هدوء القمر
01-23-2013, 09:21 AM
.
.
.
بَعْثَرّتَنّي بِقَسّوَة !
جَمَعَتَ كُلّ مَزَايّاكَ وَأَلّقَيَتَ بِهَا بَعِيدَاً
حَيّثُ يَسّكُنُ كِبْرِيَاؤُكَ المَزّعُوم !
لَمْ تَنّظُرُ إلَيّ !
ولَمْ تَتَحَسّسُّ لِنَبْضّي ولا لِسُرّعَةِ أَنّفَاسَي !
بَدَأتَ تُرّسِلَ شُعَاعَ اللّوَمَ عَلَى حُصُونِّي
مُتَسَلِّلاً مِنْ تِلّكَ الثّغَرَاتِ وَالشّقُوقِ !
وَنَجَحَتَ بِتَدْمِّيرِي .. كَمَا كَانَتْ أَفْعَالُكَ تَقُول !
قررت حينها أن أرحل عنك بسلام
وأحفظ ما بقي في قلبي من عساجد حبك !
لأنني أحببتك بصدق .. خشيت أن تهتز أرضك من
غضبك ومقتك .. وعنفوانك المدهش !
هناك أخطاء تغتفر .. وهناك النقيض !
وددت أنّك تريثت ولم تتسرع !
ولكن قدّر الله والحمد لله ..~
جنونك وغضبك لم أتخيله في أحلامي
فضلاً عن واقعي ..!
سلكتُ الطرق ليلاً ولم أبالي !
وحين وصلت لمحطة القطار ألقيتُ نظرة حزينة
خلفي .. حيثُ تركتك ..!
لقيتُ بلاداً أخرى
وبشراً غربـاء !
ولكن هـان الخطب عليّ كثيراً !
كنتُ اذهب للشاطئ يومياً
اكتب رسائلي وأحفظها في قارورة فالقيها على الأمواج
أراقب النوارس بهدوء
وحديثُ عيني يقول .. لو كنتُ مثلها ما لبثتُ بالحزن ساعة !
خرير الماء يُذكرني بتلك المعزوفة التي تُسهرك ليلاً
وتلبسك بجنون زيارة البحـر !
المطاعم مكتظة !
والطاولات الفارغة تكادُ تنعدم !
هناك في مؤخرة المطعم طاولة فارغة ..
وحيدة .. بعيدة .. لا الزوار حولها والعاملون !
ربما كان ذلك المكان المناسب .. فهو يشبهنّي !
جلست وأنا أراقبُ الناس بخوف ورهبة
فأنا فقدت الثقة بالجميع ولم استثني !
المقعد المقابل لي فارغ !
لا بأس .. فأنا اخترت المكان ..
فلا داعي بأن أبكي !
ليلي .. يمر بهـدوء
مشبعاً بالنسائم الرقيقـة ..!
أكثر ما كان يعجبني به ..
تلك الفراشات المضيئة .. التي تبهر ناظري
وتسلّي روحي .. وترسم البسمة على شفاهي !
قمري .. كان الصديق الأوفى والأرق والأجمل !
يتحدى النجوم بشكله المختلف .. وسراجه اللطيف !
أسـرح معه لعالمي البعيد .. وبلادي المهجورة !
ربما كنتَ قاسي معي ..
وربما كانت غربتي أقسى !
ولكن .. لا سبيل للمقارنة بينكم ولا للفصل !
كلاكما يرتدي عباءة سوداء ووشاح داكن !
أعلم تماماً ما يستتر تحتها !
فحسب روحي الطامعة بالحديث فلم اطلب منكما
خلعها .. والأمر لكما راجـع ..~
عـدت .. وكانت نظرتك كالرصاصة !
أصابت روحي المتعطشة لك بالحمّى ..!
وكنت أنت كمن يحاول استيعاب المستحيل
والتصدي له بعنفوان وضجـر !
من أحلامي السقيمة أن أراك مبتهجةً بعودتي
فاتحاً لي ذراعيك بحب ولهفة !
ولكنك قتلتني هذه المرة شر قتلة !
لا عليك يا وليد حبي وريعان عشقي ..
سأرحل هذه المرة بعد !
ولكن ليس قبل أن أخبرك بأنّي سأرحل بلا عودة
وإلى تحت الثـرى !
وعزائي لروحك الثكلى
وأنفاسك المتقطعة
وقلبك الممزق ..~
تلاشيتُ منك وعلامات الظهول تعتريني !
وآخر رمقي يقول
استودعتك الله !
.
.
بَعْثَرّتَنّي بِقَسّوَة !
جَمَعَتَ كُلّ مَزَايّاكَ وَأَلّقَيَتَ بِهَا بَعِيدَاً
حَيّثُ يَسّكُنُ كِبْرِيَاؤُكَ المَزّعُوم !
لَمْ تَنّظُرُ إلَيّ !
ولَمْ تَتَحَسّسُّ لِنَبْضّي ولا لِسُرّعَةِ أَنّفَاسَي !
بَدَأتَ تُرّسِلَ شُعَاعَ اللّوَمَ عَلَى حُصُونِّي
مُتَسَلِّلاً مِنْ تِلّكَ الثّغَرَاتِ وَالشّقُوقِ !
وَنَجَحَتَ بِتَدْمِّيرِي .. كَمَا كَانَتْ أَفْعَالُكَ تَقُول !
قررت حينها أن أرحل عنك بسلام
وأحفظ ما بقي في قلبي من عساجد حبك !
لأنني أحببتك بصدق .. خشيت أن تهتز أرضك من
غضبك ومقتك .. وعنفوانك المدهش !
هناك أخطاء تغتفر .. وهناك النقيض !
وددت أنّك تريثت ولم تتسرع !
ولكن قدّر الله والحمد لله ..~
جنونك وغضبك لم أتخيله في أحلامي
فضلاً عن واقعي ..!
سلكتُ الطرق ليلاً ولم أبالي !
وحين وصلت لمحطة القطار ألقيتُ نظرة حزينة
خلفي .. حيثُ تركتك ..!
لقيتُ بلاداً أخرى
وبشراً غربـاء !
ولكن هـان الخطب عليّ كثيراً !
كنتُ اذهب للشاطئ يومياً
اكتب رسائلي وأحفظها في قارورة فالقيها على الأمواج
أراقب النوارس بهدوء
وحديثُ عيني يقول .. لو كنتُ مثلها ما لبثتُ بالحزن ساعة !
خرير الماء يُذكرني بتلك المعزوفة التي تُسهرك ليلاً
وتلبسك بجنون زيارة البحـر !
المطاعم مكتظة !
والطاولات الفارغة تكادُ تنعدم !
هناك في مؤخرة المطعم طاولة فارغة ..
وحيدة .. بعيدة .. لا الزوار حولها والعاملون !
ربما كان ذلك المكان المناسب .. فهو يشبهنّي !
جلست وأنا أراقبُ الناس بخوف ورهبة
فأنا فقدت الثقة بالجميع ولم استثني !
المقعد المقابل لي فارغ !
لا بأس .. فأنا اخترت المكان ..
فلا داعي بأن أبكي !
ليلي .. يمر بهـدوء
مشبعاً بالنسائم الرقيقـة ..!
أكثر ما كان يعجبني به ..
تلك الفراشات المضيئة .. التي تبهر ناظري
وتسلّي روحي .. وترسم البسمة على شفاهي !
قمري .. كان الصديق الأوفى والأرق والأجمل !
يتحدى النجوم بشكله المختلف .. وسراجه اللطيف !
أسـرح معه لعالمي البعيد .. وبلادي المهجورة !
ربما كنتَ قاسي معي ..
وربما كانت غربتي أقسى !
ولكن .. لا سبيل للمقارنة بينكم ولا للفصل !
كلاكما يرتدي عباءة سوداء ووشاح داكن !
أعلم تماماً ما يستتر تحتها !
فحسب روحي الطامعة بالحديث فلم اطلب منكما
خلعها .. والأمر لكما راجـع ..~
عـدت .. وكانت نظرتك كالرصاصة !
أصابت روحي المتعطشة لك بالحمّى ..!
وكنت أنت كمن يحاول استيعاب المستحيل
والتصدي له بعنفوان وضجـر !
من أحلامي السقيمة أن أراك مبتهجةً بعودتي
فاتحاً لي ذراعيك بحب ولهفة !
ولكنك قتلتني هذه المرة شر قتلة !
لا عليك يا وليد حبي وريعان عشقي ..
سأرحل هذه المرة بعد !
ولكن ليس قبل أن أخبرك بأنّي سأرحل بلا عودة
وإلى تحت الثـرى !
وعزائي لروحك الثكلى
وأنفاسك المتقطعة
وقلبك الممزق ..~
تلاشيتُ منك وعلامات الظهول تعتريني !
وآخر رمقي يقول
استودعتك الله !