تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التبرك في دين الله


عطيه الدماطى
03-26-2025, 04:07 PM
التبرك في دين الله
التبرك في المعنى الشائع بين الناس هو :
اعتقاد الناس بعض الأشياء تجلب الخير لهم إن بقيت معهم أو بجوارهم
وقد عرفها أهل الفقه فقالوا :
" طلب ثبوت الْخيْر الإْلهيّ في الشّيْء. "
والتبرك هو حكم مخالف لدين الله لأنه اعتقاد في أشياء أنها تنفع ولكنها لا تنفع مثل الشعر المحلوق وقلامة الأظافر ووساخة الوضوء
وقد بين الله أن مخلوقات الأرض كلها مباركة كما قال تعالى :
" وبارك فيها "
كما قال :
"لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"
رتب الفقهاء على الروايات أحكام لم ينزل الله بها من سلطان منها كما قالت الموسوعة الفقهية فيها :
" التّبرّك بالْبسْملة والْحمْدلة:
5 - ذهب بعْض أهْل الْعلْم إلى سنّيّة ابْتداء كل أمْرٍ ذي بالٍ يهْتمّ به شرْعًا - بحيْث لا يكون محرّمًا لذاته، ولا مكْروهًا لذاته، ولا منْ سفاسف الأْمور ومحقّراتها - بالْبسْملة والْحمْدلة، كلٌّ في موْضعه على سبيل التّبرّك.
وجرى الْعلماء في افْتتاح كلماتهمْ وخطبهمْ ومؤلّفاتهمْ وكل أعْمالهم الْمهمّة بالْبسْملة عملاً بما روي عن النّبيّ (ص): كل أمْرٍ ذي بالٍ لا يبْدأ فيه ببسْم اللّه فهو أبْتر أوْ أقْطع أوْ أجْذم وفي روايةٍ أخْرى: كل أمْرٍ ذي بالٍ لا يبْدأ فيه بالْحمْد للّه فهو أبْتر أوْ أقْطع أوْ أجْذم ومنْ هذا الْباب الإْتْيان بالْبسْملة عنْد الأْكْل، والشّرْب، والْجماع، والاغْتسال، والْوضوء، والتّلاوة، والتّيمّم، والرّكوب والنّزول. وما إلى ذلك."
وهذا التبرك يخالف أن الله لم يطلب من المسلم قول البسملة او الحمدلة في كل عمل بل إن الأحاديث تطلب أقوال أخرى مثل : اللهم أعوذ بك من الخبث والخبائث أو سبحان الله ومثلا نجد أن المطلوب في ركوب السفن والركوبات :
قول سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
كما قال سبحانه :
"والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون"
ومن تلك الأمور:
التّبرّك بآثار النّبيّ (ص) وعنها قالت الموسوعة الفقهية :
6 - اتّفق الْعلماء على مشْروعيّة التّبرّك بآثار النّبيّ (ص) وأوْرد علماء السّيرة والشّمائل والْحديث أخْبارًا كثيرةً تمثّل تبرّك الصّحابة الْكرام رضي اللّه عنْهمْ بأنْواعٍ متعدّدةٍ منْ آثاره (ص) نجْملها فيما يأْتي:
أ - في وضوئه:
7 - كان النّبيّ (ص) إذا توضّأ كادوا يقْتتلون على وضوئه، لفرْط حرْصهمْ على التّبرّك بما مسّه (ص) ببدنه الشّريف، وكان منْ لمْ يصبْ منْ وضوئه يأْخذ منْ بلل يد صاحبه"
بالطبع هذا الكلام لم يحدث لأن الوضوء يكون فيها بقايا الوساخات المتعلقة بأعضاء الوضوء كالغبار والتراب وكيف يتركهم النبى(ص) يتعاركون على ماء قذر مع كون النظافة من الإيمان
وقالت الموسوعة :
"ب - في ريقه ونخامته:
8 - كان النّبيّ (ص) لا يبْصق بصاقًا ولا يتنخّم نخامةً إلاّ تلقّوْها، وأخذوها من الْهواء، ووقعتْ في كفّ رجلٍ منْهمْ، فدلكوا بها وجوههمْ وأجْسادهمْ، ومسحوا بها جلودهمْ وأعْضاءهمْ تبرّكًا بها. وكان يتْفل في أفْواه الأْطْفال، ويمجّ ريقه في الأْيادي، وكان يمْضغ الطّعام فيمجّه في فم الشّخْص، وكان الصّحابة يأْتون بأطْفالهمْ ليحنّكهم النّبيّ (ص) رجاء الْبركة. "
هذه الروايات تتعارض مع أمر الله بالنظافة فالبصاق والنخامة هى قاذورات قد يكون بها جراثيم تمرض فكيف يتركهم يعملون هذا مع تعارضه مع أصول النظافة وكيف يحنك الطفال (ص) المولودين الرضع بطعام هو العجوة والله يأمر برضاعتهم وليس باطعامهم في قوله " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"
وقالت الموسوعة :
"ج - في دمه (ص):
9 - ثبت أنّ بعْض الصّحابة شربوا دمه (ص) على سبيل التّبرّك، فعنْ عبْد اللّه بْن الزّبيْر أنّه أتى النّبيّ (ص) وهو يحْتجم، فلمّا فرغ قال: يا عبْد اللّه اذْهبْ بهذا الدّم فأهْرقْه حيْث لا يراك أحدٌ فشربه، فلمّا رجع، قال: يا عبْد اللّه ما صنعْت؟ قال: جعلْته في أخْفى مكانٍ علمْت أنّه مخْفيٌّ عن النّاس، قال: لعلّك شربْته؟ قلْت: نعمْ. قال: ويْلٌ للنّاس منْك، وويْلٌ لك من النّاس، فكانوا يروْن أنّ الْقوّة الّتي به منْ ذلك الدّم. وفي روايةٍ أنّ النّبيّ (ص) قال له: منْ خالط دمه دمي لمْ تمسّه النّار. "
الرواية هنا تتعارض مع تحريم ذوق الدم كما قال سبحانه :
" حرمت عليكم الميتة والدم "
كما يتعارض مع أن عدم دخول النار ودخول الجنة سببه العمل وليس الدم كما قال سبحانه :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وقالت الموسوعة :
"د - في شعْره (ص):
10 - كان النّبيّ (ص) يوزّع شعْره بيْن الصّحابة عنْدما يحْلق رأْسه الشّريف، وكان الصّحابة رضي اللّه عنْهمْ يحْرصون على أنْ يحصّلوا شيْئًا منْ شعْره (ص) ويحافظون على ما يصل إلى أيْديهمْ منْه للتّبرّك به. فعنْ أنسٍ أنّ رسول اللّه (ص) أتى منًى فأتى الْجمْرة فرماها ثمّ أتى منْزله بمنًى ونحر، ثمّ قال: للْحلاّق: خذْ وأشار إلى جانبه الأْيْمن ثمّ الأْيْسر، ثمّ جعل يعْطيه النّاس. وفي روايةٍ: لمّا رمى الْجمْرة ونحر نسكه وحلق ناول الْحلاّق شقّه الأْيْمن، فحلقه، ثمّ دعا أبا طلْحة الأْنْصاريّ فأعْطاه إيّاه، ثمّ ناوله الشّقّ الأْيْسر فقال: احْلقْ، فحلقه، فأعْطاه أبا طلْحة، فقال: اقْسمْه بيْن النّاس..."
والشعر المحلوق ميت والميت لا يفيد بشىء
وقالت الموسوعة :
هـ - في سؤْره وطعامه (ص)
11 - ثبت أنّ الصّحابة كانوا يتنافسون في سؤْره (ص) ليحوز كل واحدٍ منْهم الْبركة الّتي حلّتْ في الطّعام أو الشّراب منْ قبل الرّسول (ص). فعنْ سهْل بْن سعْدٍ رضي اللّه عنْه: أنّ رسول اللّه أتي بشرابٍ فشرب منْه وعنْ يمينه غلامٌ، وعنْ يساره الأْشْياخ، فقال للْغلام: أتأْذن لي أنْ أعْطي هؤلاء؟ فقال الْغلام: - وهو ابْن عبّاسٍ -: واللّه يا رسول اللّه لا أوثر بنصيبي منْك أحدًا، فتلّه رسول اللّه (ص) في يده وعنْ عميرة بنْت مسْعودٍ: أنّها دخلتْ على النّبيّ (ص) هي وأخواتها يبايعْنه، وهنّ خمْسٌ، فوجدتْه يأْكل قديدةً، فمضغ لهنّ قديدةً، ثمّ ناولني الْقديدة، فمضغتْها كل واحدةٍ قطْعةً قطْعةً، فلقين اللّه وما وجد لأفْواههنّ خلوفٌ. "
وهذا العمل وهو الشرب من كوب واحد أو مضغ الطعام من فم ووضعه في فم أخر يتعارض مع اصول الصحة والنظافة والنبى (ص) لن يفعله لعدم نقل المرض
وقالت الموسوعة :
"و في أظافره (ص):
12 - ثبت أنّه (ص) قلّم أظافره، وقسمها بيْن النّاس للتّبرّك بها، فقدْ ذكر الإْمام أحْمد منْ حديث محمّد بْن زيْدٍ أنّ أباه حدّثه: أنّه شهد النّبيّ (ص) على الْمنْحر ورجلاً منْ قريْشٍ، وهو يقْسم أضاحيّ، فلمْ يصبْه منْها شيْءٌ ولا صاحبه، فحلق رسول اللّه (ص) رأْسه في ثوْبه، فأعْطاه، فقسم منْه على رجالٍ، وقلّم أظافره فأعْطاه صاحبه وفي روايةٍ ثمّ قلّم أظافره وقسمها بيْن النّاس "
وهذا عمل لا يمكن أن يفعله النبى(ص) لتعارضه مع اصول الصحة
وقالت الموسوعة :
"ز - في لباسه (ص) وأوانيه:
13 - ثبت كذلك أنّ الصّحابة رضي اللّه عنْهمْ كانوا يحْرصون على اقْتناء ملابسه وأوانيه للتّبرّك بها والاسْتشْفاء فعنْ أسْماء بنْت أبي بكْرٍ: أنّها أخْرجتْ جبّةً طيالسةً وقالتْ: إنّ رسول اللّه (ص) كان يلْبسها فنحْن نغْسلها للْمرْضى يسْتشْفى بها. "
بالطبع لا يمكن أن تكون الملابس سبب للشفاء وإلا كيف أمر الله بالتداوى عند الأطباء وجعل هناك أدوية كعسل النحل ؟
وقالت الموسوعة :
"ح - في ما لمسه (ص) ومصلاّه:
14 - كان الصّحابة يتبرّكون فيما تلْمس يده الشّريفة (ص).
ومنْ ذلك بركة يده فيما لمسه وغرسه لسلْمان حين كاتبه مواليه على ثلاثمائة وديّةٍ وهو صغار النّخْل يغْرسها لهمْ كلّها، تعلّق وتطْعم، وعلى أرْبعين أوقيّةٍ منْ ذهبٍ، فقام (ص) وغرسها له بيده، إلاّ واحدةً غرسها غيْره، فأخذتْ كلّها إلاّ تلْك الْواحدة، فقلعها النّبيّ (ص) وردّها فأخذتْ وفي روايةٍ: فأطْعم النّخْل منْ عامه إلاّ الْواحدة، فقلعها رسول اللّه (ص) وغرسها فأطْعمتْ منْ عامها، وأعْطاه مثْل بيْضة الدّجاجة منْ ذهبٍ، بعْد أنْ أدارها على لسانه، فوزن منْها لمواليه أرْبعين أوقيّةٍ، وبقي عنْده مثْل ما أعْطاهمْ. ..."
بالطبع يد النبى(ص)لا تقدر على زيادة محصول أو نقود أو شفاء المرضى أوغيرها بمجرد اللمس وإلا كان زاد ثمار الزروع وما أبقى الناس في المجاعة التى عاش هو فيها هو والمؤمنون في قوله سبحانه
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وهذا يتعارض مع جوعهم في الأحاديث في شعب بنى هاشم ثلاث سنوات كما يتعارض مع مرضه عدة مرات في الأحاديث منها مرض قبل موته
وقالت الموسوعة:
"التّبرّك بماء زمْزم:
15 - ذهب الْعلماء إلى سنّيّة شرْب ماء زمْزم لمطْلوبه في الدّنْيا والآْخرة؛ لأنّها مباركةٌ، لقوْله (ص): ماء زمْزم لما شرب له"
بالطبع ماء زمزم أو غيرها هو للشرب والتطهر وهى بركته لأن الماء كله مبارك كما قال سبحانه :
"ونزلنا من السماء ماء مباركا"
وقالت الموسوعة :
"التّبرّك ببعْض الأْزْمنة والأْماكن في النّكاح:
16 - ذهب جمْهور الْعلماء إلى اسْتحْباب مباشرة عقْد النّكاح في الْمسْجد، وفي يوْم الْجمعة للتّبرّك بهما، فقدْ قال الرّسول (ص): أعْلنوا هذا النّكاح، واجْعلوه في الْمساجد، واضْربوا عليْه بالدّفوف."
بالطبع لا يوجد بركة في زمن دون زمن ولا مكان دون مكان والزواج محرم في المساجد لأن الشىء الوحيد المسموح به في المسجد هو الصلاة وهو ذكر الله كما قال سبحانه :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
وكل ما قيل عن بركة النبى (ص) يتعارض مع التالى :
أنه مثل البشر لا يختلف إلا في الوحى فقط كما قال سبحانه :
"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى "
ومن ثم جسمه مثل أجسام بقية البشر لا يفيد بشىء شعره ولا ظفره ولا أى شىء وإلا كان منع عن نفسه الفقر كما قال سبحانه " ووجدك عائلا فأغنى" أو منع عنه كما يتعارض مع منع الله الآيات وهى المعجزات من بعثته حيث قال سبحانه :
" وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ولو كان في الأمور التى ينسبونها للنبى(ص) بركة كما يقال فلماذا لم يمنع عن نفسه وعن أهله الأمراض أو يمنع عن نفسه الجوع أو الفقر أو يمنع أى ضرر مما يحدث له أو يحدث للمسلمين ومن يقولون بهذه البركة لماذا لا يستخدمون ما يقال أنها ملابسه وشعره في المساجد التى يقال أنهم يحتفظون بها كى يحموا أهل غزة أو فلسطين أو غيرهم من القتل والجرح ؟
الغرض من تلك الروايات هو أن تتواكل الأمة عن الأخذ بالأسباب وتصبح أمة جاهلة خرقاء مهزومة
بقيت كلمة وهى أن الناس يستخدمون في أحاديثهم الحالية كلمة بركة بعكس معناه حيث يقولون عن العجائز في البيوت أو من عجزوا عن جماع زوجاتهم بركة والبركة هى النفع والفائدة بينما هؤلاء ليس منهم نفع نتيجة مرضهم وعجزهم عن العمل أو الجماع أو سوى ذلك .

ضي القمر
03-27-2025, 12:20 AM
جزاك المولى خير الجزاء
وبارك بما طرحت
وجعله بموازين اعمالك
دمت بحفظ الله

نهيان
03-27-2025, 03:05 AM
اشكرك على رقي انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه

أسد الأطلس
03-27-2025, 06:52 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
وجعل ما قدمت
بموازين اعمالك
دمت بحفظ الله

ناطق العبيدي
03-27-2025, 02:49 PM
تسلم أناملك عالطرح الرائـع
لآحرمنـا الله روعة موأضيعك
شكرا لمجهودكـ المميـز

عازفة
04-03-2025, 08:16 PM
جزاك الله كل خير
طرح رائع
يعطيك العافية على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز

ملكة الحنان
04-15-2025, 03:00 AM
شكرا للطرح