منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-23-2019 12:16 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



شَبَحاً أَرى أَم ذاكَ طَيفُ خَيالِ

لا بَل فَتاةٌ بِالعَراءِ حِيالي

أَمسَت بِمَدرَجَةِ الخُطوبِ فَما لَها

راعٍ هُناكَ وَما لَها مِن والي

حَسرى تَكادُ تُعيدُ فَحمَةَ لَيلِها

ناراً بِأَنّاتٍ ذَكَينَ طِوالِ

ما خَطبُها عَجَباً وَما خَطبي بِها

ما لي أُشاطِرُها الوَجيعَةَ ما لي

دانَيتُها وَلِصَوتِها في مَسمَعي

وَقعُ النِبالِ عَطَفنَ إِثرَ نِبالِ

وَسَأَلتُها مَن أَنتِ وَهيَ كَأَنَّها

رَسمٌ عَلى طَلَلٍ مِنَ الأَطلالِ

فَتَمَلمَلَت جَزَعاً وَقالَت حامِلٌ

لَم تَدرِ طَعمَ الغَمضِ مُنذُ لَيالي

قَد ماتَ والِدُها وَماتَت أُمُّها

وَمَضى الحِمامُ بِعَمِّها وَالخالِ

وَإِلى هُنا حَبَسَ الحَياءُ لِسانَها

وَجَرى البُكاءُ بِدَمعِها الهَطّالِ

فَعَلِمتُ ما تُخفي الفَتاةُ وَإِنَّما

يَحنو عَلى أَمثالِها أَمثالي

وَوَقَفتُ أَنظُرُها كَأَنّي عابِدٌ

في هَيكَلٍ يَرنو إِلى تِمثالِ

وَرَأَيتُ آياتِ الجَمالِ تَكَفَّلَت

بِزَوالِهِنَّ فَوادِحُ الأَثقالِ

لا شَيءَ أَفعَلُ في النُفوسِ كَقامَةٍ

هَيفاءَ رَوَّعَها الأَسى بِهُزالِ

أَو غادَةٍ كانَت تُريكَ إِذا بَدَت

شَمسَ النَهارِ فَأَصبَحَت كَالآلِ

قُلتُ اِنهَضي قالَت أَيَنهَضُ مَيِّتٌ

مِن قَبرِهِ وَيَسيرُ شَنٌّ بالي

فَحَمَلتُ هَيكَلَ عَظمِها وَكَأَنَّني

حُمِّلتُ حينَ حَمَلتُ عودَ خِلالِ

وَطَفِقتُ أَنتَهِبُ الخُطا مُتَيَمِّماً

بِاللَيلِ دارَ رِعايَةِ الأَطفالِ

أَمشي وَأَحمِلُ بائِسَينِ فَطارِقٌ

بابَ الحَياةِ وَمُؤذِنٌ بِزَوالِ

أَبكيهِما وَكَأَنَّما أَنا ثالِثٌ

لَهُما مِنَ الإِشفاقِ وَالإِعوالِ

وَطَرَقتُ بابَ الدارِ لا مُتَهَيِّباً

أَحَداً وَلا مُتَرَقِّباً لِسُؤالِ

طَرقَ المُسافِرِ آبَ مِن أَسفارِهِ

أَو طَرقَ رَبِّ الدارِ غَيرَ مُبالي

وَإِذا بِأَصواتٍ تَصيحُ أَلا اِفتَحوا

دَقّاتُ مَرضى مُدلِجينَ عِجالِ

وَإِذا بِأَيدٍ طاهِراتٍ عُوِّدَت

صُنعَ الجَميلِ تَطَوَّعَت في الحالِ

جاءَت تُسابِقُ في المَبَرَّةِ بَعضُها

بَعضاً لِوَجهِ اللَهِ لا لِلمالِ

فَتَناوَلَت بِالرِفقِ ما أَنا حامِلٌ

كَالأُمِّ تَكلَأُ طِفلَها وَتُوالي

وَإِذا الطَبيبُ مُشَمِّرٌ وَإِذا بِها

فَوقَ الوَسائِدِ في مَكانٍ عالي

جاءوا بِأَنواعِ الدَواءِ وَطَوَّفوا

بِسَريرِ ضَيفَتِهِم كَبَعضِ الآلِ

وَجَثا الطَبيبُ يَجُسُّ نَبضاً خافِتاً

وَيَرودُ مَكمَنَ دائِها القَتّالِ

لَم يَدرِ حينَ دَنا لِيَبلُوَ قَلبَها

دَقّاتِ قَلبٍ أَم دَبيبَ نِمالِ

وَدَّعتُها وَتَرَكتُها في أَهلِها

وَخَرَجتُ مُنشَرِحاً رَضِيَّ البالِ

وَعَجَزتُ عَن شُكرِ الَّذينَ تَجَرَّدوا

لِلباقِياتِ وَصالِحِ الأَعمالِ

لَم يُخجِلوها بِالسُؤالِ عَنِ اِسمِها

تِلكَ المُروءَةُ وَالشُعورُ العالي

خَيرُ الصَنائِعِ في الأَنامِ صَنيعَةٌ

تَنبو بِحامِلِها عَنِ الإِذلالِ

وَإِذا النَوالُ أَتى وَلَم يُهرَق لَهُ

ماءُ الوُجوهِ فَذاكَ خَيرُ نَوالِ

مَن جادَ مِن بَعدِ السُؤالِ فَإِنَّهُ

وَهوَ الجَوادُ يُعَدُّ في البُخّالِ

لِلَّهِ دَرُّهُمُ فَكَم مِن بائِسٍ

جَمِّ الوَجيعَةِ سَيِّئِ الأَحوالِ

تَرمي بِهِ الدُنيا فَمِن جوعٍ إِلى

عُريٍ إِلى سُقمٍ إِلى إِقلالِ

عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ واجِفٌ

نَفسٌ مُرَوَّعَةٌ وَجَيبٌ خالي

لَم يَدرِ ناظِرُهُ أَعُرياناً يَرى

أَم كاسِياً في تِلكُمُ الأَسمالِ

فَكَأَنَّ ناحِلَ جِسمِهِ في ثَوبِهِ

خَلفَ الخُروقِ يُطِلُّ مِن غِربالِ

يا بَردُ فَاِحمِل قَد ظَفِرتَ بِأَعزَلٍ

يا حَرُّ تِلكَ فَريسَةِ المُغتالِ

يا عَينُ سُحّي يا قُلوبُ تَفَطَّري

يا نَفسُ رِقّي يا مُروءَةُ والي

لَولاهُمُ لَقَضى عَلَيهِ شَقاؤُهُ

وَخَلا المَجالُ لِخاطِفِ الآجالِ

لَولاهُمُ كانَ الرَدى وَقفاً عَلى

نَفسِ الفَقيرِ ثَقيلَةَ الأَحمالِ

لِلَّهِ دَرُّ الساهِرينَ عَلى الأُلى

سَهِروا مِنَ الأَوجاعِ وَالأَوجالِ

القائِمينَ بِخَيرِ ما جاءَت بِهِ

مَدَنِيَّةُ الأَديانِ وَالأَجيالِ

أَهلِ اليَتيمِ وَكَهفِهِ وَحُماتِهِ

وَرَبيعِ أَهلِ البُؤسِ وَالإِمحالِ

لا تُهمِلوا في الصالِحاتِ فَإِنَّكُم

لا تَجهَلونَ عَواقِبَ الإِهمالِ

إِنّي أَرى فُقَراءَكُم في حاجَةٍ

لَو تَعلَمونَ لِقائِلٍ فَعّالِ

فَتَسابَقوا الخَيراتِ فَهيَ أَمامَكُم

مَيدانُ سَبقٍ لِلجَوادِ النالِ

وَالمُحسِنونَ لَهُم عَلى إِحسانِهِم

يَومَ الإِثابَةِ عَشرَةُ الأَمثالِ

وَجَزاءُ رَبِّ المُحسِنينَ يَجِلُّ عَن

عَدٍّ وَعَن وَزنٍ وَعَن مِكيالِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:17 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي

في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ

إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً

يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ

لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً

يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي

كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ

بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ

إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً

طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي

وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى

بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ

ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها

وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ

وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي

وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي

بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ

قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ

فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً

فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا

عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ

وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً

بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ

وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ

تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ

لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ

ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ

كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً

لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ

وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ

لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ

يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ

كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ

يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا

أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ

وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ

ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ

قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً

جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ

أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ

يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ

وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ

مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ

تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ

بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ

لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ

في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ

وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ

قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ

يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ

فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي

في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ

سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ

يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ

قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ

فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها

مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ

عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ

فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ

لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ

بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ

مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها

في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً

بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ

يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي

يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً

عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ

في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ

كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ

كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا

في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً

خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى

في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ

تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها

دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي

فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا

فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ

رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها

في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ

وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم

نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي





عطر الزنبق 11-23-2019 12:18 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



صَفحَةُ البَرقِ أَومَضَت في الغَمامِ

أَم شِهابٌ يَشُقُّ جَوفَ الظَلامِ

أَم سَليلُ البُخارِ طارَ إِلى القَص

دِ فَأَعيا سَوابِقَ الأَوهامِ

مَرَّ كَاللَمحِ لَم تَكَد تَقِفُ العَي

نُ عَلى ظِلِّ جِرمِهِ المُتَرامي

أَو كَشَرخِ الشَبابِ لَم يَدرِ كاسي

هِ تَوَلّى في يَقظَةٍ أَو مَنامِ

لا يُبالي السُرى إِذا اِعتَكَرَ اللَي

لُ وَخانَت مَواقِعُ الأَقدامِ

يَقطَعُ البيدَ وَالفَيافي وَحيداً

لَم تُضَعضِعهُ وَحشَةُ الإِظلامِ

لَيسَ يَثنيهِ ما يُذيبُ دِماغَ الضَب

بِ يَومَ الهَجيرِ بَينَ المَوامي

لا وَلا يَعتَريهِ ما يُخرِسُ النا

بِحَ في الزَمهَريرِ بَينَ الخِيامِ

هائِمٌ كَالظَليمِ أَزعَجَهُ الصَي

دُ وَراعَتهُ طائِشاتُ السِهامِ

فَهوَ يَشتَدُّ في النَجاءِ وَيَهوي

حَيثُ تُرمى بِجانِبَيهِ المَرامي

يا حَديداً يَنسابُ فَوقَ حَديدٍ

كَاِنسِيابِ الرَقطاءِ فَوقَ الرَغامِ

قَد مَسَحتَ البِلادَ شَرقاً وَغَرباً

بِذِراعَي مُشَمِّرٍ مِقدامِ

بَينَ جَنبَيكَ ما بِجَنبَيَّ لَكِن

ما بِجَنبَيَّ مُستَديمُ الضِرامِ

أَنتَ لا تَعرِفُ الغَرامَ وَإِن كُن

تَ تُرينا زَفيرَ أَهلِ الغَرامِ

أَنتَ لا تَعرِفُ الحَنينَ إِلى الإِل

فِ فَما هَذِهِ الدُموعُ الهَوامي

أَنتَ قاسي الفُؤادِ جَلدٌ عَلى الأَي

نِ شَديدُ القُوى شَديدُ العُرامِ

لا تُبالي أَرُعتَ بِالبَينِ أَحبا

باً وَأَسرَفتَ في أَذي المُستَهامِ

أَم جَمَعتَ الأَعداءَ فَوقَ صَعيدٍ

وَخَلَطتَ الأُسودَ بِالآرامِ

إِنَّني قَد شَهِدتُ فيكَ عَجيباً

ضاقَ عَن وَصفِهِ نِطاقُ الكَلامِ

جُزتَ يَوماً بِنا وَنَحنُ عَلى الجِس

رِ قِيامٌ وَاللَيلُ لَيلُ التَمامِ

وَإِذا راكِبٌ إِلى الجِسرِ يَهوي

بَينَ صَفَّينِ مِن مَماتٍ زُؤامِ

مَرَّ كَالسَهمِ بَينَ تِلكَ الحَنايا

قَد رَماهُ مِنَ المَقاديرِ رامي

فَتَرَدّى في الماءِ وَالماءُ غَمرٌ

يَتَّقيهِ القَضاءُ وَالنَهرُ طامي

وَإِذا سابِحٌ قَدِ اِنقَضَّ في الما

ءِ اِنقِضاضَ العُقابِ فَوقَ الحَمامِ

غاصَ في لُجَّةِ الحُتوفِ بِعَزمٍ

لَم يُعَوَّد مَواقِفَ الإِحجامِ

غابَ فيها وَعادَ يَحمِلُ جِسماً

سَلَّهُ مِن يَدِ الهَلاكِ اللِزامِ

كافَحَ المَوجَ صارَعَ الهَولَ أَبلى

كَبَلاءِ المُهَنَّدِ الصَمصامِ

وَاِنثَنى راجِعاً إِلى شاطِئِ النَه

رِ رُجوعَ الكَمِيِّ غِبَّ اِغتِنامِ

وَقَفَ الناسُ ذاهِلينَ وَصاحوا

تِلكَ إِحدى عَجائِبِ الأَيّامِ

أَنَجاةٌ مِنَ القِطارِ مِنَ الجِس

رِ مِنَ النَهرِ جَلَّ رَبُّ الأَنامِ

وَإِذا صَيحَةٌ عَلَت مِن فَتاةٍ

بَرَزَت مِن صُفوفِ ذاكَ الزِحامِ

وَقَفَت مَوقِفَ الخَطيبِ وَنادَت

تِلكَ عُقبى رِعايَةِ الأَيتامِ

بَسَطَت تَحتَهُ أَكُفّاً تَلَقَّت

هُ وَحاطَتهُ رَغمَ أَنفِ الحِمامِ

دَعوَةُ البائِسِ المُعَذَّبِ سورٌ

يَدفَعُ الشَرَّ عَن حِياضِ الكِرامِ

وَهيَ حَربٌ عَلى البَخيلِ وَذي البَغ

يِ وَسَيفٌ عَلى رِقابِ اللِئامِ

إِنَّ هَذا الكَريمَ قَد صانَ عِرضي

وَحَماني مِن عادِياتِ السَقامِ

عالَ طِفلي وَعالَني وَحَباني

بِكِساءٍ وَبِدرَةٍ وَطَعامِ

وَهوَ مِن مَعشَرٍ أَغاثوا ذَوي البُؤ

سِ وَقاموا في اللَهِ خَيرَ القِيامِ

وَأَقاموا لِلبِرِّ داراً فَكانَت

خَيرَ وِردٍ يَؤُمُّهُ كُلُّ ظامي

مُلِئَت رَحمَةً وَفاضَت حَناناً

فَهيَ لِلبائِساتِ دارُ السَلامِ

زُرتُها وَالشَقاءُ يَجري وَرائي

وَشُعاعُ الرَجاءِ يَسري أَمامي

لَم يَقولوا مَنِ الفَتاةُ وَلَكِن

سَأَلوني هُناكَ عَن آلامي

ثُمَّ أَهوَت إِلى الغَريقِ تُواسي

هِ بِأَحلى مِن مُنعِشاتِ المُدامِ

قَبَّلَت راحَتَيهِ شُكراً وَصاحَت

قَد نَجا صاحِبُ الأَيادي العِظامِ

قَد نَجا المُنعِمُ الجَوادُ مِنَ المَو

تِ بِفَضلِ الزَكاةِ وَالإِنعامِ

فَأَطَفنا بِها وَقَد مَلَأَ الأَن

فُسَ مِنّا جَلالُ ذاكَ المَقامِ

وَشَهِدنا ثَغرَ الوَفاءِ تَجَلّى

إِذ تَجَلّى في ثَغرِها البَسّامِ

وَرَأَينا شَخصَ المُروءَةِ وَالبِر

رِ تَبَدّى في شَخصِ ذاكَ الهُمامِ

وَعَلِمنا أَنَّ الزَكاةَ سَبيلُ اللَ

هِ قَبلَ الصَلاةِ قَبلَ الصِيامِ

خَصَّها اللَهُ في الكِتابِ بِذِكرٍ

فَهيَ رُكنُ الأَركانِ في الإِسلامِ

بَدَأَت مَبدَأَ اليَقينِ وَظَلَّت

لِحَياةِ الشُعوبِ خَيرَ قِوامِ

لَو وَفى بِالزَكاةِ مَن جَمَعَ الدُن

يا وَأَهوى عَلى اِقتِناءِ الحُطامِ

ما شَكا الجوعَ مُعدَمٌ أَو تَصَدّى

لِرُكوبِ الشُرورِ وَالآثامِ

راكِباً رَأسَهُ طَريداً شَريداً

لا يُبالي بِشِرعَةٍ أَو ذِمامِ

سائِلاً عَن وَصِيَّةَ اللَهِ فيهِ

آخِذاً قوتَهُ بِحَدِّ الحُسامِ

لَم أَقِف مَوقِفي لِأُنشِدَ شِعراً

صُبَّ في قالَبٍ بَديعِ النِظامِ

إِنَّما قُمتُ فيهِ وَالنَفسُ نَشوى

مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالقَلبُ دامي

ذُقتُ طَعمَ الأَسى وَكابَدتُ عَيشاً

دونَ شُربي قَذاهُ شُربُ الحِمامِ

فَتَقَلَّبتُ في الشَقاءِ زَماناً

وَتَنَقَّلتُ في الخُطوبِ الجِسامِ

وَمَشى الهَمُّ ثاقِباً في فُؤادي

وَمَشى الحُزنُ ناخِراً في عِظامي

فَلِهَذا وَقَفتُ أَستَعطِفُ النا

سَ عَلى البائِسينَ في كُلِّ عامِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:18 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


كَم تَحتَ أَذيالِ الظَلامِ مُتَيَّمُ

دامي الفُؤادِ وَلَيلُهُ لا يَعلَمُ

ما أَنتَ في دُنياكَ أَوَّلُ عاشِقٍ

راميهِ لا يَحنو وَلا يَتَرَحَّمُ

أَهرَمتَني يا لَيلُ في شَرخِ الصِبا

كَم فيكَ ساعاتٍ تُشيبُ وَتُهرِمُ

لا أَنتَ تَقصُرُ لي وَلا أَنا مُقصِرٌ

أَتعَبتَني وَتَعِبتَ هَل مَن يَحكُمُ

لِلَّهِ مَوقِفُنا وَقَد ناجَيتُها

بِعَظيمِ ما يُخفى الفُؤادُ وَيَكتُمُ

قالَت مَنِ الشاكي تُسائِلُ سِربَها

عَنّي وَمَن هَذا الَّذي يَتَظَلَّمُ

فَأَجَبنَها وَعَجِبنَ كَيفَ تَجاهَلَت

هُوَ ذَلِكَ المُتَوَجِّعُ المُتَأَلِّمُ

أَنا مَن عَرَفتِ وَمَن جَهِلتِ وَمَن لَهُ

لَولا عُيونُكِ حُجَّةٌ لا تُفحَمُ

أَسلَمتُ نَفسي لِلهَوى وَأَظُنُّها

مِمّا يُجَشِّمُها الهَوى لا تَسلَمُ

وَأَتَيتُ يَحدو بي الرَجاءُ وَمَن أَتى

مُتَحَرِّماً بِفِنائِكُم لا يُحرَمُ

أَشكو لِذاتِ الخالِ ما صَنَعَت بِنا

تِلكَ العُيونُ وَما جَناهُ المِعصَمُ

لا السَهمُ يَرفُقُ بِالجَريحِ وَلا الهَوى

يُبقي عَلَيهِ وَلا الصَبابَةُ تَرحَمُ

لَو تَنظُرينَ إِلَيهِ في جَوفِ الدُجى

مُتَمَلمِلاً مِن هَولِ ما يَتَجَشَّمُ

يَمشي إِلى كَنَفِ الفِراشِ مُحاذِراً

وَجِلاً يُؤَخِّرُ رِجلَهُ وَيُقَدِّمُ

يَرمي الفِراشَ بِناظِرَيهِ وَيَنثَني

جَزِعاً وَيُقدِمُ بَعدَ ذاكَ وَيُحجِمُ

فَكَأَنَّهُ وَاليَأسُ يُنشِفُ نَفسَهُ

لِلقَتلِ فَوقَ فِراشِهِ يَتَقَدَّمُ

رُشِقَت بِهِ في كُلِّ جَنبٍ مُديَةٌ

وَاِنسابَ فيهِ بِكُلِّ رُكنٍ أَرقَمُ

فَكَأَنَّهُ في هَولِهِ وَسَعيرِهِ

وادٍ قَدِ اِطَّلَعَت عَلَيهِ جَهَنَّمُ

هَذا وَحَقِّكَ بَعضُ ما كابَدتُهُ

مِن ناظِرَيكَ وَما كَتَمتُكَ أَعظَمُ

قالوا أَهَذا أَنتَ وَيحَكَ فَاِتَّئِد

حَتّامَ تُنجِدُ في الغَرامِ وَتُتهِمُ

كَم نَفثَةٍ لَكَ تَستَثيرُ بِها الهَوى

هاروتُ في أَثنائِها يَتَكَلَّمُ

إِنّا سَمِعنا عَنكَ ما قَد رابَنا

وَأَطالَ فيكَ وَفي هَواكَ اللُوَّمُ

فَاِذهَب بِسِحرِكَ قَد عَرَفتُكَ وَاِقتَصِد

فيما تُزَيِّنُ لِلحِسانِ وَتوهِمُ

أَصغَت إِلى قَولِ الوُشاةِ فَأَسرَفَت

في هَجرِها وَجَنَت عَلَيَّ وَأَجرَموا

حَتّى إِذا يَئِسَ الطَبيبُ وَجاءَها

أَنّي تَلِفتُ تَنَدَّمَت وَتَنَدَّموا

وَأَتَت تَعودُ مَريضَها لا بَل أَتَت

مِنّي تُشَيِّعُ راحِلاً لَو تَعلَمُ

أَقسَمتُ بِالعَبّاسِ إِنّي صادِقٌ

فَمُريهِمُ بِجَلالِهِ أَن يُقسِموا

مَلِكٌ عَدَوتُ عَلى الزَمانِ بِحَولِهِ

وَغَدَوتُ في آلائِهِ أَتَنَعَّمُ

النَجمُ مِن حُرّاسِهِ وَالدَهرُ مِن

خُدّامِهِ وَهوَ العَزيزُ المُنعِمُ

هَلَّلتُ حينَ رَأَيتُ رَكبَكَ سالِماً

وَرَأَيتُ عَبّاساً بِهِ يَتَبَسَّمُ

وَحَمِدتُ رَبّي حينَ حَلَّ عَرينَهُ

مُتَجَدِّدَ العَزَماتِ ذاكَ الضَيغَمُ

خَفَقَت قُلوبُ المُسلِمينَ وَأَشفَقَت

دارُ الخِلافَةِ وَالمَليكُ الأَعظَمُ

وَدَعا لَكَ البَيتُ الحَرامُ فَأَمَّنَت

بَطحاءُ مَكَّةَ وَالحَطيمُ وَزَمزَمُ

وَدَوى بِمِصرَ لَكَ الدُعاءُ فَنيلُها

وَسُهولُها وَفَصيحُها وَالأَعجَمُ

وَمَشى الصَغيرُ إِلى الكَبيرِ مُسائِلاً

يَتَسَقَّطُ الأَخبارَ أَو يَتَنَسَّمُ

حَتّى اِطمَأَنَّت بِالشِفاءِ نُفوسُهُم

وَطَلَعتَ بِالسَعدِ العَميمِ عَلَيهِمُ

مَولايَ أُمَّتُكَ الوَديعَةُ أَصبَحَت

وَعُرا المَوَدَّةِ بَينَها تَتَفَصَّمُ

نادى بِها القِبطِيُّ مِلءَ لَهاتِهِ

أَن لا سَلامَ وَضاقَ فيها المُسلِمُ

وَهمٌ أَغارَ عَلى النُهى وَأَضَلَّها

فَجَرى الغَبِيُّ وَأَقصَرَ المُتَعَلِّمُ

فَهِموا مِنَ الأَديانِ ما لا يَرتَضي

دينٌ وَلا يَرضى بِهِ مَن يَفهَمُ

ماذا دَها قِبطِيَّ مِصرَ فَصَدَّهُ

عَن وُدِّ مُسلِمِها وَماذا يَنقِمُ

وَعَلامَ يَخشى المُسلِمينَ وَكَيدَهُم

وَالمُسلِمونَ عَنِ المَكايِدِ نُوَّمُ

قَد ضَمَّنا أَلَمُ الحَياةِ وَكُلُّنا

يَشكو فَنَحنُ عَلى السَواءِ وَأَنتُمُ

إِنّي ضَمينُ المُسلِمينَ جَميعُهُم

أَن يُخلِصوا لَكُم إِذا أَخلَصتُمُ

رَبِّ الأَريكَةِ إِنَّنا في حاجَةٍ

لِجَميلِ رَأيِكَ وَالحَوادِثُ حُوَّمُ

فَأَفِض عَلَينا مِن سَمائِكَ حِكمَةً

تَأسو القُلوبَ فَإِنَّ رَأيَكَ أَحكَمُ

وَاِجمَع شَتاتَ العُنصُرَينِ بِعَزمَةٍ

تَأتي عَلى هَذا الخِلافِ وَتَحسِمُ

فَكِلاهُما لِعَزيزِ عَرشِكَ مُخلِصٌ

وَكِلاهُما بِرِضاكَ صَبٌّ مُغرَمُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:19 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ

تَحتَ الظَلامِ هُيامَ حائِر

أَبلى الشَقاءُ جَديدَهُ

وَتَقَلَّمَت مِنهُ الأَظافِر

فَاُنظُر إِلى أَسمالِهِ

لَم يَبقَ مِنها ما يُظاهِر

هُوَ لا يُريدُ فِراقَها

خَوفَ القَوارِسِ والهَواجِر

لَكِنَّها قَد فارَقَتـ

ـهُ فِراقَ مَعذورٍ وَعاذِر

إِنّي أَعُدُّ ضُلوعَهُ

مِن تَحتِها وَاللَيلُ عاكِر

أَبصَرتُ هَيكَلَ عَظمِهِ

فَذَكَرتُ سُكّانَ المَقابِر

فَكَأَنَّما هُوَ مَيِّتٌ

أَحياهُ عيسى بَعدَ عازَر

قَد كانَ يَهدِمُهُ النَسيـ

ـمُ وَكادَ تَدروهُ الأَعاصِر

وَتَراهُ مِن فَرطِ الهُزا

لِ تَكادُ تَثقِبُهُ المَواطِر

عَجَباً أَيَفرِسُهُ الطَوى

في قَلبِ حاضِرَةِ الحَواضِر

وَتَغولُهُ البُؤسى وَطَر

فُ رِعايَةِ الأَطفالِ ساهِر

كَم مِثلِهِ تَحتَ الدُجى

أَسوانَ بادي الضُرِّ طائِر

خَزيانَ يَخرُجُ في الظَلا

مِ خُروجَ خُفّاشِ المَغاوِر

مُتَلَفِّعاً جِلبابَهُ

مُتَرَقِّباً مَعروفَ عابِر

يَقذى بِرُؤيَتِهِ فَلا

تَلوي عَلَيهِ عَينُ ناظِر





عطر الزنبق 11-23-2019 12:19 AM






قَعَدَت شُعوبُ الشَرقِ عَن

كَسبِ المَحامِدِ وَالمَفاخِر

فَوَنَت وَفي شَرعِ التَنا

حُرِ مَن وَنى لا شَكَّ خاسِر

تَمشي الشُعوبُ لِقَصدِها

قُدُماً وَشَعبُ النيلِ آخِر

كَم في الكِنانَةِ مِن فَتىً

نَدبٍ وَكَم في الشَأمِ قادِر

لَكِنَّهُم لَم يُرزَقوا

رَأياً وَلَم يَرِدوا المَخاطِر

هَذا يَطيرُ مَعَ الخَيا

لِ وَذاكَ يَرتَجِلُ النَوادِر

جَهِلوا الحَياةَ وَما الحَيا

ةُ لِغَيرِ كَدّاحٍ مُغامِر

يَجتابُ أَجوازَ القِفا

رِ وَيَمتَطي مَتنَ الزَواخِر

لا يَستَشيرُ سِوى العَزيـ

ـمَةِ في المَوارِدِ وَالمَصادِر

يَرمي وَراءَ الباقِيا

تِ بِنَفسِهِ رَميَ المُقامِر

ما هَدَّ عَزمَ القادِريـ

ـنَ بِمِصرَ إِلّا قَولُ باكِر

كَم ذا نُحيلُ عَلى غَدٍ

وَغَدٌ مَصيرَ اليَومِ صائِر

خَوَتِ الدِيارُ فَلا اِختِرا

عَ وَلا اِقتِصادَ وَلا ذَخائِر

دَع ما يُجَشِّمُها الجُمو

دُ وَما يَجُرُّ مِنَ الجَرائِر

في الإِقتِصادِ حَياتُنا

وَبَقاؤُنا رَغمَ المُكابِر

تَربو بِهِ فينا المَصا

نِعُ وَالمَزارِعُ وَالمَتاجِر

سَل حِشمَتاً عَنهُ فَهَـ

ـذا حِشمَتٌ في الجَمعِ حاضِر

أَحيا الصِناعَةَ وَالتِجا

رَةَ مِثلَما أَحيا الضَمائِر





عطر الزنبق 11-23-2019 12:20 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لَم أَنسَ ما سالَت بِهِ

مِن خاطِري تِلكَ المَقاطِر











عطر الزنبق 11-23-2019 12:20 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
لَم أَنسَ نَحتي لِاِصطِلا حٍ دونَهُ نَحتُ المَحاجِر





عطر الزنبق 11-23-2019 12:21 AM



أَجادَ مَطرانٌ كَعاداتِهِ

وَهَكَذا يُؤثَرُ عَن قُسِّ

فَإِن أَقِف مِن بَعدِهِ مُنشِداً

فَإِنَّما مِن طِرسِهِ طِرسي

وَإِن رَأَيتُم في يَدي زَهرَةً

فَإِنَّها مِن ذَلِكَ الغَرسِ

رَثى حَبيباً وَرَثى بَعدَهُ

لِذَلِكَ الموفي عَلى الرِمسِ

كانا إِذا ما ظَهَرا مِنبَراً

حَلّا مِنَ السامِعِ في النَفسِ

فَأَصبَحا هَذا طَواهُ الرَدى

وَذاكَ نَهبٌ في يَدِ البُؤسِ

لَولا سَليمٌ لَم يَقُل قائِلٌ

وَلَم يَجُد مَن جادَ بِالأَمسِ

لِلَّهِ ما أَشجَعَهُ إِنَّهُ

ذو مِرَّةٍ فينا وَذو بَأسِ

يَقومُ في مَشروعِهِ نافِذاً

كَأَنَّهُ عَنتَرَةُ العَبسي

تَلقاهُ في الجِدِّ كَما تَبتَغي

وَتارَةً تَلقاهُ في الهَلسِ

سَركيسُ إِن راقَكَ ما قُلتُهُ

في مَعرِضِ الهَزلِ فَقُل مِرسي

أُقسِمُ بِاللَهِ وَآلائِهِ

بِعَرشِهِ بِاللَوحِ بِالكُرسِي

بِالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبحِها

بِالبَدرِ في مَرآهُ بِالشَمسِ

بِأَنَّ هَذا عَمَلٌ صالِحٌ

قامَ بِهِ هَذا الفَتى القُدسي

ذَكَّرَنا وَالمَرءُ مِن نَفسِهِ

وَعَيشِهِ في شاغِلٍ يُنسي

بِالواجِبِ الأَقدَسِ في حَقِّ مَن

باعَتهُ مِصرٌ بَيعَةَ الوَكسِ

هَذا أَبو العَدلِ فَمَن خالَهُ

حَيّاً فَما خالَ سِوى العَكسِ

كانَت لَهُ في حَلقِهِ ثَروَةٌ

مِن نَبرَةٍ تُشجي وَمِن جَرسِ

فَغالَها الدَهرُ كَما غالَهُ

حَتّى غَدا كَالطَلَلِ الدَرسِ

فَاِكتَسِبوا الأَجرَ وَلا تَبتَغوا

شِراءَهُ بِالثَمَنِ البَخسِ

إِنّي أَرى التَمثيلَ في غَمرَةٍ

غامِرَةٍ تَدعو إِلى اليَأسِ

لَم يَرمِهِ في شَرخِهِ ما رَمى

لَو كانَ مَبنِيّاً عَلى أُسِّ

أَكُلَّما خَفَّت بِهِ صَحوَةٌ

مِن دائِهِ عوجِلَ بِالنَكسِ

إِن تُغفِلوا دارِسَ آثارِهِ

عَفّى عَلَيها الدَهرُ بِالطَمسِ

أَعجَزَها النُطقُ فَجاءَت بِنا

نَنوبُ عَن أَلسُنِها الخُرسِ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:21 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



لا أُبالي أَذى العَدُوِّ فَحُطني

أَنتَ يا رَبِّ مِن وَلاءِ الصَديقِ






عطر الزنبق 11-23-2019 12:22 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيُّها الوَسمِيُّ زُر نَبتَ الرُبا

وَاِسبِقِ الفَجرَ إِلى رَوضِ الزَهَر

حَيِّهِ وَاِنثُر عَلى أَكمامِهِ

مِن نِطافِ الماءِ أَشباهَ الدُرَر

أَيُّها الزَهرُ أَفِق مِن سِنَةٍ

وَاِصطَبِح مِن خَمرَةٍ لَم تُعتَصَر

مِن رَحيقٍ أُمُّهُ غادِيَةٌ

ساقَها تَحتَ الدُجى رَوحُ السَحَر

وَاِنفَحِ الرَوضَ بِنَشرٍ طَيِّبٍ

عَلَّهُ يوقِظُ سُكّانَ الشَجَر

إِنَّ بي شَوقاً إِلى ذي غُنَّةٍ

يُؤنِسُ النَفسَ وَقَد نامَ السَمَر

إيهِ يا طَيرُ أَلا مِن مُسعِدٍ

إِنَّني قَد شَفَّني طولُ السَهَر

قُم وَصَفِّق وَاِستَحِر وَاِسجَع وَنُح

وَاِروِ عَن إِسحاقَ مَأثورَ الخَبَر

ظَهَرَ الفَجرُ وَقَد عَوَّدتَني

أَن تُغَنّيني إِذا الفَجرُ ظَهَر

غَنِّني كَم لَكَ عِندي مِن يَدٍ

سَرَّتِ الأَشجانَ عَنّي وَالفِكَر

اِخرِقِ السَمعَ سِوى مِن نَبَإٍ

خَرَقَ السَمعَ فَأَدمى فَوَقَر

كُلَّ يَومٍ نَبأَةٌ تَطرُقُنا

بِعَجيبٍ مِن أَعاجيبِ العِبَر

أُمَمٌ تَفنى وَأَركانٌ تَهي

وَعُروشٌ تَتَهاوى وَسُرُر

وَجُيوشٌ بِجُيوشٍ تَلتَقي

كَسُيولٍ دَفَقَت في مُنحَدَر

وَرِجالٌ تَتَبارى لِلرَدى

لا تُبالي غابَ عَنها أَم حَضَر

مَن رَآها في وَغاها خالَها

صِبيَةً خَفَّت إِلى لِعبِ الأُكَر

وَحُروبٌ طاحِناتٌ كُلَّما

أُطفِئَت شَبَّ لَظاها وَاِستَعَر

ضَجَّتِ الأَفلاكُ مِن أَهوالِها

وَاِستَعاذَ الشَمسُ مِنها وَالقَمَر

في الثَرى في الجَوِّ في شُمِّ الذُرا

في عُبابِ البَحرِ في مَجرى النَهَر

أَسرَفَت في الخَلقِ حَتّى أَوشَكوا

أَن يَبيدوا قَبلَ ميعادِ البَشَر

فَاِصمِدوا ثُمَّ اِحمَدوا اللَهَ عَلى

نِعمَةِ الأَمنِ وَطيبِ المُستَقَرّ

نِعمَةُ الأَمنِ وَما أَدراكَ ما

نِعمَةُ الأَمنِ إِذا الخَطبُ اِكفَهَرّ

وَاِشكُروا سُلطانَ مِصرٍ وَاِشكُروا

صاحِبَ الدَولَةِ مَحمودَ الأَثَر

نَحنُ في عَيشٍ تَمَنّى دونَهُ

أُمَمٌ في الغَربِ أَشقاها القَدَر

تَتَمَنّى هَجعَةً في غِبطَةٍ

لَم تُساوِرها اللَيالي بِالكَدَر

إِنَّ في الأَزهَرِ قَوماً نالَهُم

مِن لَظى نيرانِها بَعضُ الشَرَر

أَصبَحوا لا قَدَّرَ اللَهُ لَنا

في عَناءٍ وَشَقاءٍ وَضَجَر

نُزَلاءٌ بَينَنا إِن يُرهَقوا

أَو يُضاموا إِنَّها إِحدى الكُبَر

فَأَعينوهُم فَهُم إِخوانُكُم

مَسَّهُم ضُرٌّ وَنابَتهُم غِيَر

أَقرِضوا اللَهَ يُضاعِف أَجرَكُم

إِنَّ خَيرَ الأَجرِ أَجرٌ مُدَّخَر





عطر الزنبق 11-23-2019 12:22 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مَهلاً

قَد شَأَوتُم بِالمُعجِزاتِ الرِجالا

وَفَهِمتُم مَعنى الحَياةِ فَأَرصَد

تُم عَلَيها لِكُلِّ نَقصٍ كَمالا

وَحَرَصتُم عَلى العُقولِ فَحَزَّمـ

ـتُم عَصيراً يَراهُ قَومٌ حَلالا

وَقَدَرتُم دَقيقَةَ العُمرِ حِرصاً

وَسِواكُم لا يَقدُرُ الأَجيالا

كَم أَحالوا عَلى غَدٍ كُلَّ أَمرٍ

وَمُحيلُ الأُمورِ يَبغي المُحالا

قَد تَحَدَّيتُمُ المَنِيَّةَ حَتّى

هَمَّ أَن يَغلِبَ البَقاءُ الزَوالا

وَطَوَيتُم فَراسِخَ الأَرضِ طَيّاً

وَمَشَيتُم عَلى الهَواءِ اِختِيالا

ثُمَّ سَخَّرتُمُ الرِياحَ فَسُستُم

حَيثُ شِئتُم جَنوبَها وَالشَمالا

تُسرِجونَ الهَواءَ إِن رُمتُمُ السَيـ

ـرَ وَفي الأَرضِ مَن يَشُدُّ الرِحالا

وَتَخِذتُم مَوجَ الأَثيرِ بَريداً

حينَ خِلتُم أَنَّ البُروقَ كُسالى

ثُمَّ حاوَلتُمُ الكَلامَ مَعَ النَجـ

ـمِ فَحَمَّلتُمُ الشُعاعَ مَقالا

وَمَحا فوردُ آيَةَ المَشيِ حَتّى

شَرَعَ الناسُ يَنبِذونَ النِعالا

وَاِنتَزَعتُم مِن كُلِّ شِبرٍ بِظَهرِ الـ

ـأَرضِ أَو بَطنِها المُحَجَّبِ مالا

وَأَقَمتُم في كُلِّ أَرضٍ صُروحاً

تَنطَحُ السُحبَ شامِخاتٍ طِوالا

وَغَرَستُم لِلعِلمِ رَوضاً أَنيقاً

فَوقَ دُنيا الوَرى يَمُدُّ الظِلالا

وَحَلَلتُم بِأَرضِنا فَعَرَفنا

كَيفَ تُنمونَ بَينَنا الأَطفالا

وَرَأَينا البَناتِ كَيفَ يُثَقَّفـ

ـنَ بِعِلمٍ يَزيدُهُنَّ جَمالا

لَيتَ شِعري مَتى أَرى أَرضَ مِصرٍ

في حِمى اللَهِ تُنبِتُ الأَبطالا

وَأَرى أَهلَها يُبارونَكُم عِلـ

ـماً وَوَثباً إِلى العُلا وَنِضالا

قَد نَفَضنا عَنّا الكَرى وَاِبتَدَرنا

فُرَصَ العَيشِ وَاِنتَقَلنا اِنتِقالا

وَعَلِمنا بِأَنَّ غَفلَةَ يَومٍ

تَحرِمُ المَرءَ سَعيَهُ أَحوالا

فَشَقَقنا إِلى الحَياةِ طَريقاً

وَأَصَبنا عَلى الزِحامِ مَجالا

وَنَهَضنا في ظِلِّ عَرشِ فُؤادٍ

وَرَفَعنا لِعَهدِهِ تِمثالا

قَد أَبى اللَهُ أَن نَعيشَ عَلى النا

سِ وَإِن ضاقَتِ الوُجوهَ عِيالا





عطر الزنبق 11-23-2019 12:23 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

كَم وارِثٍ غَضِّ الشَبابِ رَمَيتِهِ

بِغَرامِ راقِصَةٍ وَحُبِّ هَلوكِ

أَلبَستِهِ الثَوبَينِ في حالَيهِما

تيهَ الغَنِيِّ وَذِلَّةِ المَفلوكِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:23 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَعيدوا مَجدَنا دُنيا وَدينا

وَذودوا عَن تُراثِ المُسلِمينا

فَمَن يَعنو لِغَيرِ اللَهِ فينا

وَنَحنُ بَنو الغُزاةِ الفاتِحينا

مَلَكنا الأَمرَ فَوقَ الأَرضِ دَهراً

وَخَلَّدنا عَلى الأَيّامِ ذِكرى

أَتى عُمَرٌ فَأَنسى عَدلَ كِسرى

كَذَلِكَ كانَ عَهدُ الراشِدينا

جَبَينا السُحبَ في عَهدِ الرَشيدِ

وَباتَ الناسُ في عَيشٍ رَغيدِ

وَطَوَّقَتِ العَوارِفُ كُلَّ جيدِ

وَكانَ شِعارُنا رِفقاً وَلينا

سَلوا بَغدادَ وَالإِسلامَ دينُ

أَكانَ لَها عَلى الدُنيا قَرينُ

رِجالٌ لِلحَوادِثِ لا تَلينُ

وَعِلمٌ أَيَّدَ الفَتحَ المُبينا

فَلَسنا مِنهُمُ وَالشَرقُ عانى

إِذا لَم نَكفِهِ عَنَتَ الزَمانِ

وَنَرفَعُهُ إِلى أَعلى مَكانٍ

كَما رَفَعوهُ أَو نَلقى المَنونا





عطر الزنبق 11-23-2019 12:23 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَيـ

ـشُ وَلَم تُحسِنوا عَلَيهِ القِياما

عَزَّتِ السِلعَةُ الذَليلَةُ حَتّى

باتَ مَسحُ الحِذاءِ خَطباً جُساما

وَغَدا القوتُ في يَدِ الناسِ كَاليا

قوتِ حَتّى نَوى الفَقيرُ الصِياما

يَقطَعُ اليَومَ طاوِياً وَلَدَيهِ

دونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامى

وَيَخالُ الرَغيفَ في البُعدِ بَدراً

وَيَظُنُّ اللُحومَ صَيداً حَراما

إِن أَصابَ الرَغيفَ مِن بَعدِ كَدٍّ

صاحَ مَن لي بِأَن أُصيبَ الإِداما

أَيُّها المُصلِحونَ أَصلَحتُمُ الأَر

ضَ وَبِتُّم عَنِ النُفوسِ نِياما

أَصلِحوا أَنفُساً أَضَرَّ بِها الفَقـ

ـرُ وَأَحيا بِمَوتِها الآثاما

لَيسَ في طَوقِها الرَحيلُ وَلا الجِد

دُ وَلا أَن تُواصِلَ الإِقداما

تُؤثِرُ المَوتَ في رُبا النيلِ جوعاً

وَتَرى العارَ أَن تَعافَ المَقاما

وَرِجالُ الشَآمِ في كُرَةِ الأَر

ضِ يُبارونَ في المَسيرِ الغَماما

رَكِبوا البَحرَ جاوَزوا القُطبَ فاتوا

مَوقِعَ النَيِّرَينِ خاضوا الظَلاما

يَمتَطونَ الخُطوبَ في طَلَبِ العَيـ

ـشِ وَيَبرونَ لِلنِضالِ السِهاما

وَبَنو مِصرَ في حِمى النيلِ صَرعى

يَرقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما

أَيُّها النيلُ كَيفَ نُمسي عِطاشاً

في بِلادٍ رَوَّيتَ فيها الأَناما

يَرِدُ الواغِلُ الغَريبُ فَيَروى

وَبَنوكَ الكِرامُ تَشكو الأَواما

إِنَّ لينَ الطِباعِ أَورَثَنا الذُلـ

ـلَ وَأَغرى بِنا الجُناةَ الطِغاما

إِنَّ طيبَ المُناخِ جَرَّ عَلَينا

في سَبيلِ الحَياةِ ذاكَ الزِحاما

أَيُّها المُصلِحونَ رِفقاً بِقَومٍ

قَيَّدَ العَجزُ شَيخَهُم وَالغُلاما

وَأَغيثوا مِنَ الغَلاءِ نُفوساً

قَد تَمَنَّت مَعَ الغَلاءِ الحِماما

أَوشَكَت تَأكُلُ الهَبيدَ مِنَ الفَقـ

ـرِ وَكادَت تَذودُ عَنهُ النِعاما

فَأَعيدوا لَنا المُكوسَ فَإِنّا

قَد رَأَينا المُكوسَ أَرخى زِماما

ضاقَ في مِصرَ قِسمُنا فَاِعذُرونا

إِن حَسَدنا عَلى الجَلاءِ الشَآما

قَد شَقينا وَنَحنُ كَرَّمَنا اللَـ

ـهُ بِعَصرٍ يُكَرِّمُ الأَنعاما





عطر الزنبق 11-23-2019 12:24 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



أَحياؤُنا لا يُرزَقونَ بِدِرهَمٍ

وَبِأَلفِ أَلفٍ تُرزَقُ الأَمواتُ

مَن لي بِحَظِّ النائِمينَ بِحُفرَةٍ

قامَت عَلى أَحجارِها الصَلَواتُ

يَسعى الأَنامُ لَها وَيَجري حَولَها

بَحرُ النُذورِ وَتُقرَأُ الآياتُ

وَيُقالُ هَذا القُطبُ بابُ المُصطَفى

وَوَسيلَةٌ تُقضى بِها الحاجاتُ






عطر الزنبق 11-23-2019 12:25 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَخشى مُرَبِّيَتي إِذا

طَلَعَ النَهارُ وَأَفزَعُ

وَأَظَلُّ بَينَ صَواحِبي

لِعِقابِها أَتَوَقَّعُ

لا الدَمعُ يَشفَعُ لي وَلا

طولُ التَضَرُّعِ يَنفَعُ

وَأَخافُ والِدَتي إِذا

جَنَّ الظَلامُ وَأَجزَعُ

وَأَبيتُ أَرتَقِبُ الجَزا

ءَ وَأَعيُني لا تَهجَعُ

ما ضَرَّني لَو كُنتُ أَسـ

ـتَمِعُ الكَلامَ وَأَخضَعُ

ما ضَرَّني لَو صُنتُ أَثـ

ـوابي فَلا تَتَقَطَّعُ

وَحَفِظتُ أَوراقي بِمَحـ

ـفَظَتي فَلا تَتَوَزَّعُ

فَأَعيشُ آمِنَةً وَأَمـ

ـرَعُ في الهَناءِ وَأَرتَعُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:25 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

رُوَيدَكَ حَتّى يَخفِقَ العَلَمانِ

وَتَنظُرَ ما يَجري بِهِ الفَتَيانِ

فَما مِصرُ كَالسودانِ لُقمَةُ جائِعٍ

وَلَكِنَّها مَرهونَةٌ لِأَوانِ

دَعاني وَما أَرجَفتُما بِاِحتِمالِهِ

فَإِنِّ بِمَكرِ القَومِ شِقُّ زَماني

أَرى مِصرَ وَالسودانَ وَالهِندَ واحِداً

بِها اللُردُ وَالفيكُنتُ يَستَبِقانِ

وَأَكبَرُ ظَنّي أَنَّ يَومَ جَلائِهِم

وَيَومَ نُشورِ الخَلقِ مُقتَرِنانِ

إِذا غاضَتِ الأَمواهُ مِن كُلِّ مُزبِدٍ

وَخَرَّت بُروجُ الرَجمِ لِلحَدَثانِ

وَعادَ زَمانُ السَمهَرِيِّ وَرَبِّهِ

وَحُكِّمَ في الهَيجاءِ كُلُّ يَماني

هُناكَ اِذكُرا يَومَ الجَلاءِ وَنَبِّها

نِياماً عَلَيهِم يَندُبُ الهَرَمانِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:25 AM




عَبدَ العَزيزِ لَقَد ذَكَّرتَنا أُمَماً

كانَت جِوارَكَ في لَهوٍ وَفي طَرَبِ

ذَكَّرتَنا يَومَ ضاعَت أَرضُ أَندَلُسٍ

الحَربُ في البابِ وَالسُلطانُ في اللَعِبِ

فَاِحذَر عَلى التَختِ أَن يَسري الخَرابُ لَهُ

فَتَختُ سُلطانَةٍ أَعدى مِنَ الجَرَبِ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:26 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



لا تَلُم كَفّي إِذا السَيفُ نَبا

صَحَّ مِنّي العَزمُ وَالدَهرُ أَبى

رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِهِ

أَخطَأَ التَوفيقَ فيما طَلَبا

مَرحَباً بِالخَطبِ يَبلوني إِذا

كانَتِ العَلياءُ فيهِ السَبَبا

عَقَّني الدَهرُ وَلَولا أَنَّني

أوثِرُ الحُسنى عَقَقتُ الأَدَبا

إيهِ يا دُنيا اِعبِسي أَو فَاِبسِمي

لا أَرى بَرقَكِ إِلّا خُلَّبا

أَنا لَولا أَنَّ لي مِن أُمَّتي

خاذِلاً ما بِتُّ أَشكو النُوَبا

أُمَّةً قَد فَتَّ في ساعِدِها

بُغضُها الأَهلَ وَحُبُّ الغُرَبا

تَعشَقُ الأَلقابَ في غَيرِ العُلا

وَتُفَدّي بِالنُفوسِ الرُتَبا

وَهيَ وَالأَحداثُ تَستَهدِفُها

تَعشَقُ اللَهوَ وَتَهوى الطَرَبا

لا تُبالي لَعِبَ القَومُ بِها

أَم بِها صَرفُ اللَيالي لَعِبا

لَيتَها تَسمَعُ مِنّي قِصَّةً

ذاتَ شَجوٍ وَحَديثاً عَجَبا

كُنتُ أَهوى في زَماني غادَةً

وَهَبَ اللَهُ لَها ما وَهَبا

ذاتَ وَجهٍ مَزَجَ الحُسنُ بِهِ

صُفرَةً تُنسي اليَهودَ الذَهَبا

حَمَلَت لي ذاتَ يَومٍ نَبَأً

لا رَعاكَ اللَهُ يا ذاكَ النَبا

وَأَتَت تَخطِرُ وَاللَيلُ فَتىً

وَهِلالُ الأُفقِ في الأُفقِ حَبا

ثُمَّ قالَت لي بِثَغرٍ باسِمٍ

نَظَمَ الدُرَّ بِهِ وَالحَبَبا

نَبِّؤوني بِرَحيلٍ عاجِلٍ

لا أَرى لي بَعدَهُ مُنقَلِبا

وَدَعاني مَوطِني أَن أَغتَدي

عَلَّني أَقضي لَهُ ما وَجَبا

نَذبَحُ الدُبَّ وَنَفري جِلدَهُ

أَيَظُنُّ الدُبُّ أَلّا يُغلَبا

قُلتُ وَالآلامُ تَفري مُهجَتي

وَيكِ ما تَصنَعُ في الحَربِ الظِبا

ما عَهِدناها لِظَبيٍ مَسرَحاً

يَبتَغي مُلهىً بِهِ أَو مَلعَبا

لَيسَتِ الحَربُ نُفوساً تُشتَرى

بِالتَمَنّي أَو عُقولاً تُستَبى

أَحَسِبتِ القَدِّ مِن عُدَّتِها

أَم ظَنَنتِ اللَحظَ فيها كَالشَبا

فَسَليني إِنَّني مارَستُها

وَرَكِبتُ الهَولَ فيها مَركَبا

وَتَقَحَّمتُ الرَدى في غارَةٍ

أَسدَلَ النَقعُ عَلَيها هَيدَبا

قَطَّبَت ما بَينَ عَينَيها لَنا

فَرَأَيتُ المَوتَ فيها قَطَّبا

جالَ عِزرائيلُ في أَنحائِها

تَحتَ ذاكَ النَقعِ يَمشي الهَيذَبى

فَدَعيها لِلَّذي يَعرِفُها

وَاِلزَمي يا ظَبيَةَ البانِ الخِبا

فَأَجابَتني بِصَوتٍ راعَني

وَأَرَتني الظَبيَ لَيثاً أَغلَبا

إِنَّ قَومي اسِتَعذَبوا وِردَ الرَدى

كَيفَ تَدعونِيَ أَلّا أَشرَبا

أَنا يابانِيَّةٌ لا أَنثَني

عَن مُرادي أَو أَذوقَ العَطَبا

أَنا إِن لَم أُحسِنِ الرَميَ وَلَم

تَستَطِع كَفّايَ تَقليبَ الظُبا

أَخدِمُ الجَرحى وَأَقضي حَقَّهُم

وَأُواسي في الوَغى مَن نُكِبا

هَكَذا الميكادُ قَد عَلَّمَنا

أَن نَرى الأَوطانَ أُمّاً وَأَبا

مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ

أَنهَضَ الشَرقَ فَهَزَّ المَغرِبا

وَإِذا مارَستَهُ أَلفَيتَهُ

حُوَّلاً في كُلِّ أَمرٍ قُلَّبا

كانَ وَالتاجُ صَغيرَينِ مَعاً

وَجَلالُ المُلكِ في مَهدِ الصِبا

فَغَدا هَذا سَماءً لِلعُلا

وَغَدا ذَلِكَ فيها كَوكَبا

بَعَثَ الأُمَّةَ مِن مَرقَدِها

وَدَعاها لِلعُلا أَن تَدأَبا

فَسَمَت لِلمَجدِ تَبغي شَأوَهُ

وَقَضَت مِن كُلِّ شَيءٍ مَأرَبا





عطر الزنبق 11-23-2019 12:27 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَساحَةٌ لِلحَربِ أَم مَحشَرُ

وَمَورِدُ المَوتِ أَمِ الكَوثَرُ

وَهَذِهِ جُندٌ أَطاعوا هَوى

أَربابِهِم أَم نَعَمٌ تُنحَرُ

لِلَّهِ ما أَقسى قُلوبَ الأُلى

قاموا بِأَمرِ المُلكِ وَاِستَأثَروا

وَغَرَّهُم في الدَهرِ سُلطانُهُم

فَأَمعَنوا في الأَرضِ وَاِستَعمَروا

قَد أَقسَمَ البيضُ بِصُلبانِهِم

لا يَهجُرونَ المَوتَ أَو يُنصَروا

وَأَقسَمَ الصُفرُ بِأَوثانِهِم

لا يَغمِدونَ السَيفَ أَو يَظفَروا

فَمادَتِ الأَرضُ بِأَوتادِها

حينَ اِلتَقى الأَبيَضُ وَالأَصفَرُ

وَأَثمَلَتها خَمرَةٌ مِن دَمٍ

يَلهو بِها الميكادُ وَالقَيصَرُ

وَأَشبَهَت يَومَ الوَغى أُختَها

إِذ لاحَ فيها الشَفَقُ الأَحمَرُ

وَأَصبَحَت تَشتاقُ طوفانَها

لَعَلَّها مِن رِجسِها تَطهُرُ

أَشبَعتِ يا حَربُ ذِئابَ الفَلا

وَغَصَّتِ العِقبانُ وَالأَنسُرُ

وَميرَتِ الحيتانُ في بَحرِها

وَمَطمَعُ الإِنسانِ لا يُقدَرُ

إِن كانَ هَذا الدُبُّ لا يَنثَني

وَذَلِكَ التِنّينُ لا يُقهَرُ

وَالبيضُ لا تَرضى بِخِذلانِها

وَالصُفرُ بَعدَ اليَومِ لا تُكسَرُ

فَما لِتِلكَ الحَربِ قَد شَمَّرَت

عَن ساقِها حَتّى قَضى العَسكَرُ

سالَت نُفوسُ القَومِ فَوقَ الظُبا

فَسالَتِ البَطحاءُ وَالأَنهُرُ

وَأَصبَحَت مِكدَنُ ياقوتَةً

يَغارُ مِنها الدُرُّ وَالجَوهَرُ

ياقوتَةً قَد قُوِّمَت بَينَهُم

بِأَنفُسٍ كَالقَطرِ لا تُحصَرُ

أَضحى رَسولُ المَوتِ ما بَينَها

حَيرانَ لا يَدري بِما يُؤمَرُ

عِزريلُ هَل أَبصَرتَ فيما مَضى

وَأَنتَ ذاكَ الكَيِّسُ الأَمهَرُ

كَذَلِكَ المِدفَعُ في بَطشِهِ

إِذا تَعالى صَوتُهُ المُنكَرُ

تَراهُ إِن أَوفى عَلى مُهجَةٍ

لا الدِرعُ يَثنيهِ وَلا المِغفَرُ

أَمسى كُروبَتكينَ في غَمرَةٍ

وَباتَ أوياما لَهُ يَنظُرُ

وَظَلَّتِ الروسُ عَلى جَمرَةٍ

وَالمَجدُ يَدعوهُم أَلا فَاِصبِروا

وَذَلِكَ الأُسطولُ ما خَطبُهُ

حَتّى عَراهُ الفَزَعُ الأَكبَرُ

أَكُلَّما لاحَ لَهُ سابِحٌ

تَحتَ الدُجى أَو قارِبٌ يَمخُرُ

ظَنَّ بِهِ طوجو فَأَهدى لَهُ

تَحِيَّةً طوجو بِها أَخبَرُ

تَحِيَّةً مِن واجِدٍ شَيِّقٍ

أَنفاسُهُ مِن حَرِّها تَزفِرُ

فَهَل دَرى القَيصَرُ في قَصرِهِ

ما تُعلِنُ الحَربَ وَما تُضمِرُ

فَكَم قَتيلٍ باتَ فَوقَ الثَرى

يَنتابُهُ الأُظفورُ وَالمِنسَرُ

وَكَم جَريحٍ باسِطٍ كَفَّهُ

يَدعو أَخاهُ وَهوَ لا يُبصِرُ

وَكَم غَريقٍ راحَ في لُجَّةٍ

يَهوي بِها الطَودُ فَلا يَظهَرُ

وَكَم أَسيرٍ باتَ في أَسرِهِ

وَنَفسُهُ مِن حَسرَةٍ تَقطُرُ

إِن لَم تَرَوا في الصُلحِ خَيراً لَكُم

فَالدَهرُ مِن أَطماعِكُم أَقصَرُ

تَسوؤُنا الحَربُ وَإِن أَصبَحَت

تَدعو رِجالَ الشَرقِ أَن يَفخَروا

أَتى عَلى الشَرقِيِّ حينٌ إِذا

ما ذُكِرَ الأَحياءُ لا يُذكَرُ

وَمَرَّ بِالشَرقِ زَمانٌ وَما

يَمُرُّ بِالبالِ وَلا يَخطِرُ

حَتّى أَعادَ الصُفرُ أَيّامَهُ

فَاِنتَصَفَ الأَسوَدُ وَالأَسمَرُ

فَرَحمَةُ اللَهِ عَلى أُمَّةٍ

يَروي لَها التاريخُ ما يُؤثَرُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:27 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَينَ يَومُ القَنالِ يا رَبَّةَ التا

جِ وَيا شَمسَ ذَلِكَ المِهرَجانِ

أَينَ مُجري القَنالِ أَينَ مُميتُ الـ

ـمالِ أَينَ العَزيزُ ذو السُلطانِ

أَينَ هارونُ مِصرَ أَينَ أَبو الأَشـ

ـبالِ رَبُّ القُصورِ رَبُّ القِيانِ

أَينَ لَيثُ الجَزيرَةِ اِبنُ عَلِيٍّ

واهِبُ الأَلفِ مُكرِمُ الضَيفانِ

أَينَ ذا القَصرُ بِالجَزيرَةِ تَجري

فيهِ أَرزاقُنا وَتَحبو الأَماني

فيهِ لِلنَحسِ كَوكَبٌ مُسرِعُ السَيـ

رِـ وَلِلسَعدِ كَوكَبٌ مُتَواني

قَد جَرى النيلُ تَحتَهُ بِخُشوعٍ

وَاِنكِسارِ وَهابَهُ الفَتَيانِ

كُنتَ بِالأَمسِ جَنَّةَ الحورِ يا قَصـ

ـرُ فَأَصبَحتَ جَنَّةَ الحَيَوانِ

خَطَرَ اللَيثُ في فِنائِكَ يا قَصـ

ـرُ وَقَد كُنتَ مَسرَحاً لِلحِسانِ

وَعَوى الذِئبُ في نَواحيكَ يا قَصـ

ـرُ وَقَد كُنتَ مَعقِلاً لِلِّسانِ

وَحَباكَ الزُوّارُ بِالمالِ يا قَصـ

ـرُ وَقَد كُنتَ مَصدَرَ الإِحسانِ

كُنتَ تُعطي فَمالَكَ اليَومَ تُعطى

أَينَ بانيكَ أَينَ رَبُّ المَكانِ

إِن أَطافَت بِكَ الخُطوبُ فَهَذي

سُنَّةُ الكَونِ مِن قَديمِ الزَمانِ

رُبَّ بانٍ نَأى وَرُبَّ بِناءٍ

أَسلَمَتهُ إِلى غَيرِ باني

تِلكَ حالُ الإيوانِ يا رَبَّةَ التا

جِ فَما حالُ صاحِبِ الإيوانِ

قَد طَواهُ الرَدى وَلَو كانَ حَيّاً

لَمَشى في رِكابِكِ الثَقَلانِ

وَتَوَلَّت حِراسَةَ المَوكِبِ الأَسـ

ـنى نُجومُ السَماءِ وَالنَيِّرانِ

إِن يَكُن غابَ عَن جَبينِكِ تاجٌ

كانَ بِالغَربِ أَشرَفَ التيجانِ

فَلَقَد زانَكِ المَشيبُ بِتاجٍ

لا يُدانيهِ في الجَلالِ مُداني

ذاكَ مِن صَنعَةِ الأَنامِ وَهَذا

مِن صَنيعِ المُهَيمِنِ الدَيّانِ

كُنتِ بِالأَمسِ ضَيفَةً عِندَ مَلكٍ

فَاِنزِلي اليَومَ ضَيفَةً في خانِ

وَاِعذُرينا عَلى القُصورِ كِلانا

غَيَّرَتهُ طَوارِئُ الحِدثانِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:28 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيُحصي مَعانيكَ القَريضُ المُهَذَّبُ

عَلى أَنَّ صَدرَ الشِعرِ لِلمَدحِ أَرحَبُ

لَقَد مَكَّنَ الرَحمَنُ في الأَرضِ دَولَةً

لِعُثمانَ لا تَعفو وَلا تَتَشَعَّبُ

بَناها فَظَنَّتها الدَراري مَنازِلاً

لِبَدرِ الدُجى تُبنى وَلِلسَعدِ تُنصَبُ

وَقامَ رِجالٌ بِالإِمامَةِ بَعدَهُ

فَزادوا عَلى ذاكَ البِناءِ وَطَنَّبوا

وَرَدّوا عَلى الإِسلامِ عَهدَ شَبابِهِ

وَمَدّوا لَهُ جاهاً يُرَجّى وَيُرهَبُ

أُسودٌ عَلى البُسفورِ تَحمي عَرينَها

وَتَرعى نِيامَ الشَرقِ وَالغَربُ يَرقُبُ

لَها وَثَباتٌ تَحتَ ظِلِّ هِلالِها

كَما مَرَّ سَهمٌ أَو كَما اِنقَضَّ كَوكَبُ

إِذا راعَها مَسٌّ مِنَ الضَيمِ خِلتَها

كَمَن راعَهُ بِالمَسِّ سِلكٌ مُكَهرَبُ

وَإِن هَزَّها ذاكَ الهِلالُ لِحادِثٍ

رَأَيتَ قَضاءَ اللَهِ يَمشي وَيَركَبُ

إِذا ضاءَتِ الأَحسابُ يَوماً لِمُعرِقٍ

فَعُثمانُ خَيرُ الفاتِحينَ لَهُم أَبُ

وَإِن تاهَ بِالأَبناءِ وَالبَأسِ والِدٌ

فَأَولى الوَرى بِالتيهِ ذاكَ المُعَصَّبُ

فَهَذا سُلَيمانٌ وَقانونُ عَدلِهِ

عَلى صَفَحاتِ الدَهرِ بِالتِبرِ يُكتَبُ

وَذاكَ الَّذي أَجرى السَفينَ عَلى الثَرى

وَسارَ لَهُ في البَرِّ وَالبَحرِ مَركَبُ

عَلى بابِهِ العالي هُناكَ تَأَلَّقَت

سُطورٌ لِأَقلامِ الجَلالَةِ تُنسَبُ

هُنا فَاِخفِضوا الأَبصارَ عَرشُ مُحَمَّدٍ

هُنا الفاتِحُ الغازي الكَمِيُّ المُدَرَّبُ

وَما كانَ مِن عَبدِ المَجيدِ إِذِ اِحتَمى

بِأَكنافِهِ كوشوطُ وَالخَطبُ غَيهَبُ

يُناديهِمُ أَمّا نَزيلي فَدونَهُ

حَيّاتي وَأَمّا صارِمي فَمُشَطَّبُ

فَإِن كانَتِ الحُسنى فَإِنّي سَماؤُها

وَإِن كانَتِ الأُخرى فَشُدّوا وَجَرِّبوا

كَذَلِكَ كانوا يَستَقِرّونَ في الذُرا

وَأَعداؤُهُم في الغَربِ تَشقى وَتُنكَبُ

فَكَم طَلَبوا مِنهُم أَماناً فَأَمَّنوا

وَأَمسى لَهُم في الشَرقِ مَسرىً وَمَسرَبُ

فَكانَ أَمانَ القَومِ وَالشَرقُ مَشرِقٌ

فَأَضحى اِمتِيازَ القَومِ وَالشَرقُ مَغرِبُ

يَقولونَ في هَذي الرُبوعِ تَعَصُّبٌ

وَأَيُّ مَكانٍ لَيسَ فيهِ تَعَصُّبُ

فَيا شَرقُ إِنَّ الغَربَ إِن لانَ أَو قَسا

فَفيهِ مِنَ الصَهباءِ طَبعٌ مُذَوَّبُ

فَخِف بَأسَها في الرَأسِ وَالرَأسُ يَصطَلي

وَخِف ضَعفَها في الكَأسِ وَالكَأسُ تُطرِبُ

وَيا غَربُ إِنَّ الدَهرَ يَطفو بِأَهلِهِ

وَيَطويهِ تَيّارُ القَضاءِ فَيَرسُبُ

أَراكَ مَقَرَّ الطامِعينَ كَأَنَّما

عَلى كُلِّ عَرشٍ مِن عُروشِكَ أَشعَبُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:29 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا

هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا

خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا

وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا

وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ

بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا

إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ

لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا

لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن

أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا

لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ

صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا

جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم

ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ

أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ

أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا

لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف

تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا

كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي

مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا

إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيـ

ـظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا

أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم

إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا

إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ

عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى

أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي

مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى

لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا

حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى

أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً

بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا

قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ

وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا

فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر

عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا

لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصـ

ـرُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا

أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصـ

ـرُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا

أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمـ

ـسِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا

إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن

سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا

أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا

قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا






عطر الزنبق 11-23-2019 12:29 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا

هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا

خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا

وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا

وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ

بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا

إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ

لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا

لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن

أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا

لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ

صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا

جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم

ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ

أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا

أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ

أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا

لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف

تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا

كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي

مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا

إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيـ

ـظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا

أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم

إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا

إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ

عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى

أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي

مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى

لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا

حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى

أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً

بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا

قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ

وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا

فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر

عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا

لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصـ

ـرُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا

أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصـ

ـرُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا

أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمـ

ـسِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا

إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن

سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا

أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا

قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا








عطر الزنبق 11-23-2019 12:30 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

قَصرَ الدُبارَةِ هَل أَتاكَ حَديثُنا

فَالشَرقُ ريعَ لَهُ وَضَجَّ المَغرِبُ

أَهلاً بِساكِنِكَ الكَريمِ وَمَرحَباً

بَعدَ التَحِيَّةِ إِنَّني أَتَعَتَّبُ

نَقَلَت لَنا الأَسلاكُ عَنكَ رِسالَةً

باتَت لَها أَحشاؤُنا تَتَلَهَّبُ

ماذا أَقولُ وَأَنتَ أَصدَقُ ناقِلٍ

عَنّا وَلَكِنَّ السِياسَة تَكذِبُ

عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ فَما لَنا

لا نَشرَئِبُّ لَها وَما لَكَ تَغضَبُ

أَنَقِمتَ مِنّا أَن نُحِسَّ وَإِنَّما

هَذا الَّذي تَدعو إِلَيهِ وَتَندُبُ

أَنتَ الَّذي يُعزى إِلَيهِ صَلاحُنا

فيما تُقَرِّرُهُ لَدَيكَ وَتَكتُبُ

إِن ضاقَ صَدرُ النيلِ عَمّا هالَهُ

يَومَ الحَمامِ فَإِنَّ صَدرَكَ أَرحَبُ

أَوَ كُلَّما باحَ الحَزينُ بِأَنَّةٍ

أَمسَت إِلى مَعنى التَعَصُّبِ تُنسَبُ

رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ

ضاقَ الرَجاءُ بِها وَضاقَ المَذهَبُ

رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ

لَيسَت بِغَيرِ وَلائِها تَتَعَذَّبُ

إِن أَرهَقوا صَيّادَكُم فَلَعَلَّهُم

لِلقوتِ لا لِلمُسلِمينَ تَعَصَّبوا

وَلَرُبَّما ضَنَّ الفَقيرُ بِقوتِهِ

وَسَخا بِمُهجَتِهِ عَلى مَن يَغصِبُ

في دِنشِوايَ وَأَنتَ عَنّا غائِبٌ

لَعِبَ القَضاءُ بِنا وَعَزَّ المَهرَبُ

حَسِبوا النُفوسَ مِنَ الحَمامِ بَديلَةً

فَتَسابَقوا في صَيدِهِنَّ وَصَوَّبوا

نُكِبوا وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ بَعدَهُم

لَو كُنتَ حاضِرَ أَمرِهِم لَم يُنكَبوا

خَلَّيتَهُم وَالقاسِطونَ بِمَرصَدٍ

وَسِياطُهُم وَحِبالُهُم تَتَأَهَّبُ

جُلِدوا وَلَو مَنَّيتَهُم لَتَعَلَّقوا

بِحِبالِ مَن شُنِقوا وَلَم يَتَهَيَّبوا

شُنِقوا وَلَو مُنِحوا الخِيارَ لَأَهَّلوا

بِلَظى سِياطِ الجالِدينَ وَرَحَّبوا

يَتَحاسَدونَ عَلى المَماتِ وَكَأسُهُ

بَينَ الشِفاهِ وَطَعمُهُ لا يَعذُبُ

مَوتانِ هَذا عاجِلٌ مُتَنَمِّرٌ

يَرنو وَهَذا آجِلٌ يَتَرَقَّبُ

وَالمُستَشارُ مُكاثِرٌ بِرِجالِهِ

وَمُعاجِزٌ وَمُناجِزٌ وَمُحَزِّبُ

يَختالُ في أَنحائِها مُتَبَسِّماً

وَالدَمعُ حَولَ رِكابِهِ يَتَصَبَّبُ

طاحوا بِأَربَعَةٍ فَأَردَوا خامِساً

هُوَ خَيرُ ما يَرجو العَميدُ وَيَطلُبُ

حُبٌّ يُحاوِلُ غَرسَهُ في أَنفُسٍ

يُجنى بِمَغرِسِها الثَناءُ الطَيِّبُ

كُن كَيفَ شِئتَ وَلا تَكِل أَرواحَنا

لِلمُستَشارِ فَإِنَّ عَدلَكَ أَخصَبُ

وَأَفِض عَلى بُندٍ إِذا وَلِيَ القَضا

رِفقاً يَهَشُّ لَهُ القَضاءُ وَيَطرَبُ

قَد كانَ حَولَكَ مِن رِجالِكَ نُخبَةٌ

ساسوا الأُمورَ فَدَرَّبوا وَتَدَرَّبوا

أَقصَيتَهُم عَنّا وَجِئتَ بِفِتيَةٍ

طاشَ الشَبابُ بِهِم وَطارَ المَنصِبُ

فَاِجعَل شِعارَكَ رَحمَةً وَمَوَدَّةً

إِنَّ القُلوبَ مَعَ المَوَدَّةِ تُكسَبُ

وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الكِنانَةِ قُل لَهُم

هِيَ أُمَّةٌ تَلهو وَشَعبٌ يَلعَبُ

وَاِستَبقِ غَفلَتَها وَنَم عَنها تَنَم

فَالناسُ أَمثالُ الحَوادِثِ قُلَّبُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:30 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لَقَد كانَ فينا الظُلمُ فَوضى فَهُذِّبَت

حَواشيهِ حَتّى باتَ ظُلماً مُنَظَّما

تَمُنُّ عَلَينا اليَومَ أَن أَخصَبَ الثَرى

وَأَن أَصبَحَ المِصرِيُّ حُرّاً مُنَعَّما

أَعِد عَهدَ إِسماعيلَ جَلداً وَسُخرَةً

فَإِنّي رَأَيتُ المَنَّ أَنكى وَآلَما

عَمِلتُم عَلى عِزِّ الجَمادِ وَذُلِّنا

فَأَغلَيتُمُ طيناً وَأَرخَصتُمُ دَما

إِذا أَخصَبَت أَرضٌ وَأَجدَبَ أَهلُها

فَلا أَطلَعَت نَبتاً وَلا جادَها السَما

نَهَشُّ إِلى الدينارِ حَتّى إِذا مَشى

بِهِ رَبُّهُ لِلسوقِ أَلفاهُ دِرهَما

فَلا تَحسَبوا في وَفرَةِ المالِ لَم تُفِد

مَتاعاً وَلَم تَعصِم مِنَ الفَقرِ مَغنَما

فَإِنَّ كَثيرَ المالِ وَالخَفضُ وارِفٌ

قَليلٌ إِذا حَلَّ الغَلاءُ وَخَيَّما






عطر الزنبق 11-23-2019 12:31 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

فَتى الشِعرِ هَذا مَوطِنُ الصِدقِ وَالهُدى

فَلا تَكذِبِ التاريخَ إِن كُنتَ مُنشِدا

لَقَد حانَ تَوديعُ العَميدِ وَإِنَّهُ

حَقيقٌ بِتَشييعِ المُحِبّينَ وَالعِدا

فَوَدِّع لَنا الطَودَ الَّذي كانَ شامِخاً

وَشَيِّع لَنا البَحرَ الَّذي كانَ مُزبِدا

وَزَوِّدهُ عَنّا بِالكَرامَةِ كُلِّها

وَإِن لَم يَكُن بِالباقِياتِ مُزَوَّدا

فَلِم لا نَرى الأَهرامَ يا نيلُ مُيَّداً

وَفِرعَونُ عَن واديكَ مُرتَحِلٌ غَدا

كَأَنَّكَ لَم تَجزَع عَلَيهِ وَلَم تَكُن

تَرى في حِمى فِرعَونَ أَمناً وَلا جَدا

سَلامٌ وَلَو أَنّا نُسيءُ إِلى الأُلى

أَساؤوا إِلَينا ما مَدَدنا لَهُم يَدا

سَنُطري أَياديكَ الَّتي قَد أَفَضتَها

عَلَينا فَلَسنا أُمَّةً تَجحَدُ اليَدا

أَمِنّا فَلَم يَسلُك بِنا الخَوفُ مَسلَكاً

وَنِمنا فَلَم يَطرُق لَنا الذُعرُ مَرقَدا

وَكُنتَ رَحيمَ القَلبِ تَحمي ضَعيفَنا

وَتَدفَعُ عَنّا حادِثَ الدَهرِ إِن عَدا

وَلَولا أَسىً في دِنشِوايَ وَلَوعَةٌ

وَفاجِعَةٌ أَدمَت قُلوباً وَأَكبُدا

وَرَميُكَ شَعباً بِالتَعَصُّبِ غافِلاً

وَتَصويرُكَ الشَرقِيَّ غِرّاً مُجَرَّدا

لَذُبنا أَسىً يَومَ الوَداعِ لِأَنَّنا

نَرى فيكَ ذاكَ المُصلِحَ المُتَوَدِّدا

تَشَعَّبَتِ الآراءُ فيكَ فَقائِلٌ

أَفادَ الغِنى أَهلَ البِلادِ وَأَسعَدا

وَكانَت لَهُ في المُصلِحينَ سِياسَةٌ

تَرَخَّصَ فيها تارَةً وَتَشَدَّدا

رَأى العِزَّ كُلَّ العِزِّ في بَسطَةِ الغِنى

فَحارَبَ جَيشَ الفَقرِ حَتّى تَبَدَّدا

وَأَمتَعَكُم بِالنيلِ فَهوَ مُبارَكٌ

عَلى أَهلِهِ خِصباً وَرِيّاً وَمَورِدا

وَسَنَّ لَكُم حُرِّيَّةَ القَولِ عِندَما

رَأى القَولَ في أَسرِ السُكوتِ مُقَيَّدا

وَآخَرُ لَم يَقصِر عَلى المالِ هَمَّهُ

يَرى أَنَّ ذاكَ المالَ لا يَكفُلُ الهُدى

فَلا يَحمَدُ الإِثراءَ حَتّى يَزينَهُ

بِعِلمٍ وَخَيرُ العِلمِ ما كانَ مُرشِدا

يُناديكَ قَد أَزرَيتَ بِالعِلمِ وَالحِجا

وَلَم تُبقِ لِلتَعليمِ يا لُردُ مَعهَدا

وَأَنَّكَ أَخصَبتَ البِلادَ تَعَمُّداً

وَأَجدَبتَ في مِصرَ العُقولَ تَعَمُّدا

قَضَيتَ عَلى أُمِّ اللُغاتِ وَإِنَّهُ

قَضاءٌ عَلَينا أَو سَبيلٌ إِلى الرَدى

وَوافَيتَ وَالقُطرانِ في ظِلِّ رايَةٍ

فَما زِلتَ بِالسودانِ حَتّى تَمَرَّدا

فَطاحَ كَما طاحَت مُصَوَّعُ بَعدَهُ

وَضاعَت مَساعينا بِأَطماعِكُم سُدى

حَجَبتَ ضِياءَ الصُحفِ عَن ظُلُماتِهِ

وَلَم تَستَقِل حَتّى حَجَبتَ المُؤَيَّدا

وَأَودَعتَ تَقريرَ الوَداعِ مَغامِزاً

رَأَينا جَفاءَ الطَبعِ فيها مُجَسَّدا

غَمَزتَ بِها دينَ النَبِيِّ وَإِنَّنا

لَنَغضَبُ إِن أَغضَبتَ في القَبرِ أَحمَدا

يُناديكَ أَينَ النابِغونَ بِعَهدِكُم

وَأَيُّ بِناءٍ شامِخٍ قَد تَجَدَّدا

فَما عَهدُ إِسماعيلَ وَالعَيشُ ضَيِّقٌ

بِأَجدَبَ مِن عَهدٍ لَكُم سالَ عَسجَدا

يُناديكَ وَلَّيتَ الوِزارَةَ هَيئَةً

مِنَ الصُمِّ لَم تَسمَع لِأَصواتِنا صَدى

فَلَيسَ بِها عِندَ التَشاوُرِ مِن فَتىً

أَبِيٍّ إِذا ما أَصدَرَ الأَمرَ أَورَدا

بِرَبِّكَ ماذا صَدَّنا وَلَوى بِنا

عَنِ القَصدِ إِن كانَ السَبيلُ مُمَهَّدا

أَشَرتَ بِرَأيٍ في كِتابِكَ لَم يَكُن

سَديداً وَلَكِن كانَ سَهماً مُسَدَّدا

وَحاوَلتَ إِعطاءَ الغَريبِ مَكانَةً

تَجُرُّ عَلَينا الوَيلَ وَالذُلَّ سَرمَدا

فَيا وَيلَ مِصرٍ يَومَ تَشقى بِنَدوَةٍ

يَبيتُ بِها ذاكَ الغَريبُ مُسَوَّدا

أَلَم يَكفِنا أَنّا سُلِبنا ضِياعَنا

عَلى حينِ لَم نَبلُغ مِنَ الفِطنَةِ المَدى

وَزاحَمَنا في العَيشِ كُلُّ مُمارِسٍ

خَبيرٍ وَكُنّا جاهِلينَ وَرُقَّدا

وَما الشَرِكاتُ السودُ في كُلِّ بَلدَةٍ

سِوى شَرَكٍ يُلقي بِهِ مَن تَصَيَّدا

فَهَذا حَديثُ الناسِ وَالناسُ أَلسُنٌ

إِذا قالَ هَذا صاحَ ذاكَ مُفَنِّدا

وَلَو كُنتُ مِن أَهلِ السِياسَةِ بَينَهُم

لَسَجَّلتُ لي رَأياً وَبُلِّغتُ مَقصِدا

وَلَكِنَّني في مَعرِضِ القَولِ شاعِرٌ

أَضافَ إِلى التاريخِ قَولاً مُخَلَّدا

فَيا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَحِيَّةً

وَيا أَيُّها القَصرُ المُنيفُ تَجَلُّدا

لَئِن غابَ هَذا اللَيثُ عَنكَ لِعِلَّةٍ

لَقَد لَبِثَت آثارُهُ فيكَ شُهَّدا





عطر الزنبق 11-23-2019 12:31 AM



بَناتِ الشِعرِ بِالنَفَحاتِ جودي

فَهَذا يَومُ شاعِرِكِ المُجيدِ

أَطِلّي وَاِسفِري وَدَعيهِ يُحيي

بِما توحينَ أَيّامَ الرَشيدِ

إِذا ما جَلَّ قَدرُكِ عَن هُبوطٍ

مُريهِ إِلى سَمائِكِ بِالصُعودِ

وَأَولي ذَلِكَ الفاني بَياناً

يَتيهُ بِهِ عَلى أَهلِ الخُلودِ

وَحُلّي عُقدَةً مِن أَصغَرَيهِ

يَلِن لِهُتافِهِ قاسي الحَديدِ

فَما أَنا واقِفٌ بِرُسومِ دارٍ

أُسائِلُها وَلا كَلِفٌ بِرودِ

وَلا مُستَنزِلٌ هِبَةً بِمَدحٍ

وَلا مُستَنجِزٌ حُرَّ الوُعودِ

وَلَكِنّي وَقَفتُ أَنوحُ نَوحاً

عَلى قَومي وَأَهتِفُ بِالنَشيدِ

وَأَدفَعُ عَنهُمُ بِشَبا يَراعٍ

يَصولُ بِكُلِّ قافِيَةٍ شَرودِ

بَناتُ الشِعرِ إِن هِيَ أَسعَدَتني

شَكَوتُ مِنَ العَميدِ إِلى العَميدِ

وَلَم أَجحَد عَوارِفَهُ وَلَكِن

رَأَيتُ المَنَّ داعِيَةَ الجُحودِ

أَذيقونا الرَجاءَ فَقَد ظَمِئنا

بِعَهدِ المُصلِحينَ إِلى الوُرودِ

وَمُنّوا بِالوُجودِ فَقَد جَهِلنا

بِفَضلِ وُجودِكُم مَعنى الوُجودِ

إِذا اِعلَولى الصِياحُ فَلا تَلُمنا

فَإِنَّ الناسَ في جُهدٍ جَهيدِ

عَلى قَدرِ الأَذى وَالظُلمِ يَعلو

صِياحُ المُشفِقينَ مِنَ المَزيدِ

جِراحٌ في النُفوسِ نَغَرنَ نَغراً

وَكُنَّ قَدِ اِندَمَلنَ عَلى صَديدِ

إِذا ما هاجَهُنَّ أَسىً جَديدٌ

هَتَكنَ سَرائِرَ القَلبِ الجَليدِ

إِلى مَن نَشتَكي عَنَتَ اللَيالي

إِلى العَبّاسِ أَم عَبدِ الحَميدِ

وَدونَ حِماهُما قامَت رِجالٌ

تُرَوِّعُنا بِأَصنافِ الوَعيدِ

فَما جِئنا نُطاوِلُكُم بِجاهٍ

يُطولُكُمُ وَلا رُكنٍ شَديدِ

وَلا بِتنا نُعاجِزُكُم بِعِلمٍ

يَبينُ بِهِ الغَوِيُّ مِنَ الرَشيدِ

وَلَكِنّا نُطالِبُكُم بِحَقٍّ

أَضَرَّ بِأَهلِهِ نَقضُ العُهودِ

رَمانا صاحِبُ التَقريرِ ظُلماً

بِكُفرانِ العَوارِفِ وَالكُنودِ

وَأَقسَمَ لا يُجيبُ لَنا نِداءً

وَلَو جِئنا بِقُرآنٍ مَجيدِ

وَبَشَّرَ أَهلَ مِصرٍ بِاِحتِلالٍ

يَدومُ عَلَيهِمُ أَبَدَ الأَبيدِ

وَأَنبَتَ في النُفوسِ لَكُم جَفاءً

تَعَهَّدَهُ بِمُنهَلِّ الصُدودِ

فَأَثمَرَ وَحشَةً بَلَغَت مَداها

وَزَكّاها بِأَربَعَةٍ شُهودِ

قَتيلُ الشَمسِ أَورَثَنا حَياةً

وَأَيقَظَ هاجِعَ القَومِ الرُقودِ

فَلَيتَ كُرومَراً قَد دامَ فينا

يُطَوِّقُ بِالسَلاسِلِ كُلَّ جَيدِ

وَيُتحِفُ مِصرَ آناً بَعدَ آنٍ

بِمَجلودٍ وَمَقتولٍ شَهيدِ

لِنَنزِعَ هَذِهِ الأَكفانَ عَنّا

وَنُبعَثَ في العَوالِمِ مِن جَديدِ

رَمى دارَ المَعارِفِ بِالرَزايا

وَجاءَ بِكُلِّ جَبّارٍ عَنيدِ

يُدِلُّ بِحَولِهِ وَيَتيهُ تيهاً

وَيَعبَثُ بِالنُهى عَبَثَ الوَليدِ

فَبَدَّدَ شَملَها وَأَدالَ مِنها

وَصاحَ بِها سَبيلُكِ أَن تَبيدي

هَبوا دَنلوبَ أَرحَبَكُم جَناناً

وَأَقدَرَكُم عَلى نَزعِ الحُقودِ

وَأَعلى مِن غِلادَستونَ رَأياً

وَأَحكَمَ مِن فَلاسِفَةِ الهُنودِ

فَإِنّا لا نُطيقُ لَهُ جِواراً

وَقَد أَودى بِنا أَو كادَ يودي

مَلِلنا طولَ صُحبَتِهُ وَمَلَّت

سَوابِقُنا مِنَ المَشيِ الوَئيدِ

بِحَمدِ اللَهِ مُلكُكُمُ كَبيرٌ

وَأَنتُم أَهلُ مَرحَمَةٍ وَجودِ

خُذوهُ فَأَمتِعوا شَعباً سِوانا

بِهَذا الفَضلِ وَالعِلمِ المُفيدِ

إِذا اِستَوزَرتَ فَاِستَوزِر عَلَينا

فَتىً كَالفَضلِ أَو كَاِبنِ العَميدِ

وَلا تُثقِل مَطاهُ بِمُستَشارٍ

يَحيدُ بِهِ عَنِ القَصدِ الحَميدِ

وَفي الشورى بِنا داءٌ عَهيدٌ

قَدِ اِستَعصى عَلى الطِبِّ العَهيدِ

شُيوخٌ كُلَّما هَمَّت بِأَمرٍ

زَأَرتُم دونَهُ زَأرَ الأُسودِ

لِحىً بَيضاءُ يَومَ الرَأيِ هانَت

عَلى حُمرِ المَلابِسِ وَالخُدودِ

أَتَرضى أَن يُقالَ وَأَنتَ حُرٌّ

بِأَنَّكَ قَينُ هاتيكَ القُيودِ

وَهَل في دارِ نَدوَتِكُم أُناسٌ

بِهَذا المَوتِ أَو هَذا الجُمودِ

فَنَحِّ غَضاضَةَ التاميزِ عَنّا

كَفانا سائِغُ النيلِ السَعيدِ

أَرى أَحداثَكُم مَلَكوا عَلَينا

بِمِصرَ مَوارِدَ العَيشِ الرَغيدِ

وَقَد ضِقنا بِهِم وَأَبيكَ ذَرعاً

وَضاقَ بِحَملِهِم ذَرعُ البَريدِ

أَكُلُّ مُوَظَّفٍ مِنكُم قَديرٌ

عَلى التَشريعِ في ظِلِّ العَميدِ

فَضَع حَدّاً لَهُم وَاُنظُر إِلَينا

إِذا أَنصَفتَنا نَظَرَ الوَدودِ

وَخَبِّرهُم وَأَنتَ بنا خَبيرٌ

بِأَنَّ الذُلَّ شِنشِنَةُ العَبيدِ

وَأَنَّ نُفوسَ هَذا الخَلقِ تَأبى

لِغَيرِ إِلَهِهاً ذُلَّ السُجودِ

وَوَلِّ أُمورَنا الأَخيارَ مِنّا

نَثِب بِهِمُ إِلى الشَأوِ البَعيدِ

وَأَشرِكنا مَعَ الأَخيارِ مِنكُم

إِذا جَلَسوا لِإيقامِ الحُدودِ

وَأَسعِدنا بِجامِعَةٍ وَشَيِّد

لَنا مِن مَجدِ دَولَتِكَ المَشيدِ

وَإِن أَنعَمتَ بِالإِصلاحِ فَاِبدَأ

بِتِلكَ فَإِنَّها بَيتُ القَصيدِ

وَفَرِّج أَزمَةَ الأَموالِ عَنّا

بِما أوتيتَ مِن رَأيٍ سَديدِ

وَسَل عَنها اليَهودَ وَلا تَسَلنا

فَقَد ضاقَت بِها حِيَلُ اليَهودِ

إِذا ما ناحَ في أَسوانَ باكٍ

سَمِعتَ أَنينَ شاكٍ في رَشيدِ

جَميعُ الناسِ في البَلوى سَواءٌ

بِأَدنى الثَغرِ أَو أَعلى الصَعيدِ

تَدارَك أُمَّةً بِالشَرقِ أَمسَت

عَلى الأَيّامِ عاثِرَةَ الجُدودِ

وَأَيِّد مِصرَ وَالسودانَ وَاِغنَم

ثَناءَ القَومِ مِن بيضٍ وَسودِ

وَما أَدري وَقَد زَوَّدتُ شِعري

وَظَنّي فيكَ بِالأَمَلِ الوَطيدِ

أَجِئتَ تَحوطُنا وَتَرُدُّ عَنّا

وَتَرفَعُنا إِلى أَوجِ السُعودِ

أَمِ اللُردُ الَّذي أَنحى عَلَينا

أَتى في ثَوبِ مُعتَمَدٍ جَديدِ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:32 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَطَلَّ عَلى الأَكوانِ وَالخَلقُ تَنظُرُ

هِلالٌ رَآهُ المُسلِمونَ فَكَبَّروا

تَجَلّى لَهُم في صورَةٍ زادَ حُسنُها

عَلى الدَهرِ حُسناً أَنَّها تَتَكَرَّرُ

وَبَشَّرَهُم مِن وَجهِهِ وَجَبينِهِ

وَغُرَّتِهِ وَالناظِرينَ مُبَشِّرُ

وَأَذكَرَهُم يَوماً أَغَرَّ مُحَجَّلاً

بِهِ تُوِّجَ التاريخُ وَالسَعدُ مُسفِرُ

وَهاجَرَ فيهِ خَيرُ داعٍ إِلى الهُدى

يَحُفُّ بِهِ مِن قُوَّةِ اللَهِ عَسكَرُ

يُماشيهِ جِبريلٌ وَتَسعى وَراءَهُ

مَلائِكَةٌ تَرعى خُطاهُ وَتَخفِرُ

بِيُسراهُ بُرهانٌ مِنَ اللَهِ ساطِعٌ

هُدىً وَبِيُمناهُ الكِتابُ المُطَهَّرُ

فَكانَ عَلى أَبوابِ مَكَّةَ رَكبُهُ

وَفي يَثرِبٍ أَنوارُهُ تَتَفَجَّرُ

مَضى العامُ مَيمونَ الشُهورِ مُبارَكاً

تُعَدَّدُ آثارٌ لَهُ وَتُسَطَّرُ

مَضى غَيرَ مَذمومٍ فَإِن يَذكُروا لَهُ

هَناتٍ فَطَبعُ الدَهرِ يَصفو وَيَكدُرُ

وَإِن قيلَ أَودى بِالأُلوفِ أَجابَهُم

مُجيبٌ لَقَد أَحيا المَلايينَ فَاُنظُروا

إِذا قيسَ إِحسانُ اِمرِئٍ بِإِساءَةٍ

فَأَربى عَلَيها فَالإِساءَةُ تُغفَرُ

فَفيهِ أَفاقَ النائِمونَ وَقَد أَتَت

عَلَيهِم كَأَهلِ الكَهفِ في النَومِ أَعصُرُ

وَفي عالَمِ الإِسلامِ في كُلِّ بُقعَةٍ

لَهُ أَثَرٌ باقٍ وَذِكرٌ مُعَطَّرُ

سَلوا التُركَ عَمّا أَدرَكوا فيهِ مِن مُنىً

وَما بَدَّلوا في المَشرِقَينِ وَغَيَّروا

وَإِن لَم يَقُم إِلّا نِيازي وَأَنوَرٌ

فَقَد مَلَأَ الدُنيا نِيازي وَأَنوَرُ

تَواصَوا بِصَبرٍ ثُمَّ سَلّوا مِنَ الحِجا

سُيوفاً وَجَدّوا جِدَّهُم وَتَدَبَّروا

فَسادوا وَشادوا لِلهِلالِ مَنازِلاً

عَلى هامِها سَعدُ الكَواكِبِ يُنثَرُ

تَجَلّى بِها عَبدُ الحَميدِ بِوَجهِهِ

عَلى شَعبِهِ وَالشاهُ خَزيانُ يَنظُرُ

سَلامٌ عَلى عَبدِ الحَميدِ وَجَيشِهِ

وَأُمَّتِهِ ما قامَ في الشَرقِ مِنبَرُ

سَلوا الفُرسَ عَن ذِكرى أَياديهِ عِندَهُم

فَقَد كانَ فيهِ الفُرسُ عُمياً فَأَبصَروا

جَلا لَهُمُ وَجهَ الحَياةِ فَشاقَهُم

فَباتوا عَلى أَبوابِها وَتَجَمهَروا

يُنادونَ أَن مُنّي عَلَينا بِنَظرَةٍ

وَأَحيي قُلوباً أَوشَكَت تَتَفَطَّرُ

كِلانا مَشوقٌ وَالسَبيلُ مُمَهَّدٌ

إِلى الوَصلِ لَولا ذَلِكَ المُتَغَشمِرُ

أَطِلّي عَلَينا لا تَخافي فَإِنَّنا

بِسِرِّكِ أَوفى مِنهُ حَولاً وَأَقدَرُ

سَلامٌ عَلَيكُم أُمَّةَ الفُرسِ إِنَّكُم

خَليقونَ أَن تَحيَوا كِراماً وَتَفخَروا

وَلا أُقرِئُ الشاهَ السَلامَ فَإِنَّهُ

يُريقُ دِماءَ المُصلِحينَ وَيَهدُرُ

وَفيهِ هَوى عَبدُ العَزيزِ وَعَرشُهُ

وَأَخنى عَلَيهِ الدَهرُ وَالأَمرُ مُدبِرُ

وَلا عَجَبٌ أَن ثُلَّ عَرشُ مُمَلَّكٍ

قَوائِمُهُ عودٌ وَدُفُّ وَمِزهَرُ

فَأَلقى إِلى عَبدِ الحَفيظِ بِتاجِهِ

وَمَرَّ عَلى أَدراجِهِ يَتَعَثَّرُ

وَقامَ بِأَمرِ المُسلِمينَ مُوَفَّقٌ

عَلى عَهدِهِ مُرّاكِشٌ تَتَحَضَّرُ

وَفي دَولَةِ الأَفغانِ كانَت شُهورُهُ

وَأَيّامُهُ بِالسَعدِ وَاليُمنِ تُزهِرُ

أَقامَ بِها وَالعودُ رَيّانُ أَخضَرٌ

وَفارَقَها وَالعودُ فَينانُ مُثمِرُ

وَعَوَّذَها بِاللَهِ مِن شَرِّ طامِعٍ

إِذا ما رَمى إِدوَردُ أَو راشَ قَيصَرُ

وَفيهِ نَمَت في الهِندِ لِلعِلمِ نَهضَةٌ

أَرى تَحتَها سِرّاً خَفِيّاً سَيَظهَرُ

فَتَجري إِلى العَلياءِ وَالمَجدِ شَوطَها

وَيُخصِبُ فيها كُلُّ جَدبٍ وَيَنضُرُ

وَفيهِ بَدَت في أُفقِ جاوَةَ لَمعَةٌ

أَضاءَت لِأَهليها السَبيلَ فَبَكَّروا

فَيالَيتَهُ أَولى الجَزائِرَ مِنَّةً

تُفَكُّ لَها تِلكَ القُيودُ وَتُكسَرُ

وَفي تونُسَ الخَضراءِ يا لَيتَهُ بَنى

لَهُ أَثَراً في لَوحَةِ الدَهرِ يُذكَرُ

وَفيهِ سَرَت في مِصرَ روحٌ جَديدَةٌ

مُبارَكَةٌ مِن غَيرَةٍ تَتَسَعَّرُ

خَبَت زَمَناً حَتّى تَوَهَّمتُ أَنَّها

تَجافَت عَنِ الإيراءِ لَولا كُرومَرُ

تَصَدّى فَأَوراها وَهَيهاتَ أَن يَرى

سَبيلاً إِلى إِخمادِها وَهيَ تَزفِرُ

مَضى زَمَنُ التَنويمِ يا نيلُ وَاِنقَضى

فَفي مِصرَ أَيقاظٌ عَلى مِصرَ تَسهَرُ

وَقَد كانَ مُرفينُ الدَهاءِ مُخَدَّراً

فَأَصبَحَ في أَعصابِنا يَتَخَدَّرُ

شَعَرنا بِحاجاتِ الحَياةِ فَإِن وَنَت

عَزائِمُنا عَن نَيلِها كَيفَ نُعذَرُ

شَعَرنا وَأَحسَسنا وَباتَت نُفوسُنا

مِنَ العَيشِ إِلّا في ذُرا العِزِّ تَسخَرُ

إِذا اللَهُ أَحيا أُمَّةً لَن يَرُدَّها

إِلى المَوتِ قَهّارٌ وَلا مُتَجَبِّرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ

إِلى قادَةٍ تَبني وَشَعبٍ يُعَمِّرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ

إِلى عالِمٍ يَدعو وَداعٍ يُذَكِّرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ

إِلى عالِمٍ يَدري وَعِلمٍ يُقَرَّرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ

إِلى حِكمَةٍ تُملى وَكَفٍّ تُحَرِّرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ

إِلَيكُم فَسُدّوا النَقصَ فينا وَشَمِّروا

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ لا تَترُكوا غَداً

يَمُرُّ مُرورَ الأَمسِ وَالعَيشُ أَغبَرُ

رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنَّ بِلادَكُم

تُناشِدُكُم بِاللَهِ أَن تَتَذَكَّروا

عَلَيكُم حُقوقٌ لِلبِلادِ أَجَلُّها

تَعَهُّدُ رَوضِ العِلمِ فَالرَوضُ مُقفِرُ

قُصارى مُنى أَوطانِكُم أَن تَرى لَكُم

يَداً تَبتَني مَجداً وَرَأساً يُفَكِّرُ

فَكونوا رِجالاً عامِلينَ أَعِزَّةً

وَصونوا حِمى أَوطانِكُم وَتَحَرَّروا

وَيا طالِبي الدُستورِ لا تَسكُنوا وَلا

تَبيتوا عَلى يَأسٍ وَلا تَتَضَجَّروا

أَعِدّوا لَهُ صَدرَ المَكانِ فَإِنَّني

أَراهُ عَلى أَبوابِكُم يَتَخَطَّرُ

فَلا تَنطِقوا إِلّا صَواباً فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن يُقالَ تَهَوَّروا

فَما ضاعَ حَقٌّ لَم يَنَم عَنهُ أَهلُهُ

وَلا نالَهُ في العالَمينَ مُقَصِّرُ

لَقَد ظَفِرَ الأَتراكُ عَدلاً بِسُؤلِهِم

وَنَحنُ عَلى الآثارِ لا شَكَّ نَظفَرُ

هُمُ لَهُمُ العامُ القَديمُ مُقَدَّرٌ

وَنَحنُ عَلى الآثارِ لا شَكَّ نَظفَرُ

ثِقوا بِالأَميرِ القائِمِ اليَومَ إِنَّهُ

بِكُم وَبِما تَرجونَ أَدرى وَأَخبَرُ

فَلا زالَ مَحروسَ الأَريكَةِ جالِساً

عَلى عَرشِ وادي النيلِ يَنهى وَيَأمُرُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:33 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لا رَعى اللَهُ عَهدَها مِن جُدودِ

كَيفَ أَمسَيتَ يا اِبنَ عَبدِ المَجيدِ

مُشبِعَ الحوتِ مِن لُحومِ البَرايا

وَمُجيعَ الجُنودِ تَحتَ البُنودِ

كُنتُ أَبكي بِالأَمسِ مِنكَ فَمالي

بِتُّ أَبكي عَلَيكَ عَبدَ الحَميدِ

فَرِحَ المُسلِمونَ قَبلَ النَصارى

فيكَ قَبلَ الدُروزِ قَبلَ اليَهودِ

شَمِتوا كُلُّهُم وَلَيسَ مِنَ الهِم

مَةِ أَن يَشمَتَ الوَرى في طَريدِ

أَنتَ عَبدُ الحَميدِ وَالتاجُ مَعقو

دٌ وَعَبدُ الحَميدِ رَهنَ القُيودِ

خالِدٌ أَنتَ رَغمَ أَنفِ اللَيالي

في كِبارِ الرِجالِ أَهلِ الخُلودِ

لَكَ في الدَهرِ وَالكَمالُ مُحالٌ

صَفَحاتٌ ما بَينَ بيضٍ وَسودِ

حاوَلوا طَمسَ ما صَنَعتَ وَوَدّوا

لَو يُطيقونَ طَمسَ خَطِّ الحَديدِ

ذاكَ عَبدَ الحَميدِ ذُخرُكَ عِندَ اللَ

هِ باقٍ إِن ضاعَ عِندَ العَبيدِ

أَكرِموهُ وَراقِبوا اللَهَ في الشَي

خِ وَلا تُرهِقوهُ بِالتَهديدِ

لا تَخافوا أَذاهُ فَالشَيخُ هاوٍ

لَيسَ فيهِ بَقِيَّةٌ لِلصُعودِ

وَلِيَ الأَمرَ ثُلثَ قَرنٍ يُنادي

بِاِسمِهِ كُلُّ مُسلِمٍ في الوُجودِ

كُلَّما قامَتِ الصَلاةُ دَعى الدا

عي لِعَبدِ الحَميدِ بِالتَأييدِ

فَاِسمُ هَذا الأَسيرِ قَد كانَ مَقرو

ناً بِذِكرِ الرَسولِ وَالتَوحيدِ

بِتُّ أَخشى عَلَيكُمُ أَن يَقولوا

إِن أَثَرتُم مِن كامِناتِ الحُقودِ

كانَ عَبدُ الحَميدِ بِالأَمسِ فَرداً

فَغَدا اليَومَ أَلفُ عَبدِ الحَميدِ

يا أَسيراً في سَنتِ هيلينَ رَحِّب

بِأَسيرٍ في سالُنيكَ جَديدِ

قُل لَهُ كَيفَ زالَ مُلكُكَ لَم يَع

صِمكَ إِعدادُ عُدَّةٍ أَو عَديدِ

لَم تَصُنكَ الجُنودُ تَفديكَ بِالأَر

واحِ وَالمالِ يا غَرامَ الجُنودِ

قُل لَهُ كَيفَ كُنتَ كَيفَ اِمتَلَكتَ ال

أَرضَ كَيفَ اِنفَرَدتَ بِالتَمجيدِ

فَثَلَلتَ العُروشَ عَرشاً فَعَرشاً

وَصَبَغتَ الصَعيدَ بَعدَ الصَعيدِ

كُلَّما نِلتَ غايَةً لَم تَنَلها

هِمَّةُ الدَهرِ قُلتَ هَل مِن مَزيدِ

ضاقَتِ الأَرضُ عَن مَداكَ فَأَرسَل

تَ بِطَرفٍ إِلى السَماءِ عَتيدِ

قُل لَهُ جَلَّ مَن لَهُ المُلكُ لا مُل

كَ لِغَيرِ المُهَيمِنِ المَعبودِ

أَنتَ مَهما شَقيتَ أَرفَهُ حالاً

مِن أَسيرِ الجَزيرَةِ المَكمودِ

وَأَسيرُ الأَقفاصِ قَد كانَ أَشقى

لَو سَأَلتَ الأَسفارَ عَن بايَزيدِ

كانَ عَبدُ الحَميدِ في القَصرِ أَشقى

مِنهُ في الأَسرِ وَالبَلاءِ الشَديدِ

كانَ لا يَعرِفُ القَرارَ بِلَيلٍ

لا وَلا يَستَلِذُّ طَعمَ الهُجودِ

حَذِراً يَرهَبُ الظَلامَ وَيَخشى

خَطرَةَ الريحِ أَو بُكاءَ الوَليدِ

نَفَقٌ تَحتَ طابِقِ الأَرضِ أَخفى

في تَدَجّيهِ مِن ضَميرِ الكَنودِ

يُعجِزُ الوَهمَ عَن تَلَمُّسِ ذاكَ ال

بابِ بابِ الخَليفَةِ المَنكودِ

أَصَحيحٌ ما قيلَ عَنكَ وَحَقٌّ

ما سَمِعنا مِنَ الرُواةِ الشُهودِ

أَنَّ عَبدَ الحَميدِ قَد هَدَمَ الشَر

عَ وَأَربى عَلى فِعالِ الوَليدِ

إِن بَريئاً وَإِن أَثيماً سَتُجزى

يَومَ تُجزى أَمامَ رَبٍّ شَهيدِ

أَصَحيحٌ بَكَيتَ لَمّا أَتى الوَف

دُ وَنابَتكَ رِعشَةُ الرِعديدِ

وَنَسيتَ الآباءَ وَالمَجدَ وَالسُؤ

دُدَ وَالعِزَّ يا كَريمَ الجُدودِ

ما عَهِدنا المُلوكَ تَبكي وَلَكِن

عَلَّها نَزوَةُ الفُؤادِ الجَليدِ

عَلَّها دَمعَةُ الوَداعِ لِذاكَ ال

مُلكِ أَو ذِكرَةٌ لِتِلكَ العُهودِ

غَسَلَ الدَمعُ عَنكَ حَوبَةَ ماضي

كَ وَوَقّاكَ شَرَّ يَومِ الوَعيدِ

شَفَعَ الدَمعُ فيكَ عِندَ البَرايا

لَيسَ ذاكَ الشَفيعُ بِالمَردودِ

دَمعُكَ اليَومَ مِثلُ أَمرِكَ بِالأَم

سِ مُطاعٌ في سَيِّدٍ وَمَسودِ

كانَ عَبدُ العَزيزِ أَجمَلَ أَمراً

مِنكَ في يَومِ خَلعِهِ المَشهودِ

خافَ مَأثورَ قَولِهِ فَتَعالى

عَن صَغارٍ وَماتَ مَوتَ الأُسودِ

ضَمَّ مِقراضَهُ إِلَيهِ وَنادى

دونَ ذُلِّ الحَياةِ قَطعُ الوَريدِ

حَيِّ عَهدَ الرَشادِ يا شَرقُ وَاِبلُغ

ما تَمَنَّيتَ مِن زَمانٍ بَعيدِ

قَد تَوَلّى مُحَمَّدُ الخامِسُ المُل

كَ فَأَعظِم بِتاجِهِ المَعقودِ

وَتَجَلّى في مِهرَجانٍ تَجَلّى

سَيفُ عُثمانَ فيهِ بِالتَقليدِ

وَقَفَ الدَهرُ خاشِعاً إِذ رَأى السَي

فَينِ في قَبضَةِ العَزيزِ المَجيدِ

طَأطِئي لِلجَلالِ يا أُمَمَ الأَر

ضِ سُجوداً هَذا مَقامُ السُجودِ

عَلِمَ اللَهُ أَنَّ عَهدَ رَشادٍ

خَيرُ فَألٍ بِرَدِّ عَهدِ الرَشيدِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:44 AM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَجَل هَذِهِ أَعلامُهُ وَمَواكِبُه

هَنيئاً لَهُم فَليَسحَبِ الذَيلَ ساحِبُه

هَنيئاً لَهُم فَالكَونُ في يَومِ عيدِهِم

مَشارِقُهُ وَضّاءَةٌ وَمَغارِبُه

رَعى اللَهُ شَعباً جَمَّعَ العَدلُ شَملَهُ

وَتَمَّت عَلى عَهدِ الرَشادِ رَغائِبُه

تَحالَفَ في ظِلِّ الهِلالِ إِمامُهُ

وَحاخامُهُ بَعدَ الخِلافِ وَراهِبُه

خُذوا بِيَدِ الإِصلاحِ وَالأَمرُ مُقبِلٌ

فَإِنّي أَرى الإِصلاحَ قَد طَرَّ شارِبُه

وَرُدّوا عَلى المُلكِ الشَبابَ الَّذي ذَوى

فَإِنّي رَأَيتُ المُلكَ شابَت ذَوائِبُه

فَمَن يَطلُبُ الدُستورَ بِالسوءِ بَعدَ ما

حَمَتهُ يَدُ الفاروقِ فَاللَهُ طالِبُه

إِذا شَوكَتُ الفاروقُ قامَ مُنادِياً

إِلى الحَقِّ لَبّاهُ نِيازي وَصاحِبُه

ثَلاثَةُ آسادٍ يُجانِبُها الرَدى

وَإِن هِيَ لاقاها الرَدى لا تُجانِبُه

يُصارِعُها صَرفُ المَنونِ فَتَلتَقي

مَخالِبُها فيهِ وَتَنبو مَخالِبُه

رَوَت قَولَ بَشّارٍ فَثارَت وَأَقسَمَت

وَقامَت إِلى عَبدِ الحَميدِ تُحاسِبُه

إِذا المَلِكُ الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ

مَشَينا إِلَيهِ بِالسُيوفِ نُعاتِبُه

وَسارَ عَلى أَعقابِها كُلُّ سابِحٍ

عَلى مَتنِهِ بُرجٌ مَشيدٌ يُداعِبُه

يَصيحُ بِهِ لا رِيَّ أَو نَبلُغَ المُنى

وَلا شِبَعٌ أَو يُرجِعَ الحَقَّ غاصِبُه

هُنالِكَ فَاِنهَل وَاِتَّخِذ ثَمَّ مَربَطاً

بِيَلدِزَ وَاِحمَد في الوَغى مَن تُصاحِبُه

رِجالٌ مِنَ الإيمانِ مَلأى نُفوسُهُم

وَجَيشٌ مِنَ الأَتراكِ ظَمأى قَواضِبُه

صَوالِجُهُ سُمرُ القَنا وَكُراتُهُ

رُؤوسُ الأَعادي وَالحُصونُ مَلاعِبُه

إِذا ثارَ دُكَّت أَجبُلٌ وَتَخَشَّعَت

بِحارٌ وَأَمضى اللَهُ ما هُوَ كاتِبُه

وَثُلَّت عُروشٌ وَاِستَقَرَّت مَمالِكٌ

وَلَو أَنَّ ذا القَرنَينِ فيها يُناصِبُه

فَمَن لَم يُشاهِد يَلدِزاً بَعدَ رَبِّها

وَقَد زالَ عَنهُ المُلكُ وَاِندَكَّ جانِبُه

وَأَسلَمَهُ أَحبابُهُ لِقُضاتِهِ

وَفَرَّ وَلَم يَخشَ المَعَرَّةَ كاتِبُه

وَقَلَّمَتِ الأَقدارُ أَظفارَ بَطشِهِ

وَدَلَّ عَلى ما تَجهَلُ الجِنُّ حاجِبُه

فَما شَهِدَ الدُنيا تَزولُ وَلا رَأى

بَلاءَ قَضاءِ اللَهِ فيمَن يُحارِبُه

أُبيحَ حِماها وَاِنطَوى مَجدُ رَبِّها

وَقامَت عَلى البَيتِ الحَميدي نَوادِبُه

وَلَم يُغنِ عَن عَبدِ الحَميدِ دَهاؤُهُ

وَلا عَصَمَت عَبدَ الحَميدِ تَجارِبُه

وَلَم يَحمِهِ حِصنٌ وَلَم تَرِم دونَهُ

دَنانيرُهُ وَالأَمرُ بِالأَمرِ حازِبُه

وَلَم يُخفِهِ عَن أَعيُنِ الحَقِّ مِخدَعٌ

وَلا نَفَقٌ في الأَرضِ جَمٌّ مَسارِبُه

أَقامَ عَلَيهِ مَهلَكاً عِندَ مَهلَكٍ

يَمُرُّ بِهِ رَوحُ الصَبا فَيُواثِبُه

تَحاماهُ حَتّى الوَهمُ خَوفَ اِغتِيالِهِ

فَلَو مَسَّهُ طَيفٌ لَدارَت لَوالِبُه

وَأَسرَفَ في حُبِّ الحَياةِ فَحاطَها

بِسورٍ مِنَ الأَهوالِ لَم يَنجُ راكِبُه

فَفي كُلِّ قُفلٍ لِلمَنِيَّةِ مَكمَنٌ

وَفي كُلِّ مِفتاحٍ قَضاءٌ يُراقِبُه

وَفي كُلِّ رُكنٍ صورَةٌ لَو تَكَلَّمَت

لَما شَكَّ في عَبدِ الحَميدِ مُخاطِبُه

تَماثيلُ إيهامٍ أُنيمَت وَأُقعِدَت

تَراءى بِها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه

تُمَثِّلُهُ في نَومِهِ وَجُلوسِهِ

وَتَخدَعُ فيهِ المَوتَ حينَ يُقارِبُه

أَقامَ عَلَيهِ أَلفَ مَوتٍ مُحَجَّبٍ

لِيَغلِبَ مَوتاً واحِداً عَزَّ غالِبُه

سَلوهُ أَأَغنَت عَنهُ في يَومِ خَلعِهِ

عَجائِبُهُ أَو أَحرَزَتهُ غَرائِبُه

وَقَد نَزَلَ المِقدارُ بِالأَمرِ صادِعاً

فَضاقَت عَلى شَيخِ المُلوكِ مَذاهِبُه

وَأَخرَجَهُ مِن يَلدِزٍ رَبُّ يَلدِزٍ

وَجَرَّدَهُ مِن سَيفِ عُثمانَ واهِبُه

وَأَصبَحَ في مَنفاهُ وَالجَيشُ دونَهُ

يُغالِبُ ذِكرى مُلكِهِ وَتُغالِبُه

يُناديهِ صَوتُ الحَقِّ ذُق ما أَذَقتَهُم

فَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما هُوَ كاسِبُه

هُمُ مَنَحوكَ اليَومَ ما أَنتَ مُشتَهٍ

فَرُدَّ لَهُم بِالأَمسِ ما أَنتَ سالِبُه

وَدَع عَنكَ ما أَمَّلتَ إِن كُنتَ حازِماً

فَلَم يَبقَ لِلآمالِ فَضلٌ تُجاذِبُه

مَضى عَهدُ الاِستِبدادِ وَاِندَكَّ صَرحُهُ

وَوَلَّت أَفاعيهِ وَماتَت عَقارِبُه

لَكَ اللَهُ يا تَمّوزُ إِنَّكَ بَلسَمٌ

لِجَرحى الأَسى وَالدَهرُ تَعدو نَوائِبُه

فَكَم رُعتَ جَبّاراً وَأَرهَقتَ ظالِماً

وَأَنصَفتَ مَظلوماً تَوالَت مَصائِبُه

فَدَيناكَ مِن شَهرٍ أَغَرٍّ مُحَجَّلٍ

أَوائِلُهُ مَيمونَةٌ وَعَواقِبُه

تُقابِلُهُ الأَعيادُ في الأَرضِ كُلَّما

تَجَلّى هِلالُ الشَهرِ أَو لاحَ حاجِبُه

فَفي الغَربِ عيدٌ يَنظِمُ الغَربُ حُسنَهُ

فَتَهتَزُّ مِن وَقعِ السُرورِ جَوانِبُه

وَفي الشَرقِ عيدٌ لَم يَرَ الشَرقُ مِثلَهُ

تَدَفَّقُ في دارِ السَلامِ مَواكِبُه

يُطيفونَ بِالعَرشِ الكَريمِ وَرَبُّهُ

تُطيفُ بِهِم آلاؤُهُ وَمَناقِبُه

لِتَهنَئ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً

خِلافَتُهُ فَالعَرشُ سَعدٌ كَواكِبُه

سَتَملِكُ أَمواجَ البِحارِ سَفينُهُ

كَما مَلَكَت شُمَّ الجِبالِ كَتائِبُه

مَمالِكُهُ مَحروسَةٌ وَثُغورُهُ

رَكائِبُهُ مَنصورَةٌ وَمَراكِبُه





عطر الزنبق 11-23-2019 12:44 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لَقَد نَصَلَ الدُجى فَمَتى تَنامُ

أَهَمٌّ ذادَ نَومَكَ أَم هُيامُ

غَفا المَحزونُ وَالشاكي وَأَغفى

أَخو البَلوى وَنامَ المُستَهامُ

وَأَنتَ تُقَلِّبُ الكَفَّينِ آناً

وَآوِنَةً يُقَلِّبُكَ السَقامُ

تَحَدَّرَتِ المَدامِعُ مِنكَ حَتّى

تَعَلَّمَ مِن مَحاجِرِكَ الغَمامُ

وَضَجَّت مِن تَقَلُّبِكَ الحَشايا

وَأَشفَقَ مِن تَلَهُّفِكَ الظَلامُ

تَبيتُ تُساجِلُ الأَفلاكَ سُهداً

وَعَينُ الكَونِ رَنَّقَها المَنامُ

وَتَكتُمُنا حَديثَ هَواكَ حَتّى

أَذاعَ الصَمتُ ما أَخفى الكَلامُ

بِرَبِّكَ هَل رَجَعتَ إِلى رَسيسٍ

مِنَ الذِكرى وَهَل رَجَعَ الغَرامُ

وَقَد لَمَعَ المَشيبُ وَذاكَ سَيفٌ

عَلى فَودَيكَ عَلَّقَهُ الحِمامُ

أَيَجمُلُ بِالأَديبِ أَديبِ مِصرٍ

بُكاءُ الطِفلِ أَرهَقَهُ الفِطامُ

وَيَصرِفُهُ الهَوى عَن ذِكرِ مِصرٍ

وَمِصرٌ في يَدِ الباغي تُضامُ

عَدِمتُ يَراعَتي إِن كانَ ما بي

هَوىً بَينَ الضُلوعِ لَهُ ضِرامُ

وَما أَنا وَالغَرامَ وَشابَ رَأسي

وَغالَ شَبابِيَ الخَطبُ الجُسامُ

وَرَبّاني الَّذي رَبّى لَبيداً

فَعَلَّمَني الَّذي جَهِلَ الأَنامُ

لَعَمرُكَ ما أَرِقتُ لِغَيرِ مِصرٍ

وَما لي دونَها أَمَلٌ يُرامُ

ذَكَرتُ جَلالَها أَيّامَ كانَت

تَصولُ بِها الفَراعِنَةُ العِظامُ

وَأَيّامَ الرِجالُ بِها رِجالٌ

وَأَيّامَ الزَمانُ لَها غُلامُ

فَأَقلَقَ مَضجَعي ما باتَ فيها

وَباتَت مِصرُ فيهِ فَهَل أُلامُ

أَرى شَعباً بِمَدرَجَةِ العَوادي

تَمَخَّخَ عَظمَهُ داءٌ عُقامُ

إِذا ما مَرَّ بِالبَأساءِ عامٌ

أَطَلَّ عَلَيهِ بِالبَأساءِ عامُ

سَرى داءُ التَواكُلِ فيهِ حَتّى

تَخَطَّفَ رِزقَهُ ذاكَ الزِحامُ

قَدِ اِستَعصى عَلى الحُكَماءِ مِنّا

كَما اِستَعصى عَلى الطِبِّ الجُذامُ

هَلاكُ الفَردِ مَنشَؤُهُ تَوانٍ

وَمَوتُ الشَعبِ مَنشَؤُهُ اِنقِسامُ

وَإِنّا قَد وَنينا وَاِنقَسَمنا

فَلا سَعيٌ هُناكَ وَلا وِئامُ

فَساءَ مُقامُنا في أَرضِ مِصرٍ

وَطابَ لِغَيرِنا فيها المَقامُ

فَلا عَجَبٌ إِذا مُلِكَت عَلَينا

مَذاهِبُنا وَأَكثَرُنا نِيامُ

حُسَينُ حُسَينُ أَنتَ لَها فَنَبِّه

رِجالاً عَن طِلابِ الحَقِّ ناموا

وَكُن بِأَبيكَ لِاِبنِ أَخيكَ عَوناً

فَأَنتَ بِكَفِّهِ نِعمَ الحُسامُ

أَفِض في قاعَةِ الشورى وِئاماً

فَقَد أَودى بِنا وَبِها الخِصامُ

وَعَلِّمهُم مُصادَمَةَ العَوادي

فَمِثلُكَ لا يُرَوِّعُهُ الصِدامُ

فَفي حِزبِ اليَمينِ لَدَيكَ قَومٌ

وَإِن قَلّوا فَإِنَّهُمُ كِرامُ

وَفي حِزبِ الشِمالِ لَدَيكَ أُسدٌ

كُماةٌ لا يَطيبُ لَها اِنهِزامُ

فَكونوا لِلبِلادِ وَلا يَفُتكُم

مِنَ النُهُزاتِ وَالفُرَصِ اِغتِنامُ

فَما سادوا بِمُعجِزَةٍ عَلَينا

وَلَكِن في صُفوفِهِمُ اِنضِمامُ

فَلا تَثِقوا بِوَعدِ القَومِ يَوماً

فَإِنَّ سَحابَ ساسَتِهِم جَهامُ

وَخافوهُم إِذا لانوا فَإِنّي

أَرى السُوّاسَ لَيسَ لَهُم ذِمامُ

فَكَم ضَحِكَ العَميدُ عَلى لِحانا

وَغَرَّ سَراتَنا مِنهُ اِبتِسامُ

أَبا الفَلّاحِ إِنَّ الأَمرَ فَوضى

وَجَهلُ الشَعبِ وَالفَوضى لِزامُ

فَأَسعِدنا بِنَشرِ العِلمِ وَاِعلَم

بِأَنَّ النَقصَ يَعقُبُهُ التَمامُ

وَلَيسَ العِلمُ يُمسِكُنا وَحيداً

إِذا لَم يَنصُرِ العِلمَ اِعتِزامُ

وَإِن لَم يُدرِكِ الدُستورُ مِصراً

فَما لِحَياتِها أَبَداً قِوامُ

حَمَونا وِردَ ماءِ النيلِ عَذباً

وَقالوا إِنَّهُ مَوتٌ زُؤامُ

وَما المَوتُ الزُؤامُ إِذا عَقَلنا

سِوى الشَرِكاتِ حَلَّ لَها الحَرامُ

لَقَد سَعِدَت بِغَفلَتِنا فَراحَت

بِثَروَتِنا وَأَوَّلُها التِرامُ

فَيا وَيلَ القَناةِ إِذا اِحتَواها

بَنو التاميزِ وَاِنحَسَرَ اللِثامُ

لَقَد بَقِيَت مِنَ الدُنيا حُطاماً

بِأَيدينا وَقَد عَزَّ الحُطامُ

وَقَد كُنّا جَعَلناها زِماماً

فَوا لَهفي إِذا قُطِعَ الزِمامُ

فَيا قَصرَ الدُبارَةِ لَستُ أَدري

أَحَربٌ في جِرابِكَ أَم سَلامُ

أَجِبنا هَل يُرادُ بِنا وَراءٌ

فَنَقضي أَم يُرادُ بِنا أَمامُ

وَيا حِزبَ اليَمينِ إِلَيكَ عَنّا

لَقَد طاشَت نِبالُكَ وَالسِهامُ

وَيا حِزبَ الشِمالِ عَلَيكَ مِنّا

وَمِن أَبناءِ نَجدَتِكَ السَلامُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:45 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا

أَمَلٌ سَأَلتُ اللَهَ أَن يَتَحَقَّقا

أَشرِق عَلَينا بِالسُعودِ وَلا تَكُن

كَأَخيكَ مَشئومَ المَنازِلِ أَخرَقا

قَد كانَ جَرّاحَ النُفوسِ فِداوِها

مِمّا بِها وَكُنِ الطَبيبَ مُوَفَّقا

هَلَّلتُ حينَ لَمَحتُ نورَ جَبينِهِ

وَرَجَوتُ فيهِ الخَيرَ حينَ تَأَلَّقا

وَهَزَزتُهُ بِقَصيدَةٍ لَو أَنَّها

تُلِيَت عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ لَأَغدَقا

فَنَأى بِجانِبِهِ وَخَصَّ بِنَحسِهِ

مِصراً وَأَسرَفَ في النُحوسِ وَأَغرَقا

لَو كُنتُ أَعلَمُ ما يُخَبِّئُهُ لَنا

لَسَأَلتُ رَبّي ضارِعاً أَن يُمحَقا

أَولى الأَعاجِمَ مِنَّةً مَذكورَةً

وَأَعادَ لِلأَتراكِ ذاكَ الرَونَقا

وَتَغَيَّرَت فيهِ الخُطوبُ بِفارِسٍ

حَتّى رَأَيتُ الشاهَ يَخشى البَيدَقا

وَأَدالَ مِن عَبدِ الحَميدِ لِشَعبِهِ

فَهَوى وَحاوَلَ أَن يَعودَ فَأَخفَقا

أَمسى يُبالي حارِساً مِن جُندِهِ

وَلَقَد يَكونُ وَما يُبالي الفَيلَقا

وَرَمى عَلى أَرضِ الكِنانَةِ جِرمَهُ

بِالنازِلاتِ السودِ حَتّى أَرهَقا

حَصَدَت مَناجِلُهُ غِراسَ رَجائِنا

وَلَو أَنَّها أَبقَت عَلَيهِ لَأَورَقا

فَتَقَيَّدَت فيهِ الصِحافَةُ عَنوَةً

وَمَشى الهَوى بَينَ الرَعِيَّةِ مُطلَقا

وَأَتى يُساوِمُ في القَناةِ خَديعَةً

وَلَوَ اِنَّها تَمَّت لَتَمَّ بِها الشَقا

إِنَّ البَلِيَّةَ أَن تُباعَ وَتُشتَرى

مِصرٌ وَما فيها وَأَلّا تَنطِقا

كانَت تُواسينا عَلى آلامِنا

صُحُفٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ وَأَطبَقا

فَإِذا دَعَوتُ الدَمعَ فَاِستَعصى بَكَت

عَنّا أَسىً حَتّى تَغَصَّ وَتَشرَقا

كانَت لَنا يَومَ الشَدائِدِ أَسهُماً

نَرمي بِها وَسَوابِقاً يَومَ اللِقا

كانَت صِماماً لِلنُفوسِ إِذا غَلَت

فيها الهُمومُ وَأَوشَكَت أَن تَزهَقا

كَم نَفَّسَت عَن صَدرِ حُرٍّ واجِدٍ

لَولا الصِمامُ مِنَ الأَسى لَتَمَزَّقا

ما لي أَنوحُ عَلى الصِحافَةِ جازِعاً

ماذا أَلَمَّ بِها وَماذا أَحدَقا

قَصّوا حَواشِيَها وَظَنّوا أَنَّهُم

أَمِنوا صَواعِقَها فَكانَت أَصعَقا

وَأَتَوا بِحاذِقِهِم يَكيدُ لَها بِما

يَثني عَزائِمَها فَكانَت أَحذَقا

أَهلاً بِنابِتَةِ البِلادِ وَمَرحَباً

جَدَّدتُمُ العَهدَ الَّذي قَد أَخلَقا

لا تَيأَسوا أَن تَستَرِدّوا مَجدَكُم

فَلَرُبَّ مَغلوبٍ هَوى ثُمَّ اِرتَقى

مَدَّت لَهُ الآمالُ مِن أَفلاكِها

خَيطَ الرَجاءِ إِلى العُلا فَتَسَلَّقا

فَتَجَشَّموا لِلمَجدِ كُلَّ عَظيمَةٍ

إِنّي رَأَيتُ المَجدَ صَعبَ المُرتَقى

مَن رامَ وَصلَ الشَمسِ حاكَ خُيوطَها

سَبَباً إِلى آمالِهِ وَتَعَلَّقا

عارٌ عَلى اِبنِ النيلِ سَبّاقِ الوَرى

مَهما تَقَلَّبَ دَهرُهُ أَن يُسبَقا

أَوَ كُلَّما قالوا تَجَمَّعَ شَملُهُم

لَعِبَ الشِقاقُ بِجَمعِنا فَتَفَرَّقا

فَتَدَفَّقوا حُجَجاً وَحوطوا نيلَكُم

فَلَكَم أَفاضَ عَلَيكُمُ وَتَدَفَّقا

حَمَلوا عَلَينا بِالزَمانِ وَصَرفِهِ

فَتَأَنَّقوا في سَلبِنا وَتَأَنَّقا

هَزّوا مَغارِبَها فَهابَت بَأسَهُم

يا وَيلَكُم إِن لَم تَهُزّوا المَشرِقا

فَتَعَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا

لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ مُغلَقا

ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ

إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ يُتَّقى

وَاِبنوا حَوالَي حَوضِكُم مِن يَقظَةٍ

سوراً وَخُطّوا مِن حِذارٍ خَندَقا

وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم

خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ مَزلَقا

وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم

وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا

نَصَبوا لَكُم فيهِ الفِخاخَ وَأَرصَدوا

لِلسالِكينَ بِكُلِّ فَجٍّ مَوبِقا

المَوتُ في غِشيانِهِ وَطُروقِهِ

وَالمَوتُ كُلُّ المَوتِ أَلّا يُطرَقا

فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً

وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى

أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما

فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا

وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا

مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا

لا زالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ

تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا





عطر الزنبق 11-23-2019 12:45 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

بِالَّذي أَجراكِ يا ريحَ الخُزامى

بَلِّغي البُسفورَ عَن مِصرَ السَلاما

وَاِقطِفي مِن كُلِّ رَوضٍ زَهرَةً

وَاِجعَليها لِتَحايانا كِماما

وَاِنشُري رَيّاكِ في ذاكَ الحِمى

وَاِلثِمي الأَرضَ إِذا جِئتِ الإِماما

مَلِكٌ لِلشَرقِ في أَيّامِهِ

هِمَّةُ الغَربِ نُهوضاً وَاِعتِزاما

أَيُّها القائِمُ بِالأَمرِ لَقَد

قُمتَ في الناسِ فَأَحسَنتَ القِياما

جَرِّدِ الرَأيَ فَكَم رَأيٍ إِذا

سُلَّ مِن غِمدِ النُهى فَلَّ الحُساما

وَاِبعَثِ الأُسطولَ تَرمي دونَهُ

قُوَّةُ اللَهِ وَراءً وَأَماما

يَكلَأُ الشَرقَ وَيَرعى بُقعَةً

رَفَعَ اللَهُ بِها البَيتَ الحَراما

وَثُغوراً هِيَ أَبهى مَنظَراً

مِن ثُغورِ الغيدِ يُبدينَ اِبتِساما

خَصَّها اللَهُ بِأُفقٍ مُشرِقٍ

ضَمَّ في اللَألاءِ مِصراً وَالشَآما

حَيِّ يا مَشرِقُ أُسطولَ الأُلى

ضَرَبوا الدَهرَ بِسَوطٍ فَاِستَقاما

مَلَكوا البَرَّ فَلَمّا لَم يَسَع

مَجدَهُم نالوا مِنَ البَحرِ المَراما

بِجَوارٍ مُنشَآتٍ كَالدُمى

أَينَما سارَت صَبا البَحرُ وَهاما

كُلَّما أَوفَت عَلى أَمواجِهِ

سَجَدَ المَوجُ خُشوعاً وَاِحتِشاما

كانَ بِالبَحرِ إِلَيها ظَمَأٌ

وَعَجيبٌ يَشتَكي البَحرُ الأُواما

فَهيَ في السِلمِ جَوارٍ تُجتَلى

تَبهَرُ العَينَ رُواءً وَنِظاما

وَهيَ في الحَربِ قَضاءٌ سابِحٌ

يَدَعُ الحِصنَ تِلالاً وَرِجاما

ما نُجومُ الرَجمِ مِن أَبراجِها

إِثرَ عِفريتٍ مِنَ الجِنِّ تَرامى

مِن مَراميها بِأَنكى مَوقِعاً

لا وَلا أَقوى مِراساً وَعُراما

وَهيَ بُركانٌ إِذا ما هاجَها

هائِجُ الشَرِّ عِداءً وَخِصاما

جَبَلَ النارِ لَقَد رُعتَ الوَرى

أَنتَ في حالَيكَ لا تَرعى ذِماما

أَنتَ في البَرِّ بَلاءٌ فَإِذا

رَكِبَ البَحرَ غَدا مَوتاً زُؤاما

فَاِتَّقوا الطَودَ مَكيناً راسِياً

وَاِتَّقوا الطَودَ إِذا ما الطَودُ عاما

حَمَلَت حَرباً فَكانَت حِقبَةً

نُذُراً لِلمَوتِ تَجتاحُ الأَناما

خافَها العالَمُ حَتّى أَصبَحَت

رُسُلاً تَحمِلُ أَمناً وَسَلاما

بُعِثَ المَشرِقُ مِن مَرقَدِهِ

بَعدَ حينٍ جَلَّ مَن يُحيي العِظاما

أَيُّها الشَرقِيُّ شَمِّر لا تَنَم

وَاِنفُضِ العَجزَ فَإِنَّ الجِدَّ قاما

وَاِمتَطِ العَزمَ جَواداً لِلعُلا

وَاِجعَلِ الحِكمَةَ لِلعَزمِ زِماما

وَإِذا حاوَلتَ في الأُفقِ مُنىً

فَاِركَبِ البَرقَ وَلا تَرضَ الغَماما

لا تَضِق ذَرعاً بِما قالَ العِدا

رُبَّ ذي لُبٍّ عَنِ الحَقِّ تَعامى

سابِقِ الغَربِيَّ وَاِسبِق وَاِعتَصِم

بِالمُروءاتِ وَبِالبَأسِ اِعتِصاما

جانِبِ الأَطماعَ وَاِنهَج نَهجَهُ

وَاِجعَلِ الرَحمَةَ وَالتَقوى لِزاما

طَلَبوا مِن عِلمِهِم أَن يُعجِزوا

قادِرَ المَوتِ وَأَن يَثنوا الحِماما

وَأَرادوا مِنهُ أَن يَرفَعَهُم

فَوقَ هامِ الشُهبِ في الغَيبِ مَقاما

قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ

طاوَلَ الخالِقَ في الكَونِ وَسامى

أَحرَجَ الغَيبَ إِلى أَن بَزَّهُ

سِرَّهُ بَزّاً وَلَم يَخشَ اِنتِقاما

قُوَّةَ الرَحمَنِ زيدينا قُوىً

وَأَفيضي في بَني الشَرقِ الوِئاما

أَفرِغي مِن كُلِّ صَدرٍ حِقدَهُ

إِملَإِ التاريخَ وَالدُنيا كَلاما

أَسأَلُ اللَهَ الَّذي أَلهَمَنا

خِدمَةَ الأَوطانِ شَيخاً وَغُلاما

أَن أَرى في البَحرِ وَالبَرِّ لَنا

في الوَغى أَندادَ طوجو وَأُياما





عطر الزنبق 11-23-2019 12:46 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



طَمَعٌ أَلقى عَنِ الغَربِ اللِثاما

فَاِستَفِق يا شَرقُ وَاِحذَر أَن تَناما

وَاِحمِلي أَيَّتُها الشَمسُ إِلى

كُلِّ مَن يَسكُنُ في الشَرقِ السَلاما

وَاِشهَدي يَومَ التَنادي أَنَّنا

في سَبيلِ الحَقِّ قَد مِتنا كِراما

مادَتِ الأَرضُ بِنا حينَ اِنتَشَت

مِن دَمِ القَتلى حَلالاً وَحَراما

عَجِزَ الطُليانُ عَن أَبطالِنا

فَأَعَلّوا مِن ذَرارينا الحُساما

كَبَّلوهُم قَتَلوهُم مَثَّلوا

بِذَواتِ الخِدرِ طاحوا بِاليَتامى

ذَبَحوا الأَشياخَ وَالزَمنى وَلَم

يَرحَموا طِفلاً وَلَم يُبقوا غُلاما

أَحرَقوا الدورَ اِستَحَلّوا كُلَّ ما

حَرَّمَت لاهايُ في العَهدِ اِحتِراما

بارَكَ المَطرانُ في أَعمالِهِم

فَسَلوهُ بارَكَ القَومَ عَلاما

أَبِهَذا جاءَهُم إِنجيلُهُم

آمِراً يُلقي عَلى الأَرضِ سَلاما

كَشَفوا عَن نِيَّةِ الغَربِ لَنا

وَجَلَوا عَن أُفُقِ الشَرقِ الظَلاما

فَقَرَأناها سُطوراً مِن دَمٍ

أَقسَمَت تَلتَهِمُ الشَرقَ اِلتِهاما

أَطلَقوا الأُسطولَ في البَحرِ كَما

يُطلِقُ الزاجِلُ في الجَوِّ الحَماما

فَمَضى غَيرَ بَعيدٍ وَاِنثَنى

يَحمِلُ الأَنباءَ شُؤماً وَاِنهِزاما

قَد مَلَأنا البَرَّ مِن أَشلائِهِم

فَدَعوهُم يَملَئوا الدُنيا كَلاما

أَعلَنوا الحَربَ وَأَضمَرنا لَهُم

أَينَما حَلّوا هَلاكاً وَاِختِراما

خَبِّروا فِكتورَ عَنّا أَنَّهُ

أَدهَشَ العالَمَ حَرباً وَنِظاما

أَدهَشَ العالَمَ لَمّا أَن رَأَوا

جَيشَهُ يَسبِقُ في الجَريِ النَعاما

لَم يَقِف في البَرِّ إِلّا رَيثَما

يُسلِمُ الأَرواحَ أَو يُلقي الزِماما

حاتِمَ الطُليانِ قَد قَلَّدتَنا

مِنَّةً نَذكُرُها عاماً فَعاما

أَنتَ أَهدَيتَ إِلَينا عُدَّةً

وَلِباساً وَشَراباً وَطَعاما

وَسِلاحاً كانَ في أَيديكُمُ

ذا كَلالٍ فَغَدا يَفري العِظاما

أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا

وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما

وَأَقيموا كُلَّ عامٍ مَوسِماً

يُشبِعُ الأَيتامَ مِنّا وَالأَيامى

لَستُ أَدري بِتَّ تَرعى أُمَّةٍ

مِن بَني التَليانِ أَم تَرعى سَواما

ما لَهُم وَالنَصرُ مِن عاداتِهِم

لَزِموا الساحِلَ خَوفاً وَاِعتِصاما

أَفلَتوا مِن نارِ فيزوفَ إِلى

نارِ حَربٍ لَم تَكُن أَدنى ضِراما

لَم يَكُن فيزوفُ أَدهى حِمَماً

مِن كُراتٍ تَنفُثُ المَوتَ الزُؤاما

إيهِ يا فيزوفُ نَم عَنهُم فَقَد

نَفَضَت إِفريقِيا عَنها المَناما

فَهيَ بُركانٌ لَهُم سَخَّرَهُ

مالِكُ المُلكِ جَزاءً وَاِنتِقاما

لَو دَرَوا ما خَبَّأَ الشَرقُ لَهُم

آثَروا فيزوفَ وَاِختاروا المُقاما

تِلكَ عُقبى أُمَّةٍ غادِرَةٍ

تَنكُثُ العَهدَ وَلا تَرعى الذِماما

تِلكَ عُقبى كُلِّ جَبّارٍ طَغى

أَو تَعالى أَو عَنِ الحَقِّ تَعامى

لَو دَرَت رومَةُ ما قَد نابَها

في طَرابُلسَ أَبَت إِلّا اِنقِساما

وَأَبى كُلُّ اِشتِراكِيٍّ بِها

أَن يَرى التاجَ عَلى رَأسٍ أَقاما

أَعلَنوا ضَمَّ مَغانينا إِلى

مُلكِ فِكتورَ وَلَم يَخشَوا مَلاما

أَعلَنوا الضَمَّ وَلَمّا يَفتَحوا

قَيدَ أُظفورٍ وَراءً أَو أَماما

فَاِعجَبوا مِن فاتِحٍ ذي مِرَّةٍ

يَحسَبُ النُزهَةَ في البَحرِ صِداما

وَيَرى الفَتحَ اِدِّعاءً باطِلاً

وَاِفتِراءً وَاِحتِجاجاً وَاِحتِكاما

أَيُّها الحائِرُ في البَحرِ اِقتَرِب

مِن حِمى البُسفورِ إِن كُنتَ هُماما

كَم سَمِعنا عَن لِسانِ البَرقِ ما

يُزعِجُ الدُنيا إِذا الأُسطولُ عاما

عامَ شَهرَينِ وَلَم يَفتَح سِوى

هُوَّةٍ فيها المَلايينُ تَرامى

دَفَنوا تاريخَهُم في قاعِها

وَرَمَوا في إِثرِهِ المَجدَ غُلاما

فَاِطمَئِنّي أُمَمَ الشَرقِ وَلا

تَقنَطي اليَومَ فَإِنَّ الجَدَّ قاما

إِنَّ في أَضلاعِنا آفئِدَةً

تَعشَقُ المَجدَ وَتَأبى أَن تُضاما






عطر الزنبق 11-23-2019 12:47 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لَيلايَ ما أَنا حَيٌّ

يُرجى وَلا أَنا مَيتُ

لَم أَقضِ حَقَّ بِلادي

وَها أَنا قَد قَضَيتُ

شَفَيتُ نَفسي لَوَ اَنّي

لَمّا رُميتُ رَمَيتُ

بَيروتُ لَو أَنَّ خَصماً

مَشى إِلَيَّ مَشَيتُ

أَو داسَ أَرضَكِ باغٍ

لَدُستُهُ وَبَغَيتُ

أَو حَلَّ فيكِ عَدُوٌّ

مُنازِلٌ ما اِتَّقَيتُ

لَكِن رَماكِ جَبانٌ

لَو بانَ لي لَاَشتَفَيتُ

لَيلايَ لا تَحسَبيني

عَلى الحَياةِ بَكَيتُ

وَلا تَظُنّي شَكاتي

مِن مَصرَعي إِن شَكَوتُ

وَلا يُخيفَنكِ ذِكري

بَيروتَ أَنّي سَلَوتُ

بَيروتُ مَهدُ غَرامي

فيها وَفيكِ صَبَوتُ

جَرَرتُ ذَيلَ شَبابي

لَهواً وَفيها جَرَيتُ

فيها عَرَفتُكِ طِفلاً

وَمِن هَواكِ اِنتَشَيتُ

وَمِن عُيونِ رُباها

وَعَذبِ فيكِ اِرتَوَيتُ

فيها لِلَيلى كِناسٌ

وَلي مِنَ العِزِّ بَيتُ

فيها بَنى لِيَ مَجداً

أَوائِلي وَبَنَيتُ

لَيلى سِراجُ حَياتي

خَبا فَما فيهِ زَيتُ

قَد أَطفَأَتهُ كُراتٌ

ما مِن لَظاهُنَّ فَوتُ

رَمى بِهِنَّ بُغاةٌ

أَصَبنَني فَتَوَيتُ

لَو تُفتَدى بِحَياتي

مِنَ الرَدى لَفَدَيتُ

وَلَو وَقاكَ وَفِيٌّ

بِمُهجَةٍ لَوَقَيتُ

إِن عِشتَ أَو مِتَّ إِنّي

كَما نَوَيتَ نَوَيتُ

لَيلايَ عيشي وَقَرّي

إِذا الحِمامُ دَعاني

لَيلايَ ساعاتُ عُمري

مَعدودَةٌ بِالثَواني

فَكَفكِفي مِن دُموعٍ

تَفري حُشاشَةَ فاني

وَمَهِّدي لِيَ قَبراً

عَلى ذُرا لُبنانِ

ثُمَّ اِكتُبي فَوقَ لَوحٍ

لِكُلِّ قاصٍ وَداني

هُنا الَّذي ماتَ غَدراً

هُنا فَتى الفِتيانِ

رَمَتهُ أَيدي جُناةٍ

مِن جيرَةِ النيرانِ

قُرصانُ بَحرٍ تَوَلَّوا

مِن حَومَةِ المَيدانِ

لَم يَخرُجوا قَيدَ شِبرٍ

عَن مَسبَحِ الحيتانِ

وَلَم يُطيقوا ثَباتاً

في أَوجُهِ الفُرسانِ

فَشَمَّروا لِاِنتِقامٍ

مِن غافِلٍ في أَمانِ

وَسَوَّدوا وَجهَ روما

بِالكَيدِ لِلجيرانِ

تَبّاً لَهُم مِن بُغاثٍ

فَرّوا مِنَ العِقبانِ

لَو أَنَّهُم نازَلونا

في الشامِ يَومَ طِعانِ

رَأَوا طَرابُلسَ تَبدو

لَهُم بِكُلِّ مَكانِ

يا لَيتَني لَم أُعاجَل

بِالمَوتِ قَبلَ الأَوانِ

حَتّى أَرى الشَرقَ يَسمو

رَغمَ اِعتِداءِ الزَمانِ

وَيَستَرِدُّ جَلالاً

لَهُ وَرِفعَةَ شانِ

وَليَعلَمَ الغَربُ أَنّا

كَأُمَّةِ اليابانِ

لا نَرتَضي العَيشَ يَجري

في ذِلَّةٍ وَهَوانِ

أَراهُمُ أَنزَلونا

مَنازِلَ الحَيَوانِ

وَأَخرَجونا جَميعاً

عَن رُتبَةِ الإِنسانِ

وَسَوفَ تَقضي عَلَيهِمُ

طَبائِعُ العُمرانِ

فَيُصبِحُ الشَرقُ غَرباً

وَيَستَوي الخافِقانِ

لاهُمَّ جَدِّد قُوانا

لِخِدمَةِ الأَوطانِ

فَنَحنُ في كُلِّ صُقعٍ

نَشكو بِكُلِّ لِسانِ

يا قَومَ إِنجيلِ عيسى

وَأُمَّةَ القُرآنِ

لا تَقتُلوا الدَهرَ حِقداً

فَالمُلكُ لِلدَيّانِ

إِنّي أَرى مِن بَعيدٍ

جَماعَةً مُقبِلينا

لَعَلَّ فيهِم نَصيراً

لَعَلَّ فيهِم مُعينا

هَوِّن عَلَيكَ تَماسَك

إِنّي سَمِعتُ أَنينا

أَظُنُّ هَذا جَريحاً

يَشكو الأَسى أَو طَعينا

بِاللَهِ ماذا دَهاهُ

يا هَذِهِ خَبِّرينا

لَقَد دَهَتهُ المَنايا

مِن غارَةِ الخائِنينا

صَبّوا عَلَينا الرَزايا

لَم يَتَّقوا اللَهَ فينا

فَخَفِّفوا مِن أَذاهُ

إِن كُنتُمُ فاعِلينا

لا تَيأَسي وَتَجَلَّد

أَراكَ شَهماً رَكينا

أَبشِر فَإِنَّكَ ناجٍ

وَاِصبِر مَعَ الصابِرينا

أَوّاهُ إِنّي أَراهُ

بِالمَوتِ أَمسى رَهينا

جِراحُهُ بالِغاتٌ

تُعيي الطَبيبَ الفَطينا

وَعَن قَريبٍ سَيَقضي

غَضَّ الشَبابِ حَزينا

أُفٍّ لِقَومٍ جِياعٍ

قَد أَزعَجوا العالَمينا

قِراهُمُ أَينَ حَلّوا

ضَربٌ يَقُدُّ المُتونا

عَقّوا المُروءَةَ هَدّوا

مَفاخِرَ الأَوَّلينا

عاثوا فَساداً وَفَرّوا

يَستَعجِلونَ السَفينا

وَأَلبَسوا الغَربَ خِزياً

في قَرنِهِ العِشرينا

وَأَلجَموا كُلَّ داعٍ

وَأَحرَجوا المُصلِحينا

فَيا أُرُبَّةُ مَهلاً

أَينَ الَّذي تَدَّعينا

ماذا تُريدينَ مِنّا

وَالداءُ أَمسى دَفينا

أَينَ الحَضارَةُ إِنّا

بِعَيشِنا قَد رَضينا

لَم نُؤذِ في الدَهرِ جاراً

وَلَم نُخاتِل خَدينا

مَسَرَّةَ الشامِ إِنّا

إِخوانُكُم ما حَيينا

ثِقوا فَإِنّا وَثِقنا

بِكُم وَجِئنا قَطينا

إِنّا نَرى فيكَ عيسى

يَدعو إِلى الخَيرِ فينا

قَرَّبتَ بَينَ قُلوبٍ

قَد أَوشَكَت أَن تَبينا

فَأَنتَ فَخرُ النَصارى

وَصاحِبُ المُسلِمينا

رَأَيتُ يَأسَ طَبيبي

وَهَمسَهُ في فُؤادي

لا تَندُبيني فَإِنّي

أَقضي وَتَحيا بِلادي

أَستَودِعُ اللَهَ شَهماً

نَدباً طَويلَ النِجادِ

أَستَودِعُ اللَهَ روحاً

كانَت رَجاءَ البِلادِ

فَيا شَهيداً رَمَتهُ

غَدراً كُراتُ الأَعادي

نَم هانِئاً مُطمَئِنّاً

فَلَم تَنَم أَحقادي

فَسَوفَ يُرضيكَ ثَأرٌ

يُذيبُ قَلبَ الجَمادِ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:47 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ

في المَشرِقَينِ عَلا وَطار

النيلُ وَالبُسفورُ فيـ

ـكَ تَجاذَبا ذَيلَ الفَخار

يَومَ اِمتَطَيتَ بُراقَكَ الـ

ـمَيمونَ وَاِجتَزتَ القِفار

تَلهو وَتَعبَثُ بِالرِيا

حِ عَلى المَفاوِزِ وَالبِحارِ

لَو سابَقَتكَ سَوابِقُ الـ

ـأَفكارِ أَدرَكَها العِثار

حَسَدَتكَ في الأُفُقِ البُرو

قُ وَغارَ في الأَرضِ البُخار

تَجري بِسابِحَةٍ تَشُق

قُ سَبيلَها شَقَّ الإِزار

وَتَكادُ تَقدَحُ في الأَثيـ

ـرِ فَيَستَحيلُ إِلى شَرار

مِثلَ الشِهابِ اِنقَضَّ في

آثارِ عِفريتٍ وَثار

فَإِذا عَلَت فَكَدَعوَةِ الـ

ـمُضطَرِّ تَختَرِقُ السِتار

وَإِذا هَوَت فَكَما هَوَت

أُنثى العُقابِ عَلى الهَزاز

وَتُسِفُّ آوِنَةً وَآ

وِنَةً يَحيدُ بِها اِزوِرار

فَيَخالُها الراؤونَ قَد

قَرَّت وَلَيسَ بِها قَرار

لَعِبَ الجَوادُ أَقَلَّ لَي

ثاً مِن قُضاعَةَ أَو نِزار

أَو كَاللَعوبِ مِنَ الحَما

ئِمِ فَوقَ مَلعَبِهِ اِستَطار

وَكَأَنَّها في الأُفقِ حيـ

ـنَ يَميلُ ميزانُ النَهار

وَالشَمسُ تُلقي فَوقَها

حُلَلَ اِحمِرارٍ وَاِصفِرار

مَلِكٌ تُمَثِّلُهُ لَنا ال

سيما فَيَأخُذُنا اِنبِهار

فَتحي بِرَبِّكَ ما رَأَيـ

ـتَ بِذَلِكَ الفَلَكِ المُدار

أَبَلَغتَ تَسبيحَ المَلا

ئِكِ أَو دَنَوتَ مِنَ السِرار

أَم خِفتَ تِلكَ الراصِدا

تِ هُناكَ مِن شُهُبٍ وَنار

أَرَأَيتَ سُكّانَ النُجو

مِ وَأَنتَ في ذاكَ الجِوار

أَهُناكَ في المِرّيخِ ما

في الأَرضِ مِن عِلَلِ الشِجار

أَهُناكَ يَستَعدي الضَعيـ

ـفُ عَلى القَوِيِّ فَلا يُجار

ما لِاِبنِ آدَمَ زادَ في

غُلَوائِهِ فَطَغى وَجار

يا لَيتَ شِعري هَل لَهُ

في عالَمِ المَلَكوتِ ثار

أَم لاذَ مُعتَصِماً بِكُر

سِيِّ المُهَيمِنِ وَاِستَجار

فَاِستَلَّ مِن قَلبِ الجَما

دِ الصُلبِ أَجنِحَةً وَطار

وَتَسَلَّقَ الأَجواءَ مُم

تَطِياً عَواصِفَها وَسار

يَرجو النَجاءَ مِنَ المَظا

لِمِ وَالمَغارِمِ وَالدَمار

يا أَيُّها الطَيّارُ طِر

فَإِذا بَلَغتَ مَدى المَطار

فَزُرِ السُها وَالفَرقَدَيـ

ـنِ إِذا أُتيحَ لَكَ المَزار

وَسَلِ النُجومَ عَنِ الحَيا

ةِ فَفي السُؤالِ لَكَ اِعتِبار

هُم يُنبِئونَكَ أَنَّ كُلـ

ـلَ الكائِناتِ إِلى بَوار

وَالظُلمُ مِن طَبعِ النِظا

مِ فَإِن ظُلِمتَ فَلا تُمار

إِنَّ الَّذي بَرَأَ السَديـ

ـمَ هُوَ الَّذي بَرَأَ الغُبار

في العالَمِ العُلوِيِّ وَالـ

ـسُفلِيِّ أَحكامٌ تُدار

خُلِقَ الضَعيفُ لِخِدمَةِ الـ

ـأَقوى وَلَيسَ لَهُ خِيار

فَتَقَوَّ يَرهَبكَ القَوِيـ

ـيُ وَهُن يُلازِمكَ الصَغار

في الأَرضِ ما تَبغونَ مِن

عِزٍّ وَآمالٍ كِبار

فيها الحَديدُ وَفيهِ بَأ

سٌ يَومَ يُمتَهَنُ الذِمار

فيها الكُنوزُ الحافِلا

تُ لِمَن تَبَصَّرَ وَاِستَنار

مِنها اِستَمَدَّ قُواهُ مَن

قَهَرَ المَمالِكِ وَاِستَعار

وَبِما اِحتَوَت رَدَّ الحَصيـ

ـفُ الرَأيِ غارَةَ مَن أَغار

في ذِمَّةِ الآفاقِ سِر

وَاِرجِع إِلى تِلكَ الدِيار

وَاِجعَل تَحِيَّتَنا إِلى

بَلَدٍ بِهِ لِلمُلكِ دار

دارٌ عَلَيها لِلخِلا

فَةِ وَالهُدى رُفِعَ المَنار

دارُ الغُزاةِ الفاتِحيـ

ـنَ الصَفوَةِ الغُرِّ الخِيار

في كُلِّ حاضِرَةٍ لَهُم

غَزوٌ فَفَتحٌ فَاِنتِصار

ضَرَبوا الزَمانَ بِسَوطِ عِز

زَتِهِم فَلانَ لَهُم فَدار

يَمشونَ في غابِ القَنا

مَشيَ المُرَنَّحِ بِالعُقار

مِن كُلِّ أَروَعَ فاتِكٍ

لا يَستَشيرُ سِوى الغِرار

ذي مِرَّةٍ تُشجيهِ ذا

تُ النَقعِ لا ذاتُ الخِمار

يَغشى المَعامِعَ ضارِباً

بِحَياتِهِ ضَربَ القِمار

لا يَنثَني أَو تَخرُجَ الـ

ـأَجرامُ عَن فَلَكِ المَدار

عَبَسَت لَهُم أَيّامُهُم

وَالعَبسُ يَعقُبُهُ اِفتِرار

ما عابَهُم أَنَّ الصُعو

دَ يَليهِ في الدَهرِ اِنحِدار

فَلِكُلِّ غادٍ رَوحَةٌ

وَلِكُلِّ وُضّاءٍ سِرار

وَلَسَوفَ يَعلو نَجمُهُم

وَيَسودُ ذَيّاكَ الشِعار





عطر الزنبق 11-23-2019 12:47 AM




أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال

قَصدِ الحَميدِ وَبِالرِعايَه

ماذا حَمَلتَ لَنا عَنِ ال

مَلِكِ الكَبيرِ وَعَن غِرايَه

أَوضِح لِمِصرَ الفَرقَ ما

بَينَ السِيادَةِ وَالحِمايَه

وَأَزِل شُكوكاً بِالنُفو

سِ تَعَلَّقَت مُنذُ البِدايَه

وَدَعِ الوُعودَ فَإِنَّها

فيما مَضى كانَت رِوايَه

أَضحَت رُبوعُ النيلِ سَل

طَنَةً وَقَد كانَت وِلايَه

فَتَعَهَّدوها بِالصَلا

حِ وَأَحسِنوا فيها الوِصايَه

إِنّا لَنَشكو واثِقي

نَ بِعَدلِ مَن يُشكي الشِكايَه

نَرجو حَياةً حُرَّةً

مَضمونَةً في ظِلِّ رايَه

وَنَرومُ تَعليماً يَكو

نُ لَهُ مِنَ الفَوضى وِقايَه

وَنَوَدُّ أَلّا تَسمَعوا

فينا السِعايَةَ وَالوِشايَه

أَنتُم أَطِبّاءُ الشُعو

بِ وَأَنبَلُ الأَقوامِ غايَه

أَنّى حَلَلتُم في البِلا

دِ لَكُم مِنَ الإِصلاحِ آيَه

رَسَخَت بِنايَةُ مَجدِكُم

فَوقَ الرَوِيَّةِ وَالهِدايَه

وَعَدَلتُمُ فَمَلَكتُمُ ال

دُنيا وَفي العَدلِ الكِفايَه

إِن تَنصُروا المُستَضعَفي

نَ فَنَحنُ أَضعَفُهُم نِكايَه

أَو تَعمَلوا لِصَلاحِنا

فَتَدارَكوهُ إِلى النِهايَه

إِنّا بَلَغنا رُشدَنا

وَالرُشدُ تَسبِقُهُ الغَوايَه

لا تَأخُذونا بِالكَلا

مِ فَلَيسَ في الشَكوى جِنايَه

هَذا حُسَينٌ فَوقَ عَر

شِ النيلِ تَحرُسُهُ العِنايَه

هُوَ خَيرُ مَن يَبني لَنا

فَدَعوهُ يَنهَضُ بِالبِنايَه

عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



لِلَّهِ آثارٌ هُناكَ كَريمَةٌ

حَسَدَت رَوائِعَ حُسنِها بِرلينُ

طاحَت بِها تِلكَ المَدافِعُ تارَةً

لَمّا أَمَرتَ وَتارَةً زِبلينُ

ماذا رَأَيتُ مِنَ النَبالَةِ وَالعُلا

في عُدمِهِنَّ وَكُلُّهُنَّ عُيونُ

لَو أَنَّ في بِرلينَ عِندَكَ مِثلَها

لَعَرَفتَ كَيفَ تُجِلُّها وَتَصونُ

إِن كُنتَ أَنتَ هَدَمتَ رِمسَ فَإِنَّهُ

أَودى بِمَجدِكَ رُكنُها المَوهونُ

لَم يُغنِ عَنها مَعبَدٌ خَرَّبتَهُ

ظُلماً وَلَم يُمسِك عِنانَكَ دينُ

لا تَحسَبَنَّ الفَخرَ ما أَحرَزتَهُ

الفَخرُ بِالذِكرِ الجَميلِ رَهينُ

هَل شِدتَ في بِرلينَ غَيرَ مُعَسكَرٍ

قامَت عَلَيهِ مَعاقِلٌ وَحُصونُ

وَجَمَعتَ شَعبَكَ كُلَّهُ في قَبضَةٍ

إِن لَم تَكُن لانَت فَسَوفَ تَلينُ

نَظَمَت تِجارَتُكَ المَدائِنَ وَالقُرى

فَالنيلُ ناءَ بِها وَناءَ السينُ

فَبِكُلِّ أَرضٍ مِن رِجالِكَ عُصبَةٌ

وَبِكُلِّ بَحرٍ مِن لَدُنكَ سَفينُ

تَسري وَنَسرُكَ أَينَ لُحنَ يُظِلُّها

لا اللَيثُ يُزعِجُها وَلا التِنّينُ

فَالأَمرُ أَمرُكَ وَالمُهَنَّدُ مُغمَدٌ

وَالنَهيُ نَهيُكَ وَالسُرى مَأمونُ

قَد كانَ في بِرلينَ شَعبُكَ وادِعاً

يَستَعمِرُ الأَسواقَ وَهيَ سُكونُ

فُتِحَت لَهُ أَبوابُها فَسَبيلُها

وَقفٌ عَلَيهِ وَرِزقُهُ مَضمونُ

فَعَلامَ أَرهَقتَ الوَرى وَأَثَرتَها

شَعواءَ فيها لِلهَلاكِ فُنونُ

تَاللَهِ لَو نُصِرَت جُيوشُكَ لِاِنطَوى

أَجَلُ السَلامِ وَأَقفَرَ المَسكونُ

سَبعونَ مِليوناً إِذا وَزَّعتَها

بَينَ الحَواضِرِ نالَنا مِليونُ

وَيلٌ لِمَن يَستَعمِرونَ بِلادَهُ

القَحطُ أَيسَرُ خَطبِهِ وَالهونُ

أَكثَرتَ مِن ذِكرِ الإِلَهِ تَوَرُّعاً

وَزَعَمتَ أَنَّكَ مُرسَلٌ وَأَمينُ

عَجَباً أَتَذكُرُهُ وَتَملَأُ كَونَهُ

وَيلاً لِيَنعَمَ شَعبُكَ المَغبونُ

وَكَذَلِكَ القَصّابُ يَذكُرُ رَبَّهُ

وَالنَصلُ في عُنُقِ الذَبيحِ دَفينُ






الساعة الآن 02:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا