الوعد الصادق
02-22-2013, 09:56 PM
سَر الْجَمَال وَالْكَمَال
ك ـ الْوَعْد الصادق
فِي الْكَمَال الأبدي خُلَق الإبداع الأزلي وَالْجَمَال الْحَقِيقِي وَكَانت مِن أمور حقائق الْمُسَلّمَات الَّتِي تَدْعُو إلى الْتَّأَمُّل وَالْتَّفَكُّر من الإنسان وَلَا تَحْتَاج إلى جَدَل أَو حِوَار.
أما مَكَان وَزَمَن هَذَا الْكَمَال الْمُطْلَق والإبداع وَالْجَمَال الْحَقِيقِي سَر فَعَلَه ، فِي ذَات الْرَّب . ولَا يُطَّلِّع عَلَيْه أَحَد من خلقه . وَلَكِن : كَيْف تَأَتَّى لَنَا مَعْرِفَة أَن الْكَمَال الْمُطَلَق والإبداع وَالْجَمَال الْحَقِيقِي سَر فَعَلَه ، فِي ذَات الْرَّب ؟
مَا يَبْدُو ظَاهِرا فِي الْوُجُوْد يُنْبِئ عَن سرٍ أَعْظّم فِي بَاطِنِه . فِي أَبْسَط مَا يَكُوْن لِلْكَائِن ـ الإنسان . وَيَعْجِز الإنسان سْبَرَ غُوّر بَاطِن الْحَقِيقَة وَكَشْف الْسِّر الأعظم الْبَاطِنِي الْغَائِب الْمَغِيْب فِي الْجَوْهَر وَالشَّكْل وَالْمَضْمُوْن .
فَلِمَاذَا ؟ لِأَنَّه سُر مَن أسرار رَبَّنَا الْمَاجِد الْعَظِيْم .
فَالَرَّب الَّمُبَدَّع الْخَالِق الْعَظِيْم مَكْشُوْف عِنْدَه السِّر قَبْلَ العَلَنْ . وكُل سَر فِي الْبَاطِن عَجَز عَن إدراكه الْمَخْلُوْق . هُو ظَاهِر عِنْد الْرَّب قَبْل ان يَكُوْن عِنْد الإنسان سَر مِن أسرار الشيء الْمَسْتُوْر.
وَلَا غَرْو أن الْكَمَال الْمُطَلَق ، وَالْجَمَال الْحَقِيقِي الْعَظِيْم ، الْبَعِيْد ، الَّذِي لا يُتَصَورَّ حُدُودُه وَزَمَنُه وعَظَمَتِه عَقَلٌ ، كَائِن فِي ذَات الْرَّب ، لِأَن الْرَّب الْعَظِيْم لَيْس كَمِثْلِه شَيْء وَهُو الْسَّمِيْع الْبَصِيْر .
وَمَن ناحيةٍ أُخْرَى وَجَد الْكَمَال الإنساني ، وَالْجَمَال الْحَقِيقِي ، نَالَه وَاحِد لَا شَرِيْك لَه مَن الْبَشَر مُنْذ أن خَلَق الْلَّه الْنَّاس وَفِطَرِهِم عَلَى الْجِمَال الْمُمَكَّن فِي الشَّكْل وَالَصُّوَرَة وَالْجَوْهَر . بَعِيْدَا عَن الْكَمَال فِيْهِم . وَالَّذِي نَال الْكَمَال الإنساني وَالْكَمَال الْوِجْدَانِي ، وَالْجَمَال الْحَقِيقَي فِي الْجَوْهَر وَالشَّكْل والصورة وَالْمُظْهِرـ هُو مُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم . فَكَان نِبْرَاسَا لِلْكَمَال الإنساني الْمُطْلَق وَالْجَمَال الْحَقِيقِي ، وَحْدَه فِي الْنَّاس لَا شَرِيْك لَه .
أَمَّا الْكَمَال الْعُلْوِي الْمُطْلَق ، وَالْجَمَال الأبدي والإبداع ، فَهُو لِلَّه وَحْدَه الْمُتَفَرِّد بالإلوهية وَالْعُبُوْدِيَّة والأسماء وَالصِّفَات وَالْكَيْنُونَة وَالصَّمَدِيَّة . لَا الَه إلا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه .
وَقَد يَقُوْل قَائِل ان نَبِي الْلَّه يُوْسُف صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم كَان جَمِيْلَا .. نَعَم ، نَال الْجَمَال وَالْسُّمُو الْعَظِيم و الِاصْطِفَاء بِمَنْزِلَة عَظِيْمَة تَعْلُو عَلَى مَن خَلَق الْلَّه فِي ذَاك الْزَّمَان ، لَكِن الْرَّسُوْل الأعظم مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم نَال شرف الْكَمَال الإنساني وَالْجَمَال الْحَقِيقِي مَوْرُوْثا لَه وَحْدَه . لِكُل الأزمنة عَلَى الإطلاق ، وَلَا شَك انَّه لَيْس احَد كَمُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه .
وَفِي هَذَا الْزَّمَن بُعْد نَبِي الْلَّه مُحَمَّد وَمَوْت صَحَابَتِه الْكِرَام ،
ظْهَرِ الجَمَال الْمُمْكِن ، وَهُو أدنى دَرَجَات الْجَمَال أبدا ، فِي غِيَاب تَام وَمَوْت لِلْكَمَال الْغَيْر مُمْكِن أصلا .
هَذَا الْجَمَال يُنَاسِب حَال عَالِم هَذَا الْزَّمَن ، لِان الْجَمَال فِطْرِي فِي سُنّةَ وإبداع كل مَا خَلَقَه الْرَّب العظيم ، جَمالٌ لَا يَنْتَهِي ، بَيْد أن صُوْرَه وَمَرِاحَلَّه تَتَدْنّى وتتضاءل أزمانا
أننا نُحِب الْجَمَال وَنَبْحَث عَنْه فِي المظهر والشكل وَالصُورِة ، وَهَذَا اغْلِب مَا يُدَاعِب وَيُدَغْدِغ مَشَاعِرَنَا ، وَنَنْسَى أن الْرَّب الْمَجْد فَطَر جَمَالَا آَخَر يَسْكُن الذَّات وَالْمُهَج فِي الْبَاطِن . فَكَم نَتَمَنَّى الْجَمَال الْظَّاهِرِي فِيْنَا و فِي الْغَيْر ، ونحصده لكننا لا نَمُلْكَه ، وَيَنْعَدِم تَمَامَا فِي جوهر الباطن ، ثُم نُفَاجَأ بِأَنَّنَا لَم نَحْصُل عَلَى فُتَات أَدْنَى دَرَجَات الْجَمَال . لَا فِي الشَّكْل وَالظَاهَرْ وَلا الْجَوْهَر وَالْمَكْنُوْن . وَهَذَا أمر مُؤْسِف ، يَنْخَدِع فِيْه اغْلِب الْبَشَر .
كَم رَأَيْنَا مِن أَلَا ، جَمَال فِي الْظَّاهِر . فيمَن نُعَاشِرْهُم ، لَكِنَّنَا وجدنا فيهم دُرَراً ثَمِيْنَةً وَجَوَاهِر مَكْنُونُه فِي دَاخِل ذَاتَهُم وَمُتِّعْنَا بِالْبَسْمَة وَالْضَّحْكَة والبشاشة وَحُسْن الْمَعْشَر.
وَكَم رَأَيْنَا أناسا مُنِحُوا الْجَمَال الْشِّكْلِي ، وَصُبِغَت دَوَاخِلِهِم سَوَادا كَالِحَا وأفعال تَكَاد تَطيرِ مِنّها الْجُمْاجُمَ. وقد أصَابَتْ عُقولَهُم هَشَاشَةُ فِكر أشبه بِهَشَاشَةِ العِظِامْ .
فِي الْنِّهَايَة ، مَا زَال الْغُرُوْر يُشَكِّل فِيْنَا أشكالا أبديا عَظِيّما يَقْتَلِع اللُّب وَالْجُمْجُمَة
ك ـ الْوَعْد الصادق
فِي الْكَمَال الأبدي خُلَق الإبداع الأزلي وَالْجَمَال الْحَقِيقِي وَكَانت مِن أمور حقائق الْمُسَلّمَات الَّتِي تَدْعُو إلى الْتَّأَمُّل وَالْتَّفَكُّر من الإنسان وَلَا تَحْتَاج إلى جَدَل أَو حِوَار.
أما مَكَان وَزَمَن هَذَا الْكَمَال الْمُطْلَق والإبداع وَالْجَمَال الْحَقِيقِي سَر فَعَلَه ، فِي ذَات الْرَّب . ولَا يُطَّلِّع عَلَيْه أَحَد من خلقه . وَلَكِن : كَيْف تَأَتَّى لَنَا مَعْرِفَة أَن الْكَمَال الْمُطَلَق والإبداع وَالْجَمَال الْحَقِيقِي سَر فَعَلَه ، فِي ذَات الْرَّب ؟
مَا يَبْدُو ظَاهِرا فِي الْوُجُوْد يُنْبِئ عَن سرٍ أَعْظّم فِي بَاطِنِه . فِي أَبْسَط مَا يَكُوْن لِلْكَائِن ـ الإنسان . وَيَعْجِز الإنسان سْبَرَ غُوّر بَاطِن الْحَقِيقَة وَكَشْف الْسِّر الأعظم الْبَاطِنِي الْغَائِب الْمَغِيْب فِي الْجَوْهَر وَالشَّكْل وَالْمَضْمُوْن .
فَلِمَاذَا ؟ لِأَنَّه سُر مَن أسرار رَبَّنَا الْمَاجِد الْعَظِيْم .
فَالَرَّب الَّمُبَدَّع الْخَالِق الْعَظِيْم مَكْشُوْف عِنْدَه السِّر قَبْلَ العَلَنْ . وكُل سَر فِي الْبَاطِن عَجَز عَن إدراكه الْمَخْلُوْق . هُو ظَاهِر عِنْد الْرَّب قَبْل ان يَكُوْن عِنْد الإنسان سَر مِن أسرار الشيء الْمَسْتُوْر.
وَلَا غَرْو أن الْكَمَال الْمُطَلَق ، وَالْجَمَال الْحَقِيقِي الْعَظِيْم ، الْبَعِيْد ، الَّذِي لا يُتَصَورَّ حُدُودُه وَزَمَنُه وعَظَمَتِه عَقَلٌ ، كَائِن فِي ذَات الْرَّب ، لِأَن الْرَّب الْعَظِيْم لَيْس كَمِثْلِه شَيْء وَهُو الْسَّمِيْع الْبَصِيْر .
وَمَن ناحيةٍ أُخْرَى وَجَد الْكَمَال الإنساني ، وَالْجَمَال الْحَقِيقِي ، نَالَه وَاحِد لَا شَرِيْك لَه مَن الْبَشَر مُنْذ أن خَلَق الْلَّه الْنَّاس وَفِطَرِهِم عَلَى الْجِمَال الْمُمَكَّن فِي الشَّكْل وَالَصُّوَرَة وَالْجَوْهَر . بَعِيْدَا عَن الْكَمَال فِيْهِم . وَالَّذِي نَال الْكَمَال الإنساني وَالْكَمَال الْوِجْدَانِي ، وَالْجَمَال الْحَقِيقَي فِي الْجَوْهَر وَالشَّكْل والصورة وَالْمُظْهِرـ هُو مُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم . فَكَان نِبْرَاسَا لِلْكَمَال الإنساني الْمُطْلَق وَالْجَمَال الْحَقِيقِي ، وَحْدَه فِي الْنَّاس لَا شَرِيْك لَه .
أَمَّا الْكَمَال الْعُلْوِي الْمُطْلَق ، وَالْجَمَال الأبدي والإبداع ، فَهُو لِلَّه وَحْدَه الْمُتَفَرِّد بالإلوهية وَالْعُبُوْدِيَّة والأسماء وَالصِّفَات وَالْكَيْنُونَة وَالصَّمَدِيَّة . لَا الَه إلا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه .
وَقَد يَقُوْل قَائِل ان نَبِي الْلَّه يُوْسُف صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم كَان جَمِيْلَا .. نَعَم ، نَال الْجَمَال وَالْسُّمُو الْعَظِيم و الِاصْطِفَاء بِمَنْزِلَة عَظِيْمَة تَعْلُو عَلَى مَن خَلَق الْلَّه فِي ذَاك الْزَّمَان ، لَكِن الْرَّسُوْل الأعظم مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم نَال شرف الْكَمَال الإنساني وَالْجَمَال الْحَقِيقِي مَوْرُوْثا لَه وَحْدَه . لِكُل الأزمنة عَلَى الإطلاق ، وَلَا شَك انَّه لَيْس احَد كَمُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه .
وَفِي هَذَا الْزَّمَن بُعْد نَبِي الْلَّه مُحَمَّد وَمَوْت صَحَابَتِه الْكِرَام ،
ظْهَرِ الجَمَال الْمُمْكِن ، وَهُو أدنى دَرَجَات الْجَمَال أبدا ، فِي غِيَاب تَام وَمَوْت لِلْكَمَال الْغَيْر مُمْكِن أصلا .
هَذَا الْجَمَال يُنَاسِب حَال عَالِم هَذَا الْزَّمَن ، لِان الْجَمَال فِطْرِي فِي سُنّةَ وإبداع كل مَا خَلَقَه الْرَّب العظيم ، جَمالٌ لَا يَنْتَهِي ، بَيْد أن صُوْرَه وَمَرِاحَلَّه تَتَدْنّى وتتضاءل أزمانا
أننا نُحِب الْجَمَال وَنَبْحَث عَنْه فِي المظهر والشكل وَالصُورِة ، وَهَذَا اغْلِب مَا يُدَاعِب وَيُدَغْدِغ مَشَاعِرَنَا ، وَنَنْسَى أن الْرَّب الْمَجْد فَطَر جَمَالَا آَخَر يَسْكُن الذَّات وَالْمُهَج فِي الْبَاطِن . فَكَم نَتَمَنَّى الْجَمَال الْظَّاهِرِي فِيْنَا و فِي الْغَيْر ، ونحصده لكننا لا نَمُلْكَه ، وَيَنْعَدِم تَمَامَا فِي جوهر الباطن ، ثُم نُفَاجَأ بِأَنَّنَا لَم نَحْصُل عَلَى فُتَات أَدْنَى دَرَجَات الْجَمَال . لَا فِي الشَّكْل وَالظَاهَرْ وَلا الْجَوْهَر وَالْمَكْنُوْن . وَهَذَا أمر مُؤْسِف ، يَنْخَدِع فِيْه اغْلِب الْبَشَر .
كَم رَأَيْنَا مِن أَلَا ، جَمَال فِي الْظَّاهِر . فيمَن نُعَاشِرْهُم ، لَكِنَّنَا وجدنا فيهم دُرَراً ثَمِيْنَةً وَجَوَاهِر مَكْنُونُه فِي دَاخِل ذَاتَهُم وَمُتِّعْنَا بِالْبَسْمَة وَالْضَّحْكَة والبشاشة وَحُسْن الْمَعْشَر.
وَكَم رَأَيْنَا أناسا مُنِحُوا الْجَمَال الْشِّكْلِي ، وَصُبِغَت دَوَاخِلِهِم سَوَادا كَالِحَا وأفعال تَكَاد تَطيرِ مِنّها الْجُمْاجُمَ. وقد أصَابَتْ عُقولَهُم هَشَاشَةُ فِكر أشبه بِهَشَاشَةِ العِظِامْ .
فِي الْنِّهَايَة ، مَا زَال الْغُرُوْر يُشَكِّل فِيْنَا أشكالا أبديا عَظِيّما يَقْتَلِع اللُّب وَالْجُمْجُمَة