عطر الزنبق
10-04-2022, 01:12 PM
الظلم إجرام.
الظلم هو المعنى الجوهري لمفهوم الجريمة، طبعًا لا أقصد كلمة جريمة التي تعبر عندكم عما يخالف القانون البشري القاصر وعليه عقوبة؛ وإنما أقصد الجريمة التي هي كل ما يخالف الفِطرة السويَّة، ويعاقب عليه الضمير، نعم، أقصد بالجريمة كل مخالفة لأوامر مَن خلَقَك ورزَقَك.
يا سادة، ليس هناك أكثر إجرامًا ممن يَعبُدُ غيرَ خالقه، ويشكر غيرَ رازقه، ويخاف من غير العالم به والقادر عليه؛ إذ إن ذلك إجرامٌ في ذاته للمخالفة، وإجرامٌ في سببه؛ لأنه يعبِّر عن عدم قَدْرِ الله حقَّ قدره، وإجرام في فعله؛ إذ إنك ترتَكِبُه بنعم الله في إغضاب الله.
• والظلم متفاوت في درجاته تفاوتَ الجريمة في مراتبها، فليس الكفر كما المعصية، وليس الشرك الأعظم بإشراك غير الله في العبادة، كما الشرك الأصغر برياءِ الناس وعُجْبِ النفس، وإن كان كل ما سبق ظلمًا بيِّنًا، ولكنها درجات.
الظلم درجات، والجريمة درجات، والعقوبة درجات، كما العدل درجات، والصواب درجات، والثواب درجات.
• والظلم متنوِّع في وسيلة إتيانه تنوُّعَ جوارحِ الإنسان، فلكل جارحة ظلمُها متمثِّلاً في تعدِّيها لحرمات الله، أو تكاسُلِها عن أمر الله، فالسعي بقَدَمِك في حرام هو ظلم، وأيضًا تكاسلها عن القيام بواجب كالصلاة هو ظلم.
• والظلم يكون بحقِّ ثلاث لا رابع لهم: الله، والنفس، والغير.
فأنت بالشرك والكفر والمعصية الذين هم نواتج عدم قَدْرِ الله حقَّ قدره ترتكب ظلمًا في حق الله، غير أن الله حاشاه أن يضره فعلُك.
وعن الظلم الأول يكون الثاني: بأن تظلِمَ نفسَك فتتبع هواها فيما خالف أمر الله؛ فتُهلِكها من حيث أطعتَها.
وعن الظلم الأول الذي هو بحق الله، والثاني الذي هو بحق نفسك، ينتجُ الثالث الذي هو بحق غيرك من الناس: بأن تهضِمَ حقوقَهم، أو تؤذيَهم في غيابهم أو حضورهم، والذين حتمًا سيقتصُّون منك في الدنيا، بردِّ ظلمك، أو في الآخرة بالغرف من حسناتك عوضًا لهم.
• وللظلم عواقب وخيمة في الدنيا بملاقاة الكرب والتعاسة، ومطاردة الهلاك لك؛ فأنت حينما تبدأ في الظلم تدخلُ في مرحلة الإملاء التي لا يعلم مدتَها إلا الله: ((إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلتْه))، وإن شِئْتَ فاقرأ في سورة الأنعام: ؟ هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 47]، وفي سورة القصص:
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص: 59].
وعواقب أشد ألـمًا في الآخرة، يكون ألمها على قدر ظلمك بحق الله، أو بحق نفسك، أو غيرك.
وفي آية: ؟ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
[الأنعام: 135] ما يكفي لبيان خسارة الظالمين.
واقرأ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء: 227]،
ومن أصدق من الله قيلاً؟!
وعواقب الظلم اللعينة لا تَطولُ الظالمَ فقط، بل تمتد لتشمَلَ كلَّ من ساعده، أو داهنه، فالنهي في سورة هود جاء بالزجر تهديدًا بالعاقبة لمن ركن وداهَن الظالمين:
وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
[هود: 113]، وفي سورة القصص جاء النهي على صورة دعاء نبي الله موسى:
رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ
[القصص: 17]، وما الإجرام والظلم إلا وجهان لعملة واحدة.
يا بن آدم، إذا استطعت أن تخرج من هذه الدنيا وما ارتكبتَ ظلمًا، فافعل؛ فوالله ذاك هو النجاة..
الظلم هو المعنى الجوهري لمفهوم الجريمة، طبعًا لا أقصد كلمة جريمة التي تعبر عندكم عما يخالف القانون البشري القاصر وعليه عقوبة؛ وإنما أقصد الجريمة التي هي كل ما يخالف الفِطرة السويَّة، ويعاقب عليه الضمير، نعم، أقصد بالجريمة كل مخالفة لأوامر مَن خلَقَك ورزَقَك.
يا سادة، ليس هناك أكثر إجرامًا ممن يَعبُدُ غيرَ خالقه، ويشكر غيرَ رازقه، ويخاف من غير العالم به والقادر عليه؛ إذ إن ذلك إجرامٌ في ذاته للمخالفة، وإجرامٌ في سببه؛ لأنه يعبِّر عن عدم قَدْرِ الله حقَّ قدره، وإجرام في فعله؛ إذ إنك ترتَكِبُه بنعم الله في إغضاب الله.
• والظلم متفاوت في درجاته تفاوتَ الجريمة في مراتبها، فليس الكفر كما المعصية، وليس الشرك الأعظم بإشراك غير الله في العبادة، كما الشرك الأصغر برياءِ الناس وعُجْبِ النفس، وإن كان كل ما سبق ظلمًا بيِّنًا، ولكنها درجات.
الظلم درجات، والجريمة درجات، والعقوبة درجات، كما العدل درجات، والصواب درجات، والثواب درجات.
• والظلم متنوِّع في وسيلة إتيانه تنوُّعَ جوارحِ الإنسان، فلكل جارحة ظلمُها متمثِّلاً في تعدِّيها لحرمات الله، أو تكاسُلِها عن أمر الله، فالسعي بقَدَمِك في حرام هو ظلم، وأيضًا تكاسلها عن القيام بواجب كالصلاة هو ظلم.
• والظلم يكون بحقِّ ثلاث لا رابع لهم: الله، والنفس، والغير.
فأنت بالشرك والكفر والمعصية الذين هم نواتج عدم قَدْرِ الله حقَّ قدره ترتكب ظلمًا في حق الله، غير أن الله حاشاه أن يضره فعلُك.
وعن الظلم الأول يكون الثاني: بأن تظلِمَ نفسَك فتتبع هواها فيما خالف أمر الله؛ فتُهلِكها من حيث أطعتَها.
وعن الظلم الأول الذي هو بحق الله، والثاني الذي هو بحق نفسك، ينتجُ الثالث الذي هو بحق غيرك من الناس: بأن تهضِمَ حقوقَهم، أو تؤذيَهم في غيابهم أو حضورهم، والذين حتمًا سيقتصُّون منك في الدنيا، بردِّ ظلمك، أو في الآخرة بالغرف من حسناتك عوضًا لهم.
• وللظلم عواقب وخيمة في الدنيا بملاقاة الكرب والتعاسة، ومطاردة الهلاك لك؛ فأنت حينما تبدأ في الظلم تدخلُ في مرحلة الإملاء التي لا يعلم مدتَها إلا الله: ((إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلتْه))، وإن شِئْتَ فاقرأ في سورة الأنعام: ؟ هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 47]، وفي سورة القصص:
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص: 59].
وعواقب أشد ألـمًا في الآخرة، يكون ألمها على قدر ظلمك بحق الله، أو بحق نفسك، أو غيرك.
وفي آية: ؟ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
[الأنعام: 135] ما يكفي لبيان خسارة الظالمين.
واقرأ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء: 227]،
ومن أصدق من الله قيلاً؟!
وعواقب الظلم اللعينة لا تَطولُ الظالمَ فقط، بل تمتد لتشمَلَ كلَّ من ساعده، أو داهنه، فالنهي في سورة هود جاء بالزجر تهديدًا بالعاقبة لمن ركن وداهَن الظالمين:
وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
[هود: 113]، وفي سورة القصص جاء النهي على صورة دعاء نبي الله موسى:
رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ
[القصص: 17]، وما الإجرام والظلم إلا وجهان لعملة واحدة.
يا بن آدم، إذا استطعت أن تخرج من هذه الدنيا وما ارتكبتَ ظلمًا، فافعل؛ فوالله ذاك هو النجاة..