ملكة الحنان
11-03-2024, 07:31 AM
سرعة البديهة: تعريفها، وخفاياها، وأهم طرق تنمية هذه المهارة
كم عدد المرات التي فقدتَ فيها القدرة على الكلام والتعبير أمام إهانةٍ مباشرة قد وُجِّهت إليك؟
وكم عدد المرات التي اتَّخذتَ فيها موقفاً عدائيَّاً عنيفاً أمام شخصٍ يحاول استفزازك ومضايقتك؟
وكم عدد المرات التي جلدتَ فيها نفسك بعد سوء تصرُّفك في موقفٍ ما، وسوء تعاطيك مع مسألةٍ ما، فقلتَ لنفسك: "لماذا تصرَّفتُ بذاك الأسلوب الانفعالي؟ كان عليَّ التحكم في انفعالاتي أكثر".
لطالما تربَّينا على اسلوب الاحترام المبالغ فيه،
إلى أن وصلنا لمرحلة الخنوع في بعض الحالات،
فتشوَّه مفهوم التواضع لدينا، ولم نعد نَعي قدر أنفسنا،
بحيث نسمح للآخرين باختراق حدودنا الشَّخصيَّة دون أدنى مقاومة من قِبلنا،
الأمر الذي جعلنا مشلولي التفكير والإرادة أمام إهانات الآخرين ورغبتهم في استفزازنا، وانعكس سلباً على ثقتنا بأنفسنا، وعلى علاقاتنا ومستقبلنا ككل.
نحن نمضي حياتنا بطريقة عشوائيَّة، دون تحمُّل مسؤوليَّة المواقف التي نمرُّ بها؛ فنستسلم لِكوننا لا نملك سرعة بديهة، ومهارة الرَّد بطريقة ذكية، ونبقى دمية في يد الآخر، يُفرِّغ فينا كمَّ الطاقة السَّلبيَّة التي يملكها. في حين كان الأجدر بنا البحث في داخل أنفسنا، ومواجهة استحقاقنا المهزوز، وثقتنا المزعزَعة، ونقاط ضعفنا الخبيثة، ومن ثمَّ العمل على معالجتها للوصول إلى التوازن المنشود.
سرعة البديهة، حلٌّ يقيك ألم النَّدم، وفرصة لاكتشاف داخلك المضطرِب، وهذا ما سنناقشه من خلال هذا المقال.
ما هي سرعة البديهة؟
هي حسن التصرف في المواقف المُفاجِئة وغير المتوقَّعة، وقد يتمثَّل ذلك في قدرتك على الرَّد على الإهانة الموجَّهة إليك بطريقة مناسبة وذكيَّة، أو في القدرة على الخروج من موقف صعب بذكاء وحكمة وبدون توتر وانفعال.
كيف تصبح سريع البديهة؟
هل تتلعثم وتضطرب أمام سؤالٍ محرج من قِبل الآخرين لك؟ كأن يسألك شخص ما عن عمرك، أو وزنك، أو دخلك الشَّهري، هل تجد أنَّك غير قادر على الرَّد على إهانة الآخر لك؟ وهل أنت شديد الحساسية أمام انتقاد الآخرين لك، وتفسِّر كل كلمة مستفزَّة منهم على أنَّها مساس بكرامتك الشَّخصيَّة، فتصنع معركة حولها، أو تقوم بتجاهلها ظاهرياً إلَّا أنَّها أثَّرت تأثيراً سلبيَّاً في قلبك وجرحته؟ إذاً ما الأسباب الكامنة وراء تصرُّفاتك تلك؟
1. الثقة بالنفس:
يعاني كثيرٌ من الأشخاص من أزمة ثقة بالنَّفس؛ فيجدون قيمتهم الذَّاتيَّة من آراء الآخرين عنهم، ويلهثون وراء كسب رضا الآخرين، ولا يسعون إلى البحث عمَّا يسعدهم ويعبِّر عن دواخلهم. وهب هؤلاء الأشخاص بوصلتهم إلى الخارج، دون أن يعوا أنَّ مركز البوصلة داخلي بامتياز، وأنَّهم الأساس في كل شيء، وأنَّ النَّجاح الحقيقي يبدأ من معرفة الإنسان لذاته وحبِّه وتقديره لها.
يسعى أولئك إلى تقديم الخدمات إلى الآخرين على حساب راحتهم الشَّخصيَّة وقيمهم الذَّاتيَّة، عوضاً عن السَّعي إلى تطوير مهاراتهم وقيمهم وصولاً إلى الثِّقة العالية بالنَّفس.
2. الاستحقاق الذاتي:
لا يشعر كثيرٌ من الأشخاص بالاستحقاق الذَّاتي، ويتساهلون أمام إهانة الآخرين لهم، ولا يأبهون باختراق حدودهم الشَّخصية من قِبل الآخرين، ولا يرسمون صورة ذاتية إيجابيَّة ومميَّزة لهم؛ بل يبقون في دوَّامة المقارنات مع الآخرين، ويربطون سعادتهم بالأشياء الخارجيَّة، وليس في القيم العليا، فبدلاً من ربط السَّعادة بأسلوب الحياة الغني وبالرِّسالة والهدف الذين يملكهم الإنسان؛ يبقى أولئك في حالة انتظار لمجيء الأشياء الخارجيَّة إلى حياتهم، كفكرة فارس الأحلام؛ حيث يؤجِّلون سعادتهم وحياتهم وكل شيء ريثما يأتي فارس الأحلام المنتظَر.
3. المخزون الفكري واللغوي:
يساهم السَّعي إلى إثراء المخزون الفكري واللُّغوي لدى الشَّخص في خلق ردود أفعال أقوى وأكثر وعياً، الأمر الذي يساهم في زيادة سرعة بديهة الشَّخص؛ فكلَّما قلَّت مطالعتك وثقافتك؛ انخفضت قدرتك على التصرف بسرعة وبحكمة مع المواقف المفاجِئة، والعكس من ذلك، كلَّما كنت مطَّلعاً وباحثاً؛ ازدادت قدرتك على الرَّد السَّريع والذَّكي.
كيف أنمِّي مهارة سرعة البديهة لدي؟
1. الثقة بالنفس والابتعاد عن الشخصنة:
لكي تنمِّي مهارة سرعة البديهة لديك؛ عليك العمل على رفع استحقاقك الذَّاتي وثقتك بنفسك؛ وذلك بالعمل على البحث بداخلك عن كنوزك وقيمك التي تجلب لك السَّعادة والهناء، بغضِّ النَّظر عن الآخرين وآرائهم، ومن ثمَّ عليك ملء رصيدك الدَّاخلي؛ بحيث يكون لك حدودك الشَّخصيَّة التي لا تسمح لإنسان على وجه الأرض باختراقها، وبالتالي تصبح لديك نظرة أكثر توسُّعاً لكل مَن حولك، فتعلم أنَّ لكل إنسان قِيمه وتجاربه وتفسيراته الخاصَّة به، فتبتعد عن الحساسيَّة من تصرُّفات الآخرين نحوك، وحتَّى إن احتوت على كثيرٍ من الاستفزاز، لأنَّك تعلم أنَّها حصيلة تجارب ومواقف قديمة وطريقة تفكير معيَّنة، الأمر الذي يساعدك على فصل الإهانة عن شخصك، والرَّد على الآخر بمنتهى الحكمة.
على سبيل المثال: في حال قال لكَ شخص ما: أنَّك سمين ومنظرك غريب للغاية، فعندها عليك ألَّا تأخذ الموضوع على أنَّه إهانة شخصيَّة؛ بل على أنَّه تعليق من شخص لا يعي قيمة احترام الآخر، ومن ثمَّ ترد عليه بمنتهى البرود ومع ابتسامة كبيرة: "حقَّاً! هل عرفتَ ذلك الآن؟ لقد تأخَّرت كثيراً في اكتشاف ذلك، وأحب أن أضيف إلى معلوماتك أنَّني سعيد جداً بشكلي هذا".
2. الثبات الانفعالي:
يُعدُّ اكتساب مهارة الثَّبات الانفعالي أحد أهم المهارات الأساسيَّة للإنسان، فالانفعال له آثار سلبيَّة فادحة؛ لأنَّك عندما تنفعل تفقد القدرة على المحاكمة المنطقيَّة للأمور، وينشط لديك العقل الانفعالي المتهوِّر، فتتصرَّف تصرُّفات عدائيَّة وطائشة، فعلى سبيل المثال: إن سألك شخص ما سؤالاً شخصيَّاً فيما يخصُّ سبب تأخر زواجك، وقد استفزَّك السُّؤال، وقمتَ بمهاجمته والرَّد العدواني عليه، فقلت له: "أظن أنَّ هذا ليس من شأنك"؛ فهذا التصرُّف بعيد كل البعد عن الثَّبات الانفعالي.
لكي يتجاوز الإنسان مرحلة الانفعال، عليه بدايةً أن ينمِّي ثقته بنفسه، وأن يكون راضياً ومتقبِّلاً لشكل حياته وخياراته وقيمه في الحياة، وأن يكون ممتلئاً من الدَّاخل بحيث لا يأخذ الأمور الموجَّهة إليه على أنَّها مساس بالكرامة الشَّخصيَّة وإنَّما تعود إلى تجارب الأشخاص ورؤيتهم في الحياة وقيمهم الذَّاتيَّة وخلفيَّاتهم الأسريَّة، وأن يتدرَّب على تقنية التنفس الاسترخائي لضمان بقائه هادئاً في ظروف كهذه، وأن يرد بطريقة لامبالية تماماً لكي يدحض مبتغى الطَّرف الآخر في استفزازه، كأن يقول له بمنتهى الهدوء والابتسامة تعلو وجهه: "ألا تؤمن بالقضاء والقدر؟ ألا تعلم أنَّ الزَّواج رزق من اللَّٰه ولا يد للإنسان فيه؟ إنِّي حقاً في حالة دهشة من سؤالك هذا!".
على سبيل المثال؛ كان هنالك منافسين على منصب سياسي، فقالت المرأة للرَّجل: لو كنتَ زوجي، لوضعت لك السُّم في كوب الماء، فرد عليها الرَّجل: "لو كنتِ زوجتي، لشربتها بمنتهى السَّعادة"، يدل هذا الرَّد على امتلاك الرجل لمهارة الثَّبات الانفعالي التي جعلَته يجيب برد سريع البديهة وحكيم
كم عدد المرات التي فقدتَ فيها القدرة على الكلام والتعبير أمام إهانةٍ مباشرة قد وُجِّهت إليك؟
وكم عدد المرات التي اتَّخذتَ فيها موقفاً عدائيَّاً عنيفاً أمام شخصٍ يحاول استفزازك ومضايقتك؟
وكم عدد المرات التي جلدتَ فيها نفسك بعد سوء تصرُّفك في موقفٍ ما، وسوء تعاطيك مع مسألةٍ ما، فقلتَ لنفسك: "لماذا تصرَّفتُ بذاك الأسلوب الانفعالي؟ كان عليَّ التحكم في انفعالاتي أكثر".
لطالما تربَّينا على اسلوب الاحترام المبالغ فيه،
إلى أن وصلنا لمرحلة الخنوع في بعض الحالات،
فتشوَّه مفهوم التواضع لدينا، ولم نعد نَعي قدر أنفسنا،
بحيث نسمح للآخرين باختراق حدودنا الشَّخصيَّة دون أدنى مقاومة من قِبلنا،
الأمر الذي جعلنا مشلولي التفكير والإرادة أمام إهانات الآخرين ورغبتهم في استفزازنا، وانعكس سلباً على ثقتنا بأنفسنا، وعلى علاقاتنا ومستقبلنا ككل.
نحن نمضي حياتنا بطريقة عشوائيَّة، دون تحمُّل مسؤوليَّة المواقف التي نمرُّ بها؛ فنستسلم لِكوننا لا نملك سرعة بديهة، ومهارة الرَّد بطريقة ذكية، ونبقى دمية في يد الآخر، يُفرِّغ فينا كمَّ الطاقة السَّلبيَّة التي يملكها. في حين كان الأجدر بنا البحث في داخل أنفسنا، ومواجهة استحقاقنا المهزوز، وثقتنا المزعزَعة، ونقاط ضعفنا الخبيثة، ومن ثمَّ العمل على معالجتها للوصول إلى التوازن المنشود.
سرعة البديهة، حلٌّ يقيك ألم النَّدم، وفرصة لاكتشاف داخلك المضطرِب، وهذا ما سنناقشه من خلال هذا المقال.
ما هي سرعة البديهة؟
هي حسن التصرف في المواقف المُفاجِئة وغير المتوقَّعة، وقد يتمثَّل ذلك في قدرتك على الرَّد على الإهانة الموجَّهة إليك بطريقة مناسبة وذكيَّة، أو في القدرة على الخروج من موقف صعب بذكاء وحكمة وبدون توتر وانفعال.
كيف تصبح سريع البديهة؟
هل تتلعثم وتضطرب أمام سؤالٍ محرج من قِبل الآخرين لك؟ كأن يسألك شخص ما عن عمرك، أو وزنك، أو دخلك الشَّهري، هل تجد أنَّك غير قادر على الرَّد على إهانة الآخر لك؟ وهل أنت شديد الحساسية أمام انتقاد الآخرين لك، وتفسِّر كل كلمة مستفزَّة منهم على أنَّها مساس بكرامتك الشَّخصيَّة، فتصنع معركة حولها، أو تقوم بتجاهلها ظاهرياً إلَّا أنَّها أثَّرت تأثيراً سلبيَّاً في قلبك وجرحته؟ إذاً ما الأسباب الكامنة وراء تصرُّفاتك تلك؟
1. الثقة بالنفس:
يعاني كثيرٌ من الأشخاص من أزمة ثقة بالنَّفس؛ فيجدون قيمتهم الذَّاتيَّة من آراء الآخرين عنهم، ويلهثون وراء كسب رضا الآخرين، ولا يسعون إلى البحث عمَّا يسعدهم ويعبِّر عن دواخلهم. وهب هؤلاء الأشخاص بوصلتهم إلى الخارج، دون أن يعوا أنَّ مركز البوصلة داخلي بامتياز، وأنَّهم الأساس في كل شيء، وأنَّ النَّجاح الحقيقي يبدأ من معرفة الإنسان لذاته وحبِّه وتقديره لها.
يسعى أولئك إلى تقديم الخدمات إلى الآخرين على حساب راحتهم الشَّخصيَّة وقيمهم الذَّاتيَّة، عوضاً عن السَّعي إلى تطوير مهاراتهم وقيمهم وصولاً إلى الثِّقة العالية بالنَّفس.
2. الاستحقاق الذاتي:
لا يشعر كثيرٌ من الأشخاص بالاستحقاق الذَّاتي، ويتساهلون أمام إهانة الآخرين لهم، ولا يأبهون باختراق حدودهم الشَّخصية من قِبل الآخرين، ولا يرسمون صورة ذاتية إيجابيَّة ومميَّزة لهم؛ بل يبقون في دوَّامة المقارنات مع الآخرين، ويربطون سعادتهم بالأشياء الخارجيَّة، وليس في القيم العليا، فبدلاً من ربط السَّعادة بأسلوب الحياة الغني وبالرِّسالة والهدف الذين يملكهم الإنسان؛ يبقى أولئك في حالة انتظار لمجيء الأشياء الخارجيَّة إلى حياتهم، كفكرة فارس الأحلام؛ حيث يؤجِّلون سعادتهم وحياتهم وكل شيء ريثما يأتي فارس الأحلام المنتظَر.
3. المخزون الفكري واللغوي:
يساهم السَّعي إلى إثراء المخزون الفكري واللُّغوي لدى الشَّخص في خلق ردود أفعال أقوى وأكثر وعياً، الأمر الذي يساهم في زيادة سرعة بديهة الشَّخص؛ فكلَّما قلَّت مطالعتك وثقافتك؛ انخفضت قدرتك على التصرف بسرعة وبحكمة مع المواقف المفاجِئة، والعكس من ذلك، كلَّما كنت مطَّلعاً وباحثاً؛ ازدادت قدرتك على الرَّد السَّريع والذَّكي.
كيف أنمِّي مهارة سرعة البديهة لدي؟
1. الثقة بالنفس والابتعاد عن الشخصنة:
لكي تنمِّي مهارة سرعة البديهة لديك؛ عليك العمل على رفع استحقاقك الذَّاتي وثقتك بنفسك؛ وذلك بالعمل على البحث بداخلك عن كنوزك وقيمك التي تجلب لك السَّعادة والهناء، بغضِّ النَّظر عن الآخرين وآرائهم، ومن ثمَّ عليك ملء رصيدك الدَّاخلي؛ بحيث يكون لك حدودك الشَّخصيَّة التي لا تسمح لإنسان على وجه الأرض باختراقها، وبالتالي تصبح لديك نظرة أكثر توسُّعاً لكل مَن حولك، فتعلم أنَّ لكل إنسان قِيمه وتجاربه وتفسيراته الخاصَّة به، فتبتعد عن الحساسيَّة من تصرُّفات الآخرين نحوك، وحتَّى إن احتوت على كثيرٍ من الاستفزاز، لأنَّك تعلم أنَّها حصيلة تجارب ومواقف قديمة وطريقة تفكير معيَّنة، الأمر الذي يساعدك على فصل الإهانة عن شخصك، والرَّد على الآخر بمنتهى الحكمة.
على سبيل المثال: في حال قال لكَ شخص ما: أنَّك سمين ومنظرك غريب للغاية، فعندها عليك ألَّا تأخذ الموضوع على أنَّه إهانة شخصيَّة؛ بل على أنَّه تعليق من شخص لا يعي قيمة احترام الآخر، ومن ثمَّ ترد عليه بمنتهى البرود ومع ابتسامة كبيرة: "حقَّاً! هل عرفتَ ذلك الآن؟ لقد تأخَّرت كثيراً في اكتشاف ذلك، وأحب أن أضيف إلى معلوماتك أنَّني سعيد جداً بشكلي هذا".
2. الثبات الانفعالي:
يُعدُّ اكتساب مهارة الثَّبات الانفعالي أحد أهم المهارات الأساسيَّة للإنسان، فالانفعال له آثار سلبيَّة فادحة؛ لأنَّك عندما تنفعل تفقد القدرة على المحاكمة المنطقيَّة للأمور، وينشط لديك العقل الانفعالي المتهوِّر، فتتصرَّف تصرُّفات عدائيَّة وطائشة، فعلى سبيل المثال: إن سألك شخص ما سؤالاً شخصيَّاً فيما يخصُّ سبب تأخر زواجك، وقد استفزَّك السُّؤال، وقمتَ بمهاجمته والرَّد العدواني عليه، فقلت له: "أظن أنَّ هذا ليس من شأنك"؛ فهذا التصرُّف بعيد كل البعد عن الثَّبات الانفعالي.
لكي يتجاوز الإنسان مرحلة الانفعال، عليه بدايةً أن ينمِّي ثقته بنفسه، وأن يكون راضياً ومتقبِّلاً لشكل حياته وخياراته وقيمه في الحياة، وأن يكون ممتلئاً من الدَّاخل بحيث لا يأخذ الأمور الموجَّهة إليه على أنَّها مساس بالكرامة الشَّخصيَّة وإنَّما تعود إلى تجارب الأشخاص ورؤيتهم في الحياة وقيمهم الذَّاتيَّة وخلفيَّاتهم الأسريَّة، وأن يتدرَّب على تقنية التنفس الاسترخائي لضمان بقائه هادئاً في ظروف كهذه، وأن يرد بطريقة لامبالية تماماً لكي يدحض مبتغى الطَّرف الآخر في استفزازه، كأن يقول له بمنتهى الهدوء والابتسامة تعلو وجهه: "ألا تؤمن بالقضاء والقدر؟ ألا تعلم أنَّ الزَّواج رزق من اللَّٰه ولا يد للإنسان فيه؟ إنِّي حقاً في حالة دهشة من سؤالك هذا!".
على سبيل المثال؛ كان هنالك منافسين على منصب سياسي، فقالت المرأة للرَّجل: لو كنتَ زوجي، لوضعت لك السُّم في كوب الماء، فرد عليها الرَّجل: "لو كنتِ زوجتي، لشربتها بمنتهى السَّعادة"، يدل هذا الرَّد على امتلاك الرجل لمهارة الثَّبات الانفعالي التي جعلَته يجيب برد سريع البديهة وحكيم