منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182598)

عطر الزنبق 06-27-2019 05:23 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/..._ad88e13c_orig
لَنا مَلِكٌ لا يَطعَمُ النَومَ هَمُّهُ

مَماتٌ لِحَيٍّ أَو حَياةٌ لِمَيِّتٍ

وَيَكبُرُ أَن تَقذى بِشَيءٍ جُفونُهُ

إِذا ما رَأَتهُ خَلَّةٌ بِكَ فَرَّت

جَزى اللَهُ عَنّي سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ

فَإِنَّ نَداهُ الغَمرَ سَيفي وَدَولَتي

عطر الزنبق 06-27-2019 05:23 AM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/..._ad88e13c_orig


لَحا اللَهُ وَرداناً وَأُمّاً أَتَت بِهِ

لَهُ كَسبُ خِنزيرٍ وَخُرطومُ ثَعلَبِ

فَما كانَ فيهِ الغَدرُ إِلّا دَلالَةً

عَلى أَنَّهُ فيهِ مِنَ الأُمِّ وَالأَبِ

إِذا كَسَبَ الإِنسانُ مِن هَنِ عِرسِهِ

فَيا لُؤمَ إِنسانٍ وَيا لُؤمَ مَكسَبِ

أَهَذا اللَذَيّا بِنتُ وَردانَ بِنتُهُ

هُما الطالِبانِ الرِزقَ مِن شَرِّ مَطلَبِ

لَقَد كُنتُ أَنفي الغَدرَ عَن توسِ طَيِّئٍ

فَلا تَعذِلاني رُبَّ صِدقٍ مُكَذَّبِ

عطر الزنبق 06-27-2019 05:24 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/..._ad88e13c_orig


لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ

ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ

سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً

مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ

مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ

يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ

عطر الزنبق 06-27-2019 05:24 AM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6839/..._ad88e13c_orig


آخِرُ ما المَلكُ مُعَزّى بِهِ

هَذا الَّذي أَثَّرَ في قَلبِهِ

لا جَزَعاً بَل أَنَفاً شابَهُ

أَن يَقدِرَ الدَهرُ عَلى غَصبِهِ

لَو دَرَتِ الدُنيا بِما عِندَهُ

لَاِستَحيَتِ الأَيّامُ مِن عَتبِهِ

لَعَلَّها تَحسَبُ أَنَّ الَّذي

لَيسَ لَدَيهِ لَيسَ مِن حِزبِهِ

وَأَنَّ مَن بَغدادُ دارٌ لَهُ

لَيسَ مُقيماً في ذَرى عَضبِهِ

وَأَنَّ جَدَّ المَرءِ أَوطانُهُ

مَن لَيسَ مِنها لَيسَ مِن صُلبِهِ

أَخافُ أَن تَفطُنَ أَعداؤُهُ

فَيُجفِلوا خَوفاً إِلى قُربِهِ

لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن ضَجعَةٍ

لا تَقلِبُ المُضجَعَ عَن جَنبِهِ

يَنسى بِها ما كانَ مِن عُجبِهِ

وَما أَذاقَ المَوتُ مِن كَربِهِ

نَحنُ بَنو المَوتى فَما بالُنا

نَعافُ مالا بُدَّ مِن شُربِهِ

تَبخَلُ أَيدينا بِأَرواحِنا

عَلى زَمانٍ هِيَ مِن كَسبِهِ

فَهَذِهِ الأَرواحُ مِن جَوِّهِ

وَهَذِهِ الأَجسامُ مِن تُربِهِ

لَو فَكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى

حُسنِ الَّذي يَسبيهِ لَم يَسبِهِ

لَم يُرَ قَرنُ الشَمسِ في شَرقِهِ

فَشَكَّتِ الأَنفُسُ في غَربِهِ

يَموتُ راعي الضَأنِ في جَهلِهِ

مَوتَةَ جالينوسَ في طِبِّهِ

وَرُبَّما زادَ عَلى عُمرِهِ

وَزادَ في الأَمنِ عَلى سِربِهِ

وَغايَةُ المُفرِطِ في سِلمِهِ

كَغايَةِ المُفرِطِ في حَربِهِ

فَلا قَضى حاجَتَهُ طالِبٌ

فُؤادُهُ يَخفِقُ مِن رُعبِهِ

أَستَغفِرُ اللَهَ لِشَخصٍ مَضى

كانَ نَداهُ مُنتَهى ذَنبِهِ

وَكانَ مَن عَدَّدَ إِحسانَهُ

كَأَنَّهُ أَفرَطَ في سَبِّهِ

يُريدُ مِن حُبِّ العُلى عَيشَهُ

وَلا يُريدُ العَيشَ مِن حُبِّهِ

يَحسَبُهُ دافِنُهُ وَحدَهُ

وَمَجدُهُ في القَبرِ مِن صَحبِهِ

وَيُظهَرُ التَذكيرُ في ذِكرِهِ

وَيُستَرُ التَأنيثُ في حُجبِهِ

أُختُ أَبي خَيرٍ أَميرٍ دَعا

فَقالَ جَيشٌ لِلقَنا لَبِّهِ

يا عَضُدَ الدَولَةِ مَن رُكنُها

أَبوهُ وَالقَلبُ أَبو لُبِّهِ

وَمَن بَنوهُ زَينُ آبائِهِ

كَأَنَّها النورُ عَلى قُضبِهِ

فَخراً لِدَهرٍ أَنتَ مِن أَهلِهِ

وَمُنجِبٍ أَصبَحتَ مِن عَقبِهِ

إِنَّ الأَسى القِرنُ فَلا تُحيِهِ

وَسَيفُكَ الصَبرُ فَلا تُنبِهِ

ما كانَ عِندي أَنَّ بَدرَ الدُجى

يوحِشُهُ المَفقودُ مِن شُهبِهِ

حاشاكَ أَن تَضعُفَ عَن حَملِ ما

تَحَمَّلَ السائِرُ في كُتبِهِ

وَقَد حَمَلتَ الثِقلَ مِن قَبلِهِ

فَأَغنَتِ الشِدَّةُ عَن سَحبِهِ

يَدخُلُ صَبرُ المَرءِ في مَدحِهِ

وَيَدخُلُ الإِشفاقُ في ثَلبِهِ

مِثلُكَ يَثني الحُزنَ عَن صَوبِهِ

وَيَستَرِدُّ الدَمعَ عَن غَربِهِ

إيما لِإِبقاءٍ عَلى فَضلِهِ

إيما لِتَسليمٍ إِلى رَبِّهِ

وَلَم أَقُل مِثلُكَ أَعني بِهِ

سِواكَ يا فَرداً بِلا مُشبِهِ

عطر الزنبق 06-27-2019 04:40 PM

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه

وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه

رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ

وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه

فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ

وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه

وَإِنَّما قُلتُ ما قُل

تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه

وَحيلَةً لَكَ حَتّى

عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه

وَما عَلَيكَ مِنَ القَتـ

ـلِ إِنَّما هِيَ ضَربَه

وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد

رِ إِنَّما هُوَ سُبَّه

وَما عَلَيكَ مِنَ العا

رِ إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه

وَما يَشُقُّ عَلى الكَل

بِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه

ما ضَرَّها مَن أَتاها

وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه

وَلَم يَنِكها وَلَكِن

عِجانُها ناكَ زُبَّه

يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ

وَلا يَلومونَ قَلبَه

وَقَلبُهُ يَتَشَهّى

وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه

لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً

أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه

يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً

وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه

وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً

في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه

وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً

تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه

كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ

لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَه

وَما عَلى مَن بِهِ الدا

ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّه

وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ

وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه

يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ

غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه

وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ

أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه

كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الـ

ـلَذي يُغالِبُ رَبَّه

وَمَن يُبالي بِذَمٍّ

إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه

أَما تَرى الخَيلَ في النَخـ

ـلِ سُربَةً بَعدَ سُربَه

عَلى نِسائِكَ تَجلو

فَعولَها مُنذُ سَنبَه

وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر

نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَه

وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ

يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه

فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبـ

ـبَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَه

وَإِن يَخُنكَ لَعَمري

لَطالَما خانَ صَحبَه

وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ

وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه

ما كُنتَ إِلّا ذُباباً

نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه

وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً

فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه

وَإِن بَعُدنا قَليلاً

حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه

وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي

عِنانَ جَرداءَ شَطبَه

إِن أَوحَشَتكَ المَعالي

فَإِنَّها دارُ غُربَه

أَو آنَسَتكَ المَخازي

فَإِنَّها لَكَ نِسبَه

وَإِن عَرَفتَ مُرادي

تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه

وَإِن جَهِلتَ مُرادي

فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه



عطر الزنبق 06-27-2019 04:42 PM

لَقَد أَصبَحَ الجُرَذُ المُستَغيرُ

أَسيرَ المَنايا صَريعَ العَطَب

رَماهُ الكِنانِيُّ وَالعامِرِيُّ

وَتَلّاهُ لِلوَجهِ فِعلَ العَرَب

كِلا الرَجُلَينِ اِتَّلا قَتلَهُ

فَأَيُّكُما غَلَّ حُرَّ السَلَب

وَأَيُّكُما كانَ مِن خَلفِهِ

فَإِنَّ بِهِ عَضَّةً في الذَنَب



عطر الزنبق 06-27-2019 04:42 PM

وقال أيضاً:

مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ

فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ

لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ

وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ

فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي

وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ

جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ

كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ

وَفي الجِسمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بِشَيبِهِ

وَلَو أَنَّ ما في الوَجهِ مِنهُ حِرابُ

لَها ظُفُرٌ إِن كَلَّ ظُفرٌ أُعِدُّهُ

وَنابٌ إِذا لَم يَبقَ في الفَمِ نابُ

يُغَيِّرُ مِنّي الدَهرُ ما شاءَ غَيرَها

وَأَبلُغُ أَقصى العُمرِ وَهِيَ كَعابُ

وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي

إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ

غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني

إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ

وَعَن ذَمَلانِ العيسِ إِن سامَحَت بِهِ

وَإِلّا فَفي أَكوارِهِنَّ عُقابُ

وَأَصدى فَلا أُبدي إِلى الماءِ حاجَةً

وَلِلشَمسِ فَوقَ اليَعمُلاتِ لُعابُ

وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ

نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ

وَلِلخَودِ مِنّي ساعَةٌ ثُمَّ بَينَنا

فَلاةٌ إِلى غَيرِ اللِقاءِ تُجابُ

وَما العِشقُ إِلّا غِرَّةٌ وَطَماعَةٌ

يُعَرِّضُ قَلبٌ نَفسَهُ فَيُصابُ

وَغَيرُ فُؤادي لِلغَواني رَمِيَّةٌ

وَغَيرُ بَناني لِلزُجاجِ رِكابُ

تَرَكنا لِأَطرافِ القَنا كُلَّ شَهوَةٍ

فَلَيسَ لَنا إِلّا بِهِنَّ لِعابُ

نُصَرِّفُهُ لِلطَعنِ فَوقَ حَوادِرٍ

قَدِ اِنقَصَفَت فيهِنَّ مِنهُ كِعابُ

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ

وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ

وَبَحرٌ أَبو المِسكِ الخِضَمُّ الَّذي لَهُ

عَلى كُلِّ بَحرٍ زَخرَةٌ وَعُبابُ

تَجاوَزَ قَدرَ المَدحِ حَتّى كَأَنَّهُ

بِأَحسَنِ ما يُثنى عَلَيهِ يُعابُ

وَغالَبَهُ الأَعداءُ ثُمَّ عَنَوا لَهُ

كَما غالَبَت بيضَ السُيوفِ رِقابُ

وَأَكثَرُ ما تَلقى أَبا المِسكِ بِذلَةً

إِذا لَم تَصُن إِلّا الحَديدَ ثِيابُ

وَأَوسَعُ ما تَلقاهُ صَدراً وَخَلفَةٌ

رِماءٌ وَطَعنٌ وَالأَمامَ ضِرابُ

وَأَنفَذُ ما تَلقاهُ حُكماً إِذا قَضى

قَضاءً مُلوكُ الأَرضِ مِنهُ غِضابُ

يَقودُ إِلَيهِ طاعَةَ الناسِ فَضلُهُ

وَلَو لَم يَقُدها نائِلٌ وَعِقابُ

أَيا أَسَداً في جِسمِهِ روحُ ضَيغَمٍ

وَكَم أُسُدٍ أَرواحُهُنَّ كِلابُ

وَيا آخِذاً مِن دَهرِهِ حَقَّ نَفسِهِ

وَمِثلُكَ يُعطى حَقَّهُ وَيُهابُ

لَنا عِندَ هَذا الدَهرِ حَقٌّ يَلُطُّهُ

وَقَد قَلَّ إِعتابٌ وَطالَ عِتابُ

وَقَد تُحدِثُ الأَيّامُ عِندَكَ شيمَةً

وَتَنعَمِرُ الأَوقاتُ وَهِيَ يَبابُ

وَلا مُلكَ إِلّا أَنتَ وَالمُلكُ فَضلَةٌ

كَأَنَّكَ سَيفٌ فيهِ وَهُوَ قِرابُ

أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَيناً قَريرَةً

وَإِن كانَ قُرباً بِالبِعادِ يُشابُ

وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا

وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ

أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ

وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ

وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ

سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ

وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً

ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ

وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي

عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ

وَأُعلِمَ قَوماً خالَفوني فَشَرَّقوا

وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا

جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ

وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ

وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ

ذِئاباً وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ

وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ

وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ

وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ

وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِراً

لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ

وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً

فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ



عطر الزنبق 06-27-2019 04:43 PM

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ

وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى

بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ

وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً

عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ

عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ

وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ

وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ

تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ

وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ

وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ

وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ

أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ

وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ

مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ

لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ

تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ

شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ

فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ

وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ

وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ

وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ

وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ

إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها

وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ

لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ

فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً

فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ

وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ

وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ

وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ

وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ

إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ

وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ

فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً

وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ

إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ

تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ

تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً

وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ

أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ

فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ

وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا

وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ

إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً

فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ

يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ

حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ

أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم

وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ

فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ

فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ

وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ

وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ

يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ

وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ

وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا

إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ

إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا

وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا

وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها

وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ

وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً

لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ

وَأَنتَ الَّذي رَبَّيتَ ذا المُلكِ مُرضِعاً

وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أَبُ

وَكُنتَ لَهُ لَيثَ العَرينِ لِشِبلِهِ

وَما لَكَ إِلّا الهِندُوانِيَّ مِخلَبُ

لَقيتَ القَنا عَنهُ بِنَفسٍ كَريمَةٍ

إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ

وَقَد يَترَكُ النَفسَ الَّتي لا تَهابُهُ

وَيَختَرِمُ النَفسَ الَّتي تَتَهَيَّبُ

وَما عَدِمَ اللاقوكَ بَأساً وَشِدَّةً

وَلَكِنَّ مَن لاقَوا أَشَدُّ وَأَنجَبُ

ثَناهُم وَبَرقُ البيضِ في البيضِ صادِقٌ

عَلَيهِم وَبَرقُ البَيضِ في البيضِ خُلَّبُ

سَلَلتَ سُيوفاً عَلَّمَت كُلَّ خاطِبٍ

عَلى كُلِّ عودٍ كَيفَ يَدعو وَيَخطُبُ

وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ الناسُ أَنَّهُ

إِلَيكَ تَناهى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ

وَأَيُّ قَبيلٍ يَستَحِفُّكَ قَدرُهُ

مَعَدُّ بنُ عَدنانَ فِداكَ وَيَعرُبُ

وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً

لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ

وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي

كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ

وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل

أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ

فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ

وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ

إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ

جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ



عطر الزنبق 06-27-2019 04:44 PM

مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ

حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ

إِن كُنتَ تَسأَلُ شَكّاً في مَعارِفِها

فَمَن بَلاكَ بِتَسهيدٍ وَتَعذيبِ

لا تَجزِني بِضَناً بي بَعدَها بَقَرٌ

تَجزي دُموعِيَ مَسكوباً بِمَسكوبِ

سَوائِرٌ رُبَّما سارَت هَوادِجُها

مَنيعَةً بَينَ مَطعونٍ وَمَضروبِ

وَرُبَّما وَخَدَت أَيدي المَطيِّ بِها

عَلى نَجيعٍ مِنَ الفُرسانِ مَصبوبِ

كَم زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ

أَدهى وَقَد رَقَدوا مِن زَورَةِ الذيبِ

أَزورُهُم وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ لي

وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي

قَد وافَقوا الوَحشَ في سُكنى مَراتِعِها

وَخالَفوها بِتَقويضٍ وَتَطنيبِ

جِيرانُها وَهُمُ شَرُّ الجِوارِ لَها

وَصَحبُها وَهُمُ شَرُّ الأَصاحيبِ

فُؤادُ كُلِّ مُحِبٍّ في بُيوتِهِمِ

وَمالُ كُلِّ أَخيذِ المالِ مَحروبِ

ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ

كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ

حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ

وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ

أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً

وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ

أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها

مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ

وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً

أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ

وَمِن هَوى كُلِّ مَن لَيسَت مُمَوَّهَةً

تَرَكتُ لَونَ مَشيبي غَيرَ مَخضوبِ

وَمِن هَوى الصِدقِ في قَولي وَعادَتِهِ

رَغِبتُ عَن شَعَرٍ في الرَأسِ مَكذوبِ

لَيتَ الحَوادِثَ باعَتني الَّذي أَخَذَت

مِنّي بِحِلمي الَّذي أَعطَت وَتَجريبي

فَما الحَداثَةُ مِن حِلمٍ بِمانِعَةٍ

قَد يوجَدُ الحِلمُ في الشُبّانِ وَالشيبِ

تَرَعرَعَ المَلِكُ الأُستاذُ مُكتَهِلاً

قَبلَ اِكتِهالٍ أَديباً قَبلَ تَأديبِ

مُجَرَّباً فَهَماً مِن قَبلِ تَجرِبَةٍ

مُهَذَّباً كَرَماً مِن غَيرِ تَهذيبِ

حَتّى أَصابَ مِنَ الدُنيا نِهايَتَها

وَهَمُّهُ في اِبتِداءاتٍ وَتَشبيبِ

يُدَبِّرُ المُلكَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنٍ

إِلى العِراقِ فَأَرضِ الرومِ فَالنُوَبِ

إِذا أَتَتها الرِياحُ النُكبُ مِن بَلَدٍ

فَما تَهُبُّ بِها إِلّا بِتَرتيبِ

وَلا تُجاوِزُها شَمسٌ إِذا شَرَقَت

إِلّا وَمِنهُ لَها إِذنٌ بِتَغريبِ

يُصَرِّفُ الأَمرَ فيها طينُ خاتِمِهِ

وَلَو تَطَلَّسَ مِنهُ كُلُّ مَكتوبِ

يَحِطَّ كُلَّ طَويلِ الرُمحِ حامِلُهُ

مِن سَرجِ كُلِّ طَويلِ الباعِ يَعبوبِ

كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسامِعِهِ

قَميصُ يوسُفَ في أَجفانِ يَعقوبِ

إِذا غَزَتهُ أَعاديهِ بِمَسأَلَةٍ

فَقَد غَزَتهُ بِجَيشٍ غَيرِ مَغلوبِ

أَو حارَبَتهُ فَما تَنجو بِتَقدِمَةٍ

مِمّا أَرادَ وَلا تَنجو بِتَجبيبِ

أَضرَت شَجاعَتُهُ أَقصى كَتائِبِهِ

عَلى الحِمامِ فَما مَوتٌ بِمَرهوبِ

قالوا هَجَرتَ إِلَيهِ الغَيثَ قُلتُ لَهُم

إِلى غُيوثِ يَدَيهِ وَالشَآبيبِ

إِلى الَّذي تَهَبُ الدَولاتِ راحَتُهُ

وَلا يَمُنُّ عَلى آثارِ مَوهوبِ

وَلا يَروعُ بِمَغدورٍ بِهِ أَحَداً

وَلا يُفَزِّعُ مَوفوراً بِمَنكوبِ

بَلى يَروعُ بِذي جَيشٍ يُجَدِّلُهُ

ذا مِثلِهِ في أَحَمِّ النَقعِ غِربيبِ

وَجَدتُ أَنفَعَ مالٍ كُنتُ أَذخَرُهُ

ما في السَوابِقِ مِن جَريٍ وَتَقريبِ

لَمّا رَأَينَ صُروفَ الدَهرِ تَغدِرُ بي

وَفَينَ لي وَوَفَت صُمُّ الأَنابيبِ

فُتنَ المَهالِكِ حَتّى قالَ قائِلُها

ماذا لَقينا مِنَ الجُردِ السَراحيبِ

تَهوي بِمُنجَرِدٍ لَيسَت مَذاهِبُهُ

لِلُبسِ ثَوبٍ وَمَأكولٍ وَمَشروبِ

يَرى النُجومَ بِعَينَي مَن يُحاوِلُها

كَأَنَّها سَلَبٌ في عَينِ مَسلوبِ

حَتّى وَصَلتُ إِلى نَفسٍ مُحَجَّبَةٍ

تَلقى النُفوسَ بِفَضلٍ غَيرِ مَحجوبِ

في جِسمِ أَروَعَ صافي العَقلِ تُضحِكُهُ

خَلائِقُ الناسِ إِضحاكَ الأَعاجيبِ

فَالحَمدُ قَبلُ لَهُ وَالحَمدُ بَعدُ لَها

وَلِلقَنا وَلِإِدلاجي وَتَؤويبي

وَكَيفَ أَكفُرُ يا كافورُ نِعمَتَها

وَقَد بَلَغنَكَ بي يا كُلَّ مَطلوبي

يا أَيُّها المَلِكُ الغاني بِتَسمِيَةٍ

في الشَرقِ وَالغَربِ عَن وَصفٍ وَتَلقيبِ

أَنتَ الحَبيبُ وَلَكِنّي أَعوذُ بِهِ

مِن أَن أَكونَ مُحِبّاً غَيرَ مَحبوبِ



عطر الزنبق 06-27-2019 04:44 PM

أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ

وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ

فَإِنَّ نَهاري لَيلَةٌ مُدلَهِمَّةٌ

عَلى مُقلَةٍ مِن بَعدِكُم في غَياهِبِ

بَعيدَةِ ما بَينَ الجُفونِ كَأَنَّما

عَقَدتُم أَعالي كُلِّ هُدبٍ بِحاجِبِ

وَأَحسَبُ أَنّي لَو هَويتُ فِراقَكُم

لَفارَقتُهُ وَالدَهرُ أَخبَثُ صاحِبِ

فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي

مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ

أَراكَ ظَنَنتِ السِلكَ جِسمي فَعُقتِهِ

عَلَيكِ بِدُرٍّ عَن لِقاءِ التَرائِبِ

وَلَو قَلَمٌ أُلقيتُ في شَقِّ رَأسِهِ

مِنَ السُقمِ ما غَيَّرتُ مِن خَطِّ كاتِبِ

تُخَوِّفُني دونَ الَّذي أَمَرَت بِهِ

وَلَم تَدرِ أَنَّ العارَ شَرُّ العَواقِبِ

وَلا بُدَّ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ

يَطولُ اِستِماعي بَعدَهُ لِلنَوادِبِ

يَهونُ عَلى مِثلي إِذا رامَ حاجَةً

وُقوعُ العَوالي دونَها وَالقَواضِبِ

كَثيرُ حَياةِ المَرءِ مِثلُ قَليلِها

يَزولُ وَباقي عَيشِهِ مِثلُ ذاهِبِ

إِلَيكِ فَإِنّي لَستُ مِمَّن إِذا اِتَّقى

عِضاضَ الأَفاعي نامَ فَوقَ العَقارِبِ

أَتاني وَعيدُ الأَدعِياءِ وَأَنَّهُم

أَعَدّوا لِيَ السودانَ في كَفرِ عاقِبِ

وَلَو صَدَقوا في جَدِّهِم لَحَذِرتُهُم

فَهَل فيَّ وَحدي قَولُهُم غَيرُ كاذِبِ

إِلَيَّ لَعَمري قَصدُ كُلِّ عَجيبَةٍ

كَأَنّي عَجيبٌ في عُيونِ العَجائِبِ

بِأَيِّ بِلادٍ لَم أَجُرَّ ذُؤابَتي

وَأَيُّ مَكانٍ لَم تَطَأهُ رَكائِبي

كَأَنَّ رَحيلي كانَ مِن كَفِّ طاهِرٍ

فَأَثبَتَ كوري في ظُهورِ المَواهِبِ

فَلَم يَبقَ خَلقٌ لَم يَرِدنَ فِنائَهُ

وَهُنَّ لَهُ شِربٌ وُرودَ المَشارِبِ

فَتىً عَلَّمَتهُ نَفسُهُ وَجُدودُهُ

قِراعَ الأَعادي وَاِبتِذالَ الرَغائِبِ

فَقَد غَيَّبَ الشُهّادَ عَن كُلِّ مَوطِنٍ

وَرَدَّ إِلى أَوطانِهِ كُلَّ غائِبِ

كَذا الفاطِمِيّونَ النَدى في بَنانِهِم

أَعَزُّ اِمِّحاءً مِن خُطوطِ الرَواجِبِ

أُناسٌ إِذا لاقَوا عِدىً فَكَأَنَّما

سِلاحُ الَّذي لاقَوا غُبارُ السَلاهِبِ

رَمَوا بِنَواصيها القِسِيَّ فَجِئنَها

دَوامي الهَوادي سالِماتِ الجَوانِبِ

أولَئِكَ أَحلى مِن حَياةٍ مُعادَةٍ

وَأَكثَرُ ذِكراً مِن دُهورِ الشَبائِبِ

نَصَرتَ عَلِيّاً يا اِبنَهُ بِبَواتِرٍ

مِنَ الفِعلِ لا فَلٌّ لَها في المَضارِبِ

وَأَبهَرُ آياتِ التِهامِيِّ أَنَّهُ

أَبوكَ وَأَجدى مالَكُم مِن مَناقِبِ

إِذا لَم تَكُن نَفسُ النَسيبِ كَأَصلِهِ

فَماذا الَّذي تُغني كِرامُ المَناصِبِ

وَما قَرُبَت أَشباهُ قَومٍ أَباعِدٍ

وَلا بَعُدَت أَشباهُ قَومٍ أَقارِبِ

إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ

فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ

يَقولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى

فَما بالُهُ تَأثيرُهُ في الكَواكِبِ

عَلا كَتَدَ الدُنيا إِلى كُلِّ غايَةٍ

تَسيرُ بِهِ سَيرَ الذَلولِ بِراكِبِ

وَحُقَّ لَهُ أَن يَسبِقَ الناسَ جالِساً

وَيُدرِكَ مالَم يُدرِكوا غَيرَ طالِبِ

وَيُحذى عَرانينَ المُلوكِ وَإِنَّها

لِمَن قَدَمَيهِ في أَجَلِّ المَراتِبِ

يَدٌ لِلزَمانِ الجَمعُ بَيني وَبَينَهُ

لِتَفريقِهِ بَيني وَبَينَ النَوائِبِ

هُوَ اِبنُ رَسولِ اللَهِ وَاِبنُ وَصِيِّهِ

وَشِبهُهُما شَبَّهتُ بَعدَ التَجارِبِ

يَرى أَنَّ ما ما بانَ مِنكَ لِضارِبٍ

بِأَقتَلَ مِمّا بانَ مِنكَ لِعائِبِ

أَلا أَيُّها المالُ الَّذي قَد أَبادَهُ

تَعَزَّ فَهَذا فِعلُهُ في الكَتائِبِ

لَعَلَّكَ في وَقتٍ شَغَلتَ فُؤادَهُ

عَنِ الجودِ أَو كَثَّرتَ جَيشَ مُحارِبِ

حَمَلتُ إِلَيهِ مِن لِساني حَديقَةً

سَقاها الحِجى سَقيَ الرِياضَ السَحائِبِ

فَحُيِّيتَ خَيرَ اِبنٍ لِخَيرِ أَبٍ بِها

لِأَشرَفِ بَيتٍ في لُؤَيِّ بنِ غالِبِ




الساعة الآن 05:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا