خ ــــــــــــالد
01-09-2022, 02:44 PM
عن أبي أُسَيْدٍ - بضمِّ الهمزة وفتح السين - مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بَيْنا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمةَ فقال: يا رسول الله، هل بقي مِن برِّ أبويَّ شيءٌ أبَرُّهما به بعد موتهما؟ فقال: ((نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذُ عهدِهما من بعدهما، وصلةُ الرحم التي لا تُوصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صديقِهما))؛ رواه أبو داود.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
كذلك أيضًا يبقى من البرِّ بعد موت الوالدين ما ذكَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين سئل: هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبَرُّهما به بعد موتهما؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((نعم، الصلاةُ عليهما)) يعني الدعاء لهما، وليس المراد صلاة الجنازة، بل المراد الدعاء، فالصلاة هنا بمعنى الدعاء، وهي كقوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 103]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصدقة قال: ((اللهم صلِّ على آل فلان))، كما قال عبدالله بن أبي أَوفى: أنه أتى بصدقة قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم صلِّ على آل أبي أوفى))، فدعا لهم بالصلاة عليهم.
فقول النبي صلى عليه وسلم هنا: ((الصلاةُ عليهما)) يعني الدعاء لهما بالصلاة، فيقول: اللهم صلِّ على أبويَّ، أو يدعو بدخول الجنة والنجاة من النار، وما أشبه ذلك.
الثاني: ((الاستغفار لهما))، وهو أن يستغفر الإنسان لوالديه، يقول: اللهم اغفر لي ولوالديَّ، وما أشبه ذلك، وأما ((إنفاذ عهدهما)) يعني إنقاذ وصيتهما.
فهذه خمسة أشياء: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما، هذه من برِّ الوالدين.
كذلك الصدقة لهما؛ فإن الصدقة تنفع الوالدين، كذلك أيضًا إكرام صديقهما مثل حديث ابن عمر السابق، يعني إن كان له صديقٌ فأَكرِمْه، فإن هذا من برِّه.
الخامس: صلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما، يعني صلة الأقارب؛ فإن هذا من برِّهما.
أما قراءة القرآن لهما، أو الصلاة - بأن يصلي الإنسان ركعتين ويقول: لوالديَّ - فهذا لم يأمُرْ به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أرشَدَ إليه، بل قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))، ولم يقل: ولد صالح يتصدق له، أو يصلِّي له، أو يحج له، أو يعتمر له، بل قال: يدعو له، فالدعاء خير من العمل الصالح للوالدين.
لكن لو فعل الإنسان ونوى بهذا العمل لوالديه؛ فإن ذلك لا بأس به؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَمنع سعدَ بن عبادة أن يتصدق لأمِّه، بل أَذِنَ له، ولا الرجل الذي قال: يا رسول الله، إن أمِّي افتُلِتَتْ نفسُها، ولو تكلَّمتْ لَتصدَّقتْ.
فهذه خمسة أشياء من برِّ الوالدين بعد موتهما.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 217- 219).
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
كذلك أيضًا يبقى من البرِّ بعد موت الوالدين ما ذكَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين سئل: هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبَرُّهما به بعد موتهما؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((نعم، الصلاةُ عليهما)) يعني الدعاء لهما، وليس المراد صلاة الجنازة، بل المراد الدعاء، فالصلاة هنا بمعنى الدعاء، وهي كقوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 103]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصدقة قال: ((اللهم صلِّ على آل فلان))، كما قال عبدالله بن أبي أَوفى: أنه أتى بصدقة قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم صلِّ على آل أبي أوفى))، فدعا لهم بالصلاة عليهم.
فقول النبي صلى عليه وسلم هنا: ((الصلاةُ عليهما)) يعني الدعاء لهما بالصلاة، فيقول: اللهم صلِّ على أبويَّ، أو يدعو بدخول الجنة والنجاة من النار، وما أشبه ذلك.
الثاني: ((الاستغفار لهما))، وهو أن يستغفر الإنسان لوالديه، يقول: اللهم اغفر لي ولوالديَّ، وما أشبه ذلك، وأما ((إنفاذ عهدهما)) يعني إنقاذ وصيتهما.
فهذه خمسة أشياء: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما، هذه من برِّ الوالدين.
كذلك الصدقة لهما؛ فإن الصدقة تنفع الوالدين، كذلك أيضًا إكرام صديقهما مثل حديث ابن عمر السابق، يعني إن كان له صديقٌ فأَكرِمْه، فإن هذا من برِّه.
الخامس: صلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما، يعني صلة الأقارب؛ فإن هذا من برِّهما.
أما قراءة القرآن لهما، أو الصلاة - بأن يصلي الإنسان ركعتين ويقول: لوالديَّ - فهذا لم يأمُرْ به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أرشَدَ إليه، بل قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))، ولم يقل: ولد صالح يتصدق له، أو يصلِّي له، أو يحج له، أو يعتمر له، بل قال: يدعو له، فالدعاء خير من العمل الصالح للوالدين.
لكن لو فعل الإنسان ونوى بهذا العمل لوالديه؛ فإن ذلك لا بأس به؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَمنع سعدَ بن عبادة أن يتصدق لأمِّه، بل أَذِنَ له، ولا الرجل الذي قال: يا رسول الله، إن أمِّي افتُلِتَتْ نفسُها، ولو تكلَّمتْ لَتصدَّقتْ.
فهذه خمسة أشياء من برِّ الوالدين بعد موتهما.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 217- 219).