تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم اليقين


اسير الاحزان
08-29-2021, 02:18 PM
اليقين له مرادان ، ولكل مراد حكم يترتب عليه :
المراد الأول : قد يراد به اليقين بأصل الإيمان ، فهو بهذا المعنى شرط من شروط لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ولا إيمان مع الشك أو التردد وعدم اليقين فالإيمان لا يقبل إلا باليقين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما اليقين الذي هو صفة العبد ، فذلك قد فعله من حين عبد ربه ، ولا تصح العبادة إلا به ، وإن كان له درجات متفاوتة " (الاستقامة) .
ومن كان عنده شك في الله ورسوله ودين الله فهو كافر قال تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ " (الحجرات: 15) .
وأخبر الله تعالى عن الكفار والمنافقين أنهم في شك وريب وتردد ، فقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم قالوا لرسلهم : " إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ " (إبراهيم: 9) وقال سبحانه عن المنافقين : " إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ " (التوبة: 45) .
واليقين بهذا المعنى هو مراد العلماء بذكر " العلم " شرطًا من شروط الشهادتين ، فاليقين هو العلم المستقر في القلب مع اعتقاد العمل بالشهادتين، يقول ابن تيمية : " اليقين يراد به العلم المستقر في القلب ، ويراد به العمل بهذا العلم ، فلا يطلق الموقن إلا على من استقر في قلبه العلم والعمل " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، وبيان تلبيس الجهمية) وقال في موضع آخر بأن اليقين يتناول علم القلب وتصديقه وعمله وطمأنينته (انظر: مجموع فتاوى شيح الإسلام ابن تيمية ، والإيمان) .
المراد الثاني : بمعنى زيادة العلم وطمأنينة القلب ، فهو درجة أخص من العلم فهو بهذا المعنى شعبة ودرجة من أعلى درجات الإيمان ، والموقنون بهذا المعنى طائفة خاصة من المؤمنين أعلى درجة ومنزلة واطمئنانًا واستقرارًا من سائر المؤمنين ، وهو بهذا المعنى قريب من معنى الإحسان ، وقد قال بعض أهل العلم بأن الإحسان يكون في عمل الجوارح ، واليقين في عمل القلب (انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، والإيمان ، وأعمال القلوب حقيقتها وأحكامها) .
فيكون بهذا المعنى منزلة عظيمة يحبها الله تعالى وليست شرطًا في أصل الإيمان .
يقول شيخ الإسلام : " فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين ولا إلى الجهاد ، ولو شُكِّكوا لشكوا ، ولو أُمروا بالجهاد لما جاهدوا ، وليسوا كفارًا ولا منافقين ، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب ، ولا عندهم من قوة الحب لله ورسوله ما يقدمونه على الأهل والمال ، وهؤلاء إن عوفوا من المحن وماتوا دخلوا الجنة ، وإن ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم ، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب ، وإلا صاروا مرتابين ، وانتقلوا إلى نوع من النفاق... " (الإيمان) .
محمد بن عبد العزيز بن أحمد العلى

نهيان
08-29-2021, 02:23 PM
جزاك الله خير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

منصور
08-29-2021, 08:04 PM
جزاك الله خير واسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

شايان
08-30-2021, 02:23 AM
جزاك الله كل الخير اسير الاحزان
وبارك تلك الجهود

ابوصفاء الدليمي
08-30-2021, 12:36 PM
طرح في غاية الروعة بارك الله فيك
جزاك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك

انثى برائحة الورد
08-30-2021, 02:48 PM
جعلها الله لك في ميزان حسناتك
دمت برعاية الله

حلوة الروح
08-31-2021, 04:43 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتك

الخاين بدر الحروف
09-01-2021, 02:13 PM
اسير الاحزان

جزاك الله خيرا وبارك في علمك
اشكرك على جمال الطرح والفائده المرجوه منه
خالص الشكر والموده والاحترام

شيخة المزايين
09-04-2021, 01:31 AM
https://i.pinimg.com/originals/66/a2/e4/66a2e442adba9b6327d25185c63257b5.gif