شايان
01-17-2021, 03:04 AM
تَقِفُ بقدميها العاريتين ، تجولُ ببصرِها هُنا و هُناك ، كل العيون ترمُقها بنظَرِها ، هي [نَكِرةٌ] في مجتَمَعنا ، مُجرَّد زيادة بعددِ السكان ، ربما كان من الأَحرى على والدتها أن تُجهضها قَبل أن تأتي بها إلى زِحامِ هذه الحياة ، كان من الأَحرى عليها فِعل ذلك .
تَحتَضِن خِرقتها الباليَة التي كانت قد اقتَطَعَتها من ثيابِ والدَتَها المُتوفاة ، تنظُرُ إلى سِربِ السيارات المار أَمامَها ، تَقِفُ عندَ إحداها لِتَمسَح زُجاجها فإذا بها تُنهَر ، توبَّخ ، ثم تُترَك وحاجَتَها لِبعضِ المال ، تسأَلُ نَفسَها : أَيُعقَل أن أَلحَق بوالدي إلى المَصَح ؟ .
تُنكِس وجهها وتترُك لقدميها السُلطَةَ بأَن تقوداها لحيث لا تَدري ، مُركِّزَةً جُلَّ تركيزَها على الأَرض ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن حاجَتِه المَفقودة ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن بقايا ضمير لعلَّها قد سَقَطَت هُنا أو هُناك .
لم تبكِ طوال حياتِها أَمام أَحَد ، إلا أَنها في تلك اللحظة أرادَت التخفيف من ذلك الحِمل الذي أَثقَلَها بِحَق ، وما أن انزَلَقت من عينيها العَبرة حتى التقطَتها عدسة أَحَدَهم ليُنزِل منشور يتصدَّر آخر الأخبار على الفيسبوك تحت عنوان [ما ترتَكِبهُ الحُروب في الشعوب]
ثُمَّ يَنصَرِف دون أَن يَترُك لها أَجر الصورة ! .
تحياتى
تَحتَضِن خِرقتها الباليَة التي كانت قد اقتَطَعَتها من ثيابِ والدَتَها المُتوفاة ، تنظُرُ إلى سِربِ السيارات المار أَمامَها ، تَقِفُ عندَ إحداها لِتَمسَح زُجاجها فإذا بها تُنهَر ، توبَّخ ، ثم تُترَك وحاجَتَها لِبعضِ المال ، تسأَلُ نَفسَها : أَيُعقَل أن أَلحَق بوالدي إلى المَصَح ؟ .
تُنكِس وجهها وتترُك لقدميها السُلطَةَ بأَن تقوداها لحيث لا تَدري ، مُركِّزَةً جُلَّ تركيزَها على الأَرض ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن حاجَتِه المَفقودة ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن بقايا ضمير لعلَّها قد سَقَطَت هُنا أو هُناك .
لم تبكِ طوال حياتِها أَمام أَحَد ، إلا أَنها في تلك اللحظة أرادَت التخفيف من ذلك الحِمل الذي أَثقَلَها بِحَق ، وما أن انزَلَقت من عينيها العَبرة حتى التقطَتها عدسة أَحَدَهم ليُنزِل منشور يتصدَّر آخر الأخبار على الفيسبوك تحت عنوان [ما ترتَكِبهُ الحُروب في الشعوب]
ثُمَّ يَنصَرِف دون أَن يَترُك لها أَجر الصورة ! .
تحياتى