منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-23-2019 02:16 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




مَن لَم يَذُق فَقدَ أَليفِ الصِبا

لَم يَدرِ ما أُبدي وَما أُضمِرُ

أَفقَدَني المَوتُ بِهِ وافِياً

لا يَعرِفُ الخَتلَ وَلا يَغدِر

تَقرَأُ في عَينَيهِ كُلَّ الَّذي

في نَفسِهِ عَن نَفسِهِ يَستُرُ

ثَلاثَةٌ لَم تَعرُ عَن عِفَّةٍ

لِسانُهُ وَالذَيلُ وَالمِئزَرُ

قَد كانَ مِتلافاً لِأَموالِهِ

وَكانَ نَهّاضاً بِمَن يَعثُرُ

أَوشَكَ أَن يُفقِرَهُ جودُهُ

وَمِن صُنوفِ الجودِ ما يُفقِرُ

أُصيبَ فيهِ المَجدُ يَومَ اِنطَوى

وَالعُرفُ وَالسائِلُ وَالمُعسِرُ

كُنّا عَلى عَهدِ الصِبا سَبعَةً

بِمُستَطابِ اللَهوِ نَستَأثِرُ

البابِلي صَفوَةُ فِتيانِنا

وَاِبنُ المولِحي الكاتِبُ الأَشهَرُ

وَصادِقٌ خَيرُ بَني سَيِّدٍ

وَبَيرَمٌ إِذ عودُهُ أَخضَرُ

وَكانَ عَبدُ اللَهِ أُنساً لَنا

وَأُنسُ عَبدِ اللَهِ لا يُنكَرُ

لَهوٌ كَريمٌ لَم يَشُب صَفوَهُ

رِجسٌ وَلَم يَشهَدهُ مُستَهتِرُ

فَكَم لَنا مِن مَجلِسٍ طَيِّبٍ

يَشتاقُهُ هارونُ أَو جَعفَرُ

نَلعَبُ بِاللَفظِ كَما نَشتَهي

وَنُضمِرُ المَعنى فَما يَظهَرُ

وَنُرسِلُ النُكتَةَ مَحبوكَةً

عَن غَيرِنا في الحُسنِ لا تَصدُرُ

ثُمَّ اِنطَوى هَذا وَهَذا وَما

يُطوى مِنَ الأَيّامِ لا يُنشَرُ

كَم دَوحَةٍ أَودى بِها عاصِفٌ

وَالنَجمُ مِن مَأمَنِهِ يَنظُرُ





عطر الزنبق 11-23-2019 02:16 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا

كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا

إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ

ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا

في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ

رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا

قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ

أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا

فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ

أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا

قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت

أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا

أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها

وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا

أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم

حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا

لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم

يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا

يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً

ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا

لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ

سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا






عطر الزنبق 11-23-2019 02:16 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




إيهِ يا لَيلُ هَل شَهِدتَ المُصابا

كَيفَ يَنصَبُّ في النُفوسِ اِنصِبابا

بَلِّغِ المَشرِقَينِ قَبلَ اِنبِلاجِ الـ

ـصُبحِ أَنَّ الرَئيسَ وَلّى وَغابا

وَاِنعَ لِلنَيِّراتِ سَعداً فَسَعدٌ

كانَ أَمضى في الأَرضِ مِنها شِهابا

قُدَّ يا لَيلُ مِن سَوادِكَ ثَوباً

لِلدَراري وَلِلضُحى جِلبابا

اُنسُجِ الحالِكاتِ مِنكَ نِقاباً

وَاِحبُ شَمسَ النَهارِ ذاكَ النِقابا

قُل لَها غابَ كَوكَبُ الأَرضِ في الأَر

ضِ فَغيبي عَنِ السَماءِ اِحتِجابا

وَاِلبَسيني عَلَيهِ ثَوبَ حِدادٍ

وَاِجلِسي لِلعَزاءِ فَالحُزنُ طابا

أَينَ سَعدٌ فَذاكَ أَوَّلُ حَفلٍ

غابَ عَن صَدرِهِ وَعافَ الخِطابا

لَم يُعَوِّد جُنودَهُ يَومَ خَطبٍ

أَن يُنادى فَلا يَرُدُّ الجَوابا

عَلَّ أَمراً قَد عاقَهُ عَلَّ سُقماً

قَد عَراهُ لَقَد أَطالَ الغِيابا

أَي جُنودَ الرَئيسِ نادوا جِهاراً

فَإِذا لَم يُجِب فَشُقّوا الثِيابا

إِنَّها النَكبَةُ الَّتي كُنتُ أَخشى

إِنَّها الساعَةُ الَّتي كُنتُ آبى

إِنَّها اللَفظَةُ الَّتي تَنسِفُ الأَنـ

ـفُسَ نَسفاً وَتَفقُرُ الأَصلابا

ماتَ سَعدٌ لا كُنتِ يا ماتَ سَعدٌ

أَسِهاماً مَسمومَةً أَم حِرابا

كَيفَ أَقصَدتِ كُلَّ حَيٍّ عَلى الأَر

ضِ وَأَحدَثتِ في الوُجودِ اِنقِلابا

حَسرَةٌ عِندَ أَنَّةٍ عِندَ آهٍ

تَحتَها زَفرَةٌ تُذيبُ الصِلابا

قُل لِمَن باتَ في فِلِسطينَ يَبكي

إِنَّ زِلزالَنا أَجَلُّ مُصابا

قَد دُهيتُم في دورِكُم وَدُهينا

في نُفوسٍ أَبَينَ إِلّا اِحتِسابا

فَفَقَدتُم عَلى الحَوادِثِ جَفناً

وَفَقَدنا المُهَنَّدَ القِرضابا

سَلَّهُ رَبُّهُ زَماناً فَأَبلى

ثُمَّ ناداهُ رَبُّهُ فَأَجابا

قَدَرٌ شاءَ أَن يُزَلزِلَ مِصراً

فَتَغالى فَزَلزَلَ الأَلبابا

طاحَ بِالرَأسِ مِن رِجالاتِ مِصرٍ

وَتَخَطّى التُحوتَ وَالأَوشابا

وَالمَقاديرُ إِن رَمَت لا تُبالي

أَرُؤوساً تُصيبُ أَم أَذنابا

خَرَجَت أُمَّةٌ تُشَيِّعُ نَعشاً

قَد حَوى أُمَّةً وَبَحراً عُبابا

حَمَلوهُ عَلى المَدافِعِ لَمّا

أَعجَزَ الهامَ حَملُهُ وَالرِقابا

حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجري

شَفَقاً سائِلاً وَصُبحاً مُذابا

وَسَها النيلُ عَن سُراهُ ذُهولاً

حينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا

ظَنَّ يا سَعدُ أَن يَرى مِهرَجاناً

فَرَأى مَأتَماً وَحَشداً عُجابا

لَم تَسُق مِثلَهُ فَراعينُ مِصرٍ

يَومَ كانوا لِأَهلِها أَربابا

خَضَبَ الشيبُ شَيبَهُم بِسَوادٍ

وَمَحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضابا

وَاِستَهَلَّت سُحبُ البُكاءِ عَلى الوا

دي فَغَطَّت خَضراءَهُ وَاليَبابا

ساقَت التَيمِسُ العَزاءَ إِلَينا

وَتَوَخَّت في مَدحِكَ الإِسهابا

لَم يَنُح جازِعٌ عَلَيكَ كَما نا

حَت وَلا أَطنَبَ المُحِبُّ وَحابى

وَاِعتِرافُ التاميزِ يا سَعدُ مِقيا

سٌ لِما نالَ نيلَنا وَأَصابا

يا كَبيرَ الفُؤادِ وَالنَفسِ وَالآ

مالِ أَينَ اِعتَزَمتَ عَنّا الذَهابا

كَيفَ نَنسى مَواقِفاً لَكَ فينا

كُنتَ فيها المَهيبَ لا الهَيّابا

كُنتَ في مَيعَةِ الشَبابِ حُساماً

زادَ صَقلاً فِرِندُهُ حينَ شابا

لَم يُنازِلكَ قارِحُ القَومِ إِلّا

كُنتَ أَقوى يَداً وَأَعلى جَنابا

عِظَمٌ لَو حَواهُ كِسرى أَنوشَر

وانَ يَوماً لَضاقَ عَنهُ إِهابا

وَمَضاءٌ يُريكَ حَدَّ قَضاءِ اللَ

هِ يَفري مَتناً وَيَحطِمُ نابا

قَد تَحَدَّيتَ قُوَّةً تَملَأُ المَعـ

ـمورَ مِن هَولِ بَطشِها إِرهابا

تَملِكُ البَرَّ وَالبِحارَ وَتَمشي

فَوقَ هامِ الوَرى وَتَجبي السَحابا

لَم يُنَهنِه مِن عَزمِكَ السِجنُ وَالنَفـ

ـسُ وَساجَلتَها بِمِصرَ الضِرابا

سائِلوا سيشِلاً أَأَوجَسَ خَوفاً

وَسَلوا طارِقاً أَرامَ اِنسِحابا

عَزمَةٌ لا يَصُدُّها عَن مَداها

ما يَصُدُّ السُيولَ تَغشى الهِضابا

لَيتَ سَعداً أَقامَ حَتّى يَرانا

كَيفَ نُعلي عَلى الأَساسِ القِبابا

قَد كَشَفنا بِهَديِهِ كُلَّ خافٍ

وَحَسِبنا لِكُلِّ شَيءٍ حِسابا

حُجَجُ المُبطِلينَ تَمضي سِراعاً

مِثلَما تُطلِعُ الكُؤوسُ الحَبابا

حينَ قالَ اِنتَهَيتُ قُلنا بَدَأنا

نَحمِلُ العِبءَ وَحدَنا وَالصِعابا

فَاِحجُبوا الشَمسَ وَاِحبِسوا الرَوحَ عَنّا

وَاِمنَعونا طَعامَنا وَالشَرابا

وَاِستَشِفّوا يَقينَنا رَغمَ ما نَلـ

ـقى فَهَل تَلمَحونَ فيهِ اِرتِيابا

قَد مَلَكتُم فَمَ السَبيلِ عَلَينا

وَفَتَحتُم لِكُلِّ شَعواءَ بابا

وَأَتَيتُم بِالحائِماتِ تَرامى

تَحمِلُ المَوتَ جاثِماً وَالخَرابا

وَمَلَأتُم جَوانِبَ النيلِ وَعداً

وَوَعيداً وَرَحمَةً وَعَذابا

هَل ظَفِرتُم مِنّا بِقَلبٍ أَبِيٍّ

أَو رَأَيتُم مِنّا إِلَيكُم مَثابا

لا تَقولوا خَلا العَرينُ فَفيهِ

أَلفُ لَيثٍ إِذا العَرينُ أَهابا

فَاِجمَعوا كَيدَكُم وَروعوا حِماها

إِنَّ عِندَ العَرينِ أُسداً غِضابا

جَزِعَ الشَرقُ كُلُّهُ لِعَظيمٍ

مَلَأَ الشَرقَ كُلَّهُ إِعجابا

عَلَّمَ الشامَ وَالعِراقَ وَنَجداً

كَيفَ يُحمى الحِمى إِذا الخَطبُ نابا

جَمَعَ الحَقَّ كُلَّهُ في كِتابٍ

وَاِستَثارَ الأُسودَ غاباً فَغابا

وَمَشى يَحمِلُ اللِواءَ إِلى الحَـ

ـقِ وَيَتلو في الناسِ ذاكَ الكِتابا

كُلَّما أَسدَلوا عَلَيهِ حِجاباً

مِن ظَلامٍ أَزالَ ذاكَ الحِجابا

واقِفٌ في سَبيلِهِم أَينَ ساروا

عالِمٌ بِاِحتِيالِهِم أَينَ جابا

أَيُّ مَكرٍ يَدِقُّ عَن ذِهنِ سَعدٍ

أَيُّ خَتلٍ يُريغُ مِنهُ اِضطِرابا

شاعَ في نَفسِهِ اليَقينُ فَوَقّا

هُ بِهِ اللَهُ عَثرَةً أَو تَبابا

عَجَزَت حيلَةُ الشِباكِ وَكانَ الـ

ـشَرقُ لِلصَيدِ مَغنَماً مُستَطابا

كُلَّما أَحكَموا بِأَرضِكَ فَخّاً

مِن فِخاخِ الدَهاءِ خابوا وَخابا

أَو أَطاروا الحَمامَ يَوماً لِزَجلٍ

قابَلوا مِنكَ في السَماءِ عُقابا

تَقتُلُ الدَسَّ بِالصَراحَةِ قَتلاً

وَتُسَقّي مُنافِقَ القَومِ صابا

وَتَرى الصِدقَ وَالصَراحَةَ ديناً

لا يَراهُ المُخالِفونَ صَوابا

تَعشَقُ الجَوَّ صافي اللَونِ صَحواً

وَالمُضِلّونَ يَعشَقونَ الضَبابا

أَنتَ أَورَدتَنا مِنَ الماءِ عَذباً

وَأَراهُم قَد أَورَدونا السَرابا

قَد جَمَعتَ الأَحزابَ حَولَكَ صَفّاً

وَنَظَمتَ الشُيوخَ وَالنُوّابا

وَمَلَكتَ الزِمامَ وَاِحتَطتَ لِلغَيـ

ـبِ وَأَدرَكتَ بِالأَناةِ الطِلابا

ثُمَّ خَلَّفتَ بِالكِنانَةِ أَبطا

لاً كُهولاً أَعِزَّةً وَشَبابا

قَد مَشى جَمعُهُم إِلى المَقصِدِ الأَس

مى يُغِذّونَ لِلوُصولِ الرِكابا

يَبتَنونَ العُلا يَشيدونَ مَجداً

يُسعِدونَ البَنينَ وَالأَعقابا

قَد بَلَوناكَ قاضِياً وَوَزيراً

وَرَئيساً وَمِدرَهاً خَلّابا

فَوَجَدناكَ مِن جَميعِ نَواحيـ

ـكَ عَظيماً مُوَفَّقاً غَلّابا

لَم يَنَل حاسِدوكَ مِنكَ مُناهُم

لا وَلَم يُلصِقوا بِعَلياكَ عابا

نَم هَنيئاً فَقَد سَهِدتَ طَويلاً

وَسَئِمتَ السَقامَ وَالأَوصابا

كَم شَكَوتَ السُهادَ لي يَومَ كُنّا

بِالبَساتينِ نَستَعيدُ الشَبابا

نَنهَبُ اللَهوَ غافِلَينَ وَكُنّا

نَحسَبُ الدَهرَ قَد أَنابَ وَتابا

فَإِذا الرُزءُ كانَ مِنّا بِمَرمىً

وَإِذا حائِمُ الرَدى كانَ قابا

حَرَمَتنا المَنونُ ذَيّالِكَ الوَجـ

ـهَ وَذاكَ الحِمى وَتِلكَ الرِحابا

وَسَجايا لَهُنَّ في النَفسِ رَوحٌ

يَعدِلُ الفَوزَ وَالدُعاءَ المُجابا

كَم وَرَدنا مَوارِدَ الأُنسِ مِنها

وَرَشَفنا سُلافَها وَالرُضابا

وَمَرَحنا في ساحِها فَنَسينا الـ

ـأَهلَ وَالأَصدِقاءَ وَالأَحبابا

ثُمَّ وَلَّت بَشاشَةُ العَيشِ عَنّا

حينَ ساروا فَوَسَّدوكَ التُرابا

خِفتَ فينا مَقامَ رَبِّكَ حَيّاً

فَتَنَظَّر بِجَنَّتَيهِ الثَوابا





عطر الزنبق 11-23-2019 02:17 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




أَمّا أَمينُ فَقَد ذُقنا لِمَصرَعِهِ

وَخَطبِهِ مِن صُنوفِ الحُزنِ أَلوانا

لَم تُنسِنا ذِكرَهُ الدُنيا وَإِن نَسَجَت

لِلراحِلينَ مِنَ النِسيانِ أَكفانا

مَضى نَقِيّاً عَفيفَ النَفسِ مُحتَسِبا

فَهَدَّ مِن دَولَةِ الأَخلاقِ أَركانا

جَرَت عَلى سَنَنِ التَوحيدِ نَشأَتُهُ

في اللَهِ وَالرَأيِ إِخلاصاً وَإيمانا

لَم يَلوِهِ المالُ عَن رَأيٍ يَدينُ بِهِ

وَلَو حَمَلتَ إِلَيهِ الدَهرَ مَلآنا

وَلَم يَلِن عودُهُ لِلخَطبِ يُرهِقُهُ

قَسا عَلَيهِ شَديدُ العَيشِ أَم لانا

ظُلمٌ مِنَ القَبرِ أَن تَبلى أَنامِلُهُ

فَكَم رَمَت في سَبيلِ اللَهِ مَن خانا

كانَت مَطِيَّةَ سَبّاقٍ جَوانِبُهُ

يُرويكَ فَيّاضُها صِدقاً وَعِرفانا

عِشرونَ عاماً عَلى الطِرسِ الطَهورِ جَرى

ما خَطَّ فاحِشَةً أَو خَطَّ بُهتانا

يَجولُ بَينَ رِياضِ الفِكرِ مُقتَطِفاً

مِن طيبِ مَغرِسِها وَرداً وَرَيحانا

فَيَنشَقُّ الذِهنُ مِن أَسطارِهِ أَرَجاً

وَتُبصِرُ العَينُ فَوقَ الطِرسِ بُستانا

أَمينَ فارَقتَنا في حينِ حاجَتِنا

إِلى فَتىً لا يَرى لِلمالِ سُلطانا

إِلى أَمينٍ عَلى أَوطانِهِ يَقِظٍ

ذي مِرَّةٍ يَتَلَقّى الخَطبَ جَذلانا

أَيَلبَسُ الخَزَّ مَن لانَت مَهَزَّتَهُ

وَأَنتَ تَخرُجُ مِن دُنياكَ عُريانا

إِنَّ القَناعَةَ كَنزٌ كُنتَ حارِسَهُ

تَرى بِهِ القوتَ ياقوتاً وَمُرجانا

فَما سَعَيتَ لِغَيرِ الحَمدِ تَكسِبُهُ

وَلا رَضيتَ لِغَيرِ الحَقِّ إِذعانا

أَودى بِكَ السُكَّرُ المُضني وَلا عَجَبٌ

أَن يورِثَ الحُلوُ مُرَّ العَيشِ أَحيانا

ما هانَ خَطبُكَ وَالأَخلاقُ والِهَةٌ

تَبكي عَلَيكَ إِذا خَطبُ اِمرِئٍ هانا

أَمينُ حَسبُكَ ما قَدَّمتَ مِن عَمَلٍ

فَأَنتَ أَرجَحُنا في الحَشرِ ميزانا

أَبشِر فَإِنَّكَ في أُخراكَ أَسعَدُنا

حَظّاً وَإِن كُنتَ في دُنياكَ أَشقانا

بَلِّغ ثَلاثَتَكُم عَنّا تَحِيَّتَنا

وَاِذكُر لَهُم ما يُعاني قَومُنا الآنا

وَاِضرَع إِلى اللَهِ في الفِردَوسِ مُبتَهِلاً

أَن يَحرُسَ النيلَ مِمَّن رامَ طُغيانا





عطر الزنبق 11-23-2019 02:17 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي

عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعي

جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِهِ

فَزادَ في الجودِ عَلى الطَيِّعِ

نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهوِهِ

فَقدُ اليَراعِ المُعجِزِ المُبدِعِ

لَيسَ لِمِصرٍ في رِجالاتِها

حَظٌّ وَلا لِلشامِ في أَروَعِ

مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى

فَليَبكِهِ كُلَّ فُؤادٍ يَعي

كُرِّمَ بِالأَمسِ وَأَكفانُهُ

تَنسِجُها الأَقدارُ لِلمَصرَعِ

يا صائِغَ الدُرِّ لِتَكريمِهِ

صُغهُ لِمَنعاهُ مِنَ الأَدمُعِ

قَد زَيَّنَ العِلمَ بِأَخلاقِهِ

فَعاشَ مِلءَ العَينِ وَالمَسمَعِ

تَواضُعٌ وَالكِبرُ دَأبُ الفَتى

خَلا مِنَ الفَضلِ فَلَم يَنفَعِ

تَواضُعُ العِلمِ لَهُ رَوعَةٌ

يَنهارُ مِنها صَلَفُ المُدَّعي

وَحُلَّةُ الفَضلِ لَها شارَةٌ

أَزهى مِنَ السَيفَينِ وَالمِدفَعِ

يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِن عِلمِهِ

وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَم يَشبَعِ

مُبَكِّرٌ تَحسَبُهُ طالِباً

يُسابِقُ الفَجرَ إِلى المَطلَعِ

قَد غالَتِ الأَسقامُ أَضلاعَهُ

وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ

ماتَ وَفي أَنمُلِهِ صارِمٌ

لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ

صاحَبَهُ خَمسينَ عاماً فَلَم

يَخُن لَهُ عَهداً وَلَم يَخدَعِ

مُوَفَّقاً أَنّى جَرى مُلهَماً

ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ

لَم يَبرِهِ بارٍ سِوى رَبِّهِ

وَلَم يَحُزهُ جاهِلٌ أَو دَعي

في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى

مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي

أَيَّ سَبيلٍ لِلهُدى لَم يَرِد

وَأَيُّ بابٍ مِنهُ لَم يَقرَعِ

يَقتَطِفُ الزَهرَ وَيَختارُهُ

كَالنَحلِ لا يَعفو عَنِ الأَينَعِ

فَتَحسَبُ القُرّاءَ في جَنَّةٍ

عُقولُهُم في رَوضِها تَرتَعي

صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّذي

يَطويهِ طاوي ذَلِكَ المَضجَعِ

أَسكَتَكَ المَوتُ وَلَكِنَّهُ

لَم يُسكِتِ الآثارَ في المَجمَعِ

ذِكراكَ لا تَنفَكُّ مَوصولَةً

في مَعهَدِ العِلمِ وَفي المَصنَعِ





عطر الزنبق 11-23-2019 02:19 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لَعِبَ البِلى بِمُلاعِبِ الأَلبابِ

وَمَحا بَشاشَةَ فَمِّكَ الخَلّابِ

وَطَوى الرَدى عَمرَو الكِنانَةِ غافِلاً

وَرَمى شِهابَ دَهائِهِ بِشِهابِ

مَن كانَ يَدري يَومَ سافَرَ أَنَّهُ

سَفَرٌ مِنَ الدُنيا بِغَيرِ إِيابِ

حَزِنَت عَلَيهِ عُقولُنا وَقُلوبُنا

وَبَكَت وَحُزنُ العَقلِ شَرُّ مُصابِ

القَلبُ يُنسيهِ الغِيابُ أَليفَهُ

وَالعَقلُ لا يُنسيهِ طولُ غِيابِ

بِالأَمسِ ماتَ أَجَلُّنا وَأَعَزُّنا

جاهاً وَأَبقانا عَلى الأَحقابِ

وَاليَومَ قَد غالَ الحِمامُ أَسَدَّنا

رَأياً فَطاحَ بِحِكمَةٍ وَصَوابِ

رَأسٌ يُدَبِّرُ في الخَفاءِ كَأَنَّهُ

قَدَرٌ يُدَبِّرُ مِن وَراءِ حِجابِ

حَتّى إِذا أَرضى النُهى وَتَناسَقَت

آياتُهُ راعَ الوَرى بِعُجابِ

يَمشي عَلى سَنَنِ الحِجا مُتَمَهِّلاً

بَينَ العُداةِ الكُثرِ وَالأَحبابِ

تَتَناثَرُ الأَقوالُ عَن جَنَباتِهِ

مِن شانِئٍ وَمُناصِرٍ وَمُحابي

لا المَدحُ يُغريهِ وَلا يُلوي بِهِ

عَن نَجدِهِ المَرسومِ وَقعُ سِبابِ

حُلوُ التَواضُعِ لَم يُخالِط نَفسَهُ

زَهوُ المُدِلِّ يُحاطُ بِالإِعجابِ

حُلوُ الأَناةِ إِذا يَسوسُ وَعِندَهُ

أَنَّ التَعَجُّلَ آفَةُ الأَقطابِ

حُلوُ السُكوتِ كَكَوكَبٍ مُتَأَلِّقٍ

وَاللَيلُ ساجٍ أَسوَدُ الجِلبابِ

يَهدي السَبيلَ لِسالِكيهِ وَلَم يُرِد

شُكراً وَلَم يَعمَل لِنَيلِ ثَوابِ

مُتَمَكِّنٌ مِن نَفسِهِ لَم يَعرُهُ

قَلَقُ الضَعيفِ وَحَيرَةُ المُرتابِ

يَزِنُ الأُمورَ كَأَنَّما هُوَ صَيرَفٌ

يَزِنُ النُضارَ بِدِقَّةٍ وَحِسابِ

وَيَحُلُّ غامِضَها بِثاقِبِ ذِهنِهِ

حَلَّ الطَبيبِ عَناصِرَ الأَعشابِ

وَيَقيسُ شُقَّتَها بِمِقياسِ النُهى

فَتَرى صَحيحَ قِياسِ الاِصطِرلابِ

مُتَبَسِّمٌ وَعَلى مَعارِفِ وَجهِهِ

آياتُ ما يَلقى مِنَ الأَوصابِ

شِيَمٌ تَرُدُّ الناقِمينَ لِوُدِّهِ

وَشَمائِلٌ تَستَلُّ حِقدَ النابي

يُرضي المُرَتِّلَ في الكَنيسَةِ صُنعُهُ

كَيساً وَيُرضي ساكِنَ المِحرابِ

يَرتاحُ لِلمَعروفِ لا مُتَرَبِّحاً

فيهِ وَلا هُوَ في الجَميلِ مُرابي

يُروي الصَديقَ مِنَ الوَفاءِ وَلَم يَكُن

بِالحاسِدِ النُعمى وَلا المُغتابِ

لَم يَبدُ فينا جازِعاً أَو غاضِباً

لاهُمَّ إِلّا غَضبَةَ النُوّابِ

وَبُكاؤُهُ في يَومِ سَعدٍ زادَني

عِلماً بِأَنَّ اليَومَ يَومُ تَباتِ

قامَت صِعابٌ في مَسالِكِ سَعيِهِ

مِن بَعدِ سَعدٍ دُعِّمَت بِصِعابِ

فَظَهيرُهُ عِندَ النِضالِ وَرُكنُهُ

أَمسى حَديثَ جَنادِلٍ وَتُرابِ

لِلَّهِ سِرٌّ في بِنايَةِ ثَروَتٍ

سُبحانَ باني هَذِهِ الأَعصابِ

إِنّي سَأَلتُ العارِفينَ فَلَم أَفُز

مِنهُم عَلى عِرفانِهِم بِجَوابِ

هُوَ مُستَقيمٌ مُلتَوٍ هُوَ لَيِّنٌ

صُلبٌ هُوَ الواعي هُوَ المُتَغابي

هُوَ حُوَّلٌ هُوَ قُلَّبٌ هُوَ واضِحٌ

هُوَ غامِضٌ هُوَ قاطِعٌ هُوَ نابي

هُوَ ذَلِكَ الطِلَّسمُ مَن أَعيا الحِجا

حَلّاً وَماتَ وَلَم يَفُز بِطِلابِ

هُوَ ما تَراهُ مُفاوِضاً كَيفَ اِنبَرى

لِكَبيرِهِم بِذَكائِهِ الوَثّابِ

لَم يَأتِ مِن بابِ لِصَيدِ دَهائِهِ

إِلّا نَجا بِدَهائِهِ مِن بابِ

وَيَظَلُّ يَرقُبُهُ وَيَغزو كِبرَهُ

بِلُيونَةٍ وَلَباقَةٍ وَخِلابِ

وَيَروضُهُ حَتّى يَرى أُسطولَهُ

خَشَباً تَناثَرَ فَوقَ ظَهرِ عُبابِ

وَيَرى صُنوفاً مِن ذَكاءٍ صُفِّفَت

دونَ الحِمى تُعيي أُسودَ الغابِ

وَأَتى بِأَقصى ما يَنالُ مُفاوِضٌ

يَسعى بِغَيرِ كَتائِبٍ وَحِرابِ

وَاِستَلَّ مِن أَشداقِ آسادِ الشَرى

عَلَماً عَضَضنَ عَلَيهِ بِالأَنيابِ

خَلَقاً خَبا ضَوءُ الهِلالِ لِطَيِّهِ

جَمَّ التَوَجُّعِ دامِيَ الأَهدابِ

فَاِخضَرَّ فَوقَ رُبوعِ مِصرٍ عودُهُ

في مَنبِتٍ خِصبٍ وَرَحبِ جَنابِ

إِن فاتَهُ بَعضُ الأَماني فَاِذكُروا

أَنّا أَمامَ مُحَنَّكينَ صِلابِ

قَد جازَ تَيهاءَ الأُمورِ وَلَم يَكُن

في وَعرِها وَكُؤودِها بِالكابي

رَجُلٌ يُفاوِضُ وَحدَهُ عَن أُمَّةٍ

إِن لَم يَفُز فَوزاً فَلَيسَ بِعابِ

رَفَعَ الحِمايَةَ بَعدَما بُسِطَت عَلى

أَبناءِ مِصرَ وَأُيِّدَت بِكِتابِ

وَأَتى لِمِصرَ وَأَهلِها بِسِيادَةٍ

مَرفوعَةِ الأَعلامِ وَالأَطنابِ

غَفراً فَلَستُ بِبالِغٍ فيكَ المَدى

إِنّي غَذَذتُ إِلى مَداكَ رِكابي

كَم مَوقِفٍ لَكَ في الجِهادِ مُسَجَّلٍ

بِشَهادَةِ الأَعداءِ وَالأَصحابِ

في خَطبِ مِصرَ لِبُطرُسٍ أَخمَدتَها

مَشبوبَةً كانَت عَلى الأَبوابِ

أَلَّفتَ بَينَ العُنصُرَينِ فَأَصبَحا

رَتقاً وَكُنتَ مُوَفِّقَ الأَسبابِ

خالَفتُ فيكَ الجازِعينِ فَلَم أَنُح

حُزناً عَلَيكَ وَأَنتَ مِن أَترابي

النَوحُ في الجُلّى اِجتِهادُ مُقَصِّرٍ

أَلفى دُعاءَ الصَبرِ غَيرَ مُجابِ

فَأَنا الَّذي يَبكي بِشِعرٍ خالِدٍ

يَبقى عَلى الأَجيالِ لِلأَعقابِ

قَد كُنتَ تُحسِنُ بي وَتَرقُبُ جَولَتي

في حَلبَةِ الشُعَراءِ وَالكُتّابِ

وَتَهَشُّ إِن لاقَيتَني وَتَخُصُّني

بِالبِشرِ في ناديكَ وَالتِرحابِ

فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الرَبيعُ بِنَورِهِ

تَأسى الرِياضُ عَلَيهِ غِبَّ ذَهابِ






عطر الزنبق 11-23-2019 02:19 AM





https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




مُسدي الجَميلِ بِلا مَنٍّ يُكَدِّرُهُ

وَمُكرِمُ الضَيفِ أَمسى ضَيفَ رِضوانِ

تَجتازُنا عَبقَةٌ مِن رَوضَةٍ أُنُفٍ

إِذا أَلَمَّت بِنا ذِكرى سُلَيمانِ

فَقُل لِآلِ سُلَيمانٍ إِذا جَزِعوا

رُدوا النُفوسَ إِلى صَبرٍ وَسُلوانِ

ما إِن رَأَيتُ دَفيناً قَبلَ شَيخِكُمُ

تَحتَ التُرابِ وَفَوقَ النَجمِ في آنِ

قَضَيتَها مِئَةً في كُلِّ واحِدَةٍ

تُعِدُّ زادَكَ مِن بِرٍّ وَإِحسانِ

فَكَم صَفَحتَ عَنِ الجاني وَلَم تَرَهُ

وَكَم غَرَستَ وَكانَ المُعوِزُ الجاني

وَكَم أَقَلتَ كَريماً عِندَ عَثرَتَهُ

وَكَم مَشَيتَ بِصُلحٍ بَينَ إِخوانِ

إِنّي رَأَيتُكَ قَبلَ المَوتِ في فَلَكٍ

مِنَ الجَلالِ عَلى جَنبَيهِ نورانِ

نورُ اليَقينِ وَنورُ الشَيبِ بَينَهُما

سَكينَةٌ حَرَّكَت نَفسي وَوِجداني

عَلى جَبينِكَ آياتُ الرِضا اِرتَسَمَت

وَبَينَ جَنَبَيكَ قَلبٌ غَيرُ وَسنانِ

قَسَمتَ ما جَمَعَت كَفّاكَ مِن نَشَبٍ

عَلى بَنيكَ فَكُنتَ الوالِدَ الحاني

مالٌ حَلالٌ مُزَكّى ما خَلَطتَ بِهِ

مِلّيمَ سُحتٍ وَلا حَقّاً لِإِنسانِ

زَهِدتَ فيها وَهامَ العابِدونَ لَها

بِجَمعٍ فانٍ يُعاني جَمعَهُ فاني

بِكِسرَةٍ وَكِساءٍ عِشتَ مُغتَبِطاً

تُسَبِّحُ اللَهَ في سِرٍّ وَإِعلانِ

أَقَرَّ عَينَيكَ في دُنياكَ أَن رَأَتا

مُحَمَّداً يَتَراءى فَوقَ كيوانِ

قَضَيتَ في الأَوجِ مِن عِزَّيكُما وَكَذا

يَقضي سُلَيمانُ في عِزٍّ وَسُلطانِ

أَنجَبتَ أَربَعَةً سادوا بِأَربَعَةٍ

فَضلٍ وَنُبلٍ وَإِحسانٍ وَعِرفانِ

أَورَثتَهُم شَمَماً هَشَّ الإِباءُ لَهُ

وَأَورَقَت في ذُراهُ عِزَّةُ الشانِ

يَذكُرنَ بَرّاً رَحيماً قَد أَقامَ لَهُم

صَرحاً مِنَ المَجدِ أَعلى رُكنَهُ الباني

كَم نِعمَةٍ لَكَ يا مَحمودُ عِندَ أَبي

بِشُكرِها لَكَ عِندَ المَوتِ أَوصاني





عطر الزنبق 11-23-2019 02:20 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




غابَ الأَديبُ أَديبُ مِصرٍ وَاِختَفى

فَلتَبكِهِ الأَقلامُ أَو تَتَقَصَّفا

لَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى

كَم سَطَّرَت حِكَماً وَهَزَّت مُرهَفا

ماتَ المُوِلحِيُّ الحُسانُ وَلَم يَمُت

حَتّى غَزا عيسى العُقولَ وَثَقَّفا





عطر الزنبق 11-23-2019 02:20 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




دَمعَةٌ مِن دُموعِ عَهدِ الشَبابِ

كُنتُ خَبَّأتُها لِيَومِ المُصابِ

لَبَّتِ اليَومَ يا مُحَمَّدُ لَمّا

راعَني نَعيُ أَكتَبِ الكُتّابِ

هَدَّأَت لَوعَتي وَسَرَّت قَليلاً

عَن فُؤادي وَلَطَّفَت بَعضَ ما بي

مَوكِبُ الدَفنِ خَلفَ نَعشِكَ يَمشي

في اِحتِسابٍ وَحَسرَةٍ وَاِنتِحابِ

لَم يُجاوِز مَنازِلَ البَدرِ عَدّاً

مِن بَقايا الصَديقِ وَالأَحبابِ

لَم يَسِر فيهِ مَن يُحاوِلُ أَجراً

عِندَ حَيٍّ مُؤَمَّلٍ أَو يُحابي

مَوكِبٌ ماجَ جانِباهُ بِحَفلٍ

مِن وُفودِ الأَخلاقِ وَالأَحسابِ

شاعَ فيهِ الوَفاءُ وَالحُزنُ حَتّى

ضاقَ عَن حَشدِهِ فَسيحُ الرِحابِ

فَكَأَنَّ السَماءَ وَالأَرضَ تَمشي

فيهِ مِن هَيبَةٍ وَعِزِّ جَنابِ

تَتَمَنّى قَياصِرُ الأَرضِ لَو فا

زَت لَدى مَوتِها بِهَذا الرِكابِ

رُبَّ نَعشٍ قَد شَيَّعَتهُ أُلوفٌ

مِن سَوادٍ تَعلوهُ سودُ الثِيابِ

لَيسَ فيهِم مِن جازِعٍ أَو حَزينٍ

صادِقِ السَعيِ أَو أَليفٍ مُصابِ

كُنتَ لا تَرتَضي النُجومَ مَحَلّاً

فَلِماذا رَضيتَ سُكنى التُرابِ

كُنتَ راحَ النُفوسِ في مَجلِسِ الأُن

سِ وَراحَ العُقولِ عِندَ الخِطابِ

كُنتَ لا تُرهِقُ الصَديقَ بِلَومٍ

لا وَلا تَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ

وَلَئِن بِتَّ عاتِباً أَو غَضوباً

لِقَريبُ الرِضا كَريمُ العِتابِ

جُزتَ سَبعينَ حِجَّةً لا تُبالي

بِشِهادٍ تَعاقَبَت أَم بِصابِ

وَسَواءٌ لَدَيكَ وَالرَأيُ حُرٌّ

رَوحُ نَيسانَ أَو لَوافِحُ آبِ

يا شُجاعاً وَما الشَجاعَةُ إِلّا الـ

ـصَبرُ لا الخَوضُ في صُدورِ الصِعابِ

كُنتَ نِعمَ الصَبورُ إِن حَزَبَ الأَمـ

ـرُ وَسُدَّت مَسارِحُ الأَسبابِ

كَم تَجَمَّلتَ وَالأَمانِيُّ صَرعى

وَتَماسَكتَ وَالحُظوظُ كَوابي

عِشتَ ما عِشتَ كَالجِبالِ الرَواسي

فَوقَ نارٍ تُذيبُ صُمَّ الصِلابِ

مُؤثِرَ البُؤسِ وَالشَقاءِ عَلى الشَكـ

ـوى وَإِن عَضَّكَ الزَمانُ بِنابِ

كُنتَ تَخلو بِالنَفسِ وَالنَفسُ تُشوى

مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالأَوصابِ

فَتُسَرّي بِالذِكرِ عَنها وَتَنفي

ما عَراها مِن غُضَّةٍ وَاِكتِئابِ

وَتَرى وَحشَةَ اِنفِرادِكَ أُنساً

بِحَديثِ النُفوسِ وَالأَلبابِ

بِنتَ عَنها وَما جَنَيتَ وَقَد كا

بَدتَ بَأساءَها عَلى الأَحقابِ

وَنَبَذتَ الثَراءَ تَبذُلُ فيهِ

مِن إِباءٍ في بَذلِهِ شَرُّ عابِ

لَو شَهِدتُم مُحَمَّداً وَهوَ يُملي

آيَ عيسى وَمُعجِزاتِ الكِتابِ

وَقَفَت حَولَهُ صُفوفُ المَعاني

وَصُفوفُ الأَلفاظِ مِن كُلِّ بابِ

لَعَلِمتُم بِأَنَّ عَهدَ اِبنِ بَحرٍ

عاوَدَ الشَرقَ بَعدَ طولِ اِحتِجابِ

أَدَبٌ مُستَوٍ وَقَلبٌ جَميعٌ

وَذَكاءٌ يُريكَ ضَوءَ الشِهابِ

عِندَ رَأيٍ مُوَفَّقٍ عِندَ حَزمٍ

عِندَ عِلمٍ يَفيضُ فَيضَ السَحابِ

جَلَّ أُسلوبُهُ النَقِيُّ المُصَفّى

عَن غُموضٍ وَنَفرَةٍ وَاِضطِرابِ

وَسَما نَقدُهُ النَزيهُ عَنِ الهُجـ

ـرِ فَما شيبَ مَرَّةً بِالسِبابِ

ذُقتَ في غُربَةِ الحَياةِ عَناءً

فَذُقِ اليَومَ راحَةً في الإِيابِ

بَلِّغِ البابِلِيَّ عَنّي سَلاماً

كَعَبيرِ الرِياضِ أَو كَالمَلابِ

كانَ تِربي وَكانَ مِن نِعَمِ المُبـ

ـدِعِ سُبحانَهُ عَلى الأَترابِ

فارِسٌ في النَدى إِذا قَصَّرَ الفُر

سانُ عَنهُ وَفارِسٌ في الجَوابِ

يُرسِلُ النُكتَةَ الطَريفَةَ تَمشي

في رَقيقِ الشُعورِ مَشيَ الشَرابِ

قَد أَثارَ المُحَمَّدانِ دَفيناً

في فُؤادي وَقَد أَطارا صَوابي

خَلَّفاني بَينَ الرِفاقِ وَحيداً

مُستَكيناً وَأَمعَنا في الغِيابِ





عطر الزنبق 11-23-2019 02:20 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


يا اِبنَ عَبدِ السَلامِ لا كانَ يَومٌ

غِبتَ فيهِ عَن هالَةِ الأَحرارِ

كُنتَ فيهِم كَالرُمحِ بَأساً وَليناً

كُنتَ فيهِم كَالكَوكَبِ السَيّارِ

يا عَريقَ الأُصولِ وَالحَسَبِ الوَ

ضاحِ وَالنُبلِ يا كَريمَ الجِوارِ

كُنتَ فَرعاً بِدَوحَةِ العِزِّ تَأوي

تَحتَ أَفنانِهِ عُفاةُ الدِيارِ

قَصَفَتهُ المَنونُ وَهوَ نَضيرٌ

مورِقٌ عودُهُ جَنِيُّ الثِمارِ

كُنتَ تَأسو جِراحَهُم وَتَقيهِم

وَتُقيلُ العِثارَ عِندَ العِثارِ

خانَ نُطقي وَلَم تَخُنّي دُموعي

لَهفَ نَفسي فَقَصَّرَت أَشعاري

غَيرُ بِدعٍ إِذا نَظَمتُ رِثائي

في صَديقي مِنَ الدُموعِ الجَواري

فَمِنَ الحُزنِ ما يَدُكُّ الرَواسي

وَمِنَ الحُزنِ ما يَهُدُّ الضَواري






الساعة الآن 09:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا