انثى برائحة الورد
03-04-2024, 02:58 PM
التَّلذُّذ بالأخذ يشترك فيه مُعظم البَشر ،
لكن التَّلذُّذ بالعَطاء لا يعرِفُه سِوَى العُظَماء
وأصْحَاب الأخْلاق السَّامية السَّامقة
يقول الأستاذ سيِّد قُطب رحمه الله :
( لقد أخَذت في هذه الحَياة كثيراً ، أعنِي : لقَد أعطَيْت ) !! .
أحياناً تصعُب التَّفرقة بَين الأخْذ والعطَاء ، لأنَّهُما يعطِيَان
مدلولاً واحِداً في عَالم الرُّوح !
فِي كُل مرَّه أعطَيْت لقَد أخَذت ، لَستُ أعنِي أنَّ أحداً
قَد أعطَى لِي شيئاً ،إنَّما أعنِي أنَّني أخَذت نَفس الَّذي أعطَيْت ،
لأنَّ فرحَتي بِمَا أعطَيْت لم تَكُن أقَل مِن فَرحة الَّذين أخَذُوا ....
إنَّ بهجَة العطَاء تَفُوق لَذَّة الأخْذ ،
فالأولى رَوحَانِيَّة خَالصَة ، تَتملَّك وجدَانَك وأحاسِيسَك ،
والثَّانية مادِّيَّة بَحتة مَحدُودة الشُّعور .
يقول جورج برنارد شو :( المُتعة الحَقِيقيَّة في الحَياة
تتأتَّى بأن تُصهِر قُوَّتك الذَّاتِيَّة في خِدمَة الآخَرِين ،
بدلاً مِن أنْ تَتحوَّل إلى كَيان أنَانِي يَجْأر بالشَّكوَى
مِن أنَّ العَالم لا يُكَرِّس نَفسه لإسْعَادك ! ).
فَالمرءْ مِنَّا حِينَما يَكُون دَائِم العَطاء ، سَيتمَلَّكُه بَعد فَترة شُعور
بِأنَّه يَسْتَمِد مِن رَبِّ العِزَّة أحَد أسْمَى وأرْوَع صِفَاته
وهِيَ صِفَات ( الجُود والعَطاء والكَرم) ، تلذّذ بالعطاء
ومَا أسْعَد الخَالِق حِينَما يتَمثَّل أحَد خَلْقِه صِفَاته الجَمِيلة الرَّائِعة .
إنَّ أحَد أسْرَار السَّعادة هُوَ أنْ تَكُون صَاحِب يَد عُليَا مِعطَاءَة
فَهِي الأحَب والأقْرَب إلى الله عزَّ وجَل .
هَذِه اليَد المِعطَاءَة هِيَ وَحدَها القَادِرة عَلَى نَقلِك مِن عَالَمِك
المَادِّي الضَّيِّق ، إلَى عَالَم الرُّوح الرَّحب الوَاسِع ،
فالنَّفس تُحِب أنْ تَكنِز وتَجمَع ، وصَعب عَلَيها أنْ تَجُود وتُنفِق
فإِذا مَا علَّمتَها العَطاء والجُود ،
كُنت أحَق النَّاس بِالإرتِقَاء والعُلُو والرِّفعَة فِي الدُّنيا والآخِرَة .
صَعب عَلَى عَقل مَادِّي أنْ يَفهم مُعادَلة العَطاء السَّعيد ،
لِذا لا أجِدْني مُبالِغاً حِينَ أُجزِم أنَّ أصْحَاب اليَد العُليا هُم...
نَسيمُ الحَياة ومَلائِكَة الإنسَانِيَّة .
أصْحَاب اليَد العُليا هُم ... رُوَّاد كُلِّ زَمن ، ورُمُوز كُلِّ عَصر
يَجُودُون بِالمَال إنْ تطَلَّب الأمْر ،
ويُضحُّون بِالنَّفس بِنُفُوسٍ رَاضِية ، ويُقدِّمُون رَاحة غَيرِهِم
عَلَى رَاحَتِهم وهَنائِهِم .تَعرِفُهم بِسِيمَاهُم ، قُلوبٌ هَادِئَة
وَ ابْتِسَامة رَاضِيَة وَاثِقَة .. ونُفوسٌ مُطمَئِنَّة مُستَكِينَة .
هُم أسْعَد أهْلِ الأرْض ، ولَهُم فِي السَّمَاء ذِكرٌ حَسَن .. وأجْرٌ عَظِيم .
إشْرَاقَة ~
لَا تَنسَى وأنْتَ تُعطِي أنْ تُدِير ظَهْرَك عَن مَنْ تُعطِيه
كَي لَا تَرَى حَيَائه عَارِياً أمَامَ عَيْنَيك .
لكن التَّلذُّذ بالعَطاء لا يعرِفُه سِوَى العُظَماء
وأصْحَاب الأخْلاق السَّامية السَّامقة
يقول الأستاذ سيِّد قُطب رحمه الله :
( لقد أخَذت في هذه الحَياة كثيراً ، أعنِي : لقَد أعطَيْت ) !! .
أحياناً تصعُب التَّفرقة بَين الأخْذ والعطَاء ، لأنَّهُما يعطِيَان
مدلولاً واحِداً في عَالم الرُّوح !
فِي كُل مرَّه أعطَيْت لقَد أخَذت ، لَستُ أعنِي أنَّ أحداً
قَد أعطَى لِي شيئاً ،إنَّما أعنِي أنَّني أخَذت نَفس الَّذي أعطَيْت ،
لأنَّ فرحَتي بِمَا أعطَيْت لم تَكُن أقَل مِن فَرحة الَّذين أخَذُوا ....
إنَّ بهجَة العطَاء تَفُوق لَذَّة الأخْذ ،
فالأولى رَوحَانِيَّة خَالصَة ، تَتملَّك وجدَانَك وأحاسِيسَك ،
والثَّانية مادِّيَّة بَحتة مَحدُودة الشُّعور .
يقول جورج برنارد شو :( المُتعة الحَقِيقيَّة في الحَياة
تتأتَّى بأن تُصهِر قُوَّتك الذَّاتِيَّة في خِدمَة الآخَرِين ،
بدلاً مِن أنْ تَتحوَّل إلى كَيان أنَانِي يَجْأر بالشَّكوَى
مِن أنَّ العَالم لا يُكَرِّس نَفسه لإسْعَادك ! ).
فَالمرءْ مِنَّا حِينَما يَكُون دَائِم العَطاء ، سَيتمَلَّكُه بَعد فَترة شُعور
بِأنَّه يَسْتَمِد مِن رَبِّ العِزَّة أحَد أسْمَى وأرْوَع صِفَاته
وهِيَ صِفَات ( الجُود والعَطاء والكَرم) ، تلذّذ بالعطاء
ومَا أسْعَد الخَالِق حِينَما يتَمثَّل أحَد خَلْقِه صِفَاته الجَمِيلة الرَّائِعة .
إنَّ أحَد أسْرَار السَّعادة هُوَ أنْ تَكُون صَاحِب يَد عُليَا مِعطَاءَة
فَهِي الأحَب والأقْرَب إلى الله عزَّ وجَل .
هَذِه اليَد المِعطَاءَة هِيَ وَحدَها القَادِرة عَلَى نَقلِك مِن عَالَمِك
المَادِّي الضَّيِّق ، إلَى عَالَم الرُّوح الرَّحب الوَاسِع ،
فالنَّفس تُحِب أنْ تَكنِز وتَجمَع ، وصَعب عَلَيها أنْ تَجُود وتُنفِق
فإِذا مَا علَّمتَها العَطاء والجُود ،
كُنت أحَق النَّاس بِالإرتِقَاء والعُلُو والرِّفعَة فِي الدُّنيا والآخِرَة .
صَعب عَلَى عَقل مَادِّي أنْ يَفهم مُعادَلة العَطاء السَّعيد ،
لِذا لا أجِدْني مُبالِغاً حِينَ أُجزِم أنَّ أصْحَاب اليَد العُليا هُم...
نَسيمُ الحَياة ومَلائِكَة الإنسَانِيَّة .
أصْحَاب اليَد العُليا هُم ... رُوَّاد كُلِّ زَمن ، ورُمُوز كُلِّ عَصر
يَجُودُون بِالمَال إنْ تطَلَّب الأمْر ،
ويُضحُّون بِالنَّفس بِنُفُوسٍ رَاضِية ، ويُقدِّمُون رَاحة غَيرِهِم
عَلَى رَاحَتِهم وهَنائِهِم .تَعرِفُهم بِسِيمَاهُم ، قُلوبٌ هَادِئَة
وَ ابْتِسَامة رَاضِيَة وَاثِقَة .. ونُفوسٌ مُطمَئِنَّة مُستَكِينَة .
هُم أسْعَد أهْلِ الأرْض ، ولَهُم فِي السَّمَاء ذِكرٌ حَسَن .. وأجْرٌ عَظِيم .
إشْرَاقَة ~
لَا تَنسَى وأنْتَ تُعطِي أنْ تُدِير ظَهْرَك عَن مَنْ تُعطِيه
كَي لَا تَرَى حَيَائه عَارِياً أمَامَ عَيْنَيك .