عطر الزنبق
08-23-2024, 08:17 PM
لا تحتقر الفقير ولا الجاهل.
لا تحتقر فقيرًا لفقره ولا جاهلًا لجهله، فكذلك كنت فَمَنَّ الله عليك؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 94].
تأمل قول الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾، وتعجَّب من حال هذا الذي يسخَر من غيره لجهله، ولا يكف عن لومه وتوبيخه إذا سأل عما يحتاج إليه من دينه، ونسِي ذلك المسكين أنه كان أجهلَ منه، بل كان لا يعلم شيئًا على الإطلاق، ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [النحل: 78]، فما وُلِدَ أحدٌ عالِمًا، وما كان له أن يعلم لولا فضل الله تعالى عليه، ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، وسائل الإدراك، وتحصيل المعارف؛ لتشكروا الله تعالى على إفضاله عليكم وإحسانه إليكم، فله وحدَه الفضل والمنَّة، فله الحمد، فاعلم يقينًا أنه هو الذي ﴿ عَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ﴾ [النساء: 113]، فلا تتعالَ بعلمك، وتذكَّر: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾.
وتعجَّب من هذا الذي يأنَف مجالسةَ فقيرٍ، ويستنكف عن مصافحته، ويعبَس إذا رآه، ويشمخ بأنفه إذا خاطَبه، ونَسِيَ المسكين أنه كان أشدَّ منه عوزًا، وأكثرَ فقرًا، وأضعفَ منه حالًا، ولولا تلك الحُجب التي تكاثفت على بصيرته، وذلك الران الذي خيَّم على قلبه، لعلم أنه كان فقيرًا فأغناه الله، وضيعًا فرفَعه الله، ونسي أن المالَ مالُ الله تعالى: ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ [النور: 33]، وإنما هو عارية يوشك أن تُسترد، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7].
ونسِي أن الأيام دُولٌ، وأن الدهر يتقلب بأهله، وأن الله تعالى يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، وأنه تعالى يعطي من يشاء ويَمنع من يشاء، لا رادَّ لأمره ولا معقِّب لحكمه، أما سمعت يا من هذا شأنه قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾.
فاحذَر يا عبد الله سطوةَ المال، وبطشَ الغِنى بأهله، فقد أدال دولًا، وأزال ممالكَ.
لا تحتقر فقيرًا لفقره ولا جاهلًا لجهله، فكذلك كنت فَمَنَّ الله عليك؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 94].
تأمل قول الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾، وتعجَّب من حال هذا الذي يسخَر من غيره لجهله، ولا يكف عن لومه وتوبيخه إذا سأل عما يحتاج إليه من دينه، ونسِي ذلك المسكين أنه كان أجهلَ منه، بل كان لا يعلم شيئًا على الإطلاق، ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [النحل: 78]، فما وُلِدَ أحدٌ عالِمًا، وما كان له أن يعلم لولا فضل الله تعالى عليه، ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، وسائل الإدراك، وتحصيل المعارف؛ لتشكروا الله تعالى على إفضاله عليكم وإحسانه إليكم، فله وحدَه الفضل والمنَّة، فله الحمد، فاعلم يقينًا أنه هو الذي ﴿ عَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ﴾ [النساء: 113]، فلا تتعالَ بعلمك، وتذكَّر: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾.
وتعجَّب من هذا الذي يأنَف مجالسةَ فقيرٍ، ويستنكف عن مصافحته، ويعبَس إذا رآه، ويشمخ بأنفه إذا خاطَبه، ونَسِيَ المسكين أنه كان أشدَّ منه عوزًا، وأكثرَ فقرًا، وأضعفَ منه حالًا، ولولا تلك الحُجب التي تكاثفت على بصيرته، وذلك الران الذي خيَّم على قلبه، لعلم أنه كان فقيرًا فأغناه الله، وضيعًا فرفَعه الله، ونسي أن المالَ مالُ الله تعالى: ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ [النور: 33]، وإنما هو عارية يوشك أن تُسترد، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7].
ونسِي أن الأيام دُولٌ، وأن الدهر يتقلب بأهله، وأن الله تعالى يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، وأنه تعالى يعطي من يشاء ويَمنع من يشاء، لا رادَّ لأمره ولا معقِّب لحكمه، أما سمعت يا من هذا شأنه قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾.
فاحذَر يا عبد الله سطوةَ المال، وبطشَ الغِنى بأهله، فقد أدال دولًا، وأزال ممالكَ.