منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-22-2019 11:41 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
سائِلوا اللَيلَ عَنهُمُ وَالنَهارا

كَيفَ باتَت نِسائُهُم وَالعَذارى

كَيفَ أَمسى رَضيعُهُم فَقَدَ الأُم

مَ وَكَيفَ اِصطَلى مَعَ القَومِ نارا

كَيفَ طاحَ العَجوزُ تَحتَ جِدارٍ

يَتَداعى وَأَسقُفٍ تَتَجارى

رَبِّ إِنَّ القَضاءَ أَنحى عَلَيهِم

فَاِكشِفِ الكَربَ وَاِحجُبِ الأَقدارا

وَمُرِ النارَ أَن تَكُفَّ أَذاها

وَمُرِ الغَيثَ أَن يَسيلَ اِنهِمارا

أَينَ طوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي

هَذِهِ النارَ فَهيَ تَشكو الأُوارا

أَشعَلتَ فَحمَةَ الدَياجي فَباتَت

تَملَأُ الأَرضَ وَالسَماءَ شَرارا

غَشِيَتهُم وَالنَحسُ يَجري يَميناً

وَرَمَتهُم وَالبُؤسُ يَجري يَسارا

فَأَغارَت وَأَوجُهُ القَومِ بيضٌ

ثُمَّ غارَت وَقَد كَسَتهُنَّ قارا

أَكَلَت دورَهُم فَلَمّا اِستَقَلَّت

لَم تُغادِر صِغارَهُم وَالكِبارا

أَخرَجَتهُم مِنَ الدِيارِ عُراةً

حَذَرَ المَوتِ يَطلُبونَ الفِرارا

يَلبَسونَ الظَلامَ حَتّى إِذا ما

أَقبَلَ الصُبحُ يَلبَسونَ النَهارا

حُلَّةً لا تَقيهِمُ البَردَ وَالحَر

رَ وَلا عَنهُمُ تَرُدُّ الغُبارا

أَيُّها الرافِلونَ في حُلَلِ الوَش

يِ يَجُرّونَ لِلذُيولِ اِفتِخارا

إِنَّ فَوقَ العَراءِ قَوماً جِياعاً

يَتَوارَونَ ذِلَّةً وَاِنكِسارا

أَيُّهَذا السَجينُ لا يَمنَعُ السِج

نُ كَريماً مِن أَن يُقيلَ العِثارا

مُر بِأَلفٍ لَهُم وَإِن شِئتَ زِدها

وَأَجِرهُم كَما أَجَرتَ النَصارى

قَد شَهِدنا بِالأَمسِ في مِصرَ عُرساً

مَلَأَ العَينَ وَالفُؤادَ اِبتِهارا

سالَ فيهِ النُضارُ حَتّى حَسِبنا

أَنَّ ذاكَ الفِناءَ يَجري نُضارا

باتَ فيهِ المُنَعَّمونَ بِلَيلٍ

أَخجَلَ الصُبحَ حُسنُهُ فَتَوارى

يَكتَسونَ السُرورَ طَوراً وَطَوراً

في يَدِ الكَأسِ يَخلَعونَ الوَقارا

وَسَمِعنا في مَيتِ غَمرٍ صِياحاً

مَلَأَ البَرَّ ضَجَّةً وَالبِحارا

جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظَ فَهَذا

يَتَغَنّى وَذاكَ يَبكي الدِيارا

رُبَّ لَيلٍ في الدَهرِ قَد ضَمَّ نَحساً

وَسُعوداً وَعُسرَةً وَيَسارا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:41 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَلبَسوكِ الدِماءَ فَوقَ الدِماءِ

وَأَرَوكِ العِداءَ بَعدَ العِداءِ

فَلَبِستِ النَجيعَ مِن عَهدِ قابي

لَ وَشاهَدتِ مَصرَعَ الأَبرِياءِ

فَلَكِ العُذرُ إِن قَسَوتِ وَإِن خُن

تِ وَإِن كُنتِ مَصدَراً لِلشَقاءِ

غَلِطَ الناسُ ما طَغى جَبَلُ النا

رِ بِإِرسالِ نَفثَةٍ في الهَواءِ

أَحرَجوا صَدرَ أُمِّهِ فَأَراهُم

بَعضَ ما أَضمَرَت مِنَ البُرَحاءِ

أَسخَطوها فَصابَرَتهُم زَماناً

ثُمَّ أَنحَت عَلَيهِمُ بِالجَزاءِ

أَيُّها الناسُ إِن يَكُن ذاكَ سُخطُ ال

أَرضِ ماذا يَكونُ سُخطُ السَماءِ

إِنَّ في عُلوِ مَسرَحاً لِلمَقادي

رِ وَفي الأَرضِ مَكمَناً لِلقَضاءِ

فَاِتَّقوا الأَرضَ وَالسَماءَ سَواءً

وَاِتَّقوا النارَ في الثَرى وَالفَضاءِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي

وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني

عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي

رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً

وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ

وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني

وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً

وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً

فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ

بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ

سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً

يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي

حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ

لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ

وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ

حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً

مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً

فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ

إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى

لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً

مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ

بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى

وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ

مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي

وَعِفتُ البَيانَ فَلا تَعتَبي

فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ

وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ

وَكَم فيكِ يا مِصرُ مِن كاتِبٍ

أَقالَ اليَراعَ وَلَم يَكتُبِ

فَلا تَعذِليني لِهَذا السُكوتِ

فَقَد ضاقَ بي مِنكِ ما ضاقَ بي

أَيُعجِبُني مِنكِ يَومَ الوِفاقِ

سُكوتُ الجَمادِ وَلِعبُ الصَبي

وَكَم غَضِبَ الناسُ مِن قَبلِنا

لِسَلبِ الحُقوقِ وَلَم نَغضَبِ

أَنابِتَةَ العَصرِ إِنَّ الغَريبَ

مُجِدٌّ بِمِصرَ فَلا تَلعَبي

يَقولونَ في النَشءِ خَيرٌ لَنا

وَلِلنَشءِ شَرٌّ مِنَ الأَجنَبي

أَفي الأَزبَكِيَّةِ مَثوى البَنينِ

وَبَينَ المَساجِدِ مَثوى الأَبِ

وَكَم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ

كَما قالَ فيها أَبو الطَيِّبِ

أُمورٌ تَمُرُّ وَعَيشٌ يُمِرُّ

وَنَحنُ مِنَ اللَهوِ في مَلعَبِ

وَشَعبٌ يَفِرُّ مِنَ الصالِحاتِ

فِرارَ السَليمِ مِنَ الأَجرَبِ

وَصُحفٌ تَطِنُّ طَنينَ الذُبابِ

وَأُخرى تَشُنُّ عَلى الأَقرَبِ

وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ الأَميرِ

وَيَدعو إِلى ظِلِّهِ الأَرحَبِ

وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ السَفيرِ

وَيُطنِبُ في وِردِهِ الأَعذَبِ

وَهَذا يَصيحُ مَعَ الصائِحينَ

عَلى غَيرِ قَصدٍ وَلا مَأرَبِ

وَقالوا دَخيلٌ عَلَيهِ العَفاءُ

وَنِعمَ الدَخيلُ عَلى مَذهَبي

رَآنا نِياماً وَلَمّا نُفِق

فَشَمَّرَ لِلسَعيِ وَالمَكسَبِ

وَماذا عَلَيهِ إِذا فاتَنا

وَنَحنُ عَلى العَيشِ لَم نَدأَبِ

أَلِفنا الخُمولَ وَيا لَيتَنا

أَلِفنا الخُمولَ وَلَم نَكذِبِ

وَقالوا المُؤَيَّدُ في غَمرَةٍ

رَماهُ بِها الطَمَعُ الأَشعَبي

دَعاهُ الغَرامُ بِسِنِّ الكُهولِ

فَجُنَّ جُنوناً بِبِنتِ النَبي

فَضَجَّ لَها العَرشُ وَالحامِلوهُ

وَضَجَّ لَها القَبرُ في يَثرِبِ

وَنادى رِجالٌ بِإِسقاطِهِ

وَقالوا تَلَوَّنَ في المَشرَبِ

وَعَدّوا عَلَيهِ مِنَ السَيِّئاتِ

أُلوفاً تَدورُ مَعَ الأَحقُبِ

وَقالوا لَصيقٌ بِبَيتِ الرَسولِ

أَغارَ عَلى النَسَبِ الأَنجَبِ

وَزَكّى أَبو خَطوَةٍ قَولَهُم

بِحُكمٍ أَحَدَّ مِنَ المَضرِبِ

فَما لِلتَهاني عَلى دارِهِ

تَساقَطُ كَالمَطَرِ الصَيِّبِ

وَما لِلوُفودِ عَلى بابِهِ

تَزُفُّ البَشائِرَ في مَوكِبِ

وَما لِلخَليفَةِ أَسدى إِلَيهِ

وِساماً يَليقُ بِصَدرِ الأَبي

فَيا أُمَّةً ضاقَ عَن وَصفِها

جَنانُ المُفَوَّهِ وَالأَخطَبِ

تَضيعُ الحَقيقَةُ ما بَينَنا

وَيَصلى البَريءُ مَعَ المُذنِبِ

وَيُهضِمُ فينا الإِمامُ الحَكيم

وَيُكرِمُ فينا الجَهولُ الغَبي

عَلى الشَرقِ مِنّي سَلامُ الوَدودِ

وَإِن طَأطَأَ الشَرقُ لِلمَغرِبِ

لَقَد كانَ خِصباً بِجَدبِ الزَمانِ

فَأَجدَبَ في الزَمَنِ المُخصِبِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مُدّوا

لِرِجالِ الدُنيا القَديمَةِ باعا

وَأَفيضوا عَلَيهِمُ مِن أَيادي

كُم عُلوماً وَحِكمَةً وَاِختِراعا

كُلَّ يَومٍ لَكُم رَوائِعُ آثا

رٍ تُوالونَ بَينَهُنَّ تِباعا

كَم خَلَبتُم عُقولَنا بِعَجيبٍ

وَأَمَرتُم زَمانَكُم فَأَطاعا

وَبَذَرتُم في أَرضِنا وَزَرَعتُم

فَرَأَينا ما يُعجِبُ الزُرّاعا

وَلَمَحنا مِن نورِكُم في نَواصي

حَفلَةِ اليَومِ لَمعَةً وَشُعاعا

وَشَهِدنا مِن فَضلِكُم أَثَراً في

ها يَروقُ العُيونَ وَالأَسماعا

لَيتَنا نَقتَدي بِكُم أَو نُجاري

كُم عَسى نَستَرِدُّ ما كانَ ضاعا

إِنَّ فينا لَولا التَخاذُلُ أَبطا

لاً إِذا ما هُمُ اِستَقَلّوا اليَراعا

وَعُقولاً لَولا الخُمولُ تَوَلّا

ها لَفاضَت غَرابَةً وَاِبتِداعا

وَدُعاةً لِلخَيرِ لَو أَنصَفوهُم

مَلَأوا الشَرقَ عِزَّةً وَاِمتِناعا

كاشِفَ الكَهرَباءِ لَيتَكَ تُعنى

بِاِختِراعٍ يَروضُ مِنّا الطِباعا

آلَةٍ تَسحَقُ التَواكُلَ في الشَر

قِ وَتُلقي عَنِ الرِياءِ القِناعا

قَد مَلِلنا وُقوفَنا فيهِ نَبكي

حَسَباً زائِلاً وَمَجداً مُضاعا

وَسَئِمنا مَقالَهُم كانَ زَيدٌ

عَبقَرِيّاً وَكانَ عَمرٌ شُجاعا

لَيتَ شِعري مَتى تُنازِعُ مِصرٌ

غَيرَها المَجدَ في الحَياةِ نِزاعا

وَنَراها تُفاخِرُ الناسَ بِالأَح

ياءِ فَخراً في الخافِقينَ مُذاعا

أَرضُ كولُمبَ أَيُّ نَبتَيكِ أَغلى

قيمَةً في المَلا وَأَبقى مَتاعا

أَرِجالٌ بِهِم مَلَكتِ المَعالي

أَم نُضارٌ بِهِ مَلَكتِ البِقاعا

لا عَداكِ السَماءُ وَالخِصبُ وَالأَم

نُ وَلا زِلتِ لِلسَلامِ رِباعا

طالِعي الكَونَ وَاُنظُري ما دَهاهُ

إِنَّ رُكنَ السَلامِ فيهِ تَداعى







عطر الزنبق 11-22-2019 11:43 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
سَمِعنا حَديثاً كَقَطرِ النَدى

فَجَدَّدَ في النَفسِ ما جَدَّدا

فَأَضحى لِآمالِنا مُنعِشاً

وَأَمسى لِآلامِنا مُرقِدا

فَدَيناكَ يا شَرقُ لا تَجزَعَن

إِذا اليَومُ وَلّى فَراقِب غَدا

فَكَم مِحنَةٍ أَعقَبَت مِحنَةً

وَوَلَّت سِراعاً كَرَجعِ الصَدى

فَلا يُيئِسَنَّكَ قيلُ العُداةُ

وَإِن كانَ قيلاً كَحَزِّ المُدى

أَتودَعُ فيكَ كُنوزُ العُلومِ

وَيَمشي لَكَ الغَربُ مُستَرفِدا

وَتُبعَثُ في أَرضِكَ الأَنبِياءُ

وَيَأتي لَكَ الغَربُ مُستَرشِدا

وَتَقضي عَلَيكَ قُضاةُ الضَلالِ

طِوالَ اللَيالي بِأَن تَرقُدا

أَتَشقى بِعَهدٍ سَما بِالعُلومِ

فَأَضحى الضَعيفُ بِها أَيِّدا

إِذا شاءَ بَزَّ السُها سِرَّهُ

وَأَدرَكَ مِن جَريِهِ المَقصِدا

وَإِن شاءَ أَدنى إِلَيهِ النُجومَ

فَناجى المَجَرَّةَ وَالفَرقَدا

وَإِن شاءَ زَعزَعَ شُمَّ الجِبالِ

فَخَرَّت لِأَقدامِهِ سُجَّدا

وَإِن شاءَ شاهَدَ في ذَرَّةٍ

عَوالِمَ لَم تَحيَ فيها سُدى

زَمانٌ تُسَخَّرُ فيهِ الرِياحُ

وَيَغدو الجَمادُ بِهِ مُنشِدا

وَتَعنو الطَبيعَةُ لِلعارِفينَ

بِمَعنى الوُجودِ وَسِرِّ الهُدى

إِذا ما أَهابوا أَجابَ الحَديدُ

وَقامَ البُخارُ لَهُ مُسعِدا

وَطارَت إِلَيهِم مِنَ الكَهرَبا

بُروقٌ عَلى السِلكِ تَطوي المَدى

أَيَجمُلُ مِن بَعدِ هَذا وَذاكَ

بِأَن نَستَكينَ وَأَن نَجمُدا

وَها أُمَّةُ الصُفرِ قَد مَهَّدَت

لَنا النَهجَ فَاِستَبَقوا المَورِدا

فَيا أَيُّها الناشِئونَ اِعمَلوا

عَلى خَيرِ مِصرٍ وَكونوا يَدا

سَتُظهِرُ فيكُم ذَواتُ الغُيوبِ

رِجالاً تَكونُ لِمِصرَ الفِدا

فَيالَيتَ شِعرِيَ مَن مِنكُمُ

إِذا هِيَ نادَت يُلَبّي النِدا

لَكَ اللَهُ يا مُصطَفى مِن فَتىً

كَثيرِ الأَيادي كَثيرِ العِدا

إِذا ما حَمِدتُكَ بَينَ الرِجالِ

فَأَنتَ الخَليقُ بِأَن تُحمَدا

سَيُحصي عَلَيكَ سِجِلُّ الزَمانِ

ثَناءً يُخَلِّدُ ما خُلِّدا

وَيَهتِفُ بِاِسمِكَ أَبناؤُنا

إِذا آنَ لِلزَرعِ أَن يُحصَدا







عطر الزنبق 11-23-2019 12:13 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

ما لي أَرى بَحرَ السِيا

سَةِ لا يَني جَزراً وَمَدّا

وَأَرى الصَحائِفَ أَيبَسَت

ما بَينَنا أَخذاً وَرَدّا

هَذا يَرى رَأيَ العَمي

دِ وَذا يَعُدُّ عَلَيهِ عَدّا

وَأَرى الوِزارَةَ تَجتَني

مِن مُرِّ هَذا العَيشِ شُهدا

نامَت بِمِصرَ وَأَيقَظَت

لِحَوادِثِ الأَيّامِ سَعدا

فَطَرَحتُها وَسَأَلتُ عَن

هُ فَقيلَ لي لَم يَألُ جُهدا

يا سَعدُ أَنتَ مَسيحُها

فَاِجعَل لِهَذا المَوتِ حَدّا

يا سَعدُ إِنَّ بِمِصرَ أَي

تاماً تُؤَمِّلُ فيكَ سَعدا

قَد قامَ بَينَهُمُ وَبَي

نَ العِلمِ ضيقُ الحالِ سَدّا

ما زِلتُ أَرجو أَن أَرا

كَ أَباً وَأَن أَلقاكَ جَدّا

حَتّى غَدَوتَ أَباً لَهُ

أَضحَت عِيالُ القُطرِ وُلدا

فَاِردُد لَنا عَهدَ الإِما

مِ وَكُن بِنا الرَجُلَ المُفَدّى

أَنا لا أَلومُ المُستَشا

رَ إِذا تَعَلَّلَ أَو تَصَدّى

فَسَبيلُهُ أَن يَستَبِد

دَ وَشَأنُنا أَن نَستَعِدّا

هِيَ سُنَّةُ المُحتَلِّ في

كُلِّ العُصورِ وَما تَعَدّى






عطر الزنبق 11-23-2019 12:14 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

إِن كُنتُمُ تَبذُلونَ المالَ عَن رَهَبٍ

فَنَحنُ نَدعوكُمُ لِلبَذلِ عَن رَغَبِ

ذَرَّ الكَتاتيبَ مُنشيها بِلا عَدَدٍ

ذَرَّ الرَمادِ بِعَينِ الحاذِقِ الأَرِبِ

فَأَنشَأوا أَلفَ كُتّابٍ وَقَد عَلِموا

أَنَّ المَصابيحَ لا تُغني عَنِ الشُهُبِ

هَبوا الأَجيرَ أَوِ الحَرّاثَ قَد بَلَغا

حَدَّ القِراءَةِ في صُحفٍ وَفي كُتُبِ

مَنِ المُداوي إِذا ما عِلَّةٌ عَرَضَت

مَنِ المُدافِعُ عَن عِرضٍ وَعَن نَشَبِ

وَمَن يَروضُ مِياهَ النيلِ إِن جَمَحَت

وَأَنذَرَت مِصرَ بِالوَيلاتِ وَالحَرَبِ

وَمَن يُوَكَّلُ بِالقِسطاسِ بَينَكُمُ

حَتّى يُرى الحَقُّ ذا حَولٍ وَذا غَلَبِ

وَمَن يُطِلُّ عَلى الأَفلاكِ يَرصُدُها

بَينَ المَناطِقِ عَن بُعدٍ وَعَن كَثَبِ

يَبيتُ يُنبِئُنا عَمّا تَنُمُّ بِهِ

سَرائِرُ الغَيبِ عَن شَفّافَةِ الحُجُبِ

وَمَن يَبُزُّ أَديمَ الأَرضِ ما رَكَزَت

فيها الطَبيعَةُ مِن بِدعٍ وَمِن عَجَبِ

يَظَلُّ يَنشُدُ مِن ذَرّاتِها نَبَأً

ضَنَّت بِهِ الأَرضُ في ماضٍ مِنَ الحُقُبِ

وَمَن يُميطُ سِتارَ الجَهلِ إِن طُمِسَت

مَعالِمُ القَصدِ بَينَ الشَكِّ وَالرِيَبِ

فَما لَكُم أَيُّها الأَقوامُ جامِعَةٌ

إِلّا بِجامِعَةٍ مَوصولَةِ السَبَبِ

قَد قامَ سَعدٌ بِها حيناً وَأَسلَمَها

إِلى أَمينٍ فَلَم يُحجِم وَلَم يَهَبِ

فَعاوِنوهُ يُعاوِنكُم عَلى عَمَلٍ

فيهِ الفَخارُ وَما تَرجونَ مِن أَرَبِ

وَبَيِّنوا لِرِجالِ الغَربِ أَنَّكُمُ

إِذا طَلَبتُم بَلَغتُم غايَةَ الطَلَبِ

لا تَلجَئوا في العُلا إِلّا إِلى هِمَمٍ

وَثّابَةٍ لا تُبالي هِمَّةَ النُوَبِ

فَإِنَّ تَأميلَكُم في غَيرِكُم وَهَنٌ

في النَفسِ يُرخي عِنانَ السَعيِ وَالدَأَبِ

إِن قامَ مِنّا مُنادٍ قالَ قائِلُهُم

لا تَصخَبوا فَهَلاكُ الشَعبِ في الصَخَبِ

أَو نابَنا حادِثٌ نَرجو إِزالَتَهُ

قالَ اِستَكينوا وَخَلّوا سَورَةَ الغَضَبِ

فَما سَمَونا إِلى نَجدٍ نُحاوِلُهُ

إِلّا هَبَطنا إِلى غَورٍ مِنَ العَطَبِ

يا مِصرُ هَل بَعدَ هَذا اليَأسِ مُتَّسَعٌ

يَجري الرَجاءُ بِهِ في كُلِّ مُضطَرَبِ

لا نَحنُ مَوتى وَلا الأَحياءُ تُشبِهُنا

كَأَنَّنا فيكِ لَم نَشهَد وَلَم نَغِبِ

نَبكي عَلى بَلَدٍ سالَ النُضارُ بِهِ

لِلوافِدينَ وَأَهلوهُ عَلى سَغَبِ

مَتى نَراهُ وَقَد باتَت خَزائِنُهُ

كَنزاً مِنَ العِلمِ لا كَنزاً مِنَ الذَهَبِ

هَذا هُوَ العَمَلُ المَبرورُ فَاِكتَتِبوا

بِالمالِ إِنّا اِكتَتَبنا فيهِ بِالأَدَبِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:15 AM



لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ

رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما

قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ

خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما

وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ

أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما

وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ

أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما

في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ

وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما

تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ

إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ

باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ

وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ

أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ

لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما

تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ

بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ

يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ

فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ

وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ

نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ

مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ

في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ

تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ

لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً

مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ

كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ

عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ

يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ

وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ

يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً

وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ

بِأَرضِ كولُمبَ أَبطالٌ غَطارِفَةٌ

أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا

لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ

سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ

أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ

وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ

لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ

وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ

لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ

إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ

ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا

فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ

وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها

فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ

رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا

إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا

أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ

مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا

سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت

أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ

فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها

عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ

هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم

فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ

فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى

رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ

لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم

مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا

إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم

فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا

عطر الزنبق 11-23-2019 12:15 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



حَيّاكُمُ اللَهُ أَحيوا العِلمَ وَالأَدَبا

إِن تَنشُروا العِلمَ يَنشُر فيكُمُ العَرَبا

وَلا حَياةَ لَكُم إِلّا بِجامِعَةٍ

تَكونُ أُمّاً لِطُلّابِ العُلا وَأَبا

تَبني الرِجالَ وَتَبني كُلَّ شاهِقَةٍ

مِنَ المَعالي وَتَبني العِزَّ وَالغَلَبا

ضَعوا القُلوبَ أَساساً لا أَقولُ لَكُم

ضَعوا النُضارَ فَإِنّي أُصغِرُ الذَهَبا

وَاِبنوا بِأَكبادِكُم سوراً لَها وَدَعوا

قيلَ العَدُوِّ فَإِنّي أَعرِفُ السَبَبا

لا تَقنَطوا إِن قَرَأتُم ما يُزَوِّقُهُ

ذاكَ العَميدُ وَيَرميكُم بِهِ غَضَبا

وَراقِبوا يَومَ لا تُغني حَصائِدُهُ

فَكُلُّ حَيٍّ سَيُجزى بِالَّذي اِكتَسَبا

بَنى عَلى الإِفكِ أَبراجاً مُشَيَّدَةً

فَاِبنوا عَلى الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُهُبا

وَجاوِبوهُ بِفِعلٍ لا يُقَوِّضُهُ

قَولُ المُفَنِّدِ أَنّى قالَ أَو خَطَبا

لا تَهجَعوا إِنَّهُم لَن يَهجَعوا أَبَداً

وَطالِبوهُم وَلَكِن أَجمِلوا الطَلَبا

هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا

وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا

عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت

فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا

وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ

قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا

وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ

لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا

هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت

بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا

جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً

وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا

رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت

وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا

وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ

تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا

وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ

ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا

أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ

أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا

قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم

إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا

خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً

يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا

قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ

حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا

فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ

مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا

لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها

لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا

هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا

عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا

وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ

فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا

سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ

كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا

فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ

نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا

فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ

يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا

يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ

لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا

فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ

يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا

ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ

مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا

قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً

هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى

أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت

بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا

لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا

أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا

هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ

حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا

أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا

كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا

أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى

مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا

إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم

أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا








الساعة الآن 03:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا