المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات الايمان باسم الله تعالى الرؤوف


كُـيرازْ
10-12-2023, 05:46 PM
ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:
1- وَصْفُ اللهِ تعالى بالرأفةِ وهي أشدُّ الرَّحمةِ، ومِنْ مظاهرِ تلك الرأفةِ:
أ- أَنَّهُ لا يُضيعُ لِعبادهِ طاعةً أطاعوه بها فلا يُثيبهم عليها: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143]، وقد نزلتْ لِبَيانِ أنَّ مَنْ صلَّى إلى بيتِ المقدسِ قَبْلَ تحويلِ القبلةِ صلاتُهُ تلك لم يَضِعْ أجرُها وثوابُها، وكذا صلاةُ مَنْ مَاتَ قبلَ تحويلِ القبلةِ.

ب- أَنَّهُ حذَّرَنا نفسَه سبحانه وتعالى، وخوَّفَنَا مِن عُقوبتِه وعَذابِه، ونهانا عن معصيَتِهِ، قَبْلَ أَنْ يَلقاهُ العبدُ يومَ القيامةِ، لِيَستعدَّ للقائِهِ، ويَتجنَّبَ سُخطَهُ وغَضبَهُ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

ومِنْ أجْلِ ذلك أرسَلَ رسُلَهُ، وأنْزَل كُتُبَه التي تُبيِّنُ شرعَهُ، لِيُنقِذَ الناسَ مِن ظلماتِ الشرْكِ والجاهليةِ إلى نورِ التوحيدِ والهدايةِ ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 9].

فمِنْ رَحمتِهِ ورأفتِهِ فَعَلَ ذلك.

جـ- أَنَّه يَقْبلُ توباتِ التائبينَ، لا يردُّ عن بابهِ العاصِينَ المنِيبِينَ، مهما كَثُرتْ سيِّئاتُهم، وتَعاظمَتْ خَطيِئاتُهم ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117].

د- تَسخيرُه لما في السماواتِ وما في الأرضِ لَمصْلحةِ الإِنسانِ ومنفعتِهِ، وخَلْقُه الأنعامَ لِيَرْكَبَ على ظهْرِها فتحملَه المسافاتِ الشاسعةَ، هو ومتاعَهُ وزادَهُ، ولولا ذلك لأصابه الجَهْدُ العظيمُ والمشقةُ البالغةُ ﴿ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 7].

وتأمَّلْ هذه الآياتِ التي تَلتْهَا وما فيها من مظاهرِ رأفة (الرؤوفِ الرَّحيمِ).

قال جلَّ شأنُهُ: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ * هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 8 - 18].

2- سمَّى اللُه تعالى رسولَهُ صلى الله عليه وسلم بهذا الاسمِ في قولِهِ: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

ومعنى ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾؛ أي: يَشقُّ عليه الأمرُ الذي يشُقُّ عليكم ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾؛ فيحبُّ لكم الخيرَ، ويَسعى جُهْدَه في إِيصالِهِ إليكم، ويحرصُ على هدايتِكُمْ إلى الإيمانِ، ويَكْرهُ لكم الشَّرَّ، ويَسعى جُهْدَهُ في تنفيرِكُمْ عنه ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾؛ أي: شديدُ الرأفةِ والرَّحمةِ بهم، أرحمُ بهم مِنْ والِدِيهم، ولهذا كان حقُّهُ مقدَّمًا على سائرِ حقوقِ الخَلْقِ، وواجبٌ على الأمَّةِ الإيمانُ به وتعظيمُه وتوقيرُه وتعزيرُه.

وكان مِنْ رأفتِهِ بأمَّتِهِ أَنَّهُ: ما خُيِّر بين أمْرين إلا اختارَ أيسرَهُما ما لم يَكُنْ إثمًا، فإِنْ كان إثمًا كان أَبعدَ النَّاسِ منه، وما انتَقمَ لِنفسِهِ إلا أَنْ تُنتَهكَ حُرمةُ اللهِ عز وجل[16].

وَكان يَدْخلُ في الصَّلاةِ وهو يريدُ أَنْ يُطوِّلَ فيها، فيسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ؛ فَيَتَجوَّزُ في صلاتِهِ كراهيةَ أَنْ يشقَّ على أُمِّهِ[17].

وردة
10-12-2023, 06:22 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك على الطرح الرائع

كُـيرازْ
10-12-2023, 06:37 PM
؛



-لـ حضِوِرْكم رَونْقَ و عَطرَ
اُسعدٌكُمً البارُيُ..

ناطق العبيدي
10-12-2023, 08:00 PM
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
دائما تبهرونا بمواضيعك
التي تفوح منها عطر الابداع والتميز
لك الشكر من كل قلبي

قــْـوت•
10-12-2023, 09:28 PM
_


بارك الله فيك
جزاك الله الجنة
يعطيك العافيه على طرحك القيم
في موازين حسناتك يارب
كل الشكر لك

كُـيرازْ
10-12-2023, 09:38 PM
منورين

مستريح البال
10-13-2023, 12:16 AM
جزاك الله خير الجزاء
رزقك المولى الجنة ونعيمها
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
مودتي لك

انثى برائحة الورد
10-13-2023, 12:13 PM
https://www.eqrae.com/wp-content/uploads/2021/01/1992.gif

نهيان
10-13-2023, 02:05 PM
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتكـ

أميرة بكلمتي
10-17-2023, 09:42 PM
https://i.pinimg.com/550x/37/5b/71/375b71280a826ac6f63d32343d608efd.jpg

عطر الزنبق
11-04-2023, 12:09 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
على ما طرحت من درر
جعلها الله بموازين حسناتك
وأظلك الله يوم لا ظل الا ظله
وأثابك الجنة
حفظك الرحمن