المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم فى رواية موسم الهجرة إلى الشمال


عطيه الدماطى
03-31-2025, 04:34 PM
التعليم فى رواية موسم الهجرة إلى الشمال
رواية موسم الهجرة إلى الشمال واحدة من أشهر الروايات العربية فى العصر الحالى رغم مرور ما يزيد على نصف قرن على كتابتها
صاحب الرواية هو الطيب محمد صالح أحمد المعروف باسم الطيب صالح من مواليد السودان ولا يكاد الناس يعرفون أحد من روائيي السودان غيره
الرجل عمل معلم فى مرحلة شبابه فى المدارس الاعدادية بالسودان كما عمل مدير لمدرسة وبعد ذلك ترك العمل التعليمى إلى العمل الاعلامى
رواية موسم الهجرة إلى الشمال تتناول حياة رجلين تقابلا عدة مرات أولهما كان نابغة علمية هو مصطفى سعيد وحسب الرواية أول مبتعث سودانى إلى بريطانيا للتعلم وهو فى سن صغيرة وثانيهما الراوى مبتعث أخر وهو رجل تعليم عين مفتشا فى وزارة التعليم وقد نتج عن هذا التقابل الرواية التى تناولت أمورا عديدة أهمها كما يبدو من العنوان هو :
العلاقة بين الشمال المحتل وبين الجنوب الذى احتله الشمال وهى العلاقة المعروفة بتعبيرات مغلوطة :
العلاقة بين المستعمر والمحتل وكلمة المستعمر كلمة لا تدل على الحقيقة فالمحتل هو مدمر وما يبنيه لا يبنيه لمصلحة الشعب المحتل وإنما يبنيه من أجل مصالحه فهو لا يعمر البلد من أجل صالح الشعب وإنما من أجل جنوده ومن معه من الخونة فقط
فى الرواية تناول الطيب صالح التعليم من وجهات نظر شخصيات الرواية فمصطفى سعيد الشخصية الرئيسية اعتبرت أن هدف التعليم هو :
تفتيح أذهان الناس واطلاق طاقاتهم المحبوسة وبألفاظ أخرى تحرير العقول من الخرافات واعطاء الناس مفاتيح المستقبل
وهو قول الفقرة التالية:
" ونظرت فى قصاصات الورق وقرأت نعلم الناس لنفتح أذهانهم ونطلق طاقاتهم المحبوسة ولكننا لا نستطيع أن نتنبأ بالنتيجة الحرية نحرر العقول من الخرافات نعطى الشعب مفاتيح المستقبل ليتصرف فيه كما يشاء"ص153
وأما الراوى للحكاية وهو الشخصية الرئيسية الثانية بين أن هدف الحكومات من التعليم ليس تحرير العقول ولا فتح المستقبل ولكن تخريج الموظفين الخاضعين لهم:
" قلت له الموظفون أمثالى لا يستطيعون أن يغيروا شيئا إذ قال سادتنا افعلوا كذا فعلنا أنت رئيس الحزب الوطنى الاشتراكى الديمقراطى هنا إنه الحزب الحاكم لماذا لا تصب غضبك عليهم وقال محجوب كالمعتذر لولا .. لولا أن هذه الكارثة .. يوم الحادث كنا نـتأهب فى وفد للمطالبة ببناء مستشفى كبير ومدرسة وسطى للبنين ومدرسة أولية للبنات ومدرسة زراعة و.."ص123
وقد ناقش الراوى مع صاحبه محجوب أن التعليم من أجل الوظيفة لا يفيد الناس وإنما من يفيدهم هو من يمارس السلطة بالفعل وذلك فى الفقرة التالية:
"كنا أحيانا نتذاكر أيام طفولتنا فى القرية فيقول لى لكن انظر أين أنت الآن واين أنا أنت صرت موظفا كبيرا فى الحكومة وأنا مزارع فى هذه البلدة المقطوعة وأقول له باعجاب حقيقى أنت الذى نجحت ص101 لا أنا لأنك تؤثر على الحياة الحقيقية فى القطر أما نحن فموظفون لا نقدم ولا نؤخر الناس أمثالك هم الورثاء الشرعيون للسلطة أنتم عصب الحياة أنتم ملح الأرص ويضحك محجوب ويقول إذا كنا نحن ملح الأرض فهى أرض ماسخة "ص102
وهدف الحكومات التى استقلت هو نفس هدف المحتل فهو يعلم الشعب ليكونوا مجرد موظفين يخضعون لأوامره
وتحدث الراوى عن مؤتمر التعليم وكيفية تضييع أموال الشعب على مجرد مبانى تتكلف أموالا طائلة وهى قاعات المؤتمرات حيث قال :
" لن يصدق محجوب أنهم تدارسوا تسعة أيام فى مصير التعليم فى أفريقيا فى قاعة الاستقلال التى بنيت لهذا الغرض وكلفت أكثر من مليون جنيه صرح ص120 من الحجر والأسمنت .. وضع تصميمها فى لندن ردهاتها من رخام ابيض جلب من إيطاليا ... المنصة حيث تعاقب وزراء التعليم فى أفريقيا طوال تسعة أيام من رخام أحمر كالذى فى قبر نابليون فى الانتفاليد "ص121
وتناول الراوى أن التعليم الصحيح هو التعليم الواقعى الذى يتفق المنهج فيه مع واقع الشعب وهى كلمة وزير التعليم الفاسد الذى يسرق من أموال الوزارة ليعيش هو وأسرته فى منتجعات أوربا ويتسوق من أغلى المتاجر فيها وقد كون ثروة طائلة وهو قوله حيث قال :
"...كيف أقول لمحجوب أن الوزير الذى قال فى خطابه الضافى الذى قوبل بعاصفة من التصفيق " يجب ألا يحدث تناقض بين ما يتعلمه التلميذ فى المدرسة وبين واقع الشعب ...يروح ويجىء فى سيارة أمريكية بعرض الشارع إننا إذا لم نجتث هذا الداء من جذوره تكونت عندنا طبقة برجوازية لا تمت إلى واقع حياتنا بصلة وهى أشد خطرا على مستقبل أفريقيا من الاستعمار نفسه " كيف أقول لمحجوب أن هذا الرجل بعينه يهرب أشهر الصيف من أفريقيا إلى فيلته على بحيرة لوكارنو وأن زوجته تشترى حاجياتها من هرودز فى لندن تجيئها فى طائرة خاصة وأن ص121 أعضاء وفده أنفسهم يجاهرون بأنه فاسد مرتش ضيع الضياع وأقام تجارة وعمارة وكون ثروة فادحة "ص122
هذا هو واقع التعليم فى بلادنا المبتلاة بأمثال هذا الوزير الذين لا يهمهم شىء هم ومن معهم فى فريق الفساد الإدارى الخاص بوزارتهم
قاعة المؤتمرات التى تكلفت ثروة طائلة وليس لها فائدة سوى أحاديث تذهب أدراج الرياح بدلا من أن تبنى بها عشرات المدارس فى القرى والمدن المختلفة والتى كان محجوب وهو الشخصية الثالثة فى الرواية ذاهب مع وفد ليطالب بوجودها فى قريتهم كما قال الراوى :
"يوم الحادث كنا نـتأهب فى وفد للمطالبة ببناء مستشفى كبير ومدرسة وسطى للبنين ومدرسة أولية للبنات ومدرسة زراعة و.."ص123
وتناول الراوى نفس المعنى بطريقة أخرى وهو أن بناء المدارس أهم من المؤتمرات التى تناقش كلاما نظريا عن توحيد التعليم فى أفريقيا وهو أمر محال فى ظل اختلاف الحكومات وخضوعها للمحتل فما زال هناك تعليم انجليزى وتعليم فرنسى فى أفريقيا وما زالت وزارات التعليم فيها تتخبط ولا تصنع شيئا سوى اتباع المحتل فى المناهج أو اتباع محتل جديد من غير عسكر يدفع لهم المال ويبنى لهم بعض المدارس كالصين واليابان يقول الراوى عن ذلك:
" بماذا يأتمرون هذه المرة قلت به بإعياء وقد فضلت اختصار الطريق وزارة المعارف نظمت مؤتمرا دعت له مندوبين من عشرين قطرا أفريقيا لمناقشة توحيد أساليب التعليم فى القارة كلها كنت أنا فى سكرتارية المؤتمر قال محجوب فليبنوا المدارس أولا ثم يناقشوا توحيد التعليم كيف يفكر هؤلاء الناس يضيعون الوقت فى المؤتمرات والكلام الفارغ ونحن هنا ص118"
وأما محجوب الشخصية الثالثة فهو يرى أن أهل القرى التى تمارس الزراعة عليهم أن يتعلموا القراءة والكتابة والحساب والصلاة والتفاهم مع الحكام فى مشاكلهم حيث قال الراوى على لسانه :
"قال محجوب هذا القدر من التعليم يكفى القراءة والكتابة والحساب نحن ناس مزارعون مثل آبائنا واجدادنا كل ما يلزم المزارع من التعليم ما يمكنه من كتابة الخطابات وقراءة الجرائد ومعرفة فروض الصلاة وإذا كان لنا مشكلة نعرف نتفاهم مع الحكام"ص101
وتناول الراوى من خلال حديث مصطفى سعيد معه مشكلة ما تزال قائمة حتى الآن فى التعليم وهى مشكلة البعوث أو الابتعاث حيث ترسل الدولة بعض طلاب العلم فيها أو معلميها للخارج للحصول على الدرجات العلمية فيما لا يفيد المجتمع كدراسة آداب الدولة المرسل إليها فصاحبنا وهو الراوى درس شاعر بريطانى مغمور وكذلك مصطفى سعيد الذى درس الاقتصاد الأوربى بدلا من العلوم المفيدة الزراعة والطب والهندسة ...والفقرة المعبرة عن ذلك تقول :
"فقلت آه وأنا أتصنع التواضع إن الأمر لا يعدو أننى قضيت ثلاثة أعوام أنقب فى حياة شاعر مغمور من شعراء ص 12 الانكليز واغتظت لا أخفى عليكم أنى اغتظت حين ضحك الرجل ملء وجهه وقال نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر لو أنك درست علم الزراعة أو الهندسة أو الطب لكان خيرا "ص13
وتناول الراوى من خلال تناوله حياة مصطفى سعيد تعليم النوابغ فقد حكى على لسان مصطفى اختلافه عن بقية الأطفال فى سنه حيث قال :
" كنت أحس بأننى .. مختلف أقصد أننى لست كبقية الأطفال فى سنى لا أتأثر لشىء لا أبكى إذا ضربت لا أفرح إذا أثنى على المدرس فى الفصل لا أتألم لما يتألم له الباقون ..."ص24
وعلى لسان مصطفى سعيد حكى مظاهر نبوغه وكيف أن المعلمين سهلوا له أمر تعليمه حيث قال :
"المهم اننى انصرفت بكل طاقاتى لتلك الحياة الجديدة وسرعان ما اكتشفت فى عقلى مقدرة عجيبة على الحفظ والاستيعاب والفهم اقرا الكتاب فيرسخ جملة فى ذهنى ما ألبث أن أركز عقلى فى مشكلة الحساب حتى تتفتح لى مغالقها ... كان المعلمون ينظرون إلى كأننى معجزة وبدا التلاميذ يطلبون ودى ..كانت المرحلة الوسطى أقصى غاية يصل إليها المرء فى التعليم فى تلك الأيام وبعد ثلاثة أعوام قال لى ناظر المدرسة وكان انكليزيا هذه البلاد لا تتسع لذهنك فسافر اذهب إلى مصر أو لبنان أو انكلترا ..قلت له على الفور أريد أن اذهب إلى القاهرة فسهل لى فيما بعد السفر"ص26
وقال أيضا :
" كان كل همى أن أصل لندن جبلا أخر أكبر من القاهرة لا أدرى كم ليلة مكثت عنده كنت فى الخامسة عشر يظننى من يرانى فى العشرين متماسكا على نفسى كأننى قربة منفوخة ورائى قصة نجاح فذ فى المدرسة كل سلاحى هذه المدية الحادة فى جمجمتى وفى صدرى إحساس بارد جامد "ص30
وقال أيضا:
" كان عقلى كانه مدية حادة لكن اللغة ليست لغتى تعلمت فصاحتها بالممارسة "ص33
وعلى لسان شخصية أخرى ثانوية وهى المفتش تناول صفات مصطفى الغريبة فى رأيه ورأى زملائه وكيفية اهتمام المعلمين بمصطفى سعيد حيث قال :
" نعم مصطفى سعيد كان انبغ تلميذ فى أيامنا كنا فى فصل واحد ... كان أشهر طالب فى كلية غردون .. لم يكن له نشاط من هذا القبيل كان منعزلا ومتعاليا يقضى أوقات فراغه وحده إما فى القراءة وإما فى المشى مسافات طويلة .. كان نابغة فى كل شىء لم يوجد شىء يستعصى على ذهنه العجيب كان المدرسون يكلموننا بلهجة ويكلمونه لهجة أخرى خصوصا مدرسو ص55 اللغة الانجليزية كانوا كأنما يلقون الدرس له وحده دون بقية التلاميذ"ص56
وتحدث عن التعليم بالقفز أيام الاحتلال الانجليزى بسبب النبوغ حيث قال :
"قطع مصطفى سعيد مرحلة التعليم فى السودان قفزا كان بالفعل كأنه يسابق الزمن وبينما ظللنا نحن بعده فى كلية غردون ارسل هو فى بعثة إلى القاهرة وبعدها إلى لندن كان أول سودانى يرسل فى بعثة إلى الخارج كان ابن الانكليز المدلل ...كان ذلك يملؤنا غيظا واعجابا فى الوقت نفسه وكنا نطلق عليه بخليط من الاعجاب والحقد الانكليزى الأسود وعلى أيامنا كانت اللغة الانكليزية هى مفتاح المستقبل لا تقوم لأحد قائمة بدونها "ص56
وهى قضية ما زالت موجودة ولكن لا أحد ينفذها إلا قلة تعرف القانون لأن المعلمين الحاليين ومنهم أنا جهلة بالقانون ومنذ نصف قرن كانت تنفذ بكثرة فى المدارس ففى السنة التى كنت فيها فى الصف السادس الابتدائى بمدرسة نهضة الفتاة امتحن اكثر من عشر طلاب فى الصف الخامس امتحان الصفين الخامس والسادس معا ونجحوا جميعا ولكن منذ مارست التعليم كمهنة لم تنفذ فى أى مدرسة وكل ما نعرفه عن تطبيقها هو من خلال الصحف وقنوات التلفاز وغالبا ما يكون أحد أبناء أساتذة التعليم العالى الذين يعرفون القانون ويستغلونه لصالح أولادهم
وتناول الراوى قضية من قضايا التعليم وهى ما تزال قائمة فى العزب لقلة سكانها وكانت من نصف قرن أو أقل قائمة فى بعض القرى حيث لا تتواجد مدارس اعدادية وثانوية وما زالت قائمة فى القرى الكبرى التى لا تتواجد فيها مدارس التعليم الفنى والثانوى العام
قضية سفر التلاميذ للتعلم مشيا وركوبا والتى تضيع من أوقاتهم ساعات إيابا وذهابا قال عنها محجوب ناعيا على الدولة مركزية العاصمة :
"أولادنا يسافرون كذا ميلا للمدرسة ... ميزانية الدولة كلها تصرف فى الخرطوم مستشفى واحدة فى مروى نسافر له ثلاثة أيام النساء يمتن أثناء الوضع لا توجد داية واحدة متعلمة فى هذا البلد وأنت ماذا تصنع فى الخرطوم ما الفائدة أن يكون لنا ابنا فى الحكومة ولا يفعل شىء"ص120
وتناول الراوى على لسان محجوب نتيجة من نتائج التعليم فى المدارس وهى رهافة أى رقة القلب حيث قال:
" ضحك محجوب ...يا بنى آدم اصح لنفسك عد لصوابك أصبحت عاشقا أخر الزمن جننت مثل ود الريس المدارس والتعليم رهفت قلبك تبكى كالنساء أما والله عجايب حب ومرض وبكاء ص134
بالطبع التعليم له آثار على السلوك ولكن رهافة القلب ليست وحدها المطلوبة فيه ولكن القسوة مع العدو ومع المجرمين وفى الاثنين قال سبحانه:
" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
هذا فى الرقة وهى الرحمة وأما الغلظة مع العدو فقد قال سبحانه فيها :
" جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم "
وأما المجرمين فقد قال فى مجرمى الزنى " ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله "
كما تناول الطيب التنمية الذاتية للمعلم من خلال قراءة الكتب المختلفة فمصطفى سعيد ملأ حجرة كبيرة بالكتب من الأرضية وحتى السقف ومارس تأليف الكتب حيث قال :
"رائحة الطوب والخشب والند الحريق والصندل والكتب يا إلهى الحيطان الأربعة من الأرض حتى السقف رفوف رفوف كتب كتب كتب أشعلت سيجارة وملأت رئتى بالرائحة الغريبة ...ص 137.. والكتب على ضوء المصباح أراها مصنف كتب الاقتصاد والتاريخ والأدب ....ص138.. اقتصاد الاستعمار مصطفى سعيد الاستعمار والاحتكار مصطفى سعيد الصليب والبارود مصطفى سعيد اغتصاب افريقيا مصطفى سعيد..ص139
كما تحدث عن قيام المعلم بالكذب فى تعليم الأخرين كما فعل مصطفى سعيد فى محاضرة له وهى ردة فعل على تعليم المحتل الشعوب معلومات مغلوطة كالمعلومات عن تفوق العرق الأبيض على العرق الأسود وغيره والفقرة هى التى تقول :
"وقلت فى المحاضرة أن أبا نواس كان متصوفا وإنه جعل الخمر رمزا حمله جميع اشواقه الروحية وإن توقع إلى الخمر فى شعره كان فى الواقع توقا إلى الفناء فى ذات الله كلام ملفق لا أساس له من الصحة لكننى كنت ملهما فى تلك الليلة أحس الأكاذيب تتدفق على لسانى كأنها معان سامية وكنت أحس بالنشوة تسرى منى إلى الجمهور فأمضى فى الكذب"ص144
وتناول الراوى قضية لغة المحتل وأنها ستصير لغة الشعب حتى بعد خروجه من البلد حيث قال :
"وكونهم جاءوا إلى ديارنا لا أدرى لماذا هل معنى ذلك اننا نسمم حاضرنا ومستقبلنا إنهم سيخرجون من بلادنا إن عاجلا أو آجلا كما خرج كثيرون عبر التاريخ من بلاد كثيرة سكك الحديد والبواخر والمستشفيات والمصانع والمدارس ستكون لنا وسنتحدث لغتهم دون إحساس بالذنب ولا إحساس بالجميل سنكون كما نحن قوم عاديون وإذا كنا أكاذيب فنحن أكاذيب من صنع أنفسنا "ص 53
وهى وجهة نظر مغلوطة ما زال يتبناها المتخلفون وأذناب الغرب فى بلادنا من خلال فرض تعليم لغات المحتل الانجليزية والفرنسية وفى أحيان الأسبانية والبرتغالية فى دول أفريقيا فى مراحل التعليم الأساسى والثانوى وحتى الجامعات التى توجد فيها كليات لا تدرس العلوم فيها إلا بلغة المحتل وهى كارثة تعليمية فلا يوجد شعب يحترم نفسه يتعلم بلغة أخرى كانت لغة عدو الشعب يوما ما
لا يوجد شعب من المحتلين أو ممن سواهم يدرس لغات الأخرين فى مراحل التعليم الأولية الابتدائية والاعدادية والثانوية وإنما يدرسونها من خلال كليات معينة فى المرحلة الجامعية وهم لا يدرسونها لوجه الله أو لصالح الشعوب المتكلمة بها وإنما يعلمونها أولادهم لاستعمالهم كجواسيس أو موظفين كبار فى بلادنا فيما بعد يكونون متقنون للغة بحيث لا يكتشفهم أحد وما لورانس العرب ببعيد ولا اللواء جلوب أو أبوحنيك وزير دفاع الأردن لسنوات حتى بعد الاستقلال ببعيد
تدريس اللغة الأجنبية هو تمهيد لغزو يسمونه الثقافى ومن يدخله فى التعليم قد يدخله وهو لا يريد من خلف إدخاله إلا الحصول على نقود الأجانب سواء لنفسه أو لخدمة بلده كما يقال
بالطبع اللغات عند الله واحدة المنزلة ولكن استخدامها حاليا وسابقا من قبل المحتلين ومن زرعوهم فى بلادنا لها هدف مختلف غير التواصل بين الشعوب وهو هدف خبيث وهو بث ثقافاتهم المغايرة لديننا فى بلادنا ومن يذكر دروس اللغة الانجليزية من نصف قرن سيجد أنه كان يدرس من خلال كتب اللغة الأجنبية أبطال أوربا كوليم تل وكتابهم كشكسبير وسواهم وتعظيم شأنهم وكأن الصغار درسوا شخصيات بلادهم وحتى كتب تاريخ المرحلة الثانوية القديمة كانت تدرس لنا التاريخ الأوربى والأمريكى وساسته وكتابه وكأننا تعلمنا تاريخنا كما كانت تدرس لنا جغرافية تلك البلاد
الهدف من ازدواج الثقافة هو تمييع شخصية الطالب فلا يكون طالبا حسب دين بلده وإنما طالب لا هو مسلم ولا نصرانى ولا هو على دين أخر وللأسف فإن تلك السياسة نجحت فى تخريج الخارجين على الدين فى بلادنا وسيطرتهم على وسائل الاعلام والثقافة والتعليم سيطرة شبه تامة ومن ثم يقفون حجرة عثرة فى وجه أى إصلاح وصدقت مقولة :
أن الانجليز والفرنجة الحمر خرجوا من بلادنا وحلهم محلهم أمثالهم من الانجليز والفرنجة السمر والمقصود من اتبعوا ثقافاتهم من أبناء البلاد

نهيان
03-31-2025, 05:07 PM
اشكرك على رقي انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه

ناطق العبيدي
04-01-2025, 01:30 PM
تسلم أناملك عالطرح الرائـع
لآحرمنـا الله روعة موأضيعك
شكرا لمجهودك المميـز

عاشق العميد
04-04-2025, 01:48 PM
طرح رائع
يعطيك العافية على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز