ناطق العبيدي
12-31-2024, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
https://modo3.com/thumbs/fit630x300/156447/1485280024/%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88% D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D 9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8 %AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D9%81%D9%8A_%D 8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9 %84.jpg
مراحل قيام الدولة وتوحيد العرب في عهد الرسول كان للإسلام في المجتمع العربي بصمات واضحة خلال فترة بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-* حيث أسهم هذا الدين الحنيف في ارتقاء العرب وتوحّدهم* ولولا الإسلام لما كانوا أمّة لها هذا الشأن العظيم* وهذا التاريخ المجيد العريق الذي تعتز به حتى يومنا هذا. وقد مرّت الدولة الإسلامية بالعديد من المراحل المختلفة* خاصّة في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-* وكلّ مرحلة من المراحل كانت لها آثار إيجابيّة تعمُّ أكثر على العرب آنذاك* وسيتمّ فيما يأتي تسليط الضوء على هذه المراحل وبيان أثرها في توحيد العرب في عهد النبي: فيديو قد يعجبك: البعثة النبوية كان العرب قبل الإسلام يعيشون في قبائل متناحرة متصارعة* فقد كان الإسلام غائباً عن الجزيرة العربية آنذاك* وعندما أرسل الله -تعالى- رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام الخاتمة بدأت التحوُّلات الإيجابيّة تدخل شيئاً فشيئاً على العرب.[١] الدعوة إلى الإسلام في مكة فيما سبق كان انتماء العرب إلى القبيلة* وبسبب ذلك لم يكن هناك أيّة روابط توحّدهم وتجمعهم* واستطاع النبي الكريم أن يرتقي بهذه القبائل لتتوحد في إطار أمة إسلامية* يقول أحد المفكّرين: "كان العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة* يعيثون فيها فساداً* حتى أتى محمد -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإيمان بإله واحد* خالق بارئ* وجمعهم في كيان واحد متجانس".[١] ولكن ذلك كان على مراحل* إذْ بدأ الإسلام في مكة المكرمة* واستمرَّ المسلمون في دعوتهم السريّة والجهريّة وعلى رأسهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمدّة ثلاث عشرة سنة* وقد كانت مرحلة صعبة جدا عليهم* حيث تعرَّضوا لأشد أنواع التعذيب والاضطهاد من قبل المشركين هناك*[٢] إلى أنْ أذِن الله -تعالى- لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة* حيث تأسّست هناك الدولة الإسلامية* ووُضع التشريع الإسلاميّ. مرحلة الهجرة النبوية كانت الهجرة بمثابة الحجر الأساس لقيام الدولة الإسلامية* وخلال فترة وجود الرسول في المدينة المنورة تعرّض المسلمون لأزماتٍ عديدة* فقد بدأت القبائل العربية تحشد قواتها على المسلمين* وبدأ عهدٌ جديدٌ من الصراعات* فلم تعد الصراعات مقتصرة على القرشيين وحسب* بل امتدت في شبه الجزيرة العربية كلها* غير أنّ المسلمين أخذوا ينتصرون يوماً بعد يوم* إلى أن يسّر الله تعالى لهم فتح مكّة المكرمة.[٣] وبعد هذا الفتح العظيم أخذت القبائل العربية تفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة لتوقّع معه المعاهدات والاتفاقيات* فقدم إلى النبي أكثر من 60 وفداً* وبوفاة الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- كانت الجزيرة العربية متحدَّة تحت راية الإسلام* وصارت أمّة واحدة قادرة على مواجهة التهديدات والأطماع الخارجيّة.[٤] أدوات الرسول في توحيد العرب هناك عدّة مقوّمات اتّبعها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء مسيرته الدعوية ساهمت في توحيد العرب ونجاح تأسيس الدولة الإسلامية* ومن أهمّها ما يأتي: بناء المسجد كان أول ما فعله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته للمدينة بناء المسجد* والذي كان له أعظم الأثر في توحيد المسلمين وبث التماسك والرسوخ بينهم* خاصة وأنهم يلتقون فيه خمس مرات في اليوم* ويتعلّمون فيه العقيدة والأحكام* وتُعقد فيه الاجتماعات* إلى غير ذلك من الأمور التي أثّرت تأثيراً إيجابيا عظيماً على وحدة المسلمين آنذاك.[٥] المؤاخاة بين المسلمين بعد أن وصل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كان من أوائل ما قام به أيضاً أن آخى بين المهاجرين والأنصار* فأصبح المسلمون أخوة ذابت بينهم عصبيّات الجاهلية الأولى* وزالت فروق اللون والنسب* وجمعهم النبيّ على كلمة الإسلام ودين الحقّ.[٦] وضع الدستور الإسلامي كان من سياسات النبي الحكيمة أن وضع دستوراً ينظّم العلاقة بين المسلمين وغيرهم* خاصة أنّ الناس قد دخلوا في دين الله أفواجاً بعد الهجرة النبوية* وقد أقرّ في هذا الدستور اليهود الموجودين في المدينة على دينهم وأموالهم* واشترط عليهم عدة شروط* فكان هذا الدستور بمثابة "وثيقة العدل والحرية والمساواة بين جميع طوائف الشعب".[٥]
بقلم الكاتب محمد مروان
https://modo3.com/thumbs/fit630x300/156447/1485280024/%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88% D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D 9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8 %AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D9%81%D9%8A_%D 8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9 %84.jpg
مراحل قيام الدولة وتوحيد العرب في عهد الرسول كان للإسلام في المجتمع العربي بصمات واضحة خلال فترة بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-* حيث أسهم هذا الدين الحنيف في ارتقاء العرب وتوحّدهم* ولولا الإسلام لما كانوا أمّة لها هذا الشأن العظيم* وهذا التاريخ المجيد العريق الذي تعتز به حتى يومنا هذا. وقد مرّت الدولة الإسلامية بالعديد من المراحل المختلفة* خاصّة في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-* وكلّ مرحلة من المراحل كانت لها آثار إيجابيّة تعمُّ أكثر على العرب آنذاك* وسيتمّ فيما يأتي تسليط الضوء على هذه المراحل وبيان أثرها في توحيد العرب في عهد النبي: فيديو قد يعجبك: البعثة النبوية كان العرب قبل الإسلام يعيشون في قبائل متناحرة متصارعة* فقد كان الإسلام غائباً عن الجزيرة العربية آنذاك* وعندما أرسل الله -تعالى- رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام الخاتمة بدأت التحوُّلات الإيجابيّة تدخل شيئاً فشيئاً على العرب.[١] الدعوة إلى الإسلام في مكة فيما سبق كان انتماء العرب إلى القبيلة* وبسبب ذلك لم يكن هناك أيّة روابط توحّدهم وتجمعهم* واستطاع النبي الكريم أن يرتقي بهذه القبائل لتتوحد في إطار أمة إسلامية* يقول أحد المفكّرين: "كان العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة* يعيثون فيها فساداً* حتى أتى محمد -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإيمان بإله واحد* خالق بارئ* وجمعهم في كيان واحد متجانس".[١] ولكن ذلك كان على مراحل* إذْ بدأ الإسلام في مكة المكرمة* واستمرَّ المسلمون في دعوتهم السريّة والجهريّة وعلى رأسهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمدّة ثلاث عشرة سنة* وقد كانت مرحلة صعبة جدا عليهم* حيث تعرَّضوا لأشد أنواع التعذيب والاضطهاد من قبل المشركين هناك*[٢] إلى أنْ أذِن الله -تعالى- لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة* حيث تأسّست هناك الدولة الإسلامية* ووُضع التشريع الإسلاميّ. مرحلة الهجرة النبوية كانت الهجرة بمثابة الحجر الأساس لقيام الدولة الإسلامية* وخلال فترة وجود الرسول في المدينة المنورة تعرّض المسلمون لأزماتٍ عديدة* فقد بدأت القبائل العربية تحشد قواتها على المسلمين* وبدأ عهدٌ جديدٌ من الصراعات* فلم تعد الصراعات مقتصرة على القرشيين وحسب* بل امتدت في شبه الجزيرة العربية كلها* غير أنّ المسلمين أخذوا ينتصرون يوماً بعد يوم* إلى أن يسّر الله تعالى لهم فتح مكّة المكرمة.[٣] وبعد هذا الفتح العظيم أخذت القبائل العربية تفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة لتوقّع معه المعاهدات والاتفاقيات* فقدم إلى النبي أكثر من 60 وفداً* وبوفاة الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- كانت الجزيرة العربية متحدَّة تحت راية الإسلام* وصارت أمّة واحدة قادرة على مواجهة التهديدات والأطماع الخارجيّة.[٤] أدوات الرسول في توحيد العرب هناك عدّة مقوّمات اتّبعها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء مسيرته الدعوية ساهمت في توحيد العرب ونجاح تأسيس الدولة الإسلامية* ومن أهمّها ما يأتي: بناء المسجد كان أول ما فعله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته للمدينة بناء المسجد* والذي كان له أعظم الأثر في توحيد المسلمين وبث التماسك والرسوخ بينهم* خاصة وأنهم يلتقون فيه خمس مرات في اليوم* ويتعلّمون فيه العقيدة والأحكام* وتُعقد فيه الاجتماعات* إلى غير ذلك من الأمور التي أثّرت تأثيراً إيجابيا عظيماً على وحدة المسلمين آنذاك.[٥] المؤاخاة بين المسلمين بعد أن وصل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كان من أوائل ما قام به أيضاً أن آخى بين المهاجرين والأنصار* فأصبح المسلمون أخوة ذابت بينهم عصبيّات الجاهلية الأولى* وزالت فروق اللون والنسب* وجمعهم النبيّ على كلمة الإسلام ودين الحقّ.[٦] وضع الدستور الإسلامي كان من سياسات النبي الحكيمة أن وضع دستوراً ينظّم العلاقة بين المسلمين وغيرهم* خاصة أنّ الناس قد دخلوا في دين الله أفواجاً بعد الهجرة النبوية* وقد أقرّ في هذا الدستور اليهود الموجودين في المدينة على دينهم وأموالهم* واشترط عليهم عدة شروط* فكان هذا الدستور بمثابة "وثيقة العدل والحرية والمساواة بين جميع طوائف الشعب".[٥]
بقلم الكاتب محمد مروان