تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أجر بغير حساب


انثى برائحة الورد
08-25-2021, 01:04 PM
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10]. "إن الله يأخذ قلوبَهم بهذه اللمسة الحانية، ويعالج ما يشقُّ على تلك القلوبِ الضعيفة العلاجَ الشافي، وينسم عليها في موقف الشدة نسمة القرب والرحمة، ويفتح لها أبواب العوض عن الوطن والأرض والأهل والإلف، عطاءً من عنده بغير حساب، فسبحان العليم بهذه القلوب، الخبير بمدخلها، المطَّلِع فيها على خفي الدبيب".

♦ وجاء في حديث سليمان عن النبي أن شهر رمضان "هو شهر الصبر، والصبرُ ثوابُه الجنة"[1].

♦ ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم له، الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيامَ؛ فإنه لي وأنا أجزي به؛ إنه ترَكَ شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فِطرِه، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولَخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك))[2].

وفي هذا الحديث يتضح أن كل الأعمال تتضاعف بعَشرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام؛ فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد؛ بل يُضاعِفُه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير عدد؛ وذلك لأن الصيام نوعٌ من أنواع الصبر، وقد قرَّرت الآية أن للصابرين أجرًا بغير حساب.

أنواع الصبر:
قيل: إن الصبر على ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ على محارم الله، وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة، وهذه الثلاثة تجتمع في الصوم؛ فإن في الصوم صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرَّم من الغِيبة والنميمة والسبِّ والقذف وشهادة الزور، وغيرها من الحرام، وصبرًا على أقدار الله المؤلمة، الناشئةِ عن ألم الجوع والعطش، وضعفِ البدن والنفس.

أسباب مضاعفة الأجر:
وقيل: إن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب ثلاثة:
1- شرف المكان الذي تؤدَّى فيه العبادة؛ كالحرم ومكة والمدينة وبيت المقدس؛ فقد صح عن رسول الله أنه قال: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجدَ الحرام))[3] ، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف، وفي المسجد النبوي بألف، وفي المسجد الأقصى الأسير بخمسمائة صلاة.

2- شرف الزمان: كشهر رمضان وعشر ذي الحجة؛ فقد جاء في حديث سلمان عن فضل رمضان: ((مَن تطوَّعَ فيه بخَصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه)).

وعن أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: ((صدقة في رمضان))[4] ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: ((عمرة في رمضان تعدل حَجَّةً))[5].

♦ وقال (النخَعي): صوم يوم في رمضان أفضلُ من ألف يوم فيما سواه، وتسبيحةٌ فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعةٌ فيه أفضل من ألف ركعة.

3- شرف العامل عند الله وقربه منه وكثرة تقواه: كما ضوعف أجرُ هذه الأمَّة على أجرِ مَن قبلهم من الأمم، وأُعطُوا كِفلينِ من الأجر، يضاعَف للصائم حسب إخلاصه وتقواه.

♦ وشهر رمضان فرصة لتعلُّم العبر؛ فهو بمثابة دورة تدريبية مدة الثلاثين يومًا لتعليم الصبر، فهو من الأخلاق المكتسبة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومَن يَتصبَّرْ يُصبِّرْه الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))[6] ، قال الشاعر:
الصبرُ مِثلُ اسمِه في كلِّ نائبةٍ *** لكنْ عواقِبُهُ أَحلى مِن العسلِ

عواقب أحلى من العسل:
♦ الصبر طاقة نور يبدِّد ظلام الليل من النوازل والأزمات، والابتلاءات والأقدار، وفقد الأحبة، فالصبر ينير الطريق؛ فقد صح في الحديث: ((والصبر ضياء)).

♦ الصبر يجلب الحب، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].

♦ الصبر يجلب المعيَّة، معية التأييد والنُّصرة والمنَعة، التي تورث صاحبَها السَّكينةَ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

♦ بالصبر واليقين تُنال الإمامةُ في الدين، والقيادةُ في الدنيا، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].

♦ الصبر طريقك إلى الجنة: خصوصًا عند فقد الأحبة أو المرض؛ فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبِرًا عن ربِّه: ((ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبَضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسَبَه إلا الجنةُ))[7].

وقال في حديث أنس: ((إن الله تعالى يقول: إذا أخَذتُ كريمتَيْ عبدي (عينَيْه) في الدنيا، لم يكن له جزاء عندي إلا الجنةُ))[8].

قدوات على طريق الصبر
♦ لما فقَدَ ابن عباس رضي الله عنه بصرَه في آخر حياته، استبشر فرحًا، وأنشد شعرًا قائلًا:
إنْ يأخُذِ اللهُ مِن عينيَّ نورَهما
ففي لساني وسمعي منهما نورُ
قلبي ذكيٌّ وعقلي غيرُ ذي عِوَجٍ
وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثورُ


♦ ويمرض عمرانُ بن حُصين الصحابي الجليل مرضًا يُقعِدُه فى الفِراش ثلاثين عامًا، ويصبر الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه، ويقول لإخوانه: "أحَبُّه إلى الله أحَبُّه إليَّ".

♦ ويموت ابن الإمام الشافعي، فيهتف الإمام بالدعاء: "اللهم إن كنت قد ابتليتَ فقد عافيتَ، وإن كنتَ أخذتَ فقد أبقيتَ؛ أخذتَ ابنًا وأبقيتَ أبناءً".

واجب عملي:
لا تشكو حالك للناس؛ فهم لا يَملِكون من أنفسهم شيئًا، فكيف بك؟ واحمد الله على كل حال، وتذكَّر قول ابن القيم: "إن الجاهل هو الذي يشكو من يرحم إلى من لا يرحم".

التجويد:

الوقفوالابتداء:
ينقسم كلٌّ من الوقف والابتداء إلى جائز، وغير جائز، وقبيح، ويتوقف ذلك على مراعاة المعنى وارتباطه بما قبله أو بما بعده.

أولًا: أحكام الابتداء:
1- الابتداء الجائز: هو الابتداء بكلام مستقلٍّ في المعنى عما قبله.

2- الابتداء غير الجائز: هو الابتداء بكلمة متعلِّقة بما قبلها لفظًا ومعنى، كالابتداء بقوله: ﴿ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1]، ويترك: ﴿ إِذَا جَاءَ ﴾ [النصر: 1]، أو بقوله: ﴿ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] دون ﴿ الْحَمْدُ ﴾ [الفاتحة: 2].

3- الابتداء القبيح: هو الابتداء بكلمةٍ تؤدي إلى المعنى غير المراد من الآية؛ مثل: ﴿ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [البقرة: 116]، ونترك ﴿ وَقَالُوا ﴾ [البقرة: 116]، أو نبدأ بقول: ﴿ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 30]، ونترك: ﴿ وَقَالَتِ النَّصَارَى ﴾ [التوبة: 30].

ثانيًا: أحكام الوقف:
1) الوقف الجائز: يكون على ما يؤدي إلى معنى صحيح؛ مثل فواصل الآيات، أو عند انتهاء معنى وابتداء معنى آخر؛ لأن مراعاة المعنى هي الأصل في الوقف والابتداء.

2) الوقف غير الجائز: وهو الوقف على ما لا يؤدي معنى صحيحًا، فلا نقف مثلًا على ﴿بِسْمِ﴾ من ﴿بِسْمِ اللهِ﴾، ولا على ﴿الْحَمْدُ﴾ من ﴿الْحَمْدُ للهِ﴾ إلا لضرورة كانقطاع النفَس، أو عُذرٍ كالعُطاس.

3) الوقف القبيح: كما لا يجوز الوقف على كلمة توهم معنى يخالف المراد والعياذ بالله؛ كأن نقف على ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي ﴾ [البقرة: 26]، ولا نصلها بما بعدها ﴿ أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ﴾ [البقرة: 26]، أو نقف على ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ﴾ [النساء: 43]، ولا نقول: ﴿ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]؛ ففي هذا الوقفِ سوءُ أدب مع الله.

علوم القرآن:
مميزات الوحي القرآني:
أولًا: أن القرآن الكريم كلَّه قد أُوحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً، ولم يكن شيء منه منامًا، وهذا هو القول الصواب، ولا يعكِّر على ذلك ما ذهب إليه البعض بأن بعض القرآن أُوحي به في النوم.

ثانيًا: أن القرآن الكريم قد أوحي به كله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحيًا جليًّا، يَقرأ جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فحفظه عنه، كما جاء في قول الله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 16 - 19].

وفي قوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ [الأعلى: 6، 7].

ثالثًا: أن الذي جاء به كله إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو جبريل عليه السلام، وهو أمين الوحي خاصة دون سواه، وقد نصت آيات القرآن على ذلك كما في قوله تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 193 - 195].

والمقصود هو جبريل عليه السلام، وقد سمِّي روحًا؛ لأنه كسائر الملائكة جسم لطيف نوريٌّ، وقد وُصِف بالأمين؛ لأنه الحفيظ المؤتمن على وحي الله تعالى في بلاغِه لأنبيائه.

كيف تحفظ القرآن؟
لا تُجاوِزْ مقرَّرَك اليومي حتى تحفظه جيدًا:
لا يجوز للحافظ أن ينتقل إلى مقرَّر جديد في الحفظ إلا إذا أتم حفظ المقرَّرِ القديم؛ وذلك ليثبت ما حفظه تمامًا في الذهن، ولا شك أن مما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السريَّة، وإن كان إمامًا ففي الجهريَّة، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ، وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرَّرُ حفظُها قد ثبتت تمامًا في الذهن، وإن جاء ما يشغل هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقرَّرًا جديدًا؛ بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تمامًا.

هدوء
08-25-2021, 01:09 PM
جزاك الله خيرا

ابو الملكات
08-25-2021, 03:47 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

ابو الملكات
08-25-2021, 03:48 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

انثى برائحة الورد
08-26-2021, 12:30 PM
ردودكم الرائعة
زادت من حماسي
لتقديم الجديد و المميز
اشكركم على مروركم الرائع

شايان
08-26-2021, 05:56 PM
جزاك الله كل الخير
لما قدمته لنا رقي الذائقة
وروعة الجلب
جعلها الله في ميزان حسناتك

منصور
08-27-2021, 12:14 AM
جزاك الله خير واسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

انثى برائحة الورد
08-27-2021, 12:05 PM
لموضوع استنار
وابتهج وهلل فرحا بقدومكم
شكرا لكم يا احبة

نهيان
08-28-2021, 07:06 PM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

هدوء القمر
08-28-2021, 09:33 PM
http://idata.over-blog.com/3/09/32/40/merci/www.hh50.com-Photos-Images-Expressions-Forums-0509.gif

عطر الزنبق
08-28-2021, 09:41 PM
https://i.pinimg.com/originals/9d/37/47/9d3747325bb7cbf7850330437b09aaa8.gif

♥мs.мooη♥
08-29-2021, 01:56 AM
https://i.pinimg.com/736x/80/14/79/8014790340de68c445283e493d2b6b9e.jpg

انثى برائحة الورد
08-30-2021, 03:39 PM
حَـتـمــاً
لـن أمَـل مِـن حَـضـوركم لــ سـوآحـلـي ..
فــ كـونـوا بــالـقـرب دومَــاً

شيخة المزايين
09-04-2021, 01:42 AM
https://i.pinimg.com/originals/66/a2/e4/66a2e442adba9b6327d25185c63257b5.gif

انثى برائحة الورد
09-05-2021, 03:52 PM
https://lh3.googleusercontent.com/proxy/0g2f9LcnmZowdyvWF28KfYIGM-6Ik2GKEqLDW4LEXWOIfsRZKIJAT3vt1CJE6LaIARIJff_rjsdl 3RXZx-Hs9325KmiVtVP5QW1F