تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف عالج الإسلام الهم وضيق الصدر؟


حلوة الروح
11-08-2021, 10:47 PM
كيف عالج الإسلام الهم وضيق الصدر؟


علَّمَنا الإسلامُ كيف نُعالج القَلَق والتوتُّر وضِيْقَ الصَّدْر، وذلك بالرُّجُوع إلى الله تعالى، والإكثار من ذِكْره وتسبيحه
سبحانه وتعالى، واستخدام التحصينات الإيمانية التي تَعصِمُ الإنسانَ من الأفكار السلبية ووساوسِ الشيطان ومداخله
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].
قال ابن كثير رَحِمَه الله: وإنا لنَعلَم يا محمد أنكَ يحصلُ لك منْ أذَاهُم لكَ انقِباضٌ وضِيْقُ صَدْرٍ، فلا يهيدنَّكَ ذلك
ولا يَثْنِينَّكَ عن إبلاغِكَ رسالةَ الله، وتوكَّل على الله؛ فإنه كافيكَ وناصِرُكَ عليهم، فاشتغِلْ بذكر الله وتحميده وتسبيحهِ
وعبادته التي هي الصلاة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 98].
وكلَّما أكثرْتَ مِنْ ذِكْر الله تعالى وتسبيحهِ، أزال همَّكَ، ونفَّثَ كرْبَكَ، واستجابَ دُعاءكَ، وألْهَمَكَ قوَّةً ونُصْرةً
من عِنْده، وقوَّاكَ بمدَدٍ من عِنْده، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31].
https://mrkzgulfup.com/uploads/163290893893781.gif
وقد اشتَملت السُنَّةُ النَّبويَّةُ على الأدعية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لطَرْدِ الهمِّ والحزن
وتفريج الكَرْب، وإزالة الوَسْوسةِ؛ بحيثُ لو واظَبَ عليها الإنسانُ بالإخلاص والإنابة والتَّضرُّع والانكسار
والخشوع إلى الله تعالى، لزالَ ما به مِن الهمِّ والحزن، ومِنْ هذه الأدعية:
1- ((اللهمَّ إني عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، ناصيتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألُكَ
بكُلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو علَّمْتَهُ أحَدًا من خَلْقِكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو استأثَرْتَ به في عِلْمِ الغَيبِ
عِنْدَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ رَبِيعَ قلبي، ونُورَ صَدْري، وجلاءَ حُزني، وذَهابَ همِّي)).
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الدعاء ما قاله أحد قَطُّ، إلَّا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فَرَجًا
قال: فقيل: يا رسول الله، ألَا نتعلَّمُها؟ فقال: ((بلى، يَنبغي لمن سَمِعَها أن يتعلَّمَها))؛ السلسلة الصحيحة: 199.
2-((لا إلهَ إلا الله العظيم الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ والأرضِ، وربُّ العرشِ العظيمِ))
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعُو بها عند الكَرب؛ صحيح البخاري: 6345.
3- ((اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبةِ الرجالِ))، فقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يُكثِر من قولها؛ صحيح البخاري: 5425، وألفاظ الحديث صريحةٌ في الاستعاذة من الهمِّ والحزن.
4- ((اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلا تَكِلْني إلى نفسِي طَرْفةَ عَيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ))
حيث سمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم دعوات المكروب؛ صحيح الجامع: 3388.
5- ((اللَّهُ، اللَّهُ ربِّي لا أُشرِكُ بهِ شيئًا))؛ حيث تقولُ راويةُ الحديث أسماء بنت عميس:
إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم علَّمَها هذه الكلمات تقولها عِنْد الكرب؛ السلسلة الصحيحة: 6 /593.
6- ((اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لكَ الحمد، لا إلهَ إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لكَ، المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ
ذو الجلالِ والإكرامِ))؛ فقد سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدُعو بهذا الدعاء، فقال: ((لقد سألَ اللهَ باسمِه
الأعظمِ الذي إذا سُئِلَ به أَعْطى، وإذا دُعِي به أَجابَ))؛ صحيح ابن ماجه، الألباني: 3126.
7- ((لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الدعاء: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ
إذا نزلَ برجلٍ منكم كَرْبٌ، أو بَلاءٌ مِنْ أمرِ الدنيا، دعا بِهِ فَفَرَّجَ عنه؟ دُعاءُ ذي النونِ))؛ صحيح الجامع، الألباني: 2605.
8- ((أعُوذُ بالله مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم))؛ حيثُ ورَد في صحيح مسلم أنَّ عثمانَ بن أبي العاصِ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، إنَّ الشيطانَ قد حال بيني وبين صلاتي وقراءَتي يُلَبِّسُها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاك شَيطانٌ يُقالُ له:
خَنْزَبٌ، فإذا أحْسَسْتَه، فتعوَّذْ بالله منه، واتفُل على يسارِكَ ثلاثًا))، فقال: ففعلْتُ ذلك، فأذْهَبَه اللهُ عني؛ صحيح مسلم: 2203.
https://mrkzgulfup.com/uploads/163290893893781.gif
هذا وغيرها من الأدعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الهمِّ والقَلَق وضِيْق الصدر
حيث كان صلى الله عليه وسلم أرْحَمَ الناس بأُمَّتِه، وأحرصَهم على هُداهم، وما ينفعُهم في دينهم ودُنْياهم
فصلواتُ ربِّي وسلامُه عليه وعلى آله وصَحْبه، ومن اقتفى أثَرَه إلى يوم الدين.

د. سعد الله المحمدي.

منصور
11-08-2021, 11:26 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

انثى برائحة الورد
11-09-2021, 02:02 PM
شكراً لأناملك التى خطت
هذا الإبداع وهذا الجمال
بإنتظار إبداعاتك القادمة..
لك منى كل الود والإحترام

شايان
11-10-2021, 03:32 PM
بارك الله فيما طرحت
وجعلها في ميزان حسناتك
نفع الله بك الاسلام والمسلمين

خ ــــــــــــالد
11-11-2021, 10:18 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله في عمرك وعملك
وجعله بموازين حسناتك

عطر الزنبق
11-13-2021, 01:23 PM
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـعطرك الفواح في ارجاء المنتدى
كل الأمتنان لجهودك الرائعة
نتمنى أن لاننــحرم تواجدك وحضورك
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحا
ودمت بطاعة الله

⦁.Σнѕαѕ.☘
11-13-2021, 09:05 PM
جزاك الله من واسع فضله
وجعله أجرا عظيما لك

شغف
11-14-2021, 08:21 AM
جزاك الله خير
و بارك بعلمك و عملك

نهيان
11-17-2021, 03:06 AM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى