عطر الزنبق
01-08-2023, 12:38 AM
شرح حديث ابن مسعود:
"يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام".
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملَكٍ يجرُّونها))؛ رواه مسلم.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أهوَنَ أهلِ النار عذابًا يوم القيامة لَرجلٌ يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهوَنُهم عذابًا))؛ متفق عليه.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حُجزته، ومنهم من تأخذه إلى تَرقُوته)).
((الحجزة)): معقد الإزار تحت السُّرة. و((الترقوة)) بفتح التاء وضم القاف: هي العظم الذي عند ثُغرة النَّحر، وللإنسان تَرقُوتان في جانبي النحر.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقوم الناس لربِّ العالمين حتى يغيب أحدُهم في رَشحِه إلى أنصاف أذنيه))؛ متفق عليه.
((والرشح)): العرَق.
وعن أنس رضي الله عنه قال: خطَبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعتُ مثلَها قط، فقال: ((لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا))، فغطَّى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خَنينٌ. متفق عليه.
وفي رواية: بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيءٌ، فخطب، فقال: ((عُرِضتْ عليَّ الحنة والنار، فلم أرَ كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قيلًا، ولبكيتم كثيرًا))، فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أشد منه، غطَّوا رؤوسهم ولهم خَنين.
((الخنين)) بالخاء المعجمة: هو البكاء مع غنَّة وانتشاق الصوت من الأنف.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلِّف رحمه الله، كلُّها أحاديث تفيد الخوف من يوم القيامة ومن عذاب النار، فذكر أحاديث منها:
أنه يؤتى يوم القيامة بجهنم، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملَك يجرُّونها، وهذا يدلُّ على هول هذه النار - نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين منها، ومن هول ذلك اليوم -؛ لأن الله تعالى جعل سبعين ألف ملَك مع كل زمام من سبعين ألف زمام يجرُّون بها جهنم، والعياذ بالله.
فهذا العدد الكبير من الملائكة يدل على أن الأمر عظيم، والخطر جسيم.
وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أهوَنَ أهل النار عذابًا، من يوضع في قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه، وهو يرى أنه أشد الناس عذابًا، وإنه لَأهوَنُهم؛ لأنه لو رأى غيره، لهان عليه الأمر، وتسلَّى به، ولكنه يرى أنه أشد الناس عذابًا والعياذ بالله، فحينئذٍ يتضجر ويزداد بلاء ومرضًا نفسيًّا والعياذ بالله؛ ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث تحذيرًا لأمَّتِه من عذاب النار.
وذكر أيضًا أن من الناس من تبلُغ النارُ إلى كعبيه، وإلى ركبتيه، وإلى حُجزَتِه.
وذكر أيضًا أن الناس في يوم القيامة يبلُغ العرق منهم إلى الكعبين، وإلى الركبتين، والحَقْوَيْنِ، ومن الناس من يُلجِمُه العرَقُ.
فالأمر خطير، فيجب علينا جمعيًا أن نَحذَرَ من أهوال هذا اليوم، وأن نخاف الله سبحانه وتعالى، فنقوم بما أوجَبَ علينا، وندع ما حرَّم علينا.
نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على ذلك بمنه وكرمه.
المصدر:
«شرح رياض الصالحين» (3/ 295- 298)
"يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام".
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملَكٍ يجرُّونها))؛ رواه مسلم.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أهوَنَ أهلِ النار عذابًا يوم القيامة لَرجلٌ يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهوَنُهم عذابًا))؛ متفق عليه.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حُجزته، ومنهم من تأخذه إلى تَرقُوته)).
((الحجزة)): معقد الإزار تحت السُّرة. و((الترقوة)) بفتح التاء وضم القاف: هي العظم الذي عند ثُغرة النَّحر، وللإنسان تَرقُوتان في جانبي النحر.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقوم الناس لربِّ العالمين حتى يغيب أحدُهم في رَشحِه إلى أنصاف أذنيه))؛ متفق عليه.
((والرشح)): العرَق.
وعن أنس رضي الله عنه قال: خطَبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعتُ مثلَها قط، فقال: ((لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا))، فغطَّى أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خَنينٌ. متفق عليه.
وفي رواية: بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيءٌ، فخطب، فقال: ((عُرِضتْ عليَّ الحنة والنار، فلم أرَ كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قيلًا، ولبكيتم كثيرًا))، فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومٌ أشد منه، غطَّوا رؤوسهم ولهم خَنين.
((الخنين)) بالخاء المعجمة: هو البكاء مع غنَّة وانتشاق الصوت من الأنف.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلِّف رحمه الله، كلُّها أحاديث تفيد الخوف من يوم القيامة ومن عذاب النار، فذكر أحاديث منها:
أنه يؤتى يوم القيامة بجهنم، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملَك يجرُّونها، وهذا يدلُّ على هول هذه النار - نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين منها، ومن هول ذلك اليوم -؛ لأن الله تعالى جعل سبعين ألف ملَك مع كل زمام من سبعين ألف زمام يجرُّون بها جهنم، والعياذ بالله.
فهذا العدد الكبير من الملائكة يدل على أن الأمر عظيم، والخطر جسيم.
وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أهوَنَ أهل النار عذابًا، من يوضع في قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه، وهو يرى أنه أشد الناس عذابًا، وإنه لَأهوَنُهم؛ لأنه لو رأى غيره، لهان عليه الأمر، وتسلَّى به، ولكنه يرى أنه أشد الناس عذابًا والعياذ بالله، فحينئذٍ يتضجر ويزداد بلاء ومرضًا نفسيًّا والعياذ بالله؛ ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث تحذيرًا لأمَّتِه من عذاب النار.
وذكر أيضًا أن من الناس من تبلُغ النارُ إلى كعبيه، وإلى ركبتيه، وإلى حُجزَتِه.
وذكر أيضًا أن الناس في يوم القيامة يبلُغ العرق منهم إلى الكعبين، وإلى الركبتين، والحَقْوَيْنِ، ومن الناس من يُلجِمُه العرَقُ.
فالأمر خطير، فيجب علينا جمعيًا أن نَحذَرَ من أهوال هذا اليوم، وأن نخاف الله سبحانه وتعالى، فنقوم بما أوجَبَ علينا، وندع ما حرَّم علينا.
نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على ذلك بمنه وكرمه.
المصدر:
«شرح رياض الصالحين» (3/ 295- 298)