ناطق العبيدي
05-30-2024, 10:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بينَ أهدابِ عيونٍ لا تُبالي
تَرقُدُ الدّمعةُ خَجلى من سُؤالي
تَرفُضُ البَوْحَ بما ينـتابُها
ثمّ تُخفي الوَجْدَ عنّي وتُغالي
أوَ تُخفي بعضَ ما أفشيتُهُ
يومَ كانتْ بسمتي تُرضي اختيالي؟
***
بينَ دربينِ: قديمٍ قد عفا
وجديدٍ خلْفَ كُثبانِ الرِّمالِ
تجلِسُ النّفْسُ وتَلهو بالثّرى
وهْيَ لا تَعلمُ: ما يَشغَلُ بالي؟
أنذا أرحلُ، لا تدري يدي:
ما الذي تحمِلُ من زادٍ ومالِ؟
والمسافاتُ تعدَّتْ قُدرتي
فتراخيتُ وألقيتُ رِحالي!
***
وإذا بالقُرْبِ منّي وردةٌ
أبصرَتْني فتوارَتْ في الظِّلالِ!
قُلْتُ: يا وردةُ، ماذا قد أتى
بكِ، والشّمسُ استقرَّتْ في الأعالي؟
تـترُكين الماءَ، وهْوَ المُلْتقى،
وتُقيمينَ هنا بينَ الجبالِ!
أنتِ يا وردةُ مِثلي فاخرُجي
فكِلانا راغبٌ في الارتحالِ
***
لمْ تُجِبْ، لكنَّ روحي سمِعَتْ
هَمْسةَ العِطْرِ تُنادي في خيالي
ومضى يومٌ، ودوَّتْ صرخةٌ
خافَ مِنْ رجفتِها بعضُ التِّلالِ
فعرَفْتُ الموتَ في أصدائِها:
وردةٌ قد سئِمَتْ زَيفَ الجَمالِ
ظَمِئتْ، والماءُ مشغوفٌ بها
ثمّ غابتْ في متاهاتِ الزَّوالِ
تبحثُ الكَفَّانِ عن آثارِها
وتَعودانِ بلا أيِّ مَنالِ!
اِختَفتْ، والعينُ ما زالتْ ترى
طيفَها الخافِتَ يمتصُّ الليالي
كيفَ تَذوي؟ ما الذي حلَّ بها؟
فتلاشتْ دونَ أن ترثي لِحالي
***
هلْ تبقّى ليَ إلاّ دمعةٌ
حاوَلَتْ إذلالَ جُرحي بسؤالي:
«أيكونُ الوَردُ سِحراً خادعاً
يُوهِمُ النَّفْسَ بتحقيقِ المُحالِ؟»
قلتُ: «لا، فالوردُ مخدوعٌ بنا،
أوَليسَ المُشتهى في كلِّ بالِ؟»
«وإذا ما غابَ عنّا وَهْجُهُ
مرَّغتْهُ بالـثَّرى كلُّ النـِّعالِ»
«فارقدي يا دمعتي في مُقلةٍ
أبصرَتْ أشواقَها بينَ النِّصالِ»
«ولْنَسِرْ، إنَّ رحيلي غامِضٌ،
لَسْتُ أدري بعدُ: ما يغدو مآلي؟»
***
أنذا أرْحلُ، لا تدري يدي:
ما الّذي أُخفيه في تلك الرِّحالِ
بينَ أهدابِ عيونٍ لا تُبالي
تَرقُدُ الدّمعةُ خَجلى من سُؤالي
تَرفُضُ البَوْحَ بما ينـتابُها
ثمّ تُخفي الوَجْدَ عنّي وتُغالي
أوَ تُخفي بعضَ ما أفشيتُهُ
يومَ كانتْ بسمتي تُرضي اختيالي؟
***
بينَ دربينِ: قديمٍ قد عفا
وجديدٍ خلْفَ كُثبانِ الرِّمالِ
تجلِسُ النّفْسُ وتَلهو بالثّرى
وهْيَ لا تَعلمُ: ما يَشغَلُ بالي؟
أنذا أرحلُ، لا تدري يدي:
ما الذي تحمِلُ من زادٍ ومالِ؟
والمسافاتُ تعدَّتْ قُدرتي
فتراخيتُ وألقيتُ رِحالي!
***
وإذا بالقُرْبِ منّي وردةٌ
أبصرَتْني فتوارَتْ في الظِّلالِ!
قُلْتُ: يا وردةُ، ماذا قد أتى
بكِ، والشّمسُ استقرَّتْ في الأعالي؟
تـترُكين الماءَ، وهْوَ المُلْتقى،
وتُقيمينَ هنا بينَ الجبالِ!
أنتِ يا وردةُ مِثلي فاخرُجي
فكِلانا راغبٌ في الارتحالِ
***
لمْ تُجِبْ، لكنَّ روحي سمِعَتْ
هَمْسةَ العِطْرِ تُنادي في خيالي
ومضى يومٌ، ودوَّتْ صرخةٌ
خافَ مِنْ رجفتِها بعضُ التِّلالِ
فعرَفْتُ الموتَ في أصدائِها:
وردةٌ قد سئِمَتْ زَيفَ الجَمالِ
ظَمِئتْ، والماءُ مشغوفٌ بها
ثمّ غابتْ في متاهاتِ الزَّوالِ
تبحثُ الكَفَّانِ عن آثارِها
وتَعودانِ بلا أيِّ مَنالِ!
اِختَفتْ، والعينُ ما زالتْ ترى
طيفَها الخافِتَ يمتصُّ الليالي
كيفَ تَذوي؟ ما الذي حلَّ بها؟
فتلاشتْ دونَ أن ترثي لِحالي
***
هلْ تبقّى ليَ إلاّ دمعةٌ
حاوَلَتْ إذلالَ جُرحي بسؤالي:
«أيكونُ الوَردُ سِحراً خادعاً
يُوهِمُ النَّفْسَ بتحقيقِ المُحالِ؟»
قلتُ: «لا، فالوردُ مخدوعٌ بنا،
أوَليسَ المُشتهى في كلِّ بالِ؟»
«وإذا ما غابَ عنّا وَهْجُهُ
مرَّغتْهُ بالـثَّرى كلُّ النـِّعالِ»
«فارقدي يا دمعتي في مُقلةٍ
أبصرَتْ أشواقَها بينَ النِّصالِ»
«ولْنَسِرْ، إنَّ رحيلي غامِضٌ،
لَسْتُ أدري بعدُ: ما يغدو مآلي؟»
***
أنذا أرْحلُ، لا تدري يدي:
ما الّذي أُخفيه في تلك الرِّحالِ