عطر الزنبق
01-03-2022, 05:48 PM
احذر أن تتعدي على مقام الربوبية.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128].
تأملْ قولَ اللهِ تعالَى لرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ ﴾؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا على أقوام حاربوا دين الله تعالى وأذوا رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآذوا المؤمنين، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الأَخِيرَةِ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾[1].
فإذا كان الله تعالى قد نهى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الدعاء على هؤلاء وعن لعنهم وهم مشركون، فكيف بمن يلعن المسلمين، ويحكم على بعضهم بالخلود في النار!.
فاحذر يا عبد الله مهما ارتكب الذي أمامك من الآثام، ومهما فعل المنكرات، ومهما عاقر الشهوات، أن تتعدي على مقام الربوبية فتحكم له بالنار، فأنت لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ، فالْأَمْرُ كُلُّهُ للهِ، ولَيْسَ عَلَيْكَ هُدَى أحدٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272].
فيا عبد الله ما كلفك الله تعالى أن تنقب على قلوب خلقه، فلا توبق دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ بكلمة ما أمرك الله تعالى بها؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ[2].
[1] رواه البخاري- كِتَابُ الِاعْتِصَامِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]، حديث رقم: 7346.
[2] رواه أحمد- حديث رقم: 8292، وأبو داود- كِتَاب الْأَدَبِ، بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنِ البَغْيِ، حديث رقم: 4901، وابن حبان- كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ، بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْكَلَامِ وَمَا لَا يُكْرَهُ، حديث رقم: 5712،
بسند صحيح.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128].
تأملْ قولَ اللهِ تعالَى لرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ ﴾؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا على أقوام حاربوا دين الله تعالى وأذوا رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآذوا المؤمنين، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الأَخِيرَةِ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾[1].
فإذا كان الله تعالى قد نهى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الدعاء على هؤلاء وعن لعنهم وهم مشركون، فكيف بمن يلعن المسلمين، ويحكم على بعضهم بالخلود في النار!.
فاحذر يا عبد الله مهما ارتكب الذي أمامك من الآثام، ومهما فعل المنكرات، ومهما عاقر الشهوات، أن تتعدي على مقام الربوبية فتحكم له بالنار، فأنت لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ، فالْأَمْرُ كُلُّهُ للهِ، ولَيْسَ عَلَيْكَ هُدَى أحدٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272].
فيا عبد الله ما كلفك الله تعالى أن تنقب على قلوب خلقه، فلا توبق دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ بكلمة ما أمرك الله تعالى بها؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ[2].
[1] رواه البخاري- كِتَابُ الِاعْتِصَامِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]، حديث رقم: 7346.
[2] رواه أحمد- حديث رقم: 8292، وأبو داود- كِتَاب الْأَدَبِ، بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنِ البَغْيِ، حديث رقم: 4901، وابن حبان- كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ، بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْكَلَامِ وَمَا لَا يُكْرَهُ، حديث رقم: 5712،
بسند صحيح.