عطر الزنبق
10-08-2020, 09:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركته ،
وبعد :
فإن الدعوة إلى الله تعالى فريضةٌ عظيمةٌ من الفرائض التي خص الله سبحانه وتعالى* بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وجعلها من بعدهم مُهمة ورسالة التابعين لهم ، والآخذين بمنهجهم من عباده الصالحين ، الذين عليهم أن يُبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمانٍ ومكان إلى قيام الساعة تحقيقاً لقوله عز وجل :*{*قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ*}*( سورة يوسف : الآية رقم 108 ) .*
كما أن الدعوة إلى الله تعالى تُمثل عماد الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأُمة المسلمة في قوله تعالى :*{*كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ*}*( سورة آل عمران : من الآية 110 ) .*
وعن طريق الدعوة إلى الله تعالى تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها ، صافيةً نقيةً لتُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة في هذه الحياة الدنيا ، ولو بالكلمة الصادقة الناصحة التي تخرج من قائلها ابتغاءً لمرضاة الله تعالى .
وهنا أوجه هذه الرسالة لكل أخٍ مسلمٍ في أي مكانٍ وزمان ، مؤملاً أن ينفع الله بها ، وأن تكون من باب التواصي بالحق ، والأمر بالتذكير الذي قال فيه الحق سبحانه وتعالى : } وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ { ( الذاريات : 55 ) ، وفيها أقول مستعيناً بالله وحده :
=*أخي المسلم :*كن داعياً بقولك الحسن ولفظك الجميل الذي تبتغي به وجه الله تعالى ، وتحتسب به الأجر والثواب منه جل في عُلاه ، وليكن ذلك ديدنك مع كل من حدثت أو قابلت أو عرفت من إخوانك المسلمين ، وليكن تعاملك حسناً مع جميع إخوانك المسلمين الذين يفرض عليك واجب الأخوة في الله تعالى ، أن تكون هيناً ليناً في تعاملك معهم ، وأن تكون مُحباً صادقاً في شعورك تجاههم ، وأن تكون حريصاً على تبليغهم الحق بما تستطيعه وما تقدر عليه من الوسائل والأساليب مهما كانت بسيطةً في نظرك فإنها بلا شك عظيمة القدر عند الله تعالى لقول النبي* صلى الله عليه وسلم* : " بلغوا عني ولو آية " ( رواه البُخاري ) .
=*كن داعياً إلى الله تعالى باحترامك للنظام ، والتزامك بالتعليمات ، ومُحافظتك على القيم الفاضلة ، وتمسُكك بالمبادئ الكريمة في حِلِكَ وترحالك ، وفي مكان عملك ، ومقر إقامتك ، وفي طريقك ، وعند تسوقك أو نزهتك ، ولا تنس أن ذلك مما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف في كل جزئيةٍ من جزئيات الحياة ، ومن الصفات السلوكية التي رغَّب في أن يتحلى بها كل مسلمٍ ، لما فيها من ملاءمةٍ لطبيعة وشخصية الإنسان المسلم الصالح في كل زمانٍ ومكان ، ولأنه يترتب عليها الكثير من النتائج الإيجابية في حياة الفرد والمجتمع .*
=*كن داعياً إلى الخير ودالاً عليه في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، ولا تنس أنك تنال بذلك عظيم الأجر وجزيل الثواب متى صحت النية وكان العمل خالصاً لوجه الله تعالى لما ثبت عنه* صلى الله عليه وسلم* أنه قال : " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجُورِ مَنْ تبعه، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً " ( رواه مسلم ) .*
=*كن داعياً بابتسامتك الدائمة ، وكلماتك الجميلة التي تستقبل بها إخوانك في كل مكان ، وتودعهم بها في كل مناسبة ، ولا تنس - بارك الله فيك - أنه صحّ عن رسول الله* صلى الله عليه وسلم* أنه قال : " تبسُمك في وجه أخيك صدقة " ( رواه الترمذي ) ؛ فاحرص - بارك الله فيك - على حُسن القول ، وجميل اللفظ حتى تكون بإذن الله تعالى ممن يقتدي بسيد الخلق محمد* صلى الله عليه وسلم* الذي كان يُخالق الناس بخُلقٍ حسن ، ويحث الناس على ذلك .*
=*كن داعياً من خلال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وفق ما جاءت به تعاليم ديننا الحنيف وتوجيهاته التربوية من الضوابط والشروط التي يأتي من أهمها أن يكون ذلك على علمٍ وبصيرةٍ ، وأن يكون أمرك بالمعروف بـالمعروف ، ونهيُك عن المنكر بلا مُنكر كما أُثر عن أحد علماء السلف .
واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية كل فردٍ مسلمٍ ، صغيراً كان أو كبيراً ، عالماً أو مُتعلماً ، وما ذلك إلا ليكون الجميع حُراساً على وحدة الأمة المُسلمة ، وحماةً للمجتمع المُسلم . وليكن في حُسبانك أن هذه المسؤولية تختلف من شخصٍ إلى آخر بحسب المقدرة ، والتأهيل ، والاستطاعة ، والفقه الشرعي ، والحكمة المطلوبة في هذا الشأن .*
=*كن داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمُجادلة بالتي هي أحسن امتثالاً لقوله تعالى : } ادْعُ إِلِىسَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ { ( سورة النحل : 125 ) .
ولتكن دعوتك - أخي المسلم - متصفةً باللين والهدوء والصبر والسماحة ، وإياك أن تغضب أو تنفعل فليس هذا من خُلق المؤمن الذي يقتدي في كل شأنه بنبي الرحمة* صلى الله عليه وسلم* الذي لم يكن فظاً ، ولا غليظاً ، ولا فاحشاً ، ولا بذيئاً ، ولا عبوساً ، ولا غضوباً ، ولا مُتسرعاً ، ولا لعاناً ؛ وإنما كان* صلى الله عليه وسلم* صاحب خُلقٍ عظيم وأدبٍ جم .*
=*كن داعيا في قولك وعملك ونيتك وكل شأنك ، وأعلم ( بارك الله فيك ) أنه لا يلزمك حتى تكون داعياً إلى الله تعالى أن تعتلي المنابر ، أو أن تلازم العُلماء في حلقات العلم ، أو أن تقف أمام الجموع فتخطب وتعظ وتُدرِّس العلم الشرعي ؛ فطُرق الدعوة إلى الله تعالى كثيرةٌ جداً , ومجالاتها متعددة , وأساليبها متنوعة ؛ إذ إن النصيحة الصادقة دعوة , والبشاشة والتبسم دعوة ، والهدية دعوة , والإحسان إلى الجيران دعوة ، والمعاملة الحسنة للآخرين دعوة , و وزيارة الأقارب والأرحام دعوة , وإصلاح ذات البين دعوة , والتلطف مع الأحبة في الله دعوة, والصدقة دعوة , ومد يد العون والمُساعدة إلى المحتاجين دعوة ، والتزام هدي النبوة في الحياة دعوة ، وإماطة الأذى عن الطريق دعوة ، ...الخ .*
وهنا أُذكِّرُك أنك إن لم تستطيع أن تقوم بشيء مما تقدم ؛ فليس أقل من أن تكفي المسلمين شر لسانك ويدك مصداقاً لحديث النبي* صلى الله عليه وسلم* الذي قال فيه : " على كل مسلم صدقة . قالوا : فإن لم يجد ؟. قال : فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق . قالوا : فإن لم يستطع ، أو لم يفعل ؟ . قال : فيعين ذا الحاجة الملهوف . قالوا : فإن لم يفعل ؟. قال : فليأمر بالخير ، أو قال بالمعروف . قالوا : فإن لم يفعل ؟ . قال : فليمسك عن الشر فإنه له صدقة " . ( رواه البخاري ) .
=*كن داعياً إلى الله تعالى بلزومك جماعة المسلمين ، وحمل هم الإسلام ، وموالاتك للمؤمنين ، ومحبتك لله تعالى ، وإتباعك لهدي الرسول* صلى الله عليه وسلم* ، وحُسن انتمائك لأمة الإسلام ، ونصرتك للدين في كل الميادين ، ودوام حمدك وشكرك لله رب العالمين ، وتوكلك على الله ، وحرصك على الطيبات ، وابتعادك عن الحرام ، ودوام تلاوتك للقرآن الكريم ، وحرصك على أن يظل لسانك رطباً بذكر الله سبحانه ، واعترافك بالجميل لمن أسداه إليك ، والدعاء لنفسك ولوالديك ولإخوانك المُسلمين ؛ فإن من كان كذلك كان داعياً إلى الله بقوله وعمله ، وكان ممن قال فيهم الحق سبحانه :*{*وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ*}*( فصلت : 33 ) .*
وختاماً :*أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح القول والعمل ، وأن يكتب لنا جميعاً الأجر والثواب ، وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم ، والحمد لله رب العالمين
وبعد :
فإن الدعوة إلى الله تعالى فريضةٌ عظيمةٌ من الفرائض التي خص الله سبحانه وتعالى* بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وجعلها من بعدهم مُهمة ورسالة التابعين لهم ، والآخذين بمنهجهم من عباده الصالحين ، الذين عليهم أن يُبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمانٍ ومكان إلى قيام الساعة تحقيقاً لقوله عز وجل :*{*قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ*}*( سورة يوسف : الآية رقم 108 ) .*
كما أن الدعوة إلى الله تعالى تُمثل عماد الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأُمة المسلمة في قوله تعالى :*{*كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ*}*( سورة آل عمران : من الآية 110 ) .*
وعن طريق الدعوة إلى الله تعالى تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها ، صافيةً نقيةً لتُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة في هذه الحياة الدنيا ، ولو بالكلمة الصادقة الناصحة التي تخرج من قائلها ابتغاءً لمرضاة الله تعالى .
وهنا أوجه هذه الرسالة لكل أخٍ مسلمٍ في أي مكانٍ وزمان ، مؤملاً أن ينفع الله بها ، وأن تكون من باب التواصي بالحق ، والأمر بالتذكير الذي قال فيه الحق سبحانه وتعالى : } وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ { ( الذاريات : 55 ) ، وفيها أقول مستعيناً بالله وحده :
=*أخي المسلم :*كن داعياً بقولك الحسن ولفظك الجميل الذي تبتغي به وجه الله تعالى ، وتحتسب به الأجر والثواب منه جل في عُلاه ، وليكن ذلك ديدنك مع كل من حدثت أو قابلت أو عرفت من إخوانك المسلمين ، وليكن تعاملك حسناً مع جميع إخوانك المسلمين الذين يفرض عليك واجب الأخوة في الله تعالى ، أن تكون هيناً ليناً في تعاملك معهم ، وأن تكون مُحباً صادقاً في شعورك تجاههم ، وأن تكون حريصاً على تبليغهم الحق بما تستطيعه وما تقدر عليه من الوسائل والأساليب مهما كانت بسيطةً في نظرك فإنها بلا شك عظيمة القدر عند الله تعالى لقول النبي* صلى الله عليه وسلم* : " بلغوا عني ولو آية " ( رواه البُخاري ) .
=*كن داعياً إلى الله تعالى باحترامك للنظام ، والتزامك بالتعليمات ، ومُحافظتك على القيم الفاضلة ، وتمسُكك بالمبادئ الكريمة في حِلِكَ وترحالك ، وفي مكان عملك ، ومقر إقامتك ، وفي طريقك ، وعند تسوقك أو نزهتك ، ولا تنس أن ذلك مما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف في كل جزئيةٍ من جزئيات الحياة ، ومن الصفات السلوكية التي رغَّب في أن يتحلى بها كل مسلمٍ ، لما فيها من ملاءمةٍ لطبيعة وشخصية الإنسان المسلم الصالح في كل زمانٍ ومكان ، ولأنه يترتب عليها الكثير من النتائج الإيجابية في حياة الفرد والمجتمع .*
=*كن داعياً إلى الخير ودالاً عليه في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، ولا تنس أنك تنال بذلك عظيم الأجر وجزيل الثواب متى صحت النية وكان العمل خالصاً لوجه الله تعالى لما ثبت عنه* صلى الله عليه وسلم* أنه قال : " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجُورِ مَنْ تبعه، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً " ( رواه مسلم ) .*
=*كن داعياً بابتسامتك الدائمة ، وكلماتك الجميلة التي تستقبل بها إخوانك في كل مكان ، وتودعهم بها في كل مناسبة ، ولا تنس - بارك الله فيك - أنه صحّ عن رسول الله* صلى الله عليه وسلم* أنه قال : " تبسُمك في وجه أخيك صدقة " ( رواه الترمذي ) ؛ فاحرص - بارك الله فيك - على حُسن القول ، وجميل اللفظ حتى تكون بإذن الله تعالى ممن يقتدي بسيد الخلق محمد* صلى الله عليه وسلم* الذي كان يُخالق الناس بخُلقٍ حسن ، ويحث الناس على ذلك .*
=*كن داعياً من خلال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وفق ما جاءت به تعاليم ديننا الحنيف وتوجيهاته التربوية من الضوابط والشروط التي يأتي من أهمها أن يكون ذلك على علمٍ وبصيرةٍ ، وأن يكون أمرك بالمعروف بـالمعروف ، ونهيُك عن المنكر بلا مُنكر كما أُثر عن أحد علماء السلف .
واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية كل فردٍ مسلمٍ ، صغيراً كان أو كبيراً ، عالماً أو مُتعلماً ، وما ذلك إلا ليكون الجميع حُراساً على وحدة الأمة المُسلمة ، وحماةً للمجتمع المُسلم . وليكن في حُسبانك أن هذه المسؤولية تختلف من شخصٍ إلى آخر بحسب المقدرة ، والتأهيل ، والاستطاعة ، والفقه الشرعي ، والحكمة المطلوبة في هذا الشأن .*
=*كن داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمُجادلة بالتي هي أحسن امتثالاً لقوله تعالى : } ادْعُ إِلِىسَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ { ( سورة النحل : 125 ) .
ولتكن دعوتك - أخي المسلم - متصفةً باللين والهدوء والصبر والسماحة ، وإياك أن تغضب أو تنفعل فليس هذا من خُلق المؤمن الذي يقتدي في كل شأنه بنبي الرحمة* صلى الله عليه وسلم* الذي لم يكن فظاً ، ولا غليظاً ، ولا فاحشاً ، ولا بذيئاً ، ولا عبوساً ، ولا غضوباً ، ولا مُتسرعاً ، ولا لعاناً ؛ وإنما كان* صلى الله عليه وسلم* صاحب خُلقٍ عظيم وأدبٍ جم .*
=*كن داعيا في قولك وعملك ونيتك وكل شأنك ، وأعلم ( بارك الله فيك ) أنه لا يلزمك حتى تكون داعياً إلى الله تعالى أن تعتلي المنابر ، أو أن تلازم العُلماء في حلقات العلم ، أو أن تقف أمام الجموع فتخطب وتعظ وتُدرِّس العلم الشرعي ؛ فطُرق الدعوة إلى الله تعالى كثيرةٌ جداً , ومجالاتها متعددة , وأساليبها متنوعة ؛ إذ إن النصيحة الصادقة دعوة , والبشاشة والتبسم دعوة ، والهدية دعوة , والإحسان إلى الجيران دعوة ، والمعاملة الحسنة للآخرين دعوة , و وزيارة الأقارب والأرحام دعوة , وإصلاح ذات البين دعوة , والتلطف مع الأحبة في الله دعوة, والصدقة دعوة , ومد يد العون والمُساعدة إلى المحتاجين دعوة ، والتزام هدي النبوة في الحياة دعوة ، وإماطة الأذى عن الطريق دعوة ، ...الخ .*
وهنا أُذكِّرُك أنك إن لم تستطيع أن تقوم بشيء مما تقدم ؛ فليس أقل من أن تكفي المسلمين شر لسانك ويدك مصداقاً لحديث النبي* صلى الله عليه وسلم* الذي قال فيه : " على كل مسلم صدقة . قالوا : فإن لم يجد ؟. قال : فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق . قالوا : فإن لم يستطع ، أو لم يفعل ؟ . قال : فيعين ذا الحاجة الملهوف . قالوا : فإن لم يفعل ؟. قال : فليأمر بالخير ، أو قال بالمعروف . قالوا : فإن لم يفعل ؟ . قال : فليمسك عن الشر فإنه له صدقة " . ( رواه البخاري ) .
=*كن داعياً إلى الله تعالى بلزومك جماعة المسلمين ، وحمل هم الإسلام ، وموالاتك للمؤمنين ، ومحبتك لله تعالى ، وإتباعك لهدي الرسول* صلى الله عليه وسلم* ، وحُسن انتمائك لأمة الإسلام ، ونصرتك للدين في كل الميادين ، ودوام حمدك وشكرك لله رب العالمين ، وتوكلك على الله ، وحرصك على الطيبات ، وابتعادك عن الحرام ، ودوام تلاوتك للقرآن الكريم ، وحرصك على أن يظل لسانك رطباً بذكر الله سبحانه ، واعترافك بالجميل لمن أسداه إليك ، والدعاء لنفسك ولوالديك ولإخوانك المُسلمين ؛ فإن من كان كذلك كان داعياً إلى الله بقوله وعمله ، وكان ممن قال فيهم الحق سبحانه :*{*وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ*}*( فصلت : 33 ) .*
وختاماً :*أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح القول والعمل ، وأن يكتب لنا جميعاً الأجر والثواب ، وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم ، والحمد لله رب العالمين