تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة قصائد واشعار الاديبة الخنساء..


عطر الزنبق
04-10-2020, 12:37 PM
https://www.aldiwan.net/images/profile/Al-Khansa.jpg



الخنساء

تُماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُّلَمية، من بني سُليم، من قيس عيلان، من مضر. أشهر شواعر العرب، وأشعرهن على الإطلاق. من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله (ص) مع قومها بني سليم، فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء! أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها (صخر ومعاوية) وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها (ديوان شعر - ط) فيه ما بقي محفوظاً من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية (سنة 16هـ) فجعلت تحرضهم على الثبات حتى قتلوا جميعاً فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم!.

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:05 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة

لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه

أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا

وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه

وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه

إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه

كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني

حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه

بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي

يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه

لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ

في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه

لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ

العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه

إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ

فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه

لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ

مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه

لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ

يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه

إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ

نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه

عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ

كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه

فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ

يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه

لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا

وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه

كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ

سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه

يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً

في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه

تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما

أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه

إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي

مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه

يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما

ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه

تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ

مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه

عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ

كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه

أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها

فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه

أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ

لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه

أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ

نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه

فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ

لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهِيَه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:10 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه

إِذا طَرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه

بِداهِيَةٍ يَصغى الكِلابُ حَسيسَها

وَتَخرُجُ مِن سِرِّ النَجِيِّ عَلانِيَه

أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً

إِذا ما عَلَتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه

وَكانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ شُبوبِها

إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ ذاكِيَه

وَقَوّادَ خَيلٍ نَحوَ أُخرى كَأَنَّها

سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها زَبانِيَه

بَلَينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما تُرى

عَلى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما هِيَه

فَأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي

عَلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:10 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَرى الدَهرَ أَفنى مَعشَري وَبَني أَبي

فَأَمسَيتُ عَبرى لا يَجِفَّ بُكائِيا

أَيا صَخرُ هَل يُغني البُكاءُ أَوِ الأَسى

عَلى مَيِّتٍ بِالقَبرِ أَصبَحَ ثاوِيا

فَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ صَخراً وَعَهدَهُ

وَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ رَبّي مُعاوِيا

وَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ صَخراً فَإِنَّهُ

أَخو الجودِ يَبني لِلفَعالِ العَوالِيا

سَأَبكِيهِما وَاللَهِ ما حَنَّ والِهٌ

وَما أَثبَتَ اللَهُ الجِبالَ الرَواسِيا

سَقى اللَهُ أَرضاً أَصبَحَت قَد حَوَتهُما

مِنَ المُستَهِلّاتِ السَحابَ الغَوادِيا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:10 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا أَيُّها الديكُ المُنادي بِسَحرَةٍ

هَلُمَّ كَذا أُخبِركَ ما قَد بَدا لِيا

بَدا لِيَ أَنّي قَد رُزِئتُ بِفِتيَةٍ

بَقِيَّةِ قَومٍ أَورَثوني المَباكِيا

فَلَمّا سَمِعتُ النائِحاتِ يَنُحنَهُ

تَعَزَّيتُ وَاِستَيقَنتُ أَن لا أَخا لِيا

كَصَخرِ اِبنِ عَمرٍ خَيرِ مَن قَد عَلِمتُهُ

وَكَيفَ أُرَجّي العَيشَ ضَلَّ ضَلالِيا

وَما لِيَ لا أَبكي عَلى مَن لَوَ أَنَّهُ

تَقَدَّمَ يَومي قَبلَهُ لَبَكى لِيا

وَإِن تُمسِ في قَيسٍ وَزَيدٍ وَعامِرٍ

وَغَسّانَ لَم تَسمَع لَهُ الدَهرَ لاحِيا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:11 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png




مَن حَسَّ لي الأَخَوَينِ

كَالغُصنَينِ أَو مَن راهُما

أَخَوَينِ كَالصَقرَينِ لَم

يَرَ ناظِرٌ شَرواهُما

قَرمَينِ لا يَتَظالَمانِ

وَلا يُرامُ حِماهُما

أَبكي عَلى أَخَوَيَّ

وَالقَبرِ الَّذي واراهُما

لا مِثلَ كَهلِيَ في الكُهولِ

وَلا فَتىً كَفَتاهُما

رُمحَينِ خَطِّيَّينِ في

كَبِدِ السَماءِ سَناهُما

ما خَلَّفا إِذ وَدَّعا

في سُؤدُدٍ شَرواهُما

سادا بِغَيرِ تَكَلُّفٍ

عَفواً بِفَيضِ نَداهُما

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:13 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png




بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها

بِعُوّارٍ فَما تَقضي كَراها

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

إِذا ما النابُ لَم تَرأَم طِلاها

فَتى الفِتيانِ ما بَلَغوا مَداهُ

وَلا يَكدى إِذا بَلَغَت كُداها

حَلَفتُ بِرَبِّ صُهبٍ مُعمِلاتٍ

إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ مُنتَهاها

لَئِن جَزِعَت بَنو عَمروٍ عَلَيهِ

لَقَد رُزِئَت بَنو عَمروٍ فَتاها

لَهُ كَفٌّ يُشَدُّ بِها وَكَفٌّ

تَحَلَّبُ ما يَجِفُّ ثَرى نَداها

تَرى الشُمَّ الجَحاجِحَ مِن سُلَيمٍ

يَبُلُّ نَدى مَدامِعِها لِحاها

عَلى رَجُلٍ كَريمِ الخيمِ أَضحى

بِبَطنِ حَفيرَةٍ صَخِبٍ صَداها

لِيَبكِ الخَيرَ صَخراً مِن مَعَدٍّ

ذَوُو أَحلامِها وَذَوُو نُهاها

وَخَيلٍ قَد لَفَفتَ بِجَولِ خَيلٍ

فَدارَت بَينَ كَبشَيها رَحاها

تُرَفِّعُ فَضلَ سابِغَةٍ دِلاصٍ

عَلى خَيفانَةٍ خَفِقٍ حَشاها

وَتَسعى حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

بِكَأسِ المَوتِ ساعَةَ مُصطَلاها

مُحافَظَةً وَمَحمِيَةً إِذا ما

نَبا بِالقَومِ مِن جَزَعٍ لَظاها

فَتَترُكُها قَدِ اِضطَرَمَت بِطَعنٍ

تَضَمَّنَهُ إِذا اِختَلَفَت كُلاها

فَمَن لِلضَيفِ إِن هَبَّت شَمالٌ

مُزَعزِعَةٌ تُجاوِبُها صَباها

وَأَلجا بَردُها الأَشوالَ حُدباً

إِلى الحُجُراتِ بادِيَةً كُلاها

هُنالِكَ لَو نَزَلتَ بِآلِ صَخرٍ

قِرى الأَضيافِ شَحماً مِن ذُراها

فَلَم أَملِك غَداةَ نَعِيِّ صَخرٍ

سَوابِقَ عَبرَةٍ حَلَبَت صَراها

أَمُطعِمَكُم وَحامِلَكُم تَرَكتُم

لَدى غَبراءَ مُنهَدِمٍ رَجاها

لِيَبكِ عَلَيكَ قَومُكَ لِلمَعالي

وَلِلهَيجاءِ إِنَّكَ ما فَتاها

وَقَد فَقَدَتكَ طَلقَةُ فَاِستَراحَت

فَلَيتَ الخَيلَ فارِسُها يَراها

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:15 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد فَزِعَت

خَيلٌ لِخَيلٍ وَأَقرانٌ لِأَقرانِ

سَمحٌ إِذا يَسَرَ الأَقوامُ أَقدُحَهُم

طَلقُ اليَدَينِ وَهوبٌ غَيرُ مَنّانِ

حُلاحِلٌ ماجِدٌ مَحضٌ ضَريبَتُهُ

مِجذامَةٌ لِهَواهُ غَيرُ مِبطانِ

سَمحٌ سَجِيَّتُهُ جَزلٌ عَطِيَّتُهُ

وَلِلأَمانَةِ راعٍ غَيرُ خَوّانِ

نِعمَ الفَتى أَنتَ يَومَ الرَوعِ قَد عَلِموا

كُفءٌ إِذا اِلتَفَّ فُرسانٌ بِفُرسانِ

سَمحُ الخَلائِقِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ

عالي البِناءِ إِذا ما قَصَّرَ الباني

مَأوى الأَرامِلِ وَالأَيتامِ إِن سَغِبوا

شَهّادُ أَنجِيَةٍ مِطعامُ ضيفانِ

حِلفُ النَدى وَعَقيدُ المَجدِ أَيُّ فَتىً

كَاللَيثِ في الحَربِ لا نِكسٌ وَلا وانِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:19 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَمِن ذِكرِ صَخرٍ دَمعُ عَينِكِ يَسجُمُ

بِدَمعٍ حَثيثٍ كَالجُمانِ المُنَظَّمِ

فَتىً كانَ فينا لَم يَرَ الناسُ مِثلَهُ

كَفالاً لِأُمٍّ أَو وَكيلاً لِمَحرَمِ

حَسيبٌ يُنالُ المَجدُ مِنهُ بِبَسطَةٍ

وَيَعجُزُ عَن إِفضالِهِ كُلُّ شَيظَمِ

فَفَرَّقتَ فَرعَيها وَكُنتَ سَدادَها

إِذا كانَ يَومٌ بالِغاً كُلَّ مُعظَمِ

وَما ضاعَتِ الأَرحامُ عِندَكَ وَالَّذي

وَليتَ وَما اِستُحفِظتَ فيها لِمُجرِمِ

كَأَنَّ بُغاةَ الخَيرِ عِندَكَ أَصبَحوا

عَلى نَهَجٍ مِن طافِحِ البَحرِ خِضرِمِ

تَوَسَّعتَ لِلحاجاتِ يا صَخرُ كُلِّها

فَحامَ إِلى مَعروفِكَ المُتَنَسَّمِ

وَأَنتَ اِبنُ فَرعِ القَومِ يا صَخرُ كُلِّها

إِذا قالَ فُرسانُ اللُقا صَخرُ أَقدِمِ

إِذا ذَكَرَت نَفسي نَداهُ وَبَأسَهُ

تَحَسَّرَ عَنها كُلُّ عَيشٍ وَأَنعُمِ






http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

المُستَهِلّاتِ السَواجِم

فَيضاً كَما اِنخَرَقَ الجُمانُ

وَجالَ في سِلكِ النَواظِم

وَاِبكي مُعاوِيَةَ الفَتى

وَاِبنَ الخَضارِمَةِ القُماقِم

وَالحازِمَ الباني العُلى

في الشاهِقاتِ مِنَ الدَعائِم

تَلقى الجَزيلَ عَطاؤُهُ

عِندَ الحَقائِقِ غَيرَ نادِم

أَسقى الإِلَهُ ضَريحَهُ

مِن صَوبِ دائِمَةِ الرَهائِم

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:19 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها

بِأَنّا فَضَلنا بِرَأسِ الهُمامِ

وَأَنّا صَبَحناهُمُ غارَةً

فَأَروَتهُمُ مِن نَقيعِ السِمامِ

وَعَبساً صَبَحنا بِثَهلانِهِم

بِكَأسٍ وَلَيسَ بِكَأسِ المُدامِ

وَثَعلَبَةُ الرَوعِ قَد عايَنوا

خُيولاً عَلَيها أُسودُ الأَجامِ

يَلوذونَ مِنّا حِذارَ اللِقا

فَضَرباً وَطَعناً وَحُسنَ النِظامِ

وَسُقنا لِرائِمِهِم سُجَّداً

بِأَحداجِها وَذَواتِ الحِزامِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:20 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَعَمري وَما عَمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ

لَنِعمَ الفَتى أَردَيتُمُ آلِ خَشعَما

أُصيبَ بِهِ فَرعا سُلَيمٍ كِلاهُما

فَعَزَّ عَلَينا أَن يُصابَ وَنُرغَما

وَكانَ إِذا ما أَقدَمَ الخَيلَ بيشَةً

إِلى هَضبِ أَشراكٍ أَناخَ فَأَلجَما

فَأَرسَلَها تَهوي رِعالاً كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ فَأَتهَما

فَأَمسى الحَوامي قَد تَعَفَّينَ بَعدَهُ

وَكانَ الحَصى يَكسو دَوابِرَها دَما

فَآبَت عِشاءً بِالنِهابِ وَكُلُّها

يُرى قَلِقاً تَحتَ الرِحالَةِ أَهضَما

وَكانَت إِذا ما لَم تُطارِد بِعاقِلٍ

أَوِ الرَسِّ خَيلاً طارَدَتها بِعَيهَما

وَكانَ ثِمالَ الحَيِّ في كُلِّ أَزمَةٍ

وَعِصمَتَهُم وَالفارِسَ المُتَغَشِّما

وَيَنهَضُ لِلعُليا إِذا الحَربُ شَمَّرَت

فَيُطفِئُها قَهراً وَإِن شاءَ أَضرَما

فَأَقسَمتُ لا أَنفَكُّ أُحدِرُ عَبرَةً

تَجولُ بِها العَينانِ مِنّي لِتَسجُما

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:21 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



مَن لامَني في حُبِّ كوزٍ وَذِكرِهِ

فَلاقى الَّذي لاقَيتُ إِذ حَفَزَ الرَحَم

فَيا حَبَّذا كوزٌ إِذا الخَيلُ أَدبَرَت

وَثارَ غُبارٌ في الدَهاسِ وَفي الأَكَم

فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ

كُوَيزُ بنُ صَخرٍ لَيلَةَ الريحِ وَالظُلَم

إِذا البازِلُ الكَوماءُ لاذَت بِرَفلِها

وَلاذَت لِواذاً بِالمُدَرّينَ بِالسِلَم

وَقَد حالَ خَيرٌ مِن أُناسٍ وَرِفدُهُم

بِكَفّي غُلامٍ لا ضَنينٍ وَلا بَرَم

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:21 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي

وَأَفديهِ بِمَن لي مِن حَميمِ

وَأَفديهِ بِكُلِّ بَني سُلَيمٍ

بِظاعِنهِم وَبِالأَنَسِ المُقيمِ

خَصَصتُ بِها أَخا الأَحرارِ قَيساً

فَتىً في بَيتِ مَكرُمَةٍ كَريمِ




http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



وقكُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ

لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ

مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ

إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها

إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ

وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ

مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ

إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت

خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ

إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم

وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها

وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ

قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً

جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ

فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ

وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ

تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت

حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ

أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ

وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ

مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه

أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى

وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه

وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى

فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ






http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:22 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



وقكُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ

لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ

مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ

إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها

إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ

وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ

مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ

إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت

خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ

إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم

وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها

وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ

قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً

جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ

فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ

وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ

تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت

حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ

أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ

وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:22 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ

مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه

أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى

وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه

وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى

فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه





http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ






http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:23 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:23 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:24 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل










http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:24 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:25 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:25 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:26 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:26 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:27 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:27 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:28 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:29 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:30 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:30 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:31 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:31 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:31 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:32 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:32 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:34 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:35 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:35 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:35 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:36 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:36 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:37 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:37 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:38 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:38 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:38 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:39 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:39 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:39 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:40 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:40 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:40 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:42 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:47 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



وقكُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ

وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ

لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ

مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ

إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها

إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ

وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ

مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ

إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت

خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ

إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم

وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها

وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ

قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً

جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ

فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ

وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ

تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت

حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ

أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ

وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:47 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ

مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه

أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى

وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه

وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى

فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:48 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً

أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه

رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى

بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه

لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه

وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه

وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ

وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه

وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ

وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه

وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ

هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه

تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً

تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه

وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ

خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه

وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ

فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه

مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ

كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:49 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها

لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ

حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ

وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى

تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ

يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ

فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ

فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ

وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ

يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ

بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى

المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها

عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها

كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ

تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها

وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ

تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها

تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ

أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها

نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها

وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها

فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ

فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها

فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ

وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ

وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها

وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ

تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها

كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن

وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها

وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ

سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها

بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ

تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها

تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت

بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها

وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ

تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها

وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً

فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها

وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ

غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها

إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ

وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها

وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى

وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها

وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ

آنَسَتِ العينُ أَشبالَها

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:49 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:49 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:50 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:50 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:51 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:52 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:52 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png



بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:52 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:53 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ

وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ

لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ

فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ

وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي

حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ

وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ

وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ

وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً

كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ

يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ

كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ

سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ

وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:53 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ

تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ

أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها

إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ

عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ

لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ

مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً

وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى

تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ

بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً

تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ

وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ

مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ

إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ

شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ

لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ

مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ

أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى

حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:54 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ

سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ

أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني

عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ

لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ

أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي

لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ

وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ

لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها

لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ

لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ

تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ

ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي

إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ

لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:54 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ

إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ

إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ

وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً

تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ

لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ

كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي

أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ

تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ

وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً

وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ

إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً

ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:55 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي

وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي

وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ

وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ

كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ

فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري

بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ

وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً

مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ

أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي

وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ

أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ

لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ

وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً

إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ

وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا

إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ

إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها

وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ

وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ

عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ

فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً

أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ

هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ

عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:56 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


مَرِهَت عَيني فَعَيني

بَعدَ صَخرٍ عَطِفَه

فَدُموعُ العَينِ مِنّي

فَوقَ خَدّي وَكِفَه

طَرَفَت حُندُرَ عَيني

بِعَكيكٍ ذَرِفَه

إِنَّ نَفسي بَعدَ صَخرٍ

بِالرَدى مُعتَرِفَه

وَبِها مِن صَخرَ شَيءٌ

لَيسَ يُحكى بِالصِفَه

وَبِنَفسي لَهُمومٌ

فَهِيَ حَرّى أَسِفَه

وَبِذِكرى صَخرَ نَفسي

كُلَّ يَومٍ كَلِفَه

إِنَّ صَخراً كانَ حِصناً

وَرُبىً لِلنُطَفَه

وَغِياثاً وَرَبيعاً

لِلعَجوزِ الخَرِفَه

وَإِذا هَبَّت شَمالٌ

أَو جَنوبٌ عَصِفَه

نَحَرَ الكومَ الصَفايا

وَالبِكارَ الخَلِفَه

يَملَأُ الجَفنَةَ شَحماً

فَتَراها سَدِفَه

وَتَرى الهُلّاكَ شَبعى

نَحوَها مُزدَلِفَه

وَتَرى الأَيدِيَ فيها

دَسِماتٍ غَدِفَه

وارِداتٍ صادِراتٍ

كَقَطاً مُختَلِفَه

كَدَبورٍ وَشَمالٍ

في حِياضٍ لَقِفَه

يَتَفَرَّقنَ شُعوباً

وَلَهُ مُؤتَلِفَه

فَلَئِن أَجرُعُ صَخرٍ

أَصبَحَت لي ظَلِفَه

إِنَّها كانَت زَماناً

رَوضَةً مُؤتَنِفَه

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:56 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت

وَهَل يَرُدَّنَّ خَبلَ القَلبِ تَلهيفي

اِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِهِم سَحَراً

جودي عَلَيهِ بِدَمعٍ غَيرِ مَنزوفِ

اِبكي المُهينَ تِلادَ المالِ إِن نَزَلَت

شَهباءُ تَرزَحُ بِالقَومِ المَتاريفِ

وَاِبكي أَخاكِ لِدَهرٍ صارَ مُؤتَلِفاً

وَالدَهرُ وَيحَكِ ذو فَجعٍ وَتَجليفِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:57 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً

كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً

مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما يَأ

خُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا

فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا

فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا

كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَو

تُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا

أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ عَن صَخ

رٍ لَأَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا

عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُن

كَرَ فينا وَيَبذُلُ المَعروفا

رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ

وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:57 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَذَكَّرتُ صَخراً إِذ تَغَنَّت حَمامَةٌ

هَتوفٌ عَلى غُصنٍ مِنَ الأَيكِ تَسجَعُ

فَظَلتُ لَها أَبكي بِدَمعِ حَزينَةٍ

وَقَلبِيَ مِمّا ذَكَّرَتني مُوَجَّعُ

تُذَكِّرُني صَخراً وَقَد حالَ دونَهُ

صَفيحٌ وَأَحجارٌ وَبَيداءُ بَلقَعُ

أَرى الدَهرَ يَرمي ما تَطيشُ سِهامُهُ

وَلَيسَ لِمَن قَد غالَهُ الدَهرُ مَرجِعُ

فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياً

فَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:58 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا أُمُّ عَمروٍ أَلا تَبكينَ مُعوِلَةً

عَلى أَخيكِ وَقَد أَعلى بِهِ الناعي

فَاِبكي وَلا تَسأَمي نَوحاً مُسَلِّبَةً

عَلى أَخيكِ رَفيعِ الهَمِّ وَالباعِ

فَقَد فُجِعتِ بِمَيمونٍ نَقيبَتُهُ

جَمِّ المَخارِجِ ضَرّارٍ وَنَفّاعِ

فَمَن لَنا إِن رُزِئناهُ وَفارَقَنا

بِسَيِّدٍ مِن وَراءِ القَومِ دَفّاعِ

قَد كانَ سَيِّدَنا الداعي عَشيرَتَهُ

لا تَبعَدَنَّ فَنِعمَ السَيِّدُ الداعي

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:59 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ

وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ

نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً

قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ

وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ

بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ

فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ

وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ

أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ

وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ

وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ

كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ

فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ

أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:59 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ

تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ

كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ

تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ

فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ

فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي

سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ

مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ

كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ

هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ

في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ

وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ

إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ

دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ

وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ

وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها

لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ

فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ

ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ

بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ

كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 01:59 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى

نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ

فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

وَفَزعَتِهِ نَفسي مِنَ الحُزنِ تَتبَعُ

إِلَيهِ كَأَنّي حَوبَةً وَتَخَشُّعاً

أَخو الخَمرِ يَسمو تارَةً ثُمَّ يُصرَعُ

فَمَن لِقِرى الأَضيافِ بَعدَكَ إِن هُمُ

قُبالَكَ حَلّوا ثُمَّ نادوا فَأَسمَعوا

كَعَهدِهِمِ إِذ أَنتَ حَيٌّ وَإِذ لَهُم

لَدَيكَ مَنالاتٌ وَرِيٌّ وَمَشبَعُ

وَمَن لِمُهِمٍّ حَلَّ بِالجارِ فادِحٍ

وَأَمرٍ وَهى مِن صاحِبٍ لَيسَ يُرقَعُ

وَمَن لِجَليسٍ مُفحِشٍ لِجَليسِهِ

عَلَيهِ بِجَهلٍ جاهِداً يَتَسَرَّعُ

وَلَو كُنتَ حَيّاً كانَ إِطفاءُ جَهلِهِ

بِحِلمِكَ في رِفقٍ وَحِلمُكَ أَوسَعُ

وَكُنتُ إِذا ما خِفتُ إِردافَ عُسرَةٍ

أَظَلُّ لَها مِن خيفَةٍ أَتَقَنَّعُ

دَعَوتُ لَها صَخرَ النَدى فَوَجَدتُهُ

لَهُ موسَرٌ يُنفى بِهِ العُسرُ أَجمَعُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:00 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني

لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ

وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي

فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ

رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي

فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ

أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ

أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ

بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ

وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ

وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ

وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ

أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ

وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت

هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ

فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً

وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ

وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى

كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ

إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ

كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ

بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ

رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:00 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ إِبكي فارِساً

حَسَنَ الطِعانِ عَلى الفَرَس

ذا مِرَّةٍ وَمَهابَةٍ

بَينا نُؤَمِّلُهُ اِختُلِس

بَينا نَراهُ بادِياً

يَحمي كَتيبَتَهُ شَرِس

كَاللَيثِ خَفَّ لِغيلِهِ

يَحمي فَريسَتَهُ شَكِس

يَذَرُ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً

تَرِبَ المَناخِرِ مُنقَعِس

خَضَبَ السِنانَ بِطَعنَةٍ

فَالنَفسُ يَحفِزُها النَفَس

فَالطَيرُ بَينَ مُراوِدٍ

يَدنو وَآخَرَ مُنتَهِس

نِعمَ الفَتى عِندَ الوَغى

حينَ التَصايُحِ في الغَلَس

فَلَأَبكِيَنَّكَ سَيِّداً

فَصلَ الخِطابِ إِذا اِلتَبَس

مَن ذا يَقومُ مَقامَهُ

بَعدَ اِبنِ أُمّي إِذ رُمِس

أَو مَن يَعودُ بِحِلمِهِ

عِندَ التَنازُعِ في الشَكَس

غَيثُ العَشيرَةِ كُلُّها

الغائِرينَ وَمَن جَلَس

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:01 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي

فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ

فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ

وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ

أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً

وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ

وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ

يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ

فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى

خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ

يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً

وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ

وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي

عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي

وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً

وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ

أَراها والِهاً تَبكي أَخاها

عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ

وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن

أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى

أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي

فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ

أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي

فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي

أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:01 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَني سُلَيمٍ أَلا تَبكونَ فارِسَكُم

خَلّى عَلَيكُم أُموراً ذاتَ أَمراسِ

ما لِلمَنايا تُغادينا وَتَطرُقُنا

كَأَنَّنا أَبَداً نُحتَزُّ بِالفاسِ

تَغدو عَلَينا فَتَأبى أَن تُزايِلَنا

لِلخَيرِ فَالخَيرُ مِنّا رَهنُ أَرماسِ

وَلا يَزالُ حَديثُ السِنِّ مُقتَبَلاً

وَفارِساً لا يُرى مِثلٌ لَهُ راسِ

مِنّا يُغافِصنَهُ لَو كانَ يَمنَعُهُ

بَأسٌ لَصادَفَنا حَيّاً أُلي باسِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:02 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً

وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً

فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا

وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ

وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا

وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ

يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا

غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ

رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا

بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ

فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا

وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ

وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا

جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها

وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا

وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ

بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا

نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى

وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا

وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ

وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:02 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا اِبكي عَلى صَخرٍ وَصَخرٌ ثِمالُنا

إِذا الحَربُ هَرَّت وَاِستَمَرَّ مَريرُها

أَقامَ جَناحَي رَبعِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها حَتّى اِستَقامَ عَسيرُها

بِبارِقَةٍ لِلمَوتِ فيها عَجاجَةٌ

مَناكِبُها مَسمومَةٌ وَنُحورُها

أَهَلَّ بِها وَكفُ الدِماءِ وَرَعدُها

هَماهِمُ أَبطالٍ قَليلٌ فُتورُها

فَصَخرٌ لَدَيها مِدرَهُ الحَربِ كُلَّها

وَصَخرٌ إِذا خانَ الرِجالُ يُطيرُها

مِنَ الهَضبَةِ العُليا الَّتي لَيسَ كَالصَفا

صَفاها وَما إِن كَالصُخورِ صُخورُها

لَها شَرَفاتٌ لا تُنالُ وَمَنكِبٌ

مَنيعُ الذَرى عالٍ عَلى مَن يُثيرُها

لَهُ بَسطَتا مَجدٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ

وَأُخرى بِأَطرافِ القَناةِ شُقورُها

مَنِ الحَربُ رَبَّتهُ فَلَيسَ بِسائِمٍ

إِذا مَلَّ عَنها ذاتَ يَومٍ ضَجورُها

إِذا ما اِقمَطَرَّت لِلمَغارِ وَأَيقَنَت

بِهِ عَن حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:03 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما

يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ

حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد

لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ

وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما

قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري

بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ

وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري

أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ

لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ

وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا

صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:03 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ

جُهدَ العَويلِ كَماءِ الجَدوَلِ الجاري

وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ

وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ

وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

جَمٌّ فَواضِلُهُ تَندى أَنامِلُهُ

كَالبَدرِ يَجلو وَلا يَخفى عَلى الساري

رَدّادُ عارِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ

كَضَيغَمٍ باسِلٍ لِلقَرنِ هَصّارِ

جَوّابُ أَودِيَةٍ حَمّالُ أَلوِيَةٍ

سَمحُ اليَدَينِ جَوادٌ غَيرُ مِقتارِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:04 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ

وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ

وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى

حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري

مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي

وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ

إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي

أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ

كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ

جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:04 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار

وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار

فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا

أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار

أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ

وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار

أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا

وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار

فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ

إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار

وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها

عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار

أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت

أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار

صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ

كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار

مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً

فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار

وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت

بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار

وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ

ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار

رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً

حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار

أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ

صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار

وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي

يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار

قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً

إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار

هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ

مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار

وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ

في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار

يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى

بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار

يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ

أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار

نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً

حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار

حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ

إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار

لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ

بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار

يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها

تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار

أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ

مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار

إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ

وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار

فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى

وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:05 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:06 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

مِثلِ الجُمانِ عَلى الخَدَّينِ مَحدورِ

وَاِبكي أَخاً كانَ مَحموداً شَمائِلُهُ

مِثلَ الهِلالِ مُنيراً غَيرَ مَغمورِ

وَفارِسَ الخَيلِ وافَتهُ مَنِيَّتُهُ

فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَجبورِ

نِعمَ الفَتى كُنتَ إِذ حَنَّت مُرَفرِفَةً

هوجُ الرِياحِ حَنينَ الوُلَّهِ الحورِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالأَبطالِ عابِسَةً

مِثلَ السَراحينَ مِن كابٍ وَمَعفورِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ






http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا








http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ









http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ







http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:07 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورِ

وَأَعوِلا إِنَّ صَخراً خَيرُ مَقبورِ

لا تَخذُلاني فَإِنّي غَيرُ ناسِيَةٍ

لِذِكرِ صَخرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخَيرِ

يا صَخرُ مَن لِطِرادِ الخَيلِ إِذ وُزِعَت

وَلِلمَطايا إِذا يُشدَدنَ بِالكورِ

وَلِليَتامى وَلِلأَضيافِ إِن طَرَقوا

أَبياتَنا لَفَعالٍ مِنكَ مَخبورِ

وَمَن لِكُربَةِ عانٍ في الوِثاقِ وَمَن

يُعطي الجَزيلَ عَلى عُسرٍ وَمَيسورِ

وَمَن لِطَعنَةِ حِلسٍ أَو لِهاتِفَةٍ

يَومَ الصُياحِ بِفُرسانٍ مَغاويرِ

فَرَّ الأَقارِبُ عَنها بَعدَما ضُرِبوا

بِالمَشرَفِيَّةِ ضَرباً غَيرَ تَعزيرِ

وَأَسلَمَت بَعدَ نَقفِ البيضِ وَاِعتَسَفَت

مِن بَعدِ لَذَّةِ عَيشٍ غَيرِ مَقتورِ

يا صَخرُ كُنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ

لَو أَمهَلَتكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ

يا فارِسَ الخَيلِ إِن شَدّوا فَلَم يَهِنوا

وَفارِسَ القَومِ إِن هَمّوا بِتَقصيرِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رُكِبَت

خَيلٌ لِخَيلٍ كَأَمثالِ اليَعافيرِ

وَأَلقَحَ القَومُ حَرباً لَيسَ يُلقِحُها

إِلّا المَساعيرُ أَبناءُ المَساعيرِ

يا صَخرُ ماذا يُواري القَبرُ مِن كَرَمٍ

وَمِن خَلائِقَ عَفّاتٍ مَطاهيرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:07 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَنّى تَأَوَّبَني الأَحزانُ وَالسَهَرُ

فَالعَينُ مِنّي هُدوءً دَمعُها دُرَرُ

تَبكي لِصَخرٍ وَقَد رابَ الزَمانُ بِهِ

إِذ غالَهُ حَدَثُ الأَيّامِ وَالقَدَرُ

سَمحٌ خَلائِقُهُ جَزلٌ مَواهِبُهُ

وافي الذِمامِ إِذا ما مَعشَرٌ غَدَروا

مَأوى الضَريكِ وَمَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

عِندَ المُحولِ إِذا ما هَبَّتِ القُرَرُ

ما بارَزَ القِرنَ يَوماً عِندَ مَعرَكَةٍ

إِلّا لَهُ يَومَ تَسمو الكَرَّةُ الظَفَرُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:08 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر

أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ

كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر

وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ

وَما اِتَّسَقَ القَمَر

وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً

وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر

وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها

لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر

المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ

عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر

يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ

وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر

وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً

أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:08 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


كَأَنَّ اِبنَ عَمروٍ لَم يُصَبَّح لِغارَةٍ

بِخَيلٍ وَلَم يُعمِل نَجائِبَ ضُمَّرا

وَلَم يُجزِ إِخوانَ الصَفاءِ وَيَكتَسي

عَجاجاً أَثارَتهُ السَنابِكُ أَكدَرا

وَلَم يَبنِ في حَرِّ الهَواجِرِ مَرَّةً

لِفِتيَتِهِ ظِلّاً رِداءً مُحَبَّرا

فَبَكّوا عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ فَإِنَّهُ

يَسيرٌ إِذا ما الدَهرُ بِالناسِ أَعسَرا

يَجودُ وَيَحلو حينَ يُطلَبُ خَيرُهُ

وَمُرّاً إِذا يَبغي المَرارَةَ مُمقِرا

فَخَنساءُ تَبكي في الظَلامِ حَزينَةً

وَتَدعو أَخاها لا يُجيبُ مُعَفَّرا

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:08 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً

في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ

فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم

وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ

حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا

صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ

وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا

في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ

لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ

طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ

بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ

ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ

وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً

لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري

فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ

مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ

وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ

عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ

وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ

ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:09 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً

وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ

حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا

ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ

الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ

تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري

فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ

فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ

أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا

مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري

يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم

مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ

تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ

وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري

قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ

وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ

تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ

فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:09 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ

فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا

وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها

شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا

تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها

وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا

فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى

وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا

يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً

إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا

فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ

وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا

وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ

جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا

لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ

وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا

وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ

كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا

وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ

وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا

كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها

عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا

تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ

أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا

فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها

أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا

يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً

مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا

فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها

وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:09 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري

أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري

فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ

وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ

إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ

إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا

وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ

فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً

يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ

فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ

أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ

تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما

مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:09 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِ

بِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِ

وَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

عَلى ذي النَدى وَالجودِ وَالسَيِّدِ الغَمرِ

فَما لَكُما عَن ذي يَمينَينِ فَاِبكِيا

عَلَيهِ مَعَ الباكي المُسَلَّبِ مِن صَبرِ

كَأَن لَم يَقُل أَهلاً لِطالِبِ حاجَةٍ

وَكانَ بَليجَ الوَجهِ مُنشَرِحَ الصَدرِ

وَلَم يَغدُ في خَيلٍ مُجَنَّبَةِ القَنا

لِيُروِيَ أَطرافَ الرُدَينيَّةِ السُمرِ

فَشَأنُ المَنايا إِذ أَصابَكَ رَيبُها

لِتَغدو عَلى الفِتيانِ بَعدَكَ أَو تَسري

فَمَن يَضمَنُ المَعروفَ في صُلبِ مالِهِ

ضَمانَكَ أَو يَقري الضُيوفَ كَما تَقري

وَمَبثوثَةٍ مِثلَ الجَرادِ وَزَعتَها

لَها زَجَلٌ يَملا القُلوبَ مِنَ الذُعرِ

صَبَحتَهُمُ بِالخَيلِ تَردي كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ إِلى البَحرِ

وَكائِن قَرَنتَ الحَقَّ مِن ثَوبِ صَفوَةٍ

وَمِن سابِحٍ طِرفٍ وَمِن كاعِبٍ بِكرِ

وَقائِلَةٍ وَالنَعشُ قَد فاتَ خَطوَها

لِتُدرِكَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرِ

أَلا ثَكَلَت أُمُّ الَّذينَ مَشَوا بِهِ

إِلى القَبرِ ماذا يَحمِلونَ إِلى القَبرِ

وَماذا يُواري القَبرُ تَحتَ تُرابِهِ

مِنَ الخَيرِ يا بُؤسَ الحَوادِثِ وَالدَهرِ

وَمِ الحَزمِ في العَزّاءِ وَالجودِ وَالنَدى

غَداةَ يُرى حِلفَ اليَسارَةِ وَالعُسرِ

لَقَد كانَ في كُلِّ الأُمورِ مُهَذَّباً

جَليلَ الأَيادي لا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

وَإِن تَلقَهُ في الشَربِ لا تَلقَ فاحِشاً

وَلا ناكِثاً عَقدَ السَرائِرِ وَالصَبرِ

فَلا يُبعِدَن قَبرٌ تَضَمَّنَ شَخصَهُ

وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ واكِفَةِ القَطرِ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:10 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت

لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها

إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ

نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ

أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت

فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ

مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ

كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ

حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها

لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم

وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ

فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ

كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ

في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ

ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ

دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ

كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ

وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ

عطر الزنبق
04-10-2020, 02:10 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png





أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ

وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ

وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ

عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ

وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى

لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ

وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً

وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ

إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ

أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ

هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى

نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ

وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ

وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ

هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما

عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ

ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ

عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما

سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ

لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ

فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً

بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ

فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ

بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ

إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ

تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ

تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ

وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ

دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت

عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري

لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً

لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:30 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أُبَكِّ أَبي عَمراً بِعَينٍ غَزيرَةٍ

قَليلٍ إِذا نامَ الخَلِيُّ هُجودُها

وَصِنوَيَّ لا أَنسى مُعاوِيَةَ الَّذي

لَهُ مِن سَراةِ الحَرَّتَينِ وُفودُها

وَصَخراً وَمَن ذا مِثلُ صَخرٍ إِذا غَدا

بِساحَتِهِ الأَبطالُ قَزمٌ يَقودُها

فَذَلِكَ يا هِندُ الرَزِيَّةُ فَاِعلَمي

وَنيرانُ حَربٍ حينَ شُبَّ وَقودُها

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:30 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ كُلَّها

خَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِ

فَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً

تَدعو هَديلاً في فُروعِ الفَرقَدِ

أَنتَ المُهَنَّدُ مِن سُلَيمٍ في العُلى

وَالفَرعُ لَم يَسبِ الكِرامَ بِمَشهَدِ

قَد كُنتَ حِصناً لِلعَشيرَةِ كُلَّها

وَخَطيبَها عِندَ الهُمامِ الأَصيَدِ

فَاِذهَب وَلا تَبعَد وَكُلُّ مُعَمِّرٍ

سَيَذوقُ كَأسَ مَنِيَّةٍ بِتَنَكُّدِ

لِلَّهِ دَرُّ بَني نَهاسِرَ إِنَّهُم

هَدَموا العَمودَ وَأَدرَكوا بِالأَسوَدِ

ضَخمَ الدَسيعَةِ ماجِداً أَعراقُهُ

كَالبَدرِ أَو في طَلعَةٍ كَالأَسعُدِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:31 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ضاقَت بِيَ الأَرضُ وَاِنقَضَّت مَخارِمُها

حَتّى تَخاشَعَتِ الأَعلامُ وَالبيدُ

وَقائِلينَ تَعَزّي عَن تَذَكُّرِهِ

فَالصَبرَ لَيسَ لِأَمرِ اللَهِ مَردودُ

يا صَخرُ قَد كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ بِهِ

فَقَد ثَوى يَومَ مُتَّ المَجدُ وَالجودُ

فَاليَومَ أَمسَيتَ لا يَرجوكَ ذو أَمَلٍ

لَمّا هَلَكتَ وَحَوضُ المَوتِ مَورودُ

وَرُبَّ ثَغرٍ مَهولٍ خُضتَ غَمرَتَهُ

بِالمُقرَباتِ عَلَيها الفِتيَةُ الصيدُ

نَصَبتَ لِلقَومِ فيهِ فَصلَ أَعيُنِهِم

مِثلَ الشِهابِ وَهى مِنهُم عَباديدُ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:31 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ مِنكُما جودا

جودا وَلا تَعِدا في اليَومِ مَوعودا

هَل تَدرِيانِ عَلى مَن ذا سَبَلتُكُما

عَلى اِبنِ أُمّي أَبيتُ اللَيلَ مَعمودا

دارَت بِنا الأَرضُ أَو كادَت تَدورُ بِنا

يا لَهفَ نَفسي فَقَد لاقَيتُ صِنديدا

يا عَينُ فَاِبكي فَتىً مَحضاً ضَرائِبُهُ

صَعباً مَراقِبُهُ سَهلاً إِذا ريدا

لا يَأخُذُ الخَسفَ في قَومٍ فَيَغضِبَهُم

وَلا تَراهُ إِذا ما قامَ مَحدودا

وَلا يَقومُ إِلى اِبنِ العَمِّ يَشتِمَهُ

وَلا يَدِبُّ إِلى الجاراتِ تَخويدا

كَأَنَّما خَلَقَ الرَحمانُ صورَتَهُ

دينارَ عَينٍ يَراهُ الناسُ مَنقودا

إِذهَب حَريباً جَزاكَ اللَهُ جَنَّتَهُ

عَنّا وَخُلِّدتَ في الفِردَوسِ تَخليدا

قَد عِشتَ فينا وَلا تُرمى بِفاحِشَةٍ

حَتّى تَوَفّاكَ رَبُّ الناسِ مَحمودا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:32 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ

مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجودي

بِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ

فَما يَنفَكَّ مِثلَ عَدا الفَريدِ

عَلى فَرعٍ رُزِئتِ بِهِ خُناسٌ

طَويلِ الباعِ فَيّاضٍ حَميدِ

جَليدٍ كانَ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

كَريمِهِمِ المُسَوَّدِ وَالمَسودِ

أَبو حَسّانَ كانَ ثِمالَ قَومي

فَأَصبَحَ ثاوِياً بَينَ اللَحودِ

رَهينُ بِلىً وَكُلُّ فَتىً سَيَبلى

فَأَذري الدَمعَ بِالسَكبِ المَجودِ

فَأُقسِمُ لَو بَقَيتَ لَكُنتَ فينا

عَديداً لا يُكاثَرُ بِالعَديدِ

وَلَكِنَّ الحَوادِثَ طارِقاتٌ

لَها صَرفٌ عَلى الرَجُلِ الجَليدِ

فَإِن تَكُ قَد أَتَتكَ فَلا تُنادي

فَقَد أَودَت بِفَيّاضٍ مَجيدِ

جَليدٍ حازِمٍ قِدَماً أَتاهُ

صُروفُ الدَهرِ بَعدَ بَني ثَمودِ

وَعاداً قَد عَلاها الدَهرُ قَسراً

وَحِميَرَ وَالجُنودَ مَعَ الجُنودِ

فَلا يَبعَد أَبو حَسّانَ صَخرٌ

وَحَلَّ بِرَمسِهِ طَيرُ السُعود

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:32 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

فَقَد جَفَت عَنكِ المَراوِد

وَاِبكي لِصَخرٍ إِنَّهُ

شَقَّ الفُؤادَ لِما يُكابِد

المُستَضافِ مِنَ السِنينَ

إِذا قَسا مِنها المَحارِد

حينَ الرِياحُ بَلائِلٌ

نُكبٌ هَوائِجُها صَوارِد

يَنفينَ عَن ليطِ السَماءِ

ظَلائِلاً وَالماءُ جامِد

مِزَقاً تُطَرِّدُها الرِياحُ

كَأَنَّها خِرَقٌ طَرائِد

وَالمالُ عِندَ ذَوي البَقِي

يَةِ وَالغِنى خُذُمٌ شَرائِد

فَيَفُكُّ كُربَةَ مَن تَمَخ

خَخَ نِقيَةَ الدُوَلِ الجَهائِد

حَتّى يَؤوبَ بِما يَؤوبُ

كَثيرَ فَضلِ العُرفِ حامِد

وَنَداكَ مُحتَضَرٌ وَنو

رُكَ في دُجى الظَلماءِ واقِد

لَو تُرسَلُ الإِبلُ الظِما

ءُ يَسُمنَ لَيسَ لَهُنَّ قائِد

لَتَيَمَّمَتكَ يَدُلُّها

جَدواكَ وَالسُبُلُ المَوارِد

وَالناسُ سابِلَةٌ إِلَي

كَ فَصادِرٌ بِغِنىً وَوارِد

يَغشَونَ مِنكَ غُطامِطاً

جاشَت بِوابِلِهِ الرَواعِد

يا اِبنَ القُرومِ ذَوي الحِجى

وَاِبنَ الخَضارِمَةِ المَرافِد

وَاِبنَ المَهائِرِ لِلمَها

ئِرِ زانَها الشِيَمُ المَواجِد

وَحُماةِ مَن يُدعى إِذا

ما طارَ عِندَ المَوتِ عارِد

وَمَعاصِمٍ لِلهالِكي

نَ وَساسَةٍ قِدَماً مَحاشِد

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:32 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَبكي لِصَخرٍ إِذا ناحَت مُطَوَّقَةٌ

حَمامَةٌ شَجوَها وَرقاءُ بِالوادي

إِذا تَلَأَّمَ في زَغفٍ مُضاعَفَةٍ

وَصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ جَرّادِ

وَنَبعَةٍ ذاتِ إِرنانٍ وَوَلوَلَةٍ

وَمارِنِ العودِ لا كَزٍّ وَلا عادِ

سَمحُ الخَليقَةِ لا نِكسٌ وَلا غُمُرٌ

بَل باسِلٌ مِثلُ لَيثِ الغابَةِ العادي

مِن أُسدِ بَيشَةَ يَحمي الخِلَّ ذي لِبَدٍ

مِن أَهلِهِ الحاضِرِ الأُدنَينِ وَالبادي

وَالمُشبِعُ القَومِ إِن هَبَّت مُصَرصَرَةٌ

نَكباءُ مُغبَرَّةٌ هَبَّت بِصُرّادِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:33 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لا شَيءَ يَبقى غَيرُ وَجهِ مَليكِنا

وَلَستُ أَرى شَيئاً عَلى الدَهرِ خالِدا

أَلا إِنَّ يَومَ اِبنِ الشَريدِ وَرَهطِهِ

أَبادَ جِفاناً وَالقُدورَ الرَواكِدا

هُمُ يَملَأونَ لِليَتيمِ إِناءَهُ

وَهُم يُنجِزونَ لِلخَليلِ المُواعِدا

أَلا أَبلِغا عَنّي سُلَيماً وَعامِراً

وَمَن كانَ مِن عُليا هَوازِنَ شاهِدا

بِأَنَّ بَني ذُبيانَ قَد أَرصَدوا لَكُم

إِذا ما تَلاقَيتُم بِأَن لا تَعاوُدا

فَلا يَقرَبَنَّ الأَرضَ إِلّا مُسارِقٌ

يَخافُ خَميساً مَطلَعَ الشَمسِ حارِدا

عَلى كُلِّ جَرداءِ النُسالَةِ ضامِرٍ

بِآخِرِ لَيلٍ ما ضُفِزنَ الحَدائِدا

فَقَد زاحَ عَنّا اللَومُ إِذ تَرَكوا لَنا

أَروماً فَآراماً فَماءً بِوارِدا

وَنَحنُ قَتَلنا هاشِماً وَاِبنَ أُختِهِ

وَلا صُلحَ حَتّى نَستَقيدَ الخَرائِدا

فَقَد جَرَتِ العاداتُ أَنّا لَدى الوَغى

سَنَظفَرُ وَالإِنسانُ يَبغي الفَوائِدا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:33 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا

وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا

لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا

عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا

وَوافَوا ظِمءَ خامِسَةٍ فَأَمسوا

مَعَ الماضينَ قَد تَبِعوا ثَمودا

فَكَم مِن فارِسٍ لَكِ أُمُّ عَمروٍ

يَحوطُ سِنانُهُ الأَنَسَ الحَريدا

كَصَخرٍ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمروٍ

إِذا كانَت وُجوهُ القَومِ سودا

يَرُدُّ الخَيلَ دامِيَةً كُلاها

جَديرٌ يَومَ هيجا أَن يَصيدا

يَكُبّونَ العِشارَ لِمَن أَتاهُم

إِذا لَم تُحسِبِ المِئَةُ الوَليدا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:33 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا

وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا

لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا

عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا

وَوافَوا ظِمءَ خامِسَةٍ فَأَمسوا

مَعَ الماضينَ قَد تَبِعوا ثَمودا

فَكَم مِن فارِسٍ لَكِ أُمُّ عَمروٍ

يَحوطُ سِنانُهُ الأَنَسَ الحَريدا

كَصَخرٍ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمروٍ

إِذا كانَت وُجوهُ القَومِ سودا

يَرُدُّ الخَيلَ دامِيَةً كُلاها

جَديرٌ يَومَ هيجا أَن يَصيدا

يَكُبّونَ العِشارَ لِمَن أَتاهُم

إِذا لَم تُحسِبِ المِئَةُ الوَليدا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:41 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا

أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ

أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ

سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا

إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ

إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا

فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ

مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا

يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم

وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا

تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ

يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ

تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:41 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ

عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ

فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ

مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ

رَهينَةُ رَمسٍ قَد تَجُرُّ ذُيولُها

عَلَيهِ سَوافي الرامِساتِ البَوارِحِ

فَيا عَينِ بَكّي لِاِمرِئٍ طارَ ذِكرُهُ

لَهُ تَبكِ عَينُ الراكِضاتِ السَوابِحِ

وَكُلُّ طَويلِ المَتنِ أَسمَرَ ذابِلٍ

وَكُلُّ عَتيقٍ في جِيادِ الصَفائِحِ

وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ مُذالَةً

وَكُلُّ جَوادٍ بَيِّنِ العِتقِ قارِحِ

وَكُلُّ ذَمولٍ كَالفَنيقِ شِمِلَّةٍ

وَكُلُّ سَريعٍ آخِرِ اللَيلِ آزِحِ

وَلِلجارِ يَوماً إِن دَعا لِمَضيفَةٍ

دَعا مُستَغيثاً أَوَّلاً بِالجَوايِحِ

أَخو الحَزمِ في الهَيجاءِ وَالعَزمِ في الَّتي

لِوَقعَتِها يَسوَدُّ بيضُ المَسايِحِ

حَسيبٌ لَبيبٌ مُتلِفٌ ما أَفادَهُ

مُبيحُ تِلادِ المُستَغِشِّ المُكاشِحِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:41 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لا تَخَل أَنَّني لَقيتُ رَواحا

بَعدَ صَخرٍ حَتّى أَثَبنَ نُواحا

مِن ضَميري بِلَوعَةِ الحُزنِ حَتّى

نَكَأَ الحُزنُ في فُؤادي فِقاحا

لا تَخَلني أَنّي نَسيتُ وَلا بُل

لَ فُؤادي وَلَو شَرِبتُ القَراحا

ذِكرَ صَخرٍ إِذا ذَكَرتُ نَداهُ

عيلَ صَبري بِرُزئِهِ ثُمَّ باحا

إِنَّ في الصَدرِ أَربَعاً يَتَجاوَب

نَ حَنيناً حَتّى كَسَرنَ الجَناحا

دَقَّ عَظمي وَهاضَ مِنّي جَناحي

هُلكُ صَخرٍ فَما أُطيقُ بَراحا

مَن لِضَيفٍ يَحِلُّ بِالحَيِّ عانٍ

بَعدَ صَخرٍ إِذا دَعاهُ صُياحا

وَعَلَيهِ أَرامِلُ الحَيِّ وَالسَف

رُ وَمُعتَرُّهُم بِهِ قَد أَلاحا

وَعَطايا يَهُزُها بِسَماحٍ

وَطِماحٍ لِمَن أَرادَ طِماحا

ظَفِرٌ بِالأُمورِ جَلدٌ نَجيبٌ

وَإِذا ما سَما لِحَربٍ أَباحا

وَبِحِلمٍ إِذا الجَهولُ اِعتَراهُ

يَردَعُ الجَهلَ بَعدَما قَد أَشاحا

إِنَّني قَد عَلِمتُ وَجدَكَ بِالحَم

دِ وَإِطلاقَكَ العُناةَ سَماحاَ

فارِسٌ يَضرِبُ الكَتيبَةَ بِالسَي

فِ إِذا أَردَفَ العَويلُ الصُياحا

يُقبِلُ الطَعنَ لِلنُحورِ بِشَزرٍ

حينَ يَسمو حَتّى يُلينَ الجِراحا

مُقبِلاتٌ حَتّى يُوَلَّينَ عَنهُ

مُدبِراتٌ وَما يُرِدنَ كِفاحا

كَم طَريدٍ قَد سَكَّنَ الجَأشَ مِنهُ

كانَ يَدعو بِصَفِّهِنَّ صُراحا

فارِسُ الحَربِ وَالمُعَمَّمُ فيها

مِدرَهُ الحَربِ حينَ يَلقى نِطاحا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:42 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا

لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا

فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ

غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا

عَلَيكُم بِإِذنِ اللَهِ يُزجي مُصَمِّماً

سَوانِحَ لا تَكبو لَها وَبَوارِحا

نَعَوا مالِكاً بِالتاجِ لَمّا هَبَطنَهُ

عَوابِسَ في هابي الغُبارِ كَوالِحا

فَإِن تَكُ قَد أَبكَتكَ سَلمى بِمالِكٍ

تَرَكنا عَلَيهِ نائِحاتٍ وَنائِحا

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:42 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

المُستَهِلّاتِ السَوافِح

فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ

المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح

وَاِبكي لِصَخرٍ إِذ ثَوى

بَينَ الضَريحَةِ وَالصَفائِح

رَمساً لَدى جَدَثٍ تُذيعُ

بِتُربِهِ هوجُ النَوافِح

السَيِّدُ الجَحجاحُ وَاِبنُ

السادَةِ الشُمِّ الجَحاجِح

الحامِلُ الثِقَلَ المُهِمُّ

مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادِح

الجابِرُ العَظمَ الكَسيرَ

مِنَ المُهاصِرِ وَالمُمانِح

الواهِبُ المِئَةِ الهِجانِ

مِنَ الخَناذيذِ السَوابِح

الغافِرُ الذَنبِ العَظيمِ

لِذي القَرابَةِ وَالمُمالِح

بِتَعَمُّدٍ مِنهُ وَحِلمٍ

حينَ يَبغي الحِلمَ راجِح

ذاكَ الَّذي كُنّا بِهِ

نَشفي المِراضَ مِنَ اجَوانِح

وَيَرُدَّ بادِرَةَ العَدُوِّ

وَنَخوَةَ الشَنِفِ المُكاشِح

فَأَصابَنا رَيبُ الزَمانِ

فَنالَنا مِنهُ بِناطِح

فَكَأَنَّما أُمَّ الزَمانُ

نُحورَنا بِمُدى الذَبائِح

فَنِساؤُنا يَندُبنَ نَوحاً

بَعدَ هادِيَةِ النَوائِح

يَحنُنَّ بَعدَ كَرى العُيونِ

حَنينَ والِهَةٍ قَوامِح

شَعِثَت شَواحِبَ لا يَنينَ

إِذا وَنى لَيلُ النَوائِح

يَندُبنَ فَقدَ أَخي النَدى

وَالخَيرِ وَالشِيَمِ الصَوالِح

وَالجودِ وَالأَيدي الطِوالِ

المُستَفيضاتِ السَوامِح

فَالآنَ نَحنُ وَمَن سِوانا

مِثلُ أَسنانِ القَوارِح

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:42 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت

لِمَرزِئَةٍ أُصِبتُ بِها تَوَلَّت

لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ النَفسَ مِنها

بُعَيدَ النَومِ تُشعَلُ يَومَ غُلَّت

أَلا يا عَينُ وَيحَكِ أَسعِديني

فَقَد عَظُمَت مُصيبَتُهُ وَجَلَّت

مُصيبَتُهُ عَلَيَّ وَرَوَّعَتني

فَقَد خَصَّت مُصيبَتُهُ وَعَمَّت

لَوَ أَنَّ الكَفَّ تُقبَلُ في فِداهُ

بَذَلتُ يَدي اليَمينَ لَهُ فَشَلَّت

كَما والى عَلَينا مِن نَداهُ

وَشادَ لَنا المَكارِمَ فَاِستَهَلَّت

فَلَم يَنزِع وَما قَصُرَت يَداهُ

وَلَم يَبلُغ ثَنائي حَيثُ حَلَّت

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:42 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ

إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ

إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت

طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ

شَدَدتَ عِصابَ الحَربِ إِذ هِيَ مانِعٌ

فَأَلقَت بِرِجلَيها مَرِيّاً فَدَرَّتِ

وَكانَت إِذا ما رامَها قَبلُ حالِبٌ

تَقَتهُ بِإيزاغٍ دَماً وَاِقمَطَرَّتِ

وَكانَ أَبو حَسّانَ صَخرٌ أَصابَها

فَأَرغَثَها بِالرُمحِ حَتّى أَقَرَّتِ

كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ

إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ

أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا

عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ

عَوانٌ ضَروسٌ ما يُنادى وَليدُها

تَلَقَّحُ بِالمُرّانِ حَتّى اِستَمَرَّتِ

حَلَفتَ عَلى أَهلِ اللِواءِ لَيوضَعَن

فَما أَحنَثَتكَ الخَيلُ حَتّى أَبَرَّتِ

وَخَيلٌ تُنادى لا هَوادَةَ بَينَها

مَرَرتَ لَها دونَ السَوامِ وَمُرَّتِ

كَأَنَّ مُدِلّاً مِن أُسودٍ تَبالَةٍ

يَكونُ لَها حَيثُ اِستَدارَت وَكَرَّتِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:43 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ

وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ

أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ

وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ

فَتى السِنِّ كَهلُ الحِلمِ لا مُتَسَرِّعٌ

وَلا جامِدٌ جَعدُ اليَدَينِ جَديبُ

أَخو الفَضلِ لا باغٍ عَلَيهِ لِفَضلِهِ

وَلا هُوَ خَرقٌ في الوُجوهِ قَطوبُ

إِذا ذَكَرَ الناسُ السَماحَ مِنِ اِمرِئٍ

وَأَكرَمَ أَو قالَ الصَوابَ خَطيبُ

ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌ

عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُ

لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزا

وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ

لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌ

وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:43 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي

كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي

إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني

خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ

فَقَد خَلّى أَبو أَوفى خِلالاً

عَلَيَّ فَكُلُّها دَخَلَت شِعابي

عطر الزنبق
04-11-2020, 09:45 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا

حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ

فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت

شَهباءُ تَقطَعُ بالِيَ الأَطنابِ

أَرِجُ العِطافِ مُهَفهَفٌ نِعمَ الفَتى

مُتَسَهِّلٌ في الأَهلِ وَالأَجنابِ

حامي الحَقيقِ تَخالُهُ عِندَ الوَغى

أَسَداً بِبيشَةَ كاشِرَ الأَنيابِ

أَسَداً تَناذَرَهُ الرِفاقُ ضُبارِماً

شَثنَ البَراثِنِ لاحِقَ الأَقرابِ

فَلَئِن هَلَكتَ لَقَد غَنيتَ سَمَيذَعاً

مَحضَ الضَريبَةِ طَيِّبَ الأَثوابِ

ضَخمَ الدَسيعَةِ بِالنَدى مُتَدَفِّقاً

مَأوى اليَتيمِ وَغايَةَ المُنتابِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 10:14 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


لعمري وما عمري عليَّ بهيّنٍ

لَنِعْمَ الفَتى أرْدَيْتُمُ آلَ خَثْعَما

أُصِيبَ بهِ فَرْعا سُلْيمٍ كِلاهُما

فَعَزّ عَلَيْنا أنْ يُصابَ ونُرْغَمَا

وكانَ إذا ما أقْدَمَ الخَيْلَ بِيشَة ً

الى هضبِ اشراكٍ اناخَ فالجما

فارسلها تهوي رعالاً كانَّها

جَرَادٌ زَفَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأتْهَمَا

فأمْسَى الحَوامي قَدْ تَعَفّيْنَ بَعدَهُ

وكانَ الحَصَى يَكْسو دَوابِرَها دما

فآبتْ عشاءً بالنّهابِ وكلُّها

يرى قلقاً تحتَ الرحالة ِ اهضما

وكانتْ اذا لم تطاردْ بعاقلٍ

او الرَّسِّ خيلاً طاردتها بعيهما

وكانَ ثمالَ الحيِّ في كلِّ ازمة ٍ

وعِصْمَتَهُمْ والفارِسَ المُتَغَشِّمَا

ويَنْهَضُ للعُلْيا إذا الحَرْبُ شمّرَتْ

فيطفئها قهراً وانْ شاءَ اضرما

فأقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُحْدِرُ عَبرَة ً

تجولُ بها العينانِ منّي لتسجما

عطر الزنبق
04-11-2020, 10:15 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png




يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ

وابكي لصخرٍ بدمعٍ منكِ مدرارِ

انّي ارقتُ فبتُّ الَّليلَ ساهرة ً

كانَّما كحلتْ عيني بعوَّارِ

ارعى النُّجومَ وما كلّفتُ رعيتها

وتارَة ً أتَغَشّى فضْلَ أطْمارِي

وقَدْ سَمِعْتُ فلمْ أبْهَجْ به خَبراً

مخبّراً قامَ يَنْمِي رَجْعَ أخبارِ

قالَ ابنُ امّكِ ثاوٍ بالضَّريحِ وقدْ

سوَّوا عليهِ بالواحٍ واحجارِ

فاذهبْ فلا يبعدنكَ اللهُ منْ رجلٍ

منَّاعِ ضيمٍ وطلاُّبٍ باوتارِ

قدْ كنتَ تحملُ قلباً غيرَ مهتضمٍ

مركَّباً في نصابٍ غيرِ خَوّارِ

مثلَ السّنانِ تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ

جلدُ المريرة ِ حرٌّ وابنُ احرارِ

ابكي فتى الحيِّ نالتهُ منيَّتهُ

وكلُّ نفسٍ الى وقتٍ ومقدارِ

وسوْفَ أبكيكَ ما ناحَتْ مُطَوَّقَة ٌ

وما اضاءتْ نجومُ اللَّيلِ للسَّاري

ولا أُسالِمُ قوْماً كنتَ حَرْبَهُمُ

حتى تعودَ بياضاً جؤنة ُ القارِ

ابلغْ سليماً وعوفاً انْ لقيتهمُ

عمِيمَة ً من نِداءٍ غيرِ إسرارِ

أعني الذينَ إلَيْهِمْ كانَ منزلُهُ

هل تَعرِفونَ ذمامَ الضّيفِ والجارِ؟

لوْ منكمُ كانَ فينا لمْ ينلْ ابداً

حتى تُلاقَى أُمُورٌ ذاتُ آثارِ

كأنّ ابنَ عَمّتِكُمْ حقّاً وضَيفَكُمُ

فيكمْ فلَمْ تَدفَعوا عَنْهُ بإخْفارِ

شُدّوا المَآزِرَ حَتّى يُسْتَدَفّ لكُمْ

وشَمّرُوا إنّها أيّامُ تَشمارِ

و ابكوا فتى البأسِ وافتهُ منيَّتهُ

في كلّ نائِبَة ٍ نابَتْ وأقدارِ

لا نَوْمَ حتى تَقودوا الخَيلَ عابِسَة ً

يَنْبُذْنَ طِرْحاً بمُهْراتٍ وأمْهارِ

اوتحفروا حفرة ً فالموتُ مكتنعٌ

عِنْدَ البُيوتِ حُصَيناً وابنَ سَيّارِ

او ترحضوا عنكمُ عاراً تجلَّلكمْ

رَحضَ العَوارِكِ حَيضاً عندَ أطهارِ

والحَرْبُ قد رَكِبَتْ حَدْباءَ نافِرَة ً

حَلّتْ على طَبَقٍ مِنْ ظَهرِها عارِ

كأنّهُمْ يَوْمَ رامُوهُ بأجمُعِهِمْ

رَاموا الشّكيمَة َ من ذي لِبدَة ٍ ضَارِ

حامي العَرينِ لدى الهَيجاءِ مُضْطَلعٌ

يفري الرّجالَ بانيابٍ واظفارِ

يفري الرّجالَ بانيابٍ واظفارِ

ماضٍ على الهَوْلِ هادٍ غير مِحيارِ

تجيشُ منهُ فويقَ الثَّدي جائفة ٌ

بمزبدٍ منْ نجيعِ الجوفِ فوَّارِ

عطر الزنبق
04-11-2020, 10:15 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


بَكَتْ عَيْني وعاوَدَها قَذاها

بعوَّارٍ فما تقضي كراها

على صَخْرٍ، وأيّ فتًى كصَخْرٍ

إذا ما النّابُ لم تَرْأمْ طِلاها

فَتى الفِتْيانِ ما بَلَغوا مَداهُ

ولا يَكْدَى إذا بلغَتْ كُداها

حلفتُ بربِّ صهبٍ معيلاتٍ

الى البيتِ المحرَّمِ منتهاها

لئنْ جزعتْ بنو عمرٍو عليهِ

لقدْ رزئتْ بنو عمرٍو فتاها

لهُ كفٌّ يشدُّ بها وكفٌّ

تَحَلَّبُ ما يجِفّ ثرَى نَداها

تَرَى الشُّمّ الجَحاجِحَ من سُلَيْمٍ

يَبُلّ نَدَى مَدامِعها لِحاها

على رجلٍ كريمِ الخيمِ اضحى

ببطنِ حفيرة ٍ صخبٍ صداها

ليَبْكِ الخَيرَ صَخراً من مَعَدٍّ

ذَوو أحلامِها وذوو نُهاها

وخَيْلٍ قدْ لَفَفْتَ بجَوْلِ خَيْلٍ

فدارتْ بينَ كبشيها رحاها

ترفَّعَ فضلُ سابغة ٍ دلاصِ

على خَيْفانَة ٍ خَفِقٍ حَشاها

وتسعى حينَ تشتجرُ العوالي

بكأسِ المَوْتِ ساعَة َ مُصْطَلاها

محافظة ً ومحمية ً اذا ما

نبا بالقومِ منْ جزعٍ لظاها

فتترُكُها قدِ اضطَرَمَتْ بطَعْنٍ

تَضَمّنَهُ إذا اخْتَلَفَتْ كُلاها

فمَنْ للضّيْفِ إنْ هَبّتْ شَمالٌ

مزعزعة ٌ تجلوبها صباها

وألجا بَرْدُها الأشوالَ حُدْباً

الى الحجراتِ بادية ً كلاها

هنالِكَ لوْ نَزَلْتَ بآلِ صَخْرٍ

قِرى الأضيافِ شَحْماً من ذراها

فلمْ املكْ غداة َ نعيِّ صخرٍ

سوابقَ عبرة ٍ حلبتْ صراها

أمُطعِمَكُمْ وحامِلَكُمْ ترَكتمْ

لدى غبراءَ منهدمٍ رجاها

ليَبْكِ علَيْكَ قوْمُكَ للمَعالي

وللهَيْجاءِ، إنّكَ ما فَتاها

وقدْ فقدتكَ طلقة ُ فاستراحتْ

فليتَ الخيلَ فارسها يراها

عطر الزنبق
04-11-2020, 10:16 PM
http://www.bloggang.com/data/jiujik/picture/1441686555.png


عينِ فابكي لي على صَخْرٍ إذا

عَلَتِ الشّفْرَة ُ أثباجَ الجُزُرْ

يُشْبِعُ القَوْمَ منَ الشّحمِ إذا

الوتِ الرّيحُ باغصانِ الشَّجرْ

واذا ما البيضُ يمشينَ معاً

كَبَناتِ الماءِ في الضَّحْلِ الكَدِرْ

جانحاتٍ تحتَ أطرَافِ القَنَا

بادِياتِ السّوقِ في فَجٍّ حذِرْ

يَطْعَنُ الطّعْنَة َ لا يُرْقِئُها

رقية ُ الرَّاقي ولا عصبُ الخمرْ

مديح ال قطب
05-10-2020, 11:54 PM
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس

عطر الزنبق
05-12-2020, 02:15 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مديح ال قطب https://www.skoon-elamar.com/vb/rmdanskon/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=515130#post515130)
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس



جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على جمال الحضور
تحيتي لك

انثى برائحة الورد
07-03-2020, 12:10 PM
موسوعة راقية
تسلم ايدك ليلى
على الجلب الانيق

عطر الزنبق
07-03-2020, 05:17 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=531791#post531791)
موسوعة راقية
تسلم ايدك ليلى
على الجلب الانيق


كم سعدت حروفي بتواجدك الانيق
شكرا لمرورك واطرائك الجميل
،، تحياتي واحترامي ،،

شيخة الزين
07-18-2020, 05:22 PM
يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري

عطاف المالكي
07-30-2020, 05:58 PM
الله الله الله ياحلوة المبسم على هذا الجلب
المميز سلم فكرك وسلمت أناملكِ

عطر الزنبق
08-03-2020, 12:40 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين https://www.skoon-elamar.com/vb/haaag2-2020.com/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=534591#post534591)













يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري












كم سعدت حروفي بتواجدك الانيق
شكرا لمرورك واطرائك الجميل
،، تحياتي واحترامي ،،

عطر الزنبق
08-03-2020, 12:41 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف المالكي https://www.skoon-elamar.com/vb/haaag2-2020.com/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=538655#post538655)
الله الله الله ياحلوة المبسم على هذا الجلب
المميز سلم فكرك وسلمت أناملكِ


كم سعدت حروفي بتواجدك الانيق
شكرا لمرورك واطرائك الجميل
،، تحياتي واحترامي ،،

نوآف
10-23-2023, 07:28 AM
رووعه هذا الطررح

عطر الزنبق
11-02-2023, 12:32 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوآف https://skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=852307#post852307)
رووعه هذا الطررح



كم سعدت حروفي بتواجدك الانيق
شكرا لمرورك واطرائك الجميل
،، تحياتي واحترامي ،،

أسد الأطلس
04-25-2024, 09:11 PM
رووعه هذا الذوق