تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكر الموت


مستريح البال
11-29-2023, 05:50 AM
ذكر الموت

ما من شك أن ذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويوقظ القلوب الغافلة، ويقصر العبد أمله في الدنيا، ويحمله على الطاعة والانقياد لأوامر الله تعالى
والغفلة عن ذكر الموت يحمل العبد على الجرأة على الله، فيبارزه بالمعاصي، حتى يقسو قبله قسوة مخيفة لا يفهم بعدها موعظة أو نصيحة، وهنا الخطر.

والعبدالصالح هو الذي ينظر إلى الموت نظرة المعتبر المتذكر لنهايته في هذه الدنيا، فتستقيم جوارحه بطاعة الله تعالى.
قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].
وقال تعالى أيضًا: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 - 100].

وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[1].

وعندما ننصح العبد الصالح بتذكر الموت، فإن ذلك لا يعني أنه يعيش مهموما حزينا طيلة حياته لا يتمتع بما أحل الله تعالى له من الطيبات لا بل ذكر الموت المراد منه جمح الجوارح عن المعاصي وتقييدها بطاعة الله.
وصدق الحسن البصري إذ يقول: إنك - والله - لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا، خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف.

فعلى المسلم المبادرة بالتوبة من الذنوب الماضية والحاضرة، صغيرها وكبيرها، ويتفكر فيما يقربه إلى الله، وينجو به في الدار الآخرة، وليكثر من ذكر الله تعالى، وتجتنب المناهي كلها ويسأل الله الثبات بالقول الثابت حتى الممات.
فبادر متابًا قبل يغلق بابه تطوى على الأعمال صحف التزود
ومثل ورود القبر مهما رأيته ♦♦♦ لنفسك نفاعًا فقدمه تسعد
والخوف من سوء الخاتمة أيضًا يحمل المسلم على المسارعة إلى العمل الصالح، فهو لا يدري بم يختم له
(وقد خذل كثير عند الموت، فمنهم من أتاه الخذلان من أول مرضه، فلم يستدرك قبيحًا مضى، وربما أضاف إليه جور في وصيته، ومنهم من فاجأه الخذلان في ساعة اشتداد الأمر: فمنهم من كفر، ومنهم من تعرض وتسخط، نعوذ بالله من الخذلان.
وهذا معنى سوء الخاتمة، وهو أن يغلب على القلب عند الموت الشك أو الجحود، فتقبض النفس على تلك الحالة، ودون ذلك أن يتسخط الأقدار)[2].

وسوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه وإنما يكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الذنب، أو إعراض عن الحق، وربما غلبه ذلك، وهو لا يزال يؤمل في الدنيا، حتى ينزل به الموت قبل التوبة وتدارك ما فات.
فمن أراد طريق السلامة فعليه بتقوى الله وإصلاح نفسه والمسارعة بالتوبة والعمل الصالح، فإن العمر قصير، وكل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك.

عطر الزنبق
11-29-2023, 08:22 PM
https://i.pinimg.com/originals/ff/1e/e6/ff1ee65fd3976229c088609977016690.gif

شغف
11-29-2023, 08:59 PM
جزاك الله خير
وجعله بموازين حسناتك

ضي القمر
11-30-2023, 12:04 AM
بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء
وجعل جلبك هذا في موازين اعمالك ونفع بك
دمت بحفظ الله

مستريح البال
11-30-2023, 01:23 AM
شكرا لكم
على مروركم الطيب
دمتم بــسعاادة لاتنتهى

وردة
11-30-2023, 05:42 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك طرح رائع

مستريح البال
12-01-2023, 12:24 AM
شكرا لكم
على مروركم الطيب
دمتم بــسعاادة لاتنتهى

ايسل
12-01-2023, 11:10 AM
جزاكم الله خيرا

نهيان
12-11-2023, 09:43 AM
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتكـ

كُـيرازْ
12-16-2023, 12:50 PM
جزاك الله خير

انثى برائحة الورد
12-19-2023, 02:23 PM
طرح قيم وهادف
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

احمد الحلو
03-07-2024, 12:57 AM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو