انثى برائحة الورد
05-09-2022, 02:27 PM
كان سيدنا عمر بن عبد العزيز – الخليفة الأموي الراشد – أكبر حاكم في عصره ، يحكم الشام ومصر والعراق ، والجزيرة العربية وإفريقية الشمالية الغربية وإيران وخراسان ، ووصلت مملكته إلى حدود الهند .
لما استخلف خرج من ماله وعقاره ، ورده إلى مال المسلمين ، ووضع حلي زوجته في بيت المال ، وبلغ من الزهد والشظف في الحياة ، والتقشف في المعيشة مبلغا يعجز عنه الزهاد فضلا عن الملوك والأمراء .
كان يتأخر في بعض الأحيان عن الخروج إلى صلاة الجمعة انتظارا لقميصه أن يجف ، وكانت نفقته اليومية لا تزيد على درهمين ، وكان يتورع عن تسخين الماء على مطبخ العامة .
كان يطفئ الشمعة التي زيتها من بيت المال إذا شغله أحد بالسؤال عن شخصه ، فقال : كيف أنت يا أمير المؤمنين وكيف عيالك ؟ أطفأ الشمعة وطلب شمعة يملكها ، أو رد على سؤال صديقه في الظلام .
دخل مرة في بيته ليزور أهله ويحييهم ، فرأى أن كل بنت من بناته إذا واجهته وحدثها ، تضع يدها على وجهها وتحدثه ، فسأل عن السبب في ذلك ، فاعتذرت إليه وحدثته أنها ما وجدت في البيت ما تأكله إلا عدسا وبصلا ، فهي تخاف أن تصل إليه رائحتها ، فقال :
يا بناتي ما ينفعكن أن تعشين الألوان ويمر بأبيكن إلى النار ؟ فسكتن ورضين بهذه الحياة الزاهدة المتقشفة وأبوهن أكبر حاكم في ذلك الزمان ، يتنعم عماله وكثير من أهل بلاده بالأطعمة اللذيذة والأقمشة الجميلة الغالية ، والحياة الرخية الناعمة .
ولم يكن تورعه مقتصرا على ذاته بل كانت سياسة عامة ، كان يطلب من رجال دولته وعماله أن يكونوا متورعين أشحة على أنفسهم أسخياء على المسلمين ، يعتقد أن الدرهم دم فلا يجوز أن يجري في غير عروقهم ، ولا يرى أن يضيع في الكماليات والشكليات .
طلب منه أحد عماله قراطيس يكتب عليها في مصالح ولايته فأجاب : ” إذا جاءك كتابي هذا فأرق القلم ، واجمع الخط ، واجمع الحوائج الكثيرة في الصحيفة الواحدة ، فإنه لا حاجة للمسلمين في فضل قول أضر ببيت مالهم ، والسلام عليكم ” .
وشكا إليه أحد العمال ما أصاب بيت المال من نقص وخسارة ، لسبب إسقاط الجزية عن الذين كانوا يسلمون – فإنه لا جزية على المسلمين – فأجاب :
” إن الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام ولم يبعثه جابيا ” .
لما استخلف خرج من ماله وعقاره ، ورده إلى مال المسلمين ، ووضع حلي زوجته في بيت المال ، وبلغ من الزهد والشظف في الحياة ، والتقشف في المعيشة مبلغا يعجز عنه الزهاد فضلا عن الملوك والأمراء .
كان يتأخر في بعض الأحيان عن الخروج إلى صلاة الجمعة انتظارا لقميصه أن يجف ، وكانت نفقته اليومية لا تزيد على درهمين ، وكان يتورع عن تسخين الماء على مطبخ العامة .
كان يطفئ الشمعة التي زيتها من بيت المال إذا شغله أحد بالسؤال عن شخصه ، فقال : كيف أنت يا أمير المؤمنين وكيف عيالك ؟ أطفأ الشمعة وطلب شمعة يملكها ، أو رد على سؤال صديقه في الظلام .
دخل مرة في بيته ليزور أهله ويحييهم ، فرأى أن كل بنت من بناته إذا واجهته وحدثها ، تضع يدها على وجهها وتحدثه ، فسأل عن السبب في ذلك ، فاعتذرت إليه وحدثته أنها ما وجدت في البيت ما تأكله إلا عدسا وبصلا ، فهي تخاف أن تصل إليه رائحتها ، فقال :
يا بناتي ما ينفعكن أن تعشين الألوان ويمر بأبيكن إلى النار ؟ فسكتن ورضين بهذه الحياة الزاهدة المتقشفة وأبوهن أكبر حاكم في ذلك الزمان ، يتنعم عماله وكثير من أهل بلاده بالأطعمة اللذيذة والأقمشة الجميلة الغالية ، والحياة الرخية الناعمة .
ولم يكن تورعه مقتصرا على ذاته بل كانت سياسة عامة ، كان يطلب من رجال دولته وعماله أن يكونوا متورعين أشحة على أنفسهم أسخياء على المسلمين ، يعتقد أن الدرهم دم فلا يجوز أن يجري في غير عروقهم ، ولا يرى أن يضيع في الكماليات والشكليات .
طلب منه أحد عماله قراطيس يكتب عليها في مصالح ولايته فأجاب : ” إذا جاءك كتابي هذا فأرق القلم ، واجمع الخط ، واجمع الحوائج الكثيرة في الصحيفة الواحدة ، فإنه لا حاجة للمسلمين في فضل قول أضر ببيت مالهم ، والسلام عليكم ” .
وشكا إليه أحد العمال ما أصاب بيت المال من نقص وخسارة ، لسبب إسقاط الجزية عن الذين كانوا يسلمون – فإنه لا جزية على المسلمين – فأجاب :
” إن الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام ولم يبعثه جابيا ” .