المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشؤم في دين الله


عطيه الدماطى
03-14-2025, 12:25 PM
الشؤم في دين الله
الشؤم في كتاب الله هو التطير وهو :
نسبة الضرر إلى غير سببه الحقيقى
فقد بين الله للناس أن القوم في سورة يس قالوا للرسل الثلاثة(ص):
إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا بكم والمقصود إنا أوذينا بسبب وجودكم معنا لئن لن تنتهوا لنرجمنكم والمقصود لئن لم تكفروا برسالتكم لنؤذينكم وليمسنكم منا عذاب أليم والمقصود ولنوقعن بكم عقاب موجع
فكان رد الرسل(ص): طائركم معكم والمقصود إيذاءكم من الله بسبب كفركم أإن ذكرتم والمقصود هل إن وصلنا لكم الوحى تكفرون ؟بل أنتم قوم مسرفون والمقصود كافرون
وفى المعنى قال سبحانه:
" قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون"
وفى قصة صالح (ص) قالوا له كفار قومه :
اطيرنا بك وبمن معك والمقصود اصبنا بسبب وجودك انت ومن معك وبألفاظ اخرى تشاءمنا بك وبمن آمنوا بك
فكان رد صالح(ص) عليهم :
طائركم عند الله والمقصود كفركم بالله سبب عقابكم وبألفاظ أخرى عملكم عند الخالف تعاقبون بسببه بل أنتم قوم تفتنون والمقصود إن أنتم إلا ناس تكفرون وبلفظ اخر تجهلون
وفى المعنى قال سبحانه :
"قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون"
وبين الله في قصة موسى(ص) أن قوم فرعون إذا جاءتهم الحسنة والمقصود عندما أعطاهم الله منافع قالوا لنا هذه والمقصود :
المنافع ملك خاص بنا وليس لغيرنا
وإن تصبهم سيئة والمقصود وإن يقع عليهم ضرر وبألفاظ أخرى أذى فإنهم يتطيروا بموسى(ص)ومن معه والمقصود ينسبون وجود الأذى لوجود موسى وقومه معهم وبألفاظ أخرى يتشاءموا بهم حيث يعتقدون ان السبب فى نزول الأذى بهم هو موسى (ص)وبنى إسرائيل
وبين الله أن طائر آل فرعون عند الله وهو عملهم السوء هو السبب مسجل عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون والمقصود ولكن أغلبهم لا يطيعون وحى الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة تطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون"
وفى الفقه يعرفون الشؤم بكون توقع الشر والحقيقة :
أنه نسبة الأذى وهو الضرر لغير سببه الحقيقى
وقد حكت كتب الفقه واللغة أن الْعرب فيما زعموا إذا أرادوا الْمضيّ لعمل ما تطيّرتْ بأنْ مرّتْ بجاثم الطّيْر وهو الطير القاعد فتقوم بتحريكها لتعرف هل تعمل أم لا تعمل فإنْ ذهب الطّيْر شمالاً تشاءموا فلم يفعلوا شيئا وإنْ ذهب يمينًا تيامنوا والمقصود فعملوا
وهو كلام بعيد عن المعنى في كتاب الله فالتشاؤم هو نسبة سبب المصيبة لغير فاعلها
وهو :
عملية ربط بين شيئين لا علاقة بينهما كما يربط البعض بين وجود فلان أو فلانة عند حدوث ضرر وبين كونهم أشرار أو عيونهم مقورة
والغريب أن الإنسان لا يربط نفسه هو بذلك مع أنه هو نفسه هو الشىء المشترك مع فلان أو فلانة
وسواء صح عن العرب ذلك أم لا وهم لا وجود لهم في كتاب الله لأن الموجود هو الأعراب ومنهم مؤمنون ومنهم كافرون وهم من يقيمون خارج المدينة والمقصود حولها كما قال سبحانه :
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة "
فإن الطيرة تلك لا علاقة لها بالتطير في كتاب الله
وقد تناول أهل الفقه مسائل مختلفة في الموضوع منها :
أولها كراهة التّشاؤم والطّيرة دون الْفأْل والحق :
أن المسلم لا يتفاءل ولا يتشاءم لأن كلاهما نسبة لغير السبب فهذا في الشر وهذا في الخير وإنما المسلم يؤمن بأن السبب فيما يصيبه من شر أو خير هو الله بسبب أعماله كما قال سبحانه :
"وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله"
ثانيها أن الشؤم في ثلاثة الفرس والمرأة والدار وهو حديث منسوب للنبى (ص) زورا يقول :
"إنّما الشّؤْم في ثلاثةٍ: في الْفرس والْمرْأة والدّار "
وهذا اتهام لكل النساء بكونهن شريرات وهن سبب مصائبنا وهو ما يخالف كون بعض منهن خيرات يدخلن الجنة كما قال سبحانه :
""فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله"
كما أنه دعوة للناس كى يتركوا الدور وهى المساكن ويقيموا في الخلاء لأن سبب الشؤم وهو الشر وهو كلام لا يمكن قبوله
كما أنه اتهام للخيل بأنها شريرة مع أن الله بين خيرها وهو ركوبها وحمل الأثقال عليها حيث قال :
" والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "
المصيبة أن هناك روايات تقول بان الأفراس وهى الخيل هى سبب من أسباب الخير المستمر كرواية :
" الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة "
ثالثها التشاؤم ببعض الأسماء وهو كلام لا يعقل حسب الرواية التى بنى عليها أهل الفقه تحريم بعض الأسماء والغريب أن المنهى عنه هو :
أسماء حسنة منها :
يسار ورباح ونجيح وأفلح
وقد ورد النهى في رواية نسبت للنبى (ص)زورا وهى رواية سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم:
"لا تسمّ غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجيحًا، ولا أفْلح، فإنّك تقول: أثمّ هو، فلا يكون. فتقول: لا ."
بالطبع الرواية تتعارض مع أن هذه أسماء الكثير من الصحابة والتى لم يغيرها النبى (ص) مثل يسار أبو هند الحجام ويسار أبو عبد الله بن نجيح وأفلح بن أبى القعيس وأفلح بن يسار المعروف بأبى فكيهة الجهمى ورباح ابن الربيع بن صيفى التيمى أخو حنظلة ورباح بن قصير اللّخمي ونجيح غلام كلثوم بن الهدم والغريب أن اسم هذا الأخير ذكر في التفاؤل كما ذكر في النهى للتشاؤم حيث يقول كتابة الاصابة في تمييز الصحابةج6 ص334 :"عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جارية- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما نزل على كلثوم بن هدم نادى كلثوم غلامه نجيحا، فتفاءل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم باسمه، وقال: أنجحت يا أبا بكر وكذا أخرج هذه القصّة أبو سعيد النيسابورىّ في شرف المصطفى، ورواه، محمد بن الحسن المخزومي في أخبار المدينة، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن أبيه.
وتوجد رواية عن عمر بن الخطاب أن غلام للنبى (ص)كان اسمه رباح وهى :
"أنّ الآْذن على مشْربة رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم عبْدٌ يقال له: رباحٌ"
وكل هذه الروايات المتعارضة عن النبى(ص) تثبت أنه لم يقل شىء منها وأن التشاؤم والتفاؤل كلاهما حكمها واحد وهو الحرمة لكونهما ينسبان الخير والشر لغير سببهما وأنه لا يوجد أشياء يتم التشاؤم بها أو التفاؤل بها وهو ما يحاول الاعلام اشاعته في كل العصور لنشر الجهل بين الناس من خلال خرافات الرقم 13 والرقم 4 في التشاؤم في الثقافات المختلفة والرقم سبعة والرقم عشرة في ثقافات أخرى كما تجد من يتفاءل بشهر معين أنه شهر سعده او شهر نحسه كما تجد من يتشاءم بحذاء أو قميص أو غير هذا من الملابس وأمور كثيرة تختلف واحد لأخر ولكن الحقيقة أن لا شىء يجعل شىء مسعود أو منحوس

نهيان
03-15-2025, 03:04 AM
اشكرك على رقي انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه

ابو حاتم
03-15-2025, 04:01 AM
صحيح
وان الدين لواقع
الدين واقعي ليس تشاؤم ولا تطير ولا صُدف
انما هو تخطيط ومشورة وفهم وادراك
اشكرك

لافندر
03-17-2025, 08:32 PM
جزااك الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتك
دمت بحفظ الباري

عازفة
03-17-2025, 10:18 PM
جزاك الله كل خير
طرح رائع
يعطيك العافية على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز