تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد واشعار كثير عزة الشعر الاموي


عطر الزنبق
10-02-2021, 03:20 PM
كثير عزة

كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر. شاعر، متيم مشهور. من أهل المدينة. أكثر إقامته بمصر. وفد على عبد الملك بن مروان، فازدرى منظره، ولما عرف أدبه رفع مجلسه، فاختص به وببني مروان، يعظمونه ويكرمونه. وكان مفرط القصر دميماً، في نفسه شمم وترفع. يقال له (ابن أبي جمعة) و (كثير عزة) و (الملحي) نسبة إلى بني مليح، وهم قبيلته. قال المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام، لا يقدمون عليه أحداً. وفي المؤرخين من يذكر أنه من غلاة الشيعة، وينسبون إليه القول بالتناسخ، قيل: كان يرى أنه (يونس ابن متى). أخباره مع عزة بنت حميل الضمرية كثيرة. وكان عفيفاً في حبه، قيل له: هل نلت من عزة شيئاً طول مدتك؟ فقال: لا والله، إنما كنت إذا أشتد بي الأمر أخذت يدها فإذا وضعتها على جبيني وجدت لذلك راحة. توفي بالمدينة. له (ديوان شعر - ط) وللزبير بن بكار (أخبار كثير).

همسات الروح
10-02-2021, 03:25 PM
يسلمو على روعة طرحك
لك الشكر والتقدير

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:35 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
دَعينا اِبنةَ الكَعبِيِّ وَالمَجدَ والعُلى

وَرَاعي صِواراً بِالمَدينَةِ أَحسَبا

أَبوكَ الذِي لَمّا أَتى مَرجَ راهِطٍ

وَقَد أَلَّبوا لِلشَّرِّ فيمَن تَأَلَّبا

تَشَنَّأَ للأَعدَاءِ حَتّى إِذا اِنتَهوا

إِلى أَمرِهِ طَوعًا وَكَرهًا تَحَبَّبا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:36 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
دَعينا اِبنةَ الكَعبِيِّ وَالمَجدَ والعُلى

وَرَاعي صِواراً بِالمَدينَةِ أَحسَبا

أَبوكَ الذِي لَمّا أَتى مَرجَ راهِطٍ

وَقَد أَلَّبوا لِلشَّرِّ فيمَن تَأَلَّبا

تَشَنَّأَ للأَعدَاءِ حَتّى إِذا اِنتَهوا

إِلى أَمرِهِ طَوعًا وَكَرهًا تَحَبَّبا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:36 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
رَأَيتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جَمعٍ

بِهِ شَيبٌ وَمَا فَقَدَ الشَبابا

فَقُلتُ لَهُ ولا أعيا جوابًا

إِذا شَابَت لِداتُ المَرءِ شَابَا

وَلكِن تَحتَ ذَاكَ الشَيبِ حَزمٌ

إِذا ما ظَنَّ أَمرَضَ أَو أَصَابَا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:37 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
فَكَم مِن يَتَامى بُوَّسٍ قَد جَبَرتَها

وَأَلبَستَهَا مِن بَعدِ عُريٍ ثِيابَها

وَأَرمَلَةٍ هَلكى ضعافٍ وَصَلتَها

وَأَسرى عُناةٍ قَد فَكَكتَ رِقَابَها

فَتىً سَادَ بِالمَعروفِ غَيرَمُدافَعٍ

كُهُولَ قُرَيشٍ كُلِّها وَشَبابَها

أَراهُم مَنارَاتِ الهُدى مُستَنيرَةً

وَوافَقَ مِنها رُشدَها وَصَوابَها

وَراضَ بِرِفقٍ ما أَرادَ وَلَم تَزَل

رِيَاضَتُهُ حَتّى أَذَلَّ صِعابَها

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:37 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَشاقَكَ بَرقٌ آخِرَ اللَيل وَاصِبُ

تَضمَّنهُ فَرشُ الجَبَا فَالمَسارِبُ

يَجُرُّ وَيَستَأني نَشاصًا كَأَنَّهُ

بِغيقَة حادٍ جَلجَلَ الصَوتَ جالِبُ

تَأَلَّقَ واِحمَومى وَخَيَّمَ بِالرُبى

أَحَمُّ الذُّرى ذو هَيدَبٍ مُتَراكِبُ

إِذا حَرَّكَتهُ الريحُ أَرزَم جَانِبٌ

بِلا هَزَقٍ مِنهُ وَأومَضَ جانِبُ

كَما أومَضَت بالعَينِ ثُمَّ تَبَسَّمَت

خَريعٌ بَدا مِنها جَبينٌ وَحاجِبُ

يَمُجُّ النَدى لا يَذكُرُ السَيرَ أهلُهُ

وَلا يَرجِعُ المَاشِيُ بِهِ وَهوَ جَادِبُ

وَهَبتُ لِسُعدى ماءهُ وَنَباتَهُ

كَما كُلُّ ذي وُدٍّ لِمَن وَدَّ وَاهِبُ

لِتَروى بِهِ سُعدى وَيَروي مَحَلُّها

وَتُغدِقَ أَعدادٌ بِهِ وَمَشارِبُ

تَذَكَّرتُ سُعدَى وَالمُطيُّ كأَنَّهُ

بِآكامِ ذِي رَيطٍ غَطاطٌ قَوارِبُ

فَقَد فُتنَ مُلتَجًّا كَأَنَّ نَئيجَهُ

سُعالُ جَوٍ أَعيَت عَلَيه الطَبائِبُ

فَقُلتُ وَلَم أَملِكُ سَوابِقَ عَبرَةٍ

سَقى أَهلَ بَيسانَ الدُجونُ الهَواضِبُ

وإِنِّي وَلوصَاحَ الوُشاةُ وَطَرَّبوا

لَمُتَّخِذٌ سُعدى شَبابًا فَناسِبُ

يَقولونَ أَجمِع مِن غُزَيزَةَ سَلوَةً

وَكَيفَ وَهَل يَسلُو اللَجُوجُ المُطَالِبُ

أَعَزُّ أَجَدَّ الرَكبُ أَن يَتَزَحزَحوا

وَلَم يَعتَبِ الزَاري عَلَيكِ المَعاتِبُ

فَأُحَيي هَداكِ اللهُ مَن قَد قَتَلتِهِ

وَعاصِي كَما يُعصى لَدَيهِ الأَقارِبُ

وَإِنَّ طِلابي عانِسًا أُمَّ وَلدةٍ

لَممّا تُمَنِّيني النُفوسُ الكَواذِبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا

أَراكٌ فَصُرما قَادِمٍ فَتُناضِبُ

فَبُرقُ الجَبا أَم لا فَهُنَّ كَعَهدِنا

تنزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ

تَقي الله فيه أُمَّ عمروٍ ونَوّلي

مَوَدَّتَهُ لا يَطلُبَنَّكِ طَالِبُ

وَمَن لا يُغَمِّض عَينَه عَن صَديقِهِ

وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهوَ عَاتِبُ

وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ

يَجِدها وَلا يَسلَم له الَّهرَ صَاحِبُ

فَلا تَأَمَنِيهِ أَن يُسِرَّ شَماتَةً

فَيُظهِرَها إِن أَعقَبَتهُ العَواقِبُ

كَأَن لَم أَقُل وَاللَيلُ ناجٍ بَريدُهُ

وَقَد غالَ أَميالَ الفِجاجِ الرَكائِبُ

خَليلَيَّ حُثّا العَيسَ نُصبِح وَقَد بَدَت

لَنا مِن جِبَالِ الرَامَتينِ مَناكِب

فَوَالله ما أَدري أآتٍ عَلى قِلىً

وَبادي هَوانٍ مِنكُمُ وَمُغَاضِبُ

سَأَملكُ نَفسي عَنكُم إِن مَلَكتُها

وَهَل أَغلِبَن إِلا الذي أَنا غالِبُ

حَلِيلَةُ قَذّافِ الدِيارِ كَأنَّهُ

إِذا ما تَدانَينا مِن الجَيشِ هارِبُ

إِذا ما رآني بارِزاً حَالَ دُونَهَا

بِمَخبَطَةٍ يا حُسنَ مَن هُوَ ضارِبُ

وَلَو تُنقَبُ الأَضلاعُ أُلفِيَ تَحتَهَا

لِسُعدى بِأَوساطِ الفُؤادِ مَضارِبُ

بِها نَعَمٌ مِن مائِلِ الحُبِّ واضِحٌ

بِمُجتَمَعِ الأَشرَاجِ ناءٍ وَقَارِبٌ

تَضَمّنَ داءً مُنذُ عِشرينَ حِجَةً

لَكُم ما تُسَلِّيهِ السُنونَ الكَواذِبُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:38 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
ألا طَرَقَت بَعدَ العِشاءِ جَنوبُ

وَذَلكَ مِنها إِن عَجِبتَ عَجِيبُ

تَسَدَّت وَمَرٌّ دونَنا وَأَراكُهُ

وَدُونانُ أَمسَى دُونَها وَنَقيبُ

وَنَحنُ بِبَطحَاءِ الحَجُونِ كأننا

مِراضٌ لَهُم وَسطَ الرِحالِ نَحيبُ

فَحَيَّت نِياماً لم يَرُدُّوا تَحِيَّةً

إِليها وَفي بَعضِ اللَمامِ شُغوبُ

لَقَد طَرَقَتنَا في التَنائي وَإِنَها

على القُربِ عِلمي للسُّرى لَهَيُوبُ

أُحِبكِ ما حَنَّت بِغَورِ تُهامَةٍ

إِلى البو مِقلاتُ النِتاجِ سَلُوبُ

وَما سَجَعَت مِن بَطنِ وادٍ حَمامَةٌ

يُجاوِبُها صاتُ العَشِيِّ طَرُوبُ

وَإِني لَيَثنِيني الحَياءُ فَأَنثَني

وَأَقعُدُ والمَمشى إليكِ قَريبُ

وَآتي بُيوتاً حَولَكُم لا أُحِبُّها

وَأُكثِرُ هَجرَ البَيتِ وَهوَ جَنِيبُ

وَأُغضي على أَشياءَ مِنكِ تَريبُني

وَأُدعَي اِلى ما نَابَكُم فَأُجيبُ

وَما زِلتُ مِن ذِكراكِ حَتّى كَأَنَّني

أَميمٌ بِأَكنافِ الدِيارِ سَليبُ

وَحَّتى كَأنّي مِن جَوَى الحُبِّ مِنكُمُ

سَليبُ بِصَحراءِ البُرَيحِ غَريبُ

أَبُثُّكِ ما أَلقى وَفي النَفسِ حاجَةٌ

لَها بَينَ جِلدي وَالعِظامِ دَبِيبُ

أَراكُم إِذا ما زُرتُكُم وَزِيارَتي

قَليلٌ يُرَى فِيكُم إِلَيَّ قُطوبُ

أَبِيني أَتعويلٌ عَلَينا بِما أَرَى

مِنَ الحُبِّ أَم عِندي إِلَيكِ ذُنوبُ

أَبِيني فَإِما مُستَحيرٌ بِعِلَّةِ

عَلَيَّ وَإِمّا مُذنِبٌ فَأَتوبُ

حَلَفتُ وَما بِالصِدقِ عَيبٌ عَلى اِمرِىءٍ

يَرَاهُ وَبَعضُ الحالِفينتَ كَذوبُ

بِرَبِّ المَطايا السَابِحاتِ وَما بَنَت

قُرَيشٌ وَأَهدَت غَافِقٌ وَتُجِيبُ

وَمُلقَى الوَلايا مِن مِنىً حَيثُ حَلَّقَت

إيادٌ وَحَلَّت غامِدٌ وَعَتيبُ

يَمينَ اِمرِىءٍ لَم يَغشَ فيها أَثيمَةً

صَدوقٍ وَفَوقَ الحالِفَينَ رَقيبُ

لَنِعمَ أَبو الأَضيافِ يَغشَونَ نارَهُ

وَمُلقى رِحالِ العيسِ وَهيَ لَغُوبُ

وَمُختَبَطُ الجادي إذا ما تَتابَعَت

عَلى النَاسِ مَثنى قَرَّةٍ وَجُدوبُ

وَحامي ذِمارِ القومِ في ما يَنوبُهُم

إذا ما اِعتَرَت بَعدَالخَطوبِ خُطوبُ

عَلى كُلِّ حالٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ

بِنا عُمَرٌ وَالنَّائِباتُ تَنوبُ

فَتىً صَمتُهُ حِلمٌ وَفَصلٌ مَقالهُ

وَفي البَأسِ مَحمودُ الثَناءِ صَليبُ

خَطيبٌ إِذا ما قالَ يوماً بِحِكمَةٍ

مِنَ القولِ مغشيُ الرَواقِ مَهيبُ

كَثيرُ النَدى يَأتي النَدى حَيثُما أَتى

وَإِن غابَ غابَ العُرفُ حَيثُ يَغِيبُ

كَريمُ كِرَامٍ لا يُرى في ذوي النَدى

له في النَدى وَالمَأثُراتِ ضَريبُ

أَبيٌّ أبى أَن يَعرِف الضيمَ غالِبٌ

لأَعدَائه شَهمُ الفؤادِ أَريبُ

يقلِّبُ عَينَي أزرَقٍ فوقَ مَرقَبٍ

يَفاعٍ لَهُ دونَ السَماءِ لُصوبُ

غَدا في غَداةٍ قَرَّةٍ فاِنتَحَت لَهُ

عَلى إِثرِ وُرادِ الحَمَام جَنوبُ

جَنى لأَبي حَفصٍ ذُرَى المَجدِ والدٌ

بَنى دونَهُ لِلبانِيَينِ صُعوبُ

فَهذا على بنيانِ هَذاك يَبتَني

بُناهُ وَكُلٌّ مُنجِبٌ وَنَجيبُ

وَجَدٌّ أَبيهُ قَد يُنافي على البُنا

بُناهُ وَكُلٌّ شَبَّ وَهُوَ أَديبُ

فَأَنتَ عَلى مِنهاجِهم تَقتَتَدي بِهم

أَمامَكَ ما سَدّوا وَأَنتَ عَقيبُ

فَأَصبَحتَ تَحذو مِن أَبيكَ كَما حَذا

أَبوكَ أَباهُ فِعلَهُ فَتُصيبُ

وَأَمسَيتَ قَلباً نابِتاً في أَرومَةٍ

كَما في الأَرُومِ النابِتاتِ قُلوبُ

أَبوكَ أَبو العاصي فَمَن أَنتَ جاعِلٌ

إِلَيهِ وَبَعضُ الوَالِدَينِ نَجيبُ

وَأَنتَ المُنقّى مِن هُنا ثُمَّ مِن هُنا

وَمِن هاهُنا وَالسَّعدكُ حينَ تؤوبُ

أَقَمتَ بِهَلكى مالكٍ حينَ عَضَّهُم

زَمَانٌ يَعُرُّ الواجِدينَ عَصيبُ

وَأنتَ المُرَجَّى والمُفَدّى لِهالِك

وَأَنتَ حَليمٌ نافِعٌ وَمُصيبُ

وَلِيتَ فَلَم تُغفِل صَديقاً وَلَم تَدَع

رَفيقاً وَلَم يُحرَم لَدَيكَ غَريبُ

وَأَحييتَ مَن قَد كانَ مَوَّتَ مالَهُ

فِإِن مُت مَن يُدعى لَهُ فَيُجِيبُ

قَضَيتَ لِسَوراتِ العُلا فَاِحتَويتَها

وَأَنتَ لِسَوراتِ العَلاءِ كَسُوبُ

وَمَا النَاس أَعطَوكَ الخِلافَةَ والتُقى

وَلا أَنتَ فاِشكُرهُ يُثِبكَ مُثيبُ

وَلَكنَما أَعطاكَ ذلِكَ عالمٌ

بِما فيكَ مُعطٍ لِلجَزيلِ وَهوبُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:38 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
هُوَ التَيسُ لُؤماً وَهوَ إِن رَاءَ غَفلَةً

مِنَ الجارِ أَو بَعضِ الصَحابَةِ ذيبُ

إِذا مَدَحَ البَكريُّ عِندَكَ نَفسَهُ

فَقُل كَذَب البَكرِيُّ وَهوَ كَذُوبُ

لا بَأسَ بِالبَزوَاءِ أَرضاً لَو اِنَّها

تُطَهَّرُ مِن آثارِهِم فَتُطيبُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:38 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفا السَفحُ مِن أُم الوَليدِ فكَبكَبُ

فَنُعمانُ وَحشٌ فَالرَكيُّ المثقَّبُ

خَلاءٌ إلى الأَحواضِ عافٍ وَقَد يُرى

سَوامٌ يُعَافيهِ مُراحٌ وَمُعزَبُ

عَلى أَنَّ بِاِالأَقوازِ أَطلالَ دِمنَةٍ

تُجِدُّ بِها هُوجُ الرِياحِ وَتَلعَبُ

لِعَزَّةَ إِذ حَبلُ المَوَدَّةِ دائِمٌ

وَإِذ أَنتَ مَتبُولٌ بِعَزَّةَ مُعجَبُ

وَاِذا لا تَرَى في النَاسِ شَيئًا يَفوقُها

وَفِيهِنَّ حُسنٌ لَو تَأَمَّلتَ مَجنَبُ

هِيَ الحُرَةُ الدَلُّ الحَصانُ وَرَهطُها

إِذاذُكِرَ الحَيُّ الصَريحُ المُهَذَبُ

هَضيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَختَرِية

جَمِيلٌ عَلَيها الأتحَميُّ الممُنَشَّبُ

رَأيتُ وَأَصحابِي بِأَيلَةَ موهِنًا

وَقَد لاحَ نَجمُ الفَرقَدِ المُتَصَوِّبُ

لِعَزَّةَ نارًا ما تَبوخُ كأَنَّها

إِذا ما رَمَقناها مِنَ البُعدِ كَوكَبُ

تَعَجَّبَ أَصحابِي لَها حِينَ أُوقِدَت

وَلَلمُصطَلوها آخِرَ اللَيلِ أَعجَبُ

إِذا ما خَبَت مِن آخِرِ اللَيلِ خَبوَةً

أُعِيدَ لها بِالمَندَلِّي فَتُثقَبُ

وَقَفنَا فَشُبَّت شَبَّةً فَبَدا لنا

بِأَهضامِ وَاديها أَراكٌ وَتَنضُبُ

وَمِن دون حَيثُ اِستُوقِدَت مِن مُجالِخٍ

مَراحٌ وَمُغدًى للمَطِيِّ وَسَبسَبُ

أَتَتنا بِرَيَّاها وَلَلعيسِ تَحتَنا

وَجِيفٌ بِصَحرَاءِ الرُسَيسِ مُهَذِّبُ

جنوبٌ تُسامي أَوجُهَ الرَكبِ مسُّها

لَذيذٌ وَمَسراها مِنَ الأَرضِ طَيِّبُ

فَيا طولَ ما شَوقي إِذا حالَ دُونَها

بُصاقٌ وَمَن أَعلامِ صِندِدَ مَنكِبُ

كَأَن لَم يُوافِقُ حِجَّ عزَّةَ حَجُّنا

وَلَم يَلقَ رَكبًا بِالمحصَّبِ أَركَبُ

حَلَفتُ لها بالرَاقِصاتِ إلى مِنَىً

تُغِذُّ السُرى كَلبٌ بِهِنَّ وَتَغلِبُ

وَرَبِّ الجِيادِ السابِحاتِ عَشِيةً

مَعَ العَصرِ إِذ مَرَّت عَلى الحَبلِ تَلحَبُ

لَعَزَّةُ هَمُّ النَفسِ مِنهُنَّ لَو تَرى

إليها سَبيلاً أَو تُلِمُّ فَتُصقِبُ

أُلامُ عَلى أُمِّ الوَلِيدِ وَحُبُّها

جَوىً داخِلٌ تحت الشّراسيفِ مُلهَبُ

وَلوَ بَذَلَت أُمُّ الوَليدِ حَديثَها

لِعُصمٍ بِرَضوى أَصبَحَت تَتَقَرَّبُ

تَهَبَّطنَ مِن أَكنافِ ضَأسٍ وَأيلَةٍ

إِلَيها وَلَو أَغرى بهِنَّ المُكَلِّبُ

تَلَعَّبُ بالعِزهاةِ لَم يَدرِ ما الصِّبا

وَيَيأَس مِن أُمِّ الوَليدِ المُجَرِّبُ

ألا لَيتَنا يا عَزّ كُنّا لِذي غِنىً

بِعَيرينِي نَرعى في الخَلاءِ وَنَعزُبُ

كِلانا به عرٌ فَمَن يَرَنا يَقُلُ

عَلى حُسنِها جَرباء تُعدي وَأَجرَبُ

إِذا ما وَرَدنا مَنهَلاً صَاح أَهلُهُ

عَلينا فما نَنفَكُّ نُرمَى وَنُضرَبُ

نَكونُ بَعيري ذِي غِنىً فَيُضِيعُنا

فَلا هُوَ يَرعانا وَلا نَحنُ نُطلَبُ

يُطرِدُنا الرُعيانُ عَن كُلِّ تِلعَةٍ

وَيَمنَعُ مِنا أَن نَرى فِيهِ نَشرَبُ

وَدَدتُ وَبَيتِ الله أَنَّكِ بَكرَةٌ

هِجانٌ وَأَني مُصعَبٌ ثُمَّ نَهرُبُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:39 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
رَمَتني عَلى عَميدٍ بُثَينَة بَعدَما

تَوَلَّى شَبابي واِرجَحَنَّ شَبابُها

بِعَينينِ نَجلاوَينِ لَو رَقرَقَتهُمَا

لِنَوءِ الثُريا لاستَهَلَّ سَحَابُها

وَلكِنَّما تَرمِينَ نَفسًا مَريضَةً

لِعَزَّة مِنها صَفوُها وَلُبابُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:39 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفَت غَيقَةٌ مِن أَهلِها فَجُنُوبُها

فَرَوضَةُ حَسنا قاعُها فَكَثَيبُها

مَنَازِلُ مِن أَسماءَ لَم تُعفِ رَسمَها

رِياحُ ا لثُرَيّا خِلفَةً فَضَريبُها

تَلُوحُ بِأَطرافِ البُضيَعِ كَأَنَّها

كِتابُ زُبورٍ خُطَّ لَدنًا عَسِيبُها

إذا لَم تَكُونوا نَاصِري أهل حَقِّها

وَمُلفينَ عِندَ النَصرِ مِمَّن يُجيبُها

فَسيروا بُراءَ في تَفَرُّقِ مالِكٍ

بِنُصحٍ وَأَرحامٍ يَئِطُّ قَريبُها

وَهَل مالِكٌ إِلاّ أُسودُ خَفيَّةٍ

إذا لَم تُعاطَ الحَقَّ بادٍ نُيُوبُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:39 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تَشَوَّفُ مِن صَوتِ الصَدى كُلَّما دَعا

تَشَوُّفَ جَيداءِ المُقَلَّدِ مُغيِبِ

تُبارِي حَراجيجًا عِتاقًا كَأَنَّها

شَرَائِجُ مَعطُوفٍ مِن القُضبِ مُصحَبِ

إذا ما بَلَغنا الجُهدَ مِنها تَوَعَّبَت

وَضيعُ زِمامٍ كَالُبابِ المُسيَّبِ

أَضَرَّ بِها عَلقُ السُّرَى كُلَّ لَيلَةٍ

إِليكَ فإِسآدي ضُحىً كُلَّ صَيهَبِ

حَلِيمٌ إَذا ما نالَ عاقَبَ مُجمِلاً

أَشَدَّ العقابِ أَو عَفا لَم يُثرِّبِ

فَعَفوًا أَميرَ المُؤمِنينَ وَحِسبَةً

فَما تَتَسِب مِن صالِحٍ لَكَ يُكتَبِ

أَساؤُوا فإن تغفر فِإِنَّكَ أَهلُهُ

وَأَفضَلُ حِلمٍ حِسبَةً حِلمُ مُغضَبِ

نَفَتهُم قُرَيشٌ عَن أباطِحِ مَكَّةٍ

وَذِي يَمَنٍ بِالمَشرِفِّي المُشَطَّبِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
جَزَتكَ الجَوازِي عَن صَدِيقُكَ نَضرَةً

وَأَدناكَ رَبِّي في الرَّفيقِ المُقَرَّبِ

فَإِنَّكَ لا يُعطي عَلَيكَ ظُلامَةً

عَدُوٌّ وَلا تَنأى عَنِ المُتَقَرِّبِ

وَإِنًّكَ ما تَمنَع فإِنَّكَ مانِعٌ

بِحَقٍّ وَما أَعطَيتَ لَم تَتَعَقَّبِ

مَتى تَأتِهِم يَومًا مِنَ الدَهرِ كُلِّهِ

تَجِدهُم إِلى فَضلٍ على النَاسِ تُرتَبِ

كَأنَّهُمُ مِن وَحشِ جِنٍّ صَريمَةٌ

بِعَبقَرَ لَمّا وُجِّهَت لَم تَغَيَّبِ

إِذا حُللُ الَصبِ اليَمانيِ أَجادَها

أَكُفُّ أَساتيذٍ عَلى النَّسجِ دُرَّبِ

أَتاهُم بِها الجاني فَراحُوا عَلَيهم

تَوَائِمُ مِن فَضفاضِهِنَّ المُكَعَّبِ

لَها طُرَرٌ تَحتَ البَنائِقِ أُذنِبَت

إلىمُرهَفاتِ الحَضرَمي المُقَرَبِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
رَأَيتُ اِبنَةَ الضَمريِّ عَزّةَ أَصبَحَت

كَمُحتَطبٍ ما يَلقَ بِالَيلِ يَحطِبِ

وَكانَت تُمَنّينا وَتزعُمُ أَنّها

كَبَيضِ الأَنوقِ في الصَفا المُتَنَصِّبِ

رَجَعتُ بِها عَني عَشِيّةَ بِرمَةٍ

شَمَاتَةَ أَعداءٍ ضُهُودٍ وَغُيَّب

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تَيَمَّمتُ لَهبًا أَبتَغي العِلم عِندَهُم

وَقَد رُدَّ عِلمُ العَائِفينَ إلى لَهبِ

تَيَمَّمتُ شَيخًا مِنهُمُ ذا بَجَالةٍ

بَصيرًا بِزَجرِ الطَيرِ مُنحنيَ الصُلبِ

فَقُلتُ لَهُ مَاذا تَرى في سَوَانِحٍ

وَصَوتِ غُرابٍ يَفحَصُ الوَجهَ بالتُربِ

فَقَالَ جَرَى الظَبيُ السَنيحُ بِبَينِها

وقال غُرابٌ جَدَّ مُنهَمِرُ السَّكبِ

فإِلّا تَكُن ماتَت فَقَد حَالَ دُونَها

سِواكَ خَليلٌ باطنٌ مِن بَني كَعبِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لِتَبكِ البَواكِي المُبكَياتُ أَبا وَهبِ

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِن رَخاءٍ وَمِن كَربِ

أَخا السَلمِ لا يَعيا إِذا هِيَ أَقبَلَت

عَلَيهِ وَلى يَجوي مُعانَقَةَ الحربِ

فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَنا بَعدَ خُلَّةٍ

فَنِعمَ الفَتى في الحَيِّ كُنتَ وَفي الرَكبِ

سَقَى الله وَجهًا غادَرَ القَومُ رَسمَهُ

مُقيمًا ومرّوا غافِلِينَ عَلَى شَغبِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
إِنَّ اِمرَءًا كانت مَساوِئُهُ

حُبَّ النَبيِّ لَغَيرُ ذي عَتبِ

وَبَني أَبي حَسَنٍ وَوَالدِهِم

مَن طابَ في الأَرحامِ وَالصُلبِ

أَتَرَونَ ذَنبًا أَن نُحِبَّهُمُ

بَل حُبُّهُم كَفّارَةُ الذَنبِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
فَلَولا اللهُ ثُمَّ نَدى اِبنِ لَيلى

وَأَني في نَوَالِكَ ذو اِرتِغابِ

وَباقي الوُدِّ ما قَطَعَت قَلوصي

مَهامِه بَينَ مِصرَ إِلى غُرابِ

وَنازَعَني إِلى مَدحِ اِبنِ لَيلى

قَوافيها مُنازَعَةَ الطَرابِ

فَلَيسَ النَيلُ حِينَ عَلَت قراهُ

غَوالِبُهُ بِأَغلَبَ ذي عُبابِ

بِأَفضَلَ نائِلًا مِنهُ إِذا ما

تَسامى الماءُ فانغَمَسَ الرَوابي

وَيَغمُرُنا إِذا نَحنُ اِلتَقَينا

بِطامي الموجِ مُضطَرِبِ الحَبابِ

وَأَنتَ دَعامَةٌ مِن عَبدِ شَمسٍ

إِذا اِنتُجِبوا مِن السِرِّ اللُبابِ

مِن اللائي يَعُودُ الحِلمُ فيهُم

وَيُعطَونَ الجَزيلَ بِلاحِسابِ

وَهُم حُكّامُ مُعضِلَةٍ عَقامٍ

فَكَم بَعَثوا بِها فَصلَ الخِطابِ

إِذا قَرَعوا المَنابِرَ ثُمَ خَطّوا

بِأَطرافِ المَخاصِرِ كَالغِضَابِ

قَضَوا فيها وَلَم يَتَوَهَّموها

بِفاصِلَةٍ مُبَيَّنَةِ الصَوابِ

وَهُم أَحلى إِذا ما لَم تُثِرهُم

عَلى الأَحناكِ مِن غَذَقِ اِبنِ طابِ

أَبوكَ حَمى أُمَيَّةَ حِينَ زالَت

دَعائِمُها وَأَصحَرَ لِلضِّرابِ

وَكانَ المُلكُ قَد وهنت قِواهُ

فَرَدَّ المُلكَ مِنها في النِصابِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:42 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif



خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا

قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ

وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها

وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ

وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما

ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ

وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا

وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ

وَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَت

إِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ

فَقَد حَلَفَت جَهدًا بِما نَحَرَت لَهُ

قُرَيشٌ غَداةَ المَأزَمينِ وَصَلّتِ

أُناديكَ ما حَجَّ الحَجِيجُ وَكَبَّرَت

بِفَيفاء آل رُفقَةٌ وَأَهَلَّتِ

وَما كَبَّرَت مِن فَوقِ رُكبةَ رُفقةٌ

وَمِن ذي غَزال أَشعَرَت وَاِستَهَلَّتِ

وَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَها

كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِ

فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ

إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ

وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً

تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ

فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها

فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ

كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت

مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ

صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً

فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ

أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها

وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ

فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَت

بِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِ

وَغودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحلُها

وَكانَ لَها باغٍ سِوايَ فَبَلَّتِ

وَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍ

وَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِ

وَكُنتُ كَذاتِ الظَلعِ لَمّا تَحامَلَت

عَلى ظَلعِها بَعدَ العِثارِ اِستَقَلَّتِ

أُريدُ الثَوَاءَ عِندَها وَأَظُنُّها

إِذا ما أَطَلنا عِندَها المُكثَ مَلَّتِ

يُكَلِّفُها الخَنزيرُ شَتمي وَما بِها

هَواني وَلَكِن لِلمَلِيكِ اِستَذَلَّتِ

هَنيئًا مَرِيئًا غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ

لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ

وَوَالله ما قارَبت إِلا تَباعَدَت

بِصَرمٍ وَلا أَكثَرتُ إِلّا أقلّت

وَلي زَفراتٌ لَو يَدُمنَ قَتَلنَنَي

تَوالي الَّتي تَأتي المُنى قَد تَوَلَّتِ

وَكُنّا سَلَكنا في صَعودٍ مِنَ الهوى

فَلَمّا تَوَافَينا ثَبَت وَزَلَّتِ

وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا

فَلمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ

فَإِن تَكُنِ العُتبى فَأَهلًا وَمَرحَبًا

وَحُقَّت لَها العُتبَى لَدينا وَقَلَتِ

وَإِن تَكُنِ الأُخرى فَإِنَ وَراءَنا

بِلادًا إِذا كَلَّفتُها العيسَ كَلَّتِ

خَليلَيَّ إِن الحاجِبِيَّةَ طَلَّحَت

قَلوصَيكُما وَناقَتي قَد أَكَلَّتِ

فَلا يَبعُدَن وَصلٌ لِعَزَّةَ أَصبَحَت

بِعَاقِبَةٍ أَسبابُهُ قَد تَوَلَّتِ

أَسِيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً

لَدِينا وَلا مَقلِيةً إِن تَقَلَّت

وَلَكِن أَنيلي وَاِذكُري مِن مَودَةٍ

لَنا خُلَّةً كَانَت لَدَيكُم فَضَلَّتِ

وَإِنّي وَإِن صَدَّت لَمُثنٍ وَصادِقٌ

عَلَيها بِما كانَت إِلَينا أَزَلَّتِ

فَما أَنا بِالدَاعي لَعَزَّةَ بِالرَدى

وَلا شامِتٍ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ

فَلا يَحسَبِ الواشُونَ أَنَّ صَبابَتي

بِعَزَّةَ كَانَت غَمرَةً فَتَجَلَّتِ

فاَصبَحتُ قَد أَبلَلتُ مِن دَنَفٍ بها

كَما أُدنِفَت هَيماءُ ثُمَّ اِستَبَلَّتِ

فَوَالله ثُمَّ الله لا حَلَّ بَعدها

وَلاقَبلَها مِن خُلَّةٍ حَيثُ حَلَّتِ

وَما مَرَّ مِن يَومٍ عَلَيَّ كيومِها

وَإِن عَظُمَت أَيامُ أُخرى وَجَلَّتِ

وَحَلَّت بِأَعلى شاهِقٍ مِن قُؤادِهِ

فَلا القَلبُ يَسلاها وَلا النَّفسُ مَلَّتِ

فَوا عَجَبًا لِلقَلبِ كَيفَ اِعتِرافُهُ

وَلِلنَفسِ لَمّا وُطِّنَت فَاِطمَأَنَّتِ

وَإِنّي وَتَهيامي بِعَزَّةَ بَعدَما

تَخّلَّيتُ مِمّا بَينَنا وَتَخَلَّتِ

لَكَ المُرتَجي ظِلَّ الغَمامَةِ كُلَّما

تَبَوَّأَ مِنها لِلمَقيلِ اِضمَحَلَّتِ

كَأَنّي وَإِيّاها سَحابَةُ مُمحِلٍ

رَجاها فَلَمّا جاوزَتهُ اِستَهَلَّتِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:49 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَأَطلالَ دارٍ بالنِياعِ فَحُمَّتِ

سَأَلتُ فَلَمّا اِستَعجَمَت ثُمَّ صُمتِ

عَجِبتُ لِأَنّ النَائِحاتِ وَقَد عَلَت

مُصِيبَتُهُ قَهرًا فَعَمَّت وَأَصمَتِ

نَعَينَ وَلَو أَسمَعنَ أَعلامَ صِندِدٍ

وَأَعلامَ رَضوى ما يَقُلنَ اِدرَهَمَّتِ

وَلِلأَرضِ أَمّا سُودُها فَتَجَلَّلَت

بَياضًا وَأَمّا بِيضُها فاِدهَأَمَّتِ

نَمَت لِأَبي بَكرٍ لِسانٌ تَتابَعَت

بِعارِفَةٍ مِنهُ فَخَصَّت وَعَمَّتِ

كَأَنَّ اِبنَ لَيلى حِينَ يَبدو فَتَنجَلي

سُجُوفُ الخِباءِ عَن مَهِيبٍ مُشَمَّتِ

إِذا ما لَوَى صِنعٌ بِهِ عَرَبِيَّةً

كَلَونِ الدِهانِ وَردَة لَم تَكَمَّتِ

مُقارِبُ خَطوٍ لا يُغَيِّرُ نَعلهُ

رَهيفُ الشَراكِ سَهلَةُ المُتَسَمَّتِ

إِذا طُرِحَت لَم تَطَّبِ الكَلبَ رِيحُها

وَإِن وُضِعَت في مَجلِسِ القَومِ شُمَّتِ

هُوَ المَرءُ لا يُبدي أَسى عَن مُصيبَةٍ

وَلا فَرَحًا يَومًا إَذا النَفسُ سُرَّتِ

قَلِيلُ الأَلايا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ

فَإِن سَبَقَت مِنهُ الأَليَّةُ برَّتِ

حَلِيمٌ كَريمٌ ذُو أَناةٍ وَأُربَةٍ

بَصِيرٌ إِذا ما كَفَّةُ الحَبلِ جُرَّتِ

وَشَعثاء أَمرٍ قَد نَزَت بَينَ غالِبٍ

تَلافَيتَها قَبلَ التَنائي فَلُمَّتِ

وَأَبرَأَتَها لَم يَجرَحِ الكَلمُ عَظمَها

وَلَو غِبتَ عَنها رُبِّعَت ثُمَّ أُمَّتِ

غَمُومٌ لِطَيرِ الزَاجِرِيها أُرِيبَةٌ

إِذا حَاوَلَت ضُرًّا لِذِي الضِغنِ ضَرَّتِ

يَؤُوبُ أُولُو الحاجاتِ مِنهُ إِذا بَدا

إلى طَيبِ الأَثوابِ غَيرِ مُؤمَّتِ

تَأَرَّضُ أَخفافُ المُناخَةِ مِنهُمُ

مَكانَ التي قَد بُعِّدَت فإِزلأَمتِ

فَلَستُ طِوالَ الدَّهرِ ما عِشتُ ناسيًا

عظامًا وَلا هَامًا لَهُ قَد أَرَمتِ

جَرى بَينَ بابِليونَ والهَضبِ دونَهُ

رِياحٌ أَسَفَّت بالنَقا وَأَشَمَّتِ

سَقَتها الغَوادِي وَالرَّوائِحُ خِلفَةً

تَدَلِّينَ عُلوًا والضَريحَةَ لَمَّتِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:50 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
حِبالُ سُجَيفَةَ أمسَت رِثاثا

فَسَقيًا لَها جُدُدًا أَو رِماثا

إِذا حَلَّ أَهلِيَ بِالأَبرَقَينِ

أُبَيرقِ ذي جُدَدٍ أَو دَءاثا

وَحَلَّت سُجَيفَةُ مِن أَرضِها

رَوَابِيَ يُنبِتنَ حِفرى دِماثا

تُتارِبُ بِيضًا إِذا اِستَلعَبَت

كَأُدمِ الظِباءِ تَرُفُّ الكَباثا

كأَنَّ حَدائِجَ أَظعانِها

بِغَيقَةِ لَمّا هَبَطنَ البِراثا

نَواعِمُ عُمٌّ عَلى مِثَبٍ

عِظامُ الجُذُوعِ أُحِلَّت بُعاثا

كَدُهمِ الرِّكابِ بأثقالِها

غَدَت مِن سَماهِيجَ أَو مِن جُواثا

وَخُوصٍ خَوامِسٍ أَورَدتُها

قُبَيلَ الكَوَاكِبِ وِردًا مُلاثا

مِن الرَوضَتَينِ فَجَنبَي رُكَيحٍ

كَلَقطِ المُضِلَّتِ حَليًا مُباثا

تُوالي الزِمامَ إِذا ما دَنَت

رَكائِبُها واِختَنَثنَ اِختِناثا

وَذِفرى كَكَاهِلِ ذِيخِ الخَلِيفِ

أَصابَ فَرِقَةَ لَيلِ فَعاثا

تَلَقَّطَها تَحتَ نَوءِ السِمّاكِ

وَقَد سَمِنَت سَورَةً وَاِنتَجاثا

لَوى ظِمئَها تَحتَ حَرِّ النُّجوم

يَحبِسُها كَسَلاً أَو عَباثا

فَلَمّا عَصاهُنَّ خابَثنَهُ

بِرَوضَةِ آلِيتَ قَصراً خِباثا

فَأَورَدَهُنَّ مِنَ الدَونَكَينِ

حَشَارِجَ يَحفِرنَ مِنها إِراثا

لَواصِبَ قَد أَصبَحَت وَاِنطَوَت

وَقَد أَطوَلَ الحَيُّ عَنها لِباثا

مُدِلٌّ يَعَضُّ إِذا نَالَهُنّ

مِراراً وَيُدنينَ فاهُ لِكاثا

وَصَفراءَ تَلمعُ بالنابِلين

كَلَمعِ الخَريعِ تَحَلَّت رِعاثا

هَتوفاً إِذا ذاقَها النازِعونَ

سَمِعتَ لَها بَعدَ حَبضٍ عِثاثا

تَئِنُّ إِلى العَجمِ وَالأَبهَرينِ

أَنينَ المَريضِ تَشَكّى المُغاثا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:50 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


أَلَم يَحزُنكَ يومَ غَدَت حُدوجُ

لِعَزَّةَ إِذ أَجَدَّ بِها الخُروجُ

بِضاحي النَقبِ حينَ خَرَجنَ مِنهُ

وَخَلفَ مُتونِ ساقَتِها الخَليجُ

رَأَيتُ جِمالَها تَعلو الثَنايا

كَأَنَّ ذُرى هَوادِجِها البُروجُ

وَقَد مَرَّت عَلى تُرَبانَ تُحدى

لها بالنَعفِ مِن مَللٍ وَسيجُ

رَأَيتُ حُدوجَها فَظَلَلتُ صَبّا

تُهَيِّجُني مَعَ الحَزَنِ الحُدوجُ

إِذا بَصُرَت بِها العَينانِ لَجَّت

بِدَمعِهِما مَعَ النَظَرِ اللَجوجُ

وَبالسَرحاتِ مِن وَدّانَ راحَت

عَليها الرَقمُ كالبَلَقِ البَهيجُ

وَهاجَتني بَحَزمِ عُفارِيياتٍ

وَقَد يَهتاجُ ذو الطَرَبِ المُهيجُ

عَلى فُضُلِ الرَواعِ تَضَمَّنَتها

خَصِيباتُ المَعالِفِ وَالمُروجُ

يَشُجُّ بِها ذُؤابَةَ كُلِّ حَزنٍ

سَبوتٌ أَو مواكِبَةٌ دَروجُ

وَفي الأَحداجِ حينَ دَنونَ قَصراً

بِحزنِ سُوَيقَةٍ بَقَرٌ دُموجُ

حِسانُ السَيرِ لا مَتَوَاتِراتٌ

وَلا ميلٌ هَوادِجُها تَموجُ

فَكِدتُ وَقَد تَغَيَبَتِ التوالي

وَهُنَّ خواضِعُ الحَكَماتِ عوجُ

بِذي جَدَدٍ مِنَ الجَوزاء موفٍ

كَأَنَّ ضَبابَهُ القُطُنُ النَسيجُ

وَقَد جَاوَزنَ هَضبَ قُتائداتٍ

وَعَنَّ لَهُنَّ مِن رَكَكٍ شُروجُ

أَموتُ ضَمانَةً وَتَجَلَّلَتني

وَقَد أتهَمن مُردِمَةً ثَلوجُ

كَأَنَّ دُموعَ عَيني يَومَ بانَت

دَلاةٌ بَلَّها فَرَطٌ مَهيجُ

يُريعُ بِها غَداةَ الوِردِ ساقٍ

سَريحُ المَتحِ بكرَتُهُ مَريجُ

فَلَو أَبديتِ وُدَّكِ أُمَّ عَمروٍ

لَدى الإِخوانِ ساءَهُمُ الوَليجُ

لَكانَ لِحُبِّكِ المَكتومِ شَأنٌ

عَلى زَمَنٍ وَنَحنُ بِهِ نَعيجُ

تُؤَمّلُ أَن تُلاقيَ أُمَ عَمروٍ

بِمَكَّةَ حَيثُ يَجتَمِعُ الحَجيجُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:50 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ

مَغانٍ وَرَسمٌ قد تَقادَمَ ماصِحُ

بِذي المَرخِ وَالمَسروحِ غَيّرَ رَسمَها

ضَروبُ النَدى قَد أَعتَقَتها البَوارِحُ

لِعَينيكَ مِنها يومَ حَزمِ مَبَرَّةٍ

شَريجانِ مِن دَمعٍ نَزيعٌ وَسافِحُ

أَتيٌّ وَمَفعومٌ حَثيثٌ كَأَنَّهُ

غُروبُ السَواني أَترَعَتها النَواضِحُ

إِذا ما هَرَقنَ الماء ثُمَّ اِستَقينَهُ

سَقاهُنَّ جَمٌّ مِن سُميحَةَ طافِحُ

لَيالي مِنها الوادِيانِ مَظِنَّةٌ

فَبُرَقُ العُنابِ دارُها فَالأَباطِحُ

لَيالِيَ لا أَسماءُ قالٍ مُوَدِّع

وَلا مُرهِنٌ يومًا لَكَ البَذلَ جارِحُ

صَديقٌ إِذا لاقَيتَهُ عَن جَنابَةٍ

أَلَدُّ إِذا ناشَدتَهُ العَهدَ بائِحُ

وَإِذ يُبرِىءُ القَرحى المِراضَ حَديثُها

وَتَسمو بِأَسماءَ القُلوبُ الصَحائِحُ

فَأُقسِمُ لا أَنسى وَلو حالَ دونَها

مَعَ الصَرمِ عَرضُ السَبسَبِ المُتَنازِحُ

أَمنيّ صَرَمتِ الحَبلَ لَمّا رَأَيتني

طَريدَ حُروبٍ طَرَّحَتهُ الطَوارِحُ

فَأَسحَقَ بُرداهُ وَمَحَّ قَميصَه

فَأَثوابُهُ لَيسَت لَهُنَّ مَضَارِحُ

فَأَعرَضتِ إِنَّ الغَدرَ مِنكُنَّ شيمَةٌ

وَفَجعَ الأَمينِ بَغتَةً وَهوَ ناصِحُ

فَلا تَجبَهيهِ وَيبَ غيرِكِ إِنَّهُ

فَتىً عَن دَنِيّاتِ الخَلائِقِ نازِحُ

هُوَ العَسَلُ الصافي مِرارًا وَتارَةً

هُوَ السُمُّ تَستَدمي عَلَيهِ الذَرارِحُ

لَعَلَّكِ يوماً أَن تَريهِ بِغِبطَةٍ

تَوَدِّينَ لَو يَأتيكُمُ وَهو صافِحُ

يَروقُ العُيونَ الناظِراتِ كَأَنَّهُ

هِرَقلِيُّ وَزنٍ أَحمَرُ التَّبرِ راجِعُ

وَآخِرُ عَهدٍ مِنكِ يا عِزُّ إِنَّهُ

بِذي الرَمثِ قولٌ قُلتِهِ وَهوَ صالِحُ

مُلاحُكِ بالبَردِ اليَماني وَقَد بَدا

مِن الصَرمِ أَشراطٌ لَهُ وَهوَ رائِحُ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الوَصلَ مِنك خلابَةٌ

كَجاري سَرابٍ رَقرَقَتهُ الصَحاصِحُ

أَغَرَّكِ مِنّا أَنَّ دَلَّكِ عِندَنا

وَإِسجادَ عَينيكِ الصَيودَينِ رابِحُ

وَأَن قَد أَصَبتِ القَلبَ مِنّي بِغُلَّةٍ

وَحُبٍّ لَهُ في أُسوَدِ القَلبِ قادِحُ

وَلَو أَنَّ حُبّي أُمَّ ذي الوَدعِ كُلَّهُ

لِأَهلِكِ مالٌ لَم تَسَعهُ المَسارِحُ

يَهيمُ إِلى أَسماءَ شوقًا وَقَد أَتى

لَهُ دونَ أَسماءَ الشَغولُ السَوانِحُ

وَأَقصَرَ عَن غَربِ الشَبابِ لِداتُهُ

بِعاقِبَةٍ وَاِبيَضَّ مِنهُ المَسائِحُ

وَلكِّنَهُ مِن حُبِّ عَزَّةَ مُضمِرٌ

حَباءَ بِهِ قَد بُطِّنَتهُ الجَوانِحُ

تُصَرِّدُنا أَسماءُ دامَ جَمالُها

وَيَمنَحُها مِنّي المَوَدَّةَ مانِحُ

خَليليَّ هَل أَبصَرتُما يَومَ غَيقَةٍ

لِعَزَّةَ أَظعانًا لَهُنَّ تَمايِحُ

ظَعائِنُ كَالسَلوى الَّتي لا يَحُزنَها

أَو المَنَّ إِذ فاحَت بِهِنَّ الفَوائِحُ

كَأَنَّ قَنا المِرّانِ تَحتَ خُدورِها

ظِباءُ المُلا نِيطَت عَليها الوَشائِحُ

تَحَمَّلُ في نَحرِ الظَهيرَةِ بَعدَما

تَوَقَّدَ مِن صَحنِ السُريرِ الصَّرادِحُ

عَلى كُلِّ عَيهامٍ يَبُلُّ جَديلَهُ

يُجيلُ بِذِفراهُ وَباللِّيتِ قامِحُ

خَليليَّ روحا وَاِنظُرا ذا لُبانَةٍ

بِهِ باطِنٌ مِن حُبِّ عَزَّةَ فادِحُ

سَبَتني بِعَينَي ظِبيَةٍ يَستَنيمُها

أَغَنُّ البُغامِ أَعيَسُ اللَّونِ راشِحُ

إِلى أُرُكٍ بالجَزعِ مِن بَطنِ بيشَةٍ

عَليهنَّ صَيّفنَ الحَمامُ النَوائِحُ

كَأَنَّ القَماريّ الهَواتِفَ بِالضُّحى

إِذا أَظهَرَت قيناتُ شربٍ صَوادِحُ

وَذي أُشُرٍ عَذبِ الرُضابِ كَأَنَّهُ

إِذا غارَ أَردافُ الثُريّا السَوابِحُ

مُجاجَةُ نَحلٍ في أَباريقَ صُفّقَت

بِصَفقِ الغَوادي شَعشَعتهُ المَجادِحُ

تَرُوقُ عُيونَ اللائي لايَطمَعونَها

وَيروى بِرَيّاها الَجيعُ المُكافِحُ

وَغُرٍّ يُغادي ظَلمَهُ بِبَنانِها

مَعَ الفَجرِ مِن نَعمانَ أَخضَرُ مَائِحُ

قَضى كُلَّ ذي دَينٍ وَعَزَّةُ خُلَّةٌ

لَهُ لَم تُنِلهُ فَهوَ عَطشانُ قامِحُ

وَإِني لأَكمي الناسَ ما تَعِدينَني

مَنَ البُخلِ أَن يَثري بِذَلكَ كاشِحُ

وَأَرضى بِغَيرِ البَذلِ مِنها لَعَلَّها

تُفارِقُنا أَسماءُ وَالوِدُّ صالِحُ

وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني

لِعَزَّةَ مُصفٍ بالمناسِبِ مادِحُ

أَبائنةٌ يا عَزُّ غَدواً نَواكُمُ

سَقَتكِ الغَوادي خِلفَةً وَالرَوائِحُ

مِن الشُمِّ مِشرافٌ يُنيفُ بِقُرطِها

أَسيلٌ إِذا ما قُلِّدَ الحَليَ واضِحُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:51 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif




سِراجُ الدُجى صِفرُ الحَشا مُنتَهى المُنى

كَشَمسِ الضُحى نَوّامَةٌحينَ تُصبِحُ

إِذا ما مَشَت بينَ البُيوتِ تَخَزَّلَت

وَمالَت كَما مالَ النَزيفُ المُرَنَّحُ

تَعَلَّقتُ عَزًّا وَهيَ رُؤدٌ شَبابُها

عَلاقَةَ حُبٍّ كادَ بالقَلبِ يَرجَحُ

أَقولُ وَنِضوي وَاقِفٌ عِندَ رَمسِها

عَلَيكِ سَلامُ الله وَالعَينُ تُسفَحُ

فَهذا فِراقُ الحَقِّ لا أَن تُزيرَني

بِلادَكِ فَتلاءُ الذِراعينِ صَيدَحُ

وَقَد كُنتُ أَبكي مِن فِراقِكِ حَيَّةً

وَأَنتِ لَعمري اليومَ أَنأى وَأَنزَحُ

فَيا عَزَّ أَنتِ البَدرُ قَد حالَ دونَهُ

رَجيعُ تُرابٍ وَالصَفيحُ المضرَّحُ

فَهَلا فَداكِ الموت مَن أَنتِ زينُهُ

وَمَن هُوَ أَسوا مِنكِ دَلّاً وَأَقبَحُ

عَلى أُمِّ بَكرٍ رَحمَةٌ وَتَحِيَّةٌ

لَها مِنكَ والنائي يَوَدُّ وَيَنصَحُ

مُنعَّمةٌ لو يَدرُجُ الذَرُّ بَينَها

وَبَينَ حَواشِي بُردِها كَادَ يَجرَحُ

وَما نَظَرَت عيني إِلى ذي بَشاشَةٍ

مِن الناسِ إِلّا أَنتِ في العَينِ أَملَحُ

أَلا لا أَرى بَعدَ اِبنةِ النَضرِ لَذَّةً

لِشيءٍ ولا مِلحًا لِمَن يَتَمَلَّحُ

فَلا زَالَ رَمسٌ ضَمَّ عَزَّةَ سائِلاً

بِهِ نِعمَةٌ مِن رَحمَةِ الله تَسفَحُ

فَإِنَ الَّتي أَحبَبتُ قَد حالَ دونَها

طِوَالُ الليالي وَالضَريحُ المُصفَّحُ

أَرَبَّ بِعينِيَّ البُكا كُلَّ لَيلَةٍ

فَقَد كادَ مَجرى الدَمعِ عينَيَّ يَقرَحُ

إِذا لَم يَكُن ما تَسفَحُ العينُ لي دَمًا

وَشرُّ البُكاءِ المُستَعارُ المُسَيَّحُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:51 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif







وَإِنَّكِ عَمري هَل تَرى ضوءَ بارِقٍ

عَريضِ السَنا ذي هَيدَبٍ مُتَزَحزِحِ

قَعَدتُ لَهُ ذاتَ العِشاءِ أَشيمُهُ

بِمَرٍّ وَأَصحابي بِجُبَّةِ أَذرُحِ

وَمِنهُ بِذي دَورانَ لَمعٌ كَأَنَّهُ

بُعيدَ الكَرى كَفّا مُفيضٍ بِأَقداحِ

فَقُلتُ لَهُم لَمّا رَأَيتُ وَمِيضَهُ

لِيُروَوا بِهِ أَهلَ الهِجانِ المُكشَّحِ

قَبائِلَ مِن كَعبِ بنِ عَمروٍ كَأَنَّهُم

إِذا اِجتَمَعوا يومًا هِضابُ المُضَيَّحِ

تَحُلُّ أَدانِيهِم بِوَدَّانَ فالشَبا

وَمَسكِنُ أَقصاهُم بِشُهدٍ فَمِنصَحِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:51 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَجِبتُ لِبُرئي مِنكِ يا عَزَّ بَعدَما

عَمِرتُ زَمانًا منك غَيرَ صَحيحِ

فَإِن كانَ بُرءُ النَفسِ لي مِنكِ راحَةً

فَقَد بَرِئَت إِن كانَ ذاكَ مُريحي

تَجَلّى غِطاءُ الَرأسِ عنّي وَلَم يَكَد

غِطاءُ فُؤادي يَنجَلي لِسَريحِ

سَلا القَلبُ عَن كِبراهُما بَعدَ حِقبَةٍ

وَلُقّيتُ مِن صُغراهُما اِبنَ بَريحِ

فَلا تَذاكُرا عِندي عُقَيبةَ إِنني

تَبينُ إِذا بَانَت عُقَيبَةُ روحي

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:52 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَبَت إِيلي مَاءَ الرَداهِ وَشَفَّها

بَنو العَمَّ يَحمونَ النَضيحَ المُبَرَّدا

وَما يَمنَعونَ الماءَ إِلّا ضَنانَةً

بِأَصلابِ عُسرى شَوكُها قَد تَخَدَّدا

فَعادَت فَلَم تَجهَد عَلى فَضلِ مائِهِ

رياحًا وَلا سَقيا اِبنَ طَلقِ بنِ أَسعدا

إِذا وَرَدَت رَغباءَ في يَومِ وِردِها

قَلوصي دَعا إِعطاشَهُ وَتَبَلَّدا

فَإِنّي لأَستَحييكُمُ أَن أَذِمَّكُم

وَأُكرِمُ نَفسي أَن تُسيئوا وَأحمَدا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:52 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


وَلَقَد لَقيتَ عَلى الدُريجَةِ لَيلَةً

كانَت عَليكَ أَيامِنًا وَسُعودا

لا تَغدرَنَّ بِوَصلِ عَزَّةَ بَعدَما

أَخَذَت عَلَيكَ مواثِقًا وَعُهودا

إِنَّ المُحِبَّ إِذا أَحَبَّ حَبيبَهُ

صَدَقَ الصَفاءَ وَأَنجَزَ الموعودا

الله يَعلَمُ لو أَرَدتُ زِيادَةً

في حُبِّ عَزَّةَ ما وَجَدتُ مَزيدا

رُهبانُ مَديَنَ وَالَّذينَ عَهِدتُهُم

يَبكونَ مِن حَذَرِ العَذابِ قُعودا

لو يَسمَعونَ كَما سَمِعتُ كَلامَها

خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وَسُجودا

وَالمَيتُ يُنشَرُ أَن تَمَسَّ عِظامَهُ

مَسًّا وَيَخلُدُ أَن يِرَاكِ خُلودا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:52 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


أَتاني وَدوني بَطنُ غولٍ وَدُونَهُ

عِمادُ الشَبا مِن عينِ شَمسٍ فعابِدُ

نَعيُّ اِبنِ ليلى فاِتَّبَعتُ مُصيبَةً

وَقَد ضِقتُ ذَرعاً والتَجَلُّدُ آيدُ

وَكِدتُ وَقَد سالَت مِنَ العينِ عَبرَةٌ

سَها عانِدٌ مِنها وَأَسبَلَ عانِدُ

قَذيتُ بِها وَالعينُ سهوٌ دمُوعُها

وَعُوّارُها في باطِنِ الجَفنِ زائدُ

فَإِن تُرِكَت لِلكُحلِ لَم يَترُكِ البُكا

وَتَشرى إِذا ما حَثَحَثَتها المَراوِدُ

أَموتُ أَسىً يَومَ الرِجامِ وَإِنَّني

يَقينًا لرَهنٌ بالَّذي أَنا كائِدُ

ذَكَرتُ لَيلى والسَماحَةَ بَعدَما

جَرى بينَنا مورُ النَقا المُتَطارِدُ

وَحالَ السَفا بَيني وَبينَكَ وَالعِدى

وَرَهنُ السَفا غَمرُ النَقِيَةِ ماجِدُ

حَلَفتُ يَمينًا بالَّذي وَجَبَت لَهُ

جُنوبُ الهدايا وَالجِباهُ السَّواجِدُ

لَنِعمَ ذوو الأَضيافِ يَغشونَ بابَهُ

إِذا هَبَّ أَرياحُ الشِّتاءِ الصَوارِدُ

إِذا اِستَغشَتِ الأَجوافُ أَجلادُ شَتوَةٍ

وَأَصبَحَ يَحمومٌ بِهِ الثَلجُ جامِدُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:52 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


أَأَطلالُ سَلمى بِاللَوى تَتَعَهَّدُ



وَلَمّا وَقَفنا والقُلوبُ عَلى الغَضا

وَلِلدَّمعِ سَحٌّ وَالفَرائِصُ تُرعَدُ

وَبَينَ التَراقي وَاللَهاةِ حَرارَةٌ

مَكانَ الشَجا ما إِن تَبوحُ فَتُبرَدُ

أَقولُ لِماءِ العينِ أَمعِن لَعَلَّه

بِما لا يُرى مِن غائِبِ الوَجدِ يَشهَدُ

فَلَم أَدرِ أَنَّ العَين قَبلَ فِراقِها

غَداةَ الشَبا مِن لاعِجِ الوَجدِ تَجمدُ

وَلَم أَرَ مِثلَ العَينِ ضَنَّت بِمائِها

عَليَّ وَلا مِثلي عَلى الدَمعِ يَحسُدُ

وَساوى عَليَّ البَينُ أَن لَم يَرينَني

بَكيتُ وَلَم يُترَك لِذي الشَجوِ مَقعَدُ

وَلَمَا تَدانى الصُبحُ نادوا بِرحلَةٍ

فَقُمنَ كَسالى مَشيُهُنَّ تأَوُّدُ

إِلى جِلَّةٍ كَالهُضبِ لَم تَعدُ أَنَّها

بِوازِلُ عامٍ وَالسَديسُ المعبَّدُ

إلى كُلِّ هَجهاجِ الرَواحِ كَأَنَّهُ

شَكجٍ بِلَهاةِ الحَلقِ أَو مُتَكَيِّدُ

تَمُجُّ ذَقاريهُنَّ ماءَ كَأَنَّهُ

عَصيمٌ عَلى جارِ السَوَالِفِ مُعقَدُ

وَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلنَ زينَةً

كَما اِقتانَ بِالنَّبتِ العَهادُ المُجَوَّدُ

تَأطّرنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحًا

وَذُبنَ كَما ذابَ السَديفُ المَسَرهَدُ

عَبيرًا وَمِسكًا مانَه الرَشحُ رادِعًا

بِهِ مِحجَرٌ أَو عارِضٌ يَتَفَصَّدُ

وَأَجمَعنَ بَينًا عاجِلاً وَتَرَكنَني

بِفيفا خُرَيمٍ قائِمًا أَتَلَدَّدُ

كَما هاجَ إِلفٌ صابِحاتٍ عَشيةً

لَهُ وَهوَ مَصفودُ اليَدَينِ مُقَيَّدُ

فَقَد فُتنَني لَمّا وَرَدن خَفينَنا

وَهُنَّ عَلى ماءٍ حراضة أبعد

فو الله ما أَدري أَطيَخًا تَواعدوا

لِتِمِّ ظَمٍ أَم ماءَ حَدَةَ أَورَدوا

وَبِالأَمسِ ما رَدُّوا لِبينٍ جِمالَهُم

لَعَمري فَعيلَ الصَّبَ مَن يَتَجَلَّدُ

وَقَد عَلِمَت تِلكَ المَطِيَّةُ أَنَّكُم

مَتى تَسلُكوا فَيفا رَشادٍ تَخوَّدوا

عطر الزنبق
10-02-2021, 03:53 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif



أَلا أَن نَأَت سَلمى فَأَنتَ عَميدُ

وَلَمّا يُفِد مِنها الغَداةَ مُفيدُ

وَلَستَ بِمُمسٍ ليلَةً ما بَقيتَهات

وَلا مُصبِحٌ إِلا صِباكَ جَديدُ

دِيارٌ بِأَعناءِ السُريرِ كأَنَّما

عَليهِنَّ في أَكنافِ غَيقَةَ شيدُ

تَمُرُّ السُنونَ الخالِياتُ وَلا أَرى

بِصَحنِ الشَبا أَطلالَهُنَّ تَبيدُ

فَغَيقُهُ فاَلأَكفالُ أَكفالُ ظَبيَةٍ

تَظَلُّ بِها أُدمُ الظِباءِ تَرودُ

وَخَطباءُ تَبكي شَجوَها فَكَأَنَّها

لَها بالتِلاعِ القاوِياتِ فَقيدُ

كَما اِستَلعَبَت رَأدَ الضُحى حِميَريَّةٌ

ضَروبٌ بِكَفَّيها الشِّراعَ سَمودُ

لَياليَ سُعدى في الَشبابِ الذي مَضى

وَنِسوَتُها بِيضُ السَوالِفِ غيدُ

يُباشِرنَ فَأرَ المِسكِ في كُلِّ مَهيجٍ

وَيُشرِقُ جاديٌّ بِهِنَّ مَفيدُ

فَدَع عَنكَ سَلمى إِذ أَتى النأَيُ دونَها

وَأَنتَ اِمرؤٌ ماضٍ زَعَمتَ جَليدُ

وَسَلِّ هُمومَ النَفسِ إِنَّ عِلاجها

إِذا المرءُ لَم يَنبَل بِهِنَّ شَديدُ

بِعيساءَ في دَأياتِها وَدُفوفِها

وَحارِكَها تَحتَ الولي نُهودُ

وَفي صَدرِها صَبٌّ إِذا ما تَدافَعَت

وَفي شَعبِ بَينَ المِنكَبَينِ سُنودُ

وَتَحتَ قُتودِ الرَحلِ عَنسٌ حَريزَةٌ

عَلاةٌ يُباريها سَواهِمُ قُودُ

تَراها إِذا ما الرَكبُ أَصبَحَ ناهِلاً

وَرُجّي وِردُ الماءِ وَهوَ بَعيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها

مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِليكَ أَبا بَكرٍ تَخُبّ بِراكِبٍ

عَلى الأينِ فَتلاءُ اليَدينِ وَخودُ

تَجوزُ رُبى ألأصرامِ أَصرامِ غالِبٍ

أَقولُ إِذا ما قيلَ أَينَ تريدُ

أُريدُ أَبا بَكرٍ وَلو حالَ دونَهُ

أَماعِزُ تَغتالُ المَطيَّ وَبيدُ

لِتَعلَمَ أَني لِلمَوَدَّةِ حافَظٌ

وَما لِليَدِ الحُسنى لَديَّ كُنودُ

وَإِنكَ عِندي في النَّوالِ وَغيرُه

وَفي كُلِّ حالٍ ما بَقيتَ حَميدُ

فآلاءُ كَفٍّ مِنكَ طَلقٍ بَنانُها

بِبَذلِكَ إِذ في بَعضِهِنَّ جُمودُ

وآلاءُ من قد حال بَينِي وَبَينَه

عِدىً وَنَقًا للسافياتِ طَريدُ

فلا تَبعُدن تَحتَ الضَريحَةِ أَعظُمُ

رَميمٌ وَأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ

بِما قَد أَرى عَبدَ العَزيزِ وَنَجمُهُ

إذا نَلتَقي طَلق الطُلوعِ سُعودُ

لَهُ مِن بنيهِ مَجلِسٌ وَبَنيهِمُ

كِرامٌ كأَطرافِ السُيوفِ قُعودُ

فما لا مرىءٍ حيٍّ وَإِن طالَ عُمرُهُ

وَلا لِلجِبال الراسياتِ خُلودُ

وَأَنتَ اِمرُؤ أُلهِمتَ صِدقًا وَنائِلاً

وَأَورَثَكَ المَجدَ التليدَ جُدودُ

جُدُودٌ مِن الكَعبينِ بيضٌ وُجوهُها

لَهُم مَأَثوراتٌ مَجدُهنَّ تَليدُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:11 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لَقَد هَجَرَت سُعدى وَطالَ صُدودُها

وَعاوَدَ عَيني دَمعُها وَسُهودُها

وَقَد أُصفيَت سُعدى طَريفَ موَدَّتي

وَدامَ عَلى العَهدِ الكَريمِ تَليدُها

نَظَرتُ إِليها نَظرَةً وَهيَ عاتقٍ

على حين أن شبّت وبان نهودها

وقد درّعوها وهيَ ذات مؤصد

مَجوبٍ وَلَما يَلبَسِ الدِرعَ ريدُها

نَظَرتُ إِليها نَظرةً ما يَسُرُّني

بِها حُمرُ أَنعامِ البِلادِ وَسودُها

وَكُنتُ إِذا ما زُرتُ سُعدى بِأَرضِها

أَرى الأَرضَ تُطوى لي وَيَدنو بَعيدُها

مِنَ الخَفراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها

إِذا ما اِنقَضَت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها

مُنَعَّمَةٌ لم تَلقَ بُؤسَ مَعيشَةٍ

هي الخُلدُ في الدُنيا لِمَن يَستفيدُها

هيَ الخُلدُ ما دامَت لِأهلِكَ جارَةً

وَهل دامَ في الدُنيا لِنَفسٍ خُلودها

فَتِلكَ الَّتي أَصفيتُهابِمَوَدَّتي

وَليدًا وَلمّا يَستَبِن لي نُهودُها

وَقَد قَتَلَت نَفسًا بِغيرِ جَريرَةٍ

وَليسَ لها عَقلٌ وَلا مَن يُقيدُها

تُحَلِّلُ أَحقادي إِذا ما لَقِيتُها

وَتَبقى بِلا ذَنبٍ عَليَّ حُقودُها

وَيَعذُبُ لي مِن غَيرِها فَأَعافُها

مَشارِبُ فيها مَقنَعٌ لو أُريدُها

وَأَمنَحُها أَقصى هَوَايَ وَإِنَّني

عَلى ثِقَةٍ مِن أَنَّ حَظّي صُدودُها

أَلا لَيتَ شِعري بَعدَنا هَل تَغَيَّرَت

عَنِ العَهدِ أَم أَمسَت كَعَهدي عُهودُها

إِذا ذَكَرَتها النَفسُ جُنَّت بِذِكرِها

وَريعَت وَحَنَّت وَاِستَخَفَّ جَليدُها

فَلو كانَ ما بي بِالجِبالِ لَهَدَّها

وَإِن كانَ في الدُّنيا شَديداً هُدودُها

وَلَستُ وَإِن أُوعِدتُ فيها بِمُنتَهٍ

وَإِن أُقِدَت نارٌ فَشُبَّ وَقودُها

أَبيتُ نَجِيًّا لِلهُمومِ مُسَهَّداً

إِذا أُوقِدَت نَحوي بِليلٍ وُقودُها

فَأَصبَحتُ ذا نفسينِ نَفسٍ مَريضَةٍ

مِن اليأسِ ما يَنفَكُّ هَمٌّ يَعودُها

وَنَفسٍ تُرجّى وَصلَها بَعدَ صَرمِها

تَجَمَّلُ كي يَزدادَ غَيظًا حَسودُها

وَنَفسي إِذا ما كُنتُ وَحدي تَقَطَّعِت

كَما اِنسَلَّ مِن ذاتِ النِظامِ فَريدُها

فَلَم تُبدِ لي يأساً فَفي اليَأسِ راحَةٌ

وَلَم تُبدِ لي جوداً فَينفَعَ جودُها

كَذاكَ أُذوذُ النَفسَ يا عَزَّ عَنكُمُ

وَقَد أعوَرَت أَسرارُ مَن لا يَذودُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:11 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَكُنتُ اِمرءًا بِالغورِ مِنّي ضَمانَةٌ

وَأُخرى بِنَجدٍ ما تُعيدُ وَما تُبدي

فُطورًا أَكُرُّ الطَرفَ نَحوَ تِهامَةٍ

وَطورًا أَكُرُّ الطَّرفَ كرًّا إِلى نَجدِ

وَأَبكي إِذا فارَقتُ هِندًا صبابَةً

وَأَبكي إِذا فارَقتُ دَعدا عَلى دَعدِ

وَكانَ الصِبا خِدنَ الشَبابِ فَأَصبَحا

وَقَد تَرَكاني في مَغانيمِها وَحدي

فوالله ما أدري أَطائِفُ جِنَّةٍ

تَأوَّبَني أَم لَم يَجِد أَحدٌ وَجدي

فلا تَلحَياني إِن جَزَعتُ فَما أَرى

عَلى زَفَراتِ الحُبِّ مِن أَحَدٍ جَلدِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:12 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تَظَلُّ اِبنَةُ الضَمري في ظِلِّ نِعمَة

إِذا ما مَشَت مِن فوقِ صَرحٍ مُمَرَّدِ

يِجيءُ بِرَيّاها الصَبّا كُلَّ لَيلَةٍ

وَتَجمَعُنا الأَحلامُ في كَلِّ مَرقَدِ

ونُضحي وَأثباجُ المضيّ مَقِيلُنا

بِجَذبٍ بنا في الصَيهَدِ المُتَوَقِّدِ

أَقيدي دَمًا يا أُمَّ عمروٍ هرَقتِهِ

فَيَكفيك فِعلُ القاتِلِ المُتَعَمِّدِ

وَلن يَتَعَدّى ما بَلَغتُم بِراكبٍ

زِوَرَّةَ أَسفارٍ تَروحُ وَتَغتَدي

فَظَلَّت بِأَكنافِ الغُراباتِ تَبتَغي

مِظَنَّتها وَاِستَمَرَأت كُلَّ مُرتَدِ

وَذا خُشُبٍ مِن آخِرِ الليلِ قَلَّبَت

وَتَبغي بِه لَيلاً عَلى غَيرِ مَوعِدِ

مُناقِلَةً عُرضَ الفَيافي شِمِلَّةً

مَطِيَّةَ قَذافٍ عَلى الهَولِ مَبعَدِ

فَمَرَّت بِليلٍ وَهيَ شَدفاءُ عاصِف

بِمُنخَرَقِ الدَوداءِ مَرَّ الخَفَيدَدِ

وَقالَ خَليلَي قَد وَقعتَ بِما تَرى

وَأَبلَغتَ عُذرًا في البغايَةِ فَاِقصِدِ

فَحَتَّامَ جوبُ البيدِ بِالعيسِ تَرتَمي

تَنائِفَ ما بَينَ البُحَيرِ فَصَرخَدِ

فَقُلتُ لَهُ لَم تَقضِ ما عَمَدَت لَهُ

وَلَم تَأتِ أَصرامًا بِبُرقَةِ مُنشَدِ

فَأَصبَحَ يِرتَدُ الجَميمَ بِرابِغٍ

إلى بُرقَةِ الخَرجاءَ مِن ضَحوَةِ الغد

لَعَمري لَقد بانَت وَشَطَّ مَزارُها

عُزيزَةَ لا تَفقِد وَلا تَتَبَعَّدِ

إِذا أَصبَحَت في الجِلسِ في أَهلِ قَريَةٍ

وَأَصبَحَ أَهلي بَينَ شَطبٍ فَبَدبَدِ

وَإِنّي لآتيكُم وَإِنّي لَراجِعٌ

بِغَيرِ الجَوى مِن عِندِكُم لَم أُزَوَّدِ

إِذا دَبَرانٌ مِنكِ يوماً لَقِتُهُ

أُؤَمِّلُ أَن أَلقاكِ بَعدُ بِأَسعُدِ

فَإِن تَسلُ النَفسُ أَو تَدَعِ الهَوى

فَبِاليأسِ تَسلو عَنكِ لا بِالتَجَلُّدِ

وَكُلُّ خَليلٍ راءَني فَهوَ قائِلٌ

مِن اجلِكِ هَذا هامَةُ اليومِ أَو غَدِ





https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَلَمّا رَأَت وَجدي بِها وَتَبَيَّنَت

صَبَابَةَ حَرّانِ الصَبابَةِ صادِ

أَدَلَّت بصَبرٍ عِندَها وَجَلادَةٍ

وَتَحسَبُ أَنَّ النَاسَ غَيرُ جِلادِ

فَيا عَزَّ صادي القَلبَ حتى يَوَدَّني

فُؤادُكِ أَو رُدّي عَليَّ فُؤادي

وَما زِلتُ مِن لَيلى لَدُن أَن عَرَفتُها

لَكالَهائِمِ المُقصى بِكُلِّ مَذادِ

وَإِنَّ الَّذي يَنوي مِنَ المَالِ أَهلُها

أَوارِكُ لَمّا تَأتَلِف وَعَوا

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:12 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


شَجا أَظعانُ غاضِرَةَ الغوادي

بِغَيرِ مَشورَةٍ عَرَضًا فُؤادي

أَغاضِرَ لَو شَهِدتِ غَداةَ بِنتُم

جنُوءَ العائِداتِ عَلى وِسادي

أُوَيتِ لِعاشِقٍ لَم تَشكُميهِ

نَوَافِذُهُ تَلَذَّعُ بِالزَنَادِ

وَيومَ الخَيلِ قَد سَفَرَت وَكَفَّت

رداءَ العَصبِ عَن رَتَلٍ بُرادِ

وَعَن نَجلاءَ تَدمَعُ في بَيَاضٍ

إِذا دَمَعَت وَتَنظُرُ في سَوادِ

وَعَن مُتَكغاوِسٍ في العَقصِ جَثلٍ

أَثيثِ النَّبتِ ذي عُذَرٍ جَعادِ

وَغاضِرَةُ الغَداةَ وَإِن نَأَتنا

وأَصبَحَ دونَها قُطرُ البِلادِ

أَحَبُّ ظَعينَةٍ وَبَناتُ نَفسي

إِليها لَو بَلِلنَ بِها صَوادي

وَمِن دُونِ الَّذي أَمَّلتُ وُدًّا

ولَو طالبتُها خَرطُ القَتادِ

وَقالَ الناصِحونَ تَحَلَّ مِنها

بِبَذلٍ قَبلَ شِيمَتِها الجَمادِ

فَإِنكَ موشِكٌ أَلّا تَراها

وَتَعدُوَ دونَ غاضِرَةَ العوادي

فَقَد وَعَدتك لَو أَقَبلتَ وُدًّا

فَلَجَّ بِكَ التَّدَلُّلُ في تعادِ

فَأَسرَرتُ النَدامَةَ يَومَ نادى

بِرَدِّ جِمالِ غاضِرَةَ المُنادي

تَمادى البُعدُ دونَهُمُ فَأَمسَت

دُموعُ العَينِ لَجَّ بِها التَمادي

لَقَد مُنِعَ الرُقادُ فَبِتُّ لَيلي

تُجافيني الهُمومُ عَنِ الوِسادِ

عَداني أَن أَزورَكَ غَيرَ بُغضٍ

مُقامُك بَينَ مُصفَحَةٍ شِدادِ

وَإِنّي قائِلٌ إِن لَم أَزُرهُ

سَقَت دِيَمُ السَواري والغَوادي

مَحَلَّ أَخي بَني أَسَدٍ قَنَونا

إِلى يَبَةٍ إِلى بَركِ الغِمادِ

مُقِيمٌ بِالمَجازَةِ مِن قَنَونا

وَأَهلُكَ بِالأُجيفِرِ وَالثِمادِ

فَلا تَبعَدن فَكُلُّ فَتى سَيَأتي

عَليهِ الموتُ يَطرُقُ أَو يُغادي

وَكُلُّ ذَخيرَةٍ لا بُدَّ يَومًا

وَلَو بَقيت تَصيرُ إِلى النَفادِ

يَعِزُّ عَلَيَّ أَن نَغدو جَميعًا

وَتُصبِحَ ثاوِيًا رَهناً بِوادِ

فَلو فودِيتَ مِن حَدَثِ المَنايا

وَقَيتُكَ بِالطَّريفِ وَبِالتِلادِ

لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا

وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:12 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


أَنتَ إِمامُ الحَقِّ لَسنا نَمتَري

أَنتَ الَّذي نَرضى بِهِ وَنرتَجي

أَنتَ اِبنُ خيرِ الناسِ مِن بَعد النبي

يا اِبنَ عَليَّ سِر وَمَن مِثلُ عَلي

حَتى تَحلَّ أَرضَ كَلَبٍ وَبلي

ما مِتُ يا مَهديُّ يا اِبنَ المُهتَدي

أَنتَ الَّذي نَرضى بِهِ وَنرتَجي

أَنتَ اِبنُ خيرِ الناسِ مِن بَعد النبي

أَنتَ إِمامُ الحَقِّ لَسنا نَمتَري

يا اِبنَ عَليَّ سِر وَمَن مِثلُ عَلي

سِر بنا مُصاحِباً لا تَنثَني

حَتى نُحاذي أَرضَ كَلَبٍ وَبلى

ثَمتَ أَقبل جارُكَ الله العلي

بين لَنا وَاِنصَح لَنا يا اِبن الوصي

بَيِّن لَنا مِن دينِنا ما نَبتَغي

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:13 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif



أَلَيسَ أَبي بِالصَلتِ والد أُسرَتي

لِكُلِّ هِجانٍ مِن بَني النَضرِ أَزهَرا

لَبِسنا ثِيابَ العَصبِ فَاِختَلَطَ السَدى

بِنا وَبِهِم وَالحَضرَميَّ المُخَصَّرا

إِذا ما قَطَعنا مِن قُرَيشٍ قَرابَةً

بِأَي نِجادٍ تَحمِلُ السَيفَ مَيسرا

أَبَيتُ الَّتي قَد سُمتَني وَنَكَرتُها

وَلَو سُمتَها قَبلي قَبيصَةَ أَنكرا

فَإِن لَم تَكونُوا مِن بَني النَضرِ فَاِترُكُوا

أَراكًا بِأَذنابِ الفَوائِجِ أَخضرا

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:13 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
غَشِيتُ لِلَيلى بِالبَرودِ مَساكِنًا

تَقادَمنَ فَاِستَنَّت عَليها الأَعاصِرُ

وَأَوحَشنَ بَعدَ الحَيَّ إِلا مَساكِنًا

يُرَينَ حَديثاتٍ وَهُنَّ دَوَاثِرُ

وَكانَت إِذا أَخلَت وَأَمرَعَ رُبعها

يَكونُ عليها مِن صَديقِكَ حاضِرُ

فَقد خَفَّ مِنا الحيُّ بَعدَ إِقامَة

فَما إن بِها إِلا الرِياحُ العوائِرُ

كَأَن لَم يُدَمِّنها أَنيسٌ وَلَم يَكُن

لَها بَعدَ أَيّامِ الهِدَملَةِ عامِرُ

وَلَم يَعتَلِج في حاضِرٍ مُتَجاورٍ

قَفا الغَضيِ مِن وادي العُشيرَةِ سامِرُ

سَقى أُمَّ كُلثومٍ عَلى نَأى دارِها

وَنِسوَتَها جونُ الحَيا ثُمَّ باكِرُ

أَحَمُّ رَجوفٌ مُستَهِلٌّ رَبابُهُ

لَهُ فِرَقٌ مُسحَنفَراتٌ صَوادِرُ

تَصَعَّدَ في الأَحناءِ ذو عَجرَفيَةٍ

أَحَمُّ حَبَركي مُرجِفٌ مُتَماطِرُ

وَأَعرَضَ مِن ذَهبان مُعرورِفَ الذُرى

تَرَيَّعُ مِنهُ بِالنِطافِ الحَواجِرُ

أَقامَ عَلى جُمدانَ يَومًا وَليَلَةً

فَجُمدانُ مِنهُ مائِلٌ مُتَقاصِرُ

وَعَرَّسَ بِالسَكرانِ يَومَينِ وَارتَكى

يَجُرُّ كَما جَرَّ المَكيثُ المُسافِرُ

بِذي هَيدَبٍ جونٍ تُنَجِزُهُ الصِبا

وَتَدفَعُهُ دَفعَ الطِلا وَهوَ حاسِرُ

وَسُيِّلَ أَكنافُ المَرابِدِ غُدوَةً

وَسُيِّلَ مِنهُ ضاحِكٌ وَالعَواقِرُ

وَمِنهُ بِصَخرِ المَحوِ وَدقُ غَمامَةٍ

لَهُ سَبَلٌ واِقوَرَّ مِنهُ الغَفائِرُ

وَطَبَّقَ مِن نَحوِ النَجيلِ كَأَنَّهُ

بِأَليَلَ لَمّا خَلَّفَ النَخلَ ذامِرُ

وَمَرَّ فَأَروى يَنبُعًا فَجُنوبَهُ

وَقَد جيدَ مِنهُ جَيدَةٌ فَعَبَاثِرُ

لَهُ شُعَبٌ مِنها يَمانٍ وَرَيِّقٌِ

شآمٍ وَنَجدِيٌ وَآخَرُ غائِرُ

فَلَما دنا لِلاّبَتَينِ تَقودُهُ

جَوافِلُ دُهمٌ بِالرَّبابِ عَواجِرُ

رَسا بَينَ سَلعٍ وَالعَقيقِ وَفارِعٍ

إِلى أُحُدٍ لِلمُزنِ فيهِ غَشامِرُ

بِأَسحَمَ زَحّافٍ كَأَنَّ اِرتِجازُهُ

تَوَعُّدُ أَجمالٍ لَهُنَّ قَراقِرُ

فَأَمسى يَسُحُّ الماءَ فَوقَ وُعَيرَةٍ

لَهُ بِاللوى وَالواديَينِ حَوائِرُ

فَأَقلَعَ عَن عُش وَأَصبحَ مُزنُهُ

أَفاءً وَآفاقُ السَماءِ حَواسِرُ

بَكُلُّ مَسيلٍ مِن تِهامَةَ تطَيَّبٍ

تَسيلُ بِهِ مُسلَنطَحاتٌ دَعاثِرُ

تُقَلِّعُ عَمريَّ العِضاةِ كَأَنَّها

بِأَجوازِهِ أُسدٌ لَهُنَّ تَزاؤُرُ

يُغادِرُ صَرعى مِن أَراكٍ وَتَنضُبٍ

وَزُرقاً بِأَثباجِ البِحارِ يُغادِرُ

وَكُلُّ مَسيلٍ غارَتِ الشَمسُ فوقَهُ

سَقِيُّ الثُرَيّا بَينَهُ مُتَجاوِرُ

وَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ شادِنٍ

أَطاعَ لها بَانٌ مِنَ المَردِ ناضِرُ

تَرَعّى بِهِ البَردَينِ ثُمَّ مَقِلُها

ذُرى تَأَوي إِليها الجآذِرُ

بِأَحسَنَ مِن أَمّ الحُوَيرثِ سُنَّةً

عَشِيَّةَ دَمعي مُسبِلٌ مُتَبادِرُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:13 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفا رابِغٌ مِن أَهلِهِ فالظَواهِرُ

فَأَكنافُ هَرشى قَد عَفَت فَالأَصافِرُ

مَغانٍ يُهَيِّجنَ الحَليمَ إِلى الصِبا

وَهُنَّ قَديماتُ العُهودِ دَواثِرُ

لِلَيلى وَجاراتٍ لِلَيلى كَأَنَّها

نِعاجُ المَلا تُحدى بِهنَّ الأَباعِرُ

بِما قَد أَرى تِلكَ الدِيارَ وَأَهلَها

وَهُنَّ جَمِيعاتُ الأَنيسِ عَوامِرُ

أَجَدَّك أَن دارُ الرّبابِ تَباعَدَت

أَو اِنبَتَّ حَبلٌ أَنَّ قَلبَكَ طائِرُ

أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَفارَقوا ال

هَوى وَاِستَمَرَّت بِالرجالِ المَرائِرُ

وَهبها كَشَيءٍ لَم يَكُن أَو كَنازِحٍ

بِهِ الدَارُ أَو مَن غَيّبَتهُ المَقابِرُ

أَمُنقَطِعٌ يا عَزَّ ما كانَ بَينَنا

وَشاجَرَني يا عَزَّ فيكِ الشَواجِرُ

إِذا قيلَ هَذي دارُ عَزَّةَ قادَني

إِليها الهَوى وَاِستَعجَلَتني البَوادِرُ

أَصُدُّ وَبي الجُنونِ لِكَي يَرى

رُواةُ الخَنا أَنِّي لِبَيتِكِ هاجِرُ

فَيا عَزُّ لَيتَ النأَيَ إِذ حالَ بَينَنا

وَبينَكِ باعَ الوِدَّ لي مِنكِ تاجِرُ

وَأَنتِ الَّتي حَبَّبتِ كُلَّ قَصيرَةٍ

إِليَّ وَما يَدري بِذاكَ القَصائِرُ

عَنَيتُ قَصيراتِ الحِجالِ وَلَم أُرِد

قِصارَ الخُطا شَرُّ النِساءِ البَحاتِرُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:13 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif أَيادي سبا يا عَزَّ ما كُنتُ بَعدَكُم

فَلَم يَحلُ لِلعَينَينِ بَعدَكِ منظَرُ

وَقَد زَعَمَت أَني تَغَيَّرتُ بَعدَها

وَمَن ذا الَّذي يا عَزَّ لا يَتَغَيَّرُ

تَغيّرَ جِسمي وَالخَلِيقَةُ كالَّذي

عَهِدتِ وَلَم يُخبَر بِسرِّكِ مُخبَرُ

أَبعِد اِبنِ لَيلى يَأَمَلُ الخُلدَ واحِدٌ

مِنَ الناسِ أَو يَرجو الثَراءَ مُثمِرُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:14 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


أَمِن أُمِّ عَمروٍ بِالخَريقِ دِيارُ

نَعَم دارِساتٌ قَد عَفَونَ قِفارُ

وَأُخرى بِذي المَشروحِ مِن بَطنِ بِيشَةٍ

بِها لِمَطافيلِ النِّهاجِ صِوارُ

تَرَاها وَقَد خَفَّ الأَنيسُ كَأَنَّها

بِمُندَفِعِ الخُرطومَتينِ إِزارُ

فَأَقسَمتُ لا أَنساكِ ما عِشتُ لَيلَةً

وَإِن شاحَطَت دارٌ وَشَطَّ مَزارُ

أُحِبُّكِ ما دامَت بِنَجدٍ وَشيجَةٌ

وَما ثَبَتَت أُبلى بِهِ وَتِعارُ

وَما اِستنَّ رَقراقُ السَرابِ وَما جَرَت

مِنَ الوَحشِ عَصماءُ اليَدينِ نَوارُ

وَما سالَ وادٍ مِن تِهامَةَ طيبٌ

بِهِ قُلبٌ عادِيَّةٌ وَكِرارُ

سَقاها مِنَ الجوزاءِ وَالدَّلوِ خِلَفَةً

مَباكيرُ لَم يُندِب بِهِنَّ صِرارُ

بِدُرَّةِ أَبكارٍ مِنَ المُزنِ ما لَها

إِذا ما اِستَهلَّت بِالنِجادِ غَوارُ

وَفيها عَلى أَنَّ الفُؤادَ يُحِبُّها

صُدودٌ إِذا لاقَيتُها وَذِرارُ

وَإِنّي لَآتيكُم عَلى كَلِمِ العِدا

وَأَمشي وَفي المَمشى إِلَيكِ مُشارُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:14 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


سَأَتكَ وَقَد أَجَدَّ بِها البُكورُ

غَداةَ البَينِ مِن أَسماءَ عيرُ

إِذا شَرِبَت بِبَيدَحَ فَاِستَمَرَّت

ظَعائِنُها عَلى الأَنهابِ زورُ

كَأَنَّ حُمولَها بِمَلا تَريمٍ

سَفينٌ بِالشُعَيبَةِ ما تَسيرُ

قَوارِضُ هُضبِ شابَةَ عَن يَسارٍ

وَعَن أَيمانِها بِالمَحوِ قورُ

فَلَستَ بِزائِلٍ تَزدادُ شَوقاً

إِلى أَسماءَ ما سَمَرَ السَميرُ

أَتَنسى إِذ تُوَدِّعُ وَهيَ بادٍ

مُقَلَّدُها كَما بَرَقَ الصَبيرُ

وَمَحبِسُنا لَها بِعُفارِياتٍ

لِيَجمَعَنا وَفاطِمَةَ المَسيرُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:14 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


رَأيتُ غُراباً ساقِطاً فَوقَ بانَةٍ

يُنَتِّفُ أَعلى ريشِهِ وَيُطايِرُه

فَقُلتُ وَلَو أَنّي أَشاءُ زَجَرتُهُ

بِنَفسي لِلنَهدِيِّ هَل أَنتَ زاجِرُه

فَقالَ غُرابٌ لِاِغتِرابٍ مِنَ النَوى

وَفي البانِ بَينٌ مِن حَبيبٍ تُجاوِرُه

فَما أَعيفَ النَهدِيَّ لا دَرَّ دَرُّهُ

وَأَزجُرَهُ لِلطَيرِ لا عَزَّ ناصِرُه

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:15 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَهاجَتكَ سَلمى أَم أَجَدَّ بُكورُها

وَحُفَّت بِأَنطاكِيّ رَقمٍ خُدورُها

عَلى هاجِراتِ الشَولِ قَد خَفَّ خَطرُها

وَأَسلَمَها لِلظاعِناتِ جُفورُها

قَوارِضُ حَضنَيْ بَطنِ يَنبُعَ غُدوَةً

قَواصِدُ شَرقِيِّ العَناقينِ عيرُها

عَلى جِلَّةٍ كَالهَضبِ تَختالُ في البُرى

فَأَحمالُها مَقصورَةٌ وَكؤورُها

بُروكٌ بِأَعلى ذي البُلَيدِ كَأَنَّها

صَريمَةُ نخلٍ مُغطَئِلٌّ شَكيرُها

مِنَ الغُلبِ مِن عِضدانِ هامَةَ شُرِّبَت

لِسَقيٍ وَجَمَّت لِلنَواضِحِ بيرُها

غَدَت أُمُّ عَمرو وَاِستَقَلَّت خُدورُها

وَزالَت بِأَسدافٍ مِنَ اللَيلِ عيرُها

تَبَدَّت فَصادَتهُ عَشِيَّةَ بَينِها

وَقَد كُشِفَت مِنها لِبَينٍ سُتورُها

بِجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ حالٍ تزينُهُ

غَدائِرُ مُستَرخي العِقاصِ يَصورُها

تَلوثُ إِزارَ الخَزِّ مِنها بِرَملَةٍ

رَداحٍ كَساها هائِلَ التُربِ مورُها

أَجَدَّت خُفوفاً مِن جَنوبِ كُنانَةٍ

إِلى وَجمَةٍ لَمّا اِسجَهَرَّت حَرورُها

وَمَرَّت عَلى التَقوى بِهِنَّ كَأَنَّها

سَفائِنُ بحرٍ طابَ فيها مَسيرُها

أَو الدَومُ مِن وادي غُرانَ تَرَوَّحَت

لَهُ الريحُ قَصراً شَمأَلٌ وَدَبورُها

نَظَرتُ وَقَد حالَت بَلاكِثُ دونَهُم

وَبُطنانُ وادي بِرمَةٍ وَظهورُها

إِلى ظُعنٍ بِالنَعفِ نَعفِ مَياسِرٍ

حَدَتها تَواليها وَمارَت صُدورُها

عَلَيهِنَّ لُعسٌ مِن ظِباء تَبالَةٍ

مُذَبذَبَةُ الخِرصانِ بادٍ نُحورُها

فَلَمّا بَلَغنَ المُنتَضى بَينَ غَيقَةٍ

وَيَليَلَ مالَت فَاِحزَأَلَّت صُدورُها

وَأَتبَعتُها عَينَيَّ حَتّى رَأَيتُها

أَلَمَّت بِفِعرى وَالقَنانِ تَزورُها

وَمازِلتُ أَستَدمي وَما طَرَّ شارِبي

وِصالَكِ حَتّى ضَرَّ نَفسي ضَميرُها

فَإِنّي وَتَأميلي عَلى النَأيِ وَصلَها

وَأَجبالُ تُرعى دونَنا وَثَبيرُها

وَعَنَّ لَنا بِالجِزعِ فَوقَ فُراقِدٍ

أَيادي سَبا كَالسَحلِ بيضاً سُفورُها

نَشيمُ عَلى أَرضِ اِبنِ لَيلى مَخيلَةً

عَريضاً سَناها مُكرَهِفّاً صَبيرُها

فَأَصبَحتُ لَو أَلمَمتُ بِالحَوفِ شاقَني

مَنازِلُ مِن حُلوانَ وَحشٌ قُصورُها

أَقولُ إِذا ما الطَيرُ مَرَّت مُخيفَةً

سوانِحُها تَجري وَلا أَستَثيرُها

فَدَتكَ اِبنَ لَيلى ناقَتي حَدَثَ الرَدى

وَراكِبُها إِن كانَ كونٌ وَكورُها

تَقولُ اِبنَةُ البَكريِّ يَومَ لَقيتُها

لَعَمرُكَ وَالدُنيا مَتينٌ غُرورُها

لَأَصبَحتَ هَدَّتكَ الحَوادِثُ هَدَّةً

نَعَم فَشَواةُ الرَأسِ بادٍ قَتيرُها

وَأَسلاكَ سَلمى وَالشَبابَ الَّذي مَضى

وَفاةُ اِبنِ لَيلى إِذ أَتاكَ خَبيرُها

فَإِن تَكُ أَيّامُ اِبنِ لَيلى سَبَقنَني

وَطالَت سِنِيَّ بَعدَهُ وَشُهورُها

فَإِنّي لَآتٍ قَبرَهُ فَمُسَلَّمٌ

وَإِن لَم تُكَلِّم حُفرَةٌ مَن يَزورُها

وَما صُحبَتي عَبدَ العَزيزِ وَمِدحَتي

بِعارِيَةٍ يَرتَدُّها مَن يُعيرُها

شَهِدتُ اِبنَ لَيلى في مَواطِنَ جَمَّةٍ

يَزيدُ بِها ذا الحلمِ حِلماً حُضورُها

تَرى القَومَ يُخفونَ التَبَسُّمَ عِندَهُ

وَيُنذِرهُم عورَ الكَلامِ نَذيرُها

فَلا هاجِراتُ القَولِ يُؤثِرنَ عندَهُ

وَلا كَلِماتُ النُصحِ مُقصىً مُشيرُها

فَلَستُ بِناسيهِ وَإِن حيلَ دونَهُ

وَجالَ بِأَحوازِ الصَحاصِحِ مورُها

وَإِن طُوِيَت من دونِهِ الأَرضُ وَاِنبَرى

لَنُكبِ الرِياحِ وَفيُها وَحَفيرُها

حَياتِيَ ما دامَت بِشَرقِيِّ يَلبَنٍ

بَرامٌ وَأَضحَت لَم تُسَيَّر صُخورُها

وَلَكِن صَفاءُ الوِدِّ ما هَبَّتِ الصَبا

وَما لَم تَزَل حِسمى رُباها وَقورُها





أَمِن أُمِّ عَمروٍ بِالخَريقِ دِيارُ

نَعَم دارِساتٌ قَد عَفَونَ قِفارُ

وَأُخرى بِذي المَشروحِ مِن بَطنِ بِيشَةٍ

بِها لِمَطافيلِ النِّهاجِ صِوارُ

تَرَاها وَقَد خَفَّ الأَنيسُ كَأَنَّها

بِمُندَفِعِ الخُرطومَتينِ إِزارُ

فَأَقسَمتُ لا أَنساكِ ما عِشتُ لَيلَةً

وَإِن شاحَطَت دارٌ وَشَطَّ مَزارُ

أُحِبُّكِ ما دامَت بِنَجدٍ وَشيجَةٌ

وَما ثَبَتَت أُبلى بِهِ وَتِعارُ

وَما اِستنَّ رَقراقُ السَرابِ وَما جَرَت

مِنَ الوَحشِ عَصماءُ اليَدينِ نَوارُ

وَما سالَ وادٍ مِن تِهامَةَ طيبٌ

بِهِ قُلبٌ عادِيَّةٌ وَكِرارُ

سَقاها مِنَ الجوزاءِ وَالدَّلوِ خِلَفَةً

مَباكيرُ لَم يُندِب بِهِنَّ صِرارُ

بِدُرَّةِ أَبكارٍ مِنَ المُزنِ ما لَها

إِذا ما اِستَهلَّت بِالنِجادِ غَوارُ

وَفيها عَلى أَنَّ الفُؤادَ يُحِبُّها

صُدودٌ إِذا لاقَيتُها وَذِرارُ

وَإِنّي لَآتيكُم عَلى كَلِمِ العِدا

وَأَمشي وَفي المَمشى إِلَيكِ مُشارُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:15 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

سَأَتكَ وَقَد أَجَدَّ بِها البُكورُ

غَداةَ البَينِ مِن أَسماءَ عيرُ

إِذا شَرِبَت بِبَيدَحَ فَاِستَمَرَّت

ظَعائِنُها عَلى الأَنهابِ زورُ

كَأَنَّ حُمولَها بِمَلا تَريمٍ

سَفينٌ بِالشُعَيبَةِ ما تَسيرُ

قَوارِضُ هُضبِ شابَةَ عَن يَسارٍ

وَعَن أَيمانِها بِالمَحوِ قورُ

فَلَستَ بِزائِلٍ تَزدادُ شَوقاً

إِلى أَسماءَ ما سَمَرَ السَميرُ

أَتَنسى إِذ تُوَدِّعُ وَهيَ بادٍ

مُقَلَّدُها كَما بَرَقَ الصَبيرُ

وَمَحبِسُنا لَها بِعُفارِياتٍ

لِيَجمَعَنا وَفاطِمَةَ المَسيرُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:15 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَهاجَتكَ سَلمى أَم أَجَدَّ بُكورُها

وَحُفَّت بِأَنطاكِيّ رَقمٍ خُدورُها

عَلى هاجِراتِ الشَولِ قَد خَفَّ خَطرُها

وَأَسلَمَها لِلظاعِناتِ جُفورُها

قَوارِضُ حَضنَيْ بَطنِ يَنبُعَ غُدوَةً

قَواصِدُ شَرقِيِّ العَناقينِ عيرُها

عَلى جِلَّةٍ كَالهَضبِ تَختالُ في البُرى

فَأَحمالُها مَقصورَةٌ وَكؤورُها

بُروكٌ بِأَعلى ذي البُلَيدِ كَأَنَّها

صَريمَةُ نخلٍ مُغطَئِلٌّ شَكيرُها

مِنَ الغُلبِ مِن عِضدانِ هامَةَ شُرِّبَت

لِسَقيٍ وَجَمَّت لِلنَواضِحِ بيرُها

غَدَت أُمُّ عَمرو وَاِستَقَلَّت خُدورُها

وَزالَت بِأَسدافٍ مِنَ اللَيلِ عيرُها

تَبَدَّت فَصادَتهُ عَشِيَّةَ بَينِها

وَقَد كُشِفَت مِنها لِبَينٍ سُتورُها

بِجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ حالٍ تزينُهُ

غَدائِرُ مُستَرخي العِقاصِ يَصورُها

تَلوثُ إِزارَ الخَزِّ مِنها بِرَملَةٍ

رَداحٍ كَساها هائِلَ التُربِ مورُها

أَجَدَّت خُفوفاً مِن جَنوبِ كُنانَةٍ

إِلى وَجمَةٍ لَمّا اِسجَهَرَّت حَرورُها

وَمَرَّت عَلى التَقوى بِهِنَّ كَأَنَّها

سَفائِنُ بحرٍ طابَ فيها مَسيرُها

أَو الدَومُ مِن وادي غُرانَ تَرَوَّحَت

لَهُ الريحُ قَصراً شَمأَلٌ وَدَبورُها

نَظَرتُ وَقَد حالَت بَلاكِثُ دونَهُم

وَبُطنانُ وادي بِرمَةٍ وَظهورُها

إِلى ظُعنٍ بِالنَعفِ نَعفِ مَياسِرٍ

حَدَتها تَواليها وَمارَت صُدورُها

عَلَيهِنَّ لُعسٌ مِن ظِباء تَبالَةٍ

مُذَبذَبَةُ الخِرصانِ بادٍ نُحورُها

فَلَمّا بَلَغنَ المُنتَضى بَينَ غَيقَةٍ

وَيَليَلَ مالَت فَاِحزَأَلَّت صُدورُها

وَأَتبَعتُها عَينَيَّ حَتّى رَأَيتُها

أَلَمَّت بِفِعرى وَالقَنانِ تَزورُها

وَمازِلتُ أَستَدمي وَما طَرَّ شارِبي

وِصالَكِ حَتّى ضَرَّ نَفسي ضَميرُها

فَإِنّي وَتَأميلي عَلى النَأيِ وَصلَها

وَأَجبالُ تُرعى دونَنا وَثَبيرُها

وَعَنَّ لَنا بِالجِزعِ فَوقَ فُراقِدٍ

أَيادي سَبا كَالسَحلِ بيضاً سُفورُها

نَشيمُ عَلى أَرضِ اِبنِ لَيلى مَخيلَةً

عَريضاً سَناها مُكرَهِفّاً صَبيرُها

فَأَصبَحتُ لَو أَلمَمتُ بِالحَوفِ شاقَني

مَنازِلُ مِن حُلوانَ وَحشٌ قُصورُها

أَقولُ إِذا ما الطَيرُ مَرَّت مُخيفَةً

سوانِحُها تَجري وَلا أَستَثيرُها

فَدَتكَ اِبنَ لَيلى ناقَتي حَدَثَ الرَدى

وَراكِبُها إِن كانَ كونٌ وَكورُها

تَقولُ اِبنَةُ البَكريِّ يَومَ لَقيتُها

لَعَمرُكَ وَالدُنيا مَتينٌ غُرورُها

لَأَصبَحتَ هَدَّتكَ الحَوادِثُ هَدَّةً

نَعَم فَشَواةُ الرَأسِ بادٍ قَتيرُها

وَأَسلاكَ سَلمى وَالشَبابَ الَّذي مَضى

وَفاةُ اِبنِ لَيلى إِذ أَتاكَ خَبيرُها

فَإِن تَكُ أَيّامُ اِبنِ لَيلى سَبَقنَني

وَطالَت سِنِيَّ بَعدَهُ وَشُهورُها

فَإِنّي لَآتٍ قَبرَهُ فَمُسَلَّمٌ

وَإِن لَم تُكَلِّم حُفرَةٌ مَن يَزورُها

وَما صُحبَتي عَبدَ العَزيزِ وَمِدحَتي

بِعارِيَةٍ يَرتَدُّها مَن يُعيرُها

شَهِدتُ اِبنَ لَيلى في مَواطِنَ جَمَّةٍ

يَزيدُ بِها ذا الحلمِ حِلماً حُضورُها

تَرى القَومَ يُخفونَ التَبَسُّمَ عِندَهُ

وَيُنذِرهُم عورَ الكَلامِ نَذيرُها

فَلا هاجِراتُ القَولِ يُؤثِرنَ عندَهُ

وَلا كَلِماتُ النُصحِ مُقصىً مُشيرُها

فَلَستُ بِناسيهِ وَإِن حيلَ دونَهُ

وَجالَ بِأَحوازِ الصَحاصِحِ مورُها

وَإِن طُوِيَت من دونِهِ الأَرضُ وَاِنبَرى

لَنُكبِ الرِياحِ وَفيُها وَحَفيرُها

حَياتِيَ ما دامَت بِشَرقِيِّ يَلبَنٍ

بَرامٌ وَأَضحَت لَم تُسَيَّر صُخورُها

وَلَكِن صَفاءُ الوِدِّ ما هَبَّتِ الصَبا

وَما لَم تَزَل حِسمى رُباها وَقورُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:16 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَإِنّي لَأَسمو بِالوِصالِ إِلى الَّتي

يَكونُ شِفاءً ذِكرُها وَاِزدِيارُها

وَإِن خَفِيَت كانَت لِعَينَيكَ قُرَّةً

وَإِن تَبدُ يَوماً لَم يَعُمَّكَ عارُها

مِنَ الخَفِراتِ البيضِ لَم تَرَ شَقوَةً

وَفي الحَسَبِ المَحضِ الرَفيعِ نِجارُها

فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ طَيِّبَةَ الزَرع

يَمُجُّ النَدى جَثجاثُها وَعَرارُها

بِمُنخَرِقٍ مِن بَطنِ وادٍ كَأَنَّما

كَأَنَّما تَلاقَت بِهِ عَطّارَةٌ وَتِجارُها

أُفيدَ عَلَيها المِسكُ حَتّى كَأَنَّها

لَطيمَةُ دارِيٍّ تَفَتَّقَ فارُها

بِأَطيَبَ مِن أَردانِ عَزَّةَ مَوهِناً

وَقَد أوقِدَت بِالمَندَلِ الرَطبِ نارُها

هِيَ العَيشُ ما لاقَتكَ يَوماً بِوُدِّها

وَمَوتٌ إِذا لاقاكَ مِنها اِزورارُها

وَإِنّي وَإِن شَطَّت نَواها لِحافِظٌ

لَها حَيثُ حَلَّت وَاِستَقَرَّ قَرارُها

فَأَقسَمتُ لا أَنساكِ ما عِشتُ لَيلَةً

وَإِن شَحَطَت دارٌ وَشَطَّ مَزارُها

وَما اِستنَّ رَقراقُ السَرابِ وَما جَرى

بِبيضِ الرُبى وَحشِيُّها وَنَوارُها

وَما هَبَّتِ الأَرواحُ تَجري وَما ثَوى

مُقيماً بِنَجدٍ عَوفُها وَتِعارُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:16 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تَلهو فَتَختَضِعُ المَطِيُّ أَمامَها

وَتَخِبُّ هَروَلَةَ الظَليمِ النافِرِ

وَإِذا الفَلاةُ تَعَرَّضَت غيطانُها

نَهَضَت بِأَتلَعَ في الجَديلِ عَراعِرِ

وَسَجَت دَعائِمُ وَاِستَعجَلَت

مِن وَقعِهِنَّ بِصائِبٍ مُتَبادِرِ

تَعدو بِخيطَفٍ مَأطورَةٍ

ويدٍ لَها نَسَجَت بِضَبعٍ مائِرِ

وَإِذا المَطِيُّ تَحَدَّرَت أَعطافُهُ

نَضَحَ الكَحيلُ بِهِ كَجَوفِ القاطِرِ

وَكَسا مَعاطِسَها اللُغامُ وَلُفِّعَت

فيهِ حَواجِبُ عَينِها بغَفائِرِ

زَهِمُ المَشاشِ مِنَ النَواشِطِ بِاللَوى

أَو بِالجَنابِ رَأَينَ أَسهُمَ عائِرِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:16 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تَقَطَّعَ مِن ظَلّامَةَ الوَصلُ أَجمَعُ

أَخيراً عَلى أَن لَم يَكُن يَتَقَطَّعُ

وَأَصبَحتُ قَد وَدَّعتُ ظَلّامَةَ الَّتي

تَضُرُّ وَما كانَت مَعَ الضُرِّ تَنفَعُ

وَقَد شَبَّ مِن أَترابِ ظَلّامَةَ الدُمى

غَرائِرُ اِبكارٌ لِعَينَيكَ مَقنَعُ

كَأَنَّ أُناساً لَم يَحُلّوا بِتَلعَةٍ

فَيَمسوا وَمَغناهُم مِنَ الدارِ بَلقَعُ

وَيَمرُر عَلَيها فَرطُ عامَينِ قَد خَلَت

وَلِلَوَحشِ فيها مُستَرادٌ وَمَرتَعُ

إِذا ما عَلَتها الشَمسُ ظَلَّ حَمامُها

عَلى مُستَقِلّاتِ الغَضا يَتَفَجَّعُ

وَمِنها بِأَجزاعِ المَقاريبِ دِمنَةٌ

وَبِالسَفحِ مِن فُرعانَ آلٌ مُصَرَّعُ

مَغاني دِيارٍ لا تَزالُ كَأَنَّها

بِأَفنِيَةِ الشُطّانِ رَيطٌ مُضَلَّعُ

وَفي رَسمِ دارٍ بَينَ شَوطانَ قَد خَلَت

وَمَرَّ بِها عامانِ عَينُكَ تَدمَعُ

إِذا قيلَ مَهلاً بَعضَ وَجدِكَ لا تَشُد

بِسِرِّكَ لا يُسمَع حَديثٌ فَيُرفَعُ

أَتَت عَبَراتٌ مِن سَجومٍ كَأَنَّهُ

غَمامَةُ دَجنٍ إِستَهَلَّ فَيُقلِعُ

وأُخرى حَبَستَ الرَكبَ يَومَ سُوَيقَةٍ

بِها واقِفاً أَن هاجَكَ المُتَرَبَّعُ

لِعَينِكَ تِلكَ العيرُ حَتّى تَغَيَّبَت

وَحَتّى أَتى مِن دونِها الخُبُّ أَجمَعُ

وَحَتّى أَجازَت بَطنَ ضاسٍ وَدونَها

رِعانٌ فَهَضبا ذي النُجَيلِ فَيَنبُعُ

وَأَعرَضَ مِن رَضوى مِنَ اللَيلِ دونَها

هِضابٌ تَرُدُّ العَينَ مِمَّن يُشَيِّعُ

إِذا تَبَّعتهُم طَرفَها حالَ دونَها

رَذاذٌ عَلى إِنسانِها يَتَرَيَّعُ

فَإِن يَكُ جُثماني بِأَرضٍ سِواكُمُ

فَإِنَّ فُؤادي عِندَكِ الدَهرَ أَجمَعُ

إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو ذَكَرتُها

فَظَلَّت لَها نَفسي تَتوقُ وَتَنزَعُ

وَقَد قَرَعَ الواشونَ فيها لَكَ العَصا

وَإِنَّ العَصا كانَت لِذي الحِلمِ تُقرَعُ

وَكُنتُ أَلومُ الجازِعينَ عَلى البُكا

فَكَيفَ أَلومُ الجازِعينَ وَأَجزَعُ

وَلي كَبِدٌ قَد بَرَّحَت بي مَريضَةٌ

إِذا سُمتُها الهَجرانَ ظَلَّت تَصَدَّعُ

فَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ خاشِعاً

وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَخَشَّعُ

وَعُروَةُ لَم يَلقَ الَّذي قَد لَقيتُهُ

بِعَفراءَ وَالنَهدِيُّ ما أَتَفَجَّعُ

وَقائِلَةٍ دَع وَصلَ عَزَّةَ وَاِتَّبِع

مَوَدَّةَ أُخرى وَاِبلُها كَيفَ تَصنَعُ

أَراكَ عَلَيها في المَوَدَّةِ زارِياً

وَما نِلتَ مِنها طائِلاً حَيثُ تَسمَعُ

فَقُلتُ ذَريني بِئسَ ما قُلتِ إِنَّني

عَلى البُخلِ مِنها لا عَلى الجودِ أَتبَعُ

وَأَعجَبَني يا عَزَّ مِنكِ خَلائِقُ

كِرامٌ إِذا عُدَّ الخَلائِقُ أَربَعُ

دُنُوَّكِ حَتّى يَذكُرَ الجاهِلُ الصِبا

وَدَفعُكِ أَسبابَ المُنى حينَ يَطمَعُ

فَوَاللَهِ ما يَدري كَريمٌ مَطَلتِهِ

أَيَشتَدُّ أَن لاقاكِ أَم يَتَضَرَّعُ

وَمِنهُنَّ إِكرامُ الكَريمِ وَهَفوَةُ ال

اليَتيمِ وَخَلّاتُ المَكارِمِ تَنفَعُ

بَخَلتِ فَكانَ البُخلُ مِنكِ سَجيةً

فَلَيتَكِ ذو لونَينِ يُعطي وَيَمنَعُ

وَإِنَّكِ إِن واصَلتِ أَعلَمتِ بِالَّذي

لَدَيكِ فَلَم يوجَد لَكِ الدَهرَ مَطمَعُ

فَيا قَلبُ كُن عَنها صَبوراً فَإِنَّها

يُشَيِّعُها بِالصَبرِ قَلبٌ مُشَيَّعُ

وَإِنّي عَلى ذاكَ التَجَلُّدِ إِنَّني

مُسِرُّ هُيامٍ يَستَبِلُّ وَيُردَعُ

أَتى دونَ ما تَخشَونَ مِن بَثِّ سِرِّكُم

أَخو ثِقَةٍ سَهلُ الخَلائِقِ أَروَعُ

ضَنينٌ بِبَذلِ السِرِّ سَمحٌ بِغَيرِهِ

أَخو ثِقَةٍ عَفُّ الوِصالِ سَمَيدَعُ

أَبى أَن يُبَثَّ الدَهرَ ما عاشَ سِرَّكُم

سَليماً وَما دامَت لَهُ الشَمسُ تَطلَعُ

وَإِنّي لَأَستَهدي السَحائِبَ نَحوَها

مِنَ المَنزِلِ الأَدنى فَتَسري وَتُسرِعُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:16 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ حُبُّها

وَلا بُدَّ مِن شَكوى حَبيبٍ يُوَدِّعُ

إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو ذَكَرتُها

فَظَلَّت لَها نَفسي تَتوقُ وَتَنزَعُ

أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في حُبِّ عاشِقٍ

لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَصَدَّعُ

غَريبٌ مَسوقٌ بِاِدِّكارِكُم

وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ

وَجَدَت غَداةَ البَينِ إِذ بنت زَفرَةً

وَكادَت لَها نَفسي عَلَيكَ تَصَدَّعُ

وَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ خاشِعاً

وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

فَما في حَياةٍ بَعدَ مَوتِك رَغبَةٌ

وَلا في وِصالٍ بَعدَ هَجرِكَ مَطمَعُ

وَما لِلهَوى وَالحُبِّ بَعدَك لذَّةٌ

وَماتَ الهَوى وَالحُبُّ بَعدَك أَجمَعُ

إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري

عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ

وَإِن لُمتُ نَفسي كَيفَ أَنّي هَجَرتُها

وَرُمتُ صُدوداً ظَلَّت العَينُ تَدمَعُ

فَيا قَلبُ خَبِّرني فَلَستَ بِفاعِلٍ

إِذا لَم تَنَل وَاِستَأسَرَت كَيفَ تَصنَعُ

وَقَد قَرَعَ الواشونَ فيها لَكَ العَصا

وَإِنَّ العَصا كانَت لِذي الحِلمِ تُقرَعُ

فَيا رَبُّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني ال

مَوَدَّةَ مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:17 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
خَليلَيَّ عوجا مِنكُما ساعَةً مَعي

عَلى الرَبعِ نَقضِ حاجَةً وَنُوَدِّعُ

وَلا تَعجَلاني أَن أُلِمَّ بِدمنةٍ

لِعَزَّةَ لاحَت لي بِبَيداءَ بَلقَعِ

وَقولا لِقَلبٍ قَد سَلا راجِعِ الهَوى

وَلِلعَينِ أَذري مِن دُموعِكِ أَو دَعي

فَلا عَيشَ إِلّا مِثلُ عَيشٍ مَضى لَنا

مَصيفاً أَقَمنا فيهِ مِن بَعِ مَربَعِ

تَفَرَّقَ أُلّافُ الحَجيجِ عَلى مِنىً

وَشَتَّتَهُم شَحطُ النَوى مَشيَ أَربَعِ

فَلَم أَرَ داراً مِثلَها دارَ غِبطَةٍ

وَمَلقىً إِذا التَفَّ الحَجيجُ بِمَجمَعِ

أَقَلَّ مُقيماً راضِياً بِمَكانِهِ

وَأَكثَرَ جاراً ظاعِناً لَم يُوَدَّعِ

فَأَصبَحَ لا تَلقى خِباء عَهِدتَهُ

بِمَضرِبِهِ أَوتادُهُ لَم تُنَزَّعِ

فَشاقوكَ لَمّا وَجَّهوا كُلَّ وِجهَةٍ

سِراعاً وَخَلّوا عَن مَنازِلَ بَلقَعِ

فَريقانِ مِنهُم سالِكٌ بَطنَ نَخلَةٍ

وَآخَرُ مِنهُم جازِعٌ ظَهرَ تَضرُعِ

كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلوا

صَريمَةُ نَخلٍ أَو صَريمَةُ إيدَعِ

فَإِنَّكَ عُمري هَل أُريكَ ظَعائِناً

غَدَونَ اِفتِراقاً بِالخَليطِ المُوَدَّعِ

رَكِبنَ اِتِّضاعاً فَوقَ كُلِّ عُذافِرٍ

مِنَ العيسِ نَضّاحِ المَعَدَّينِ مُرفِعِ

تُواهِقُ وَاِحتَثَّ الحُداةُ بِطاءَها

عَلى لاحِبٍ يَعلوا الصَياهِبَ مَهيَعِ

جَعَلنَ أَراخِيَّ البُحَيرِ مكانَهُ

إِلى كُلِّ قَرٍّ مُستَطيلٍ مُقَنَّعِ

وَفيهِنَّ أَشباهُ المَها رَعَتِ المَلا

نَواعِمُ بيضٌ في الهَوى غَيرُ خُرَّعِ

رَمَتكَ اِبنَةُ الضَمرِيِّ عَزَّةُ بِعدَما

أَمَتَّ الصَبِيَّ مِمّا تَريشُ بِأَقَطعِ

تَغاطَشُ شَكوانا إليها وَلا تَعي

مَعَ البُخلِ أَحناءَ الحَديثِ المُرَجَّعِ

وَتُعرَفُ إِن ضَلَّت فَتُهدى لِرَبِّها

لِمَوضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَلعِ أَربَعِ

وَتُؤبَنُ مِن نَصِّ الهَواجِرِ وَالضُحى

بِقِدحَينِ فازا مِن قِداحِ المُقَعقِعِ

عَلَيها وَلَمّا يَبلُغا كُلَّ جَهدِها

وَقَد أَشعَراها في أَظَلَّ وَمَدمَعِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:17 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif



لَعَمري لَقَد رُعتُم غَداةَ سُوَيقَةٍ

بِبَينِكُمُ يا عَزَّ حَقَّ جَزوعِ

وَمَرَّت سِراعاً عيرُها وَكَأَنَّها

دَوافِعُ بِالكِريَونِ ذاتُ قُلوعِ

وَحاجَةِ نَفسٍ قَد قَضَيتُ وَحاجَةٍ

تَرَكتُ وَأَمرٍ قَد أَصَبتُ بَديعِ

وَماءٍ كَأَنَّ اليَثرَبِيَّةَ أَنصَلَت

بِأَعقارِهِ دَفعَ الإزاءِ نَزوعِ

وَصادَفتُ عَيّالاً كَأَن عُواءهُ

بُكا مُجرَذٍ يَبغي المَبيتَ خَليعِ

عَوى ناشِزَ الحَيزومِ مُضطَمِرَ الحَشا

يُعالِجُ لَيلاً قارِساً مَعَ جوعِ

فَصَوَّتَ إِذ نادى بِباقٍ عَلى الطَوى

مُحَنَّبِ أَطرافِ العِظامِ هَبوعِ

فَلَم يَجتَرِس إِلّا مُعَرَّسَ راكِبٍ

تَأَيّا قَليلاً وَاِستَرى بِقَطيعِ

وَموقِعِ حُرجوجٍ عَلى ثَفِناتِها

صَبورٍ عَلى عَدوى المُناخِ جَموعِ

وَمَطرَحَ أَثناءَ الزِمامِ كَأَنَّهُ

مَزاحِفُ أَيمٍ بِالفِناءِ صَريعِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif





بَكى سائِبٌ لَمّا رَأى رَملَ عالِجٍ

أَتى دونَهُ وَالهَضبُ هَضبُ مُتالِعِ

بَكى أَنَّهُ سَهوُ الدُموعِ كَما بَكى

عَشِيَّةَ جاوَزنا نِجادَ البَدائِعِ

أَوَدُّ لَكُم خَيراً وَتَطَّرِحونَني

أَكَعبَ بنَ عَمرٍو لِاِختِلافِ الصَنائِعِ

وَكَيفَ لَكُم صَدري سَليمٌ وَأَنتُمُ

عَلى حَسَكِ الشَحناءِ حَنوُ الأَضالِعِ

أُحاذِرُ أَن تَلقوا رَدىً وَمَطِيَّكُم

خَواضِعُ تَبغيني حِمامَ المَصارِعِ

عَلى كُلِّ حالٍ قَد بَلَوتُم خَليقَتي

عَلى الفَقرِ مِنّي وَالغِنى المُتَتابِعِ

غَنيتُ فَلَم أَردُدكُمُ عِندَ بُغيَةٍ

وَجُعتُ فَلَم أَكدُدكُمُ بِالأَصابِعِ

إِذا قَلَّ مالي زادَ عِرضي كَرامَةً

عَلَيَّ وَلَم أَتبَع دَقيقَ المَطامِعِ

وَإِنّي لَمُستَأنٍ وَمُنتَظِرٌ بِكُم

عَلى هَفَواتٍ فيكُمُ وَتَتايُعِ

وَبَعضُ المَوالي تُتَّقى دَرَءاتُهُ

كَما تُتَّقى روسُ الأَفاعي الأَضالِعِ

وَمُحتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنهُمُ

بِحُلوِ الخَلا حَرشَ الضِبابِ الخَوادِعِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif غَدَت مِن خُصوصِ الطَفِّ ثُمَّ تَمَرَّسَت

بِجَنبِ الرَحا مِن يَومِها وَهوَ عاصِفُ

وَمَرَّت بِقاعِ الرَوضَتَينِ وَطَرفُها

إِلى الشَرَفِ الأَعلى بِها مُتَشارِفُ

فَما زالإِسآدي عَلى الأَينِ وَالسُرى

بِحَزَّةَ حَتّى أَسلَمَتها العَجارِفُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 04:42 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
تُنيلُ قَليلاً في تَناءٍ وَهِجرَةٍ

كَما مَسَّ ظَهرَ الحَيَّةِ المُتَخَوِّفُ

مُنَعَّمَةٌ أَمّا مَلاثُ نِطاقِها

فَجُلٌّ وَأَمّا الخَصرُ مِنها فَأَهيَفُ

فَذَرني وَلَكِن شاقَني مُتَغَرّدا

أَغَرُّ الذُرى صاتُ العَشِيّاتِ أَوطَفُ

خَفِيٌّ تَعَشّى في البِحارِ وَدونَهُ

مِنَ اللُجِّ خُضرٌ مُظلِماتٌ وَسُدَّفُ

فَما زالَ يَستَشري وَما زِلتُ ناصِباً

لَهُ بَصَري حَتّى غَدا يَتَعَجرَفُ

مِنَ البَحرِ حَمحامٌ صُراحٌ غَمامُهُ

إِذا حَنَّ فيهِ رَعدُهُ يَتَكَشَّفُ

إِذا حَنَّ فيهِ الرَعدُ عَجَّ وَأَرزَمَت

لَهُ عُوَّذٌ مِنها مَطافيلُ عُكَّفُ

تَرَبَّعُ أولاهُ حَجِراتِهِ

جَميعاً وَأُخراهُ تَنوبُ وَتُردِفُ

إِذا اِستَدبَرَتهُ الريحُ كَي تَستَخِفَّهُ

تَراجَنَ مِلحاحٌ إِلى المَكثِ مُرجفُ

ثَقيلُ الرَحى واهي الكِفافِ دَنا لَهُ

بِبيضِ الرُبى ذو هَيدَبٍ مُتَعَصِّفُ

رَسا بِغُرانٍ وَاِستَدارَت بِهِ الرَحى

كَما يَستَديرُ الزاحِفُ المُتَغَيِّفُ

فَذاكَ سَقى أُمَّ الحُوَيرِثِ ماءَهُ

بِحَيثُ اِنتَوَت واهِي الأَسِرَّةِ مُرزِفُ

وَبَيتٍ بِمَوماةٍ مِنَ الأَرضِ مَجهَلٍ

كَظِلِّ العقابِ تَستَقِلُّ وَتَخطُفُ

بَنَيتُ لِفِتيانٍ فَظَلَّ عِمادُهُ

بِداوِيَةٍ قَفرٍ وَشيجٌ مُثَقَّفُ

وَنَحنُ مَنَعنا بَينَ مَرٍّ وَرابِغٍ

مِنَ الناسِ أَن يُغزى وَأَن يُتَكَّنَفُ

إِذا سَلَفٌ مِنّا مَضى لِسَبيلِهِ

حَمى عَذِراتِ الحَيِّ مَن يَتَخَلَّفُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:35 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لا تَكفُرَن قَوماً عَزَزتَ بِعِزِّهِم

أَبا عَلقَمٍ وَالكُفرُ بالريقِ مُشرِقُ

أَبا خُبَثٍ أَكرِم كِنانَةَ إِنَّهُم

مَواليكَ إِن أَمرٌ سَما بِكَ مُعلَقُ

بَنو النَضرِ تَرمي مِن وَرائِكَ بِالحَصى

أَولو حَسَبٍ فيهِم وَفاءٌ وَمَصدَقُ

يُفيدونَكَ المالَ الكَثيرَ وَلم تَجِد

لِمُلكِهِمُ شَبهاً لَو أَنَّكَ تَصدُقُ

إِذا رَكِبوا ثارَت عَلَيكَ عَجاجَةٌ

وَفي الأَرضِ مِن وَقعِ الأَسِنَّةِ أَولَقُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:35 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَشاقَكَ بَرقٌ آخِرَ اللَيلِ خافِقُ

جَرى مِن سَناهُ بَينَةٌ فَالأَبارِقُ

قَعَدتُ لَهُ حتىعَلا الأَفقَ ماؤُهُ

وَسالَ بِفَعمِ الوَبلِ مِنهُ الدَوافِقُ

يُرَشِّحُ نَبتاً ناعِماً وَيَزينُهُ

نَدىً وَلَيالٍ بَعدَ ذاكَ طَوالِقُ

وَكَيفَ تُرَجّيها وَمِن دونِ أَرضِها

جِبالُ الرُبا تِلكَ الطِوالُ البَواسِقُ

حَواجِرُها العُليا وَأَركانُها الَّتي

بِها مِن مَغافيرِ العِنازِ أَفارِقُ

وَأَنتِ المُنى يا أُمَّ عَمرٍو لَو أَنَّنا

نَنالُكِ أَو تُدني نَواكِ الصَفائِقُ

لَأَصبَحتُ خِلواً مِن هُمومٍ وَما سَرَت

عَلَيَّ خَيالاتُ الحَبيبِ الطَوارِقُ

بِذي زَهرٍ غَضٍّ كَأَنَّ تِلاعَهُ

إِذا أَشرَفَت حَجراتُهُنَّ النَمارِقُ

إِذا خَرَجَت مِن بَيتِها راق عَينَها

مُعَوَّذُهُ وَأَعجَبَتها العَقائِقُ

حَلَفتُ بِرَبِّ الموضِعين عَشِيَّةً

وَغيطانُ فَلجٍ دونَهُم وَالشَقائِقُ

يَحُثّونَ صُبحَ الحُمرِ خوصاً كَأَنَّها

بِنَخلَةَ مِن دونِ الوَحيفِ المَطارِقُ

سِراعٌ إِذا الحادي زَقاهنَّ زَقيَةً

جَنَحنَ كَما اِستُلَّت سُيوفٌ ذَوالِقُ

إِذا قَرَّطوهُنَّ الأَزِمَّةَ وَاِرتَدوا

أَبَينَ فَلَم يَقدِر عَلَيهِنَّ سابِقُ

إِذا عَزَمَ الرَكبُ الرَحيلَ وَأَشرَفَت

لَهُنَّ الفَيافي وَالفِجاجُ الفَياهِقُ

عَلى كُلِّ حُرجوجٍ كَأَنَّ شَليلَها

رَواقٌ إِذا ما هَجَر الرَكبُ خافِقُ

لَقَد لَقِيَتنا أُمُّ عَمرٍو بِصادِقٍ

مِنَ الصَرمِ أَو ضاقَت عَلَيهِ الخَلائِقُ

سِوى ذِكرَةٍ مِنها إِذا الرَكبُ عَرَّسوا

وَهَبَّت عَصافيرُ الصَريمِ النَواطِقُ

أَلَم تَسأَلي يا أُمَّ عَمرٍو فَتُخبَري

سَلِمتِ وَأَسقاكِ السَحابُ البَوارِقُ

بَكِيّاً لِصَوتِ الرَعدِ خُرسٌ رَوائِحَ

وَنَعقٍ وَلَم يُسمَع لَهُنَّ صَواعِقُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:35 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif أَلمِم بِعَزَّةَ إنَّ الرَكبَ مُنطَلِقُ

وَإِن نَأتَكَ وَلَم يُلمِم بِها خَرَقُ

قامَت تَراءى لَنا وَالعَينُ ساجِيَةٌ

كَأَنَّ إِنسانَها في لُجَّةٍ غَرِقُ

ثُمَّ اِستَدارَ عَلى أَرجاء مُقلَتِها

مُبادِراً خَلَساتِ الطَرفِ يَستَبِقُ

كَأَنَّهُ حينَ مارَ المَأقَيانِ بِهِ

دُرٌّ تَحَلَّلَ مِن أَسلاكِهِ نَسَقُ

وَلِلعَبيرِ عَلى أَصداغِها عَبَقٌ

كَأَنَّهُ بِجَنوبِ المِحجَرِ العَلَقُ

تُنيلُ نَزراً قَليلاً وَهيَ مُشفِقَةٌ

كَما يَهابُ نَشيسَ الحَيَّةِ الفَرِقُ

تَأَرَّجَ الحَيُّ إِذ مَرَّت بِظُعنِهِمُ

لَيلى وَنَم عَلَيها العَنبرُ العَبِقُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:36 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَقوى وَأَقفَرَ مِن ماوِيَّةَ البرَقُ

فَذو مُراخٍ فَقَفرُ العَلقِ فَالحُرَقُ

فَآكُمُ النَعفِ وَحشٌ لا أَنيسَ بِها

إِلّا القَطا فَتِلاعُ النَبعَةِ العُمُقُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:36 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَقُلنَ وَقَد يَكذِبنَ فَيكَ تَعَيَّفٌ

وَشُؤمٌ إِذا ما لَم تُطَع صاحَ ناعِقُه

فَأَعيَيتَنا لا راضِياً بِكَرامَةٍ

وَلا تارِكاً شَكوى الَّذي اَنتَ صادِقُه

وَأَدرَكتَ صَفوَ الوُدِّ مِنّا فَلُمتَنا

وَلَيسَ لَنا ذَنبٌ فَنَحنُ مَواذِقُه

وَأَلفَيتَنا سِلماً فَصَدَّعتَ بَينَنا

كَما صَدَّعَت بَينَ الأَديمِ خَوالِقُه

يُرَجِّعُ في حَيزومِهِ غَيرَ باغِمٍ

يَراعاً منَ الأَحشاءِ جوفاً هَنابِقُه

إِذا ما رَمى قَصدَ المَلا لَحِقَت بِهِ

عَلاةٌ كَمِرداةِ القِذافِ تُراشِقُه

يُجرِّرُ سِربالاً عَلَيهِ كَأَنَّهُ

سَبِيُّ هِلالٍ لَم تُخَرَّق شَرانِقُه

إِذا المَرءُ لَم يَبذُل مِنَ الوُدِّ مِثلَما

بَذَلتُ لَهُ فَاِعلَم بِأَنّي مُفارِقُه

وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَكارِهٍ

عَلَيهِ وَلا في صاحِبٍ لا تُوافِقُه

إِذا المالُ لَم يوجِب عَلَيهِ عَطاءهُ

صَنيعَةُ قُربى أَو صَديقٌ توامِقُه

مَنَعتَ وَبَعضُ المَنعِ حَزمٌ وَقُوَّةٌ

فَلَم يَفتَلِذكَ المالَ إِلّا حَقائِقُه

إِذا ما أَفادَ المالَ أَودى بِفَضلِهِ

حُقوقٌ فَكُرهُ العاذِلاتِ يُوافِقُه

وَيَرفَعُ نَصلَ السَيفِ عَن كَعبِ ساقِهِ

وَلَو أَطوَلَ القَينُ الحَمائِلَ عاتِقُه

فَبورِكَ ما أَعطى اِبنُ لَيلى بِنِيَّةٍ

وَصامِتُ ما أَعطى اِبنُ لَيلى وَناطِقُه

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:37 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَصادِرَةٌ حُجّاجُ كَعبٍ وَمالِكٍ

عَلى كُلِّ عَجلى ضامِرٍ البَطنِ مُحنِقِ

بِمَرثِيَةٍ فيها ثَناءٌ مُحَبَّرٌ

لأزهَرَ مِن أَولادِ مُرَّةَ مُعرِقِ

كَأَنَّ أَخاهُ في النَوائِبِ مُلجَأَ

إِلى عَلَمٍ مِن رُكنِ قُدسِ المُنَطَّقِ

يَنالُ رِجالاً نَفعُهُ وَهوَ مِنهُمُ

بَعيدٌ كَعَيّوقِ الثُرَيّا المُعلَّقِ

تَقولُ اِبنَةُ الضَمرِيِّ ما لَكَ شاحِباً

وَلَونُكَ مُصفَرٌ وَإِن لَم تَخَلَّقِ

فَقُلتُ لَها لا تَعجَبي مَن يَمُت لَهُ

أَخٌ كَأَبي بَدرٍ وَجَدّكِ يُشفَقِ

وَأَمرٍ يُهِمُّ الناسَ غِبُّ نِتاجِهِ

كَفَيتَ وَكَربٍ بِالدَواهي مُطَرِّقِ

كَشَفتَ أَبا بَدرٍ إِذا القَومُ أَحجَموا

وَغَضَّت مَلاقي مَرهِم بِالمُخَنَّقِ

وَخَصمٍ أَبا بَدرٍ أَلَدَّ أَبَتَّهُ

عَلى مِثلِ طَعمِ الحَنظَلِ المُتَفَلِّقِ

جَزى اللَهُ خَيراً خِندِقاً مِن مَكافِئ

وَصاحِبِ صِدقٍ ذي حِفاظٍ وَمِصدَقِ

أَقامَ قَناةَ الوُدِّ بَيني وَبَينَهُ

وَفارِقَني عَن شيمَةٍ لَم تُرَنَّقِ

حَلَفتُ عَلى أَن قَد أَجَنَّتكَ حُفرَةٌ

بِبَطنِ قَنَونا لَو نَعيشُ فَنَلتَقي

لَأَلفَيتَني بِالوُدِّ بَعدَكَ دائِماً

عَلى عَهدِنا إِذا نَحنُ لَم نَتَفَرَّقِ

إِذا ما غَدا يَهتَزُّ لِلمَجدِ وَالنَدى

أَشَمُّ كَغُصنِ البانَةِ المُتَوَرِّقِ

وَإِنّي لِجازٍ بِالَّذي كانَ بَينَنا

بَني أَسَدٍ رَهطَ اِبنِ مُرَّةَ خِندِقِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:37 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
صَديقُكَ حينَ تَستَغي كَثيرٌ

وَما لَكَ عِندَ فَقرِكَ مِن صَديقِ

فَلا تُنكِر عَلى أَحَدٍ إِذا ما

طَوى عَنكَ الزِيارَةَ عِندَ ضيقِ

وَكُنتُ إِذا الصَديقُ أَرادَ غَيظي

عَلى حَنَقٍ وَأَشرَقَني بِريقي

غَفَرتُ ذُنوبَهُ وَصَفَحتُ عَنهُ

مَخافَةَ أَن أَكونَ بِلا صَديقِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:37 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَلَولا حُبِّكُم لَتَضاعَفَتني

هَضيمُ الكَشحِ طَيِّعُةُ العِناقِ

كَأَنَّ مَغارِزَ الأَنيابِ مِنها

إِذا ما الصُبحُ نَوّرَ لِاِنفِلاقِ

صَليتُ غَمامَةٍ بِجَناةِ نَحلٍ

صَفاةِ اللَونِ طَيِّبَةَ المَذاقِ

مَقيلي كُلُّ هاجِرَةٍ صَخودٍ

عَلى هَوجاءَ لا حِقَةِ الصِفاقِ

قَضَيتُ لُبانَتي وَصَرمتُ أَمري

وَعَدَّيتُ المَطِيَّةَ في بُساقِ

وَكَم قَد جاوَزَت نَقضي إِلَيكُم

مِنَ الحُزُزِ الأَماعِزِ وَالبِراقِ

هِلالُ عَشِيَّةٍ لِشِفا غُروبٍ

تَسَرَّرَ لَيلَةً بَعدَ المُحاقِ

إِذا ضَمرِيَّةٌ عَطَسَت فَنِكها

فَإِنَّ عُطاسَها طَرَفُ الوِداقِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:38 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif شَجا قَلبَهُ أَظعانُ سُعدى السَوالِكُ

وَأَجمالُها يَومَ البُلَيدِ الرَواتِكُ

أَقولُ وَقَد جاوَزنَ أَعلامَ ذي دَمٍ

وَذي وَجَمى أَو دونَهُنَّ الدَوانِكُ

تَأَمَّل كَذا هَل تَرعَوي وَكَأَنَّما

مَوائِجُ شيزى أَمرَحتَها الدَوامِكُ

وَهَل تَرَيني بَعدَ أَن تُنزَعَ البُرى

وَقَد أُبنَ أَنضاءً وَهُنَّ زَواحِكُ

وَرَدنَ بُصاقاً بَعدَ عِشرينَ لَيلَةً

وَهُنَّ كَليلاتُ العُيونِ رَكائِكُ

فَأُبنَ وَما مِنهُنَّ مِن ذاتِ نَجدَةٍ

وَلَو بَلَغَت إِلّا تُرى وَهيَ زاحِكُ

نَفى السَيرُ عَنها كُلَّ جاءِ إِقامَةٍ

فَهُنَّ رَذايا بِالطَريقِ تَرائِكُ

وَحُمِّلَتِ الحاجاتِ خوصاً كَأَنَّها

وَقد ضَمِرَت صُفرُ القِسِيِّ العَواتِكُ

وَمَقرُبَةٌ دُهمٌ وَكُمتٌ كَأَنَّها

طَماطِمُ يوفونَ الوُفورَ هَنادِكُ

كَأَنَّ عَدَولِيّاً زُهاءَ حُمولَها

غَدَت تَرتَمي الدَهنا بِها وَالدَهالِكُ

وَفَوقَ جِمالِ الحَيِّ بيضٌ كَأَنَّها

عَلى الرَقمِ آرامُ الأَثيلِ الأَوارِكُ

ظِباءُ خَريفٍ حَشَّت السَدرَ خُضَّع

ثَنى سِربَها أَطفالُهُنَّ العَوالِكُ

فَما زِلتُ أُبقي الظَعنَ حَتّى كَأَنَّها

أَواقي سَدىً تَغتالُهُنَّ الحَوائِكُ

فَإِنَّ شِفائي نَظرَة إِن نَظَرتُها

إِلى ثافِلٍ يَوماً وَخَلفي شَنائِكُ

وَإِن بَدَتِ الخَيماتُ مِن بَطنِ أَرثَدٍ

لَنا وَفِيافي المَرخَتَينِ الدَكادِكُ

تَجَنَّبتَ لَيلى عنوَةً أَن تَزورَها

وَأَنتَ اِمرُؤٌ في اَهلِ وُدِّكَ تارِكُ

أَقولُ إِذا الحَيّانِ كَعبٌ وَعامِرٌ

تَلاقوا وَلَفَّتنا هُناكَ المَناسِكُ

جَزى اللَهُ حَيّاً بالموقر نَضرَةً

وَجادَت عَلَيهِ الرائِحاتُ الهَواتِكُ

بِكُلِّ حَثيثِ الوَبلِ زَهرٍ غَمامُهُ

لَهُ دِرَرٌ بِالقَسطَلَينِ حَواشِكُ

كَما قَد عَمَمتَ المُؤمِنينَ بِنائِلٍ

أَبا خالِدٍ صَلَّت عَلَيكَ المَلائِكُ

وَما يَكُ مِنّي قَد أَتاكَ فَإِنَّهُ

عِتابٌ أَبا مَروانَ وَالقَلبُ سادِكُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:38 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif سَقى دِمنَتَينِ لَم نَجِد لَهُما مِثلا

بِحقلٍ لَكُم يا عَزَّ قَد زانَتا حَقلا

نَجاءُ الثُرَيّا كَلَّ آَخِرِ لَيلَةٍ

يَجودُهُما جوداً وَيُتبِعُهُ وَبلا

إِذا شَحَطَت دارٌ لِعَزَّةَ لَم أَجِد

لَها في الأولى يَلحَينَ في وَصلِها مِثلا

فَيا لَيتَ شِعري وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ

مَتى تَجمَعُ الأَيّامُ يَوماً بِها شَملا

وَكَيفَ يَنالُ الحاجِبِيَّةَ آلِفٌ

بِيَليَلَ ممساهُ وَقَد جاوَزَت نَخلا

فَيا عَزَّ إِن واشٍ وَشى بِيَ عِندَكُم

فَلا تُكرِميهِ أَن تَقولي لَهُ أَهلا

كَما لَو وَشى واشٍ بِوُدِّكِ عِندَنا

لَقُلنا تَزَحزَح لا قَريباً وَلا سهلا

فَأَهلاً وَسَهلاً بِالَّذي شَدَّ وَصلَنا

وَلا مَرحَباً بِالقائِلِ اِصرِم لَها حَبلا

أَلَم يَأنِ لي يا قَلب أَن أَترُكَ الجَهلا

وَأَن يُحدِثَ الشَيبُ المُلِمُّ لِيَ العَقلا

عَلى حين صارَ الرَأسُ مِنّي كَأَنَّما

عَلَت فَوقَهُ نَدّافَةُ العَطَبِ الغَزلا

وَنَحنُ مَنَعناَ مِن تِهامَةَ كُلِّها

جُنوبَ نَقا الخَوّارِ فَالدَمِثَ السَهلا

بِكُلِّ كُميتٍ مُجفَرِ الدَفِّ سابِحٍ

وَكُلِّ مِزاقٍ وَردَةٍ تَعلِكُ النِكلا

غَوامِضُ كَالعُقبانِ إِن هِيَ أُرسِلَت

وَإِن أُمسِكَت عَن غَربِها نَقَلَت نَقلا

عَلَيهِنَّ شُعثٌ كَالمَخاريقِ كُلُّهُم

يُعِدُّ كَريماً لا جَباناً وَلا وَغلا

بِأَيديهِمُ خَطّيّة وَعَلهِمُ

سَوابِغُ فِرعَونِيَّةٌ جُدِلت جَدلا

تَرانا ذَوي عِزٍّ وَيَزعُمُ غَيرُنا

مِن أَعدائِنا أَن لا يَرَونَ لَنا مِثلا

نُحارِبُ أَقواماً فَنَسبي نِساءَهُم

وَنُصفِدُهُم أَسراً وَنوجِعُهُم قَتلا

فَيُؤخَذُ مِنّا العَقلُ دونَ دِمائِنا

وَنَأبى فَلا نَستاقُ مِن دمنا عَقلا

وَيَضرِبُ رَيعانَ الكَتيبَةِ صَفُّنا

إِذا أَقبَلَت حَتّى نُطَرِّفَها رَعلا

وَأَثبَتُهُ داراً عَلى الخَوفِ ثَملُها

فُروعُ عَوالي الغابِ أَكرِم بِها ثَملا

وَأَبعَدُهُ سَمعاً وَأَطيَبُهُ نَثاً

وَأَعظَمُهُ حِلماً وَأَبعَدُهُ جَهلا

وَأَقوَلُهُ لِلضَيفِ أَهلاً وَمَرحَباً

وَآمَنُهُ جاراً وَأَوسَعُهُ جَبلا

فَسائِل بِقَومي كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ

وَسَل غَنَماً رُبّي بِضَمرَةَ أَو سَخلا

سَواءٌ كَأَسنانٍ الحِمارِ فَلا تَرى

لِذي كَبرَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا

وَما حَسَبَت ضَمرِيَّةٌ جَدَوِيَّةٌ

سِوى التَيسِ ذي القَرنَينِ أَنَّ لَها بَعلا

فَأَبلِغ لِيَ الذَفراءَ وَالجَهلُ كَاِسمِهِ

وَمَن يَغوِ لا يَعدَم عَلى غِيِّهِ عَذلا

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:39 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
يا أَيُّها المُتَمَنّي أَن يَكونَ فَتىً

مِثلَ اِبنِ لَيلى لَقَد خَلّى لَكَ السُبُلا

أُعدُد ثَلاثَ خِلالٍ قَد جُمِعنَ لَهُ

هَل سَبَّ مِن أَحِدٍ أَو سُبَّ أَو بَخِلا





تَوَهَّمتُ بِالخَيفِ رَسماً مُحيلا

لِعَزَّةَ تَعرِفُ مِنهُ الطَلولا

تَبَدَّلَ بِالحِيِّ صَوتَ الصَدى

وَنَوحَ الحَمامَةِ تَدعو هَديلا

مَتى أَرَيَنَّ كَما قَد أَرى

لِعَزَّةَ بِالمَحوِ يَوماً حُمولا

بِقاعِ النَقيعِ فَحِصنِ الحِمى

يُباهينَ بِالرَقمِ غَيماً مُخيلا

أَنَحنَ القُرونَ فَغَلَّلنَها

كَعَقلِ العَسيفِ غَرابيبَ ميلا

كَأَنّي أَكُفُّ وَقَد أَمعَنَت

بِها مِن سُمَيحَةَ غَرباً سَجيلا

وَما أُمُّ خِشفٍ تَرعى بِهِ

أَراكاً عَميماً وَدَوحاً ظَليلا

وَإِن هِيَ قامَت فَما أَثلَهُ

بِعَليا تُناوِحُ ريحاً أَصيلا

بِأَحسَنَ مِنها وَإِن أَدبَرَت

فَإِرخٌ بِجُمَّةَ تَقرو خَميلا

يَجولُ الوِشاحُ بِأَقرابِها

وَتَأبى خَلاخِلُها أَن تَجولا

وَتَمشي الهُوَينا إِذا أَقبَلَت

كَما بَهَرَ الجَزعَ سَيلاً ثَقيلا

فَطوراً يَسيلُ عَلى قَصدِهِ

وَطَوراً يُراجِعُ كَي لا يَسيلا

كَما مالَ أَبيَضُ ذو نَشوَةٍ

بِصَرخَدَ باكِرَ كَأساً شَمولا

فَإِن شِئتَ قُلتَ لَهُ صادِقاً

وَجَدتُكَ بِالقُفِّ ضَبّاً جَحولا

مِنَ اللاءِ يَحفِرنَ تَحتَ الكُدى

وَلا يَبتَغينَ الدِماثَ السُهولا

وَجَرَّبتَ صِدقِيَ عِندَ الحِفاظِ

وَلَكِن تَعاشَيتَ أَو كُنتَ فيلا

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:39 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif خَليلَيَّ إِن أُمُّ الحَكيمِ تَحَمَّلَت

وَأَخلَت لِخَيماتِ العُذَيبِ ظِلالَها

فَلا تَسقِياني مِن تِهامَةَ بَعدَها

بِلالاً وَإِن صَوبُ الرَبيعِ أَسالَها

وَكُنتُم تَزينونَ البَلاطَ فَفارَقَت

عَشِيَّةَ بِنتُم زَينَها وَجَمالَها

وَقَد أَصبَحَ الراضونَ إِذ أَنتُم بِها

مَسوسُ البِلادِ يَشتَكونَ وَبالَها

فَقَد أَصبَحَت شَتّى تَبُثُّكَ ما بِها

وَلا الأَرضَ ما يَشكو إِلَيكَ اِحتِلالَها

إِذا شاءَ أَبكَتهُ مَنازِلُ قَد خَلَت

لِعَزَّةَ يَوماً أَو مَناسبُ قالَها

فَهَل يُصبِحَن يا عَزُّ مَن قَد قَتَلتِهِ

مِنَ الهَمِّ خِلواً نَفسُهُ لا هَوىً لَها

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ رَدَّها

غَداةَ الشَبا أَجمالَها وَاِحتِمالَها

وَقَد لَفَّنا في أَوَّلِ الدَهرِ نِعمَةٌ

فَعِشنا زَماناً آمِنينَ اِنفِتالَها

كَآلِفَةٍ إِلفاً إِذا صَدَّ وِجهَةً

سِوى وَجهِهِ حَنَّت لَهُ فَاِرعَوى لَها

فَلَستُ بِناسيها وَلَستُ بِتارِكٍ

إِذا أَعرَضَ الأُدمُ الجَوازي سُؤالَها

أَأُدرِكُ مِن أُمِّ الحكيِّمِ غبطَةً

بِها خَبَّرَتني الطَيرُ أَم قَد أَنى لَها

أَقولُ إِذا ما الطَيرُ مَرَّت سَحيقَةً

لَعَلَّكَ يَوماً فَاِنتَظِر أَن تَنالَها

فَإِن تَكُ في مِصرٍ بِدارِ إِقامَةٍ

مُجاوِرَةً في الساكِنينَ رِمالَها

سَتَأتيكَ بِالرُكبانِ خوصٌ عَوامِدٌ

يُعارِضنَ مُبراةً شَدَدتُ حِبالَها

عَلَيهِنَّ مُعتَمّونَ قَد وَجَّهوا لَها

صَحابَتُهُم حَتّى تَجِذَّ وِصالَها

مَتى أَخشَ عَدوى الدار بَيني وَبَينَها

أَصِل بِنواصي الناجِياتِ حِبالَها

عَلى ظَهرِ عادِيٍّ تَلوحُ مُتونُهُ

إِذا العيسُ عالَتهُ اِسبَطَرَّت فَعالَها

وَحافِيَةٍ مَنكوبَةٍ قَد وَقيتُها

بِنَعلي وَلَم أَعقِد عَلَيها قِبالَها

لَهُنَّ مِنَ النَعلِ الَّتي قَد حَذَوتُها

مِنَ الحَقِّ لَو دافَعتُها مِثلُ ما لَها

إِذا هَبَطَت وَعثاً مِنَ الخَطِّ دافَعَت

عَلَيها رَذايا قَد كَلَلنَ كِلالَها

إِذا رَحَلَت مِنها قَلوصٌ تَبَغَّمَت

تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشفِ تَبغي غَزالَها

تَذَكَّرتُ أَنَّ النَفسَ لَم تَسلُ عَنكُمُ

وَلَم تَقضِ مِن حُبّي أُمَيَّةَ بالَها

وَإَنّى بِذي دَورانَ تَلَقَى بِك النَوى

عَلى بَرَدي تَظعانَها فَاِحتِمالَها

أَصاريمَ حَلَّت مِنهُمُ سَفحَ راهِطٍ

فَأَكنافَ تُبنى مَرجَها فَتِلالَها

كَأَنَّ القِيانَ الغُرَّ وَسطَ بُيوتِهِم

نِعاجٌ بِجَوٍّ مِن رُماحٍ خَلا لَها

لَهُم أُندِياتٌ بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى

بَهاليلُ يَرجو الراغِبونَ نَوالَها

كَأَنَّهُمُ قَصراً مَصابيحُ راهِبٍ

بِمَوزَنَ رَوّى بِالسَليطِ ذُبالَها

يَجوسونَ عَرضَ العَبقَرِيَّةِ نَحوَها

تَمَسُّ الحَواشي أَو تُلِمُّ نِعالَها

هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَريرِ وَيُمنَةٌ

قَرابينُ أَردافاً لَها وَشِمالَها

يُحَيّونَ بُهلولاً بِهِ رَدَّ رَبُّهُ

إِلى عَبدِ شَمسٍ عِزَّها وَجَمالَها

مَسائِحُ فَودي رَأسِهِ مُسبَغِلَّةٌ

جَرى مِسكُ دارينَ الأَحَمُّ خِلالَها

أَحاطَت يَداهُ بِالخِلافَةِ بَعدَما

أَراد رِجالٌ آخَرونَ اِغتِيالَها

فَما تَرَكوها عَنوَةً عَن مَوَدَّةٍ

وَلَكِن بِحَدِّ المَشرِفِيّ اِستَقالَها

هُوَ المَرءُ يَجزي بِالمَوَدَّةِ أَهلَها

وَيَحذو بِنَعلِ المُستَثيبِ قِبالَها

بَلَوهُ فَأَعطَوهُ المَقادَةَ بَعدَما

أَدَبَّ البِلادَ سَهلَها وَجِبالَها

مَقانِبَ خَيلٍ ما تَزالُ مُظَلَّةً

عَلَيهِم فَمَلّوا كُلَّ يَومٍ قِتالَها

دَوافِعَ بِالرَوحاءِ طَوراً وَتارَةً

مَخارِمَ رَضوى مَرجَها فَرِمالَها

يُقَيِّلنَ بِالبَزواءِ وَالجَيشُ واقِفٌ

مَزادَ الرَوايا يَصطَبِبنَ فِضالَها

وَقَد قابَلَت مِنها ثَرىً مُستَجيزَةً

مَباضِعَ في وَجهِ الضُحى فَثُعالَها

يُعانِدنَ في الأَرسانِ أَجوازَ بُرزَةٍ

عِتاقَ المَطايا مُسنِفاتٍ حِبالَها

فَغادَرنَ عَسبَ الوالِقِيِّ وَناصِحٍ

تَخُصُّ بِهِ أُمُّ الطَريقِ عِيالَها

عَلى كُلِّ خِنذيذِ الضُحى مُتَمَطِّرٍ

وَخَيفانَةٍ قَد هَذَّبَ الجَريُ آلَها

وَخَيلٍ بِعاناتٍ فَسِنَّ سُمَيرَةٍ

لَهُ لا يُرَدُّ الذائِدونَ نِهالَها

إِذا قيلَ خَيلَ اللَهِ يَوماً أَلا اِركَبي

رَضيتَ بِكَفِّ الأُردُنِيِّ اِنسِحالَها

إِذا عَرَضَت شَهباءُ خَطّارَةُ القَنا

تُريكَ السُيوفَ هَزَّها وَاِستِلالَها

رَمَيتَ بِأَبناءِ العُقَيمِيَّةِ الوَغى

يَؤُمّونَ مِشيَ المُشبِلاتِ ظِلالَها

كَأَنَّهُمُ آسادُ حَليَةَ أَصبَحَت

خَوادِرَ تَحمي الخَيلَ مِمَّن دَنا لَها

إذا أَخَذوا أَدراعَهُ فَتَسَربَلوا

مُقَلَّصَ مَسروداتِها وَمُذالَها

رَأَيتَ المَنايا شارِعاتٍ فَلا تَكُن

لَها سَنَناً نَصباً وَخَلِّ مَجالَها

وَحَربٍ إِذا الأَعداءُ أَنشَت حِياضَها

وَقَلَّبَ أَمراسُ السَواني مَحالَها

وَرَدتَ عَلى فُرّاطِهِم فَدَهَمتَهُم

بِأَخطارِ مَوتٍ يَلتَهِمنَ سِجالَها

وَقارِيَةٍ أَحواضَ مَجدِكَ دونَها

ذِياداً يُبيلُ الحاضِناتِ سَخالَها

وَشَهباءَ تَردي بِالسَلوقِيِّ فَوقَها

سَنا بارِقاتٍ تَكرَهُ العَينُ خالَها

قَصَدتَ لَها حَتّى إِذا ما لَقيتَها

ضَرَبتَ بِبُصرِيِّ الصَفيحِ قَذالَها

وَكُنتَ إذا نابَتكَ يَوماً مُلِمَّةٌ

نَبَلتَ لَها أَبا الوَليدِ نِبالَها

سَمَوتَ فَأَدرَكتَ العَلاءَ وَإِنَّما

يُلَقّى عَلِيّاتِ العُلا مَن سَما لَها

وَصلتَ فَنالَت كَفُّكَ المَجدَ كُلَّهُ

وَلَم تَبلُغِ الأَيدي السَوامي مَصالَها

عَلى اِبنِ العاصي دِلاصٌ حَصينَةٌ

أِجادَ المُسَدّي سَردَها وَأَذالَها

يَؤودُ ضَعيفَ القَومِ حَملُ قَتيرِها

وَيَستَضلِعُ الطَرفُ الأَشَمُّ اِحتَمالَها

وَسَوداءُ مِطراقٍ إِلى آمِنِ الصَفا

أَبِيٍّ إِذا الحاوي دَنا فَصَدا لَها

كَفَفتُ يَداً عَنها وَأَرضَيتُ سَمعَها

مِنَ القَولِ حَتّى صَدَّقَت ما وَعى لَها

وَأَشعَرتُها نَفثاً بَليغاً فَلَو تَرى

وَقَد جُعِلَت أَن تَرعِيَ النَفثَ بالَها

تَسَلَّلتُها مِن حَيثُ أَدرَكَها الرُقى

إِلى الكَفِّ لَمّا سالَمَت وَاِنسِلالَها

وَإِني اِمرؤٌ قَد كُنتُ أَحسَنتُ مَرَّةً

وَلِلمَرءِ آلاءٌ عَلَيَّ اِستَطالَها

فَأُقسِمُ ما مِن خُلَّةٍ قَد خَبِرتُها

مِنَ الناسِ إِلّا قَد فَضَلتَ خَلالَها

وَما ظَنَّةٌ في جَنبِكَ اليَومَ مِنهُم

أُزَنُّ بِها إِلّا اِضطَلَعتُ اِحتِمالَها

وَكانوا ذَوي نُعمى فَقَد حالَ دونَها

ذَوو أَنعُمٍ فيما مَضى فَاِستَحالَها

فَلا تَكفُروا مَروانَ آلاءَ أَهلِهِ

بَني عَبدُ شَمسٍ وَاِشكُروهُ فِعالَها

أَبوكُم تَلافى قُبَّةَ المُلكِ بِعدَما

هَوى سَمكَها وَغَيَّرَ الناسُ حالَها

إِذا الناسُ ساموها حَيَاةً زِهيدَةً

هِيَ القَتلُ وَالقَتلُ الَّذي لا شَوى لَها

أَبى اللَهُ لِلشُمِّ الأُلاءِ كَأَنَّهُم

سُيوفٌ أَجادَ القَينُ يَوماً صِقالَها

فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن عِصابَةٍ

تُناضِلُ عَن أَحسابِ قَومٍ نِضالَها

وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ هُوَ الَّذي

غَزا كامِناتِ النُصحِ مِنّي فَنالَها

وَإِنّي مُدِلٌّ أَدَّعي أَنَّ صُحبَةً

وَأَسبابَ عَهدٍ لَم أُقَطَّع وِصالَها

فَلا تَجعَلَنّي في الأُمورِ كَعُصبَةٍ

تَبَرَّأَتُ مِنها إِذا رَأَيتُ ضلالَها

عَدُوٍّ وَلا أُخرى صَديقٍ وَنصحُها

ضَعيفٌ وَبَثُّ الحَقِّ لَمّا بَدا لَها

تَبَلَّجَ لَمّا جِئتُ وَاِخضَرَّ عودُهُ

وَبَلَّ وَسيلاتي إِلَيهِ بِلالَها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif لَقَد أَزمَعَت لِلبَينِ هِندٌ زِيالَها

وَزَمّوا إِلى إِلى أَرضِ العِراقِ جِمالَها

فَما ظَبيَةٌ أَدماءُ واضِحَةُ القَرا

تَنُصُّ إِلى بَردِ الظِلالِ غَزالَها

تَحُتُّ بِقَرنَيها بَريرَ أَراكَةٍ

وَتَعطو بِظِلفَيها إِذا الغُصنُ طالَها

بِأَحسَنَ مِنها مُقلَةً وَمُقَلَّداً

وجيداً إِذا دانَت تَنوطُ شِكالَها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:40 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
بِأَبي وَأُمّي أَنتِ مِن مَظلومَةٍ

طَبِنَ العَدُوُّ لَها فَغَيَّرَ حالَها

لَو أَنَّ عَزَّةَ خاصَمَت شَمسَ الضُحى

في الحُسنِ عِندَ مُوَفَّقٍ لَقَضى لَها

وَسَعى إِلَيَّ بِصَرمِ عَزَّةَ نِسوَةٌ

جَعَلَ المَليكُ خُدودَهُنَّ نِعالَها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَلِلشَوقِ لَمّا هَيَّجَتكَ المَنازِلُ

بِحَيثُ التَقَت مِن بَينَتَينِ الغَياطِلُ

تَذَكَّرتَ فَاِنهَلَّت لِعَينِكَ عَبرَةٌ

يَجودُ بِها جارٍ مِنَ الدَمعِ وابِلُ

لَيالِيَ مِن عَيشٍ لَهَونا بِوَجهِهِ

زَماناً وَسُعدى لي صَديقٌ مُواصِلُ

فَدَع عَنكَ سُعدى إِنَّما تُسعِفُ النَوى

قَرانَ الثُرَيّا مَرَّةً ثُمَّ تافلُ

إِلَيكَ اِبنَ لَيلى تَمتَطي العيسَ صُحبَتي

تَرامى بِنا مِن مَبرَكَينِ المَناقِلُ

تَخَلَّلُ أَحوازَ الخُبيبِ كَأَنَّها

قَطاً قارِبٌ أَعدادَ حُلوانَ ناهِلُ

وَمُسنِفَةٌ فَضلَ الزِمامِ إِذا اِنتَحى

بِهِزَّةِ هاديها عَلى السَومِ بازِلُ

تَلَغَّبَها دونَ اِبنِ لَيلى وَشَفَّها

سُهادُ السُرى وَالسَبسَبُ المُتماحِلُ

دِلاثُ العَتيقِ ما وَضَعتُ زِمامَهُ

مُنيفٌ بِهِ الهادي إِذا اِحتُثَّ ذامِلُ

وَأَنتَ اِبنَ لَيلى خَيرُ قَومِكَ مَشهَداً

إِذا ما اِحمَأَرَّت بِالعَبيطِ العَوامِلُ

جَميلُ المُحَيّا أَبلَجُ الوَجهِ واضِحٌ

حَليمٌ إِذا ما زَلزَلَتهُ الزَلازِلُ

لَهُ حَسَبٌ في الحَيِّ وارٍ زِنادُهُ

عَفارٌ وَمَرخٌ حَثَّهُ الوَريُ عاجِلُ

فَمَن يَنبُ عَنّي نَبوَةَ البُخلِ أَو يُرِد

لِمَعروفِهِ صَرفاً فَإِنَّكَ باذِلُ

أُديرَت حَمالاتُ المَكارِمِ كُلُّها

عَلَيكَ فَلَم تَبخل فَفَضلُكَ شامِلُ

وَأَنتَ أَبو ضَيفَينِ ضَيفٌ نَفَعتَهُ

بِنَفحَةِ عُرفٍ عاجِلٍ فَهوَ زائِلُ

وَآخَرُ يَرجو مِنكَ ما نالَ قَبلَهُ

أَخوهُ الَّذي جَهَّزَتهُ فَهوَ نازِلُ

جَمَعتَ خِلالاً كُلُّ مَن نالَ مِثلَها

لحَمل الثِقالِ المُضِعاتِ حَمائِلُ

رَحُبتَ بِها سَرباً فَأَجزَأتَ كُلَّها

بِحِفظٍ فلَم يَفدَحكَ ما أَنتَ حامِلُ

وَفيكَ اِبنَ لَيلى عِزَّةٌ وَبَسالَةٌ

وَغَربٌ وَمَوزونٌ مِنَ الحِلمِ ثاقِلُ

أَبَأتَ الَّذي وُلّيتَ حَتّى رَأَبتَهُ

وَأَنتَ لِذي القُربى وَذي الوُدِّ واصِلُ

وَإِنَّكَ تَأبى الضَيمَ في كُلِّ مَوطِنٍ

قَديماً وَأَنتَ الشَيظَمِيُّ الحُلاحِلُ

بَغاكُم رِجالٌ عِندَ كُلِّ مَلَمَّةٍ

مُعينٌ عَلَيكُم ما اِستَطاعَ وَخاذِلُ

فَما زِلتُمُ بِالناسِ حَتّى كَأَنَّهُم

مِنَ الخَوفِ طَيرٌ أَخذَأَتها الأَجاذِلُ

طعانٌ يَفُضُّ الجُدلَ عَن آنُفِ الشَبا

وَضَربٌ بِبيضٍ أَخلَصَتها الصَياقِلُ

لَوامِعَ يَخطِفنَ النُفوسَ كَأَنَّها

مَصابيحُ شَبَّت أَو بروقٌ عَوامِلُ

إِذا بَلَّت الخِرصان صاحَت كُعوبُها

فَلَم تَبقَ إِلّا المارِناتُ الذَوابِلُ

وَإِلّا يُعقِني المَوتُ وَالمَوتُ غالِبٌ

لَهُ شَرَكٌ مَبثوثَةٌ وَحَبائِلُ

أُحَبِّر لَهُ قَولاً تَناشَدُ شِعرَهُ

إِذا ما اِلتَقَت بَينَ الجِبالِ القَبائِلِ

وَتَصدُر شَتّى مِن مَصَبٍّ وَمُصعِدٍ

إِذا ما خَلَت مِمَّن يَحُلُّ المَنازِلُ

يُغَنّي بِها الرُكبانُ مِن آلِ يَحصُبٍ

وَبَصرى وَتَرويهِ تَميمٌ وَوائِلُ

وَأَلّا يَلي وُدّي وَلا حُسنِ مِدحَتي

دَنِيٌّ وَلا ذو خَصمَةٍ مُتَضائِلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفا مَيثُ كُلفى بَعدَنا فَالأَجاوِلُ

فَأَثمادُ حَسنى فَالبِراقُ القَوابِلُ

كَأَن لَم تَكُن سُعدى بِأَعناءِ غَيقَةٍ

وَلَم تُرَ مِن سُعدى بِهِنَّ مَنازِلُ

وَلَم تَتَرَبَّع بِالسُيرِ وَلَم يَكُن

لَها الصَيفُ خَيماتُ العُذَيبِ الظَلائِلُ

أَتى الصَبرَ عَن سُعدى هَوىً ذو عَلاقَةٍ

وَوَجدٌ بِسُعدى سارَكَ القَلبَ قاتِلُ

تَصُدُّ فَلا ترمى إِذا الشَخصُ فاتَها

وَتَرمي إِذا ما أَمكَنَتها المَقاتِلُ

مَتى أَسلُ عَن سُعدى يَهِجني لِذِكرِها

حَمائِمُ أَو أَطلالُ دارٍ مَواثِلُ

أَضَرَّت بِها الأَنواءُ وَالريحُ وَالنَدى

وَغَيَّرَ مَغناها الضُحى وَالأَصائِلُ

وَوَاللَهِ ما أَدري وَلَو حُبَّ قُربُها

إِلى النَفسُ ماذا اللَهُ في القُربِ فاعِلُ

فَدَع عَنكَ ما لا تَستَطيعُ طِلابَهُ

وَمَن لَكَ عَنهُ لَو تَفَكَّرتَ شاغِلُ

إِذا طَيِّبِ الأَثوابِ قَد أُلهِمَ التُقى

هِجانِ البَنينِ يَعتَريهِ المُعاقِلُ

وَهوبٌ بِأَعناقِ المئينَ عَطاؤُهُ

غَلوبٌ عَلى الأَمرِ الَّذي هُوَ فاعِلُ

إِذا قالَ إِنّي فاعِلٌ تَمَّ قَولُهُ

فَأَمضى مَواعيدَ الَّذي هُوَ قائِلُ

أُريدُ أَبا مَروانَ إِنّي رَأَيتُهُ

كَريماً وَتَنميهِ الفُروعُ الأَطاوِلُ

طَويلُ القَميصِ لا يُذَمُّ جَنابهُ

نَبيلٌ إِذا نيطَت عَلَيهِ الحمائِلُ

أَمينٌ مُقِرُّ الصَدرِ يَسبِقُ قَولَهُ

بِفِعلٍ فَيَأبى أَن يُخَيَّبَ آمِلُ

وَلا هُوَ مَسبوقٌ بِشَيءٍ أَرادَهُ

وَلا هُوَ مُلهيهِ عَن الحَقِّ باطِلُ

بَنى لَكَ أَشرافَ المعالي وَسورَها

بِناً كُلُّ بُنيانٍ لَها مُتضائِلُ

أَبٌ لَكَ راضَ المُلكَ حَتّى أَذَلَّهُ

وَحَتّى اِطمَأَنَّت بِالرِجالِ الزَلازِلُ

وَأَنتَ أَبو شِبلَينِ شاكٍ سِلاحُهُ

خَفِيَّةُ مِنهُ مَألَفٌ فَالغَياطِلُ

لَهُ بِجَنوبِ القادِسِيَّةِ فَالشَرى

مَواطِنُ لا يَمشي بِهِنَّ الأَراجِلُ

يَرى أَنَّ أُحدانَ الرِجالِ غَفيرَةٌ

وَيَقدُمُ وَسطَ الجَمعِ وَالجَمعُ حافِلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:41 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَمِن آلِ سَلمى الرَسمَ أَنتَ مُسائِلُ

نَعَم وَالمَغاني قَد دَرَسنَ مَوائِلُ

فَظَلتَ بها تُغضي عَلى حَدّ عَبرَةٍ

كَأَنَّكَ مِن تَجريبِكَ الدَهرَ جاهِلُ

وَغَيَّرَ آياتٍ بِبُرقِ رَواوَةٍ

تَنائي اللَيالي وَالمَدى المُتَطاوِلُ

وَقَد كانَ فيهِ لِذي اللُبِّ عِبرَةٌ

وَرَأيٌ لِذي رَأيٍ فَهَل أَنتَ عاقِلُ

تَذَكَّرُ إِخواناً مَضوا فَتَتابَعوا

وَشَيبٌ عَلى مِنكَ المَفارِقَ شامِلُ

غَوادٍ مِنَ الأَشراطِ وَطفٌ تُقِلُّها

رَوائِحُ أَنواءِ الثُرَيّا الهَواطِلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:42 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
صَحا قَلبُهُ يا عَزَّ أَو كادَ يَذهَلُ

وَأَضحى يُريدُ الصَرمَ أَو يَتَبَدَّلُ

أَيادي سَبا يا عَزُّ ما كُنتُ بَعدَكُم

فَلَم يَحلَ لِلعَينَينِ بَعدَكِ مَنزِلُ

وَخَبَّرَها الواشونَ أَنّي صَرَمتُها

وَحَمَّلَها غَيظَاً عَلَيَّ المُحَمِّلُ

وَإِنّي لَمُنقادٌ لَها اليَومَ بِالرِضى

وَمُعتَذِرٌ مِن سُخطِها مُتَنَصِّلُ

أَهيمُ بِأَكنافِ المُجَمَّرِ مِن مِنىً

إِلى أُمِّ عَمرٍو إِنَّني لَمُوَكَّلُ

إِذا ذَكَرتها النَفسُ ظَلَّت كَأَنَّها

عَلَيها مِنَ الوَردِ التَهامِيِّ أَفكَلُ

وَفاضَت دُموعُ العَينِ حَتّى كَأَنَّما

بِوادي القرى مِن يابِس الثَغرِ تُكحَلُ

إِذا قُلتُ أَسلو غارَتِ العَينُ بِالبُكا

غَراءً وَمَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ

إِذا ما أَرادَت خُلَّةٌ أَن تُزيلَنا

أَبَينا وَقُلنا الحاجِبِيَّةُ أَوَّلُ

سَنوليك عُرفاً إِن أَرَدتِ وِصالَنا

وَنَحنُ لِتِلكَ الحاجِبِيَّةِ أَوصَلُ

لَها مَهَلٌ لا يُسطاعُ دِراكُهُ

وَسابِقَةٌ في الحُبِّ ما تَتَحَوَّلُ

تَرامى بِنا مِنها بِحَزنِ شَراوَةٍ

مُفَوِّزَةً أَيدٍ إِلَيك وَأَرجُلُ

كَأَنَّ وِفارَ القَومِ تَحتَ رِحالِها

إِذا حُسِرَت عَنها العَمائِمُ عُنصُلُ

يَزُرنَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَعِندَهُ

لِذي المَدحِ شُكرٌ وَالصَنيعَة مَحمِلُ

لَهُ شيمَتانِ مِنهُما أَنسِيُّةٌ

وَوَحشِيَّةٌ إِغراقُها النَهىَ مُعجَلُ

فَراعِهِما مِنهُ فإِنَّهُما لَهُ

وَإِنَّهُما مِنهُ نَجاةٌ وَمَحفِلُ

وَأَنتَ المُعَلّى يَومَ لُفَّت قِداحُهُم

وَجالَ المَنيحُ وَسطَها يَتَقَلقَلُ

وَمِثلُكَ مِن طُلّابِها خَلصَت لَهُ

وَقارُكَ مَرضِيٌّ وَرَبعُكَ جَحفَلُ

نَهَيتَ الأَلى راموا الخِلافَةَ مِنهُمُ

بِضَربِ الطُلى وَالطَعنِ حَتّى تَنَكَّلوا

وَأَنكَرتَ أَن مارَوكَ في مُستَنيرَةٍ

لَكُم حَقُّها وَالحَقُّ لا يَتَبَدَّلُ

أَبوكُم تَلافى يَومَ نَقعاءَ راهِطٍ

بَني عَبدِ شَمسٍ وَهيَ تُنفى وَتُقتَلُ

إِذا الناسُ ساموكُم مِنَ الأَمرِ خُطَّةً

لَها خَمطَةٌ فيها السَمامُ المُثَمَّلُ

أَبى اللَهُ لِلشُمِّ الأُنوفِ كَأَنَّهُم

صَوارِمُ يَجلوها بِمُؤتَةَ صَيقَلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:42 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَقُلتُ لَها ياعَزَّ أَرسَلَ صاحِبي

عَلى نَأيِ دارٍ وَالرَسولُ مُوَكَّلُ

بَأَن تَجعَلي بَيني وَبَينَكِ مَوعِداً

وَأَن تَأمُريني بِالَّذي فيهِ أَفعَلُ

وَآخِرُ عَهدٍ مِنكَ يَومَ لَقيتَني

بِأَسفَلِ وادي الدَومِ وَالثَوبُ يُغسَلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:42 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَهاجَكَ مِن سُعدى الغَداةَ طُلولُ

بِذي الطَلحِ عامِيٌّ بِها وَمُحيلُ

وَما هاجَهُ مِن مَنزِلٍ لَعِبَت بِهِ

لِعَوجاء مِرقالِ العَشِيِّ ذُيولُ

بِما قَد تَرى سُعدى بِهِ وَكَأَنَّها

طَلىً رائِحٌ لِلسارِحاتِ خَذولُ

رَأَيتُ وَعَيني قَرَّبَتني لِما أَرى

إِلَيها وَبَعضُ العاشِقينَ قَتولُ

عُيوناً جلاها الكُحلُ أَمّا ضَميرُها

فَعَفٌّ وَأَمّا طَرفَها فَجَهولُ

وَرَكبٍ كَأَطرافِ الأَسِنَّةِ عَرَّسوا

قَلائِصَ في أَصلابِهِنَّ نُحولُ

إِلَيكَ أَبا بَكرٍ تَروحُ وَتَغتَدي

بِرَحليَ مِرداةُ الرَواحِ ذَميلُ

كثيرُ عَطَاءِ الفاعلين مع الغِنى

بجودهمُ إن كاثروك قليل

وَإِنّي لَأَثري أَن أَراكُم بِغِبطَةٍ

وَإِنّي أَبا بَكرٍ بِكُم لَجَميلُ

وَإِن أَكُ قَصراً في الرَجالِ فَإِنّني

إِذا حَلَّ أَمرٌ ساحَتي لَطَويلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:43 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
حَيَّتكَ عَزَّةُ بَعدَ الهَجرِ وَاِنصَرَفَت

فَحَيِّ وَيَحَكَ مَن حَيّاكَ يا جَمَلُ

لَو كُنتَ حَيَّيتَها ما زِلتَ ذا مِقَةٍ

عِندي وَلا مَسَّكَ الإِدلاجُ وَالعَمَلُ

فَحَنَّ مِن وَلَهٍ إِذ قُلتُ ذاكَ لَهُ

وَظَلَّ مُعتَذِراً قَد شَفَّهُ الخَجَلُ

وَرَدَّ مِن جَزَعٍ ما كُنتُ أَعرِفُها

وَرامَ تَكليمَها لَو تَنطِق الإِبِلُ

لَيتَ التَحِيَّةَ كانَت لي فَأَشكُرَها

مَكانَ يا جَمَلٌ حُيّيتَ يا رَجُلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:43 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَلَم تَربَع فَتُخبِرَكَ الطُلولُ

بِبَينَةَ رَسمُها رَسمٌ مُحيلُ

تَحَمَّلَ أَهلُها وَجرى عَلَيها

رِياحُ الصَيفِ وَالسِربُ الهَطولُ

تَحِنُّ بِها الدَبورُ إِذا أَرَبَّت

كَما حَنَّت مُوَلَّهَةٌ عَجولُ

تَعَلَّقَ ناشِئاً مِن حُبِّ سَلمى

هَوىً سَكَنَ الفُؤادَ فَما يَزولُ

سَبَتني إِذ شَبابي لَم يُعَصَّب

وَإِذ لا يَستَبِلُّ لَها قَتيلُ

فَلَم يَملَل مَوَدَّتَها غُلاماً

وَقَد يَنسى وَيَطرِفُ المَلولُ

فَأَدرَكَكَ المَشيبُ عَلى هَواها

فَلا شَيبٌ نَهاكَ وَلا ذُهولُ

تَصيدُ وَلا تُصادُ وَمَن أَصابَت

فَلا قَوَداً وَلَيسَ بِهِ حَميلُ

هِجانُ اللَونِ وَاضِحَةُ المُحَيّا

قَطيعُ الصَوتِ آنِسَةٌ كَسولُ

وَتَبسِمُ عَن أَغَرَّ لَهُ غُروبٌ

فُراتِ الرَيقِ لَيسَ بِهِ فُلولُ

كَأَنَّ صَبيبَ غادِيَةٍ بِلَصبٍ

تُشَجُّ بِهِ شَآمِيَةٌ شَمولُ

عَلى فيها إِذا الجَوزاءُ كانَت

مُحَلَّقَةً وَأَردَفَها رَعيلُ

فَدَع لَيلى فَقَد بَخُلَت وَصَدَّت

وَصَدَّعَ بَينَ شَعبَينا الفَلولُ

وَأَحكِم كُلَّ قافِيَةٍ جَديدٍ

تُخَيّرُها غَرائِبَ ما تَقولُ

لأَبيَضَ ماجِدٍ تُهدي ثَناهُ

إِلَيهِ وَالثَناءُ لَهُ قَليلُ

أَبي مَروانَ لا تَعدِل سِواهُ

بِهِ أَحداً وَأَينَ بِهِ عَديلُ

بَطاحِيٌّ لَهُ نَسَبٌ مُصَفّى

وَأَخلاقٌ لَها عَرضٌ وَطولُ

فَقَد طَلَبَ المَكارِمَ فَاِحتَواها

أَغَرُّ كَأَنَّهُ سَيفٌ صَقيلُ

تَجَنَّبَ كُلَّ فاحِشَةٍ وَعَيبٍ

وَصافي الحَمدَ فَهوَ لَهُ خَليلُ

إِذا السَبعونَ لَم تُسكِت وَليداً

وَأَصبَحَ في مَبارِكِها الفُحولُ

وَكانَ القَطرُ أَجلاباً وَصِرّاً

تَحُثُّ بِهِ شَآمِيَّةٌ بليلُ

فَإِنَّ بِكَفِّهِ ما دامَ حَيّاً

مِنَ المَعروفِ أَودِيَةً تَسيلُ

تَقولُ حَليلَتي لَمّا رَأَتني

أَرِقتُ وَضافَني هَمٌّ دَخيلُ

كَأَنَّ قَد بَدا لَكَ بَعدَ مُكثٍ

وَطولِ إِقامَةٍ فينا رَحيلُ

فَقُلتُ أَجَل فَبَعضَ اللَومِ إِنّي

قَديماً لا يُلائِمُني العَذولُ

وَأَبيَضُ يَنعَسُ السَرحانُ فيهِ

كَأَنَّ بَياضَهُ رَيطٌ غَسيلُ

خَدَت فيهِ بِرَحلي ذاتُ لَوثٍ

مِنَ العيدِيِّ ناجِيَةٌ ذَمولُ

سَلوكٌ حينَ تَشتَبهُ الفَيافي

وَيُخطِئُ قَصدَ وِجهَتِهِ الدَليلُ

إِذا فَضَلَت مَعاقِدُ نِسعَتَيها

وَأَصبَحَ ضَفرُها قَلِقاً يَجولُ

عَلى قَرواءَ قَد ضَمرَت فَفيها

وَلَم تَبلُغ سَليقَتُها ذَبولُ

طَوَت طَيَّ الرِداءِ الخَرقَ حَتّى

تَقارَبَ بُعدُهُ سُرُحٌ نَصولُ

مِنَ الكُتمِ الحَوافِظِ لا سَقوطٌ

إِذا سَقَطَ المَطِيُّ وَلا سَؤولُ

تَكادُ تَطيرُ إِفراطاً وَسَغباً

إِذا زُجِرَت وَمُدَّت لَها الحَبولُ

إِلى القَرمِ الَّذي فاتَت يَداهُ

بِفِعلِ الخَيرِ بَسطَةَ مَن يُنيلُ

إِذا ما غالِيَ الحَمدِ اِشتراهُ

فَما إِن يَستَقِلُّ وَلا يُقيلُ

أَمينُ الصَدرِ يَحفَظُ ما تَوَلّى

كَما يُلفى القَوِيُّ بِهِ النَبيلُ

نَقِيٌّ طاهِرُ الأَثوابِ بَرٌّ

لِكُلِّ الخَيرِ مُصطَنِعٌ مُحيلُ

أَبا مَروانَ أَنتَ فيتى قُرَيشٍ

وَكَهلُهُمُ إِذا عُدَّ الكُهولُ

تُوَلّيهِ العَشيرَةُ ما عَناها

فَلا ضَيقُ الذِراعِ وَلا بَخيلُ

إِلِيكَ تُشيرُ أَيديهِم إذا ما

رَضوا أَو غالَهُم أَمرٌ جَليلُ

كِلا يَومَيهِ بِالمَعروفِ طَلقٌ

وَكُلُّ فَعالِهِ حَسَنٌ جَميلُ

جَوادٌ سابِقٌ في اليُسرِ بَحرٌ

وَفي العِلّاتِ وَهّابٌ بَذولُ

تَأَنَّسُ بِالنَباتِ إِذا أَتاها

لِرُؤيَةِ وَجهِهِ الأَرضُ المَحولُ

لِبَهجَةِ واضِحٍ سَهلٍ عَلَيهِ

إِذا رُئِيَ المَهابةُ والقَبولُ

لِأَهلِ الوُدِّ وَالقُربى عَلَيهِ

صَنائِعُ بَثَّها بَرٌّ وَصولُ

أَيادٍ قَد عُرِفنَ مُظاهَراتٍ

لَهُ فيها التَطاوُلُ وَالفُضولُ

وَعَفوٌ عَن مُسيئِهِمُ وَصَفحٌ

يَعودُ بِهِ إِذا غَلِقَ الحُجولُ

إِذا هُوَ لَم تُذَكِّرهُ نُهاهُ

وَقارَ الدينِ وَالرَأيُ الأَصيلُ

وَلِلفُقراءِ عائِدَةٌ وَرُحمٌ

وَلا يُقصى الفَقيرُ وَلا يَعيلُ

جَنابٌ واسِعُ الأَكنافِ سَهلٌ

وَظِلٌّ في مَنادِحِهِ ظَليلُ

وَكَم مِن غارِمٍ فَرَّجتَ عَنهُ

مَغارِمَ كُلَّ مَحمَلِها ثَقيلُ

وَذي لَدَدٍ أَرَيتَ اللَدَّ حَتّى

تَبَيَّنَ وَاِستَبانَ لَهُ السَبيلُ

وَأَمرٍ قَد فَرَقتَ اللَبسَ مِنهُ

بِحِلمٍ لا يَجورُ وَلا يَميلُ

نَمى بِكَ في الذَؤابَةِ مِن قُرَيشٍ

بِناءُ العِزِّ وَالمَجدُ الأَثيلُ

أَرومٌ ثابِتٌ يَهتَزُّ فيهِ

بِأَكرَمِ مَنبِتٍ فَرعٌ أَصيلُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:44 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَقولُ وَقَد جاوَزنَ مِن صَدرِ رابِغٍ

مَهامِه غُبراً يَرفَعُ الأُكمَ آلُها

أَأَلحَيُّ أَم صِيرانُ دَومٍ تَناوَحَت

بِتَريَمَ قَصراً وَاِستَحَثَّت شِمالُها

أَرى حينَ زالَت عيرُ سَلمى بِرابِغٍ

وَهاجَ القُلوبَ الساكِناتِ زَوالَها

كَأَنَّ دُموعَ العَينِ لَمّا تَخَلَّلَت

مَخارِمَ بيضاً مِن تَمَنّي جِمالُها

قَبِلنَ غُروباً مِن سُمَيحَةَ أَنزَعَت

بِهِنَّ السَواني وَاِستَدارَ مَحالُها

لَعَمرُكَ إِنَّ العَينَ عَن غَيرِ نِعمَةٍ

كَذاكَ إِلى سَلمى لَمُهدىً سِجالُها

عَذَرتُكَ في سَلمى بِآنِفَةِ الصِبا

وَمَيعَتِهِ إِذ تَزدَهيكَ ظِلالُها

وَمُلتَمِسٍ مِنّي الشَكِيَّةَ غَرَّهُ

لِيانُ حَواشي شيمَتي وَجَمالُها

رَمَيتُ بِأَطرافِ الزجاجِ فَلَم يُفِق

عَن الجَهلِ حَتّى حَكَّمتهُ نِصالُها

وَذي كَرَمٍ يَوماً أَرادَ كَرامَتي

وَعَربَةَ وُدّي رَغبَةً هَل يَنالُها

بَذَلتُ لَهُ مِثلاً وَكُلَّ تَحِيَّةٍ

مِنَ المَرءِ مَردودٌ عَلَيهِ مِثالُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:44 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif عَلى خالِدٍ أَصبَحتُ أَبكي لِخالِدٍ

وَأَصدُقُ نَفساً قَد أُصيبَ خَليلُها

تَذَكَّرتُ مِنهُ بَعدَ أَوَّلِ هَجعَةٍ

مَساعِيَ لا أَدري عَلى مَن أُحيلُها

وَكُنتَ إِذا نابَت قُرَيشاً مَلَمَّةٌ

وَقالَ رَجالٌ سادَةٌ مَن يُزيلُها

تَكونُ لَها لا مَعجَباً بِنَجاحِها

وَلا يَحمِلُ الأَثقالَ إِلّا حَمولُها

فَأَينَ الَّذي كانَت مَعَدٌّ تَنوبُهُ

وَيَحتَمِلُ الأَعباءَ ثُمَّ يَقولُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:44 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif إِذا اِبتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ بَذَّهُم

عَراضَةُ أَخلاقِ اِبنِ لَيلى وَطولُها

وَإِنَّ اِبنَ لَيلى فاهَ لي بِمَقالَةٍ

وَلَو سِرتُ فيها كُنتُ مِمَّن يُنيلُها

عَجِبتُ لِتَركي خِطَّةَ الرُشدِ بَعدَما

بَدا لِيَ مِن عَبدِ العَزيزِ قَبولُها

وَأَمِّيَ صَعباتِ الأُمورِ أَروضُها

وَقَد أَمكَنَتني يَومَ ذاكَ ذَلولُها

حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مُنىً

يَغولُ البِلادَ نَصُّها وَذَميلُها

لَئِن عادَ لي عَبدُ العَزيزِ بِمِثلِها

وَأَمكَنَني مِنها إِذاً لا أُقيلُها

فَهَل أَنتَ إِن راجَعتُكَ القَولَ مَرَّةً

بِأَحسَنَ مِنها عائِدٌ فَمُنيلُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:44 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
حَيِّ المَنازِلَ قَد عَفَت أَطلالُها

وَعَفا الرُسومَ بِمورِهِنَّ شَمالُها

قَفراً وَقَفتُ بِها فَقُلتُ لِصاحِبي

وَالعَينُ يَسبُقُ طَرفَها إِسبالُها

أَقوى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ

فَخُبوتُ سَهوَةَ قَد عَفَت فَرِمالُها

وَتَقاصَرَت أُصُلاً شُخوصُ أُرومِها

حَتّى مَثَلنَ وَأَعرَضَت أَغفَالُها

الضارِبونَ أَمامَها وَوَراءَها

بِمُهنَّداتٍ قَد أُجيد صِقالُها

الحِلمُ أَثبَتُ مَنزِلاً في صَدرِهِ

مِن هَضبِ صِندِدَ حَيثُ حَلَّ خَيالُها

وَلَوَجهُهُ عِندَ المَسائِل إِذ غَدا

وَغَدَت فَواضِلُ سَيبِهِ وَنَوالُها

بِالخَيرِ أَبلَجُ مِن سِقايَةِ راهِبٍ

تُجلى بِمَوزَنَ مُشرِقٌ تِمثالُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:45 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَمِن طَلَلٍ أَقوى مِنَ الحَيِّ ماثِلُه

تُهَيِّجُ أَحزانَ الطَروبِ مَنازِلُه

بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن رَسمِ دِمنَةٍ

أَضَرَّ بِهِ جَودُ الشَمالِ وَوابِلُه

سَقى الرَبعَ مِن سَلمى بِنَعفِ رُواوَةٍ

إِلى القَهبِ أَجوادُ السَمِيِّ وَوابِلُه

وَإِن كانَ لا سُعدى أَطالَت سُكونَهُ

وَلا أَهلُ سُعدى آخِرَ الدَهرِ نازِلُه

وَإِنّي لَأَرضى مِن نَوالِكِ بِالَّذي

لَو أَبصَرَهُ الواشي لَقَرَّت بَلابِلُه

بَلا وَبِأَن لا أَستَطيعَ وَبِالمُنى

وَبِالوَعدِ وَالتَسويفِ قَد مَلَّ آمِلُه

وَحُبُّكِ يُنسيني مِنَ الشَيءِ في يَدي

وَيُذهِلُني عَن كُلِّ شَيءٍ أُزاوِلُه

سَيَهلِكُ في الدُنيا شفيقٌ عَلَيكُمُ

إِذا غالَهُ مِن حادِثِ الدَهرِ غائِلُه

وَيُخفي لَكُم حُبّاً شَديداً وَرَهبَةً

وَلِلناسِ أَشغالٌ وَحُبُّكِ شاغِلُه

كَريمٌ يُميتُ السِرِّ حَتّى كَأَنَّهُ

إِذا اِستَبحَثوهُ عَن حَديثِكِ جاهِلُه

يَوَدُّ بِأَن يُمسي سَقيماً لَعَلَّها

إِذا سَمِعَت عَنهُ بِشَكوى تُراسِلُه

وَيَرتاحُ لِلمَعروفِ في طَلَبِ العُلى

لِتُحمَدَ يَوماً عِندَ لَيلى شَمائِلُه

وَعى سِرَّكُم في مُضمَرِ القَلبِ وَالحَشا

شَفيقٌ عَلَيكُم لا تُخافُ غَوائِلُه

وَأَكتُمُ نَفسي بَعضَ سِرّي تَكَرُّماً

إِذا ما أَضاعَ السِرَّ في الناسِ حامِلُه

فلو كنتُ في كَبلٍ وَبُحتُ بِلَوعَتي

إِلَيهِ لَأَنَّت رَحمَةً لي سَلاسِلُه

وَلَو أَكَلَت مِن نَبتِ عَيني بَهيمَةٌ

لَهَيَّجَ مِنها رَحمَةً حينَ تَأكُلُه

وَيُدرِكُ غَيري عِندَ غَيرِكِ حَظَّهُ

بِشِعري وَيُعييني بِه ما أُحاوِلُه

فَلا هانَتِ الأَشعارُ بِعدي وَبَعدَكُم

مُحِبّاً وَماتَ الشِعرُ بَعدي وَقائِلُه

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:45 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَهاجَكَ لَيلى إِذ أَجَدَّ رَحيلُها

نَعَم وَثَنَت لَمّا اِحزَأَلَّت حُمولُها

لَقَد سِرتُ شَرقِيَّ البِلادِ وَغَربِها

وَقَد ضَرَبَتني شَمسُها وَظُلولُها

يَنوءُ فَيَعدو مِن قَريبٍ إِذا عَدا

وَيَكمُنُ في خَشباءَ وَعثٍ مَقيلُها

سَيَأتي أَمير المُؤمِنينَ وَدونَهُ

صِمادٌ مِنَ الصَوّانِ مَرتٌ مُيولُها

فَبيدُ المُنَقّى فَالمَشارِفُ دونَهُ

فَرَوضَةُ بُصرى أَعرَضَت فَبَسيلُها

ثَنائي تُؤَدّيهِ إليك وَمِدحَتي

صُهابِيَّةُ الأَلوانِ باقٍ ذَميلُها

عَسوفٌ بِأَجوازِ الفَلا حِميَرِيَّةٌ

مَريشٌ بِذِئبانِ السَبيبِ تَليلُها

يُغادي بَفارِ المِسكِ طَوراً وَتارَةً

تُرى الدِرعُ مُرفَضّاً عَلَيهِ نَثيلُها

وَقَد شَخَصَت بِالسابِرِيَّةِ فَوقَهُ

مُعَلَّبَةَ الأُنبوبِ ماضٍ أَليلُها

تَرى اِبنَ أَبي العاصي وَقَد صُفَّ دونَهُ

ثَمانونَ أَلفاً قَد تَوافَت كُمولُها

يُقَلِّبُ عَيني حَيَّةٍ بِمَحارَةٍ

أَضافَ إِلَيها السَارِياتِ سَبيلُها

يَصُدُّ وَيُغضي وَهوَ لَيثُ خِفِيَّةٍ

إِذا أَمكَنَتهُ عَدوَةٌ لا يُقيلُها

بَسَطتَ لِباغي العُرفِ كَفّاً بَسيطَةً

تَنالُ العِدى بَلهَ الصَديقَ فضولُها

وَلَم يَكُ عَن عَفرٍ تَفَرُّعُكَ العُلى

وَلَكِن مَواريثُ الجُدودِ تَؤولُها

حَموا مَنزِلَ الأَملاكِ مِن مَرجِ راهِطٍ

وَرَملَةِ لُدٍّ أَن تُباحَ سُهولُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:46 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَلا حَيِّيا لَيلى أَجَدَّ رَحيلي

وَآذَنَ أَصحابي غَداً بِقُفولِ

تَبَدَّت لَهُ لَيلى لِتَغلِبَ صَبرَهُ

وَهاجَتكَ أُمُّ الصَلتِ بَعدَ ذُهولِ

أُريدُ لَأَنسى ذِكرَها فَكَأَنَّما

تَمَثَّلُ لي لَيلى بِكُلِّ سَبيلِ

إِذا ذُكِرَت لَيلى تَغَشَّتكَ عَبرَةٌ

تُعَلُّ بِها العَينانِ بَعدَ نُهولِ

وَكَم مِن خَليلٍ قالَ لي لوسَأَلتَها

فَقُلتُ نَعَم لَيلى أَضَنُّ خَليلِ

وَأَبعَدُهُ نيلاً وَأَوشَكُهُ قِلىً

وَإِن سُئِلَت عُرفاً فَشَرُّ مَسولِ

حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مُنىً

خِلالَ المَلا يَمدُدنَ كُلَّ جَديلِ

تَراها وِفاقا بَينَهُنَّ تَفاوُتٌ

وَيَمدُدنَ بِالإِهلالِ كُلَّ أَصيلِ

تَواهَقنَ بِالحُجّاجِ مَن بَطنِ نَخلَةٍ

وَمِن عَزوَرٍ وَالخَبتِ خَبتِ طَفيلِ

بِكُلِّ حَرامٍ خاشِعٍ مُتَوَجِّهٍ

إِلى اللَهِ يَدعوهُ بِكُلِّ نَقيلِ

عَلى كُلِّ مِذعانِ الرَواحِ مُعيدَةٍ

وَمَخشِيَّةٍ أَلّا تُعيد هَزيلِ

شَوامِذَ قَد أَرتَجنَ دون أَجِنَّةٍ

وَهوجٍ تَبارى في الأَزِمَّةِ حولِ

يَمينَ اِمرِئٍ مُستَغلِظٍ بِأَلِيَّةٍ

لِيُكذِبَ قيلاً قَد أَلَحَّ بِقيلِ

لَقَد كَذِبَ الواشونَ ما بُحتُ عِندَهُم

بِلَيلى وَلا أَرسَلتُهُم بِرَسيلِ

فَإِن جاءَكِ الواشونَ عَنّي بِكِذبَةٍ

فَرَوها وَلَم يَأتوا لَها بِحَويلِ

فَلا تَعجَلي يا لَيلَ أَن تَتَفَهَّمي

بِنُصحِ أَتى الواشونَ أَم بِحُبولِ

فَإِن طِبتِ نَفساً بَالعَطاءِ فَأَجزِلي

وَخَيرُ العَطايا لَيلَ كُلَّ جَزيلِ

وَإِلّا فَإِجمالٌ إِلَيَّ فَإِنَّني

أُحِبُّ مِنَ الأَخلاقِ كُلَّ جَميلِ

فَإِن تَبذُلي لِيَ مِنكِ يَوماً مَوَدَّةً

فَقِدماً صَنَعتِ القَرضَ عِندَ بَذولِ

وَإِن تَبخَلي يا ليلَ عَنّي فَإِنَّني

تُوَكَّلُني نَفسي بِكُلِّ بَخيلِ

وَلَستُ بِراضٍ مِن خَليلي بِنائِلٍ

قَليلٍ وَلا راضٍ لَهُ بِقَليلِ

وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي

إِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِ

وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ

وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ

وَلَم أَرَ مِن لَيلى نَوالاً أَعُدُّهُ

أَلا رُبَّما طالَبتُ غَيرَ مُنيلِ

يَلومُكَ في لَيلى وَعَقلُكَ عِندَها

رِجالٌ وَلَم تَذهَب لَهُم بِعُقولِ

يَقولونَ وَدِّع عَنك لَيلى وَلا تَهم

بِقاطِعَةِ الأَقرانِ ذاتِ حَليلِ

فَما نَقَعَت نَفسي بِما أَمَروا بِهِ

وَلا عِجتُ مِن أَقوالِهِم بِفَتيلِ

تَذَكَّرتُ أَتراباً لِعَزَّةَ كَالمَها

حُبينَ بِليطٍ ناعِمٍ وَقَبولُ

وَكُنتُ إِذا لاقَيتُهُنَّ كَأَنَّني

مُخالِطَةٌ عَقلي سُلافُ شَمولِ

تَأَطَّرنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحاً

رَجاءَ الأَماني أَن يَقِلنَ مَقيلي

فَأَبدَينَ لي مِن بَينِهِنَّ تَجَهُّماً

وَأَخلَفنَ ظَنّي إِذ ظَنَنتُ وَقيلي

فَلَأياً بِلَأيٍ ما قَضَينَ لُبانَة

مَنَ الدارِ وَاِستَقلَلنَ بَعدَ طَويلِ

فَلَمّا رَأى وَاِستَيقَنَ البَينَ صاحِبي

دَعا دَعوَةً يا حَبتَرَ بنَ سَلولِ

فَقُلتُ وَأَسرَرتُ النَدامَةَ لَيتَني

وَكُنتُ اِمرِءاً أَغتَشُّ كُلَّ عَذولِ

سَلَكتُ سَبيلَ الرَئِحاتِ عَشِيَّةً

مَخارِمَ نِصعٍ أَو سَلَكنَ سَبيلي

فَأَسعَدتُ نَفساً بِالهَوى قَبلَ أَن أَرى

عَوادي نَأيٍ بَينَنا وَشُغولِ

نَدِمتُ عَلى ما فاتَني يَومَ بنتُمُ

فَيا حَسرَتا أَلّا يَرَينَ عَويلي

كَأَنَّ دُموعَ العَينِ واهِيَةُ الكُلى

وَعَت ماءَ غَربٍ يَومَ ذاكَ سَجيلِ

تَكَنَّفَها خُرقٌ تَواكَلنَ خَرزَها

فَأَرخَينَهُ وَالسَيرُ غَيرُ بَجيلِ

أَقيمي فَإِنَّ الغَورَ يا عَزَّ بَعدَكُم

إِلَيَّ إِذا ما بِنتِ غَيرُ جَميلِ

كَفى حَزناً لِلعَينِ أَن راءَ طَرفُها

لِعَزَّةَ عَيراً آذَنَت بِرَحيلِ

وَقالوا نَأَت فَاِختَر مِنَ الصَبرِ وَالبُكا

فَقُلتُ البُكا أَشفى إِذاً لِغَليلي

فَوَلَّيتُ مَخزوناً وَقُلتُ لِصاحِبي

أَقاتِلَتي لَيلى بِغَيرِ قَتيلِ

لِعَزَّةَ إِذ يَحتَلُّ بِالخَيفِ أَهلُها

فَأَوحَشَ مِنها الخَيفُ بَعدَ حُلولِ

وَبَدَّلَ مِنها بَعدَ طولِ إِقامَةٍ

تَبَعُّثُ نَكباءِ العَشِيِّ جَفولِ

لَقَد أَكثَرَ الواشونَ فينا وَفيكُمُ

وَمالَ بِنا الواشونَ كُلَّ مَميلِ

وَما زِلتُ مِن لَيلى لَدُن طَرَّ شارِبي

إِلى اليَومِ كَالمُقصى بِكُلِّ سَبيلِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:46 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَلَمّا عَلى سَلمى نُسَلِّم وَنَسأَلِ

سُؤالَ حَفِيٍّ بِالحَبيبِ مُوَكَّلِ

سَبَتهُ بِعَذبِ الريقِ صافٍ غُروبُهُ

رَقيقِ الثَنايا بارِدٍ لَم يُفَلَّلِ

وَأَسوَدَ مَيّالٍ عَلى جيدِ ظَبيَةٍ

مِنَ الُدمِ حَوراءِ المَدامِعِ مُغزِلِ

وَأَتلَعَ بَرّاقٍ كَأَنَّ اِهتِزازَهُ

إِذا اِنتَصَفَت لِلرَوعِ هِزَّةُ مُنصلِ

وَما قَرقَفٌ مِن أَذرُعاتٍ كَأَنَّها

إِذا سُكِبَت مِن دَنِّها ماءُ مَفصِلِ

يُصَبُّ عَلى ناجودِها ماءُ بارِقٍ

وَعاهُ صَفاً في رَأسِ عَنقاءَ عَيطَلِ

بِأَطيَبَ مِن فيها لِمَن ذاقَ طَعمَهُ

وَقَد لاحَ ضَوءُ النَجمِ أَو كادَ يَنجَلي

أَخاضَت إِلَيَّ اللَيلَ خَودٌ غَريرَةٌ

جَبانُ السُرى لم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ

إِلَيكَ اِبنَ مَروانَ الأَغرَّ تَكَلَّفَت

مَسافَةَ ما بَينَ البُضَيعِ فَيَليَلِ

جَرى ناشِياً لِلمَجدِ في كُلِّ حَلبَةٍ

فَجاءَ مَجيءَ السابِقِ المُتَهَلِّلِ

مَتى يَعتَهِدهُ الراغِبونَ فَيُكثِروا

عَلى بابِهِ يَكثُر قِراهُ فَيَعجَلِ

وَيُعطي عَطاءً تَنتَهي دونَهُ المُنى

عَطاءَ وَهوبٍ لِلرَغائِبِ مُجزِلِ

أَشَدُّ حَياءً مِن فَتاةٍ حَيِيَّةٍ

وَأَمضى مَضاءً مِن سِنانٍ مُؤَلَّلِ

وَأَخوَفُ في الأَعداءِ مِن ذي مَهابَةٍ

بِخَفّانَ وَردٍ واسِعِ العَينِ مُطفِلِ

لَهُ جَزَرٌ في كُلِّ يَومٍ يَجُرُّهُ

إِلى لَبواتٍ في العَرينِ وَأَشبُلِ

إِذا وَفَدَت رُكبانُ كَعبٍ وَعامِرٍ

عَلَيكَ وَأَردوا كُلَّ هَوجاءَ عَيهَلِ

لَقوكَ بِقَولٍ مِن ثَنائِيَ صادِقٍ

تَخَيَّرتُهُ حُرَّ القَصيدِ المُنَخَّلِ

ثَناءً يُوافي بِالمَواسِمِ أَهلَها

وَيُنشِدُهُ الرُكبانُ في كُلِّ مَحفَلِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:46 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَقَرَّ اللَهُ عَيني إِذ دَعاني

أَمينُ اللَهِ يَلطُفُ في السُؤالِ

وَأَثنى في هَوايَ عَلَيَّ خَيراً

وَيَسأَلُ عَن بَنِيَّ وَكَيفَ حالي

وَكَيفَ ذَكَرتُ حالَ أَبي خُبَيبٍ

وَزِلَّةَ فِعلِهِ عِندَ السُؤالِ

هُوَ المَهزِيُّ خَبَّرناهُ كَعبٌ

أَخو الأَخبارِ في الحِقَبِ الخَوالي

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:46 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَرَفتُ الدارَ كَالخِلَلِ البَوالي

بِفَيفِ الخائِعينَ إِلى بَعالِ

دِيارٌ مِن عُزَيزَةَ قَد عَفاها

تَقادُمُ سالِفِ الحِقَبِ الخَوالي

كَأَنَّ حُمولَهُم لَمّا تَوَلَّت

بِيَليَلَ وَالنَوى ذاتُ اِنفِتالِ

وَعَدَّت نَحوَ أَيمَنِها وَصَدَّت

عَنِ الكُثبانِ مِن صُعدِ وَخالِ

شَوارِعُ في ثَرى الخَرماءِ لَيسَت

بِجاذِيَةِ الجُذوعِ وَلا رِقالِ

فَسَجّفنَ الخُدورَ بِكُلِّ وَجهٍ

نَقِيٍّ لَونُهُ كَسَنا الهِلالِ

بِكُلِّ تَلاعَةٍ كَالبَدرِ لَمّا

تَنَوَّرَت وَاِستَقَلَّ عَلى الجِبالِ

كَأَنَّ الريحَ تَثني حينَ هَبَّت

وَلَو ضَعُفَت بِهِنَّ فَروقَ ضالِ

كَسَونَ الرَيطَ ذا الهُدبِ اليَماني

خُصوراً فَوقَ أَعجازٍ ثِقالِ

وَيَجعَلنَ الخَلاخِلَ حينَ تُلوى

بِأَسؤقِهِنَّ في قَصَبٍ خِدالِ

وَكُنتُ قُبَيلَ أَن يُخلِفنَ ظَنّي

أُكَذِّبُ بِالتَفَرُّقِ وَالزِيالِ

فَلَمّا أَن رَأَيتُ العيسَ صَبَّت

بِذي المَأثولِ مُجمِعَةَ التَوالي

وَقَحَّمَ سَيرُنا مِن قورِ حِسمى

مَروَتَ الرَعيِ ضاحِيَةَ الظِلالِ

وَأَرغَمَ ما عَزَمنَ البَينُ حَتّى

دَفَعنَ بِذي المَزارِعِ وَالنِجالِ

فَقُلتُ وَقَد جَعَلنَ بِراقَ بَدرٍ

يَميناً وَالعُنابَةَ عَن شِمالِ

وَأَشمَتِّ العِدى حَتّى كَأَنّي

وَإِيّاها لَهُم غَرَضُ النِبالِ

وَأَبعَدُ ما بَدا لَكَ غَيرَ مُشكٍ

خَليلاً لَستَ أَنتَ لَهُ بِقالي

أَقولُ لَها عُزَيزَ مَطَلَت دَيني

وَشَرُّ الغانِياتِ ذَوو المِطالِ

قَقالَت وَيبَ غَيرِكَ كَيفَ أَقضي

غَريماً ما ذَهَبتُ لَهُ بِمالِ

فَأُقسِمُ لَو أَتَيتُ البَحرَ يَوماً

لَأَشرَبَ ما سَقَتني مِن بُلالِ

وَأُقسِمُ أَنَّ حُبَّكِ أُمَّ عَمرٍو

لَدى جَنبي وَمُنقَطَعِ السِعالِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:47 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
إِربَع فَحَيِّ مَعارِفَ الأَطلالِ

بِالجَزعِ مِن حُرُصٍ فَهُنَّ بَوالِ

فَشِراجَ ريمَةَ قَد تَقادَمَ عَهدُها

بِالسَفحِ بَينَ أُثَيِّلٍ فَبِعالِ

وَحشاً تَعاوَرَها الرِياحُ كَأَنَّها

تَوشيحُ عَصبِ مُسَهَّمِ الأَغيالِ

لَمّا وَقَفتُ بِها القَلوصَ تَبادَرَت

حَبَبُ الدُموعِ كَأَنَّهُنَّ عَزالي

وَذَكَرتُ عَزَّةَ إِذ تُصاقِبُ دارُها

بِرُحَيِّبٍ فَأُرابِنٍ فَنُخالِ

أَيّامَ أَهلونا جَميعاً جيرَةٌ

بِكُتانَةٍ فَفُراقِدٍ فَثُعالِ

سَقياً لِعَزَّةَ خُلَّةً سَقياً لَها

إِذ نَحنُ بِالهَضَباتِ مِن أَملالِ

إِذ لا تُكَلِّمُنا وَكانَ كَلامُها

نَفلاً نُؤَمِّلُهُ مِنَ الأَنفالِ

وَبِجيدِ مُغزِلَةٍ تَرودُ بِوَجرَةٍ

بَجَلاتِ طَلعٍ قَد خُرِفنَ وَضالِ

إِذ هُنَّ في غَلَسِ الظَلامِ قَوارِبٌ

أَعدادَ عَينٍ مِن عُيونِ أَثالِ

يَجتَزنَ أَودِيَةَ البُضَيعِ جَوازِعاً

أَجوازَ عَينونا فَنَعفَ قِبالِ

تَرمي الفِجاجَ إِذا الفِجاجُ تَشابَهَت

أَعلامُها بِمَهامِهٍ أَغفالِ

بِرَكائِبٍ مِن بَينِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ

سُرُحِ اليَدَينِ وَبازِلٍ شِملالِ

ناجٍ إِذا زُجِرَ الرَكائِبُ خَلفَهُ

فَلَحِقنَهُ وَثُنينَ بِالحَلحالِ

يَهدي مَطايا كَالحَنِيِّ ضَوامِراً

بِنِياطِ أَغبَرَ شاخِصِ الأَميالِ

تَمطو الجَديلَ إِذا المَكاكي بادَرَت

جُحلَ الضِبابِ مَحافِرَ الأَدحالِ

وَتَعانَقَت أُدمُ الظِبّاءِ وَباشَرَت

أَكنافَ كُلِّ ظَليلَةٍ مِقيالِ

فَكَأَنَّهُ إِذ يَغتَدي مُتَسَنَّماً

وَهداً فَوَهداً ناعِقٌ بِرِئالِ

كَالمِضرَحِيَّ عَدا فَأَصبَحَ واقِعاً

مِن قُدس فَوقَ مَعاقِلِ الأَوعالِ

فَنَبَذتُ ثَمَّ تَحِيَّةً فَأَعادَها

غَمرُ الرِداءِ مُفَضفَضُ السِربالِ

يُعطي العَشيرَةَ سُؤلَها وَيَسودُها

يَومَ الفَخار وَيَومَ كُلِّ نبالِ

وَبَثَثتَ مَكرُمَةً فَقَد أَعدَدتَها

رَصَداً ليَومِ تَفاخُرٍ وَنِضالِ

غَمرُ الرِداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَت لِضَحكَتِهِ رِقابُ المالِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:47 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif يا عَينُ بَكي لِلَّذي عالَني

مِنكِ بِدَمعٍ مُسبِلٍ هامِلِ

يا جَعدَ بَكّيهِ وَلا تَسأَمي

بِكاءَ حَقٍّ لَيسَ بِالباطِلِ

إِن تَستُري المَيتَ عَلى مِثلِهِ

في الناسِ مِن حافٍ وَمِن ناعِلِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:47 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
ما عَناكَ الغَداةَ مِن أَطلالِ

دارِساتِ المَقامِ مُذ أَحوالِ

بادي الرَبعِ وَالمَعارِفِ مِنها

غَيرَ رَسمٍ كَعُصبَةِ الأَغيالِ

ما تَرى العَينُ حَولَها مِن أَنيسٍ

قُربَها غَيرَ رابِداتِ الرِئالِ

يا خَليلي الغَداةَ إِنَّ دُموعي

سَبَقَت لَمحَ طَرفِها بِاِنهِمالِ

قُم تَأَمَّل وَأَنتَ أَبصَرُ مِنّي

هَل تَرى بِالغَميمِ مِن أَجمالِ

قاضِياتٍ لُبانَةً مِن مُناخٍ

وَطَوافٍ وَمَوقِفٍ بِالجِبالِ

حُزِيَت لي بِحَزمِ فَيدَةَ تُحدى

كَاليَهودِيِّ مِن نَطاةِ الرِقالِ

قِلنَ عُسفانَ ثُمَّ رُحنَ سِراعاً

طالِعاتٍ عَشِيَّةً مِن غَزالِ

قارِضاتِ الكَديدِ مُجتَزِعاتٍ

كُلَّ وادي الجُحوفِ بِالأَثقالِ

قَصدَ لَفتٍ وَهُنَّ مُتَّسِقاتٌ

كَالعَدَولِيِّ لا حِقاتِ التَوالي

حينَ وَرّكنَ دَوَّةً بِيَمينٍ

وَسُرَيرَ البُضَيعِ ذاتَ الشمالِ

جُزنَ وادي المِياهِ مُحتَضِراتٍ

مَدرَجَ العَرجِ سالِكاتِ الخلالِ

وَالعُبَيلاءُ مِنهُمُ بِيَسارٍ

وَتَرَكنَ العَقيقَ ذاتَ النِصالِ

طالِعاتِ الغَميسِ مِن عَبّودٍ

سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أَملالِ

وَطَوَت جانِبَي كُتانَةَ طَيّاً

فَجَنوبَ الحِمى فَذاتَ النِضالِ

فَسَقى اللَهُ مُنتَوى أُمِّ عَمرٍو

حَيثُ أَمَّت بِهِ صُدورُ الرِحالِ

تَسمَعُ الرَعدَ في المَخيلَةِ مِنها

مِثلَ هَزمِ القُرومِ في الأَشوالِ

وَتَرى البَرقَ عارِضاً مُستَطيراً

مَرَحَ البُلقِ جُلنَ في الأَجلالِ

أَو مَصابيحَ راهِبٍ في يَفاعٍ

سَغَّمَ الزَيتَ ساطِعاتِ الذُبالِ

حَبَّذا هُنَّ مِن لُبانَةِ قَلبي

وَجَديدُ الشَبابِ مِن سِربالي

رُبَّ يَومٍ أَتَيتُهُنَّ جَميعاً

عِندَ بَيضاءَ رَخصَةٍ مِكسالِ

غَيرَ أَنّي اِمرِؤٌ تَعَمَّمتُ حِلماً

يَكرَهُ الجَهلَ وَالصِبا أَمثالي

وَيُلامُ الحَليمُ إِن هُوَ يَوماً

راجِعَ الجَهلَ بَعدَ شَيبِ القَذالِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:48 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَأَنت لِعَيني قُرَّةٌ حينَ نَلتَقي

وَذِكرُكِ في نَفسي إِذا خَدِرَت رِجلي

وَإِن رَمِدَت عَينايَ يَوماً كَحَلتُها

بِعَينَيكِ لَم أَبغِ الذَرورَ مِنَ الكُحلِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:48 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَلا يا لَقَومي لِلنَوى وَاِنفِتالِها

وَلِلصَرمِ مِن أَسماءَ مالَم نُدالِها

عَلى شيمَةٍ لَيسَت بِجدِّ طَليقَةٍ

إِلَينا وَلا مَقلِيَّةٌ مِن شَمالِها

هُوَ الصَفحُ مِنها خَشيَةً أَن تَلومَها

وَأَسبابُ صَرمٍ لَم تَقَع بِقِبالِها

وَنَحنُ عَلى مِثلٍ لأَسماءَ لَم نَجُز

إِلَيها وَلَم نَقطَع قَديمَ خِلالِها

وَشَوقي إِذا اِستَيقَنتُ أَن قَد تَخَيَّلَت

لِبَينِ نَوى أَسماءُ بَعضَ اِختِيالِها

وَأَسماءُ لا مَشنوعَةٌ بِمَلامَةٍ

إِلَينا وَلا مَعذورَةٌ بِاِعتِلالِها

وإِنّي عَلى سُقمي بِأَسماءَ وَالَّذي

تُراجِعُ مِنّي النَفسُ بَعدَ اِندِمالِها

لَأَرتاحُ مِن أَسماءَ لِلذِكرِ قَد خَلا

وَلِلرَبعِ مِن أَسماءَ بَعدَ اِحتِمالِها

وَإِن شَحَطَت يَوماً بَكَيتُ وَإِن دَنَت

تَذَلَّلتُ وَاِستَكثَرتُها بِاعتِزالِها

وَأُجمِعُ هِجراناً لِأَسماءَ إِن دَنَت

بِها الدارُ لا مِن زُهدَةٍ في وِصالِها

فَما وَصَلَتنا خُلَّةٌ كَوِصالِها

وَلا مَحَلتنا خُلَّةٌ كَمِحالِها

فَهَل تَجزِيَن أَسماءُ أَورَقَ عودُها

وَدامَ الَّذي تَثرى بِهِ مِن جَمالِها

حَنيني إِلى أَسماءَ وَالخَرقُ دونَها

وَإِكرامِيَ القَومَ العِدى مِن جَلالِها

هَلَ انتَ مُطيعي أَيُّها القَلبُ عَنوَةً

وَلَم تَلحُ نَفساً لَم تُلَم في اِحتِيالِها

فَتَجعَلَ أَسماءَ الغَداةَ كَحاجَةٍ

أَجَمَّت فَلَمّا أَخلَفَت لَم تُبالِها

وَتَجهَلَ مِن أَسماءَ عَهدَ صَبابَةٍ

وَتَحذوها مِن نَعلِها بِمِثالِها

لَعَمرُ أَبي أَسماءَ ما دامَ عَهدُها

عَلى قَولِها ذاتَ الزُمَينِ وَحالِها

وَما صَرَمَت إِذ لَم تَكُن مُستَثيبَةً

بِعاقِبَةٍ حَبلَ اِمرِئٍ مِن حِبالِها

فَواعَجَبا مِن شَوبِها عَذبَ مائِها

بِمِلحٍ وضما قَد غَيَّرَت مِن مَقالِها

وَمِن نَشرِها ما حُمِّلَت مِن أَمانَةٍ

وَمِن وَأيِها بِالوَعدِ ثُمَّ اِنتِقالِها

وَكُنّا نَراها بادِيَ الرَأيِ خُلَّةً

صَدوقاً عَلى ما أُعطِيَت مِن دَلالِها

وَلَيلَةِ شَفّانٍ يَبلُ ضَريبُها

بِنا صَفَحات العيسِ تَحتَ رِحالِها

سَرَيتُ وَلولا حُبُّ أَسماءَ لَم أَبِت

تُهَزهِزُ أَثوابي فُنونُ شَمالِها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:48 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


إِلى ظُعنٍ يَتبَعنَ في قَتَرِ الضُحى

بِعُدوَةِ وَدّانَ المَطِيَّ الرَواسِما

تَخَلَّلنَ أَجزاعَ الضَئيدِ غُدَيَّةً

وَرُعنَ اِمرِءاً بِالحاجِبِيَّةِ هائِما

وَمَرَّت تَحُثُّ السائِقاتِ جِمالَها

بِها مُجتَوى ذي مَعيَطٍ فَالمَخارِما

فَلَمّا اِنقَضَت أَيّامُ نَهبَلَ كُلُّها

وَواجَهنَ دَيموماً مِنَ الخَبتِ قاتِما

تَيامَنَّ عَن ذي المُرِّ في مُسبَطِرَّةِ

يَدُلُّ بِها الحادي المُدِلُّ المُراوِما

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:48 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لِعَزَّةَ أَطلالٌ أَبَت أَن تَكَلَّما

تَهيجُ مَغانيها الطَروبَ المُتَيَّما

كَأَنَّ الرِياحَ الذارِياتِ عَشِيَّةً

بِأَطلالِها يَنسِجنَ ريطاً مُسَهَّما

أَبَت وَأَبى وَجدي بِعَزَّةَ إِذ نَأَت

عَلى عُدواءِ الدارِ أَن يَتَصَّرَما

وَلَكِن سَقى صَوبُ الرَبيعِ إِذا أَتى

عَلى قَلَهِيَّ الدارِ وَالمُتَخَيَّما

بِغادٍ مِنَ الوَسمِيِّ لَمّا تَصَوَّبَت

عَثانينُ وادِيهِ عَلى القَعرِ دَيَّما

سَقى الكَدرُ فَاللَعباءَ فَالبُرقَ فَالحِمى

فَلَوذَ الحِصى مِن تَغلَمَينِ فَأَظلَما

فَأَروى جَنوبَ الدَونَكَينِ فَضاجِعاً

فَدَرَّ فَأَبلى صادِقَ الوَبلِ أَسحَما

تَثُجُّ رُواياهُ إِذا الرَعدُ زَجَّها

بِشابَةَ فَالقُهبِ المَزادَ المُحَذلَما

فَأَصبَحَ مَن يَرعى الحِمى وَجَنوبَهُ

بِذي أَفَقٍ مُكّاؤُهُ قَد تَرَنَّما

دِيارٌ عَفَت مِن عَزَّةَ الصَيفَ بَعدَما

تُجِدُّ عَلَيهِنَّ الوَشيعَ المُثَمَّما

فَإِن أَنجَدَت كانَ الهَوى بِكَ مُنجِداً

وَإِن أَتهَمَت يَوماً بِها الدارُ أَتهَما

أَجَدَّ الصِبا وَاللَهوُ أَن يَتَصَرَّما

وَأَن يُعقِباكَ الشَيبَ وَالحِلمَ مِنهُما

لَبِستَ الصِبا وَاللَهوَ حَتّى إِذا اِنقَضى

جَديدُ الصِبا وَاللَهوِ أَعرَضَت عَنهُما

خَليلَينِ كانا صاحِبَيكَ فَوَدَّعا

فَخُذ مِنهُما ما نَوَّلاكَ وَدَعهُما

عَلى أَنَّ في قَلبي لِعَزَّةَ وَقرَةً

مِنَ الحُبِّ ما تَزدادُ إِلّا تَتَيُّما

يُطالِبُها مُستَيقِناً لا تُثيبُهُ

وَلَكِن يُسَلّي النَفسَ كَي لا يُلَوَّما

يَهابُ الَّذي لَم يُؤتَ حلماً كَلامَها

وَإِن كانَ ذا حلمٍ لَدَيها تَحَلّما

تَروكٌ لِسِقطِ القَولِ لا يُهتَدى بِهِ

وَلا هِيَ تُستَوصى الحَديثَ المُكَتَّما

وَيَحسَبُ نَسوانٌ لَهُنَّ وَسيلَةً

مِنَ الحُبِّ لا بَل حُبُّها كانَ أَقدَما

وَعُلِّقتُها وَسطَ الجَواري غَريرَةً

وَما قُلِّدَت إِلا التَميمَ المُنَظَّما

عَيوفُ القَذى تَأبى فَلا تَعرِفُ الخَنا

وَتَرمي بِعَينَيها إِلى مَن تَكَرَّما

إِلى أَن دَعَت بِالدَرعِ قَبلَ لِداتِها

وَعادَت تُرى مِنهُنَّ أًبهى وَأَفخَما

وغالَ فُضُولَ الدَرعِ ذي العَرضِ خَلقُها

وَأَتعَبَتِ الحَجلَينِ حَتّى تَقَصَّما

وَكَظَّت سِوارَيها فَلا يَألُوانِها

لَدُن جاوَرا الكَفَّينِ أَن يَتَقَدَّما

وَتُدني عَلى المَتنَينِ وَحفاً كَأَنَّهُ

عَناقيدُ كَرمٍ قَد تَدَلّى فَأَنعَما

مِنَ الهَيفِ لا تَخزى إِذا الريحُ أَلصَقَت

عَلى مَتنِها ذا الطُرَّتَينِ المُنَمنَما

وَكُنتُ إِذا ما جِئتُها بَعدَ هجرةٍ

تَقاصَرَ يَومَيذٍ نَهاري وَأَغيَما

فَأَقسَمتُ لا أَنسى لِعَزَّةَ نَظرَةً

لَها كِدتُ أُبدي الوَجدَ مِنّي المُجَمجَما

عَشِيَّةَ أَومَت وَالعُيونُ حَواضِرٌ

إِلَيَّ بِرَجعِ الكَفِّ أَن لا تَكَلَّما

فَأَعرَضتُ عَنها وَالفُؤادُ كَأَنَّما

يَرى لَو تُناديهِ بِذَلِكَ مَغنَما

فَإِنَّكَ عَمري هَل أُريكَ ظَعائِناً

بِصَحنِ الشَبا كَالدَومِ مِن بَطنِ تَريَما

نَظَرتُ إِلَيها وَهيَ تَنضو وَتَكتَسي

مِنَ القَفرِ آلاً كُلَّما زالَ أَقتَما

وَقَد جَعَلَت أَشجانَ بِركٍ يَمينَها

وَذاتَ الشِمال مِن مُريخَةَ أَشأَما

مُوَلِّيَةً أَيسارَها قَطَنَ الحِمى

تَواعَدنَ شِرباً مِن حَمامَةَ مُعلَما

نَظَرتُ إِلَيها وَهيَ تُحدى عَشِيَّةً

فَأَتبَعتُهُم طَرفِيَّ حَتّى تَتَمَّما

تَروعُ بِأَكنافِ الأَفاهيدِ عيرُها

نَعماً وَحُقباً بِالفَدافِدِ صُيَّما

ظَعائِنُ يَشفينَ السَقيمَ مِنَ الجَوى

بِهِ وَيُخَبِّلنَ الصَحيحَ المُسَلَّما

يُهِنَّ المُنقّى عِندَهُنَّ مِنَ القَذى

وَيُكرِمنَ ذا القاذورَةِ المُتَكَرِّما

وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ أَجلَلنَ مَجلِسي

وَأَبدَينَ مِنّي هَيبَةً لا تَجَهُّما

يُحاذِرنَ مِنّي غَيرَةً قَد عَلِمنَها

قَديماً فَما يَضحَكنَ إلّا تَبَسُّما

يُكَلِّلنَ حَدَّ الطَرفِ عَن ذي مَهابَةٍ

أَبانَ أولاتِ الدَلِّ لَمّا تَوَسَّما

تَراهُنَّ إِلّا أَن يُؤَدّينَ نَظرَةً

بِمُؤخِرِ عَينٍ أَو يُقَلِّبنَ مِعصَما

كَواظِمَ لا يَنطِقنَ إِلّا مَحورَةً

رَجيعَةَ قَولٍ بَعدَ أَن يَتَفَهَّما

وَكُنَّ إِذا ما قُلنَ شَيئاً يَسُرُّهُ

أَسَرَّ الرِضا في نَفسِهِ وَتَجَرّما

فَأُقصَرَ عَن ذاكَ الهَوى غَيرَ أَنَّهُ

إِذا ذُكِرَت أَسماءُ عاجَ مُسَلِّما

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:49 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
يَقولُ العِدا يا عَزَّ قَد حالَ دونَكُم

شُجاعٌ عَلى ظَهرِ الطَريق مُصَمِّمُ

فَقُلتُ لَها وَاللَهِ لَو كانَ دونَكُم

جَهَنَّمُ ما راعَت فُؤادي جَهَنَّمُ

وَكَيفَ يَروعُ القَلبَ يا عَزَّ رائِعٌ

وَوَجهُكِ في الظَلماءِ لِلسَفرِ مَعلَمُ

وَما ظَلَمَتكِ النَفسُ يا عَزَّ في الهَوى

فَلا تَنقمي حُبّي فَما فيهِ مَنقَمُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:49 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

أَمِن آلِ قَيلَةَ بِالدَخولِ رُسومُ

وَبِحَومَلٍ طَلَلٌ يَلوحُ قَديمُ

لَعِبَ الرِياحُ بِرَسمِهِ فَأَجَدَّهُ

جونٌ عَواكِفُ في الرَمادِ جُثومُ

سُفعُ الخُدودِ كَأَنَّهُنَّ وَقَد مَضَت

حِجَجٌ عَوائِدُ بَينَهُنَّ سَقيمُ

أَجوازُ داوِيَةٍ خِلالَ دِمائِها

جُدَدٌ صَحاصِحُ بَينَهُنَّ هُزومُ

وَلَقَد أَرَدتُ الصَبرَ عَنكِ فَعاقَني

عَلَقٌ بِقَلبي مِن هَواكِ قَديمُ

كَذِبَ العَواذِلُ بَل أَرَدنَ خِيانَتي

وَبَدَت روائِعُ لِمَّتي وَقُتومُ

وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَحمِلُ شِكَّتي

مُتَلَمِّظٌ خَذِمُ العِنانِ بَهيمُ

عَتَدُ القِيادِ كَأَنَّهُ مُتَحَجِّرٌ

حَرِبٌ يُشاهِدُ رَهطَهُ مَظلومُ

باقي الذَماءِ إِذا مَلَكتَ مُنافِلٌ

وَإِذا جَمَعتَ بِهِ أَجَشٌّ هَزيمُ

عَومَ المُعيدِ إِلى الرَجا قَذَفَت بِهِ

في اللُجَّ داوِيَةُ المَكانِ جَمومُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:57 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَأَنتِ التي حَبَّبتِ شَغبي إِلى بَدا

إِلَيَّ وَأَوطاني بِلادٌ سِواهُما

وَحَلَّت بِهَذا حَلَّةً ثُمَّ أَصبَحَت

بِأُخرى فَطابَ الوادِيان كِلاهُما

إِذا ذَرَفَت عَينايَ أَعتَلُّ بالقَذى

وَعَزَّةُ لَو يَدري الطَبيبُ قَذاهُما

فَلَو تُذرِيانِ الدَمعَ مُنذُ استَهَلَّتا

عَلى إِثرِ جازي نِعمَةٍ لَجَزاهُما

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:57 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
وَيَومَ الوَغى يَومَ الطِعانِ إِذا اِكَتسى

مُحَجَّلُ خَيلِ المُلتَقى وَبَهيمُها

مِنَ الماءِ لَوناً واحِداً فَتَشابَهَت

وَغَيرَ أَلوان الجِيادِ حَميمُها

وَصارَت إِلى شَهباءَ ثابِتَةِ الرَحى

مُقَنَّعَةٍ أُخرى تَزولُ نُجومُها

وَطارَت خِلالَ الضَربِ أَيدٍ وَأَرجُلٌ

وَحانَت رِقابٌ لَم تُعَقَّد تَميمُها

وَإِنّي بِخَيرٍ ما بَقيتَ وَما وَلِي

قَناةَ الهُدى مِنكُم إِمامٌ يُقيمُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:57 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفَت غَيقَةٌ مِن أَهلِها فَحَريمُها

فَبُرقَةُ حِسمى قاعُها فَصَريمُها

وَهاجَتكَ أَطلالٌ لِعَزَّةَ بِاللَوى

يَلوحُ بِأَطرافِ البِراقِ رُسومُها

إِلى المِئبَرِ الداني مِنَ الرَملِ ذي الغَضا

تَراها وَقَد أَقوَت حَديثاً قَديمُها

وَقالَ خَليلي يَومَ رُحنا وَفُتِّحَت

مِنَ الصَدرِ أَشراجٌ وَفُضَّت خُتومُها

أَصابَتكَ نَبلُ الحاجِبِيَّةِ إِنَّها

إِذا ما رَمَت لا يَستَبِلُّ كَليمُها

كَأَنَّكَ مَردوعٌ مِنَ الشَمسِ مَطرَدٌ

يُفارِقُهُ مِن عُقدَةِ البُقعِ هيمُها

أَخو حَيَّةٍ عَطشى بِأَرضٍ ظَميئَةٍ

تَجَلَّلَ غَشياً بَعدَ غَشيٍ سَليمُها

إِذا شَحَطَت يَوماً بِعَزَّةَ دارُها

عَنِ الحَيِّ صَفقاً فَاِستَمَرَّ مَريرُها

فَإِن تُمسِ قَد شَطَّت بِعَزَّةً دارُها

وَلَم يَستَقِم وَالعَهدَ مِنها زَعيمُها

فَقَد غادَرَت في القَلبِ مِنّي زَمانَةً

وَلِلعَينِ عَبراتٍ سَريعاً سُجومُها

فَذوقي بِما جَشَّمتِ عَيناً مَشومَةً

قَذاها وَقَد يَأتي عَلى العَينِ شومُها

فَلا تَجزَعي لَمّا نَأَت وَتَزَحزَحَت

بِعَزَّةَ دوراتُ النَوى وَرُجومُها

وَلي مِنكِ أَيّامٌ إِذا شَحَطَ النَوى

طِوالٌ وَلَيلاتٌ تَزولُ نُجومُها

قَضى كُلُّ ذي دينٍ فَوفّى غَريمَهُ

وَعَزَّةُ مَمطولٌ مُعنّىً غَريمُها

إِذا سُمتُ نَفسي هَجَرَها وَاِجتِنابَها

رَأَت غَمَراتِ المَوتِ في ما أَسومُها

إِذا بِنتِ بانَ العُرفُ إِلّا أَقَلَّهُ

مِنَ الناسِ وَاِستَعلى الحَياةَ ذَميمُها

وَتُخلِقُ أَثوابُ الصِيا وَتَنَكَّرَت

نَواحٍ مِنَ المَعروفِ كانَت تُقيمُها

فَهَل تَجزِيَنّي عَزَّةُ القَرضَ بِالهَوى

ثَواباً لِنَفسٍ قَد أُصيبَ صَميمُها

بِأَنّيَ لَم تَبلُغ لَها ذا قَرابَةٍ

أَذاتي وَلَم أُقرِر لِواسٍ يَذيمُها

مَتى ما تَنالا بِيَ الأولى يَقصِبونَها

إِلَيَّ وَلا يُشتَم لَدَيَّ حَميمُها

وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَن لَن أُوَدَّها

إِذا هِيَ لَم يَكرُم عَلَيَّ كَريمُها

فَإِن وَصَلتَنا أُمُّ عَمرٍو فَإِنَّنا

سَنَقبَلُ مِنها الوُدَّ أَو لا نَلومُها

فَلا تَزجِرِ الغاوينَ عَن تَبَعِ الصِبا

وَأَنتَ غَوِيُّ النَفسِ قِدماً سَقيمُها

بِعَزَّةَ مَتبولٌ إِذا هِيَ فارَقَت

مُعَنّى بِأَسبابِ الهَوى ما يَريمُها

وَلَمّا رَأَيتُ النَفسَ نَفساً مُصابَةً

تَداعى عَلَيها بَثُّها وَهُمومُها

عَزَمتُ عَلَيها أَمرَها فَصَرَمتُهُ

وَخَيرُ بَديعاتِ الأُمورِ عَزيمُها

وَما جابَةُ المِدرى خَذولٌ خَلا لَها

أَراكٌ بِذي الرَيّانِ دانٍ صَريمُها

بِأَحسَنَ مِنها سُنَّةً وَمُقَلَّداً

إِذا ما بَدَت لَبّاتُها وَنَظيمُها

وَتَفرُقُ بِالمِدرى أَثيثاً نَباتُهُ

كَجَنَّةِ غَربيبٍ تَدَلَّت كُرومُها

إِذا ضَحِكَت لَم تَنتَهِز وَتَبَسَّمَت

ثَنايا لَها كَالمُزنِ غُرٌّ ظُلومُها

كَأَنَّ عَلى أَنيابِها بَعدَ رَقدَةٍ

إِذا اِنتَبَهَت وَهناً لِمَن يَستَنيمُها

مُجاجَةَ نَحلٍ في أَباريقِ صَفقَةٍ

بِصَهباءَ يَجري في العِظامِ هَميمُها

رَكودُ الحُمَيّا وَردَةُ اللَونِ شابَها

بِماءِ الغَوادي غَيرَ رَنقٍ مُديمُها

فَإِن تَصدُفي يا عَزَّ عَنّي وَتَصرِمي

وَلا تَقبَلي مِنّي خِلالاً أَسومُها

فَقَد أَقطَعُ المَوماةَ يَستَنُّ آلُها

بِها جيفُ الحَسرى يَلوحُ هَشيمُها

عَلى ظَهرِ حُرجوجٍ يُقَطَّعُ بِالفَتى

نِعافَ الفَيافي سَبتُها وَرَسيمُها

وَقَد أَزجُرُ العَوجاءَ أَنقَبَ خُلُّها

مَناسِمُها لا يَستَبِلُّ رَثيمُها

وَقَد غَيَّبَت سُمراً كَأَنَّ حُروفَها

مَواثِمُ وَضّاحٍ يَطيرُ جَريمُها

وَلَيلَةِ إيجافٍ بِأَرضٍ مَخوفَةٍ

تَقَتني بِجَوناتِ الظَلامِ نُجومُها

فَبِتُّ أُساري لَيلَها وَضَريبَها

عَلى ظَهرِ حُرجوجٍ نَبيلٍ حَزيمُها

تُواهِقُ أَطلاحاً كَأَنَّ عُيونَها

وَقيعٌ تَعادَت عَن نِطافٍ هَزومُها

أَضَرَّ بِها الإِدلاجُ حَتّى كَأَنَّها

مِنَ الأَينِ خِرصانٌ نَحاها مُقيمُها

تُنازِعُ أَشرافَ الإِكامِ مَطِيَّتي

مِنَ اللَيلِ سيجاناً شديدا فُحومُها

بِمُشرِفَةِ الأَجداثِ خاشِعَةِ الصُوى

تَداعى إِذا أَمسَت صَداها وَبومُها

إِذا اِستَقبَلَتها الريحُ حالَ رُغامُها

وَحالَفَ جَولانَ السَرابِ أَرومُها

يُمَشّي بِحِزّانِ الإِكامِ وِبِالرُبى

كَمُستَكبرٍ ذي مَوزَجَينِ ظَليمُها

رَأَيتُ بِها العوجَ اللَهاميمَ تَغتَلي

وَقَد صُقِلَت صَقلاً وَتَلَّت جُسومُها

تُراكِلُ بِالأَكوارِ مِن كُلِّ صَيهَبٍ

مِنَ الحَرِّ أَثباجاً قَليلاً لُحومُها

وَلَو تَسأَلينَ الرَكبَ في كُلِّ سَربَخٍ

إِذا العيسُ لَم يَنبِس بِلَيلٍ بَغومُها

مِنَ الحُجرَةِ القُصوى وَراءَ رِحالِها

إِذا الأُسدُ بِالأَكوارِ طافَ رَزومُها

وَجَرَّبتُ إِخوانَ الصَفاءِ فَمِنهُمُ

حَميدُ الوِصالِ عِندَنا وَذَميمُها

وَأَعلَمُ أَنّي لا أُسَربَلُ جُنَّةً

مِنَ المَوتِ مَعقودً عَلَيَّ تَميمُها

وَمَن يَبتَدِع ما لَيسَ مِن سوسِ نَفسِهِ

يَدَعهُ وَيغلِبهُ عَلى النَفسِ خيمَها

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:58 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَفي رَسمِ أَطلالٍ بِشَطبٍ فَمِرجمِ

دَوارِسَ لَمّا اِستُنطِقَت لَم تَكَلَّمِ

تُكَفكِفُ أَعداداً مِنَ العَينِ رُكِّبَت

سَوانِيُّها ثُمَّ اِندَفَعنَ بِأَسلُمِ

فَأَصبَحَ مِن تِربَي خُصَيلَةَ قَلبُهُ

لَهُ رِدَّةٌ مِن حاجَةٍ لَم تَصَرَّمِ

كَذي الظَلعِ إِن يَقصِد عَلَيهِ فَإِنَّهُ

يَهُمُّ وَإِن يَخرَق بِهِ يَتَيَمَّمِ

وَما ذِكرُهُ تِربى خُصَيلَةَ بَعدَما

ظَعَنَّ بِأَجوازِ المَراضِ فَتَغلَمِ

فَأَصبَحنَ بِاللَعباءِ يَرمينَ بِالحَصى

مَدى وَحشِيِّ لَهُنَّ وَمُستَمي

مُوازِيَةً هَضبَ المُضَيَّحِ وَاِتَّقَت

جِبالَ الحِمى وَالأَخشَبينِ بِأَخرُمِ

إِلَيكَ تَبارى بَعدَما قُلتُ قَد بَدَت

جِبالُ الشَبا أَو نَكَّبَت هَضبَ تَريمِ

بِنا العيسُ تَجتَابُ الفَلاةَ كَأَنَّها

قَطا الكُدرِ أَمسى قارِباً جَفرَ ضَمضَمِ

تَشَكّى بِأَعلى ذي جَراوِلَ مَوهِناً

مناسِمُ مِنها تَخضِبُ المَروَ بِالدَمِ

تَنوطُ العِتاقَ الحِميَرِيَّةَ صُحبَتي

بِأَعيَسَ نَهّاضٍ عَلى الأَينِ مِرجَمِ

كَأَنَّ المَطايا تَتَّقي مِن زُبانَة

مَناكِبَ رُكنٍ مِن نَضادِ مُلَملَمِ

تُعالي وَقَد نُكّبنَ أَعلامَ عابِدٍ

بِأَركانِها اليُسرى هِضابَ المُقطَّمِ

تَرى طَبَقَ الأَعناقِ مِنها كَأَنَّهُ

إِلَيكَ كُعوبُ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ

إِذا اِنتَقَدَت فَضلَ الأَزِمَّةِ زَعزَعَت

أِنابيبُها العُليا خَوابِيَ حَنتَمِ

تَزورُ اِمرِءاً أَمّا الإِلَهَ فَيَتَّقي

وَأَمّا بِفِعلِ الصالِحينَ فَيَأتَمي

نُجِدُّ لَكَ القَولَ الحَلِيَّ وَنَمتَطي

إِلَيكَ بَناتِ الصَيعَرِيِّ وَشَدقَمِ

إِلَيكَ فَلَيسَ النَيلُ أَصبَحَ غادِياً

بِذي حُبُكٍ يَعلو القُرى مِتَسَنَّمِ

بِطامٍ يَكِبُّ الفُلكَ حَولَ جَنابهِ

لَأَذقانِهِ مُعلَولِبَ المَدِّ يَرتَمي

بِأَفضَلَ سَيباً مِنكَ بَل لَيسَ كُلَّهُ

كَبَعضِ أَيادي سَيبِكَ المُتَقَسَّمِ

رَأَيتُ اِبنَ لَيلى يَعتَري صُلبَ مالِهِ

مَسائِلُ شَتّى مِن غَنِيٍّ وَمُصرِمِ

مَسائِلُ إِن توجَد لَدَيهِ تَجُد بِها

يَداهُ وَإِن يُظلَم بِها يَتَظَلَّمِ

يَداكَ رَبيعٌ يُنتَوى فَضلُ سَيبِه

وَوَجهُكَ بادي الخَيرِ للمُتَوَسِّمِ

لَقَد أَبرَزَت مِنكَ الحَوادِثُ لِلعِدى

عَلى رَغمِهِم ذَرِّيَّ عَضبٍ مُصَمِّمِ

وَذي قَونَسٍ يَوماً شَكَكتَ لُبانَهُ

بِذي حُمَةٍ في عامِلِ الرَمحِ لَهذَمِ

وَذي مَغرَمٍ فَرَّجتَ عَن لَونِ وَجهِهِ

صُبابَةَ ذي دَجنٍ مِنَ الهَمِّ مُظلِمِ

وَعانٍ فَكَكتَ الغُلَّ عَنهُ وَكَبلَهُ

وَقَد أَندَبا مِنهُ بِساقٍ وَمِعصَمِ

وَلَو وُزِنَت رَضوى الجِبالِ بِحِلمِهِ

لَمالَ بِرَضوى حِلمُهُ وَيَرَمرَمِ

مِنَ النفَرِ البيضِ الَّذينَ وُجوهُهُم

دَنانيرُ شيفَت مِن هِرَقلٍ بِرَوسَمِ

فَأَنتَ إِذا عُدَّ المَكارِمُ بَينَهُ

وَبَينَ اِبنِ حَربٍ ذي النُهى المُتَفَخِّمِ

مَتى ما أَقُل في آخِرِ الدَهرِ مِدحَةً

فَما هِيَ إِلّا لِاِبنِ لَيلى المُكَرَّمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:58 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَرِّج بِأَطرافِ الدِيارِ وَسَلِّمِ

وَإِن هِيَ لَم تَسمَع وَلَم تَتَكَلَّمِ

فَقَد قَدُمَت آياتُها وَتَنَكَّرَت

لِما مَرَّ مِن ريحٍ وَأَوطَفَ مُرهِمِ

تَأَمَّلُت مِن آياتِها بَعدَ أَهلَها

بِأَطرافِ أَعظامٍ فَأَذنابِ أَزنُمِ

مَحانِيَ آناءٍ كَأَنَّ دُروسَها

دُروسُ الجوابي بَعدَ حَولٍ مُجَرَّمِ

يَقولُ خِليلي سِر بِنا أَيَّ مَوقِفٍ

وَقَفتَ وَجَهلٍ بِالحَليمِ المُعَمَّمِ

تَلومُ وَلَم تَعلَم بِأَسرارِ خُلَّةٍ

فَتَعذُرَ إلاّ عَن حَديثٍ مُرَجَّمِ

فَإِن كُنتُ لَم أَجهَل فَقَد لِمتَ طالِماً

وَإِن كُنتُ قَد أَزرى بِيَ الجَهلُ فَاِحلمِ

وَفي الحِلمِ وَالإِسلامِ لِلمَرءِ وازِعٌ

وَفي تَركِ طاعاتِ الفُؤادِ المُتَيَّمِ

بَصائِرُ رُشدٍ لِلفَتى مُستَبينَةٌ

وَأَخلاقُ صِدقٍ عِلمُها بِالتَعَلُّمِ

وَليتَ فَلَم تَشتم عَلِيّاً وَلَم تُخِف

بَرِيّاً ولم تَقبَل إِشارَةَ مُجرِمِ

وَأَظهَرتَ نورَ الحَقِّ فَاِشتَدَّ نورُهُ

عَلى كُلِّ لَبسٍ بارِقِ الحَقِّ مُظلِمِ

وَعاقَبتَ فيما قَد تَقَدَّمتَ قَبلَهُ

وَأَعرَضتَ عَمّا كانَ قَبلَ التَقَدُّمِ

وَصَدَّقتَ بِالفِعلِ المَقالَ مَعَ الَّذي

أَتَيتَ فَأَمسى راضِياً كُلُّ مُسلِمِ

تَكَلَّمتَ بِالحَقِّ المُبينِ وَإِنَّما

تَبَيَّنُ آياتُ الهُدى بِالتَكَلُّمِ

أَلا إِنَّما يَكفي الفَتى بَعدَ زَيغِهِ

مِنَ الأَوَدِ البادي ثِقافُ المُقَوَّمِ

وَقَد لَبِسَت لُبسَ الهَلوكِ ثِيابَها

تَراءى لَكَ الدُنيا بِكَفٍّ وَمِعصَمِ

وَتومِضُ أَحياناً بِعَينٍ مَريضَةٍ

وَتَبسِمُ عَن مِثلِ الجُمانِ المُنَظَّمِ

فَأَعرَضتَ عَنها مُشمَئِزّاً كَأَنَّما

سَقَتكَ مَدوفاً مِن سِمامٍ وَعَلقَمِ

وَقَد كَنتَ مِن أَجبالِها في مُمَنَّعٍ

وَمِن بَحرِها في مُزبِدِ المَوجِ مُفعَمِ

وَما زِلتَ تَوّاقاً إِلى كُلِّ غايَةٍ

بَلَغتَ بِها أَعلى البِناءِ المُقَدَّمِ

فَلَمّا أَتاكَ المُلكُ عَفواً وَلَم يَكُن

لِطالِبِ دُنيا بَعدَهُ مِن تَكَلُّمِ

تَرَكتَ الَّذي يَفنى وَإِن كانَ مونقاً

وَآثَرَت ما يَبقى بِرَأيٍ مُصَمِّمِ

وَأَضرَرتَ بِالفاني وَشَمَّرتَ لِلَّذي

أَمامَكَ في يَومٍ مِنَ الشَرِّ مُظلِمِ

وَما لَكَ إِذ كُنتَ الخَليفَةَ مانِعٌ

سِوى اللَهِ مِن مالٍ رَغيبٍ وَلا دَمِ

سَما لَكَ هَمٌّ في الفُؤادِ مُؤَرِّقٌ

بِلَغتَ بِهِ أَعلى المَعالي بِسُلَّمِ

فَما بَينَ شَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ كُلِّها

مُنادٍ يُنادي مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ

يَقولُ أَميرَ المُؤمِنينَ ظَلَمتَني

بِأَخذٍ لِدينارٍ وَلا أَخذِ دِرهَمِ

وَلا بَسطِ كَفٍّ لِاِمرِئٍ غَيرِ مُجرِمٍ

وَلا السَفكِ مِنهُ ظالِماً مِلءَ مِحجَمِ

وَلَو يَستَطيعُ المُسلِمونَ لَقَسَّموا

لَكَ الشَطرَ مِن أَعمارِهِم غَيرَ نُدَّمِ

فَعِشتَ بِهِ ما حَجَّ لِلَّهِ راكِبٌ

مُغِدٌّ مُطيفٌ بِالمَقامِ وَزَمزَمِ

فَأَربِح بِها مِن صَفقَةٍ لِمُبايِعٍ

وَأَعظِم بِها أَعظِم بِها ثُمَّ أَعظِمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:58 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لَكَ الوَيلُ مِن عَيني خُبَيبٍ وَثابِتٍ

وَحَمزَةَ أَشباهِ الحِداءِ التَوائِمِ

تُخَبِّرُ مَن لاقَيتَ أَنَّكَ عائِذٌ

بِلَ العائِذُ المَظلومُ في سِجنِ عارِمِ

وَمَن يَرَ هَذا الشَيخَ بِالخَيفِ مِن مِنىً

مِنَ الناسِ يَعلَم أَنَّهُ غَيرُ ظالِمِ

وَصِيُّ النَبِيِّ المُصطَفى وَاِبنُ عَمِّهِ

وَفَكّاكُ أَغلالٍ وَقاضي مَغارِمِ

أَبى فَهوَ لا يَشري هُدىً بِضَلالَةٍ

وَلا يَتَّقي في اللَهِ لَومَةَ لائِمِ

وَنَحنُ بِحَمدِ اللَهِ نَتلو كِتابَهُ

حُلولاً بِهَذا الخَيفِ خَيفِ المَحارِمِ

بِحَيثُ الحَمامُ آمِنُ الرَوعِ ساكِنٌ

وَحَيثُ العَدُوُّ كَالصَديقِ المُسالِمِ

فَما وَرَقُ الدُنيا بِباقٍ لِأَهلِهِ

وَلا شِدَّةُ البَلوى بِضَربَةِ لازِمِ

فَلا تَجزَعَن مِن شِدَّةٍ إِنَّ بَعدَها

فَوارِجَ تَلوي بالخُطوبِ العَظائِمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:58 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَرَفتُ الدارَ قَد أَقوَت بِريمِ

إِلى لَأيٍ فَمَدفَعِ ذي يَدومِ

أَميرَ المُؤمِنينَ إِلَيكَ نَهوي

عَلى البُختِ الصَلادِمِ وَالعَجومِ

كَأَنَّ سَوالِفَ النَجُداتِ مِنها

تَقَطَّرُ بِالأَرَندَجِ وَالعَصيمِ

إِذا اِتَّخَذَت وُجوهُ القَومِ نَصباً

أَجيجَ الواهِجاتِ مَنَ السَمومِ

فَكَم غادَرنَ دونَكَ مِن جَهيضٍ

وَمِن نَعلٍ مُطَرَّحَةٍ جَذيمِ

يَزُرنَ عَلى تَنائيهِ يَزيداً

بِأَكنافِ المُوَقَّرِ وَالرَقيمِ

تُهَنِّئُهُ الوُفودُ إِذا أَتوهُ

بِنَصرِ اللَهِ وَالمُلكِ العَظيمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:59 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif


كَأَنَّ فاها لِمَن تَوَسَّنَها

أَو هَكَذا مَوهِناً وَلَم تَنَمِ

بَيضاءُ مِن عُسلِ ذَروَةٍ ضَرَبٍ

شَجَّت بِماء الفَلاةِ مِن عَرِمِ

دَع عَنكَ سَلمى إِذ فاتَ مَطلَبُها

وَاِذكُر خَليلَيكَ مِن بَني الحَكمِ

ما أَعطَياني وَلا سَأَلتُهُما

إِلّا وَإِنّي لَحاجِزي كَرَمي

إِنّي مَتى لا يَكُن نَوالُها

عِندي بِما قَد فَعَلتُ أَحتَشِمِ

مُبدي الرِضا عَنهُما وَمُنصَرِفٌ

عَن بَعضِ ما لَو فَعَلتُ لَم أُلَمِ

لا أَنزُرُ النائِلَ الخَليلَ إِذا

ما اِعتَلَّ نَزرُ الظؤورِ لَم تَرِمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:59 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
يا لَقَومي لَحَبلِكَ المَصرومِ

يَومَ شَوطى وَأَنتَ غَيرُ مُليمِ

وَرُسومُ الدِيارِ تُعرَفُ مِنها

بِالمَلا بَينَ تَغلَمَينِ فَريمِ

غَشِيَ الركبُ رَبعَها فَعَجِبنا

مِن بَلاهُ وَما المَدى بِمُقيمِ

كَحَواشي الرِداءِ قَد مُحَّ مِنهُ

بَعدَ حُسنٍ عَصائِبُ التَسهيمِ

بَدَّلَ السَفحَ في اليَلابِنَ مِنها

كُلُّ أَدماءَ مُرشِحٍ وَظَليمِ

قَد أَروعُ الخَليلَ بِالصَرمِ مِنّي

لَم يَخَفهُ وَقِلَّةِ التَكليمِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 07:59 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif




خَيرُ إِخوانِكَ المُشارِكُ في الأَم

رِ وَأَينَ الشَريكُ في الأَمرِ أَينا

الَّذي إِن حَضَرتَ سَرَّكَ في الحَيْ

يِ وَإِن غِبتَ كانَ أُذناً وَعَينا

ذاكَ مِثلُ الحُسامِ أَخلَصَهُ القَي

نُ جَلاه الجلاٍَّءُ فازدادَ زَينا

أَنتَ في مَعشَرٍ إِذا غِبتَ عَنهُم

بِدَّلوا كُلَّ ما يَزينُكَ شَينا

وَإِذا ما رَأَوكَ قالوا جَميعاً

أَنتَ مِن أَكرَمِ الرِجالِ عَلَينا

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:07 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

أَهاجَكَ مَغنى دِمنَةٍ وَمَساكِنُ

خَلَت وَعَفاها المُعصَراتُ السَوافِنُ

دِيارُ اِبنَةِ الضَمرِيِّ إِذ حَبلُ وَصلِها

مَتينٌ وَإِذ مَعروفُها لَكَ عاهِنُ

تَقولُ اِبنَةَ الضُمَرِيُّ مالَكَ شاحِباً

وَقَد تَنبَري لِلعَينِ فيكَ المَحاسِنُ

جَفَوتَ فَما تَهوى حَديثَكَ أَيَّمٌ

وَلا تَجتَديكَ الآنِساتُ الحَواضِنُ

فَقُلتُ لَها بَل أَنتِ حَنَّةُ حَوقَلٍ

جَرى بِالفِرى بَيني وَبَينَكِ طابِنُ

فَصَدَّقتِهِ في كُلِّ حَقٍّ وَباطِلٍ

أَتاكِ بِهِ نَمُّ الأَحاديثِ خائِنُ

رَأَتني كَأَنضاءِ اللِجامِ وَبَعلُها

مِنَ المَلءِ أَبزى عاجِزٌ مُتَباطِنُ

رَأَت رَجُلاً أَودى السِفارُ بِوَجهِهِ

فَلَم يَبقَ إِلّا مَنظَرٌ وَجَناجِنُ

فَإِن أَكُ مَعروقَ العِظامِ فَإِنَّني

إِذا وُزِنَ الأَقوامُ بِالقَومِ وازِنُ

مَتى تَحسِروا عَنّي العَمامَةَ تَبصُروا

جَميلَ المُحَيّا أَغفَلَتهُ الدَواهِنُ

يَروقُ العُيونَ الناظِراتِ كَأَنَّهُ

هِرَقلِيُّ وَزنٍ أَحمَرُ التِبرِ وازِنُ

نِساءُ الأَخِلّاءِ المُصافينَ مَحرَمٌ

عَلَيَّ وَجاراتُ البُيوتِ كَنائِنُ

وَإِنّي لِما اِستَودَعتِني مِن أَمانَةٍ

إِذا ضاعَتِ الأَسرارُ لِلسِرِّ دافِنُ

وَما زلتُ مِن لَيلى لَدُن طرَّ شارِبي

إِلى اليَومِ أَخفي حُبَّها وَأُداجِنُ

وَأَحمِلُ في لَيلى لِقَومٍ ضَغينَةً

وَتُحمَلُ في لَيلى عَلَيَّ الضَغائِنُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:07 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
أَبائِنَةٌ سُعدى نَعَم سَتَبينُ

كَما اِنبَتَّ مِن حَبلِ القَرينِ قَرينُ

أَإِن زُمَّ أَجمالٌ وَفارَقَ جيرَةٌ

وَصاحَ غُرابُ البَينِ أَنتَ حَزينُ

كَأَنَّكَ لَم تَسمَع وَلَم تَرَ قَبلَها

تَفَرُّقَ أُلّافٍ لَهُنَّ حَنينُ

حَنينٌ إِلى أُلّافِهِنَّ وَقَد بَدا

لَهُنَّ مِن الشَكِّ الغَداةَ يَقينُ

وَهاجَ الهَوى أَظعانُ عَزَّةَ غُدوَةً

وَقَد جَعَلَت أَقرانُهُنَّ تَبينُ

فَلَمّا اِستَقَلَّت عَن مَناخٍ جِمالُها

وَأَسفَرنَ بِالأَحمالِ قُلتُ سَفينُ

تَأَطَّرنَ في الميناءِ ثُمَّ تَرَكنَهُ

وَقَد لاحَ مِن أَثقالِهِنَّ شحونُ

كَأَنّي وَقَد نُكِّبنَ بَرقَةَ واسِطٍ

وَخَلَّفنَ أَحواضَ النُجَيلِ طَعينُ

فَأَتبَعتُهُم عَينَيَّ حَتّى تَلاحَمَت

عَلَيها قِنانٌ مِن خَفَينَنَ جونُ

فَقَد حالَ مِن حَزمِ الحَماتَينِ دونَهُم

وَأَعرَضَ مِن وادي البُليدِ شُجونُ

وَفاتَتكَ عيرُ الحَيِّ لَمّا تَقَلَّبَت

ظُهورٌ بِهِم مِن يَنبُعٍ وَبُطونُ

وَقَد حالَ مِن رَضوى وَضَيبَرَ دونَهُم

شَماريخُ لِلأَروى بِهِنَّ حُصونُ

عَلى الكُمتِ أَو أَشباهِها غَيرَ أَنَّها

صُهابِيَّةٌ حُمرُ الدُفوفِ وَجونُ

وَأَعرَضَ رَكبٌ مِن عَباثِرِ دونَهُم

وَمِن حَدِّ رَضوى المُكفَهِرِّ جَبينُ

فَأَخلَفنَ ميعادي وَخُنَّ أَمانَتي

وَلَيسَ لِمَن خانَ الأَمانَةَ دينُ

وَأَروَثنَهُ نَأياً فَأَضحى كَأَنَّهُ

مُخالِطُهُ يَومَ السُرَيرِ جُنونُ

كَذَبنَ صَفاءَ الوُدِّ يَومَ شَنوكَةٍ

وَأَدرَكَني مِن عَهدِهِنَّ وُهونُ

وَإِنَّ خَليلاً يُحدِثُ الصَرمَ كُلَّما

نَأَيتَ وَشَطَّت دارُهُ لَظَنونُ

وَطافَ خَيالُ الحاجِبِيَّةِ موهِناً

وَمَرَّ وَقَرنٌ دونَها وَرَنينُ

وَعاذِلَةٍ تَرجو لِياني نَجَهتُها

بِأَن لَيسَ عِندي لِلعواذِلِ لينُ

تَلومُ اِمرِءاً في عُنفُوانِ شَبابِهِ

وَلِتَّركِ أَشياعَ الصَبابَةِ حينُ

وَما شَعَرَت أَنَّ الصِبا إِذ تَلومُني

عَلى عَهدِ عادٍ لِلشَبابِ خَدينُ

وَإِنِّي وَلَو داما لأَعلَمُ أَنَّني

لِحُفرَةِ مَوتٍ مَرَّةً لَدَفينُ

وَأَنِّيَ لَم أَعلَم وَلَم أَجِدِ الصِبا

يُلائِمُهُ إِلّا الشَبابَ قَرينُ

وَأَنَّ بَياضَ الرَأسِ يُعقِبُ بِالنُهى

وَلَكِنَّ أَطلالَ الشَبابِ تَزينُ

لَعَمري لَقَد شَقَّت عَلَيَّ مَريرَةٌ

وَدارٌ أَحَلَّتكِ البُوَيبَ شَطونُ

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:07 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
لَقَد كُنتَ لِلمَظلومِ عِزّاً وَناصِراً

إِذا ما تَعَيّا في الأُمورِ حُصونُها

كَما كانَ حِصناً لا يُرامُ مُمَنَّعاً

بأَشبالِ أُسدٍ لا يُرامُ عَرينُها

وَلِيتَ فَما شانَتكَ فينا وِلايَةٌ

وَلا أَنتَ فيها كُنتَ مِمَّن يَشينُها

فَعَفّت عَنِ الأَموالِ نَفسُكَ رَغبَةً

وَأَكرِم بِنَفسٍ عِندَ ذاكَ تَصونُها

وَعَطَّلتَها مِن بَعدِ ذَلِكَ كَالَّذي

نَهى نَفسَهُ أَن خالَفَتهُ يُهينها

كَدَحتَ لَها كَدحَ اِمرِىٍ مُتَحَرِّجٍ

قَد أَيقَنَ أَنَّ اللَهَ سَوفَ يَدينُها

فَما عابَ مِن شَيءٍ عَلَيهِ فَإِنَّهُ

قَد اِستَيقَنَت فيهِ نفوسُ يقينُها

فَعِشتَ حَميداً في البَرِيَّةِ مُقسِطاً

تُؤَدّي إِلَيها حَقَّها ما تَخونُها

وَمُتَّ فَقيداً فَهيَ تَبكي بِعَولَةٍ

عَلَيكَ وَحُزنٍ ما تَجِفُّ عُيونُها

إِذا ما بَدا شَجواً حَمامٌ مُغَرِّداً

عَلى أَثلَةٍ خَضراءَ دانٍ غُصونُها

بَكَت عُمَرَ الخَيراتِ عَيني بِعَبرَةٍ

عَلى إِثرِ أُخرى تَستَهِلُّ شُؤونُها

تَذَكَّرتُ أَيّاماً خَلَت وَلَيالِياً

بِها الأَمنُ فيها العَدلُ كانَت تَكونُها

فَإِن تُصبِحِ الدُنيا تَغَيَّرَ صَفوُها

فَحالَت وَأَمسَت وَهيَ غَثٌّ سَمينُها

فَقَد غَنِيَت إِذ كُنتَ فيها رَخِيَّةً

وَلَكِنَّها قِدماً كَثيرٌ فُنونُها

فَلَو كانَ ذاقَ المَوتَ غَيرُكَ لَم تَجِد

سَخِيّاً بِها ما عِشتَ فيها يَمونُها

فَمَن لِليَتامى وَالمَساكينِ بَعدَهُ

وَأَرمَلَةٍ باتَت شَديداً أَنينُها

وَلَيسَ بِها سُقمٌ سِوى الجوعِ لَم تَجِد

عَلى جوعِها مِن بَعدِها مَن يُعينُها

وَكُنتَ لَها غَيثاً مَريعاً وَمَرتَعاً

كَما في غَمارِ البَحرِ أَمرَعَ نونُها

فَإِن كانَ لِلدُنيا زَوالٌ وَأَهلِها

لِعَدلٍ إِذا وَلّى فَقَد حانَ حينُها

أَقامَت لَكُم دُنيا وَزالَ رَخاؤُها

فَلا خَيرَ في دُنيا إِذا زالَ لينُها

بَكَتهُ الضَواحي وَاِقشَعَرَّت لِفَقدِهِ

بِحُزنٍ عَلَيها سَهلُها وَحُزونُها

فَكُلُّ بِلادٍ نالَها عَدلُ حُكمِهِ

شَديدٌ إِلَيها شَوقُها وَحَنينُها

فَلَمّا بَكَتهُ الصالِحاتُ بِعَدلِهِ

وَما فاتَها مِنهُ بَكَتهُ بُطونُها

وَلَمّا اِقشَعَرَّت حينَ وَلّى وَأَيقَنَت

لَقَد زالَ مِنها أُنسُها وَأَمينُها

وَقالَت لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَأَشرَقَت

بِنورٍ لَهُ مُستَشرِفاتٍ بُطونُها

فَإِن أَشرَقَت مِنها بطونٌ وَأَبشَرَت

لَهُ إِذ ثَوى فيها مُقيماً رَهينا

وَقَد زانَها زيناً لَهُ وَكَرامَةً

كَما كانَ في ظَهرِ البِلادِ يَزينُها

لَقَد ضُمِّنَتهُ حُفرَةٌ طابَ نَشرُها

وَطابَ جَنيناً ضُمِّنَتهُ جَنينُها

سَقى رَبُّنا مِن دَيرِ سَمعانَ حُفرَةً

بِها عُمَرُ الخَيراتِ رَهناً دَفينها

صَوابِحَ مِن مُزنٍ ثِقالٍ عَوادِياً

دَوالِحَ دُهماً ما خِضاتٍ دُجونها

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:07 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

سَيَأتي أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ

جَماهيرُ حِسمى قورُها وَحُزونُها

تَجاوُبُ أَصدائي بِكُلِّ قَصيدَةٍ

مِنَ الشِعرِ مُهداةٍ لِمَن لا يُهينُها

أُفَخِّمُ فيها آلَ مَروانَ إِنَّهُم

إِذاعَمَّ خوفُ عَبدِ شَمسٍ حُصونُها

أُسودٌ بَوادي ذي حَماسٍ خَوادِرٌ

حَوانٍ عَلى الأَشبالِ محمىً عَرينها

إِذا طَلَبوا أَعلى المَكارِم أَدرَكوا

بِما أَدرَكَت أَحسابُ قَومٍ وَدينها

لَقَد جَهَدَ الأَعداءُ فَوتَكَ جُهدَهُم

وَضافَتكَ أَبكارُ الخُطوبِ وَعونُها

فَما وَجَدوا فيكَ اِبنَ مَروانَ سَقطَةً

وَلا جَهلَةً في مَأزِقٍ تَستَكينُها

وَلَكِن بَلَوا في الجَدِّ مِنكَ ضَريبَةً

بَعيداً ثَراها مُسمَهِرّاً وَجينُها

إِذا جاوَزوا مَعروفَها أَسلَمَتهُمُ

إِلى غَمرَةٍ لا يَنظُرُ العَومَ نونُها

إِذا ما أَرادَ الغَزوَ لَم تَثنِ عَزمَهُ

حَصانٌ عَلَيها نَظمُ دُرٍّ يَزينُها

نَهَتهُ فَلَمّا لَم تَرَ النَهيَ عاقَهُ

بَكَت فَبَكى مِمّا شَجاها قَطينُها

وَلَم يَثنِهِ عِندَ الصَبابَةِ نَهيُها

غَداةَ اِستَهَلَّت بِالدُموعِ شُؤونُها

وَلَكِن مَضى ذو مِرَّةٍ مُتَثَبِّتٌ

لِسُنَّةِ حَقٍّ واضِحٍ يَستَبينُها

أَشَمُّ عَميمٌ في العَمامَةِ أَظهَرَت

حِزامَتُهُ أَجلادَ جِسمٍ يُعينُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما

يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها

وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا

وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت

كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما

يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها

وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا

وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت

كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:08 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

أَأَطلالُ دارٍ مِن سُعادَ بِيَلبَنِ

وَقَفتُ بِها وَحشاً كَأَن لَم تُدَمَّنِ

إِلى تَلَعاتِ الخُرجِ غَيَّرَ رَسمَها

هَمائِمُ هَطّالٍ مِنَ الدَلوِ مُدجِنِ

عَرَفتُ لِسُعدى بَعدَ عِشرينَ حجَّةً

بِها دَرسُ نُؤيٍ في المَحَلَّةِ مُنحنِ

قَديمٌ كَوَقفِ العاجِ ثُبِّتَ حَولَهُ

مَغارِزُ أَوتادٍ بِرَضمٍ مُوَضَّنِ

فَلا تُذكِراهُ الحاجِبِيَّةَ إِنَّهُ

مَتى تُذكِراهُ الحاجِبِيَّةَ يَحزَنِ

تَراها إِذا اِستَقبَلتَها مُحزَئِلَّةً

عَلى ثَفَنٍ مِنها دَوامٍ مُسَفَّنِ

كَأَنَّ قُتودَ الرَحلِ مِنها تُبينُها

قُرونٌ تَحَنَّت في جَماجِمِ أَبدُنِ

كَأَنَّ خَليفَي زَورِها وَرَحاهُما

بُنى مَكَوَينِ ثُلِّما بَعدَ صَيدَنِ

إِلى اِبنِ أَبي العاصي بِدَوَّةَ أَرقَلَت

وَبِالسَفحِ مِن ذاتِ الرُبى فَوقَ مُظعِنِ

بِشُعثٍ عَلَيها غَيّرَ السَيرُ مِنهُمُ

صَفاءَ وُجوهٍ وَهيَ لَم تَتَشَنَّنِ

إِذا ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ مالَت طُلاهُمُ

عَلَيها وَأَلقَوا كُلَّ سَوطٍ وَمِحجَنِ

كَأَنَّهُمُ كانوا مِنَ النَومِ عاقَروا

بِلَيلٍ خَراطيمَ السُلافِ المُسَخَّنِ

إِلى خَيرِ أَحياءِ البَرِيَّةِ كُلِّها

لِذي رَحِمٍ أَو خُلَّةٍ مُتَأَسِّنِ

لَهُ عَهدُ وُدِّ لَم يُكَدَّر يَزينُهُ

رَدى قَولِ مَعروفٍ حَديثٍ وَمُزمِنِ

وَلَيسَ اِمرؤُ مَن لَم يَنَل ذاكَ كَاِمرِئٍ

بَدا نُصحُهُ فَاِستَوجَبَ الرِفدَ مُحسِنِ

فَإِن لَم تَكُن بِالشَأمِ داري مُقيمَةً

فَإِنَّ بِأَجنادينَ مِنّي وَمَسكِنِ

مَنازِلَ لَم يَعفُ التَنائي قَديمَها

وَأُخرى بِمَيّا فارِقينَ فَمَوزَنِ

إِذا النَبلُ في نَحرِ الكُمَيتِ كَأَنَّها

شَوارِعُ دَبرٍ في حُشافَةِ مُدهنِ

وَأَنتَ كَريمٌ بَينَ بَيتي أَمانَة

بِعَلياءِ مَجدٍ قُدَّمَت لَكَ فَاِبتَنِ

مَصانِعَ عِزٍّ لَيسَ بِالتّربِ شُرِّفَت

وَلَكِن بِصُمَ السَمهَرِيِّ المُعَرَّنِ

وَقَد عَلِمَت قِدماً أُمَيَّةُ أَنكُم

مِنَ الحَيِّ مَأوى الخائِفِ المُتَحَصِّنِ

وَإِن تَقصُرِ الدَعوى إِلى الرَهطِ قَصرَةً

فَإِنَّكَ ذو فَضلٍ عَلى الحَقِّ بَيَّنِ

بِحَقِّكَ إِن تَنطُق تَقُل غَيرَ مُهجِرٍ

صَواباً وَإِن يَخفَف حَصى القَومِ تَرزُنِ

بَهاليلُ مَعروف لَكُم أَن تَفَضَّلوا

وَأَن تَحفَظوا الأَحسابَ في كُلِّ مَوطِنِ

بِصَبرٍ وَإِبقاءٍ عَلى جُلِّ قَومِكُم

عَلى كُلِّ حالٍ بِالأُنا وَالتَحَنُّنِ

وَلينٍ لَهُم حَتّى كَأَنَّ صُدورَهُم

مِن الحِلمِ كانَت عِزَّةً لَم تَخَشَّنِ

وَأَنتَ فَلا تُفقَد وَلا زالَ مِنكُمُ

إِمامٌ يُحَيّا في حِجابٍ مُسَدَّنِ

أَشَمُّ مِنَ الغادينَ في كُلِّ حُلَّةٍ

يَميسونَ في صِبغٍ مِنَ العَصبِ مُتقَنِ

لَهُم أُزُرٌ حُمرُ الحَواشي يَطَونَها

بَأَقدامِهِم في الحَضرَمِيِّ المُلَسَّنِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:08 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

لِمَنِ الدِيارُ بِأَبرَقِ الحَنّانِ

فَالبُرقِ فَالهَضَباتِ مِن أُدمانِ

أَقوَت مَنازِلُها وَغَيَّرَ رَسمَها

بَعدَ الأَنيسِ تَعاقُبُ الأَزمانِ

فَوَقَفتُ فيها صاحِبَيَّ وَما بِها

يا عَزَّ مِن نَعَمٍ وَلا إِنسانِ

إِلّا الظِباءَ بِها كَأَنَّ نَزيبَها

ضَربُ الشِراعِ نَواحِيَ الشِريانِ

فَإِذا غَشيتُ لَها بِبُرقَةِ واسِطٍ

فَلِوى لُبَينَةَ مَنزِلاً أَبكاني

ثُمَّ اِحتَمَلنَ غُدَيَّةً وَصَرَمنَهُ

وَالقَلبُ رَهنٌ عِندَ عَزَّةَ عانِ

وَلَقَد شَأَتكَ حُمولُها يَومَ اِستَوَت

بِالفُرعِ بَينَ خَفَينَنٍ وَدِعانِ

فَالقَلبُ أَصورُ عِندَهُنَّ كَأَنَّما

يَجذِبنَهُ بِنَوازِعِ الأَشطانِ

طافَ الخَيالُ لِآلِ عَزَّةَ مَوهِناً

بَعدَ الهُدُوِّ فَهاجَ لي أَحزاني

فَأَلَمَّ مِن أَهلِ البُوَيبِ خَيالُها

بِمُعَرَّسٍ مِن أَهلِ ذي ذَروانِ

رُدَّت عَلَيهِ الحاجِبِيَّةُ بَعدَما

خَبَّ السَفاءُ بِقَزقَزِ القُريانِ

وَلَقَد حَلفتُ لَها يَميناً صادِقاً

بِاللَهِ عِندَ مَحارِمِ الرَحمانِ

بِالراقِصاتِ عَلى الكَلالِ عَشِيَّةً

تَغشى مَنابِتَ عَرمَضِ الظَهرانِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:08 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

طَرِبَ الفُؤادُ فَهاجَ لي دَدَني

لَمّا حَدَونَ ثَوانِيَ الظُعنِ

وَالعيسُ أَنّى هِي تُوَجِّهُهُ

شَأَماً وَهُنَّ سَواكِنُ اليَمَنِ

ثُمَّ اِندَفَعنَ بِبَطنِ ذي عُبَبٍ

وَنَكَأنَ قَرحَ فُؤادي الضَمِنِ

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:08 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif

وَقَفتُ عَلَيهِ ناقَتي فَتَناَعَت

شُعوبُ الهَوى لَمّا عَرِفتُ المَغانِيا

فَما أَعرِفُ الآياتِ إِلّا تَوَهُّما

وَما أَعرِفُ الأَطلالَ إِلّا تَمارِيا

وَما خَلَفٌ مِنكُم بِأَطلالِ دِمنَةٍ

تَنَكَّرنَ وَاِستَبدَلنَ مِنكِ السَوافِيا

وَإِن طَنَّتِ الأُذنانِ قُلتُ ذَكَرتِني

وَإِن خَلَجَت عَيني رَجَوتُ التَلاقِيا

أَيا عَزَّ صادي القَلبَ حَتّى يَوَدَّني

فُؤادُكِ أَو رُدّي عَلَيَّ فُؤادِيا

أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني

إِلى مَيِّتٍ في قَبرِهِ لَبَكى لِيا

أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني

إِلى راهِبٍ في ديرِهِ لَرَثى لِيا

أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني

إِلى جَبَلٍ صَعبِ الذُرى لا نحَنى لِيا

وَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني

إِلى مُوثَقٍ في قَيدِهِ لَعَدا لِيا

عطر الزنبق
10-02-2021, 08:09 PM
https://lh5.googleusercontent.com/-SsbGqdu3IMw/T23Iz8AMzrI/AAAAAAAARiw/5gId184Qyys/s500/12.gif
عَفا اللَهُ عن أُمَّ الحُوَيرِثِ ذَنبَها

عَلامَ تُعَنّيني وَتَكمي دَوائِيا

فَلَو آذَنوني قَبلَ أَن يَرقُموا بِها

لَقُلتُ لَهُم أُمُّ الحُوَيرِثِ دائِيا

انثى برائحة الورد
10-07-2021, 06:57 PM
يسلمو على روعة طرحك
ودي وتقديري

عطر الزنبق
10-07-2021, 08:53 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKOO2021/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=670940#post670940)
يسلمو على روعة طرحك
ودي وتقديري



http://www.shatharat.net/sign2/replies/t11.gif

ملكة الحنان
11-20-2024, 09:32 AM
طرح في غايه الروعه والجمال
سلمت اناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
لاحرمنا الله جديدك القادم والشيق