تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خولة بنت ثعلبة.. المرأة التي سمع الله شكواها وأنزل فيها سورة «المجادلة»


مستريح البال
09-05-2022, 05:14 PM
ليست صحابية عادية ولكنها امرأة حرة صاحبة
نسب رفيع فهى خـولـة بنت ثعلبة
بن أصرم بن ثعلبة بن غنم بن عوف،
عرفت منذ صغرها بالفصاحة والبلاغة والجمال؛
لذا فبمجرد أن بلغت مبلغ النساء التف عليها الخطاب
أملا فى الفوز بها حتى تزوجت من ابن عمها الصحابى
أوس بن الصامت وهو ممن شهد غزوتى بدر
وأحد كما كان رفيقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام
فى أغلب غزواته وأنجبت خولـة من أوس ولدها الربيع بن أوس،
وكانت زوجة محبة لزوجها رغم فارق السن الكبير
بينهما ورغم ما عرف عنه من شدة الطباع وغلظة القلب،
إلا أنها كانت تحبه وتطيعه فى غير معصية،
وكانت نموذجا للزوجة المسلمة المؤمنة البارة بزوجها،
تحسن إليه وتحنو عليه وتجود
عليه بالكثير من مالها ولا تدخر
وسعا فى إسعاده وإدخال السرور عليه

خلاف كبير حدث بين خولة وأوس
ولكنه لم يمر فى تلك المرة مثلما كان يحدث من قبل،
وذلك بسبب اندفاع أوس وانفعاله على زوجته
وفقدانه السيطرة على نفسه فقال لها:
أنت على كظهر أمي، وهو قسم يحرم المرأة
على زوجها فتصبح به مثل أمه وأخته،
وخرج أوس وهو فى غمرة انفعاله
وعندما هدأ وعاد تصور أن الخلاف سيمر
كما مر ما قبله، ولكن فى تلك المرة
لم تمرر خولة القسم ورفضت اقتراب زوجها
منها وقالت له: "والله لقد تكلمت بكلام عظيم
ما أدرى مبلغه"، وأشارت أنها بقسمه
هذا أصبحت محرمة عليه وقررت أن تعرض
أمرها على رسول الله عليه الصلاة والسلام،
وذهبت إليه وحكت له قصتها ورغم محبتها
لزوجها وخوفها عليه إلا أنها لم تشتكى
للحبيب المصطفى فقط من قسمه عليها،
وإنما من سوء خلقه وغلظة طباعه
وصعوبة عشرته، وروت له أنه أقسم
عليها أن تكون عليه كظهر أمه ثم خرج
لقومه ساعة، وعاد يريدها لنفسه،
وأنها أقسمت بالذي نفس خولة بيده
أن تعرض الأمر على رسول الله،
وروت للنبى أنه عندما أرادها غلبته
بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف
ثم خرجت لتشتكى، وقالت:
"أنا لى منه أبناء إن تركتهم ضاعوا
وإن أبقيتهم معى جاعوا" فأجابها رسول الله:
"يا خولة ابن عمك شيخ كبير
فاتقى الله فيه".

خولة بنت ثعلبة صاحبة فضل ممتد على سائر
المسلمين من الرجال والنساء حيث جعلها الله
سبحانه وتعالى أن تكون سببا فى حكم
شرعى غاية فى الأهمية للنساء والرجال
الذين يتسرعون تحت تأثير الغضب والانفعال
بالوقوع فى قول يظلم المرأة؛ لذا بعدما
سمعها الله سبحانه وتعالى وهى تشتكى
لرسول الله عليه الصلاة والسلام من قسم
زوجها وسوء عشرته، وكان النبى فى بيت سيدتنا عائشة،
وبعدما نصحها النبى بتقوى الله فى زوجها
وقبل أن تبرح خولة مكانها نزل الوحى
على رسول الله عليه الصلاة والسلام
من السماء وقال لها:
"يا خولة قد أنزل الله فيك قرأنا"،
ثم قرأ عليها قول الله تعالى..
بسم الله الرحمن الرحيم
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا
هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي
وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا
وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ
لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا
ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ
مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)
صدق الله العظيم،
وقد نزلت هذه الآيات الكريمة فى خولة
وزوجها أوس فأبطلت آفة الظهار
وأنهت عبارة "أنت على كظهر أمي"
والتى كانت سببا فى إنهاء الزواج وإفساد
مشاعر المحبة والمودة والرحمة بين الزوجين
وفتحت لمن يقع فى هذا الخطأ مخرجا
وتدرجت فى فرض سبيل العلاج من عتق الرقبة
إلى صيام شهرين متتابعين إلى إطعام ستين
مسكيناً حسب قدرة الزوج.

بعدما استمعت خولة لأمر الله عز وجل
وحكمه فى خلافها مع زوجها قالت:
"يا رسول الله ما عنده ما يعتق به
فهو رجل فقير"، فقال عليه الصلاة والسلام:
"فليصم شهرين متتابعين" فقالت: له إنه
شيخ كبير لا طاقة له على الصوم، فأجابها
المصطفى صلي الله عليه وسلم: فليطعم
ستين مسكينا، فقالت: يا رسول الله ما ذاك عنده،
فقال لها: إنا سنعينك بعزق من تمر، فقالت
وأنا سأعينه بعزق آخر، فقال عليه الصلاة والسلام:
قد أصبت وأحسنت فاذهبى وتصدقى به عنه،
استوصى بابن عمك خيراً.
وهكذا أنزل الله فى خولة ولكل نساء المسلمين
نصا قرآنيا خالدا قضى به على آفة كانت سائدة
فى المجتمع العربى الجاهلى قبل الإسلام
وفى بداياته الأولى وهى آفة الظهار التى
نتجت عن تحكم الرجل فى المرأة واستبداده
بها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت
وكانت هذه الآفة سببا فى خراب البيوت
وترمل النساء وأزواجهن على قيد الحياة
كما ضربت الصحابية خولة بنت ثعلبة
من خلال قصتها مع زوجها القدوة والمثل
فى كيفية احترام الزوج فهى رغم شكواها
من سوء معاملته إلا أنها كانت تحسن
عشرته وتعطيه من مالها ولا تقصر فى حقه
وقد كانت خولة ذات مكانة عالية بين
الصحابة الكرام لما هو معروف عنها
من صدق وكرم وشجاعة.

نهيان
09-06-2022, 08:47 PM
جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

مستريح البال
09-06-2022, 10:29 PM
جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك





اللهم آمين
ولك بالمثل أضعاف مضاعفة
شكرا لك على هذا المرور الجميل
اسعدني تواجدك في المتصفح
لـ روحك عطر الياسمين

شايان
09-11-2022, 02:42 PM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً
ونفع بك المسلمين

انثى برائحة الورد
09-12-2022, 01:48 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/12887433251.gif

منصور
10-09-2022, 07:58 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائماً
وأن يجمعنا الله وأياكم
على الود والإخاء والمحبة
تحياتي لك