تاريخ العراق القديم/فلم الاميرة والنهر مستوحاة من اساطير بلاد الرافدين

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الأميرة والنهر هو أول فيلم عراقي للرسوم المتحركة من انتاج عام 1982 و قصته مستوحاة من اساطير بلاد الرافدين ما قبل التاريخ.
تحكي قصة الفلم عن الملك گوديا حاكم مملكة لكش وكان له ثلاث بنات اولمينا و أورنينا وسوناني ، وبعد أن أصبح طاعناً في السن وغير قادر على الحراك بسبب المرض وقد انتشرت الفوضى في بلاد ما بين النهرين ، يوصي بناته الثلاث في لحظاته الأخيرة بتوحيد مدن ما بين النهرين ، فيوصي بالعرش لابنته الكبرى أولمينا ولكن لكي تتربع اولمينا على عرش البلاد يجب عليها ان تذهب في ليلة اكتمال القمر إلى معبد نانا إلهة القمر الموجود في مدينة اور وهو بعيد جداً عن لكش كما ان المدن الموجودة بين لكش ومدينة اور هي في حالة حروب وفوضى فالأمر خطير لمن أراد الذهاب إلى المعبد لكن الوزير اتراهسيس أكد للأميرة بأن المدن ستتوقف عن القتال لان الحُكام سيتوجهون إلى المعبد لتقديم الثناء لإلهة القمر في الأيام الحرام.
تتوجه أولمينا للمعبد وتقابل اينانبادا كبيرة كهان المعبد وهي المكلفة بتعليم الأمراء كيف يصبحون حكاماً ، وتسألها عن الطريقة التي تجعلها حاكمة لمملكة لكش فتخبرها الكاهنة عن المهمات التي يجب ان تتخطاها لتصبح حاكمة مدينة لگش والمهام كانت ثلاث :
المهمة الاولى هي السباحة من الضفة إلى الضفة وتحذرها من تنين النهر.
المهمة الثانية كانت عبور صحراء الموت وتسلق الجبال الجرداء وتحذرها من شمس النهار و رياح الصقيع.
المهمة الثالثة كانت الدخول إلى الغابة الذهبية والتقاط تفاحة الياقوت من فوق شجرة الأولوبو ، وتحذرها من الأفعى الفضية وطير الزون.
و لا يسمح لأحد بمساعدتها باستثناء حاكم من الحكام
كانت الأميرة الكبرى متعجرفة ولم تستمع إلى نصائح اتراهسيس وزيرها المخلص و كانت شديدة الغرور بقوتها و براعتها في القتال ، إلا أنها خسرت حياتها أثناء مهمتها الأولى ، فانتقلت وصية العرش إلى البنت الوسطى المعروفة بذكائها و التي ايضاً لم تستمع إلى وصايا وزيرها وكانت شديد الثقة والغرور بذكائها ودهائها إلا أنها خسرت حياتها عند عبورها النهر في خطوتها الأخيرة.
فينتقل الامر إلى البنت الصغرى سوناني الفتاة المتواضعة التي تثق بنصائح وزيرها المخلص فتنجح في اجتياز كل المهام وتصبح المكلة على لگش.
الحكمة من هذه الأسطورة ان القوة و الذكاء وحدهما غير كافيين ليصبح الإنسان حاكما عادلا ، بل يجب ان يكون التواضع والابتعاد عن الغرور و الاستماع إلى راي ونصائح الآخرين هي من اهم صفات الحاكم الحق في بلاد الرافدين .

بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي