عطر الزنبق
06-15-2020, 05:32 PM
الدنيا ... مزرعة الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه
و سلم، المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه
أجمعين .
{و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين } الأنعام .
فالدنيا – في التصور الإسلامي – هي مزرعة الآخرة .
و الجهاد في الحياة الدنيا لإصلاح هذه الدنيا ، و رفع الشر و الفساد عنها ، و رد الاعتداء عن سلطان الله فيها ،
و دفع الطواغيت و تحقيق العدل و الخير للناس جميعا ..
كل أولئك هو زاد الآخرة ، و هو الذي يفتح للمجاهدين أبواب الجنة ، و يعوضهم عما فقدوا في صراع الباطل ،
و ما أصابهم من الأذى .
فكيف يتفق لعقيدة هذه تصوراتها أن يدع أهلها الحياة الدنيا تركد و تأسن ، أو تفسد و تختل ، أو يشيع فيها الظلم و الطغيان ، أو تتخلف في الصلاح و العمران ..
و هم يرجون الآخرة ، و ينتظرون فيها الجزاء من الله .
إن الناس إذا كانوا في فترات من الزمان يعيشون سلبيين ، و يدعون الفساد و الشر و الطغيان و التخلف و الجهالة تغمر حياتهم الدنيا – مع ادعائهم الإسلام – فإنهم هم يصنعون ذلك لأن تصورهم للإسلام قد فسد و انحرف ..
و لأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع و ضعف ..
لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين ، و يستيقنون من لقاء الله في الآخرة .
فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة ، و هو يعي حقيقة هذا الدين ، ثم يعيش في هذه الحياة سلبياً ، أو متخلفاً ،
أو راضياً بالشر و الفساد و الطغيان .
و يجب على المسلم أن يجاهد لترقية هذه الحياة و تسخير طاقاتها و قواها و هو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها .
و يكافح الشر و الفساد و الظلم محتملاً الأذى و التضحية حتى الشهادة و هو إنما يقدم لنفسه في الآخرة ..
إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و أن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا ..
و أن الدنيا صغيرة زهيدة و لكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى .
من أجل ذلك كله لا تستقيم الحياة الإسلامية بدون يقين
في الآخرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه
و سلم، المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه
أجمعين .
{و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين } الأنعام .
فالدنيا – في التصور الإسلامي – هي مزرعة الآخرة .
و الجهاد في الحياة الدنيا لإصلاح هذه الدنيا ، و رفع الشر و الفساد عنها ، و رد الاعتداء عن سلطان الله فيها ،
و دفع الطواغيت و تحقيق العدل و الخير للناس جميعا ..
كل أولئك هو زاد الآخرة ، و هو الذي يفتح للمجاهدين أبواب الجنة ، و يعوضهم عما فقدوا في صراع الباطل ،
و ما أصابهم من الأذى .
فكيف يتفق لعقيدة هذه تصوراتها أن يدع أهلها الحياة الدنيا تركد و تأسن ، أو تفسد و تختل ، أو يشيع فيها الظلم و الطغيان ، أو تتخلف في الصلاح و العمران ..
و هم يرجون الآخرة ، و ينتظرون فيها الجزاء من الله .
إن الناس إذا كانوا في فترات من الزمان يعيشون سلبيين ، و يدعون الفساد و الشر و الطغيان و التخلف و الجهالة تغمر حياتهم الدنيا – مع ادعائهم الإسلام – فإنهم هم يصنعون ذلك لأن تصورهم للإسلام قد فسد و انحرف ..
و لأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع و ضعف ..
لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين ، و يستيقنون من لقاء الله في الآخرة .
فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة ، و هو يعي حقيقة هذا الدين ، ثم يعيش في هذه الحياة سلبياً ، أو متخلفاً ،
أو راضياً بالشر و الفساد و الطغيان .
و يجب على المسلم أن يجاهد لترقية هذه الحياة و تسخير طاقاتها و قواها و هو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها .
و يكافح الشر و الفساد و الظلم محتملاً الأذى و التضحية حتى الشهادة و هو إنما يقدم لنفسه في الآخرة ..
إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و أن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا ..
و أن الدنيا صغيرة زهيدة و لكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى .
من أجل ذلك كله لا تستقيم الحياة الإسلامية بدون يقين
في الآخرة .