عطر الزنبق
02-10-2022, 02:11 PM
قصة فيها عبرة..
قطة صغيرة فعلت ما لم يفعله الكثير من البشر
( استوقفني كثيرا ) !!
المؤمن كالغيث.
خرجت لأجد أمام الدار قطة كبيرة أنثى وثلاثة من أبنائها يحومون حولها ومعها*
وهم من اللطف بمكان وفيهم شقاوة فيما بينهم ..*
وعجائب الله في خلقه لا تفنى .. فالدروس لا تكمن في أفعال البشر فحسب..*
بل هي ظاهرة للمتأمل في البشر والشجر والحيوان والحجر .. متى ما رآها وتأملها ..*
فيستشف منها ما يعلق بذهنه ويقوم أخلاقه ..*
وكم من درس أخذته من غير البشر بقي معي لا يفارق ذهني حالا وحاضرا ومنها ما أنقله لكم اليوم ..*
هذه القطة (( الأم )) أتعجب لمدى مراعاتها لأبنائها .. لا تفارقهم .. وتحميهم ..*
مما فطره الله فيها ..*
و لربما علق أحد أبنائها بثديها وهي تسير في وسط الطريق فتهوي محلها ولا تتحرك حتى إني لأسمع صوتها حين تسقط على الأرض سقوطا مؤلما .. حتى يفرغ هذا الابن*
من الرضاع .. !! وكان الأحرى أن ينتظرها حتى تتخذ مكانا مناسبا .. ثم إذا بدأ يرضع منها دنت بحنانها*
الذي وضعه الله فيها فلعقت بلسانها الرطب ابنها حتى تزيل عنه بأكرم ما فيها أدنس ما فيه ..*
وهذه هي الأم من البشر أليست تغسل عن صغيرها أذاه وتمسح عنه ما علق به !!*
و والله كم يستوقفني منها .. أني أجدها على جوع لا يحتمل .. !! فأضع لها الطعام فتجري جريا شديدا*
لتدرك الطعام ليسبقها عليها الأبناء .. الثلاثة .. و لربما اجتمعوا على الصحن ..*
فو الله لا تنهر أحدا ولا تضرب أحدا منهم .. فكأنها هي التي تأكل إذا شبعوا ..*
والأعجب من ذلك ربما التقمت جائعة لقمة .. فيقفز عليها أحد أبنائها فيأخذها من وسط فمها ..*
وقد ذاقت الطعام وأحست بلذته .. فينتزعها هذا الابن من وسط فمها .. فتتركها له على شدة جوعها .. !*
فهذه قطة وهي غير مكلفة ولا عقل لها تحنو على أبنائها بهذه الصورة فكيف بالأم الحنون التي ملئت عقلا*
وإدراكا ..*
ولم نصل للدرس العظيم .. في مقالي هذا :*
وأنا عائد يوماً لأجد هذه القطط أمام بيتي*
الثلاثة مع أمهم ..*
فوقفت على مشهد أثر في .. وكان والوقت صباحا
حينها ..*
حيث تسكن القطط فيه عادة وتنام فيه كما هو الحال فيما أراه منهم ومن مثيلاتهم ..*
فوجدت الأم المسكينة قد نامت بجوار أبنائها ..
وهم نائمون في حظنها ..*
إلا واحدا .. فعل ما أثر في ذهني كثيرا ..*
لما وضعت الأم رأسها على يدها وغفت ..
من تعب ظاهر ..*
قام أحد الأبناء والتف من خلف والدته ..
ثم علا رأسها ..*
ونظر لي .. إيذانا بدرس تربوي إيماني لا ينسى .. !!*
ففتح فمه الصغير .. ولكم أن تتخيلوا المنظر وبدأ يمر بلسانه الرطب الصغير الوردي*
على رأس أمه الأبيض .. برا بها ربما .. ربما وفاء للجميل .. ربما لأمر خاص به ..*
يلعق رأس والدته .. يزيل عن رأسها الكبير .. الأذى بلسانه الصغير ..*
ولا يزال فترة ليست قصيرة على هذه الحال*
فعجبت أهكذا كان فعل الحيوان ؟ وقد استقذر فعل هذا الإنسان ؟!*
حينما نقرأ عن رجل يرض رأس والدته بين حجرين !!*
حتى فارقت الدنيا !*
وحينما نسمع عن صفعة حارقة من يمين شلت*
على خد أمه الرقيق .. !*
أو سباب وشتائم ؟؟ وقذف في دار الإيواء ..*
والبعض لا يفرق بين في الخطاب بين ابنه الصغير وبين والدته*
فالتقريع واحد و لربما نصح والدته كما ينصح ابنته ..*
فيرفع صوته ويزيد في حدة عباراته ..*
هي رسالة في هذا اليوم ..*
من ( حيوان أليف ) – لا يعقل من حياته – إلا بطنه وشهوته :*
أو قل – بعبارة أجمل – نصيحة من غير العاقل إلى
العاقل :*
بأن نعيد النظر في آبائنا وأمهاتنا .. يا من أدخلت عليهم الحزن ..*
أدخل عليهم السرور .. والابتسامة ..*
قد يكون تصرف منك أو منك أختي تجاههما سببا في عدم صلاح حالك أو فساد أولادك أو كساد تجارتك ..*
برهما سعادة .. ودعائهما فلاح .. وبشر كل من أسقط لهما دمعا بدموع لا تنضب ..*
والله إني لأعرف من صفع والده صفعة فلما مات أبوه .. عاش في عناء ومرض حتى رق له الحجر والشجر فضلا عن البشر ..*
من فقر وتعس وعقوق ..*
الله وحده المستعان ..*
قال الله تعالى: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً "*
وهذه وصية من حبيبك صلى الله عليه وسلم :- (( ففيهما فجاهد ))*
إضاءة :*
تعرف على قبس من قبسات البر الصحابي الجليل ( حارثة بن النعمان ) رضي الله عنه وهو الذي رد عليه جبريل السلام كما في الحديث الصحيح ومن عجيب قصصه : عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت، فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلك البر " وكان أبر الناس بأمه.*
وإسناده صحيح، وصححه الحاكم: 3 / 208، ووافقه الذهبي.*
قطة صغيرة فعلت ما لم يفعله الكثير من البشر
( استوقفني كثيرا ) !!
المؤمن كالغيث.
خرجت لأجد أمام الدار قطة كبيرة أنثى وثلاثة من أبنائها يحومون حولها ومعها*
وهم من اللطف بمكان وفيهم شقاوة فيما بينهم ..*
وعجائب الله في خلقه لا تفنى .. فالدروس لا تكمن في أفعال البشر فحسب..*
بل هي ظاهرة للمتأمل في البشر والشجر والحيوان والحجر .. متى ما رآها وتأملها ..*
فيستشف منها ما يعلق بذهنه ويقوم أخلاقه ..*
وكم من درس أخذته من غير البشر بقي معي لا يفارق ذهني حالا وحاضرا ومنها ما أنقله لكم اليوم ..*
هذه القطة (( الأم )) أتعجب لمدى مراعاتها لأبنائها .. لا تفارقهم .. وتحميهم ..*
مما فطره الله فيها ..*
و لربما علق أحد أبنائها بثديها وهي تسير في وسط الطريق فتهوي محلها ولا تتحرك حتى إني لأسمع صوتها حين تسقط على الأرض سقوطا مؤلما .. حتى يفرغ هذا الابن*
من الرضاع .. !! وكان الأحرى أن ينتظرها حتى تتخذ مكانا مناسبا .. ثم إذا بدأ يرضع منها دنت بحنانها*
الذي وضعه الله فيها فلعقت بلسانها الرطب ابنها حتى تزيل عنه بأكرم ما فيها أدنس ما فيه ..*
وهذه هي الأم من البشر أليست تغسل عن صغيرها أذاه وتمسح عنه ما علق به !!*
و والله كم يستوقفني منها .. أني أجدها على جوع لا يحتمل .. !! فأضع لها الطعام فتجري جريا شديدا*
لتدرك الطعام ليسبقها عليها الأبناء .. الثلاثة .. و لربما اجتمعوا على الصحن ..*
فو الله لا تنهر أحدا ولا تضرب أحدا منهم .. فكأنها هي التي تأكل إذا شبعوا ..*
والأعجب من ذلك ربما التقمت جائعة لقمة .. فيقفز عليها أحد أبنائها فيأخذها من وسط فمها ..*
وقد ذاقت الطعام وأحست بلذته .. فينتزعها هذا الابن من وسط فمها .. فتتركها له على شدة جوعها .. !*
فهذه قطة وهي غير مكلفة ولا عقل لها تحنو على أبنائها بهذه الصورة فكيف بالأم الحنون التي ملئت عقلا*
وإدراكا ..*
ولم نصل للدرس العظيم .. في مقالي هذا :*
وأنا عائد يوماً لأجد هذه القطط أمام بيتي*
الثلاثة مع أمهم ..*
فوقفت على مشهد أثر في .. وكان والوقت صباحا
حينها ..*
حيث تسكن القطط فيه عادة وتنام فيه كما هو الحال فيما أراه منهم ومن مثيلاتهم ..*
فوجدت الأم المسكينة قد نامت بجوار أبنائها ..
وهم نائمون في حظنها ..*
إلا واحدا .. فعل ما أثر في ذهني كثيرا ..*
لما وضعت الأم رأسها على يدها وغفت ..
من تعب ظاهر ..*
قام أحد الأبناء والتف من خلف والدته ..
ثم علا رأسها ..*
ونظر لي .. إيذانا بدرس تربوي إيماني لا ينسى .. !!*
ففتح فمه الصغير .. ولكم أن تتخيلوا المنظر وبدأ يمر بلسانه الرطب الصغير الوردي*
على رأس أمه الأبيض .. برا بها ربما .. ربما وفاء للجميل .. ربما لأمر خاص به ..*
يلعق رأس والدته .. يزيل عن رأسها الكبير .. الأذى بلسانه الصغير ..*
ولا يزال فترة ليست قصيرة على هذه الحال*
فعجبت أهكذا كان فعل الحيوان ؟ وقد استقذر فعل هذا الإنسان ؟!*
حينما نقرأ عن رجل يرض رأس والدته بين حجرين !!*
حتى فارقت الدنيا !*
وحينما نسمع عن صفعة حارقة من يمين شلت*
على خد أمه الرقيق .. !*
أو سباب وشتائم ؟؟ وقذف في دار الإيواء ..*
والبعض لا يفرق بين في الخطاب بين ابنه الصغير وبين والدته*
فالتقريع واحد و لربما نصح والدته كما ينصح ابنته ..*
فيرفع صوته ويزيد في حدة عباراته ..*
هي رسالة في هذا اليوم ..*
من ( حيوان أليف ) – لا يعقل من حياته – إلا بطنه وشهوته :*
أو قل – بعبارة أجمل – نصيحة من غير العاقل إلى
العاقل :*
بأن نعيد النظر في آبائنا وأمهاتنا .. يا من أدخلت عليهم الحزن ..*
أدخل عليهم السرور .. والابتسامة ..*
قد يكون تصرف منك أو منك أختي تجاههما سببا في عدم صلاح حالك أو فساد أولادك أو كساد تجارتك ..*
برهما سعادة .. ودعائهما فلاح .. وبشر كل من أسقط لهما دمعا بدموع لا تنضب ..*
والله إني لأعرف من صفع والده صفعة فلما مات أبوه .. عاش في عناء ومرض حتى رق له الحجر والشجر فضلا عن البشر ..*
من فقر وتعس وعقوق ..*
الله وحده المستعان ..*
قال الله تعالى: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً "*
وهذه وصية من حبيبك صلى الله عليه وسلم :- (( ففيهما فجاهد ))*
إضاءة :*
تعرف على قبس من قبسات البر الصحابي الجليل ( حارثة بن النعمان ) رضي الله عنه وهو الذي رد عليه جبريل السلام كما في الحديث الصحيح ومن عجيب قصصه : عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت، فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلك البر " وكان أبر الناس بأمه.*
وإسناده صحيح، وصححه الحاكم: 3 / 208، ووافقه الذهبي.*