تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وهاجر رسول الله "صلى الله عليه وسلم"


لذة مطر ..!
02-07-2022, 06:17 AM
-







وهاجر رسول الله "صلى الله عليه وسلم"

الحمد لله وكَفَى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطَفَى، وعلى آله وصَحْبه المستكملين الشَّرفَ.

ثم أمَّا بعدُ:
فعندما رجَعَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غار حراء وَجِلاً ترتعد فرائصه، يقول: ((زمِّلوني زمِّلوني))، ورجَعَ إلى سَكنه وزوجه العطوف الصالحة البارَّة خديجة - رضي الله عنها - فأخذتْه خديجة - رضي الله عنها - وذَهَبتْ به إلى ابن عمٍّ لها، وهو "ورقة بن نوفل" - وكان امْرَأً قد تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب بالعبرانيَّة، وكان رجلاً صالِحًا - ذهبَا إليه وقالتْ له خديجة - رضي الله عنها -: "اسمعْ يا ابن عم من ابن أخيك"، وأخَذَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقصُّ عليه ما رأى، وما وقَع له، وعندها عَلِم "ورقة" - باطِّلاعه على كُتب السابقين - أنه أمام أفضل البشريَّة وخيرها، وأمام رسولها المنتظَر، ونبيِّها الخاتم، فقال له كلماتٍ أعلَمتْ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بصعوبة هذا الطريق، وهذه الأمانة التي وُكِلتْ إليه وطُولِب بتأديتها.

قال ورقة: وذاك الناموس عَدو اليهود من الملائكة، ليتني كنتُ فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك"، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد أحسَّ بعضَ الشيء بخطورة الأمر: ((أومُخْرِجيَّ هم؟))، فقال: نعم، ما أَتَى أحدٌ بمثل ما أَتيتَ به إلا أُوذِي، فكأني به - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينَها وقد دارَتْ بخَلَده تساؤلات كثيرة: هل سوف يخرجني قومي فعلاً؟! قومي الذين شَهِدوا لي بالصدق، بالأخلاق الحسنة، بالأمانة! قومي الذين ودائعهم وأماناتهم تملأ داري!

ويأتي الجواب القاطع على هذه التساؤلات، ولكنْ بعد ثلاثةَ عشرَ عامًا يوم وقَف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على مَشارفِ مكة، ودموعُه على وَجْنتَيه تسيل، وهو ينظر إليها نَظَر المودِّع المكْلُوم، وهو يقول لها: ((والله إنَّك لأحبُّ بلاد الله إلى قلبي، ولولا أنَّ قومَك أخرجوني ما خرجتُ)).

خرَجَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مكة لَمَّا اشتدَّ به الأذى وبأصحابه الكِرام - رضِي الله عنهم.
أَذِن الله لنبيِّه بالخروج، فذَهَب مُتَلَثِّمًا إلى بيت أبي بكرٍ يُبَشِّره برضوان الله وكَرَمه؛ فقد اختاره الله - عزَّ وجلَّ - ليكون صاحبًا لنبيِّه في هجرته المبارَكة، فما كان من أبي بكر إلا أن بَكَى، نعم بكى أبو بكر واغرورقتْ عيناه بالدموع، ولكنَّها كانتْ دموعَ الفرح والرضا؛ قالتْ عائشة - رضي الله عنها -: "فوالله ما شعرتُ قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذ".

خرَج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولسان حاله يقول: "وعَجِلتُ إليك ربِّ لترضَى".
وفي الطريق تظهر علامات الحبِّ والفِدَاء في مواقف أبي بكر، الذي كان يَمشي تارة أمام النبي، وتارة خَلفه، وتارة عن يَمينه، وأخرى عن شماله، يخاف من أنْ يصيب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أذًى.

وفي الغار: لا تحزن؛ إن الله معنا:
خرَج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر وآواهما غارُ ثور، وخرَج المشركون يَجِدُّون في طلبهما، وفي الغار أنْزَل الله سكينته على رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى صاحبه وثبَّت قلبَيهما، وعندما أحسَّ أبو بكر بدنوِّ المشركين وأحسَّ بقُرْب الوقوع تحت أيديهم، طَمْأَنه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهدَّأ من رَوعه فقال: ((لا تحزنْ؛ إنَّ الله معنا))، نعم الله معنا ينصرنا، الله معنا يحفظنا، الله معنا، إنها معيَّة الله لعباده المؤمنين الموحِّدين؛ ينصرهم ويُعزُّهم.

إنها معيَّة الله التي أنجتْ إبراهيم من الحرق، وهي معيَّة الله التي أنجتْ موسى من الغَرَق، وهي معيَّة الله التي أخرجتْ يونسَ سالِمًا من بطن الحوت، ومن كان الله معه، فلا يخاف ولا يَحزن.

هؤلاء نشؤوا في مدرسة الصديق - رضي الله عنه -:
لم يكتفِ الصديق - رضي الله عنه - بكونه جنديًّا من جنود هذا الدِّين؛ ينافِحُ عن دعوته ويَذُبُّ عن حِياضه، بل جنَّد كلَّ مَن يستطيع تجنيدَه لِخدمة هذا الدِّين، فكان بيت أبي بكر كله كتيبة كاملة رَفَعتْ لواء الدِّين وراية الجهاد في سبيل ربِّ العالمين، فكان لكلٍّ منهم دورٌ عظيم في إنجاح الهجرة.

عبدالله بن أبي بكر - رضي الله عنهما -:
كان الدَّور المنوط بعبدالله: هو أن يحملَ أخبارَ قريش إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو بالغار، فكان يبقى في مكة في النهار يتحسَّس أخبارها، حتى إذا جنَّ عليه الليل أتَى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصاحِبَه بأخبار القوم، ثم يعود مع شقشقة الصباح الباكِر إلى مكة، فلا يشك أهلُ مكةَ في أنَّه باتَ الليلَ بينهم، وكان لِمَا قام به عبدالله دورٌ عظيم في إنجاح خطة الهجرة التي وُضِعت وَفْقًا لِمَا كان يأتي به من أخبار.

ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر:
أسماء، وما أدْراك ما أسماء؟! قالوا: إنَّ أسماء من الوسم؛ أي: العلامة، وقالوا: إنَّ أسماء من السمو، ولأسماءَ - رضي الله عنها - أكبرُ حظٍّ وأوفر نصيبٍ من كليهما؛ فهي علامة بارزة في تاريخ النساء، وهي مَن هي في السمو والعُلو والرِّفعة، تربَّتْ في مدرسة الصِّدِّيق - رضي الله عنه - وتخرَّجَتْ في مدرسة حَواري رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الزبير بن العوَّام - رضِي الله عنه - وأشرفَ على تربيتها في كِلتا المدرستين أفضلُ مُرَبٍّ عرفتْه الدنيا؛ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكانتْ مَن هي!

كانت أسماء هي مَن تقوم بتموين الرسول وصاحبه بالطعام والشراب، قطعتْ نطاقها؛ ليكون وعاءً للطعام، فعُرِفتْ بذات النطاقين، قامتْ بهذا العمل وهي المرأة الضعيفة، ورُبَّما في زماننا يعجز رجلُ الرجال وبطلُ الأبطال عن القيام بشيءٍ يَسير ممَّا قامتْ به؛ فرَضِي الله عنها وأرضاها.

عامر بن فُهيرة راعي الأغنام يعمل للإسلام:
وها هو خادم أبي بكر، هو كذلك يعمل للإسلام، ويقوم بدورٍ عظيم لا يقلُّ أبدًا عما قام به غيرُه من جُند الإسلام.

وكان العمل المنوط به هو إخفاءَ آثارِ أقدام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصاحبه، وكل ذاهبٍ وآتٍ مِن وإلى الغار؛ فلا تكون سبيلاً لإمساك المشركين برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصاحبه، فكان يرعى أغنامه، يعفي بها على آثار الأقدام - رضي الله عنه.

فجزاه الله من جِنس عملِه في آخر عُمره، عندما استُشْهد في إحدى المعارك، وأرادَ المشركون أن يَصِلوا إلى جُثَّته؛ ليمثِّلوا بها، فأخفاها الله عن أعينهم، فرَضِي الله عنه ورَحِمه رحمةً واسعة.


*

مستريح البال
02-07-2022, 04:04 PM
جزاك الله خير الجزاء
رزقك المولى الجنة ونعيمها
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
مودتي لك

نهيان
02-07-2022, 08:35 PM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

مٌهُرِة أًلًخُلَيّجٌ ♕
02-07-2022, 10:44 PM
https://www.photolovegirl.com/vb/attachments/319557/

انثى برائحة الورد
02-08-2022, 06:56 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_08_15_20a6_%D8%B1%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A-5.gif

لذة مطر ..!
02-09-2022, 11:40 PM
انرتم متصفحي بمروركم المميز ..
مانحرم منكم يارب ..

عطر الزنبق
02-10-2022, 12:51 PM
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـعطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الراااائعة
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
وعناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمت بطاعة الله

شايان
02-10-2022, 06:52 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/12887433257.gif

ليالي الحنين
02-12-2022, 04:03 PM
http://www.karom.net/up/uploads/132550284011.gif