منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة اشعار أبو فراس الحمداني.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183922)

عطر الزنبق 11-28-2019 06:27 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif
أَيَلحاني عَلى العَبَراتِ لاحِ

وَقَد يَإِسَ العَواذِلُ مِن صَلاحي

تَمَلَّكَني الهَوى بَعدَ التَأَبّي

وَراضَني الهَوى بَعدَ الجِماحِ

أَسَكرى اللَحظِ طَيِّبَةَ الثَنايا

هَضيمَ الكَشحِ جائِلَةَ الوِشاحِ

رَمَتني نَحوَ دارِكِ كُلَّ عَنسٍ

وَصَلتُ لَها غُدُوّي بِالرَواحِ

تَطاوَلَ فَضلُ نِسعَتِها وَقَلَّت

فُضولُ زِمامِها عِندَ المَراحِ

حَمَلنَ إِلَيكِ صَبّاً ذا اِرتِياحٍ

لِقُربِكِ أَو مُساعِدَ ذي اِرتِياحِ

أَخا عِشرينَ شَيَّبَ عارِضَيهِ

مَريضُ اللَحظِ في الحَدَقِ الصِحاحِ

نَزَحنَ مِنَ الرَصافَةِ عامِداتٍ

بِأَرضِ الحَيِّ حَيُّ اِبنِ فَلاحِ

إِذا ماعَنَّ لي أَرَبٌ بِأَرضٍ

رَكِبتُ لَهُ ضَميناتِ النَجاحِ

وَلي عِندَ العُداةِ بِكُلِّ أَرضٍ

دُيونٌ في كَفالاتِ الرِماحِ

إِذا اِلتَفَّت عَلَيَّ سَراةُ قَومي

وَلاقَينا الفَوارِسَ في الصَباحِ

يَخِفُّ بِها إِلى الغَمَراتِ طَودٌ

مِنَ الأَطوادِ مُمتَنَعُ النَواحِ

أَشَدُّ الفارِسينَ وَإِن أَبَرّوا

أَخَفَّ الفارِسينَ إِلى الصِياحِ

لِسَيفِ الدَولَةِ القِدحُ المُعَلّى

إِذا اِستَبَقَ المُلوكُ إِلى القِداحِ

لِأَوسَعِهِم مَذانِبِ ماءِ وادٍ

وَأَغزَرِهِم مَدافِعِ سَيبِ راحِ

وَقائِدِها إِلى الغَمَراتِ شُعثاً

بَناتِ السَبقِ تَحتَ بَني الكِفاحِ

تَكَدَّرَ نَقعُهُ وَالجَوُّ صافٍ

وَأَظلَمَ وَقتُهُ وَاليَومُ صاحِ

وَكُلُّ مُعَذَّلٍ في الحَيِّ آبٍ

عَلى العُذّالِ عَصّاءُ اللَواحي

وَهُم أَصلٌ لِهَذا الفَرعِ طابَت

أُرومَتُهُ وَمَنبَعُ لِلسَماحِ

بَقاءُ البيضِ عُمرُ السُمرِ فيهِم

وَحَطُّ السَيفِ أَعمارُ اللِقاحِ

أَسَيفَ الدَولَةِ الحَكَمَ المُرَجّى

أَفي مَدحي لِقَومي مِن جُناحِ

وَلَستُ وَإِن صَبَرتُ عَلى الرَزايا

أُلاحي مَعشَري وَبِهِم أُلاحي

وَلَو أَنّي اِقتَرَحتُ عَلى زَماني

لَكُنتُم يابَني وَرقا اِقتِراحي





عطر الزنبق 11-28-2019 06:27 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


أَأَبا العَشائِرِ لا مَحَلَّكَ دارِسٌ

بَينَ الضُلوعِ وَلا مَكانِكَ نازِحُ

إِنّي لَأَعلَمُ بَعدَ مَوتِكَ أَنَّهُ

ما مَرَّ لِلأَسَراءِ يَومٌ صالِحُ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:28 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


عَلَونا جَوشَناً بِأَشَدَّ مِنهُ

وَأَثبَتَ عِندَ مُشتَجَرِ الرِماحِ

بِجَيشٍ جاشَ بِالفُرسانِ حَتّى

ظَنَنتَ البَرَّ بَحراً مِن سِلاحِ

وَأَلسِنَةٍ مِنَ العَذَباتِ حُمرٌ

تُخاطِبُنا بِأَفواهِ الرِماحِ

وَأَروَعَ جَيشُهُ لَيلٌ بَهيمٌ

وَغُرَّتُهُ عَمودٌ مِن صَباحِ

صَفوحٌ عِندَ قُدرَتِهِ كَريمٌ

قَليلُ الصَفحِ مابَينَ الصِفاحِ

فَكانَ ثَباتُهُ لِلقَلبِ قَلباً

وَهَيبَتُهُ جَناحاً لِلجَناحِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:28 PM


https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


عَجِبتُ وَقَد لَقيتُ بَني كِلابٍ

وَأَرواحُ الفَوارِسِ تُستَباحُ

فَكَيفَ رَدَدتَ غَربَ الجَيشِ عَنهُم

وَقَد أَخَذَت مَآخِذَها الرِماحُ






عطر الزنبق 11-28-2019 06:28 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


لَم أُؤاخِذكَ بِالجَفاءِ لِأَنّي

واثِقٌ مِنكَ بِالوَفاءِ الصَحيحِ

فَجَميلُ العَدُوِّ غَيرُ جَميلٍ

وَقَبيحُ الصَديقِ غَيرُ قَبيحِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:29 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


أَغَصُّ لِذِكرِهِ أَبَداً بِريقي

وَأَشرَقُ مِنهُ بِالماءِ القَراحِ

وَتَمنَعُني مُراقَبَةُ الأَعادي

غُدوّي لِلزِيارَةِ أَو رَواحي

وَلَو أَنّي أُمَلَّكُ فيهِ أَمري

رَكِبتُ إِلَيهِ أَعناقَ الرِياحِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:29 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


تَبَسَّمَ إِذ تَبَسَّمَ عَن أَقاحِ

وَأَسفَرَ حينَ أَسفَرَ عَن صَباحِ

وَأَتحَفَني بِكَأسٍ مِن رُضابٍ

وَكَأسٍ مِن جَنى خَدٍّ وَراحِ

فَمِن لَألاءِ غُرَّتِهِ صَباحي

وَمِن صَهباءِ ريقَتِهِ اِصطِباحي

فَلا تَعجَل إِلى تَسريحِ روحي

فَمَوتي فيكَ أَيسَرُ مِن سَراحي





عطر الزنبق 11-28-2019 06:29 PM



https://static.blog4ever.com/2010/02...1265319345.gif


عَدَتني عَن زِيارَتِكُم عَوادٍ

أَقَلُّ مَخوفِها سُمرُ الرِماحِ

وَإِنَّ لِقائَها لَيَهونُ عِندي

إِذا كانَ الوُصولُ إِلى نَجاحِ

وَلَكِن بَينَنا بَينٌ وَهَجرٌ

أَأَرجو بَعدَ ذَلِكَ مِن صَلاحِ

أَقَمتُ وَلَو رَطَعتُ رَسيسَ شَوقي

رَكِبتُ إِلَيكَ أَعناقَ الرِياحي





عطر الزنبق 11-28-2019 06:50 PM

http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً

بِصاحِبٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ وَضّاحِ

عَذبِ الخَلائِقِ مَحمودٍ طَرائِقُهُ

عَفَّ المَسامِعِ حَتّى يَرغَمَ اللاحي

لَمّا رَأى لَحَظاتي في عَوارِضِهِ

فيما أَشاءُ مِنَ الرَيحانِ وَالراحِ

لاثَ اللِثامَ عَلى وَجهٍ أَسِرَّتُهُ

كَأَنَّها قَمَرٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:50 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أَلا أَبلِغ سَراةَ بَني كِلابٍ

إِذا نَدَبَت نَوادِبُهُم صَباحا

جَزَيتُ سَفيهَهُم سوءً بِسوءٍ

فَلا حَرَجاً أَتَيتُ وَلا جُناحا

قَتَلتُ فَتى بَني عَمرِ اِبنِ عَبدٍ

وَأَوسَعَهُم عَلى الضَيفانِ ساحا

قَتَلتُ مُعَوِّداً عَلَلَ العَشايا

تَخَيَّرَتِ العَبيدُ لَهُ اللِقاحا

وَلَستُ أَرى فَساداً في فَسادٍ

يَجُرُّ عَلى طَريقَتِهِ صَلاحا






عطر الزنبق 11-28-2019 06:50 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أَقبَلَت كَالبَدرِ تَسعى

غَلَساً نَحوي بِراحِ

قُلتُ أَهلاً بِفَتاةٍ

حَمَلَت نورَ الصَباحِ

عَلِّلي بِالكَأسِ مَن أَص

بَحَ مِنها غَيرَ صاحِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:51 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ

جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ

إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ

عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ

هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت

مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ

بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ

وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ

لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ

هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ

لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت

كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ

أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ

وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ

وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً

وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ

وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها

عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ

يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ

أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ

هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ

يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:51 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


قولا لِهَذا السَيِّدِ الماجِدِ

قَولَ حَزينٍ مِثلِهِ فاقِدِ

هَيهاتَ مافي الناسِ مِن خالِدِ

لابُدَّ مِن فَقدٍ وَمِن فاقِدِ

كُنِ المُعَزّى لا المُعَزّى بِهِ

إِن كانَ لابُدَّ مِنَ الواحِدِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:51 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


هَل لِلفَصاحَةِ وَالسَما

حَةِ وَالعُلى عَنّي مَحيدُ

إِذ أَنتَ سَيِّدي الَّذي

رَبَّيتَني وَأَبي سَعيدُ

في كُلِّ يَومٍ أَستَفي

دُ مِنَ العَلاءِ وَأَستَزيدُ

وَيَزيدُ فِيَّ إِذا رَأَي

تُكَ في النَدى خُلُقٌ جَديدُ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:52 PM






http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


إِنّي مُنِعتُ مِنَ المَسيرِ إِلَيكُمُ

وَلَوِ اِستَطَعتُ لَكُنتُ أَوَّلَ وارِدِ

أَخكو وَهَل أَخكو جِنايَةَ مُنعِمٍ

غَيظُ العَدُوِّ بِهِ وَكَبتُ الحاسِدِ

قَد كُنتَ عُدَّتي الَّتي أَسطو بِها

وَيَدي إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ وَساعِدي

فَرُميتُ مِنكَ بِغَيرِ ما أَمَّلتُهُ

وَالمَرءُ يَشرَقُ بِالزُلالِ البارِدِ

لَكِنأَتَت دونَ السُرورِ مَساءَةً

وَصَلَت لَها كَفُّ القَبولِ بِساعِدِ

فَصَبَرتُ كَالوَلَدِ التَقِيِّ لِبَرِّهِ

أَغضى عَلى أَلَمٍ لِضَربِ الوالِدِ

وَنَقَضتُ عَهداً كَيفَ لي بِوَفائِهِ

وَسُقيتُ دونَكَ كَأسَ هَمٍّ صارِدِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:53 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ

صَبَبتُ عَلَيهِ بِالجَوابِ جَوادي

جَنَبتُ إِلى مَهري المَنيعِيِّ مُهرَهُ

وَجَلَّلتُ مِنهُ بِالنَجيعِ نِجادِ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:53 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا

بِلادٌ إِذا ما شِئتُ قَرَّبَها الوَخدُ

فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ

وَلا أَمَلٌ يُحيّ النُفوسَ وَلا وَعدُ





عطر الزنبق 11-28-2019 06:53 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ

إِذا مادَنَونا زادَ جاهِلُهُم بُعدا

وَإِنّا لَتَثنينا عَواطِفُ حِلمِنا

عَلَيهِم وَإِن ساءَت طَرائِقُهُم جِدّا

وَيَمنَعُنا ظُلمُ العَشيرَةِ أَنَّنا

إِلى ضُرِّها لَو نَبتَغي ضُرِّها أَهدى

وَإِنّا إِذا شِئنا بِعادَ قَبيلَةٍ

جَعَلنا عِجالاً دونَ أَهلِهِمُ نَجدا

وَلَو عَرَفَت هَذي العَشائِرُ رُشدَها

إِذاً جَعَلَتنا دونَ أَعدائِها سَدّا

وَلكِن أَراها أَصلَحَ اللَهُ حالَها

وَأَخلَفَها بِالرُشدِ قَد عَدِمَت رُشدا

إِلى كَم نَرُدُّ البيضَ عَنهُم صَوادِيا

وَنَثني صُدورَ الخَيلِ قَد مُلِأَت حِقدا

وَنَغلِبُ بِالحِلمِ الحَمِيَّةَ مِنهُمُ

وَنَرعى رِجالاً لَيسَ نَرعى لَهُم عَهدا

أَخافُ عَلى نَفسي وَلِلحَربِ سَورَةٌ

بَوادِرَ أَمرٍ لانُطيقُ لَها رَدّا

وَجَولَةَ حَربٍ يَهلِكُ الحِلمُ دونَها

وَصَولَةُ بَأسٍ تَجمَعُ الحُرَّ وَالعَبدا

وَإِنّا لَنَرمي الجَهلَ بِالجَهلِ مَرَّةً

إِذا لَم نَجِد مِنهُ عَلى حالَةٍ بُدّا





عطر الزنبق 11-28-2019 06:54 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png
يامُعجَباً بِنُجومِهِ

لا النَحسُ مِنكَ وَلا السَعادَه

اللَهُ يَنقُصُ ما يَشا

ءُ وَفي يَدِ اللَهِ الزِيادَه

دَع ما أُريدُ وَما تُري

دُ فَإِنَّ لِلَّهِ الإِرادَه





عطر الزنبق 11-28-2019 07:00 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ

لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها

لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ

وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ

وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي

وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً

لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ

وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي

عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ

وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً

بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ

نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي

وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ

وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ

يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ

فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي

وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي

أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا

فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ

فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ

وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ

أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى

وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ

وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى

وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ

وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ

بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ

فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا

وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ

وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي

فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ

فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ

رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي

تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها

وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ

فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي

مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ

هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا

وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ

وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم

يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي

فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ

وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ

وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا

وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ

أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً

وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ

مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ

مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ

فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا

وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ

وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم

فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ

يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ

وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ

فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ

رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ

وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن

لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ

وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها

بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ

فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ

وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ

وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً

فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ

وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي

وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي

وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا

وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ

وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ

مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي

فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها

لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ

أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها

وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ

يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها

شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ

فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ

شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ

وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ

هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى

وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ

بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى

وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ

بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ

وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ

وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ

مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي





عطر الزنبق 11-28-2019 07:00 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ

وَأَعجَزُ ما حاوَلتُ إِرضاءُ حاسِدِ

وَلَم أَرَ مِثلي اليَومَ أَكثَرَ حاسِداً

كَأَنَّ قُلوبَ الناسِ لي قَلبُ واجِدِ

أَلَم يَرَ هَذا الناسُ غَيرِيَ فاضِلاً

وَلَم يَظفَرِ الحُسّادُ قَبلي بِماجِدِ

أَرى الغِلَّ مِن تَحتِ النِفاقِ وَأَجتَني

مِنَ العَسَلِ الماذِيَّ سُمَّ الأَساوِدِ

وَأَصبِرُ مالَم يُحسَبُ الصَبرُ ذِلَّةً

وَأَلبَسُ لِلمَذمومِ حُلَّةَ حامِدِ

قَليلُ اِعتِذارٍ مَن يَبيتُ ذُنوبُهُ

طِلابُ المَعالي وَاِكتِسابُ المَحامِدِ

وَأَعلَمُ إِن فارَقتُ خِلّاً عَرَفتُهُ

وَحاوَلتُ خِلّاً أَنَّني غَيرُ واجِدِ

وَهَل غَضَّ مِنّي الأَسرُ إِذ خَفَّ ناصِري

وَقَلَّ عَلى تِلكَ الأُمورِ مُساعِدي

أَلا لا يُسَرُّ الشامِتونَ فَإِنَّها

مَوارِدُ آبائي الأُلى وَمَوارِدي

وَكَم مِن خَليلٍ حينَ جانَبتُ زاهِداً

إِلى غَيرِهِ عاوَدتُهُ غَيرَ زاهِدِ

وَما كُلُّ أَنصاري مِنَ الناسِ ناصِري

وَلا كُلُّ أَعضادِ مِنَ الناسِ عاضِدي

وَهَل نافِعي إِن عَضَّني الدَهرُ مُفرَداً

إِذا كانَ لي قَومٌ طِوالُ السَواعِدِ

وَهَل أَنا مَسرورٌ بِقُربِ أَقارِبي

إِذا كانَ لي مِنهُم قُلوبُ الأَباعِدِ

أَيا جاهِداً في نَيلِ مانِلتُ مِن عُلاً

رُوَيدَكَ إِنّي نِلتُها غَيرَ جاهِدِ

لَعَمرُكَ ما طُرقُ المَعالي خَفِيَّةٌ

وَلَكِنَّ بَعضَ السَيرِ لَيسَ بِقاصِدِ

وَيا ساهِدَ العَينَينِ فيما يُريبُني

أَلا أَنَّ طَرفي في الأَذى غَيرُ ساهِدِ

غَفَلتُ عَنِ الحُسّادِ مِن غَيرِ غَفلَةٍ

وَبِتُّ طَويلَ النَومِ عَن غَيرِ راقِدِ

خَليلَيَّ ما أَعدَدتُما لِمُتَيَّمٍ

أَسيرٍ لَدى الأَعداءِ جافي المَراقِدِ

فَريدٍ عَنِ الأَحبابِ صَبٍّ دُموعُهُ

مَثانٍ عَلى الخَدَّينِ غَيرُ فَرائِدِ

إِذا شِئتَ جاهَرتُ العَدُوَّ وَلَم أَبِت

أُقَلِّبُ فِكري في وُجوهِ المَكائِدِ

صَبَرتُ عَلى اللَأواءِ صَبرَ اِبنِ حُرَّةٍ

كَثيرِ العِدى فيها قَليلِ المُساعِدِ

فَطارَدتُ حَتّى أَبهَرَ الجَريُ أَشقَري

وَضارَبتُ حَتّى أَوهَنَ الضَربُ ساعِدي

وَكُنّا نَرى أَن لَم يُصِب مَن تَصَرَّمَت

مَواقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشَدائِدِ

جَمَعتُ سُيوفَ الهِندِ مِن كُلِّ بَلدَةٍ

وَأَعدَدتُ لِلهَيجاءِ كُلَّ مُجالِدِ

وَأَكثَرتُ لِلغاراتِ بَيني وَبَينَهُم

بَناتِ البُكَيرِيّاتِ حَولَ المَزاوِدِ

إِذا كانَ غَيرُ اللَهِ لِلمَرءِ عُدَّةً

أَتَتهُ الرَزايا مِن وُجوهِ الفَوائِدِ

فَقَد جَرَّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيفَةٍ

وَكانَ يَراها حُدَّةً لِلشَدائِدِ

وَجَرَّت مَنايا مالِكِ اِبنِ نُوَيرَةٍ

عَقيلَتُهُ الحَسناءُ أَيّامَ خالِدِ

وَأَردى ذُؤاباً في بُيوتِ عُتَيبَةٍ

بَنوهُ وَأَهلوهُ بِشَدوِ القَصائِدِ

عَسى اللَهُ أَن يَأتي بِخَيرٍ فَإِنَّ لي

عَوائِدَ مِن نُعماهُ غَيرُ بَوائِدِ

فَكَم شالَني مِن قَعرِ ظَلماءَ لَم يَكُن

لِيُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ

فَإِن عُدتُ يَوماً عادَ لِلحَربِ وَالعُلا

وَبَذلِ النَدى وَالجودِ أَكرَمُ عائِدِ

مَريرٌ عَلى الأَعداءِ لَكِنَّ جارَهُ

إِلى خَصِبِ الأَكنافِ عَذبِ المَوارِدِ

مُشَهّىً بِأَطرافِ النَهارِ وَبَينَها

لَهُ ما تَشَهّى مِن طَريفٍ وَتالِدِ

مَنَعتُ حِمى قَومي وَسُدتُ عَشيرَتي

وَقَلَّدتُ أَهلي غُرَّ هَذي القَلائِدِ

خَلائِقُ لا يوجَدنَ في كُلِّ ماجِدِ

وَلكِنَّها في الماجِدِ اِبنِ الأَماجِدِ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:06 PM





http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما

تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوا العِزَّ أَصيَدا

أَما أَنا أَعلى مَن تَعُدّونَ هِمَّةً

وَإِن كُنتُ أَدنى مَن تَعُدّونَ مَولِدا

إِلى اللَهِ أَشكو عُصبَةً مِن عَشيرَتي

يُسيؤونَ لي في القَولِ غَيباً وَمَشهَدا

وَإِن حارَبوا كُنتُ المِجَنَّ أَمامُهُم

وَإِن ضارَبوا كُنتُ المُهَنَّدَ وَاليَدا

وَإِن نابَ خَطبٌ أَو أَلَمَّت مُلِمَّةٌ

جَعَلتُ لَهُم نَفسي وَما مَلَكَت فِدا

يَوَدّونَ أَن لُيُبصِروني سَفاهَةً

وَلَو غِبتُ عَن أَمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدى

مَعالٍ لَهُم لَو أَنصَفوا في جَمالِها

وَحَظٌّ لِنَفسي اليَومَ وَهوَ لَهُم غَدا

فَلا تَعِدوني نِعمَةً فَمَتى غَدَت

فَأَهلي بِها أَولى وَإِن أَصبَحوا عِدا







عطر الزنبق 11-28-2019 07:06 PM

http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما

تَعَرَّضَ مِنّي جانِبٌ لَهُمُ صَلدُ

وَلا خَيرَ في هَجرِ العَشيرَةِ لِاِمرِئٍ

يَروحُ عَلى ذَمِّ العَشيرَةِ أَو يَغدو

وَلَكِن دُنُوُّ لايُوَلَّدُ هِجرَةً

وَهَجرٌ رَفيقٌ لايُصاحِبُهُ زُهدُ

نُباعِدُهُم طَوراً كَما يُبعَدُ العِدى

وَنِكرِمُهُم طَوراً كَما يُكرَمُ الوَفدُ







عطر الزنبق 11-28-2019 07:06 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَلَقَد عَلِمتُ وَما عَلِم

تَ وَإِن أَقَمتُ عَلى صُدودِه

أَنَّ الغَزالَةَ وَالغَزا

لَ لَفي ثَناياهُ وَجيدِه







عطر الزنبق 11-28-2019 07:07 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


سَلامٌ رائِحٌ غادِ

عَلى ساكِنَةِ الوادي

عَلى مَن حُبَّها الهادي

إِذا ما زُرتُ وَالحادي

أُحِبُّ البَدوَ مِن أَجلِ

غَزالٍ فِحِمُ بادِ

أَلا يا رَبَّةَ الحَليِ

عَلى العاتِقِ وَالهادي

لَقَد أَبهَجتِ أَعدائي

وَقَد أَشمَتِّ حُسّادي

بِسُقمٍ مالَهُ شافٍ

وَأَسرٍ مالَهُ فادِ

فَإِخواني وَنُدماني

وَعُذّالي وَعُوّادي

فَما أَنفَكُّ عَن ذِكرا

كِ في نَومٍ وَتَسهادِ

بِشَوقٍ مِنكِ مُعتادِ

وَطَيفٍ غَيرِ مُعتادِ

أَلا يا زائِرَ الموصِ

لِ حَيِّ ذَلِكَ النادي

فَبِالموصِلِ إِخواني

وَبِالموصِلِ أَعضادي

فَقُل لِلقَومِ يَأتونِ

يَ مِن مَثنىً وَأَفرادِ

فَعِندي خِصبُ زُوّارٍ

وَعِندي رَيُّ وَرّادِ

وَعِندي الظِلَّ مَمدوداً

عَلى الحاضِرِ وَالبادي

أَلا لا يَقعُدِ العَجزُ

بِكُم عَن مَنهَلِ الصادي

فَإِنَّ الحَجَّ مَفروضٌ

مَعَ الناقَةِ وَالزادِ

كَفاني سَطوَةَ الدَهرِ

جَوادٌ نَسلُ أَجوادِ

مَناهُ خَيرُ آباءٍ

نَمَتهُم خَيرُ أَجدادِ

فَما يَصبو إِلى أَرضٍ

سِوى أَرضي وَرُوّادي

وَقاهُ اللَهُ فيما عا

شَ شَرَّ الزَمَنِ العادي





عطر الزنبق 11-28-2019 07:07 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً

أَتاكَ بِها يَقظانَ فِكرُكَ لا البُردُ

فَأَصبَحتَ مابَينَ العَدُوِّ وَبَينَنا

تَجارى بِكَ الخَيلُ المُسَوَّمَةُ الجُردُ

أَتَيناكَ أَدنى مانُجيبُكَ جُهدَنا

فَأَهوَنَ سَيرِ الخَيلِ مِن تَحتِنا الشَدُّ

بِكُلِّ نِزارِيٍّ أَتَتكَ بِشَخصِهِ

عَوائِدُ مِن حالَيكَ لَيسَ لَها رَدُّ

نُباعِدُهُم وَقتاً كَما يُبعَدُ العِدى

وَنُكرِمُهُم وَقتاً كَما يُكرَمُ الوَفدُ

وَنَدنو دُنُوّاً لا يُوَلَّدُ جُرأَةً

وَنَجفو جَفاءً لايُوَلِّدُهُ زُهدُ

أَفضَت عَلَيهِ الجودَ مِن قَبلِ هَذِهِ

وَأَفضَلُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ بَعدُ

وَحُمرِ سُيوفٍ لا تَجِفُّ لَها ظُبىً

بِأَيدي رِجالٍ لا يُحَطُّ لَها لِبدُ

وَزُرقٍ تَشُقُّ البُردَ عَن مُهَجِ العِدى

وَتَسكُنُ مِنهُم أَينَما سَكَنَ الحِقدُ

وَمُصطَحَباتٍ قارَبَ الرَكضُ بَينَها

وَلَكِن بِها عَن غَيرِها أَبَداً بُعدُ

نُشَرِّدُهُم ضَرباً كَما شَرَّدَ القَطا

وَنَنظِمُهُم طَعناً كَما نُظِمَ العِقدُ

لَئِن خانَكَ المَقدورُ فيما نَوَيتَهُ

فَما خانَكَ الرَكضُ المَواصِلُ وَالجُهدُ

تُعادُ كَما عَوَّدتَ وَالهامُ صَخرُها

وَيُبنى بِها المَجدُ المُؤَثَّلُ وَالحَمدُ

فَفي كَفِّكَ الدُنيا وَشيمَتُكَ العُلا

وَطائِرُكَ الأَعلى وَكَوكَبَكَ السَعدُ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:08 PM



http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد

صَبوراً عَلى حِفظِ المَوَدَّةِ وَالعَهدِ

سَليماً عَلى طَيِّ الزَمانِ وَنَشرِهِ

أَميناً عَلى النَجوى صَحيحاً عَلى البُعدِ

وَلَمّا أَساءَ الظَنَّ بي مَن جَعَلتُهُ

وَإِيّايَ مِثلَ الكَفِّ نيطَت إِلى الزِندِ

حَمَلتُ عَلى ضَنّي بِهِ سوءَ ظَنِّهِ

وَأَيقَنتُ أَنّي بِالوَفا أُمَّةٌ وَحدي

وَأَنّي عَلى الحالَينِ في العَتبِ وَالرِضى

مُقيمٌ عَلى ماكانَ يَعرِفُ مَن وُدّي







عطر الزنبق 11-28-2019 07:08 PM

لَيسَ جوداً عَطِيَّةٌ بِسُؤالِ

قَد يَهُزُّ السُؤالُ غَيرَ الجَوادِ

إِنَّما الجودُ ما أَتاكَ اِبتِداءً

لَم تَذُق فيهِ ذِلَّةَ التَردادِ

عطر الزنبق 11-28-2019 07:18 PM



















http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png


وَزِيارَةٍ مِن غَيرِ وَعدِ

في لَيلَةٍ طُرِقَت بِسَعدِ

باتَ الحَبيبُ إِلى الصَبا

حِ مُعانِقي خَدّاً لِخَدِّ

يَمتارُ فِيَّ وَناظِري

ماشِئتَ مِن خَمرٍ وَوَردِ

قَد كانَ مَولايَ الأَجَل

لَ فَصَيَّرَتهُ الراحُ عَبدي

لَيسَت بِأَوَّلِ مِنَّةٍ

مَشكورَةٍ لِلراحِ عِندي





عطر الزنبق 11-28-2019 07:18 PM



http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png


وَإِذا يَإِستُ مِنَ الدُنُو

وِ رَغِبتُ في فَرطِ البِعادِ

أَرجو الشَهادَةَ في هَوا

كَ لِأَنَّ قَلبي في جِهادِ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:19 PM



http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png




لَئِن خُلِقَ الأَنامُ لَحَسوِ كَأسٍ

وَمِزمارٍ وَطُنبورٍ وَعودِ

فَلَم يُخلَق بَنو حَمدانَ إِلّا

لِمَجدٍ أَو لِبَأسٍ أَو لِجودِ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:19 PM





http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png




يا جاحِداً فَرطَ غَرامي بِهِ

وَلَستُ بِالناسي وَلا الجاحِدِ

أَقرَرتُ في الحُبِّ بِما تَدَّعي

فَلَستُ مُحتاجاً إِلى شاهِدِ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:19 PM



http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png




ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا

لَفَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا

يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ

وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا

لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً

وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا

راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ

وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا

أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ

أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا

مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً

فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا

حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ

وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا

إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ

فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا

أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت

أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا

لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ

وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا

الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا

أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا





عطر الزنبق 11-28-2019 07:20 PM

أَيا عاتِباً لا أَحمِلُ الدَهرَ عَتبَهُ

عَلَيَّ وَلا عِندي لِأَنعُمِهِ جَحدُ

سَأَسكُتُ إِجلالاً لِعِلمِكَ أَنَّني

إِذا لَم تَكُن خَصمي لِيَ الحُجَجُ اللُدُّ

عطر الزنبق 11-28-2019 07:52 PM

http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png

























أَيا قَومَنا لاتَنشُبوا الحَربَ بَينَنا

أَيا قَومَنا لاتَقطَعوا اليَدَ بِاليَدِ

عَداوَةُ ذي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً

عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَيا لَيتَ داني الرَحمِ مِنّا وَمِنكُمُ

إِذا لَم يُقَرِّب بَينَنا لَم يُبَعِّدِ







عطر الزنبق 11-28-2019 07:53 PM



http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png
أَهدى إِلَيَّ صَبابَةً وَكَآبَةً

فَأَعادَني كَلِفَ الفُؤادِ عَميدا

إِنَّ الغَزالَةَ وَالغَزالَةَ أَهدَتا

وَجهاً إِلَيكَ إِذا طَلَعتَ وَجيدا







عطر الزنبق 11-28-2019 07:53 PM




http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png
نَبوَةَ الإِدلالِ لَيسَت

عِندَنا ذَنباً يُعَدُّ

قُل لِمَن لَيسَ لَهُ عَه

دٌ لَنا عَهدٌ وَعَقدُ

جُملَةٌ نُغني عَنِ التَف

صيلِ مالي عَنكَ بُدُّ

إِن تَغَيَّرتَ فَما غُي

يِرَ مِنّا لَكَ عَهدُ





عطر الزنبق 11-28-2019 07:53 PM

لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ

فَيُسعَدَ مَهجورٌ وَيُسعَدَ هاجِرُ

وَقَد كُنتُ لا أَرضى مِنَ الوَصلِ بِالرِضا

لَيالِيَ ما بَيني وَبَينَكَ عامِرُ

وَإِنّي عَلى طولِ الشِماسِ عَنِ الصِبا

أَحِنُّ وَتُصبيني إِلَيكِ الجَآذِرُ

وَإِنّي إِذا لَم أَرجُ يَقظانَ وَصلَها

لَيُقنِعُني مِنها الخَيالُ المُزاوِرُ

وَفي كِلَّتَي ذاكَ الخِباءِ خَريدَةٌ

لَها مِن طِعانِ الدارِعينَ سَتائِرُ

تَقولُ إِذا ماجِئتُها مُتَدَرِّعاً

أَزائِرُ شَوقٍ أَنتَ أَم أَنتَ ثائِرُ

فَقُلتُ لَها كَلّا وَلَكِن زِيارَةٌ

تُخاضُ الحُتوفُ دونَها وَالمَحاذِرُ

تَثَنَّت فَغُصنٌ ناعِمٌ أَم شَمائِلٌ

وَوَلَّت فَلَيلٌ فاحِمٌ أَم غَدائِرُ

فَأَمّا وَقَد طالَ الصُدودُ فَإِنَّهُ

يَقَرُّ بِعَينَيَّ الخَيالُ المُزاوِرُ

تَنامُ فَتاةُ الحَيِّ عَنّي خَلِيَّةً

وَقَد كَثُرَت حَولي البَواكي السَواهِرُ

وَتُسعِدُني غُبرُ البَوادي لِأَجلِها

وَإِن رَغِمَت بَينَ البُيوتِ الحَواضِرُ

وَما هِيَ إِلّا نَظرَةٌ ما اِحتَسَبتُها

بِعَدّانَ صارَت بي إِلَيها المَصايِرُ

طَلَعتُ بِها وَالرَكبُ وَالحَيُّ كُلَّهُ

حَيارى إِلى وَجهٍ بِهِ الحُسنُ حائِرُ

وَما سَفَرَت عَن رَيِّقِ الحُسنِ إِنَّما

نَمَمنَ عَلى ما تَحتَهُنَّ المَعاجِرُ

فَيا نَفسُ مالاقَيتِ مِن لاعِجِ الهَوى

وَياقَلبُ ماجَرَّت عَلَيكَ النَواظِرُ

وَيا عِفَّتي مالي وَما لَكَ كُلَّما

هَمَمتُ بِأَمرٍ هَمَّ لي مِنكَ زاجِرُ

كَأَنَّ الحِجا وَالصَونُ وَالعَقلُ وَالتُقى

لَدَيَّ لِرَبّاتِ الخُدورِ ضَرائِرُ

وَهُنَّ وَإِن جانَبتُ ما يَشتَهينَهُ

حَبائِبُ عِندي مُنذُ كُنَّ أَثائِرُ

وَكَم لَيلَةٍ خُضتُ الأَسِنَّةَ نَحوَها

وَما هَدَأَت عَينٌ وَلا نامَ سامِرُ

فَلَمّا خَلَونا يَعلَمُ اللَهُ وَحدَهُ

لَقَد كَرُمَت نَجوى وَعَفَّت سَرائِرُ

وَبِتُّ يَظُنُّ الناسُ فِيَّ ظُنونَهُم

وَثَوبِيَ مِمّا يَرجُمُ الناسُ طاهِرُ

وَكَم لَيلَةٍ ماشَيتُ بَدرَ تَمامِها

إِلى الصُبحِ لَم يَشعُر بِأَمرِيَ شاعِرُ

وَلا رَيبَةٌ إِلّا الحَديثُ كَأَنَّهُ

جُمانٌ وَهى أَو لُؤلُؤٌ مُتَناثِرُ

أَقولُ وَقَد ضَجَّ الحُلِيُّ وَأَشرَفَت

وَلَم أُروَ مِنها لِلصَباحِ بَشائِرُ

أَيا رَبِّ حَتّى الحَليُ مِمّا نَخافُهُ

وَحَتّى بَياضُ الصُبحِ مِمّا نُحاذِرِ

وَلي فيكِ مِن فَرطِ الصَبابَةِ آمِرٌ

وَدونَكِ مِن حُسنِ الصَيانَةِ زاجِرُ

عَفافُكَ غَيٌّ إِنَّما عِفَّةُ الفَتى

إِذا عَفَّ عَن لَذّاتِهِ وَهوَ قادِرُ

نَفى الهَمَّ عَنّي هِمَّةٌ عَدَوِيَّةٌ

وَقَلبٌ عَلى ماشِئتُ مِنهُ مُظاهِرُ

وَأَسمَرُ مِمّا يُنبِتُ الخَطُّ ذابِلٌ

وَأَبيَضُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ باتِرُ

وَنَفسٌ لَها في كُلِّ أَرضٍ لُبانَةً

وَفي كُلِّ حَيٍّ أُسرَةٌ وَمَعاشِرُ

وَقَلبٌ يُقِرُّ الحَربَ وَهوَ مُحارِبٌ

وَعَزمٌ يُقيمُ الجِسمَ وَهوَ مُسافِرُ

إِذا لَم أَجِد في كُلِّ فَجٍّ عَشيرَةً

فَإِنَّ الكِرامَ لِلكِرامِن عَشائِرُ

وَلاحِقَةِ الإِطلَينِ مِن نَسلِ لاحِقٍ

أَمينَةَ ما نِطَت إِلَيهِ الحَوافِرُ

مِنَ اللاءِ تَأبى أَن تُعانِدَ رَبَّها

إِذا حُسِرَت عِندَ المُغارِ المَآزِرُ

وَخَرقاءُ وَرقاءُ بَطيءٌ كَلالُها

تَكَلَّفُ بي ما لا تُطيقُ الأَباعِرُ

غُرَيرِيَّةٌ صافَت شَقائِقَ دابِقٍ

مَدى قَيظَها حَتّى تَصَرَّمَ ناجِرُ

وَحَمَّضَها الراعي بِمَيثاءِ بُرهَةً

تَناوَلَ مِن خِذرافِهِ وَتُغادِرُ

أَقامَت بِها شَيبانَ ثُمَّ تَضَمَّنَت

بَقِيَّةَ صَفوانٍ قِراها المَناظِرُ

وَخَوَّضَها بَطنَ السَلَوطَحِ رَيثَما

أُديرَت بِمِلحانَ الشُهورُ الدَوائِرُ

فَجاءَ بِكَوماءٍ إِذا هِيَ أَقبَلَت

حَسِبتَ عَلَيها رَحلَها وَهيَ حاسِرُ

فَيا بُعدَ نابَينَ الكَلالِ وَبَينَها

وَياقُربَ مايَرجو عَلَيها المُسافِرُ

دَعِ الوَطَنَ المَألوفَ رابَكَ أَهلُهُ

وَعُدَّ عَنِ الأَهلِ الَّذينَ تَكاثَروا

فَأَهلُكَ مَن أَصفى وَوُدُّكَ ماصَفا

وَإِن نَزَحَت دارٌ وَقَلَّت عَشائِرُ

تَبَوَّأتُ مِن قَرمَي مَعَدٍّ كِلَيهِما

مَكاناً أَراني كَيفَ تُبنى المَفاخِرُ

لَئِن كانَ أَصلي مِن سَعيدٍ نِجارُهُ

فَفَرعي لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ ناصِرُ

وَما كانَ لَولاهُ لِيَنفَعَ أَوَّلٌ

إِذا لَم يُزَيِّن أَوَّلَ المَجدِ آخِرُ

لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها

إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ

وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ

وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ

أُناضِلُ عَن أَحسابِ قَومي بِفَضلِهِ

وَأَفخَرُ حَتّى لا أَرى مَن يُفاخِرُ

وَأَسعى لِأَمرٍ عُدَّتي لِمَنالِهِ

أَواخَيَّ مِن آرائِهِ وَأَواصِرُ

أَيا راكِباً تُحدى بِأَعوادِ رَحلِهِ

عُذافِرَةٌ عَيرانَةٌ وَعُذافِرُ

أَلِكني إِلى أَفناءِ بَكرٍ رِسالَةً

عَلى نَأيِها وَهيَ القَوافي السَوائِرُ

لَئِن باعَدَتكُم نِيَّةٌ طالَ شَحطُها

لَقَد قَرَّبَتكُم نِيَّةٌ وَضَمائِرُ

وَنَشرُ ثَناءٍ لايَغِبُّ كَأَنَّما

بِهِ نَشَرَ العَصبَ اليَمانِيَّ ناشِرُ

وَيَجمَعُنا في وائِلٍ عَشَرِيَّةٌ

وَوِدٌّ وَأَرحامٌ هُناكَ شَواجِرُ

فَقُل لِبَني وَرقاءَ إِن شَطَّ مَنزِلٌ

فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الوِدُّ داثِرُ

وَكَيفَ يَرِثُّ الحَبلُ أَو تَضعُفُ القِوى

وَقَد قَرُبَت قُربى وَشُدَّت أَواصِرُ

أَبا أَحمَدٍ مَهلاً إِذا الفَرعُ لَم يَطِب

فَلا طِبنَ يَومَ الإِفتِخارِ العَناصِرُ

أَتَسمو بِما شادَت أَوائِلُ وائِلٍ

وَقَد غَمَرَت تِلكَ الأَوالي الأَواخِرُ

أَيَشغَلُكُم وَصفُ القَديمِ وَدونَهُ

مَفاخِرُ فيها شاغِلٌ وَمَآثِرُ

لَنا أَوَّلٌ في المَكرُماتِ وَآخِرٌ

وَباطِنُ مَجدٍ تَغلَبِيٍّ وَظاهِرُ

وَهَل يُطلَبُ العِزُّ الَّذي هُوَ غائِبٌ

وَيُترَكُ ذا العِزُّ الَّذي هُوَ حاضِرُ

عَلَيَّ لِأَبكارِ الكَلامِ وَعَونِهِ

مَفاخِرُ تُفنيهِ وَتَبقى مَفاخِرُ

أَنا الحارِثُ المُختارُ مِن نَسلِ حارِثٍ

إِذا لَم يَسُد في القَومِ إِلّا الأَخايِرُ

فَجَدّي الَّذي لَمَّ العَشيرَةَ جودُهُ

وَقَد طارَ فيها بِالتَفَرُّقِ طائِرُ

تَحَمَّلَ قَتلاها وَساقَ دِياتِها

حَمولٌ لِما جَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَدى ماءَةً لَولاهُ جَرَّت دِمائُهُم

مَوارِدَ مَوتٍ مالَهُنَّ مَصادِرُ

وَمِنّا الَّذي ضافَ الإِمامَ وَجَيشِهِ

وَلا جودَ إِلّا أَن تَضيفَ العَساكِرُ

وَجَدّي الَّذي اِنتاشَ الدِيارَ وَأَهلَها

وَلِلدَهرِ نابٌ فيهِمُ وَأَظافِرُ

ثَلاثَةُ أَعوامٍ يُكابِدُ مَحلَها

أَشَمُّ طَويلُ الساعِدَينِ عُراعِرُ

فَآبوا بِجَدواهُ وَآبَ بِشُكرِهِم

وَما مِنهُمُ في صَفقَةِ المَجدِ خاسِرُ

وَكَيفَ يُنالُ المَجدُ وَالجِسمُ وادِعٌ

وَكَيفَ يُحازُ الحَمدُ وَالوَفرُ وافِرُ

أَساداءَ ثَغرٍ كانَ أَعيا دَوائُهُ

وَفي قَلبِ مَلكِ الرومِ داءٌ مُخامِرُ

بَنى ثَغرَها الباقي عَلى الدَهرِ ذِكرُهُ

نَتائِجُ فيها السابِقاتُ الضَوامِرُ

وَسَوفَ عَلى رَغمِ العَدُوِّ يُعيدُها

مُعَوَّدُ رَدِّ الثَغرِ وَالثَغرُ دائِرُ

وَلَمّا أَلَمَّت بِالدِيارَينِ أَزمَةٌ

جَلاها وَنابَ المَوتِ بِالمَوتِ كاشِرُ

كَفَت غَدَواتِ الغَيثِ دِرّاتُ كَفِّهِ

فَأَمرَعَ بادٍ وَاِجتَنى العَيشَ حاضِرُ

أَناخوا بِوَهّابِ النَفائيسِ ماجِدٍ

يُقاسِمُهُم أَموالَهُ وَيُشاطِرُ

وَعَمّي الَّذي أَردى الوَزيرَ وَفاتِكاً

وَما الفارِسُ الفَتّاكُ إِلّا المُجاهِرُ

أَذاقَهُما كَأسَ الحِمامِ مُشَيَّعٌ

مُثَوِرُ غاراتِ الزَمانِ مُساوِرُ

يُطيعُهُمُ ما أَصبَحَ العَدلُ فيهِمُ

وَلا طاعَةٌ لِلمَرءِ وَالمَرءُ جائِرُ

لَنا في خِلافِ الناسِ عُثمانَ أُسوَةٌ

وَقَد جَرَّتِ البَلوى عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَسارَ إِلى دارِ الخِلافَةِ عَنوَةً

فَحَرَّقَها وَالجَيشُ بِالدارِ دائِرُ

أَذَلَّ تَميماً بَعدَ عِزٍّ وَطالَما

أُذِلَّ بِنا الباغي وَعَزَّ المُجاوِرُ

وَصَدَّقَ في بَكرٍ مَواعيدَ ضَيفِهِ

وَثَوَّرَ بِاِبنِ الغَمرِ وَالنَقعُ ثائِرُ

وَأَقبَلَ بِالشاري يُقادُ أَمامَهُ

وَلِلقَيدِ في كِلتا يَدَيهِ ضَفائِرُ

وَشَنَّ عَلى ذي الخالِ خَيلاً تَناهَبَت

سَماوَةُ كَلبٍ بَينَها وَعُراعِرُ

أَضَقنَ عَلَيهِ البيدَ وَهيَ فَضافِضٌ

وَأَضلَلنَهُ عَن سُبلِهِ وَهوَ خابِرُ

أَماطَ عَنِ الأَعرابِ ذُلُّ إِتاوَةٍ

تَساوى البَوادي عِندَها وَالحَواضِرُ

وَأَجلَت لَهُ عَن فَتحِ مِصرَ سَحائِبٌ

مِنَ الطَعنِ سُقياها المَنايا الحَواضِرُ

تَخالَطَ فيها الجَحفَلانِ كِلاهُما

فَغِبنَ القَنا عَنّا وَنُبنَ البَواتِرُ

وَقادَ إِلى أَرضِ السَبَكرِيِّ جَحفَلاً

يُسافِرُ فيهِ الطَرفُ حينَ يُسافِرُ

تَناسى بِهِ القَتّالُ في القَدِّ قَتلَهُ

وَدارَت بِرَبِّ الجَيشِ فيهِ الدَوائِرُ

وَعَمّي الَّذي سُلَّت بِنَجدٍ سُيوفُهُ

فَرَوَّعَ بِالغَورَينِ مَن هُوَ غائيرُ

تَناصَرَتِ الأَحياءُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَلَيسَ لَهُ إِلّا مِنَ اللَهِ ناصِرُ

فَلَم وِبقِ غَمراً طَعنُهُ الغَمرُ فيهِمُ

وَلَم يُبقِ وِتراً ضَربُهُ المُتَواتِرُ

وَساقَ إِلى اِبنِ الدَيدَواذِ كَتيبَةً

لَها لَجَبٌ مِن دونِها وَزَماجِرُ

جَلاها وَقَد ضاقَ الخِناقُ بِضَربَةٍ

لَها مِن يَدَيهِ في المُلوكِ نَظائِرُ

بِحَيثُ الحُسامُ الهِندُوانِيُّ خاطِبٌ

بَليغٌ وَهاماتُ المُلوكِ مَنابِرُ

وَعَمّي الَّذي سَمَّتهُ قَيسٌ مُزَرنَفاً

وَقَد شَجَرَت فيهِ الرِماحُ الشَواجِرُ

وَرَدَّ اِبنَ مَزروعٍ يَنوءُ بِصَدرِهِ

وَفي صَدرِهِ مالاتَنالُ المَسابِرُ

وَعَمّي الَّذي أَفنى الشُراةَ بِوَقعَةٍ

شَهيدانِ فيها الرائِبانِ وَجازِرُ

أَصَبنَ وَراءَ السِنِّ صالِحَ وَاِبنَهُ

وَمِنهُنَّ نَوءٌ بِالبَوازيجِ ماطِرُ

كَفاهُ أَخي وَالخَيلُ فَوضى كَأَنَّها

وَقَد غَصَّتِ الحَربُ النِعامُ النَوافِرُ

غَداةَ وَأَحزابُ الشُراةِ بِمَنزِلٍ

يُعاشِرُ فيهِ المَرءُ مَن لايُعاشِرُ

وَعَمّي الَّذي ذَلَّت حَبيبٌ لِسَيفِهِ

وَكانَت وَمَرعاها مِنَ العِزِّ ناضِرُ

وَعَمّي الحَرونُ عِندَ كُلِّ كَتيبَةٍ

تَخِفُّ جِبالٌ وَهوَ لِلمَوتِ صابِرُ

أولَئِكَ أَعمامي وَوالِدِيَ الَّذي

حَمى جَنَباتِ المُلكِ وَالمُلكُ شاغِرُ

بِحَيثُ نِساءُ الغادِرينَ طَوالِقٌ

وَحَيثُ إِماءُ الناكِثينَ حَرائِرُ

لَهُ بِسُلَيمٍ وَقعَةٌ جاهِلِيَّةٌ

تُقِرُّ بِها فَيدٌ وَتَشهَدُ حاجِرُ

وَأَذكَت مَذاكيهِ بِسَرحٍ وَأَرضِها

مِنَ الضَربِ ناراً جَمرُها مُتَطايِرُ

شَفَت مِن عُقَيلٍ أَنفُساً شَفَّها السُرى

فَهَوَّمَ عَجلانٌ وَنَوَّمَ ساهِرُ

وَأَوَّلُ مَن شَدَّ المَجيدُ بِعَينِهِ

وَأَوَّلُ مَن قَدَّ الكَمِيُّ المُظاهِرُ

غَزا الرومَ لَم يَقصِد جَوانِبَ غِرَّةٍ

وَلا سَبَقَتهُ بِالمُرادِ النَذائِرُ

فَلَم تَرَ إِلّا فالِقاً هامَ فَيلَقٍ

وَبَحراً لَهُ تَحتَ العَجاجَةِ ماخِرُ

وَمُستَردَفاتٍ مِن نِساءٍ وَصِبيَةٍ

تَثَنّى عَلى أَكتافِهِنَّ الضَفائِرُ

بُنَيّاتُ أَملاكٍ أُتينَ فُجاءَةً

قُهِرنَ وَفي أَعناقِهِنَّ الجَواهِرُ

فَإِن تَمضِ أَشياخي فَلَم يَمضِ مَجدَها

وَلا دَثَرَت تِلكَ العُلى وَالمَآثِرُ

نَشيدُ كَما شادوا وَنَبني كَما بَنَوا

لَنا شَرَفٌ ماضٍ وَآخَرُ حاضِرُ

فَفينا لِدينِ اللَهِ عِزٌّ وَمَنعَةٌ

وَفينا لِدينِ اللَهِ سَيفٌ وَناصِرُ

هُما وَأَميرُ المُؤمِنينَ مُشَرَّدٌ

أَجاراهُ لَمّا لَم يَجِد مَن يُجاوِرُ

وَرَدّاهُ حَتّى مَلَّكاهُ سَريرَهُ

بِعِشرينَ أَلفاً بَينَها المَوتُ سافِرُ

وَساسا أُمورَ المُسلِمينَ سِياسَةً

لَها اللَهُ وَالإِسلامُ وَالدينُ شاكِرُ

وَلَمّا طَغى عِلجُ العِراقِ اِبنُ رائِقٍ

شَفى مِنهُ لاطاغٍ وَلا مُتَكاثِرُ

إِذِ العَرَبُ العَرباءُ تَبني عِمادَهُ

وَمِنّا لَهُ طاوٍ عَلى الثَأرِ ذاكِرُ

أَذاقَ العَلاءَ التَغلِبِيَّ وَرَهطَهُ

عَواقِبَ ماجَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَأَوطَأَ حِصنَي وَرتَنيسَ خُيولُهُ

وَقَبلَهُما لَم يَقرَعِ النَجمَ حافِرُ

فَآبَ بِأَسراها تُغَنّي كُبولَها

وَتِلكَ غَوانٍ مالَهُنَّ مَزاهِرُ

وَأَطلَقَها فَوضى عَلى مَرجِ قِلِّزٍ

حَوادِرَ في أَشباحِهِنَّ المَحاذِرُ

وَصَبَّ عَلى الأَتراكِ نِقمَةَ مُنعِمٍ

رَماهُ بِكُفرانِ الصَنيعَةِ غادِرُ

وَإِنَّ مَعاليهِ لَكُثرٌ غَوالِبٌ

وَإِنَّ أَياديهِ لَغُرٌّ غَرائِرُ

وَلَكِنَّ قَولي لَيسَ يَفضُلُ عَنفَتىً

عَلى كُلِّ قَولٍ مِن مَعاليهِ خاطِرُ

أَلا قُل لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ إِنَّني

عَلى كُلِّ شَيءٍ غَيرِ وَصفِكَ قادِرُ

فَلا تُلزَمَنّي خِطَّةً لا أُطيقُها

فَمَجدُكَ غَلّابٌ وَفَضلُكَ باهِرُ

وَلَو لَم يَكُن فَخري وَفَخرُكَ واحِداً

لَما سارَ عَنّي بِالمَدائِحِ سائِرُ

وَلَكِنَّني لا أُغفِلُ القَولَ عَن فَتىً

أُساهِمُ في عَليائِهِ وَأُشاطِرُ

وَعَن ذِكرِ أَيّامٍ مَضَت وَمَواقِفٍ

مَكانِيَ مِنها بَيِّنُ الفَضلِ ظاهِرُ

مَساعٍ يَضِلُّ القَولُ فيهِنَّ جَهدُهُ

وَتُهلِكُ في أَوصافِهِنَّ الخَواطِرُ

بَناهُنَّ باني الثَغرِ وَالثَغرُ دارِسٌ

وَعامِرُ دينِ اللَهِ وَالدينُ داثِرُ

وَنازَلَ مِنهُ الدَيلَمِيَّ بِأَرزَنٍ

لَجوجٌ إِذا ناوى مَطولٌ مُصابِرُ

وَذَلَّت لَهُ بِالسَيفِ بَعدَ إِبائِها

مُلوكُ بَني الجَحّافِ تِلكَ المَساعِرُ

وَشَقَّ إِلى نَفسِ الدُمُستُقِ جَيشُهُ

بِأَرضِ سُلامٍ وَالقَنا مُتَشاجِرُ

سَقى أَسَناساً مِثلَهُ مِن دِمائِهِم

عَشِيَّةَ غَصَّت بِالقُلوبِ الحَناجِرُ

وَباتَ يُديرُ الرَأيَ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَذو الحَزمِ ناهيهِ وَذو العَزمِ آمِرُ

وَأَورَدَها أَعلى قَلونِيَّةَ اِمرُؤٌ

بَعيدُ مُغارِ الجَيشِ أَلوى مُخاطِرُ

وَساقَ نُمَيراً أَعنَفَ السَوقِ بِالقَنا

فَلَم يُمسِ شامِيٌّ وَلَم يُضحِ حادِرُ

وَناهَضَ أَهلَ الشامِ مِنهُ مُشَيَّعٌ

يُسايِرُهُ الإِقبالُ فيمَن يُسايِرُ

لَهُ وَعَلَيهِ وَقعَةٌ بَعدَ وَقعَةٍ

وَلودٌ بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ عاقِرُ

فَلا هُوَ فيما سَرَّهُ مُتَطاوِلٌ

وَلا هُوَ فيما سائَهُ مُتَقاصِرُ

فَلَمّا رَأى الإِخشيدُ ماقَد أَظَلَّهُ

تَلافاهُ يَثني غَربَهُ وَيُكاشِرُ

رَأى الصِهرَ وَالرُسلَ الَّذي هُوَ عاقِدٌ

يُنالُ بِهِ ما لاتَنالُ العَساكِرُ

وَأَوقَعَ في جُلباطَ بِالرومِ وَقعَةً

بِها العَمقُ وَاللُكّامُ وَالبُرجُ فاخِرُ

وَأَوطَأَها بَطنَ اللُقانِ وَظَهرَهُ

يَطَأنَ بِهِ القَتلى خِفافٌ خَوادِرُ

أَخَذنَ بِأَنفاسِ الدُمُستُقِ وَاِبنِهِ

وَعَبَّرنَ بِالتيجانِ مَن هُوَ عابِرُ

وَجُبنَ بِلادَ الرومِ سِتّينَ لَيلَةً

تُغاوِرُ مَلكَ الرومِ فيمَن تُغاوِرُ

تَخِرَّ لَنا تِلكَ المَعاقِلُ سُجَّداً

وَتَرمي لَنا بِالأَهلِ تِلكَ المَطامِرُ

وَما زالَ مِنّا جارَ شَرشَنَةَ اِمرُؤٌ

يُراوِحُها في غارَةٍ وَيُباكِرُ

وَلَمّا وَرَدنا الدَربَ وَالرومُ فَوقَهُ

وَقَدَّرَ قُسطَنطينُ أَن لَيسَ صادِرُ

ضَرَبنا بِها عُرضَ الفُراتِ كَأَنَّما

تَسيرُ بِنا تَحتَ السُروجِ جَزائِرُ

إِلى أَن وَرَدنا أَرقَنينَ نَسوقُها

وَقَد نَكَلَت أَعقابُها وَالمَحاضِرُ

وَمالَ بِها ذاتَ اليَمينِ لِمَرعَشٍ

مَجاهيدُ يَتلو الصابِرَ المُتَصابِرُ

فَلَمّا رَأَت جَيشَ الدُمُستُقِ راجَعَت

عَزائِمَها وَاِستَنهَضَتها البَصائِرُ

وَما زِلنَ يَحمِلنَ النُفوسَ عَلى الوَجى

إِلى أَن خُضِبنَ بِالدِماءِ الأَشاعِرُ

وَأُبنَ بِقُسطَنطينَ وَهوَ مُكَبَّلٌ

تَحُفُّ بَطاريقٌ بِهِ وَزَراوِرُ

وَوَلّى عَلى الرَسمِ الدُمُستُقُ هارِباً

وَفي وَجهِهِ عُذرٌ مِنَ السَيفِ عاذِرُ

فَدى نَفسَهُ بِاِبنٍ عَلَيهِ كَنَفسِهِ

وَلِلشِدَّةِ الصَمّاءِ تُقنى الذَخائِرُ

وَقَد يُقطَعُ العُضوُ النَفيسُ لِغَيرِهِ

وَتُدفَعُ بِالأَمرِ الكَبيرِ الكَبائِرُ

وَحَسبي بِها يَومَ الأَحَيدِبِ وَقعَةً

عَلى مِثلِها في العِزِّ تُثنى الخَناصِرُ

عَدَلنا بِها في قِسمَةِ المَوتِ بَينَهُم

وَلِلسَيفِ حُكمٌ في الكَتيبَةِ جائِرُ

إِذِ الشَيخُ لا يَلوي وَنَقفورُ مُجحِرٌ

وَفي القَيدِ أَلفٌ كَاللُيوثِ قَساوِرُ

وَلَم يَبقَ إِلّا صِهرُهُ وَاِبنُ بِنتِهِ

وَثَوَّرَ بِالباقينَ مَن هُوَ ثائِرُ

وَأَجلى إِلى الجَولانِ كَلباً وَطَيِّئً

وَأَقفَرَ عَجبٌ مِنهُمُ وَأَشاعِرُ

وَباتَت نِزارٌ يُقسِمُ الشامَ بَينَها

كَريمُ المُحَيّا لَوذَعِيُّ مُغاوِرُ

عَلاءَةُ كَلبٍ لِلضَبابِ عَلاءَةٌ

وَحاضِرُ طَيءٍ لِلجَعافِرِ حاضِرُ

وَأَنقَذَ مِن مَسِّ الحَديدِ وَثِقلِهِ

أَبا وائِلٍ وَالدَهرُ أَجدَعُ صاغِرُ

وَآبَ وَرَأسُ القَرمَطِيُّ أَمامَهُ

لَهُ جَسَدٌ مِن أَكعُبِ الرِمحِ ضامِرُ

وَقَد يَكبُرُ الخَطبُ اليَسيرُ وَتَجتَني

أَكابِرُ قَومٍ ماجَناهُ الأَصاغِرُ

كَما أَهلَكَت كَلباً غُواةُ جُناتِها

وَعَمَّ كِلاباً ما جَنَتهُ الجَعافِرُ

شَرَينا وَبِعنا بِالسُيوفِ نُفوسَهُم

وَنَحنُ أُناسٌ بِالسُيوفِ نُتاجِرُ

وَصُنّا نِساءً نَحنَ أَولى بِصَونِها

رَجَعنَ وَلَم تُكشَف لَهُنَّ سَتائِرُ

يُنادينَهُ وَالعيسُ تُزجى كَأَنَّها

عَلى شُرُفاتِ الرومِ نَخلٌ مُواقِرُ

أَلا إِنَّ مَن أَبقَيتَ ياخَيرَ مُنعِمٍ

عَبيدُكَ ماناحَ الحَمامُ السَواجِرُ

فَنَرجوكَ إِحساناً وَنَخشاكَ صَولَةً

لِأَنَّكَ جَبّارٌ وَأَنَّكَ جابِرُ

وَجَشَّمَها بَطنَ السَماوَةِ قائِظاً

وَقَد أوقِدَت نارَ السُمومِ الهَواجِرُ

فَيَطرُدُ كَعباً حَيثُ لاماءَ يُرتَجى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيُّ قَرمٍ تُصابِرُ

وَيَطلُبُ كَعباً حَيثُ لا الإِثرُ يُقتَفى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيَّ عودٍ تُكاسِرُ

فَجَعنا بِنِصفِ الجَيشِ جَونَةَ كُلَّها

وَأَرهَقَ جَرّاحٌ وَوَلّى مُغاوِرُ

أَبو الفَيضِ مارى الناسَ حَولاً مُجَرَّماً

وَكانَ لَهُ جَدٌّ مِنَ القَومِ مائِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

تَرى أَيَّنا لاقَيتَهُ مِن بَني أَبي

لَهُ حالِبٌ لايَستَفيقُ وَجازِرُ

وَكانَ أَخي إِن رامَ أَمراً بِنَفسِهِ

فَلا الخَوفُ مَوجودٌ وَلا العَجزُ حاضِرُ

وَكانَ أَخي إِن يَسعَ ساعٍ بِمَجدِهِ

فَلا المَوتُ مَحذورٌ وَلا السُمُّ ضائِرُ

فَإِن جَدَّ أَو لَفَّ الأُمورَ بِعَزمِهِ

فَقُل هُوَ مَوتورُ الحَشى وَهوَ واتِرُ

أَزالَ العِدى عَن أَردَبيلَ بِوَقعَةٍ

صَريعانِ فيها عاذِلٌ وَمُساوِرُ

وَجازَ أَراضي أَذرَبَيجانَ بِالقَنا

لِوادٍ إِلَيهِ المَرزُبانَ مُسافِرُ

وَناهَضَ مِنهُ الرَقَّتَينِ مُشَيَّعٌ

بَعيدُ المَدى عَبلُ الذِراعَينِ قاهِرُ

فَلَمّا اِستَقَرَّت بِالجَزيرَةِ خَيلُهُ

تَضَعضَعَ بادٍ بِالشَآمِ وَحاضِرُ

مَمالِكُها لِلبيضِ بيضِ سُيوفِنا

سَبايا وَهُنَّ لِلمُلوكِ مَهابِرُ

وَحَلَّ بِبالِيّا عُرى الجَيشِ كُلَّهُ

وَحُكَّمَ حَرّانَ وَمولاهُ داغِرُ

لَهُ يَومَ عَدلٍ مَوقِفٌ بَل مَواقِفٌ

رَدَدنا إِلَينا العِزَّ وَالعِزُّ نافِرُ

غَداةَ يُصَبُّ الجَيشَ مِن كُلِّ جانِبٍ

بَصيرٌ بِضَربِ الخَيلِ وَالجَيشِ ماهِرُ

بِكُلِّ حُسامٍ بَينَ حَدَّيهِ شُعلَةٌ

بِكَفِّ غُلامٍ حَشوُ دِرعَيهِ خادِرُ

عَلى كُلِّ طَيّارِ الضُلوعِ كَأَنَّهُ

إِذا اِنقَضَّ مِن عَلياءَ فَتخاءُ كاسِرُ

إِذا ذُكِرَت يَوماً غَطاريفُ وائِلٍ

فَنَحنُ أَعاليها وَنَحنُ الجَماهِرُ

وَمِنّا الفَتى يَحيى وَمِنّا اِبنُ عَمِّهِ

هُما ماهُما لِلعِزِّ سَمعٌ وَناظِرُ

لَهُ بِالهُمامِ اِبنِ المُعَمَّرِ فَتكَةٌ

وَفي السَيفُ فيها وَالرِماحُ غَوادِرُ

وَمِنّا أَبو اليَقظانِ مُنتاشَ خالِدٍ

وَمِنّا أَخوهُ الأُفعُوانُ المُساوِرُ

شَفى النَفسَ يَومَ الخالِدِيَّةِ بَعدَما

حَلَلنَ بِإِحدى جانِبَيهِ البَواتِرُ

وَمِنّا اِبنُ قَنّاصِ الفَوارِسِ أَحمَدٌ

غُلامٌ كَمِثلِ السَيفِ أَبلَجُ زاهِرُ

فَتىً حازَ أَسبابَ المَكارِمِ كُلَّها

وَما شَعِرَت مِنهُ الخُدودُ النَواضِرُ

وَمِنّا أَبو عَدنانَ سَيِّدُ قَومِهِ

وَمِنّا قَريعا العِزِّ جَبرٌ وَجابِرُ

فَهَذا الَّذي التاجَ المُعَصَّبَ قاتِلٌ

وَهَذا الَّذي البَيتَ المُمَنَّعَ آسِرُ

وَمِنّا الأَغَرَّ اِبنُ الأَغَرَّ مُهَلهَلٌ

خَليلِيَ إِن ذُمَّ الخَليلُ المُعاشِرُ

فَإِن أَدعُ في اللَأواءِ فَهوَ مُحارِبٌ

وَإِن أَسعَ لِلعَلياءِ فَهوَ مُظاهِرُ

وَلَمّا أَظَلَّ الخَوفُ دارَ رَبيعَةٍ

وَلَم يَبقَ إِلّا ماحَوَتهُ الحَفائِرُ

شَفى دائَها يَومَ الشُراةِ بِوَقعَةٍ

جُدودُ بَني شَيبانَ فيها العَواثِرُ

وَمِنّا عَلَيَّ فارِسُ الخَيلِ صِنوُهُ

عَلَيَّ اِبنُ نَصرٍ خَيرُ مَن زارَ زائِرُ

وَمِنّا الحُسَينُ القَرمُ مُشبِهُ جَدِّهِ

حَمى نَفسَهُ وَالجَيشُ لِلجَيشِ غامِرُ

لَنا في بَني عَمّي وَأَحياءِ إِخوَتي

عُلىً حَيثُ سارَ النَيِّرانِ سَوائِرُ

إِنَّهُمُ الساداتُ وَالغُرَرُ الَّتي

أَطولُ عَلى خَصمي بِها وَأُكاثِرُ

وَلَولا اِجتِنابي العَتبَ مِن غَيرِ مُنصِفٍ

لَما عَزَّني قَولٌ وَلا خانَ خاطِرُ

وَلا أَنا فيما قَد تَقَدَّمَ طالِبٌ

جَزاءَ وَلا فيما تَأَخَّرَ وازِرُ

يُسَرُّ صَديقي أَنَّ أَكثَرَ واصِفي

عَدُوّي وَإِن ساءَتهُ تِلكَ المَفاخِرُ

نَطَقتُ بِفَضلي وَاِمتَدَحتُ عَشيرَتي

وَما أَنا مَدّاحٌ وَلا أَنا شاعِرُ

وَهَل تَجحَدُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءُها

وَيُستَرُ نورُ البَدرِ وَالبَدرُ زاهِرُ

عطر الزنبق 12-04-2019 10:09 PM

http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png


مُستَجيرُ الهَوى بِغَيرِ مُجيرِ

وَمُضامُ الهَوى بِغَيرِ نَصيرِ

ما لِمَن وَكَّلُ الهَوى مُقلَتَيهِ

بِاِنسِكابٍ وَقَلبَهُ بِزَفيرِ

فَهوَ مابَينَ عُمرِ لَيلٍ طَويلٍ

يَتَلَظّى وَعُمرِ يَومٍ قَصيرِ

لا أَقولُ المَسيرُ أَرَّقَ عَيني

قَد تَناهى البَلاءُ قَبلَ المَسيرِ

ياكَثيباً مِن تَحتِ غُصنٍ رَطيبٍ

يَتَثَنّى مِن تَحتِ بَدرٍ مُنيرِ

شَدَّ ماغَيَّرَتكَ بَعدي اللَيالي

يا قَليلَ الوَفا قَليلَ النَظيرِ

لَكَ وَصفي وَفيكَ شِعري وَلا أَع

رِفُ وَصفَ المَوّارَةِ العَيسَجورِ

وَلِقَلبي مِن حُسنِ وَجهِكَ شُغلٌ

عَن هَوى قاصِراتِ تِلكَ القُصورِ

قَد مَنَحتُ الرُقادَ عَينَ خَلِيٍّ

باتَ خِلواً مِمّا يُجِنُّ ضَميري

لابَلا اللَهُ مَن أُحِبُّ بِحُبٍّ

وَشَفى كُلَّ عاشِقٍ مَهجورِ

إِنَّ لي مُذ نَأَيتَ جِسمَ مَريضٍ

وَبَكا ثاكِلٍ وَذُلَّ أَسيرِ

يا أَخي يا أَبا زُهَيرٍ أَلي عِن

دَكَ عَونٌ عَلى الغَزالِ الغَريرِ

لَم تَزَل مُشتَكايَ في كُلِّ أَمرٍ

وَمُعيني وَعُدَّتي وَنَصيري

وَرَدَت مِنكَ يا اِبنَ عَمّي هَدايا

تَتَهادى في سُندُسٍ وَحَريرِ

بِقَوافٍ أَلَذُّ مِن بارِدِ الما

ءِ وَلَفظٍ كَاللُؤلُؤِ المَنثورِ

مُحكَمٌ قَصَّرَ الفَرَزدَقُ وَالأَخ

طَلُ عَنهُ وَفاقَ شِعرَ جَريرِ

أَنتَ لَيثُ الوَغى وَحَتفُ الأَعادي

وَغِياثُ المَلهوفِ وَالمُستَجيرِ

طُلتَ في الضَربِ لِلطُلا عَن شَبيهٍ

وَتَعالَيتَ في العُلا عَن نَظيرِ

كُنتَ جَرَّبتَني وَأَنتَ كَثيرُ ال

كَيسِ طَبٌّ بِكُلِّ أَمرٍ كَبيرِ

وَإِذا كُنتَ يا اِبنَ عَمّي قَنوعاً

بِجَوابي قَنِعتَ بِالمَيسورِ

هاجَ شَوقي إِلَيكَ حينَ أَتَتني

هاجَ شَوقُ المُتَيَّمِ المَهجورِ





عطر الزنبق 12-04-2019 10:10 PM



http://recueil-de-png.r.e.pic.center...t/8f0a2ff3.png




وَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ قَد صَنَعتُها

إِلى غَيرِ ذي شُكرٍ بِمانِعَتي أُخرى

سَآتي جَميلاً ما حَيِيتُ فَإِنَّني

إِذا لَم أُفِد شُكراً أَفَدتُ بِهِ أَجرا







الساعة الآن 02:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا