مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم....
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:13 PM
https://www.aldiwan.net/images/profile/hafez-ibrahim.png
حافظ ابراهيم
حافظ إبراهيم شاعر مصري من الرواد الأعلام ، و أحد قادة مدرسة الإحياء في نهاية القرن العشرين ، ولد في ديروط بأسيوط عام 1871 أو 1872م ، فقد أباه طفلاً ، فكفله خاله ، التحق بالشرطة ، و ظل فيها لفترة و سافر إلى السودان ثم أحيل إلى الإستيداع ، في هذه الفترة كان قد ذاع صيته كشاعر شاب مبتدئ ، و مع مطلع القرن صار من أشهر أعلام الشعر ، و مع حادثة دنشواي 1906م صار حافظ المتحدث الرسمي بإسم شعب مصر الحامل لألامه و أماله ، عين حافظ في دار الكتب حتى صار مديراً لها ، و نال البكوية عام 1912 ، صار حافظ من أعلام العروبة ، و يُعد أحد أشهر أعلام الشعر في تاريخه ، رحل حافظ في 22 يولية 1932م ، و جمع شعره بعد رحيله في (ديوان حافظ) من جزئين .
*/*/*/*
خليكم معي يا كرام
لكم جميعا مني أعذب التحايا والود
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:23 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها
أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها
لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به
على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها
قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها
وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها
فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني
فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها
مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة
من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها
مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ
في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها
طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً
من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها
فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً
تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها
مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً
وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها
تَنبُْو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ
والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها
حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها
صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها
واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت
جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها
كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ
عن أعينِ الدَّهرِ قد كانت تُواريها
مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها
ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها
واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها
واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها
لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ
لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها
يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ
والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها
لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم
مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها
رأيتَ في الدِّين آراءً مُوَفَّقَةً
فأنزَلَ اللـهُ قرآناً يُزَكِّيها
وكنتَ أوّلَ من قَرَّت بصُحبتِه
عينُ الحَنيفةِ واجتازَت أمانِيها
قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها
بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها
خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها
وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها
فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً
حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها
سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها
فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها
وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه
قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها
ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ
عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها
وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ
لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها
فأنتَ في زَمَن المُختارِ مُنجِدُها
وأنتَ في زَمَنِ الصِّدِّيقِ مُنْجِيها
كم استَراكَ رَسُولُ اللـهِ مُغتَبِطاً
بحِكمَةٍ لكَ عند الرَأْيِ يُلْفيها
ومَوقِفٍ لكَ بعد المصطفى افَتَرقَت
فيه الصَّحابةُ لمّا غابَ هاديها
بايَعتَ فيه أبا بَكرٍ فبايَعَه
على الخِلافَةِ قاصِيها ودانِيها
وأُطفِئَت فِتَنةٌ لولاكَ لاستَعَرَت
بين القَبائِل وانسابَت أفاعيها
باتَ النبيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِه
وأنتَ مُستَعِرُ الأحشاءِ دامِيها
تَهيمُ بين عَجيج الناس في دَهَشٍ
مِن نَبْأَةٍ قد سَرَى في الأرضِ ساريها
تَصيحُ: من قال نَفسُ المصطفى قُبِضَتْ
عَلَوتُ هامَتَه بالسَّيفِ أَبْريها
أنْساكَ ، حُبُّكَ طه أنّه بَشَرٌ
يُجري عليه شُؤُونَ الكَونِ مُجريها
وأنّه وارِدٌ لا بدّ مَوْرِدَه
مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيه ساقيها
نَسِيتَ في حَقِّ طه آيةً نَزَلَتْ
وقد يُذَكَّرُ بالآياتِ ناسيها
ذَهِلْتَ يوماً فكانت فِتنَةٌ عَمَمٌ
وَثابَ رُشدُكَ فانجابَتْ دَياجِيها
فللسَّقِيفَةِ يومٌ أنتَ صاحِبُه
فيه الخِلافةُ قد شِيدَتْ أواسيها
مَدَّتْ لـها الأَوْسُ كَفّاً كي تَناوَلَها
فمَدَّتْ الخَزْرَجُ الأيدي تُباريها
وظَنَّ كلُّ فَريقٍ أنّ صاحِبَهُم
أوْلى بها وأتى الشّحْنَاءَ آتيها
حتى انَبَريتَ لـهم فارتدّ طامِعُهُم
عنها وأخَّى أبو بَكرٍ أواخيها
وقَولَةٍ لعَليٍّ قالَها عُمَرٌ
أكرِم بسامِعِها أعظِم بمُلقيها!
حَرَقتُ دارَكَ لا أبقي عليكَ بها
إنْ لم تُبايعْ وبنتُ المصطفى فيها
ما كان غيرُ أبي حَفصٍ يَفُوهُ بها
أمامَ فارِسِ عَدْنانٍ وحامِيها
كلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزْمَتُه
لا تَنْثَني أو يكونَ الحَقُّ ثانيها
فاذْكُرْهُمَا وتَرَحَّمْ كُلَّما ذَكَرُوا
أعاظِماً أَلِّهُوا في الكونِ تأليها
كم خِفتَ في اللـه مَضعُوفاً دَعاكَ بهِ
وكم أخَفتَ قويّاً يَنثَني تِيها
وفي حَديثِ فتَى غَسّانَ موعظةٌ
لكلِّ ذي نَغرَةٍ يأبى تَناسيها
فما القَوِيُّ قَوِيّاً رغم عِزَّته
عند الخُصومَةِ والفارُوقُ قاضيها
وما الضَّعيفُ ضعيفاً بعد حُجَّتِه
وإنْ تَخاصَمَ واليها وراعيها
وما أقَلْتَ أبا سُفيانَ حين طَوى
عَنكَ الـهديةَ مُعَتّزاً بمُهديها
لم يُغنِ عنه وقد حاسَبْتَه حَسَبٌ
ولا مُعاويةٌ بالشامِ يَجبيها
قَيَّدْتَ منه جَليلاً شاب مَفرِقُه
في عِزِّةٍ ليس من عِزٍّ يُدانيها
قد نوَّهُوا باسمِه في جاهِلّيتِه
وزادَه سَيِّدُ الكَونَينِ تنويها
في فَتحِ مَكّةَ كانت دارُه حَرَماً
قد أمَّنَ اللـهُ بعدَ البيتِ غاشِيها
وكلُّ ذلك لم يَشفعَ لدى عُمَرٍ
في هفوةٍ لأبي سُفيانَ يأْتيها
تاللـهِ لو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَه
لمَا تَرَخَّصَ فيها أو يُجازيها
فلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها
ولا القَرابةُ في بُطلٍ يُحابيها
وتلكَ قُوّةُ نفسٍ لو أراد بها
شُمَّ الجِبالِ لمَا قَرّت رَواسيها
سَلْ قاهِرَ الفُرسِ والرُّومانِ هل شَفَعَتْ
لـه الفُتوحُ وهل أغنَى تَواليها
غَزَى فأبْلى وخَيْلُ اللـهِ قد عُقِدت
باليُمنِ والنَّصْرِ والبُشْرَى نَواصِيها
يَرمي الأعادي بآراءٍ مُسَدَّدَةٍ
وبالفَوارسِ قد سالَتْ مَذاكيها
ما واقَعَ الرُّومَ إلاّ فَرَّ قارِحُها
ولا رَمَى الفُرسَ إلاّ طاشَ راميها
ولم يَجُزْ بَلدَةً إلا سَمِعْتَ بها
اللـهُ أكبرُ تَدوي في نَواحيها
عِشرُونَ مَوقِعَةً مَرّتْ مُحَجَّلةً
من بعد عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحْصيها
وخالدٌ في سَبيلِ اللـهِ مُوقِدُها
وخالدٌ في سَبيلِ اللـه صاليها
أتاهُ أمْرُ أبي حَفصِ فقبَّلَه
كما يُقَبِّلُ آيَ اللـهِ تالِيها
واستَقْبَلَ العَزْلَ في إبّانِ سَطْوَته
ومَجْدِه مُسْتَريحَ النَّفسِ هاديها
فاعجَب لسَيِّدِ مَخُزومٍ وفارِسِها
يومَ النِّزالِ إذا نادَى مُناديها
يَقُودُه حَبَشيٌّ في عِمامَتِه
ولا تُحرَّكُ مَخزُومٌ عَواليها
ألْقَى القِيادَ إلى الجَرّاحِ مُمْتَثِلاً
وعِزّةُ النَّفْسِ لم تُجْرَحْ حَواشيها
وانضَمَّ للجُند يَمشي تحتَ رايَتِه
وبالحياةِ إذا مالَتْ يُفَدِّيها
وما عَرَتْه شَكوكٌ في خَليفَتِه
ولا ارتَضَى إمَرةَ الجَرّاحِ تَمويها
فخالِدٌ كان يَدري أنّ صاحِبَه
قد وَجَه النَّفسَ نحوَ اللـهِ تَوجيها
فما يُعالِجُ من قَولٍ ولا عَمَلٍ
إلاّ أرادَ به للنّاسِ تَرفيها
لذاكَ أوْصَى بأولادٍ لـه عُمَراً
لمّا دَعاهُ إلى الفِرْدَوسِ داعيها
وما نَهَى عُمَرٌ في يومِ مَصرعِه
نِساءَ مَخزومَ أن تَبكي بَواكيها
وقيل : خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا
فيه وقد كان أعطى القَوسَ باريها
فقال: خِفتُ افتِتانِ المُسلمين به
وفِتنةُ النَّفسِ أعيَت مَن يُداويها
هَبوه أخطَأَ في تَأْويلِ مَقصِدِه
وأنّها سَقطَةٌ في عينِ ناعيها
فلن تَعيبَ حَصيفَ الرأيِ زَلّتُه
حتى يَعيبَ سُيوفَ الـهِندِ يَطويها
تاللـهِ لم يَتَّبعْ في ابنِ الوَليد هَوىً
ولا شَفَى غُلَّةً في الصَّدْرِ يَطويها
لكنّه قد رأى رَأياً فأتبعَه
عَزيمَةً منه لم تُثْلَمْ مَواضيها
لم يَرعَ في طاعَةِ المولى خُؤُولَتَه
ولا رَعى غيرَها فيما يُنافيها
وما أصابَ ابنُه والسَّوْطُ يأخُذُهُ
لَدَيه من رَأْفَةٍ في الحَدِّ يُبديها
إنّ الذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَه
عن النَّقائِصِ والأغراضِ تَنْزيها
فذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُه
اللـهُ أوْدَعَ فيها ما ينَقِّيها
لا الكِبْرُ يَسْكُنُها، لا الظُّلمُ يَصحَبُها،
لا الحِقدُ يَعرِفُها، لا الحِرصُ يُغويها
شاطَرتَ داهَيةَ السُّوَاس ثَرَوتَه
ولم تَخَفه بمِصرٍ وهو والِيها
وأنتَ تَعِرفُ عَمراً في حَواضِرِها
ولستَ تَجهَلُ عَمراً في بَواديها
لم تُنبِت الأرضُ كابن العاصِ داهيةً
يَرمي الخُطوبَ بَرأيٍ ليسَ يُخطِيها
فلم يُرِغ حِيلَةً فيما أمَرتَ به
وقامَ عَمروٌ إلى الأجمالِ يُزجِيها
ولم تُقِلْ عامِلاً منها وقد كَثُرَتْ
أموالُه وفَشا في الأرضِ فاشيها
وما وَفى ابنُكَ عبدُ اللـهِ أَيْنُقَه
لمّا اطَّلَعْتَ عليها في مَراعيها
يَنها في حِماهُ وهي سارِحَةٌ
مِثلَ القُصور قد اهتَزَّت أعاليها
فقلتَ: ما كان عبدُ اللـه يُشبِعُها
لو لم يكن وَلَدي أو كان يُرويها
قد استعانَ بجاهي في تِجارَتِه
وباتَ باسمِ أبي حَفصٍ يُنَميِّها
رُدّوا النِّياقَ لبيتِ المالِ إنّ لـه
حَقَّ الزِّيادَةِ فيها قَبل شاريها
وهذه خُطّةٌ للـهِ واضِعُها
رَدَّتْ حُقوقاً فأغنَت مُستَميحيها
ما الإشتراكيَّةُ المُنشودُ جانِبُها
بين الورى غيرَ مَبنىً من مَبانيها
فإنْ نكن نحن أهليها ومنبِتَها
فإنّهم عَرَفُوها قبل أهليها
جَنَى الجَمالُ على نَصرٍ فغَرَّبَه
عَنِ المَدينةِ تَبكِيه ويَبكيها
وكم رَمَت قَسماتُ الحُسنِ صاحِبَها
وأتعَبَتْ قَصَبَاتُ السَّبقِ حاويها
وزهرةُ الرَّوضِ لولا حُسنُ رونقِها
لمَا استَطالَتْ عليها كفُّ جانيها
كانت لـه لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ
على جَبينٍ خَليق أنْ يُحَلّيها
وكان أنَّى مَشَى مالَتْ عَقَائِلُها
شَوقاً إليه وكادَ الحُسنُ يَسبيها
هَتَفَنَ تحتَ اللّيالي باسمِه شَغَفاً
وللحِسانِ تَمّنٍّ في لَياليها
جَزَزتَ لِمَّتَه لمّا أُتِيتَ به
ففاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها
فَصِحْتَ فيه تَحَوَّلْ عن مَدينَتِهِم
فإنّها فِتنَةٌ أخشى تَماديها
وفِتنةُ الحُسنِ إنْ هَبَّتْ نَوافِحُها
كفِتنَةِ الحَربِ إنْ هَبَّتْ سَوافيها
وراعَ صاحبُ كسرى أنْ رأى عُمَراً
بين الرَّعيّةِ عُطلاً وهو راعيها
وعَهدُه بمُلوكِ الفُرسِ أنّ لـها
سُوراً من الجُندِ والأحراسِ يَحميها
رآه مُستَغرقاً في نَومِه فَرأى
فيه الجَلالَة في أسمَى مَعانيها
فوقَ الثَّرَى تحتَ ظِلِّ الدَّوحِ مُشتَمِلاً
بُبردَةٍ كادَ طُولُ العَهدِ يُبليها
فهانَ في عَيِنه ما كان يُكبِرُه
مِنَ الأكاسِرِ والدّنيا بأيديها
وقال قَوَلَةَ حَقٍّ أصبَحَتْ مَثَلاً
وأصَبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها:
أمِنتَ لمّا أقَمتَ العَدلَ بينهُمُ
فنِمتَ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها
يا رافِعاً رايةَ الشُّورَى وحارِسَها
جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عن مُحِبِّيها
لم يُلـهِكَ النَّزْعُ عن تأييدِ دَولَتها
وللمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها
لم أنسَ أمركَ للمِقدادِ يَحمِلُه
إلى الجَماعةِ إنذاراً وتَنبيها
إِنْ ظَلَّ بعد ثَلاثٍ رأْيُها شُعَباً
فجَرِّدِ السَّيفَ واضرِبْ في هَواديها
فاعجَبْ لقوّةِ نَفسٍ ليسَ يَصرِفُها
طَعمُ المَنِّيةِ مُرّاً عن مَراميها
دَرَى عميدُ بني الشُّورَى بمَوضِعِها
فعاشَ ما عاشَ يَبنيها ويُعليها
وما استَبَدَّ برأْيٍ في حُكومَتِه
إنّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدِّيها
رأيُ الجّماعةِ لا تَشقَى البِلادُ به
رغم الخِلافِ ورَأْيُ الفَردِ يُشقيها
يا مَن صَدَفتَ عن الدُّنيا وزِينَتها
فلم يَغُرَّكَ من دُنياكَ مُغريها
ماذا رأيتَ بباب الشامِ حين رَأوْا
أنْ يُلبِسُوكَ مِن الأثوابِ زاهيها
ويُرْكِبُوكَ على البِرذَونِ تَقدمُهُ
خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلُو مَرائيها
مَشى فهَملَجَ مُختالاً براكبِه
وفي البَراذِينِ ما تُزهى بعاليها
فصِحتَ: يا قوم، كادَ الزَّهوُ يَقتُلُني
وداخَلَتنِيَ حالٌ لستُ أدْريها
وكادَ يَصبُو إلى دُنياكُمُ عُمَرٌ
ويَرتَضي بَيعَ باقيهِ بفانيها
رُدُّوا رِكابي فلا أبغي به بَدَلا
رُدُّوا ثيابي فحَسبي اليومَ باليها
ومَن رآهُ أمامَ القِدْرِ مُنبَطِحاً
والنارُ تَأْخُذُ منه وهو يُذْكيها
وقد تَخَلَّلَ في أثناءِ لِحَيتِهِ
منها الدُّخانُ وَفُوهُ غابَ في فيها
رأى هُناكَ أميرَ المُؤمنين على
حالٍ تَرُوعُ ـ لَعَمرُ اللـهِ ـ رائيها
يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غدِهِ
والعَينُ من خَشيَةٍ سالَتْ مَآقيها
إنْ جاعَ في شِدّةٍ قَومٌ شَرِكتَهُم
في الجوعِ أو تَنجلَي عنهم غَواشيها
جُوعُ الخَليفَةِ ـ والدُّنيا بقَبضَتِه ـ
في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سبحانَ مُوَليها
فمَن يُباري أبا حَفصٍ وسيرَتَه
أو مَن يُحاولُ للفاروقَ تَشْبيها
يومَ اشتَهَتْ زَوجُه الحَلوى فقال لـها
من أينَ لي ثَمَنُ الحلوى فأشريها
لا تَمتَطي شَهَواتِ النَّفسِ جامِحَةً
فكِسرَةُ الخُبز عن حَلواكِ تَجزيها
وهل يَفي بيتُ مالِ المُسلمينَ بما
تُوحي إليك إذا طاوَعتِ مُوحيها
قالت: لكَ اللـهُ إنِّي لستُ أَرزَؤُه
مَالاً لحاجَةِ نفسٍ كنتُ أبغيها
لِكنْ أُجنِّبُ شيْئاً مِن وَظِيفَتناَ
وفي كُلِّ يْومٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهاً
حتى إذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها
شَرَيتُها ثُمّ إنِّي لا أُثَنِّيها
قال: اذهبي واعلَمي إنْ كنتِ جاهِلَةً
أنَّ القَناعةَ تُغني نفسَ كاسيها
وأقبلَت بعدَ خَمسٍ وهي حامِلَةٌ
دُرَيهِماتٍ لتقضي من تَشَهِّيها
فقال: نَبَّهتِ منِّي غافلاً فدَعي
هذي الدَّراهِمَ إذْ لا حَقَّ لي فيها
وَيلي على عُمَرٍ يَرضى بمُوفِيَةٍ
على الكفافِ ويَنهَى مُستَزيديها
ما زادَ عن قُوتنا فالمُسلمونَ به
أوْلى فقُومي لبيتِ المالِ رُدِّيها
كذاكَ أخلاقُه كانت وما عُهِدَتْ
بعد النُّبُوّةِ أخلاقٌ تُحاكيها
في الجاهليّةِ والإِسلامِ هَيبَتُه
تَثْني الخُطوبَ فلا تَعدُو عَواديها
في طَيِّ شِدَّته أسرارٌ مَرحَمَةٍ
للعالَمينَ ولكن ليس يُفْشيها
وبين جَنَبيه في أوفى صَرامتِه
فُؤادُ والدةٍ تَرعى ذَراريها
أغنَتْ عن الصَّارِمِ المصقولِ دِرّتُه
فكم أخافَت غَويِّ النَّفسِ عاتيها
كانت لـه كعصا مُوسى لصاحِبها
لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِوادِيها
أخافَ حتى الذَّراري في ملاعِبِها
وراعَ حتى الغواني في مَلاهيها
أرَيتَ تلكَ التي للـه قد نَذَرَتْ
أنشودَةً لرسولِ اللـه تُهديها
قالت: نَذَرْتُ لئن عادَ النَّبيُ لنا
من غزوةٍ لَعَلى دُفِّي أُغَنِّيها
ويَمَّمَتْ حَضَرَةَ الـهادي وقد مَلأَتْ
أنوارُ طَلعتِه أرجاءَ ناديها
واستأذَنَت ومَشَت بالدُّفِّ واندَفَعَت
تُشجي بألحانِها ما شاءَ مُشجيها
والمصطفى وأبو بَكرٍ بجانِبه
لا يُنكِرانِ عليها من أغانيها
حتى إذا لاحَ من بُعدٍ لـها عُمَرٌ
خارَت قُواها وكادَ الخَوفُ يُرديها
وخَبَأَتْ دُفَّها في ثَوبِها فَرَقاً
منه ووَدَّتْ لو أنّ الأرضَ تَطويها
قد كانَ حِلمُ رسولِ اللـهِ يُؤْنِسُها
فجاءَ بَطشُ أبي حَفصٍ يُخَشِّيها
فقالَ مَهِبطُ وَحيِ اللـهِ مُبتَسِماً
وفي ابتِسامَتِهِ مَعنىً يُواسيها
قد فَرَّ شيطانُها، لمّا رأى عُمَراً
إنّ الشياطينَ تَخشى بأسَ مُخزيها
وفِتيَةٍ وَلِعُوا بالرَّاحِ فانَتَبَذُوا
الـهم مَكاناً وجَدُّوا في تَعاطِيها
ظَهَرتَ حائِطَهُم لمّا عَلِمتَ بهم
والليلُ مُعتَكِرُ الأرجاءِ ساجيها
حتى تَبَيَّنْتَهُم والخَمرُ قد أخَذَت
تَعلو ذُؤابَةَ ساقيها وحاسيها
سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فما لَبِثوا
أن أوسَعُوكَ على ماجِئتَ تَسفيها
ورُمتَ تَفقيهَهُم في دينِيهِم فإذا
بالشَّربِ قد بَرَعُوا الفاروقَ تَفقيها
قالوا: مَكانَكَ قد جِئنا بواحِدَةٍ
وجِئتَنا بثَلاثٍ لا تُباليها
فأْتِ البيوتَ من الأبوابِ يا عُمَرٌ
فقد يُزَنُّ من الحِيطانِ آتيها
واستأْذِن الناسَ أنْ تَغشى بُيوتَهُمُ
ولا تُلِمّ بدارٍ أو تَحَيِّيها
ولا تَجَسَّس فهذي الآيُ قد نَزَلَتْ
بالنَّهْي عنه فلم تَذكر نَواهيها
فعُدتَ عنهم وقد أكبَرتَ حُجَّتَهُم
لمّا رَأيتَ كِتابَ اللـهِ يُمليها
وما أنِفتَ وإنْ كانوا على حَرَجٍ
من أن يَحُجَّكَ بالآياتِ عاصيها
وسَرحَةٍ في سماءِ السَّرحِ قد رَفَعَت
ببيعَةِ المُصطَفى من رأسِها تيها
أزَلتَها حين غَالوْا في الطَّوافِ بها
وكان تَطوافُهُم للدِّينِ تَشويها
هذي مناقِبُه في عهدِ دولتِهِ
للشّاهِدِينَ وللأعقابِ أحكيها
في كلِّ واحدةٍ منهنّ نابِلَةٌ
من الطبائعِ تَغذو نفسَ واعيها
لَعَلَّ في أمّةِ الإسلامِ نابتَةً
تَجلُو لحاضِرِها مِرآةَ ماضيها
حتى تَرَى بعضَ ما شادَت أوائِلُها
من الصُّروحِ وما عاناهُ بانيها
وحَسبُها أن ترى ماكانَ من عُمَرٍ
حتى يُنَبِّهَ منها عينَ غافيها
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:24 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
نَبِّئاني إِن كُنتُما تَعلَمانِ
ما دَهى الكَونَ أَيُّها الفَرقَدانِ
غَضِبَ اللَهُ أَم تَمَرَّدَتِ الأَر
ضُ فَأَنحَت عَلى بَني الإِنسانِ
لَيسَ هَذا سُبحانَ رَبّي وَلا ذا
كَ وَلَكِن طَبيعَةُ الأَكوانِ
غَلَيانٌ في الأَرضِ نَفَّسَ عَنهُ
ثَوَرانٌ في البَحرِ وَالبُركانِ
رَبِّ أَينَ المَفَرُّ وَالبَحرُ وَالبَر
رُ عَلى الكَيدِ لِلوَرى عامِلانِ
كُنتُ أَخشى البِحارَ وَالمَوتُ فيها
راصِدٌ غَفلَةً مِنَ الرُبّانِ
سابِحٌ تَحتَنا مُطِلٌّ عَلَينا
حائِمٌ حَولَنا مُناءٍ مُداني
فَإِذا الأَرضُ وَالبِحارُ سَواءٌ
في خَلاقٍ كِلاهُما غادِرانِ
ما لِمَسّينَ عوجِلَت في صِباها
وَدَعاها مِنَ الرَدى داعِيانِ
وَمَحَت تِلكُمُ المَحاسِنَ مِنها
حينَ تَمَّت آياتُها آيَتانِ
خُسِفَت ثُمَّ أُغرِقَت ثُمَّ بادَت
قُضِيَ الأَمرُ كُلُّهُ في ثَواني
وَأَتى أَمرُها فَأَضحَت كَأَن لَم
تَكُ بِالأَمسِ زينَةَ البُلدانِ
لَيتَها أُمهِلَت فَتَقضي حُقوقاً
مِن وَداعِ اللِداتِ وَالجيرانِ
لَمحَةً يَسعَدُ الصَديقانِ فيها
بِاِجتِماعٍ وَيَلتَقي العاشِقانِ
بَغَتِ الأَرضُ وَالجِبالُ عَلَيها
وَطَغى البَحرُ أَيَّما طُغيانِ
تِلكَ تَغلي حِقداً عَلَيها فَتَنشَق
قُ اِنشِقاقاً مِن كَثرَةِ الغَلَيانِ
فَتُجيبُ الجِبالُ رَجماً وَقَذفاً
بِشُواظٍ مِن مارِجٍ وَدُخانِ
وَتَسوقُ البِحارُ رَدّاً عَلَيها
جَيشَ مَوجٍ نائي الجَناحَينِ داني
فَهُنا المَوتُ أَسوَدُ اللَونِ جَونٌ
وَهُنا المَوتُ أَحمَرُ اللَونِ قاني
جَنَّدَ الماءَ وَالثَرى لِهَلاكِ ال
خَلقِ ثُمَّ اِستَعانَ بِالنيرانِ
وَدَعا السُحبَ عاتِياً فَأَمَدَّت
هُ بِجَيشٍ مِنَ الصَواعِقِ ثاني
فَاِستَحالَ النَجاءُ وَاِستَحكَمَ اليَأ
سُ وَخارَت عَزائِمُ الشُجعانِ
وَشَفى المَوتُ غِلَّهُ مِن نُفوسٍ
لا تُباليهِ في مَجالِ الطِعانِ
أَينَ رِدجو وَأَينَ ما كانَ فيها
مِن مَغانٍ مَأهولَةٍ وَغَواني
عوجِلَت مِثلَ أُختِها وَدَهاها
ما دَهاها مِن ذَلِكَ الثَوَرانِ
رُبَّ طِفلٍ قَد ساخَ في باطِنِ الأَر
ضِ يُنادي أُمّي أَبي أَدرِكاني
وَفَتاةٍ هَيفاءَ تُشوى عَلى الجَم
رِ تُعاني مِن حَرِّهِ ما تُعاني
وَأَبٍ ذاهِلٍ إِلى النارِ يَمشي
مُستَميتاً تَمتَدُّ مِنهُ اليَدانِ
باحِثاً عَن بَناتِهِ وَبَنيهِ
مُسرِعَ الخَطوِ مُستَطيرَ الجَنانِ
تَأكُلُ النارُ مِنهُ لا هُوَ ناجٍ
مِن لَظاها وَلا اللَظى عَنهُ واني
غَصَّتِ الأَرضُ أُتخِمَ البَحرُ مِمّا
طَوَياهُ مِن هَذِهِ الأَبدانِ
وَشَكا الحوتُ لِلنُسورِ شَكاةً
رَدَّدَتها النُسورُ لِلحيتانِ
أَسرَفا في الجُسومِ نَقراً وَنَهشاً
ثُمَّ باتا مِن كِظَّةٍ يَشكُوانِ
لا رَعى اللَهُ ساكِنَ القِمَمِ الشُم
مِ وَلا حاطَ ساكِنَ القيعانِ
قَد أَغارا عَلى أَكُفٍّ بَراها
بارِئُ الكائِناتِ لِلإِتقانِ
كَيفَ لَم يَرحَما أَنامِلَها الغُ
رَّ وَلَم يَرفُقا بِتِلكَ البَنانِ
لَهفَ نَفسي وَأَلفَ لَهفٍ عَلَيها
مِن أَكُفٍّ كانَت صَناعَ الزَمانِ
مولَعاتٍ بِصَيدِ كُلِّ جَميلٍ
ناصِباتٍ حَبائِلَ الأَلوانِ
حافِراتٍ في الصَخرِ أَو ناقِشاتٍ
شائِداتٍ رَوائِعَ البُنيانِ
مُنطِقاتٍ لِسانَ كُلِّ جَمادٍ
مُفحِماتٍ سَواجِعَ الأَفنانِ
مُلهَماتٍ مِن دِقَّةِ الصُنعِ مالا
يُلهَمُ الشِعرُ مِن دَقيقِ المَعاني
مِن تَماثيلَ كَالنُجومِ الدَراري
يَهرَمُ الدَهرُ وَهيَ في عُنفُوانِ
عَجَبٌ صُنعُها وَأَعجَبُ مِنهُ
صُنعُهُ تِلكَ قُدرَةُ الرَحمَنِ
إيهِ مِسّينَ آنِسي اليَومَ بُمبِي
يَ فَقَد أَوحَشَت بِذاكَ المَكانِ
آنِسي الدُرَّةَ الَّتي كانَتِ الحِل
يَةَ في تاجِ دَولَةِ الرومانِ
غالَها قَبلَكِ الزَمانُ اِغتِيالاً
وَهيَ تَلهو في غِبطَةٍ وَأَمانِ
جاءَها الأَمرُ وَالسَراةُ عُكوفٌ
في المَلاهي عَلى غِناءِ القِيانِ
بَينَ صَبٍّ مُدَلَّهٍ وَطَروبٍ
وَخَليعٍ في اللَهوِ مُرخى العِنانِ
فَاِنطَوَوا كَاِنطِواءِ أَهلِكِ بِالأَم
سِ وَزالَت بَشاشَةُ العُمرانِ
أَنتِ مِسّينَ لَن تَزولي كَما زا
لَت وَلَكِن أَمسَيتِ رَهنَ الأَوانِ
إِنَّ إيطاليا بَنوها بُناةٌ
فَاِطمَئِنّي ما دامَ في الحَيِّ باني
فَسَلامٌ عَلَيكِ يَومَ تَوَلَّي
تِ بِما فيكِ مِن مَغانٍ حِسانِ
وَسَلامٌ عَلَيكَ يَومَ تَعودي
نَ كَما كُنتِ جَنَّةَ الطُليانِ
وَسَلامٌ مِن كُلِّ حَيٍّ عَلى الأَر
ضِ عَلى كُلِّ هالِكٍ فيكِ فاني
وَسَلامٌ عَلى الأُلى أَكَلَ الذِئ
بُ وَناشَت جَوارِحُ العِقبانِ
وَسَلامٌ عَلى اِمرِئٍ جادَ بِالدَم
عِ وَثَنّى بِالأَصفَرِ الرَنّانِ
ذاكَ حَقُّ الإِنسانِ عِندَ بَني الإِن
سانِ لَم أَدعُكُم إِلى إِحسانِ
فَاِكتُبوا في سَماءِ رُدجو وَمِسّي
نا وَكالَبرِيا بِكُلِّ لِسانِ
هاهُنا مَصرَعُ الصِناعَةِ وَالتَص
ويرِ وَالحِذقِ وَالحِجا وَالأَغاني
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:25 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
اِرحَمونا بَني اليَهودِ كَفاكُم
ما جَمَعتُم بِحِذقِكُم مِن نُقودِ
وَأَصفَحوا عَن عُقولِنا وَدَعوا الخَلـ
ـقَ بِسِرِّ التَوراةِ وَالتُلمودِ
لا تَزيدوا عَلى الصُكوكِ فِخاخاً
مِن غِناءٍ ما بَينَ دُفٍّ وَعودِ
وَيحَكُم إِنَّ جاكَ أَسرَفَ حَتّى
زادَ في قَومِهِ عَلى داوودِ
أَسكِتوهُ لا أَسكَتَ اللَهُ ذاكَ الـ
ـصَوتَ صَوتَ المُتَيَّمِ الغِرّيدِ
أَو دَعوهُ فِداؤُهُ إِن تَغَنّى
كُلُّ نَفسٍ وَكُلُّ ما في الوُجودِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:25 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ
وَلِكُلِّ عَصرٍ واحِدٌ لا يُلحَقُ
إِنَّ الأُلى قَد عاصَروكَ وَفاتَهُم
أَن يَسمَعوكَ كَأَنَّهُم لَم يُخلَقوا
قَد جاءَ موسى بِالعَصا وَأَتَيتَنا
بِالعودِ يَشدو في يَدَيكَ وَيَنطِقُ
فَإِذا اِرتَجَلتَ لَنا الغِناءَ فَكُلُّنا
مُهَجٌ تَسيلُ وَأَنفُسٌ تَتَحَرَّقُ
فَمُطالِبٌ بِإِعادَةٍ وَمَطالِبٌ
بِزِيادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُصَفِّقُ
تَتَسابَقُ الأَسماعُ صَوبَكَ كُلَّما
غَنَّيتَها شَوقاً إِلَيكَ وَتُعنِقُ
وَتَوَدُّ أَفئِدَةٌ هَتَكتَ شَغافَها
لَو أَنَّها بِذُيولِها تَتَعَلَّقُ
خُلُقٌ كَما شاءَ الجَليسُ وَشيمَةٌ
يَذكو بِها صَدرُ النَدِيِّ وَيَعبَقُ
وَمُروءَةٌ لَو أَنَّها قَد قُسِّمَت
بَينَ اليَهودِ لَأَحسَنوا وَتَصَدَّقوا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:26 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
بِنادي الجَزيرَةِ قِف ساعَةً
وَشاهِد بِرَبِّكَ ما قَد حَوى
تَرى جَنَّةً مِن جِنانِ الرَبيعِ
تَبَدَّت مَعَ الخُلدِ في مُستَوى
جَمالُ الطَبيعَةِ في أُفقِها
تَجَلّى عَلى عَرشِهِ وَاِستَوى
فَقُل لِلحَزينِ وَقُل لِلعَليلِ
وَقُل لِلمَولي هُناكَ الدَوا
وَقُل لِلأَديبِ اِبتَدِر ساحَها
إِذا ما البَيانُ عَلَيكَ اِلتَوى
وَقُل لِلمُكِبِّ عَلى دَرسِهِ
إِذا نَهَكَ الدَرسُ مِنهُ القُوى
تَنَسَّم صَباها تُجَدِّد قُواكَ
فَأَرضُ الجَزيرَةِ لا تُجتَوى
فَفيها شِفاءٌ لِمَرضى الهُمومِ
وَمَلهىً كَريمٌ لِمَرضى الهَوى
وَفيها وَفي نيلِها سَلوَةٌ
لِكُلِّ غَريبٍ رَمَتهُ النَوى
وَفيها غِذاءٌ لِأَهلِ العُقول
إِذا الرَأسُ إِثرَ كَلالٍ خَوى
وَيا رُبَّ يَومٍ شَديدِ اللَظى
رَوى عَن جَهَنَّمَ ما قَد رَوى
بِهِ الريحُ لَفّاحَةٌ لِلوُجوهِ
بِهِ الشَمسُ نَزّاعَةٌ لِلشَوى
قَصَدتُ الجَزيرَةَ أَبغي النَجاةَ
وَجِسمي شَواهُ اللَظى فَاِشتَوى
فَأَلفَيتُ نادِيَها زاهِراً
وَأَلفَيتُ ثَمَّ نَعيماً ثَوى
فَأَنزَلَني مُنزَلاً طَيِّباً
وَرَوّى فُؤادِيَ حَتّى اِرتَوى
وَأَطفَأَ وارِفُ تِلكَ الظِلالِ
سَعيرَ الهَجيرِ وَحَرَّ الجَوى
وَحَلَّ الأَصيلُ عِقالَ الشَمالِ
فَهَبَّت بِنَشرٍ إِلَيها اِنضَوى
فَأَحيَت بِنَفسِيَ ذِكرى الشَبابِ
وَما كانَ مِنها وَمِنهُ اِنطَوى
وَعاوَدَ قَلبِيَ ذاكَ الخُفوقِ
وَقَد كانَ بَعدَ المَشيبِ اِرعَوى
فَما بالُ قَومِيَ لا يَأخُذونَ
لِتِلكَ الجِنانِ طَريقاً سَوا
وَما بالُ قَومِيَ لا يَنزِلونَ
بِغَيرِ جُرُبّي وَبارِ اللِوا
تَراهُم عَلى نَردِهِم عُكَّفاً
يُبادِرُ كُلٌّ إِلى ما غَوى
وَلَو أَنصَفوا الجِسمَ لَاِستَظهَروا
لَهُ بِالمِرانِ وَطيبِ الهَوا
فَيا نادِياً ضَمَّ أُنسَ النَديمِ
وَلَهوَ الكَريمِ وُقيتَ البِلى
لَياليكَ أُنسٌ جَلاها الصَفا
فَأَسَرَت إِلَيكَ وُفودُ المَلا
فَكَم لَيلَةٍ طابَ فيكَ الحَديثُ
فَكانَ الكُؤوسَ وَكانَ الطِلا
فَمِن مُشجِياتٍ إِلى مُطرِباتٍ
إِلى مُضحِكاتٍ تُسَلّى إِلى
وَقَد زانَ لَهوَكَ ثَوبُ الوَقارِ
فَلَهوُكَ في كُلِّ ذَوقٍ حَلا
تَخِفُّ إِلَيهِ رِزانُ الحِجا
وَتَمشي إِلَيهِ السَراةُ الأُلى
فَقُل لِلَّذي باتَ تَحتَ العُقودِ
بِحَربٍ عَلى نَفسِهِ مُبتَلى
أَتِلكَ الأَماكِنُ لا تُستَرادُ
أَتِلكَ المَناظِرُ لا تُجتَلى
أَتَحتَ السَماءِ وَبَدرِ السَماءِ
وَبَينَ الرِياضِ وَبَينَ الخَلا
يُمَلُّ الجُلوسُ وَيَفنى الحَديثُ
فَهَذا النَعيمُ وَإِلّا فَلا
سَأَلتُ الأُلى يَقدِرونَ الحَياةَ
أَلَم تَفتَتِنكُم فَقالوا بَلى
مَكانٌ لَعَمرُكَ ما حَلَّ في
نَواحيهِ ذو الحُزنِ إِلّا سَلا
فَما أَنتَ في مِصرَ إِن لَم تَطِر
إِلَيهِ فَتَشهَدَ تِلكَ الحُلى
لَهُ مَلعَبٌ فيهِ ما يَشتَهي
مُحِبُّ الرِياضَةَ مَهما غَلا
لِكُلِّ فَريقٍ بِهِ لُعبَةٌ
تُلائِمُ مِن سِنِّهِ ما خَلا
وَلِعبٌ هُوَ الجِدُّ لَو أَنَّنا
نَظَرنا إِلَيهِ بِعَينِ النُهى
لَدى غَيرِ مِصرَ لَهُ حُظوَةٌ
فَكَم راحَ يَلهو بِهِ مَن لَها
وَفي أَرضِ يونانَ شاهَدتُهُ
فَأَيُّ جَمالٍ إِلَيهِ اِنتَهى
وَشاهَدتُ مَوسِمَهُ قَد حَوَت
نَواحيهِ غايَةَ ما يُشتَهى
وَماجَ بِزُوّارِهِ المولَعينَ
وَأَضحى بِعَرشِ المُلوكِ اِزدَهى
وَقَد زادَ أَلعابَهُ بَهجَةً
مَكانٌ فَسيحٌ مُعَدٌّ لَها
صِراعٌ وَعَدوٌ بَعيدُ المَدى
وَوَثبٌ يَكادُ يَنالُ السُها
وَشاهَدتُ عَدّاءَهُم قَد عَدا
ثَلاثينَ ميلاً وَما إِن وَهى
وَقامَت مُلاكَمَةُ اللاعِبينَ
فَأَنسَت تَناطُحَ وَحشِ المَها
بِأَوحى مِنَ اللَمحِ كانَ النِزالُ
فَيا وَيلَ مَن مِنهُما قَد سَها
وَلَو رُحتُ أَنعَتُ تِلكَ الضُروبَ
لَضاقَ القَريضُ وَأَعيا بِها
عَلى أَنَّ في أُفقِنا نَهضَةً
سَتَبلُغُ رَغمَ القُعودِ المَدى
وَإِن لَم تَكُن بَلَغَت أَوجَها
كَذا كُلُّ شَيءٍ إِذا ما اِبتَدا
وَنادي الرِياضَةِ أَولى بِأَن
يَكونَ عَلَيها مَنارَ الهُدى
أَظَلَّت جَلائِلَ أَعمالِهِ
ظِلالُ حُسَينٍ حَليفِ النَدى
مَليكٌ رَعاهُ بِإِقبالِهِ
وَحُسنِ عِنايَتِهِ وَالجَدا
فَفي عَهدِهِ فَليَجِدَّ المُجِدُّ
فَإِنَّ السُعودَ بِهِ قَد بَدا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:26 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
عَجِبَ الناسُ مِنكَ يا اِبنَ سُلَيما
نَ وَقَد أَبصَروا لَدَيكَ عَجيبا
أَبصَروا في حِماكَ غَيثاً وَناراً
ذاكَ يَهمي وَتِلكَ تَذكو لَهيبا
وَنَسوا أَنَّ جودَ كَفِّكَ غَيثٌ
ظَلَّ لِلمُرتَجى الوُرودَ قَريبا
وَهيَ ضَيفٌ أَصابَهُ عَنَتُ الدَهـ
ـرِ وَأَلفى هَذا الفَناءِ رَحيبا
فَأَتى يُبرِدُ الغَليلَ بِقَطرٍ
مِن نَدى سَيِّدٍ يُواسي الغَريبا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:27 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
كَأَنّي أَرى في اللَيلِ نَصلاً مُجَرَّدا
يَطيرُ بِكِلتا صَفحَتَيهِ شَرارُ
تُقَلِّبُهُ لِلعَينِ كَفٌّ خَفِيَّةٌ
فَفيهِ خُفوقٌ تارَةً وَقَرارُ
يُماثِلُ نَصلي في صَفاءِ فِرِندِهِ
وَيَحكيهِ مِنهُ رَونَقٌ وَغِرارُ
أَراهُ فَتُدنيني إِلَيهِ شَراسَتي
فَيَنأى وَفي نَفسي إِلَيهِ أُوارُ
وَأَهوي بِزَندي طامِعاً في اِلتِقاطِهِ
فَيُدرِكُهُ عِندَ الدُنُوِّ نِفارُ
تَخَبَّطَني مَسٌّ مِنَ الجِنِّ أَم سَرَت
بِأَجزاءِ نَفسي نَشوَةٌ وَخُمارُ
أَرانِيَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمٍ
فَيالَيتَ شِعري هَل يَليهِ نَهارُ
سَأَقتُلُ ضَيفي وَاِبنَ عَمّي وَمالِكي
وَلَو أَنَّ عُقبى القاتِلينَ خَسارُ
وَأُرضي هَوى نَفسي وَإِن صَحَّ قَولُهُم
هَوى النَفسِ ذُلٌّ وَالخِيانَةُ عارُ
فَيا أَيُّها النَصلُ الَّذي لاحَ في الدُجى
وَفي طَيِّ نَفسي لِلشُرورِ مَثارُ
تُرى خَدَعَتني العَينُ أَم كُنتُ مُبصِراً
وَهَذا دَمٌ أَم في شَباتِكَ نارُ
وَهَل أَنتَ تِمثالٌ لِكَيدٍ نَوَيتُهُ
وَذاكَ الدَمُ الجاري عَلَيكَ شِعارُ
فَإِن لَم تَكُن وَهماً فَكُن خَيرَ مُسعِدٍ
فَإِنّي وَحيدٌ وَالخُطوبُ كُثارُ
وَكُن لي دَليلاً في الظَلامِ وَهادِياً
فَلَيلي بَهيمٌ وَالطَريقُ عِثارُ
عَلى الفَتكِ يا دُنكانُ صَحَّت عَزيمَتي
وَإِن لَم يَكُن بَيني وَبَينَكَ ثارُ
فَإِن يَكُ حُبُّ التاجِ أَعمى بَصيرَتي
فَما لي عَلى هَذا القَضاءِ خِيارُ
أَعِرني فُؤاداً مِنكَ يا دَهرُ قاسِياً
لَو أَنَّ القُلوبَ القاسِياتِ تُعارُ
وَيا حِلمُ قاطِعني وَيا رُشدُ لا تَثُب
وَيا شَرُّ ما لي مِن يَدَيكَ فِرارُ
وَيا لَيلُ أَنزِلني بِجَوفِكَ مَنزِلاً
يَضِلُّ بِهِ سِربُ القَطا وَيَحارُ
وَإِن كُنتَ لَيلَ المانَوِيَّةِ فَليَكُن
عَلى سِرِّ أَهلِ الشَرِّ مِنكَ سِتارُ
وَيا قَدَمي سيري حِذاراً وَخافِتي
مِنَ المَشيِ لَو يُنجي الأَثيمَ حِذارُ
وَقَفتُ بِجَوفِ اللَيلِ وَقفَةَ ساحِرٍ
لَهُ الجِنُّ أَهلٌ وَالمَكايِدُ دارُ
إِذا اِشتَمَلَ اللَيلُ البَهيمُ عَلى الوَرى
تَجَرَّدَ لِلإيذاءِ حَيثُ يُثارُ
فَمالي كَأَنّي فاتِكٌ ذو عَشيرَةٍ
خِيارُهُمُ تَحتَ الظَلامِ شِرارُ
إِذا ما عَوى ذِئبُ الفَلا هَبَّ جَمعُهُم
إِلى الشَرِّ وَاِستُلَّت ظُباً وَشِفارُ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:27 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ
إِنّي أَراكَ عَلى شَيءٍ مِنَ الضَجَرِ
أَظُنُّ لَيلَكَ مُذ طالَ المُقامُ بِهِ
كَالقَومِ في مِصرَ لا يَنوي عَلى سَفَرِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:27 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
أُقَضّيهِ في الأَشواقِ إِلّا أَقَلَّهُ
بَطيءَ سُرىً إِلى اللُبثِ مَيلَهُ
وَلَيسَ اِشتِياقي عَن غَرامٍ بِشادِنٍ
وَلَكِنَّهُ شَوقُ اِمرِئٍ فاتَ أَهلَهُ
فَيالَكَ مِن لَيلٍ أَعَرتُ نُجومَهُ
تَوَقُّدَ أَنفاسي وَعانَيتُ مِثلَهُ
وَمَلَّ كِلانا مِن أَخيهِ وَهَكَذا
إِذا طالَ عَهدُ المَرءِ بِالشَيءِ مَلَّهُ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:28 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
ضِعتَ بَينَ النُهى وَبَينَ الخَيالِ
يا حَكيمَ النُفوسِ يا اِبنَ المَعالي
ضِعتَ في الشَرقِ بَينَ قَومٍ هُجودٍ
لَم يُفيقوا وَأُمَّةٍ مِكسالِ
قَد أَذالوكَ بَينَ أُنسٍ وَكَأسٍ
وَغَرامٍ بِظَبيَةٍ أَو غَزالِ
وَنَسيبٍ وَمِدحَةٍ وَهِجاءٍ
وَرِثاءٍ وَفِتنَةٍ وَضَلالِ
وَحَماسٍ أَراهُ في غَيرِ شَيءٍ
وَصَغارٍ يَجُرُّ ذَيلَ اِختِيالِ
عِشتَ ما بَينَهُم مُذالاً مُضاعاً
وَكَذا كُنتَ في العُصورِ الخَوالي
حَمَّلوكَ العَناءَ مِن حُبِّ لَيلى
وَسُلَيمى وَوَقفَةِ الأَطلالِ
وَبُكاءٍ عَلى عَزيزٍ تَوَلّى
وَرُسومٍ راحَت بِهِنَّ اللَيالي
وَإِذا ما سَمَوا بِقَدرِكَ يَوماً
أَسكَنوكَ الرِحالَ فَوقَ الجِمالِ
آنَ يا شِعرُ أَن نَفُكَّ قُيوداً
قَيَّدَتنا بِها دُعاةُ المُحالِ
فَاِرفَعوا هَذِهِ الكَمائِمِ عَنّا
وَدَعونا نَشُمُّ ريحَ الشَمالِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:28 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
أَنكَرَ النيلُ مَوقِفَ الخَزّانِ
فَاِنثَنى قافِلاً إِلى السودانِ
راعَهُ أَن يَرى عَلى جانِبَيهِ
رَصَداً مِن مَكايِدِ الإِنسانِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:29 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُطـ
ـفاً مِنكَ بِالباكي الحَزين
بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو
عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:29 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
هَذا الظَلامُ أَثارَ كامِنَ دائي
يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بِالصَهباءِ
بِالكاسِ أَو بِالطاسِ أَو بِاِثنَيهِما
أَو بِالدِنانِ فَإِنَّ فيهِ شِفائي
مَشمولَةٌ لَولا التُقى لَعَجِبتُ مِن
تَحريمِها وَالذَنبُ لِلقُدَماءِ
قَرِبوا الصَلاةَ وَهُم سُكارى بَعدَما
نَزَلَ الكِتابُ بِحِكمَةٍ وَجَلاءِ
يا زَوجَةَ اِبنِ المُزنِ يا أُختَ الهَنا
يا ضَرَّةَ الأَحزانِ في الأَحشاءِ
يا طِبَّ جالينوسَ في أَنواعِهِ
ما لي أَراكِ كَثيرَةِ الأَعداءِ
عَصَروكِ مِن خَدَّي سُهَيلٍ خُلسَةً
ثُمَّ اِختَبَأتِ بِمُهجَةِ الظَلماءِ
فَلَبِثتِ فيها قَبلَ نوحٍ حِقبَةً
وَتَداوَلَتكِ أَنامِلُ الآناءِ
حَتّى أَتاحَ اللَهُ أَن تَتَجَمَّلي
بِيَدِ الكَريمِ وَراحَةِ الأُدَباءِ
يا صاحِبي كَيفَ النُزوعُ عَنِ الطِلا
وَلَقَد بُليتُ مِنَ الهُمومِ بِداءِ
وَاللَيلُ أَرشَدَهُ أَبوهُ لِشِقوَتي
وَكَذا البَنونُ عَلى هَوى الآباءِ
أَلَّفتُ بَينَ اِبنِ السَحابِ وَبَينَها
فَرَأَيتُ صِحَّةَ ما حَكاهُ الطائي
صَعُبَت وَراضَ المَزجُ سَيِّئَ خُلقِها
فَتَعَلَّمَت مِن حُسنِ خُلقِ الماءِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:30 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
هَذا الظَلامُ أَثارَ كامِنَ دائي
يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بِالصَهباءِ
بِالكاسِ أَو بِالطاسِ أَو بِاِثنَيهِما
أَو بِالدِنانِ فَإِنَّ فيهِ شِفائي
مَشمولَةٌ لَولا التُقى لَعَجِبتُ مِن
تَحريمِها وَالذَنبُ لِلقُدَماءِ
قَرِبوا الصَلاةَ وَهُم سُكارى بَعدَما
نَزَلَ الكِتابُ بِحِكمَةٍ وَجَلاءِ
يا زَوجَةَ اِبنِ المُزنِ يا أُختَ الهَنا
يا ضَرَّةَ الأَحزانِ في الأَحشاءِ
يا طِبَّ جالينوسَ في أَنواعِهِ
ما لي أَراكِ كَثيرَةِ الأَعداءِ
عَصَروكِ مِن خَدَّي سُهَيلٍ خُلسَةً
ثُمَّ اِختَبَأتِ بِمُهجَةِ الظَلماءِ
فَلَبِثتِ فيها قَبلَ نوحٍ حِقبَةً
وَتَداوَلَتكِ أَنامِلُ الآناءِ
حَتّى أَتاحَ اللَهُ أَن تَتَجَمَّلي
بِيَدِ الكَريمِ وَراحَةِ الأُدَباءِ
يا صاحِبي كَيفَ النُزوعُ عَنِ الطِلا
وَلَقَد بُليتُ مِنَ الهُمومِ بِداءِ
وَاللَيلُ أَرشَدَهُ أَبوهُ لِشِقوَتي
وَكَذا البَنونُ عَلى هَوى الآباءِ
أَلَّفتُ بَينَ اِبنِ السَحابِ وَبَينَها
فَرَأَيتُ صِحَّةَ ما حَكاهُ الطائي
صَعُبَت وَراضَ المَزجُ سَيِّئَ خُلقِها
فَتَعَلَّمَت مِن حُسنِ خُلقِ الماءِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:30 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
أَوشَكَ الديكُ أَن يَصيحَ وَنَفسي
بَينَ هَمٍّ وَبَينَ ظَنٍّ وَحَدسِ
يا غُلامُ المُدامَ وَالكاسَ وَالطا
سَ وَهَيِّئ لَنا مَكاناً كَأَمسِ
أَطلِقِ الشَمسَ مِن غَياهِبِ هَذا الدَن
نِ وَاِملَإ مِن ذَلِكَ النورِ كَأسي
وَأَذَنِ الصُبحَ أَن يَلوحَ لِعَيني
مِن سَناها فَذاكَ وَقتُ التَحَسّي
وَاِدعُ نَدمانَ خَلوَتي وَاِئتِناسي
وَتَعَجَّل وَأَسبِل سُتورَ الدِمَقسِ
وَاِسقِنا يا غُلامُ حَتّى تَرانا
لا نُطيقُ الكَلامَ إِلّا بِهَمسِ
خَمرَةً قيلَ إِنَّهُم عَصَروها
مِن خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ
مُذ رَآها فَتى العَزيزِ مَناماً
وَهوَ في السِجنِ بَينَ هَمٍّ وَيَأسِ
أَعقَبَتهُ الخَلاصَ مِن بَعدِ ضيقٍ
وَحَبَتهُ السُعودَ مِن بَعدِ نَحسِ
يا نَديمي بِاللَهِ قُل لي لِماذا
هَذِهِ الخَندَريسُ تُدعى بِرِجسِ
هِيَ نَفسٌ زَكِيَّةٌ وَأَبوها
غَرسُهُ في الجِنانِ أَكرَمُ غَرسِ
هِيَ نَفسٌ تَعَلَّمَت حُسنَ أَخلا
قِ المولِحِيِّ في صَفاءٍ وَأُنسِ
خَصَّهُ اللَهُ حَيثُ يُصبِحُ بِالإِق
بالِ وَالعِزِّ وَالعُلا حَيثُ يُمسي
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:30 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
وَفِتيانِ أُنسٍ أَقسَموا أَن يُبَدِّدوا
جُيوشَ الدُجى ما بَينَ أُنسٍ وَأَفراحِ
فَهُبّوا إِلى خَمّارَةٍ قيلَ إِنَّها
قَعيدَةُ خَمرٍ تَمزُجُ الروحَ بِالراحِ
وَقالوا لَها إِنّا أَتَينا عَلى ظَماً
نُحاوِلُ وِردَ الراحِ رَغماً عَنِ اللاحي
فَقامَت وَفي أَجفانِها كَسَلُ الكَرى
وَفي رِدفِها وَاِستَعرَضَت جَيشَ أَقداحِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:31 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
مَرَّت كَعُمرِ الوَردِ بَينا أَجتَلي
اِصباحَها إِذ آذَنَت بِرَواحِ
لَم أَقضِ مِن حَقِّ المُدامِ وَلَم أَقُم
في الشارِبينَ بِواجِبِ الأَقداحِ
وَالزَهرُ يَحتَثُّ الكُؤوسَ بِلَحظِهِ
وَيَشوبُها بِأَريجِهِ الفَيّاحِ
أَخشى عَواقِبَها وَأَغبِطُ شَربَها
وَأُجيدُ مِدحَتَها مَعَ المُدّاحِ
وَأَميلُ مِن طَرَبٍ إِذا مالَت بِهِم
فَاِعجَب لِنَشوانِ الجَوانِحِ صاحي
أَستَغفِرُ اللَهَ العَظيمَ فَإِنَّني
أَفسَدتُ في ذاكَ النَهارِ صَلاحي
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:31 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
خَمرَةٌ في بابِلٍ قَد صُهرِجَت
هَكَذا أَخبَرَ حاخامُ اليَهود
أَودَعوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ
وَلَدَيهِ بَشَّروها بِالخُلود
سَأَلوا الكُهّانَ عَن شارِبِها
وَعَنِ الساقي وَفي أَيِّ العُهود
فَأَجابوهُم فَتىً ذو مِرَّةٍ
مِن بَني مِصرٍ لَهُ فَضلٌ وَجود
مُغرَمٌ بِالعودِ وَالنايِ مَعاً
مولَعٌ بِالشُربِ وَالناسُ هُجود
هَمُّهُ فَصدُ دِنانٍ وَنَدىً
وَأَبوهُ هَمُّهُ جَمعُ النُقود
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:31 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
فِتيَةَ الصَهباءِ خَيرَ الشارِبين
جَدِّدوا بِاللَهِ عَهدَ الغائِبين
وَاِذكُروني عِندَ كاساتِ الطِلا
إِنَّني كُنتُ إِمامَ المُدمِنين
وَإِذا ما اِستَنهَضَتكُم لَيلَةً
دَعوَةُ الخَمرِ فَثوروا أَجمَعين
رُبَّ لَيلٍ قَد تَعاهَدنا عَلى
ما تَعاهَدنا وَكُنّا فاعِلين
فَقَضَيناهُ وَلَم نَحفِل بِما
سَطَّرَت أَيدي الكِرامِ الكاتِبين
بَينَ أَقداحٍ وَراحٍ عُتِّقَت
وَرَياحينٍ وَوِلدانٍ وَعين
وسُقاةٍ صَفَّقَت أَكوابَها
بَعضُها البَلّورُ وَالبَعضُ لُجَين
آنَسَت مِنّا عِطاشاً كَالقَطا
صادَفَت وِرداً بِهِ ماءٌ مَعين
فَمَشَت بِالكاسِ وَالطاسِ لَنا
مِشيَةَ الأَفراحِ لِلقَلبِ الحَزين
وَتَواثَبنا إِلى مَشمولَةٍ
ذاتِ أَلوانٍ تَسُرُّ الناظِرين
عَمَدَ الساقي لِأَن يَقتُلَها
وَهيَ بِكرٌ أَحصَنَت مُنذُ سِنين
ثُمَّ لَمّا أَن رَأى عِفَّتَها
خافَ فيها اللَهَ رَبِّ العالَمين
وَأَجَلنا الكاسَ فيما بَينَنا
وَعَلى الصَهباءِ بِتنا عاكِفين
وَشَفَينا النَفسَ مِن كُلِّ رَشاً
نَطَقَت عَيناهُ بِالسِحرِ المُبين
وَطَوى مَجلِسَنا بَعدَ الهَنا
وَاِنشِراحِ الصَدرِ تَكبيرُ الأَذين
هَكَذا كُنّا بِأَيّامِ الصَفا
تَنهَبُ اللَذّاتِ في الوَقتِ الثَمين
لَيتَ شِعري هَل لَنا بَعدَ النَوى
مِن سَبيلٍ لِلِقا أَم لاتَ حين
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:31 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
يَأَيُّها الحُبُّ اِمتَزِج بِالحَشى
فَإِنَّ في الحُبِّ حَياةَ النُفوس
وَاِسلُل حَياةً مِن يَمينِ الرَدى
أَوشَكَ يَدعوها ظَلامُ الرُموس
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:32 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210142_105.png
تَمَثَّلي إِن شِئتِ في مَنظَرٍ
يا جولِيا أُنكِرُ فيهِ الغَرام
أَو فَاِبعَثي قَلباً إِلى أَضلُعٍ
راحَ بِهِ الوَجدُ وَأَودى السَقام
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:39 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
غُضّي جُفونَ السِحرِ أَو فَاِرحَمي
مُتَيَّماً يَخشى نِزالَ الجُفون
وَلا تَصولي بِالقَوامِ الَّذي
تَميسُ فيهِ يا مُنايَ المَنون
إِنّي لَأَدري مِنكِ مَعنى الهَوى
يا جولِيا وَالناسُ لا يَعرِفون
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:39 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
وَمِن عَجَبٍ قَد قَلَّدوكَ مُهَنَّداً
وَفي كُلِّ لَحظٍ مِنكَ سَيفٌ مُهَنَّدُ
إِذا أَنتَ قَد جَرَّدتَهُ أَو غَمَدتَهُ
قَتَلتَ بِهِ وَاللَحظُ لا يَتَعَمَّدُ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:39 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَنا العاشِقُ العاني وَإِن كُنتَ لا تَدري
أُعيذُكَ مِن وَجدٍ تَغَلغَلَ في صَدري
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ في زَيِّهِ أَتى
فَقُم نَلتَمِس لِلسُهدِ دِرعاً مِنَ الصَبرِ
وَهَذا السُرى نَحوَ الحِمى يَستَفِزُّنا
فَهَيّا وَإِن كُنّا عَلى مَركَبٍ وَعرِ
خَليلَيَ هَذا اللَيلُ قَد طالَ عُمرُهُ
وَلَيسَ لَهُ غَيرُ الأَحاديثِ وَالذِكرِ
فَهاتِ لَنا أَذكى حَديثٍ وَعَيتَهُ
أَلَذُّ بِهِ إِنَّ الأَحاديثَ كَالخَمرِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:40 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
قالَتِ الجَوزاءُ حينَ رَأَت
جَفنَهُ قَد واصَلَ السَهَرا
ما لِهَذا الصَبِّ في وَلَهٍ
أَتُراهُ يَعشَقُ القَمَرا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:40 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
ظَبيَ الحِمى بِاللَهِ ما ضَرَّكا
إِذا رَأَينا في الكَرى طَيفَكا
وَما الَّذي تَخشاهُ لَو أَنَّهُم
قالوا فُلانٌ قَد غَدا عَبدَكا
قَد حَرَّموا الرِقَّ وَلَكِنَّهُم
ما حَرَّموا رِقَّ الهَوى عِندَكا
وَأَصبَحَت مِصرُ مُراحاً لَهُم
وَأَنتَ في الأَحشا مُراحٌ لَكا
ما كانَ سَهلاً أَن يَرَوا نيلَها
لَو أَنَّ في أَسيافِنا لَحظَكا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:40 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَذِنتُكِ تَرتابينَ في الشَمسِ وَالضُحى
وَفي النورِ وَالظَلماءِ وَالأَرضِ وَالسَما
وَلا تَسمَحي لِلشَكِّ يَخطِرُ خَطرَةً
بِنَفسِكِ يَوماً أَنَّني لَستُ مُغرَما
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:40 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
سَأَلتُهُ ما لِهَذا الخالِ مُنفَرِداً
وَاِختارَ غُرَّتَكَ الغَرّا لَهُ سَكَنا
أَجابَني خافَ مِن سَهمِ الجُفونِ وَمِن
نارِ الخُدودِ لِهَذا هاجَرَ الوَطَنا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:41 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
سُوَرٌ عِندي لَهُ مَكتوبَةٌ
وَدَّ لَو يَسري بِها الروحُ الأَمين
إِنَّني لا آمَنُ الرُسلَ وَلا
آمَنُ الكُتبَ عَلى ما تَحتَوين
مُستَهينٌ بِالَّذي كابَدتُهُ
وَهوَ لا يَدري بِماذا يَستَهين
أَنا في هَمٍّ وَيَأسٍ وَأَسىً
حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ الأَنين
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:41 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
سائِلوا اللَيلَ عَنهُمُ وَالنَهارا
كَيفَ باتَت نِسائُهُم وَالعَذارى
كَيفَ أَمسى رَضيعُهُم فَقَدَ الأُم
مَ وَكَيفَ اِصطَلى مَعَ القَومِ نارا
كَيفَ طاحَ العَجوزُ تَحتَ جِدارٍ
يَتَداعى وَأَسقُفٍ تَتَجارى
رَبِّ إِنَّ القَضاءَ أَنحى عَلَيهِم
فَاِكشِفِ الكَربَ وَاِحجُبِ الأَقدارا
وَمُرِ النارَ أَن تَكُفَّ أَذاها
وَمُرِ الغَيثَ أَن يَسيلَ اِنهِمارا
أَينَ طوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي
هَذِهِ النارَ فَهيَ تَشكو الأُوارا
أَشعَلتَ فَحمَةَ الدَياجي فَباتَت
تَملَأُ الأَرضَ وَالسَماءَ شَرارا
غَشِيَتهُم وَالنَحسُ يَجري يَميناً
وَرَمَتهُم وَالبُؤسُ يَجري يَسارا
فَأَغارَت وَأَوجُهُ القَومِ بيضٌ
ثُمَّ غارَت وَقَد كَسَتهُنَّ قارا
أَكَلَت دورَهُم فَلَمّا اِستَقَلَّت
لَم تُغادِر صِغارَهُم وَالكِبارا
أَخرَجَتهُم مِنَ الدِيارِ عُراةً
حَذَرَ المَوتِ يَطلُبونَ الفِرارا
يَلبَسونَ الظَلامَ حَتّى إِذا ما
أَقبَلَ الصُبحُ يَلبَسونَ النَهارا
حُلَّةً لا تَقيهِمُ البَردَ وَالحَر
رَ وَلا عَنهُمُ تَرُدُّ الغُبارا
أَيُّها الرافِلونَ في حُلَلِ الوَش
يِ يَجُرّونَ لِلذُيولِ اِفتِخارا
إِنَّ فَوقَ العَراءِ قَوماً جِياعاً
يَتَوارَونَ ذِلَّةً وَاِنكِسارا
أَيُّهَذا السَجينُ لا يَمنَعُ السِج
نُ كَريماً مِن أَن يُقيلَ العِثارا
مُر بِأَلفٍ لَهُم وَإِن شِئتَ زِدها
وَأَجِرهُم كَما أَجَرتَ النَصارى
قَد شَهِدنا بِالأَمسِ في مِصرَ عُرساً
مَلَأَ العَينَ وَالفُؤادَ اِبتِهارا
سالَ فيهِ النُضارُ حَتّى حَسِبنا
أَنَّ ذاكَ الفِناءَ يَجري نُضارا
باتَ فيهِ المُنَعَّمونَ بِلَيلٍ
أَخجَلَ الصُبحَ حُسنُهُ فَتَوارى
يَكتَسونَ السُرورَ طَوراً وَطَوراً
في يَدِ الكَأسِ يَخلَعونَ الوَقارا
وَسَمِعنا في مَيتِ غَمرٍ صِياحاً
مَلَأَ البَرَّ ضَجَّةً وَالبِحارا
جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظَ فَهَذا
يَتَغَنّى وَذاكَ يَبكي الدِيارا
رُبَّ لَيلٍ في الدَهرِ قَد ضَمَّ نَحساً
وَسُعوداً وَعُسرَةً وَيَسارا
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:41 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَلبَسوكِ الدِماءَ فَوقَ الدِماءِ
وَأَرَوكِ العِداءَ بَعدَ العِداءِ
فَلَبِستِ النَجيعَ مِن عَهدِ قابي
لَ وَشاهَدتِ مَصرَعَ الأَبرِياءِ
فَلَكِ العُذرُ إِن قَسَوتِ وَإِن خُن
تِ وَإِن كُنتِ مَصدَراً لِلشَقاءِ
غَلِطَ الناسُ ما طَغى جَبَلُ النا
رِ بِإِرسالِ نَفثَةٍ في الهَواءِ
أَحرَجوا صَدرَ أُمِّهِ فَأَراهُم
بَعضَ ما أَضمَرَت مِنَ البُرَحاءِ
أَسخَطوها فَصابَرَتهُم زَماناً
ثُمَّ أَنحَت عَلَيهِمُ بِالجَزاءِ
أَيُّها الناسُ إِن يَكُن ذاكَ سُخطُ ال
أَرضِ ماذا يَكونُ سُخطُ السَماءِ
إِنَّ في عُلوِ مَسرَحاً لِلمَقادي
رِ وَفي الأَرضِ مَكمَناً لِلقَضاءِ
فَاِتَّقوا الأَرضَ وَالسَماءَ سَواءً
وَاِتَّقوا النارَ في الثَرى وَالفَضاءِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:42 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:42 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي
وَعِفتُ البَيانَ فَلا تَعتَبي
فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ
وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ
وَكَم فيكِ يا مِصرُ مِن كاتِبٍ
أَقالَ اليَراعَ وَلَم يَكتُبِ
فَلا تَعذِليني لِهَذا السُكوتِ
فَقَد ضاقَ بي مِنكِ ما ضاقَ بي
أَيُعجِبُني مِنكِ يَومَ الوِفاقِ
سُكوتُ الجَمادِ وَلِعبُ الصَبي
وَكَم غَضِبَ الناسُ مِن قَبلِنا
لِسَلبِ الحُقوقِ وَلَم نَغضَبِ
أَنابِتَةَ العَصرِ إِنَّ الغَريبَ
مُجِدٌّ بِمِصرَ فَلا تَلعَبي
يَقولونَ في النَشءِ خَيرٌ لَنا
وَلِلنَشءِ شَرٌّ مِنَ الأَجنَبي
أَفي الأَزبَكِيَّةِ مَثوى البَنينِ
وَبَينَ المَساجِدِ مَثوى الأَبِ
وَكَم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ
كَما قالَ فيها أَبو الطَيِّبِ
أُمورٌ تَمُرُّ وَعَيشٌ يُمِرُّ
وَنَحنُ مِنَ اللَهوِ في مَلعَبِ
وَشَعبٌ يَفِرُّ مِنَ الصالِحاتِ
فِرارَ السَليمِ مِنَ الأَجرَبِ
وَصُحفٌ تَطِنُّ طَنينَ الذُبابِ
وَأُخرى تَشُنُّ عَلى الأَقرَبِ
وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ الأَميرِ
وَيَدعو إِلى ظِلِّهِ الأَرحَبِ
وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ السَفيرِ
وَيُطنِبُ في وِردِهِ الأَعذَبِ
وَهَذا يَصيحُ مَعَ الصائِحينَ
عَلى غَيرِ قَصدٍ وَلا مَأرَبِ
وَقالوا دَخيلٌ عَلَيهِ العَفاءُ
وَنِعمَ الدَخيلُ عَلى مَذهَبي
رَآنا نِياماً وَلَمّا نُفِق
فَشَمَّرَ لِلسَعيِ وَالمَكسَبِ
وَماذا عَلَيهِ إِذا فاتَنا
وَنَحنُ عَلى العَيشِ لَم نَدأَبِ
أَلِفنا الخُمولَ وَيا لَيتَنا
أَلِفنا الخُمولَ وَلَم نَكذِبِ
وَقالوا المُؤَيَّدُ في غَمرَةٍ
رَماهُ بِها الطَمَعُ الأَشعَبي
دَعاهُ الغَرامُ بِسِنِّ الكُهولِ
فَجُنَّ جُنوناً بِبِنتِ النَبي
فَضَجَّ لَها العَرشُ وَالحامِلوهُ
وَضَجَّ لَها القَبرُ في يَثرِبِ
وَنادى رِجالٌ بِإِسقاطِهِ
وَقالوا تَلَوَّنَ في المَشرَبِ
وَعَدّوا عَلَيهِ مِنَ السَيِّئاتِ
أُلوفاً تَدورُ مَعَ الأَحقُبِ
وَقالوا لَصيقٌ بِبَيتِ الرَسولِ
أَغارَ عَلى النَسَبِ الأَنجَبِ
وَزَكّى أَبو خَطوَةٍ قَولَهُم
بِحُكمٍ أَحَدَّ مِنَ المَضرِبِ
فَما لِلتَهاني عَلى دارِهِ
تَساقَطُ كَالمَطَرِ الصَيِّبِ
وَما لِلوُفودِ عَلى بابِهِ
تَزُفُّ البَشائِرَ في مَوكِبِ
وَما لِلخَليفَةِ أَسدى إِلَيهِ
وِساماً يَليقُ بِصَدرِ الأَبي
فَيا أُمَّةً ضاقَ عَن وَصفِها
جَنانُ المُفَوَّهِ وَالأَخطَبِ
تَضيعُ الحَقيقَةُ ما بَينَنا
وَيَصلى البَريءُ مَعَ المُذنِبِ
وَيُهضِمُ فينا الإِمامُ الحَكيم
وَيُكرِمُ فينا الجَهولُ الغَبي
عَلى الشَرقِ مِنّي سَلامُ الوَدودِ
وَإِن طَأطَأَ الشَرقُ لِلمَغرِبِ
لَقَد كانَ خِصباً بِجَدبِ الزَمانِ
فَأَجدَبَ في الزَمَنِ المُخصِبِ
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:42 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مُدّوا
لِرِجالِ الدُنيا القَديمَةِ باعا
وَأَفيضوا عَلَيهِمُ مِن أَيادي
كُم عُلوماً وَحِكمَةً وَاِختِراعا
كُلَّ يَومٍ لَكُم رَوائِعُ آثا
رٍ تُوالونَ بَينَهُنَّ تِباعا
كَم خَلَبتُم عُقولَنا بِعَجيبٍ
وَأَمَرتُم زَمانَكُم فَأَطاعا
وَبَذَرتُم في أَرضِنا وَزَرَعتُم
فَرَأَينا ما يُعجِبُ الزُرّاعا
وَلَمَحنا مِن نورِكُم في نَواصي
حَفلَةِ اليَومِ لَمعَةً وَشُعاعا
وَشَهِدنا مِن فَضلِكُم أَثَراً في
ها يَروقُ العُيونَ وَالأَسماعا
لَيتَنا نَقتَدي بِكُم أَو نُجاري
كُم عَسى نَستَرِدُّ ما كانَ ضاعا
إِنَّ فينا لَولا التَخاذُلُ أَبطا
لاً إِذا ما هُمُ اِستَقَلّوا اليَراعا
وَعُقولاً لَولا الخُمولُ تَوَلّا
ها لَفاضَت غَرابَةً وَاِبتِداعا
وَدُعاةً لِلخَيرِ لَو أَنصَفوهُم
مَلَأوا الشَرقَ عِزَّةً وَاِمتِناعا
كاشِفَ الكَهرَباءِ لَيتَكَ تُعنى
بِاِختِراعٍ يَروضُ مِنّا الطِباعا
آلَةٍ تَسحَقُ التَواكُلَ في الشَر
قِ وَتُلقي عَنِ الرِياءِ القِناعا
قَد مَلِلنا وُقوفَنا فيهِ نَبكي
حَسَباً زائِلاً وَمَجداً مُضاعا
وَسَئِمنا مَقالَهُم كانَ زَيدٌ
عَبقَرِيّاً وَكانَ عَمرٌ شُجاعا
لَيتَ شِعري مَتى تُنازِعُ مِصرٌ
غَيرَها المَجدَ في الحَياةِ نِزاعا
وَنَراها تُفاخِرُ الناسَ بِالأَح
ياءِ فَخراً في الخافِقينَ مُذاعا
أَرضُ كولُمبَ أَيُّ نَبتَيكِ أَغلى
قيمَةً في المَلا وَأَبقى مَتاعا
أَرِجالٌ بِهِم مَلَكتِ المَعالي
أَم نُضارٌ بِهِ مَلَكتِ البِقاعا
لا عَداكِ السَماءُ وَالخِصبُ وَالأَم
نُ وَلا زِلتِ لِلسَلامِ رِباعا
طالِعي الكَونَ وَاُنظُري ما دَهاهُ
إِنَّ رُكنَ السَلامِ فيهِ تَداعى
عطر الزنبق
11-22-2019, 11:43 PM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
سَمِعنا حَديثاً كَقَطرِ النَدى
فَجَدَّدَ في النَفسِ ما جَدَّدا
فَأَضحى لِآمالِنا مُنعِشاً
وَأَمسى لِآلامِنا مُرقِدا
فَدَيناكَ يا شَرقُ لا تَجزَعَن
إِذا اليَومُ وَلّى فَراقِب غَدا
فَكَم مِحنَةٍ أَعقَبَت مِحنَةً
وَوَلَّت سِراعاً كَرَجعِ الصَدى
فَلا يُيئِسَنَّكَ قيلُ العُداةُ
وَإِن كانَ قيلاً كَحَزِّ المُدى
أَتودَعُ فيكَ كُنوزُ العُلومِ
وَيَمشي لَكَ الغَربُ مُستَرفِدا
وَتُبعَثُ في أَرضِكَ الأَنبِياءُ
وَيَأتي لَكَ الغَربُ مُستَرشِدا
وَتَقضي عَلَيكَ قُضاةُ الضَلالِ
طِوالَ اللَيالي بِأَن تَرقُدا
أَتَشقى بِعَهدٍ سَما بِالعُلومِ
فَأَضحى الضَعيفُ بِها أَيِّدا
إِذا شاءَ بَزَّ السُها سِرَّهُ
وَأَدرَكَ مِن جَريِهِ المَقصِدا
وَإِن شاءَ أَدنى إِلَيهِ النُجومَ
فَناجى المَجَرَّةَ وَالفَرقَدا
وَإِن شاءَ زَعزَعَ شُمَّ الجِبالِ
فَخَرَّت لِأَقدامِهِ سُجَّدا
وَإِن شاءَ شاهَدَ في ذَرَّةٍ
عَوالِمَ لَم تَحيَ فيها سُدى
زَمانٌ تُسَخَّرُ فيهِ الرِياحُ
وَيَغدو الجَمادُ بِهِ مُنشِدا
وَتَعنو الطَبيعَةُ لِلعارِفينَ
بِمَعنى الوُجودِ وَسِرِّ الهُدى
إِذا ما أَهابوا أَجابَ الحَديدُ
وَقامَ البُخارُ لَهُ مُسعِدا
وَطارَت إِلَيهِم مِنَ الكَهرَبا
بُروقٌ عَلى السِلكِ تَطوي المَدى
أَيَجمُلُ مِن بَعدِ هَذا وَذاكَ
بِأَن نَستَكينَ وَأَن نَجمُدا
وَها أُمَّةُ الصُفرِ قَد مَهَّدَت
لَنا النَهجَ فَاِستَبَقوا المَورِدا
فَيا أَيُّها الناشِئونَ اِعمَلوا
عَلى خَيرِ مِصرٍ وَكونوا يَدا
سَتُظهِرُ فيكُم ذَواتُ الغُيوبِ
رِجالاً تَكونُ لِمِصرَ الفِدا
فَيالَيتَ شِعرِيَ مَن مِنكُمُ
إِذا هِيَ نادَت يُلَبّي النِدا
لَكَ اللَهُ يا مُصطَفى مِن فَتىً
كَثيرِ الأَيادي كَثيرِ العِدا
إِذا ما حَمِدتُكَ بَينَ الرِجالِ
فَأَنتَ الخَليقُ بِأَن تُحمَدا
سَيُحصي عَلَيكَ سِجِلُّ الزَمانِ
ثَناءً يُخَلِّدُ ما خُلِّدا
وَيَهتِفُ بِاِسمِكَ أَبناؤُنا
إِذا آنَ لِلزَرعِ أَن يُحصَدا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:13 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
ما لي أَرى بَحرَ السِيا
سَةِ لا يَني جَزراً وَمَدّا
وَأَرى الصَحائِفَ أَيبَسَت
ما بَينَنا أَخذاً وَرَدّا
هَذا يَرى رَأيَ العَمي
دِ وَذا يَعُدُّ عَلَيهِ عَدّا
وَأَرى الوِزارَةَ تَجتَني
مِن مُرِّ هَذا العَيشِ شُهدا
نامَت بِمِصرَ وَأَيقَظَت
لِحَوادِثِ الأَيّامِ سَعدا
فَطَرَحتُها وَسَأَلتُ عَن
هُ فَقيلَ لي لَم يَألُ جُهدا
يا سَعدُ أَنتَ مَسيحُها
فَاِجعَل لِهَذا المَوتِ حَدّا
يا سَعدُ إِنَّ بِمِصرَ أَي
تاماً تُؤَمِّلُ فيكَ سَعدا
قَد قامَ بَينَهُمُ وَبَي
نَ العِلمِ ضيقُ الحالِ سَدّا
ما زِلتُ أَرجو أَن أَرا
كَ أَباً وَأَن أَلقاكَ جَدّا
حَتّى غَدَوتَ أَباً لَهُ
أَضحَت عِيالُ القُطرِ وُلدا
فَاِردُد لَنا عَهدَ الإِما
مِ وَكُن بِنا الرَجُلَ المُفَدّى
أَنا لا أَلومُ المُستَشا
رَ إِذا تَعَلَّلَ أَو تَصَدّى
فَسَبيلُهُ أَن يَستَبِد
دَ وَشَأنُنا أَن نَستَعِدّا
هِيَ سُنَّةُ المُحتَلِّ في
كُلِّ العُصورِ وَما تَعَدّى
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:14 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
إِن كُنتُمُ تَبذُلونَ المالَ عَن رَهَبٍ
فَنَحنُ نَدعوكُمُ لِلبَذلِ عَن رَغَبِ
ذَرَّ الكَتاتيبَ مُنشيها بِلا عَدَدٍ
ذَرَّ الرَمادِ بِعَينِ الحاذِقِ الأَرِبِ
فَأَنشَأوا أَلفَ كُتّابٍ وَقَد عَلِموا
أَنَّ المَصابيحَ لا تُغني عَنِ الشُهُبِ
هَبوا الأَجيرَ أَوِ الحَرّاثَ قَد بَلَغا
حَدَّ القِراءَةِ في صُحفٍ وَفي كُتُبِ
مَنِ المُداوي إِذا ما عِلَّةٌ عَرَضَت
مَنِ المُدافِعُ عَن عِرضٍ وَعَن نَشَبِ
وَمَن يَروضُ مِياهَ النيلِ إِن جَمَحَت
وَأَنذَرَت مِصرَ بِالوَيلاتِ وَالحَرَبِ
وَمَن يُوَكَّلُ بِالقِسطاسِ بَينَكُمُ
حَتّى يُرى الحَقُّ ذا حَولٍ وَذا غَلَبِ
وَمَن يُطِلُّ عَلى الأَفلاكِ يَرصُدُها
بَينَ المَناطِقِ عَن بُعدٍ وَعَن كَثَبِ
يَبيتُ يُنبِئُنا عَمّا تَنُمُّ بِهِ
سَرائِرُ الغَيبِ عَن شَفّافَةِ الحُجُبِ
وَمَن يَبُزُّ أَديمَ الأَرضِ ما رَكَزَت
فيها الطَبيعَةُ مِن بِدعٍ وَمِن عَجَبِ
يَظَلُّ يَنشُدُ مِن ذَرّاتِها نَبَأً
ضَنَّت بِهِ الأَرضُ في ماضٍ مِنَ الحُقُبِ
وَمَن يُميطُ سِتارَ الجَهلِ إِن طُمِسَت
مَعالِمُ القَصدِ بَينَ الشَكِّ وَالرِيَبِ
فَما لَكُم أَيُّها الأَقوامُ جامِعَةٌ
إِلّا بِجامِعَةٍ مَوصولَةِ السَبَبِ
قَد قامَ سَعدٌ بِها حيناً وَأَسلَمَها
إِلى أَمينٍ فَلَم يُحجِم وَلَم يَهَبِ
فَعاوِنوهُ يُعاوِنكُم عَلى عَمَلٍ
فيهِ الفَخارُ وَما تَرجونَ مِن أَرَبِ
وَبَيِّنوا لِرِجالِ الغَربِ أَنَّكُمُ
إِذا طَلَبتُم بَلَغتُم غايَةَ الطَلَبِ
لا تَلجَئوا في العُلا إِلّا إِلى هِمَمٍ
وَثّابَةٍ لا تُبالي هِمَّةَ النُوَبِ
فَإِنَّ تَأميلَكُم في غَيرِكُم وَهَنٌ
في النَفسِ يُرخي عِنانَ السَعيِ وَالدَأَبِ
إِن قامَ مِنّا مُنادٍ قالَ قائِلُهُم
لا تَصخَبوا فَهَلاكُ الشَعبِ في الصَخَبِ
أَو نابَنا حادِثٌ نَرجو إِزالَتَهُ
قالَ اِستَكينوا وَخَلّوا سَورَةَ الغَضَبِ
فَما سَمَونا إِلى نَجدٍ نُحاوِلُهُ
إِلّا هَبَطنا إِلى غَورٍ مِنَ العَطَبِ
يا مِصرُ هَل بَعدَ هَذا اليَأسِ مُتَّسَعٌ
يَجري الرَجاءُ بِهِ في كُلِّ مُضطَرَبِ
لا نَحنُ مَوتى وَلا الأَحياءُ تُشبِهُنا
كَأَنَّنا فيكِ لَم نَشهَد وَلَم نَغِبِ
نَبكي عَلى بَلَدٍ سالَ النُضارُ بِهِ
لِلوافِدينَ وَأَهلوهُ عَلى سَغَبِ
مَتى نَراهُ وَقَد باتَت خَزائِنُهُ
كَنزاً مِنَ العِلمِ لا كَنزاً مِنَ الذَهَبِ
هَذا هُوَ العَمَلُ المَبرورُ فَاِكتَتِبوا
بِالمالِ إِنّا اِكتَتَبنا فيهِ بِالأَدَبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:15 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ
رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما
قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ
خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما
وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ
أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما
وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ
أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما
في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ
وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما
تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ
إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ
باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ
وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ
أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ
لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما
تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ
بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ
يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ
فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ
وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ
نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ
مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ
في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ
تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ
لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً
مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ
كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ
عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ
يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ
وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ
يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً
وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ
بِأَرضِ كولُمبَ أَبطالٌ غَطارِفَةٌ
أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا
لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ
سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ
أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ
لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ
لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ
إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا
فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ
وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها
فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ
رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا
إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا
أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ
مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا
سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت
أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ
فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها
عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ
هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم
فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ
فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى
رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ
لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا
إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم
فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:15 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
حَيّاكُمُ اللَهُ أَحيوا العِلمَ وَالأَدَبا
إِن تَنشُروا العِلمَ يَنشُر فيكُمُ العَرَبا
وَلا حَياةَ لَكُم إِلّا بِجامِعَةٍ
تَكونُ أُمّاً لِطُلّابِ العُلا وَأَبا
تَبني الرِجالَ وَتَبني كُلَّ شاهِقَةٍ
مِنَ المَعالي وَتَبني العِزَّ وَالغَلَبا
ضَعوا القُلوبَ أَساساً لا أَقولُ لَكُم
ضَعوا النُضارَ فَإِنّي أُصغِرُ الذَهَبا
وَاِبنوا بِأَكبادِكُم سوراً لَها وَدَعوا
قيلَ العَدُوِّ فَإِنّي أَعرِفُ السَبَبا
لا تَقنَطوا إِن قَرَأتُم ما يُزَوِّقُهُ
ذاكَ العَميدُ وَيَرميكُم بِهِ غَضَبا
وَراقِبوا يَومَ لا تُغني حَصائِدُهُ
فَكُلُّ حَيٍّ سَيُجزى بِالَّذي اِكتَسَبا
بَنى عَلى الإِفكِ أَبراجاً مُشَيَّدَةً
فَاِبنوا عَلى الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُهُبا
وَجاوِبوهُ بِفِعلٍ لا يُقَوِّضُهُ
قَولُ المُفَنِّدِ أَنّى قالَ أَو خَطَبا
لا تَهجَعوا إِنَّهُم لَن يَهجَعوا أَبَداً
وَطالِبوهُم وَلَكِن أَجمِلوا الطَلَبا
هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا
وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا
عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت
فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا
وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ
قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا
وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ
لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا
هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت
بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا
جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً
وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا
رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت
وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا
وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ
تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا
وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ
ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا
أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ
أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا
قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم
إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا
خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً
يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا
قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ
حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا
فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ
مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا
لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها
لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا
هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا
عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا
وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ
فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا
سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ
كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا
فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ
نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا
فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ
يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا
يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ
لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا
فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ
يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا
ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ
مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا
قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً
هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى
أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت
بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا
لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا
أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا
هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ
حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا
أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا
كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا
أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى
مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا
إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم
أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:16 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
شَبَحاً أَرى أَم ذاكَ طَيفُ خَيالِ
لا بَل فَتاةٌ بِالعَراءِ حِيالي
أَمسَت بِمَدرَجَةِ الخُطوبِ فَما لَها
راعٍ هُناكَ وَما لَها مِن والي
حَسرى تَكادُ تُعيدُ فَحمَةَ لَيلِها
ناراً بِأَنّاتٍ ذَكَينَ طِوالِ
ما خَطبُها عَجَباً وَما خَطبي بِها
ما لي أُشاطِرُها الوَجيعَةَ ما لي
دانَيتُها وَلِصَوتِها في مَسمَعي
وَقعُ النِبالِ عَطَفنَ إِثرَ نِبالِ
وَسَأَلتُها مَن أَنتِ وَهيَ كَأَنَّها
رَسمٌ عَلى طَلَلٍ مِنَ الأَطلالِ
فَتَمَلمَلَت جَزَعاً وَقالَت حامِلٌ
لَم تَدرِ طَعمَ الغَمضِ مُنذُ لَيالي
قَد ماتَ والِدُها وَماتَت أُمُّها
وَمَضى الحِمامُ بِعَمِّها وَالخالِ
وَإِلى هُنا حَبَسَ الحَياءُ لِسانَها
وَجَرى البُكاءُ بِدَمعِها الهَطّالِ
فَعَلِمتُ ما تُخفي الفَتاةُ وَإِنَّما
يَحنو عَلى أَمثالِها أَمثالي
وَوَقَفتُ أَنظُرُها كَأَنّي عابِدٌ
في هَيكَلٍ يَرنو إِلى تِمثالِ
وَرَأَيتُ آياتِ الجَمالِ تَكَفَّلَت
بِزَوالِهِنَّ فَوادِحُ الأَثقالِ
لا شَيءَ أَفعَلُ في النُفوسِ كَقامَةٍ
هَيفاءَ رَوَّعَها الأَسى بِهُزالِ
أَو غادَةٍ كانَت تُريكَ إِذا بَدَت
شَمسَ النَهارِ فَأَصبَحَت كَالآلِ
قُلتُ اِنهَضي قالَت أَيَنهَضُ مَيِّتٌ
مِن قَبرِهِ وَيَسيرُ شَنٌّ بالي
فَحَمَلتُ هَيكَلَ عَظمِها وَكَأَنَّني
حُمِّلتُ حينَ حَمَلتُ عودَ خِلالِ
وَطَفِقتُ أَنتَهِبُ الخُطا مُتَيَمِّماً
بِاللَيلِ دارَ رِعايَةِ الأَطفالِ
أَمشي وَأَحمِلُ بائِسَينِ فَطارِقٌ
بابَ الحَياةِ وَمُؤذِنٌ بِزَوالِ
أَبكيهِما وَكَأَنَّما أَنا ثالِثٌ
لَهُما مِنَ الإِشفاقِ وَالإِعوالِ
وَطَرَقتُ بابَ الدارِ لا مُتَهَيِّباً
أَحَداً وَلا مُتَرَقِّباً لِسُؤالِ
طَرقَ المُسافِرِ آبَ مِن أَسفارِهِ
أَو طَرقَ رَبِّ الدارِ غَيرَ مُبالي
وَإِذا بِأَصواتٍ تَصيحُ أَلا اِفتَحوا
دَقّاتُ مَرضى مُدلِجينَ عِجالِ
وَإِذا بِأَيدٍ طاهِراتٍ عُوِّدَت
صُنعَ الجَميلِ تَطَوَّعَت في الحالِ
جاءَت تُسابِقُ في المَبَرَّةِ بَعضُها
بَعضاً لِوَجهِ اللَهِ لا لِلمالِ
فَتَناوَلَت بِالرِفقِ ما أَنا حامِلٌ
كَالأُمِّ تَكلَأُ طِفلَها وَتُوالي
وَإِذا الطَبيبُ مُشَمِّرٌ وَإِذا بِها
فَوقَ الوَسائِدِ في مَكانٍ عالي
جاءوا بِأَنواعِ الدَواءِ وَطَوَّفوا
بِسَريرِ ضَيفَتِهِم كَبَعضِ الآلِ
وَجَثا الطَبيبُ يَجُسُّ نَبضاً خافِتاً
وَيَرودُ مَكمَنَ دائِها القَتّالِ
لَم يَدرِ حينَ دَنا لِيَبلُوَ قَلبَها
دَقّاتِ قَلبٍ أَم دَبيبَ نِمالِ
وَدَّعتُها وَتَرَكتُها في أَهلِها
وَخَرَجتُ مُنشَرِحاً رَضِيَّ البالِ
وَعَجَزتُ عَن شُكرِ الَّذينَ تَجَرَّدوا
لِلباقِياتِ وَصالِحِ الأَعمالِ
لَم يُخجِلوها بِالسُؤالِ عَنِ اِسمِها
تِلكَ المُروءَةُ وَالشُعورُ العالي
خَيرُ الصَنائِعِ في الأَنامِ صَنيعَةٌ
تَنبو بِحامِلِها عَنِ الإِذلالِ
وَإِذا النَوالُ أَتى وَلَم يُهرَق لَهُ
ماءُ الوُجوهِ فَذاكَ خَيرُ نَوالِ
مَن جادَ مِن بَعدِ السُؤالِ فَإِنَّهُ
وَهوَ الجَوادُ يُعَدُّ في البُخّالِ
لِلَّهِ دَرُّهُمُ فَكَم مِن بائِسٍ
جَمِّ الوَجيعَةِ سَيِّئِ الأَحوالِ
تَرمي بِهِ الدُنيا فَمِن جوعٍ إِلى
عُريٍ إِلى سُقمٍ إِلى إِقلالِ
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ واجِفٌ
نَفسٌ مُرَوَّعَةٌ وَجَيبٌ خالي
لَم يَدرِ ناظِرُهُ أَعُرياناً يَرى
أَم كاسِياً في تِلكُمُ الأَسمالِ
فَكَأَنَّ ناحِلَ جِسمِهِ في ثَوبِهِ
خَلفَ الخُروقِ يُطِلُّ مِن غِربالِ
يا بَردُ فَاِحمِل قَد ظَفِرتَ بِأَعزَلٍ
يا حَرُّ تِلكَ فَريسَةِ المُغتالِ
يا عَينُ سُحّي يا قُلوبُ تَفَطَّري
يا نَفسُ رِقّي يا مُروءَةُ والي
لَولاهُمُ لَقَضى عَلَيهِ شَقاؤُهُ
وَخَلا المَجالُ لِخاطِفِ الآجالِ
لَولاهُمُ كانَ الرَدى وَقفاً عَلى
نَفسِ الفَقيرِ ثَقيلَةَ الأَحمالِ
لِلَّهِ دَرُّ الساهِرينَ عَلى الأُلى
سَهِروا مِنَ الأَوجاعِ وَالأَوجالِ
القائِمينَ بِخَيرِ ما جاءَت بِهِ
مَدَنِيَّةُ الأَديانِ وَالأَجيالِ
أَهلِ اليَتيمِ وَكَهفِهِ وَحُماتِهِ
وَرَبيعِ أَهلِ البُؤسِ وَالإِمحالِ
لا تُهمِلوا في الصالِحاتِ فَإِنَّكُم
لا تَجهَلونَ عَواقِبَ الإِهمالِ
إِنّي أَرى فُقَراءَكُم في حاجَةٍ
لَو تَعلَمونَ لِقائِلٍ فَعّالِ
فَتَسابَقوا الخَيراتِ فَهيَ أَمامَكُم
مَيدانُ سَبقٍ لِلجَوادِ النالِ
وَالمُحسِنونَ لَهُم عَلى إِحسانِهِم
يَومَ الإِثابَةِ عَشرَةُ الأَمثالِ
وَجَزاءُ رَبِّ المُحسِنينَ يَجِلُّ عَن
عَدٍّ وَعَن وَزنٍ وَعَن مِكيالِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:17 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها
وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي
وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ
قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا
عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً
بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ
تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً
لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ
لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ
كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا
أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ
ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً
جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ
يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ
مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ
بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ
في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ
قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ
فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ
سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ
قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها
مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ
فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ
بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها
في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ
كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:18 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
صَفحَةُ البَرقِ أَومَضَت في الغَمامِ
أَم شِهابٌ يَشُقُّ جَوفَ الظَلامِ
أَم سَليلُ البُخارِ طارَ إِلى القَص
دِ فَأَعيا سَوابِقَ الأَوهامِ
مَرَّ كَاللَمحِ لَم تَكَد تَقِفُ العَي
نُ عَلى ظِلِّ جِرمِهِ المُتَرامي
أَو كَشَرخِ الشَبابِ لَم يَدرِ كاسي
هِ تَوَلّى في يَقظَةٍ أَو مَنامِ
لا يُبالي السُرى إِذا اِعتَكَرَ اللَي
لُ وَخانَت مَواقِعُ الأَقدامِ
يَقطَعُ البيدَ وَالفَيافي وَحيداً
لَم تُضَعضِعهُ وَحشَةُ الإِظلامِ
لَيسَ يَثنيهِ ما يُذيبُ دِماغَ الضَب
بِ يَومَ الهَجيرِ بَينَ المَوامي
لا وَلا يَعتَريهِ ما يُخرِسُ النا
بِحَ في الزَمهَريرِ بَينَ الخِيامِ
هائِمٌ كَالظَليمِ أَزعَجَهُ الصَي
دُ وَراعَتهُ طائِشاتُ السِهامِ
فَهوَ يَشتَدُّ في النَجاءِ وَيَهوي
حَيثُ تُرمى بِجانِبَيهِ المَرامي
يا حَديداً يَنسابُ فَوقَ حَديدٍ
كَاِنسِيابِ الرَقطاءِ فَوقَ الرَغامِ
قَد مَسَحتَ البِلادَ شَرقاً وَغَرباً
بِذِراعَي مُشَمِّرٍ مِقدامِ
بَينَ جَنبَيكَ ما بِجَنبَيَّ لَكِن
ما بِجَنبَيَّ مُستَديمُ الضِرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الغَرامَ وَإِن كُن
تَ تُرينا زَفيرَ أَهلِ الغَرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الحَنينَ إِلى الإِل
فِ فَما هَذِهِ الدُموعُ الهَوامي
أَنتَ قاسي الفُؤادِ جَلدٌ عَلى الأَي
نِ شَديدُ القُوى شَديدُ العُرامِ
لا تُبالي أَرُعتَ بِالبَينِ أَحبا
باً وَأَسرَفتَ في أَذي المُستَهامِ
أَم جَمَعتَ الأَعداءَ فَوقَ صَعيدٍ
وَخَلَطتَ الأُسودَ بِالآرامِ
إِنَّني قَد شَهِدتُ فيكَ عَجيباً
ضاقَ عَن وَصفِهِ نِطاقُ الكَلامِ
جُزتَ يَوماً بِنا وَنَحنُ عَلى الجِس
رِ قِيامٌ وَاللَيلُ لَيلُ التَمامِ
وَإِذا راكِبٌ إِلى الجِسرِ يَهوي
بَينَ صَفَّينِ مِن مَماتٍ زُؤامِ
مَرَّ كَالسَهمِ بَينَ تِلكَ الحَنايا
قَد رَماهُ مِنَ المَقاديرِ رامي
فَتَرَدّى في الماءِ وَالماءُ غَمرٌ
يَتَّقيهِ القَضاءُ وَالنَهرُ طامي
وَإِذا سابِحٌ قَدِ اِنقَضَّ في الما
ءِ اِنقِضاضَ العُقابِ فَوقَ الحَمامِ
غاصَ في لُجَّةِ الحُتوفِ بِعَزمٍ
لَم يُعَوَّد مَواقِفَ الإِحجامِ
غابَ فيها وَعادَ يَحمِلُ جِسماً
سَلَّهُ مِن يَدِ الهَلاكِ اللِزامِ
كافَحَ المَوجَ صارَعَ الهَولَ أَبلى
كَبَلاءِ المُهَنَّدِ الصَمصامِ
وَاِنثَنى راجِعاً إِلى شاطِئِ النَه
رِ رُجوعَ الكَمِيِّ غِبَّ اِغتِنامِ
وَقَفَ الناسُ ذاهِلينَ وَصاحوا
تِلكَ إِحدى عَجائِبِ الأَيّامِ
أَنَجاةٌ مِنَ القِطارِ مِنَ الجِس
رِ مِنَ النَهرِ جَلَّ رَبُّ الأَنامِ
وَإِذا صَيحَةٌ عَلَت مِن فَتاةٍ
بَرَزَت مِن صُفوفِ ذاكَ الزِحامِ
وَقَفَت مَوقِفَ الخَطيبِ وَنادَت
تِلكَ عُقبى رِعايَةِ الأَيتامِ
بَسَطَت تَحتَهُ أَكُفّاً تَلَقَّت
هُ وَحاطَتهُ رَغمَ أَنفِ الحِمامِ
دَعوَةُ البائِسِ المُعَذَّبِ سورٌ
يَدفَعُ الشَرَّ عَن حِياضِ الكِرامِ
وَهيَ حَربٌ عَلى البَخيلِ وَذي البَغ
يِ وَسَيفٌ عَلى رِقابِ اللِئامِ
إِنَّ هَذا الكَريمَ قَد صانَ عِرضي
وَحَماني مِن عادِياتِ السَقامِ
عالَ طِفلي وَعالَني وَحَباني
بِكِساءٍ وَبِدرَةٍ وَطَعامِ
وَهوَ مِن مَعشَرٍ أَغاثوا ذَوي البُؤ
سِ وَقاموا في اللَهِ خَيرَ القِيامِ
وَأَقاموا لِلبِرِّ داراً فَكانَت
خَيرَ وِردٍ يَؤُمُّهُ كُلُّ ظامي
مُلِئَت رَحمَةً وَفاضَت حَناناً
فَهيَ لِلبائِساتِ دارُ السَلامِ
زُرتُها وَالشَقاءُ يَجري وَرائي
وَشُعاعُ الرَجاءِ يَسري أَمامي
لَم يَقولوا مَنِ الفَتاةُ وَلَكِن
سَأَلوني هُناكَ عَن آلامي
ثُمَّ أَهوَت إِلى الغَريقِ تُواسي
هِ بِأَحلى مِن مُنعِشاتِ المُدامِ
قَبَّلَت راحَتَيهِ شُكراً وَصاحَت
قَد نَجا صاحِبُ الأَيادي العِظامِ
قَد نَجا المُنعِمُ الجَوادُ مِنَ المَو
تِ بِفَضلِ الزَكاةِ وَالإِنعامِ
فَأَطَفنا بِها وَقَد مَلَأَ الأَن
فُسَ مِنّا جَلالُ ذاكَ المَقامِ
وَشَهِدنا ثَغرَ الوَفاءِ تَجَلّى
إِذ تَجَلّى في ثَغرِها البَسّامِ
وَرَأَينا شَخصَ المُروءَةِ وَالبِر
رِ تَبَدّى في شَخصِ ذاكَ الهُمامِ
وَعَلِمنا أَنَّ الزَكاةَ سَبيلُ اللَ
هِ قَبلَ الصَلاةِ قَبلَ الصِيامِ
خَصَّها اللَهُ في الكِتابِ بِذِكرٍ
فَهيَ رُكنُ الأَركانِ في الإِسلامِ
بَدَأَت مَبدَأَ اليَقينِ وَظَلَّت
لِحَياةِ الشُعوبِ خَيرَ قِوامِ
لَو وَفى بِالزَكاةِ مَن جَمَعَ الدُن
يا وَأَهوى عَلى اِقتِناءِ الحُطامِ
ما شَكا الجوعَ مُعدَمٌ أَو تَصَدّى
لِرُكوبِ الشُرورِ وَالآثامِ
راكِباً رَأسَهُ طَريداً شَريداً
لا يُبالي بِشِرعَةٍ أَو ذِمامِ
سائِلاً عَن وَصِيَّةَ اللَهِ فيهِ
آخِذاً قوتَهُ بِحَدِّ الحُسامِ
لَم أَقِف مَوقِفي لِأُنشِدَ شِعراً
صُبَّ في قالَبٍ بَديعِ النِظامِ
إِنَّما قُمتُ فيهِ وَالنَفسُ نَشوى
مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالقَلبُ دامي
ذُقتُ طَعمَ الأَسى وَكابَدتُ عَيشاً
دونَ شُربي قَذاهُ شُربُ الحِمامِ
فَتَقَلَّبتُ في الشَقاءِ زَماناً
وَتَنَقَّلتُ في الخُطوبِ الجِسامِ
وَمَشى الهَمُّ ثاقِباً في فُؤادي
وَمَشى الحُزنُ ناخِراً في عِظامي
فَلِهَذا وَقَفتُ أَستَعطِفُ النا
سَ عَلى البائِسينَ في كُلِّ عامِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:18 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
كَم تَحتَ أَذيالِ الظَلامِ مُتَيَّمُ
دامي الفُؤادِ وَلَيلُهُ لا يَعلَمُ
ما أَنتَ في دُنياكَ أَوَّلُ عاشِقٍ
راميهِ لا يَحنو وَلا يَتَرَحَّمُ
أَهرَمتَني يا لَيلُ في شَرخِ الصِبا
كَم فيكَ ساعاتٍ تُشيبُ وَتُهرِمُ
لا أَنتَ تَقصُرُ لي وَلا أَنا مُقصِرٌ
أَتعَبتَني وَتَعِبتَ هَل مَن يَحكُمُ
لِلَّهِ مَوقِفُنا وَقَد ناجَيتُها
بِعَظيمِ ما يُخفى الفُؤادُ وَيَكتُمُ
قالَت مَنِ الشاكي تُسائِلُ سِربَها
عَنّي وَمَن هَذا الَّذي يَتَظَلَّمُ
فَأَجَبنَها وَعَجِبنَ كَيفَ تَجاهَلَت
هُوَ ذَلِكَ المُتَوَجِّعُ المُتَأَلِّمُ
أَنا مَن عَرَفتِ وَمَن جَهِلتِ وَمَن لَهُ
لَولا عُيونُكِ حُجَّةٌ لا تُفحَمُ
أَسلَمتُ نَفسي لِلهَوى وَأَظُنُّها
مِمّا يُجَشِّمُها الهَوى لا تَسلَمُ
وَأَتَيتُ يَحدو بي الرَجاءُ وَمَن أَتى
مُتَحَرِّماً بِفِنائِكُم لا يُحرَمُ
أَشكو لِذاتِ الخالِ ما صَنَعَت بِنا
تِلكَ العُيونُ وَما جَناهُ المِعصَمُ
لا السَهمُ يَرفُقُ بِالجَريحِ وَلا الهَوى
يُبقي عَلَيهِ وَلا الصَبابَةُ تَرحَمُ
لَو تَنظُرينَ إِلَيهِ في جَوفِ الدُجى
مُتَمَلمِلاً مِن هَولِ ما يَتَجَشَّمُ
يَمشي إِلى كَنَفِ الفِراشِ مُحاذِراً
وَجِلاً يُؤَخِّرُ رِجلَهُ وَيُقَدِّمُ
يَرمي الفِراشَ بِناظِرَيهِ وَيَنثَني
جَزِعاً وَيُقدِمُ بَعدَ ذاكَ وَيُحجِمُ
فَكَأَنَّهُ وَاليَأسُ يُنشِفُ نَفسَهُ
لِلقَتلِ فَوقَ فِراشِهِ يَتَقَدَّمُ
رُشِقَت بِهِ في كُلِّ جَنبٍ مُديَةٌ
وَاِنسابَ فيهِ بِكُلِّ رُكنٍ أَرقَمُ
فَكَأَنَّهُ في هَولِهِ وَسَعيرِهِ
وادٍ قَدِ اِطَّلَعَت عَلَيهِ جَهَنَّمُ
هَذا وَحَقِّكَ بَعضُ ما كابَدتُهُ
مِن ناظِرَيكَ وَما كَتَمتُكَ أَعظَمُ
قالوا أَهَذا أَنتَ وَيحَكَ فَاِتَّئِد
حَتّامَ تُنجِدُ في الغَرامِ وَتُتهِمُ
كَم نَفثَةٍ لَكَ تَستَثيرُ بِها الهَوى
هاروتُ في أَثنائِها يَتَكَلَّمُ
إِنّا سَمِعنا عَنكَ ما قَد رابَنا
وَأَطالَ فيكَ وَفي هَواكَ اللُوَّمُ
فَاِذهَب بِسِحرِكَ قَد عَرَفتُكَ وَاِقتَصِد
فيما تُزَيِّنُ لِلحِسانِ وَتوهِمُ
أَصغَت إِلى قَولِ الوُشاةِ فَأَسرَفَت
في هَجرِها وَجَنَت عَلَيَّ وَأَجرَموا
حَتّى إِذا يَئِسَ الطَبيبُ وَجاءَها
أَنّي تَلِفتُ تَنَدَّمَت وَتَنَدَّموا
وَأَتَت تَعودُ مَريضَها لا بَل أَتَت
مِنّي تُشَيِّعُ راحِلاً لَو تَعلَمُ
أَقسَمتُ بِالعَبّاسِ إِنّي صادِقٌ
فَمُريهِمُ بِجَلالِهِ أَن يُقسِموا
مَلِكٌ عَدَوتُ عَلى الزَمانِ بِحَولِهِ
وَغَدَوتُ في آلائِهِ أَتَنَعَّمُ
النَجمُ مِن حُرّاسِهِ وَالدَهرُ مِن
خُدّامِهِ وَهوَ العَزيزُ المُنعِمُ
هَلَّلتُ حينَ رَأَيتُ رَكبَكَ سالِماً
وَرَأَيتُ عَبّاساً بِهِ يَتَبَسَّمُ
وَحَمِدتُ رَبّي حينَ حَلَّ عَرينَهُ
مُتَجَدِّدَ العَزَماتِ ذاكَ الضَيغَمُ
خَفَقَت قُلوبُ المُسلِمينَ وَأَشفَقَت
دارُ الخِلافَةِ وَالمَليكُ الأَعظَمُ
وَدَعا لَكَ البَيتُ الحَرامُ فَأَمَّنَت
بَطحاءُ مَكَّةَ وَالحَطيمُ وَزَمزَمُ
وَدَوى بِمِصرَ لَكَ الدُعاءُ فَنيلُها
وَسُهولُها وَفَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَمَشى الصَغيرُ إِلى الكَبيرِ مُسائِلاً
يَتَسَقَّطُ الأَخبارَ أَو يَتَنَسَّمُ
حَتّى اِطمَأَنَّت بِالشِفاءِ نُفوسُهُم
وَطَلَعتَ بِالسَعدِ العَميمِ عَلَيهِمُ
مَولايَ أُمَّتُكَ الوَديعَةُ أَصبَحَت
وَعُرا المَوَدَّةِ بَينَها تَتَفَصَّمُ
نادى بِها القِبطِيُّ مِلءَ لَهاتِهِ
أَن لا سَلامَ وَضاقَ فيها المُسلِمُ
وَهمٌ أَغارَ عَلى النُهى وَأَضَلَّها
فَجَرى الغَبِيُّ وَأَقصَرَ المُتَعَلِّمُ
فَهِموا مِنَ الأَديانِ ما لا يَرتَضي
دينٌ وَلا يَرضى بِهِ مَن يَفهَمُ
ماذا دَها قِبطِيَّ مِصرَ فَصَدَّهُ
عَن وُدِّ مُسلِمِها وَماذا يَنقِمُ
وَعَلامَ يَخشى المُسلِمينَ وَكَيدَهُم
وَالمُسلِمونَ عَنِ المَكايِدِ نُوَّمُ
قَد ضَمَّنا أَلَمُ الحَياةِ وَكُلُّنا
يَشكو فَنَحنُ عَلى السَواءِ وَأَنتُمُ
إِنّي ضَمينُ المُسلِمينَ جَميعُهُم
أَن يُخلِصوا لَكُم إِذا أَخلَصتُمُ
رَبِّ الأَريكَةِ إِنَّنا في حاجَةٍ
لِجَميلِ رَأيِكَ وَالحَوادِثُ حُوَّمُ
فَأَفِض عَلَينا مِن سَمائِكَ حِكمَةً
تَأسو القُلوبَ فَإِنَّ رَأيَكَ أَحكَمُ
وَاِجمَع شَتاتَ العُنصُرَينِ بِعَزمَةٍ
تَأتي عَلى هَذا الخِلافِ وَتَحسِمُ
فَكِلاهُما لِعَزيزِ عَرشِكَ مُخلِصٌ
وَكِلاهُما بِرِضاكَ صَبٌّ مُغرَمُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:19 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ
تَحتَ الظَلامِ هُيامَ حائِر
أَبلى الشَقاءُ جَديدَهُ
وَتَقَلَّمَت مِنهُ الأَظافِر
فَاُنظُر إِلى أَسمالِهِ
لَم يَبقَ مِنها ما يُظاهِر
هُوَ لا يُريدُ فِراقَها
خَوفَ القَوارِسِ والهَواجِر
لَكِنَّها قَد فارَقَتـ
ـهُ فِراقَ مَعذورٍ وَعاذِر
إِنّي أَعُدُّ ضُلوعَهُ
مِن تَحتِها وَاللَيلُ عاكِر
أَبصَرتُ هَيكَلَ عَظمِهِ
فَذَكَرتُ سُكّانَ المَقابِر
فَكَأَنَّما هُوَ مَيِّتٌ
أَحياهُ عيسى بَعدَ عازَر
قَد كانَ يَهدِمُهُ النَسيـ
ـمُ وَكادَ تَدروهُ الأَعاصِر
وَتَراهُ مِن فَرطِ الهُزا
لِ تَكادُ تَثقِبُهُ المَواطِر
عَجَباً أَيَفرِسُهُ الطَوى
في قَلبِ حاضِرَةِ الحَواضِر
وَتَغولُهُ البُؤسى وَطَر
فُ رِعايَةِ الأَطفالِ ساهِر
كَم مِثلِهِ تَحتَ الدُجى
أَسوانَ بادي الضُرِّ طائِر
خَزيانَ يَخرُجُ في الظَلا
مِ خُروجَ خُفّاشِ المَغاوِر
مُتَلَفِّعاً جِلبابَهُ
مُتَرَقِّباً مَعروفَ عابِر
يَقذى بِرُؤيَتِهِ فَلا
تَلوي عَلَيهِ عَينُ ناظِر
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:19 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
قَعَدَت شُعوبُ الشَرقِ عَن
كَسبِ المَحامِدِ وَالمَفاخِر
فَوَنَت وَفي شَرعِ التَنا
حُرِ مَن وَنى لا شَكَّ خاسِر
تَمشي الشُعوبُ لِقَصدِها
قُدُماً وَشَعبُ النيلِ آخِر
كَم في الكِنانَةِ مِن فَتىً
نَدبٍ وَكَم في الشَأمِ قادِر
لَكِنَّهُم لَم يُرزَقوا
رَأياً وَلَم يَرِدوا المَخاطِر
هَذا يَطيرُ مَعَ الخَيا
لِ وَذاكَ يَرتَجِلُ النَوادِر
جَهِلوا الحَياةَ وَما الحَيا
ةُ لِغَيرِ كَدّاحٍ مُغامِر
يَجتابُ أَجوازَ القِفا
رِ وَيَمتَطي مَتنَ الزَواخِر
لا يَستَشيرُ سِوى العَزيـ
ـمَةِ في المَوارِدِ وَالمَصادِر
يَرمي وَراءَ الباقِيا
تِ بِنَفسِهِ رَميَ المُقامِر
ما هَدَّ عَزمَ القادِريـ
ـنَ بِمِصرَ إِلّا قَولُ باكِر
كَم ذا نُحيلُ عَلى غَدٍ
وَغَدٌ مَصيرَ اليَومِ صائِر
خَوَتِ الدِيارُ فَلا اِختِرا
عَ وَلا اِقتِصادَ وَلا ذَخائِر
دَع ما يُجَشِّمُها الجُمو
دُ وَما يَجُرُّ مِنَ الجَرائِر
في الإِقتِصادِ حَياتُنا
وَبَقاؤُنا رَغمَ المُكابِر
تَربو بِهِ فينا المَصا
نِعُ وَالمَزارِعُ وَالمَتاجِر
سَل حِشمَتاً عَنهُ فَهَـ
ـذا حِشمَتٌ في الجَمعِ حاضِر
أَحيا الصِناعَةَ وَالتِجا
رَةَ مِثلَما أَحيا الضَمائِر
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:20 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَم أَنسَ ما سالَت بِهِ
مِن خاطِري تِلكَ المَقاطِر
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:20 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَم أَنسَ نَحتي لِاِصطِلا حٍ دونَهُ نَحتُ المَحاجِر
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:21 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَجادَ مَطرانٌ كَعاداتِهِ
وَهَكَذا يُؤثَرُ عَن قُسِّ
فَإِن أَقِف مِن بَعدِهِ مُنشِداً
فَإِنَّما مِن طِرسِهِ طِرسي
وَإِن رَأَيتُم في يَدي زَهرَةً
فَإِنَّها مِن ذَلِكَ الغَرسِ
رَثى حَبيباً وَرَثى بَعدَهُ
لِذَلِكَ الموفي عَلى الرِمسِ
كانا إِذا ما ظَهَرا مِنبَراً
حَلّا مِنَ السامِعِ في النَفسِ
فَأَصبَحا هَذا طَواهُ الرَدى
وَذاكَ نَهبٌ في يَدِ البُؤسِ
لَولا سَليمٌ لَم يَقُل قائِلٌ
وَلَم يَجُد مَن جادَ بِالأَمسِ
لِلَّهِ ما أَشجَعَهُ إِنَّهُ
ذو مِرَّةٍ فينا وَذو بَأسِ
يَقومُ في مَشروعِهِ نافِذاً
كَأَنَّهُ عَنتَرَةُ العَبسي
تَلقاهُ في الجِدِّ كَما تَبتَغي
وَتارَةً تَلقاهُ في الهَلسِ
سَركيسُ إِن راقَكَ ما قُلتُهُ
في مَعرِضِ الهَزلِ فَقُل مِرسي
أُقسِمُ بِاللَهِ وَآلائِهِ
بِعَرشِهِ بِاللَوحِ بِالكُرسِي
بِالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبحِها
بِالبَدرِ في مَرآهُ بِالشَمسِ
بِأَنَّ هَذا عَمَلٌ صالِحٌ
قامَ بِهِ هَذا الفَتى القُدسي
ذَكَّرَنا وَالمَرءُ مِن نَفسِهِ
وَعَيشِهِ في شاغِلٍ يُنسي
بِالواجِبِ الأَقدَسِ في حَقِّ مَن
باعَتهُ مِصرٌ بَيعَةَ الوَكسِ
هَذا أَبو العَدلِ فَمَن خالَهُ
حَيّاً فَما خالَ سِوى العَكسِ
كانَت لَهُ في حَلقِهِ ثَروَةٌ
مِن نَبرَةٍ تُشجي وَمِن جَرسِ
فَغالَها الدَهرُ كَما غالَهُ
حَتّى غَدا كَالطَلَلِ الدَرسِ
فَاِكتَسِبوا الأَجرَ وَلا تَبتَغوا
شِراءَهُ بِالثَمَنِ البَخسِ
إِنّي أَرى التَمثيلَ في غَمرَةٍ
غامِرَةٍ تَدعو إِلى اليَأسِ
لَم يَرمِهِ في شَرخِهِ ما رَمى
لَو كانَ مَبنِيّاً عَلى أُسِّ
أَكُلَّما خَفَّت بِهِ صَحوَةٌ
مِن دائِهِ عوجِلَ بِالنَكسِ
إِن تُغفِلوا دارِسَ آثارِهِ
عَفّى عَلَيها الدَهرُ بِالطَمسِ
أَعجَزَها النُطقُ فَجاءَت بِنا
نَنوبُ عَن أَلسُنِها الخُرسِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:21 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني
أَنتَ يا رَبِّ مِن وَلاءِ الصَديقِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:22 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيُّها الوَسمِيُّ زُر نَبتَ الرُبا
وَاِسبِقِ الفَجرَ إِلى رَوضِ الزَهَر
حَيِّهِ وَاِنثُر عَلى أَكمامِهِ
مِن نِطافِ الماءِ أَشباهَ الدُرَر
أَيُّها الزَهرُ أَفِق مِن سِنَةٍ
وَاِصطَبِح مِن خَمرَةٍ لَم تُعتَصَر
مِن رَحيقٍ أُمُّهُ غادِيَةٌ
ساقَها تَحتَ الدُجى رَوحُ السَحَر
وَاِنفَحِ الرَوضَ بِنَشرٍ طَيِّبٍ
عَلَّهُ يوقِظُ سُكّانَ الشَجَر
إِنَّ بي شَوقاً إِلى ذي غُنَّةٍ
يُؤنِسُ النَفسَ وَقَد نامَ السَمَر
إيهِ يا طَيرُ أَلا مِن مُسعِدٍ
إِنَّني قَد شَفَّني طولُ السَهَر
قُم وَصَفِّق وَاِستَحِر وَاِسجَع وَنُح
وَاِروِ عَن إِسحاقَ مَأثورَ الخَبَر
ظَهَرَ الفَجرُ وَقَد عَوَّدتَني
أَن تُغَنّيني إِذا الفَجرُ ظَهَر
غَنِّني كَم لَكَ عِندي مِن يَدٍ
سَرَّتِ الأَشجانَ عَنّي وَالفِكَر
اِخرِقِ السَمعَ سِوى مِن نَبَإٍ
خَرَقَ السَمعَ فَأَدمى فَوَقَر
كُلَّ يَومٍ نَبأَةٌ تَطرُقُنا
بِعَجيبٍ مِن أَعاجيبِ العِبَر
أُمَمٌ تَفنى وَأَركانٌ تَهي
وَعُروشٌ تَتَهاوى وَسُرُر
وَجُيوشٌ بِجُيوشٍ تَلتَقي
كَسُيولٍ دَفَقَت في مُنحَدَر
وَرِجالٌ تَتَبارى لِلرَدى
لا تُبالي غابَ عَنها أَم حَضَر
مَن رَآها في وَغاها خالَها
صِبيَةً خَفَّت إِلى لِعبِ الأُكَر
وَحُروبٌ طاحِناتٌ كُلَّما
أُطفِئَت شَبَّ لَظاها وَاِستَعَر
ضَجَّتِ الأَفلاكُ مِن أَهوالِها
وَاِستَعاذَ الشَمسُ مِنها وَالقَمَر
في الثَرى في الجَوِّ في شُمِّ الذُرا
في عُبابِ البَحرِ في مَجرى النَهَر
أَسرَفَت في الخَلقِ حَتّى أَوشَكوا
أَن يَبيدوا قَبلَ ميعادِ البَشَر
فَاِصمِدوا ثُمَّ اِحمَدوا اللَهَ عَلى
نِعمَةِ الأَمنِ وَطيبِ المُستَقَرّ
نِعمَةُ الأَمنِ وَما أَدراكَ ما
نِعمَةُ الأَمنِ إِذا الخَطبُ اِكفَهَرّ
وَاِشكُروا سُلطانَ مِصرٍ وَاِشكُروا
صاحِبَ الدَولَةِ مَحمودَ الأَثَر
نَحنُ في عَيشٍ تَمَنّى دونَهُ
أُمَمٌ في الغَربِ أَشقاها القَدَر
تَتَمَنّى هَجعَةً في غِبطَةٍ
لَم تُساوِرها اللَيالي بِالكَدَر
إِنَّ في الأَزهَرِ قَوماً نالَهُم
مِن لَظى نيرانِها بَعضُ الشَرَر
أَصبَحوا لا قَدَّرَ اللَهُ لَنا
في عَناءٍ وَشَقاءٍ وَضَجَر
نُزَلاءٌ بَينَنا إِن يُرهَقوا
أَو يُضاموا إِنَّها إِحدى الكُبَر
فَأَعينوهُم فَهُم إِخوانُكُم
مَسَّهُم ضُرٌّ وَنابَتهُم غِيَر
أَقرِضوا اللَهَ يُضاعِف أَجرَكُم
إِنَّ خَيرَ الأَجرِ أَجرٌ مُدَّخَر
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:22 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مَهلاً
قَد شَأَوتُم بِالمُعجِزاتِ الرِجالا
وَفَهِمتُم مَعنى الحَياةِ فَأَرصَد
تُم عَلَيها لِكُلِّ نَقصٍ كَمالا
وَحَرَصتُم عَلى العُقولِ فَحَزَّمـ
ـتُم عَصيراً يَراهُ قَومٌ حَلالا
وَقَدَرتُم دَقيقَةَ العُمرِ حِرصاً
وَسِواكُم لا يَقدُرُ الأَجيالا
كَم أَحالوا عَلى غَدٍ كُلَّ أَمرٍ
وَمُحيلُ الأُمورِ يَبغي المُحالا
قَد تَحَدَّيتُمُ المَنِيَّةَ حَتّى
هَمَّ أَن يَغلِبَ البَقاءُ الزَوالا
وَطَوَيتُم فَراسِخَ الأَرضِ طَيّاً
وَمَشَيتُم عَلى الهَواءِ اِختِيالا
ثُمَّ سَخَّرتُمُ الرِياحَ فَسُستُم
حَيثُ شِئتُم جَنوبَها وَالشَمالا
تُسرِجونَ الهَواءَ إِن رُمتُمُ السَيـ
ـرَ وَفي الأَرضِ مَن يَشُدُّ الرِحالا
وَتَخِذتُم مَوجَ الأَثيرِ بَريداً
حينَ خِلتُم أَنَّ البُروقَ كُسالى
ثُمَّ حاوَلتُمُ الكَلامَ مَعَ النَجـ
ـمِ فَحَمَّلتُمُ الشُعاعَ مَقالا
وَمَحا فوردُ آيَةَ المَشيِ حَتّى
شَرَعَ الناسُ يَنبِذونَ النِعالا
وَاِنتَزَعتُم مِن كُلِّ شِبرٍ بِظَهرِ الـ
ـأَرضِ أَو بَطنِها المُحَجَّبِ مالا
وَأَقَمتُم في كُلِّ أَرضٍ صُروحاً
تَنطَحُ السُحبَ شامِخاتٍ طِوالا
وَغَرَستُم لِلعِلمِ رَوضاً أَنيقاً
فَوقَ دُنيا الوَرى يَمُدُّ الظِلالا
وَحَلَلتُم بِأَرضِنا فَعَرَفنا
كَيفَ تُنمونَ بَينَنا الأَطفالا
وَرَأَينا البَناتِ كَيفَ يُثَقَّفـ
ـنَ بِعِلمٍ يَزيدُهُنَّ جَمالا
لَيتَ شِعري مَتى أَرى أَرضَ مِصرٍ
في حِمى اللَهِ تُنبِتُ الأَبطالا
وَأَرى أَهلَها يُبارونَكُم عِلـ
ـماً وَوَثباً إِلى العُلا وَنِضالا
قَد نَفَضنا عَنّا الكَرى وَاِبتَدَرنا
فُرَصَ العَيشِ وَاِنتَقَلنا اِنتِقالا
وَعَلِمنا بِأَنَّ غَفلَةَ يَومٍ
تَحرِمُ المَرءَ سَعيَهُ أَحوالا
فَشَقَقنا إِلى الحَياةِ طَريقاً
وَأَصَبنا عَلى الزِحامِ مَجالا
وَنَهَضنا في ظِلِّ عَرشِ فُؤادٍ
وَرَفَعنا لِعَهدِهِ تِمثالا
قَد أَبى اللَهُ أَن نَعيشَ عَلى النا
سِ وَإِن ضاقَتِ الوُجوهَ عِيالا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:23 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
كَم وارِثٍ غَضِّ الشَبابِ رَمَيتِهِ
بِغَرامِ راقِصَةٍ وَحُبِّ هَلوكِ
أَلبَستِهِ الثَوبَينِ في حالَيهِما
تيهَ الغَنِيِّ وَذِلَّةِ المَفلوكِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:23 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَعيدوا مَجدَنا دُنيا وَدينا
وَذودوا عَن تُراثِ المُسلِمينا
فَمَن يَعنو لِغَيرِ اللَهِ فينا
وَنَحنُ بَنو الغُزاةِ الفاتِحينا
مَلَكنا الأَمرَ فَوقَ الأَرضِ دَهراً
وَخَلَّدنا عَلى الأَيّامِ ذِكرى
أَتى عُمَرٌ فَأَنسى عَدلَ كِسرى
كَذَلِكَ كانَ عَهدُ الراشِدينا
جَبَينا السُحبَ في عَهدِ الرَشيدِ
وَباتَ الناسُ في عَيشٍ رَغيدِ
وَطَوَّقَتِ العَوارِفُ كُلَّ جيدِ
وَكانَ شِعارُنا رِفقاً وَلينا
سَلوا بَغدادَ وَالإِسلامَ دينُ
أَكانَ لَها عَلى الدُنيا قَرينُ
رِجالٌ لِلحَوادِثِ لا تَلينُ
وَعِلمٌ أَيَّدَ الفَتحَ المُبينا
فَلَسنا مِنهُمُ وَالشَرقُ عانى
إِذا لَم نَكفِهِ عَنَتَ الزَمانِ
وَنَرفَعُهُ إِلى أَعلى مَكانٍ
كَما رَفَعوهُ أَو نَلقى المَنونا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:23 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَيـ
ـشُ وَلَم تُحسِنوا عَلَيهِ القِياما
عَزَّتِ السِلعَةُ الذَليلَةُ حَتّى
باتَ مَسحُ الحِذاءِ خَطباً جُساما
وَغَدا القوتُ في يَدِ الناسِ كَاليا
قوتِ حَتّى نَوى الفَقيرُ الصِياما
يَقطَعُ اليَومَ طاوِياً وَلَدَيهِ
دونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامى
وَيَخالُ الرَغيفَ في البُعدِ بَدراً
وَيَظُنُّ اللُحومَ صَيداً حَراما
إِن أَصابَ الرَغيفَ مِن بَعدِ كَدٍّ
صاحَ مَن لي بِأَن أُصيبَ الإِداما
أَيُّها المُصلِحونَ أَصلَحتُمُ الأَر
ضَ وَبِتُّم عَنِ النُفوسِ نِياما
أَصلِحوا أَنفُساً أَضَرَّ بِها الفَقـ
ـرُ وَأَحيا بِمَوتِها الآثاما
لَيسَ في طَوقِها الرَحيلُ وَلا الجِد
دُ وَلا أَن تُواصِلَ الإِقداما
تُؤثِرُ المَوتَ في رُبا النيلِ جوعاً
وَتَرى العارَ أَن تَعافَ المَقاما
وَرِجالُ الشَآمِ في كُرَةِ الأَر
ضِ يُبارونَ في المَسيرِ الغَماما
رَكِبوا البَحرَ جاوَزوا القُطبَ فاتوا
مَوقِعَ النَيِّرَينِ خاضوا الظَلاما
يَمتَطونَ الخُطوبَ في طَلَبِ العَيـ
ـشِ وَيَبرونَ لِلنِضالِ السِهاما
وَبَنو مِصرَ في حِمى النيلِ صَرعى
يَرقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما
أَيُّها النيلُ كَيفَ نُمسي عِطاشاً
في بِلادٍ رَوَّيتَ فيها الأَناما
يَرِدُ الواغِلُ الغَريبُ فَيَروى
وَبَنوكَ الكِرامُ تَشكو الأَواما
إِنَّ لينَ الطِباعِ أَورَثَنا الذُلـ
ـلَ وَأَغرى بِنا الجُناةَ الطِغاما
إِنَّ طيبَ المُناخِ جَرَّ عَلَينا
في سَبيلِ الحَياةِ ذاكَ الزِحاما
أَيُّها المُصلِحونَ رِفقاً بِقَومٍ
قَيَّدَ العَجزُ شَيخَهُم وَالغُلاما
وَأَغيثوا مِنَ الغَلاءِ نُفوساً
قَد تَمَنَّت مَعَ الغَلاءِ الحِماما
أَوشَكَت تَأكُلُ الهَبيدَ مِنَ الفَقـ
ـرِ وَكادَت تَذودُ عَنهُ النِعاما
فَأَعيدوا لَنا المُكوسَ فَإِنّا
قَد رَأَينا المُكوسَ أَرخى زِماما
ضاقَ في مِصرَ قِسمُنا فَاِعذُرونا
إِن حَسَدنا عَلى الجَلاءِ الشَآما
قَد شَقينا وَنَحنُ كَرَّمَنا اللَـ
ـهُ بِعَصرٍ يُكَرِّمُ الأَنعاما
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:24 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَحياؤُنا لا يُرزَقونَ بِدِرهَمٍ
وَبِأَلفِ أَلفٍ تُرزَقُ الأَمواتُ
مَن لي بِحَظِّ النائِمينَ بِحُفرَةٍ
قامَت عَلى أَحجارِها الصَلَواتُ
يَسعى الأَنامُ لَها وَيَجري حَولَها
بَحرُ النُذورِ وَتُقرَأُ الآياتُ
وَيُقالُ هَذا القُطبُ بابُ المُصطَفى
وَوَسيلَةٌ تُقضى بِها الحاجاتُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:25 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَخشى مُرَبِّيَتي إِذا
طَلَعَ النَهارُ وَأَفزَعُ
وَأَظَلُّ بَينَ صَواحِبي
لِعِقابِها أَتَوَقَّعُ
لا الدَمعُ يَشفَعُ لي وَلا
طولُ التَضَرُّعِ يَنفَعُ
وَأَخافُ والِدَتي إِذا
جَنَّ الظَلامُ وَأَجزَعُ
وَأَبيتُ أَرتَقِبُ الجَزا
ءَ وَأَعيُني لا تَهجَعُ
ما ضَرَّني لَو كُنتُ أَسـ
ـتَمِعُ الكَلامَ وَأَخضَعُ
ما ضَرَّني لَو صُنتُ أَثـ
ـوابي فَلا تَتَقَطَّعُ
وَحَفِظتُ أَوراقي بِمَحـ
ـفَظَتي فَلا تَتَوَزَّعُ
فَأَعيشُ آمِنَةً وَأَمـ
ـرَعُ في الهَناءِ وَأَرتَعُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:25 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
رُوَيدَكَ حَتّى يَخفِقَ العَلَمانِ
وَتَنظُرَ ما يَجري بِهِ الفَتَيانِ
فَما مِصرُ كَالسودانِ لُقمَةُ جائِعٍ
وَلَكِنَّها مَرهونَةٌ لِأَوانِ
دَعاني وَما أَرجَفتُما بِاِحتِمالِهِ
فَإِنِّ بِمَكرِ القَومِ شِقُّ زَماني
أَرى مِصرَ وَالسودانَ وَالهِندَ واحِداً
بِها اللُردُ وَالفيكُنتُ يَستَبِقانِ
وَأَكبَرُ ظَنّي أَنَّ يَومَ جَلائِهِم
وَيَومَ نُشورِ الخَلقِ مُقتَرِنانِ
إِذا غاضَتِ الأَمواهُ مِن كُلِّ مُزبِدٍ
وَخَرَّت بُروجُ الرَجمِ لِلحَدَثانِ
وَعادَ زَمانُ السَمهَرِيِّ وَرَبِّهِ
وَحُكِّمَ في الهَيجاءِ كُلُّ يَماني
هُناكَ اِذكُرا يَومَ الجَلاءِ وَنَبِّها
نِياماً عَلَيهِم يَندُبُ الهَرَمانِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:25 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
عَبدَ العَزيزِ لَقَد ذَكَّرتَنا أُمَماً
كانَت جِوارَكَ في لَهوٍ وَفي طَرَبِ
ذَكَّرتَنا يَومَ ضاعَت أَرضُ أَندَلُسٍ
الحَربُ في البابِ وَالسُلطانُ في اللَعِبِ
فَاِحذَر عَلى التَختِ أَن يَسري الخَرابُ لَهُ
فَتَختُ سُلطانَةٍ أَعدى مِنَ الجَرَبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:26 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لا تَلُم كَفّي إِذا السَيفُ نَبا
صَحَّ مِنّي العَزمُ وَالدَهرُ أَبى
رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِهِ
أَخطَأَ التَوفيقَ فيما طَلَبا
مَرحَباً بِالخَطبِ يَبلوني إِذا
كانَتِ العَلياءُ فيهِ السَبَبا
عَقَّني الدَهرُ وَلَولا أَنَّني
أوثِرُ الحُسنى عَقَقتُ الأَدَبا
إيهِ يا دُنيا اِعبِسي أَو فَاِبسِمي
لا أَرى بَرقَكِ إِلّا خُلَّبا
أَنا لَولا أَنَّ لي مِن أُمَّتي
خاذِلاً ما بِتُّ أَشكو النُوَبا
أُمَّةً قَد فَتَّ في ساعِدِها
بُغضُها الأَهلَ وَحُبُّ الغُرَبا
تَعشَقُ الأَلقابَ في غَيرِ العُلا
وَتُفَدّي بِالنُفوسِ الرُتَبا
وَهيَ وَالأَحداثُ تَستَهدِفُها
تَعشَقُ اللَهوَ وَتَهوى الطَرَبا
لا تُبالي لَعِبَ القَومُ بِها
أَم بِها صَرفُ اللَيالي لَعِبا
لَيتَها تَسمَعُ مِنّي قِصَّةً
ذاتَ شَجوٍ وَحَديثاً عَجَبا
كُنتُ أَهوى في زَماني غادَةً
وَهَبَ اللَهُ لَها ما وَهَبا
ذاتَ وَجهٍ مَزَجَ الحُسنُ بِهِ
صُفرَةً تُنسي اليَهودَ الذَهَبا
حَمَلَت لي ذاتَ يَومٍ نَبَأً
لا رَعاكَ اللَهُ يا ذاكَ النَبا
وَأَتَت تَخطِرُ وَاللَيلُ فَتىً
وَهِلالُ الأُفقِ في الأُفقِ حَبا
ثُمَّ قالَت لي بِثَغرٍ باسِمٍ
نَظَمَ الدُرَّ بِهِ وَالحَبَبا
نَبِّؤوني بِرَحيلٍ عاجِلٍ
لا أَرى لي بَعدَهُ مُنقَلِبا
وَدَعاني مَوطِني أَن أَغتَدي
عَلَّني أَقضي لَهُ ما وَجَبا
نَذبَحُ الدُبَّ وَنَفري جِلدَهُ
أَيَظُنُّ الدُبُّ أَلّا يُغلَبا
قُلتُ وَالآلامُ تَفري مُهجَتي
وَيكِ ما تَصنَعُ في الحَربِ الظِبا
ما عَهِدناها لِظَبيٍ مَسرَحاً
يَبتَغي مُلهىً بِهِ أَو مَلعَبا
لَيسَتِ الحَربُ نُفوساً تُشتَرى
بِالتَمَنّي أَو عُقولاً تُستَبى
أَحَسِبتِ القَدِّ مِن عُدَّتِها
أَم ظَنَنتِ اللَحظَ فيها كَالشَبا
فَسَليني إِنَّني مارَستُها
وَرَكِبتُ الهَولَ فيها مَركَبا
وَتَقَحَّمتُ الرَدى في غارَةٍ
أَسدَلَ النَقعُ عَلَيها هَيدَبا
قَطَّبَت ما بَينَ عَينَيها لَنا
فَرَأَيتُ المَوتَ فيها قَطَّبا
جالَ عِزرائيلُ في أَنحائِها
تَحتَ ذاكَ النَقعِ يَمشي الهَيذَبى
فَدَعيها لِلَّذي يَعرِفُها
وَاِلزَمي يا ظَبيَةَ البانِ الخِبا
فَأَجابَتني بِصَوتٍ راعَني
وَأَرَتني الظَبيَ لَيثاً أَغلَبا
إِنَّ قَومي اسِتَعذَبوا وِردَ الرَدى
كَيفَ تَدعونِيَ أَلّا أَشرَبا
أَنا يابانِيَّةٌ لا أَنثَني
عَن مُرادي أَو أَذوقَ العَطَبا
أَنا إِن لَم أُحسِنِ الرَميَ وَلَم
تَستَطِع كَفّايَ تَقليبَ الظُبا
أَخدِمُ الجَرحى وَأَقضي حَقَّهُم
وَأُواسي في الوَغى مَن نُكِبا
هَكَذا الميكادُ قَد عَلَّمَنا
أَن نَرى الأَوطانَ أُمّاً وَأَبا
مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ
أَنهَضَ الشَرقَ فَهَزَّ المَغرِبا
وَإِذا مارَستَهُ أَلفَيتَهُ
حُوَّلاً في كُلِّ أَمرٍ قُلَّبا
كانَ وَالتاجُ صَغيرَينِ مَعاً
وَجَلالُ المُلكِ في مَهدِ الصِبا
فَغَدا هَذا سَماءً لِلعُلا
وَغَدا ذَلِكَ فيها كَوكَبا
بَعَثَ الأُمَّةَ مِن مَرقَدِها
وَدَعاها لِلعُلا أَن تَدأَبا
فَسَمَت لِلمَجدِ تَبغي شَأوَهُ
وَقَضَت مِن كُلِّ شَيءٍ مَأرَبا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:27 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَساحَةٌ لِلحَربِ أَم مَحشَرُ
وَمَورِدُ المَوتِ أَمِ الكَوثَرُ
وَهَذِهِ جُندٌ أَطاعوا هَوى
أَربابِهِم أَم نَعَمٌ تُنحَرُ
لِلَّهِ ما أَقسى قُلوبَ الأُلى
قاموا بِأَمرِ المُلكِ وَاِستَأثَروا
وَغَرَّهُم في الدَهرِ سُلطانُهُم
فَأَمعَنوا في الأَرضِ وَاِستَعمَروا
قَد أَقسَمَ البيضُ بِصُلبانِهِم
لا يَهجُرونَ المَوتَ أَو يُنصَروا
وَأَقسَمَ الصُفرُ بِأَوثانِهِم
لا يَغمِدونَ السَيفَ أَو يَظفَروا
فَمادَتِ الأَرضُ بِأَوتادِها
حينَ اِلتَقى الأَبيَضُ وَالأَصفَرُ
وَأَثمَلَتها خَمرَةٌ مِن دَمٍ
يَلهو بِها الميكادُ وَالقَيصَرُ
وَأَشبَهَت يَومَ الوَغى أُختَها
إِذ لاحَ فيها الشَفَقُ الأَحمَرُ
وَأَصبَحَت تَشتاقُ طوفانَها
لَعَلَّها مِن رِجسِها تَطهُرُ
أَشبَعتِ يا حَربُ ذِئابَ الفَلا
وَغَصَّتِ العِقبانُ وَالأَنسُرُ
وَميرَتِ الحيتانُ في بَحرِها
وَمَطمَعُ الإِنسانِ لا يُقدَرُ
إِن كانَ هَذا الدُبُّ لا يَنثَني
وَذَلِكَ التِنّينُ لا يُقهَرُ
وَالبيضُ لا تَرضى بِخِذلانِها
وَالصُفرُ بَعدَ اليَومِ لا تُكسَرُ
فَما لِتِلكَ الحَربِ قَد شَمَّرَت
عَن ساقِها حَتّى قَضى العَسكَرُ
سالَت نُفوسُ القَومِ فَوقَ الظُبا
فَسالَتِ البَطحاءُ وَالأَنهُرُ
وَأَصبَحَت مِكدَنُ ياقوتَةً
يَغارُ مِنها الدُرُّ وَالجَوهَرُ
ياقوتَةً قَد قُوِّمَت بَينَهُم
بِأَنفُسٍ كَالقَطرِ لا تُحصَرُ
أَضحى رَسولُ المَوتِ ما بَينَها
حَيرانَ لا يَدري بِما يُؤمَرُ
عِزريلُ هَل أَبصَرتَ فيما مَضى
وَأَنتَ ذاكَ الكَيِّسُ الأَمهَرُ
كَذَلِكَ المِدفَعُ في بَطشِهِ
إِذا تَعالى صَوتُهُ المُنكَرُ
تَراهُ إِن أَوفى عَلى مُهجَةٍ
لا الدِرعُ يَثنيهِ وَلا المِغفَرُ
أَمسى كُروبَتكينَ في غَمرَةٍ
وَباتَ أوياما لَهُ يَنظُرُ
وَظَلَّتِ الروسُ عَلى جَمرَةٍ
وَالمَجدُ يَدعوهُم أَلا فَاِصبِروا
وَذَلِكَ الأُسطولُ ما خَطبُهُ
حَتّى عَراهُ الفَزَعُ الأَكبَرُ
أَكُلَّما لاحَ لَهُ سابِحٌ
تَحتَ الدُجى أَو قارِبٌ يَمخُرُ
ظَنَّ بِهِ طوجو فَأَهدى لَهُ
تَحِيَّةً طوجو بِها أَخبَرُ
تَحِيَّةً مِن واجِدٍ شَيِّقٍ
أَنفاسُهُ مِن حَرِّها تَزفِرُ
فَهَل دَرى القَيصَرُ في قَصرِهِ
ما تُعلِنُ الحَربَ وَما تُضمِرُ
فَكَم قَتيلٍ باتَ فَوقَ الثَرى
يَنتابُهُ الأُظفورُ وَالمِنسَرُ
وَكَم جَريحٍ باسِطٍ كَفَّهُ
يَدعو أَخاهُ وَهوَ لا يُبصِرُ
وَكَم غَريقٍ راحَ في لُجَّةٍ
يَهوي بِها الطَودُ فَلا يَظهَرُ
وَكَم أَسيرٍ باتَ في أَسرِهِ
وَنَفسُهُ مِن حَسرَةٍ تَقطُرُ
إِن لَم تَرَوا في الصُلحِ خَيراً لَكُم
فَالدَهرُ مِن أَطماعِكُم أَقصَرُ
تَسوؤُنا الحَربُ وَإِن أَصبَحَت
تَدعو رِجالَ الشَرقِ أَن يَفخَروا
أَتى عَلى الشَرقِيِّ حينٌ إِذا
ما ذُكِرَ الأَحياءُ لا يُذكَرُ
وَمَرَّ بِالشَرقِ زَمانٌ وَما
يَمُرُّ بِالبالِ وَلا يَخطِرُ
حَتّى أَعادَ الصُفرُ أَيّامَهُ
فَاِنتَصَفَ الأَسوَدُ وَالأَسمَرُ
فَرَحمَةُ اللَهِ عَلى أُمَّةٍ
يَروي لَها التاريخُ ما يُؤثَرُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:27 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَينَ يَومُ القَنالِ يا رَبَّةَ التا
جِ وَيا شَمسَ ذَلِكَ المِهرَجانِ
أَينَ مُجري القَنالِ أَينَ مُميتُ الـ
ـمالِ أَينَ العَزيزُ ذو السُلطانِ
أَينَ هارونُ مِصرَ أَينَ أَبو الأَشـ
ـبالِ رَبُّ القُصورِ رَبُّ القِيانِ
أَينَ لَيثُ الجَزيرَةِ اِبنُ عَلِيٍّ
واهِبُ الأَلفِ مُكرِمُ الضَيفانِ
أَينَ ذا القَصرُ بِالجَزيرَةِ تَجري
فيهِ أَرزاقُنا وَتَحبو الأَماني
فيهِ لِلنَحسِ كَوكَبٌ مُسرِعُ السَيـ
رِـ وَلِلسَعدِ كَوكَبٌ مُتَواني
قَد جَرى النيلُ تَحتَهُ بِخُشوعٍ
وَاِنكِسارِ وَهابَهُ الفَتَيانِ
كُنتَ بِالأَمسِ جَنَّةَ الحورِ يا قَصـ
ـرُ فَأَصبَحتَ جَنَّةَ الحَيَوانِ
خَطَرَ اللَيثُ في فِنائِكَ يا قَصـ
ـرُ وَقَد كُنتَ مَسرَحاً لِلحِسانِ
وَعَوى الذِئبُ في نَواحيكَ يا قَصـ
ـرُ وَقَد كُنتَ مَعقِلاً لِلِّسانِ
وَحَباكَ الزُوّارُ بِالمالِ يا قَصـ
ـرُ وَقَد كُنتَ مَصدَرَ الإِحسانِ
كُنتَ تُعطي فَمالَكَ اليَومَ تُعطى
أَينَ بانيكَ أَينَ رَبُّ المَكانِ
إِن أَطافَت بِكَ الخُطوبُ فَهَذي
سُنَّةُ الكَونِ مِن قَديمِ الزَمانِ
رُبَّ بانٍ نَأى وَرُبَّ بِناءٍ
أَسلَمَتهُ إِلى غَيرِ باني
تِلكَ حالُ الإيوانِ يا رَبَّةَ التا
جِ فَما حالُ صاحِبِ الإيوانِ
قَد طَواهُ الرَدى وَلَو كانَ حَيّاً
لَمَشى في رِكابِكِ الثَقَلانِ
وَتَوَلَّت حِراسَةَ المَوكِبِ الأَسـ
ـنى نُجومُ السَماءِ وَالنَيِّرانِ
إِن يَكُن غابَ عَن جَبينِكِ تاجٌ
كانَ بِالغَربِ أَشرَفَ التيجانِ
فَلَقَد زانَكِ المَشيبُ بِتاجٍ
لا يُدانيهِ في الجَلالِ مُداني
ذاكَ مِن صَنعَةِ الأَنامِ وَهَذا
مِن صَنيعِ المُهَيمِنِ الدَيّانِ
كُنتِ بِالأَمسِ ضَيفَةً عِندَ مَلكٍ
فَاِنزِلي اليَومَ ضَيفَةً في خانِ
وَاِعذُرينا عَلى القُصورِ كِلانا
غَيَّرَتهُ طَوارِئُ الحِدثانِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:28 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيُحصي مَعانيكَ القَريضُ المُهَذَّبُ
عَلى أَنَّ صَدرَ الشِعرِ لِلمَدحِ أَرحَبُ
لَقَد مَكَّنَ الرَحمَنُ في الأَرضِ دَولَةً
لِعُثمانَ لا تَعفو وَلا تَتَشَعَّبُ
بَناها فَظَنَّتها الدَراري مَنازِلاً
لِبَدرِ الدُجى تُبنى وَلِلسَعدِ تُنصَبُ
وَقامَ رِجالٌ بِالإِمامَةِ بَعدَهُ
فَزادوا عَلى ذاكَ البِناءِ وَطَنَّبوا
وَرَدّوا عَلى الإِسلامِ عَهدَ شَبابِهِ
وَمَدّوا لَهُ جاهاً يُرَجّى وَيُرهَبُ
أُسودٌ عَلى البُسفورِ تَحمي عَرينَها
وَتَرعى نِيامَ الشَرقِ وَالغَربُ يَرقُبُ
لَها وَثَباتٌ تَحتَ ظِلِّ هِلالِها
كَما مَرَّ سَهمٌ أَو كَما اِنقَضَّ كَوكَبُ
إِذا راعَها مَسٌّ مِنَ الضَيمِ خِلتَها
كَمَن راعَهُ بِالمَسِّ سِلكٌ مُكَهرَبُ
وَإِن هَزَّها ذاكَ الهِلالُ لِحادِثٍ
رَأَيتَ قَضاءَ اللَهِ يَمشي وَيَركَبُ
إِذا ضاءَتِ الأَحسابُ يَوماً لِمُعرِقٍ
فَعُثمانُ خَيرُ الفاتِحينَ لَهُم أَبُ
وَإِن تاهَ بِالأَبناءِ وَالبَأسِ والِدٌ
فَأَولى الوَرى بِالتيهِ ذاكَ المُعَصَّبُ
فَهَذا سُلَيمانٌ وَقانونُ عَدلِهِ
عَلى صَفَحاتِ الدَهرِ بِالتِبرِ يُكتَبُ
وَذاكَ الَّذي أَجرى السَفينَ عَلى الثَرى
وَسارَ لَهُ في البَرِّ وَالبَحرِ مَركَبُ
عَلى بابِهِ العالي هُناكَ تَأَلَّقَت
سُطورٌ لِأَقلامِ الجَلالَةِ تُنسَبُ
هُنا فَاِخفِضوا الأَبصارَ عَرشُ مُحَمَّدٍ
هُنا الفاتِحُ الغازي الكَمِيُّ المُدَرَّبُ
وَما كانَ مِن عَبدِ المَجيدِ إِذِ اِحتَمى
بِأَكنافِهِ كوشوطُ وَالخَطبُ غَيهَبُ
يُناديهِمُ أَمّا نَزيلي فَدونَهُ
حَيّاتي وَأَمّا صارِمي فَمُشَطَّبُ
فَإِن كانَتِ الحُسنى فَإِنّي سَماؤُها
وَإِن كانَتِ الأُخرى فَشُدّوا وَجَرِّبوا
كَذَلِكَ كانوا يَستَقِرّونَ في الذُرا
وَأَعداؤُهُم في الغَربِ تَشقى وَتُنكَبُ
فَكَم طَلَبوا مِنهُم أَماناً فَأَمَّنوا
وَأَمسى لَهُم في الشَرقِ مَسرىً وَمَسرَبُ
فَكانَ أَمانَ القَومِ وَالشَرقُ مَشرِقٌ
فَأَضحى اِمتِيازَ القَومِ وَالشَرقُ مَغرِبُ
يَقولونَ في هَذي الرُبوعِ تَعَصُّبٌ
وَأَيُّ مَكانٍ لَيسَ فيهِ تَعَصُّبُ
فَيا شَرقُ إِنَّ الغَربَ إِن لانَ أَو قَسا
فَفيهِ مِنَ الصَهباءِ طَبعٌ مُذَوَّبُ
فَخِف بَأسَها في الرَأسِ وَالرَأسُ يَصطَلي
وَخِف ضَعفَها في الكَأسِ وَالكَأسُ تُطرِبُ
وَيا غَربُ إِنَّ الدَهرَ يَطفو بِأَهلِهِ
وَيَطويهِ تَيّارُ القَضاءِ فَيَرسُبُ
أَراكَ مَقَرَّ الطامِعينَ كَأَنَّما
عَلى كُلِّ عَرشٍ مِن عُروشِكَ أَشعَبُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:29 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا
هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا
وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ
بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ
لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا
لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن
أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا
لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ
صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا
جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم
ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ
أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ
أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا
لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف
تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا
كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي
مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا
إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيـ
ـظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا
أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم
إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا
إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ
عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى
أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي
مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى
لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا
حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى
أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً
بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا
قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ
وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا
فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر
عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا
لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصـ
ـرُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا
أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصـ
ـرُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا
أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمـ
ـسِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا
إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن
سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا
أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا
قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:29 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا
هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا
وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ
بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ
لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا
لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن
أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا
لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ
صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا
جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم
ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ
أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ
أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا
لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف
تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا
كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي
مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا
إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيـ
ـظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا
أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم
إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا
إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ
عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى
أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي
مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى
لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا
حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى
أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً
بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا
قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ
وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا
فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر
عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا
لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصـ
ـرُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا
أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصـ
ـرُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا
أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمـ
ـسِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا
إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن
سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا
أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا
قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:30 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
قَصرَ الدُبارَةِ هَل أَتاكَ حَديثُنا
فَالشَرقُ ريعَ لَهُ وَضَجَّ المَغرِبُ
أَهلاً بِساكِنِكَ الكَريمِ وَمَرحَباً
بَعدَ التَحِيَّةِ إِنَّني أَتَعَتَّبُ
نَقَلَت لَنا الأَسلاكُ عَنكَ رِسالَةً
باتَت لَها أَحشاؤُنا تَتَلَهَّبُ
ماذا أَقولُ وَأَنتَ أَصدَقُ ناقِلٍ
عَنّا وَلَكِنَّ السِياسَة تَكذِبُ
عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ فَما لَنا
لا نَشرَئِبُّ لَها وَما لَكَ تَغضَبُ
أَنَقِمتَ مِنّا أَن نُحِسَّ وَإِنَّما
هَذا الَّذي تَدعو إِلَيهِ وَتَندُبُ
أَنتَ الَّذي يُعزى إِلَيهِ صَلاحُنا
فيما تُقَرِّرُهُ لَدَيكَ وَتَكتُبُ
إِن ضاقَ صَدرُ النيلِ عَمّا هالَهُ
يَومَ الحَمامِ فَإِنَّ صَدرَكَ أَرحَبُ
أَوَ كُلَّما باحَ الحَزينُ بِأَنَّةٍ
أَمسَت إِلى مَعنى التَعَصُّبِ تُنسَبُ
رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ
ضاقَ الرَجاءُ بِها وَضاقَ المَذهَبُ
رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ
لَيسَت بِغَيرِ وَلائِها تَتَعَذَّبُ
إِن أَرهَقوا صَيّادَكُم فَلَعَلَّهُم
لِلقوتِ لا لِلمُسلِمينَ تَعَصَّبوا
وَلَرُبَّما ضَنَّ الفَقيرُ بِقوتِهِ
وَسَخا بِمُهجَتِهِ عَلى مَن يَغصِبُ
في دِنشِوايَ وَأَنتَ عَنّا غائِبٌ
لَعِبَ القَضاءُ بِنا وَعَزَّ المَهرَبُ
حَسِبوا النُفوسَ مِنَ الحَمامِ بَديلَةً
فَتَسابَقوا في صَيدِهِنَّ وَصَوَّبوا
نُكِبوا وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ بَعدَهُم
لَو كُنتَ حاضِرَ أَمرِهِم لَم يُنكَبوا
خَلَّيتَهُم وَالقاسِطونَ بِمَرصَدٍ
وَسِياطُهُم وَحِبالُهُم تَتَأَهَّبُ
جُلِدوا وَلَو مَنَّيتَهُم لَتَعَلَّقوا
بِحِبالِ مَن شُنِقوا وَلَم يَتَهَيَّبوا
شُنِقوا وَلَو مُنِحوا الخِيارَ لَأَهَّلوا
بِلَظى سِياطِ الجالِدينَ وَرَحَّبوا
يَتَحاسَدونَ عَلى المَماتِ وَكَأسُهُ
بَينَ الشِفاهِ وَطَعمُهُ لا يَعذُبُ
مَوتانِ هَذا عاجِلٌ مُتَنَمِّرٌ
يَرنو وَهَذا آجِلٌ يَتَرَقَّبُ
وَالمُستَشارُ مُكاثِرٌ بِرِجالِهِ
وَمُعاجِزٌ وَمُناجِزٌ وَمُحَزِّبُ
يَختالُ في أَنحائِها مُتَبَسِّماً
وَالدَمعُ حَولَ رِكابِهِ يَتَصَبَّبُ
طاحوا بِأَربَعَةٍ فَأَردَوا خامِساً
هُوَ خَيرُ ما يَرجو العَميدُ وَيَطلُبُ
حُبٌّ يُحاوِلُ غَرسَهُ في أَنفُسٍ
يُجنى بِمَغرِسِها الثَناءُ الطَيِّبُ
كُن كَيفَ شِئتَ وَلا تَكِل أَرواحَنا
لِلمُستَشارِ فَإِنَّ عَدلَكَ أَخصَبُ
وَأَفِض عَلى بُندٍ إِذا وَلِيَ القَضا
رِفقاً يَهَشُّ لَهُ القَضاءُ وَيَطرَبُ
قَد كانَ حَولَكَ مِن رِجالِكَ نُخبَةٌ
ساسوا الأُمورَ فَدَرَّبوا وَتَدَرَّبوا
أَقصَيتَهُم عَنّا وَجِئتَ بِفِتيَةٍ
طاشَ الشَبابُ بِهِم وَطارَ المَنصِبُ
فَاِجعَل شِعارَكَ رَحمَةً وَمَوَدَّةً
إِنَّ القُلوبَ مَعَ المَوَدَّةِ تُكسَبُ
وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الكِنانَةِ قُل لَهُم
هِيَ أُمَّةٌ تَلهو وَشَعبٌ يَلعَبُ
وَاِستَبقِ غَفلَتَها وَنَم عَنها تَنَم
فَالناسُ أَمثالُ الحَوادِثِ قُلَّبُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:30 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَقَد كانَ فينا الظُلمُ فَوضى فَهُذِّبَت
حَواشيهِ حَتّى باتَ ظُلماً مُنَظَّما
تَمُنُّ عَلَينا اليَومَ أَن أَخصَبَ الثَرى
وَأَن أَصبَحَ المِصرِيُّ حُرّاً مُنَعَّما
أَعِد عَهدَ إِسماعيلَ جَلداً وَسُخرَةً
فَإِنّي رَأَيتُ المَنَّ أَنكى وَآلَما
عَمِلتُم عَلى عِزِّ الجَمادِ وَذُلِّنا
فَأَغلَيتُمُ طيناً وَأَرخَصتُمُ دَما
إِذا أَخصَبَت أَرضٌ وَأَجدَبَ أَهلُها
فَلا أَطلَعَت نَبتاً وَلا جادَها السَما
نَهَشُّ إِلى الدينارِ حَتّى إِذا مَشى
بِهِ رَبُّهُ لِلسوقِ أَلفاهُ دِرهَما
فَلا تَحسَبوا في وَفرَةِ المالِ لَم تُفِد
مَتاعاً وَلَم تَعصِم مِنَ الفَقرِ مَغنَما
فَإِنَّ كَثيرَ المالِ وَالخَفضُ وارِفٌ
قَليلٌ إِذا حَلَّ الغَلاءُ وَخَيَّما
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:31 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
فَتى الشِعرِ هَذا مَوطِنُ الصِدقِ وَالهُدى
فَلا تَكذِبِ التاريخَ إِن كُنتَ مُنشِدا
لَقَد حانَ تَوديعُ العَميدِ وَإِنَّهُ
حَقيقٌ بِتَشييعِ المُحِبّينَ وَالعِدا
فَوَدِّع لَنا الطَودَ الَّذي كانَ شامِخاً
وَشَيِّع لَنا البَحرَ الَّذي كانَ مُزبِدا
وَزَوِّدهُ عَنّا بِالكَرامَةِ كُلِّها
وَإِن لَم يَكُن بِالباقِياتِ مُزَوَّدا
فَلِم لا نَرى الأَهرامَ يا نيلُ مُيَّداً
وَفِرعَونُ عَن واديكَ مُرتَحِلٌ غَدا
كَأَنَّكَ لَم تَجزَع عَلَيهِ وَلَم تَكُن
تَرى في حِمى فِرعَونَ أَمناً وَلا جَدا
سَلامٌ وَلَو أَنّا نُسيءُ إِلى الأُلى
أَساؤوا إِلَينا ما مَدَدنا لَهُم يَدا
سَنُطري أَياديكَ الَّتي قَد أَفَضتَها
عَلَينا فَلَسنا أُمَّةً تَجحَدُ اليَدا
أَمِنّا فَلَم يَسلُك بِنا الخَوفُ مَسلَكاً
وَنِمنا فَلَم يَطرُق لَنا الذُعرُ مَرقَدا
وَكُنتَ رَحيمَ القَلبِ تَحمي ضَعيفَنا
وَتَدفَعُ عَنّا حادِثَ الدَهرِ إِن عَدا
وَلَولا أَسىً في دِنشِوايَ وَلَوعَةٌ
وَفاجِعَةٌ أَدمَت قُلوباً وَأَكبُدا
وَرَميُكَ شَعباً بِالتَعَصُّبِ غافِلاً
وَتَصويرُكَ الشَرقِيَّ غِرّاً مُجَرَّدا
لَذُبنا أَسىً يَومَ الوَداعِ لِأَنَّنا
نَرى فيكَ ذاكَ المُصلِحَ المُتَوَدِّدا
تَشَعَّبَتِ الآراءُ فيكَ فَقائِلٌ
أَفادَ الغِنى أَهلَ البِلادِ وَأَسعَدا
وَكانَت لَهُ في المُصلِحينَ سِياسَةٌ
تَرَخَّصَ فيها تارَةً وَتَشَدَّدا
رَأى العِزَّ كُلَّ العِزِّ في بَسطَةِ الغِنى
فَحارَبَ جَيشَ الفَقرِ حَتّى تَبَدَّدا
وَأَمتَعَكُم بِالنيلِ فَهوَ مُبارَكٌ
عَلى أَهلِهِ خِصباً وَرِيّاً وَمَورِدا
وَسَنَّ لَكُم حُرِّيَّةَ القَولِ عِندَما
رَأى القَولَ في أَسرِ السُكوتِ مُقَيَّدا
وَآخَرُ لَم يَقصِر عَلى المالِ هَمَّهُ
يَرى أَنَّ ذاكَ المالَ لا يَكفُلُ الهُدى
فَلا يَحمَدُ الإِثراءَ حَتّى يَزينَهُ
بِعِلمٍ وَخَيرُ العِلمِ ما كانَ مُرشِدا
يُناديكَ قَد أَزرَيتَ بِالعِلمِ وَالحِجا
وَلَم تُبقِ لِلتَعليمِ يا لُردُ مَعهَدا
وَأَنَّكَ أَخصَبتَ البِلادَ تَعَمُّداً
وَأَجدَبتَ في مِصرَ العُقولَ تَعَمُّدا
قَضَيتَ عَلى أُمِّ اللُغاتِ وَإِنَّهُ
قَضاءٌ عَلَينا أَو سَبيلٌ إِلى الرَدى
وَوافَيتَ وَالقُطرانِ في ظِلِّ رايَةٍ
فَما زِلتَ بِالسودانِ حَتّى تَمَرَّدا
فَطاحَ كَما طاحَت مُصَوَّعُ بَعدَهُ
وَضاعَت مَساعينا بِأَطماعِكُم سُدى
حَجَبتَ ضِياءَ الصُحفِ عَن ظُلُماتِهِ
وَلَم تَستَقِل حَتّى حَجَبتَ المُؤَيَّدا
وَأَودَعتَ تَقريرَ الوَداعِ مَغامِزاً
رَأَينا جَفاءَ الطَبعِ فيها مُجَسَّدا
غَمَزتَ بِها دينَ النَبِيِّ وَإِنَّنا
لَنَغضَبُ إِن أَغضَبتَ في القَبرِ أَحمَدا
يُناديكَ أَينَ النابِغونَ بِعَهدِكُم
وَأَيُّ بِناءٍ شامِخٍ قَد تَجَدَّدا
فَما عَهدُ إِسماعيلَ وَالعَيشُ ضَيِّقٌ
بِأَجدَبَ مِن عَهدٍ لَكُم سالَ عَسجَدا
يُناديكَ وَلَّيتَ الوِزارَةَ هَيئَةً
مِنَ الصُمِّ لَم تَسمَع لِأَصواتِنا صَدى
فَلَيسَ بِها عِندَ التَشاوُرِ مِن فَتىً
أَبِيٍّ إِذا ما أَصدَرَ الأَمرَ أَورَدا
بِرَبِّكَ ماذا صَدَّنا وَلَوى بِنا
عَنِ القَصدِ إِن كانَ السَبيلُ مُمَهَّدا
أَشَرتَ بِرَأيٍ في كِتابِكَ لَم يَكُن
سَديداً وَلَكِن كانَ سَهماً مُسَدَّدا
وَحاوَلتَ إِعطاءَ الغَريبِ مَكانَةً
تَجُرُّ عَلَينا الوَيلَ وَالذُلَّ سَرمَدا
فَيا وَيلَ مِصرٍ يَومَ تَشقى بِنَدوَةٍ
يَبيتُ بِها ذاكَ الغَريبُ مُسَوَّدا
أَلَم يَكفِنا أَنّا سُلِبنا ضِياعَنا
عَلى حينِ لَم نَبلُغ مِنَ الفِطنَةِ المَدى
وَزاحَمَنا في العَيشِ كُلُّ مُمارِسٍ
خَبيرٍ وَكُنّا جاهِلينَ وَرُقَّدا
وَما الشَرِكاتُ السودُ في كُلِّ بَلدَةٍ
سِوى شَرَكٍ يُلقي بِهِ مَن تَصَيَّدا
فَهَذا حَديثُ الناسِ وَالناسُ أَلسُنٌ
إِذا قالَ هَذا صاحَ ذاكَ مُفَنِّدا
وَلَو كُنتُ مِن أَهلِ السِياسَةِ بَينَهُم
لَسَجَّلتُ لي رَأياً وَبُلِّغتُ مَقصِدا
وَلَكِنَّني في مَعرِضِ القَولِ شاعِرٌ
أَضافَ إِلى التاريخِ قَولاً مُخَلَّدا
فَيا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَحِيَّةً
وَيا أَيُّها القَصرُ المُنيفُ تَجَلُّدا
لَئِن غابَ هَذا اللَيثُ عَنكَ لِعِلَّةٍ
لَقَد لَبِثَت آثارُهُ فيكَ شُهَّدا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:31 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
بَناتِ الشِعرِ بِالنَفَحاتِ جودي
فَهَذا يَومُ شاعِرِكِ المُجيدِ
أَطِلّي وَاِسفِري وَدَعيهِ يُحيي
بِما توحينَ أَيّامَ الرَشيدِ
إِذا ما جَلَّ قَدرُكِ عَن هُبوطٍ
مُريهِ إِلى سَمائِكِ بِالصُعودِ
وَأَولي ذَلِكَ الفاني بَياناً
يَتيهُ بِهِ عَلى أَهلِ الخُلودِ
وَحُلّي عُقدَةً مِن أَصغَرَيهِ
يَلِن لِهُتافِهِ قاسي الحَديدِ
فَما أَنا واقِفٌ بِرُسومِ دارٍ
أُسائِلُها وَلا كَلِفٌ بِرودِ
وَلا مُستَنزِلٌ هِبَةً بِمَدحٍ
وَلا مُستَنجِزٌ حُرَّ الوُعودِ
وَلَكِنّي وَقَفتُ أَنوحُ نَوحاً
عَلى قَومي وَأَهتِفُ بِالنَشيدِ
وَأَدفَعُ عَنهُمُ بِشَبا يَراعٍ
يَصولُ بِكُلِّ قافِيَةٍ شَرودِ
بَناتُ الشِعرِ إِن هِيَ أَسعَدَتني
شَكَوتُ مِنَ العَميدِ إِلى العَميدِ
وَلَم أَجحَد عَوارِفَهُ وَلَكِن
رَأَيتُ المَنَّ داعِيَةَ الجُحودِ
أَذيقونا الرَجاءَ فَقَد ظَمِئنا
بِعَهدِ المُصلِحينَ إِلى الوُرودِ
وَمُنّوا بِالوُجودِ فَقَد جَهِلنا
بِفَضلِ وُجودِكُم مَعنى الوُجودِ
إِذا اِعلَولى الصِياحُ فَلا تَلُمنا
فَإِنَّ الناسَ في جُهدٍ جَهيدِ
عَلى قَدرِ الأَذى وَالظُلمِ يَعلو
صِياحُ المُشفِقينَ مِنَ المَزيدِ
جِراحٌ في النُفوسِ نَغَرنَ نَغراً
وَكُنَّ قَدِ اِندَمَلنَ عَلى صَديدِ
إِذا ما هاجَهُنَّ أَسىً جَديدٌ
هَتَكنَ سَرائِرَ القَلبِ الجَليدِ
إِلى مَن نَشتَكي عَنَتَ اللَيالي
إِلى العَبّاسِ أَم عَبدِ الحَميدِ
وَدونَ حِماهُما قامَت رِجالٌ
تُرَوِّعُنا بِأَصنافِ الوَعيدِ
فَما جِئنا نُطاوِلُكُم بِجاهٍ
يُطولُكُمُ وَلا رُكنٍ شَديدِ
وَلا بِتنا نُعاجِزُكُم بِعِلمٍ
يَبينُ بِهِ الغَوِيُّ مِنَ الرَشيدِ
وَلَكِنّا نُطالِبُكُم بِحَقٍّ
أَضَرَّ بِأَهلِهِ نَقضُ العُهودِ
رَمانا صاحِبُ التَقريرِ ظُلماً
بِكُفرانِ العَوارِفِ وَالكُنودِ
وَأَقسَمَ لا يُجيبُ لَنا نِداءً
وَلَو جِئنا بِقُرآنٍ مَجيدِ
وَبَشَّرَ أَهلَ مِصرٍ بِاِحتِلالٍ
يَدومُ عَلَيهِمُ أَبَدَ الأَبيدِ
وَأَنبَتَ في النُفوسِ لَكُم جَفاءً
تَعَهَّدَهُ بِمُنهَلِّ الصُدودِ
فَأَثمَرَ وَحشَةً بَلَغَت مَداها
وَزَكّاها بِأَربَعَةٍ شُهودِ
قَتيلُ الشَمسِ أَورَثَنا حَياةً
وَأَيقَظَ هاجِعَ القَومِ الرُقودِ
فَلَيتَ كُرومَراً قَد دامَ فينا
يُطَوِّقُ بِالسَلاسِلِ كُلَّ جَيدِ
وَيُتحِفُ مِصرَ آناً بَعدَ آنٍ
بِمَجلودٍ وَمَقتولٍ شَهيدِ
لِنَنزِعَ هَذِهِ الأَكفانَ عَنّا
وَنُبعَثَ في العَوالِمِ مِن جَديدِ
رَمى دارَ المَعارِفِ بِالرَزايا
وَجاءَ بِكُلِّ جَبّارٍ عَنيدِ
يُدِلُّ بِحَولِهِ وَيَتيهُ تيهاً
وَيَعبَثُ بِالنُهى عَبَثَ الوَليدِ
فَبَدَّدَ شَملَها وَأَدالَ مِنها
وَصاحَ بِها سَبيلُكِ أَن تَبيدي
هَبوا دَنلوبَ أَرحَبَكُم جَناناً
وَأَقدَرَكُم عَلى نَزعِ الحُقودِ
وَأَعلى مِن غِلادَستونَ رَأياً
وَأَحكَمَ مِن فَلاسِفَةِ الهُنودِ
فَإِنّا لا نُطيقُ لَهُ جِواراً
وَقَد أَودى بِنا أَو كادَ يودي
مَلِلنا طولَ صُحبَتِهُ وَمَلَّت
سَوابِقُنا مِنَ المَشيِ الوَئيدِ
بِحَمدِ اللَهِ مُلكُكُمُ كَبيرٌ
وَأَنتُم أَهلُ مَرحَمَةٍ وَجودِ
خُذوهُ فَأَمتِعوا شَعباً سِوانا
بِهَذا الفَضلِ وَالعِلمِ المُفيدِ
إِذا اِستَوزَرتَ فَاِستَوزِر عَلَينا
فَتىً كَالفَضلِ أَو كَاِبنِ العَميدِ
وَلا تُثقِل مَطاهُ بِمُستَشارٍ
يَحيدُ بِهِ عَنِ القَصدِ الحَميدِ
وَفي الشورى بِنا داءٌ عَهيدٌ
قَدِ اِستَعصى عَلى الطِبِّ العَهيدِ
شُيوخٌ كُلَّما هَمَّت بِأَمرٍ
زَأَرتُم دونَهُ زَأرَ الأُسودِ
لِحىً بَيضاءُ يَومَ الرَأيِ هانَت
عَلى حُمرِ المَلابِسِ وَالخُدودِ
أَتَرضى أَن يُقالَ وَأَنتَ حُرٌّ
بِأَنَّكَ قَينُ هاتيكَ القُيودِ
وَهَل في دارِ نَدوَتِكُم أُناسٌ
بِهَذا المَوتِ أَو هَذا الجُمودِ
فَنَحِّ غَضاضَةَ التاميزِ عَنّا
كَفانا سائِغُ النيلِ السَعيدِ
أَرى أَحداثَكُم مَلَكوا عَلَينا
بِمِصرَ مَوارِدَ العَيشِ الرَغيدِ
وَقَد ضِقنا بِهِم وَأَبيكَ ذَرعاً
وَضاقَ بِحَملِهِم ذَرعُ البَريدِ
أَكُلُّ مُوَظَّفٍ مِنكُم قَديرٌ
عَلى التَشريعِ في ظِلِّ العَميدِ
فَضَع حَدّاً لَهُم وَاُنظُر إِلَينا
إِذا أَنصَفتَنا نَظَرَ الوَدودِ
وَخَبِّرهُم وَأَنتَ بنا خَبيرٌ
بِأَنَّ الذُلَّ شِنشِنَةُ العَبيدِ
وَأَنَّ نُفوسَ هَذا الخَلقِ تَأبى
لِغَيرِ إِلَهِهاً ذُلَّ السُجودِ
وَوَلِّ أُمورَنا الأَخيارَ مِنّا
نَثِب بِهِمُ إِلى الشَأوِ البَعيدِ
وَأَشرِكنا مَعَ الأَخيارِ مِنكُم
إِذا جَلَسوا لِإيقامِ الحُدودِ
وَأَسعِدنا بِجامِعَةٍ وَشَيِّد
لَنا مِن مَجدِ دَولَتِكَ المَشيدِ
وَإِن أَنعَمتَ بِالإِصلاحِ فَاِبدَأ
بِتِلكَ فَإِنَّها بَيتُ القَصيدِ
وَفَرِّج أَزمَةَ الأَموالِ عَنّا
بِما أوتيتَ مِن رَأيٍ سَديدِ
وَسَل عَنها اليَهودَ وَلا تَسَلنا
فَقَد ضاقَت بِها حِيَلُ اليَهودِ
إِذا ما ناحَ في أَسوانَ باكٍ
سَمِعتَ أَنينَ شاكٍ في رَشيدِ
جَميعُ الناسِ في البَلوى سَواءٌ
بِأَدنى الثَغرِ أَو أَعلى الصَعيدِ
تَدارَك أُمَّةً بِالشَرقِ أَمسَت
عَلى الأَيّامِ عاثِرَةَ الجُدودِ
وَأَيِّد مِصرَ وَالسودانَ وَاِغنَم
ثَناءَ القَومِ مِن بيضٍ وَسودِ
وَما أَدري وَقَد زَوَّدتُ شِعري
وَظَنّي فيكَ بِالأَمَلِ الوَطيدِ
أَجِئتَ تَحوطُنا وَتَرُدُّ عَنّا
وَتَرفَعُنا إِلى أَوجِ السُعودِ
أَمِ اللُردُ الَّذي أَنحى عَلَينا
أَتى في ثَوبِ مُعتَمَدٍ جَديدِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:32 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَطَلَّ عَلى الأَكوانِ وَالخَلقُ تَنظُرُ
هِلالٌ رَآهُ المُسلِمونَ فَكَبَّروا
تَجَلّى لَهُم في صورَةٍ زادَ حُسنُها
عَلى الدَهرِ حُسناً أَنَّها تَتَكَرَّرُ
وَبَشَّرَهُم مِن وَجهِهِ وَجَبينِهِ
وَغُرَّتِهِ وَالناظِرينَ مُبَشِّرُ
وَأَذكَرَهُم يَوماً أَغَرَّ مُحَجَّلاً
بِهِ تُوِّجَ التاريخُ وَالسَعدُ مُسفِرُ
وَهاجَرَ فيهِ خَيرُ داعٍ إِلى الهُدى
يَحُفُّ بِهِ مِن قُوَّةِ اللَهِ عَسكَرُ
يُماشيهِ جِبريلٌ وَتَسعى وَراءَهُ
مَلائِكَةٌ تَرعى خُطاهُ وَتَخفِرُ
بِيُسراهُ بُرهانٌ مِنَ اللَهِ ساطِعٌ
هُدىً وَبِيُمناهُ الكِتابُ المُطَهَّرُ
فَكانَ عَلى أَبوابِ مَكَّةَ رَكبُهُ
وَفي يَثرِبٍ أَنوارُهُ تَتَفَجَّرُ
مَضى العامُ مَيمونَ الشُهورِ مُبارَكاً
تُعَدَّدُ آثارٌ لَهُ وَتُسَطَّرُ
مَضى غَيرَ مَذمومٍ فَإِن يَذكُروا لَهُ
هَناتٍ فَطَبعُ الدَهرِ يَصفو وَيَكدُرُ
وَإِن قيلَ أَودى بِالأُلوفِ أَجابَهُم
مُجيبٌ لَقَد أَحيا المَلايينَ فَاُنظُروا
إِذا قيسَ إِحسانُ اِمرِئٍ بِإِساءَةٍ
فَأَربى عَلَيها فَالإِساءَةُ تُغفَرُ
فَفيهِ أَفاقَ النائِمونَ وَقَد أَتَت
عَلَيهِم كَأَهلِ الكَهفِ في النَومِ أَعصُرُ
وَفي عالَمِ الإِسلامِ في كُلِّ بُقعَةٍ
لَهُ أَثَرٌ باقٍ وَذِكرٌ مُعَطَّرُ
سَلوا التُركَ عَمّا أَدرَكوا فيهِ مِن مُنىً
وَما بَدَّلوا في المَشرِقَينِ وَغَيَّروا
وَإِن لَم يَقُم إِلّا نِيازي وَأَنوَرٌ
فَقَد مَلَأَ الدُنيا نِيازي وَأَنوَرُ
تَواصَوا بِصَبرٍ ثُمَّ سَلّوا مِنَ الحِجا
سُيوفاً وَجَدّوا جِدَّهُم وَتَدَبَّروا
فَسادوا وَشادوا لِلهِلالِ مَنازِلاً
عَلى هامِها سَعدُ الكَواكِبِ يُنثَرُ
تَجَلّى بِها عَبدُ الحَميدِ بِوَجهِهِ
عَلى شَعبِهِ وَالشاهُ خَزيانُ يَنظُرُ
سَلامٌ عَلى عَبدِ الحَميدِ وَجَيشِهِ
وَأُمَّتِهِ ما قامَ في الشَرقِ مِنبَرُ
سَلوا الفُرسَ عَن ذِكرى أَياديهِ عِندَهُم
فَقَد كانَ فيهِ الفُرسُ عُمياً فَأَبصَروا
جَلا لَهُمُ وَجهَ الحَياةِ فَشاقَهُم
فَباتوا عَلى أَبوابِها وَتَجَمهَروا
يُنادونَ أَن مُنّي عَلَينا بِنَظرَةٍ
وَأَحيي قُلوباً أَوشَكَت تَتَفَطَّرُ
كِلانا مَشوقٌ وَالسَبيلُ مُمَهَّدٌ
إِلى الوَصلِ لَولا ذَلِكَ المُتَغَشمِرُ
أَطِلّي عَلَينا لا تَخافي فَإِنَّنا
بِسِرِّكِ أَوفى مِنهُ حَولاً وَأَقدَرُ
سَلامٌ عَلَيكُم أُمَّةَ الفُرسِ إِنَّكُم
خَليقونَ أَن تَحيَوا كِراماً وَتَفخَروا
وَلا أُقرِئُ الشاهَ السَلامَ فَإِنَّهُ
يُريقُ دِماءَ المُصلِحينَ وَيَهدُرُ
وَفيهِ هَوى عَبدُ العَزيزِ وَعَرشُهُ
وَأَخنى عَلَيهِ الدَهرُ وَالأَمرُ مُدبِرُ
وَلا عَجَبٌ أَن ثُلَّ عَرشُ مُمَلَّكٍ
قَوائِمُهُ عودٌ وَدُفُّ وَمِزهَرُ
فَأَلقى إِلى عَبدِ الحَفيظِ بِتاجِهِ
وَمَرَّ عَلى أَدراجِهِ يَتَعَثَّرُ
وَقامَ بِأَمرِ المُسلِمينَ مُوَفَّقٌ
عَلى عَهدِهِ مُرّاكِشٌ تَتَحَضَّرُ
وَفي دَولَةِ الأَفغانِ كانَت شُهورُهُ
وَأَيّامُهُ بِالسَعدِ وَاليُمنِ تُزهِرُ
أَقامَ بِها وَالعودُ رَيّانُ أَخضَرٌ
وَفارَقَها وَالعودُ فَينانُ مُثمِرُ
وَعَوَّذَها بِاللَهِ مِن شَرِّ طامِعٍ
إِذا ما رَمى إِدوَردُ أَو راشَ قَيصَرُ
وَفيهِ نَمَت في الهِندِ لِلعِلمِ نَهضَةٌ
أَرى تَحتَها سِرّاً خَفِيّاً سَيَظهَرُ
فَتَجري إِلى العَلياءِ وَالمَجدِ شَوطَها
وَيُخصِبُ فيها كُلُّ جَدبٍ وَيَنضُرُ
وَفيهِ بَدَت في أُفقِ جاوَةَ لَمعَةٌ
أَضاءَت لِأَهليها السَبيلَ فَبَكَّروا
فَيالَيتَهُ أَولى الجَزائِرَ مِنَّةً
تُفَكُّ لَها تِلكَ القُيودُ وَتُكسَرُ
وَفي تونُسَ الخَضراءِ يا لَيتَهُ بَنى
لَهُ أَثَراً في لَوحَةِ الدَهرِ يُذكَرُ
وَفيهِ سَرَت في مِصرَ روحٌ جَديدَةٌ
مُبارَكَةٌ مِن غَيرَةٍ تَتَسَعَّرُ
خَبَت زَمَناً حَتّى تَوَهَّمتُ أَنَّها
تَجافَت عَنِ الإيراءِ لَولا كُرومَرُ
تَصَدّى فَأَوراها وَهَيهاتَ أَن يَرى
سَبيلاً إِلى إِخمادِها وَهيَ تَزفِرُ
مَضى زَمَنُ التَنويمِ يا نيلُ وَاِنقَضى
فَفي مِصرَ أَيقاظٌ عَلى مِصرَ تَسهَرُ
وَقَد كانَ مُرفينُ الدَهاءِ مُخَدَّراً
فَأَصبَحَ في أَعصابِنا يَتَخَدَّرُ
شَعَرنا بِحاجاتِ الحَياةِ فَإِن وَنَت
عَزائِمُنا عَن نَيلِها كَيفَ نُعذَرُ
شَعَرنا وَأَحسَسنا وَباتَت نُفوسُنا
مِنَ العَيشِ إِلّا في ذُرا العِزِّ تَسخَرُ
إِذا اللَهُ أَحيا أُمَّةً لَن يَرُدَّها
إِلى المَوتِ قَهّارٌ وَلا مُتَجَبِّرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ
إِلى قادَةٍ تَبني وَشَعبٍ يُعَمِّرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ
إِلى عالِمٍ يَدعو وَداعٍ يُذَكِّرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ
إِلى عالِمٍ يَدري وَعِلمٍ يُقَرَّرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ
إِلى حِكمَةٍ تُملى وَكَفٍّ تُحَرِّرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ
إِلَيكُم فَسُدّوا النَقصَ فينا وَشَمِّروا
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ لا تَترُكوا غَداً
يَمُرُّ مُرورَ الأَمسِ وَالعَيشُ أَغبَرُ
رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنَّ بِلادَكُم
تُناشِدُكُم بِاللَهِ أَن تَتَذَكَّروا
عَلَيكُم حُقوقٌ لِلبِلادِ أَجَلُّها
تَعَهُّدُ رَوضِ العِلمِ فَالرَوضُ مُقفِرُ
قُصارى مُنى أَوطانِكُم أَن تَرى لَكُم
يَداً تَبتَني مَجداً وَرَأساً يُفَكِّرُ
فَكونوا رِجالاً عامِلينَ أَعِزَّةً
وَصونوا حِمى أَوطانِكُم وَتَحَرَّروا
وَيا طالِبي الدُستورِ لا تَسكُنوا وَلا
تَبيتوا عَلى يَأسٍ وَلا تَتَضَجَّروا
أَعِدّوا لَهُ صَدرَ المَكانِ فَإِنَّني
أَراهُ عَلى أَبوابِكُم يَتَخَطَّرُ
فَلا تَنطِقوا إِلّا صَواباً فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن يُقالَ تَهَوَّروا
فَما ضاعَ حَقٌّ لَم يَنَم عَنهُ أَهلُهُ
وَلا نالَهُ في العالَمينَ مُقَصِّرُ
لَقَد ظَفِرَ الأَتراكُ عَدلاً بِسُؤلِهِم
وَنَحنُ عَلى الآثارِ لا شَكَّ نَظفَرُ
هُمُ لَهُمُ العامُ القَديمُ مُقَدَّرٌ
وَنَحنُ عَلى الآثارِ لا شَكَّ نَظفَرُ
ثِقوا بِالأَميرِ القائِمِ اليَومَ إِنَّهُ
بِكُم وَبِما تَرجونَ أَدرى وَأَخبَرُ
فَلا زالَ مَحروسَ الأَريكَةِ جالِساً
عَلى عَرشِ وادي النيلِ يَنهى وَيَأمُرُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:33 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لا رَعى اللَهُ عَهدَها مِن جُدودِ
كَيفَ أَمسَيتَ يا اِبنَ عَبدِ المَجيدِ
مُشبِعَ الحوتِ مِن لُحومِ البَرايا
وَمُجيعَ الجُنودِ تَحتَ البُنودِ
كُنتُ أَبكي بِالأَمسِ مِنكَ فَمالي
بِتُّ أَبكي عَلَيكَ عَبدَ الحَميدِ
فَرِحَ المُسلِمونَ قَبلَ النَصارى
فيكَ قَبلَ الدُروزِ قَبلَ اليَهودِ
شَمِتوا كُلُّهُم وَلَيسَ مِنَ الهِم
مَةِ أَن يَشمَتَ الوَرى في طَريدِ
أَنتَ عَبدُ الحَميدِ وَالتاجُ مَعقو
دٌ وَعَبدُ الحَميدِ رَهنَ القُيودِ
خالِدٌ أَنتَ رَغمَ أَنفِ اللَيالي
في كِبارِ الرِجالِ أَهلِ الخُلودِ
لَكَ في الدَهرِ وَالكَمالُ مُحالٌ
صَفَحاتٌ ما بَينَ بيضٍ وَسودِ
حاوَلوا طَمسَ ما صَنَعتَ وَوَدّوا
لَو يُطيقونَ طَمسَ خَطِّ الحَديدِ
ذاكَ عَبدَ الحَميدِ ذُخرُكَ عِندَ اللَ
هِ باقٍ إِن ضاعَ عِندَ العَبيدِ
أَكرِموهُ وَراقِبوا اللَهَ في الشَي
خِ وَلا تُرهِقوهُ بِالتَهديدِ
لا تَخافوا أَذاهُ فَالشَيخُ هاوٍ
لَيسَ فيهِ بَقِيَّةٌ لِلصُعودِ
وَلِيَ الأَمرَ ثُلثَ قَرنٍ يُنادي
بِاِسمِهِ كُلُّ مُسلِمٍ في الوُجودِ
كُلَّما قامَتِ الصَلاةُ دَعى الدا
عي لِعَبدِ الحَميدِ بِالتَأييدِ
فَاِسمُ هَذا الأَسيرِ قَد كانَ مَقرو
ناً بِذِكرِ الرَسولِ وَالتَوحيدِ
بِتُّ أَخشى عَلَيكُمُ أَن يَقولوا
إِن أَثَرتُم مِن كامِناتِ الحُقودِ
كانَ عَبدُ الحَميدِ بِالأَمسِ فَرداً
فَغَدا اليَومَ أَلفُ عَبدِ الحَميدِ
يا أَسيراً في سَنتِ هيلينَ رَحِّب
بِأَسيرٍ في سالُنيكَ جَديدِ
قُل لَهُ كَيفَ زالَ مُلكُكَ لَم يَع
صِمكَ إِعدادُ عُدَّةٍ أَو عَديدِ
لَم تَصُنكَ الجُنودُ تَفديكَ بِالأَر
واحِ وَالمالِ يا غَرامَ الجُنودِ
قُل لَهُ كَيفَ كُنتَ كَيفَ اِمتَلَكتَ ال
أَرضَ كَيفَ اِنفَرَدتَ بِالتَمجيدِ
فَثَلَلتَ العُروشَ عَرشاً فَعَرشاً
وَصَبَغتَ الصَعيدَ بَعدَ الصَعيدِ
كُلَّما نِلتَ غايَةً لَم تَنَلها
هِمَّةُ الدَهرِ قُلتَ هَل مِن مَزيدِ
ضاقَتِ الأَرضُ عَن مَداكَ فَأَرسَل
تَ بِطَرفٍ إِلى السَماءِ عَتيدِ
قُل لَهُ جَلَّ مَن لَهُ المُلكُ لا مُل
كَ لِغَيرِ المُهَيمِنِ المَعبودِ
أَنتَ مَهما شَقيتَ أَرفَهُ حالاً
مِن أَسيرِ الجَزيرَةِ المَكمودِ
وَأَسيرُ الأَقفاصِ قَد كانَ أَشقى
لَو سَأَلتَ الأَسفارَ عَن بايَزيدِ
كانَ عَبدُ الحَميدِ في القَصرِ أَشقى
مِنهُ في الأَسرِ وَالبَلاءِ الشَديدِ
كانَ لا يَعرِفُ القَرارَ بِلَيلٍ
لا وَلا يَستَلِذُّ طَعمَ الهُجودِ
حَذِراً يَرهَبُ الظَلامَ وَيَخشى
خَطرَةَ الريحِ أَو بُكاءَ الوَليدِ
نَفَقٌ تَحتَ طابِقِ الأَرضِ أَخفى
في تَدَجّيهِ مِن ضَميرِ الكَنودِ
يُعجِزُ الوَهمَ عَن تَلَمُّسِ ذاكَ ال
بابِ بابِ الخَليفَةِ المَنكودِ
أَصَحيحٌ ما قيلَ عَنكَ وَحَقٌّ
ما سَمِعنا مِنَ الرُواةِ الشُهودِ
أَنَّ عَبدَ الحَميدِ قَد هَدَمَ الشَر
عَ وَأَربى عَلى فِعالِ الوَليدِ
إِن بَريئاً وَإِن أَثيماً سَتُجزى
يَومَ تُجزى أَمامَ رَبٍّ شَهيدِ
أَصَحيحٌ بَكَيتَ لَمّا أَتى الوَف
دُ وَنابَتكَ رِعشَةُ الرِعديدِ
وَنَسيتَ الآباءَ وَالمَجدَ وَالسُؤ
دُدَ وَالعِزَّ يا كَريمَ الجُدودِ
ما عَهِدنا المُلوكَ تَبكي وَلَكِن
عَلَّها نَزوَةُ الفُؤادِ الجَليدِ
عَلَّها دَمعَةُ الوَداعِ لِذاكَ ال
مُلكِ أَو ذِكرَةٌ لِتِلكَ العُهودِ
غَسَلَ الدَمعُ عَنكَ حَوبَةَ ماضي
كَ وَوَقّاكَ شَرَّ يَومِ الوَعيدِ
شَفَعَ الدَمعُ فيكَ عِندَ البَرايا
لَيسَ ذاكَ الشَفيعُ بِالمَردودِ
دَمعُكَ اليَومَ مِثلُ أَمرِكَ بِالأَم
سِ مُطاعٌ في سَيِّدٍ وَمَسودِ
كانَ عَبدُ العَزيزِ أَجمَلَ أَمراً
مِنكَ في يَومِ خَلعِهِ المَشهودِ
خافَ مَأثورَ قَولِهِ فَتَعالى
عَن صَغارٍ وَماتَ مَوتَ الأُسودِ
ضَمَّ مِقراضَهُ إِلَيهِ وَنادى
دونَ ذُلِّ الحَياةِ قَطعُ الوَريدِ
حَيِّ عَهدَ الرَشادِ يا شَرقُ وَاِبلُغ
ما تَمَنَّيتَ مِن زَمانٍ بَعيدِ
قَد تَوَلّى مُحَمَّدُ الخامِسُ المُل
كَ فَأَعظِم بِتاجِهِ المَعقودِ
وَتَجَلّى في مِهرَجانٍ تَجَلّى
سَيفُ عُثمانَ فيهِ بِالتَقليدِ
وَقَفَ الدَهرُ خاشِعاً إِذ رَأى السَي
فَينِ في قَبضَةِ العَزيزِ المَجيدِ
طَأطِئي لِلجَلالِ يا أُمَمَ الأَر
ضِ سُجوداً هَذا مَقامُ السُجودِ
عَلِمَ اللَهُ أَنَّ عَهدَ رَشادٍ
خَيرُ فَألٍ بِرَدِّ عَهدِ الرَشيدِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:44 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَجَل هَذِهِ أَعلامُهُ وَمَواكِبُه
هَنيئاً لَهُم فَليَسحَبِ الذَيلَ ساحِبُه
هَنيئاً لَهُم فَالكَونُ في يَومِ عيدِهِم
مَشارِقُهُ وَضّاءَةٌ وَمَغارِبُه
رَعى اللَهُ شَعباً جَمَّعَ العَدلُ شَملَهُ
وَتَمَّت عَلى عَهدِ الرَشادِ رَغائِبُه
تَحالَفَ في ظِلِّ الهِلالِ إِمامُهُ
وَحاخامُهُ بَعدَ الخِلافِ وَراهِبُه
خُذوا بِيَدِ الإِصلاحِ وَالأَمرُ مُقبِلٌ
فَإِنّي أَرى الإِصلاحَ قَد طَرَّ شارِبُه
وَرُدّوا عَلى المُلكِ الشَبابَ الَّذي ذَوى
فَإِنّي رَأَيتُ المُلكَ شابَت ذَوائِبُه
فَمَن يَطلُبُ الدُستورَ بِالسوءِ بَعدَ ما
حَمَتهُ يَدُ الفاروقِ فَاللَهُ طالِبُه
إِذا شَوكَتُ الفاروقُ قامَ مُنادِياً
إِلى الحَقِّ لَبّاهُ نِيازي وَصاحِبُه
ثَلاثَةُ آسادٍ يُجانِبُها الرَدى
وَإِن هِيَ لاقاها الرَدى لا تُجانِبُه
يُصارِعُها صَرفُ المَنونِ فَتَلتَقي
مَخالِبُها فيهِ وَتَنبو مَخالِبُه
رَوَت قَولَ بَشّارٍ فَثارَت وَأَقسَمَت
وَقامَت إِلى عَبدِ الحَميدِ تُحاسِبُه
إِذا المَلِكُ الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
مَشَينا إِلَيهِ بِالسُيوفِ نُعاتِبُه
وَسارَ عَلى أَعقابِها كُلُّ سابِحٍ
عَلى مَتنِهِ بُرجٌ مَشيدٌ يُداعِبُه
يَصيحُ بِهِ لا رِيَّ أَو نَبلُغَ المُنى
وَلا شِبَعٌ أَو يُرجِعَ الحَقَّ غاصِبُه
هُنالِكَ فَاِنهَل وَاِتَّخِذ ثَمَّ مَربَطاً
بِيَلدِزَ وَاِحمَد في الوَغى مَن تُصاحِبُه
رِجالٌ مِنَ الإيمانِ مَلأى نُفوسُهُم
وَجَيشٌ مِنَ الأَتراكِ ظَمأى قَواضِبُه
صَوالِجُهُ سُمرُ القَنا وَكُراتُهُ
رُؤوسُ الأَعادي وَالحُصونُ مَلاعِبُه
إِذا ثارَ دُكَّت أَجبُلٌ وَتَخَشَّعَت
بِحارٌ وَأَمضى اللَهُ ما هُوَ كاتِبُه
وَثُلَّت عُروشٌ وَاِستَقَرَّت مَمالِكٌ
وَلَو أَنَّ ذا القَرنَينِ فيها يُناصِبُه
فَمَن لَم يُشاهِد يَلدِزاً بَعدَ رَبِّها
وَقَد زالَ عَنهُ المُلكُ وَاِندَكَّ جانِبُه
وَأَسلَمَهُ أَحبابُهُ لِقُضاتِهِ
وَفَرَّ وَلَم يَخشَ المَعَرَّةَ كاتِبُه
وَقَلَّمَتِ الأَقدارُ أَظفارَ بَطشِهِ
وَدَلَّ عَلى ما تَجهَلُ الجِنُّ حاجِبُه
فَما شَهِدَ الدُنيا تَزولُ وَلا رَأى
بَلاءَ قَضاءِ اللَهِ فيمَن يُحارِبُه
أُبيحَ حِماها وَاِنطَوى مَجدُ رَبِّها
وَقامَت عَلى البَيتِ الحَميدي نَوادِبُه
وَلَم يُغنِ عَن عَبدِ الحَميدِ دَهاؤُهُ
وَلا عَصَمَت عَبدَ الحَميدِ تَجارِبُه
وَلَم يَحمِهِ حِصنٌ وَلَم تَرِم دونَهُ
دَنانيرُهُ وَالأَمرُ بِالأَمرِ حازِبُه
وَلَم يُخفِهِ عَن أَعيُنِ الحَقِّ مِخدَعٌ
وَلا نَفَقٌ في الأَرضِ جَمٌّ مَسارِبُه
أَقامَ عَلَيهِ مَهلَكاً عِندَ مَهلَكٍ
يَمُرُّ بِهِ رَوحُ الصَبا فَيُواثِبُه
تَحاماهُ حَتّى الوَهمُ خَوفَ اِغتِيالِهِ
فَلَو مَسَّهُ طَيفٌ لَدارَت لَوالِبُه
وَأَسرَفَ في حُبِّ الحَياةِ فَحاطَها
بِسورٍ مِنَ الأَهوالِ لَم يَنجُ راكِبُه
فَفي كُلِّ قُفلٍ لِلمَنِيَّةِ مَكمَنٌ
وَفي كُلِّ مِفتاحٍ قَضاءٌ يُراقِبُه
وَفي كُلِّ رُكنٍ صورَةٌ لَو تَكَلَّمَت
لَما شَكَّ في عَبدِ الحَميدِ مُخاطِبُه
تَماثيلُ إيهامٍ أُنيمَت وَأُقعِدَت
تَراءى بِها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه
تُمَثِّلُهُ في نَومِهِ وَجُلوسِهِ
وَتَخدَعُ فيهِ المَوتَ حينَ يُقارِبُه
أَقامَ عَلَيهِ أَلفَ مَوتٍ مُحَجَّبٍ
لِيَغلِبَ مَوتاً واحِداً عَزَّ غالِبُه
سَلوهُ أَأَغنَت عَنهُ في يَومِ خَلعِهِ
عَجائِبُهُ أَو أَحرَزَتهُ غَرائِبُه
وَقَد نَزَلَ المِقدارُ بِالأَمرِ صادِعاً
فَضاقَت عَلى شَيخِ المُلوكِ مَذاهِبُه
وَأَخرَجَهُ مِن يَلدِزٍ رَبُّ يَلدِزٍ
وَجَرَّدَهُ مِن سَيفِ عُثمانَ واهِبُه
وَأَصبَحَ في مَنفاهُ وَالجَيشُ دونَهُ
يُغالِبُ ذِكرى مُلكِهِ وَتُغالِبُه
يُناديهِ صَوتُ الحَقِّ ذُق ما أَذَقتَهُم
فَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما هُوَ كاسِبُه
هُمُ مَنَحوكَ اليَومَ ما أَنتَ مُشتَهٍ
فَرُدَّ لَهُم بِالأَمسِ ما أَنتَ سالِبُه
وَدَع عَنكَ ما أَمَّلتَ إِن كُنتَ حازِماً
فَلَم يَبقَ لِلآمالِ فَضلٌ تُجاذِبُه
مَضى عَهدُ الاِستِبدادِ وَاِندَكَّ صَرحُهُ
وَوَلَّت أَفاعيهِ وَماتَت عَقارِبُه
لَكَ اللَهُ يا تَمّوزُ إِنَّكَ بَلسَمٌ
لِجَرحى الأَسى وَالدَهرُ تَعدو نَوائِبُه
فَكَم رُعتَ جَبّاراً وَأَرهَقتَ ظالِماً
وَأَنصَفتَ مَظلوماً تَوالَت مَصائِبُه
فَدَيناكَ مِن شَهرٍ أَغَرٍّ مُحَجَّلٍ
أَوائِلُهُ مَيمونَةٌ وَعَواقِبُه
تُقابِلُهُ الأَعيادُ في الأَرضِ كُلَّما
تَجَلّى هِلالُ الشَهرِ أَو لاحَ حاجِبُه
فَفي الغَربِ عيدٌ يَنظِمُ الغَربُ حُسنَهُ
فَتَهتَزُّ مِن وَقعِ السُرورِ جَوانِبُه
وَفي الشَرقِ عيدٌ لَم يَرَ الشَرقُ مِثلَهُ
تَدَفَّقُ في دارِ السَلامِ مَواكِبُه
يُطيفونَ بِالعَرشِ الكَريمِ وَرَبُّهُ
تُطيفُ بِهِم آلاؤُهُ وَمَناقِبُه
لِتَهنَئ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً
خِلافَتُهُ فَالعَرشُ سَعدٌ كَواكِبُه
سَتَملِكُ أَمواجَ البِحارِ سَفينُهُ
كَما مَلَكَت شُمَّ الجِبالِ كَتائِبُه
مَمالِكُهُ مَحروسَةٌ وَثُغورُهُ
رَكائِبُهُ مَنصورَةٌ وَمَراكِبُه
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:44 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَقَد نَصَلَ الدُجى فَمَتى تَنامُ
أَهَمٌّ ذادَ نَومَكَ أَم هُيامُ
غَفا المَحزونُ وَالشاكي وَأَغفى
أَخو البَلوى وَنامَ المُستَهامُ
وَأَنتَ تُقَلِّبُ الكَفَّينِ آناً
وَآوِنَةً يُقَلِّبُكَ السَقامُ
تَحَدَّرَتِ المَدامِعُ مِنكَ حَتّى
تَعَلَّمَ مِن مَحاجِرِكَ الغَمامُ
وَضَجَّت مِن تَقَلُّبِكَ الحَشايا
وَأَشفَقَ مِن تَلَهُّفِكَ الظَلامُ
تَبيتُ تُساجِلُ الأَفلاكَ سُهداً
وَعَينُ الكَونِ رَنَّقَها المَنامُ
وَتَكتُمُنا حَديثَ هَواكَ حَتّى
أَذاعَ الصَمتُ ما أَخفى الكَلامُ
بِرَبِّكَ هَل رَجَعتَ إِلى رَسيسٍ
مِنَ الذِكرى وَهَل رَجَعَ الغَرامُ
وَقَد لَمَعَ المَشيبُ وَذاكَ سَيفٌ
عَلى فَودَيكَ عَلَّقَهُ الحِمامُ
أَيَجمُلُ بِالأَديبِ أَديبِ مِصرٍ
بُكاءُ الطِفلِ أَرهَقَهُ الفِطامُ
وَيَصرِفُهُ الهَوى عَن ذِكرِ مِصرٍ
وَمِصرٌ في يَدِ الباغي تُضامُ
عَدِمتُ يَراعَتي إِن كانَ ما بي
هَوىً بَينَ الضُلوعِ لَهُ ضِرامُ
وَما أَنا وَالغَرامَ وَشابَ رَأسي
وَغالَ شَبابِيَ الخَطبُ الجُسامُ
وَرَبّاني الَّذي رَبّى لَبيداً
فَعَلَّمَني الَّذي جَهِلَ الأَنامُ
لَعَمرُكَ ما أَرِقتُ لِغَيرِ مِصرٍ
وَما لي دونَها أَمَلٌ يُرامُ
ذَكَرتُ جَلالَها أَيّامَ كانَت
تَصولُ بِها الفَراعِنَةُ العِظامُ
وَأَيّامَ الرِجالُ بِها رِجالٌ
وَأَيّامَ الزَمانُ لَها غُلامُ
فَأَقلَقَ مَضجَعي ما باتَ فيها
وَباتَت مِصرُ فيهِ فَهَل أُلامُ
أَرى شَعباً بِمَدرَجَةِ العَوادي
تَمَخَّخَ عَظمَهُ داءٌ عُقامُ
إِذا ما مَرَّ بِالبَأساءِ عامٌ
أَطَلَّ عَلَيهِ بِالبَأساءِ عامُ
سَرى داءُ التَواكُلِ فيهِ حَتّى
تَخَطَّفَ رِزقَهُ ذاكَ الزِحامُ
قَدِ اِستَعصى عَلى الحُكَماءِ مِنّا
كَما اِستَعصى عَلى الطِبِّ الجُذامُ
هَلاكُ الفَردِ مَنشَؤُهُ تَوانٍ
وَمَوتُ الشَعبِ مَنشَؤُهُ اِنقِسامُ
وَإِنّا قَد وَنينا وَاِنقَسَمنا
فَلا سَعيٌ هُناكَ وَلا وِئامُ
فَساءَ مُقامُنا في أَرضِ مِصرٍ
وَطابَ لِغَيرِنا فيها المَقامُ
فَلا عَجَبٌ إِذا مُلِكَت عَلَينا
مَذاهِبُنا وَأَكثَرُنا نِيامُ
حُسَينُ حُسَينُ أَنتَ لَها فَنَبِّه
رِجالاً عَن طِلابِ الحَقِّ ناموا
وَكُن بِأَبيكَ لِاِبنِ أَخيكَ عَوناً
فَأَنتَ بِكَفِّهِ نِعمَ الحُسامُ
أَفِض في قاعَةِ الشورى وِئاماً
فَقَد أَودى بِنا وَبِها الخِصامُ
وَعَلِّمهُم مُصادَمَةَ العَوادي
فَمِثلُكَ لا يُرَوِّعُهُ الصِدامُ
فَفي حِزبِ اليَمينِ لَدَيكَ قَومٌ
وَإِن قَلّوا فَإِنَّهُمُ كِرامُ
وَفي حِزبِ الشِمالِ لَدَيكَ أُسدٌ
كُماةٌ لا يَطيبُ لَها اِنهِزامُ
فَكونوا لِلبِلادِ وَلا يَفُتكُم
مِنَ النُهُزاتِ وَالفُرَصِ اِغتِنامُ
فَما سادوا بِمُعجِزَةٍ عَلَينا
وَلَكِن في صُفوفِهِمُ اِنضِمامُ
فَلا تَثِقوا بِوَعدِ القَومِ يَوماً
فَإِنَّ سَحابَ ساسَتِهِم جَهامُ
وَخافوهُم إِذا لانوا فَإِنّي
أَرى السُوّاسَ لَيسَ لَهُم ذِمامُ
فَكَم ضَحِكَ العَميدُ عَلى لِحانا
وَغَرَّ سَراتَنا مِنهُ اِبتِسامُ
أَبا الفَلّاحِ إِنَّ الأَمرَ فَوضى
وَجَهلُ الشَعبِ وَالفَوضى لِزامُ
فَأَسعِدنا بِنَشرِ العِلمِ وَاِعلَم
بِأَنَّ النَقصَ يَعقُبُهُ التَمامُ
وَلَيسَ العِلمُ يُمسِكُنا وَحيداً
إِذا لَم يَنصُرِ العِلمَ اِعتِزامُ
وَإِن لَم يُدرِكِ الدُستورُ مِصراً
فَما لِحَياتِها أَبَداً قِوامُ
حَمَونا وِردَ ماءِ النيلِ عَذباً
وَقالوا إِنَّهُ مَوتٌ زُؤامُ
وَما المَوتُ الزُؤامُ إِذا عَقَلنا
سِوى الشَرِكاتِ حَلَّ لَها الحَرامُ
لَقَد سَعِدَت بِغَفلَتِنا فَراحَت
بِثَروَتِنا وَأَوَّلُها التِرامُ
فَيا وَيلَ القَناةِ إِذا اِحتَواها
بَنو التاميزِ وَاِنحَسَرَ اللِثامُ
لَقَد بَقِيَت مِنَ الدُنيا حُطاماً
بِأَيدينا وَقَد عَزَّ الحُطامُ
وَقَد كُنّا جَعَلناها زِماماً
فَوا لَهفي إِذا قُطِعَ الزِمامُ
فَيا قَصرَ الدُبارَةِ لَستُ أَدري
أَحَربٌ في جِرابِكَ أَم سَلامُ
أَجِبنا هَل يُرادُ بِنا وَراءٌ
فَنَقضي أَم يُرادُ بِنا أَمامُ
وَيا حِزبَ اليَمينِ إِلَيكَ عَنّا
لَقَد طاشَت نِبالُكَ وَالسِهامُ
وَيا حِزبَ الشِمالِ عَلَيكَ مِنّا
وَمِن أَبناءِ نَجدَتِكَ السَلامُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:45 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا
أَمَلٌ سَأَلتُ اللَهَ أَن يَتَحَقَّقا
أَشرِق عَلَينا بِالسُعودِ وَلا تَكُن
كَأَخيكَ مَشئومَ المَنازِلِ أَخرَقا
قَد كانَ جَرّاحَ النُفوسِ فِداوِها
مِمّا بِها وَكُنِ الطَبيبَ مُوَفَّقا
هَلَّلتُ حينَ لَمَحتُ نورَ جَبينِهِ
وَرَجَوتُ فيهِ الخَيرَ حينَ تَأَلَّقا
وَهَزَزتُهُ بِقَصيدَةٍ لَو أَنَّها
تُلِيَت عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ لَأَغدَقا
فَنَأى بِجانِبِهِ وَخَصَّ بِنَحسِهِ
مِصراً وَأَسرَفَ في النُحوسِ وَأَغرَقا
لَو كُنتُ أَعلَمُ ما يُخَبِّئُهُ لَنا
لَسَأَلتُ رَبّي ضارِعاً أَن يُمحَقا
أَولى الأَعاجِمَ مِنَّةً مَذكورَةً
وَأَعادَ لِلأَتراكِ ذاكَ الرَونَقا
وَتَغَيَّرَت فيهِ الخُطوبُ بِفارِسٍ
حَتّى رَأَيتُ الشاهَ يَخشى البَيدَقا
وَأَدالَ مِن عَبدِ الحَميدِ لِشَعبِهِ
فَهَوى وَحاوَلَ أَن يَعودَ فَأَخفَقا
أَمسى يُبالي حارِساً مِن جُندِهِ
وَلَقَد يَكونُ وَما يُبالي الفَيلَقا
وَرَمى عَلى أَرضِ الكِنانَةِ جِرمَهُ
بِالنازِلاتِ السودِ حَتّى أَرهَقا
حَصَدَت مَناجِلُهُ غِراسَ رَجائِنا
وَلَو أَنَّها أَبقَت عَلَيهِ لَأَورَقا
فَتَقَيَّدَت فيهِ الصِحافَةُ عَنوَةً
وَمَشى الهَوى بَينَ الرَعِيَّةِ مُطلَقا
وَأَتى يُساوِمُ في القَناةِ خَديعَةً
وَلَوَ اِنَّها تَمَّت لَتَمَّ بِها الشَقا
إِنَّ البَلِيَّةَ أَن تُباعَ وَتُشتَرى
مِصرٌ وَما فيها وَأَلّا تَنطِقا
كانَت تُواسينا عَلى آلامِنا
صُحُفٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ وَأَطبَقا
فَإِذا دَعَوتُ الدَمعَ فَاِستَعصى بَكَت
عَنّا أَسىً حَتّى تَغَصَّ وَتَشرَقا
كانَت لَنا يَومَ الشَدائِدِ أَسهُماً
نَرمي بِها وَسَوابِقاً يَومَ اللِقا
كانَت صِماماً لِلنُفوسِ إِذا غَلَت
فيها الهُمومُ وَأَوشَكَت أَن تَزهَقا
كَم نَفَّسَت عَن صَدرِ حُرٍّ واجِدٍ
لَولا الصِمامُ مِنَ الأَسى لَتَمَزَّقا
ما لي أَنوحُ عَلى الصِحافَةِ جازِعاً
ماذا أَلَمَّ بِها وَماذا أَحدَقا
قَصّوا حَواشِيَها وَظَنّوا أَنَّهُم
أَمِنوا صَواعِقَها فَكانَت أَصعَقا
وَأَتَوا بِحاذِقِهِم يَكيدُ لَها بِما
يَثني عَزائِمَها فَكانَت أَحذَقا
أَهلاً بِنابِتَةِ البِلادِ وَمَرحَباً
جَدَّدتُمُ العَهدَ الَّذي قَد أَخلَقا
لا تَيأَسوا أَن تَستَرِدّوا مَجدَكُم
فَلَرُبَّ مَغلوبٍ هَوى ثُمَّ اِرتَقى
مَدَّت لَهُ الآمالُ مِن أَفلاكِها
خَيطَ الرَجاءِ إِلى العُلا فَتَسَلَّقا
فَتَجَشَّموا لِلمَجدِ كُلَّ عَظيمَةٍ
إِنّي رَأَيتُ المَجدَ صَعبَ المُرتَقى
مَن رامَ وَصلَ الشَمسِ حاكَ خُيوطَها
سَبَباً إِلى آمالِهِ وَتَعَلَّقا
عارٌ عَلى اِبنِ النيلِ سَبّاقِ الوَرى
مَهما تَقَلَّبَ دَهرُهُ أَن يُسبَقا
أَوَ كُلَّما قالوا تَجَمَّعَ شَملُهُم
لَعِبَ الشِقاقُ بِجَمعِنا فَتَفَرَّقا
فَتَدَفَّقوا حُجَجاً وَحوطوا نيلَكُم
فَلَكَم أَفاضَ عَلَيكُمُ وَتَدَفَّقا
حَمَلوا عَلَينا بِالزَمانِ وَصَرفِهِ
فَتَأَنَّقوا في سَلبِنا وَتَأَنَّقا
هَزّوا مَغارِبَها فَهابَت بَأسَهُم
يا وَيلَكُم إِن لَم تَهُزّوا المَشرِقا
فَتَعَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا
لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ مُغلَقا
ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ
إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ يُتَّقى
وَاِبنوا حَوالَي حَوضِكُم مِن يَقظَةٍ
سوراً وَخُطّوا مِن حِذارٍ خَندَقا
وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم
خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ مَزلَقا
وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم
وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا
نَصَبوا لَكُم فيهِ الفِخاخَ وَأَرصَدوا
لِلسالِكينَ بِكُلِّ فَجٍّ مَوبِقا
المَوتُ في غِشيانِهِ وَطُروقِهِ
وَالمَوتُ كُلُّ المَوتِ أَلّا يُطرَقا
فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً
وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى
أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما
فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا
وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا
مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا
لا زالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ
تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:45 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
بِالَّذي أَجراكِ يا ريحَ الخُزامى
بَلِّغي البُسفورَ عَن مِصرَ السَلاما
وَاِقطِفي مِن كُلِّ رَوضٍ زَهرَةً
وَاِجعَليها لِتَحايانا كِماما
وَاِنشُري رَيّاكِ في ذاكَ الحِمى
وَاِلثِمي الأَرضَ إِذا جِئتِ الإِماما
مَلِكٌ لِلشَرقِ في أَيّامِهِ
هِمَّةُ الغَربِ نُهوضاً وَاِعتِزاما
أَيُّها القائِمُ بِالأَمرِ لَقَد
قُمتَ في الناسِ فَأَحسَنتَ القِياما
جَرِّدِ الرَأيَ فَكَم رَأيٍ إِذا
سُلَّ مِن غِمدِ النُهى فَلَّ الحُساما
وَاِبعَثِ الأُسطولَ تَرمي دونَهُ
قُوَّةُ اللَهِ وَراءً وَأَماما
يَكلَأُ الشَرقَ وَيَرعى بُقعَةً
رَفَعَ اللَهُ بِها البَيتَ الحَراما
وَثُغوراً هِيَ أَبهى مَنظَراً
مِن ثُغورِ الغيدِ يُبدينَ اِبتِساما
خَصَّها اللَهُ بِأُفقٍ مُشرِقٍ
ضَمَّ في اللَألاءِ مِصراً وَالشَآما
حَيِّ يا مَشرِقُ أُسطولَ الأُلى
ضَرَبوا الدَهرَ بِسَوطٍ فَاِستَقاما
مَلَكوا البَرَّ فَلَمّا لَم يَسَع
مَجدَهُم نالوا مِنَ البَحرِ المَراما
بِجَوارٍ مُنشَآتٍ كَالدُمى
أَينَما سارَت صَبا البَحرُ وَهاما
كُلَّما أَوفَت عَلى أَمواجِهِ
سَجَدَ المَوجُ خُشوعاً وَاِحتِشاما
كانَ بِالبَحرِ إِلَيها ظَمَأٌ
وَعَجيبٌ يَشتَكي البَحرُ الأُواما
فَهيَ في السِلمِ جَوارٍ تُجتَلى
تَبهَرُ العَينَ رُواءً وَنِظاما
وَهيَ في الحَربِ قَضاءٌ سابِحٌ
يَدَعُ الحِصنَ تِلالاً وَرِجاما
ما نُجومُ الرَجمِ مِن أَبراجِها
إِثرَ عِفريتٍ مِنَ الجِنِّ تَرامى
مِن مَراميها بِأَنكى مَوقِعاً
لا وَلا أَقوى مِراساً وَعُراما
وَهيَ بُركانٌ إِذا ما هاجَها
هائِجُ الشَرِّ عِداءً وَخِصاما
جَبَلَ النارِ لَقَد رُعتَ الوَرى
أَنتَ في حالَيكَ لا تَرعى ذِماما
أَنتَ في البَرِّ بَلاءٌ فَإِذا
رَكِبَ البَحرَ غَدا مَوتاً زُؤاما
فَاِتَّقوا الطَودَ مَكيناً راسِياً
وَاِتَّقوا الطَودَ إِذا ما الطَودُ عاما
حَمَلَت حَرباً فَكانَت حِقبَةً
نُذُراً لِلمَوتِ تَجتاحُ الأَناما
خافَها العالَمُ حَتّى أَصبَحَت
رُسُلاً تَحمِلُ أَمناً وَسَلاما
بُعِثَ المَشرِقُ مِن مَرقَدِهِ
بَعدَ حينٍ جَلَّ مَن يُحيي العِظاما
أَيُّها الشَرقِيُّ شَمِّر لا تَنَم
وَاِنفُضِ العَجزَ فَإِنَّ الجِدَّ قاما
وَاِمتَطِ العَزمَ جَواداً لِلعُلا
وَاِجعَلِ الحِكمَةَ لِلعَزمِ زِماما
وَإِذا حاوَلتَ في الأُفقِ مُنىً
فَاِركَبِ البَرقَ وَلا تَرضَ الغَماما
لا تَضِق ذَرعاً بِما قالَ العِدا
رُبَّ ذي لُبٍّ عَنِ الحَقِّ تَعامى
سابِقِ الغَربِيَّ وَاِسبِق وَاِعتَصِم
بِالمُروءاتِ وَبِالبَأسِ اِعتِصاما
جانِبِ الأَطماعَ وَاِنهَج نَهجَهُ
وَاِجعَلِ الرَحمَةَ وَالتَقوى لِزاما
طَلَبوا مِن عِلمِهِم أَن يُعجِزوا
قادِرَ المَوتِ وَأَن يَثنوا الحِماما
وَأَرادوا مِنهُ أَن يَرفَعَهُم
فَوقَ هامِ الشُهبِ في الغَيبِ مَقاما
قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ
طاوَلَ الخالِقَ في الكَونِ وَسامى
أَحرَجَ الغَيبَ إِلى أَن بَزَّهُ
سِرَّهُ بَزّاً وَلَم يَخشَ اِنتِقاما
قُوَّةَ الرَحمَنِ زيدينا قُوىً
وَأَفيضي في بَني الشَرقِ الوِئاما
أَفرِغي مِن كُلِّ صَدرٍ حِقدَهُ
إِملَإِ التاريخَ وَالدُنيا كَلاما
أَسأَلُ اللَهَ الَّذي أَلهَمَنا
خِدمَةَ الأَوطانِ شَيخاً وَغُلاما
أَن أَرى في البَحرِ وَالبَرِّ لَنا
في الوَغى أَندادَ طوجو وَأُياما
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:46 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
طَمَعٌ أَلقى عَنِ الغَربِ اللِثاما
فَاِستَفِق يا شَرقُ وَاِحذَر أَن تَناما
وَاِحمِلي أَيَّتُها الشَمسُ إِلى
كُلِّ مَن يَسكُنُ في الشَرقِ السَلاما
وَاِشهَدي يَومَ التَنادي أَنَّنا
في سَبيلِ الحَقِّ قَد مِتنا كِراما
مادَتِ الأَرضُ بِنا حينَ اِنتَشَت
مِن دَمِ القَتلى حَلالاً وَحَراما
عَجِزَ الطُليانُ عَن أَبطالِنا
فَأَعَلّوا مِن ذَرارينا الحُساما
كَبَّلوهُم قَتَلوهُم مَثَّلوا
بِذَواتِ الخِدرِ طاحوا بِاليَتامى
ذَبَحوا الأَشياخَ وَالزَمنى وَلَم
يَرحَموا طِفلاً وَلَم يُبقوا غُلاما
أَحرَقوا الدورَ اِستَحَلّوا كُلَّ ما
حَرَّمَت لاهايُ في العَهدِ اِحتِراما
بارَكَ المَطرانُ في أَعمالِهِم
فَسَلوهُ بارَكَ القَومَ عَلاما
أَبِهَذا جاءَهُم إِنجيلُهُم
آمِراً يُلقي عَلى الأَرضِ سَلاما
كَشَفوا عَن نِيَّةِ الغَربِ لَنا
وَجَلَوا عَن أُفُقِ الشَرقِ الظَلاما
فَقَرَأناها سُطوراً مِن دَمٍ
أَقسَمَت تَلتَهِمُ الشَرقَ اِلتِهاما
أَطلَقوا الأُسطولَ في البَحرِ كَما
يُطلِقُ الزاجِلُ في الجَوِّ الحَماما
فَمَضى غَيرَ بَعيدٍ وَاِنثَنى
يَحمِلُ الأَنباءَ شُؤماً وَاِنهِزاما
قَد مَلَأنا البَرَّ مِن أَشلائِهِم
فَدَعوهُم يَملَئوا الدُنيا كَلاما
أَعلَنوا الحَربَ وَأَضمَرنا لَهُم
أَينَما حَلّوا هَلاكاً وَاِختِراما
خَبِّروا فِكتورَ عَنّا أَنَّهُ
أَدهَشَ العالَمَ حَرباً وَنِظاما
أَدهَشَ العالَمَ لَمّا أَن رَأَوا
جَيشَهُ يَسبِقُ في الجَريِ النَعاما
لَم يَقِف في البَرِّ إِلّا رَيثَما
يُسلِمُ الأَرواحَ أَو يُلقي الزِماما
حاتِمَ الطُليانِ قَد قَلَّدتَنا
مِنَّةً نَذكُرُها عاماً فَعاما
أَنتَ أَهدَيتَ إِلَينا عُدَّةً
وَلِباساً وَشَراباً وَطَعاما
وَسِلاحاً كانَ في أَيديكُمُ
ذا كَلالٍ فَغَدا يَفري العِظاما
أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا
وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما
وَأَقيموا كُلَّ عامٍ مَوسِماً
يُشبِعُ الأَيتامَ مِنّا وَالأَيامى
لَستُ أَدري بِتَّ تَرعى أُمَّةٍ
مِن بَني التَليانِ أَم تَرعى سَواما
ما لَهُم وَالنَصرُ مِن عاداتِهِم
لَزِموا الساحِلَ خَوفاً وَاِعتِصاما
أَفلَتوا مِن نارِ فيزوفَ إِلى
نارِ حَربٍ لَم تَكُن أَدنى ضِراما
لَم يَكُن فيزوفُ أَدهى حِمَماً
مِن كُراتٍ تَنفُثُ المَوتَ الزُؤاما
إيهِ يا فيزوفُ نَم عَنهُم فَقَد
نَفَضَت إِفريقِيا عَنها المَناما
فَهيَ بُركانٌ لَهُم سَخَّرَهُ
مالِكُ المُلكِ جَزاءً وَاِنتِقاما
لَو دَرَوا ما خَبَّأَ الشَرقُ لَهُم
آثَروا فيزوفَ وَاِختاروا المُقاما
تِلكَ عُقبى أُمَّةٍ غادِرَةٍ
تَنكُثُ العَهدَ وَلا تَرعى الذِماما
تِلكَ عُقبى كُلِّ جَبّارٍ طَغى
أَو تَعالى أَو عَنِ الحَقِّ تَعامى
لَو دَرَت رومَةُ ما قَد نابَها
في طَرابُلسَ أَبَت إِلّا اِنقِساما
وَأَبى كُلُّ اِشتِراكِيٍّ بِها
أَن يَرى التاجَ عَلى رَأسٍ أَقاما
أَعلَنوا ضَمَّ مَغانينا إِلى
مُلكِ فِكتورَ وَلَم يَخشَوا مَلاما
أَعلَنوا الضَمَّ وَلَمّا يَفتَحوا
قَيدَ أُظفورٍ وَراءً أَو أَماما
فَاِعجَبوا مِن فاتِحٍ ذي مِرَّةٍ
يَحسَبُ النُزهَةَ في البَحرِ صِداما
وَيَرى الفَتحَ اِدِّعاءً باطِلاً
وَاِفتِراءً وَاِحتِجاجاً وَاِحتِكاما
أَيُّها الحائِرُ في البَحرِ اِقتَرِب
مِن حِمى البُسفورِ إِن كُنتَ هُماما
كَم سَمِعنا عَن لِسانِ البَرقِ ما
يُزعِجُ الدُنيا إِذا الأُسطولُ عاما
عامَ شَهرَينِ وَلَم يَفتَح سِوى
هُوَّةٍ فيها المَلايينُ تَرامى
دَفَنوا تاريخَهُم في قاعِها
وَرَمَوا في إِثرِهِ المَجدَ غُلاما
فَاِطمَئِنّي أُمَمَ الشَرقِ وَلا
تَقنَطي اليَومَ فَإِنَّ الجَدَّ قاما
إِنَّ في أَضلاعِنا آفئِدَةً
تَعشَقُ المَجدَ وَتَأبى أَن تُضاما
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:47 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَيلايَ ما أَنا حَيٌّ
يُرجى وَلا أَنا مَيتُ
لَم أَقضِ حَقَّ بِلادي
وَها أَنا قَد قَضَيتُ
شَفَيتُ نَفسي لَوَ اَنّي
لَمّا رُميتُ رَمَيتُ
بَيروتُ لَو أَنَّ خَصماً
مَشى إِلَيَّ مَشَيتُ
أَو داسَ أَرضَكِ باغٍ
لَدُستُهُ وَبَغَيتُ
أَو حَلَّ فيكِ عَدُوٌّ
مُنازِلٌ ما اِتَّقَيتُ
لَكِن رَماكِ جَبانٌ
لَو بانَ لي لَاَشتَفَيتُ
لَيلايَ لا تَحسَبيني
عَلى الحَياةِ بَكَيتُ
وَلا تَظُنّي شَكاتي
مِن مَصرَعي إِن شَكَوتُ
وَلا يُخيفَنكِ ذِكري
بَيروتَ أَنّي سَلَوتُ
بَيروتُ مَهدُ غَرامي
فيها وَفيكِ صَبَوتُ
جَرَرتُ ذَيلَ شَبابي
لَهواً وَفيها جَرَيتُ
فيها عَرَفتُكِ طِفلاً
وَمِن هَواكِ اِنتَشَيتُ
وَمِن عُيونِ رُباها
وَعَذبِ فيكِ اِرتَوَيتُ
فيها لِلَيلى كِناسٌ
وَلي مِنَ العِزِّ بَيتُ
فيها بَنى لِيَ مَجداً
أَوائِلي وَبَنَيتُ
لَيلى سِراجُ حَياتي
خَبا فَما فيهِ زَيتُ
قَد أَطفَأَتهُ كُراتٌ
ما مِن لَظاهُنَّ فَوتُ
رَمى بِهِنَّ بُغاةٌ
أَصَبنَني فَتَوَيتُ
لَو تُفتَدى بِحَياتي
مِنَ الرَدى لَفَدَيتُ
وَلَو وَقاكَ وَفِيٌّ
بِمُهجَةٍ لَوَقَيتُ
إِن عِشتَ أَو مِتَّ إِنّي
كَما نَوَيتَ نَوَيتُ
لَيلايَ عيشي وَقَرّي
إِذا الحِمامُ دَعاني
لَيلايَ ساعاتُ عُمري
مَعدودَةٌ بِالثَواني
فَكَفكِفي مِن دُموعٍ
تَفري حُشاشَةَ فاني
وَمَهِّدي لِيَ قَبراً
عَلى ذُرا لُبنانِ
ثُمَّ اِكتُبي فَوقَ لَوحٍ
لِكُلِّ قاصٍ وَداني
هُنا الَّذي ماتَ غَدراً
هُنا فَتى الفِتيانِ
رَمَتهُ أَيدي جُناةٍ
مِن جيرَةِ النيرانِ
قُرصانُ بَحرٍ تَوَلَّوا
مِن حَومَةِ المَيدانِ
لَم يَخرُجوا قَيدَ شِبرٍ
عَن مَسبَحِ الحيتانِ
وَلَم يُطيقوا ثَباتاً
في أَوجُهِ الفُرسانِ
فَشَمَّروا لِاِنتِقامٍ
مِن غافِلٍ في أَمانِ
وَسَوَّدوا وَجهَ روما
بِالكَيدِ لِلجيرانِ
تَبّاً لَهُم مِن بُغاثٍ
فَرّوا مِنَ العِقبانِ
لَو أَنَّهُم نازَلونا
في الشامِ يَومَ طِعانِ
رَأَوا طَرابُلسَ تَبدو
لَهُم بِكُلِّ مَكانِ
يا لَيتَني لَم أُعاجَل
بِالمَوتِ قَبلَ الأَوانِ
حَتّى أَرى الشَرقَ يَسمو
رَغمَ اِعتِداءِ الزَمانِ
وَيَستَرِدُّ جَلالاً
لَهُ وَرِفعَةَ شانِ
وَليَعلَمَ الغَربُ أَنّا
كَأُمَّةِ اليابانِ
لا نَرتَضي العَيشَ يَجري
في ذِلَّةٍ وَهَوانِ
أَراهُمُ أَنزَلونا
مَنازِلَ الحَيَوانِ
وَأَخرَجونا جَميعاً
عَن رُتبَةِ الإِنسانِ
وَسَوفَ تَقضي عَلَيهِمُ
طَبائِعُ العُمرانِ
فَيُصبِحُ الشَرقُ غَرباً
وَيَستَوي الخافِقانِ
لاهُمَّ جَدِّد قُوانا
لِخِدمَةِ الأَوطانِ
فَنَحنُ في كُلِّ صُقعٍ
نَشكو بِكُلِّ لِسانِ
يا قَومَ إِنجيلِ عيسى
وَأُمَّةَ القُرآنِ
لا تَقتُلوا الدَهرَ حِقداً
فَالمُلكُ لِلدَيّانِ
إِنّي أَرى مِن بَعيدٍ
جَماعَةً مُقبِلينا
لَعَلَّ فيهِم نَصيراً
لَعَلَّ فيهِم مُعينا
هَوِّن عَلَيكَ تَماسَك
إِنّي سَمِعتُ أَنينا
أَظُنُّ هَذا جَريحاً
يَشكو الأَسى أَو طَعينا
بِاللَهِ ماذا دَهاهُ
يا هَذِهِ خَبِّرينا
لَقَد دَهَتهُ المَنايا
مِن غارَةِ الخائِنينا
صَبّوا عَلَينا الرَزايا
لَم يَتَّقوا اللَهَ فينا
فَخَفِّفوا مِن أَذاهُ
إِن كُنتُمُ فاعِلينا
لا تَيأَسي وَتَجَلَّد
أَراكَ شَهماً رَكينا
أَبشِر فَإِنَّكَ ناجٍ
وَاِصبِر مَعَ الصابِرينا
أَوّاهُ إِنّي أَراهُ
بِالمَوتِ أَمسى رَهينا
جِراحُهُ بالِغاتٌ
تُعيي الطَبيبَ الفَطينا
وَعَن قَريبٍ سَيَقضي
غَضَّ الشَبابِ حَزينا
أُفٍّ لِقَومٍ جِياعٍ
قَد أَزعَجوا العالَمينا
قِراهُمُ أَينَ حَلّوا
ضَربٌ يَقُدُّ المُتونا
عَقّوا المُروءَةَ هَدّوا
مَفاخِرَ الأَوَّلينا
عاثوا فَساداً وَفَرّوا
يَستَعجِلونَ السَفينا
وَأَلبَسوا الغَربَ خِزياً
في قَرنِهِ العِشرينا
وَأَلجَموا كُلَّ داعٍ
وَأَحرَجوا المُصلِحينا
فَيا أُرُبَّةُ مَهلاً
أَينَ الَّذي تَدَّعينا
ماذا تُريدينَ مِنّا
وَالداءُ أَمسى دَفينا
أَينَ الحَضارَةُ إِنّا
بِعَيشِنا قَد رَضينا
لَم نُؤذِ في الدَهرِ جاراً
وَلَم نُخاتِل خَدينا
مَسَرَّةَ الشامِ إِنّا
إِخوانُكُم ما حَيينا
ثِقوا فَإِنّا وَثِقنا
بِكُم وَجِئنا قَطينا
إِنّا نَرى فيكَ عيسى
يَدعو إِلى الخَيرِ فينا
قَرَّبتَ بَينَ قُلوبٍ
قَد أَوشَكَت أَن تَبينا
فَأَنتَ فَخرُ النَصارى
وَصاحِبُ المُسلِمينا
رَأَيتُ يَأسَ طَبيبي
وَهَمسَهُ في فُؤادي
لا تَندُبيني فَإِنّي
أَقضي وَتَحيا بِلادي
أَستَودِعُ اللَهَ شَهماً
نَدباً طَويلَ النِجادِ
أَستَودِعُ اللَهَ روحاً
كانَت رَجاءَ البِلادِ
فَيا شَهيداً رَمَتهُ
غَدراً كُراتُ الأَعادي
نَم هانِئاً مُطمَئِنّاً
فَلَم تَنَم أَحقادي
فَسَوفَ يُرضيكَ ثَأرٌ
يُذيبُ قَلبَ الجَمادِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:47 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ
في المَشرِقَينِ عَلا وَطار
النيلُ وَالبُسفورُ فيـ
ـكَ تَجاذَبا ذَيلَ الفَخار
يَومَ اِمتَطَيتَ بُراقَكَ الـ
ـمَيمونَ وَاِجتَزتَ القِفار
تَلهو وَتَعبَثُ بِالرِيا
حِ عَلى المَفاوِزِ وَالبِحارِ
لَو سابَقَتكَ سَوابِقُ الـ
ـأَفكارِ أَدرَكَها العِثار
حَسَدَتكَ في الأُفُقِ البُرو
قُ وَغارَ في الأَرضِ البُخار
تَجري بِسابِحَةٍ تَشُق
قُ سَبيلَها شَقَّ الإِزار
وَتَكادُ تَقدَحُ في الأَثيـ
ـرِ فَيَستَحيلُ إِلى شَرار
مِثلَ الشِهابِ اِنقَضَّ في
آثارِ عِفريتٍ وَثار
فَإِذا عَلَت فَكَدَعوَةِ الـ
ـمُضطَرِّ تَختَرِقُ السِتار
وَإِذا هَوَت فَكَما هَوَت
أُنثى العُقابِ عَلى الهَزاز
وَتُسِفُّ آوِنَةً وَآ
وِنَةً يَحيدُ بِها اِزوِرار
فَيَخالُها الراؤونَ قَد
قَرَّت وَلَيسَ بِها قَرار
لَعِبَ الجَوادُ أَقَلَّ لَي
ثاً مِن قُضاعَةَ أَو نِزار
أَو كَاللَعوبِ مِنَ الحَما
ئِمِ فَوقَ مَلعَبِهِ اِستَطار
وَكَأَنَّها في الأُفقِ حيـ
ـنَ يَميلُ ميزانُ النَهار
وَالشَمسُ تُلقي فَوقَها
حُلَلَ اِحمِرارٍ وَاِصفِرار
مَلِكٌ تُمَثِّلُهُ لَنا ال
سيما فَيَأخُذُنا اِنبِهار
فَتحي بِرَبِّكَ ما رَأَيـ
ـتَ بِذَلِكَ الفَلَكِ المُدار
أَبَلَغتَ تَسبيحَ المَلا
ئِكِ أَو دَنَوتَ مِنَ السِرار
أَم خِفتَ تِلكَ الراصِدا
تِ هُناكَ مِن شُهُبٍ وَنار
أَرَأَيتَ سُكّانَ النُجو
مِ وَأَنتَ في ذاكَ الجِوار
أَهُناكَ في المِرّيخِ ما
في الأَرضِ مِن عِلَلِ الشِجار
أَهُناكَ يَستَعدي الضَعيـ
ـفُ عَلى القَوِيِّ فَلا يُجار
ما لِاِبنِ آدَمَ زادَ في
غُلَوائِهِ فَطَغى وَجار
يا لَيتَ شِعري هَل لَهُ
في عالَمِ المَلَكوتِ ثار
أَم لاذَ مُعتَصِماً بِكُر
سِيِّ المُهَيمِنِ وَاِستَجار
فَاِستَلَّ مِن قَلبِ الجَما
دِ الصُلبِ أَجنِحَةً وَطار
وَتَسَلَّقَ الأَجواءَ مُم
تَطِياً عَواصِفَها وَسار
يَرجو النَجاءَ مِنَ المَظا
لِمِ وَالمَغارِمِ وَالدَمار
يا أَيُّها الطَيّارُ طِر
فَإِذا بَلَغتَ مَدى المَطار
فَزُرِ السُها وَالفَرقَدَيـ
ـنِ إِذا أُتيحَ لَكَ المَزار
وَسَلِ النُجومَ عَنِ الحَيا
ةِ فَفي السُؤالِ لَكَ اِعتِبار
هُم يُنبِئونَكَ أَنَّ كُلـ
ـلَ الكائِناتِ إِلى بَوار
وَالظُلمُ مِن طَبعِ النِظا
مِ فَإِن ظُلِمتَ فَلا تُمار
إِنَّ الَّذي بَرَأَ السَديـ
ـمَ هُوَ الَّذي بَرَأَ الغُبار
في العالَمِ العُلوِيِّ وَالـ
ـسُفلِيِّ أَحكامٌ تُدار
خُلِقَ الضَعيفُ لِخِدمَةِ الـ
ـأَقوى وَلَيسَ لَهُ خِيار
فَتَقَوَّ يَرهَبكَ القَوِيـ
ـيُ وَهُن يُلازِمكَ الصَغار
في الأَرضِ ما تَبغونَ مِن
عِزٍّ وَآمالٍ كِبار
فيها الحَديدُ وَفيهِ بَأ
سٌ يَومَ يُمتَهَنُ الذِمار
فيها الكُنوزُ الحافِلا
تُ لِمَن تَبَصَّرَ وَاِستَنار
مِنها اِستَمَدَّ قُواهُ مَن
قَهَرَ المَمالِكِ وَاِستَعار
وَبِما اِحتَوَت رَدَّ الحَصيـ
ـفُ الرَأيِ غارَةَ مَن أَغار
في ذِمَّةِ الآفاقِ سِر
وَاِرجِع إِلى تِلكَ الدِيار
وَاِجعَل تَحِيَّتَنا إِلى
بَلَدٍ بِهِ لِلمُلكِ دار
دارٌ عَلَيها لِلخِلا
فَةِ وَالهُدى رُفِعَ المَنار
دارُ الغُزاةِ الفاتِحيـ
ـنَ الصَفوَةِ الغُرِّ الخِيار
في كُلِّ حاضِرَةٍ لَهُم
غَزوٌ فَفَتحٌ فَاِنتِصار
ضَرَبوا الزَمانَ بِسَوطِ عِز
زَتِهِم فَلانَ لَهُم فَدار
يَمشونَ في غابِ القَنا
مَشيَ المُرَنَّحِ بِالعُقار
مِن كُلِّ أَروَعَ فاتِكٍ
لا يَستَشيرُ سِوى الغِرار
ذي مِرَّةٍ تُشجيهِ ذا
تُ النَقعِ لا ذاتُ الخِمار
يَغشى المَعامِعَ ضارِباً
بِحَياتِهِ ضَربَ القِمار
لا يَنثَني أَو تَخرُجَ الـ
ـأَجرامُ عَن فَلَكِ المَدار
عَبَسَت لَهُم أَيّامُهُم
وَالعَبسُ يَعقُبُهُ اِفتِرار
ما عابَهُم أَنَّ الصُعو
دَ يَليهِ في الدَهرِ اِنحِدار
فَلِكُلِّ غادٍ رَوحَةٌ
وَلِكُلِّ وُضّاءٍ سِرار
وَلَسَوفَ يَعلو نَجمُهُم
وَيَسودُ ذَيّاكَ الشِعار
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:47 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال
قَصدِ الحَميدِ وَبِالرِعايَه
ماذا حَمَلتَ لَنا عَنِ ال
مَلِكِ الكَبيرِ وَعَن غِرايَه
أَوضِح لِمِصرَ الفَرقَ ما
بَينَ السِيادَةِ وَالحِمايَه
وَأَزِل شُكوكاً بِالنُفو
سِ تَعَلَّقَت مُنذُ البِدايَه
وَدَعِ الوُعودَ فَإِنَّها
فيما مَضى كانَت رِوايَه
أَضحَت رُبوعُ النيلِ سَل
طَنَةً وَقَد كانَت وِلايَه
فَتَعَهَّدوها بِالصَلا
حِ وَأَحسِنوا فيها الوِصايَه
إِنّا لَنَشكو واثِقي
نَ بِعَدلِ مَن يُشكي الشِكايَه
نَرجو حَياةً حُرَّةً
مَضمونَةً في ظِلِّ رايَه
وَنَرومُ تَعليماً يَكو
نُ لَهُ مِنَ الفَوضى وِقايَه
وَنَوَدُّ أَلّا تَسمَعوا
فينا السِعايَةَ وَالوِشايَه
أَنتُم أَطِبّاءُ الشُعو
بِ وَأَنبَلُ الأَقوامِ غايَه
أَنّى حَلَلتُم في البِلا
دِ لَكُم مِنَ الإِصلاحِ آيَه
رَسَخَت بِنايَةُ مَجدِكُم
فَوقَ الرَوِيَّةِ وَالهِدايَه
وَعَدَلتُمُ فَمَلَكتُمُ ال
دُنيا وَفي العَدلِ الكِفايَه
إِن تَنصُروا المُستَضعَفي
نَ فَنَحنُ أَضعَفُهُم نِكايَه
أَو تَعمَلوا لِصَلاحِنا
فَتَدارَكوهُ إِلى النِهايَه
إِنّا بَلَغنا رُشدَنا
وَالرُشدُ تَسبِقُهُ الغَوايَه
لا تَأخُذونا بِالكَلا
مِ فَلَيسَ في الشَكوى جِنايَه
هَذا حُسَينٌ فَوقَ عَر
شِ النيلِ تَحرُسُهُ العِنايَه
هُوَ خَيرُ مَن يَبني لَنا
فَدَعوهُ يَنهَضُ بِالبِنايَه
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:48 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لِلَّهِ آثارٌ هُناكَ كَريمَةٌ
حَسَدَت رَوائِعَ حُسنِها بِرلينُ
طاحَت بِها تِلكَ المَدافِعُ تارَةً
لَمّا أَمَرتَ وَتارَةً زِبلينُ
ماذا رَأَيتُ مِنَ النَبالَةِ وَالعُلا
في عُدمِهِنَّ وَكُلُّهُنَّ عُيونُ
لَو أَنَّ في بِرلينَ عِندَكَ مِثلَها
لَعَرَفتَ كَيفَ تُجِلُّها وَتَصونُ
إِن كُنتَ أَنتَ هَدَمتَ رِمسَ فَإِنَّهُ
أَودى بِمَجدِكَ رُكنُها المَوهونُ
لَم يُغنِ عَنها مَعبَدٌ خَرَّبتَهُ
ظُلماً وَلَم يُمسِك عِنانَكَ دينُ
لا تَحسَبَنَّ الفَخرَ ما أَحرَزتَهُ
الفَخرُ بِالذِكرِ الجَميلِ رَهينُ
هَل شِدتَ في بِرلينَ غَيرَ مُعَسكَرٍ
قامَت عَلَيهِ مَعاقِلٌ وَحُصونُ
وَجَمَعتَ شَعبَكَ كُلَّهُ في قَبضَةٍ
إِن لَم تَكُن لانَت فَسَوفَ تَلينُ
نَظَمَت تِجارَتُكَ المَدائِنَ وَالقُرى
فَالنيلُ ناءَ بِها وَناءَ السينُ
فَبِكُلِّ أَرضٍ مِن رِجالِكَ عُصبَةٌ
وَبِكُلِّ بَحرٍ مِن لَدُنكَ سَفينُ
تَسري وَنَسرُكَ أَينَ لُحنَ يُظِلُّها
لا اللَيثُ يُزعِجُها وَلا التِنّينُ
فَالأَمرُ أَمرُكَ وَالمُهَنَّدُ مُغمَدٌ
وَالنَهيُ نَهيُكَ وَالسُرى مَأمونُ
قَد كانَ في بِرلينَ شَعبُكَ وادِعاً
يَستَعمِرُ الأَسواقَ وَهيَ سُكونُ
فُتِحَت لَهُ أَبوابُها فَسَبيلُها
وَقفٌ عَلَيهِ وَرِزقُهُ مَضمونُ
فَعَلامَ أَرهَقتَ الوَرى وَأَثَرتَها
شَعواءَ فيها لِلهَلاكِ فُنونُ
تَاللَهِ لَو نُصِرَت جُيوشُكَ لِاِنطَوى
أَجَلُ السَلامِ وَأَقفَرَ المَسكونُ
سَبعونَ مِليوناً إِذا وَزَّعتَها
بَينَ الحَواضِرِ نالَنا مِليونُ
وَيلٌ لِمَن يَستَعمِرونَ بِلادَهُ
القَحطُ أَيسَرُ خَطبِهِ وَالهونُ
أَكثَرتَ مِن ذِكرِ الإِلَهِ تَوَرُّعاً
وَزَعَمتَ أَنَّكَ مُرسَلٌ وَأَمينُ
عَجَباً أَتَذكُرُهُ وَتَملَأُ كَونَهُ
وَيلاً لِيَنعَمَ شَعبُكَ المَغبونُ
وَكَذَلِكَ القَصّابُ يَذكُرُ رَبَّهُ
وَالنَصلُ في عُنُقِ الذَبيحِ دَفينُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:48 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً
مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ
العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها
مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ
وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً
تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ
فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ
وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ
عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا
كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ
تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني
عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ
وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا
وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا
وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم
أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ
نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها
فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا
مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما
غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا
إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ
فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:48 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
خَرَجَ الغَواني يَحتَجِجـ
ـنَ وَرُحتُ أَرقُبُ جَمعَهُنَّه
فَإِذا بِهِنَّ تَخِذنَ مِن
سودِ الثِيابِ شِعارَهُنَّه
فَطَلَعنَ مِثلَ كَواكِبٍ
يَسطَعنَ في وَسَطِ الدُجُنَّه
وَأَخَذنَ يَجتَزنَ الطَريـ
ـقَ وَدارُ سَعدٍ قَصدُهُنَّه
يَمشينَ في كَنَفِ الوَقا
رِ وَقَد أَبَنَّ شُعورَهُنَّه
وَإِذا بِجَيشٍ مُقبِلٍ
وَالخَيلُ مُطلَقَةُ الأَعِنَّه
وَإِذا الجُنودُ سُيوفُها
قَد صُوِّبَت لِنُحورِهِنَّه
وَإِذا المَدافِعُ وَالبَنا
دِقُ وَالصَوارِمُ وَالأَسِنَّه
وَالخَيلُ وَالفُرسانُ قَد
ضَرَبَت نِطاقاً حَولَهُنَّه
وَالوَردُ وَالرَيحانُ في
ذاكَ النَهارِ سِلاحُهُنَّه
فَتَطاحَنَ الجَيشانِ سا
عاتٍ تَشيبُ لَها الأَجِنَّه
فَتَضَعضَعَ النِسوانُ وَالـ
ـنِسوانُ لَيسَ لَهُنَّ مُنَّه
ثُمَّ اِنهَزَمنَ مُشَتَّتا
تِ الشَملِ نَحوَ قُصورِهِنَّه
فَليَهنَأَ الجَيشُ الفَخو
رُ بِنَصرِهِ وَبِكَسرِهِنَّه
فَكَأَنَّما الأَلمانُ قَد
لَبِسوا البَراقِعَ بَينَهُنَّه
وَأَتَوا بِهِندِنبُرجَ مُخـ
ـتَفِياً بِمِصرَ يَقودُهُنَّه
فَلِذاكَ خافوا بَأسَهُـ
ـنَ وَأَشفَقوا مِن كَيدِهِنَّه
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:48 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري
عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا
إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ
وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ
وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ
مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَرَنَّمُ
فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ
عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ
تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ
وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ
أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم
حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ
وَكَيفَ يَذِلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم
كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ وَيُكرَمُ
نَبِيُّكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ
حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُوَّمُ
عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً
وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:49 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً
كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَه
رِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر
قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا
سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ
وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ
عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ
وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا
مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ
لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا
مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ
إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها
صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ
فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها
كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ
أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي
لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً
مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي
كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت
ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي
إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي
رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي
وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا
نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي
قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي
مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي
هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك
بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي
هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي
أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي
حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه
دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ
هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي
مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي
ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَه
رَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي
قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو
نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ
إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ
مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي
أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو
مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ
وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت
في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي
وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي
قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ
وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي
فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي
قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو
لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ
فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني
وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي
أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي
في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي
أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ
وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ
أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال
ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي
أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال
أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي
نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني
ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ
نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا
ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ
إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي
يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي
قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ
مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي
أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ
تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ
وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى
يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي
وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ
لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي
وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا
رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ
خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو
مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ
شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ
صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ
فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر
بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ
إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ
كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ
فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا
كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ
فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ
غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ
وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم
رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ
نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ
راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي
وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً
مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي
وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ
فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي
وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ
وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي
فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا
جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ
إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ
قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ
غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ
وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ
وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ
وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ
فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا
فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:49 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ
وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ
وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها
في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ
وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ
فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ
وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً
تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ
وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ
مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ
وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ
كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ
أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا
بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ
أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ
أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ
أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ
أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ
أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً
في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ
وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها
فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ
قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم
إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا
فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم
مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا
وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً
وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ
وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ
هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا
إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا
وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا
وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم
لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا
وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها
أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ
وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها
فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ
وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها
أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا
أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا
وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا
إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا
أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ
إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم
فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ
حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ
لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ
حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ
نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ
حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا
وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ
أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم
ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا
فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً
فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ
فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا
فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ
وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم
فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ
أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم
مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا
فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ
فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:50 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ
وَأَمِط لِثامَكَ عَن نَهارٍ ضاحي
بورِكتَ يا يَومَ الخَلاصِ وَلا وَنَت
عَنكَ السُعودُ بِغُدوَةٍ وَرَواحِ
بِاللَهِ كُن يُمناً وَكُن بُشرى لَنا
في رَدِّ مُغتَرِبٍ وَفَكِّ سَراحِ
أَقبَلتَ وَالأَيّامُ حَولَكَ مُثَّلٌ
صَفَّينِ تَخطِرُ خَطرَةَ المَيّاحِ
وَخَرَجتَ مِن حُجبِ الغُيوبِ مُحَجَّلاً
في كُلِّ لَحظٍ مِنكَ أَلفُ صَباحِ
لَو صَحَّ في هَذا الوُجودِ تَناسُخٌ
لَرَأَيتُ فيكَ تَناسُخَ الأَرواحِ
وَلَكُنتَ يَومَ اللابِرِنتَ بِعَينِهِ
في عِزَّةٍ وَجَلالَةٍ وَسَماحِ
يَومٌ يُريكَ جَلالُهُ وَرُواؤُهُ
في الحُسنِ قُدرَةَ فالِقِ الإِصباحِ
خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ حُلَّةَ عَسجَدٍ
وَحَباهُ آذارٌ أَرَقَّ وِشاحِ
اللَهُ أَثبَتَهُ لَنا في لَوحِهِ
أَبَدَ الأَبيدِ فَما لَهُ مِن ماحي
حَيّيهِ عَنّا يا أَزاهِرُ وَاِملَئي
أَرجاءَهُ بِأَريجِكِ الفَوّاحِ
وَاِنفَحهُ عَنّا يا رَبيعُ بِكُلِّ ما
أَطلَعتَ مِن رَندٍ وَنَورِ أَقاحِ
تِه يا فُؤادُ فَحَولَ عَرشِكَ أُمَّةٌ
عَقَدَت خَناصِرَها عَلى الإِصلاحِ
أَبناؤُنا وَهُمُ أَحاديثُ النَدى
لَيسوا عَلى أَوطانِهِم بِشِحاحِ
صَبَروا عَلى مُرِّ الخُطوبِ فَأَدرَكوا
حُلوَ المُنى مَعسولَةَ الأَقداحِ
شاكي سِلاحِ الصَبرِ لَيسَ بِأَعزَلٍ
يَغزوهُ رَبُّ عَوامِلٍ وَصِفاحِ
الصَبرُ إِن فَكَّرتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ
وَالحَقُّ لَو يَدرونَ خَيرُ سِلاحِ
قَد أَنكَروا حَقَّ الضَعيفِ فَهَل أَتى
إِنكارُ ذاكَ الحَقِّ في إِصحاحِ
كَم خَدَّرَت أَعصابَ مِصرَ نَوافِحٌ
لِوُعودِهِم كَنَوافِحِ التُفّاحِ
فَتَعَلَّلَ المِصرِيُّ مُغتَبِطاً بِها
أَرَأَيتَ طِفلاً عَلَّلوهُ بِداحِ
وَتَأَنَّقوا في الخُلفِ حَتّى أَصبَحَت
أَقوالُهُم تُذرى بِغَيرِ رِياحِ
لَمّا تَنَبَّهَ بِالكِنانَةَ نائِمٌ
وَأَصاتَ بِالشَكوى الأَليمَةِ صاحي
وَتَكَشَّفَت تِلكَ الغَياهِبُ وَاِنطَوَت
وَبَدَت شُموسُ الحَقِّ وَهيَ ضَواحي
عَلِموا بِحَمدِ اللَهِ أَنَّ قَرارَنا
في ظِلِّ غَيرِ اللَهِ غَيرُ مُتاحِ
فَاليَومَ قَرّي يا كِنانَةُ وَاِهدَئي
حَرَمُ الكِنانَةِ لَم يَكُن بِمُباحِ
مَن ذا يُغيرُ عَلى الأُسودِ بِغابِها
أَو مَن يَعومُ بِمَسبَحِ التِمساحِ
لِلنيلِ مَجدٌ في الزَمانِ مُؤَثَّلٌ
مِن عَهدِ آمونٍ وَعَهدِ فَتاحِ
فَسَلِ العُصورَ بِهِ وَسَل آثارَهُ
في مِصرَ كَم شَهِدَت مِنَ السُيّاحِ
يا صاحِبَ القُطرَينِ غَيرَ مُدافِعٍ
ما مِثلُ ساحِكَ في العُلا مِن ساحِ
لَم يَبدُ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلى
كَالتاجِ فَوقَ جَبينِكَ الوَضّاحِ
ذَكَرَت بِعَرشِكَ مِصرُ يَومَ وَليتَهُ
عَرشَ المُعِزِّ بِها وَعَرشَ صَلاحِ
في كُلِّ قُطرٍ مِن جَلالِكَ رَوعَةٌ
وَلِكُلِّ قُطرٍ مِنكَ ظِلُّ جَناحِ
لَكَ مِصرُ وَالسودانُ وَالنَهرُ الَّذي
يَختالُ بَينَ رُبىً وَبَينَ بِطاحِ
وَبَواسِقُ السودانِ تَشهَدُ أَنَّها
غُرِسَت بِعَهدِ جُدودِكَ الفُتّاحِ
لا غَروَ إِن غَنّى بِمَدحِكَ صائِحٌ
أَو مُسجِحٌ في حَلبَةِ المُدّاحِ
حُسنُ الغِناءِ مَعَ الصِياحِ كَحُسنِهِ
عِندَ الخَبيرِ بِهِ مَعَ الإِسجاحِ
أَوَ لَم يَكُن لَكَ مُلكُ مِصرَ وَنيلُها
يَنسابُ بَينَ مُروجِها الأَفياحِ
مَنضورَةَ الجَنّاتِ حالِيَةَ الرُبا
مَطلولَةَ السَرَحاتِ وَالأَرواحِ
قَد قالَ عَمرٌو في ثَراها آيَةً
مَأثورَةً نُقِشَت عَلى الأَلواحِ
بَينا تَراهُ لَآلِئاً وَكَأَنَّما
نُثِرَت بِتُربَتِهِ عُقودُ مِلاحِ
وَإِذا بِهِ لِلناظِرينَ زُمُرُّدٌ
يَشفيكَ أَخضَرُهُ مِنَ الأَتراحِ
وَإِذا بِهِ مِسكٌ تَشُقُّ سَوادَهُ
شَقَّ الأَديمِ مَحارِثُ الفَلّاحِ
البَرلَمانُ تَهَيَّأَت أَسبابُهُ
لَم يَبقَ مِن سَبَبٍ سِوى المِفتاحِ
هُوَ في يَدَيكَ وَديعَةٌ لِرَعِيَّةٍ
تُثني بِأَلسِنَةٍ عَلَيكَ فِصاحِ
رُدَّ الوَديعَةَ يا فُؤادُ فَإِنَّما
رَدُّ الوَديعَةِ شيمَةُ المِسماحِ
وَاِنهَض بِشَعبِكَ يا فُؤادُ إِلى العُلا
وَإِلى مَكانٍ في الوُجودِ بَراحِ
فَاللَهُ يَشهَدُ وَالخَلائِقُ أَنَّنا
طُلّابُ حَقٍّ في الحَياةِ صِراحِ
هَذا مَنارُ البَرلَمانِ أَمامَكُم
لِهُدى السَبيلِ كَإِبرَةِ المَلّاحِ
فَتَيَمَّموهُ مُخلِصينَ فَما لَكُم
مِن دونِهِ مِن غِبطَةٍ وَفَلاحِ
الفَصلُ لِلشورى وَتِلكَ هِيَ الَّتي
تَزَعُ الهَوى وَتَرُدُّ كُلَّ جِماحِ
هِيَ لا تَضِلُّ سَبيلَها فَكَأَنَّما
خُلِقَ السَبيلُ لَها بِغَيرِ نَواحي
هِيَ لا بَراحَ تَرُدُّ كَيدَ عَدُوِّكُم
وَتَفُلُّ غَربَ الغاصِبِ المُجتاحِ
فَتَكَنَّفوا الشورى عَلى اِستِقلالِكُم
في الرَأيِ لا توحيهِ نَزعَةُ واحي
وَيَدُ الإِلَهِ مَعَ الجَماعَةِ فَاِضرِبوا
بِعَصا الجَماعَةِ تَظفَروا بِنَجاحِ
كونوا رِجالاً عامِلينَ وَكَذِّبوا
وَالصُبحُ أَبلَجُ حامِلَ المِصباحِ
وَدَعوا التَخاذُلَ في الأُمورِ فَإِنَّما
شَبَحُ التَخاذُلِ أَنكَرُ الأَشباحِ
وَاللَهِ ما بَلَغَ الشَقاءُ بِنا المَدى
بِسِوى خِلافٍ بَينَنا وَتَلاحي
قُم يا اِبنَ مِصرَ فَأَنتَ حُرٌّ وَاِستَعِد
مَجدَ الجُدودِ وَلا تَعُد لِمَراحِ
شَمِّر وَكافِح في الحَياةِ فَهَذِهِ
دُنياكَ دارُ تَناحُرٍ وَكِفاحِ
وَاِنهَل مَعَ النُهّالِ مِن عَذبِ الحَيا
فَإِذا رَقا فَاِمتَح مَعَ المُتّاحِ
وَإِذا أَلَحَّ عَلَيكَ خَطبٌ لا تَهُن
وَاِضرِب عَلى الإِلحاحِ بِالإِلحاحِ
وَخُضِ الحَياةَ وَإِن تَلاطَمَ مَوجُها
خَوضُ البِحارِ رِياضَةُ السَبّاحِ
وَاِجعَل عِيانَكَ قَبلَ خَطوِكَ رائِداً
لا تَحسَبَنَّ الغَمرَ كَالضَحضاحِ
وَإِذا اِجتَوَتكَ مَحَلَّةٌ وَتَنَكَّرَت
لَكَ فَاِعدُها وَاِنزَح مَعَ النُزّاحِ
في البَحرِ لا تَثنيكَ نارُ بَوارِجٍ
في البَرِّ لا يَلويكَ غابُ رِماحِ
وَاُنظُر إِلى الغَربِيِّ كَيفَ سَمَت بِهِ
بَينَ الشُعوبِ طَبيعَةَ الكَدّاحِ
وَاللَهِ ما بَلَغَت بَنو الغَربِ المُنى
إِلّا بِنِيّاتٍ هُناكَ صِحاحِ
رَكِبوا البِحارَ وَقَد تَجَمَّدَ ماؤُها
وَالجَوَّ بَينَ تَناوُحِ الأَرواحِ
وَالبَرُّ مَصهورَ الحَصى مُتَأَجِّجاً
يَرمي بِنَزّاعِ الشَوى لَوّاحِ
يَلقى فَتِيُّهُمُ الزَمانَ بِهِمَّةٍ
عَجَبٍ وَوَجهٍ في الخُطوبِ وَقاحِ
وَيَشُقُّ أَجوازَ القِفارِ مُغامِراً
وَعرُ الطَريقِ لَدَيهِ كَالصَحصاحِ
وَاِبنُ الكِنانَةِ في الكِنانَةِ راكِدٌ
يَرنو بِعَينٍ غَيرِ ذاتِ طِماحِ
لا يَستَغِلُّ كَما عَلِمتَ ذَكاءَهُ
وَذَكاؤُهُ كَالخاطِفِ اللَمّاحِ
أَمسى كَماءِ النَهرِ ضاعَ فُراتُهُ
في البَحرِ بَينَ أُجاجِهِ المُنداحِ
فَاِنهَض وَدَع شَكوى الزَمانِ وَلا تَنُح
في فادِحِ البُؤسى مَعَ الأَنواحِ
وَاِربَح لِمِصرَ بِرَأسِ مالِكَ عِزَّةً
إِنَّ الذَكاءَ حُبالَةُ الأَرباحِ
وَإِذا رُزِقتَ رِآسَةً فَاِنسُج لَها
بُردَينِ مِن حَزمٍ وَمِن إِسجاحِ
وَاِشرَب مِنَ الماءِ القَراحِ مُنَعَّماً
فَلَكَم وَرَدتَ الماءَ غَيرَ قَراحِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:50 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ
وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ
صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم
يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ
أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى
صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ
قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا
تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ
سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا
أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ
إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى
حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ
لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ
بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ
أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا
نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ
إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا
سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ
وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ
الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ
لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها
غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:51 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
بَنَيتُم عَلى الأَخلاقِ آساسَ مُلكِكُم
فَكانَ لَكُم بَينَ الشُعوبِ ذِمامُ
فَما لي أَرى الأَخلاقَ قَد شابَ قَرنُها
وَحَلَّ بِها ضَعفٌ وَدَبَّ سَقامُ
أَخافُ عَلَيكُم عَثرَةً بَعدَ نَهضَةٍ
فَلَيسَ لِمُلكِ الظالِمينَ دَوامُ
أَضَعتُم وِداداً لَو رَعَيتُم عُهودَهُ
لَما قامَ بَينَ الأُمَّتَينِ خِصامُ
أَبَعدَ حِيادٍ لا رَعى اللَهُ عَهدَهُ
وَبَعدَ الجُروحِ الناغِراتِ وِئامُ
إِذا كانَ في حُسنِ التَفاهُمِ مَوتُنا
فَلَيسَ عَلى باغي الحَياةِ مَلامُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:51 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
أَلَم تَرَ في الطَريقِ إِلى كِيادِ
تَصيدُ البَطَّ بُؤسَ العالَمينا
أَلَم تَلمَح دُموعَ الناسِ تَجري
مِنَ البَلوى أَلَم تَسمَع أَنينا
أَلَم تُخبِر بَني التاميزِ عَنّا
وَقَد بَعَثوكَ مَندوباً أَمينا
بِأَنّا قَد لَمَسنا الغَدرَ لَمساً
وَأَصبَحَ ظَنُّنا فيكُم يَقينا
كَشَفنا عَن نَواياكُم فَلَستُم
وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ مُحايِدينا
سَنُجمِعُ أَمرَنا وَتَرَونَ مِنّا
لَدى الجُلّى كِراماً صابِرينا
وَنَأخُذُ حَقَّنا رَغمَ العَوادي
تُطيفُ بِنا وَرَغمَ القاسِطينا
ضَرَبتُم حَولَ قادَتِنا نِطاقاً
مِنَ النيرانِ يُعيي الدارِعينا
عَلى رَغمِ المُروءَةِ قَد ظَفِرتُم
وَلَكِن بِالأُسودِ مُصَفَّدينا
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:51 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لا تَذكُروا الأَخلاقَ بَعدَ حِيادِكُم
فَمُصابُكُم وَمُصابُنا سِيّانِ
حارَبتُمُ أَخلاقَكُم لِتُحارِبوا
أَخلاقَنا فَتَأَلَّمَ الشَعبانِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:51 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
لَقَد طالَ الحِيادُ وَلَم تَكُفّوا
أَما أَرضاكُمُ ثَمَنُ الحِيادِ
أَخَذتُم كُلَّ ما تَبغونَ مِنّا
فَما هَذا التَحَكُّمُ في العِبادِ
بَلَونا شِدَّةً مِنكُم وَلينا
فَكانَ كِلاهُما ذَرَّ الرَمادِ
وَسالَمتُم وَعادَيتُم زَماناً
فَلَم يُغنِ المُسالِمُ وَالمُعادي
فَلَيسَ وَراءَكُم غَيرُ التَجَنّي
وَلَيسَ أَمامَنا غَيرُ الجِهادِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:52 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
حَوِّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا
وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما
وَاِملَئوا البَحرَ إِن أَرَدتُم سَفيناً
وَاِملَئوا الجَوَّ إِن أَرَدتُم رُجوما
وَأَقيموا لِلعَسفِ في كُلِّ شِبرٍ
كُنسُتَبلاً بِالسَوطِ يَفري الأَديما
إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ
أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما
عاصِفٌ صانَ مُلكَكُم وَحَماكُم
وَكَفاكُم بِالأَمسِ خَطباً جَسيما
غالَ أَرمادَةَ العَدُوَّ فَفُزتُم
وَبَلَغتُم في الشَرقِ شَأواً عَظيما
فَعَدَلتُم هُنَيهَةً وَبَغَيتُم
وَتَرَكتُم في النيلِ عَهداً ذَميما
فَشَهِدنا ظُلماً يُقالُ لَهُ العَد
لُ وَوُدّاً يَسقي الحَميمَ الحَميما
فَاِتَّقوا غَضبَةَ العَواصِفِ إِنّي
قَد رَأَيتُ المَصيرَ أَمسى وَخيما
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:52 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
قَصرَ الدُبارَةِ قَد نَقَضـ
ـتَ العَهدَ نَقضَ الغاصِبِ
أَخفَيتَ ما أَضمَرتَهُ
وَأَبَنتَ وُدَّ الصاحِبِ
الحَربُ أَروَحُ لِلنُفو
سِ مِنَ الحِيادِ الكاذِبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:52 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
كَم حَدَّدوا يَومَ الجَلاءِ الَّذي
أَصبَحَ في الإِبهامِ كَالمَحشَرِ
وَسَنَّ قَومُ الطَيشِ مِن جَهلِهِم
كِذبَةَ إِبريلَ لِأُكتوبَرِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:52 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي
وَقُلتُ فَأَكبَروا أَرَبي
وَما أَرجوهُ مِن بَلَدٍ
بِهِ ضاقَ الرَجاءُ وَبي
وَهَل في مِصرَ مَفخَرَةٌ
سِوى الأَلقابِ وَالرُتَبِ
وَذي إِرثٍ يُكاثِرُنا
بِمالٍ غَيرِ مُكتَسَبِ
وَفي الرومِيِّ مَوعِظَةٌ
لِشَعبٍ جَدَّ في اللَعِبِ
يُقَتِّلُنا بِلا قَوَدٍ
وَلا دِيَةٍ وَلا رَهَبِ
وَيَمشي نَحوَ رايَتِهِ
فَتَحميهِ مِنَ العَطَبِ
فَقُل لِلفاخِرينَ أَما
لِهَذا الفَخرِ مِن سَبَبِ
أَروني بَينَكُم رَجُلاً
رَكيناً واضِحَ الحَسَبِ
أَروني نِصفَ مُختَرِعٍ
أَروني رُبعَ مُحتَسِبِ
أَروني نادِياً حَفلاً
بِأَهلِ الفَضلِ وَالأَدَبِ
وَماذا في مَدارِسِكُم
مِنَ التَعليمِ وَالكُتُبِ
وَماذا في مَساجِدِكُم
مِنَ التِبيانِ وَالخُطَبِ
وَماذا في صَحائِفِكُم
سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ
حَصائِدُ أَلسُنٍ جَرَّت
إِلى الوَيلاتِ وَالحَرَبِ
فَهُبّوا مِن مَراقِدِكُم
فَإِنَّ الوَقتَ مِن ذَهَبِ
فَهَذي أُمَّةُ اليابا
نِ جازَت دارَةَ الشُهُبِ
فَهامَت بِالعُلا شَغَفاً
وَهِمنا بِاِبنَةِ العِنَبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 12:52 AM
http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395210375_208.gif
جِرابُ حَظِّيَ قَد أَفرَغتُهُ طَمَعاً
بِبابِ أُستاذِنا الشيمي وَلا عَجَبا
فَعادَ لي وَهوَ مَملوءٌ فَقُلتُ لَهُ
مِمّا فَقالَ مِنَ الحَسراتِ واحَرَبا
نهيان
11-23-2019, 01:00 AM
الامبراطوره
حلوة المبسم
كل الشكر لك على تميز انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه ياغاليه
اهنيك على اختياراتك الاكثر من رائعه
وننتظرالمزيد بكل شوق فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك ماحييتي
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:23 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان http://skoon-elqmar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (http://skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=469623#post469623)
الامبراطوره
حلوة المبسم
كل الشكر لك على تميز انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه ياغاليه
اهنيك على اختياراتك الاكثر من رائعه
وننتظرالمزيد بكل شوق فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك ماحييتي
https://lyricss.cc/wp-content/uploads/2018/07/4309.jpg
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:40 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
سَليلَ الطينِ كَم نِلنا شَقاءً
وَكَم خَطَّت أَنامِلُنا ضَريحا
وَكَم أَزرَت بِنا الأَيّامُ حَتّى
فَدَت بِالكَبشِ إِسحاقَ الذَبيحا
وَباعَت يوسُفاً بَيعَ المَوالي
وَأَلقَت في يَدِ القَومِ المَسيحا
وَيا نوحاً جَنَيتَ عَلى البَرايا
وَلَم تَمنَحهُمُ الوُدَّ الصَحيحا
عَلامَ حَمَلتَهُم في الفُلكِ هَلّا
تَرَكتَهُم فَكُنتَ لَهُم مُريحا
أَصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلّى
وَصادَفَ سَهمِيَ القِدحَ المَنيحا
فَلَو ساقَ القَضاءُ إِلَيَّ نَفعاً
لَقامَ أَخوهُ مُعتَرِضاً شَحيحا
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:40 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
خَلَقتَ لي نَفساً فَأَرصَدتَها
لِلحُزنِ وَالبَلوى وَهَذا الشَقاء
فَاِمنُن بِنَفسٍ لَم يَشُبها الأَسى
لَعَلَّها تَعرِفُ طَعمَ الهَناء
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:41 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما
وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما
لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ
تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما
إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم
فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما
سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما
أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها
فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما
فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي
سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما
فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي
وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما
فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى
فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما
وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي
فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما
وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً
لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما
فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى
وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما
وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ
وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما
فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي
بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما
وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا
وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما
فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ
وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما
فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي
فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما
وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ
وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى
فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً
تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما
وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ
عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما
وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً
فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما
وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ
وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ
تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:41 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
ماذا أَصَبتَ مِنَ الأَسفارِ وَالنَصَبِ
وَطَيِّكَ العُمرَ بَينَ الوَخدِ وَالخَبَبِ
نَراكَ تَطلُبُ لا هَوناً وَلا كَثَباً
وَلا نَرى لَكَ مِن مالٍ وَلا نَشَبِ
لا تُطعِمانِيَ أَنيابَ المَلامِ عَلى
هَذا العِثارِ فَإِنّي مَهبِطُ العَجَبِ
وَدِدتُ لَو طَرَحوا بي يَومَ جِئتُهُمُ
في مَسبَحِ الحوتِ أَو في مَسرَحِ العَطَبِ
لَعَلَّ مانِيَ لاقى ما أُكابِدُهُ
فَوَدَّ تَعجيلَنا مِن عالَمِ الشَجَبِ
إِنّي اِحتَسَبتُ شَباباً بِتُّ أُنفِقُهُ
وَعَزمَةً شابَتِ الدُنيا وَلَم تَشِبِ
كَم هِمتُ في البيدِ وَالآرامُ قائِلَةٌ
وَالشَمسُ تَرمي أَديمَ الأَرضِ بِاللَهَبِ
وَكَم لَبِستُ الدُجى وَالتُربُ ناعِسَةٌ
وَاللَيلُ أَهدَأُ مِن جَأشي لَدى النُوَبِ
وَالنَجمُ يَعجَبُ مِن أَمري وَيَحسَبُني
لَدى السُرى ثامِناً لِلسَبعَةِ الشُهُبِ
لَكِنَّني غَيرُ مَجدودٍ وَما فَتِئَت
يَدُ المَقاديرِ تُقصيني عَنِ الأَرَبِ
وَقَد غَدَوتُ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ
وَفي أُمورِيَ ما لِلضَبِّ في الذَنَبِ
فَإِن تَكُن نِسبَتي لِلشَرقِ مانِعَتي
حَظّاً فَواهاً لِمَجدِ التُركِ وَالعَرَبِ
وَقاضِباتٍ لَهُم كانَت إِذا اِختُرِطَت
تَدَثَّرَ الغَربُ في ثَوبٍ مِنَ الرَهَبِ
وَجَمرَةٍ لَهُم في الشَرقِ ما هَمَدَت
وَلا عَلاها رَمادُ الخَتلِ وَالكَذِبِ
مَتى أَرى النيلَ لا تَحلو مَوارِدُهُ
لِغَيرِ مُرتَهِبٍ لِلَّهِ مُرتَقِبِ
فَقَد غَدَت مِصرُ في حالٍ إِذا ذُكِرَت
جادَت جُفوني لَها بِاللُؤلُؤِ الرَطِبِ
كَأَنَّني عِندَ ذِكري ما أَلَمَّ بِها
قَرمٌ تَرَدَّدَ بَينَ المَوتِ وَالهَرَبِ
إِذا نَطَقتُ فَقاعُ السِجنِ مُتَّكَأٌ
وَإِن سَكَتُّ فَإِنَّ النَفسَ لَم تَطِبِ
أَيَشتَكي الفَقرَ غادينا وَرائِحُنا
وَنَحنُ نَمشي عَلى أَرضٍ مِنَ الذَهَبِ
وَالقَومُ في مِصرَ كَالإِسفِنجِ قَد ظَفِرَت
بِالماءِ لَم يَترُكوا ضَرعاً لِمُحتَلِبِ
يا آلَ عُثمانَ ما هَذا الجَفاءُ لَنا
وَنَحنُ في اللَهِ إِخوانٌ وَفي الكُتُبِ
تَرَكتُمونا لِأَقوامٍ تُخالِفُنا
في الدينِ وَالفَضلِ وَالأَخلاقِ وَالأَدَبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:41 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا
إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا
كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت
وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا
كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَةً
لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا
وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو
مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينا
وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّرَةً
لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينا
فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا
شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا
حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ
وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:42 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ
وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ
وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ
مِنَ الشَبابِ وَما وَدَّعتُ ذِكراهُ
أَهفو إِلَيهِ عَلى ما أَقرَحَت كَبِدي
مِنَ التَباريحِ أولاهُ وَأُخراهُ
لَبِستُهُ وَدُموعُ العَينِ طَيِّعَةٌ
وَالنَفسُ جَيّاشَةٌ وَالقَلبُ أَوّاهُ
فَكانَ عَوني عَلى وَجدٍ أُكابِدُهُ
وَمُرِّ عَيشٍ عَلى العِلّاتِ أَلقاهُ
إِن خانَ وُدّي صَديقٌ كُنتُ أَصحَبُهُ
أَو خانَ عَهدي حَبيبٌ كُنتُ أَهواهُ
قَد أَرخَصَ الدَمعَ يَنبوعُ الغَناءِ بِهِ
وا لَهفَتي وَنُضوبُ الشَيبِ أَغلاهُ
كَم رَوَّحَ الدَمعُ عَن قَلبي وَكَم غَسَلَت
مِنهُ السَوابِقُ حُزناً في حَناياهُ
لَم أَدرِ ما يَدُهُ حَتّى تَرَشَّفَهُ
فَمُ المَشيبِ عَلى رَغمي فَأَفناهُ
قالوا تَحَرَّرتَ مِن قَيدِ المِلاحِ فَعِش
حُرّاً فَفي الأَسرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأباهُ
فَقُلتُ يا لَيتَهُ دامَت صَرامَتُهُ
ما كانَ أَرفَقُهُ عِندي وَأَحناهُ
بُدِّلتُ مِنهُ بِقَيدٍ لَستُ أُفلَتُهُ
وَكَيفَ أُفلَتُ قَيداً صاغَهُ اللَهُ
أَسرى الصَبابَةِ أَحياءٌ وَإِن جَهِدوا
أَمّا المَشيبُ فَفي الأَمواتِ أَسراهُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:42 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رَمَيتُ بِها عَلى هَذا التَبابِ
وَما أَورَدتُها غَيرَ السَرابِ
وَما حَمَّلتُها إِلّا شَقاءً
تُقاضيني بِهِ يَومَ الحِسابِ
جَنَيتُ عَلَيكِ يا نَفسي وَقَبلي
عَلَيكِ جَنى أَبي فَدَعي عِتابي
فَلَولا أَنَّهُم وَأَدوا بَياني
بَلَغتُ بِكِ المُنى وَشَفَيتُ ما بي
سَعَيتُ وَكَم سَعى قَبلي أَديبٌ
فَآبَ بِخَيبَةٍ بَعدَ اِغتِرابِ
وَما أَعذَرتُ حَتّى كانَ نَعلي
دَماً وَوِسادَتي وَجهَ التُرابِ
وَحَتّى صَيَّرَتني الشَمسُ عَبداً
صَبيغاً بَعدَ ما دَبَغَت إِهابي
وَحَتّى قَلَّمَ الإِملاقُ ظُفري
وَحَتّى حَطَّمَ المِقدارُ نابي
مَتى أَنا بالِغٌ يا مِصرُ أَرضاً
أَشُمُّ بِتُربِها ريحَ المَلابِ
رَأَيتُ اِبنَ البُخارِ عَلى رُباها
يَمُرُّ كَأَنَّهُ شَرخُ الشَبابِ
كَأَنَّ بِجَوفِهِ أَحشاءَ صَبٍّ
يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإِيابِ
إِذا ما لاحَ ساءَلنا الدَياجي
أَبَرقُ الأَرضِ أَم بَرقُ السَحابِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:42 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ
قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَرِ
خِلتُهُ يا قَومُ يُؤنِسُني
إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ
يا لِقَومي إِنَّني رَجُلٌ
أَفنَتِ الأَيّامُ مُصطَبَري
أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَد
نامَ حَتّى هاتِفُ الشَجَرِ
وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ
خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَرِ
فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني
كَحَبيبٍ آبَ مِن سَفَرِ
وَأَثارَت بي فَوادِحُهُ
كامِناتِ الهَمِّ وَالكَدَرِ
وَكَأَنَّ اللَيلَ أَقسَمَ لا
يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري
أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَكَ لَم
تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ
لي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلَهُ
صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُوَرِ
أَتَلاشى في مَحَبَّتِهِ
كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَرِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:43 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لَقَد كانَتِ الأَمثالُ تُضرَبُ بَينَنا
بِجَورِ سَدومٍ وَهوَ مِن أَظلَمِ البَشَر
فَلَمّا بَدَت في الكَونِ آياتُ ظُلمِهِم
إِذا بِسَدومٍ في حُكومَتِهِ عُمَر
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:43 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مَرِضنا فَما عادَنا عائِدُ
وَلا قيلَ أَينَ الفَتى الأَلمَعي
وَلا حَنَّ طِرسٌ إِلى كاتِبٍ
وَلا خَفَّ لَفظٌ عَلى مِسمَعِ
سَكَتنا فَعَزَّ عَلَينا السُكوتُ
وَهانَ الكَلامُ عَلى المُدَّعي
فَيا دَولَةً آذَنَت بِالزَوالِ
رَجَعنا لِعَهدِ الهَوى فَاِرجِعي
وَلا تَحسَبينا سَلَونا النَسيبَ
وَبَينَ الضُلوعِ فُؤادٌ يَعي
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:43 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
نَعِمنَ بِنَفسي وَأَشقَينَني
فَيا لَيتَهُنَّ وَيا لَيتَني
خِلالٌ نَزَلنَ بِخِصبِ النُفوسِ
فَرَوَّينَهُنَّ وَأَظمَأنَني
تَعَوَّدنَ مِنّي إِباءَ الكَريمِ
وَصَبرَ الحَليمِ وَتيهَ الغَني
وَعَوَّدتُهُنَّ نِزالَ الخُطوبِ
فَما يَنثَنينَ وَما أَنثَني
إِذا ما لَهَوتُ بِلَيلِ الشَبابِ
أَهَبنَ بِعَزمي فَنَبَّهنَني
فَما زِلتُ أَمرَحُ في قَدِّهِنَّ
وَيَمرَحنَ مِنّي بِرَوضٍ جَني
إِلى أَن تَوَلّى زَمانُ الشَبابِ
وَأَوشَكَ عودِيَ أَن يَنحَني
فَيا نَفسُ إِن كُنتِ لا توقِنينَ
بِمَعقودِ أَمرِكِ فَاِستَيقِني
فَهَذي الفَضيلَةُ سِجنُ النُفوسِ
وَأَنتِ الجَديرَةُ أَن تُسجَني
فَلا تَسأَليني مَتى تَنقَضي
لَيالي الإِسارِ وَلا تَحزَني
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:43 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رُدّا كُؤوسَكُما عَن شِبهِ مَفؤودِ
فَلَيسَ ذَلِكَ يَومَ الراحِ وَالعودِ
يا ساقِيَيَّ أَراني قَد سَكَنتُ إِلى
ماءِ المَدامِعِ عَن ماءِ العَناقيدِ
وَبِتُّ يَرتاحُ سَمعي حينَ يَفتُقُهُ
صَوتُ النَوادِبِ لا صَوتُ الأَغاريدِ
فَأَمسِكا الراحَ إِنّي لا أُخامِرُها
وَبَلِّغا الغيدَ عَنّي سَلوَةَ الغيدِ
ثُمَّ اِمضِيا وَدَعاني إِنَّني رَجُلٌ
قَد آلَ أَمري إِلى هَمٍّ وَتَسهيدِ
أَبَعدَ عُثمانَ أَبغي مَأرَباً حَسَناً
مِنَ الحَياةِ وَحَظّاً غَيرَ مَنكودِ
إِنّي لَيَحزُنُني أَن جاءَ يَنشُدُهُ
داعي المَنونِ وَأَنّي غَيرُ مَنشودِ
أَمسَت تُنافِسُ فيكَ الشُهبَ مِن شَرَفٍ
أَرضٌ تَوارَيتَ فيها يا فَتى الجودِ
لَو لَم تَكُن سَبَقَتكَ الأَنبِياءُ لَها
قُلنا بِأَنَّكَ فيها خَيرُ مَلحودِ
وَوَدَّتِ الريحُ لَو كانَت مُسَخَّرَةً
لِحَملِ نَعشِكَ عَن هامِ الأَماجيدِ
وَالشَمسُ لَو أَنَّها مِن أُفقِها هَبَطَت
وَآثَرَت مَعكَ سُكنى القَفرِ وَالبيدِ
وَقَد تَمَنّى الضُحى لَو أَنَّهُم دَرَجوا
هَذا الفَقيدَ بِثَوبٍ مِنهُ مَقدودِ
يا راحِلاً أَكبَرَتكَ الحادِثاتُ وَما
أَكبَرتَها عِندَ تَليينٍ وَتَشديدِ
أَبكَيتَ حَتّى العُلا وَالمَكرُماتِ وَما
جَفَّت عَلَيكَ مَآقي الخُرَّدِ الخودِ
وَباتَ آلُكَ وَالأَصحابُ كُلُّهُمُ
عَلَيكَ ما بَينَ مَحزونٍ وَمَعمودِ
يَبكونَ فَقدَ اِمرِئٍ لِلخَيرِ مُنتَسِبٍ
بِالبِشرِ مُنتَقِبٍ في الناسِ مَحمودِ
بَني أَباظَةَ لا زالَت دِيارُكُمُ
أُفقَ البُدورِ وَغاباً لِلصَناديدِ
لا قَدَّرَ اللَهُ بَعدَ اليَومِ تَعرِيَةً
إِلّا هَناءً عَلى عِزٍّ وَتَخليدِ
وَعَظَّمَ اللَهُ في عُثمانَ أَجرَكُمُ
في رَحمَةِ اللَهِ أَمسى خَيرَ مَغمودِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:44 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي
بَعدَ هَذا أَأَنتَ غَرثانُ صادي
أَنتَ تَروى مِن مَدمَعٍ كُلَّ يَومٍ
وَتُغَذّى مِن هَذِهِ الأَجسادِ
قَد جَعَلتَ الأَنامَ زادَكَ في الدَهـ
ـرِ وَقَد آذَنَ الوَرى بِالنَفادِ
فَاِلتَمِس بَعدَهُ المَجَرَّةَ وِرداً
وَتَزَوَّد مِنَ النُجومِ بِزادِ
لَستُ أَدعوكَ بِالتُرابِ وَلَكِن
بُقُدودِ المِلاحِ وَالأَجيادِ
بِخُدودِ الحِسانِ بِالأَعيُنِ النُجـ
ـلِ بِتِلكَ القُلوبِ وَالأَكبادِ
لَم تَلِدنا حَوّاءُ إِلّا لِنَشقى
لَيتَها عاطِلٌ مِنَ الأَولادِ
أَسلَمَتنا إِلى صُروفِ زَمانٍ
ثُمَّ لَم توصِها بِحِفظِ الوِدادِ
أَيُّها اليَمُّ كَم بِقاعِكَ نَفسٍ
فيكَ أَودَت مِن عَهدِ ذي الأَوتادِ
قَد تَحالَفتَ وَالتُرابَ عَلَينا
وَتَقاسَمتُما فَناءَ العِبادِ
خَبِّرينا جُهَينَ لا تَكذِبينا
ما الَّذي يَفعَلُ البِلى بِالجَوادِ
كَيفَ أَمسى وَكَيفَ أَصبَحَ فيهِ
ذَلِكَ المُنعِمُ الكَثيرُ الرَمادِ
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ لَفظاً شَهِيّاً
كانَ أَحلى مِن رَدِّ كَيدِ الأَعادي
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ طَرفاً تَقِيّاً
وَيَميناً تَسيلُ سَيلَ الغَوادي
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ شَهماً وَفِيّاً
كانَ مِلءَ العُيونِ في كُلِّ نادي
أَلهَمَ اللَهُ فيكَ صَبراً جَميلاً
كُلَّ مَن باتَ ناطِقاً بِالضادِ
بِتَّ في حُلَّةِ النَعيمِ وَبِتنا
في ثِيابٍ مِنَ الأَسى وَالسُهادِ
وَسَكَنتَ القُصورَ في بَيتِ خُلدٍ
وَسَكَنّا عَلَيكَ بَيتَ الحِدادِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:56 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لا وَالأَسى وَتَلَهُّبِ الأَحشاءِ
ما باتَ بَعدَكَ مُعجَبٌ بِوَفاءِ
أَنّى حَلَلتُ أَرى عَلَيكَ مَآتِماً
فَلِمَن أُوَجِّهُ فيكَ حُسنَ عَزائي
لِبَنيكَ أَم لِذَويكَ أَم لِلكَونِ أَم
لِلدَهرِ أَم لِجَماعَةِ الجَوزاءِ
أَودى سُلَيمانٌ فَأَودى بَعدَهُ
حُسنُ الوَفاءِ وَبَهجَةُ العَلياءِ
لا تَحمِلوهُ عَلى الرِقابِ فَقَد كَفى
ما حُمِّلَت مِن مِنَّةٍ وَعَطاءِ
وَذَروا عَلى نَهرِ المَدامِعِ نَعشَهُ
يَسري بِهِ لِلرَوضَةِ الفَيحاءِ
تَاللَهِ لَو عَلِمَت بِهِ أَعوادُهُ
مُذ لامَسَتهُ لَأَورَقَت لِلرائي
خُلُقٌ كَضَوءِ البَدرِ أَو كَالرَوضِ أَو
كَالزَهرِ أَو كَالخَمرِ أَو كَالماءِ
وَشَمائِلٌ لَو مازَجَت طَبعَ الدُجى
ما باتَ يَشكوهُ المُحِبُّ النائي
وَمَحامِدٌ نَسَجَت لَهُ أَكفانَهُ
مِن عِفَّةٍ وَسَماحَةٍ وَإِباءِ
وَمَناقِبٌ لَولا المَهابَةُ وَالتُقى
قُلنا مَناقِبُ صاحِبِ الإِسراءِ
وَعَزائِمٌ كانَت تَفُلُّ عَزائِمَ ال
أَحداثِ وَالأَيّامِ وَالأَعداءِ
عَطَّلتَ فَنَّ الشِعرِ بَعدَكَ وَاِنطَوى
أَجَلُ القَريضِ وَمَوسِمُ الشُعَراءِ
وَاللُؤلُؤُ اِستَعصى عَلَينا نَظمُهُ
بِسُموطِ مَدحٍ أَو سُموطِ هَناءِ
إِلّا عَلى طَرفٍ بَكاكَ وَشاعِرٍ
أَحيا عَلَيكَ مَراثِيَ الخَنساءِ
شَوَّقتَنا لِلتُربِ بَعدَكَ وَاِشتَهى
فيهِ الإِقامَةَ واحِدُ العَذراءِ
ثَبِّت فُؤادَكَ يا قَليلَ تَصَبُّري
وَاِشرَح لِآلِ أَباظَةٍ بُرَحائي
في جَنَّةِ الفِردَوسِ باتَ عَزيزُهُم
ضَيفاً بِساحَةِ أَكرَمِ الكُرَماءِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:56 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أُعَزّي القَومَ لَو سَمِعوا عَزائي
وَأُعلِنُ في مَليكَتِهِم رِثائي
وَأَدعو الإِنجِليزَ إِلى الرِضاءِ
بِحُكمِ اللَهِ جَبّارِ السَماءِ
فَكُلُّ العالَمينَ إِلى فَناءِ
****
أَشَمسُ المُلكِ أَم شَمسُ النَهارِ
هَوَت أَم تِلكَ مالِكَةُ البِحارِ
فَطَرفُ الغَربِ بِالعَبَراتِ جاري
وَعَينُ اليَمِّ تَنظُرُ لِلبُخارِ
بِنَظرَةِ واجِدٍ قَلِقِ الرَجاءِ
****
أَمالِكَةَ البِحارِ وَلا أُبالي
إِذا قالوا تَغالى في المَقالِ
فَمِثلُ عُلاكِ لَم أَرَ في المَعالي
وَلا تاجاً كَتاجِكِ في الجَلالِ
وَلا قَوماً كَقَومِكِ في الدَهاءِ
****
مَلَأتِ الأَرضَ أَعلاماً وَجُندا
وَشِدتِ لِأُمَّةِ السَكسونِ مَجدا
وَكُنتِ لِفَألِها يُمناً وَسَعدا
تُرى في نورِ وَجهِكِ إِن تَبَدّى
سُعودَ البَدرِ في بُرجِ الهَناءِ
****
وَكُنتِ إِذا عَمَدتِ لِأَخذِ ثارِ
أَسَلتِ البَرَّ بِالأُسدِ الضَواري
وَسَيَّرتِ المَدائِنَ في البِحارِ
وَأَمطَرتِ العَدُوَّ شُواظَ نارِ
وَذَرَّيتِ المَعاقِلَ في الهَواءِ
****
أُعَزّي فيكِ تاجَكِ وَالسَريرا
أُعَزّي فيكِ ذا المَلِكَ الكَبيرا
أُعَزّي فيكِ ذا الأَسَدَ الهَصورا
عَلى العَلَمِ الَّذي مَلَكَ الدُهورا
وَظَلَّلَ تَحتَهُ أَهلَ الوَلاءِ
*****
أُعَزّي فيكِ أَبطالَ النِزالِ
وَمَن قاسوا الشَدائِدَ في القِتالِ
وَأَلقَوا بِالعَدُوِّ إِلى الوَبالِ
وَلَم يَمنَعهُمُ فَوقَ الجِبالِ
لَهيبُ الصَيفِ أَو قُرُّ الشِتاءِ
*****
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:56 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
هُنا رَجُلُ الدُنيا مَهبِطُ التُقى
هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ كاتِبِ
قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ وَسَلِّموا
عَلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ الكَواكِبي
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:57 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رُدّوا عَلَيَّ بَياني بَعدَ مَحمودِ
إِنّي عَييتُ وَأَعيا الشِعرُ مَجهودي
ما لِلبَلاغَةِ غَضبى لا تُطاوِعُني
وَما لِحَبلِ القَوافي غَيرَ مَمدودِ
ظَنَّت سُكوتِيَ صَفحاً عَن مَوَدَّتِهِ
فَأَسلَمَتني إِلى هَمٍّ وَتَسهيدِ
وَلَو دَرَت أَنَّ هَذا الخَطبَ أَفحَمَني
لَأَطلَقَت مِن لِساني كُلَّ مَعقودِ
لَبَّيكَ يا مُؤنِسَ المَوتى وَموحِشَنا
يا فارِسَ الشِعرِ وَالهَيجاءِ وَالجودِ
مُلكُ القُلوبِ وَأَنتَ المُستَقِلُّ بِهِ
أَبقى عَلى الدَهرِ مِن مُلكِ اِبنِ داوودِ
لَقَد نَزَحتَ عَنِ الدُنيا كَما نَزَحَت
عَنها لَياليكَ مِن بيضٍ وَمِن سودِ
أَغمَضتَ عَينَيكَ عَنها وَاِزدَرَيتَ بِها
قَبلَ المَماتِ وَلَم تَحفِل بِمَوجودِ
لَبَّيكَ يا شاعِراً ضَنَّ الزَمانُ بِهِ
عَلى النُهى وَالقَوافي وَالأَناشيدِ
تَجري السَلاسَةُ في أَثناءِ مَنطِقِهِ
تَحتَ الفَصاحَةِ جَريَ الماءِ في العودِ
في كُلِّ بَيتٍ لَهُ ماءٌ يَرِفُّ بِهِ
يَغارُ مِن ذِكرِهِ ماءُ العَناقيدِ
لَو حَنَّطوكَ بِشِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ
غَنيتَ عَن نَفَحاتِ المِسكِ وَالعودِ
حَلَّيتَهُ بَعدَ أَن هَذَّبتَهُ بِسَنا
عِقدٍ بِمَدحِ رَسولِ اللَهِ مَنضودِ
كَفاكَ زاداً وَزَيناً أَن تَسيرَ إِلى
يَومِ الحِسابِ وَذاكَ العِقدُ في الجيدِ
لَبَّيكَ يا خَيرَ مَن هَزَّ اليَراعَ وَمَن
هَزَّ الحُسامَ وَمَن لَبّى وَمَن نودي
إِن هُدَّ رُكنُكَ مَنكوباً فَقَد رَفَعَت
لَكَ الفَضيلَةُ رُكناً غَيرَ مَهدودِ
إِنَّ المَناصِبَ في عَزلٍ وَتَولِيَةٍ
غَيرُ المَواهِبِ في ذِكرٍ وَتَخليدِ
أَكرِم بِها زَلَّةً في العُمرِ واحِدَةً
إِن صَحَّ أَنَّكَ فيها غَيرُ مَحمودِ
سَلوا الحِجا هَل قَضَت أَربابُهُ وَطَراً
دونَ المَقاديرِ أَو فازَت بِمَقصودِ
كُنتَ الوَزيرَ وَكُنتَ المُستَعانَ بِهِ
وَكانَ هَمُّكَ هَمَّ القادَةِ الصيدِ
كَم وَقفَةٍ لَكَ وَالأَبطالُ طائِرَةٌ
وَالحَربُ تَضرِبُ صِنديداً بِصِنديدِ
تَقولُ لِلنَفسِ إِن جاشَت إِلَيكَ بِها
هَذا مَجالُكِ سودي فيهِ أَو بيدي
نَسَختَ يَومَ كَريدٍ كُلَّ ما نَقَلوا
في يَومِ ذي قارَ عَن هاني بنِ مَسعودِ
نَظَمتَ أَعداكَ في سِلكِ الفَناءِ بِهِ
عَلى رَوِيٍّ وَلَكِن غَيرُ مَعهودِ
كَأَنَّهُم كَلِمٌ وَالمَوتُ قافِيَةٌ
يَرمي بِهِ عَرَبِيٌّ غَيرُ رِعديدِ
أَودى المَعَرّي تَقِيُّ الشِعرِ مُؤمِنُهُ
فَكادَ صَرحُ المَعالي بَعدَهُ يودي
وَأَوحَشَ الشَرقُ مِن فَضلٍ وَمِن أَدَبٍ
وَأَقفَرَ الرَوضُ مِن شَدوٍ وَتَغريدِ
وَأَصبَحَ الشِعرُ وَالأَسماعُ تَنبِذُهُ
كَأَنَّهُ دَسَمٌ في جَوفِ مَمعودِ
أَلوى بِهِ الضَعفُ وَاِستَرخَت أَعِنَّتُهُ
فَراحَ يَعثُرُ في حَشوٍ وَتَعقيدِ
وَأَنكَرَت نَسَماتُ الشَوقِ مَربَعَهُ
تُثيرُها خَطَراتُ الخُرَّدِ الخودِ
لَو أَنصَفوا أَودَعوهُ جَوفَ لُؤلُؤَةٍ
مِن كَنزِ حِكمَتِهِ لا جَوفَ أُخدودِ
وَكَفَّنوهُ بِدَرجٍ مِن صَحائِفِهِ
أَو واضِحٍ مِن قَميصِ الصُبحِ مَقدودِ
وَأَنزَلوهُ بِأُفقٍ مِن مَطالِعِهِ
فَوقَ الكَواكِبِ لا تَحتَ الجَلاميدِ
وَناشَدوا الشَمسَ أَن تَنعي مَحاسِنَهُ
لِلشَرقِ وَالغَربِ وَالأَمصارِ وَالبيدِ
أَقولُ لِلمَلَإِ الغادي بِمَوكِبِهِ
وَالناسُ ما بَينَ مَكبودٍ وَمَفؤودِ
غُضّوا العُيونَ فَإِنَّ الروحَ يَصحَبُكُم
مَعَ المَلائِكِ تَكريماً لِمَحمودِ
يا وَيحَ لِلقَبرِ قَد أَخفى سَنا قَمَرٍ
مُقَسَّمِ الوَجهِ مَحسودِ التَجاليدِ
يا وَيحَهُ حَلَّ فيهِ ذو قَريحَتُهُ
لَها بِخِدرِ المَعالي أَلفُ مَولودِ
فَرائِدٌ خُرَّدٌ لَو شاءَ أَودَعَها
مُحصي الجَديدِ سِجِلّاتِ المَواليدِ
كَأَنَّها وَهيَ بِالأَلفاظِ كاسِيَةٌ
وَحُسنُها بَينَ مَشهودٍ وَمَحسودِ
لَآلِئٌ خَلفَ بَلّورٍ قَدِ اِتَسَقَت
في بَيتِ دُهقانَ تَستَهوي نُهى الغيدِ
مَحمودُ إِنّي لَأَستَحييكَ في كَلِمي
حَيّاً وَمَيتاً وَإِن أَبدَعتُ تَقصيدي
فَاِعذِر قَريضِيَ وَاِعذِر فيكَ قائِلَهُ
كِلاهُما بَينَ مَضعوفٍ وَمَحدودِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:57 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ
سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِ
عَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا
عَلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى الحَسَناتِ
لَقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ قَبلَهُ
فَأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ حَياتي
فَوالَهفي وَالقَبرُ بَيني وَبَينَهُ
عَلى نَظرَةٍ مِن تِلكُمُ النَظَراتِ
وَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً
كَأَنّي حِيالَ القَبرِ في عَرَفاتِ
لَقَد جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ فَأَودَعوا
تَجاليدَهُ في موحِشٍ بِفَلاةِ
وَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ لَأَنزَلوا
بِخَيرِ بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ رُفاتِ
تَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ
أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِ
تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى
وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِ
زَرَعتَ لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ
وَبِنتُ وَلَمّا نَجتَنِ الثَمَراتِ
فَواهاً لَهُ أَلّا يُصيبَ مُوَفَّقاً
يُشارِفُهُ وَالأَرضُ غَيرُ مَواتِ
مَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا
فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِ
وَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا
فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِ
وَآذَوكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَأَنكَروا
مَكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِ
رَأَيتَ الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً
وَرُحتَ وَلَم تَهمُم لَهُ بِشَكاةِ
لَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ
وَمَعرِفَةٍ في أَنفُسٍ نَكِراتِ
أَبَنتَ لَنا التَنزيلَ حُكماً وَحِكمَةً
وَفَرَّقتَ بَينَ النورِ وَالظُلُماتِ
وَوَفَّقتَ بَينَ الدينِ وَالعِلمِ وَالحِجا
فَأَطلَعتَ نوراً مِن ثَلاثِ جِهاتِ
وَقَفتَ لِهانوتو وَرينانَ وَقفَةً
أَمَدَّكَ فيها الروحُ بِالنَفَحاتِ
وَخِفتَ مَقامَ اللَهِ في كُلِّ مَوقِفٍ
فَخافَكَ أَهلُ الشَكِّ وَالنَزَغاتِ
وَكَم لَكَ في إِغفاءَةِ الفَجرِ يَقظَةٍ
نَفَضتَ عَلَيها لَذَّةَ الهَجَعاتِ
وَوَلَّيتَ شَطرَ البَيتِ وَجهَكَ خالِياً
تُناجي إِلَهُ البَيتِ في الخَلَواتِ
وَكَم لَيلَةٍ عانَدتَ في جَوفِها الكَرى
وَنَبَّهتَ فيها صادِقَ العَزَماتِ
وَأَرصَدتَ لِلباغي عَلى دينِ أَحمَدٍ
شَباةَ يَراعٍ ساحِرِ النَفَثاتِ
إِذا مَسَّ خَدَّ الطِرسِ فاضَ جَبينُهُ
بِأَسطارِ نورٍ باهِرِ اللَمَعاتِ
كَأَنَّ قَرارَ الكَهرَباءِ بِشِقِّهِ
يُريكَ سَناهُ أَيسَرُ اللَمَساتِ
فَيا سَنَةً مَرَّت بِأَعوادِ نَعشِهِ
لَأَنتِ عَلَينا أَشأَمُ السَنَواتِ
حَطَمتِ لَنا سَيفاً وَعَطَّلتِ مِنبَراً
وَأَذوَيتِ رَوضاً ناضِرَ الزَهَراتِ
وَأَطفَأتِ نِبراساً وَأَشعَلتِ أَنفُساً
عَلى جَمَراتِ الحُزنِ مُنطَوِياتِ
رَأى في لَياليكِ المُنَجِّمُ ما رَأى
فَأَنذَرَنا بِالوَيلِ وَالعَثَراتِ
وَنَبَّأَهُ عِلمُ النُجومِ بِحادِثٍ
تَبيتُ لَهُ الأَبراجُ مُضطَرِباتِ
رَمى السَرَطانُ اللَيثَ وَاللَيثُ خادِرٌ
وَرُبَّ ضَعيفٍ نافِذِ الرَمَياتِ
فَأَودى بِهِ خَتلاً فَمالَ إِلى الثَرى
وَمالَت لَهُ الأَجرامُ مُنحَرِفاتِ
وَشاعَت تَعازي الشُهبِ بِاللَمحِ بَينَها
عَنِ النَيِّرِ الهاوي إِلى الفَلَواتِ
مَشى نَعشُهُ يَختالُ عُجباً بِرَبِّهِ
وَيَخطِرُ بَينَ اللَمسِ وَالقُبُلاتِ
تَكادُ الدُموعُ الجارِياتُ تُقِلُّهُ
وَتَدفَعُهُ الأَنفاسُ مُستَعِراتِ
بَكى الشَرقُ فَاِرتَجَّت لَهُ الأَرضُ رَجَّةً
وَضاقَت عُيونُ الكَونِ بِالعَبَراتِ
فَفي الهِندِ مَحزونٌ وَفي الصينِ جازِعٌ
وَفي مِصرَ باكٍ دائِمُ الحَسَراتِ
وَفي الشَأمِ مَفجوعٌ وَفي الفُرسِ نادِبٌ
وَفي تونُسٍ ما شِئتَ مِن زَفَراتِ
بَكى عالَمُ الإِسلامِ عالِمَ عَصرِهِ
سِراجَ الدَياجي هادِمَ الشُبُهاتِ
مَلاذَ عَيايِلٍ ثِمالِ أَرامِلٍ
غِياثَ ذَوي عُدمٍ إِمامَ هُداةِ
فَلا تَنصِبوا لِلناسِ تِمثالَ عَبدِهِ
وَإِن كانَ ذِكرى حِكمَةٍ وَثَباتِ
فَإِنّي لَأَخشى أَن يَضِلّوا فَيُؤمِنوا
إِلى نورِ هَذا الوَجهِ بِالسَجَداتِ
فَيا وَيحَ لِلشورى إِذا جَدَّ جِدُّها
وَطاشَت بِها الآراءُ مُشتَجِراتِ
وَيا وَيحَ لِلفُتيا إِذا قيلَ مَن لَها
وَيا وَيحَ لِلخَيراتِ وَالصَدَقاتِ
بَكَينا عَلى فَردٍ وَإِنَّ بُكاءَنا
عَلى أَنفُسٍ لِلَّهِ مُنقَطِعاتِ
تَعَهَّدَها فَضلُ الإِمامِ وَحاطَها
بِإِحسانِهِ وَالدَهرُ غَيرُ مُواتي
فَيا مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ أَظَلَّني
وَأَرغَمَ حُسّادي وَغَمَّ عُداتي
دَعائِمُهُ التَقوى وَآساسُهُ الهُدى
وَفيهِ الأَيادي مَوضِعُ اللَبِناتِ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما لَكَ موحِشاً
عَبوسَ المَغاني مُقفِرَ العَرَصاتِ
لَقَد كُنتَ مَقصودَ الجَوانِبِ آهِلاً
تَطوفُ بِكَ الآمالُ مُبتَهِلاتِ
مَثابَةَ أَرزاقٍ وَمَهبِطَ حِكمَةٍ
وَمَطلَعَ أَنوارٍ وَكَنزَ عِظاتِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:58 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ
فَكَبِّر وَهَلِّل وَاِلقَ ضَيفَكَ جاثِيا
عَزيزٌ عَلَينا أَن نَرى فيكَ مُصطَفى
شَهيدَ العُلا في زَهرَةِ العُمرِ ذاوِيا
أَيا قَبرُ لَو أَنّا فَقَدناهُ وَحدَهُ
لَكانَ التَأَسّي مِن جَوى الحُزنِ شافِيا
وَلَكِن فَقَدنا كُلَّ شَيءٍ بِفَقدِهِ
وَهَيهاتَ أَن يَأتي بِهِ الدَهرُ ثانِيا
فَيا سائِلي أَينَ المُروءَةُ وَالوَفا
وَأَينَ الحِجا وَالرَأيُ وَيحَكَ هاهِيا
هَنيئاً لَهُم فَليَأمَنوا كُلَّ صائِحٍ
فَقَد أُسكِتَ الصَوتُ الَّذي كانَ عالِيا
وَماتَ الَّذي أَحيا الشُعورَ وَساقَهُ
إِلى المَجدِ فَاِستَحيا النُفوسَ البَوالِيا
مَدَحتُكَ لَمّا كُنتَ حَيّاً فَلَم أَجِد
وَإِنّي أُجيدُ اليَومَ فيكَ المَراثِيا
عَلَيكَ وَإِلّا ما لِذا الحُزنِ شامِلاً
وَفيكَ وَإِلّا ما لِذا الشَعبِ باكِيا
يَموتُ المُداوي لِلنُفوسِ وَلا يَرى
لِما فيهِ مِن داءِ النُفوسِ مُداوِيا
وَكُنّا نِياماً حينَما كُنتَ ساهِداً
فَأَسهَدتَنا حُزناً وَأَمسَيتَ غافِيا
شَهيدَ العُلا لا زالَ صَوتُكَ بَينَنا
يَرِنُّ كَما قَد كانَ بِالأَمسِ داوِيا
يُهيبُ بِنا هَذا بِناءٌ أَقَمتُهُ
فَلا تَهدِموا بِاللَهِ ما كُنتُ بانِيا
يَصيحُ بِنا لا تُشعِروا الناسَ أَنَّني
قَضَيتُ وَأَنَّ الحَيَّ قَد باتَ خالِيا
يُناشِدُنا بِاللَهِ أَلّا تَفَرَّقوا
وَكونوا رِجالاً لا تَسُرّوا الأَعادِيا
فَروحِيَ مِن هَذا المَقامِ مُطِلَّةٌ
تُشارِفُكُم عَنّي وَإِن كُنتُ بالِيا
فَلا تُحزِنوها بِالخِلافِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم في الخِلافِ الدَواهِيا
أَجَل أَيُّها الداعي إِلى الخَيرِ إِنَّنا
عَلى العَهدِ ما دُمنا فَنَم أَنتَ هانِيا
بِناؤُكَ مَحفوظٌ وَطَيفُكَ ماثِلٌ
وَصَوتُكَ مَسموعٌ وَإِن كُنتَ نائِيا
عَهِدناكَ لا تَبكي وَتُنكِرُ أَن يُرى
أَخو البَأسِ في بَعضِ المَواطِنِ باكِيا
فَرَخِّص لَنا اليَومَ البُكاءَ وَفي غَدٍ
تَرانا كَما تَهوى جِبالاً رَواسِيا
فَيا نيلُ إِن لَم تَجرِ بَعدَ وَفاتِهِ
دَماً أَحمَراً لا كُنتَ يا نيلُ جارِيا
وَيا مِصرُ إِن لَم تَحفَظي ذِكرَ عَهدِهِ
إِلى الحَشرِ لا زالَ اِنحِلالُكِ باقِيا
وَيا أَهلَ مِصرٍ إِن جَهِلتُم مُصابَكُم
ثِقوا أَنَّ نَجمَ السَعدِ قَد غارَ هاوِيا
ثَلاثونَ عاماً بَل ثَلاثونَ دُرَّةً
بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا
سَتَشهَدُ في التاريخِ أَنّكَ لَم تَكُن
فَتىً مُفرَداً بَل كُنتَ جَيشاً مُغازِيا
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:58 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
نَثَروا عَلَيكَ نَوادِيَ الأَزهارِ
وَأَتَيتُ أَنثُرُ بَينَهُم أَشعاري
زَينَ الشَبابِ وَزَينَ طُلّابِ العُلا
هَل أَنتَ بِالمُهَجِ الحَزينَةِ داري
غادَرتَنا وَالحادِثاتُ بِمَرصَدٍ
وَالعَيشُ عَيشُ مَذَلَّةٍ وَإِسارِ
ما كانَ أَحوَجَنا إِلَيكَ إِذا عَدا
عادٍ وَصاحَ الصائِحونَ بَدارِ
أَينَ الخَطيبُ وَأَينَ خَلّابُ النُهى
طالَ اِنتِظارُ السَمعِ وَالأَبصارِ
بِاللَهِ ما لَكَ لا تُجيبُ مُنادِياً
ماذا أَصابَكَ يا أَبا المِغوارِ
قُم وَاِمحُ ما خَطَّت يَمينُ كُرومَرٍ
جَهلاً بِدينِ الواحِدِ القَهّارِ
قَد كُنتَ تَغضَبُ لِلكِنانَةِ كُلَّما
هَمَّت وَهَمَّ رَجاؤُها بِعِثارِ
غَضَبَ التَقِيِّ لِرَبِّهِ وَكِتابِهِ
أَو غَضبَةَ الفاروقِ لِلمُختارِ
قَد ضاقَ جِسمُكَ عَن مَداكَ فَلَم يُطِق
صَبراً عَلَيكَ وَأَنتَ شُعلَةُ نارِ
أَودى بِهِ ذاكَ الجِهادُ وَهَدَّهُ
عَزمٌ يَهُدُّ جَلائِلَ الأَخطارِ
لَعِبَت يَمينُكَ بِاليَراعِ فَأَعجَزَت
لَعِبَ الفَوارِسِ بِالقَنا الخَطّارِ
وَجَرَيتَ لِلعَلياءِ تَبغي شَأوَها
فَجَرى القَضاءُ وَأَنتَ في المِضمارِ
أَوَ كُلَّما هَزَّ الرَجاءُ مُهَنَّداً
بَدَرَت إِلَيهِ غَوائِلُ الأَقدارِ
عَزَّ القَرارُ عَلَيَّ لَيلَةَ نَعيِهِ
وَشَهِدتُ مَوكِبَهُ فَقَرَّ قَراري
وَتَسابَقَت فيهِ النُعاةُ فَطائِرٌ
بِالكَهرَباءِ وَطائِرٌ بِبُخارِ
شاهَدتُ يَومَ الحَشرِ يَومَ وَفاتِهِ
وَعَلِمتُ مِنهُ مَراتِبَ الأَقدارِ
وَرَأَيتُ كَيفَ تَفي الشُعوبُ رِجالَها
حَقَّ الوَلاءِ وَواجِبَ الإِكبارِ
تِسعونَ أَلفاً حَولَ نَعشِكَ خُشَّعُ
يَمشونَ تَحتَ لِوائِكَ السَيّارِ
خَطّوا بِأَدمُعِهِم عَلى وَجهِ الثَرى
لِلحُزنِ أَسطاراً عَلى أَسطارِ
آناً يُوالونَ الضَجيجَ كَأَنَّهُم
رَكبُ الحَجيجِ بِكَعبَةِ الزُوّارِ
وَتَخالُهُم آناً لِفَرطِ خُشوعِهِم
عِندَ المُصَلّى يُنصِتونَ لِقاري
غَلَبَ الخُشوعُ عَلَيهِمُ فَدُموعُهُم
تَجري بِلا كَلَحٍ وَلا اِستِنثارِ
قَد كُنتَ تَحتَ دُموعِهِم وَزَفيرِهِم
ما بَينَ سَيلٍ دافِقٍ وَشَرارِ
أَسعى فَيَأخُذُني اللَهيبُ فَأَنثَني
فَيَصُدُّني مُتَدَفِّقُ التَيّارِ
لَو لَم أَلُذ بِالنَعشِ أَو بِظِلالِهِ
لَقَضَيتُ بَينَ مَراجِلٍ وَبِحارِ
كَم ذاتِ خِدرٍ يَومَ طافَ بِكَ الرَدى
هَتَكَت عَلَيكَ حَرائِرَ الأَستارِ
سَفَرَت تُوَدِّعُ أُمَّةً مَحمولَةً
في النَعشِ لا خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
أَمِنَت عُيونَ الناظِرينَ فَمَزَّقَت
وَجهَ الخِمارِ فَلَم تَلُذ بِخِمارِ
قَد قامَ ما بَينَ العُيونِ وَبَينَها
سِترٌ مِنَ الأَحزانِ وَالأَكدارِ
أُدرِجتَ في العَلَمِ الَّذي أَصفَيتَهُ
مِنكَ الوِدادَ فَكانَ خَيرَ شِعارِ
عَلَمانِ مِن فَوقِ الرُؤوسِ كِلاهُما
في طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأَسرارِ
ناداهُما داعي الفِراقِ فَأَمسَيا
يَتَعانَقانِ عَلى شَفيرٍ هاري
تَاللَهِ ما جَزِعَ المُحِبُّ وَلا بَكى
لِنَوىً مُرَوِّعَةٍ وَبُعدِ مَزارِ
جَزَعَ الهِلالِ عَلَيكَ يَومَ تَرَكتَهُ
ما بَينَ حَرِّ أَسىً وَحَرِّ أُوارِ
مُتَلَفِّتاً مُتَحَيِّراً مُتَخَيِّراً
رَجُلاً يُناضِلُ عَنهُ يَومَ فَخارِ
إِنَّ الثَلاثينَ الَّتي بِكَ فاخَرَت
باتَت تُقاسُ بِأَطوَلِ الأَعمارِ
ضَمَّت إِلى التاريخِ بِضعَ صَحائِفٍ
بَيضاءَ مِثلَ صَحائِفِ الأَبرارِ
شَبَّهتُهُنَّ بِنُقطَةٍ عِطرِيَّةٍ
وَسِعَت مُحَصَّلَ رَوضَةٍ مِعطارِ
خَلَّفتَها كَالمَشقِ يَحذو حَذوَها
راجى الوُصولِ وَمُقتَفي الآثارِ
ماذا عَلى الساري وَهُنَّ مَناثِرٌ
لَو سارَ بَينَ مَجاهِلٍ وَقِفارِ
ما زِلتَ تَختارُ المَواقِفَ وَعرَةً
حَتّى وَقَفتَ لِذَلِكَ الجَبّارِ
وَهَدَمتَ سوراً قَد أَجادَ بِناءَهُ
فِرعَونُ ذو الأَوتادِ وَالأَنهارِ
وَوَصَلتَ بَينَ شَكاتِنا وَمَشايِخٍ
في البَرلَمانِ أَعِزَّةٍ أَخيارِ
كَشَفوا الغِطاءَ عَنِ العُيونِ فَأَبصَروا
ما في الكِنانَةِ مِن أَذىً وَضِرارِ
نَبَذوا كَلامَ اللُردِ حينَ تَبَيَّنوا
حَنَقَ المَغيظِ وَلَهجَةَ الثَرثارِ
وَرَماهُمُ بِمُجَلَّدَينِ رَمَوهُما
في رُتبَةِ الأَصفارِ لا الأَسفارِ
واهاً عَلى تِلكَ المَواقِفِ إِنَّها
كانَت مَواقِفَ لَيثِ غابٍ ضاري
لَم يَلوِهِ عَنها الوَعيدُ وَلا ثَنى
مِن عَزمِهِ قَولُ المُريبِ حَذارِ
فَاِهنَأ بِمَنزِلِكَ الجَديدِ وَنَم بِهِ
في غِبطَةٍ وَاِنعَم بِخَيرِ جِوارِ
وَاِستَقبِلِ الأَجرَ الكَبيرَ جَزاءَ ما
ضَحَّيتَ لِلأَوطانِ مِن أَوطارِ
نِعمَ الجَزاءُ وَنِعمَ ما بُلِّغتَهُ
في مَنزِلَيكَ وَنِعمَ عُقبى الدارِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:58 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لِلَّهِ دَرُّكَ كُنتَ مِن رَجُلِ
لَو أَمهَلَتكَ غَوائِلُ الأَجَلِ
خُلُقٌ كَأَنفاسِ الرِياضِ إِذا
أَسحَرنَ غِبَّ العارِضِ الهَطِلِ
وَشَمائِلٌ لَو أَنَّها مُزِجَت
بِطَبائِعِ الأَيّامِ لَم تَحُلِ
جَمُّ المَحامِدِ غَيرُ مُتَّهَمٍ
جَمُّ التَواضُعِ غَيرُ مُبتَذَلِ
يا دَولَةَ الأَخلاقِ رافِلَةً
مِن قاسِمٍ في أَبهَجِ الحُلَلِ
كَيفَ اِنطَوَيتِ بِهِ عَلى عَجَلٍ
أَكَذا تَكونُ مَصارِعُ الدُوَلِ
يا طالِعاً لِلشَرقِ لَجَّ بِهِ
نَحسُ النُحوسِ فَقَرَّ في زُحَلِ
هَلّا وَصَلتَ سُراكَ مُنتَقِلاً
عَلَّ السُعودِ تَكونُ في النُقَلِ
ما لي أَرى الأَجداثَ حالِيَةً
وَأَرى رُبوعَ النيلِ في عَطَلِ
فَإِذا الكِنانَةُ أَطلَعَت رَجُلاً
طاحَ القَضاءُ بِذَلِكَ الرَجُلِ
أَوَ كُلَّما أَرسَلتُ مَرثِيَةً
مِن أَدمُعي في إِثرِ مُرتَحِلِ
هاجَت بِيَ الأُخرى دَفينَ أَسىً
فَوَصَلتُ بَينَ مَدامِعِ المُقَلِ
إِن خانَني فيما فَجِعتُ بِهِ
شِعري فَهَذا الدَمعُ يَشفَعُ لي
وَلَقَد أَقولُ وَما يُطاوِلُني
عِندَ البَديهَةِ قَولُ مُرتَجِلِ
يا مُرسِلَ الأَمثالِ يَضرِبُها
قَد عَزَّ بَعدَكَ مُرسِلُ المَثَلِ
يا رائِشَ الآراءِ صائِبَةً
يَرمي بِهِنَّ مَقاتِلَ الخَطَلِ
لِلَّهِ آراءٌ شَأَوتَ بِها
في الخالِدينَ نَوابِغَ الأُوَلِ
قَد كُنتَ أَشقانا بِنا وَكَذا
يَشقى الأَبِيُّ بِصُحبَةِ الوَكَلِ
لَهفي عَلَيكَ قَضَيتَ مُرتَجِلاً
لَم تَشكُ لَم تَستَوصِ لَم تَقُلِ
غَلَّ القَضاءُ يَدَ القَضاءِ فَذا
يَبكي عَلَيكَ وَذاكَ في جَذَلِ
شَغَلَتكَ عَن دُنياكَ أَربَعَةٌ
وَالمَرءُ مِن دُنياهُ في شُغُلِ
حَقٌّ تُناصِرُهُ وَمَفخَرَةٌ
تَمشي إِلَيها غَيرَ مُنتَحِلِ
وَحَقائِقٌ لِلعِلمِ تَنشُدُها
ما لِلحَكيمِ بِهِنَّ مِن قِبَلِ
وَفَضيلَةٌ أَعيَت سِواكَ فَلَم
تَمدُد إِلَيهِ يَداً وَلَم يَصِلِ
إِن رَيتَ رَأياً في الحِجابِ وَلَم
تُعصَم فَتِلكَ مَراتِبُ الرُسُلِ
الحُكمُ لِلأَيّامِ مَرجِعُهُ
فيما رَأَيتَ فَنَم وَلا تَسَلِ
وَكَذا طُهاةُ الرَأيِ تَترُكُهُ
لِلدَهرِ يُنضِجُهُ عَلى مَهَلِ
فَإِذا أَصَبتَ فَأَنتَ خَيرُ فَتىً
وَضَعَ الدَواءَ مَواضِعَ العِلَلِ
أَولا فَحَسبُكَ ما شَرُفتَ بِهِ
وَتَرَكتَ في دُنياكَ مِن عَمَلِ
واهاً عَلى دارٍ مَرَرتُ بِها
قَفراً وَكانَت مُلتَقى السُبُلِ
أَرخَصتُ فيها كُلَّ غالِيَةٍ
وَذَكَرتُ فيها وَقفَةَ الطَلَلِ
ساءَلتُها عَن قاسِمٍ فَأَبَت
رَدَّ الجَوابِ فَرُحتُ في خَبَلِ
مُتَعَثِّراً يَنتابُني وَهَنٌ
مُتَرَنِّحاً كَالشارِبِ الثَمِلِ
مُتَذَكِّراً يَومَ الإِمامِ بِهِ
يَومَ اِنتَوَيتُ بِذَلِكَ البَطَلِ
يَومَ اِحتَسَبتُ وَكُنتُ ذا أَمَلٍ
تَحتَ التُرابِ بَقِيَّةَ الأَمَلِ
جاوِر أَحِبَّتَكَ الأُلى ذَهَبوا
بِالعَزمِ وَالإِقدامِ وَالعَمَلِ
وَاِذكُر لَهُم حاجَ البِلادِ إِلى
تِلكَ النُهى في الحادِثِ الجَلَلِ
قُل لِلإِمامِ إِذا اِلتَقَيتَ بِهِ
في الجَنَّتَينِ بِأَكرَمِ النُزُلِ
إِنَّ الحَقيقَةَ أَصبَحَت هَدَفاً
لِلراكِبينَ مَراكِبَ الزَلَلِ
لِلَّهِ آثارٌ لَكُم خَلَدَت
صاحَ الزَوالُ بِها فَلَم تَزُلِ
لِلَّهِ أَيّامٌ لَكَم دَرَجَت
طالَت عَوارِفُها وَلَم تَطُلِ
نِعمَ الظِلالِ لَوَ اِنَّها بَقِيَت
أَو أَنَّ ظِلّاً غَيرُ مُنتَقِلِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:59 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
طوفوا بِأَركانِ هَذا القَبرِ وَاِستَلِموا
وَاِقضوا هُنالِكَ ما تَقضي بِهِ الذِمَمُ
هُنا جَنانٌ تَعالى اللَهُ بارِئُهُ
ضاقَت بِآمالِهِ الأَقدارُ وَالهِمَمُ
هُنا فَمٌ وَبَنانٌ لاحَ بَينَهُما
في الشَرقِ فَجرٌ تُحَيّي ضَوءَهُ الأُمَمُ
هُنا فَمٌ وَبَنانٌ طالَما نَثَرا
نَثراً تَسيرُ بِهِ الأَمثالُ وَالحِكَمُ
هُنا الكَمِيُّ الَّذي شادَت عَزائِمُهُ
لِطالِبِ الحَقِّ رُكناً لَيسَ يَنهَدِمُ
هُنا الشَهيدُ هُنا رَبُّ اللِواءِ هُنا
حامي الذِمارِ هُنا الشَهمُ الَّذي عَلِموا
يا أَيُّها النائِمُ الهاني بِمَضجَعِهِ
لِيَهنِكَ النَومُ لا هَمٌّ وَلا سَقَمُ
باتَت تُسائِلُنا في كُلِّ نازِلَةٍ
عَنكَ المَنابِرُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
تَرَكتَ فينا فَراغاً لَيسَ يَشغَلُهُ
إِلّا أَبِيٌّ ذَكِيُّ القَلبِ مُضطَرِمُ
مُنَفَّرُ النَومِ سَبّاقٌ لِغايَتِهِ
آثارُهُ عَمَمٌ آمالُهُ أَمَمُ
إِنّي أَرى وَفُؤادي لَيسَ يَكذِبُني
روحاً يَحُفُّ بِها الإِكبارُ وَالعِظَمُ
أَرى جَلالاً أَرى نوراً أَرى مَلَكاً
أَرى مُحَيّاً يُحَيّينا وَيَبتَسِمُ
اللَهُ أَكبَرُ هَذا الوَجهُ أَعرِفُهُ
هَذا فَتى النيلِ هَذا المُفرَدُ العَلَمُ
غُضّوا العُيونَ وَحَيّوهُ تَحِيَّتَهُ
مِنَ القُلوبِ إِذا لَم تُسعِدِ الكَلِمُ
وَأَقسِموا أَن تَذودوا عَن مَبادِئِهِ
فَنَحنُ في مَوقِفٍ يَحلو بِهِ القَسَمُ
لَبَّيكَ نَحنُ الأُلى حَرَّكتَ أَنفُسَهُم
لَمّا سَكَنتَ وَلَمّا غالَكَ العَدَمُ
جِئنا نُؤَدّي حِساباً عَن مَواقِفِنا
وَنَستَمِدُّ وَنَستَعدي وَنَحتَكِمُ
قيلَ اِسكُتوا فَسَكَتنا ثُمَّ أَنطَقَنا
عَسفُ الجُفاةِ وَأَعلى صَوتَنا الأَلَمُ
قَدِ اِتُّهِمنا وَلَمّا نَطَّلِب جَلَلاً
إِنَّ الضَعيفَ عَلى الحالَينِ مُتَّهَمُ
قالوا لَقَد ظَلَموا بِالحَقِّ أَنفُسَهُم
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ الظالِمينَ هُمُ
إِذا سَكَتنا تَناجَوا تِلكَ عادَتُهُم
وَإِن نَطَقنا تَنادَوا فِتنَةٌ عَمَمُ
قَد مَرَّ عامٌ بِنا وَالأَمرُ يَحزُبُنا
آناً وَآوِنَةً تَنتابُنا النِقَمُ
فَالناسُ في شِدَّةٍ وَالدَهرُ في كَلَبٍ
وَالعَيشُ قَد حارَ فيهِ الحاذِقُ الفَهِمُ
وَلِلسِياسَةِ فينا كُلَّ آوِنَةٍ
لَونٌ جَديدٌ وَعَهدٌ لَيسَ يُحتَرَمُ
بَينا نَرى جَمرَها تُخشى مَلامِسُهُ
إِذا بِهِ عِندَ لَمسِ المُصطَلي فَحَمُ
تُصغي لِأَصواتِنا طَوراً لِتَخدَعَنا
وَتارَةً يَزدَهيها الكِبرُ وَالصَمَمُ
فَمِن مُلايَنَةٍ أَستارُها خُدَعٌ
إِلى مُصالَبَةٍ أَستارُها وَهَمُ
ماذا يُريدونَ لا قَرَّت عُيونُهُمُ
إِنَّ الكِنانَةَ لا يُطوى لَها عَلَمُ
كَم أُمَّةٍ رَغِبَت فيها فَما رَسَخَت
لَها عَلى حَولِها في أَرضِها قَدَمُ
ما كانَ رَبُّكَ رَبُّ البَيتِ تارِكَها
وَهيَ الَّتي بِحِبالٍ مِنهُ تَعتَصِمُ
لَبَّيكَ إِنّا عَلى ما كُنتَ تَعهَدُهُ
حَتّى نَسودَ وَحَتّى تَشهَدَ الأُمَمُ
فَيَعلَمَ النيلُ أَنّا خَيرُ مَن وَرَدوا
وَيَستَطيلَ اِختِيالاً ذَلِكَ الهَرَمُ
هَذا الغِراسُ الَّذي والَيتَ مَنبِتَهُ
بِخَيرِ ما والَتِ الأَضواءُ وَالنَسَمُ
أَمسى وَأَضحى وَعَينُ اللَهِ تَحرُسُهُ
حَتّى نَما وَحَلاهُ المَجدُ وَالشَمَمُ
فَاُنظُر إِلَيهِ وَقَد طالَت بَواسِقُهُ
تَهنَأ بِهِ وَلِأَنفِ الحاسِدِ الرَغَمُ
يا أَيُّها النَشءُ سيروا في طَريقَتِهِ
وَثابِروا رَضِيَ الأَعداءُ أَو نَقِموا
فَكُلُّكُم مُصطَفى لَو سارَ سيرَتَهُ
وَكُلُّكُم كامِلٌ لَو جازَهُ السَأَمُ
قَد كانَ لا وانِياً يَوماً وَلا وَكِلاً
يَستَقبِلُ الخَطبَ بَسّاماً وَيَقتَحِمُ
وَأَنتَ يا قَبرُ قَد جِئنا عَلى ظَمَإٍ
فَجُد لَنا بِجَوابٍ جادَكَ الدِيَمُ
أَينَ الشَبابُ الَّذي أودِعتَ نَضرَتَهُ
أَينَ الخِلالُ رَعاكَ اللَهُ وَالشِيَمُ
وَما صَنَعتَ بِآمالٍ لَنا طُوِيَت
يا قَبرُ فيكَ وَعَفّى رَسمَها القِدَمُ
أَلا جَوابٌ يُرَوّي مِن جَوانِحِنا
ما لِلقُبورِ إِذا ما نودِيَت تَجِمُ
نَم أَنتَ يَكفيكَ ما عانَيتَ مِن تَعَبٍ
فَنَحنُ في يَقظَةٍ وَالشَملُ مُلتَئِمُ
هَذا لِواؤُكَ خَفّاقٌ يُظَلِّلُنا
وَذاكَ شَخصُكَ في الأَكبادِ مُرتَسِمُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:59 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رَثاكَ أَميرُ الشِعرِ في الشَرقِ وَاِنبَرى
لِمَدحِكَ مِن كُتّابِ مِصرَ كَبيرُ
وَلَستُ أُبالي حينَ أَرثيكَ بَعدَهُ
إِذا قيلَ عَنّي قَد رَثاهُ صَغيرُ
فَقَد كُنتَ عَوناً لِلضَعيفِ وَإِنَّني
ضَعيفٌ وَما لي في الحَياةِ نَصيرُ
وَلَستُ أُبالي حينَ أَبكيكَ لِلوَرى
حَوَتكَ جِنانٌ أَم حَواكَ سَعيرُ
فَإِنّي أُحِبُّ النابِغينَ لِعِلمِهِم
وَأَعشَقُ رَوضَ الفِكرِ وَهوَ نَضيرُ
دَعَوتَ إِلى عيسى فَضَجَّت كَنائِسٌ
وَهُزَّ لَها عَرشٌ وَمادَ سَريرُ
وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ قَولُ مُلحِدٍ
وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ لَبَشيرُ
وَلَولا حُطامٌ رَدَّ عَنكَ كِيادَهُم
لَضِقتَ بِهِ ذَرعاً وَساءَ مَصيرُ
وَلَكِن حَماكَ العِلمُ وَالرَأيُ وَالحِجا
وَمالٌ إِذا جَدَّ النِزالُ وَفيرُ
إِذا زُرتَ رَهنَ المَحبَسَينِ بِحُفرَةٍ
بِها الزُهدُ ثاوٍ وَالذَكاءُ سَتيرُ
وَأَبصَرتَ أُنسَ الزُهدِ في وَحشَةِ البِلى
وَشاهَدتَ وَجهَ الشَيخِ وَهوَ مُنيرُ
وَأَيقَنتَ أَنَّ الدينَ لِلَّهِ وَحدَهُ
وَأَنَّ قُبورَ الزاهِدينَ قُصورُ
فَقِف ثُمَّ سَلِّم وَاِحتَشِم إِنَّ شَيخَنا
مَهيبٌ عَلى رَغمِ الفَناءِ وَقورُ
وَسائِلهُ عَمّا غابَ عَنكَ فَإِنَّهُ
عَليمٌ بِأَسرارِ الحَياةِ بَصيرُ
يُخَبِّرُكَ الأَعمى وَإِن كُنتَ مُبصِراً
بِما لَم تُخَبِّر أَحرُفٌ وَسُطورُ
كَأَنّي بِسَمعِ الغَيبِ أَسمَعُ كُلَّ ما
يُجيبُ بِهِ أُستاذُنا وَيُحيرُ
يُناديكَ أَهلاً بِالَّذي عاشَ عَيشَنا
وَماتَ وَلَم يَدرُج إِلَيهِ غُرورُ
قَضَيتَ حَياةً مِلؤُها البِرُّ وَالتُقى
فَأَنتَ بِأَجرِ المُتَّقينَ جَديرُ
وَسَمَّوكَ فيهِم فَيلَسوفاً وَأَمسَكوا
وَما أَنتَ إِلّا مُحسِنٌ وَمُجيرُ
وَما أَنتَ إِلّا زاهِدٌ صاحَ صَيحَةً
يَرِنُّ صَداها ساعَةً وَيَطيرُ
سَلَوتَ عَنِ الدُنيا وَلَكِنَّهُم صَبَوا
إِلَيها بِما تُعطيهِمُ وَتَميرُ
حَياةُ الوَرى حَربٌ وَأَنتَ تُريدُها
سَلاماً وَأَسبابُ الكِفاحِ كَثيرُ
أَبَت سُنَّةُ العُمرانِ إِلّا تَناحُراً
وَكَدحاً وَلَو أَنَّ البَقاءَ يَسيرُ
تُحاوِلُ رَفعَ الشَرِّ وَالشَرُّ واقِعٌ
وَتَطلُبُ مَحضَ الخَيرِ وَهوَ عَسيرُ
وَلَولا اِمتِزاجُ الشَرِّ بِالخَيرِ لَم يَقُم
دَليلٌ عَلى أَنَّ الإِلَهَ قَديرُ
وَلَم يَبعَثِ اللَهُ النَبِيّينَ لِلهُدى
وَلَم يَتَطَلَّع لِلسَريرِ أَميرُ
وَلَم يَعشَقِ العَلياءَ حُرٌّ وَلَم يَسُد
كَريمٌ وَلَم يَرجُ الثَراءَ فَقيرُ
وَلَو كانَ فينا الخَيرُ مَحضاً لَما دَعا
إِلى اللَهِ داعٍ أَو تَبَلَّجَ نورُ
وَلا قيلَ هَذا فَيلَسوفٌ مُوَفَّقٌ
وَلا قيلَ هَذا عالِمٌ وَخَبيرُ
فَكَم في طَريقِ الشَرِّ خَيرٌ وَنِعمَةٌ
وَكَم في طَريقِ الطَيِّباتِ شُرورُ
أَلَم تَرَ أَنّي قُمتُ قَبلَكَ داعِياً
إِلى الزُهدِ لا يَأوي إِلَيَّ ظَهيرُ
أَطاعوا أَبيقوراً وَسُقراطَ قَبلَهُ
وَخولِفتُ فيما أَرتَئي وَأُشيرُ
وَمِتُّ وَما ماتَت مَطامِعُ طامِعٍ
عَلَيها وَلا أَلقى القِيادَ ضَميرُ
إِذا هُدِمَت لِلظُلمِ دورٌ تَشَيَّدَت
لَهُ فَوقَ أَكتافِ الكَواكِبِ دورُ
أَفاضَ كِلانا في النَصيحَةِ جاهِداً
وَماتَ كِلانا وَالقُلوبُ صُخورُ
فَكَم قيلَ عَن كَهفِ المَساكينِ باطِلٌ
وَكَم قيلَ عَن شَيخِ المَعَرَّةِ زورُ
وَما صَدَّ عَن فِعلِ الأَذى قَولُ مُرسَلٍ
وَما راعَ مَفتونَ الحَياةِ نَذيرُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 01:59 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رِياضُ أَفِق مِن غَمرَةِ المَوتِ وَاِستَمِع
حَديثَ الوَرى عَن طيبِ ما كُنتَ تَصنَعُ
أَفِق وَاِستَمِع مِنّي رِثاءً جَمَعتُهُ
تُشارِكُني فيهِ البَرِيَّةُ أَجمَعُ
لِتَعلَمَ ما تَطوي الصُدورُ مِنَ الأَسى
وَتَنظُرَ مَقروحَ الحَشا كَيفَ يَجزَعُ
لَئِن تَكُ قَد عُمِّرتَ دَهراً لَقَد بَكى
عَلَيكَ مَعَ الباكي خَلائِقُ أَربَعُ
مَضاءٌ وَإِقدامٌ وَحَزمٌ وَعَزمَةٌ
مِنَ الصارِمِ المَصقولِ أَمضى وَأَقطَعُ
رُحِمتَ فَما جاهٌ يُنَوِّهُ في العُلا
بِصاحِبِهِ إِلّا وَجاهُكَ أَوسَعُ
وَلا قامَ في أَيّامِكَ البيضِ ماجِدٌ
يُنازِعُكَ البابَ الَّذي كُنتَ تَقرَعُ
إِذا قيلَ مَن لِلرَأيِ في الشَرقِ أَومَأَت
إِلى رَأيِكَ الأَعلى مِنَ الغَربِ إِصبَعُ
وَإِن طَلَعَت في مِصرَ شَمسُ نَباهَةٍ
فَمِن بَيتِكَ المَعمورِ تَبدو وَتَطلُعُ
حَكَمتَ فَما حَكَّمتَ في قَصدِكَ الهَوى
طَريقُكَ في الإِنصافِ وَالعَدلِ مَهيَعُ
وَقَد كُنتَ ذا بَطشٍ وَلَكِنَّ تَحتَهُ
نَزاهَةَ نَفسٍ في سَبيلِكَ تَشفَعُ
وَقَفتَ لِإِسماعيلَ وَالأَمرُ أَمرُهُ
وَفي كَفِّهِ سَيفٌ مِنَ البَطشِ يَلمَعُ
إِذا صاحَ لَبّاهُ القَضاءُ وَأَسرَعَت
إِلى بابِهِ الأَيّامُ وَالناسُ خُشَّعُ
يُذِلُّ إِذا شاءَ العَزيزَ وَتَرتَئي
إِرادَتُهُ رَفعَ الذَليلِ فَيُرفَعُ
فَفي كَرَّةٍ مِن لَحظِهِ وَهوَ عابِسٌ
تُدَكُّ جِبالٌ لَم تَكُن تَتَزَعزَعُ
وَفي كَرَّةٍ مِن لَحظِهِ وَهوَ باسِمٌ
تَسيلُ بِحارٌ بِالعَطاءِ فَتُمرِعُ
فَما أَغلَبٌ شاكي العَزيمَةِ أَروَعٌ
يُصارِعُهُ في الغابِ أَغلَبُ أَروَعُ
بِأَجرَأَ مِن ذاكَ الوَزيرِ مُصادِماً
إِرادَةَ إِسماعيلَ وَالمَوتُ يَسمَعُ
وَفي الثَورَةِ الكُبرى وَقَد أَحدَقَت بِنا
صُروفُ اللَيالي وَالمَنِيَّةُ مَشرَعُ
نَظَرتَ إِلى مِصرٍ فَساءَكَ أَن تَرى
حُلاها بِأَيدي المُستَطيلينَ تُنزَعُ
وَلَم تَستَطِع صَبراً عَلى هَتكِ خِدرِها
فَفارَقتَها أَسوانَ وَالقَلبُ موجَعُ
وَعُدتَ إِلَيها حينَ ناداكَ نيلُها
أَقِل عَثرَتي فَالقَومُ في الظُلمِ أَبدَعوا
فَكُنتَ أَبا مَحمودَ غَوثاً وَعِصمَةً
إِلَيكَ دُعاةُ الحَقِّ تَأوي وَتَفزَعُ
وَكَم نابِغٍ في أَرضِ مِصرَ حَمَيتَهُ
وَمِثلُكَ مَن يَحمي الكَريمَ وَيَمنَعُ
رَعَيتَ جَمالَ الدينِ ثُمَّ اِصطَفَيتَهُ
فَأَصبَحَ في أَفياءِ جاهِكَ يَرتَعُ
وَقَد كانَ في دارِ الخِلافَةِ ثاوِياً
وَفي صَدرِهِ كَنزٌ مِنَ العِلمِ مودَعُ
فَجِئتَ بِهِ وَالناسُ قَد طالَ شَوقُهُمُ
إِلى أَلمَعِيٍّ بِالبَراهينِ يَصدَعُ
فَحَرَّكَ مِن أَفهامِهِم وَعُقولِهِم
وَعاوَدَهُم ذاكَ الذَكاءُ المُضَيَّعُ
وَوَلَّيتَ تَحريرَ الوَقائِعِ عَبدَهُ
فَجاءَ بِما يَشفي الغَليلَ وَيَنقَعُ
وَكانَت لِرَبِّ الناسِ فيهِ مَشيئَةٌ
فَأَمسَت إِلَيهِ الناسُ في الحَقِّ تَرجِعُ
وَجاؤوا بِإِبراهيمَ في القَيدِ راسِفاً
عَلَيهِ مِنَ الإِملاقِ ثَوبٌ مُرَقَّعُ
فَأَلفَيتَ مِلءَ الثَوبِ نَفساً طَموحَةً
إِلى المَجدِ مِن أَطمارِها تَتَطَلَّعُ
فَأَطلَقتَهُ مِن قَيدِهِ وَأَقَلتَهُ
وَما كانَ في تِلكَ السَعادَةِ يَطمَعُ
وَكَم لَكَ في مِصرٍ وَفي الشَأمِ مِن يَدٍ
لَها أَينَ حَلَّت نَفحَةٌ تَتَضَوَّعُ
رَفَعتَ عَنِ الفَلّاحِ عِبءَ ضَريبَةٍ
يَنوءُ بِها أَيّامَ لا غَوثَ يَنفَعُ
وَأَرهَبتَ حُكّامَ الأَقاليمِ فَاِرعَوَوا
وَكانوا أُناساً في الجَهالَةِ أَوضَعوا
فَخافوكَ حَتّى لَو تَناجَوا بِنَجوَةٍ
لَخالوا رِياضاً فَوقَهُم يَتَسَمَّعُ
أَقَمتَ عَلَيهِم زاجِراً مِن نُفوسِهِم
إِذا سَوَّلَت أَمراً لَهُم قامَ يَردَعُ
سَلِ الناسَ أَيّامَ الرُشا مُستَفيضَةٌ
وَأَيّامَ لا تَجني الَّذي أَنتَ تَزرَعُ
أَكانَ رِياضٌ عَنهُمُ غَيرَ غافِلٍ
يَرُدُّ الأَذى عَن أَهلِ مِصرَ وَيَدفَعُ
أَمُؤتَمَرَ الإِصلاحِ وَالعُرفِ قَد مَضى
رِياضٌ وَأَودى الوازِعُ المُتَوَرِّعُ
وَكانَ عَلى كُرسِيِّهِ خَيرَ جالِسٍ
لِهَيبَتِهِ تَعنو الوُجوهُ وَتَخشَعُ
فَيا وَيلَنا إِن لَم تَسُدّوا مَكانَهُ
بِذي مِرَّةٍ في الخَطبِ لا يَتَضَعضَعُ
بَعيدِ مَرامِ الفِكرِ أَمّا جَنانُهُ
فَرَحبٌ وَأَمّا عِزُّهُ فَمُمَنَّعُ
فَيا ناصِرَ المُستَضعَفينَ إِذا عَدا
عَلَيهِم زَمانٌ بِالعَداوَةِ مولَعُ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما قامَ بَينَنا
وَزيرٌ عَلى دَستِ العُلا يَتَرَبَّعُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:01 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
صونوا يَراعَ عَلِيٍّ في مَتاحِفِكُم
وَشاوِروهُ لَدى الأَرزاءِ وَالنُوَبِ
وَاِستَلهِموهُ إِذا ما الرَأيُ أَخطَأَكُم
يَومَ النِضالِ عَنِ الأَوطانِ وَالنَشَبِ
قَد كانَ سَلوَةَ مِصرٍ في مَكارِهِها
وَكانَ جَمرَةَ مِصرٍ ساعَةَ الغَضَبِ
في شِقِّهِ وَمَراميهِ وَريقَتِهِ
ما في الأَساطيلِ مِن بَطشٍ وَمِن عَطَبِ
كَم رَدَّ عَنّا وَعَينُ الغَربِ طامِحَةٌ
مِنَ الرَزايا وَكَم جَلّى مِنَ الكُرَبِ
لَهُ صَريرٌ إِذا جَدَّ النِزالُ بِهِ
يُنسي الكُماةِ صَليلَ البيضِ وَالقُضُبِ
ما ضَرَّ مَن كانَ هَذا في أَنامِلِهِ
أَن يَشهَدَ الحَربَ لَم يَسكُن إِلى يَلَبِ
فَلَو رَآهُ اِبنُ أَوسٍ ما قَرَأتَ لَهُ
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءٍ مِنَ الكُتُبِ
أَلا فَتىً عَرَبِيٌّ تَستَقِلُّ بِهِ
بَعدَ الفَقيدِ وَيَحمي حَوزَةَ الأَدَبِ
وَيَمنَعُ الحَقَّ أَن يُغشي تَبَلُّجَهُ
ما في السِياسَةِ مِن زورٍ وَمِن كَذِبِ
أَودى فَتى الشَرقِ بَل شَيخُ الصَحافَةِ بَل
شَيخُ الوَفائِيَّةِ الوَضّاحَةِ الحَسَبِ
أَقامَ فينا عِصامِيّاً فَعَلَّمَنا
مَعنى الثَباتِ وَمَعنى الجِدِّ وَالدَأَبِ
وَراحَ عَنّا وَلَم تَبلُغ عَزائِمُنا
مَدى مُناها وَلَم تَقرُب مِنَ الأَرَبِ
قالوا عَجِبنا لِمِصرٍ يَومَ مَصرَعِهِ
وَقَد عَجِبتُ لَهُم مِن ذَلِكَ العَجَبِ
إِنَّ الأُلى حَسِبوها غَيرَ جازِعَةٍ
لا يَنظُرونَ إِلى الأَشياءِ مِن كَثَبِ
تَاللَهِ ما جَهِلَت فيهِ مُصيبَتَها
وَلا الَّذي فَقَدَت مِن كاتِبِ العَرَبِ
لَكِنَّها أَلِفَت وَالأَمرُ يَحزُبُها
فَقدَ الرِجالِ وَمَوتَ السادَةِ النُجُبِ
وَعَلَّمَتها اللَيالي أَن تُصابِرَها
في الحادِثاتِ وَإِن أَمعَنَّ في الحَرَبِ
كَم أَرجَفوا بَعدَ مَوتِ الشَيخِ وَاِرتَقَبوا
مَوتَ المُؤَيَّدِ فينا شَرَّ مُرتَقَبِ
وَإِن يَمُت تَمُتِ الآمالُ في بَلَدٍ
لَولا المُؤَيَّدُ لَم يَنشَط إِلى طَلَبِ
صُبابَةٌ مِن رَجاءٍ بَينَ أَضلُعِنا
قَد باتَ يَرشُفُ مِنها كُلُّ مُغتَصِبِ
أَلَم يَكُن لِبَني مِصرٍ وَقَد دُهِموا
مِن ساسَةِ الغَربِ مِثلَ المَعقِلِ الأَشِبِ
كَمِ اِنبَرَت فيهِ أَقلامٌ وَكَم رُفِعَت
فيهِ مَنائِرُ مِن نَظمٍ وَمِن خُطَبِ
وَكانَ مَيدانَ سَبقٍ لِلأُلى غَضِبوا
لِلدينِ وَالحَقِّ مِن داعٍ وَمُحتَسِبِ
فَكَم يَراعِ حَكيمٍ في مَشارِعِهِ
قَدِ اِلتَقى بِيَراعِ الكاتِبِ الأَرِبِ
أَيُّ الصَحائِفِ في القُطرَينِ قَد وَسِعَت
رَدَّ الإِمامِ مُزيلِ الشَكِّ وَالرِيَبِ
أَيّامَ يَحصِبُ هانوتو بِفِريَتِهِ
وَجهَ الحَقيقَةِ وَالإِسلامِ في نَحَبِ
ما لي أُعَدِّدُ آثارَ الفَقيدِ لَكُم
وَالشَرقُ يَعرِفُ رَبَّ السَبقِ وَالغَلَبِ
لَولا المُؤَيَّدُ ظَلَّ المُسلِمونَ عَلى
تَناكُرٍ بَينَهُم في ظُلمَةِ الحُجُبِ
تَعارَفوا فيهِ أَرواحاً وَضَمَّهُمُ
رَغمَ التَنائي زِمامٌ غَيرُ مُنقَضِبِ
في مِصرَ في تونِسٍ في الهِندِ في عَدَنٍ
في الروسِ في الفُرسِ في البَحرَينِ في حَلَبِ
هَذا يَحِنُّ إِلى هَذا وَقَد عُقِدَت
مَوَدَّةٌ بَينَهُم مَوصولَةُ السَبَبِ
أَبا بُثَينَةَ نَم يَكفيكَ ما تَرَكَت
فينا يَداكَ وَما عانَيتَ مِن تَعَبِ
جاهَدتَ في اللَهِ وَالأَوطانِ مُحتَسِبا
فَاِرجِع إِلى اللَهِ مَأجوراً وَفُز وَطِبِ
وَاِحمِل بِيُمناكَ يَومَ النَشرِ ما نَشَرَت
تِلكَ الصَحيفَةُ في دُنياكَ وَاِنتَسِبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:01 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
جَلَّ الأَسى فَتَجَمَّلي
وَإِذا أَبَيتِ فَأَجمِلي
يا مِصرُ قَد أَودى فَتا
كِ وَلا فَتىً إِلّا عَلي
قَد ماتَ نابِغَةُ القَضا
ءِ وَغابَ بَدرُ المَحفِلِ
وَعَدا القَضاءُ عَلى القَضا
ءِ فَصابَهُ في المَقتَلِ
حَلّالُ عَقدِ المُعضِلا
تِ قَضى بِداءٍ مُعضِلِ
وَيحَ الكِنانَةِ ما لَها
في غَمرَةٍ لا تَنجَلي
باتَت وَكارِثَةٌ تَمُر
رُ بِها وَكارِثَةٌ تَلي
يا زَهرَةَ الماضي وَيا
رَيحانَةَ المُستَقبَلِ
كُنّا نُعِدُّكِ لِلشَدا
ئِدِ في الزَمانِ المُقبِلِ
يا لابِسَ الخُلُقِ الكَري
مِ المُطمَئِنِّ الأَمثَلِ
فارَقتَنا في حينِ حا
جَتِنا وَلَم تَتَمَهَّلِ
يا رامِياً صَدرَ الصِعا
بِ رَماكَ رامي الأَجدَلِ
يا حافِظاً غَيبَ الصَدي
قِ وَيا كَريمَ المِقوَلِ
أَيُّ المَحامِدِ غَضَّةً
بِحُلاكَ لَم تَتَجَمَّلِ
تَلهو لِداتُكَ بِالصِبا
لَهواً وَأَنتَ بِمَعزِلِ
تَسعى وَراءَ الباقِيا
تِ الصالِحاتِ وَتَعتَلي
بَينَ المَحابِرِ وَالدَفا
تِرِ دائِباً لا تَأتَلي
أَدرَكتَ عِلمَ الآخِري
نَ وَحُزتَ فَضلَ الأَوَّلِ
أَدنى مَرامِكَ هِمَّةٌ
فَوقَ السِماكِ الأَعزَلِ
وَأَجَلُّ قَصدِكَ أَن تَرى
مِصراً تَسودُ وَتَعتَلي
دَرَجَ الأَحِبَّةُ بَعدَ ما
تَرَكوا الأَسى وَالحُزنَ لي
لَم يَحلُ لي مِن بَعدِهِم
عَيشٌ وَلَم أَتَعَلَّلِ
لي كُلَّ عامٍ وَقفَةٌ
حَرّى عَلى مُتَرَحِّلِ
أَبكي بُكاءَ الثاكِلا
تِ وَأَصطَلي ما أَصطَلي
لَم يُبقِ لي يَومُ الفَقي
دِ عَزيمَةً لَم تُفلَلِ
يَومٌ عَبوسٌ قَد مَضى
بِفَتىً أَغَرَّ مُحَجَّلِ
مَن لَم يُشاهِد هَولَهُ
عِندَ القَضاءِ المُنزَلِ
لَم يَدرِ ما قَصمُ الظُهو
رِ وَلا اِنخِزالُ المَفصِلِ
يا قَبرُ وَيحَكَ ما صَنَع
تَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ
عَبَّستَ مِنهُ نَضرَةً
كانَت رِياضَ المُجتَلي
وَعَبَثتَ مِنهُ بِطُرَّةٍ
سَوداءَ لَمّا تَنصُلِ
يا قَبرُ هَل لَعِبَ البِلى
بِلِطافِ تِلكَ الأَنمُلِ
لَهفي عَلَيها في الطُرو
سِ تَسيلُ سَيلَ الجَدوَلِ
لَهفي عَلَيها في الجِدا
لِ تَحُلُّ عَقدَ المُشكِلِ
لَهفي عَلَيها لِلرَجا
ءِ وَلِلعُفاةِ السُؤَّلِ
يا قَبرُ ضَيفُكَ بَينَنا
قَد كانَ خَيرَ مُؤَمَّلِ
لَم يَنقَبِض كِبراً بِنا
ديهِ وَلَم يَتَبَذَّلِ
إِنّي حَلَلتُ رِحابَهُ
فَنَزَلتُ أَكرَمَ مَنزِلِ
وَنَهِلتُ مِن أَخلاقِهِ
فَوَرَدتُ أَعذَبَ مَنهَلِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:02 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أُختَ الكَواكِبِ ما رَما
كِ وَأَنتِ رامِيَةُ النُسورِ
ماذا دَهاكَ وَفَوقَ ظَهـ
ـرِكِ مَربِضُ الأَسَدِ الهَصورِ
خَضَعَت لِإِمرَتِهِ الرِيا
حُ مِنَ الصَبا وَمِنَ الدَبورِ
فَغَدا يُصَرِّفُ مِن أَعِن
نَتِها تَصاريفَ القَديرِ
فَتحي وَهَل لي إِن سَأَلـ
ـتُ عَنِ المُصيبَةِ مِن مُحيرِ
وَيلاهُ هَل جُزتَ الحُدو
دَ وَأَنتَ مُختَرِقُ السُتورِ
فَرَماكَ حُرّاسُ السَما
ءِ وَتِلكَ قاصِمَةُ الظُهورِ
أَم غارَ مِنكَ السابِحا
تُ وَأَنتَ تَسبَحُ في الأَثيرِ
حَسَدَتكَ حينَ رَأَتكَ وَحـ
ـدَكَ ثُمَّ كَالفَلَكِ المُنيرِ
وَالعَينُ مِثلُ السَهمِ تَنـ
ـفُذُ في التَرائِبِ وَالنُحورِ
حاوَلتَ أَن تَرِدَ المَجَر
رَةَ وَالوُرودَ مِنَ العَسيرِ
فَوَرَدتَ يا فَتحي الحِما
مَ وَأَنتَ مُنقَطِعُ النَظيرِ
وَهَوَيتَ مِن كَبِدِ السَما
ءِ وَهَكَذا مَهوى البُدورِ
إِن كانَ أَعياكَ الصُعو
دُ بِذَلِكَ الجَسَدِ الطَهورِ
فَاِسبَح بِروحِكَ وَحدَها
وَاِصعَد إِلى المَلِكِ الكَبيرِ
إِن راعَنا صَوتُ النَعِـ
ـيِ وَفاتَنا نَبَأُ البَشيرِ
فَلَعَلَّ مَن ضَنَّت يَدا
هُ عَلى الكِنانَةِ بِالسُرورِ
أَن يَستَجيبَ دُعاءَها
في حِفظِ صاحِبِكَ الأَخيرِ
باتَت تُراقِبُ في المَشا
رِقِ وَالمَغارِبِ وَجهَ نوري
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:02 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
سَكَنَ الفَيلَسوفُ بَعدَ اِضطِرابِ
إِنَّ ذاكَ السُكونَ فَصلُ الخِطابِ
لَقِيَ اللَهَ رَبَّهُ فَاِترُكوا المَر
ءَ لِدَيّانِهِ فَسيحِ الرِحابِ
حَزِنَ العِلمُ يَومَ مِتَّ وَلَكِن
أَمِنَ الدينُ صَيحَةَ المُرتابِ
كُنتَ تَبغي بَردَ اليَقينِ عَلى الأَر
ضِ وَتَسعى وَراءَ لُبِّ اللُبابِ
فَاِستَرِح أَيُّها المُجاهِدُ وَاِهدَأ
قَد بَلَغتَ المُرادَ تَحتَ التُرابِ
وَعَرَفتَ اليَقينَ وَاِنبَلَجَ الحَـ
ـقُ لِعَينَيكَ ساطِعاً كَالشِهابِ
لَيتَ شِعري وَقَد قَضَيتَ حَياةً
بَينَ شَكٍّ وَحَيرَةٍ وَاِرتِيابِ
هَل أَتاكَ اليَقينُ مِن طُرُقِ الشَـ
ـكِ فَشَكُّ الحَكيمِ بَدءُ الصَوابِ
كَم سَمِعنا مُسائِلاً قَبلَ شِبلي
عاشَ في البَحثِ طارِقاً كُلَّ بابِ
أَطلَقَ الفِكرَ في العَوالِمِ حُرّاً
مُستَطيراً يُريغُ هَتكَ الحِجابِ
يَقرَعُ النَجمَ سائِلاً ثُمَّ يَرتَد
دُ إِلى الأَرضِ باحِثاً عَن جَوابِ
أَعجَزَتهُ مِن قُدرَةِ اللَهِ أَسبا
بٌ طَواها مُسَبِّبُ الأَسبابِ
وَقَفَت دونَها العُقولُ حَيارى
وَاِنثَنى هِبرِزِيُّها وَهوَ كابي
لَم يَكُن مُلحِداً وَلَكِن تَصَدّى
لِشُؤونِ المُهَيمِنِ الوَهّابِ
رامَ إِدراكَ كُنهِ ما أَعجَزَ النا
سَ قَديماً فَلَم يَفُز بِالطِلابِ
إيهِ شِبلي قَد أَكثَرَ الناسُ فيكَ ال
قَولَ حَتّى تَفَنَّنوا في عِتابي
قيلَ تَرثي ذاكَ الَّذي يُنكِرُ النو
رَ وَلا يَهتَدي بِهَديِ الكِتابِ
قُلتُ كُفّوا فَإِنَّما قُمتُ أَرثي
مِنهُ خِلّاً أَمسى طَويلَ الغِيابِ
أَنا وَاللَهِ لا أُحابيهِ في القَو
لِ فَقَد كانَ صاحِبي لا يُحابي
أَنا أَرثى شَمائِلاً مِنهُ عِندي
كُنَّ أَحلى مِنَ الشِهادِ المُذابِ
كانَ حُرَّ الآراءِ لا يَعرِفُ الخَتـ
ـلَ وَلا يَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ
مُفضِلاً مُحسِناً عَلى العُسرِ وَاليُسـ
ـرِ جَميعَ الفُؤادِ رَحبَ الجَنابِ
عاشَ ما عاشَ لا يُليقُ عَلى الأَيـ
ـامِ لا وَلَم يَلِن لِلصِعابِ
كانَ في الوُدِّ مَوضِعَ الثِقَةِ الكُب
رى وَفي العِلمِ مَوضِعَ الإِعجابِ
نُكِبَ الطِبُّ فيهِ يَومَ تَوَلّى
وَأُصيبَت رَوائِعُ الآدابِ
وَخَلا ذَلِكَ النَدِيُّ مِنَ الأُنـ
ـسِ وَقَد كانَ مَرتَعَ الكُتّابِ
وَبَكَت فَقدَهُ الشَآمُ وَناءَت
فَوقَ ما نابَها بِهَذا المُصابِ
كُلَّ يَومٍ يُهَدُّ رُكنٌ مِنَ الشَأ
مِ لَقَد آذَنَت إِذاً بِالخَرابِ
فَهيَ بِاليازِجي وَجُرجي وَشِبلي
فُجِعَت بِالثَلاثَةِ الأَقطابِ
فَعَلى الراحِلِ الكَريمِ سَلامٌ
كُلَّما غَيَّبَ الثَرى لَيثَ غابِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:02 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
دَعاني رِفاقي وَالقَوافي مَريضَةٌ
وَقَد عَقَدَت هوجُ الخُطوبِ لِساني
فَجِئتُ وَبي ما يَعلَمُ اللَهُ مِن أَسىً
وَمِن كَمَدٍ قَد شَفَّني وَبَراني
مَلِلتُ وُقوفي بَينَكُم مُتَلَهِّفاً
عَلى راحِلٍ فارَقتُهُ فَشَجاني
أَفي كُلَّ يَومٍ يَبضَعُ الحُزنُ بَضعَةً
مِنَ القَلبِ إِنّي قَد فَقَدتُ جَناني
كَفانِيَ ما لُقّيتُ مِن لَوعَةِ الأَسى
وَما نابَني يَومَ الإِمامِ كَفاني
تَفَرَّقَ أَحبابي وَأَهلي وَأَخَّرَت
يَدُ اللَهِ يَومي فَاِنتَظَرتُ أَواني
وَما لي صَديقٌ إِن عَثَرتُ أَقالَني
وَما لي قَريبٌ إِن قَضَيتُ بَكاني
أَرانِيَ قَد قَصَّرتُ في حَقِّ صُحبَتي
وَتَقصيرُ أَمثالي جِنايَةُ جاني
فَلا تَعذِروني يَومَ فَتحي فَإِنَّني
لَأَعلَمُ ما لا يَجهَلُ الثَقَلانِ
فَقَد غابَ عَنّا يَومَ غابَ وَلَم يَكُن
لَهُ بَينَ هالاتِ النَوابِغِ ثاني
وَفي ذِمَّتي لِليازِجِيِّ وَديعَةٌ
وَأُخرى لِزَيدانٍ وَقَد سَبَقاني
فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولانِ في الثَرى
إِذا اِلتَقَيا يَوماً وَقَد ذَكَراني
وَقَد رَمَيا بِالطَرفِ بَينَ جُموعِكُم
وَلَم يَشهَدا في المَشهَدَينِ مَكاني
أَيَجمُلُ بي هَذا العُقوقُ وَإِنَّما
عَلى غَيرِ هَذا العَهدِ قَد عَرَفاني
دَعاني وَفائي يَومَ ذاكَ فَلَم أَكُن
ضَنيناً وَلَكِنَّ القَريضَ عَصاني
وَقَد تُخرِسُ الأَحزانُ كُلَّ مُفَوَّهٍ
يُصَرِّفُ في الإِنشادِ كُلَّ عِنانِ
أَأَنساهُما وَالعِلمُ فَوقَ ثَراهُما
تَنَكَّسَ مِن أَعلامِهِ عَلَمانِ
وَكَم فُزتُ مِن رَبِّ الهِلالِ بِحِكمَةٍ
وَكَم زِنتُ مِن رَبِّ الضِياءِ بَياني
أَزَيدانُ لا تَبعُد وَتِلكَ عُلالَةٌ
يُنادي بِها الناعونَ كُلَّ حُسانِ
لَكَ الأَثَرُ الباقي وَإِن كُنتَ نائِياً
فَأَنتَ عَلى رَغمِ المَنِيَّةِ داني
وَيا قَبرَ زَيدانٍ طَوَيتَ مُؤَرِّخاً
تَجَلّى لَهُ ما أَضمَرَ الفَتَيانِ
وَعَقلاً وَلوعاً بِالكُنوزِ فَإِنَّهُ
عَلى الدُرِّ غَوّاصٌ بِبَحرِ عُمانِ
وَعَزماً شَآمِيّاً لَهُ أَينَما مَضى
شَبا هِندُوانِيٍّ وَحَدُّ يَماني
وَكَفّاً إِذا جالَت عَلى الطِرسِ جَولَةً
تَمايَلَ إِعجاباً بِها البَلَدانِ
أَشادَت بِذِكرِ الراشِدينَ كَأَنَّما
فَتى القُدسِ مِمّا يُنبِتُ الحَرَمانِ
سَأَلتُ حُماةَ النَثرِ عَدَّ خِلالِهِ
فَما لي بِما أَعيا القَريضَ يَدانِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:02 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لا مَرحَباً بِكَ أَيُّهَذا العامُ
لَم يُرعَ عِندَكَ لِلأُساةِ ذِمامُ
في مُستَهَلِّكَ رُعتَنا بِمَآتِمٍ
لِلنافِعينَ مِنَ الرِجالِ تُقامُ
عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِصرَ طَواهُما
فيكَ الرَدى فَبَكَتهُما الأَهرامُ
غَيَّبتَ شُكري وَهوَ نابِهُ عَصرِهِ
وَأَصَبتَ إِبراهيمَ وَهوَ إِمامُ
خَدَما رُبوعَ النيلِ في عَهدَيهِما
وَالطِبُّ نَبتٌ لَم يَجُدهُ غَمامُ
وَالناسُ بِالغَربِيِّ في تَطبيبِهِ
وَلِعوا عَلى بُعدِ المَزارِ وَهاموا
حَتّى اِنبَرى شُكري فَأَثبَتَ سَبقُهُ
أَنَّ اِبنَ مِصرَ مُجَرِّبٌ مِقدامُ
وَأَقامَ إِبراهيمُ أَبلَغَ حُجَّةٍ
أَنَّ العَرينَ يَحُلُّهُ ضِرغامُ
وَتَرَسَّمَ المُتَعَلِّمونَ خُطاهُما
فَاِنشَقَّ مِن عَلَمَيهِما أَعلامُ
قَد أَقسَموا لِلطِبِّ أَن يَسموا بِهِ
فَوقَ السِماكِ فَبَرَّتِ الأَقسامُ
وَغَدَت رُبوعُ الطِبِّ تَحكي جَنَّةً
فيها لِبُقراطَ الحَكيمِ مَقامُ
وَرَأى عَليلُ النيلِ أَنَّ أُساتَهُ
بَذّوا الأُساةَ فَلَم يَرُعهُ سَقامُ
يا مِصرُ حَسبُكِ ما بَلَغتِ مِنَ المُنى
صَدَقَ الرَجاءُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ
وَمَشى بَنوكِ كَما اِشتَهَيتِ إِلى العُلا
وَعَلى الوَلاءِ كَما عَلِمتِ أَقاموا
وَمَدَدتِ صَوتَكِ بَعدَ طولِ خُفوتِهِ
فَدَعا بِعافِيَةٍ لَكِ الإِسلامُ
وَرَفَعتِ رَأسَكِ عِندَ مُفتَخَرِ النُهى
بَينَ المَمالِكِ حَيثُ تُحنى الهامُ
كَم فيكِ جَرّاحٌ كَأَنَّ يَمينَهُ
عِندَ الجِراحَةِ بَلسَمٌ وَسَلامُ
قَد صيغَ مِبضَعُهُ وَإِن أَجرى دَماً
مِن رَحمَةٍ فَجَريحُهُ بَسّامُ
وَمُوَفَّقٍ جَمِّ الصَوابِ إِذا اِلتَوى
داءُ العَليلِ وَحارَتِ الأَفهامُ
يُلقي بِسَمعٍ لا يَخونُ إِذا هَفَت
أُذُنٌ وَخانَ المِسمَعَينِ صِمامُ
وَإِذا عُضالُ الداءِ أَبهَمَ أَمرُهُ
عَرَفَت خَفِيَّ دَبيبِهِ الإِبهامُ
يَستَنطِقُ الآلامَ وَهيَ دَفينَةٌ
خَرساءُ حَتّى تَنطِقَ الآلامُ
كَم سَلَّ مِن أَيدي المَنايا أَنفُساً
وَثَنى عِنانَ المَوتِ وَهوَ زُؤامُ
وَمُطَبِّبٍ لِلعَينِ يَحمِلُ ميلُهُ
نوراً إِذا غَشّى العُيونَ قَتامُ
وَكَأَنَّ إِثمِدَهُ ضِياءٌ ذَرَّهُ
عيسى بنُ مَريَمَ فَاِنجَلى الإِظلامُ
وَمُطَبِّبٍ لِلطِفلِ لَم تَنبُت لَهُ
سِنٌّ وَلَم يَدرُج إِلَيهِ فِطامُ
يَشكو السَقامَ بِناظِرَيهِ وَما لَهُ
غَيرُ التَفَزُّزِ وَالأَنينِ كَلامُ
فَكَمِ اِستَشَفَّ وَكَم أَصابَ كَأَنَّما
في نَظرَتَيهِ الوَحيُ وَالإِلهامُ
وَمُوَلِّدٍ عَرَفَ الأَجِنَّةُ فَضلَهُ
إِن أَعسَرَت بِوِلادِها الأَرحامُ
كَم قَد أَنارَ لَها بِحالِكَةِ الحَشا
سُبُلاً تَضِلُّ سُلوكَها الأَوهامُ
لَولا يَداهُ سَطا عَلى أَبدانِها
كَربُ المَخاضِ وَشَفَّها الإيلامُ
فَبِهَؤُلاءِ الغُرِّ يا مِصرَ اِهنَئي
فَبِمِثلِهِم تَتَفاخَرُ الأَيّامُ
وَعَلى طَبيبَيكِ اللَذَينِ رَماهُما
رامي المَنونِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:03 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا
وَقَد وارَوا سَليماً في التُرابِ
هَوى رُكنُ الحَديثِ فَأَيُّ قُطبٍ
لِطُلّابِ الحَقيقَةِ وَالصَوابِ
مُوَطَّأَ مالِكٍ عَزِّ البُخاري
وَدَع لِلَّهِ تَعزِيَةَ الكِتابِ
فَما في الناطِقينِ فَمٌ يُوَفّي
عَزاءَ الدينِ في هَذا المُصابِ
قَضى الشَيخُ المُحَدِّثُ وَهوَ يُملي
عَلى طُلّابِهِ فَصلَ الخِطابِ
وَلَم تَنقُص لَهُ التِسعونَ عَزماً
وَلا صَدَّتهُ عَن دَركِ الطِلابِ
وَما غالَت قَريحَتَهُ اللَيالي
وَلا خانَتهُ ذاكِرَةُ الشَبابِ
أَشَيخَ المُسلِمينَ نَأَيتَ عَنّا
عَظيمَ الأَجرِ مَوفورَ الثَوابِ
لَقَد سَبَقَت لَكَ الحُسنى فَطوبى
لِمَوقِفِ شَيخِنا يَومَ الحِسابِ
إِذا أَلقى السُؤالَ عَلَيكَ مُلقٍ
تَصَدّى عَنكَ بِرُّكِ لِلجَوابِ
وَنادى العَدلُ وَالإِحسانُ إِنّا
نُزَكّي ما يَقولُ وَلا نُحابي
قِفوا يا أَيُّها العُلَماءُ وَاِبكوا
وَرَوّوا لَحدَهُ قَبلَ الحِسابِ
فَهَذا يَومُنا وَلَنَحنُ أَولى
بِبَذلِ الدَمعِ مِن ذاتِ الخِضابِ
عَلَيكَ تَحِيَّةُ الإِسلامِ وَقفاً
وَأَهليهِ إِلى يَومِ المَآبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:03 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ
شامِخٌ مِن صُروحِ آلِ عَلِيِّ
وَهَوى عَن سَماوَةِ العَرشِ مَلكٌ
لَم نُمَتَّع بِعَهدِهِ الذَهَبِيِّ
قَد تَساءَلتُ يَومَ ماتَ حُسَينٌ
أَفَقَدنا بِفَقدِهِ كُلَّ شَيِّ
أَم تَرى يُسعِدُ الكِنانَةَ باريـ
ـها وَيَقضي لَها بِلُطفٍ خَفِيِّ
لَم تَكَد تُدرِكُ النُفوسُ مُراداً
في زَمانِ المُتَوَّجِ العَلَوِيِّ
لَم تَكَد تَبلُغُ البِلادَ مُناها
تَحتَ أَفياءِ عَدلِهِ الكِسرَوِيِّ
لَم يَكَد يَنعَمُ الفَقيرُ بِعَيشٍ
مِن نَداهُ وَفَيضِهِ الحاتِمِيِّ
حَجَبَ المَوتُ مَطلَعَ الجودِ يا مِصـ
ـرُ فَجودي لَهُ بِدَمعٍ سَخِيِّ
وَمَضى واهِبُ الأُلوفِ فَوَلَّت
يَومَ وَلّى بَشاشَةُ الأَريَحِيِّ
وَقَضى كافِلُ اليَتامى فَوَيلٌ
لِليَتامى مِنَ الزَمانِ العَتِيِّ
كَم تَمَنّى لَو عاشَ حَتّى يَرانا
أُمَّةً ذاتَ مَنعَةٍ وَرُقِيِّ
غالَهُ الضَعفُ حينَ شَمَّرَ لِلإِصـ
ـلاحِ في مُلكِهِ بِعَزمٍ فَتِيِّ
حَبَسَ الخَطبُ فيكَ أَلسِنَةَ القَو
لِ وَأَعيا قَريحَةَ العَبقَرِيِّ
وَإِذا جَلَّتِ الخُطوبُ وَطَمَّت
أَعجَزَت في القَريضِ طَوقَ الرَوِيِّ
إِنَّ شَرَّ المُصابِ ما أَطلَقَ الدَمـ
ـعَ وَراعَ المُفَوَّهينَ بِعِيِّ
لَهفَ نَفسي عَلى اِنبِساطِكَ لِلضَيـ
ـفِ وَذَيّالِكَ الحَديثِ الشَهِيِّ
يَحسَبُ الدارَ دارَهُ وَهوَ يَمشي
فَوقَ زاهي بِساطِكَ الأَحمَدِيِّ
خُلُقٌ مِثلَما نَشَقتَ أَريجَ الـ
ـزَهرِ جادَتهُ زَورَةُ الوَسمِيِّ
وَاِهتِزازٌ لِلعُرفِ مِثلُ اِهتِزازِ الـ
ـسَيفِ في قَبضَةِ الشُجاعِ الكَمِيِّ
وَحَياءٌ عِندَ العَطِيَّةِ يَنفي
خَجَلَ السائِلِ الكَريمِ الأَبِيِّ
وَاِختِبارٌ يَثني عِنانَ العَوادي
وَوَقارٌ يَزينُ صَدرَ النَدِيِّ
رَحِمَ اللَهُ يا حُسَينُ خِلالاً
فيكَ لَم يَجتَمِعنَ في نَفسِ حَيِّ
يا كَريماً حَلَلتَ ساحَ كَريمٍ
وَضَعيفاً حَلَلتَ ساحَ القَوِيِّ
قَد كَفاكَ السُهادُ في العَيشِ فَاِهنَأ
يا أَليفَ الضَنى بِنَومٍ هَنِيِّ
وَيحَ مِصرٍ فَأَيُّ خَيطِ رَجاءٍ
قَطَعَتهُ رَنّاتُ صَوتِ النَعِيِّ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:03 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مَلَكَ النُهى لا تَبعُدي
فَالخَلقُ في الدُنيا سِيَر
إِنّي أَرى لَكِ سيرَةً
كَالرَوضِ أَرَّجَهُ الزَهَر
رَبّى أَبوكِ الناشِئي
نَ فَعاشَ مَحمودَ الأَثَر
وَسَلَكتِ أَنتِ سَبيلَهُ
في الناشِئاتِ مِنَ الصِغَر
رَبَّيتِهِنَّ عَلى الفَضي
لَةِ وَالطَهارَةِ وَالخَفَر
وَعَلى اِتِّباعِ شَريعَةٍ
نَزَلَت بِها آيُ السُوَر
فَلِبَيتِكُم فَضلٌ عَلى ال
أَحياءِ أُنثى أَو ذَكَر
لِلَّهِ دَرُّكِ إِن نَثَر
تِ وَدَرُّ حِفني إِن نَثَر
قَد كُنتِ زَوجاً طَبَّةً
في البَدوِ عاشَت وَالحَضَر
سادَت عَلى أَهلِ القُصو
رِ وَسَوَّدَت أَهلَ الوَبَر
غَربِيَّةٌ في عِلمِها
مَرموقَةٌ بَينَ الأُسَر
شَرقِيَّةٌ في طَبعِها
مَخدورَةٌ بَينَ الحُجَر
بَينا تَراها في الطُرو
سِ تَخُطُّ آياتِ العِبَر
وَتُريكَ حِكمَةَ نابِهٍ
عَرَكَ الحَوادِثَ وَاِختَبَر
فَإِذا بِها في مَطبَخٍ
تَطهو الطَعامَ عَلى قَدَر
وَإِذا بِها قَعَدَت تَخي
طُ وَتَرتَضي وَخزَ الإِبَر
فَخَرَت بِوالِدِها وَوا
لِدُها بِحِليَتِها اِفتَخَر
بِالعِلمِ حَلَّت صَدرَها
لا بِاللَآلِئِ وَالدُرَر
فَاُنظُر شَمائِلَ فِكرِها
بِاللَهِ يَومَ المُؤتَمَر
وَاِقرَأ مُحاضَرَةَ الجَري
دَةِ وَالمَقالاتِ الغُرَر
وَاِرجِع إِلى ما أَودَعَت
عِندَ المَجَلّاتِ الكُبَر
تَعلَم بِأَنّا قَد فَقَد
نا خَيرَ رَبّاتِ الفِكَر
ذَنبُ المَنِيَّةِ في اِغتِيا
لِ شَبابِها لا يُغتَفَر
يا لَيتَها عاشَت لِمِص
رَ وَلَم تُغَيِّبها الحُفَر
كانَت مِثالاً صالِحاً
يُرجى وَكَنزاً يُدَّخَر
إِنّي رَأَيتُ الجاهِلا
تِ السافِراتِ عَلى خَطَر
وَرَأَيتُ فيهِنَّ الصِيا
نَةَ وَالعَفافَ عَلى سَفَر
لا وازِعٌ وَقَدِ اِنطَوَت
مَلَكٌ يَقيهِنَّ الضَرَر
لا كانَ يَومُكِ يَومَ لا
حَ الحُزنُ مُختَلِفَ الصُوَر
عَلَّمتِ هاتِفَةَ القُصو
رِ نُواحَ هاتِفِهِ الشَجَر
وَتَرَكتِ أَترابَ الصِبا
حُزنا يُقَطِّعنَ الشَعَر
يَبكينَ عَهدَكِ في الصَبا
حِ وَفي المَساءِ وَفي السَحَر
وَتَرَكتِ شَيخَكِ لا يَعي
هَل غابَ زَيدٌ أَو حَضَر
ثَمِلاً تُرَنِّحُهُ الهُمو
مُ إِذا تَحامَلَ أَو خَطَر
كَالفَرعِ هَزَّتهُ العَوا
صِفُ فَاِلتَوى ثُمَّ اِنكَسَر
أَو كَالبِناءِ يُريدُ أَن
يَنقَضَّ مِن وَقعِ الخَوَر
قَد زَعزَعَتهُ يَدُ القَضا
ءِ وَزَلزَلَتهُ يَدُ القَدَر
أَنا لَم أَذُق فَقدَ البَني
نَ وَلا البَناتِ عَلى الكِبَر
لَكِنَّني لَمّا رَأَي
تُ فُؤادَهُ وَقَدِ اِنفَطَر
وَرَأَيتُهُ قَد كادَ يُح
رِقُ زائِريهِ إِذا زَفَر
وَشَهِدتُهُ أَنّى خَطا
خَطواً تَخَبَّلَ أَو عَثَر
أَدرَكتُ مَعنى الحُزنِ حُز
نِ الوالِدَينِ فَما أَمَرّ
وَشَهِدتُ زَوجَكِ مُطرِقاً
مُستَوحِشاً بَينَ السَمَر
كَالمُدلِجِ الحَيرانِ في ال
بَيداءِ أَخطَأَهُ القَمَر
فَعَلِمتُ أَنَّكِ كُنتِ عِق
دَ هَنائِهِ وَقَدِ اِنتَثَر
صَبراً أَبا مَلَكٍ فَإِن
نَ الباقِياتِ لِمَن صَبَر
وَبِقَدرِ صَبرِ المُبتَلى
طولُ المُصيبَةِ وَالقِصَر
كُن أَنتَ أَنتَ إِذا تُسا
ءُ كَأَنتَ أَنتَ إِذا تُسَرّ
يا بَرَّةً بِالوالِدَي
نِ أَبوكِ بَعدَكِ لا يَقِرّ
فَسَلي إِلَهَكِ سُلوَةً
لِأَبيكِ فَهوَ بِهِ أَبَرّ
وَليَهنِكِ الخِدرُ الجَدي
دُ فَذاكَ دارُ المُستَقَرّ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:13 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مَن لِيَومٍ نَحنُ فيهِ مَن لِغَد
ماتَ ذو العَزمَةِ وَالرَأيِ الأَسَد
حَلَّ بِالجُمعَةِ حُزنٌ وَأَسىً
وَمَشى الوَجدُ إِلى يَومِ الأَحَد
وَبَدا شِعري عَلى قِرطاسِهِ
لَوعَةً سالَت عَلى دَمعٍ جَمَد
أَيُّها النيلُ لَقَد جَلَّ الأَسى
كُن مِداداً لي إِذا الدَمعُ نَفِد
وَاِذبُلي يا زَهرَةَ الرَوضِ وَلا
تَبسِمي لِلطَلِّ فَالعَيشُ نَكِد
وَاِلزَمِ النَوحَ أَيا طَيرُ وَلا
تَبتَهِج بِالشَدوِ فَالشَدوُ حَدَد
فَلَقَد وَلّى فَريدٌ وَاِنطَوى
رُكنُ مِصرٍ وَفَتاها وَالسَنَد
خالِدَ الآثارِ لا تَخشَ البِلى
لَيسَ يَبلى مَن لَهُ ذِكرٌ خَلَد
زُرتَ بَرلينَ فَنادى سَمتُها
نَزَلَت شَمسُ الضُحى بُرجَ الأَسَد
وَاِختَفَت شَمسُكَ فيها وَكَذا
تَختَفي في الغَربِ أَقمارُ الأَبَد
يا غَريبَ الدارِ وَالقَبرِ وَيا
سَلوَةَ النيلِ إِذا ما الخَطبُ جَد
وَحُساماً فَلَّ حَدَّيهِ الرَدى
وَشِهاباً ضاءَ وَهناً وَخَمَد
قُل لِصَبِّ النيلِ إِن لاقَيتَهُ
في جِوارِ الدائِمِ الفَردِ الصَمَد
إِنَّ مِصراً لا تَني عَن قَصدِها
رَغمَ ما تَلقى وَإِن طالَ الأَمَد
جِئتُ عَنها أَحمِلُ البُشرى إِلى
أَوَّلِ البانينَ في هَذا البَلَد
فَاِستَرِح وَاِهنَأ وَنَم في غِبطَةٍ
قَد بَذَرتَ الحَبَّ وَالشَعبُ حَصَد
آثَرَ النيلَ عَلى أَموالِهِ
وَقُواهُ وَهَواهُ وَالوَلَد
يَطلُبُ الخَيرَ لِمِصرٍ وَهوَ في
شِقوَةٍ أَحلى مِنَ العَيشِ الرَغَد
ضارِبٌ في الأَرضِ يَبغي مَأرَباً
كُلَّما قارَبَهُ عَنهُ اِبتَعَد
لَم يَعبَه أَن تَجَنّى دَهرُهُ
رُبَّ جِدٍّ حادَ عَن مَجراهُ جَد
يَستَجِمُّ العَزمَ حَتّى إِن بَدَت
فُرصَةٌ شَدَّ إِلَيها وَصَمَد
فَهوَ لا يَثني عِناناً عَن مُنىً
وَهوَ هِجّيراهُ مَن جَدَّ وَجَد
فَأَياديهِ إِذا ما أُنكِرَت
إِنَّما تُنكِرُها عَينُ الحَسَد
فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهيَ في
مَوطِنٍ يُعوِزُها فيهِ المَدَد
فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهيَ في
لَهوَةِ المَيدانِ وَالمَوتُ رَصَد
فَقَدَت مِنهُ خَبيراً حُوَّلاً
وَهيَ وَالأَيّامُ في أَخذٍ وَرَد
لَم يَكَد يُمتِعُها الدَهرُ بِهِ
في رُبوعِ النيلِ حَيّاً لَم يَكَد
لَيتَهُ عاشَ قَليلاً فَتَرى
شَعبَ مِصرٍ عَينُهُ كَيفَ اِتَّحَد
وَيحَ مِصرٍ بَل فَوَيحاً لِلثَرى
إِنَّهُ أَبلَغُ حُزناً وَأَشَد
كَم تَمَنّى وَتَمَنّى أَهلُهُ
لَو يُوارى فيهِ ذَيّاكَ الجَسَد
لَهفَ نَفسي هَل بِبَرلينَ اِمرُؤٌ
فَوقَ ذاكَ القَبرِ صَلّى وَسَجَد
بَل بَكَت عَينٌ فَرَوَّت تُربَهُ
هَل عَلى أَحجارِهِ خَطَّ أَحَد
ها هُنا قَبرُ شَهيدٍ في هَوى
أُمَّةٍ أَيقَظَها ثُمَّ رَقَد
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:13 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
يا عابِدَ اللَهِ نَم في هَذا القَبرِ مُغتَبِطاً
ماكُنتَ عَن ذِكرِ رَبِّ العَرشِ بِاللاهي
يا رَحمَةَ اللَهِ هَذا قَبرُهُ فَقِفي
وَآنِسي روحَهُ يا رَحمَةَ اللَهِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:13 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
وَلَدي قَد طالَ سُهدي وَنَحيبي
جِئتُ أَدعوكَ فَهَل أَنتَ مُجيبي
جِئتُ أَروي بِدُموعي مَضجَعاً
فيهِ أَودَعتُ مِنَ الدُنيا نَصيبي
لا تَخَف مِن وَحشَةِ القَبرِ وَلا
تَبتَئِس إِنّي مُوافٍ عَن قَريبِ
أَنا لا أَترُكُ شِبلي وَحدَهُ
في جَديبٍ موحِشٍ غَيرِ رَحيبِ
أَوَ حينَ اِبتَزَّ دَهري قُوَّتي
وَذَوى عودي وَوافاني مَشيبي
وَاِكتَسى غُصنُكَ مِن أَوراقِهِ
تَحتَ شَمسِ العِزِّ وَالجاهِ الخَصيبِ
وَرَجَونا فيكَ ما لَم يَرجُهُ
مُنجِبُ الأَشبالِ في الشِبلِ النَجيبِ
يَنتَويكَ المَوتُ في شَرخِ الصِبا
وَالشَبابُ الغَضُّ في البُردِ القَشيبِ
لَم يَدَع آسيكَ جُهداً إِنَّما
غابَ عِلمُ اللَهِ عَن عِلمِ الطَبيبِ
إيهِ يا عَبدَ الحَميدِ اُنظُر إِلى
والِدٍ جَمِّ الأَسى بادي الشُحوبِ
ذاهِلٍ مِن فَرطِ ما حَلَّ بِهِ
بَينَ أَترابِكَ يَمشي كَالغَريبِ
كُلَّما أَبصَرَ مِنهُم واحِداً
هَزَّهُ الشَوقُ إِلى وَجهِ الحَبيبِ
يَسأَلُ الأَغصانَ في أَزهارِها
عَن أَخيها ذَلِكَ الغُصنِ الرَطيبِ
يَسأَلُ الأَقمارَ في إِشراقِها
عَن مُحَيّا غابَ مِن قَبلِ المَغيبِ
غَمَرَ الحُزنُ نَواحي نَفسِهُ
وَأَذابَت لُبَّهُ سودُ الخُطوبِ
فَهوَ لا يَنفَعُهُ العَيشُ وَهَل
تَصلُحُ الأَبدانُ مِن غَيرِ قُلوبِ
طالِعي يا شَمسُ قَبراً ضَمَّهُ
بِالتَحايا في شُروقٍ وَغُروبِ
وَاِسكُني يا رَحمَةَ اللَهِ بِهِ
وَاِجعَلي فَيضَكِ مُنهَلَّ السُكوبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:14 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لَكَ اللَهُ قَد أَسرَعتَ في السَيرِ قَبلَنا
وَآثَرتَ يا مِصرِيُّ سُكنى المَقابِرِ
وَقَد كُنتَ فينا يا فَتى الشِعرِ زَهرَةً
تَفَتَّحُ لِلأَذهانِ قَبلَ النَواظِرِ
فَلَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى
فَكَم نَسَجَت قَبلَ البِلى مِن مَفاخِرِ
وَيا وَيحَ لِلأَشعارِ بَعدَ نَجِيِّها
وَوَيحَ القَوافي ساقَها غَيرُ شاعِرِ
تَزَوَّدتَ مِن دُنياكَ ذِكراً مُخَلَّداً
وَذاكَ لَعَمري نِعمَ زادُ المُسافِرِ
وَأَورَثتَنا حُزناً عَلَيكَ وَحَسرَةً
عَلى فَقدِ سَبّاقٍ كَريمِ المَحاضِرِ
فَلَم تَثوِيا عَبدَ الحَليمِ بِحُفرَةٍ
وَلَكِن بِرَوضٍ مِن قَريضِكَ ناضِرِ
فَديوانُكَ الرَيّانُ يُغنيكَ طيبُهُ
عَنِ الزَهرِ مَطلولاً بِجودِ المَواطِرِ
فَسامِر أَبا بَكرٍ هُناكَ فَإِنَّهُ
سَيَظفَرُ في عَدنَ بِخَيرِ مُسامِرِ
هَنيئاً لَكَ الدارُ الَّتي قَد حَلَلتَها
وَأَعظِم بِمَن جاوَرتَهُ مِن مُجاوِرِ
عَلَيكَ سَلامٌ ما تَرَنَّمَ مُنشِدٌ
وَقامَ خَطيبٌ فَوقَ هامِ المَنابِرِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:14 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ
وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي
إِنَّ مَن سارَ إِلَيهِ سَيرَنا
وَرَدَ الراحَةَ مِن بَعدِ اللُغوبِ
قَد مَضى حِفني وَهَذا يَومُنا
يَتَدانى فَاِستَثيبي وَأَنيبي
وَاِرقُبيهِ كُلَّ يَومٍ إِنَّما
نَحنُ في قَبضَةِ عَلّامِ الغُيوبِ
اُذكُري المَوتَ لَدى النَومِ وَلا
تُغفِلي ذِكرَتَهُ عِندَ الهُبوبِ
وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبرِ فَلا
مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقوى القُلوبِ
قَدِّمي الخَيرَ اِحتِساباً فَكَفى
بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنوبِ
راعَني فَقدُ شَبابي وَأَنا
لا أُراعُ اليَومَ مِن فَقدِ مَشيبي
حَنَّ جَنبايَ إِلى بَردِ الثَرى
حَيثُ أُنسى مِن عَدُوٍّ وَحَبيبِ
مَضجَعٌ لا يَشتَكي صاحِبُهُ
شِدَّةَ الدَهرِ وَلا شَدَّ الخُطوبِ
لا وَلا يُسئِمُهُ ذاكَ الَّذي
يُسئِمُ الأَحياءَ مِن عَيشٍ رَتيبِ
قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى
عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ
وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا
هَكَذا قَبلي وَإِنّي عَن قَريبِ
وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا
بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ
أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم
حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ
هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً
وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ
فَتَذَكَّرتُ بِهِ يَومَ اِنطَوى
صادِقُ العَزمَةِ كَشّافُ الكُروبِ
يَومَ كَفَّنّاهُ في آمالِنا
وَذَكَرنا عِندَهُ قَولَ حَبيبِ
عَرَفوا مَن غَيَّبوهُ وَكَذا
تُعرَفُ الأَقمارُ مِن بَعدِ المَغيبِ
وَفُجِعنا بِإِمامٍ مُصلِحٍ
عامِرِ القَلبِ وَأَوّابٍ مُنيبِ
كَم لَهُ مِن باقِياتٍ في الهُدى
وَالنَدى بَينَ شُروقٍ وَغُروبِ
يَبذُلُ المَعروفَ في السِرِّ كَما
يَرقُبُ العاشِقُ إِغفاءَ الرَقيبِ
يُحسِنُ الظَنَّ بِهِ أَعداؤُهُ
حينَ لا يَحسُنُ ظَنٌّ بِقَريبِ
تَنزِلُ الأَضيافُ مِنهُ وَالمُنى
وَالخِلالُ الغُرُّ في مَرعىً خَصيبِ
قَد مَضَت عَشرٌ وَسَبعٌ وَالنُهى
في ذُبولٍ وَالأَماني في نُضوبِ
نَرقُبُ الأُفقَ فَلا يَبدو بِهِ
لامِعٌ مِن نورِ هادٍ مُستَثيبِ
وَنُنادي كُلَّ مَأمولٍ وَما
غَيرُ أَصداءِ المُنادي مِن مُجيبِ
دَوِيَ الجُرحُ وَلَم يُقدَر لَهُ
بَعدَ ثاوي عَينِ شَمسٍ مِن طَبيبِ
أَجدَبَ العِلمُ وَأَمسى بَعدَهُ
رائِدُ العِرفانِ في وادٍ جَديبِ
رَحمَةُ الدينِ عَلَيهِ كُلَّما
خَرَجَ التَفسيرُ عَن طَوقِ الأَريبِ
رَحمَةُ الرَأيِ عَلَيهِ كُلَّما
طاشَ سَهمُ الرَأيِ في كَفِّ المُصيبِ
رَحمَةُ الفَهمِ عَلَيهِ كُلَّما
دَقَّتِ الأَشياءُ عَن ذِهنِ اللَبيبِ
رَحمَةُ الحِلمِ عَلَيهِ كُلَّما
ضاقَ بِالحِدثانِ ذو الصَدرِ الرَحيبِ
لَيسَ في مَيدانِ مِصرٍ فارِسٌ
يَركَبُ الأَخطارَ في يَومِ الرُكوبِ
كُلَّما شارَفَهُ مِنّا فَتىً
غالَهُ المِقدارُ مِن قَبلِ الوُثوبِ
ما تَرى كَيفَ تَوَلّى قاسِمٌ
وَهوَ في المَيعَةِ وَالبُردِ القَشيبِ
أُنسِيَ الأَحياءُ ذِكرى عَبدِهِ
وَهيَ لِلمُستافِ مِن مِسكٍ وَطيبِ
إِنَّهُم لَو أَنصَفوها لَبَنَوا
مَعهَداً تَعتادُهُ كَفُّ الوَهوبِ
مَعهَداً لِلدينِ يُسقى غَرسُهُ
مِن نَميرٍ فاضَ مِن ذاكَ القَليبِ
وَنَسينا ذِكرَ حِفني بَعدَهُ
وَدَفَنّا فَضلَهُ دَفنَ الغَريبِ
لَم تَسِل مِنّا عَلَيهِ دَمعَةٌ
وَهُوَ أَولى الناسِ بِالدَمعِ الصَبيبِ
سَكَنَت أَنفاسُ حِفني بَعدَ ما
طَيَّبَت في الشَرقِ أَنفاسَ الأَديبِ
عاشَ خِصبَ العُمرِ مَوفورَ الحِجا
صادِقَ العِشرَةِ مَأمونَ المَغيبِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:14 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِصـ
ـرَ عَدا الرَدى فَطَواهُما
حَسَنٌ وَزُهدي لَم يُمَتـ
ـتَع بِالشَبابِ كِلاهُما
سَلَكا سَبيلَ الحَقِّ ما
عاشا وَما أَولاهُما
داسَ الأَثيمُ حِماهُما
تَحتَ الدُجى وَدَهاهُما
فَرَمى النُهى وَالفَضلَ مُجـ
ـتَمِعينَ حينَ رَماهُما
إِن تَذكُروا هِمَمَ الرِجا
لِ فَقَدِّموا ذِكراهُما
أَو تَسأَلوني عَن شَهيـ
ـدَي مَبدَإٍ فَهُما هُما
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:14 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ
كانَ البُكا فيهِ بِنا أَليَقا
فَأَكرِموا صَبري بِإِنصاتِكُم
وَليُعذَرِ الدَمعُ إِذا صَفَّقا
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:15 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
نَعاكَ النُعاةُ وَحُمَّ القَدَر
وَلَم يُغنِ عَنّا وَعَنكَ الحَذَر
طَوَت ذَبحَةُ الصَدرِ صَدرَ النَدِيِّ
فَلَم تَطوِ إِلّا سِجِلَّ العِبَر
فَأَمسَيتَ تُذكَرُ في الغابِرينَ
وَإِن قَلَّ مِثلُكَ فيمَن غَبَر
إِذا ذُكِرَت سِيَرُ النابِهينَ
فَسيرَةُ صَبري تَجُبُّ السِيَر
لَقَد كُنتَ بَرّاً بِظِلِّ الشَبابِ
فَلَمّا تَقَلَّصَ كُنتَ الأَبَرّ
فَلَم تَستَبِق نَزوَةً في الصِبا
وَلَم تَستَبِح هَفوَةً في الكِبَر
أُهَنّي الثَرى أَم أُعَزّي الوَرى
لَقَد فازَ هَذا وَهَذا خَسِر
أَأَوَّلَ يَومٍ لِعَهدِ الرَبيعِ
تَجِفُّ الرِياضُ وَيَذوي الزَهَر
وَيَذبُلُ زَهرُ القَريضِ الثَرِيِّ
وَيُقفِرُ رَوضَ القَوافي الغُرَر
لِيَهدَأ عُمانُ فَغَوّاصُهُ
أُصيبَ وَأَمسى رَهينَ الحُفَر
فَقَد كانَ يَعتادُهُ دائِباً
بَكوراً رَؤوحاً لِنَهبِ الدُرَر
يَقولُ فَيُرخِصُ دُرَّ النُحورِ
وَيُغلي جُمانَ بَناتِ الفِكَرِ
يَسوقُ القِصارَ فَيَأبى العِثارِ
وَكَم مِن مُطيلٍ مُمِلٍّ عَثَر
قِصارٌ وَحَسبُ النُهى أَنَّها
لَها مُعجِزاتٌ قِصارِ السُوَر
رُحِمتَ فَقَد كُنتَ حُلوَ اللِسانِ
جَلِيَّ البَيانِ صَدوقَ الخَبَر
قَليلَ التَعَجُّبِ جَمَّ الأَناةِ
حَكيمَ الوُرودِ حَكيمَ الصَدَر
شَمائِلُكَ الغُرُّ هُنَّ الرِياضُ
رَوى عَن شَذاها نَسيمُ السَحَر
لَها مِثلُ رَوحِ الدُعاءِ اِستُجيبَ
فَعافى وَآوى وَأَغنى وَسَرّ
إِذا ما وَرَدتَ لَها مَنهَلاً
وَرَدتَ نَميراً لَذيذَ الخَصَر
وَفِكرُكَ في خِصبِهِ ثَروَةٌ
لِفِكرِ الأَديبِ إِذا ما اِفتَقَر
وَشِعرُكَ كَالماءِ في صَفوِهِ
عَلى صَفحَتَيهِ تَراءى الصُوَر
عُيونُ القَصائِدِ مِثلُ العُيونِ
وَشِعرُكَ فيهِنَّ مِثلُ الحَوَر
وَكَم لَكَ شَكوى هَوىً أَو أَسىً
لَها نَفَثاتٌ تُذيبُ الحَجَر
هَتَفتَ بِها مَرَّةً في الهَجيرِ
فَكادَ يَدِبُّ إِلَيكَ الشَجَر
وَكَم كُنتَ تُشعِلُ فَحمَ الدُجى
بِأَنفاسِ صَبٍّ طَويلِ السَهَر
فَيا وَيحَ قَلبِكَ ماذا أَلَح
حَ عَلَيهِ مِنَ الداءِ حَتّى اِنفَطَر
أَيَخفِقُ تَحتَ الدُجى وَحدَهُ
لِذِكرى أَليفٍ سَلا أَو هَجَر
إِذا قيلَ صَبري ذَكَرتُ الوَليدَ
وَمَرَّت بِنَفسِيَ ذِكرى عُمَر
يَزينُ تَواضُعُهُ نَفسَهُ
كَما زانَ حُسنَ المِلاحِ الخَفَر
زَكِيُّ المَشاعِرِ عَفُّ الهَوى
شَهِيُّ الأَحاديثِ حُلوُ السَمَر
لَقَد كُنتُ أَغشاهُ في دارِهِ
وَناديهِ فيها زَها وَاِزدَهَر
وَأَعرِضُ شِعري عَلى مَسمَعٍ
لَطيفٍ يُحِسُّ نُبُوَّ الوَتَر
عَلى سَمعِ باقِعَةٍ حاضِرٍ
يَميزُ القَديمَ مِنَ المُبتَكَر
فَيَصقُلُ لَفظِيَ صَقلَ الجُمانِ
وَيَكسوهُ رِقَّةَ أَهلِ الحَضَر
يُرَقرِقُ فيهِ عَبيرَ الجِنانِ
فَتَستافُ مِنهُ النُهى وَالفِكَر
كَذَلِكَ كانَ عَلَيهِ السَلامُ
إِماماً لِكُلِّ أَديبٍ شَعَر
فَكُنّا الجَداوِلَ نُروي الظِماءَ
ظِماءَ العُقولِ وَكانَ النَهَر
زَهِدتَ عَلى شُهرَةٍ طَبَّقَت
وَجاهٍ أَظَلَّ وَفَضلٍ بَهَر
خَلَعتَ الشَبابَ فَلَم تَبكِهِ
وَساءَكَ أَنَّكَ لَم تُختَضَر
وَقَد ذُقتَ طَعمَ الرَدى عِندَما
أُصيبَ قِطارُكَ يَومَ السَفَر
فَأَقسَمتَ أَنَّكَ أَلفَيتَهُ
لَذيذَ المَذاقَةِ إِذ تُحتَضَر
تَمَنَّيتَ أَن لَم تَعُد لِلحَياةِ
وَلَكِن أَباها عَلَيكَ القَدَر
وَكَم ساعَةٍ بَينَ ساعِ الحَياةِ
سَقَتكَ المُرارَ بِكَأسِ الضَجَر
فَرُحتَ إِلى أُختِها شاكِياً
أَذاتَكَ مِنها فَكانَت أَمَر
فَفَتَّشتَ أَثناءَها جاهِداً
بِعَينَي بَصيرٍ بَعيدِ النَظَر
فَلَم تَرَ فيها عَلى طولِها
هُنَيهَةَ صَفوٍ خَلَت مِن كَدَر
وَما زِلتَ تَشكو إِلى أَن أَتَت
كَما تَشتَهي ساعَةٌ لَم تَذَر
فَلا صَدَّ تَخشاهُ بَعدَ الوِصالِ
وَلا ضَعفَ تَشكوهُ بَعدَ الأَشَر
أُريحَ فُؤادُكَ مِمّا ضَناهُ
وَصَدرُكَ مِمّا عَلَيهِ اِنكَدَر
تَمَنَّيتَها خُطوَةً لِلمَماتِ
تُفَرِّجُ عَنكَ كُروبَ الغِيَر
وَها قَد خَطاها وَنِلتَ المُنى
فَهَل في المَماتِ بُلوغُ الوَطَر
صَدَقتَ فَفي المَوتِ نَصرُ الأَبِيِّ
عَلى الدَهرِ إِن هُوَ يَوماً غَدَر
مَلِلتَ الثَواءَ بِدارِ الزَوالِ
فَماذا رَأَيتَ بِدارِ المَقَرّ
أَتَحتَ التُرابِ يُضامُ الكَريمُ
وَيَشقى الحَليمُ وَيَخفى القَمَر
وَيُهضَمُ حَقُّ الأَديبِ الأَريبِ
وَيُطمَسُ فَضلُ النَبيهِ الأَغَرّ
أَتَحتَ التُرابِ تُساقُ الشُعوبُ
بِسَوطِ العُبودَةِ سَوقَ البَقَر
وَيُعقَدُ مُؤتَمَرٌ لِلسَلامِ
فَنَخرُجُ مِنهُ إِلى مُؤتَمَر
فَإِن كانَ ما عِندَنا عِندَكُم
فَلَيسَ لَنا مِن شَقاءٍ مَفَرّ
خِضَمُّ الحَياةِ بَعيدُ النَجاةِ
فَطوبى لِراكِبِهِ إِن عَبَر
فَعُد سالِماً غانِماً لِلتُرابِ
كَرَأيِكَ في المَوتِ وَاِهنَأ وَقَرّ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:15 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
ما أَنتَ أَوَّلُ كَوكَبٍ
في الغَربِ أَدرَكَهُ المَغيب
فَهُناكَ أَقمارُ المَشا
رِقِ قَد أُتيحَ لَها الغُروب
داسَ الحِمامُ عَرينَ خا
لِكَ وَهوَ مَرهوبٌ مَهيب
لَم يَثنِهِ عَنكَ الرَئيـ
ـسُ وَلا رَمى عَنكَ الخُطوب
يا سَعدُ كَيفَ قَضى سَعيـ
ـدٌ وَهوَ مِن سَعدٍ قَريب
عَجَباً أَتَحمي أُمَّةً
وَتَخافُ جانِبَكَ الخُطوب
وَيُغالُ ضَيفُكَ وَاِبنُ أُخـ
ـتِكَ وَهوَ عَن مِصرٍ غَريب
نُبِّئتُ أَنَّكَ قَد بَكَيـ
ـتَ وَهالَكَ اليَومُ العَصيب
وَإِذا بَكى سَعدٌ بَكَت
لِبُكائِهِ مِنّا القُلوب
يا آلَ زَغلولٍ ذَوى
مِن رَوضِكُم غُصنٌ رَطيب
فَقَدَت بِهِ مِصرٌ فَتىً
أَخلاقُهُ مِسكٌ وَطيب
يا آلَ زَغلولٍ وُعو
دُكُمُ عَلى الجُلّى صَليب
إِنّي لَأَخجَلُ أَن أُعَز
زِيَكُم وَكُلُّكُمُ أَريب
شاكي سِلاحِ الصَبرِ مُمـ
ـتَحِنٌ لِدُنياهُ لَبيب
خَطبُ الكِنانَةِ في فَقيـ
ـدِكُمُ لِخَطبِكُمُ يُشيب
لَم يَبقَ مِنّا واحِدٌ
إِلّا لَهُ مِنهُ نَصيب
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:16 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مَن لَم يَذُق فَقدَ أَليفِ الصِبا
لَم يَدرِ ما أُبدي وَما أُضمِرُ
أَفقَدَني المَوتُ بِهِ وافِياً
لا يَعرِفُ الخَتلَ وَلا يَغدِر
تَقرَأُ في عَينَيهِ كُلَّ الَّذي
في نَفسِهِ عَن نَفسِهِ يَستُرُ
ثَلاثَةٌ لَم تَعرُ عَن عِفَّةٍ
لِسانُهُ وَالذَيلُ وَالمِئزَرُ
قَد كانَ مِتلافاً لِأَموالِهِ
وَكانَ نَهّاضاً بِمَن يَعثُرُ
أَوشَكَ أَن يُفقِرَهُ جودُهُ
وَمِن صُنوفِ الجودِ ما يُفقِرُ
أُصيبَ فيهِ المَجدُ يَومَ اِنطَوى
وَالعُرفُ وَالسائِلُ وَالمُعسِرُ
كُنّا عَلى عَهدِ الصِبا سَبعَةً
بِمُستَطابِ اللَهوِ نَستَأثِرُ
البابِلي صَفوَةُ فِتيانِنا
وَاِبنُ المولِحي الكاتِبُ الأَشهَرُ
وَصادِقٌ خَيرُ بَني سَيِّدٍ
وَبَيرَمٌ إِذ عودُهُ أَخضَرُ
وَكانَ عَبدُ اللَهِ أُنساً لَنا
وَأُنسُ عَبدِ اللَهِ لا يُنكَرُ
لَهوٌ كَريمٌ لَم يَشُب صَفوَهُ
رِجسٌ وَلَم يَشهَدهُ مُستَهتِرُ
فَكَم لَنا مِن مَجلِسٍ طَيِّبٍ
يَشتاقُهُ هارونُ أَو جَعفَرُ
نَلعَبُ بِاللَفظِ كَما نَشتَهي
وَنُضمِرُ المَعنى فَما يَظهَرُ
وَنُرسِلُ النُكتَةَ مَحبوكَةً
عَن غَيرِنا في الحُسنِ لا تَصدُرُ
ثُمَّ اِنطَوى هَذا وَهَذا وَما
يُطوى مِنَ الأَيّامِ لا يُنشَرُ
كَم دَوحَةٍ أَودى بِها عاصِفٌ
وَالنَجمُ مِن مَأمَنِهِ يَنظُرُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:16 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا
كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا
إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ
ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا
في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ
رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا
قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ
أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا
فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ
أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا
قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت
أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا
أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها
وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا
أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم
حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا
لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم
يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا
يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً
ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا
لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ
سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:16 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
إيهِ يا لَيلُ هَل شَهِدتَ المُصابا
كَيفَ يَنصَبُّ في النُفوسِ اِنصِبابا
بَلِّغِ المَشرِقَينِ قَبلَ اِنبِلاجِ الـ
ـصُبحِ أَنَّ الرَئيسَ وَلّى وَغابا
وَاِنعَ لِلنَيِّراتِ سَعداً فَسَعدٌ
كانَ أَمضى في الأَرضِ مِنها شِهابا
قُدَّ يا لَيلُ مِن سَوادِكَ ثَوباً
لِلدَراري وَلِلضُحى جِلبابا
اُنسُجِ الحالِكاتِ مِنكَ نِقاباً
وَاِحبُ شَمسَ النَهارِ ذاكَ النِقابا
قُل لَها غابَ كَوكَبُ الأَرضِ في الأَر
ضِ فَغيبي عَنِ السَماءِ اِحتِجابا
وَاِلبَسيني عَلَيهِ ثَوبَ حِدادٍ
وَاِجلِسي لِلعَزاءِ فَالحُزنُ طابا
أَينَ سَعدٌ فَذاكَ أَوَّلُ حَفلٍ
غابَ عَن صَدرِهِ وَعافَ الخِطابا
لَم يُعَوِّد جُنودَهُ يَومَ خَطبٍ
أَن يُنادى فَلا يَرُدُّ الجَوابا
عَلَّ أَمراً قَد عاقَهُ عَلَّ سُقماً
قَد عَراهُ لَقَد أَطالَ الغِيابا
أَي جُنودَ الرَئيسِ نادوا جِهاراً
فَإِذا لَم يُجِب فَشُقّوا الثِيابا
إِنَّها النَكبَةُ الَّتي كُنتُ أَخشى
إِنَّها الساعَةُ الَّتي كُنتُ آبى
إِنَّها اللَفظَةُ الَّتي تَنسِفُ الأَنـ
ـفُسَ نَسفاً وَتَفقُرُ الأَصلابا
ماتَ سَعدٌ لا كُنتِ يا ماتَ سَعدٌ
أَسِهاماً مَسمومَةً أَم حِرابا
كَيفَ أَقصَدتِ كُلَّ حَيٍّ عَلى الأَر
ضِ وَأَحدَثتِ في الوُجودِ اِنقِلابا
حَسرَةٌ عِندَ أَنَّةٍ عِندَ آهٍ
تَحتَها زَفرَةٌ تُذيبُ الصِلابا
قُل لِمَن باتَ في فِلِسطينَ يَبكي
إِنَّ زِلزالَنا أَجَلُّ مُصابا
قَد دُهيتُم في دورِكُم وَدُهينا
في نُفوسٍ أَبَينَ إِلّا اِحتِسابا
فَفَقَدتُم عَلى الحَوادِثِ جَفناً
وَفَقَدنا المُهَنَّدَ القِرضابا
سَلَّهُ رَبُّهُ زَماناً فَأَبلى
ثُمَّ ناداهُ رَبُّهُ فَأَجابا
قَدَرٌ شاءَ أَن يُزَلزِلَ مِصراً
فَتَغالى فَزَلزَلَ الأَلبابا
طاحَ بِالرَأسِ مِن رِجالاتِ مِصرٍ
وَتَخَطّى التُحوتَ وَالأَوشابا
وَالمَقاديرُ إِن رَمَت لا تُبالي
أَرُؤوساً تُصيبُ أَم أَذنابا
خَرَجَت أُمَّةٌ تُشَيِّعُ نَعشاً
قَد حَوى أُمَّةً وَبَحراً عُبابا
حَمَلوهُ عَلى المَدافِعِ لَمّا
أَعجَزَ الهامَ حَملُهُ وَالرِقابا
حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجري
شَفَقاً سائِلاً وَصُبحاً مُذابا
وَسَها النيلُ عَن سُراهُ ذُهولاً
حينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا
ظَنَّ يا سَعدُ أَن يَرى مِهرَجاناً
فَرَأى مَأتَماً وَحَشداً عُجابا
لَم تَسُق مِثلَهُ فَراعينُ مِصرٍ
يَومَ كانوا لِأَهلِها أَربابا
خَضَبَ الشيبُ شَيبَهُم بِسَوادٍ
وَمَحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضابا
وَاِستَهَلَّت سُحبُ البُكاءِ عَلى الوا
دي فَغَطَّت خَضراءَهُ وَاليَبابا
ساقَت التَيمِسُ العَزاءَ إِلَينا
وَتَوَخَّت في مَدحِكَ الإِسهابا
لَم يَنُح جازِعٌ عَلَيكَ كَما نا
حَت وَلا أَطنَبَ المُحِبُّ وَحابى
وَاِعتِرافُ التاميزِ يا سَعدُ مِقيا
سٌ لِما نالَ نيلَنا وَأَصابا
يا كَبيرَ الفُؤادِ وَالنَفسِ وَالآ
مالِ أَينَ اِعتَزَمتَ عَنّا الذَهابا
كَيفَ نَنسى مَواقِفاً لَكَ فينا
كُنتَ فيها المَهيبَ لا الهَيّابا
كُنتَ في مَيعَةِ الشَبابِ حُساماً
زادَ صَقلاً فِرِندُهُ حينَ شابا
لَم يُنازِلكَ قارِحُ القَومِ إِلّا
كُنتَ أَقوى يَداً وَأَعلى جَنابا
عِظَمٌ لَو حَواهُ كِسرى أَنوشَر
وانَ يَوماً لَضاقَ عَنهُ إِهابا
وَمَضاءٌ يُريكَ حَدَّ قَضاءِ اللَ
هِ يَفري مَتناً وَيَحطِمُ نابا
قَد تَحَدَّيتَ قُوَّةً تَملَأُ المَعـ
ـمورَ مِن هَولِ بَطشِها إِرهابا
تَملِكُ البَرَّ وَالبِحارَ وَتَمشي
فَوقَ هامِ الوَرى وَتَجبي السَحابا
لَم يُنَهنِه مِن عَزمِكَ السِجنُ وَالنَفـ
ـسُ وَساجَلتَها بِمِصرَ الضِرابا
سائِلوا سيشِلاً أَأَوجَسَ خَوفاً
وَسَلوا طارِقاً أَرامَ اِنسِحابا
عَزمَةٌ لا يَصُدُّها عَن مَداها
ما يَصُدُّ السُيولَ تَغشى الهِضابا
لَيتَ سَعداً أَقامَ حَتّى يَرانا
كَيفَ نُعلي عَلى الأَساسِ القِبابا
قَد كَشَفنا بِهَديِهِ كُلَّ خافٍ
وَحَسِبنا لِكُلِّ شَيءٍ حِسابا
حُجَجُ المُبطِلينَ تَمضي سِراعاً
مِثلَما تُطلِعُ الكُؤوسُ الحَبابا
حينَ قالَ اِنتَهَيتُ قُلنا بَدَأنا
نَحمِلُ العِبءَ وَحدَنا وَالصِعابا
فَاِحجُبوا الشَمسَ وَاِحبِسوا الرَوحَ عَنّا
وَاِمنَعونا طَعامَنا وَالشَرابا
وَاِستَشِفّوا يَقينَنا رَغمَ ما نَلـ
ـقى فَهَل تَلمَحونَ فيهِ اِرتِيابا
قَد مَلَكتُم فَمَ السَبيلِ عَلَينا
وَفَتَحتُم لِكُلِّ شَعواءَ بابا
وَأَتَيتُم بِالحائِماتِ تَرامى
تَحمِلُ المَوتَ جاثِماً وَالخَرابا
وَمَلَأتُم جَوانِبَ النيلِ وَعداً
وَوَعيداً وَرَحمَةً وَعَذابا
هَل ظَفِرتُم مِنّا بِقَلبٍ أَبِيٍّ
أَو رَأَيتُم مِنّا إِلَيكُم مَثابا
لا تَقولوا خَلا العَرينُ فَفيهِ
أَلفُ لَيثٍ إِذا العَرينُ أَهابا
فَاِجمَعوا كَيدَكُم وَروعوا حِماها
إِنَّ عِندَ العَرينِ أُسداً غِضابا
جَزِعَ الشَرقُ كُلُّهُ لِعَظيمٍ
مَلَأَ الشَرقَ كُلَّهُ إِعجابا
عَلَّمَ الشامَ وَالعِراقَ وَنَجداً
كَيفَ يُحمى الحِمى إِذا الخَطبُ نابا
جَمَعَ الحَقَّ كُلَّهُ في كِتابٍ
وَاِستَثارَ الأُسودَ غاباً فَغابا
وَمَشى يَحمِلُ اللِواءَ إِلى الحَـ
ـقِ وَيَتلو في الناسِ ذاكَ الكِتابا
كُلَّما أَسدَلوا عَلَيهِ حِجاباً
مِن ظَلامٍ أَزالَ ذاكَ الحِجابا
واقِفٌ في سَبيلِهِم أَينَ ساروا
عالِمٌ بِاِحتِيالِهِم أَينَ جابا
أَيُّ مَكرٍ يَدِقُّ عَن ذِهنِ سَعدٍ
أَيُّ خَتلٍ يُريغُ مِنهُ اِضطِرابا
شاعَ في نَفسِهِ اليَقينُ فَوَقّا
هُ بِهِ اللَهُ عَثرَةً أَو تَبابا
عَجَزَت حيلَةُ الشِباكِ وَكانَ الـ
ـشَرقُ لِلصَيدِ مَغنَماً مُستَطابا
كُلَّما أَحكَموا بِأَرضِكَ فَخّاً
مِن فِخاخِ الدَهاءِ خابوا وَخابا
أَو أَطاروا الحَمامَ يَوماً لِزَجلٍ
قابَلوا مِنكَ في السَماءِ عُقابا
تَقتُلُ الدَسَّ بِالصَراحَةِ قَتلاً
وَتُسَقّي مُنافِقَ القَومِ صابا
وَتَرى الصِدقَ وَالصَراحَةَ ديناً
لا يَراهُ المُخالِفونَ صَوابا
تَعشَقُ الجَوَّ صافي اللَونِ صَحواً
وَالمُضِلّونَ يَعشَقونَ الضَبابا
أَنتَ أَورَدتَنا مِنَ الماءِ عَذباً
وَأَراهُم قَد أَورَدونا السَرابا
قَد جَمَعتَ الأَحزابَ حَولَكَ صَفّاً
وَنَظَمتَ الشُيوخَ وَالنُوّابا
وَمَلَكتَ الزِمامَ وَاِحتَطتَ لِلغَيـ
ـبِ وَأَدرَكتَ بِالأَناةِ الطِلابا
ثُمَّ خَلَّفتَ بِالكِنانَةِ أَبطا
لاً كُهولاً أَعِزَّةً وَشَبابا
قَد مَشى جَمعُهُم إِلى المَقصِدِ الأَس
مى يُغِذّونَ لِلوُصولِ الرِكابا
يَبتَنونَ العُلا يَشيدونَ مَجداً
يُسعِدونَ البَنينَ وَالأَعقابا
قَد بَلَوناكَ قاضِياً وَوَزيراً
وَرَئيساً وَمِدرَهاً خَلّابا
فَوَجَدناكَ مِن جَميعِ نَواحيـ
ـكَ عَظيماً مُوَفَّقاً غَلّابا
لَم يَنَل حاسِدوكَ مِنكَ مُناهُم
لا وَلَم يُلصِقوا بِعَلياكَ عابا
نَم هَنيئاً فَقَد سَهِدتَ طَويلاً
وَسَئِمتَ السَقامَ وَالأَوصابا
كَم شَكَوتَ السُهادَ لي يَومَ كُنّا
بِالبَساتينِ نَستَعيدُ الشَبابا
نَنهَبُ اللَهوَ غافِلَينَ وَكُنّا
نَحسَبُ الدَهرَ قَد أَنابَ وَتابا
فَإِذا الرُزءُ كانَ مِنّا بِمَرمىً
وَإِذا حائِمُ الرَدى كانَ قابا
حَرَمَتنا المَنونُ ذَيّالِكَ الوَجـ
ـهَ وَذاكَ الحِمى وَتِلكَ الرِحابا
وَسَجايا لَهُنَّ في النَفسِ رَوحٌ
يَعدِلُ الفَوزَ وَالدُعاءَ المُجابا
كَم وَرَدنا مَوارِدَ الأُنسِ مِنها
وَرَشَفنا سُلافَها وَالرُضابا
وَمَرَحنا في ساحِها فَنَسينا الـ
ـأَهلَ وَالأَصدِقاءَ وَالأَحبابا
ثُمَّ وَلَّت بَشاشَةُ العَيشِ عَنّا
حينَ ساروا فَوَسَّدوكَ التُرابا
خِفتَ فينا مَقامَ رَبِّكَ حَيّاً
فَتَنَظَّر بِجَنَّتَيهِ الثَوابا
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:17 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَمّا أَمينُ فَقَد ذُقنا لِمَصرَعِهِ
وَخَطبِهِ مِن صُنوفِ الحُزنِ أَلوانا
لَم تُنسِنا ذِكرَهُ الدُنيا وَإِن نَسَجَت
لِلراحِلينَ مِنَ النِسيانِ أَكفانا
مَضى نَقِيّاً عَفيفَ النَفسِ مُحتَسِبا
فَهَدَّ مِن دَولَةِ الأَخلاقِ أَركانا
جَرَت عَلى سَنَنِ التَوحيدِ نَشأَتُهُ
في اللَهِ وَالرَأيِ إِخلاصاً وَإيمانا
لَم يَلوِهِ المالُ عَن رَأيٍ يَدينُ بِهِ
وَلَو حَمَلتَ إِلَيهِ الدَهرَ مَلآنا
وَلَم يَلِن عودُهُ لِلخَطبِ يُرهِقُهُ
قَسا عَلَيهِ شَديدُ العَيشِ أَم لانا
ظُلمٌ مِنَ القَبرِ أَن تَبلى أَنامِلُهُ
فَكَم رَمَت في سَبيلِ اللَهِ مَن خانا
كانَت مَطِيَّةَ سَبّاقٍ جَوانِبُهُ
يُرويكَ فَيّاضُها صِدقاً وَعِرفانا
عِشرونَ عاماً عَلى الطِرسِ الطَهورِ جَرى
ما خَطَّ فاحِشَةً أَو خَطَّ بُهتانا
يَجولُ بَينَ رِياضِ الفِكرِ مُقتَطِفاً
مِن طيبِ مَغرِسِها وَرداً وَرَيحانا
فَيَنشَقُّ الذِهنُ مِن أَسطارِهِ أَرَجاً
وَتُبصِرُ العَينُ فَوقَ الطِرسِ بُستانا
أَمينَ فارَقتَنا في حينِ حاجَتِنا
إِلى فَتىً لا يَرى لِلمالِ سُلطانا
إِلى أَمينٍ عَلى أَوطانِهِ يَقِظٍ
ذي مِرَّةٍ يَتَلَقّى الخَطبَ جَذلانا
أَيَلبَسُ الخَزَّ مَن لانَت مَهَزَّتَهُ
وَأَنتَ تَخرُجُ مِن دُنياكَ عُريانا
إِنَّ القَناعَةَ كَنزٌ كُنتَ حارِسَهُ
تَرى بِهِ القوتَ ياقوتاً وَمُرجانا
فَما سَعَيتَ لِغَيرِ الحَمدِ تَكسِبُهُ
وَلا رَضيتَ لِغَيرِ الحَقِّ إِذعانا
أَودى بِكَ السُكَّرُ المُضني وَلا عَجَبٌ
أَن يورِثَ الحُلوُ مُرَّ العَيشِ أَحيانا
ما هانَ خَطبُكَ وَالأَخلاقُ والِهَةٌ
تَبكي عَلَيكَ إِذا خَطبُ اِمرِئٍ هانا
أَمينُ حَسبُكَ ما قَدَّمتَ مِن عَمَلٍ
فَأَنتَ أَرجَحُنا في الحَشرِ ميزانا
أَبشِر فَإِنَّكَ في أُخراكَ أَسعَدُنا
حَظّاً وَإِن كُنتَ في دُنياكَ أَشقانا
بَلِّغ ثَلاثَتَكُم عَنّا تَحِيَّتَنا
وَاِذكُر لَهُم ما يُعاني قَومُنا الآنا
وَاِضرَع إِلى اللَهِ في الفِردَوسِ مُبتَهِلاً
أَن يَحرُسَ النيلَ مِمَّن رامَ طُغيانا
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:17 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي
عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعي
جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِهِ
فَزادَ في الجودِ عَلى الطَيِّعِ
نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهوِهِ
فَقدُ اليَراعِ المُعجِزِ المُبدِعِ
لَيسَ لِمِصرٍ في رِجالاتِها
حَظٌّ وَلا لِلشامِ في أَروَعِ
مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى
فَليَبكِهِ كُلَّ فُؤادٍ يَعي
كُرِّمَ بِالأَمسِ وَأَكفانُهُ
تَنسِجُها الأَقدارُ لِلمَصرَعِ
يا صائِغَ الدُرِّ لِتَكريمِهِ
صُغهُ لِمَنعاهُ مِنَ الأَدمُعِ
قَد زَيَّنَ العِلمَ بِأَخلاقِهِ
فَعاشَ مِلءَ العَينِ وَالمَسمَعِ
تَواضُعٌ وَالكِبرُ دَأبُ الفَتى
خَلا مِنَ الفَضلِ فَلَم يَنفَعِ
تَواضُعُ العِلمِ لَهُ رَوعَةٌ
يَنهارُ مِنها صَلَفُ المُدَّعي
وَحُلَّةُ الفَضلِ لَها شارَةٌ
أَزهى مِنَ السَيفَينِ وَالمِدفَعِ
يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِن عِلمِهِ
وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَم يَشبَعِ
مُبَكِّرٌ تَحسَبُهُ طالِباً
يُسابِقُ الفَجرَ إِلى المَطلَعِ
قَد غالَتِ الأَسقامُ أَضلاعَهُ
وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ
ماتَ وَفي أَنمُلِهِ صارِمٌ
لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ
صاحَبَهُ خَمسينَ عاماً فَلَم
يَخُن لَهُ عَهداً وَلَم يَخدَعِ
مُوَفَّقاً أَنّى جَرى مُلهَماً
ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ
لَم يَبرِهِ بارٍ سِوى رَبِّهِ
وَلَم يَحُزهُ جاهِلٌ أَو دَعي
في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى
مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي
أَيَّ سَبيلٍ لِلهُدى لَم يَرِد
وَأَيُّ بابٍ مِنهُ لَم يَقرَعِ
يَقتَطِفُ الزَهرَ وَيَختارُهُ
كَالنَحلِ لا يَعفو عَنِ الأَينَعِ
فَتَحسَبُ القُرّاءَ في جَنَّةٍ
عُقولُهُم في رَوضِها تَرتَعي
صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّذي
يَطويهِ طاوي ذَلِكَ المَضجَعِ
أَسكَتَكَ المَوتُ وَلَكِنَّهُ
لَم يُسكِتِ الآثارَ في المَجمَعِ
ذِكراكَ لا تَنفَكُّ مَوصولَةً
في مَعهَدِ العِلمِ وَفي المَصنَعِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:19 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
لَعِبَ البِلى بِمُلاعِبِ الأَلبابِ
وَمَحا بَشاشَةَ فَمِّكَ الخَلّابِ
وَطَوى الرَدى عَمرَو الكِنانَةِ غافِلاً
وَرَمى شِهابَ دَهائِهِ بِشِهابِ
مَن كانَ يَدري يَومَ سافَرَ أَنَّهُ
سَفَرٌ مِنَ الدُنيا بِغَيرِ إِيابِ
حَزِنَت عَلَيهِ عُقولُنا وَقُلوبُنا
وَبَكَت وَحُزنُ العَقلِ شَرُّ مُصابِ
القَلبُ يُنسيهِ الغِيابُ أَليفَهُ
وَالعَقلُ لا يُنسيهِ طولُ غِيابِ
بِالأَمسِ ماتَ أَجَلُّنا وَأَعَزُّنا
جاهاً وَأَبقانا عَلى الأَحقابِ
وَاليَومَ قَد غالَ الحِمامُ أَسَدَّنا
رَأياً فَطاحَ بِحِكمَةٍ وَصَوابِ
رَأسٌ يُدَبِّرُ في الخَفاءِ كَأَنَّهُ
قَدَرٌ يُدَبِّرُ مِن وَراءِ حِجابِ
حَتّى إِذا أَرضى النُهى وَتَناسَقَت
آياتُهُ راعَ الوَرى بِعُجابِ
يَمشي عَلى سَنَنِ الحِجا مُتَمَهِّلاً
بَينَ العُداةِ الكُثرِ وَالأَحبابِ
تَتَناثَرُ الأَقوالُ عَن جَنَباتِهِ
مِن شانِئٍ وَمُناصِرٍ وَمُحابي
لا المَدحُ يُغريهِ وَلا يُلوي بِهِ
عَن نَجدِهِ المَرسومِ وَقعُ سِبابِ
حُلوُ التَواضُعِ لَم يُخالِط نَفسَهُ
زَهوُ المُدِلِّ يُحاطُ بِالإِعجابِ
حُلوُ الأَناةِ إِذا يَسوسُ وَعِندَهُ
أَنَّ التَعَجُّلَ آفَةُ الأَقطابِ
حُلوُ السُكوتِ كَكَوكَبٍ مُتَأَلِّقٍ
وَاللَيلُ ساجٍ أَسوَدُ الجِلبابِ
يَهدي السَبيلَ لِسالِكيهِ وَلَم يُرِد
شُكراً وَلَم يَعمَل لِنَيلِ ثَوابِ
مُتَمَكِّنٌ مِن نَفسِهِ لَم يَعرُهُ
قَلَقُ الضَعيفِ وَحَيرَةُ المُرتابِ
يَزِنُ الأُمورَ كَأَنَّما هُوَ صَيرَفٌ
يَزِنُ النُضارَ بِدِقَّةٍ وَحِسابِ
وَيَحُلُّ غامِضَها بِثاقِبِ ذِهنِهِ
حَلَّ الطَبيبِ عَناصِرَ الأَعشابِ
وَيَقيسُ شُقَّتَها بِمِقياسِ النُهى
فَتَرى صَحيحَ قِياسِ الاِصطِرلابِ
مُتَبَسِّمٌ وَعَلى مَعارِفِ وَجهِهِ
آياتُ ما يَلقى مِنَ الأَوصابِ
شِيَمٌ تَرُدُّ الناقِمينَ لِوُدِّهِ
وَشَمائِلٌ تَستَلُّ حِقدَ النابي
يُرضي المُرَتِّلَ في الكَنيسَةِ صُنعُهُ
كَيساً وَيُرضي ساكِنَ المِحرابِ
يَرتاحُ لِلمَعروفِ لا مُتَرَبِّحاً
فيهِ وَلا هُوَ في الجَميلِ مُرابي
يُروي الصَديقَ مِنَ الوَفاءِ وَلَم يَكُن
بِالحاسِدِ النُعمى وَلا المُغتابِ
لَم يَبدُ فينا جازِعاً أَو غاضِباً
لاهُمَّ إِلّا غَضبَةَ النُوّابِ
وَبُكاؤُهُ في يَومِ سَعدٍ زادَني
عِلماً بِأَنَّ اليَومَ يَومُ تَباتِ
قامَت صِعابٌ في مَسالِكِ سَعيِهِ
مِن بَعدِ سَعدٍ دُعِّمَت بِصِعابِ
فَظَهيرُهُ عِندَ النِضالِ وَرُكنُهُ
أَمسى حَديثَ جَنادِلٍ وَتُرابِ
لِلَّهِ سِرٌّ في بِنايَةِ ثَروَتٍ
سُبحانَ باني هَذِهِ الأَعصابِ
إِنّي سَأَلتُ العارِفينَ فَلَم أَفُز
مِنهُم عَلى عِرفانِهِم بِجَوابِ
هُوَ مُستَقيمٌ مُلتَوٍ هُوَ لَيِّنٌ
صُلبٌ هُوَ الواعي هُوَ المُتَغابي
هُوَ حُوَّلٌ هُوَ قُلَّبٌ هُوَ واضِحٌ
هُوَ غامِضٌ هُوَ قاطِعٌ هُوَ نابي
هُوَ ذَلِكَ الطِلَّسمُ مَن أَعيا الحِجا
حَلّاً وَماتَ وَلَم يَفُز بِطِلابِ
هُوَ ما تَراهُ مُفاوِضاً كَيفَ اِنبَرى
لِكَبيرِهِم بِذَكائِهِ الوَثّابِ
لَم يَأتِ مِن بابِ لِصَيدِ دَهائِهِ
إِلّا نَجا بِدَهائِهِ مِن بابِ
وَيَظَلُّ يَرقُبُهُ وَيَغزو كِبرَهُ
بِلُيونَةٍ وَلَباقَةٍ وَخِلابِ
وَيَروضُهُ حَتّى يَرى أُسطولَهُ
خَشَباً تَناثَرَ فَوقَ ظَهرِ عُبابِ
وَيَرى صُنوفاً مِن ذَكاءٍ صُفِّفَت
دونَ الحِمى تُعيي أُسودَ الغابِ
وَأَتى بِأَقصى ما يَنالُ مُفاوِضٌ
يَسعى بِغَيرِ كَتائِبٍ وَحِرابِ
وَاِستَلَّ مِن أَشداقِ آسادِ الشَرى
عَلَماً عَضَضنَ عَلَيهِ بِالأَنيابِ
خَلَقاً خَبا ضَوءُ الهِلالِ لِطَيِّهِ
جَمَّ التَوَجُّعِ دامِيَ الأَهدابِ
فَاِخضَرَّ فَوقَ رُبوعِ مِصرٍ عودُهُ
في مَنبِتٍ خِصبٍ وَرَحبِ جَنابِ
إِن فاتَهُ بَعضُ الأَماني فَاِذكُروا
أَنّا أَمامَ مُحَنَّكينَ صِلابِ
قَد جازَ تَيهاءَ الأُمورِ وَلَم يَكُن
في وَعرِها وَكُؤودِها بِالكابي
رَجُلٌ يُفاوِضُ وَحدَهُ عَن أُمَّةٍ
إِن لَم يَفُز فَوزاً فَلَيسَ بِعابِ
رَفَعَ الحِمايَةَ بَعدَما بُسِطَت عَلى
أَبناءِ مِصرَ وَأُيِّدَت بِكِتابِ
وَأَتى لِمِصرَ وَأَهلِها بِسِيادَةٍ
مَرفوعَةِ الأَعلامِ وَالأَطنابِ
غَفراً فَلَستُ بِبالِغٍ فيكَ المَدى
إِنّي غَذَذتُ إِلى مَداكَ رِكابي
كَم مَوقِفٍ لَكَ في الجِهادِ مُسَجَّلٍ
بِشَهادَةِ الأَعداءِ وَالأَصحابِ
في خَطبِ مِصرَ لِبُطرُسٍ أَخمَدتَها
مَشبوبَةً كانَت عَلى الأَبوابِ
أَلَّفتَ بَينَ العُنصُرَينِ فَأَصبَحا
رَتقاً وَكُنتَ مُوَفِّقَ الأَسبابِ
خالَفتُ فيكَ الجازِعينِ فَلَم أَنُح
حُزناً عَلَيكَ وَأَنتَ مِن أَترابي
النَوحُ في الجُلّى اِجتِهادُ مُقَصِّرٍ
أَلفى دُعاءَ الصَبرِ غَيرَ مُجابِ
فَأَنا الَّذي يَبكي بِشِعرٍ خالِدٍ
يَبقى عَلى الأَجيالِ لِلأَعقابِ
قَد كُنتَ تُحسِنُ بي وَتَرقُبُ جَولَتي
في حَلبَةِ الشُعَراءِ وَالكُتّابِ
وَتَهَشُّ إِن لاقَيتَني وَتَخُصُّني
بِالبِشرِ في ناديكَ وَالتِرحابِ
فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الرَبيعُ بِنَورِهِ
تَأسى الرِياضُ عَلَيهِ غِبَّ ذَهابِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:19 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مُسدي الجَميلِ بِلا مَنٍّ يُكَدِّرُهُ
وَمُكرِمُ الضَيفِ أَمسى ضَيفَ رِضوانِ
تَجتازُنا عَبقَةٌ مِن رَوضَةٍ أُنُفٍ
إِذا أَلَمَّت بِنا ذِكرى سُلَيمانِ
فَقُل لِآلِ سُلَيمانٍ إِذا جَزِعوا
رُدوا النُفوسَ إِلى صَبرٍ وَسُلوانِ
ما إِن رَأَيتُ دَفيناً قَبلَ شَيخِكُمُ
تَحتَ التُرابِ وَفَوقَ النَجمِ في آنِ
قَضَيتَها مِئَةً في كُلِّ واحِدَةٍ
تُعِدُّ زادَكَ مِن بِرٍّ وَإِحسانِ
فَكَم صَفَحتَ عَنِ الجاني وَلَم تَرَهُ
وَكَم غَرَستَ وَكانَ المُعوِزُ الجاني
وَكَم أَقَلتَ كَريماً عِندَ عَثرَتَهُ
وَكَم مَشَيتَ بِصُلحٍ بَينَ إِخوانِ
إِنّي رَأَيتُكَ قَبلَ المَوتِ في فَلَكٍ
مِنَ الجَلالِ عَلى جَنبَيهِ نورانِ
نورُ اليَقينِ وَنورُ الشَيبِ بَينَهُما
سَكينَةٌ حَرَّكَت نَفسي وَوِجداني
عَلى جَبينِكَ آياتُ الرِضا اِرتَسَمَت
وَبَينَ جَنَبَيكَ قَلبٌ غَيرُ وَسنانِ
قَسَمتَ ما جَمَعَت كَفّاكَ مِن نَشَبٍ
عَلى بَنيكَ فَكُنتَ الوالِدَ الحاني
مالٌ حَلالٌ مُزَكّى ما خَلَطتَ بِهِ
مِلّيمَ سُحتٍ وَلا حَقّاً لِإِنسانِ
زَهِدتَ فيها وَهامَ العابِدونَ لَها
بِجَمعٍ فانٍ يُعاني جَمعَهُ فاني
بِكِسرَةٍ وَكِساءٍ عِشتَ مُغتَبِطاً
تُسَبِّحُ اللَهَ في سِرٍّ وَإِعلانِ
أَقَرَّ عَينَيكَ في دُنياكَ أَن رَأَتا
مُحَمَّداً يَتَراءى فَوقَ كيوانِ
قَضَيتَ في الأَوجِ مِن عِزَّيكُما وَكَذا
يَقضي سُلَيمانُ في عِزٍّ وَسُلطانِ
أَنجَبتَ أَربَعَةً سادوا بِأَربَعَةٍ
فَضلٍ وَنُبلٍ وَإِحسانٍ وَعِرفانِ
أَورَثتَهُم شَمَماً هَشَّ الإِباءُ لَهُ
وَأَورَقَت في ذُراهُ عِزَّةُ الشانِ
يَذكُرنَ بَرّاً رَحيماً قَد أَقامَ لَهُم
صَرحاً مِنَ المَجدِ أَعلى رُكنَهُ الباني
كَم نِعمَةٍ لَكَ يا مَحمودُ عِندَ أَبي
بِشُكرِها لَكَ عِندَ المَوتِ أَوصاني
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:20 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
غابَ الأَديبُ أَديبُ مِصرٍ وَاِختَفى
فَلتَبكِهِ الأَقلامُ أَو تَتَقَصَّفا
لَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى
كَم سَطَّرَت حِكَماً وَهَزَّت مُرهَفا
ماتَ المُوِلحِيُّ الحُسانُ وَلَم يَمُت
حَتّى غَزا عيسى العُقولَ وَثَقَّفا
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:20 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
دَمعَةٌ مِن دُموعِ عَهدِ الشَبابِ
كُنتُ خَبَّأتُها لِيَومِ المُصابِ
لَبَّتِ اليَومَ يا مُحَمَّدُ لَمّا
راعَني نَعيُ أَكتَبِ الكُتّابِ
هَدَّأَت لَوعَتي وَسَرَّت قَليلاً
عَن فُؤادي وَلَطَّفَت بَعضَ ما بي
مَوكِبُ الدَفنِ خَلفَ نَعشِكَ يَمشي
في اِحتِسابٍ وَحَسرَةٍ وَاِنتِحابِ
لَم يُجاوِز مَنازِلَ البَدرِ عَدّاً
مِن بَقايا الصَديقِ وَالأَحبابِ
لَم يَسِر فيهِ مَن يُحاوِلُ أَجراً
عِندَ حَيٍّ مُؤَمَّلٍ أَو يُحابي
مَوكِبٌ ماجَ جانِباهُ بِحَفلٍ
مِن وُفودِ الأَخلاقِ وَالأَحسابِ
شاعَ فيهِ الوَفاءُ وَالحُزنُ حَتّى
ضاقَ عَن حَشدِهِ فَسيحُ الرِحابِ
فَكَأَنَّ السَماءَ وَالأَرضَ تَمشي
فيهِ مِن هَيبَةٍ وَعِزِّ جَنابِ
تَتَمَنّى قَياصِرُ الأَرضِ لَو فا
زَت لَدى مَوتِها بِهَذا الرِكابِ
رُبَّ نَعشٍ قَد شَيَّعَتهُ أُلوفٌ
مِن سَوادٍ تَعلوهُ سودُ الثِيابِ
لَيسَ فيهِم مِن جازِعٍ أَو حَزينٍ
صادِقِ السَعيِ أَو أَليفٍ مُصابِ
كُنتَ لا تَرتَضي النُجومَ مَحَلّاً
فَلِماذا رَضيتَ سُكنى التُرابِ
كُنتَ راحَ النُفوسِ في مَجلِسِ الأُن
سِ وَراحَ العُقولِ عِندَ الخِطابِ
كُنتَ لا تُرهِقُ الصَديقَ بِلَومٍ
لا وَلا تَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ
وَلَئِن بِتَّ عاتِباً أَو غَضوباً
لِقَريبُ الرِضا كَريمُ العِتابِ
جُزتَ سَبعينَ حِجَّةً لا تُبالي
بِشِهادٍ تَعاقَبَت أَم بِصابِ
وَسَواءٌ لَدَيكَ وَالرَأيُ حُرٌّ
رَوحُ نَيسانَ أَو لَوافِحُ آبِ
يا شُجاعاً وَما الشَجاعَةُ إِلّا الـ
ـصَبرُ لا الخَوضُ في صُدورِ الصِعابِ
كُنتَ نِعمَ الصَبورُ إِن حَزَبَ الأَمـ
ـرُ وَسُدَّت مَسارِحُ الأَسبابِ
كَم تَجَمَّلتَ وَالأَمانِيُّ صَرعى
وَتَماسَكتَ وَالحُظوظُ كَوابي
عِشتَ ما عِشتَ كَالجِبالِ الرَواسي
فَوقَ نارٍ تُذيبُ صُمَّ الصِلابِ
مُؤثِرَ البُؤسِ وَالشَقاءِ عَلى الشَكـ
ـوى وَإِن عَضَّكَ الزَمانُ بِنابِ
كُنتَ تَخلو بِالنَفسِ وَالنَفسُ تُشوى
مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالأَوصابِ
فَتُسَرّي بِالذِكرِ عَنها وَتَنفي
ما عَراها مِن غُضَّةٍ وَاِكتِئابِ
وَتَرى وَحشَةَ اِنفِرادِكَ أُنساً
بِحَديثِ النُفوسِ وَالأَلبابِ
بِنتَ عَنها وَما جَنَيتَ وَقَد كا
بَدتَ بَأساءَها عَلى الأَحقابِ
وَنَبَذتَ الثَراءَ تَبذُلُ فيهِ
مِن إِباءٍ في بَذلِهِ شَرُّ عابِ
لَو شَهِدتُم مُحَمَّداً وَهوَ يُملي
آيَ عيسى وَمُعجِزاتِ الكِتابِ
وَقَفَت حَولَهُ صُفوفُ المَعاني
وَصُفوفُ الأَلفاظِ مِن كُلِّ بابِ
لَعَلِمتُم بِأَنَّ عَهدَ اِبنِ بَحرٍ
عاوَدَ الشَرقَ بَعدَ طولِ اِحتِجابِ
أَدَبٌ مُستَوٍ وَقَلبٌ جَميعٌ
وَذَكاءٌ يُريكَ ضَوءَ الشِهابِ
عِندَ رَأيٍ مُوَفَّقٍ عِندَ حَزمٍ
عِندَ عِلمٍ يَفيضُ فَيضَ السَحابِ
جَلَّ أُسلوبُهُ النَقِيُّ المُصَفّى
عَن غُموضٍ وَنَفرَةٍ وَاِضطِرابِ
وَسَما نَقدُهُ النَزيهُ عَنِ الهُجـ
ـرِ فَما شيبَ مَرَّةً بِالسِبابِ
ذُقتَ في غُربَةِ الحَياةِ عَناءً
فَذُقِ اليَومَ راحَةً في الإِيابِ
بَلِّغِ البابِلِيَّ عَنّي سَلاماً
كَعَبيرِ الرِياضِ أَو كَالمَلابِ
كانَ تِربي وَكانَ مِن نِعَمِ المُبـ
ـدِعِ سُبحانَهُ عَلى الأَترابِ
فارِسٌ في النَدى إِذا قَصَّرَ الفُر
سانُ عَنهُ وَفارِسٌ في الجَوابِ
يُرسِلُ النُكتَةَ الطَريفَةَ تَمشي
في رَقيقِ الشُعورِ مَشيَ الشَرابِ
قَد أَثارَ المُحَمَّدانِ دَفيناً
في فُؤادي وَقَد أَطارا صَوابي
خَلَّفاني بَينَ الرِفاقِ وَحيداً
مُستَكيناً وَأَمعَنا في الغِيابِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:20 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
يا اِبنَ عَبدِ السَلامِ لا كانَ يَومٌ
غِبتَ فيهِ عَن هالَةِ الأَحرارِ
كُنتَ فيهِم كَالرُمحِ بَأساً وَليناً
كُنتَ فيهِم كَالكَوكَبِ السَيّارِ
يا عَريقَ الأُصولِ وَالحَسَبِ الوَ
ضاحِ وَالنُبلِ يا كَريمَ الجِوارِ
كُنتَ فَرعاً بِدَوحَةِ العِزِّ تَأوي
تَحتَ أَفنانِهِ عُفاةُ الدِيارِ
قَصَفَتهُ المَنونُ وَهوَ نَضيرٌ
مورِقٌ عودُهُ جَنِيُّ الثِمارِ
كُنتَ تَأسو جِراحَهُم وَتَقيهِم
وَتُقيلُ العِثارَ عِندَ العِثارِ
خانَ نُطقي وَلَم تَخُنّي دُموعي
لَهفَ نَفسي فَقَصَّرَت أَشعاري
غَيرُ بِدعٍ إِذا نَظَمتُ رِثائي
في صَديقي مِنَ الدُموعِ الجَواري
فَمِنَ الحُزنِ ما يَدُكُّ الرَواسي
وَمِنَ الحُزنِ ما يَهُدُّ الضَواري
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:20 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
مَضَيتَ وَنَحنُ أَحوَجُ ما نَكونُ
إِلَيكَ وَمِثلُ خَطبِكَ لا يَهونُ
بِرَغمِ النيلِ أَن عَدَتِ العَوادي
عَلَيكَ وَأَنتَ خادِمُهُ الأَمينُ
بِرَغمِ الثَغرِ أَن غُيِّبتَ عَنهُ
وَأَن نَزَلَت بِساحَتِكَ المَنونُ
أَجَلُّ مُناهُ لَو يَحويكَ مَيتاً
لِيَجبُرَ كَسرَهُ ذاكَ الدَفينُ
أَسالَ مِنَ الدُموعِ عَلَيكَ بَحراً
تَكادُ بِلُجِّهِ تَجري السَفينُ
وَقامَ النادِباتُ بِكُلِّ دارٍ
وَكَبَّرَ في مَآذِنِهِ الأَذينُ
أُصيبَ بِذي مَضاءٍ أَريَحِيٍّ
بِهِ عِندَ الشَدائِدِ يَستَعينُ
فَتى الفِتيانِ غالَتكَ المَنايا
وَغُصنُكَ لا تُطاوِلُهُ غُصونُ
صَحِبتُكَ حِقبَةً فَصَحِبتُ حُرّاً
أَبِيّاً لا يُهانُ وَلا يُهينُ
نَبيلَ الطَبعِ لا يَغتابُ خِلّاً
وَلا يُؤذي العَشيرَ وَلا يَمينُ
تَطَوَّعَ في الجِهادِ لِوَجهِ مِصرٍ
فَما حامَت حَوالَيهِ الظُنونُ
وَلَم يَثنِ الوَعيدُ لَهُ عِناناً
وَلَم تَحنَث لَهُ أَبَداً يَمينُ
وَلَم تَنزِل بِعِزَّتِهِ الدَنايا
وَلَم يَعلَق بِهِ ذُلٌّ وَهونُ
مَضى لِسَبيلِهِ لَم يَحنِ رَأساً
وَلَم يَبرَح سَريرَتَهُ اليَقينُ
تَرَكتَ أَليفَةً تَرجو مُعيناً
وَلَيسَ سِوى الدُموعِ لَها مُعينُ
تَنوحُ عَلى القَرينِ وَأَينَ مِنها
وَقَد غالَ الرَدى ذاكَ القَرينُ
سَمِعتُ أَنينَها وَاللَيلُ ساجٍ
فَمَزَّقَ مُهجَتي ذاكَ الأَنينُ
فَقَد عانَيتُ قِدماً ما يُعاني
عَلى عِلّاتِهِ القَلبُ الحَزينُ
مِنَ الخَفِراتِ قَد نَعِمَت بِزَوجٍ
سَما بِجَلالِهِ أَدَبٌ وَدينُ
أَقامَت في النَعيمِ وَلَم تُرَوَّع
فَكُلُّ حَياتِها رَغَدٌ وَلينُ
لَقَد نَسَجَ العَفافُ لَها رِداءً
وَزانَ رِداءَها الخِدرُ المَصونُ
دَهاها المَوتُ في الإِلفِ المُفَدّى
وَكَدَّرَ صَفوَها الدَهرُ الخَؤونُ
فَكادَ مُصابُها يَأتي عَلَيها
لِساعَتِها وَتَقتُلُها الشُجونُ
رَبيبَةُ نِعمَةٍ لَم تَبلُ حُزناً
وَلَم تَشرَق بِأَدمُعِها الجُفونُ
وَفَت لِأَليفِها حَيّاً وَمَيتاً
كَذاكَ كَريمَةُ اللَوزِي تَكونُ
سَتَكفيها العِنايَةُ كُلَّ شَرٍّ
وَيَحرُسُ خِدرَها الروحُ الأَمينُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:27 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
شَوَّفتُماني أَيُّها الفَرقَدانِ لِبَدرٍ تَمٍّ غابَ قَبلَ الأَوانِ
وَكُلَّما أَشرَقتُما مَرَّةً
عَلَّمتُما عَينَيَّ نَظمَ الجُمانِ
عَلى عَزيزٍ قَد تَوَلّى وَلَن
يَؤوبَ حَتّى يَرجِعَ القارِظانِ
عَجَّلتَ يا مَحمودُ في رِحلَةٍ
قَرَّت بِها أَعيُنُ حورِ الجِنانِ
كَأَنَّما آخِرُ عَهدِ الهَنا
قَد كانَ مِنّا لَيلَةَ المِهرَجانِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:28 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
أُعَزّي فيكَ أَهلَكَ أَم أُعَزّي
عُفاةَ الناسِ أَم هِمَمَ الكِرامِ
وَما أَدري أَرُكنُ الجاهِ أَودى
وَقَد أَودَيتَ أَم رُكنُ الشَآمِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:28 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
بَدَأَ المَماتُ يَدِبُّ في أَترابي
وَبَدَأتُ أَعرِفُ وَحشَةَ الأَحبابِ
يا بابِلِيُّ فِداكَ إِلفُكَ في الصِبا
وَفِدا شَبابِكَ في التُرابِ شَبابي
قَد كُنتَ خُلصاني وَمَوضِعَ حاجَتي
وَمَقَرَّ آمالي وَخَيرَ صِحابي
فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الكِرامُ مُشَيَّعاً
بِالمَجدِ مَبكِيّاً مِنَ الأَحبابِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:28 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
وَديعَةٌ رُدَّت إِلى رَبِّها
وَمالِكُ الأَرواحِ أَولى بِها
أَلَم يَكُن صَبرُكَ في بُعدِها
يَربو عَلى شُكرِكَ في قُربِها
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:29 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
بَينَ السَرائِرِ ضِنَّةً دَفَنوكِ
أَم في المَحاجِرِ خُلسَةً خَبَئوكِ
ما أَنتِ مِمَّن يَرتَضي هَذا الثَرى
نُزُلاً فَهَل أَرضَوكِ أَم غَبَنوكِ
يا بِنتَ مَحمودٍ يَعِزُّ عَلى الوَرى
لَمسُ التُرابِ لِجِسمِكِ المَنهوكِ
تَرَكوا شَبابَكِ فيهِ نَهباً لِلبِلى
واهاً لِغَضِّ شَبابِكَ المَتروكِ
وَحَثَوهُ فَوقَ سَناكِ يا شَمسَ الضُحى
فَبَكى لَهُ بَدرُ السَماءِ أَخوكِ
داسَ الحِمامُ عَرينَ آسادِ الشَرى
يا لَيتَ شِعري أَينَ كانَ أَبوكِ
عَهدي بِهِ يَلقى الرَدى بِمُهَنَّدٍ
يَعلوهُ غِمدٌ مِن دَمٍ مَسفوكِ
يا نَفسَ مَحمودٍ وَأَنتِ عَليمَةٌ
بِطَريقِ هَذا العالَمِ المَسلوكِ
عَهِدوكِ لا تَتَصَدَّعينَ لِحادِثٍ
أَوَ أَنتِ باقِيَةٌ كَما عَهِدوكِ
هَذا التُرابُ وَأَنتِ أَعلَمُ مُلتَقى
هَذا الوَرى مِن سوقَةٍ وَمُلوكِ
هَل أَنتِ إِلّا بَينَ جَنبَي ماجِدٍ
صَعبِ الشَكيمَةِ لِلخُطوبِ ضَحوكِ
يُغضي بِحَضرَتِهِ الزَمانُ فَيَلتَقي
عِزُّ المَليكِ وَذِلَّةُ المَملوكِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:29 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
إِنَّ الَّذي كانَتِ الدُنيا بِقَبضَتِهِ
أَمسى مِنَ الأَرضِ يَحويهِ ذِراعانِ
وَغابَ عَن مُلكِهِ مَن لَم تَغِب أَبَداً
عَن مُلكِهِ الشَمسُ مِن عِزٍّ وَسُلطانِ
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:32 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ
وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ
حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها
شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي
وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم
أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ
وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ
هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ
يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني
نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ
مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها
وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ
ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني
مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي
تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ
وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ
وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني
قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ
قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً
وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ
كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها
زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي
إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها
إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ
سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت
مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ
رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري
وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:32 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ
مَلِكٌ يَنوحُ وَتابِعٌ يَتَرَنَّمُ
عَجَباً أَرى تِلكَ الدِماءَ فَهاهُنا
دَمُ فَرحَةٍ وَهُناكَ لِلقَتلى دَمُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:32 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
قَصرَ الدوبارَةِ ما لِلَيثِكَ رابِضاً
وَالذِئبُ في قَصرِ الإِمارَةِ يَحجِلُ
إِنّي سَمِعتُ بِعابِدينَ عُواءَهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَسودُ مَن لا يَعقِلُ
عطر الزنبق
11-23-2019, 02:33 AM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
يا مَليكاً بِرَغمِهِ يُلبَسُ التا
جَ وَيَرقى لِعَرشِهِ مَملوكا
إِن أَتَمَّت يَداكَ تَخريبَ مِصرٍ
فَلَقَد مَهَّدَ الخَرابَ أَبوكا
أَبقِ شَيئاً إِذا مَضَيتَ ذَميماً
عَن قَريبٍ يَأتي عَلَيهِ بَنوكا
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:54 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
سَخَّرَ العِلمَ لِيَبني آيَةً
فَوقَ شَطِّ النيلِ تَبدو كَالعَلَم
هِيَ ذِكرٌ خالِدٌ لَكِنَّهُ
عابِسُ الوَجهِ إِذا الذِكرُ اِبتَسَم
كُلُّ ما فيها عَلى إِعجازِها
أَنَّها قَبرٌ لِجَبّارٍ حُطَم
لَيتَهُ سَخَّرَ ما في عَهدِهِ
مِن قُوىً في غَيرِ تَقديسِ الرِمَم
مِن فُنونٍ أَعجَزَت أَطواقَنا
وَعُلومٍ عِندَها الفِكرُ وَجَم
وَبَنانٍ مُبدِعاتٍ صَوَّرَت
أَوجُهَ العُذرِ لِعُبّادِ الصَنَم
أَبدَعَت ما أَبدَعَت ثُمَّ اِنطَوَت
وَعَلى أَسرارِها الدَهرُ خَتَم
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:55 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
قَد غَفَونا وَاِنتَبَهنا فَإِذا
نَحنُ غَرقى وَإِذا المَوتُ أَمَم
ثُمَّ كانَت فَترَةٌ مَقدورَةٌ
غَرَّ فينا الدَهرُ ضَعفٌ فَهَجَم
فَتَماسَكنا فَكانَت قُوَّةٌ
زَلزَلَت رُكنَ اللَيالي فَاِنهَدَم
كانَ في الأَنفُسِ جُرحٌ مِن هَوىً
نَظَرَ اللَهُ إِلَيهِ فَاِلتَأَم
فَنَشَدنا العَيشَ حُرّاً طَلَقاً
تَحتَ ظِلِّ اللَهِ لا ظِلِّ الأُمَم
وَحَقيقٌ أَن يُوَفّى حَقَّهُ
مَن بِحَبلِ اللَهِ وَالصَبرِ اِعتَصَم
آفَةُ المَرءِ إِذا المَرءُ وَنى
آفَةُ الشَعبِ إِذا الشَعبُ اِنقَسَم
لَيسَ مِنّاً مَن يَني أَو يَنثَني
أَو يَعُقُّ النيلَ في رَعيِ الذِمَم
نَشءَ مِصرٍ نَبِّئوا مِصراً بِكَم
تَشتَرونَ المَقصِدَ الأَسمى بِكَم
بِنِضالٍ يُصقَلُ العَزمُ بِهِ
وَسُهادٍ في العُلا حُلوِ الأَلَم
أَنا لا أَفخَرُ بِالماضي وَلا
أَحسَبُ الحاضِرَ يُطرى أَو يُذَم
كُلُّ هَمّي أَن أَراكُم في غَدٍ
مِثلَ ما كُنتُم أُسوداً في أَجَم
فَالفَتى كُلُّ الفَتى مَن لَو رَأى
في اِقتِحامِ النارِ عِزّاً لَاِقتَحَم
لا تَظُنّوا العَيشَ أَحلامَ المُنى
ذاكَ عَهدٌ قَد تَوَلّى وَاِنصَرَم
هُوَ حَربٌ بَينَ فَقرٍ وَغِنىً
وَصِراعٌ بَينَ بُرءٍ وَسَقَم
هُوَ نارٌ وَوَقودٌ فَإِذا
غَفَلَ الموقِدُ فَالنارُ حَمَم
فَاِنفُضوا النَومَ وَجِدّوا لِلعُلا
فَالعُلا وَقفٌ عَلى مَن لَم يَنَم
لَيسَ يَجني مَن تَمَنّى وَصلَها
وانِياً أَو وادِعاً غَيرَ النَدَم
وَالأَماني شَرُّ ما تُمنى بِهِ
هِمَّةُ المَرءِ إِذا المَرءُ اِعتَزَم
تَحمِدُ العَزمَ وَتَثني حَدَّهُ
فَهيَ كَالماءِ لِإِخمادِ الضَرَم
وَاُنظُروا اليابانَ في الشَرقِ وَقَد
رَكَّزَت أَعلامَها فَوقَ القِمَم
حارَبوا الجَهلَ وَكانوا قَبلَنا
في دُجى عَميائِهِ حَتّى اِنهَزَم
فَاِسأَلوا عَنها الثُرَثّا لا الثَرى
إِنَّها تَحتَلُّ أَبراجَ الهِمَم
هِمَمٌ يَمشي بِها العِلمُ إِلى
أَنبَلِ الغاياتِ لا تَدري السَأَم
فَهيَ أَنّى حاوَلَت أَمراً مَشَت
خَلفَها الأَيّامُ في صَفِّ الخَدَم
لا تُبالي زُلزِلَت مِن تَحتِها
أَم عَلَيها النَجمُ بِالنَجمِ اِصطَدَم
تَخِذَت شَمسَ الضُحى رَمزاً لَها
وَكَفى بِالشَمسِ رَمزاً لِلعِظَم
فَهيَ لا تَألو صُعوداً تَبتَغي
جانِبَ الشَمسِ مَكاناً لَم يُرَم
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:55 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
ثَلاثَةٌ مِن سُراةِ النيلِ قَد حَبَسوا
عَلى مَدارِسِنا سَبعينَ فَدّانا
أَحيَوا بِها أَمَلاً قَد كانَ يَخنُقُهُ
بُخلُ الغَنِيِّ وَجَهلٌ قَد تَغَشّانا
وَخالَفوا سُنَّةً في مِصرَ شائِعَةً
جَرَّت عَلى العِلمِ وَالآدابِ خُسرانا
فَإِن هَمَّ سُراةُ النيلِ أَن يَقِفوا
عَلى القُبورِ وَإِن لَم تَحوِ إِنسانا
فَكَم ضَريحٍ خَلاءٌ لا رُفاتَ بِهِ
تَرى لَهُ مَناحي النيلِ أَطيانا
وَكَم حُبوسٍ عَلى المَوتى وَغُلَّتُها
يَشري الجُباةُ بِهِ خوصاً وَرَيحانا
وَالعِلمُ في حَسرَةٍ وَالعَقلُ في أَسَفٍ
وَالدينُ في خَجَلٍ مِمّا تَوَلّانا
ما كانَ ضَرَّ سُراةَ النيلِ لَو فَعَلوا
شَرواكُمُ فَبَنَوا لِلعِلمِ أَركانا
تَقذى عُيونُ بَني مِصرٍ بِمَظهَرِهِم
في الرَملِ حيناً وَفي حُلوانَ أَحيانا
يَبغونَ أَن تَحتَوي الدُنيا خَزائِنُهُم
وَيَزرَعوا فَلَواتِ اللَهِ أَقطانا
وَلَيسَ فيهِم أَخو نَفعٍ وَصالِحَةٍ
وَلا تَرى لَهُمُ بِرّاً وَإِحسانا
يا مِصرُ حَتّامَ يَشكو الفَضلُ في زَمَنٍ
يُجنى عَلَيهِ وَيُمسي فيكِ أَسوانا
قَد سالَ واديكِ خِصباً مُمتِعاً فَمَتى
تَسيلُ أَرجاؤُهُ عِلماً وِعِرفانا
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:58 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
إِن صَحَّ ما قالوا وَما أَرجَفوا
وَأَلصَقوا زوراً بِدينِ العَميد
فَكُفرُ طَهَ عِندَ دَيّانِهِ
أَحَبُّ مِن إِسلامِ عَبدِ الحَميد
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:59 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
هَدِيَّةٌ مِن شاعِرٍ بائِسٍ
إِلى الدِمِرداشي وَلِيِّ النِعَم
يُشرِكُ بِاللَهِ وَلا يَشتَرِك
في نُسخَةٍ فيها ضُروبُ الحِكَم
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:59 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رِياضُ الأَزبَكِيَّةِ قَد تَحَلَّت
بِأَنجابٍ كِرامٍ أَنتَ مِنهُم
فَهَبها جَنَّةً فُتِحَت لِخَيرٍ
وَأَدخِلنا مَعَ المَعفُوِّ عَنهُم
عطر الزنبق
11-23-2019, 03:59 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
عَلَّمونا الصَبرَ يُطفي ما اِستَعَر
إِنَّما الأَجرُ لِمَفجوعٍ صَبَر
صَدمَةٌ في الغَربِ أَمسى وَقعُها
في رُبوعِ الشَرقِ مَشئومَ الأَثَر
زَلزَلَت في أَرضِ مِصرٍ أَنفُساً
لَم يُزَلزِلها قَرارُ المُؤتَمَر
ما اِصطِدامُ النَجمِ بِالنَجمِ عَلى
ساكِني الأَرضِ بِأَدهى وَأَمَر
قَطَفَ المَوتُ بَواكيرَ النُهى
فَجَنى أَجمَلَ طاقاتِ الزَهَر
وَعَدا المَوتُ عَلى أَقمارِنا
فَتَهاوَوا قَمَراً بِعدَ قَمَر
في سَبيلِ النيلِ وَالعِلمِ وَفي
ذِمَّةِ اللَهِ قَضى الإِثنا عَشَر
أَي بُدورَ الشَرقِ ماذا نابَكُم
في مَسارِ الغَربِ مِن صَرفِ الغِيَر
نَبَأٌ قَطَّعَ أَوصالَ المُنى
وَأَصَمَّ السَمعَ مِنّا وَالبَصَر
كَم بِمِصرٍ زَفرَةٌ مِن حَرِّها
كُنِسَ الأَعفَرُ وَالطَيرُ وَكَر
كَم أَبٍ أَسوانَ دامٍ قَلبُهُ
مُستَطيرِ اللُبِّ مَفقورِ الظَهَر
ساهِمَ الوَجهِ لِما حَلَّ بِهِ
سادِرَ النَظرَةِ مِن وَقعِ الخَبَر
كَم بِها والِدَةٍ والِهَةٍ
عَضَّها الثُكلُ بِنابٍ فَعَقَر
ذاتِ نَوحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى
عَلَّمَ الأَشجانَ سُكّانَ الشَجَر
تَسأَلُ الأَطيارَ عَن مُؤنِسِها
كُلَّما صَفَّقَ طَيرٌ وَاِصطَحَر
تَسأَلُ الأَنجُمَ عَن واحِدِها
كُلَّما غُوِّرَ نَجمٌ أَو ظَهَر
تَهَبُ العُمرَ لِمَن يُنبِئُها
أَنَّهُ أَفلَتَ مِن كَفِّ القَدَر
وَيحَ مِصرٍ كُلَّ يَومٍ حادِثٌ
وَبَلاءٌ ما لَها مِنهُ مَفَر
هانَ ما تَلقاهُ إِلّا خَطبُها
في تُرابٍ مِن بَنيها مُدَّخَر
قَد ظَلَمتُم مَجدَهُم في نَقلِهِم
إِنَّما نَقلَتُهُم إِحدى الكُبَر
فَسَواءٌ في تُرابِ الشَرقِ أَم
في تَرابِ الغَربِ كانَ المُستَقَر
أَأَبَيتُم أَن نَرى يَوماً لَنا
في رُبوعِ العِلمِ شِبراً فَنُسَر
أَضَنِنتُم أَن تُقيموا بَينهُم
شاهِداً مِنّا لِكُتّابِ السِيَر
وَمَزاراً كُلَّما يَمَّمَهُ
ناشِئٌ حَيّا ثَراهُ وَاِدَّكَر
وَدَليلاً لِاِبنِ مِصرٍ كُلَّما
قامَ في الغَربِ بِمِصرٍ فَاِفتَخَر
كَم مَسَلّاتٍ لَنا في أَرضِهِم
صَوَّرَت مُعجِزَةً بَينَ الصُوَر
قُمنَ رَمزاً لِعُصورٍ قَد خَلَت
أَشرَقَ العِلمُ عَلَيها وَاِزدَهَر
فَاِجعَلوا أَمواتَنا اليَومَ بِها
خَيرَ رَمزٍ لِرَجاءٍ مُنتَظَر
أُمَّةُ الطِليانِ خَفَّفتِ الأَسى
بِصَنيعٍ مِن أَياديكِ الغُرَر
جَمَعَت كَفّاكِ عِقداً زاهِياً
مِن بَنينا فَوقَ واديكِ اِنتَثَر
وَمَشى في مَوكِبِ الدَفنِ لَهُم
مِن بَنيكُم كُلُّ مِسماحٍ أَغَر
وَسَعى كُلُّ اِمرِئٍ مُفضِلٍ
بادِيَ الأَحزانِ مَخفوضَ النَظَر
وَبَكَت أَفلاذُكُم أَفلاذَنا
بِدُموعٍ رَوَّضَت تِلكَ الحُفَر
وَصَنَعتُم صَنَعَ اللَهُ لَكُم
فَوقَ ما يَصنَعُهُ الخِلُّ الأَبَر
قَد بَكَينا لَكُمُ مِن رَحمَةِ
يَومَ مِسّينا فَأَرخَصنا الدُرَر
فَحَفِظتُم وَشَكَرتُم صُنعَنا
وَبَنو الرومانِ أَولى مَن شَكَر
أَي شَبابَ النيلِ لا تَقعُد بِكُم
عَن خَطيرِ المَجدِ أَخطارُ السَفَر
إِنَّ مَن يَعشَقُ أَسبابَ العُلا
يَطرَحُ الإِحجامَ عَنهُ وَالحَذَر
فَاِطلُبوا العِلمَ وَلَو جَشَّمَكُم
فَوقَ ما تَحمِلُ أَطواقُ البَشَر
نَحنُ في عَهدِ جِهادٍ قائِمٍ
بَينَ مَوتٍ وَحَياةٍ لَم تَقِر
عطر الزنبق
11-23-2019, 04:01 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
ثَمَنُ المَجدِ وَالمَحامِدِ غالي
آلُ زَغلولَ فَاِصبِروا لِلَيالي
قَد هَوى مِنكُمُ ثَلاثَةُ أَقما
رٍ خَلَت مِنهُمُ بُروجُ المَعالي
ماتَ فَتحي وَمَن لَنا بِحِجاهُ
وأَفانينَ فِكرِهِ الجَوّالِ
كانَ أُعجوبَةَ الزَمانِ ذَكاءً
وَمَضاءٍ في كُلِّ أَمرٍ عُضالِ
وَسَعيدٌ وَكانَ غُصناً نَدِيّاً
فُتِّحَت فيهِ زهرَةُ الآمالِ
وَقَضى عاطِفٌ وَكانَ عَظيماً
صادِقَ العَزمِ مُطمَأَنَّ الخِلالِ
يَهزِلُ الناسُ وَالزَمانُ وَيَأبى
غَيرَ جِدٍّ مُواصِلٍ وَنِضالِ
ساهِدُ الرَأيِ نائِمُ الحِقدِ لاهٍ
عَن مَلاهي الوَرى عَفيفُ المَقالِ
قَد جَلا سَيفَ عَزمِهِ صَقيلُ النَفـ
ـيِ فَأَربى عَلى السُيوفِ الصِقالِ
وَنَمَت رَأيَهُ التَجارِبُ حَتّى
باتَ أَمضى مِن نافِذاتِ النِبالِ
يا شَهيدَ الإِصلاحِ غادَرتَ مِصراً
وَهيَ تَجتازُ هَولَ دَورِ اِنتِقالِ
لَو تَرَيَّثتَ لَاِستَطالَ بِكَ النيـ
ـلُ عَلى هَذِهِ الخُطوبِ التَوالي
غَيرَ أَنَّ الرَدى وَإِن كَثُرَ النا
سُ حَريصٌ عَلى البَعيدِ المَنالِ
كُلَّما قامَ مُصلِحٌ أَعجَلَتهُ
عَن مُناهُ غَوائِلُ الآجالِ
يُخطَفُ النابِغُ النَبيهُ وَيَبقى
خامِلُ الذِكرِ في نَعيمٍ وَخالِ
أَيَعيشُ الرِئبالُ في الغابِ جيلاً
وَيَمُرُّ الغُرابُ بِالأَجيالِ
كُنتَ فَوقَ الفِراشِ وِالسَقمُ بادٍ
لَهفَ نَفسي عَلَيكَ وَالجِسمُ بالِ
لَم يُزَحزِحكَ عَن نُهوضِكَ بِالأَعبا
ءِ داءٌ يُهِدُّ أُسدَ الدِحالِ
شَغَلَتكَ الجُهودُ وَالداءُ يَمشي
فيكِ مَشيَ المُحاذِرِ المُغتالِ
لَم يَدَع مِنكَ غَيرَ قُوَّةِ نَفسٍ
تَتَجَلّى في هَيكَلٍ مِن خَيالِ
عَجِزَ السُقمُ عَن بُلوغِ مَداها
فَمَضَت في سَبيلِها لا تُبالي
لَم تَزَل في بِناءَةِ النَشءِ حَتّى
هَدَمَ المَوتُ عُمرَ باني الرِجالِ
عَجِبَ الناسُ أَن رَأَوا سَرَطانَ الـ
ـبَحرِ قَد دَبَّ في رُؤوسِ الجِبالِ
مَن رَأى عاطِفاً وَقَد وَصَلَ الأَشـ
ـغالَ بَعدَ الهُدُوِّ بِالأَشغالِ
ظَنَّ أَو كادَ أَنَّ أَوَّلَ نَومٍ
نامَهُ كانَ تَحتَ تِلكَ الرِمالِ
أَو رَأى قُوَّةَ العَزيمَةِ فيهِ
وَهوَ فَوقَ الفِراشِ بادي الهُزالِ
ظَنَّ بَأسَ الحَديدِ فارَقَ مَثوا
هُ اِجتِواءً وَحَلَّ عودَ الخِلالِ
قَد تَبَيَّنتَ كُلَّ مَعنىً فَأَنكَر
تَ عَلى السالِفينَ مَعنى المُحالِ
رُمتَ في أَشهُرٍ صَلاحَ أُمورٍ
دَمَّرَتها يَدُ العُصورِ الخَوالي
رُمتُ إِصلاحَ ما جَنَت يَدُ دَنلو
بَ عَلى العِلمِ السِنينَ الطِوالِ
وَقَليلٌ عِندي لَها نِصفُ جيلٍ
لِمُجِدٍّ مُوَفَّقٍ فَعّالِ
لَم تَكُن مِصرُ بِالعَقيمِ وَلَكِن
قَد رَماها أَعداؤُها بِالحَيالِ
أَفسِحوا لِلجِيادِ فيها مَجالاً
قَد أَضَرَّ الجِيادَ ضيقُ المَجالِ
أَصبَحَت في القُيودِ تَمشي الهُوَينا
كَسَفينٍ يَعبُرنَ مَجرى القَنالِ
فَاِصدَعوا هَذِهِ القُيودَ وَخَلّو
ها تَبارى في السَبقِ ريحَ الشَمالِ
عَرَفَ الغَربُ كَيفَ يَستَثمِرُ الجِد
دَ فَيَبني بِفَضلِهِ كُلَّ غالِ
وَدَرى الشَرقُ كَيفَ يَستَمرِئُ اللَه
وَ فَيُفضي بِهِ إِلى شَرِّ حالِ
فَاِترُكوا اللَهوَ في الحَياةِ وَجِدّوا
إِنَّ في اِسمِ الرَئيسِ أَيمَنَ فالِ
فَاِصنَعوا صُنعَ عاطِفٍ وَاِذكُروهُ
آيَةَ المَجدِ ذِكرَةَ الأَبطالِ
يا مُحِبَّ الجِدالِ نَم مُستَريحاً
لَيسَ في المَوتِ مَنفَذٌ لِلجِدالِـ
ـصامِتٌ يُسكِتُ المُفَوَّهَ فَاِعجَب
وَبَطيءٌ يَبِزُّ خَطوَ العِجالِ
كُلُّ شَيءٍ إِلّا التَحِيَّةَ يُرجى
فَهيَ لِلَّهِ وَالدُنا لِلزَوالِ
إِن بَكَت غَيرَكَ النِساءُ وَأَذرَفـ
ـنَ عَلَيهِ الدُموعَ مِثلَ اللَآلي
فَعَلى المُصلِحينَ مِثلِكَ تَبكي
ثُمَّ تَبكي جَلائِلُ الأَعمالِ
عطر الزنبق
11-23-2019, 04:02 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
رَحِمَ اللَهُ صاحِبَ النَظَراتِ
غابَ عَنّا في أَحرَجِ الأَوقاتِ
يا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَضـ
ـرِ لَقَد كُنتَ فَخرَ أُمِّ اللُغاتِ
كَيفَ غادَرتَنا سَريعاً وَعَهدي
بِكَ يا مُصطَفى كَثيرِ الأَناةِ
أَقفَرَت بَعدَكَ الأَساليبُ وَاِستَر
خى عِنانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ
جَمَحَت بَعدَكَ المَعاني وَكانَت
سَلِساتِ القِيادِ مُبتَدَراتِ
وَأَقامَ البَيانُ في كُلِّ نادٍ
مَأتَماً لِلبَدائِعِ الرَائِعاتِ
لَطَمَت مَجدُلينُ بَعدَكَ خَدَّيـ
ـها وَقامَت قِيامَةُ العَبَراتِ
وَاِنطَوَت رِقَّةُ الشُعورِ وَكانَت
سَلوَةَ البائِسينَ وَالبائِساتِ
كُنتَ في مِصرَ شاعِراً يَبهَرُ اللُبـ
ـبَ بِآياتِ شِعرِهِ البَيِّناتِ
فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَثـ
ـرِ فَجِئتَ الكُتّابَ بِالمُعجِزاتِ
مُتَّ وِالناسُ عَن مُصابِكَ وَشُغ
لٍ بِجُرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ
شُغِلوا عَن أَديبِهِم بِمُنَجّيـ
ـهِم فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ
وَأَفاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا
مَنزِلَ الفَضلِ مُقفَرَ العَرَصاتِ
قَد بَكاكَ الرَئيسُ وَهوَ جَريحٌ
وَدُموعُ الرَئيسِ كَالرَحَماتِ
لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالاً
فَلَقَد كُنتَ مُغرَماً بِالهِباتِ
كَم أَسالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلاً
مِن نُضارٍ يَفيضُ فَيضَ الفُراتِ
لَم تُؤَثِّل مِما كَسَبتَ وَلَم تَحـ
ـسِب عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ
مِتَّ عَن يافِعٍ وَخَمسِ بَناتٍ
لَم تُخَلِّف لَها سِوى الذِكرَياتِ
وَتُراثُ الأَديبِ في الشَرقِ حُزنٌ
لِبَنيهِ وَثَروَةٌ لِلرَواةِ
لا تَخَف عَثرَةَ الزَمانِ عَلَيهِم
لا وَلا صَولَةَ اللَيالي العَواتي
عَينُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ الـ
ـلَهِ فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي
عطر الزنبق
11-23-2019, 04:02 PM
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezoas/VwPSRJpv36I/AAAAAAAAqPU/_jmfvn2bU8AVl5Y4nOb7FCa0kTCGLAG9w/s320/A2.gif
حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا
ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا
لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي
ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا
ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً
وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا
فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ
أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى
وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها
غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى
إِنّى أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً
بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا
وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً
وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا
قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ
يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا
إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ
وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا
فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ
تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا
سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ
وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا
قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ
خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا
تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى
بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا
قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن
يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا
وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني
فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا
كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني
وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى
يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ
عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى
كَم حاوَلَت هَدمي مَعاوِلُهُم
وَأَبى الإِلَهُ فَزادَني رَفعا
أَصبَحتُ فَرداً لا يُناصِرُني
غَيرُ البَيانِ وَأَصبَحوا جَمعا
وَمُناهُمُ أَن يَحطِموا بِيَدي
قَلَماً أَثارَ عَلَيهِمُ النَقعا
وَلَرُبَّ حُرٍّ عابَهُ نَفَرٌ
لا يَصلُحونَ لِنَعلِهِ شِسعا
مَن ذا يُواسيني وَيَكلَأُني
في هَذِهِ الدُنيا وَمَن يَرعى
لا جاهَ يَحميني وَلا مَدَدٌ
عَنّي يَرُدُّ الكَيدَ وَالقَذَعا
بِكَ كُنتُ أَدفَعُ كُلَّ عادِيَةٍ
وَأُجيبُ في الجُلّى إِذا أُدعى
وَأُقيلُ عَثرَةَ كُلِّ مُبتَئِسٍ
وَأَفي الحُقوقَ وَأُنجِحُ المَسعى
حَتّى نَعى الناعي أَبا حَسَنٍ
فَوَدَدتُ لَو كُنتُ الَّذي يُنعى
غيظُ العِداةُ فَحاوَلوا سَفَهاً
مِنهُم لِحَبلِ وِدادِنا قَطعا
راموا لَهُ بَتّاً وَقَد حَمَلوا
ظُلماً فَكانَ لِوَصلِهِ أَدعى
يا دَوحَةً لِلبَرِّ قَد نَشَرَت
في كُلِّ صالِحَةٍ لَها فَرعا
وَمَنارَةً لِلفَضلِ قَد رُفِعَت
فَوقَ الكَنانَةِ نورُها شَعّا
وَمَثابَةً لِلرِزقِ أَحمَدُها
ما رَدَّ مِسكيناً وَلا دَعّا
إِنّي رَثَيتُكَ وَالأَسى جَلَلٌ
وَالحُزنُ يَصدَعُ مُهجَتي صَدعا
لا غَروَ إِن قَصَّرتُ فيكَ فَقَد
جَلَّ المُصابُ وَجاوَزَ الوُسعا
سَأَفيكَ حَقَّك في الرِثاءِ كَما
تَرضى إِذا لَم تُقدَرِ الرُجعى
حنان الجميله
11-23-2019, 09:48 PM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSM751ur-d3f_EDSvekzWtS7BqNvhUYLbyx_IyT5541Pc2h2ljP&s
عطر الزنبق
11-23-2019, 09:56 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الجميله https://www.skoon-elqmar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=469813#post469813)
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSM751ur-d3f_EDSvekzWtS7BqNvhUYLbyx_IyT5541Pc2h2ljP&s
حضورك الاروع يا عسولة
تسلمين على المتابعة الجميلة منك
شكرا جزيلا
تحيتي ومحبتي
:x51:
مديح ال قطب
03-15-2020, 12:13 PM
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس
عطر الزنبق
03-16-2020, 12:21 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مديح ال قطب https://www.skoon-elamar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=490299#post490299)
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس
https://almraah.net/imgcache/2/157593alsh3er.gif
ريِّأّحٌ أّلَحٌبِ ...❥
03-26-2020, 10:48 AM
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار
انثى برائحة الورد
03-26-2020, 03:18 PM
نـاعمه ورقيــقه تلك الكلــمات ...
رووعــــه بـ معانيهاااا
بقي ان اهمس لــك
ربــي يــــسسسسعدك
الوسيم
03-30-2020, 08:31 AM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
شيخة الزين
07-18-2020, 05:25 PM
يعـطيك العــآفية
ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بنتظآر القآدم بشووق
فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
لروحــك بآقآت من الجوري
عطر الزنبق
07-21-2020, 12:26 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريِّأّحٌ أّلَحٌبِ ...❥ https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=497284#post497284)
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار
لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif
عطر الزنبق
07-21-2020, 12:27 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=497469#post497469)
نـاعمه ورقيــقه تلك الكلــمات ...
رووعــــه بـ معانيهاااا
بقي ان اهمس لــك
ربــي يــــسسسسعدك
لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif
عطر الزنبق
07-21-2020, 12:29 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوسيم https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=499015#post499015)
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif
عطر الزنبق
07-21-2020, 12:30 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=534598#post534598)
يعـطيك العــآفية
ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بنتظآر القآدم بشووق
فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
لروحــك بآقآت من الجوري
لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir