منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182598)

عطر الزنبق 06-27-2019 04:58 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


لا يُحزِنُ اللَهُ الأَميرَ فَإِنَّني

سَآخُذُ مِن حالاتِهِ بِنَصيبِ

وَمَن سَرَّ أَهلَ الأَرضِ ثُمَّ بَكى أَسىً

بَكى بِعُيونٍ سَرَّها وَقُلوبِ

وَإِنّي وَإِن كانَ الدَفينُ حَبيبَهُ

حَبيبٌ إِلى قَلبي حَبيبُ حَبيبي

وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا

وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ

سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها

مُنِعنا بِها مِن جَيأَةٍ وَذُهوبِ

تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ

وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ

وَلا فَضلَ فيها لِلشَجاعَةِ وَالنَدى

وَصَبرِ الفَتى لَولا لِقاءُ شَعوبِ

وَأَوفى حَياةِ الغابِرينَ لِصاحِبٍ

حَياةُ اِمرِئٍ خانَتهُ بَعدَ مَشيبِ

لَأَبقى يَماكٌ في حَشايَ صَبابَةً

إِلى كُلِّ تُركِيِّ النِجارِ جَليبِ

وَما كُلُّ وَجهٍ أَبيَضٍ بِمُبارَكٍ

وَلا كُلُّ جَفنٍ ضَيِّقٍ بِنَجيبِ

لَئِن ظَهَرَت فينا عَلَيهِ كَآبَةٌ

لَقَد ظَهَرَت في حَدِّ كُلِّ قَضيبِ

وَفي كُلِّ قَوسٍ كُلَّ يَومِ تَناضُلٍ

وَفي كُلِّ طِرفٍ كُلَّ يَومِ رُكوبِ

يَعِزُّ عَلَيهِ أَن يُخِلَّ بِعادَةٍ

وَتَدعو لِأَمرٍ وَهوَ غَيرُ مُجيبِ

وَكُنتُ إِذا أَبصَرتُهُ لَكَ قائِماً

نَظَرتُ إِلى ذي لِبدَتَينِ أَديبِ

فَإِن يَكُنِ العِلقَ النَفيسَ فَقَدتَهُ

فَمِن كَفِّ مِتلافٍ أَغَرَّ وَهوبِ

كَأَنَّ الرَدى عادٍ عَلى كُلِّ ماجِدٍ

إِذا لَم يُعَوِّذ مَجدَهُ بِعُيوبِ

وَلَولا أَيادي الدَهرِ في الجَمعِ بَينَنا

غَفَلنا فَلَم نَشعُر لَهُ بِذُنوبِ

وَلِلتَركُ لِلإِحسانِ خَيرٌ لِمُحسِنٍ

إِذا جَعَلَ الإِحسانَ غَيرَ رَبيبِ

وَإِنَّ الَّذي أَمسَت نِزارٌ عَبيدَهُ

غَنِيٌّ عَنِ اِستِعبادِهِ لِغَريبِ

كَفى بِصَفاءِ الوَدِّ رِقّاً لِمِثلِهِ

وَبِالقُربِ مِنهُ مَفخَراً لِلَبيبِ

فَعُوِّضَ سَيفُ الدَولَةِ الأَجرُ إِنَّهُ

أَجَلُّ مُثابٍ مِن أَجَلِّ مُثيبِ

فَتى الخَيلِ قَد بَلَّ النَجيعُ نَحورَها

يُطاعِنُ في ضَنكِ المُقامِ عَصيبِ

يَعافُ خِيامَ الرَيطِ في غَزَواتِهِ

فَما خَيمُهُ إِلّا غُبارُ حُروبِ

عَلَينا لَكَ الإِسعادُ إِن كانَ نافِعاً

بِشَقِّ قُلوبٍ لا بِشَقِّ جُيوبِ

فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ

وَرُبَّ كَثيرِ الدَمعِ غَيرُ كَئيبِ

تَسَلَّ بِفِكرٍ في أَبيكَ فَإِنَّما

بَكَيتَ فَكانَ الضِحكُ بَعدَ قَريبِ

إِذا اِستَقبَلَت نَفسُ الكَريمِ مُصابَها

بِخُبثٍ ثَنَت فَاِستَدبَرَتهُ بِطيبِ

وَلِلواجِدِ المَكروبِ مِن زَفَراتِهِ

سُكونُ عَزاءٍ أَو سُكونُ لُغوبِ

وَكَم لَكَ جَدّاً لَم تَرَ العَينُ وَجهَهُ

فَلَم تَجرِ في آثارِهِ بِغُروبِ

فَدَتكَ نُفوسُ الحاسِدينَ فَإِنَّها

مُعَذَّبَةٌ في حَضرَةٍ وَمَغيبِ

وَفي تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نورَها

وَيَجهَدُ أَن يَأتي لَها بِضَريبِ




عطر الزنبق 06-27-2019 04:58 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


فَدَيناكَ أَهدى الناسِ سَهماً إِلى قَلبي

وَأَقتَلَهُم لِلدارِعينَ بِلا حَربِ

تَفَرَّدَ بِالأَحكامِ في أَهلِهِ الهَوى

فَأَنتَ جَميلُ الخُلفِ مُستَحسَنُ الكِذبِ

وَإِنّي لَمَمنوعُ المَقاتِلِ في الوَغى

وَإِن كُنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحُبِّ

وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفونِهِ

أَصابَ الحُدورَ السَهلَ في المُرتَقى الصَعبِ




عطر الزنبق 06-27-2019 04:59 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


تَجِفُّ الأَرضُ مِن هَذا الرَبابِ

وَيَخلُقُ ما كَساها مِن ثِيابِ

وَما يَنفَكُّ مِنكَ الدَهرُ رَطباً

وَلا يَنفَكُّ غَيثُكَ في اِنسِكابِ

تُسايِرُكَ السَواري وَالغَوادي

مُسايَرَةَ الأَحِبّاءِ الطِرابِ

تُفيدُ الجودَ مِنكَ فَتَحتَذيهِ

وَتَعجِزُ عَن خَلائِقِكَ العِذابِ




عطر الزنبق 06-27-2019 04:59 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg




لِعَيني كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَظٌّ

تَحَيَّرُ مِنهُ في أَمرٍ عُجابِ

حِمالَةُ ذا الحُسامِ عَلى حُسامٍ

وَمَوقِعُ ذا السَحابِ عَلى سَحابِ






عطر الزنبق 06-27-2019 05:00 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg




أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ راءِ

فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ

صَغُرتَ عَنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجى

كَأَنَّكَ ماصَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ

وَما فَكَّرتُ قَبلَكَ في مُحالٍ

وَلا جَرَّبتُ سَيفي في هَباءِ




عطر الزنبق 06-27-2019 05:00 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


لَقَد نَسَبوا الخِيامَ إِلى عَلاءِ

أَبَيتُ قَبولَهُ كُلَّ الإِباءِ

وَما سَلَّمتُ فَوقَكَ لِلثُرَيّا

وَلا سَلَّمتُ فَوقَكَ لِلسَماءِ

وَقَد أَوحَشتَ أَرضَ الشامِ حَتّى

سَلَبتَ رُبوعَها ثَوبَ البَهاءِ

تَنَفَّسُ وَالعَواصِمُ مِنكَ عَشرٌ

فَتَعرِفُ طيبَ ذَلِكَ في الهَواءِ




عطر الزنبق 06-27-2019 05:00 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى

فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ

خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ

وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ

إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ

وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها

عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ

وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ

فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانَ ها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ

مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ

وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ

بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت

بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ

وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى

وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دِئداؤُها

وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا

فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ

أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى

وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ

وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ

فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا

وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا

وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ

وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ

وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى

وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى

وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ

وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا

وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ

يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى

وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى

عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا

وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا

وَقَد نامَ قَبلُ عَمىً لا كَرى

وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا

مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى

لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ

أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى

فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ

رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى

وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ

وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا

بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ

يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ الفَلا

وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ

يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ

بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى

فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ

وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم

فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا

وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ

إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى

وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ

رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى




عطر الزنبق 06-27-2019 05:01 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


إِنَّما التَهنِئاتُ لِلأَكفاءِ

وَلِمَن يَدَّني مِنَ البُعَداءِ

وَأَنا مِنكَ لا يُهَنِّئُ عُضوٌ

بِالمَسَرّاتِ سائِرَ الأَعضاءِ

مُستَقِلٌّ لَكَ الدِيارَ وَلَو كا

نَ نُجوماً آجُرُّ هَذا البِناءِ

وَلَوَ أَنَّ الَّذي يَخِرُّ مِنَ الأَم

واهِ فيها مِن فِضَّةٍ بَيضاءِ

أَنتَ أَعلى مَحَلَّةً أَن تُهَنّى

بِمَكانٍ في الأَرضِ أَو في السَماءِ

وَلَكَ الناسُ وَالبِلادُ وَما يَسـ

ـرَحُ بَينَ الغَبراءِ وَالخَضراءِ

وَبَساتينُكَ الجِيادُ وَما تَحـ

ـمِلُ مِن سَمهَرِيَّةٍ سَمراءِ

إِنَّما يَفخَرُ الكَريمُ أَبو المِسـ

ـكِ بِما يَبتَني مِنَ العَلياءِ

وَبِأَيّامِهِ الَّتي اِنسَلَخَت عَنـ

ـهُ وَما دارُهُ سِوى الهَيجاءِ

وَبِما أَثَّرَت صَوارِمُهُ البيـ

ـضُ لَهُ في جَماجِمِ الأَعداءِ

وَبِمِسكٍ يُكنى بِهِ لَيسَ بِالمِسـ

ـكِ وَلَكِنَّهُ أَريجُ الثَناءِ

لا بِما يَبتَني الحَواضِرُ في الريـ

ـفِ وَما يَطَّبي قُلوبَ النِساءِ

نَزَلَت إِذ نَزَلتَها الدارُ في أَحـ

ـسَنَ مِنها مِنَ السَنا وَالسَناءِ

حَلَّ في مَنبِتِ الرَياحينِ مِنها

مَنبِتُ المَكرُماتِ وَالآلاءِ

تَفضَحُ الشَمسَ كُلَّما ذَرَّتِ الشَمـ

ـسُ بِشَمسٍ مُنيرَةٍ سَوداءِ

إِنَّ في ثَوبِكَ الَّذي المَجدُ فيهِ

لَضِياءً يُزري بِكُلِّ ضِياءِ

إِنَّما الجِلدُ مَلبَسٌ وَاِبيِضاضُ الـ

ـنَفسِ خَيرٌ مِنَ اِبيِضاضِ القَباءِ

كَرَمٌ في شَجاعَةٍ وَذَكاءٌ

في بَهاءٍ وَقُدرَةٌ في وَفاءِ

مَن لِبيضِ المُلوكِ أَن تُبدِلَ اللَو

نَ بِلَونِ الأُستاذِ وَالسَحناءِ

فَتَراها بَنو الحُروبِ بِأَعيا

نٍ تَراهُ بِها غَداةَ اللِقاءِ

يا رَجاءَ العُيونِ في كُلِّ أَرضٍ

لَم يَكُن غَيرَ أَن أَراكَ رَجائي

وَلَقَد أَفنَتِ المَفاوِزُ خَيلي

قَبلَ أَن نَلتَقي وَزادي وَمائي

فَاِرمِ بي ما أَرَدتَ مِنّي فَإِنّي

أَسَدُ القَلبِ آدَمِيُّ الرُواءِ

وَفُؤادي مِنَ المُلوكِ وَإِن كا

نَ لِساني يُرى مِنَ الشُعَراءِ




عطر الزنبق 06-27-2019 05:02 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


ماذا يَقولُ الَّذي يُغَنّي

يا خَيرَ مَن تَحتَ ذي السَماءِ

شَغَلتَ قَلبي بِلَحظِ عَيني

إِلَيكَ عَن حُسنِ ذا الغِناءِ




عطر الزنبق 06-27-2019 05:02 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6616/...3106495f_L.jpg


أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ

إِذ حَيثُ أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ

قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها

وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ

أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني

عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ

وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ

قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ

مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً

فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ

نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما

تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ

أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت

وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ

وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ

أَن لا تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ

شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي

صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ

فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِداً في نَيِّها

إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ

أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها

مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ

يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى

فيها كَما يَتَلَوَّنُ الحِرباءُ

بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ

شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ

وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها

وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ

لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي

فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ

وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ

سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ

جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى

بُهِتَت فَلَم تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ

في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ

حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ

وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ

حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ

مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي

في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ

في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ

في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ

وَإِغارَةٌ فيما اِحتَواهُ كَأَنَّما

في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ

مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم

أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ

وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ

وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ

مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ

في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ

فَالسَلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ

بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ

يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى

وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ

مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى

فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ

وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ

مُتَمَثِّلاً لِوُفودِهِ ما شاؤوا

يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ

إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها اِستِجداءُ

اِحمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِم

فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ

لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ

إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ

وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ

حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ

لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اِق

تَرَعَت وَنازَعَتِ اِسمَكَ الأَسماءُ

فَغَدَوتَ وَاِسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ

وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ

لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ

وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ

وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلاً

لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ

أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ

وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ

فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ

وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ

فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ

وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ

وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً

لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ

وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ

يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ

لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما

حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ

لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا

إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ

فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا

أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ

وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ

وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ

لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو

عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ





الساعة الآن 05:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا