَو شَنفَراها

بَدَت كُرَةٌ كَأَنَّ الوَقتَ لاهٍ

بِها عَزَّ المُهَيمِنُ إِذ كَراها

تَبارَكَ مَن أَدارَ بَناتِ نَعشٍ

وَمَن بَرَأَ النَعائِمَ في حَراها

تَمارى القَومُ في الدَعوى وَهَبّوا

إِلى الدُنيا فَكُلُّهُمُ مَراها

وَكَم جَمَعَ النَفائِسَ رَبُّ مالٍ

فَلَمّا جَدَّ مُرتَحِلاً ذَراها

تَظَلُّ عُيونُ هَذا الدَهرِ خُزراً

تَعُدُّ الماشِياتِ وَخَوزَراها

كَتائِبُ مِنسَراها اللَيلُ يُتلى

بِصُبحٍ يُؤمَنُ مِن سَراها

وَأَدواءٌ ثَوى بُقراطُ مَيتاً

وَجالينوسُ فادَ وَما دَراها

وَما اِنفَكَّ الزَمانُ بِغَيرِ جُرمٍ

طَوائِفُهُ تُطيعُ مَنِ اِدَّراها

أَهَذي الدارُ مُلكٌ لِاِبنِ أَرضٍ

بِها رامَ المُقامَ أَمِ اِكتَراها

عَلى كُرهٍ تَيَمَّمَها فَأَلقى

بِها رَحلاً وَعَن سُخطٍ شَراها

وَما بَرِحَ الوَجيفُ عَلى المَطايا

وَتِلكَ نُفوسُنا حَتّى بَراها

إِذا ما حُرَّةٌ هُرِيَت وَسيفَت

فَمَن سافَ الإِماءَ وَمَن هَراها

وَنَحنُ كَأَنَّنا هَملٌ بِجَدبٍ

عُراةٌ لا نُمَكِّنُ مَن عَراها

شَبابُكَ مِثلَ جِنحِ اللَيلِ فَاِنظُر

أَعادَ إِلى الشَبيبَةِ مَن سَراها

وَما نالَ الهَجينُ مِنَ المعالي

إِذا خَطَبَ الكَريمَةَ وَاِستَراها

أَنَرهَبُ هَذِهِ الغَبراءَ ناراً

تُطَبِّقُ مِثلَ ما تَهوي سَراها

فَإِنَّ اللَهَ غَيرُ مَلومِ فِعلٍ

إِذا أَورى الوَقودَ عَلى وَراها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:00 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
إِذا اِبتَكَرَت إِلى العَرّافِ فَاِعرِف

مَكانَ عَصا تَصِكُّ بِها قَراها

وَساوِرها إِذا أَبدَت سِواراً

وَبارِئها مَتّى كَشَفَت بُراها

وَحَذِّرها المُنَجِّمَ فَهوَ ذِئبٌ

تُشَوِّقُهُ الضَوائِنُ أَن يَراها

فَإِن هِيَ لَم تُجِبهُ إِلى قَبيحٍ

تَحَلَّبُها المَنافِعَ وَاِمتَراها

يَقولُ لَها زَخارِفَ مُعرِباتٍ

فَراها الأَوَّلونَ أَوِ اِفتَراها

وَقَد يَجفو الكَرى مِنها جُفوناً

إِذا ما حَلَّ في ساقٍ كَراها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:00 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
دُنيا الفَتى هَذِهِ عَدُوٌّ

تَفريهِ عَمداً بِمُنصُلَيها

غِناهُ فيها عَنِ الغَواني

أَجمَلُ مِن فَقرِهِ إِلَيها

وَصَبرُهُ في الشَبابِ عَنها

أَيسَرُ مِن صَبرِهِ عَلَيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:01 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
يا أُمَّةً ما لَها عُقولٌ

وَفَقدُ أَلبابِها دَهاها

تَسَلَّتِ النَفسُ كُلَّ شَيءٍ

إِلّا نُهاها وَما نَهاها

فَحَدِّثوني بِغَيرِ مَينٍ

عَنِ الثُرَيّا وَعَن سُهاها

أَتَعلَمُ الأَرضُ وَهيَ أُمٌّ

خَفَّ زَمانٌ فَما اِزدَهاها

بِأَيِّ جُرمٍ وَأَيِّ حُكمٍ

سُلِّطَ لَيثٌ عَلى مَهاها

وَعُذِّرَت حاجَةٌ بِعُسرٍ

عَلى عَليلٍ قَدِ اِشتَهاها

وَظالِمٌ عِندَهُ كُنوزٌ

مِن أُمِّ دَفرٍ وَمِن لُهاها

كانَ إِذا ما دَجا ظَلامٌ

صاحَ بِأَجمالِهِ وَهاها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:01 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
لَو أَنَّ كُلَّ نُفوسِ الناسِ رائِيَةٌ

كَرَأيِ نَفسي تَناءَت عَن خَزاياها

وَعَطَّلوا هَذِهِ الدُنِّيا فَما وَلَدوا

وَلا اِقتَنوا وَاِستَراحوا مِن رَزاياها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:01 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
كَم حاوَلَ الرَجُلُ الدُنِّيا بِقُوَّتِهِ

وَمالِهِ فَخَطَتهُ أَو تَخَطّاها

وَقَد يَرومُ ضَعيفٌ نيلَ آخِرَةٍ

فَلا يَشُكُّ لَبيبٌ أَن سَيُعطاها

وَالمَوتُ يَعدو عَلى الآسادِ مُخدَرَةً

وَالعَينِ بَينَ خُزاماها وَأَرطاها

وَذاتِ قُرطَينِ في حَليٍ تَعُدُّهُما

قَد صارَ أَجراً لِذاتِ الغَسلِ قُرطاها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:02 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ

ثِقلٌ عَلى الأَرضِ غانيها وَعافيها

جاروا عَلى حَيوانِ البَرِّ ثُمَّ عَدَوا

عَلى البِحارِ فَغالَ الصَيدُ ما فيها

لَم يُقنِعِ الحَيَّ مِنها ما تَقَنَّصَهُ

حَتّى أَجازَ أُناسٌ أَكلَ طافيها

كَم دُرَّةٍ قَصَدوها في مَواطِنِها

لَعَلَّ كَفّاً بِمِقدارٍ تُوافيها

فَاِستَخدَموا اللُجَّةَ الخَضراءَ تَحمِلُهُم

سَفائِنٌ بَينَ أَمواجٍ تُنافيها

وَالطَيرَ جَمعاءَ ضُعفاها وَجارِحَها

حَتّى العُقابَ الَّتي حَدَّت أَشافيها

يُنافِقونَ وَما جَرَّ النِفاقُ لَهُم

خَيراً فَعَثَرَتهُم مُعيٍ تَلافيها

إِنَّ الظَواهِرَ لَم تُشبِه بَواطِنَها

مِثلَ القَوادِمِ خانَتها خَوافيها

دُنياكَ توجَدُ أَيّامُ السُرورِ بِها

مِثلَ القَصيدَةِ لَم تُذكَر قَوافيها

وَما وَفَت لِخَليلٍ في مُعاشِرَةٍ

وَلا طَمِعنا لِخِلٍّ في تَوافيها

أُمٌّ لَنا ما فَتِئنا عائِبينَ لَها

فَاِشتَطَّ لاحٍ لَحاها في تَجافيها

وَمَن يُطيقُ وُرودَ الآجِناتِ بِها

وَقَد تُشَرِّقُ تاراتٍ بِصافيها

وَالنَفسُ هُشَّت إِلى آسٍ يُطَبِّبُها

وَلَم تَهَشَّ إِلى رَبٍّ يُعافيها

حَلَّت بِدارٍ فَظَنَّت أَنَّها وَطَنٌ

لَها وَمالِكُ تِلكَ الدارِ نافيها

آمالُنا في الثُرَيّا مِن تَطاوُلِها

وَحِلمُنا في رِياحِ الطَيشِ هافيها

تُقِلُّ أَجسامُنا الغَبراءُ ثُمَّ إِلى

بِلىً تَصيرُ فَتَسفيها سَوافيها

فَيا بَني آدَمَ الأَغمارَ وَيبَكُمُ

نُفوسُكُم لَم تَمَكَّن مِن تَصافيها

سِرتُم عَلى الماءِ في الحاجاتِ آوِنَةً

أَما قَنِعتُم بِسَيرٍ في فَيافيها

تَخاذَلَ الناسُ فَاِرتاحَت عُداتُهُمُ

إِنَّ المَعاشِرَ يُرديها تَقافيها

وَالنَفسُ لَم يُلفَ عَنها مُغنِياً بَدَنٌ

إِنَّ المَراجِلَ نَصَّتها أَثافيها

يَعرى الكَريمُ فَيَعرى بَعدَ مُذهِبَةٍ

صَفراءَ لا يَهجُرُ الصَحراءَ ضافيها

رَحلٌ عَلى ناقَةٍ عَفراءَ مِن عُمَرٍ

فَقَد سَرَيتَ لِغاياتٍ تُوافيها

وَما عَلافِيُّها إِلّا يُجِدُّ لَها

ذَمّاً عَلى فَيَّ أَو ذَمّاً عَلى فيها

هَذي الحَياةُ إِذا ما الدَهرُ خَرَّقَها

فَما بَنانُ أَخي صُنعٍ بِرافيها

وَالمَوتُ داءُ البَرايا لا يُفارِقُها

وَلا يُؤَمَّلُ أَنَّ اللَهَ شافيها

وَلَيسَ فارِسُها إِلّا كَراجِلِها

وَقَد يُرى مُحتَذيها مِثلَ حافيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:02 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
عَجِبتُ لِلظَبي بانَت عَنهُ صاحِبَةٌ

لاقَت جُنودَ مَنايا لا تُناخيها

فَاِرتاعَ يَوماً وَيَوماً ثُمَّ ثالِثَةً

وَمالَ بَعدُ إِلى أُخرى يُواخيها

ما شَدَّ صَرفُ زَمانٍ عِقدَةً لِأَذىً

إِلّا وَمَرُّ لَياليهِ يُراخيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:02 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي

هِيَ المَآلُ وَأَنّي لا أُراعيها

وَأَنَّ دُنيايَ دارٌ لا قَرارَ بِها

وَما أَزالُ مُعَنّاً في مَساعيها

كَذَلِكَ النَفسُ مازالَت مُعَلَّلَةً

بِباطِلِ العَيشِ حَتّى قامَ ناعيها

يا أُمَّةً مِن سَفاهٍ لا حُلومَ لَها

ما أَنتِ إِلّا كَضَأنٍ غابَ راعيها

تُدعى لِخَيرٍ فَلا تَصغى لَهُ أُذُناً

فَما يُنادي لِغَيرِ الشَرِّ داعيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:03 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
حاشَيتُ غَيري وَنَفسي ما أُحاشيها

خَشيَّتُها وَحَليفُ اللُبِّ خاشيها

وَاِستَجهَلَتني رِجالٌ لَم تَزَل جُهلاً

إِنَّ الأَوابِيَ هاجَتها عَواشيها

أَما العِراقُ فَعَمَّت أَرضَهُ فِتَنٌ

مِثلُ القِيامَةِ غَشَتها غَواشيها

وَالشامُ أَصلَحُ إِلّا أَنَّ هامَتَهُ

فُضَّت وَأَسرى عَلى النيرانِ عاشيها

وَالقَومُ يَردونَ مَن لاقَوا بِأَردِيَةٍ

أَعلامُها الدَمُ لَم تُكفَف حَواشيها

ذَواتُ قَرٍّ يَظُنّوا دارِجاتِ قِرىً

مَضَت عَلَيها وَلَم تَقفُل مَواشيها

أَنَسَتكَ هِنداً سُيوفُ الهِندِ ماحِيَةً

ما قالَ عاذِلُها أَو قالَ واشيها

وَلِلزَمانِ عَلى أَبنائِهِ أَبَداً

حُكومَةٌ لا يَرُدُّ الحُكمَ راشيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:03 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
نادَيتُ أَقضِيَةَ اللَهِ الَّتي سَلَفَت

إِنَّ المَعالِيَ بَذَّتَها مَعاليها

وَضَعتُ نَفسي فَعاليها عَلى قَتَبٍ

مِنَ الغِنى يُعرِفُ الجَدوى فَعاليها

نَوائِبُ الدَهرِ تَستَقري غَرائِزَها

حَتّى تَرى كَحَواليها خَواليها

أَمّا نِبالُ المَنايا فَهيَ مُصمِيَةٌ

فَما نِبالُ مَقالٍ لا أُباليها

لا تَمنَعُ الغادَةَ الحَسناءَ نِعمَتُها

وَأَن تَقومَ حَوالَيها حَواليها

وَما تُفيدُ الغَواني مِن لَآليها

نَفَعاً إِذا جاءَ كَيدٌ مِن لَياليها

وَلَم تَجِدني طُغاةُ الناسِ في طَمَعٍ

حَتّى تَعيشَ أَواليها أُواليها

جَماعَةُ القَومِ جَدَّت في تَناظُرِها

كَعانَةِ الوَحشِ جَدَّت في تَغاليها

حَقٌّ عَلى أَنفُسٍ مِنهُم تَكالُؤُها

فَقَد يُخافُ عَلَيها مِن تَكاليها

بَطنُ البَسيطَةِ أَعفى مِن ظَواهِرِها

فَوَسِّعا لِيَ أَهرُب مِن سَعاليها

وَما تَزالُ دَواليها نَوائِبَها

فَمِن شِدادِ خُطوبٍ أَو دَواليها

وَقَد أَطَلتُ وِصاليها عَلى سُخُطٍ

مِنّي يَسِيّانِ غَرقاها وَصاليها

وَما اِستَراحَ لَعَمري مِن سَوائِلِها

إِذا طَغى مائُها إِلّا سَواليها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:04 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif

كَأَنَّ أَكوانَ أَعمارٍ نَعيشُ بِها

خَيلٌ يُبَدَّلُ ماضيها بِتاليها

فَفَذُّها يَحمِلُ الأَشياءَ قاطِبَةً

كَلَحمَةِ العَينِ ثُمَّ الوَضعُ واليها

تَحُطُّ عَنهُ لَآتٍ بَعدَهُ أَبَداً

فَلا تُبيدُ وَلا تَثني خَواليها

هَوِّن عَلَيكَ فَما الدُنيا بِدائِمَةٍ

وَلَيسَ عاطِلُها إِلّا كَحاليها

وَالعَقلُ يَزعَمُ أَيّاماً تُشاهِدُها

بَيضاً حَوادِثَ في داجي لَياليها

نَفسي بِها وَنُفوسُ القَومِ مُلهَجَةٌ

وَنَحنُ نُخبِرُ أَنّا لا نُباليها

أَمَرَتني بِسُلُوٍّ عَن خَوادِعِها

فَاِنظُر هَل أَنتَ مَعَ السالينَ ساليها

وَلا تَرى الدَهرَ إِلّا مَن يَهيمُ بِها

طَبعاً وَلَكِنَّهُ بِاللَفظِ قاليها

وَالجِسمُ لا شَكَّ أَرضِيٌّ وَقَد وَصَلَت

بِهِ لَطائِفُ عالاها مُعاليها

فَقيلَ جاءَتهُ مِن أَرضٍ عَلى كَثَبٍ

وَقيلَ خَرَّت إِلَيهِ مِن مَعاليها

وَاللَهُ يَقدِرُ أَن تُدعى بِحِكمَتِهِ

أَواخِرٌ مِن بَراياهُ أَواليها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:04 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
تُنازِعُ في الدُنِّيا سِواكَ وَما لَهُ

وَلا لَكَ شَيءٌ بِالحَقيقَةِ فيها

وَلَكِنَّها مِلكٌ لِرَبٍّ مُقَدِّرٍ

يُعيرُ جَنوبَ الأَرضِ مُرتَدِ فيها

وَلَم تُحظَ في ذاكَ النِزاعِ بِطائِلٍ

مِنَ الأَمرِ إِلّا أَن تُعَدَّ سَفيها

أَيا نَفسِ لا تَعظُم عَلَيكِ خُطوبُها

فَمُتَفِقوها مِثلُ مُختَلِفيها

وُصِفتِ لِقَومٍ رَحمَةً أَزَلِيَّةً

وَلم تُدرِكي بِالقَولِ أَن تَصفيها

تَداعَوا إِلى النَزرِ القَليلِ فَجالَدوا

عَلَيهِ وَخَلّوها لِمُغتَرِفيها

وَما أُمُّ صِلٍ أَو حَليلَةُ ضَيغَمٍ

بِأَظلَمَ مِن دُنياكِ فَاِعتَرِفيها

تُلاقي الوُفودَ القادِميها بِفَرحَةٍ

وَتَبكي عَلى آثارِ مُنصَرِفيها

وَلَم يَتَوازَن في القِياسِ نَعيمُها

وَسَيِّئَةٌ أَودَت بِمُقتَرِفيها

وَأَرزاقُها تَغشى أَناساً بِفَترَةٍ

وَتَقصُرُ حيناً دونَ مُكتَرِفيها

وَما هِيَ إِلّا شاكَةٌ لَيسَ عِندَها

وَجَدِّك إِرطابٌ لِمُختَرِفيها

فَنالَت عَلى الخَضراءِ شُربَ كُميتَها

وَغالَت عَلى الغَبراءِ مُعتَسِفيها

كَما نُبِذَت لِلوَحشِ وَالطَيرِ رازِمٌ

فَأَلفَت شُروراً بَينَ مُختَطِفيها

تَناءَت عَنِ الإِنصافِ مَن ضيمَ لَم يَجِد

سَبيلاً إِلى غاياتِ مُنتَصِفيها

فَأَطبِق فَماً عَنها وَكَفّاً وَمُقلَةً

وَقُل لِغَوِيِّ القَومِ فاكَ لَفيها

كَأَنَّ الَّتي في الكَأسِ يَطفو حَبابُها

سِمامُ حُبابٍ بَينَ مُرتَشِفيها

تُتابِعُ أَجزاءَ الزَمانِ لَطائِفاً

وَتُلحِقُ تَفريقاً بِمُؤتَلِفيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:04 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
إِن كُنتَ قَد أوتيتَ لُبّاً وَُحِكمَةً

فَشَمِّر عَنِ الدُنِّيا فَأَنتَ مُنافيها

وَكَونَن لَها في كُلِّ أَمرٍ مُخالِفاً

فَما لَكَ خَيرٌ في بَنيها وَلا فيها

وَهَيهاتَ ما تَنفَكُّ وَلهانَ مُغرَماً

بِوَرهاءَ لا تُعطي الصَفاءَ مُصافيها

فَإِن تَكُ هَذي الدارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ

فَدارُ مُقامي عَن قَليلٍ أُوافيها

أُرَجّي أُموراً لَم يُقَدَّر بَلَوغَنُها

وَأَخشى خُطوباً وَالمُهَيمِنُ كافيها

وَإِنَّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ

إِذا الطَيرُ هَمَّت بِالقَتيلِ عَوافيها

بِغَبراءَ لَم تَحفِل بِطَلٍّ وَوابِلٍ

وَنَكباءَ تَسفي بِالعَشِيِّ سَوافيها

أَرى مَرَضاً بِالنَفسِ لَيسَ بِزائِلٍ

فَهَل رَبُّها مِمّا تُكابِدُ شافيها

وَفي كُلِّ قَلبٍ غَدرَةٌ مُستَكِنَّةٌ

فَلا تُخدَعَن مِن خُلَّةٍ بِتَوافيها

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:04 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَسهَبَ الناسُ في المَقالِ وَما يَظ

فَرُ إِلّا بِزَلَّةٍ مَسهِبوهُ

عَجَباً لِلمَسيحِ بَينَ أُناسٍ

وَإِلى اللَهِ والِدٍ نَسَبوهُ

أَسلَمَتهُ إِلى اليَهودِ النَصارى

وَأَقَرّوا بِأَنّهُم صَلَبوهُ

يُشفِقُ الحازِمُ اللَبيبُ على الطِف

لِ إِذا ما لِداتُهُ ضَرَبوهُ

وَإِذا كانَ ما يَقولونَ في عي

سى صَحيحاً فَأَينَ كانَ أَبوهُ

كَيفَ خَلّى وَليدَهُ لِلأَعادي

أَم يَظُنّونَ أَنَّهُم غَلَبوهُ

وَإِذا ما سَأَلتَ أَصحابَ دينٍ

غَيَّروا بِالقِياسِ ما رَتَّبوهُ

لا يَدينونَ بِالعُقولِ وَلَكِن

بِأَباطيلِ زُخرُفٍ كَذَّبوهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:05 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
لَم يَبقَ في العالَمينَ مِن ذَهَبٍ

وَإِنَّما جُلَّ مَن تَرى شَبَهُ

دَعهُم فَكَم قُطِّعَت رِقابُهُمُ

جَدَعاً وَلَم يَشعُروا وَلا أَبَهوا

قَد مُزِجوا بِالنِفاقِ فَاِمتَزَجوا

وَاِلتَبسوا في العِيانِ وَاِشتَبَهوا

وَما لِأَقوالِهِم إِذا كُشِفَت

حَقائِقٌ بَل جَميعُها شُبَهُ

قَد ذَهَبَت عادُهُم وَجُرهُمُها

وَهُم عَلى ما عَهِدتُ ما اِنتَبَهوا

عطر الزنبق
06-28-2019, 03:05 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif

الراهِبُ المَسجونُ فَرطَ عِبادَةٍ

مِن حُّبِّ دُنياهُ الكَذوبِ مُوَلَّهُ

أَعَرَفتُمُ أَصحابُكُم بِحَقيقَةٍ

أَم كُلُّكُم عَنهُم غَبيٌّ أَبلَهُ

ذَكَرَ التَأَلُّهَ فَاِدَّعوهُ تَخَرُّصاً

ما هَذِهِ أَفعالُ مَن يَتَأَلَّهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:32 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




تَحَمَّل عَن أَبيكَ الثِقلَ يَوماً

فَإِنَّ الشَيخَ قَد ضَعُفَت قِواهُ

أَتى بِكَ عَن قَضاءٍ لَم تُرِدهُ

وَآثَرَ أَن تَفوزَ بِما حَواهُ

صَديقُكَ في الجِهارِ عَدُوّ سِرٍّ

فَلا تَأسَف إِذا شَحَطَت نَواهُ

رَكَنَت إِلى الفَقيرِ بِغَيرِ عِلمٍ

وَكَم زَورٍ لِسائِلِهِ رَواهُ

وَما في نَشرِ هَذا الخَلقِ نُعمى

فَهَل يُلحى الزَمانُ إِذا طَواهُ

فَصيلُ أَخيكَ يَشكو طولَ ظِمءٍ

بِما لاقى فَصيلُكَ مِن غَواهُ

وَكَيفَ يُؤَمِّلُ الإِنسانُ رُشداً

وَما يَنفَكُّ مُتَّبِعاً هَواهُ

يَظُنُّ بِنَفسِهِ شَرَفاً وَقَدراً

كَأَنَّ اللَهَ لَم يَخلُق سِواهُ

أَلا ثَني جَمالَكَ نَحوَ مَرعىً

فَهَذا الرَملُ لَم يَنبُت لِواهُ

وَلَستُ بِمُدرِكٍ أَمراً قَريباً

إِذا ما خالِقي عَنّي زَواهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:32 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


ظَلَمتُم غَيرَكُم فَأُديلَ مِنكُم

وَأَخيارُ الأَنامِ مُظَلَّموهُ

تَهاوَنتُم بِمُطرانِ النَصارى

وَأَشياعُ اِبنِ مَريَمَ عَظَّموهُ

وَقالَ لَكُم نَبِيُّكُم إِذا ما

كَريمُ القَومِ جاءَ فَأَكرِموهُ

فَلا يَرجِع خَطيبُكُمُ بِحِقدٍ

مَتى لاقاهُمُ فَتَهَضَّموهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:33 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


تَهَجَّدَ مَعشَرٌ لَيلاً وَنُمنا

وَفازَ بِحِندِسٍ مُتَهَجِّدوهُ

إِلَهُكَ أَوجَدَ الأَشياءَ جَمعاً

فَلا يَفخَر بِشَيءٍ موجِدوهُ

وَرَبُكَ أَنجَدَ الأَقوامَ حَتّى

بَنى أَعلى القُصورِ مُنَجِّدوهُ

فَمَجِّدهُ فَلَم يَخسَر أُناسٌ

أَنابوا لِلمَليكِ وَمَجِّدوهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:33 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


قَد اِختَلَّ الأَنامُ بِغَيرِ شَكٍّ

فَجَدّوا في الزَمانِ وَأَلعَبوهُ

وَظَنّوا أَنَّ بوهَ الطَيرِ صَقرٌ

بِجَهلِهِمُ وَأَنَّ الصَقرَ بوهُ

وَوَدّوا العَيشَ في زَمَنٍ خَؤونٍ

وَقَد عَرَفوا أَذاهُ وَجَرَّبوهُ

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا

عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن

يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ

وَطِفلُ الفارِسِيِّ لَهُ وُلاةٌ

بِأَفعالِ التَمَجُّسِ دَرَّبوهُ

وَضَمَّ الناسَ كُلُّهُمُ هَواءٌ

يُذَلِّلُ بِالحَوادِثِ مُصعِبوهُ

لَعَلَّ المَوتَ خَيرٌ لِلبَرايا

وَإِن خافوا الرَدى وَتَهَيَّبوهُ

أَطاعوا ذا الخِداعِ وَصَدَّقوهُ

وَكَم نَصَحَ النَصيحُ فَكَذَّبوهُ

وَجاءَتنا شَرائِعُ كُلَّ قَومٍ

عَلى آثارِ شَيءٍ رَتَّبوهُ

وَغَيَّرَ بَعضُهُم أَقوالَ بَعضٍ

وَأَبطَلَتِ النُهى ما أَوجَبوهُ

فَلا تَفرَح إِذا رَجَّبتَ فيهِم

فَقَد رَفَعوا الدَنِيَّ وَرَجَّبوهُ

وَبَدَّلَ ظاهِرَ الإِسلامِ رَهطٌ

أَرادوا الطَعنَ فيهِ وَشَذَّبوهُ

وَما نَطَقوا بِهِ تَشبيبَ أَمرٍ

كَما بَدَأَ المَديحَ مُشَبِّبوهُ

وَيُذكَرُ أَنَّ في الأَيّامِ يَوماً

يَقومُ مِنَ التُرابِ مُغَيِّبوهُ

وَما يَحدُثُ فَإِنّا أَهلُ عَصرٍ

قَليلٌ في المَعاشِرِ مُنجِبوهُ

صَحِبنا دَهرَنا دَهراً وَقِدماً

رَأى الفُضلاءُ أَن لا يَصحَبوهُ

وَغيظَ بِهِ بَنوهُ وَغيظَ مِنهُم

فَعَذَّبَ ساكِنيهِ وَعَذَّبوهُ

وَمِن عاداتِهِ في كُلِّ جيلٍ

غَذاهُ أَن يَقِلَّ مُهَذَّبوهُ

أَساءَ بِغِيِّهِ أَدَباً عَلَيهِم

فَهَل مِن حيلَةٍ فَيُؤَدِّبوهُ

وَما يَخشى الوَعيدَ فَيوعِدوهُ

وَلا يَرعى العِتابَ فَيُعتِبوهُ

وَهَل تُرجى الكَرامَةُ مِن أَوانٍ

وَقَد غَلَبَ الرِجال مُغَلَّبوهُ

وَهَل مِن وَقتِهِم أَبغى وَأَطغى

عَلى أَيِّ المَذاهِبِ قَلّبوهُ

أَجَلّوا مُكثِراً وَتَنَصَّفوهُ

وَعابوا مَن أَقَلَّ وَأَنَّبوهُ

وَلَم يَرضَوا لِما سَكَنوهُ شيداً

إِلى أَن فَضَّضوهُ وَأَذهَبوهُ

فَإِن يَأكُلُهُم أَسَفاً وَحِقداً

فَقَد أَكَلَ الغَزالَ مُرَبِّبوهُ

وَتِلكَ الوَحشُ ما جادوا عَلَيها

بِعُشبٍ غِبَّ نَدٍّ عَشَّبوهُ

يَسورُ الكَلبُ مُجتَهِداً إِلَيها

وَيَحظى بِالقَنيصِ مُكَلِّبوهُ

رَجَوا أَن لا يَخيبَ لَهُم دُعاءٌ

وَكَم سَأَلَ الفَقيرُ فَخَيَّبوهُ

وَما شَأنُ اللَبيبِ بِغَيرِ سِلمٍ

وَإِن شَهِدَ الوَغى مُتَلَبِّبوهُ

أَلَظّوا بِالقَبيحِ فَتابَعوهُ

وَلَو أَمَروا بِهِ لَتَجَنَّبوهُ

نَهاهُم عَن طِلابِ المالِ زُهدٌ

وَنادى الحِرصُ وَيبَكُمُ اِطلُبوهُ

فَأَلقاها إِلى أَسماعِ غُثرٍ

إِذا عَرَفوا الطَريقَ تَنَكَّبوهُ

سَعَوا بَينَ اِقتِرابٍ وَاِغتِرابٍ

يَموتُ بِغَصَّةٍ مُتَغَرِّبوهُ

غَدَوا قوتاً لِمِثلِهُمُ تَساوى

خَبيثوهُ لَدَيهِ وَأَطيَبوهُ

مَضَت أُمَمٌ عَلى شَرخِ اللَيالي

إِذا عَمَدوا لِعَقدٍ أَرَّبوهُ

وَكَم تَرَكوا لَنا أَثَراً مُنيفاً

يَعودُ بِآيَةٍ مُتَأَوِّبوهُ

لَقَد عَمَروا وَأَقسَمَتِ الرَزايا

لَبِئسَ الرَهطُ رَهطٌ خَرَّبوهُ

فَإِمّا عاثَ فيهِ حاسِدوهُ

وَإِمّا غالَهُ مُتَكَسِّبوهُ

وَلِلأَرمَينِ خَطبٌ مُستَفيضٌ

يَعومُ بِلُجِّهِ مُتَعجِّبوهُ

وَلَو قَدَروا عَلى إيوانِ كِسرى

لَساموهُ الرَدى وَتَعَقَّبوهُ

وَقَد مَنّوا بِرِزقِ اللَهِ جَهلاً

كَأَنَّهُمُ لِباغٍ سَبَّبوهُ

إِذا أَصحابُ دينٍ أَحكَموهُ

أَذالوا ما سِواهُ وَعَيّبوهُ

وَقَد شَهِدَ النَصارى أَنَّ عيسى

تَوَّخَتهُ اليَهودُ لِيَصلِبوهُ

وَقَد أَبَهوا وَقَد جَعَلوهُ رَبّاً

لِئَلّا يَنقَصوهُ وَيَجدُبوهُ

تَمُجُّ قُلوبُهُم ما أودِعَتهُ

لِسوءٍ في الغَرائِزِ أُشرِبوهُ

أَضاعوا السِرَّ لَمّا اِستَحفَظوهُ

وَقَد صانوا الأَديمَ وَسَرَّبوهُ

لَهُم نَسَبُ الرَغامِ وَذاكَ طُهرٌ

وَلَم يَطهُر بِهِ مُتَنَسِّبوهُ

وَنُبِّئَ في بَني يَعقوبَ موسى

بِشَرعٍ ما تَخَلَّصَ مُتعَبوهُ

وَقَد نَضَتِ النَواظِرُ كُلَّ عامٍ

وَأَترابُ السَعادَةِ مُترَبوهُ

عَلى حَجَرٍ لَهُم تَهوي جِبالٌ

وَلَم يَستَعفِ ذَنباً مُذنِبوهُ

وَدونَ الأَبيَضِ المُشتارِ زُغبٌ

لَواسِبُ عُقنَهُم أَن يَلبَسوهُ

وَقَد رَكِبَ الَّذينَ مَضَوا سَبيلاً

إِلى عَليائِهِم لَم يَركَبوهُ

وَحَبلُ العَيشِ مُنتَكِثٌ ضَعيفٌ

وَنِعمَ الرَأيُ أَن لا تَجذُبوهُ

وَما فَعَلوا وَلَكِن باكَروهُ

بِأَسبابِ الحِمامِ فَقَضَّبوهُ

فَمِن سَيفٍ وَمِن رُمحٍ وَسَهمٍ

وَنَصلٍ أَرهَفوهُ وَذَرَّبوهُ

وَما دَفَعَت عَنِ الملِكِ المَنايا

مَقانِبُهُ وَلا مُتَكَتِّبوهُ

حَسِبتُم يا بَني حَوّاءَ شَيئاً

فَجاءَكُمُ الَّذي لَم تَحسِبوهُ

وَجيرانُ الغَريبِ مُبغِضوهُ

إِلى جُلّاسِهِم وَمُحَبِّبوهُ

فَإِن يولوا قَبيحاً يَذكُروهُ

وَإِن يَحبوا يُشيعوا ما حَبوهُ

تَقولُ الهِندُ آدَمُ كانَ قِنّاً

لَنا فَسَرى إِلَيهِ مُخَبِّبوهُ

أولَئِكَ يَحرِقونَ المَيتَ نُسكاً

وَيُشعِرُهُ لُباناً مُلهِبوهُ

وَلَو دَفَنوهُ في الغَبراءِ جاءَت

بِما يَسعى لَهُ مُتَأَلِّبوهُ

أُديلَ الشَرُّ مِنكُم فَاِحذَروهُ

وَماتَ الخَيرُ مِنكُم فَاِندُبوهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:33 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


أَخوكِ مُعَذَّبٌ يا أُمَّ دَفرٍ

أَظَلَّتهُ الخُطوبُ وَأَرهَقَتهُ

وَما زالَت مُعاناةُ الرَزايا

عَلى الإِنسانِ حَتّى أَزهَقَتهُ

كَأَنَّ حَوادِثَ الأَيّامِ آمٌ

تُريقُ بِجَهلِها ما أَدهَقَتهُ

تَروقُكَ مِن مَشارِبِها بِمُرٍّ

وَكُلُّ شَرابِها ما رَوَّقَتهُ

وَنَفسي وَالحَمامَةُ لَم تُطَوَّق

مُيَسَّرَةٌ لِأَمرٍ طَوَّقَتهُ

أَرى الدُنيا وَما وُصِفَت بِبِرٍّ

مَتى أَغنَت فَقيراً أَوهَقَتهُ

إِذا خُشِيَت لِشَرٍّ عَجَّلَتهُ

وَإِن رُجِيَت لِخَيرٍ عَوَّقَتهُ

حَياةٌ كَالحِبالَةِ ذاتُ مَكرٍ

وَنَفسُ المَرءِ صَيدٌ أَعلَقَتهُ

وَأَنظُرُ سَهمَها قَد أَرسَلَتهُ

إِلَيَّ بِنَكبَةٍ أَو فَوَّقَتهُ

فَلا يُخدَعُ بِحيلَتِها أَريبٌ

وَإِن هِيَ سَوَّرَتهُ وَنَطَّقَتهُ

تَعَلَّقَها اِبنُ أُمِّكَ في صِباهُ

فَهامَ بِفارِكٍ ما عُلَّقَتهُ

أَجَدَّت في مُناهُ وُعودَ مَينٍ

إِلى أَن أَخلَفَتهُ وَأَخلَقَتهُ

يُطَلِّقُ عِرسَهُ إِن مَلَّ مِنها

وَيَأسَفُ إِثرَ عِرسٍ طَلَّقَتهُ

أَكَلَّتهُ النَهارَ وَأَنصَبَتهُ

وَأَشكَتهُ الظَلامَ وَأَرَّقَتهُ

سَقَتهُ زَمانَهُ مِقراً وَصاباً

وَكَأسُ المَوتِ آخِرُ ما سَقَتهُ

وَما عافَتهُ لَكِن عَيَّفَتهُ

وَماِنتَقَت عُلاهُ بَلِ اِنتَقَتهُ

نُبَكّي لِلمُغَيَّبِ في ثَراهُ

وَذَلِكَ مُستَرَقٌّ أَعتَقَتهُ

عَجوزُ خِيانَةٍ حَضَنَت وَليداً

فَلَدَّتهُ الكَريهَ وَشَرَّقَتهُ

أَذاقَتهُ شَهِيّاً مِن جَناها

وَصَدَّت فاهُ عَمّا ذَوَّقَتهُ

تُشَوِّقُهُ إِلَيهِ بِسوءِ طَبعٍ

لِيُشفيهِ عَذابٌ شَوَّقَتهُ

أَضَرَّت بِالصَفا وَتَخَوَّنَتهُ

وَمَرَّت بِالصَفاءِ فَرَنَّقَتهُ

عَدَدنا مِن كَتائِبِها المَنايا

وَكَم فَتَكَت بِجَمعٍ فَرَّقَتهُ

قَضَت دَينَ اِبنِ آمِنَةٍ وَجازَت

بِإيوانِ اِبنِ هُرمُزَ فَاِرتَقَتهُ

طَوَت عَنهُ النَسيمَ وَقَد حَبَتهُ

وَحَيَّتهُ بِنورٍ فَتَقَتهُ

كَسَتهُ شَبابَهُ وَنَضَتهُ عَنهُ

وَكَرَّت لِلمَشيبِ فَمَزَّقَتهُ

وَعاثَت في قُواهُ فَحَمَّلَتهُ

وَقِدماً أَيَّدَتهُ فَنَزَّقَتهُ

تُميتُ مُسافِراً ظُلماً بِهَجلٍ

وَفي بَحرِ المَهالِكِ غَرَّقَتهُ

فَإِمّا في أَريزٍ أَخصَرَتهُ

وَإِمّا في هَجيرٍ حَرَّقَتهُ

وَما حَقَنَت دَمَ الإِنسانِ فيها

رُموسٌ في الرَغامِ تَفَوَّقَتهُ

وَقَد رَفَعَت غَمائِمَ لِلرَزايا

عَلى وَجهِ التُرابِ فَطَبَّقَتهُ

تُؤَمِّلُ مَخلَصاً مِن ضيقِ أَمرٍ

وَلَيسَ يُفَكُّ عانٍ أَوثَقَتهُ

هِيَ اِفتَتَحَت لَهُ في الأَرضِ بَيتاً

فَبَوَّتهُ النَزيلَ وَأَطبَقَتهُ

وَنَحنُ المُزمِعونَ وَشيكَ سَيرٍ

لِنَسلُكَ في طَريقٍ طَرَّقَتهُ

هَوَت أُمٌّ لَنا غَدَرَت وَخانَت

وَلَم تَشفِ السَليلَ وَلا رَقَتهُ

إِذا اِلتَفَتَ اِبنُها عَنها بِزُهدٍ

ثَنَتهُ بِزُخرُفِيٍّ نَمَّقَتهُ

وَلَو قَدِرَ العَبيدُ عَلى إِباقٍ

لَبادَرَ عَبدُ سوءٍ أَوبَقَتهُ

أُقاتُ الشَيءَ بَعدَ الشَيءِ فيها

لِيُمسِكُني فَليَتي لَم أُقَتهُ

عَذَلَت حُشاشَةً حَرَصَت عَلَيها

فَجاءَتني بِعُذرٍ لَفَّقَتهُ

وَتُسأَلُ عَن بَقاءٍ أُعطيتَهُ

غَداً في أَيِّ شَيءٍ أَنفَقتَهُ

وَلَستُ بِفاتِحٍ لِلرِزقِ باباً

إِذا أَيدي الحَوادِثِ أَغلَقَتهُ

تَمَنّى دَولَةً رَجُلٌ غَبِيٌّ

وَلَو حازَ المَمالِكَ ما وَقَتهُ

وَإِنَّ المُلكَ طَودٌ أَثبَتَتهُ

صُروفُ الدَهرِ ثُمَّتَ أَقلَقَتهُ

وَمَن يَظفَر بِأَمرٍ يَبتَغيهِ

فَأَقضِيَةُ المُهَيمِنِ وَفَّقَتهُ

لَنا مُهَجٌ يُمازِجُها خِداعٌ

تَوَدُّ قَسِيَّها لَو نَفَّقَتهُ

وَوالِدَةٌ بَنَت جَسَداً بِنَحضٍ

وَفاءَت فَيئَةً فَتَعَرَّقَتهُ

تَوَطَّأَتِ الفَطيمَ عَلى اِعتِمادٍ

فَما أَبقَت عَلَيهِ وَلا اِتَّقَتهُ

وَلَم تَكُ رائِماً ساءَت رَضيعاً

وَحَنَّت بَعدَها فَتَمَلَّقَتهُ

حَياتُكَ هَجعَةٌ سُهدٌ وَنَومٌ

وَرُؤيا هاجِعٍ ما أَنَّقَتهُ

فَمِن حُلمٍ يَسُرُّكَ أَبطَلَتهُ

وَمِن حُلمٍ يَضُرُّكَ حَقَّقَتهُ

وَكَم أَدّى أَمانَتُهُ إِلَيها

أَمينٌ خَوَّنَتهُ وَسَرَّقَتهُ

وَقائِمُ أُمَّةٍ زَكَّتهُ عَصراً

فَلَمّا أَن تَمَكَّنَ فَسَقَتهُ

وَإِن أَدنَت لَنا أَمَلاً فَقُلنا

أَتانا أَبعَدَتهُ وَأَسحَقَتهُ

وَوَقتِيَ كَالسَفينَةِ سَيَّرَتهُ

وَمِن سوءِ الجَرائِمِ أَوسَقَتهُ

حَثَت يَبسَ الرَغامِ عَلى رَضيعٍ

يَدٌ بِأَبيهِ آدَمَ أَلحَقَتهُ

وَكَم صالَت عَلى بَرٍّ تَقِيٍّ

أَكُفٌّ بِالمَواهِبِ أَرفَقَتهُ

وَأَنفاسي مُوَكَّلَةٌ بِروحٍ

أَراحَتها وَعُمرٍ أَمحَقَتهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:34 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




قَد يُنصِفُ القَومُ في الأَشياءِ سَيِّدَهُم

وَلَو أَطاقوا لَهُ ريباً لَرابوهُ

لَم يَقدِروا أَن يُلاقوهُ بِسَيِّئَةٍ

مِنَ الكَلامِ فَلَمّا غابَ عابوهُ

تَحَدَّثوا بِمَخازيهِ مُكَتَّمَةً

وَقابَلوهُ بِإِجلالٍ وَهابوهُ

وَكَم أَرادوا لَهُ كَيداً بِيَومِ رَدىً

مِنَ الزَمانِ وَلَكِن ما أَصابوهُ

أَكدى فَلاموهُ لَمّا قَلَّ نائِلُهُ

وَلَو حَبا الوَفرُ زاروهُ وَنابوهُ

صَبراً قَليلاً فَإِنَّ المَوتَ آخِذُهُ

وَما يُخَلَّفُ لا صَقرٌ وَلابوهُ

لَبّى الغنِيَّ بَنو حَوّاءَ مِن طَمَعٍ

وَلَو دَعاهُم فَقيرٌ ما أَجابوهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:34 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


أَعوذُ بِاللَهِ مِن قَومٍ إِذا سَمِعوا

خَيراً أَسَرّوهُ أَو شَرّاً أَذاعوهُ

ما حُمَّ كانَ وَلَم تَدفَعهُ مَشفَقَةٌ

وَيَفعَلُ الأَمرَ في الدُنِّيا مُطاعوهُ

إِنَّ النَجاشِيَّ نالَ المُلكَ عَن قَدَرٍ

بِرَغمِ ناسٍ لِبَعضِ التَجرِ باعوهُ

وَخالِدُ بنُ سِنانٍ لَيسَ يَنقُصُهُ

مِن قَدرِهِ الكَونُ في حَيٍّ أَضاعوهُ

ما لي رَأَيتُ دُعاةَ الغَيِّ ناطِقَةً

وَالرُشدُ يَصمُتُ خَوفَ القَتلِ داعوهُ

لا يَفرَحَنَّ بِمَولودٍ ذَوُو شَرفٍ

فَإِنَّما بُشَراءُ الطِفلِ ناعوهُ

كَذَلِكَ الدَهرُ غَنّى مَن يُصاحِبُهُ

وَلَم يَعُد بِسِوى الخُسرانِ ساعوهُ

وَاللَهُ حَقٌّ وَإِن ماجَت ظُنونُكُمُ

وَإِنَّ أَوجَبَ شَيءٍ أَن تُراعوهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:34 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


لَعَمري الخَيرُ الذُخرِ في كُلِّ شِدَّةٍ

إِلَهُكَ تَرجو فَضلَهُ وَأَلاهُ

فَلا تُشبِهِ الوَحشيَّ خَلَّفَ طِفلَهُ

لِخَنساءَ تَرعى بِالمَغيبِ طَلاهُ

وَإِن نِلتَ في دُنياكَ لِلجِسمِ نِعمَةً

مِنَ العَيشِ فَاِذكُر دَفنَهُ وَبِلاهُ

إِذا اِختَصَمَت في سَيِّءِ الفِعلِ وَاِبنَها

فَلا هِيَ مِن أَهلِ الحُقوقِ وَلا هو

مَتى يَصرِمِ الخِلُّ المُسيءُ فَلا تُرَع

فَأَفضَلُ مِن وَصلِ اللَئيمِ قِلاهُ

وَكَم غَيَّبَ الإِلفُ الشَقيقُ أَليفَهُ

فَريعَ لَهُ الأَيّامَ ثُمَّ سَلاهُ

وَما كانَ حادي العيسِ في غُربَةِ النَوى

عَلَيَّ كَحادي النَجمِ حينَ قَلاهُ

وَمَن يَحلِفِ الأَيمانَ بِاللَهِ لا وَنى

عَنِ الوُدِّ يَحنَث أَو يَضِرَه أَلاهُ

وَمَن تُرِكَ العِلجُ المُعَرِّدُ راتِعاً

بِأَفيَحَ يَقرو في الخَلاءِ خَلاهُ

وَقَد كَلَأَ المِسكينَ في الوِردِ بائِسٌ

وَمِن كَبِدِ القَوسِ الكَتومِ كَلاهُ

فَطَلَّقَ عِرساً كارِهاً وَفَلا الرَدى

لَها تَولَباً لَم يَمتَنِع بِفَلاهُ

فَلا تُقرِ هَمَّ النَفسِ عَجزاً عَنِ القِرى

وَأَدلِج إِذا ما الرَكبُ مالَ طُلاهُ

طَوى عَنكَ سِرّاً صاحِبٌ قَبلَ شَيبِهِ

فَلَمّا اِنجَلى عَنهُ الشَبابُ جَلاهُ

وَلا مُلكَ إِلّا لِلَّذي عَزَّ وَجهُهُ

وَدامَت عَلى مَرِّ الزَمانِ عُلاهُ

وَقَد يُدرِكُ المَجدَ الفَتى وَهوَ مُقتِرٌ

كَثيرُ الرَزايا مُخلِقٌ سَمِلاهُ

غَدا جَمَلاهُ يُرقِلانِ بِكورُهُ

وَهَل غَيرُ عَصرَي دَهرِهِ جَمَلاهُ

وَما فَتَلاهُ عَن سَجاياهُ بَعدَما

أَجادَ كِتاباً مُحكَماً فَتَلاهُ

فَإِن ماتَ أَو غاداهُ قَتلٌ فَما هُما

أَماتاهُ في حُكمي وَلا قَتَلاهُ

يَدٌ حَمَلَت هَذا الأَنامَ عَلَيهِما

وَلَولا يَمينُ اللَهِ ما اِحتَمَلاهُ

وِعاءانِ لِلأَشياءِ ما شَذَّ عَنهُما

قَليلٌ وَلا ضاقا بِما شَمِلاهُ

وَجاءَ بِمَينٍ مُدَّعٍ جاءَ زاعِماً

بِأَنَّهُما عَن حاجَةٍ خَتَلاهُ

عَجِبتُ لِرامي النَبلِ يَقصُدُ آبِلاً

بِجَهلٍ وَقَد راحَت لَهُ إِبلاهُ

بَدا عارِضاً خَيرٍ وَشَرٍّ لِشائِمٍ

وَما اِستَوَيا في الخَطبِ إِذ وَبَلاهُ

زَجَرتُهُما زَجرَ اِبنِ سَبعٍ سِباعَهُ

وَلَو فَهِما زَجري لَما قَبِلاهُ

تَهاوى جِبالٌ مِن كِنانَةِ غالِبٍ

وَأَبطَحُها لَم يَنتَقِل جَبَلاهُ

إِذا النَسلُ أَسواهُ الأَبُ اِهتاجَ أَنَّهُ

يَموتُ وَيَبقى مالُهُ وَحِلاهُ

فَكَم وَلَدٍ لِلوالِدَينِ مُضَيِّعٍ

يُجازيهِما بُخلاً بِما نَجَلاهُ

طَوى عَنهُما القوتَ الزَهيدَ نَفاسَةً

وَجَرّاهُ سارا الحَزنَ وَاِرتَحَلاهُ

يَرى فَرقَدَي وَحشِيَّةٍ بَدَليهِما

وَما فَرقَدا مَسراهُما بَدَلاهُ

وَلا مَهُما عَن فَرطِ حُبِّهِما لَهُ

وَفي بُغضِهِ إِيّاهُما عَذَلاهُ

أَساءَ فَلَم يَعدِلها بِشِراكِهِ

وَكانا بِأَنوارِ الدُجى عَدَلاهُ

يُعيرُهُما طَرفاً مِنَ الغَيظِ شافِناً

كَأَنَّهُما فيما مَضى تَبِلاهُ

يَنامُ إِذا ما أَدنَفا وَإِذا سَرى

لَهُ الشَكوَ باتا الغِمضُ ما اِكتَحَلاهُ

إِنِ اِدَّعَيا في وُدِّهِ الجَهدُ صُدِّقا

وَما اِتُّّهِما فيهِ فَيَنتَحِلاهُ

يَغُشُهُما في الأَمرِ هانَ وَطالَما

أَفاءَ عَلَيهِ النُصحَ وَاِنتَخَلاهُ

يَسُرُّهُما أَن يَهجِرَ الريمَ دَهرَهُ

وَأَنَّهُما مِن قَبلِهِ نَزَلاهُ

وَلَو بِمُشارِ العَينِ يوحى إِلَيهِما

لِوَشكِ اِعتِزالِ العَيشِ لَاِعتَزَلاهُ

يَوُدّانِ إِكراماً لَوِ اِنتَعَلَ السُهى

وَإِنّ حَذِيا السَلّاءَ وَاِنتَعَلاهُ

يَذُمُّ لِفَرطِ الغِيِّ ما فَعَلا بِهِ

وَأَحسِن وَأَجمِل بِالَّذي فَعَلاهُ

يُعِدّانِهِ كَالصارِمِ العَضبِ في العِدى

بِظَنِّهِما وَالذابِلِ اِعتَقَلاهُ

وَيُؤثِرُ بِالسِرِّ الكَنينِ سِواهُما

فَيَنقُلهُ عَنهُ وَما نَقَلاهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:34 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




لِيَبكِ مُسِنٌّ ثُمَّ أَجَلَّهُ

مَعاشِرُ لَمّا قيلَ أَشيَبُ أَجلَهُ

إِذا سَأَلوا عَن مَذهَبي فَهُوَ بَيِّنٌ

وَهَل أَنا إِلّا مِثلُ غَيري أَبلَهُ

خُلِقتُ مِنَ الدُنيا وَعِشتُ كَأَهلِها

أَجِدُّ كَما جَدّوا وَأَلهو كَما لَهوا

وَأَشهَدُ أَنّي بِالقَضاءِ حَلَلتُها

وَأَرحَلُ عَنها خائِفاً أَتَأَلَّهُ

وَما النَفسُ بِالفِعلِ الجَميلِ مُدِلَّةٌ

وَلَكِنَّ عَقلي مِن حِذارٍ مُدَلَّهُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:35 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا

مِ وَالشُرُّ في كُلِّ وَجهٍ يَعِن

أَعِن بِجَميلٍ إِذا ما حَضَرتَ

وَعِد بِالسُكوتِ إِذا لَم تُعِن

وَإِن جاءَكَ المَوتُ فَاِفرَح بِهِ

لِتَخلُصَ مِن عالَمٍ قَد لُعِن

هُمُ ضَرَبوا حَيدَراً ساجِداً

وَحَسبُكَ مِن عُمَرٍ إِذا طُعِن

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:35 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


كَم صَرَفَ المَولودُ عَن والِدٍ

خَيراً وَكَم أُمٍّ لَهُ لَم يَمُن

الرُبعُ لِلزَوجَةِ إِن لَم يَكُن

نَسلٌ وَإِن كانَ غَدَت بِالثُمُن

وَالزَوجُ يَزوي النِصفَ أَبناؤُهُ

عَنهُ وَفي الدَهرِ خُطوبٌ كُمُن

قالَ أُناسٌ باطِلٌ زَعمُهُم

فَراقِبوا اللَهَ وَلا تَزعَمُن

فَكَّرَ يَزدانُ عَلى غِرَّةٍ

فَصيغَ مِن تَفكيرِهِ أَهرُمُن

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:35 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


إِن شِئتُما أَن تَنسُكا فَاِسكُنا

وَأَنفِقا المالَ الَّذي تُمسِكان

وَاِعتَقِدا في حالِ تَقواكُما

أَنَّكُما بِاللَهِ لا تُشرِكان

إِن تَتبَعا في مَذهَبٍ جاهِلاً

فَالحَقُّ مِن خُلقِكُما تَترُكان

وَتَطلُبانِ الأَمرَ يُعيِيكُما

وَتُفنِيانِ العُمرَ لا تُدرِكان

لَم يَفدِ سابورَ وَلا تُبَّعاً

ما وَجَدا مِن ذَهَبٍ يَملِكان

وَنَيِّرُ اللَيلِ وَشَمسُ الضُحى

داما وَلَكِنَّهُما يَهلَكان

سُبحانَ مَن سَخَّرَ نَجمَ الدُجى

وَالبَدرَ في قُدرَتِهِ يَسلُكان

هَذا الفَتى أَوقَحُ مِن صَخرَةٍ

يَبهَتُ مِن ناظِرَهُ حَيثُ كان

وَيَدَّعي الإِخلاصَ في دينِهِ

وَهوَ عَنِ الإِلحادِ في القَولِ كان

يَزعَمُ أَنَّ العَشرَ ما نِصفُها

خَمسٌ وَأَنَّ الجِسمَ لا في مَكانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:35 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


مَضى زَماني وَتَقَضّى المَدى

فَلَيتَني وُفِّقتُ في ذا الزُمَين

أَرزَمتِ النابُ وَعارَضتُها

فَلِيَعجَبِ السامِعُ لِلمُرزَمَين

أَمطَرَنا اللَهُ بِإِحسانِهِ

لا أَنسُبُ الغَيثَ إِلى المِرزَمَين

لَيتَ دُموعي بِمِنىً سُيِّلَت

لِيَشرَبَ الحُجّاجُ مِن زَمزَمَين

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:35 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


سِنُّكَ خَيرٌ لَكَ مِن دُرَّةٍ

زَهراءَ تُعشي أَعيُنَ الناظِرين

عَجِبتُ لِلضارِبِ في غَمرَةٍ

لَم يُطِعِ الناهِزينَ وَالآمِرين

يَكسِرُ بِاللُؤلُؤِ مِن جَهلِهِ

خُشُباً عَتَت عَن أَنمُلِ الكاسِرين

مَن كانَ مِن أَسراهُ مالٌ لَهُ

فَلَستَ لِلمالِ مِنَ الآسِرين

أَعُدُّ أَسنى الرِبحِ فِعلَ التُقى

فَلا أَكُن رَبِّ مِنَ الخاسِرين

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:36 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


قَد غَدَتِ النَحلُ إِلى نورِها

وَيحَكِ يا نَحلُ لِمَن تَكسِبين

يُجيءُ مُشتارٌ بِآلاتِهِ

فَيَلسَبُ الأَريَ وَلا تَلسِبين

أَتَحسَبينَ العُمرَ عِلماً بِهِ

لا بَل تَعيشينَ وَلا تَحسَبين

هَل لَكِ بِالآباءِ مِن خِبرَةٍ

كَم والِدٍ في زَمَنٍ تَنسِبين

أَتَحسَبينَ الدَهرَ ذا غَفلَةٍ

هَيهاتَ ما الأَمرُ كَما تَحسَبين

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:36 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




كُل وَاِشرَبِ الناسَ عَلى خِبرَةٍ

فَهُم يَمُرّونَ وَلا يَعذُبون

وَلا تُصَدِّقهُم إِذا حَدَّثوا

فَإِنَّني أَعهَدُهُم يَكذِبون

وَإِن أَرَوكَ الوُدَّ عَن حاجَةٍ

فَفي حِبالٍ لَهُم يَجذِبون

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:36 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


كَم آيَةٍ يُؤنِسُها مَعشَرٌ

فَلا يُبالونَ وَلا يَتَّقون

في هُوَّةٍ حَطّوا وَمِن رَأيِهِم

أَنَّهُم في رَفعَةٍ يَرتَقون

وَهُم أُسارى في يَدَي عَيشِهِم

لَعَلَّهُم عِندَ الرَدى يُعتَقون

ما أَغدَرَ الدَهرَ وَأَبناءَهُ

لِأَنَّهُم مِن بَحرِهِ يَستَقون

كَم ظَلَمَ الأَقوامُ أَمثالَهُم

ثُمَّتَ بادوا فَمَتى يَلتَقون

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:36 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif


ضَمَّكُمُ جِنسٌ وَأَزرى بِكُم

قِنسٌ وَأَنتُم في دُجاً تَخبِطون

حَفَرتُم صَخراً وَأَنبَطتُمُ

ماءً فَهَلّا العِلمَ تَستَنبِطون

بَعضُكُمُ يَقتُلُ بَعضاً كَأَن

جوزيتُمُ عَن غَنَمٍ تَعبِطون

رابَطتُمُ الثَغرَ بِأَفراسِكُم

وَفَوقَكُم في العَقلِ ما تَربِطون

لَم تُرزَقوا خَيراً وَلَم تُعدَموا

شَرّاً فَما بالُكُمُ تَغبِطون

ظَنَّ اِرتِقاءً بِكُم جاهِلٌ

وَكُلُّكُم في صَبَبٍ تَهبِطون

ضَبَطتُمُ المالَ وَلَكِنَّ ما

يَجمَحُ بِالإِنسانِ لا تَضبُطون

لَم تَقتَنوا مَجداً وَأَصبَحتُمُ

قِنَّ فُروجٍ لَكُم أَو بُطون

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:36 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




يا شائِمَ البارِقِ لا تُشجِكَ ال

أَظعانُ فُوِّضنَ إِلى أَرضِ بَبنَ

أُبنَ إِلى الأَوطانِ في عازِبِ ال

رَوضِ فَما وَجدُك لَمّا أَبَبنَ

يَشبُبنَ بِالعودِ وَيُخلِفنَ في ال

مَوعودِ لا كانَ صِلاءٌ شَبَبنَ

صَبَبنَ في الوادي إِلى قَريَةٍ

غَنّاءَ لَكِن بِالهَوى ما صَبَبنَ

يُسبَبنَ بِالفِعلِ فَأَمّا إِذا

قيلَ فَما يَعلَمنَ يَوماً سُبِبنَ

يَحمِلُها العيسُ وَمِن حَولِها الشِر

بُ قَرَّبنَ ضُحىً أَو خَبنَ

مَها نَقاءٍ لا مَهاً في نَقاً

رُبِّبنَ في ظِلِّ قَناً أَو رَبَبنَ

عَقارِبٌ قاتِلَةٌ مِن مُنىً

عَلى لِساني وَضَميري دَبَبنَ

آهٍ مِنَ العَيشِ وَإِفراطِهِ

وَرُبَّ أَيدٍ في بَقاءٍ تَبَبنَ

تُذَكِّرُني راحَةَ أَهلِ البِلى

أَرواحُ لَيلٍ بِخُزامى هَبَبنَ

لا تَأمَنِ الدَهرَ وَتَحويلَهُ المُل

كَ إِلى آلِ إِماءٍ ضَبَبنَ

إِنَّ اللَبيباتِ إِذا مِلنَ لِلدُن

يا وَأَلغَينَ التُقى ما لَبَبنَ

وَفي مَزيجِ الراحِ أَو في صَريحِ ال

رِسلِ وَالعامُ جَديبٌ عَبَبنَ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:37 PM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/rwau697r.gif




أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني

وَقَد مَرَّ في الشَرخِ وَالعُنفُوانِ

وَضَعتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ

وَأَلقَيتُ لِلحادِثاتِ البَواني

ثَوانِيَ ضَيفٌ فَلَم أَقرِهِ

أَوائِلَ مِن عَزمَتي أَو ثَواني

فَيا هِندُ وانٍ عَنِ المَكرُما

تِ مَن لا يُساوِرُ بِالهُندُواني

زَوانِيَ خَوفُ المَقامِ الذَمي

مِ عَن أَن أَكونَ خَليلَ الزَواني

رَوانِيَ صَبري فَأَضحَت إِلَيَّ

عُيونٌ عَلى غَفَلاتٍ رَواني

عَواني قَضاءٌ دُوينَ المُرادِ

وَما بِكرُ شَأنِكَ مِثلُ العَوانِ

وَهَل جَعَلَ الشائِماتِ الوَميضَ

تَوانِيَ غَيرُ اِتِّصالِ التَواني

فَما لِرِكابِكَ هَذي الوُقوفِ

عَدا حادِيَيها الَّذي يَرجُوانِ

حَوانِيَ لِلوِردِ أَعناقَها

وَما عَلِمتُ أَيَّ وَقتٍ حَواني

وَلَم يَلقَ في دَهرِهِ أَجرَبِيٌّ

هَوانِيَ فَليَنأَ عَنّي هَواني

وَعِندِيَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ

كُنتُ عَنهُ في العالَمينَ الغَواني

إِذا رَملَةٌ لَم تَجِئ بِالنَباتِ

فَقَد جَهِلَت إِن سَقَتها السَواني

جَرَيتُ مَعَ الدَهرِ جَريَ المُطيعِ

بَينَ اللَياحِيِّ وَالأُرجُواني

كَأَنِّيَ في العَيشِ لَدنُ الغُصو

نِ مَن شاءَ قَوَّمَني أَو لَواني

وَلا لَونَ لِلماءِ فيما يُقالُ

وَلَكِن تَلَوُّنُهُ بِالأَواني

وَفي كُلِّ شَرٍّ دَعَتهُ الخُطوبُ

شَواسِعُ مَنفَعَةٍ أَو دَواني

وَأَجزاءُ تِرياقِهِم لا تَتِمُّ

إِلّا بِجُزءٍ مِنَ الأُفعُوانِ

فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثَناءِ

فَأَحسَنُ مِن ذاكَ أَن تَهجُواني

وَإِنِّيَ مِن فِكرَتي وَالقَضا

ءِ ما بَينَ بَحرَينِ لا يَسجُوانِ

وَإِنَّ النَهارَ وَإِنَّ الظَلامَ

عَلى كُلِّ ذي غَفلَةٍ يَدجُوانِ

وَكَيفَ النَجاءُ وَلِلفَرقَدَينِ

فَضلٌ وَآلَيتُ لا يَنجُوانِ

فَلَم تَطلُبا شيمَتي ناشِئَينِ

وَعَمّا لَطَفتُ لَهُ تَحفُوانِ

فَإِن تَقفوا أَثَري تُحمَدا

وَإِن تَعرِفا النَهجَ لا تَقفُوانِ

وَقَد أَمَرَ الحِلمُ أَن تَفصَحا

وَنادى بِلُطفٍ أَلا تَعفُوانِ

فَلَن تَقذَيا بِاِغتِفارِ الذُنوبِ

وَلَكِن بِغُفرانِها تَصفُوانِ

وَلَولا القَذى طِرتُما في الهَواءِ

وَفي اللُجِّ أُلفَيتُما تَطفُوانِ

فَكونا مَعَ الناسِ كَالبارِقينِ

تَعُمّانِ بِالنورِ أَو تَخفُوانِ

فَلَم تُخلَقا مَلَكي قُدرَةٍ

إِذا ما هَفا الإِنسُ لا تَهفُوانِ

أَلَم تَرَنا عُصُرَي دَهرِنا

يَأودانِ بِالثِقلِ أَو يَأدُوانِ

وَما فَتِئَ الفَتَيانِ الحَياةَ

يَروحانِ بِالشَرِّ أَو يَغدُوانِ

عَدُوّانِ ما شَعَرا بِالحِمامِ

فَكَيفَ تَظَنُّهُما يَعدُوانِ

أَلا تَسمَعُ الآنَ صَوتَيهِما

بِكُلِّ اِمرِئٍ فيهِما يَحدُوانِ

وَما كَشَفَ البَحثُ سِرَّيهُما

وَما خِلتُ أَنَّهُما يَبدُوانِ

وَكَم سَرَوا عالَماً أَوَّلاً

وَما سَرُوا فَمَتى يَسرُوانِ

وَبَينَهُما أَهلَكَ الغابِرينَ

ما يَقرِيانِ وَما يَقرُوانِ

إِذا ما خَلا شَبَحي مِنهُما

فَما يُقفِرانِ وَلا يَخلُوانِ

قَلَينا البَقاءَ وَلَم يَبرَحا

بِنا في مَراحِلِهِ يَقلُوانِ

وَكَم أَجلَيا عَن رِجالٍ مَضَوا

وَأَخبارُ ما كانَ لا يَجلُوانِ

كَما خُلقا غَبَرا في العُصو

رِ لا يَرخُصانِ وَلا يَغلُوانِ

تَمُرُّ وَتَحلو لَنا الحادِثاتُ

وَما يَمقَرانِ وَلا يَحلُوانِ

إِذا تَلَوا عِظَةً فَالأَنا

مُ لا يَأذَنونَ لِما يَتلُوانِ

مُغِذّانِ بِالناسِ لا يَلغُبانِ

وَسَيفانِ لِلَّهِ لا يَنبُوانِ

وَلَو خُلِقا مِثلَ خَلقِ الجِيادِ

رَأَيتَهُما في المَدى يَكبُوانِ

لَعَلَّكُما إِن تَهُبَّ الصَبا

إِلى بَلَدٍ نازِحٍ تَصبُوانِ

فَلا رَيبَ أَنَّ الَّذي تُحبِيا

نِ أَفضَلُ مِنُ الَّذي تَحبُوانِ

فَعيشا أَبِيَّينِ لِلمُخزِيا

تِ مِثلَ السِماكينِ لا تَأبُوانِ

إِذا شَبَّتِ الشِعرِيانِ الوَقودَ

فَفي الحُكمِ أَنَّهُما تَخبُوانِ

وَكونا كَريمَينِ بَينَ الأَني

سِ لا تَنمُلانِ وَلا تَأثُوانِ

إِذا الخِلُّ أَعرَضَ لَم تُلفَيا

لِسوءِ أَحاديثِهِ تَنثُوانِ

وَإِن لَم تُهيلا إِلى مُعدِمٍ

طَعاماً فَيَكفيهِ ما تَحثُوانِ

وَجَهلٌ مُرادُ كَما في المَقيظِ

عَهداً مِنَ الوَردِ وَالأُقحُوانِ

وَما الحادِيانِ سِوى الجُندَبَي

نِ في حَرِّ هاجِرَةٍ يَنزُوانِ

وَما أَمِنَ البازِيانِ القِصاصَ

وَأَن يُؤخَذا بِالَّذي يَبزُوانِ

فَإِن تُهمِلا كُلَّ ما تَخزُنانِ

فَلَم يَأتِ بِالخَزيِ ما تَخزُوانِ

وَلا توجَدا أَبَداً كاهِنَينِ

تَروعانِ قَوماً بِما تَخزُوانِ

وَنُصّا إِلى اللَهِ مَغزاكُما

فَذَلِكَ أَفضَلُ ما تَغزُوانِ

وَلا تَعزُوا الخَيرَ إِلّا إِلَيهِ

فَيَجني الشِفاءُ بِما تَعزُوانِ

وَإِن عُرِّيَت كاسِياتُ الغُصو

نِ فَلتَكسُ بِالدِفءِ مَن تَكسُوانِ

وَضِنّا بِعُمرِكُما أَن يَضيعَ

وَلا تُفنِيا وَقتَهُ تَلهُوانِ

بِذِكرِ إِلَهِكُما فَأبَها

لَعَلَّكُما بِالتُقى تَبهُوانِ

فَيا رُبَّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ

مُتَّخِذاً طَعمَهُ يَطهُوانِ

وَسيرا وَساعَينِ في المَكرُما

تِ لا تَدلُجانِ وَلا تَقطُوانِ

مَطا بِكُما قَدَرٌ لا يَزالُ

جَديداهُ في غَفلَةٍ يَمطُوانِ

فَوَيحٌ لِخاطِئَتَي مارِدٍ

تَنُصّانِ في ما لَهُ تَخطُوانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:48 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


جَيرِ أَنَّ الفَتى لَفي النَصبِ الأَع

ظَمِ بَينَ الأَهلَينِ وَالجيرانِ

وَحِرانُ الجَوادِ كَالحَتفِ لِلها

رِبِ قُدّامَ ثائِرٍ حَرّانِ

أَنا أَدرانِيَ الرَشادُ بِأَنَّ الإِن

سَ مَخلوقَةٌ مِنَ الأَدرانِ

إِن يَكُن أَبرَأَ القَضاءُ الضَنى فَه

وَبَراني مِن بَعدِ ما أَبراني

لا كَرىً نائِمٌ بِجَفني وَلا أَع

لَمتُ في الدَهرِ فِتنَةً بِكِرانِ

قَد أَراني القِياسُ أَنَّ لُيوثَ ال

غابِ فيما يَنوبُ مِثلُ الإِرانِ

خَوَّفونا مِنَ القِرانِ وَلا بُدَّ

لِنَفسٍ مَعَ الرَدى مِن قِرانِ

كَم جِبالٍ مِنَ الجُيوشِ تَرادى

وَالَّذي أوضِعَت لَهُ الحِجرانِ

مَرَّ آنٌ مِنَ الزَمانِ عَلى الشَخ

صِ فَقَد خِلتُ أَنَّ دَهراً مَراني

وَعَراني خَطبٌ أَرادَ العَراني

نَ بِذُلٍّ وَكُلُّها في عِرانِ

زَعَمَ الناسُ أَنَّ قَوماً مِنَ الأَب

رارِ عولوا بِالجَوِّ بِالطَيَرانِ

وَمَشَوا فَوقَ صَفحَةِ الماءِ هَذا الإِف

كُ هَيهاتَ ما جَرى العَصرانِ

ما مَشى فَوقَ لُجَّةِ الماءِ لا السَع

دانِ فيما مَضى وَلا العُمَرانِ

أَقراني ذاكَ المُضَيِّفُ ما أَك

رَهُ وَاللَهُ غالِبُ الأَقرانِ

لَم أَبِت غافِلاً فَأَشراني الحِر

صُ إِلى أَن أَعودَ كَالأَشرانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:48 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


وَيبَكُم إِن رَأَيتُمونِيَ يَوماً

حَبَّةً في الثَرى فَلا تَلقِطوني

أَنا كَالحَرفِ لَيسَ يُنقَطُ وَاللَ

هُ حَسيبُ الجِهّالِ إِن نَقَطوني

بِتُّ كَالواوِ بَينَ ياءٍ وَكَسرٍ

لا يُلامُ الرِجالُ إِن يُسقِطوني

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:48 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif




عيشَتي سَلَّتي وَرَمسي غِمدي

فَاِقرُبوني فيهِ وَلا تَقرَبوني

زَبَّنَتها عَن دَرِّها أُمُّ دَفرٍ

فَصِفوها بِالحَيزَبونِ الزَبونِ

وَرَأَيتُ البَقاءَ فيها وَإِن مُد

دَ لِوَشكِ الحِمامِ كَالعُربونِ

إِنَّ في الشَرِّ فَاِعلَموهُ خَياراً

وَحُبونُ الرِجالِ فَوقَ الحُبونُ

لَيسَ حالُ المَخبولِ فيما يُلاقي

مِثلَ حالِ المَطوِيِّ وَالمَخبونِ

وَهُمُ الناسُ وَالحَياةُ لَهُم سو

قٌ فَمِن غابِنٍ وَمِن مَغبونِ

هَرمَ البازِلُ الَّذي يَحمِلُ العِب

أَ فَأَمسى يَعُزُّهُ اِبنُ اللَبونِ

كَم قَطَعنا مِن حِندِسٍ وَنَهارٍ

وَكَأَنَّ الزَمانَ في دَيدَبونِ

فَرَعى اللَهُ جيرَةً ما تَناءَوا

عَن رَحيبٍ لَبانُهُ مَلبونِ

أَطرَبوني وَما اِبنُ سَبرَةَ في السَب

رَةِ إِلّا مَنِيَّةُ الأَطرَبونِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:48 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif




نَحنُ قَطنيَّةٌ وَصوفيَّةٌ أَن

تُم فَقَطني مِنَ التَجَمُّلِ قَطني

تَقطَعونَ البِلادَ بَطناً وَظَهراً

إِنَما سَعيُكُم لِفَرجٍ وَبَطنِ

حاطَني خالِقي فَعِشتُ وَلَولا

خَوفُهُ قُلتُ لَيتَهُ لَم يَحُطني

جَسَدي خِرقَةٌ تُخاطُ إِلى الأَر

ضِ فَيا خائِطَ العَوالِمِ خِطني

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:49 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


لاتَجلِسَن حُرَّةٌ مُوَفَّقَةٌ

مَع اِبنِ زَوجٍ لَها وَلا خَتَنِ

فَذاكَ خَيرٌ لَها وَأَسلَمُ لِل

إِنسانِ إِنَّ الفَتى مَعَ الفِتَنِ

وَدُم عَلى غَيرَةِ الصِبا أَبَداً

وَلا تَعُد في الشَبابِ ثُمَّ تَني

كَأَنَّما الحادِثاتُ في الآفاقِ

بَعضُ السَحائِبِ الهُتُنِ

ما خُتِنَ القَومُ بِاِختِيارِهِم

إِذ جُلِبوا مِن طِرازٍ أَو خَتَنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:49 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


يا بَدَويَّ اِتَّقِ المُدامَةَ إِنَّ ال

خَمرَ باتَت كَثيرَةَ الأُبَنِ

آلَيتُ ما سَمَّحَت أَخا بَخلٍ

يَوماً وَلا شَجَّعَت أَخا جُبُنِ

وَإِنَّما تِلكَ خِفَّةٌ حَدَثَت

عَنها فَجاءَت بِأَثقَلِ الغَبَنِ

أَفضَلُ مِن أَحمَرِ السُلافِ وَمِن

كُمَيتِها ناصِعٌ مِنَ اللَبَنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:49 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


مَن لي بِتَركِ الطَعامِ أَجمَعَ إِنَّ ال

أَكلَ ساقَ الوَرى إِلى الغَبَنِ

لا أَفجَعُ الأُمُّ بِالرَضيعِ وَلا

أَشرَكُ هَذا الفَريرَ في اللَبَنِ

أَقتاتُ مِن طَيِّبِ النَباتِ وَهَل

يَسلَمُ عودُ الفَتى مِنَ الأُبَنِ

شَجَّعَ قَلبي عَلى الرَدى رَشَدي

وَالنَفسُ مَجبولَةٌ عَلى الجُبُنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:49 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي صاغَني

أَطعَمَني رِزقي وَأَحياني

شَخصِيَ هَذا عُرضَةٌ لِلرَدى

وَلَم يَزَل مَعدِنَ عِصيانِ

مِن كُلِّ فَنٍّ فيهِ أُعجوبَةٌ

كَأَنَّهُ جامِعُ سُفيانِ

يا آلَ يَعقوبَ خُذوا حَذرَكُم

في الدَهرِ مِن حَبرٍ وَدَيّانِ

يَزعَمُ نارٌ مِن سَماءٍ هَوَت

تَأكُلُ ذا إِفكٍ وَطُغيانِ

لَو كُنتَ فيما قُلتَهُ صادِقاً

لَم تَعدُ لِلشَرِّ بِهَيمانِ

وَلَم تَكُن تَرغَبُ في زُيَّفٍ

تُؤخَذُ مِن عُرجٍ وَعُميانِ

أَما تَوَقّى كَذِباً فاحِشاً

أَذهَلَني مِنكَ وَأَعياني

تَجعَلُ نَمِيَّكَ تِبراً وَما

تَخلُطُهُ حَبَّةَ عُقيانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:49 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


ما هاجَني البارِقُ مِن بارِقٍ

يَوماً وَلا هَزَّ لِهَزّانِ

حَربَةُ زانٍ بِفُؤادِ الفَتى

خَيرٌ لَهُ مِن خَربَةِ الزاني

لا أَشرَبُ الرَاحَ وَلَو

ضُمِّنَت ذَهابَ لَوعاتي وَأَحزاني

مُخَفِّفاً ميزانَ حِلمي بِها

كَأَنَّني ما خَفَّ ميزاني

عُمرٌ مَضى لا كانَ مِن ذاهِبٍ

جَزَّيتُهُ شَرّاً وَجَزّاني

أُجامِلُ الناسَ وَلَو أَنَّني

كَشَفتُ ما في السِرِّ أَخزاني

أَسيتُ مِن نَقصي وَلَكِنَّ ما

يَظهَرُ مِن غَيرِيَ عَزّاني

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:50 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


قَرَنتَ جَيشَينِ فَكَم مِن دَمٍ

أَرَقتَ لا هَدياً عَنِ القارِنِ

فَمارِني إِن شِئتَ أَولا فَما

يُعرَفُ إِلّا ذِلَّةَ مارِني

وارٍ زِنادُ الشَرِّ في هَذِهِ الدُن

يا فَقُل يا جَدَثي وارِني

وَيا خَليلي دَرَني زائِدٌ

فَأَقصِني في الأَرضِ أَو دارِني

عِندَكَ مالٌ فَأَعِن سائِلاً

وَلا تَبِت كَالسابِقِ الحارِنِ

فَالرَجُلُ لِلرَجلَةِ وَالكَفُّ لِل

كَفَّةِ وَالعِرنينُ لِلعارِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:50 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


هَل قَبِلَت مِن ناصِحٍ أُمَّةٌ

تَغدو إِلى الفِصحِ بِصُلبانِها

كَنائِسُ يَجمَعُها وَصلَةٌ

بَينَ غَوانيها وَشُبّانِها

ما بالُها عَذراءَ أَو ثَيِّباً

كَوَردَةِ الجاني بِإِبّانِها

راحَت إِلى القَسِّ بِتَقريبِها

وَبَيتُها أَولى بِقُربانِها

قَد جَرَّبَت مِن فِعلِهِ سَيِّئاً

وَالطيبُ جارٍ بِجُرَّبانِها

وَرَبَّها تُسخِطُ بَل زَوجَها ال

بائِسَ في طاعَةِ رُبّانِها

وَزارَتِ الدَيرَ وَأَثوابُها

ضامِنَةٌ فِتنَةَ رُهبانِها

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:50 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


أُفٍّ لِدُنيانا وَأَحزانِها

خَفَّفتُ مِن كِفَّةِ ميزانِها

وَتِلكَ دارٌ غَيرَ مَأمونَةٍ

أَولِعَ ضاريها بِخَزّانِها

في بُقعَةٍ مِن رُقعَةٍ يَسَّرَت

لِلبَيذَقِ الفَتكَ بِفِرزانِها

أَينَ مُلوكٌ غَبَرَت مُدَّةً

بَينَ رَوابيها وَحِزّانِها

تُردي بِشَنِّ البَدرِ أَضيافَها

وَتَشتَري الخَيلَ بِأَوزانِها

قَد ذَهَبَت عَن ذَهَبٍ صامِتٍ

وَخَلَّفَتهُ عِندَ خُزّانِها

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:50 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif




طالَ الزَمانُ عَلَيَّ وَهُوَ مُعَلِّلي

بِمَثالِثٍ مِن زورُهُ وَمَثاني

كَم حَلَّتِ الأَحياءُ جِدَّةَ رَوضَةٍ

وَرَعَت لَها نَبتاً لِعامٍ ثانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:51 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


لَو هَبَّ سُكّانُ التُرابِ مِنَ الكَرى

أَعيا المَحَلُّ عَلى المُقيمِ الساكِنِ

لَغَدَوا وَقَد مَلَأَ البَسيطَةَ بَعضُهُم

وَرَأَيتُ أَكثَرَهُم بِغَيرِ أَماكِنِ

لا تَركُنَنَّ إِلى الحَياةِ فَإِنَّها

غَدّارَةٌ بِأَخي الوَفاءِ الراكِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:51 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


طَلَبتُ مَكارِماً فَأَجدتُ لَفظاً

كَأَنّا خالِدانِ عَلى الزَمانِ

سَيُنسى كُلُّ ما الأَحياءُ فيهِ

وَيَختَلِطُ الشَآمي بِاليَماني

وَرُمتُ تَجَمُّلاً فَكُسيتُ شَيناً

وَمَن لَكَ مِن شُرورِكَ بِالأَمانِ

وَإِنَّ حَوادِثَ الأَيّامِ نُكدٌ

يُصَيِّرنَ الحَقائِقَ كَالأَماني

ضَماني أَن سَيَنفَدُ كُلُّ شَيءٍ

سِوى مَن لَيسَ يَدخُلُ في الضَمانِ

وَما خِلتُ السِماكَ وَلا أَخاهُ

عَلى خَلقَيهِما لا يَهرَمانِ

وَما أَدري أَعِلمُهُما كَعِلمي

بِهَذا الأَمرِ أَم لا يَعلَمانِ

فَهَل لِلفَرقَدَينِ سُلافُ راحٍ

عَلى كاساتِها يَتَنادَمانِ

وَإِن فَهِما خِطابَ الدَهرِ مِثلي

فَما سَعِدا بِما يَمنيهِ مانِ

وَأَروَحُ مِنهُما حادي ثَلاثٍ

يَسوقَهُنَّ أَو حادي ثَمانِ

وَمَن لي أَن أَكونَ طَريدَ سِربٍ

سَما لي خِدنُ سِنبِسَ أَو رَماني

أَلَم تَرَني كَمَيتُ الناسَ نَفسي

فَأَظهَرَني القَضاءُ وَما كَماني

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:51 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


أَجارِحي الَّذي أَدمى أَساني

وَسالِبُ حُلَّتي عَنّي كَساني

فَما لي لا أَقولُ وَلي لِسانٌ

وَقَد نَطَقَ الزَمانُ بِلا لِسانِ

عَسى عَمرٌ عَنِ الطَوقِ المُعَرّي

فَقد جانَبتُ عَلِيَّ أَو عَساني

وَبيعَت بِالفُلوسِ لِكُلِّ خَزيٍ

وُجوهٌ كَالدَنانيرِ الحِسانِ

وَلَو أَنّي أُعَدُّ بِأَلفِ بَحرٍ

لَمَرَّ عَلَّيَّ مَوتٌ فَاِحتَساني

ظَلامي وَالنَهارُ قَدِ اِستَمَرّا

عَلَيَّ كَما تَتابَعَ فارِسانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:51 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


كَأَنَّ الدَهرَ بَحرٌ نَحنُ فيهِ

عَلى خَطَرٍ كَرُكّابِ السَفينِ

بَكى جَزَعاً لِمَيِّتِهِ كَفورٌ

فَجاءَ بِمُنتَهى الرَأيِ الأَفينِ

مُصيبَةُ دينِهِ لَو كانَ يَدري

أَجَلُّ مِنَ المُصيبَةِ بِالدَفينِ

قَدِ اِستَخفَيتُ كَالجَسدِ المُواري

وَلَكِنَّ الطَوارِقَ تَختَفيني

عَفا أَثَري الزَمانُ وَما أَغَبَّت

ضِباعٌ في المَحَلَّةِ تَعتَفيني

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:52 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


ذَمَمتُكِ أُمَّ دَفرٍ فَاِسمَعيني

وَجازيني بِذَلِكَ أَو دَعيني

فَما كُنتُ الحَبيبَ إِلَيكَ يَوماً

فَأَقرُبُ في الثَوِيِّ لِتَخدَعيني

لَعَنتُكَ جاهِداً وَقَد اِشتَبَهنا

كِلانا راحَ في بُردَي لَعينِ

عَلى خُلقِ العَجوز غَدا بَنوها

لَهُم وِردٌ مِنَ الغَدرِ المَعينِ

إِذا ما الأَربَعونَ مَضَت كَمالاً

فَما لِلمَرءِ مِن أَربٍ لِعينِ

وَغِشيانُ النِساءِ إِذا تَقَضَّت

لِسُلطانِ المَنِيَّةِ كَالمُعينِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:52 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif


إِذا هاجَت أَخا أَسَفٍ دِيارٌ

فَلَيتَ طُلولُ دارِكَ لَم تَهِجني

إِذا خَلَجَت بَوارِقُ في هَزيعٍ

دَعَوتُ فَقُلتُ يا مَوتُ اِختَلِجني

أَتَأسى النَفسُ لِلجُثمانِ يَبلى

وَهَل أَسِيَ الحَيا لِفِراقِ دَجنِ

وَما ضَرَّ الحَمامَةَ كَسرُ ضَنكٍ

مِنَ الأَقفاصِ كانَ أَضَرَّ سِجِنِ

أَعوذُ بِخالِقي مِن أَن يَراني

كَشاكِ النَبتِ لا يُجنى وَيَجني

كَمَمطورِ القَتادَةِ يَتَّقينا

بِآلاتٍ مُقَوَّسَةٍ وَحُجنِ

أُزَجّي العَيشَ مُعتَرِفاً بِضُعفٍ

أُنافي القَولَ في عَرَبٍ وَهُجنِ

فَإِنَّ الطَيرَ يُقنِعُهُنَّ وِردٌ

عَلى ما كانَ مِن صَفوٍ وَأَجنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 06:52 PM
http://i71.servimg.com/u/f71/09/01/15/68/thyt10.gif






إِذا وَقتُ السَعادَةِ زالَ عَنّي

فَكِلني إِن أَرَدتَ وَلا تُكَنّي

نَبَذتُ نَصيحَتي أَن رَثَّ جِسمي

وَكَم نَقَعَ الغَليلَ خَبيءُ شَنِّ

وَقَد عَدِمَ التَيَقُّنُ في زَمانٍ

حَصَلنا مِن حِجاهُ عَلى التَظَنّي

فَقُلنا لِهِزبَرِ أَأَنتَ لَيثٌ

فَشَكَّ وَقالَ عَلَيَّ أَو كَأَنّي

وَضَعتُ عَلى قَرا الأَيّامِ رَحلي

فَما أَنا لِلمُقامِ بِمُطمَئِنِّ

وَلاقَتبي عَلى العَودِ المُزَجّى

وَلا سَرجي عَلى الفَرَسِ الأَدَنِّ

وَلَكِن تَرقُلُ الساعاتُ تَحتي

بَرِئنَ مِنَ التَمَكُّثِ وَالتَأَنّي

أَحِنُّ وَما أَجُنُّ سِوى غَرامٍ

بِغَيرِ الحَقِّ مِن حِنٍّ وَجِنِّ

نَصَحتُكِ ناقَتي سَلَبي وَنَفسي

وَنُحرِكُ في الحَنينِ فَلا تَحِنّي

أَضَيفَ الفَقرِ ضَيفَنُكَ اِدِّلاجٌ

فَهَل لَكَ مِن ذُؤالَةَ في ضِفَنِّ

غِنىً وَتَصَعلُكٌ وَكَرىً وَسُهدٌ

فَقَضَّينا الحَياةَ بِكُلِّ فَنِّ

زَمانٌ لا يَنالُ بَنوهُ خَيراً

إِذا لَم يَلحَظوهُ مِنَ التَمَنّي

عَرَفتُ صُروفَهُ فَأَزَمتُ مِنها

عَلى سِنِّ اِبنِ تَجرِبَةٍ مُسِنِّ

وَأَفقَرَني إِلى مَن لَيسَ مِثلي

كَما اِفتَقَرَ السِنانُ إِلى المِسَنِّ

أَنا اِبنُ التُربِ ما نَسَبي سِواهُ

قَلَلتُ عَنِ التَسَمّي وَالتَكَنّي

إِذا أَلهَمَتنِيَ الغَبراءُ يَوماً

فَقَد أَمِنَ التَجَنُّبُ وَالتَجَنّي

وَما أَهلُ التَحَنُّؤُ وَالتَحَلّي

إِلى أَهلِ التَحَلُوِّ وَالتَحَنّي

وَيَكفيكَ التَقَنُّعُ مِن قَريبٍ

عَظائِمَ لَيسَ تُبلَغُ بِالتَوَنّي

صَريرَ الرُمحِ في زَرَدٍ مَنيعٍ

وَوَقعَ المَشرَفِيِّ عَلى المِجَنِّ

وَحَملَ مُهَنَّدٍ يَسطو بِعَيرٍ

وَفورٍ لَيسَ بِالأَشِرِ المُرِنِّ

وَلا شَلّالِ عاناتٍ خِماصٍ

وَلَكِن خَيلِ جَيشٍ مُرجَحَنِّ

يَرى عَذمَ الأَوابِدِ غَيرَ حِلٍّ

وَيَعذِمُ هامَةَ البَطَلِ الرِفَنِّ

وَما يَنَفكُّ مُحتَمِلاً ذُباباً

أَبى التَغريدُ في الخَضِرِ المُغَنِّ

تَذوبُ حِذارَهُ زُرقُ الأَعادي

وَيَسخى بِالحَياةِ حَليفُ ضَنِّ

وَيَنفُثُ في فَمِ الحَيّاتِ سُمّاً

وَيَملَأُ ذِلَّةً أَنفَ المِصِنِّ

وَخَرقُ مَفازَةٍ كُسِيَت سَراباً

يُعَرّي الذِئبَ مِن وَبَرٍ مُكِنِّ

شَكَت سَحَراً مِنَ السَبَراتِ قُرّاً

فَأَوسَعَها الهَجيرُ مِنَ القُطُنِّ

وَتَعزِفُ جِنُّها وَاللَيلُ داجٍ

إِذا خَلَتِ الجَنادِبُ مِن تَغَنّي

يَخالُ الغِرُّ سَرحَ بَني أُقَيشٍ

يُؤَنَّقُ في مَراتِعِها بِسَنِّ

أَراكَ إِذا اِنفَرَدتَ كُفيتَ شَرّاً

مِنَ الخَلِّ المُعاشِرِ وَالمِعَنِّ

وَمَن يَحمِل حُقوقَ الناسِ يوجَد

لَدى الأَغراضِ كَالفَرَسِ المُعَنِّ

أَتَعجَبُ مِن مُلوكِ الأَرضِ أَمسَوا

لِلَذّاتِ النُفوسِ عَبيدَ قِنِّ

فَإِن دانَيتُهُم لَم تَعدُ ظُلَماً

وَمَنّاً في الأُمورِ بِغَيرِ مَنِّ

نَهَيتُكَ عَن خِلاطِ الناسِ فَاِحذَر

أَقارِبَكَ الأَداني وَاِحذَرَنّي

وَإِن أَنا قُلتُ لا تَحمِل جُرازاً

فَهُزَّ أَخا السَفاسِقِ وَاِضرِبَنّي

فَنَصلُ السَيفِ وَهوَ اللُجُّ يَرمي

غَريقاً فَوقَ سَيفٍ مُرفَئِنِّ

وَضاحيهِ يُزيلُ غُضونَ وَجهٍ

وَيَبسُطُ مِن وِدادِ المُكبَئِنِّ

فَما حَمَلَت يَداهُ بِهِ خَؤوناً

وَلا نَبَراتُهُ نَبَراتُ وَنِّ

سَنا العَيشِ الخُمولُ فَلا تَقولوا

دَفينُ الصيتِ كَالمَيتِ المُجَنِّ

وَتُؤثِرُ حالَةَ الزِمّيتِ نَفسي

وَأَكرَهُ شيمَةَ الرَجُلِ المِفَنِّ

كَفى حُزناً رَحيلُ القَومِ عَنّي

وَلَيسَ تَخَيُّري وَطَنَ المِبِنِّ

تَبَنَّوا خَيمَهُم فَوُقوا هَجيراً

وَأَعوَزَني مَكانٌ لِلتَبَنّي

يُصافِحُ راحَةً بِاليَأسِ قَلبي

وَلَدنُ الشَرخِ حُوِّلَ مِن لَدُنّي

وَما أَنا وَالبُكاءَ لِغَيرِ خَطبٍ

أَعينُ بِذاكَ لِمَن لَم يَسَتَعِنّي

حَسِبتُكَ لَو تُوازِنُ بي ثَبيراً

وَرَضوى في المَكارِمِ لَم تَزِنّي

وَما أَبغي كِفاءَكَ عَن جَميلٍ

وَأَمّا بِالقَبيحِ فَلا تَدِنّي

وَلا تَكُ جازِياً بِالخَيرِ شَرّاً

وَإِن أَنا خُنتُ في سَبَبٍ فَخُنّي

جَليسي ما هَويتُ لَكَ اِقتِراباً

وَصُنتُكَ عَن مُعاشَرَتي فَصُنّي

أَرى الأَقوامَ خَيرُهُمُ سَوامٌ

وَإِن أُهِنِ اِبنَ حادِثَةٍ يُهِنّي

إِذا قُتِلَ الفَتى الشِرّيبُ مِنهُم

فَلا يَهِجِ الغَرامَ كَسيرُ دَنِّ

رَأَيتُ بَني النَضيرِ مِن آلِ موسى

أَعارَهُمُ الشَقاءُ حَطيمَ ثِنِّ

سَعَوا وَسَعَت أَوائِلُهُم لِأَمرٍ

فَما رَبِحوا سِوى دَأبٍ مُعَنّي

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:01 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif




هَل تُثبَتَنَّ لِذي شامٍ وَذي يُمنٍ

عَطِيَّةُ الدَهرِ مِن عِزٍّ وَتَمكينِ

خَيرٌ لِصاحِبِ تاجٍ يُدَّعى مَلِكاً

لَو أَنَّهُ لابِسٌ أَطمارَ مِسكينِ

إِن تُمسِ فِيَّ كَما في الناسِ كُلِّهِمُ

أَدناسُ حَيٍّ فَلا شَيبٌ يُزَكّيني

وَما عَنَيتُ سِوى تُربٍ تُغَيِّرُني

فيهِ أُفارِقُ تَحريكي وَتَسكيني

وَما أَعودُ إِلى الدُنيا وَقَد زَعَموا

أَنَّ الزَمانَ بِمِثلي سَوفَ يَحكيني

وَكَيفَ أَشكو لِجَهلٍ ما أُمارِسُهُ

إِلى الأَنامِ وَحُكمُ اللَهِ يَشكيني

وارَحمَتا لِشَبيهي في حَوادِثِهِ

يَنكيهِ ما كانَ في الأَيّامِ يَنكيني

إِنَّ الَّذي بِالمَقالِ الزورِ يُضحِكُني

ضِدُّ الَّذي بِيَقينِ الحَقِّ يُبكيني

وَهَل أُسَرُّ وَنَفسي غَيرُ زاكِيَةٍ

بِأَن تَخَرَّصَ أَفواهٌ تُزَكّيني

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:01 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


ما رَقَّشَ الخَطُّ في دَرجٍ وَلا صُحُفٍ

مِن آلِ مُقلَةَ إِلّا قُلُّتٌ فانِ

سَيفانِ مِن بَحرَي الظَلماءِ ما شُهِرا

إِلّا لِأَفرادِ ذي بُدنٍ وَسَيفانِ

ضَيفانِ لِلدَهرِ ميلادٌ وَمُختَرَمٌ

وَنَحنُ بَينَهُما أَشباهُ ضيفانِ

وَما النُسورُ وَإِن كانَت مُمَلَّكَةً

إِلّا نَظيرَ جَرادٍ طارَ خَيفانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:01 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif
الطَبعُ شَيئٌ قَديمٌ لا يُحَسُّ بِهِ

وَعادَةُ المَرءِ تُدعى طَبعَهُ الثاني

وَالإِلفُ أَبكى عَلى خِلٍّ يُفارِقُهُ

وَكَلَّفَ القَومَ تَعظيماً لِأَوثانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:01 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


خَيرٌ وَشَرٌّ وَلَيلٌ بَعدَهُ وَضَحٌ

وَالناسُ في الدَهرِ مِثلُ الدَهرِ قِسمانِ

وَاللُبُّ حارَبَ تَركيباً يُجاهِدُهُ

فَالعَقلُ وَالطَبعُ حَتّى المَوتِ خَصمانِ

هَل أَلحَدَ السَيفُ أَو قَلَّت دِيانَتُهُ

أَو كانَ صاحِبَ تَوحيدٍ وَإِيمانِ

وَرابَني مِنهُ تَركُ الجاحِدينَ سُدىً

لَم يُفجَعوا بِرُؤوسٍ مُنذُ أَزمانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:01 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


لا أُشرِكُ الجَديَ في دَرٍّ يَعيشُ بِهِ

وَلا أَروعُ بَناتِ الوَحشِ وَالضانِ

وَلا أَقولُ لِجارٍ لَم يَجِئ خَطَأً

إِن كانَ يَوماً بِحُسنِ الفِعلِ أَرضاني

لَو يَنطِقُ السَيفُ نادى لَيسَ لي عَمَلٌ

إِذا قَضى مالِكُ الأَفلاكِ أَنضاني

مَتى أَرادَ فَصَفحايَ اللَذانِ هُما

بَحرُ الرَدى مِن حِياضِ المَوتِ حَوضاني

وَإِن كَهِمتُ فَأَمرُ اللَهِ أَكهَمَني

وَإِن مَضَيتُ فَأَمرُ اللَهِ أَمضاني

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:02 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


الدَهرُ لَونانِ أَعيا ثالِثٌ لَهُما

وَكَم أَتاكَ بِأَشباهٍ وَأَلوانِ

لا أَشرَبُ الراحَ أَشري طيبَ نَشوَتِها

بِالعَقلِ أَفضَلِ أَنصاري وَأَعواني

لَو كانَ يَعرِفُ دُنياهُ مُصاحِبُها

أَرادَها لِعَدُوٍّ دونَ إِخوانِ

وَإِن كَفَتني عَذابَ اللَهِ آخِرَةٌ

فَما أُحاوِلُ مِنها فَوزَ رُضوانِ

وَالرِزقُ يُقسَمُ ما فَتكي بِمُنتَقِصي

حَظّاً وَلا النُسكُ في المَكروهِ أَهواني

سيحانُ لِلرومِ عَذبٌ لَيسَ مَورِدُهُ

مِلحاً كَزَمزَمَ أَو عَينٍ لِسُلوانِ

وَالإِنسُ مِثلُ نِظامِ الشِعرِ كَم رَجُلٍ

بِالجَيشِ يُفدى وَكَم بَيتٍ بِديوانِ

وَأَقصَرُ الوَقتِ كَونٌ ثُمَّ يَنظِمُهُ

حُكمُ القَديمِ فَيُفنيهِ بِأَكوانِ

إِن جاءَني الخَطبُ يَجنيهِ بِلا سَبَبٍ

كَيوانُ فَاللَهُ أَرجو رَبَّ كَيوانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:02 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


أُنافِقُ الناسَ إِنّي قَد بُليتُ بِهِم

وَكَيفَ لي بِخَلاصٍ مِنهُمُ دانِ

مَن عاشَ غَيرَ مُدّاجٍ مَن يُعاشِرُهُ

أَساءَ عِشرَةَ أَصحابٍ وَأَخدانِ

كَم صاحِبٍ يَتَمَنّى لَو نُعيتُ لَهُ

وَإِن تَشَكَّيتُ راعاني وَفَدّاني

صَحِبتُ دَهري وَسوءُ الغَدرِ شيمَتُهُ

فَإِن غَدَرتُ فَإِنَّ الدَهرَ أَعداني

وَما أُبالي وَأَرداني مُبَرَّأَةٌ

مِنَ العُيوبِ إِذا ما الحَتفُ أَرداني

مَتى لَحِقتُ بِتُربي زَلَّ عَن جَدَثي

مَدحي وَذَمِّيَ مِن مَثنى وَوُحدانِ

هَل تَزدَهي كَعبَةُ الحُجّاجِ إِذ فَقَدَت

حِسّاً بِكَثرَةِ زُوّارٍ وَسُدّانِ

في الحَولِ عيدانِ ما فازا بِما رُزِقا

فَيُظهِرا البِشرَ لَمّا قيلَ عيدانِ

كَم عَبَّدَ الفَتَيانِ الخَلقَ عَن عُرُضٍ

بِذِلَةٍ وَهُما لِلَّهِ عَبدانِ

أَمّا الجَديدانِ مِن ثَوبي وَمِن جَسَدي

فَيَبلَيانِ وَلا يَبلى الجَديدانِ

بُردُ الشَبابِ وَبُردُ الناسِجِ اِبتُذِلا

وَهَل يَدومُ عَلى البَردَينِ بُردانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:02 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


قَد آذَنَتنا بِأَمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ

وَإِنَّما قيلَ آذانٌ لِإيذانِ

شَمسٌ وَبَدرٌ أَنارا في ضُحىً وَدُجىً

لِآدَمٍ وَهُما لا رَيبَ هَذانِ

وَاللَيلُ وَالصُبحُ ما اِنجَذَّت حِبالُهُما

وَكُلَّ حَبلٍ عَلى عَمدٍ يَجُذّانِ

وَيَأكُلانِ وَلَم يَستَوبِلا مِقَراً

مِنَ الطَعامِ وَلا شَهداً يَلَذّانِ

إِنَّ الجَديدَينِ ما ظَنّا وَما عَلِما

بَل طائِرانِ عَلى جَدٍّ أَحَذّانِ

طِرفانِ لِلَّهِ ما بُذّا وَلا لُحِقا

وَلَم يَزالا بِمِقدارٍ يَبُذّانِ

هَذّا العِظاتِ عَلَينا في سُكونِهِما

كَصارِمَينِ ذَوي غَربٍ يُهَذّانِ

وَقالَتِ الأَرضُ مَهلاً يا بَنِيّ أَلا

سِيّانِ فَوقَي أَجمالي وَقَذّاني

غَذاكُمُ اللَهُ مِنّي ثُمَّ عَوَّضَني

مِمّا لَقيتُ فَبِالأَجسامِ غَذّاني

وَطِئتُموني بِأَقدامٍ وَأَحذِيَةٍ

فَقَد أُدِلتُ فَتَحتي مَن تَحَذّاني

كَم مَرَّ في الدَهرِ مِن قَيظٍ وَمِن شَبَمٍ

وَلاحَ في الأَرضِ مِن وِردٍ وَحَوذانِ

يا صاحِبَيَّ اللَذَينِ اِستَشفَيا لِضَنىً

بِمَن تَلوذانِ أَو مِمَّن تَعوذانِ

بُقراطَ عَمري وَجالينوسُ ما سَلِما

وَالحَقُّ أَنَّهُما في الطِبِّ فَذّانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:02 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


العَيشُ ماضٍ فَأَكرِم والِدَيكَ بِهِ

وَالأُمُّ أَولى بِإِكرامٍ وَإِحسانِ

وَحَسبُها الحَملُ وَالإِرضاعُ تُدمِنُهُ

أَمرانِ بِالفَضلِ نالا كُلَّ إِنسانِ

وَاِخشَ المُلوكَ وَياسِرها بِطاعَتِها

فَالمَلكُ لِلأَرضِ مِثلُ الماطِرِ الساني

إِن يَظلِموا فَلَهُم نَفعٌ يُعاشُ بِهِ

وَكَم حَمَوكَ بِرَجلٍ أَو بِفُرسانِ

وَهَل خَلَت قَبلُ مِن جورٍ وَمَظلَمَةٍ

أَربابُ فارِسَ أَو أَربابُ غَسّانِ

خَيلٌ إِذا سُوِّمَت وَما حُبِسَت

إِلّا بِلُجمٍ تُعَنّيها وَأَرسانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:02 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


أُمسي وَأَمسِيَ في شَحطٍ وَإِنَّ غَدي

وَإِنَّ يَومي بِلا رَيبٍ لِأَمسانِ

إِنَّ الفَتِيِّينَ بِالفِتيانِ في لَعِبٍ

كُلٌّ أُحِسَّ وَمُرّاً لا يُحِسّانِ

وَيودِيانِ بِما قالوا وَما صَنَعوا

حَتّى إِساءَةُ قَومٍ مِثلُ إِحسانِ

وَاللَهُ يُخلِفُ أَزماناً بِمُشبِهِها

كَما يُبَدِّلُ إِنساناً بِإِنسانِ

تُلقي المَقاديرُ في آنافِهِم خُطُماً

يَقُدنَهُم لِمَناياهُم بِأَرسانِ

أَذوَينَ آلَ زُهَيرٍ وَاِرتَعَينَ بَني

نَبتٍ وَحَسَّينَ مَوتاً رَهطَ حَسّانِ

أَلِمُطعِمي الضَيفَ عَن يُسرٍ وَعَن عَدَمٍ

وَالشاهِدِيُّ الحَربَ مِن رَجلٍ وَفُرسانِ

كاسوا عُقولاً وَكاسَت إِبلُهُم كَرَماً

وَالغَدرُ في الناسِ لَم يُعرَف بِكَيسانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:03 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


إِن لَم نَكُن عائِمي لُجٍّ نُمارِسُهُ

إِلى الحِمامِ فَإِنّا راكِبوا سُفُنِ

لَولا التَجَمُّلُ في تَرَحُّلِنا

كَما وَرَدنا بِلا طيبٍ وَلا كَفَنِ

إِنَّ اللِباسَ وَعِطراً أَنتَ بائِعُهُ

لَيسا لِمَدفونِ مَوتانا بَلِ الدُفُنِ

جاءَ الوَليدُ مُعَرّىً لا خُيوطَ لَهُ

فَما الفَضيلَةُ بَينَ الطِفلِ وَاليَفَنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:03 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


لَولا الحَوادِثُ لَم أَركُن إِلى أَحَدٍ

مِنَ الأَنامِ وَلَم أَخلُد إِلى وَطَنِ

وَكُنتُ في كُلِّ تيهٍ صاحِباً لِقَطاً

في الوِردِ قَطنِيَ مِن سَعدٍ وَمِن قَطَنِ

حَليفُ وَجناءَ تَرمي بِالوَجينِ شَفاً

مِنها وَتَجهَلُ مَعنى الحَوضِ وَالعَطَنِ

وَغَيَّضَ السَيرُ عَينَيها فَلَو وَرَدَت

جُمَّيهِما الطَيرُ لَم تَشرَب بِلا شَطَنِ

وَهَل أَلومُ غَبِيّاً في غَباوَتِهِ

وَبِالقَضاءِ أَتَتهُ قِلَّةُ الفِطَنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:03 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


عَيشي مُؤَدٍّ إِلى الضَرّاءِ وَالوَهَنِ

وَمِهنَتي لِإِلَهي أَشرَفُ المِهَنِ

تَخَلَّ مِن أُمِّ دَفرٍ فَهيَ مُؤذِيَةٌ

وَهَوِّنِ الأَمرَ في غَرّائِهِ يَهَنُ

إِنّا ضُيوفُ زَمانٍ ما قِراهُ لَنا

إِلّا المَنايا وَنَحنُ الآنَ في اللُهَن

وَقَد أَنِفتُ لِنَفسٍ مِنهُ نافِرَةً

كُلَّ النِفارِ وَشَخصٍ فيهِ مُرتَهَنُ

اللَهُ عالِمُ غَيبٍ لا أُحاوِلُهُ

مِن ذي نُجومٍ وَلا أَبغيهِ في الكَهَنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif
أَرى فَتَيَي دُنياكَ إِن حَرِجَ الفَتى

فَما إِن هُما في مَأثَم حَرِجانِ

وَكَم مِن رَحيبٍ يُلقِيانِ مُلاءَةً

عَلَيهِ وَضَنكٍ ضَيِّقٍ يَلِجانِ

جَديدانِ لَمّا يَبلَيا بِتَقادُمٍ

وَلا بِأَكُفِّ القَومِ يُنتَسَجانِ

إِذا حَزِنَ الأَصحابُ لَم يَحزَنا لَهُم

فَأَنّى بِضِدُِّ الحُزنِ يَبتَهِجانِ

مُلاحِيَتي قَد زَيَّنَت أَنجُمُ الدُجى

مُلاحِيَةٌ لَم تَجنِها يَدُ جاني

تُعَلِّقُ أُذنَ الدَهرِ قُرطاً وَلَم يَكُن

لِيَخلُجَ وَالقُرطانِ يَختَلِجانِ

وَمَن دايَنَ الأَيّامَ فَهيَ مَلِيَّةٌ

عَلى غَيِّها بِاللَيِّ وَالسَلَجانِ

وَسِيّانِ مَلكا مَعشَرٍ في سَناهُما

وَعِلجانِ في الشَعراءِ وَالعَلَجانِ

رَجاكَ لَعَمري أَيُّها الريمُ قاطِعٌ

رَجائِيَ وَبُعداً لِلَغوِيَّ رَجاني

وَآثَرُ عِندي مِن مَديحي تَخَرُّصاً

كَلامُ غَوِيٍّ لامَني وَهَجاني

غَدا الحَتفُ لا شَجواً يَخافُ وَلا شَجاً

وَقَبلَكَ أَشجى أُسودي وَشَجاني

وَما يَنفَعُ الغِربيبُ وَالضَعفُ واقِعٌ

إِذا كانَ لَونُ الرأسِ غَيرَ هِجانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


أَرى الخَلقَ في أَمرَينِ ماضٍ وَمُقبِلٍ

وَظَرفَينِ ظَرفَي مُدَّةٍ وَمَكانِ

إِذا ما سَأَلنا عَن مُرادِ إِلَهِنا

كَنى عَن بَيانٍ في الإِجابَةِ كاني

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


حَياةٌ وَمَوتٌ وَاِنتِظارُ قِيامَةٍ

ثَلاثٌ أَفادَتنا أُلوفَ مَعانِ

فَلا تَمهَرا الدُنيا المُروءَةَ إِنَّها

تُفارِقُ أَهليها فِراقَ لِعانِ

وَلا تَطلُباها مِن سِنانٍ وَصارِمٍ

بِيَومِ ضِرابٍ أَو بِيَومِ طِعانِ

وَإِن شِئتُما أَن تَخلُصا مِن أَذاتِها

فَحُطّا بِها الأَثقالَ وَاِتَّبِعاني

فَما راعَني مِنها تَهَجُّمٌ ظالِمٍ

وَلا خِمتُ عَن وَهدٍ لَها وَرِعانِ

وَلا حَلَّ سَرِيَّ قَطُّ في أُذنِ سامِعٍ

وَشِنفاهُ أَو قُرطاهُ يَستَمِعانِ

وَلَم أَرقُبِ النَسرَينَ في حَومَةِ الدُجى

أَظُنُّهُما في كَفَّتَي يَقَعانِ

عَجِبتُ مِنَ الصُبحِ المُنيرِ وَضِدِّهِ

عَلى أَهلِ هَذي الأَرضِ يَطَّلِعانِ

وَقَد أَخرَجاني بِالكَراهَةِ مِنهُما

كَأَنَّهُما لِلضيقِ ما وَسِعاني

وَكَيفَ أُرَجّي الخَيرَ يَصدُرُ عَنهُما

وَقَد أَكَلَتني فيهِما الضَبُعانِ

وَما بَرَّ مَن ساواهُما في قِياسِهِ

بِبِرَّي عُقوقٍ بَل هُما سَبُعانِ

وَما ماتَ مَيتٌ مَرَّةً في سِواهِما

كَخَصمَينِ في الأَرواحِ يَفتَرِعانِ

أَشاحا فَقالا ضِلَّةً لَيسَ عِندَنا

مَحَلٌّ وَفي ضيقِ الثَرى وَضَعاني

وَكيوانُ وَالمِرّيخُ عَبدانِ سُخِّرا

وَلَستُ أُبالي إِن هُما فَرَعاني

وَلَو شاءَ مَن صاغَ النُجومَ بِلُطفِهِ

لَصاغَهُما كَالمُشتَري وَدَعانِ

أَيَعكِسُ هَذا الخَلقَ مالِكُ أَمرِهِ

لَعَلَّ الحِجى وَالحَظُّ يَجتَمِعانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif




عَجِبتُ القَومَ جَنَّبو ثَمَنَ الغِنا

وَقَد شَرِبوا كاساتِهِم بِدُيونِ

وَأَفضَلُ عِندي مِن أَكُفٍّ تَداوَلَت

سُلافَةَ خَمّارٍ أَكُفُّ قُيونِ

يَقولونَ لَم نَشرَب مَقالَ تَكَذُّبٍ

وَقَد شَهِدَت في أَوجُهٍ وَعُيونِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


مَنونَ رِجالٌ خَبِّرونا عَنِ البِلى

وَعادوا إِلَينا بَعدَ رَيبِ مَنونِ

بَنونَ كَآباءٍ وَكَم بَرَّحَ الرَدى

بِضَبٍّ عَلى عِلّاتِهِ وَبِنونِ

دَفَنّاهُمُ في الأَرضِ دَفنَ تَيَقُّنٍ

وَلا عَلِمَ بِالأَرواحِ غَيرَ ظُنونِ

وَرَومُ الفَتى ما قَد طَوى اللَهُ عِلمَهُ

يُعَدُّ جُنوناً أَو شَبيهَ جُنونِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif


قَبيحٌ مَقالُ الناسِ جِئناهُ مَرَّةً

فَكانَ قَليلاً خَيرُهُ لَم يُعاوِنِ

إِذا أَنتَ لَم تُعطِ الفَقيرَ فا يَبِن

لَهُ مِنكَ وَجهُ المُعرِضِ المُتَهاوِنِ

وَلا تَأمَنَنَّ الحادِثاتِ فَإِنَّها

تَرُدُّ لُيوثَ الغابِ مِثلَ الضَياوِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 07:04 PM
http://i41.servimg.com/u/f41/09/01/15/68/harten11.gif




سَكَنتُ إِلى الدُنيا فَلَمّا عَرَفتُها

تَمَنَّيتُ أَنّي لَستُ فيها بِساكِنِ

وَما فَتِئَت تَرمي الفَتى عَن قُسِيَّها

بِكُلِّ الرَزايا مِن جَميعِ الأَماكِنِ

وَما سَمَحَت لّزائِراتِ بِأَمنِها

وَلا لِلمَواكي في أَقاصي المَواكِنِ

رَكَنّا إِلَيها إِذ رَكَونا أُمورَها

فَقُل في سَفاهٍ لِلرَواكي الرَواكِنِ

فَأَينَ الشُموسُ اليَعرُبِيّاتُ قَبلَنا

بِها كُنَّ فَاِسأَل عَن مَآلِ البَهاكِنِ

زَكَنَّ المَنايا أَن زَكَونَ فَنِعمَةٌ

مِنَ اللَهِ دامَت لِلزَواكي الزَواكِنِ

جُمِعنا بِقُدرٍ وَاِفتَرَقنا بِمِثلِهِ

وَتِلكَ قُبورٌ بُدِّلَت مِن مَساكِنِ

نَفَتنا قُوىً لا مُضرَباتٌ لِسالِمٍ

بَلابِلَ وَلا مُستَدرَكاتٌ بِلَكِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:14 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png



رَأيتُكَ مَفقودَ المَحاسِنِ غابِراً

مَعَ الناسِ في دَهرٍ فَقيدَ المَحاسِنِ

أَتَرجو المَطايا خَفضَ عَيشٍ وَلَذَّةٍ

يُريحُ بُراها مِن مِراسِ المَراسِنِ

فَقَد سَئِمتُ خَوضَ الرِمالِ خِفافُها

وَنَضحَ صَداها بِالمِياهِ الأَواسِنِ

فَيَومُ نَوىً قَصَّرنَ فيهِ عَنِ النَوى

وَيَومُ فِراسٍ دُسنَهُ بِالفَراسِنِ

فَإِن لا يَكُن وَسنانَ حَظّي وَحَظِّها

فَإِنَّ عَلَيهِ فَترَةَ المُتَواسِنِ

إِذا أَنتَ لم تُصبِح مِنَ الناسِ مُفرَداً

أَذِنتَ إِلى لاصٍ يَعيبُ وَلاسِن

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:15 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


قَرَنَّ بِحَجٍّ عُمرَةً وَقَرينَنا

غَراماً فَآهٍ مِن قَوارٍ قَوارِنِ

عَقائِلُ مُردٍ فَوقَ جُردٍ عَوابِسٍ

ذَواتِ أَوارٍ بِالفَناءِ أَوارِنُ

مَرى لَهُمُ المَرّانُ رِسلَ حَياتِهِم

فَأَعجِب بِرِسلٍ مِن مَوارٍ مَوارِنِ

إِذا لَم يَزُمَّ النَفسَ لِبٌّ وَلا تُقىً

فَرُبَّ عَوارٍ لِلأُنوفِ عَوارِنِ

وَكَم مِن حُسامٍ قَد أُميطَ بِهِ الأَذى

وَمارِنِ سُمرٍ فيهِ رَغمٌ لِمارِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


ثُعالَةُ حاذِر مِن أَميرٍ وَسَوقَةٍ

فَمِن لَفظِ صَيدٍ لَفظُ الصَيادِنِ

وَلا تَتَّخِذ مِن آلِ حَوّاءَ صاحِباً

وَغَيرَهُمُ إِن شِئتَ فَاِصحَب وَخادِنِ

فَإِن كانَ في دُنياكَ لِلشَرِّ مَعدِنٌ

فَإِنَّهُم في ذاكَ أَزكى المَعادِنِ

وَلا تَقرَبِ الناظورَ في الأَرضِ خِلتَهُ

هِداناً فَتَلقى فاتِكاً لَم يُهادِنِ

وَعاصِ مُشيماً قالَ بادِرهُ غادِهِ

فَلَستُ بِحادٍ لَيدَ أَشمَطَ بادِنِ

فَرُبَّ مُسِنٍّ رَدَّ مِثلَكَ بِالضُحى

لَقىً لِرَوادٍ في النِساءِ الرَوادِنِ

وَكَم أَيَّموا مِن ضَيغَمٍ أَم أَشبُلٍ

وَكَم أَثكَلوا مِن أُمِّ شادٍ وَشادِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


لَهانَ عَلَينا أَن تَمُرَّ كَأَنَّها

هَوازِنُ طَيرٍ نِسوَةٌ مِن هَوازِنِ

وَأُمُّ طَويلِ الرُمحِ سَمَّتهُ مازِناً

لَدى العَقلِ يَحكي نَملَةً أُمَّ مازِنِ

رَضيتُ بِما جاءَ القَضاءُ مُسَلِّماً

وَضاعَ سُؤالي في حَوازٍ حَوازِنِ

إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى فَاِدَّخِر بِهِ

نَثاً وَأَرِحهُ مِن خَوازٍ خَوازِنِ

وَما أَنا إِن وُلّيتُ أَمراً بِعادِلٍ

وَلا في قَريضِ الشِعرِ بِالمُتَوازِنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:16 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


تَمَزَّنَ مِن مُزنِ السَحابِ مَعاشِرٌ

وَمِن مازِنٍ بَيضِ النَمالِ تَمَزُّني

عَزَزتُ وَزُبُّ الناسِ أَعطاكَ عِزَّةً

وَأَصبَحتُ هَيناً كُلُّ شَيءٍ يَعُزُّني

كَنَبتٍ ضَعيفٍ لَم يُوازِرهُ غَيرُهُ

فَأَيُّ نَسيمٍ هَبَّ فَهوَ يَهُزُّني

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:17 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


أُريدُ لِيانَ العَيشِ في دارِ شِقوَةٍ

وَتَأبى اللَيالي غَيرَ بُخلٍ وَلَيانِ

وَيُعجِبُني شَيآنِ خَفضٌ وَصَحَّةٌ

وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ غَيَّرَ شَيّاني

وَما جَبَلُ الرَيّانِ عِندي بِطائِلٍ

وَلا أَنا مِن خودِ الحِسانِ بِرَيّانِ

وَأَحيانِيَ اللَهُ القَديرُ مَلاوَةً

فَهَلّا بِخَوفِ اللَهِ أَقطَعُ أَحياني

وَإِنَّ بَني الدَيّانِ أَخمَلُ عِزَّهُم

قِيامُ عَميدٍ مِن خُزَيمَةَ دَيّانِ

وَما اِقتَتَلَ الحَيّانِ إِلّا سَفاهَةً

وَلَو صَحَّ وُدّي لِلمُحارِبِ حَيّاني

وَتَهلِكُ أَعيانُ الرِجالِ وَإِنَّما

مَصارِعُ أَعيارٍ كَمَصرَعِ أَعيانِ

وَلَم يُشوِ حَتفٌ أُمَّ عُفرٍ بِوَهدَةٍ

وَلا أُمَّ غُفرٍ بَينَ آسٍ وَظَيّانِ

أُريدُ عَلِيّاتِ المَراتِبِ ضِلَّةً

وَخَرطُ قَتادِ اللَيلِ دونَ عُلَيّانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:17 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً

فَتَحمِلَ ثُقلاً مِن هُمومي وَأَحزاني

وَهَيهاتَ لَو حَلَّت لَما كُنتُ شارِباً

مُخَفَّفَةً في الحِلمِ كِفَّةَ ميزاني

إِذا خَزَنوني في الثَرى فَمَقالِدي

مُضَيَّعَةٌ لا يُحسنُ الحِفظَ خُزّاني

كَأَنِّيَ نَبتٌ مَرَّ يَومٌ وَلَيلَةٌ

عَلَيَّ وَكانا مُنفَضَّينِ فَجَزّاني

هُما بَدَوَِيّانِ الطَريقَ تَعَرَّضا

وَبُردَيَّ مِن نَسجِ الشَبيبَةِ بَزّاني

قَوِيّانِ عَزّاني عَلَيهِ وَأَوقَعا

بِغَيرِيَ ما بي أَوقَعاهُ فَعَزّاني

وَما ضَيَّقا أَرضي وَلَكِن أَراهُما

إِلى الضَنَكِ مِن وَجهِ البَسيطَةِ لَزّاني

وَما أَكَلا زادي وَلَكِن أَكَلتُهُ

وَقَد نَبَّهاني لِلسُرى وَاِستَفَزّاني

وَلَم يَرضَيا إِلّا بِنَفسي مِنَ القِرى

وَلَو صُنتُهُ عَن طارِقَي لِأَحزاني

وَما هاجَ ذِكري بارِقٌ نَحوَ بارِقٍ

وَلا هَزَّني شَوقٌ لِجارَةِ هَزّانِ

بَلِ الفَتَيانِ اِعتادَ قَلبي أَذاهُما

يَشيمانِ أَسيافَ الرَدى وَيَهُزّانِ

عَزيزانِ بِاللَهِ الَّذي لَيسَ مِثلُهُ

يُذِلّانِ في مِقدارِهِ وَيُعِزّانِ

وَكَم فَتَكا وَالحِسُّ قَد بانَ عَنهُما

بِأَهلِ وُهودٍ أَو جِبالٍ وَحِزّانِ

وَما تَرَكا تُركَ القِبابِ وَغادَرا

بِرُمحَينِ أَو جُرزَينِ أُسرَةَ جُرزانِ

سَلا غابَ تَرجٍ وَالأُنَيعِمَ كَم ثَوى

بِذاكَ وَهَذا مِن أُسودٍ وَخُزّانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:17 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ

بِوِدّي وَلَكِنَّ المُهَيمِنَ أَمطاني

وَما أَحَدٌ مُعطِيَّ وَاللَهُ حارِمي

وَلا حارِمي شَيئاً إِذا هُوَ أَعطاني

هُما الفَتَيانِ اِستَولَيا بِتَعاقُبٍ

وَما لَهُما لُبٌّ فَكَيفَ يَشُطّانِ

إِذا مَضَيا لَم يَرجِعا وَتَلاهُما

نَظيرانِ بِالمُستَودَعاتِ يُلِطّانِ

وَكُلَّ غَنِيٍّ يَسلُبانِ مِنَ الغِنى

وَكُلَّ كَمِيٍّ عَن جَوادٍ يَحُطّانِ

وَكَم نَزَلا في مَهمَهٍ وَتَحَمَّلا

بِغَيرِ حَسيسٍ عَن جِبالٍ وَغيطانِ

وَما حَمَلا رَحلَينِ طَوراً فَيُؤنِسا

إِذا حَفَزَ الوَشكُ الرِحالَ يَئِطّانِ

وَيَبتِرَيانِ العَظمَ وَالنَحضَ ذائِباً

لِيَنتَقِياهُ وَالأَديمَ يَعِطّانِ

وَقَد خَطَرا فَحلَينِ لَو زالَ عَنهُما

غِطاءٌ لَكانا بِالوَعيدِ يَغِطّانِ

وَما بَرِحا وَالصَمتُ مِن شيمَتَيهِما

يَقُصّانِ فينا عِبرَةً أَو يَخُطّانِ

وَقَد شَهَرا سَيفَينِ في كُلِّ مَعشَرٍ

يَقُدّانِ ما هَمّا بِهِ أَو يَقُطّانِ

لَغَيرُكَ بِالقُرطانِ أَولى مِنَ اِن يَرى

وَشَنَفانِ في الأُذُنَينِ مِنهُ وَقُرطانِ

تُريدُ مَقاماً دائِماً وَمَسَرَّةٌ

بِدارِ هُمومٍ لَم تَكُن دارَ قُطّانِ

وَما زالَ شَرطٌ يُفسِدُ البَيعَ واحِدٌ

فَما بالُهُ لَمّا تَظاهَرَ شَرطانِ

لَقَد خَدَعَتني أُمُّ دَفرٍ وَأَصبَحَت

مُؤَيِّدَةً مِن أُمِّ لَيلى بِسُلطانِ

إِذا أَخَذَت قِسطاً مِنَ العَقلِ هَذِهِ

فَتِلكَ لَها في ضِلَّةِ المَرءِ قِسطانِ

دَعاوى أُناسٍ توجِبُ الشَكَّ فيهِمُ

وَأَخطَأَني غَيثُ الحِجى وَتَخَطّاني

أَلَم تَرَ أَعشى هوذَةَ اِهتاجَ يَدَّعي

مَعونَتَهُ عِندَ المَقالِ بِشَيطانِ

يُرادُ بِنا المَجدُ الرَفيعُ بِزَعمِنا

وَنَختارُ لَبثاً في وَبيلَةِ أَوطانِ

كَأَنَّا غُروبٌ مُكرَهاتٌ عَلى العُلى

تُمَدُّ إِلى أَعلى الرَكِيِّ بِأَشطانِ

وَما العَيشُ إِلّا لُجَّةٌ ذاتُ غَمرَةٍ

لَها مَولِدُ الإِنسانِ وَالمَوتُ شَطّانِ

فَأَحسِن بِدُنياكَ المُسيئَةِ إِذ بَدَت

عَلَيها وِشاحٌ مِن نُجومٍ وَسِمطانِ

وَكَم واسِعِ الأَعطانِ تَجزَعُ نَفسُهُ

وَرَحبِ فُؤادٍ آلِفٍ ضيقَ أَعطانِ

وَمَن لي بِجونٍ عِندَ كُدرٍ بِقَفرَةٍ

كَأَنَّهُما مِن آلِ يَعقوبَ سِبطانِ

يُجَرُّ بِها المِرطانِ مِن يَمَنِيَّةٍ

عَلى كُلِّ غَبراءَ الأَفاحيصِ مِرطانِ

تَخالُ بِها مَسعىً مِنَ الصِلِّ مُسقَطاً

مِنَ السوطِ وَالعَينانِ في الجُنحِ سِقطانِ

إِذا ما اِنجَلى خَيطُ الصَباحِ تَبَيَّنَت

حِبالُ رِمالٍ ذاتُ عُفرٍ وَخيطانِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:18 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


فَدتُ بِهِجرانِ المَطاعِمِ صِحَّةً

فَما بِيَ مِن داءٍ يُخافُ وَلا حِبنِ

وَإِن أَلقَ شَكوي أَلقَهُ تَحتَ خِفيَةٍ

كَجُزءٍ بَسيطٍ أَوَّلٍ مُسَّ بِالخَبنِ

وَأَصبَحتُ في الدُنيا غَبيناً مُرَزَّأً

فَأَعقَيتُ نَسلي مِن أَذاةٍ وَمِن غَبنِ

فَلَستَ تَراني حافِراً مِثلَ ضَبِّها

وَلا لِفِراخي مِثلَ طائِرِها أَبني

فَإِن تَحكُمي بِالجَورِ فِيَّ وَفي أَبي

فَلَن تَحكُميهِ في بَناتي وَلا في اِبني

وَأَوقَدتِ لي نارَ الظَلامِ فَلَم أَجِد

سَناكِ بِطَرفي بَل سِنانَكِ في ضِبني

وَما قامَ لَبَنُ الضَيفِ إِذ جاءَ طارِقاً

بِما هُوَ راجٍ في الصَباحِ مِنَ اللَبنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:18 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


مَتى أَنا في هَذا التُرابِ مُغَيَّبٌ

فَأُصبِحَ لا يُجنى عَلَيَّ وَلا أَجني

أَسيرُ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِعائِدٍ

إِلَيها وَهَل يَرتَدُّ قُطنٌ إِلى دَجنِ

وَجَدتُ بِها أَحرارَها كَعَبيدِها

قِباحَ السَجايا وَالصَرائِحَ كَالهُجنِ

وَيَومَ حُصولي في قَرارِيَ نِعمَةٌ

عَلَيَّ كَيَومي لَو خَرَجتُ مِنَ السِجنِ

وَإِنَّ زَماناً فَجرُهُ مِثلُ سَيفِهِ

هِلالٌ دُجاهُ مِن مَخالِبِهِ الحُجنِ

فَما سُقِيَت دارٌ فَقُلتُ لَها اِنعَمي

وَلا هَبَّ إِيماضٌ فَقُلتُ لَهُ هِجَني

إِذا ما وَرَدنا لِلمَنايا شَريعَةً

فَهانَ عَلَينا ما شَرِبنا مِنَ الأَجنِ

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:18 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


أَشمِمنا لِبُنى فَقُلنا لُبَينى

بَعدَما أَزمَعَت صُدوداً وَبَينا

عارَضَتنا بِوُدِّها فَكَرِهنا

هُ وَآبَت لِزَورَةٍ فَأَبينا

قَد تَرَكنا لِأَهلِها أُمَّ دَفرٍ

وَقَعَدنا عَن شُغلِها فَاِحتَبَينا

وَصُروفُ الأَيّامِ فَرَّقنَ ما يَج

بي الفَتى في حِياضِهِ وَجَبينا

نَسأَلُ اللَهَ أَن يُخَلَّصَ مِنهُنَّ

وَكَم شُقنَ زاهِداً وَاِطَّبينا

لَم نَكُن مِن ذَوي الخُمورِ سَبَأَنا

ها وَلا مِن ذَوي الأُمورِ سَبَينا

لا تَعِش مُجبِراً وَلا قَدَرِيّاً

وَاِجتَهِد في تَوَسُّطٍ بَينَ بَينا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:19 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


صُنوفُ هَذي الحَياةِ يَجمَعُها

طولُ اِنتِباهٍ وَرَقدَةٍ وَسِنَه

دُنياكَ لَو حاوَرَتكَ ناطِقَةٌ

خاطَبتَ مِنها بَليغَةً لِسِنَه

لِيَفعَلِ الدَهرُ ما يَهُمُّ بِهِ

إِنَّ ظُنوني بِخالِقي حَسَنَه

لا تَيأَسُ النَفسُ مِن تَفَضُّلِهِ

وَلَو أَقامَت في النارِ أَلفَ سَنَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:19 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


طَودانِ قالا زَلَّ غُفرانا

فَنَسأَلُ الخالِقَ غُفرانا

أَبرَأَنا الواحِدُ مِن سُقمِنا

وَرَمَّنا المَلكُ وَأَبرانا

اللَهُ أَدرانا بِأَمرٍ فَما

نَغسِلُ بِالتَوبَةِ أَدرانا

أَجرَأَنا الجَهلُ عَلى إِثمِنا

وَهوَ عَلى الإِحسانِ أَجرانا

وَالبَغيُ أَشرانا فَأَلفَيتَنا

وَكُلُّنا يوجَدُ أَشرانا

إِنِّيَ حَيٌّ رانَ ذَنبي عَلى

قَلبي فَما أَنفَكُّ حَيرانا

نَجرانَ مِن قَيظٍ وَهَمٍّ فَمَن

يَغدو عَلى مَسجِدٍ نَجرانا

إِن يَفنَ بَدرانا فَنَرجو الَّذي

أَغنى وَلا نَسأَلُ بَدرانا

إِثرانِ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ لَنا

وَيَلحَقُ التَثريبُ أَثرانا

عُمرانِ مَرّا لِكَبيرٍ وَلا

يَترُكُ لِلدامِرِ عُمرانا

فَرَحمَةُ اللَهِ عَلى أُمَّةٍ

عَهِدتُها في الأَرضِ جيرانا

أَقَرَأنا مِنها السَلامَ الكَرى

وَكَم أَبادَ الحَتفُ أَقرانا

غَيرانِ مِن حَمدٍ وَمِن عِفَّةٍ

خَيرٌ لِمَن أُلفِيَ غَيرانا

نُهمِلُ أَسرانا بِأَيدي الرَدى

وَيُدلِجُ اللَيلَةَ أَسرانا

نيرانِ لاحا في ظَلامٍ لَنا

وَقَد لَمَحنا فيهِ نيرانا

لَو عَقَلَ الإِنسانُ رامَ الهُدى

وَلَم يَبِت في النَومِ سَدرانا

مُرّانِ عَيشٌ وَحِمامٌ فَما

أَغناهُ أَن يَحمِلَ مُرّانا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:19 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


ما وَقَعَ التَقصيرُ في لَفظِنا

لَو صَدَقَت أَفعالُنا الأَلسِنَه

كَم حَسُنَت في الأَرضِ مِن صورَةٍ

وَلَم تَكُن في عَمَلٍ مُحسِنَه

وَما عُيونُ الناسِ فيما أَرى

مُنتَبِهاتٍ مِن طَويلِ السِنَه

إِنَّ أَمامِيَ أَسَداً فارِساً

لا بازِلاً يوطِئُني فِرسَنَه

إِن تَتَطَيَّر أَو تَفاءَل فَما

تَملِكُ ريبَ الدَهرِ أَن تَرسِنَه

خيرِيَّةٌ في لَفظِها خيرَةٌ

جاءَتكَ بِالسوءِ مِنَ السَوسَنَه

وَالأَمَلُ المَبسوطُ قِرنٌ إِزا

ءَ اللَيثِ لا يَترُكُ أَن يَلسُنَه

لَو قيلَ لَم يَبقَ سِوى ساعَةٍ

أَمَّلتَ ما تَعجِزُ عَنهُ سَنَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:20 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


ما وَقَعَ التَقصيرُ في لَفظِنا

لَو صَدَقَت أَفعالُنا الأَلسِنَه

كَم حَسُنَت في الأَرضِ مِن صورَةٍ

وَلَم تَكُن في عَمَلٍ مُحسِنَه

وَما عُيونُ الناسِ فيما أَرى

مُنتَبِهاتٍ مِن طَويلِ السِنَه

إِنَّ أَمامِيَ أَسَداً فارِساً

لا بازِلاً يوطِئُني فِرسَنَه

إِن تَتَطَيَّر أَو تَفاءَل فَما

تَملِكُ ريبَ الدَهرِ أَن تَرسِنَه

خيرِيَّةٌ في لَفظِها خيرَةٌ

جاءَتكَ بِالسوءِ مِنَ السَوسَنَه

وَالأَمَلُ المَبسوطُ قِرنٌ إِزا

ءَ اللَيثِ لا يَترُكُ أَن يَلسُنَه

لَو قيلَ لَم يَبقَ سِوى ساعَةٍ

أَمَّلتَ ما تَعجِزُ عَنهُ سَنَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:25 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


لَو لَم تَكُن دُنياكَ مَذمومَةٌ

ما أَولَعَ اللَهُ بِها الأَلسُنا

ما أَحمَدُ الخَيرِيِّ فَألاً بِهِ

وَلا أَذُمُّ الوَردَ وَالسَوسَنا

أَجهَلُ مِنّي رَجُلٌ يَبتَغي

عِندِيَ ما لَستُ لَهُ مُحسِنا

حُقَّ وَإِن كانَ أَخا صورَةٍ

في الإِنسِ أَن يُلجَمَ أَو يُرسَنا

وَأَن تُسَمّى رِجلُهُ حافِراً

في واجِبِ التَشبيهِ أَو فِرسِنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:26 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


أَركانُ دُنيانا غَرائِرُ أَربَعٌ

جُعِلَت لِمَن هُوَ فَوقَنا أَركانا

وَاللَهُ صَيَّرَ لِلبِلادِ وَأَهلِها

ظَرفَينِ وَقتاً ذاهِباً وَمَكانا

وَالدَهرُ لا يَدري بِمَن هُوَ كائِنٌ

فيهِ فَكَيفَ يُلامُ فيما كانا

وَالمَرءُ لَيسَ بِزاهِدٍ في غادَةٍ

لَكِنَّهُ يَتَرَقَّبُ الإِمكانا

وَالحَيُّ تُخلِقُ جِسمَهُ حَرَكاتُهُ

فَيَكِلُّ وَهوَ يُحاذِرُ الإِسكانا

نَبكي وَنَضحَكُ وَالقَضاءُ مُسَلَّطٌ

ما الدَهرُ أَضحَكَنا وَلا أَبكانا

نَشكو الزَمانَ وَما أَتى بِجِنايَةٍ

وَلَوِ اِستَطاعَ تَكَلُّماً لَشَكانا

مُتَوافِقينَ عَلى المَظالِمِ رُكِّبَت

فينا وَقارَبَ شَرَّنا أَزكانا

يَمضي بِنا الفَتَيانِ ما أَخَذا لَنا

نَفساً عَلى حالٍ وَلا تَرَكانا

وَأَرى الجُدودَ حَبَت قُرَيشاً مُلكَها

وَذَوَتهُ عَمداً عَن بَني مِلكانا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:26 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


هَوِّن عَلَيكَ وَلا تُبالِ بِحادِثٍ

يُشجيكَ فَالأَيّامُ سائِرَةٌ بِنا

أَعدى عَدُوٍّ لِاِبنِ آدَمَ نَفسُهُ

ثُمَّ اِبنُهُ وافاهُ يَهدِمُ ما بَنى

هاتيكَ تَأمُرُهُ بِكُلِّ قَبيحَةٍ

وَدَعاهُ ذاكَ لِأَن يَضَنَّ وَيَجبُنا

وَالغَبنُ كَوني في الحَياةِ مُصَوَّراً

فَمِنَ الغَباوَةِ خيفَتي أَن أُغبَنا

وَأَقَلُّ عِبئاً مِن جُلوسِ مُمَدَّحٍ

لِلوَفدِ يَقصُدُ أَن يَروحَ مُؤَبِّنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:27 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


إِذا ما شِئتُمُ دَعَةً وَخَفضاً

فَعيشوا في البَرِيَّةِ خامِلينا

وَلا يُعقَد لَكُم أَمَلٌ بِخَلقٍ

وَبيتوا لِلمُهَيمِن آمِلينا

وَرِفقاً بِالأَصاغِرِ كَي يَقولوا

غَدَونا بِالجَميلِ مُعامِلينا

فَأَطفالُ الأَكابِرِ إِن يُوَقّوا

يُرَوا يَوماً رِجالاً كامِلينا

وَنودوا في إِمارَتِهِم فَجَفّوا

وَعادوا لِلثَقائِلِ حامِلينا

وَلا تُبدوا عَداوَتَكُم لِقَومٍ

أَتَوكُم في الحَياةِ مُجامِلينا

وَلا تُرضَوا بِأَن تُدعَوا وُشاةً

وَتَسعَوا بِالأَقارِبِ نامِلينا

وَقَد جارَ القُضاةُ إِذا أَشاروا

بِأَيسَرِ نَظرَةٍ مُتَحامِلينا

لَعَلَّ مَعاشِراً في الأَرضِ جوزوا

بِما كانوا قَديماً عامِلينا

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:27 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


تَهاوَنَ بِالظُنونِ وَما حَدَسنَه

وَلا تَخشَ الظِباءَ مَتى كَنَسنَه

وَأَوقاتُ الصِبا في كُلِّ عَصرٍ

أَراقِمُ وَالمَنِيَّةُ ما قَلَسنَه

يُجِدنَ بِهَينٍ وَيَعِدنَ فيهِ

أَلَيسَ بِعِلمِ رَبِّكَ قَد أَلَسنَه

يَلُسنَ شُخوصَ أَهلِ الأَرضِ حَتّى

يُسِخنَ وَراءَ ذَلِكَ ما يَلُسنَه

وَما أَنا وَالظَعائِنُ سائِراتٍ

أَغُرنَ مَعَ الغَوائِرِ أَو جَلَسنَه

ضَرَبَت لِجاهِلٍ مَثَلَ الغَواني

قَلَبنَ وَما رَأَينَ غَداةَ رُسنَه

هِيَ النيرانُ تُحسِنُ مِن بَعيدٍ

وَيُحرِقنَ الأَكُفَّ إِذا لَمَسنَه

أَخَذنَ اللُبَّ ظاعِناتٍ

فَعُدنَ وَما رَبَعنَ وَما خَمَسنَه

إِذا مَدَّت رَوامِقَها إِلَيها

قَوابِسَ لَم يَعُجنَ بِما قَبَسنَه

وَلَولا أَنَّهُنَّ أَذىً وَكَيدٌ

لَما أَصبَحنَ في كِلَلٍ حُبِسنَه

ثُغورُ مُحارِبٍ مَنَعَت هُجوعاً

ثُغوراً في مَضاحِكِها غُرِسنَه

تَشابَهَتِ الخَلائِقُ وَالبَرايا

وَإِن مازَتهُمُ صُوَرٌ رُكِسنَه

وَجُرمٌ في الحَقيقَةِ مِثلُ جَمرٍ

وَلَكِنَّ الحُروفَ بِهِ عُكِسنَه

غِنى زَيدٍ يَكونُ لِفَقرِ عَمرٍو

وَأحكامُ الحَوادِثِ لا يُقَسنَه

كَأَنَّكَ إِن بَقَيتَ عَلى اللَيالي

بِأَعلامِ الوُلاةِ وَقد نُكِسنَه

وَخَيرُ الرِزقِ ما وافاكَ عَفواً

فَخَلِّ فُضولَ أَموالٍ مُكِسنَه

وَلَيتَ نُفوسَنا وَالحَقُّ آتٍ

ذَهَبنَ كَما أَتَينَ وَما أَحَسنَه

قَدِمنا وَالقَوابِلُ ضاحِكاتٌ

وَسِرنا وَالمَدامِعُ يَنبَجِسنَه

عَناصِرُنا طَواهِرُ غَيرَ شَكٍّ

فَيا أَسَفا لِأَجسامٍ نَجِسنَه

وَيَرجو أَن يُزيلَ الغُلَّ صادٍ

إِذا سَمِعَ الرَواعِدَ يَرتَجِسنَه

وَقَد زَعَمَ الزَواعِمُ وَاِفتَكَرنا

فَوَيحٌ لِلخَواطِرِ ما هَجَسنَه

وَمَن يَتَأَمَّلِ الأَيّامَ تَسهُل

عَلَيهِ النائِباتُ وَإِن بَخِسنَه

وَلَو صُرِفَ الهُدى بِجَميلِ فِعلٍ

إِلى مُهَجٍ نَفِسنَ لِما نَفِسنَه

وَمَن يَحمَد لِعيشَتِهِ لِياناً

يَذُمَّ الغِبَّ أَخلاقاً شَرِسنَه

وَما الأَحراسُ إِلّا أُمَّهاتٌ

أَكَسنَ الناجِياتِ وَما أَكَسنَه

تَحاسَدَتِ العُيونُ عَلى مَنامٍ

عَرَفنَ كِذابَهُ وَأَردنَ حُسنَه

فَصَبراً إِن سَمِعتَ لِسانَ سوءٍ

مِن اِبنِ مَوَدَّةٍ وَتَوَقَّ لِسنَه

فَإِنَّ الوِردَ مِن مِلحٍ أُجاجٍ

أَجِئتَ لِشُربِهِ وَعَرفتَ أَسنَه

وَلَولا ضَعفُ أَرواحٍ أُعِرنا

سَفاهاً وَما اِبتَهَجنَ وَلا اِبتَأَسنَه

وَإِنَّ مُلوكَ غَسّانٍ تَقَضَّوا

وَلَم يُترَك لَهُم في المُلكِ غُسنَه

وَفارِسُ عَزَّ مِنها كُلَّ راعٍ

أُسودٌ لِلمَقادِرِ يَفتَرِسنَه

وَهَدَّ جِبالَها أَقيالُ فِهرٍ

فَتِلكَ رُبوعُها آياً طُمِسنَه

يُذيبونَ النُضارَ بِكُلِّ مَشتى

إِذا الأَمواهُ مِن قَرٍّ جَمَسنَه

وَقَد حَرَسَ المَمالِكَ حَيُّ لَخمٍ

فَغالَتهُم نَوائِبُ يَحتَرِسنَه

شَكا الرَكبُ السُهادَ فَلَم يُعيجوا

بِأَشباحٍ عَلى قَلَقٍ يُنِسنَه

وَكَم قَطَعَت سَواري الشُهبِ لَيلاً

سَواهِدَ ما هَجَعنَ وَلا نَعَسنَه

هَواكَ مُشابِهٌ فَرَساً جَموحاً

وَما أَلجَمَتهُ فَعَلَيكَ رَسنَه

وَلا يُعجِبكَ رَوضٌ باكَرَتهُ

غَمائِمُهُ وَأغصانٌ يَمِسنَه

وَلا الأَفواهُ تَضحَكُ عَن غَريضٍ

فَرائِدُ في مُدامَتِها غُمِسنَه

تَنَعَّمَتِ الخَوافِضُ في مَقامٍ

فَكَيفَ الناعِماتُ إِذا رُمِسنَه

فَأَينَ القائِلاتُ بِلا اِقتِصادٍ

أَأَلغَينَ التَكَلُّمَ أَم خَرِسنَه

مَلَأنَ مَواضِيَ الأَزمانِ قَولاً

وَأُلزِمنَ السُكوتَ فَما نَبَسنَه

أَلَم تَرَني حَمَيتُ بَناتِ صَدري

فَما زَوَّجتُهُنَّ وَقَد عَنَسنَه

وَلا أَبرَزتُهُنَّ إِلى أَنيسٍ

إِذا نورُ الوُحوشِ بِهِ أَنِسنَه

وَقالَ الفارِسونَ حَليفُ زُهدٍ

وَأَخطَأَتِ الظُنونُ بِما فَرَسنَه

وَرُضتُ صِعابَ آمالي فَكانَت

خُيولاً في مَراتِعِها شَمَسنَه

وَلَم أُعرِض عَنِ اللَذّاتِ إِلّا

لِأَنَّ خِيارَها عَنّي خَنَسنَه

وَلَم أَرَ في جِلاسِ الناسِ خَيراً

فَمَن لِيَ بِالنَوافِرِ إِن كَنَسنَه

وَقَد غابَت نُجومُ الهَديِ عَنّا

فَماجَ الناسُ الناسُ في ظُلَمٍ دَمَسنَه

وَقَد تَغشى السَعادَةُ غَيرَ نَدبٍ

فَيُشرِقُ بِالسُعودِ إِذا وَدَسنَه

وَتُقسَمُ حُظوَةٌ حَتّى صُخورٌ

يُزَرنَ فَيُستَلَمنَ وَيُلتَمَسنَه

كَذاتِ القُدسِ أَو رُكنَي قُرَيشٍ

وَأُسرَتُهُنَّ أَحجارٌ لُطِسنَه

يَحُجُّ مَقامَ إِبراهيمَ وَفدٌ

وَكَم أَمثالِ مَوقِفِهِ وَطَسنَه

تَشاءَمَ بِالعَواطِسِ أَهلُ جَهلٍ

إِن خَفَتنَ وَإِن عَطَسنَه

وَأَعمارُ الَّذينَ مَضَوا صِغاراً

كَأَثوابٍ بَلينَ وَما لُبِسنَه

وَهانَ عَلى الفَراقِدِ وَالثُرَيّا

شُخوصٌ في مَضاجِعِها دُرِسنَه

وَما حَفَلَت حَضارِ وَلا سُهَيلٌ

بِأَبشارٍ يَمانِيَةٍ يُدَسنَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:28 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148422_1__1160_.png


لَأَمواهُ الشَبيبَةِ كَيفَ غِضنَه

وَرَوضاتُ الصِبا كَاليَبسِ إِضنَه

وَآمالُ النُفوسِ مُعَلِّلاتٌ

وَلَكِنَّ الحَوادِثَ يَعتَرِضنَه

فَلا الأَيّامُ تَغرَضُ مِن أَذاةٍ

وَلا المُهَجاتُ مِن عَيشٍ غَرَضنَه

وَأَسبابُ المُنى أَسبابُ شِعرٍ

كُفِّفنَ بِعِلمِ رَبِّكَ أَو قِبِضنَه

وَما الظَبِيّاتُ مِنّي خائِفاتٌ

وَرَدنَ عَلى الأَصائِلِ أَو رَبَضنَه

فَلا تَأخُذ وَدائِعَ ذاتِ ريشٍ

فَما لَكَ أَيُّها الإِنسانُ بِضنَه

فَراعِ اللَهَ وَاِلهَ عَنِ الغَواني

يَرُحنَ لِيَمتَشِطنَ وَيَرتَحِضنَه

وَطِئنَ السابِرِيِّ وَخُضنَ بَحرَ النَ

عيمِ وَهُنَّ في ذَهَبٍ يَخُضنَه

وَلِلسَمُراتِ في الأَشجارِ عَيبٌ

إِذا ماقالَ مُخبِرُهُنَّ حِضنَه

نَجائِبُ لِاِمرِئِ القَيسِ اِبنِ حُجرٍ

وَقَصنَ أَخا البَطالَةِ إِذ يَرُضنَه

وَخَيلُ اللَهوِ جامِحَةٌ عَلَينا

يُساقِطنَ الفَوارِسَ إِن رُكِضنَه

فَيا غَضّاً مِنَ الفِتيانِ خَيرٌ

مِنَ اللَحَظاتِ أَبصارٌ غُضِضنَه

فَفُضَّ زَكاةَ مالِكَ غَيرَ آبٍ

فَكُلُّ جُموعِ مالِكَ يَنفَضِضنَه

وَأَعجَزُ أَهلِ هَذي الأَرضِ غاوٍ

أَبانَ العَجزَ عَن خَمسٍ فُرِضنَه

وَصُم رَمَضانَ مُختاراً مُطيعاً

إِذِ الأَقدامُ مِن قَيظٍ رَمِضنَه

عُيونُ العالَمينَ إِلى اِغتِماضٍ

وَما خِلتُ الكَواكِبَ يَغتَمِضنَه

وَقَد سَرَّ المَعاشِرَ باقِياتٌ

مِنَ الأَنباءِ سِرنَ لِيَستَفِضنَه

أَرى الأَزمانَ أَوعِيَةً لِذِكرٍ

إِذا بُسطُ الأَوانِ لَهُ نُفِضنَه

قَدِ اِنقَرَضَت مَمالِكُ آلِ كِسرى

سِوى سِيَرٍ لَهُنَّ سَيَنقَرِضنَه

فَطِر إِن كُنتَ يَوماً ذا جَناحٍ

فَإِنَّ قَوادِمَ البازي يُهَضنَه

وَكَم طَيرٍ قُصِصنَ لِغَيرِ ذَنبٍ

وَأُلزِمنَ السُجونَ فَما نَهَضنَه

مَتى عَرَضَ الحِجى لِلَّهِ ضاقَت

مَذاهِبُهُ عَلَيهِ وَإِن عَرُضنَه

وَقَد كَذَبَ الَّذي يَغدو بِعَقلٍ

لِتَصحيحِ الشُروعِ إِذا مَرِضنَه

هِيَ الأَشباحُ كَالأَسماءِ يَجري ال

قَضاءُ فَيَرتَفِعنَ وَيَنخَفِضنَه

وَتِلكَ غَمائِمُ الدُنيا اللَواتي

يُسَفِّهنَ الحَليمَ إِذا وَمَضنَه

غَدَت حُجَجُ الكَلامِ حَجا غَديرٍ

وَشيكاً يَنعَقِدنَ وَيَنتَفِضنَه

لَعَلَّ الظاعِناتِ عَنِ البَرايا

مِنَ الأَرواحِ فُزنَ بِما اِستَعَضنَه

وَلِلأَشياءِ عِلّاتٌ وَلَولا

خُطوبٌ لِلجُسومِ لَما رُفِضنَه

وَغارَت لِاِنصِرامِ حَيّاً مِياهٌ

وَكُنَّ عَلى تَرادُفِهِ يَفِضنَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:28 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


جَمجَمَ هَذا الزَمانُ قَولاً

وَكُلُّنا يَرتَجي بَيانَه

وَحَدَّثَتنا الشُيوخُ أَمراً

وَما اِدَّعى مُخبِرٌ عِيانَه

فَكائِنٌ فاسِدٌ لِأَمرٍ

وَرَبُّهُ مُفسِدٌ كِيانَه

ما بالُنا في شَقاءِ عَيشٍ

وَإِنَّما نَبتَغي لِيانَه

دُنياكَ دارٌ قَدِ اِصطَلَحنا

فيها عَلى قِلَّةِ الدِيانَه

كَأَنَّها قَينَةٌ خَلوبٌ

ما عُرِفَت قَطُّ بِالصِيانَه

مَن لَم يَنَلها أَراكَ زُهداً

وَمَن لِعَيرٍ بِصِلِّيانَه

ما خانَ ذاكَ الفَتى وَلَكِن

حَثَّ سِواهُ عَلى الخِيانَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:29 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌ

يُحَقُّ بِالهَترِ وَالزَمانَه

أَضحى سَليماً بِغَيرِ داءٍ

لَم تَبدُ في شَخصِهِ ضَمانَه

إِن قالَتِ الشُهبُ نَحنُ رَهطٌ

أَقدَمُ مِنهُ فَهُنَّ مانَه

أَعجَمُ قَد بَيَّنَ الرَزايا

أَو جَعَلَ الشَرَّ تَرجُمانَه

فَأَودِعنَ فاتِكاً حَصاةً

وَأودِعَن ناسِكاً جُمانَه

كِلاهُما لَيسَ بِالمُؤَدّي

إِلَيكَ في المودَعِ الأَمانَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 08:29 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌ

يُضحي وَنِصفُ خُصومِ المِصرِ يَشكونَه

زَكّوهُ دَهراً فَلَمّا صارَ قاضِيَهُم

وَاِستَعمَلَ الحَقَّ عادوا لا يُزَكّونَه

يَصومُ ناسٌ عَنِ الزادِ المُباحِ لَهُم

وَيَغتَذونَ بِلَحمٍ لا يُذَكّونَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:17 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


لَقَد أَتَوا بِحَديثٍ لا يُثَبِّتُهُ

عَقلُ فَقُلنا عَن أَيِّ الناسِ تَحكونَه

فَأَخبِروا بِأَسانيدٍ لَهُم كُذُبٍ

لَم تَخلُ مِن كَرِّ شَيخٍ لا يَزكونَه

عَجِبتُ لِلأُمِّ لَمّا فاتَ واحِدُها

بَكَت وَساعَدَها ناسٌ يُبَكّونَه

وَكُلَّ يَومٍ تَداعى مِنهُمُ نَفَرٌ

لِبالِغِ السِنِّ أَو طِفلٍ يُذَكّونَه

وَيَنصِبونَ لِوَحشِيِّ حَبائِلَهُم

أَو بِالسِهامِ عَلى عَمدٍ يَشُكّونَه

هُمُ أَسارى مَناياهُم فَما لَهُم

إِذا أَتاهُم أَسيرٌ لا يَفُكّونَه

فَلَو تَكَلَّمَ دَهرٌ كانَ شاكِيَهُم

كَما تَراهُم عَلى الإِحسانِ يَشكّونَه

أَما تَرَونَ دِيارَ القَومِ خالِيَةً

بَعدَ الجَماعاتِ وَالأَجداثَ مَسكونَه

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:17 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


رَبُّ الجَوادِ فَرى عَيناً لِمَأكَلِهِ

فَعُد مِن رَهطِ أَقوامٍ فَراعينا

قُل لِلمَطاعيمِ تَعصيهِم ضُيوفُهُمُ

إِنَّ المَطاعينَ يَمسونَ المُطاعينا

وَيُحمَدُ المَرءُ في الساعينَ مُبتَكِراً

وَلَيسَ يُحمَدُ يَوماً في المُساعينا

وَما تَزالُ تُلاقي في دُجىً وَضُحىً

مُبَشِّرينَ بِلا بُشرى وَناعينا

وَما وَجَدتُ صُروفَ الدَهرِ ناكِبَةً

عَن قانِتينَ لِوَجهِ اللَهِ داعينا

شَرُّ النِساءِ مُشاعاتٌ غَدَونَ سُدىً

كَالأَرضِ يَحمِلنَ أَولاداً مُشاعينا

وَالأَمرُ لِلَّهِ كَم أَودى فَتىً وَمَضى

عَيناً وَخَلَّفَ أَطفالاً مُضاعينا

وَالعَيشُ أَوفاهُ يَمضي مِثلَ أَقصَرِهِ

سَبعٌ كَسَبعينَ أَو تُسعٌ كَتِسعينا

وَلَو تُراعينَ مَولى الناسِ كُلِّهُمُ

ما كُنتِ مِن نُوَبِ الدُنيا تُراعينا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:17 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


يا قوتُ ما أَنتَ ياقوتٌ وَلا ذَهَبٌ

فَكَيفَ تُعجِزُ أَقواماً مَساكينا

وَأَحسَبُ الناسَ لَو أَعطَوا زَكاتَهُمُ

لَما رَأَيتُ بَني الإِعدامِ شاكينا

فَإِن تَعِش تُبصِرِ الباكينَ قَد ضَحِكوا

وَالضاحِكينَ لِفَرطِ الجَهلِ باكينا

فَجانِبِ القَومَ إِن زَكّوا نُفوسَهُمُ

فَلَيسَ حُلّالُ دُنيانا بِزاكينا

يَسقونَكَ الغَيَّ صِرفاً إِن أَطَعتَهُمُ

وَقَد عَلِمتَهُم لِلمَينِ حاكينا

لا يَترُكَنَّ قَليلَ الخَيرِ يَفعَلُهُ

مَن نالَ في الأَرضِ تَأيِيداً وَتَمكينا

فَالطَبعُ يَكسِرُ بَيتاً أَو يُقَوِّمُهُ

بِأَهوَنِ السَعيِ تَحريكاً وَتسكينا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:18 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِ

فَلَيسَ خِلُّكَ عِندَ الشَرِّ مَأمونا

وَغالِبُ الحالِ في الجيرانِ أَنَّهُمُ

نُكدٌ يَلومونَ جاراً أَو يُلامونا

تَنامُ أَعيُنُ قَومٍ عَن ذَخائِرِهِم

وَالطالِبونَ أَذاهُم ما يَنامونا

أَحلِل بِمَن شِئتَ لا يَعدِمكَ نائِبَةً

خانَ اليَمانونَ طُرّاً وَالشَآمونا

حَيٌّ تَنَوَّعَ مِن نامٍ وَمِن جَمَدٍ

فَالنَبتُ وَالوَحشُ وَالإِنسِيُّ نامونا

هَل تَشعُرُ الأَرضُ ديسَت وَالتُرابُ إِذا

أُهيلَ مِثلَ أُناسٍ يُستَضامونا

أَم ذَلِكَ العالَمُ الحَسّاسُ خالِصَةً

فَيَستَحِقّونَ حَمداً أَو يُذامونا

بِتُّم تُسامونَ مِن نَيلِ العُلى رُتَباً

فَهَل عَلِمتُم يَقيناً ما تُسامونا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:18 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونا

لا هَونَ في النُسكِ إِن أَلغاهُ لاهونا

ناهوكَ عَن حَسَنِ فِعلٍ آمِروكَ بِهِ

وَالآمِرونَ بِسوءِ الفِعلِ ناهونا

خِلتُ النُجومَ تُنادي أَنجُموا فِرَقاً

أَوِ السُهى قالَ أَهلُ الأَرضِ ساهونا

طَهَت لَكَ الشَمسُ ما يُغني أَخا دَعَةٍ

عَن أَن يَكونَ لَهُ في الأَرضِ طاهونا

ذُرِيَّةَ الإِنسِ لا تَزهوا فَإِنَّكُمُ

ذَرّاً تُعَدّونَ أَو نَملاً تُضاهونا

تَأبى الحَوادِثُ نَقصَ الدَهرِ تَومَنَةً

وَأَهوَنُ الخَطبِ أَنَّ القَومَ واهونا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:19 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِها

لِنَفسِيَ الدَهرَ لا سِرّاً وَلا عَلَنا

فَليَغفِرِ اللَهُ كَم تَطغى مَآرِبُنا

وَرَبُّنا قَد أَحَلَّ الطَيِّباتِ لَنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:19 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png
لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُها

فَلا تُريدُ مِنَ الأَخلاقِ ما حَسُنا

أَخوكَ إِن عَزَّ عِلجٌ في أَوابِدُهُ

وَإِن يَذِلَّ فَعَيرٌ آهِلٌ رُسِنا

نَحنُ المِياهُ أَقامَت في مَواطِنِها

وَطالَ وَقتٌ فَأَمسى كُلُّها أَسِنا

إِنَّ اللَيالِيَ قالَت وَهيَ صامِتَةٌ

ما أَبلَغَ الدَهرَ لا مَن يَدَّعي اللَسَنا

سُبحانَ خالِقِ هَذي الشُهبِ دائِبَةً

سارَت وَأَسرَت فَلا أَيناً وَلا وَسَنا

وَالشَمسُ تُغمَرُ أَهلَ الأَرضِ مَصلَحَةً

رَبَّت جُسوماً وَفيها لِلعُيونِ سَنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:20 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُنا

وَلَن تُصيبَ فُؤاداً حامِلاً حَزَنا

لا يَفرَحَنَّ بِهَذا المالِ جامِعُهُ

لِيُحزِنَنَّكَ صافي التِبرِ إِن خُزِنا

يُعَدُّ بَيتُ نُضارٍ بَيتَ قافِيَةٍ

لَو زالَ مِنهُ القَليلُ النُزرُ ما اِتَّزنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:20 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُم

مِنَ الضَلالِ وَلَن تُلقوا فَتىً فُتِنا

وَعَمَّنا الغَيُّ حَتّى خِلتَنا دَمِثاً

مُقابِلاً مِن سَفاهٍ عارِضاً هَتِنا

غَنِيُّنا مِن عَفافِ النَفسِ أَفقَرُنا

وَقيلُنا عَلَجُ وَحشٍ يَألَفُ الأَتُنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:20 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


روحٌ تَعَدَّنَ قَضّي اليَومَ وَاِنتَظِري

غَداً لَعَلِّيَ فيهِ أُدرِكُ العَدَنا

وَديدَنُ الجَدِّ مَملوكٌ تُنافِرُهُ

كُلُّ النُفوسِ وَتَهوى اللَهوَ وَالدَدَنا

فِدىً لِنَفسِكَ نَفسي آوِني جَدَثاً

مِنَ الخَفِيّاتِ لا قَصراً وَلا فَدَنا

وَاِبدَأ بِبُدنِكَ فَاِهضُم مِنهُ طائِفَةً

مِن قَبلِ سَوقِكَ في أَصحابِكَ البَدَنا

فَإِنَّ جَنَّةَ عَدنٍ لا يُجادُ بِها

إِلّا لِصاحِبِ دينٍ في أَذىً عُدِنا

لَيثٌ كَفادِرِ فِرزٍ لُبسُهُ شَعَرٌ

وَكَالرُدَينِيُّ آلى يَلبَسُ الرَدَنا

وَالعَيشُ يُلقى بِصَخرٍ مَن يُمارِسُهُ

وَلَن يَدومَ عَلى حالٍ إِذا لَدُنا

تَحَسَّمَت مِنهُ أَيّامٌ مُنَغِّصَةٌ

مِن بَعدِ ما وَدَّ في وَدّانَ أَو وَدَنا

وَالغَيُّ ثَوبٌ إِذا لَم يَستَلِب رَجُلاً

بِالرَغمِ لَم تَحسُرِ التَقوى لَهُ رَدَنا

كَالدُرِّ يُمنَعُ مِنهُ الطِفلُ مُقتَسَراً

وَلَم يُجانِبهُ مِن زُهدٍ وَقَد شَدَنا

أَمّا الشُرورُ فَلَن تُلفى بِمُقفِرَةٍ

إِلّا قَليلاً وَلَكِن تَألَفُ المُدُنا

إِنّي لَعَمرُكَ ما أَرجو لِعالَمِنا

هُدىً يُثَبِّتُ في أَفنائِنا الهُدَنا

وَالحَظُّ أَغلَبُ كَم بَيتٍ لِمَكرُمَةٍ

سُدىً يَظَلُّ وَبَيتٌ لِلخَنى سُدِنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:21 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png




غَنينا عُصوراً في عَوالِمَ جَمَّةٍ

فَلَم نَلقَ إِلّا عالَماً مُتَلاعِنا

إِذا فاتَهُم طَعنُ الرِماحِ فَمَحفِلٌ

تَرى فيهِ مَطعوناً عَلَيهِ وَطاعِنا

هَنيئاً لِطِفلٍ أَزمَعَ السَيرَ عَنهُمُ

فَوَدَّعَ مِن قَبلِ التَعارُفِ ظاعِنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:21 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


حَرامٌ عَلى النَفسِ الخَبيثَةِ بَينُها

عَنِ الجِسمِ حَتّى تُجزِيَ السوءَ مُحسِنا

فَلا تُسدِ لِلنَفسِ الجَميلَ وَأَسدِهِ

لِرَبِّكَ وَاِنفُض عَن عُيونٍ تَوَسُّنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:21 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


لَعَمري لَقَد نامَ الفَتى عَن حِمامِهِ

إِلى أَن أَتاهُ حَتفُهُ مُتَوَسِّنا

إِذا ما فَعَلتَ الخَيرَ فَاِجعَلهُ خالِصاً

لِرَبِّكَ وَاِزجُر عَن مَديحِكَ أَلسُنا

فَكَونُكَ في هَذي الحَياةِ مُصيبَةٌ

يُعَزّيكَ عَنها أَن تَبُرَّ وَتُحسِنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:22 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


سَتُرعى إِذا أُلفيتَ لِلَفظِ خازِناً

وَتُدهى إِذا حَسَّنَت لِلذَهَبِ الخَزنا

فَأَنفِق بِميزانٍ مَقالَكَ وَاِبتَعِث

يَدَيكَ بِما أوتيتَ وَزناً وَلا وَزنا

وَكَم نِسوَةٍ رَبَّينَ كَالنَخلِ فِتيَةً

فَحُزنَ بِما أَمكَنَّ مِن وَلَدٍ حُزنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:23 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


إِذا أَعمَلَ الفِكرَ الفَتى جَعَلَ الغِنى

مِنَ المالِ فَقراً وَالسُرورُ بِهِ حُزنا

يَكونُ وَكيلاً لِلبَرِيَّةِ باذِلاً

وَلِلوارِثيهِ إِن أَرادَ لَهُ خَزنا

وَيُصبِحُ مَنثورُ البِلى كَنَظيمَةٍ

بَناها عُبَيدٌ لا يُقيمُ لَها وَزنا

وَفي الأَرضِ مَن يَستَمطِرُ السَيفُ رِزقُهُ

إِذا كانَ بَعضُ القَومِ يَستَمطِرُ المُزنا

عَرَفنا بِهِ خَيرَ الزَمانِ وَشَرَّهُ

أَجَل وَوَطِئنا فَوقَها السَهلَ وَالحَزنا

وَيَطمَعُ في وِردِ السَرابِ مَعاشِرٌ

وَسَوفَ يَروزونَ الخُطوبَ كَما رُزنا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:24 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


أَقَمتُ بِرَغمي وَما طائِري

بِراضٍ إِذا أَلِفَتهُ الوُكونُ

وَلي أَمَلٌ كَأَتمِّ القَنا

وَحالٌ كَأَقصَرِ سَهمٍ يَكونُ

فَيا أَلِفَ اللَفظِ لا تَأمُلي

حَراكاً فَما لَكِ إِلّا السُكونُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:24 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148423_1__1161_.png


لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ

وَإِنقاذِيَ النَفسَ لا يُمكِنُ

فَحَسبي مِنَ المالِ قوتي بِهِ

وَحَسبي مِنَ البَلَدِ المَسكَنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:25 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


أَصاحِ إِذا ما أَتاكَ القَضاءُ

لَم يَقِكَ الدُرعُ وَالجَوشَنُ

فَلا يَشكُوَنَّكَ جارُ الفَناءِ

يَقولُ تَعَدّى لَهُ رَوشَنُ

فَإِنَّ الَّذينَ أَحَبّوا الخُلو

دَ لانوا مِنَ الخَوفِ وَاِخشَوشَنوا

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:25 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


كُلُّ ذِكرٍ مِن بَعدِهِ نِسيانُ

وَتَغيبُ الآثارُ وَالأَعيانُ

إِنَّما هَذِهِ الحَياةُ عَناءٌ

فَليُخَبِّركَ عَن أَذاها العِيانُ

ما يُحِسُّ التُرابُ ثِقلاً إِذا دي

سَ وَلا الماءَ يُتعِبُ الجَرَيانُ

نَفَسٌ بَعدَ مِثلِهِ يَتَقَضّى

فَتَمُرُّ الدُهورُ وَالأَحيانُ

قَد تَرامَت إِلى الفَسادِ البَرايا

وَاِستَوَت في الضَلالَةِ الأَديانُ

أَنتَ في السَهلِ أَعوَزَتكَ الخُزامى

أَو عَلى النيقي ما بِهِ الطَيّانُ

طالَ صَبري فَقيلَ أَكثَمُ شَبعا

نُ وَإِنّي لَمُنطَوٍ طَيّانُ

أَنا أَعمى فَكَيفَ أُهدى إِلى المَن

هَجِ وَالناسُ كُلُّهُم عُميانُ

وَالعَصا لِلضَريرِ خَيرٌ مِنَ القا

ئِدِ فيهِ الفُجورُ وَالعِصيانُ

وَاِدَّعى الهَديَ في الأَنامِ رِجالٌ

صَحَّ لي أَنَّ هَديَهُم طُغيانُ

فَلَكٌ دائِرٌ أَبى فَتَياهُ

وَنيَةً أَو يُفَرَّقَ الفِتيانُ

وَنُفوسٌ تَرومُ إِرثاً وَما الوا

رِثُ إِلّا المُهَيمِنُ الدَيّانُ

وَنَباتُ البِلادِ فيهِ الجَبائِيُّ

وَمِنهُ الوَشيجُ وَالشِريانُ

إِن تُملِئ بِالهَمِّ كاسِيَ دُنيا

يَ فَكاسي نَعيمُها عُريانُ

يَبتَني راغِبٌ فَما تَكمُلُ الرَغ

بَةُ حَتّى يُهَدَّمَ البُنيانُ

وَخُيولٌ مِنَ الحَوادِثِ تَردى

وَالرَدى شَأنُهُنَّ لا الرَدَيانُ

ناعِباتٌ كَما غَدَت ناعِياتٌ

وَحَمامٌ كَما تَغَنّى القِيانُ

لَيسَ في هَذِهِ المَجَرَّةِ ماءٌ

فَيُرَجّي وُرودَهُ الصَديانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:26 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


أَينَ عَمرٌ لَمّا دَعا أُمَّ عَمرٍ

وَلَدَيها مِنَ المُدامَةِ صَحنُ

بِئسَتِ الأُمُّ لِلأَنامِ هِيَ الدُن

يا وَبِئسَ البَنونَ لِلأُمِّ نَحنُ

كُلُّنا لا يَبُرُّها بِمَقالٍ

فَاِعذُروها إِذ لَيسَ بِالفِعلِ تَحنو

فَسَدَ الأَمرُ كُلُّهُ فَاِترُكوا الإِع

رابَ إِنَّ الفَصاحَةَ اليَومَ لَحنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:27 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


هَذي القَضايا فَمَن يُطاوِلها

وَهِيَ المَنايا فَمَن يُخاشِنُها

لَم يَثنِ عَن فارِسٍ وَحِميَرِها

دُروعُها المَوتَ أَو جَواشِنُها

وَلا قُصورٌ لَها مُشَيَّدَةٌ

قَد مُوِّهَت عَسجَداً رَواشِنُها

وَبادَ لِلرومِ أُسرَةٌ عَجَبٌ

تُعرَفُ في وُلدِها شَناشِنُها

وَكانَ في طَيِّئٍ وَإِخوَتِها

مَطاعِمٌ لا يُرَدُّ راشِنُها

وَآلُ قابوسَ أَهلُ مَملَكَةٍ

حامِلَةٍ رَفدَها رَعاشِنُها

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:27 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


لِباسِيَ البُرسُ فَلا أَخضَرٌ

وَلا خَلوقِيٌّ وَلا أَدكَنُ

وَقوتِيَ الشَيءُ أَبى مِثلَهُ

فَصيحُ هَذا الخَلقِ وَالأَلكَنُ

وَأَسأَلُ الخالِقَ مِن عِزِهِ

ما لَم يَكُن إِلّا لَهُ يُمكِنُ

سَيراً إِلى المَوتِ وَعَفواً إِذا

مِتُّ فَفي الآخِرَةِ المَوكِنُ

وَالرُفقُ بِالنَفسِ لَدى بَينِها

عَن جَسَدٍ ظَلَّت بِهِ تَسكُنُ

وَكُنتُ وَالناسَ إِلى هَذِهِ ال

دُنيا فَخانَت عَهدَ مَن يَركُنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:28 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


ما أَمسِ بِالشَبَحِ الَّذي إِن مَرَّ بي

فَرُجوعُهُ مِن بَعدِ ذَلِكَ مُمكِنُ

وَالناسُ بَينَ حَياتِهِم وَمَماتِهِم

مِثلُ الحُروفِ مُحَرَّكٌ وَمُسَكَّنُ

لِلَّهِ طاعَةُ رَبِّنا مِن خَلَّةٍ

فيها اِستَوى فُصَحاؤُنا وَالأَلكُنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:28 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


أَتَحمِلُكَ الحَصانُ وَأَنتَ خالٍ

وَفي الهَيجاءِ يَحمِلُكَ الحِصانُ

تَصونُ الخَيلَ تَحتَكَ مِن وَجاها

وَإِن جاءَ الحِمامُ فَما تُصانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:29 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


لَقَد طالَ الزَمانُ عَلَيَّ حَتّى

غَدَوتُ وَلي إِلى الدُنيا رُكونُ

فَلا أُغرَر إِذا أَجَلي خَطاني

سَيَأتي المَوتُ أَغفَلَ ما أَكونُ

وَيَلحَقُ بِالثَرى جَسَدٌ هَباءٌ

عَلى حَرَكاتِهِ وَرَدَ السُكونُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:29 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


سُكوناً خِلتُ أَقدَمَ مِن حَراكٍ

فَكَيفَ بِقَولِنا حَدَثَ السُكونُ

وَما في الناسِ أَجهَلُ مِن غَبِيٍّ

يَدومَ لَهُ إِلى الدُنيا رُكونُ

مَنازِلُنا إِذا ما الطَيرُ صيدَت

فَما تَبكي مِنَ الأَسَفِ الوُكونُ

وَما كانَت نَوى فَنَذُمَّ بَيناً

وَلكِن بَعدَ أَيّامٍ تَكونُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:29 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


تَمَنَّت شيعَةُ الهَجَرِيَّ نَصراً

لَعَلَّ الدَهرَ يَسهُلُ فيهِ حَزنُ

وَقَد أَضحَت جَماعَتُهُم شَريداً

فَلا يَفنى لَهُم أَسَفٌ وَحُزنُ

وَقالوا إِنَّها سَتَعودُ يَوماً

فَيَنبُتُ ما سَقى الآفاقَ مُزنُ

وَبَيتُ الشِعرِ قُطِّعَ لا لِعَيبٍ

وَلَكِن عَنَّ تَصحيحٌ وَوَزنُ

إِذا أوتيتَ مالاً فَاِبذُلنَهُ

فَما يُبقيهِ تَوفيرٌ وَخَزنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:30 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


لا تَعرِفُ الوَزنَ كَفّي بَلَ غَدَت أُذُني

وَزّانَةً وَلِبَعضِ القَولِ ميزانُ

وَالأَرضُ رُقعَةُ لُعّابٍ مُقَسَّمَةٌ

مِنها سُهولٌ وَأَجبالٌ وَحِزّانُ

تَغَيَّرَ الناسُ وَالدُنيا بِأَجمَعِها

حَتّى الفَرائِسُ بَعدَ الإِبلِ خِزّانُ

وَالسِرُ لَيسَ بِمَخزونٍ عَلى أَحَدٍ

لَكِن تَكاثَرَ لِلأَموالِ خُزّانِ

إِن لَم تُحَوَّل فَرازيناً بَياذِقُهُم

فَالشاةُ فيلٌ وَذاكَ الفيلُ فِرزانُ

وَلا مُغَنِّيَ بَل مُبدٍ لَهُ أَسَفاً

كَما يَقولُ بَنو سَرّاكَ حُزّانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:31 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


يَكفيكَ حُزناً ذَهابُ الصالِحينَ مَعاً

وَنَحنُ بَعدَهُم مَعَ الأَرضِ قُطّانُ

إِنَّ العِراقَ وَإِنَّ الشامَ مُذ زَمَنٍ

صِفرانِ ما بِهِما لِلمُلكِ سُلطانُ

ساسَ الأَنامَ شَياطينٌ مُسَلَّطَةٌ

في كُلِّ مِصرٍ مِنَ الوالينَ شَيطانُ

مَن لَيسَ يَحفِلُ خَمصَ الناسُ كُلِّهُمُ

إِن باتَ يَشرَبُ خَمراً وَهوَ مِبطانُ

تَشابَهَ النَجرُ فَالرومِيُّ مَنطِقُهُ

كَمَنطِقِ العُربِ وَالطائِيُّ مِرطانُ

أَمّا كِلابٌ فَأَغنى مِن ثَعالِبِهِم

كَأَنَّ أَرماحَهُم في الحَربِ أَشطانُ

مَتى يَقومُ إِمامٌ يَستَقيدُ لَنا

فَتَعرِفُ العَدلَ أَجيالٌ وَغيطانُ

صَلّوا بِحَيثُ أَرَدتُم فَالبِلادُ أَذىً

كَأَنَّما كُلُّها لِلإِبلِ أَعطانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:31 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


يُخَبِّرونَكَ عَن رَبِّ العُلى كَذِباً

وَما دَرى بِشُؤونِ اللَهِ إِنسانُ

وَبِالقَضاءِ لِآسادِ الشَرى لُجُمٌ

وَلِلوُحوشِ بِإِذنِ اللَهِ أَرسانُ

فَأَلسِنوني أُبَيِّن مُشكِلاتِكُمُ

أَم لَيسَ فيكُم لِأَهلِ الحَقِّ إِلسانُ

هَل تَسمَعونَ فَإِنّي فارِسٌ أَرَبي

مِنَ الفَراسَةِ إِذ لِلحَربِ فُرسانُ

ما كانَ في هَذِهِ الدُنيا أَخو رَشَدٍ

وَلا يَكونُ وَلا في الدَهرِ إِحسانُ

وَإِنَّما يَتَقَضّى المُلكُ مِن غِيَرٍ

كَما تَقَضَّت بَنو نَصرٍ وَغَسّانُ

حَسَّتهُمُ حادِثاتٌ لَم تَبِن أَسَفاً

كَأَن تَأَسَّفَ إِثرَ القَومِ حَسّانُ

بَنو أُمَيَّةَ بِالشامَينِ دينَ لَهُم

وَالهاشِمِيّونَ والَتهُم خُراسانُ

وَلَستُ آمَنُ أَن يُدعى إِمامُكُمُ

مِن عالَةِ الزِنجِ أَو رَبَّتهُ مَيسانُ

وَالرَأيُ أَن تَبعَثَ الأَنضاءُ واحِدَةً

إِلى دِمَشقَ فَبِئسَ الدارُ بيسانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:32 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدعى بَرِيَّتُهُ

مِن تُربِهِم فَيَعودا كَالَّذي كانوا

وَتودَعُ الناسَ في بَطنِ الثَرى نُوَبٌ

خَفضٌ وَرَفعٌ وَتَحريكٌ وَإِسكانُ

إِن كانَ رَضوى وَقُدسٌ غَيرَ دائِمَةٍ

فَهَل تَدومُ لِهَذا الشَخصِ أَركانُ

ما أَحسَنَ الأَرضَ لَو كانَت بِغَيرِ أَذىً

وَنَحنُ فيها لِذِكرِ اللَهِ سُكّانُ

قَد يُمكِنُ البَعثُ إِن نادى المَليكُ بِهِ

وَلَيسَ مِنّا لِدَفعِ الشَرِّ إِمكانُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:32 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


ما كانَ في الأَرضِ مِن خَيرٍ وَلا كَرَمُ

فَضَلَّ مَن قالَ إِنَّ الأَكرَمينَ فَنوا

وَإِنَّما نَحنُ في سَوداءَ طامِيَةٍ

وَهَل تُخَلِّصُ مِن أَمثالِها السُفُنُ

وَالشيبُ أَولى مِنَ الشُبّانِ لَو عُبِطوا

لِأَنَّهُ مُكثَبٌ مِن حَتفِهِ اليَفَنُ

أَعفى المَنازِلَ قَبرٌ يُستَراحُ بِهِ

وَأَفضَلُ اللُبسِ فيما أَعلَمُ الكَفَنُ

إِنَّ الَّذينَ عَلى وَجهِ الثَرى وُطِئوا

يُشابِهونَ أُناساً تَحتَهُ دُفِنوا

الضاحِكينَ إِذا ما خيضَ في سَفَهٍ

وَإِن أُريدوا عَلى أُكرومَةٍ شَفَنوا

وَما أَصابَهُمُ أَفِنٌ فَغَيَّرَهُم

لَكِن أُراهُم عَلى طولِ المَدى أَفِنوا

وَلا تُنَجّي دُروعٌ أَهلَها سُبُغٌ

وَلا جِيادٌ عَلى أَبوابِهِم صُفُنُ

إِنّا لَرَكبُ لَيالٍ غَيرِ وانِيَةٍ

فَقوتِلَت مِن رِكابٍ ما لَها ثَفَنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:33 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


إِنَّ الإِرانَ أَمامَ الحَيِّ مُحتَمَلٌ

فَكَيفَ يُدرِكُ أَشباحاً لَنا أَرَنُ

لَعَلَّ مَوتاً يُريحُ الجِسمَ مِن نَصَبٍ

إِنَّ العَناءَ بِهَذا العَيشِ مُقتَرِنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:34 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ

فَلا تُبالِ عَلى ما صابَتِ المُزُنُ

قَد غُلِّبَ المينُ حَتّى الصِدقُ مُستَتِرٌ

وَغُيِّبَ الرَشَدُ حَتّى خَفَّتِ الرُزُنُ

مَن لَم يَكُن خازِناً لِلمالِ مِن بُخُلٍ

فَلا يُخافُ عَلى نَحضٍ لَهُ خَزَنُ

أَكَذَّبَ القَومُ بِالميزانِ أَن سَمِعوا

أَنَّ القِيامَةَ فيها عادِلٌ يَزِنُ

وَقَد وَجَدنا مَقالَ الناسِ ذا زِنَةٍ

فَكَيفَ يُنكَرُ أَنَّ الفِعلَ يَتَّزِنُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:34 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ

عَلَيَّ يَمينُ اللَهِ ما لَكَ دينُ

تَسيرُ إِلى البَيتِ الحَرامِ تَنَسُّكاً

وَيَشكوكَ جارٌ بائِسٌ وَخَدينُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:34 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


لَقَد لَجَنت بِالمالِ خَوصاءُ ضامِرٌ

وَكَيفَ لَها أَنَّ اللُجَينَ لَجينُ

وَنَحنُ بَنو هَذا التُرابِ فَلا تَبِت

مُسِرَّ غَرامٍ أَن يُقالَ هَجينُ

حَياتِيَ تَعذيبٌ وَمَوتِيَ راحَةٌ

وَكُلُّ اِبنِ أُنثى في التُرابِ سَجينُ

أَقَبري بِوَهدٍ أَم وَجينٍ أَحُلُّهُ

فَإِنَّ أَديمَ الآدَمِيِّ وَجينُ

عطر الزنبق
06-28-2019, 09:35 PM
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/0/120/148/120148421_1__1159_.png


كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ زُرقُ أَسِنَّةٍ

بِها كُلُّ مَن فَوقَ التُرابِ طَعينُ

وَلَولا عُيونٌ حاسِراتٌ مَتى رَأَت

مُقيماً بِوَجهِ الأَرضِ قيلَ مَعينُ

وَلائِحُ هَذا الفَجرِ سَيفٌ مُجَرَّدٌ

أَعانَ بِهِ صَرفَ الزَمانِ مُعينُ

كَأَن قَد حَوَتهُم لَعنَةٌ مِن مَليكِهِم

وَمَن لَم يُطِع مَولاهُ فَهوَ لَعينُ

وَأَروَحُ مِن عَينٍ يَظَلُّ اِنتِسابُها

إِلى الإِنسِ وَحشٌ بِالمَهامِهِ عينُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:41 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif




وَجَدتُ سَوادَ الرَأسِ تَقلُبُ لَونَهُ
مِنَ الدَهرِ بيضٌ يَختَلِفنَ وَجونُ
فَلا يَغتَرِر بِالمُلكِ صاحِبُ دَولَةٍ
فَكَم مِن ضِياءٍ غَيَّبَتهُ دُجونُ
وَإِنّي أَرى أَنصارَ إِبليسَ جَمَّةً
وَلا مِثلَ ما أَوفى لَهُ الزَرَجونُ
فَإِن كانَتِ الأَرواحُ بَعدَ فِراقِها
تَنالُ رَخاءً فَالجُسومُ سُجونُ
وَماءُ الصِبا إِن طالَ في الشَخصِ مُكثُهُ
أَضَرَّ بِهِ بَعدَ الصَفاءِ أُجونُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:45 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

إِذا عُدَّتِ الأَوطانُ في كُلِّ بَلدَةٍ

لِقَومٍ سُجوناً فَالقُبورُ حُصونُ

وَما كانَ هَذا العَيشُ إِلّا إِذالَةً

فَعَلَّ تُراباً بِالحِمامِ يَصونُ

فَكُن بَعضَ أَشجارٍ تَقَضَّت أُصولُها

وَلَم يَبقَ في الدُنيا لَهُنَّ غُصونُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:45 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
عَجِبتُ لِكَهلٍ قاعِدٍ بَينَ نُسوَةٍ يُقاتُ بِما رَدَّت عَلَيهِ الرَوادِنُ

يُعالُ عَلى ذَمٍّ وَيُزجَرُ عَن قِلىً

كَما زُجِرَت بَينَ الجِيادِ الكَوادِنُ

يَكادُ الوَرى لا يَعرِفُ الخَيرَ بَعضُهُ

عَلى أَنَّهُ كَالتُربِ فيهِ مَعادِنُ

تُحارِبُنا أَيّامُنا وَلنا رِضاً

بِذَلِكَ لَو أَنَّ المَنايا تُهادِنُ

إِذا كانَ جِسمِيَ لِلرَغامِ أَكيلَةً

فَكَيفَ يَسُرُّ النَفسَ أَنِّيَ بادِنُ

وَمِن شَرِّ أَخدانِ الفَتى أُمُّ زَنبَقٍ

وَتِلكَ عَجوزٌ أَهلَكَت مَن تُخادِنُ

تُخَبَّرُ عَن أَسرارِهِ قُرَناءَهُ

وَمِن دونِها قفلٌ مَنيعٌ وَسادِنُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:46 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ

وَلا الحَيُّ في حالِ السَلامَةِ آمِنُ

وَإِنَّ وَليداً حَلَّها لَمُعَذَّبٌ

جَرَت لِسِواهُ بِالسُعودِ الأَيامِنُ

وَنالَ بَنوها ما حَبَتهُم جُدودُهُم

عَلى أَنَّ جَدَّ المَرءِ في الجَدِّ كامِنُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:48 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ قَبيحَ المَساعي حينَ يُظلَمُ دائِنُ

لَعَمري لَقَد خادَعتُ نَفسِيَ بُرهَةً

وَصَدَّقتُ في أَشياءَ مَن هُوَ مائِنُ

وَخانَتَنِيَ الدُنيا مِراراً وَإِنَّما

يُجَهَّزُ بِالذَمِّ الغَواني الخَوائِنُ

أُعَلِّلُ بِالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً

كَأَنِّيَ لَم أَشعُر بِأَنِّيَ حائِنُ

يُحَدِّثُنا عَمّا يَكونُ مُنَجِّمٌ

وَلَم يَدرِ إِلّا اللَّهُ ماُ هُوَ كائِنُ

وَيَذكُرُ مِن شَأنِ القِرانِ شَدائِداً

وَفي أَيِّ دَهرٍ لَم تُبَتَّ القَرائِنُ

أَرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارَت قُصورُها

خَلاءً وَلم تَثبُت لِكِسرى المَدائِنُ

وَهَجَّنَ لَذّاتِ المُلوكِ زَوالُها

كَما غَدَرَت بِالمُنذِرينَ الهَجائِنُ

رَكِبنا عَلى الأَعمارِ وَالدَهرُ لُجَّةٌ

فَما صَبَرَت لِلمَوجِ تِلكَ السَفائِنُ

لَقَد حَمِدَ الأَبناءَ قَومٌ وَطالَما

أَتَتكَ مِنَ الأَهلِ الشُرورُ الدَفائِنُ

كَنائِنُ صِدقٍ كَثَّرَت عَدَدَ الفَتى

فَهُنَّ بِحَقٍّ لِلسِهامِ كَنائِنُ

تَجيءُ الرَزايا بِالمَنايا كَأَنَّما

نُفوسُ البَرايا لِلحِمامِ رَهائِنُ

تَنَطَّسَ في كَتبِ الوَثائِقِ خائِفٌ

مَنِيَّتُهُ وَالمَرءُ لا بُدَّ بائِنُ

يَضُنُّ عَلَيها بِالثَمينِ حَليلُها

وَنودَعُ في الأَرضِ الشُخوصُ الثَمائِنُ

يَخافُ إِذا حَلَّ الثَرى أَن يَقينَها

لِآخَرَ مِن بَعضِ الرجالِ القَوائِنُ

يَصونُ الكَريمُ العِرضَ بِالمالِ جاهِداً

وَذو اللُؤمِ لِلأَموالِ بِالعِرضِ صائِنُ

مَتى ما تَجِد مُستَرفِدَ الجودِ شاتِماً

فَفي البُخلِ لِلوَجهِ الَّذي ذينَ ذائِنُ

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:48 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

إِذا دارَتِ الكَأسُ في دارِهِم

فَقَد رَحَلَ الدينُ عَن دارِهِم

فَما وُفِّقوا عِندَ إيرادِهِم

وَلا وُفِّقوا عِندَ إِصدارِهِم

وَفي رَفعِ أَصواتِهِم بِالغِناءِ

دَليلٌ عَلى حَطِّ أَقدارِهِم

فَإِن كُنتَ خِدناً لَهُم فَاِحبُهُم

جَفاءً عَلى قُربِ مُزدارِهِم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:50 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
إِذا مَدَحوا آدَمِيّاً مَدَح تُ مَولى المَوالي وَرَبَّ الأُمَم

وَذاكَ الغَنِيُّ عَنِ المادِحينَ

وَلَكِن لِنَفسي عَقَدتُ الذِمَم

لَهُ سَجَدَ الشامِخُ المُشمَخِرُّ

علَى ما بِعرينِهِ مِن شَمَم

وَمَغفِرَةُ اللَهِ مَرجُوَّةٌ

إِذا حُبِسَت أَعظُمي في الرِمَم

مُجاوِرَ قَومٍ تَمَشّى الفَنا

ءُ ما بَينَ أَقدامِهِم وَالقِمَم

فَيا لَيتَني هامِدٌ لا أَقومُ

إِذا نَهَضوا يَنفُضونَ اللِمَم

وَنادى المُنادي عَلى غَفلَةٍ

فَلَم يَبقَ في أُذُنٍ مِن صَمَم

وَجاءَت صَحائِفُ قَد ضُمِّنَت

كَبائِرَ آثامِهِم وَاللِمَم

فَلَيتَ العُقوبَةَ تَحريقَةٌ

فَصاروا رَماداً بِها أَو حُمَم

رَأَيتُ بَني الدَهرِ في غَفلَةٍ

وَلَيسَت جَهالَتُهُم بِالأُمَم

فَنُسكُ أُناسٍ لِضَعفِ العُقولِ

وَنُسكُ أُناسٍ لِبُعدِ الهِمَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:51 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
أَلا فَاِنعَموا وَاِحذَروا في الحَياةِ مُلِمّاً يُسَمّى مُزيلَ النَعَم

أَرى قَدَراً بَثَّ أَحداثَهُ

فَخَصَّ بِهِنَّ أُناساً وَعَم

وَإِنَّ القَنا حَمَلَتها الأَكُفُّ

لِطَعنِ الكُماةِ وَشَلَ النَعَم

فَلا تَأمَنوا الشَرَّ مِن صاحِبٍ

وَإِن كانَ خالاً لَكُم وَاِبنَ عَم

أَتَوكُم بِإِقبالِهِم وَالحُسامِ

فَشَدَّ بِهِ زاعِمٌ ما زَعَم

تَلَوا باطِلاً وَجَلَوا صارِماً

وَقالوا صَدَقنا فَقُلتُم نَعَم

أَفيقوا فَإِنَّ أَحاديثَهُم

ضِعافُ القَواعِدِ وَالمُدَّعَم

زَخارِفُ ما ثَبَتَت في العُقو

لِ عَمّى عَلَيكُم بِهِنَّ المُعَم

يَدولُ الزَمانُ لِغَيرِ الكِرامِ

وَتُضحي مَمالِكُ قَومٍ طُعَم

وَما تَشعُرُ الإِبلُ أَنَّ الرِكابَ

أُعِمَّت إِلى الرَملِ أَم لَم تُعَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:51 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
أَعوَزَ الشَثُّ وَالسَلَم وَأَديمي بِهِ حَلَم

فَهَنيئاً لِمَن مَضى

قَبلَ أَن يَجرِيَ القَلَم

لَم تُصِب جِسمُهُ الكُلو

مُ وَلا دينُهُ كُلِم

إِنَّما صاحِبُ التُقى

تاجِرٌ يَدفَعُ السَلَم

عَجِبَ الناسُ لِلجَنينِ

إِذا مَسَّهُ الأَلَم

عَلِمَ اللَهُ أَنَّهُ

إِن يُطِل عُمرَهُ ظَلَم

أَصبَحَ الشَيخُ مارِداً

بَعدَما حَجَّ وَاِستَلَم

خُطَّ أَمرٌ لِفاعِلٍ

إِن يَجِئ غَيرَهُ يُلَم

مِن فَتىً يَعرِفُ الهِلا

لَ غُلاماً قَدِ اِحتَلَم

وَسُهَيلاً مَعَ المَعا

شِرِ في كَفِّهِ زَلَم

خَبَطَ القَومُ في الضَلا

لِ فَهَل تُكشَفُ الظُلُم

في بِلادٍ مُضِلَّةٍ

لَيسَ في أَرضِها عَلَم

دونَها يَقصُرُ الخَيا

لُ إِذا طَيفُهُ أَلَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:52 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
قَد نَدِمنا عَلى القَبيحِ فَأَمسَي نا عَلى غَيرِ قَهوَةٍ نَتَنادَم

خالِقٌ لا يُشَكُّ فيهِ قَديمٌ

وَزَمانٌ عَلى الأَنامِ تَقادَم

جائِزٌ أَن يَكونَ آدَمُ هَذا

قَبلَهُ آدَمٌ عَلى إِثرِ آدَم

خَدَمَ اللَهَ غَيرُنا وَأَرانا

أَهلَ غَيٍّ لِرَبِّنا نَتَخادَم

لَستُ أَنفي عَن قُدرَةِ اللَهِ أَشبا

حَ ضِياءٍ بِغَيرِ لَحمٍ وَلا دَم

وَبَصيرُ الأَقوامِ مِثلِيَ أَعمى

فَهَلِمّوا في حِندِسٍ نَتَصادَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:54 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
إِن أَكَلتُم فَضلاً وَأَنفَقتُم فَض لاً فَلا يَدخُلَنَّ والٍ عَلَيكُم

لا تُوَلّوا أُمورَكُم أَيدِيَ النا

سِ إِذا رُدَّتِ الأُمورُ إِلَيكُم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:54 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
يا أُمَّةً في التُرابِ هامِدَةً تَجاوَزَ اللَهُ عَن سَرائِرِكُم

يا لَيتَكُم لَم تَطوا إِماءَكُم

وَلا دَنَوتُم إِلى حَرائِرِكُم

إِنِ اِستَرَحتُم مِمّا نُكابِدُهُ

فَنَحنُ مِن بَعدُ في جَرائِرِكُم

قَد خَطَبَ الخاطِبونَ نُسوَتَكُم

وَأَسكَت الحِسَّ مِن ضَرائِرِكُم

ذَرَّ البِلى فَوقَكُم رَمادَتَهُ

وَلَم تَعودوا إِلى ذَرائِرِكُم

لَو شاءَ رَبّي أَمَرَّ مُقتَدَراً

ما نَقَضَ المَوتُ مِن مَرائِرِكُم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:55 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

رَبُّ دِرَفسٍ خَلفَهُ ذائِبٌ أَروَحُ مِن رَبِّ الدِرفِسِ العَلَم

لَيسَ الفَتى مِن رَأسِهِ مُبدِلاً

رَأساً كَما يَفعَلُ باري القَلَم

وَهَذِهِ الدُنيا عَلى أَنَّها

مَحبوبَةٌ لَم تُخلِنا مِن أَلَم

يُلامُ ذو اليُسرِ وَأَيُّ اِمرِئٍ

أَدرَكَ مِنها طَرفاً لَم يُلَم

قَد يوجَدُ الكَهلُ حَليفَ النُهى

كَأَنَّهُ مِن جَهلِهِ ما اِحتَلَم

كانَ تَقِيّاً قَبلَ إِمكانِهِ

حَتّى إِذا مُكِّنَ مِنها ظَلَم

يَحسِبُ أَنَّ الصُبحَ بادٍ لَهُ

وَهوَ نَهاراً خابِطٌ في الظُلَم

وَمِن بَديعِ الجَورِ ما بَينَنا

حَربُكَ مَن أَلقى إِلَيكَ السَلَم

إِنَّ إِناءَ الخَيرِ مِن عَسجَدٍ

لَو خَرَّ هَضبٌ فَوقَهُ ما اِنثَلَم

إِن زَجَرَ اللَهُ حَديداً نَبا

أَو أَمَرَ اللَهُ حَريراً كَلَم

أَروَحُ مِن عَيشٍ جَنى لي أَذىً

مَوتٌ أَتاني راحَةً وَاِصطَلَم

طَيفُ حِمامٍ زارَني في الكَرى

فَمَرحَباً بِالطَيفِ لَمّا أَلَم

أَيُنكِرُ التَقليدَ مُستَبصِرٌ

قَبَّلَ رُكنَ البَيتِ ثُمَّ اِستَلَم

وَالجَذَعُ الأَزلَمُ لَم يُبقِ ذا

رُمحٍ مِنَ الناسِ وَلا ذا زَلَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:55 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

روحِيَ كَالنّارِ أَذابَت دَمي غَلياً فَلَمّا بَرَدَت غاضَ دَم

لا تُقدِمِ الدَهرَ عَلى مَأثَمٍ

وَاِستَغفِرِ الواحِدَ رَبَّ القِدَم

شَرِبتُ بِالعَسجَدِ عَن عِزَّةٍ

وَمَشرَبي مِن خَزَفٍ أَو أَدَم

أَعوذُ بِالخالِقِ مِن مَعشَرٍ

إِذا غَلَت قِدرُهُم لَم تَدُم

هَذي نُجومٌ شاهَدَت تُبَّعاً

وَمَن مَضى مِن حِميَرٍ أَو قُدُم

بُروجُها كَالبُرجِ في الأَرضِ إِن

طالَ مَداهُ في العُصورِ اِنهَدَم

فَاِندَم عَلى الذَنبِ إِذا جِئتَهُ

فَمِن شُروطِ التائِبينَ النَدَم

وَالخَدَمُ الأَحجالُ في اللَفظِ وَال

مَقصَدِ كَالقَومِ دُعوا بِالخَدَم

ما هِنَةُ الجِسمِ هِيَ الرِجلُ وَال

خَلخالُ في المَنزِلِ عِندَ القَدَم

وَالمالُ كَالتابِعِ أَهوِن بِهِ

وَرُبَّ يُسرٍ في قَوامِ العَدَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:55 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif

والِدُنا الدَهرُ بِهِ طَيشَةٌ فَلَيسَ فيهِ مِن بَنيهِ حَليم

ما رَكِبَ المَرءُ سِوى ظالِمٍ

يَعدو إِلى الفِتنَةِ عَدوَ الظَليم

دُنياهُمُ نارٌ بِلا جَنَّةٍ

فَالقَومُ مِنها في عَذابٍ أَليم

مُستَلِمينَ الرُكنَ مُستَلإِمي

نَ السَردَ كُلٌّ مِنهُمُ مُستَليم

رَبِّ مَتى أَرحَلُ عَن عالَمي

فَأَنتَ بِالناسِ خَبيرٌ عَليمِ

فَالمالِكُ المَملوكُ وَالموسِرُ ال

مُعسِرُ وَالسالِمُ مِثلُ السَليم

ما نالَ فِرعَونُ بِها نِعمَةً

وَلا صَفا عَيشٌ لِموسى الكَليم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:56 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
رَبِّ مَتى أَرحَلُ عَن هَذِهِ ال دُنيا فَإِنّي قَد أَطَلتُ المُقام

لَم أَدرِ ما نَجمي وَلَكِنَّهُ

في النَحسِ مُذ كانَ جَرى وَاِستَقام

فَلا صَديقٌ يَتَرَجّى يَدي

وَلا عَدُوٌّ يَتَخَشّى اِنتِقام

وَالعَيشُ سُقمٌ لِلفَتى مُنصِبٌ

وَالمَوتُ يَأتي بِشِفاءِ السَقام

وَالتُربُ مَثوايَ وَمَثواهُمُ

وَما رَأَينا أَحَداً مِنهُ قام

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:56 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif


صاحِبُ الشُرطَةِ إِن أَنصَفَني

فَهوَ خَيرٌ لِيَ مِن عَدلٍ ظَلَم

مَن أَرادَ الخَيرَ فَليَعمَل لَهُ

فَعَلَيهِ لِذَوي اللُبِّ عَلَم

حَكَم الناسَ غُواةٌ مِثلَ ما

حَكَمَت قَبلُ حَصاةٌ وَزَلَم

لا تُهاوِن بِصَغيرٍ مِن عِدىً

فَقَديماً كَسَرَ الرُمحُ القَلَم

وَتَرَقَّب مِن سَليلٍ صُنعَهُ

فَمِنَ البَيعِ قِياضٌ وَسَلَم

يَجمَعُ الجِنسُ شَريفاً وَلَقىً

كَحَديدٍ مِنهُ سَيفٌ وَجَلَم

خالِدٌ غاوٍ وَنَصرٌ صالِحٌ

وَمِنَ الأَشجارِ نَخلٌ وَسَلم

فَاِزجِرِ النَفسَ إِذا ما أَسرَفَت

فَمَتى لَم يُقصِصِ الظُفرُ كَلَم

رُبَّ شَيخٍ ظَلَّ يَهديهِ إِلى

سُبُلِ الحَقِّ غُلامٌ ما اِحتَلَم

وَكَأَنَّ الشَرَّ أَصلٌ فيهُمُ

وَكَذا النورُ حَديثٌ في الظُلَم

أَعجَبَ العَضبُ لِما هَذَّ فَقَد

كَلَّ أَو صادَفَ بُؤساً فَاِنثَلَم

وَمَعَ الضَيرِ بُلوغٌ لِلمُنى

وَمَعَ النَفعِ شَكاةٌ وَأَلَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:56 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif


الحِرصُ في كُلِّ الأَفانينِ يَصِم

أَما رَأَيتَ كُلَّ ظَهرٍ يَنقَصِم

وَعُروَةً مِن كُلِّ حَيٍّ تَنقَصِم

أَما سَمِعتَ الحادِثاتِ تَختَصِم

أَم حُبُّكِ الأَشياءَ يُعمي وَيُصِم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:57 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif
دُنيايَ وَيحَكِ ما طَرَقتُكِ مُخ تاراً وَلَكِنَّ القَضاءَ حَكَم

قَضَّيتُ أَيّامَ الشَبابِ عَلى

مَضَضٍ وَقَد طالَ البَقاءُ فَكَم

يَكفيكِ أَنَّ المَدحَ فيكِ يُرى

كَذِباً وَذَمّاً في العُقولِ حَكَم

وَبَنوكِ مِثلُكِ فيهُمُ جَبَلٌ

عالٍ وَوادٍ غائِرٌ وَأَكَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:57 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif


يا روحُ شَخصي مَنزِلٌ أُو طَنتَهُ

وَرَحَلتِ عَنهُ فَهَل أَسِفتِ وَقَد هُدِم

عيدَ المَريضُ وَعاوَنَتهُ خَوادِمٌ

ثُمَّ اِنتَقَلتِ فَما أُعينَ وَلا خُدِم

لَقَدِ اِستَراحَ مُعَلَّلٌ وَمُساهِرٌ

مِنهُ وَإِن غَدَتِ النَوائِحُ تَلتَدِم

حَمَلوهُ بَعدَ مَجادِلٍ وَأَسِرَّةٍ

حَملَ الغَريبِ فَحُطَّ في بَيتٍ رُدِم

ما زالَ في تَعَبٍ وَهَمٍ دائِمٍ

فَلَعَلَّهُ عَدِمَ الأَذاةَ بِأَن عُدِم

لَو كانَ يَنطِقُ مَيِّتٌ لَسَأَلتُهُ

ماذا أَحَسَّ وَما رَأى لَما قَدِم

إِن تَثوِ في دارِ الجِنانِ فَإِنَّما

فارَقتَ مِن دُنياكَ ناراً تَحتَدِم

مَن ذا يَلومُكَ في هَواكَ مَسيئَةً

كُلُّ الأَنامِ بِحُبِّها كَلِفٌ سَدِم

فَاِعذِر خَليلَكَ إِن جَفاكَ وَلا تَجِد

وَإِذا الزِيارَةُ ساعَفَتكَ فَلا تُدِم

بِئسَ العَشيرُ أَنا الغَداةَ

وَصَاحِبي مِثلي فَإِنّي ما نَدِمتُ وَلا نَدِم

عطر الزنبق
06-29-2019, 03:57 AM
http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/09-2012/PIC-860-1347618382.gif


ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم

بِالدينِ أَشباهَ النَعامِ أَوِ النَعَم

فَمُجادِلٌ وَصَلَ الجِدالَ وَقَد دَرى

أَنَّ الحَقيقَةَ فيهِ لَيسَ كَما زَعَم

عَلِمَ الفَتى النَظّارُ أَنَّ بَصائِراً

عَمِيَت فَكَم يَخفى اليَقينُ وَكَم يُعَم

لَو قالَ سيدُ غَضاً بُعِثتُ بِمِلَّةٍ

مِن عِندِ رَبّي قالَ بَعضُهُم نَعَم

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:09 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif



قِفي وَقفَةً تَعلَمي

وَإِن سَلِموا فَاِسلَمي

فَما قُلتُ مِن لَوعَةٍ

أَلِمّي بِنا يا لَمِ

وَكَيفَ صُعودي إِلى

الثُرَيّا بِلا سُلَمِ

أَيَخلُصُ هَذا الوَرى

مِنَ الحِندِسِ المُظلِمِ

وَأَيُّهُمُ لَم يَكُن

ظَلوماً وَلَم يُظلَمِ

وَلا بُدَّ لِلحادِثا

تِ مِن وَقعَةِ صَيلَمِ

تُبيدُ أَعادِيَهُم

مَعَ التُركِ وَالدَيلَمِ

وَتَثنيكَ في راحَةٍ

كَأَنَّكَ لَم تُؤلَمِ

وَلَم يُبقِ صِرفُ الرَدى

عَلى بَطَلٍ مُعلَمِ

يُخَضِّبُ هامَ العِدى

بِنَحوٍ مِنَ العِظلِمِ

وَكَم بَذَّ مِن قُرَحٍ

مَدى الجَذَعِ الأَزلَمِ

وَلَستَ مِنَ الرَكبِ إِذ

يَعوجونَ في المَعلَمِ

إِذا طَمِعوا فَاِقتَنِع

وَإِن جَهِلوا فَاِحلَمِ

وَلا يَدنونَنَّ الفَتى

لِعِرسٍ وَلا يولِمِ

فَإِن ظَهَرَت زَلَتي

فَقُل لِرَفيقي لُمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:16 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


سَلي اللَهَ رَبَّكِ إِحسانَهُ

فَإِنَّكِ إِن تَنظُري تَألَمي

وَلَيسَ اِعتِقادي خُلودَ النُجومِ

وَلا مَذهَبي قِدَمُ العالَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:17 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


وَدِدتُ وَفاتِيَ في مَهمَهٍ

بِهِ لامِعٌ لَيسَ بِالمَعلَمِ

أَموتُ بِهِ واحِداً مُفرَداً

وَأُدفَنُ في الأَرضِ لَم تُظلَمِ

وَأَبعُدُ عَن قائِلٍ لا سَلِمتَ

وَآخَرَ قالَ أَلا يا سَلَمي

أُحاذِرُ أَن تَجعَلوا مَضجَعي

إِلى كافِرٍ خانَ أَو مُسلِمِ

إِذا قالَ ضايَقَتني في المَحَلِّ

قُلتُ أَساؤوا وَلَم أَعلَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:17 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


رَبِّ اِكفِني حَسرَةَ النَدامَةِ في ال

عُقبى فَإِنّي مُحالِفُ النَدَمِ

وَالظُلمُ في وَقدَةٍ فَلَو عَرَضَت

شُربَةُ ماءٍ لَما غَلَت بِدَمي

وَلَم يَكُن في غَمامِنا وَشَلٌ

وَلا قَليبٍ لَنا وَلا أَدَمُ

عَفوَكَ لِلروحِ وَهيَ قادِرَةٌ

وَجِسمُها كَالهَباءِ لِلقِدَمِ

لا تَفرُقُ العَينُ حينَ تُبصِرُهُ

ما بَينَ كَفٍّ تَبينُ مِن قَدَمِ

وَالمَلكُ فينا هُوَ الفَقيرُ لِما

يَلزَمَهُ مِن مَعونَةِ الخَدَمِ

يَكفيكَ عَبدٌ وَلَيسَ يُقنِعُهُ

أَلفٌ وَكَم دُمتَ وَهوَ لَم يَدُمِ

وَكَيفَ تُرجى السُعودُ في زَمَنٍ

يَسارُهُ راجِعٌ إِلى العَدَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:18 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


لَو زَعَمَت نَفسِيَ الرَشادَ لَها

حِلفاً لَكَذَّبتُها بِمَزعَمِها

دارٌ إِذا سَمَّحَت بِلَذَّتِها

فَإِنَّ بُؤساً وَراءَ أَنعُمِها

إِن غَفَرَ اللَهُ لي فَلا أَسَفٌ

عَلى الَّذي فاتَ مِن تَنَعُّمِها

أَكَلتُها جَمرَةً حَرارَتُها

صَدَّت أَخا الحِرصِ عَن تَطَعُّمِها

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:19 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


ما أَكرَمَ اللَهَ عَزَّ مِن مَلِكٍ

وَرِزقُنا مِن دَلائِلِ الكَرَمِ

كَم عالَ مِن كافِرٍ وَكافِرَةٍ

مِن اِبتِداءِ الصِبا إِلى الهَرَمِ

ثُمَّ اِستَقَلّا إِلى قُبورِهِما

وَالقَبرُ لِلنازِلينَ كَالحَرَمِ

إِذا عِظامُ الفَتى بِهِ أَرَمَّت

حَسِبتَهُ مِن ثَمودَ أَو إِرَمِ

قَد وَطِئَ الأَخمَصانِ وَيحَهُما

عَلى جُسومِ الرِجالِ وَالحُرُمِ

يا جَسَدَ المَيتِ كَم أُضيفَ إِلى

تُربِكَ مِن ياسِرٍ وَمِن بَرَمِ

وَأَوقَدَ الناسُ فَوقَ أَرضِهِمُ

أَمثالَها مِن مُجَمَّعِ الضَرَمِ

لَو أَنصَفوا نَزَّهوا سَوامَهُمُ

مِن غَلَيانِ الكُسورِ في البُرَمِ

قَرمٌ هَوى مُقرِمٌ بِصارِمِهِ

يَدعو بِهِ لا شُفيتَ مِن قَرَمِ

حَرَمتَني الكَونَ في الرِياضِ وَأَن

أَنشَقَ رَيّا العَرارِ وَالبَرَمِ

أَو أَرِدَ الماءَ بَعدَ خامِسَةٍ

في هَجَماتِ الحِلالِ وَالصِرَمِ

قَضَّيتَ بي حَقَّ رِفقَةٍ وَفَدَت

حَسبُك مِن مَأثَمٍ وَمُجتَرَمِ

رُبَّ مَهاةٍ نَفَت بِمِروَدِها ال

أَعداءَ عَن طِفلِها فَلَم يَرِمِ

حُمَّ لَها نابِلٌ فَغادَرَها

مَخضوبَةً بِالنَجيعِ وَهيَ رَمي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:19 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

إِنَّ سُرورَ المُدامِ لَم يَدُمِ
بَل أَعقَبَت بِالهُمومِ وَالسَدمِ

وَالكَأسُ مِن كاسَ في التَعَثُّرِ وَال

نُدمانُ لَفظٌ أَتى مِنَ النَدَمِ

ما زالَ مُستَهتِراً بِها لَهِجاً

حَتّى اِنثَنى موسِراً مِنَ العَدَمِ

كَيفَ لَهُ أَن يَكونَ شارِبَها

بِالأَهلِ بَعدَ السَوامِ وَالخَدَمِ

أَقبَلَ يُهوي بِها إِلى فَمِهِ

حَتّى تَرقّى يَفري مِنَ الأَدَمِ

يُوَسَّعُ الجِلدَ وَالعِظامَ لَها

أَطبِقَةً مازَجَت دَماً بِدَمِ

مَقتولَةٌ في الحَديثِ ضاحِكَةٌ

مَوطوءَةٌ في القَديمِ بِالقَدَمِ

قَد ظَهَرَ السِرُّ بَعدَ خُفيَتِهِ

مِن قائِلٍ بِالزَمانِ وَالقِدَمِ

لَم تُخلِدِ الراحُ وَالمَزاهِرُ وَال

قَيناتُ حَيَّي عادٍ وَلا قُدُمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:20 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


نَطَقتُ حَيّاً نَيِّراً فَاِعذُري

مَن نَطَّقَ النَيِّرَ أَو لومي

سَلي عَنِ الخَيرِ فَعَهدي بِهِ

مَعَ التَقَصّي غَيرُ مَعلومِ

أَنصَفَ مَولانا وَكُلُّ اِمرِئٍ

يَظلِمُ وَالظُلمُ مِنَ اللُومِ

قَد يُقتَلُ الحُرُّ وَما دينُهُ

في طاعَةِ اللَهِ بِمَكلومِ

لا شَيءَ في الجَوِّ وَآفاقِهِ

أَصعَدُ مِن دَعوَةِ مَظلومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:20 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


ضحي الفَتى المَرؤوسُ بِالسَيِّدِ ال

ماجِدِ كَالمَرؤوسِ بِالصارِمِ

غَريزَةٌ في الناسِ مَعروفَةٌ

تُنقَلُ لِلمَكرومِ بِالكارِمِ

وَالدَهرُ لا يُنكِرُ تَسويدَهُ

بَني كُلَيبٍ لِبَني دارِمِ

وَيُخمَصُ الإِنسانُ مِن نَخوَةٍ

ساكِنَةٍ في أَنفِهِ الوارِمِ

بَيتُ العُلى بَيتُ قَريضٍ وَلا

بُدَّ مِنَ الكاسِرِ وَالخارِمِ

إِن يُحرَمِ السائِلُ عِندي جَداً

فَلَستُ عِندَ اللَهِ بِالحارِمِ

لَو كُنتُ أَسطيعُ لَهُ راحَةً

راحَ بِها في عامِهِ العارِمِ

صَدَّ زَكاةَ الملِ مَن زادَ في ال

حالِ عَنِ المِسكينِ وَالغارِمِ

وَالحَقُّ أَن تُطلَبَ ما بَينَنا

جِنايَةُ الجُرمِ مِنَ الجارِمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:21 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

إِجتَنِبِ الناسَ وَعِش واحِداً لا تَظلِمِ القَومَ وَلا تُظلَمِ

وَجَدتُ دُنياكَ وَإِن ساعَفَت

لا بُدَّ مِن وَقعَتِها الصَيلَمِ

لَو بُعِثَ المَنصورُ نادى أَيا

مَدينَةَ التَسليمِ لا تَسلَمي

قَد سَكَن القَفرَ بَنو هاشِمٍ

وَاِنتَقَلَ المُلكُ إِلى الدَيَلمِ

لَو كُنتُ أَدري أَنَّ عُقباهُمُ

لِذاكَ لَم أَقتُل أَبا مُسلِمِ

قَد خَدَمَ الدَولَةَ مُستَنصِحاً

فَأَلبَسَتهُ شِيَةَ العِظلِمِ

ما دامَ غَيرُ اللَهِ مِن دائِمٍ

فَاِغضَب عَلى الأَقدارِ أَو سَلِّمِ

طَوَّفتَ في الآفقِ عَصراً فَما

أَسفَرَت مِن حِندِسِكَ المُظلِمِ

سَأَلتَ أَقواماً فَلَم تُلفِ مَن

يَهديكَ مِن رُشدٍ إِلى مَعلَمِ

فَاِحلَم عَنِ الجاهِلِ مُستَكبِراً

فَالعَينُ إِن تَلقَ الكَرى تَحلَمِ

إِنَّ وَفاةَ النِكسِ في جُبنِهِ

مِثلُ وَفاةِ الفارِسِ المُعلَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:21 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

شَرٌّ عَلى المَرأَةِ مِن حَمّامِها

إِرسالُكَ الفاضِلَ مِن زِمامِها

وَمَشيُها تَضرِبُ في أَكمامِها

يَفوحُ رَيّا الطيبِ مِن أَمامِها

زائِرَةَ المَسجِدِ في إِلمامِها

تأَتَمُّ وَالخَيبَةُ في اِئتِمامِها

بِأَحدَلٍ ما عَفَّ عَن كِمامِها

أَعاذَها الخالِقُ مِن إِمامِها

وَريقُها الشَروبُ في صِمامِها

سِمامُ أَفعى بانَ مِن سِمامِها

إِن نَزَلَت عَصماءُ مِن شِمامِها

فَلا سَقاها الطَلُّ مِن غَمامِها

إِذا اِحتَوى الريمُ عَلى رِمامِها

لُزومُها البَيتَ مَعَ اِهتِمامِها

حَتّى يَجيها الوَفدُ مِن حِمامِها

وَحَملُها المِغزَلَ في إِتمامِها

أَوفى بِما تَعقُدُ مِن ذِمامِها

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:22 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

هَذي الحَياةُ مَسافَةٌ فَاِصبِر لَها كَيما تَبينَ وَأَنتَ غَيرُ مَلومِ

مَن لي بِناجِيَةٍ سَفيهَةِ مُدلِجٍ

فَالعيسُ لَم تَحمَد ذَواتِ حُلومِ

روحُ الظَلومِ إِذا هَوَت فَإِذا اِرتَقَت

فَكَأَنَّما هِيَ دَعَوةُ المَظلومِ

أَمّا رُكابُ الجودِ فَهيَ عَواطِبٌ

وَسَرى الأَنامُ عَلى رِكابِ اللُومِ

في عالَمٍ أَخَذَ الإِلَهُ عُقولَهُم

فَغَدَوا جَميعُهُمُ بِلا مَعلومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:22 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

أُسكُت وَخَلِّ مُضِلَّهُم وَشُؤونَهُ لِيَسوقَهُم بِعَصاهُ أَو بِحُسامِهِ

نُصِحوا فَما قَبِلوا وَباعوا كِثكِثاً

مِن شَرِّ مَعدِنِهِ بِقيمَةِ سامِهِ

فَكَأَنَّهُم غَنَمٌ تَرودُ أُسامَها

مَن لا يُبالي كَيفَ حالُ مَسامِهِ

دُفِنَ السُرورُ فَما يَبينُ لِعاقِلٍ

رُزءٌ يَكونُ المَوتُ في أَقسامِهِ

كَذَبَ اِمرُؤٌ نَسَبَ القَبيحَ إِلى

الَّذي خَلَقَ الأَنامَ وَخَطَّ في بِرسامِهِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:27 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

عِلمي بِأَنّي جاهِلٌ مُتَمَكِّنٌ عِندي وَإِن ضَيَّعتُ حَقَّ العالِمِ

وَالظُلمُ يُمهِلُ بَعضَ مَن يَسعى لَهُ

وَمَحَلُّ نَقمَتِهِ بِنَفسِ الظالِمِ

ما بالُ مَن طَلَبَ الهُدى بِمُفاوِزٍ

قَفرٍ وَطالِبُ غَيرِهِ بِمَعالِمِ

وَالمَرءُ في حالِ التَيَقُّظِ هاجِعٌ

يَرنو إِلى الدُنيا بِمُقلَةِ حالِمِ

وَأَخو الحِجى أَبَداً يُجاهِدُ طَبعَهُ

فَتَراهُ وَهوَ مُحارِبٌ كَمُسالِمِ

سَأَلَ الطَبيبَ عَنِ الشِكايَةِ مُدنَفٌ

يَرجو سَلامَتَهُ وَلَيسَ بِسالِمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:27 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

قَطَعَ الطَريقَ بِمَهمَهٍ وَنَظيرَهُ

في المِصرِ فَعِلَ مُنَجِّمٍ وَمُعَزِّمِ

تَتَوافَقُ الأَسماءُ مِنّا وَالكِنى

مُتَبايِناتٌ فَاِنهَ جَهلاً وَاِحزَمِ

هَيهاتَ ما الجَوزاءُ تَرزُم عِندَها

وَجناءُ كَالجَوزاءِ ذاتِ المِرزَمِ

وَتَشابُهُ الأَخلاقِ مِن مُتَباعِدي نَجرٍ

وَلَيسَ خُزَيمَةٌ مِن أَخزَمِ

وَبِعَينِ سُلوانَ الَّتي في قُدسِها

طَعمٌ يُوَهِّمُ أَنَّها مِن زَمزَمِ

وَالمَرءُ يُسخَطُ ما أَتاهُ وَكَم فَتىً

كَالشَنِّ يَنفَعُ أَهلَهُ بِمَهَزَّمِ

غَضِبَ المُمَلَّكُ أَنَّ خِرجاً لَم يَفِر

وَالعَبدُ أَنَّ سَقاءَهُ لَم يُخزَمِ

وَالخَيرُ أَفضَلُ ما اِعتَقَدتَ فَلا تَكُن

هَمَلاً وَصَلِّ بِقُبلَةٍ أَو زَمزِمِ

وَوَجَدتُ نَفسَ الحُرِّ تَجعَلُ كَفُّهُ

صِفراً وَتُلزِمُهُ بِما لَم يُلزَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:28 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ

أَرى سَيفَ بنِ ذي يَزَنٍ فَرَتهُ

صُروفُ الدَهرِ بِالسَيفِ الهُذامِ

وَأَذوَت غاضِراً وَرَمَت حِبالاً

سَليلَ أَخي طُلَيحَةَ بِاِنجِذامِ

وَما زَيدُ بنُ حارِثَةٍ حَبيباً

إِلى الحَيِّ المُصَبَّحِ مِن جُذامِ

أَلَم تَرَ لِاِمرِىء القَيسِ بنِ حِجرٍ

بَكى مُتَشَبِهاً بِفَتى حِذامِ

كَذاكَ تَناسِخُ الدُنيا فَمَلّي

مَزادَكَ قَبلَ تَقضيبِ الوِذامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:29 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

أَبا القَدَرِ المُتاحِ رَدينُ جِنٌّ تَسمَعُ غَيرَ هائِبَةِ الرُجومِ

وَتَعلَمُ أَنَّ ما لَم يُنضَ صَعبٌ

فَما تَخشى المَنِيَّةَ في الهُجومِ

بِإِذنِ اللَهِ يَنفُذُ كُلُّ أَمرٍ

فَنَهنِه فَيضَ أَدمُعِكَ السُجومِ

يَجوزُ بِحُكمِهِ مَوتُ الثُرِّيا

وَأَن تَبقى السَماءُ بِلا نُجومِ

وَكَم وَجَم الفَتى مِن بَعدِ ضِحكٍ

وَأُضحِكَ بَعدَ إِفراطِ الوُجومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:29 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

يَقولُ الناسُ إِنَّ الخَمرَ تُؤَدّي بِما في الصَدرِ مِن هَمٍّ قَديمِ

وَلَولا أَنَّها بِاللُبِّ تودي

لَكُنتُ أَخا المُدامَةِ وَالنَديمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:29 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif


أَما لِأَميرِ هَذا المِصرِ عَقلٌ

يُقيمُ عَنِ الطَريقِ ذَوي النُجومِ

فَكَم قَطَعوا السَبيلَ عَلى ضَعيفٍ

وَلَم يُعفوا النِساءَ مِن الهُجومِ

هُمُ ناسٌ وَلَو رُجِموا اِستَحَقّوا

بِأَنَّهُمُ شَياطينُ الرُجومِ

إِذا اِفتَكَرَ اللَبيبُ رَأى أُموراً

تَرُدُّ الضاحِكاتِ إِلى الوُجومِ

إِلى اللَيثَينِ تُرسِلُ بِاِقتِدارٍ

نَوائِبَها يَدُ القَدَرِ الهَجومِ

فَمِن أَسَدٍ يُعَدُّ مِنَ الضَواري

وَمِن أَسَدٍ يُعَدُّ مِنَ النُجومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:30 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503404_454.gif

لَقَد هَجَمَ الزَمانُ عَلى تَميمٍ بِأَجمَعِهِم فَمَن آلُ الهُجَيمِ

فَما حَمَتِ السُروجُ ظُبى سُرَيجٍ

وَلا لُجُمُ الجِيادِ بَني لُجَيمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:42 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
أُقَضّي الدَهَر مِن فِطرٍ وَصَومِ

وَآخُذُ بُلغَةً يَوماً بِيَومِ

وَأَعلَمُ أَنَّ غايَتي المَنايا

فَصَبراً تِلكَ غايَةُ كُلِّ قَومِ

وَسامَتني إِهانَتَها اللَيالي

وَمَن لي أَن تُخَلّيني وَسَومي

فَإِن تَقِفِ الحَوادِثُ دونَ نَفسي

فَما يَترُكنَ إِشمامي وَرَومي

أَعومُ اللُجَّ وَالحيتانُ حَولي

وَما أَنا مُحسِنٌ في ذاكَ عَومي

وَأَيّامُ الحَياةِ ظِلالُ عِترٍ

وَمَن لي أَن يَكونَ ظِلالَ دَومِ

لَعَلَّ العَيشَ تَسهيدٌ وَنَصبٌ

وَراحَتي الحِمامُ أَتى بِنَومِ

وَما كانَ المُهَيمِنُ وَهوَ عَدلٌ

لِيَقصُرَ حيلَتي وَيُطيلَ لَومي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:42 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
لَقَد كَرُمَت عَلَيكَ فَتاةُ قَومٍ

شَرِبتَ بِفَضلِها فَضَلاتِ كَرمِ

وَسُقتَ إِلَيكَ سوءَ الجُرمِ عَمداً

وَأَنتَ مُعَلَّلٌ بِسَويقِ جَرمِ

أَرى هَرِماً يُعيدُ نَباتَ نَبعٍ

وَإِن كانَ الصَليبُ كَنَبتِ هَرمِ

لَقَد خابَ الَّذي حَلَبَت يَداهُ

سَفاهَةَ عَقلِهِ بِأَذىً وَغَرمِ

سَيُخفِتُ كُلَّ صَوتٍ زَأرُ لَيثٍ

وَنَبأَةُ باغِمٍ وَهَديرُ قَرمِ

رَماني مَن لَهُ وَتَري وَقَوسي

وَكَفّي وَالسِهامُ فَكَيفَ أَرمي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:42 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
أَدُنيايَ اِذهَبي وَسِوايَ أُمّي

فَقَد أَلمَمتِ لَيتَكِ لَم تُلِمّي

وَكانَ الدَهرُ ظَرفاً لا لِحَمدٍ

تُؤَهِّلُهُ العُقولُ وَلا لِذَمِّ

وَأَحسَبُ سانِحَ الإِزميمِ نادى

بِبَينِ الحَيِّ في صَحراءِ زَمِّ

إِذا بَكرٌ جَنى فَتَوَقَّ عُمراً

فَإِنَّ كِلَيهِما لِأَبٍ وَأُمِّ

وَخَف حَيَوانَ هَذي الأَرضِ وَاِحذَر

مَجيءَ النَطحِ مِن روقٍ وَجُمِّ

وَفي كُلِّ الطِباعِ طِباعُ نُكرٍ

وَلَيسَ جَميعُهُنَّ ذَواتِ سُمِّ

وَما ذَنبُ الضَراغِمِ حينَ صيغَت

وَصُيِّرَ قوتُها مِمّا تُدَمّي

فَقَد جُبِلَت عَلى فَرسٍ وَضَرسٍ

كَما جُبِلَ الوَقودُ عَلى التَنَمّي

ضِياءٌ لَم يَبِن لِعُيونِ كُمهٍ

وَقَولٌ ضاعَ في آذانِ صُمِّ

لَعَمرُكَ ما أُسَرُّ بِيَومِ فِطرٍ

وَلا أَضحى وَلا بِغَديرِ خُمِّ

وَكَم أَبدى تَشَيُّعَهُ غَوِيٌّ

لِأَجلِ تَنَسُّبٍ بِبِلادِ قُمِّ

وَما زالَ الزَمانُ بِلا اِرتِيابٍ

يُعِدُّ الجَدعَ لِلأَنفِ الأَشَمِّ

أَحاضِنَةَ الغُلامِ ذَمَمتِ مِنهُ

أَذاكِ فَأَرضِعي حَنَشاً وَضُمّي

فَلَو وُفِّقتِ لَم تَسقي جَنيناً

وَلَم تَضَعي الوَليدَ وَلَم تُهَمّي

لَهانَ عَلى أَقارِبِكِ الأَداني

قِيامُكِ عَن خَديجٍ غَيرِ تَمِّ

سَأَلتِ عَنِ الحَقائِقِ وَهيَ سِرٌّ

وَيَخشاكَ المُخَبِّرُ أَن تَنَمّي

وَكَيفَ يَبينُ لِلأَفهامِ مَعنىً

لَهُ مِن رَبِّهِ قَدَرٌ مُعَمّي

وَعِندي لَو أَمِنتُكِ عِلمُ أَمرٍ

مِنَ الجُهّالِ غَيَّبَهُ مُكِمِّ

وَسُمِّيَ إِن أَراقَ الماءَ جِبسٌ

يُراقِبُ جَنَّةً أَن لا يُسَمّي

رَأَيتُ الحَقَّ لُؤلُؤَةً تَوارَت

بِلُجٍّ مِن ضَلالِ الناسِ جَمِّ

أَحُثُّ الخَلقَ مِن ذَكَرٍ وَأُنثى

عَلى حُسنِ التَعبُّدِ وَالتَأَمّي

وَقَد يُلفى الغَريبُ عَلى نَواةٍ

أَعَزَّ عَلَيكَ مِن خالٍ وَعَمِّ

مَتى يَتَبَلَّجِ المُبيَضُّ يَرعى

لِقَومٍ تَحتَ أَخضَرَ مُدلَهِمِّ

وَنَحنُ مُيَمِّمونَ مَدىً بَعيداً

كَأَنّا عائِمونَ غِمارَ يَمِّ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:43 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
لَيسَ اِغتِنامُ الصَديقِ شَأني

فَلا تَكُن شَأنَكَ اِغتِنامي

في الأَرضِ حَيٌّ وَغَيرُ حَيٍّ

فَجامِدٌ بَينَنا وَنامِ

غُيِّبَ مَيتٌ فَما رَأَتهُ

عَينٌ سِوى رُؤيَةِ المَنامِ

فَلا يُبالِ اللَبيبُ مِنّا

في مَنسِمٍ حَلَّ أَو سَنامِ

نَأيُ زُنامِ أَوانَ يُدهى

حَدَّثَ بِالنايِ عَن زُنامِ

وَالغَدرُ في الآدَمِيِّ طَبعٌ

فَاِحتَرِزي قَبلَ أَن تَنامي

مَنِ اِدَّعى أَنَّهُ وَفِيٌّ

فَليَنتَسِب في سِوى الأَنامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:43 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif


سَأَلتُكُم لا تَكِنّوني لِتَكرِمَةٍ

وَصَغِّروني تَصغيراً بِتَرخيمِ

فَالمَرءُ يُخلَقُ مِن أَشياءَ أَربَعَةٍ

وَكُلُّها راجِعٌ لِلأَصلِ وَالخيمِ

وَما أَلومُكَ في خَفضي وَمَنقَصَتي

لَكِن أَلومُكَ في رَفعي وَتَفخيمي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:44 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
بَعضُ الأَقارِبِ مَكروهٌ تُجاوِرُهُم

وَإِن أَتوكَ ذَوي قُربى وَأَرحامِ

كَالعَينِ وَالحاءِ تَأبى أَن تُقارِنَها

في لَفظِها فَحَماها قُربَها حامي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:45 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
لا تَزدَرُنَّ صِغاراً في مَلاعِبِهِم

فَجائِزٌ أَن يُرَوا ساداتِ أَقوامِ

وَأَكرِموا الطِفلَ عَن نُكرٍ يُقالُ لَهُ

فَإِن يَعِش يُدعَ كَهلاً بَعدَ أَعوامِ

وَلا تَناموا عَنِ الدُنيا وَغِرَّتِها

فَإِن أَبَيتُم فَكونوا خَيرَ نُوّامِ

لا تَظلِموا مِن بَنيها وَاحِداً أَبَداً

حَتّى تَعُدّوا ذَوي فِطرٍ كَصَوّامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:45 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
عَقَقتَ دُنياكَ إِن حاوَلتَ خِدمَتَها

إِيّاكَ وَالأُمَّ لا تُدعى مِنَ الآمِ

وَتَحتَ رِجلِكَ مِنها مَفرِقٌ تَرِبٌ

أَنّى اِتَّجَهتَ بِإِعراقٍ وَإِشآمِ

أَسِمتِني أُمَّ دِفرٍ غَيرِ مُرعِيَةٍ

وَزادَ أَهلُكِ إِعناتي وَإِسآمي

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:46 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
إِلَهَنا الحَقَّ خَفِّف وَاِشفِ مِن وَصَبٍ

فَإِنَّها دارُ أَثقالٍ وَآلامِ

يَسِّر عَلَينا رَحيلاً لا يُلَبِّثُنا

إِلى الحَفائِرِ مِن أَهلٍ وَأَخلامِ

وَجازِنا عَن خَطايانا بِمَغفِرَةٍ

فَكَم حَلُمتَ وَلَسنا أَهلَ أَحلامِ

قَد أَسلَمَ الرَجُلُ النُصرانُ مُرتَغَباً

وَلَيسَ ذَلِكَ مِن حُبٍّ لِإِسلامِ

وَإِنَّما رامَ عِزّاً في مَعيشَتِهِ

أَو خافَ ضَربَةَ ماضي الحَدِّ قَلّامِ

أَو شاءَ تَزويجَ مِثلِ الظَبيِ مُعلَمَةٍ

لِلناظِرينَ بِأَسوارٍ وَعُلّامِ

قَد حاوَلَ الناسُ رِزقَ اللَهِ فَاِبتَكَروا

مُجاهِدينَ بِأَرقاحٍ وَأَقلامِ

نَرجو مِنَ اللَهِ رَحباً إِثرَ ضَيِّقَةٍ

مِنَ الأُمورِ وَنوراً بَعدَ إِظلامِ

لَهُ المَمالِكُ قَد بانَت دَلائِلُها

لِلمُفَكِّرينَ بِراياتٍ وَأَعلامِ

وَالحَظُّ مِن غَيرِ سَعيٍ مِن مَواهِبِهِ

كَأَنَّها ضَربُ أَيسارٍ بِأَزلامِ

وَيحٌ لِجيلِيَ وَالأَجيالِ إِن بُعِثوا

إِلى حِسابِ قَديمِ اللُطفِ عَلّامِ

مُحصي الجَرائِمِ فَعّالِ العَظائِمِ نَص

ارِ الهَضائِمِ جازٍ غَيرِ ظَلّامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:46 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
عَيشٌ وَمَوتٌ وَأَحداثٌ تَبَدُّلُها

يَنوبُنا وَمُهودٌ بَينَ أَرحامِ

أَمرٌ حَمى النَومَ بَعدَ الفِكرِ صاحِبَهُ

وَمِثلُهُ لِرُقادٍ وارِدٍ حامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:46 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
هَل يَأمَنُ الفَتَيانِ الخَطبَ آوِنَةً

وَلِلمَقاديرِ إِعلامٌ بِإِعلامِ

أَولاهُما أَن يُغادى في مَدىً بِرَدىً

هَذا النَهارُ فَكونوا أَهلَ أَحلامِ

هُوَالجَديدُ فَيَطويهِ الزَمانُ بِلىً

وَيُرجِعُ الدَهرُ إِظلاماً بِإِظلامِ

دُنياكَ فيما تُوالي غَيرُ مُحسِنَةٍ

فَلَم تَزَل ذاتَ أَولادٍ وَأَخلامِ

حَسبُ الحَياةِ قَذاةً أَن تُعَدَّ أَذىً

وَأَن تُقَضّى بِأَوصابٍ وَآلامِ

وَلَيسَ يَقذِفُني فَقري إُِلى نُوَبي

وَلا يُسَلِّمُني مِنهُنَّ إِسلامي

وَالناسُ في غَمَراتٍ أَعمَلوا فِكَراً

كَالسِربِ يَرتَعُ في رُغلٍ وَقَلّامِ

وَما يُعَرّونَ مِن مَكرٍ وَلا حِيَلٍ

أَطرافَ سُمرٍ وَلا أَطرافَ أَقلامِ

أَعياكَ خِلٌّ وَلَولا قُدرَةٌ سَلَفَت

لَم يُمكِنِ الجَمعُ بَينَ الخاءِ وَاللامِ

فَلا تَغُرَّنكَ في الأَيّامِ خادِعَةٌ

مِنَ الحِسانِ بِوَحيٍ أَو بِكَلّامِ

يَنأى الغُلامُ وَلَو لَم يَرضَ والِدُهُ

عَنِ اِحتِياجٍ إِلى حَليٍ وَعُلّامِ

فَاِردُد أُمورَكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ

إِلى نَقِيٍّ مِنَ الأَدناسِ عَلّامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:47 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
إِذا أَمِنتَ عَلى مالٍ أَخا ثِقَةٍ

فَاِحذَر أَخاكَ وَلا تَأَمَن عَلى الحُرَمِ

فَالطَبعُ في كُلِّ جيلٍ طَبعُ مَلأَمَةٍ

وَلَيسَ في الطَبعِ مَجبولٌ عَلى الكَرَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:47 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
كَلِّم بِسَيفِكَ قَوماً إِن دَعَوتَهُمُ

مِنَ الكُلومِ فَما يُصغونَ لِلكَلِمِ

ذو النونِ إِن كانَ سَيفَ الهِندِ أَبلَغُ مِن

ذي النونِ في الوَعظِ بَل مِن نونَ وَالقَلَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:47 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
أَطرِق كَأَنَّكَ في الدُنيا بِلا نَظَرٍ

وَاِصمُت كَأَنَّكَ مَخلوقٌ بِغَيرِ فَمِ

وَإِن هَمَمتَ بِمينٍ فَاِتَّخِذ لُفَماً

مُضاعَفاتٍ لِتَثني اللَفظَ بِاللُفَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:48 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
كَم بادَ في حَدَثانِ لِلدَهرِ مِن مَلَإٍ

وَسادَ في دُوَلِ الأَيّامِ مِن قُزُمِ

وَالسَعدُ فَوقَ سُروجِ الخَيلِ يُمسِكُها

لِأَهلِها وَهيَ لَم تُشدَد إِلى الحُزُمِ

وَاللَيثُ إِن وَلَجَ الحِرمانُ مِنهُ فَما

أَلقى الفَريسَةَ مِن أَنيابِهِ الأَزُمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:48 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
دُنياكَ هَذي مَنامٌ إِن جَزى حُلُمٌ

فيها بِشَرٍّ فَأَمِّل غِبطَةَ الحُلُمِ

فَقَد يَرى أَنَّهُ باكٍ حَليفُ كَرىً

فَيَستَجِدُّ سُروراً فاقِدَ الأَلَمِ

فَاِضرِب وَليدَكَ وَاِدلُلهُ عَى رَشَدٍ

وَلا تَقُل هُوَ طِفلٌ غَيرُ مُحتَلِمِ

وَرُبَّ شَقٍّ بِرَأسٍ جَرَّ مَنفَعَةً

وَقِس عَلى نَفعِ شَقِّ الرَأسِ اي القَلَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:48 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
أَصمَت سُوَيداءَ قَلبٍ مِن تَلَهُّبِها

حَمراءُ وَالنارُ تَنضو حُلَّةَ الفَحَمِ

كَأَنَّما اللَيثُ أَلقى لَونَ مُقلَتِهِ

لَيلاً عَلَيها فَقَد مَلَّت مِنَ السَحَمِ

وَالتُربُ نَقليهِ ظُلماً وَهوَ والِدُنا

وَكَم لَنا فيهِ مِن قُربى وَمِن رَحِمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:49 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
إِن طابَ خَيمُكَ في الدُنيا فَلا تَخِمِ

وَلا تَضَنَّ بِمَقتولٍ عَلى الرَخَمِ

فَالجِسمُ إِن زايَلَتهُ الروحُ صارَ لَقىً

كَلّاً عَلى القَومِ ما فيهِ مِنَ الضَخَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:49 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
العَيشُ أَدّى إِلى ضُرٍّ وَمَهلَكَةٍ

لَولا الحَياةُ لَكانَ الجِسمُ كَالصَنَمِ

مَن يَفقِدِ الحِسَّ لا يُعرَف بِمَخزِيَةٍ

إِنَّ الذُبابَ يَعلُ الجَنى يَنَمِ

هَذا الأَنامُ لَهُ شَأنٌ يُرادُ بِهِ

وَأَنتَ غَيري وَلَيسَ الأَريُ كَالهَنَمِ

مَعنىً خَبيءٌ عَلى ما بانَ مِنهُ كَما

تُبنى الزَوائِدُ مِن يا أَوسُ لا تَنَمِ

وَحاجَةُ النَفسِ تُرضيها بِما سَخَطَت

وَكَم تَجَرَّأَ رَبُّ الإِبلِ بِالغَنَمِ

دَعِ الكَعابَ الَّتي لَم يُدنِ مَأكَلُها

مِن لُؤلُؤِ الثَغرِ إِلّا قانِىِ العَنَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:49 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
اِعدِد لِكُلِّ زَمانٍ ما يُشاكِلُهُ

إِنَّ البَراقِعَ يُستَثبَتنَ بِالشَبَمِ

فَإِن ضَرَبتَ بِسَيفِ الهِندِ في وَمَدٍ

فَسَيفُ إِفرِنجَةَ المَخبوءُ لِلشَبَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:50 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif
لَقَد أَسِفتُ وَماذا رَدَّ لي أَسَفي

لَمّا تَفَكَّرتُ في الأَيّامِ وَالقِدَمِ

في العُدمِ كُنّا وَحُكمُ اللَهِ أَوجَدَنا

ثُمَّ اِتَّفَقنا عَلى ثانٍ مِنَ العَدَمِ

سِيّانِ عامٌ وَيَومٌ في ذَهابِهِما

كَأَنَّ ما دامَ ثُمَّ اِنبَتَّ لَم يَدُمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:50 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1409503414_332.gif


فَضيلَةُ النُطقِ في الإِنسانِ تَمزُجُها

نَقيصَةُ الكَذِبِ المَعدودِ في النِقَمِ

أَصدُق إِلى أَن تَظُنَّ الصِدقَ مَهلَكَةً

وَعِندَ ذَلِكَ فَاِقعُد كاذِباً وَقُمِ

فَالمَينُ ميتَةُ مُضطَرٍّ أَلَمَّ بِها

وَالحَقُّ كَالماءِ يُجفى خيفَةَ السَقَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:57 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

عَرَفتُ مِن أُمِّ دَفرٍ شيمَةً عَجَباً

دَلَّت عَلى اللُؤمِ وَهيَ العُنفُ بِالخَدَمِ

وَمَن يُهنِها تَصُنهُ عَن مَكارِهِها

بَعضَ الصِيانَةِ فَاِرفُضها بِلا نَدَمِ

وَما لِنَفسي خَلاصٌ مِن نَوائِبِها

وَلا لِغَيرِي إِلّا الكَونُ في العَدَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:58 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

ما أَقبَحَ المَينَ قُلتُم لَم يَشِب أَحَدٌ

حَتّى أَتى الشَيبُ إِبراهيمَ عَن أُمَمِ

كَذَبتُمُ وَنُجومُ اللَيلِ شاهِدَةٌ

إِنَّ المَشيبَ قَديماً حَلَّ في اللِمَمِ

هَذا البَياضُ رَسولُ المَوتِ يَبعَثُهُ

في كُلِّ عَصرٍ إِلى الأَجيالِ وَالأُمَمُ

وَما أَسيتُ عَلى الدُنيا مُزايَلَةً

وَلا تَأَسَّت عَلى البالي مِنَ الرِمَمِ

شَقَّت وَعَقَّت وَلَم أَحمُد وَلا حَمَدَت

ثُمَّ اِنصَرَفنا كِلانا سَيِّئُ الهِمَمِ

وَرَغبَتي في بَنيها غَيرُ كائِنَةٍ

وَكَيفَ يَرغَبُ خِدنُ العَقلِ في اللَمَمِ

لا خَيرَ فيهِم وَإِن هُم عَظَّموا رَجَباً

دونَ الشُهورِ فَقَد شانوهُ بِالصَمَمِ

لَم تُعطِ قَطُّ أُنوفاً جُدِّعَت شَمَماً

فَلَيتَ كَفَّكَ لَم تَجدَع أَخا الشَمَمِ

لا تُحكمِ العَقدَ في حِلفٍ وَلا عِدَةٍ

فَإِنَّ طَبعَكَ يُدعى ناقِضَ الذِمَمِ

وَلِلزَمانِ مَغارٌ في نُفوسِهُمُ

يَكفيكَ أَن تَضَعَ الهِندِيَّ بِالقِمَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:58 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

النَفسُ إِن لَم تَذُق مَوتاً مُشارِفَةٌ

إِن لَم يَحُمَّ بِقَدرٍ يَومُها يَحُمِ

إِن تَطفَإِ النارُ عَن جَزلٍ فَإِنَّ لَها

يُعفى وَيُخبَأُ ما أَبقَت مِنَ الفَحَمِ

وَبَعضُ جِسمِكَ يَرمي بَعضَهُ بِأَذى

وَأَكثَرُ الشَرِّ يَأتي مِن ذَوي الرَحِمِ

وَيَشتَهي الناسُ ما لا يُسعَفونَ بِهِ

وَشِركَةُ الخَلقِ دونَ الحَملِ في الوَحَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:59 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

لا تُحدِثِ القَطعَ في كَفٍّ وَلا قَدَمٍ

وَلا تُعَرِّض مِدى الدُنيا لِسَفكِ دَمِ

وَخَلِّ مَن صَوَّرَ الأَشباحَ مُقتَدِراً

يَحُلُّها فَهوَ رَبُّ الدَهرِ وَالقِدَمِ

وَتُصبِحُ الذَرَّةُ الصُغرى لَهُ أَمَةً

وَالشَمسُ وَالبَدرُ مَعدودَينِ في الخَدَمِ

وَقَدَ أَسِفتُ لِخَيرٍ إِذ عَلِمتُ بِهِ

وَما أَسِفتُ عَلَيهِ كَيفَ لَم يَدُمِ

وَما اِنتِفاعي بِنَدمانٍ أُسَرُّ بِهِ

إِذا الفِراقُ رَماني مِنهُ بِالنَدَمِ

وَإِنَّ حَسرَةَ نَفسٍ غَيرَ هَيِّنَةٍ

مَصيرُها بَعدَ إيجادٍ إِلى عَدَمِ

لَو شَكَّ بِالطَعنِ مَيتٌ لَم يَجِد أَلَماً

فَالرُمحُ فيهِ كَإِشفى الخَرزِ في الأَدَمِ

سِيّانِ إِلباسُهُ ما لانَ مِن كَفَنٍ

وَطَرحُهُ في لَظىً لِلنارِ مُحتَدِمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:59 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

كُلُّ البِلادِ ذَميمٌ لا مُقامَ بِهِ

وَإِن حَلَلتَ دِيارَ الوَبلِ وَالرَهَمِ

إِنَّ الحِجازَ عَنِ الخَيراتِ مُحتَجِزٌ

وَما تِهامَةُ إِلّا مَعدِنُ التُهَمِ

وَالشَأمُ شُؤمٌ وَلَيسَ اليُمنُ في يَمَنٍ

وَيَثرِبُ الآنَ تَثريبٌ عَلى الفَهِمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 04:59 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

تَحُسُّ الحَياةِ عَلى الأَحياءِ مُشتَمِلٌ

وَساكِنو الأَرضِ مِن لُؤمٍ بِلا كَرَمِ

فَالبُعدُ للعَيشِ أَدّاني إِلى تَلَفٍ

وَلِلشَبيبَةِ قادَتني إِلى الهَرَمِ

لا يُعجِبَنَّكَ إِقبالٌ يُريكَ سَناً

إِنَّ الخُمودَ لَعَمري غايَةُ الضَرَمِ

وَهيَ السَعادَةُ لِلحِجرَينِ مائِزَةٌ

مَغنى ثَمودٍ وَحِجرُ البَيتِ وَالحَرَمِ

لا فَرقَ بَينَ بَني فِهرٍ وَغَيرِهِمِ

في دَولَةٍ وَشُهورُ الحِلِّ كَالحَرَمِ

قَد أُبرِمَت هَذِهِ الأَجزاعُ لا سَأَماً

بِالزائِرينَ وَلَكِن طِبنَ عَن بَرَمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:00 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

مَتى أَنا لِلدارِ المُريحَةِ ظاعِنٌ

فَقَد طالَ في دارِ العَناءِ مُقامي

وَقَد ذُقتُها ما بَينَ شَهدٍ وَعَلقَمٍ

وَجَرَّبتُها مِن صَحَّةٍ وَسَقامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:00 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

أَرى البَحرَ مِلحاً لا يَجودُ لِوارِدٍ

بِوِردٍ فَعومي في السَرابِ وَعامي

تَميلينَ عَن نَهجِ اليَقينِ كَأَنَّما

سَرى بِكَ أَعمى أَو عَراكِ تَعامي

سِمامُ أَفاعٍ في اِهتِضامِ خَوادِرٍ

وَخَتلُ ذِئابٍ في حُلومِ نَعامِ

وَكَم مَرَّ عامٌ لَم أَكُن بَعضَ أَهلِهِ

وَكَم نُبِذَت خَلفي أَهِلَّةُ عامِ

فَبُعداً لِنَفسٍ لا تَزالُ ذَليلَةً

لِحُبِّ شَرابٍ أَو لِحُبِّ طَعامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:00 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif

بَدا شَيبُهُ مِثلَ النَهارِ وَلَم يَكُن

يُشابِهُ فَجراً أَو نُجومَ ظَلامِ

يُحَدِّثُها ما لا تُريدُ اِستِماعَهَ

وَلَم يَبقَ عِندَ الشَيخِ غَيرُ كَلامِ

تَقولُ لَهُ في النَفسِ غَيرَ مُبينَةٍ

خُذِ المَهرَ مِنّي وَاِنصَرِف بِسَلامِ

تَوَدُّ لَوَ اِنّ اللَهَ أَعطاهُ حَتفَهُ

وَكَيفَ لَها مِن بَعدِهِ بِغُلامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:04 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif
إِذا بَلَغَ الإِنسانُ خَمسينَ حِجَّةً

فَلا يَمتَهِن ديناً بِرَدِّ سَلامِ

لِيَشغَلَ بِذِكرِ اللَهِ عَن كُلِّ شاغِلٍ

فَذَلِكَ عِندَ اللُبِّ خَيرُ كَلامِ

وَمِن شِيَمِ الأَيّامِ وَهيَ كَثيرَةٌ

فَناءُ كَبيرٍ وَاِقتِبالُ غُلامِ

مَلامٌ لِنَفسي حُقَّ عِندي لِمِثلِها

وَكُنتُ حَقيقاً عِندَها بِمُلامِ

وَإِظلامُ عَينٍ بَعدَهُ ظُلمَةُ الثَرى

فَقُل في ظَلامٍ زيدَ فَوقَ ظَلامِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:04 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif


إِذا لَم تَكُن دُنياكَ دارَ إِقامَةٍ

فَما لَكَ تَبنيها بِناءَ مُقيمِ

أَرى النَسلَ ذَنباً لِلفَتى لا يُقالُهُ

فَلا تَنكِحَنَّ الدَهرَ غَيرَ عَقيمِ

فَحالُ وَحيدٍ لَم يُخَلِّف مُناسِباً

تُشابِهُ حالَي عامِرٍ وَتَميمِ

وَأَعجَبُ مِن جَهلِ الَّذينَ تَكاثَروا

بِمَجدٍ لَهُم مِن حادِثٍ وَقَديمِ

وَأَحلِفُ ما الدُنيا بِدارِ كَرامَةٍ

وَلا عَمَرَت مِن أَهلِها بِكَريمِ

سَأَرحَلُ عَنها لا أُؤَمِّلُ أَوبَةً

ذَميماً تَوَلّى عَن جِوارِ ذَميمِ

وَما صَحَّ وُدُّ الخِلِّ فيها وَإِنَّما

تَغُرُّ بِوِدٍّ في الحَياةِ سَقيمِ

فَلا تَتَعَلَّل بِالمُدامِ وَإِن تَجُز

إِلَيها الدَنايا اِّخشَ كُلَّ نَديمِ

وَجَدتَ بَني الدُنيا لَدى كُلِّ مَوطِنٍ

يَعُدّونَ فيها شِقوَةً كَنَعيمِ

يَزيدُكَ فَقراً كُلَّما اِزدَدتَ ثَروَةً

فَتَلقى غَنِيّاً في ثِيابِ عَديمِ

فَسادٌ وَكَونٌ حادِثانِ كِلاهُما

شَهيدٌ بِأَنَّ الخَلقَ صُنعُ حَكيمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:05 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif


نَصَحتُكَ لا تُقدِم عَلى فِعلِ سَوءَةٍ

وَخَف مِن إِلَهٍ لِلزَمانِ قَديمِ

بَنو آدَمٍ لَم أَدرِ غَرَضُ الَّذي

نَماهُم وَهَل فيهِم صَحيحُ أَديمِ

وَلَستَ تَرى إِلّا عَليماً كَجاهِلٍ

عَلى عِلمِهِ أَو مُثرِياً كَعَديمِ

وَما عِندَهُم مِن خيرَةٍ لِمَعاشِرٍ

وَكَم مِن مُدامٍ بَرَحَت بِمُديمِ

فَلا تَشرَبنَها ما حَيِيتَ وَإِن تَمِل

إِلى الغَيِّ فَاِشرَبها بِغَيرِ نَديمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:05 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif
مَتَى ما تُشاهِد نِعمَةً كَنعامَةٍ

مُطَرَّدَةٍ تَرتَع بِأَلفِ ظَليمِ

وَنَخشى عَذاباً في المَماتِ وَإِنَّنا

لَأَهلُ عَذابٍ في الحَياةِ أَليمِ

وَما كَذَبَتني لامَتي إِنَّ لامَتي

إِذا اِدَّرَعَ الأَقوامُ ثَوبُ مَليمِ

فَيا لَيتَ يَومي يَومُ أَشعَثَ عامِلٍ

وَلَيلي مِنَ الإِشفاقِ لَيلُ سَليمِ

وَما كُنتُ في الرُزءِ الجَليلِ بِصابِرٍ

وَلا عِندَ خَطبٍ هَزَّني بِحَليمِ

وَأَشعُرُ أَنَّ العَقلَ يَصحَبُ تارَةً

وَيَنفُرُ أُخرى وَهوَ غَيرُ عَليمِ

وَقالَ أُناسٌ لَيسَ عيسى مُقَرَّباً

فَقيلَ وَلا موساكُمُ بِكَليمِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:05 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif


أَخَفَّت حُلومُ الناسِ أَم كانَ مَن مَضى

مِنَ القَومِ جُهّالاً خِفافَ حُلومِ

فَلا تَأسَفَنَّ الشاَةُ إِن أُدنِيَ اِبنُها

لِشَفرَةِ عاتٍ لِلرِجالِ ظَلومِ

فَلَو حَمَلُ الخَضراءِ أَصبَحَ بَينَهُم

لَآضَ ذَبيحاً أَو نَجا بِكُلومِ

أُناسٌ مَتى تَهرُب إِلى القَبرِ مِنهُمُ

فَأَنتَ بِعِلمِ اللَهِ غَيرُ مَلومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:06 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif
وَأَيُّ اِمرِئٍ في الناسِ أُلفِيَ قاضِياً

فَلَم يُمضِ أَحكاماً لِحُكمِ سَدومِ

أَبَت فاقِداتُ الحِسِّ حَملَ رَزِيَّةٍ

وَهَل رابَ صَخّراً نَحتُهُ بَقَدومِ

عطر الزنبق
06-29-2019, 05:06 AM
http://forums.mn66.com/uploads/05-2013/93137_mn66com.gif


مَناطِقُ غِلمانٍ وَأَحجالُ أُنَّسٍ

تَغُرُّ وَأَعمالُ الفَتى بِالخَواتِمِ

وَكَم زَلَّةٍ مُدَّت أَيادٍ لِدَفعِها

وَقَد عُلِّقَت مِن أَهلِها بِالعَراتِمِ

فَإِنَّ عَدِيّاً فَرَّ مِن خَوفَِ نَكبَةٍ

وَآضَت سَبِيّاً أُختُهُ بِنتُ حاتِمِ

وَما زالَتِ الحُمرُ الرَواهِنُ لِلقِرى

تُكَشِّفُ غَمّاتِ الوُجوهِ القَواتِمِ

فَقارِب وَباعِد وَاِحبُ وَاِعلُ وَلا تَقُل

وَقولَن وَجاهِر بِالمُرادِ وَكاتِمِ

لِكُلِّ زَمانٍ أُسرَةٌ لَيسَ أَنجُمٌ

بَدَت مَغرِباً مِثلَ النُجومِ العَواتِمِ

أَنعُمانُ ما سَرَّ اِبنَ حَنتَمَةَ الَّذي

سُرِرتَ بِهِ مِن شُربِ ما في الحَناتِمِ

وَأَحسَنُ مِن مَدحِ اِمرِىءِ الصِدقِ كاذِباً

بِما لَيسَ فيهِ رَميُهُ بِالمَشاتِمِ

تَشابَهَ أَهلُ الأَرضِ عَبدٌ وَسَيِّدٌ

وَما قيلَ في أَعراسِهِم وَالمَآتِمِ

هُمُ أَسِفوا لِلخَطبِ موجِبِ فَرحَةٍ

وَهَشّوا لِأَمرٍ وَهوَ إِحدى السَلاتِمِ

وَقَد هَتَمَ النُعمى هُمَيمُ اِبنُ غالِبٍ

لِما سارَ مِن أَقوالِهِ في الأَهاتِمِ

وَأَجمَلُ مِن سَوقِ المِئينِ سُكوتُهُ

عَنِ الفَخرِ وَالأَفواهُ رَهنُ الرَواتِمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:18 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَرى جُزءَ شُهدٍ بَينَ أَجزاءِ عَلقَمِ

وَلُبّاً يُنادي بِاللَبيبِ لَتَعقُمِ

وَأَسقامَ دينٍ إِن يُرَجِّ شِفائَها

صَحيحٌ يَطُل مِنهُ العَناءُ وَيَسقُمُ

وَصُبحاً وَإِظلاماً كَأَنَّ مَداهُما

مِنَ السِرِّ في لَونَيهِما بُردُ أَرقَمِ

وَحُكماً لِهَذا الدَهرِ صاحَ بِقائِمٍ

مِنَ العالَمِ اِجلُس أَو دَعا جالِساً قُمِ

كَأَنَّ سُرورَ النَفسِ مِن خَطَأ الفَتى

مَتى ما يَكُن يُنكَر عَلَيهِ وَيُنقَمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:19 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
إِذا لَم يَكُن لِلمَيتِ أَهلٌ فَقَلَّما

يَزورُ أُناسٌ قَبرَهُ لِلتَذَمُّمِ

وَإِن مَسَّتِ الأَرزاءُ نَفسَكَ لَم يَكُن

لَها ناصِرٌ إِلّا بِحُسنِ التَغَمُّمِ

وَهَل رَدَّ حَيّاً مالِكَ اِبنَ نُوَيرَةٍ

نَكيرُ عَلِيٍّ أَو بُكاءُ مُتَمَّمِ

زَمَمتُ المَطايا لِلوَجيفِ وَلَم تَكُن

تُنالُ المَعالي بِالمَطِيِّ المُزَمَّمِ

وَلَكِن بِأَطرافِ القَنا وَكُعوبِهِ

وَضَربِ الهَوادي بِالحَديدِ المُسَمَّمِ

وَجذبِ رِداءٍ يَدرُجُ النَملُ فَوقَهُ

لِتَعميمِ رَأسِ الهِبرِزِيِّ المُعَمَّمِ

روَيَدَكَ لَم تَبلُغ مِنَ الدَهرِ لَذَّةً

إِذا لَم تَعِش عَيشَ الغَبِيِّ المُذَمَّمِ

وَتَسمَعَ فيهِ ما يُصِمُّ ذَوي النُهى

فَلا رَوحَ إِلّا بِالحِمامِ المُصَمَّمِ

وَحَظُّكَ فيهِ نَبذَةُ الفيلِ إِن دَنا

إِلَيها نَأَت عَن أَنفِهِ بِالتَشَمُّمِ

وَأَخلَقَني مَرُّ الزَمانِ وَكدُّهُ

فَصارَ أَديمي كَالسَقاءِ المُرَمَّمِ

فَعُد جَسَدي لِلعُنصُرِ الطُهرِ تَستَرِح

إِذا صِرتَ تَقضي الفَرضَ عِندَ التَيَمُّمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:19 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَشَدُّ عِقاباً مِن صَلاةٍ أَضَعتَها

وَصَومٍ لِيَومٍ واجِبٍ ظُلمُ دِرهَمِ

إِذا لَم يَكُن يَوماً لِديني تَعَلُّقٌ

بِغَيرِيَ رَجَّيتُ السَعادَةَ فَاِفهَمِ

وَعِشتُ صُنوفَ العَيشِ كَهلاً وَشارِخاً

فَيا لِحَياةٍ كَاليَمانِيِّ المُسَهَّمِ

وَأَعجَبُ لِلهَزّارِ سُمِّيَ ضَيغَماً

وَلِلعَيرِ يُدعى بِالجَوادِ المُطَهَّمِ

وَما جَدَلُ الأَقوامِ إِلّا تَعِلَّةٌ

مُصَوَّرَةٌ مِن باطِلٍ مُتَوَهَّمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:20 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
تَمَنَّيتُ أَنّي مِن هِضابِ يَلَملَمِ

إِذا ما أَتاني الرُزءُ لَم أَتَلَملَمِ

فَمي أَخَذَت مِنهُ اللَيالي وَإِنَّني

لَأَشرَبُ مِنهُ في إِناءٍ مُثَلَّمِ

وَأَودى بِظَلمِ الثَغرِ صُبحٌ وَحِندِسٌ

مَتى يَنظُرا في نَيِّرِ العَينِ يُظلِمِ

فَذاهِبُنا كَالتُربِ لَيسَ بِناطِقٍ

وَغابِرُنا مِثلُ الأَسيرِ المُكَلَّمِ

يُحَبِّبُ دُنيانا إِلَينا قَطينُها

فَمَن يَنَأَ عَنهُم يَسلُ عَنها وَيَسلَمِ

مَتى تَنفَرِد لا تَغبِطِ المالَ مُثرِياً

وَتَستَغنِ لا تَجهَل وَلا تَتَحَلَّمِ

وَمِن شَأنِ هَذا الخَلقِ غِشٌّ وَظِنَّةٌ

وَمَن يَتَقَرَّب مِنهُمُ يَتَظَلَّمِ

فَإِن يَسأَلِ الباقي الثَرى عَن مَعاشِرٍ

أَلَمَّت بِهِ يُخبَر وَلا يَتَكَلَّمِ

وَكانَ حُلولُ الروحِ في الجِسمِ نَكبَةً

عَلى خَيرِ مَعيا أَو عَلى شَرِّ مَعلَمِ

فَهَل كَفَّ وَقتٌ لَم يَكُن لِعُطارِدٍ

شَبا ظُفُرٍ في الأَربِعاءِ مُقَلَّمِ

هِيَ الدارُ يَثويها الفَتى ثُمَّ يَغتَدي

وَيَترُكُها لِلوارِثِ المُتَسَلِّمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:20 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
رُوَيدَكَ لَو كَشَّفتَ ما أَنا مُضمِرٌ

مِنَ الأَمرِ ما سَمَّيتَني أَبَداً بِاِسمي

أُطَهِّرُ جِسمي شاتِياً وَمُقَيِّظاً

وَقَلبي أَولى بِالطَهارَةِ مِن جِسمي

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:20 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
لَعَمري لَقَد أَغَنَتكَ صورَةُ واحِدٍ

مِنَ الإِنسِ في الأَقوامِ عَن كُنيَةٍ وَاِسمِ

وَلَكِن بَيانٌ زيدَ فيكَ وَإِنَّما

جَرَينا مِنَ الأَمرِ القَديمِ عَلى رَسمِ

وَما كانَ فينا مِن سَجِيَّةِ مُخطِئٍ

فَقَد وُجِدَت في حَيِّ عادٍ وَفي طَسمِ

إِذا ما تَفَرَّقنا خَلَصنا مِنَ الأَذى

وَلَم يُحَوَجِ الراعي المُسيمُ إِلى الوَسمِ

تَحَمَّل عَنِ الأَرضِ المَريضَةِ غادِياً

وَلا تَرضَ لِلداءِ العَياءِ سِوى الحَسمِ

وَما فَتِأَت روحُ الفَتى في نَوائِبٍ

تُمارِسُها حَتّى اِستَقَلَّت عَنِ الجِسمِ

صَبَرنا لِحُكمِ اللَهِ وَالنَفسُ حُرَّةٌ

وَقَد عَلِمَت فَضلَ التَفاوُتِ في القِسمِ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:21 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَجَمَّ رَحيلي ما أَجَمَّت مَوارِدي

وَكانَ دُخولي في ذَوي العَدَدِ الجَمِّ

أَشمَسَ نَهاري كَم خَلَت لَكَ حِجَّةٌ

فَهَل لَكَ مِن خالٍ فَيُعرَفَ أَو عَمِّ

لَعَمري لَقِدماً صاغَكِ اللَهُ قادِراً

بِغَيرِ أَبٍ عِندَ القِياسِ وَلا أُمُّ

رَحِمتُكِ يا مَخلوقَةَ الإِنسِ إِنَّما

حَياتُكِ مَوتٌ وَالمَطاعِمُ كَالسُمِّ

فَإِن تُحرَمي عَقلاً سَعِدتِ لِغَبطَةٍ

وَإِن تُرزَقيهِ فَهوَ مُبتَعَثُ الهَمِّ

وَلَن يُجمِعَ الناسُ الَّذينَ رَأَيتُهُم

عَلى الحَمدِ لَكِن يُجمِعونَ عَلى الذَمِّ

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:21 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
أَلمِم بِدارِ النُسكِ إِلمامَه

فَالنَفسُ بِالباطِلِ هَمّامَه

وَإِن رَأَيتَ الخَودَ مُختالَةً

يَصلُحُ أَن تُجعَلَ شَمّامَه

تَطرَحُ في المومِ الفَتى وَاِسمُها

أَسماءُ أَو زَينَبُ أَو مامَه

فَعَدِّ عَنها وَتَعَوَّض بِها

سَوداءَ لِلأَينُقِ زَمّامَه

غَمّازَةٌ في الجُنحِ ضَحّاكَةٌ

لِأَسفِياتِ الحَيِّ زمّامَه

قَد حَدَّثَت سِرَّكَ طِلابَهُ

عَينٌ بِما في الصَدرِ نَمّامَه

وَشَرُّ ما أُعطَيهُ مُكثِرٌ

يَدٌ لِما تَملُكُ ضَمّامَه

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:22 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
قالَ زَمانُ الناسِ في صَفوِهِ

وَرَبُّهُ سَلّاكَ أَو هَيِّما

كَم غادَةٍ لي أَيَّما غادَةٍ

غادَرَتها مِن بَعلِها أَيِّما

كانَت نَظيرَ الشَمسِ في خِدرِها

وَغُيِّبَت عَنهُ فَقَد غَيَّما

لا تَحمِلُ المَرأَةُ عِلماً بِأَنَّ الحُس

نَ في مِرآتِها دَيَّما

إِن خَيَّمَت أَو ظَعَنَت لِلسُرى

فَهوَ عَلى أَسرارِها خَيَّما

تَرائِبٌ نَعَّمَها قَيِّمٌ

فَصَيَّرَ التُربَ لَها قَيِّما

عطر الزنبق
06-30-2019, 03:22 AM
http://lafannette.l.a.pic.centerblog.net/9dmv2xi4.gif
قَد يَرفَعُ الأَقوامُ إِن سُئِلوا

هَل تَخفِضونَ وَقَولُهُم رُبَما

يُسقَونَ في القَيظِ الحَميمَ وَفي

حينِ الصَنابِرِ بارِداً شَبِما

الناصِبينَ لِماءِ شُربِهُمُ

قاماتِهِم وَالناصِبينَ بِما