مستريح البال
04-14-2022, 06:43 AM
في الماضي
كان الاقتراب من هاتف المنزل محظوراً و ممنوعاً إلا على الوالدين ... و إذا رنّ الهاتف تتعالى أصواتهم بالأمر من بعيد : "لا حدا يرد" ... فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق و الحياء ، و كان اقتراب البنات منه يمثل خروجهن في الشارع دون رفيق ...
في الماضي
كان أقصى ما يمكن أن يشاهده الصغار في التلفزيون ..."افتح يا سمسم .. و "الكابتن ماجد"... و "زينة و نحول"...
في الماضي
كان الأب عملاقاً كبيراً ... نظرة من عينه تخرسنا ... و ضحكته تطلق أعياداً في البيت ... و صوت خطواته القادمة إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ من عميق السبات ..
في الماضي
كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات ... قريبة لدرجة أننا نمشي إليها كل صباح ... و نعود منها كل ظهيرة .. ما احتجنا يوماً إلى باصات مكيّفة و لا خشينا على أنفسنا و نحن نتجول في الشوارع .
في الماضي
لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق .. و لم نعرفها في أرضيات البيوت ... و لم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون ... و ما احتجنا لسائل معقم ندهن به يدينا كل ساعتين ... و لكننا لم نمرض ...
في الماضي
كانت للأم سُلطة ... و للمعلم سُلطة ... و للمسطرة الخشبية الطويلة ... سُلطة ... نبلع ريقنا أمامها ... و هي ... و إن كانت تؤلمنا ... لكنها جعلتنا نحفظ جدول الضرب ... و أصول القراءة ... و كتابة الخط العربي ... و نحن لم نتعدّ التاسعة من العمر بعد ...
في الماضي
كان ابن الجيران يطرقُ الباب و يقول : إمي بتسلم عليكِم و بتقول ... عندكم بصل ... بندورة .... بيض ... خبز ...
إخوان في الجوار ... و الجدار ، و حتى في اللقمة ...
في الماضي
كانت أبواب البيوت مشرّعة للجيران ، و الترحيب يُسمعُ من أقصى مكان ... و كنا نتبادل أطباق الطعام ... و الآن نتبادل الشكوك و سوء الظن !!
والآن عرفتم .. من هم الطيبون اللي راحووا ...؟؟
*إنها الحضارة ...!!!*
*ألبستنا أرقى أنواع الملابس .. و عرتّنا من القيم الإنسانية ...!!!*
*وراحوا الطيّبين ... !!!*
كان الاقتراب من هاتف المنزل محظوراً و ممنوعاً إلا على الوالدين ... و إذا رنّ الهاتف تتعالى أصواتهم بالأمر من بعيد : "لا حدا يرد" ... فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق و الحياء ، و كان اقتراب البنات منه يمثل خروجهن في الشارع دون رفيق ...
في الماضي
كان أقصى ما يمكن أن يشاهده الصغار في التلفزيون ..."افتح يا سمسم .. و "الكابتن ماجد"... و "زينة و نحول"...
في الماضي
كان الأب عملاقاً كبيراً ... نظرة من عينه تخرسنا ... و ضحكته تطلق أعياداً في البيت ... و صوت خطواته القادمة إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ من عميق السبات ..
في الماضي
كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات ... قريبة لدرجة أننا نمشي إليها كل صباح ... و نعود منها كل ظهيرة .. ما احتجنا يوماً إلى باصات مكيّفة و لا خشينا على أنفسنا و نحن نتجول في الشوارع .
في الماضي
لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق .. و لم نعرفها في أرضيات البيوت ... و لم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون ... و ما احتجنا لسائل معقم ندهن به يدينا كل ساعتين ... و لكننا لم نمرض ...
في الماضي
كانت للأم سُلطة ... و للمعلم سُلطة ... و للمسطرة الخشبية الطويلة ... سُلطة ... نبلع ريقنا أمامها ... و هي ... و إن كانت تؤلمنا ... لكنها جعلتنا نحفظ جدول الضرب ... و أصول القراءة ... و كتابة الخط العربي ... و نحن لم نتعدّ التاسعة من العمر بعد ...
في الماضي
كان ابن الجيران يطرقُ الباب و يقول : إمي بتسلم عليكِم و بتقول ... عندكم بصل ... بندورة .... بيض ... خبز ...
إخوان في الجوار ... و الجدار ، و حتى في اللقمة ...
في الماضي
كانت أبواب البيوت مشرّعة للجيران ، و الترحيب يُسمعُ من أقصى مكان ... و كنا نتبادل أطباق الطعام ... و الآن نتبادل الشكوك و سوء الظن !!
والآن عرفتم .. من هم الطيبون اللي راحووا ...؟؟
*إنها الحضارة ...!!!*
*ألبستنا أرقى أنواع الملابس .. و عرتّنا من القيم الإنسانية ...!!!*
*وراحوا الطيّبين ... !!!*