![]() |
أبيض بن حمال بن مرثد رضي الله عنه من هو ؟ هو أبيض بن حمّال بن مرثد المازني الحميري ، له صحبة ورواية كان في وجهه حزازة فالتقمتْ أنفه ، فدعاه الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فمسح على وجهه فلم يُمْسِ ذلك اليوم وفيه أثرٌ أبيض والرسول وفد على النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فاستقطعه الملح الذي بمأرب فأقطعه إيّاه ، فقال رجل ( أتدري ما أقطعتَه يا رسول الله ؟ إنما أقطعته الماء العدّ ) أي الدائم الذي لا انقطاع له ، فرجع فيه وقال ( فلا آذن ) ثم قطع لهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifأرضاً وغيلاً بالجوف ، جوف مراد ، وقد سأل النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعن صدقة القطن فصالحه على سبعين حُلّة من بزِّ المعافر كلّ سنة عمن بقي من سبأ وسأله عن حمى الأراك ، فقال ( لا حِمَى في الأراك ) أبيض وابو بكر وعاد أبيض الى اليمن ، وأقام بها إلى أن جاء أبو بكر الصديق ، فوفد على أبي بكر لمّا انتقض عليه عمّال اليمن ، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif من الصدقة ، ثم انتقض بعد أبي بكر وصار الى الصدقة. يتبع |
أرطاة بن كعب رضي الله عنه كان وأخوه من أجمل أهل زمانهما وأنطقهم ، دعا لهم الرسول الكريم بالخير من هو ؟ أرطاة بن كعب بن شَراحيل النخعيّ ، وفد على الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فأسلم مع أخيه ، عقد له الرسول الكريمhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif لواءً ، وقد شهد به القادسية ، واستشهد في القادسية ومعه اللواء فأخذه أخوه دُريد بن كعب فقُتِلَ ذى الخلصة عن جرير بن عبد الله أن النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بعثه إلى ذي الخلصة يهدمها ، قال فبعث إلى النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifبريداً يُقال له أرطاة ، فجاء فبشره ، فخرّ النبيhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifساجداً النخع مرّت النخع بعمر بن الخطاب ، فأتاهم فتصفّحهم ، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجلٌ يقال له أرطاة ، فقال ( إني لا أرى السرو فيكم متربعاً سيروا الى إخوانكم من أهل العراق فقاتِلوا ) فقالوا ( بل نسير الى الشام ) قال ( سيروا الى العراق ) فساروا الى العراق قال أبو الحارث ( فأتينا القادسية ، فقُتِلَ منا كثير ، ومن سائر الناس قليل) فسئل عمر عن ذلك فقال ( إنّ النخع وَلُوا عِظَمَ الأمر وحده ) يتبع |
البراء بن مالك رضي الله عنه " رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك" حديث شريف من هو ؟ البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ولقد تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال ( لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة ) يوم اليمامة كان البراء -رضي الله عنه- بطلا مقداما ، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون البراء قائدا أبدا ، لأن اقدامه وبحثه على الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة كبيرة ، وفي يوم اليمامة تجلت بطولته تحت امرة خالد بن الوليد ، فما أن أعطى القائد الأمر بالزحف ، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كان بالجيش الضعيف ، بل من أقوى الجيوش وأخطرها ، وعندما سرى في صفوف المسلمين شيء من الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء صاحب الصوت الجميل العالي ( تكلم يا براء ) فصاح البراء بكلمات قوية عالية ( يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ) فكانت كلماته تنبيها للظلام الذي سيعم لا قدر الله وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول ، والمسلمون يتقدمون نحو النصر ، واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة ، فبردت دماء المسلمون للقتال ، فصعد البراء فوق ربوة وصاح ( يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة ) فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولوقتله المشركون فسينال الشهادة التي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمته جيوش المسلمين ، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يحصل على الشهادة بعد ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه فى حروب العراق وفي احدى الحروب في العراق لجأ الفرس الى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهج نارا ، وأبصر البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجا أنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء موقعة تستر والشهادة احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين ، وكتب أمير المؤمنين عمر الى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما- بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا ، وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين ( أتذكر يا براء قول الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعنك ( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ) يا براء اقسم على ربك ، ليهزمهم وينصرنا ) ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا ( اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم اهزمهم ، وانصرنا عليهم ، وألحقني اليوم بنبيك ) وألقى على أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنه يودعه ، واستبسل المسلمون استبسالا كبيرا ، وكتب لهم النصر ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر ، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه الطهور ، وسيفه ممدا الى جواره قويا غير مثلوم ، وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم.. يتبع |
بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن الاسلام *** ومزعج الأصنام ( انما أنا حبشي ... كنت بالأمس عبدا ) بلال من هو ؟ بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل ( انما أنا حبشي ... كنت بالأمس عبدا ) ذهب يوما - رضي الله عنه - يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما ( أنا بلال وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر ) قصة اسلامه انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان ، فأطلع الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif رأسه من الغار وقال ( يا راعي هل من لبن ؟) ... فقال بلال ( ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم ) ... فقال رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( إيتِ بها ) ... فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بقعبه ، فاعتقلها رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فحلب في القعب حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ ... ثم قال ( يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله )... فأسلم ، وقال ( اكتم إسلامك ) ... ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله ( لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به ) ... فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام ، حتى إذا كان اليوم الرابع ، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال ( إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!) ... فقالوا ( قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام ، وما نعرف ذلك منها ؟!) ... فقال ( عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة ، فامنعوه أن يرعى المرعى ) ... فمنعوه من ذلك المرعى ... افتضاح أمره دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم ، فالتفتَ فلم يرَ أحداً ، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول ( خابَ وخسرَ من عبدكُنّ ) ... فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا ( أصبوتَ ؟!) ... قال ( ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى ) ... قالوا ( فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا ) فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال ( من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟) ... فقال ( كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره ) ... فقال لأبي جهل وأمية بن خلف ( شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما ) ... وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية لنفسه ( ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!) العذاب وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه ( اذكر اللات والعزى ) ... فيجيبهم ( أحد ... أحد ) واذا حان الأصيل أقاموه ، وجعلوا في عنقه حبلا ، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها ، وبلال - رضي الله عنه - لا يقول سوى (أحد ... أحد ) ... قال عمّار بن ياسر ( كلٌّ قد قال ما أرادوا - ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون - غير بلال ) ... ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول ( أحد ... أحد) ... فقال ( يا بلال أحد أحد ، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً ) ... أي بركة .. الحرية ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ ) ... ثم يصيح في أمية ( خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا ) ... وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار ... الهجرة و بعد هجرة الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif والمسلمين الى المدينة ، آخى الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح ، وشرع الرسول للصلاة آذانها ، واختار بلال - رضي الله عنه - ليكون أول مؤذن للاسلام .. غزوة بدر وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام ، غزوة بدر ، تلك الغزوة التي أمر الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أن يكون شعارها ( أحد ... أحد ) ... وبينما المعركة تقترب من نهايتها ، لمح أمية بن خلف ( عبد الرحمن بن عوف ) صاحب رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته ... فلمحه بلال فصاح قائلا ( رأس الكفر ، أمية بن خلف ... لا نجوت أن نجا ) .. ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف ( أي بلال .. انه أسيري ) .. ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين ( يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف .. لا نجوت أن نجا ) .. وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه ، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا ، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح ( أحد ... أحد ) يوم الفتح وعاش بلال مع الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يشهد معه المشاهد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة ) ... وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة .. يتبع.. |
فضلله قال رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif (إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ ( يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟) .. قال ( بلال يمشي أمامك ) .. وقد سأل الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال ( لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ ) .. كما قال https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة إلى علي ، وعمّار وبلال ) وقال الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء ، وإني أعطيتُ أربعة عشر حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين ، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ ) وقد دخل بلال على رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifوهو يتغدّى فقال رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( الغداءَ يا بلال ) .. فقال ( إني صائم يا رسول الله ) .. فقال الرسول ( نأكلُ رِزْقَنَا ، وفضل رزقِ بلال في الجنة ، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده ) .. وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال ( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!) الزواج جاء بني البُكير الى رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فقالوا ( زوِّج أختنا فلاناً ) .. فقال لهم ( أين أنتم عن بلال ؟) .. ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا ( يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً ) .. فقال لهم ( أين أنتم عن بلال ؟) .. ثم جاؤوا الثالثة فقالوا ( أنكِح أختنا فلاناً ) .. فقال ( أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟) .. فأنكحوهُ .. وأتى النبيhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif امرأة بلال فسلّم وقال ( أثمَّ بلال ؟) ... فقالت ( لا ).. قال ( فلعلّك غَضْبَى على بلال !) .. قالت ( إنه يجيئني كثيراً فيقول قال رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ، قال رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ) .. فقال لها رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ ، بلالٌ لا يكذب ، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً ) بلال من المرابطين وذهب الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق ، وذهب بلال الى الخليفة يقول له ( يا خليفة رسول الله ، اني سمعت رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ) .. قال له أبو بكر ( فما تشاء يا بلال ؟) قال ( أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ) .. قال أبو بكر ( ومن يؤذن لنا ؟؟) .. قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع ( اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ) .. قال أبو بكر ( بل ابق وأذن لنا يا بلال ) .. قال بلال ( ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له ) .. قال أبو بكر ( بل أعتقتك لله يا بلال ) .. ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه وخرج الى الشام ... الرؤيا رأى بلال النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif في منامه وهو يقول ( ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟) .. فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له ( نشتهي أن تؤذن في السحر !) .. فعلا سطح المسجد فلمّا قال ( الله أكبر الله أكبر ) .. ارتجّت المدينة فلمّا قال ( أشهد أن لا آله إلا الله ) .. زادت رجّتها فلمّا قال ( أشهد أن محمداً رسول الله ) .. خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم .. الآذان الأخير وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر- رضي الله عنه - توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن .. فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء .. وفاته ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق .. على الأغلب سنة عشرين للهجرة .. يتبع |
تميم بن أوس رضي الله عنه من هو ؟ تميم بن أوس بن خارجة بن سُود بن جَذيمة بن وداع الدَّاري ، أسلم في السنة التاسعة من الهجرة ، وروى عن الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifكانت له ابنة اسمها رقية ايمانه كان من علماء الكتابين ( نصرانياً ) ، وكان يختم في ركعة ، وكان كثير التهجّد ، وقام ليلة بآية حتى أصبح وهي قوله تعالى ( أم حَسِبَ الذين اجترحوا السّيئات ) سورة الجاثية كما أن الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifأقْطَعه بيت حَبْرون عندما سكن في فلسطين ، وهو أول من أسْرَج السِّراج في المسجد ، وأول من قصّ القصص في عهد عمر حديث تميم الكبير نادى منادي رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( الصلاة جامعة ) فخرج المسلمون الى المسجد وصلوا مع رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فلمّا قضى رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ( ليلْزَمْ كلُ إنسانٍ مصّلاه ) ثم قال ( أتدرون لِمَ جمعتُكم ؟) قالوا ( الله ورسوله أعلم ) قال ( إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا رهبة ، ولكن جمعتكم لأنّ تميماَ الداري كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايعَ وأسلمَ ، وحدّثني حديثاً وافقَ الذي كنتُ أحدّثكم عن المسيح الدَّجال حدّثني أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجُذام ، فلعب بهم الموجُ شهراً في البحر ، ثم ارْفَؤوا إلى جزيرةٍ في البحر ، حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقْرُب السفينة -أي في السفن الصغيرة تكون مع السفينة الكبيرة- فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابّةٌ أهلب -أي غليظة الشعر- كثيرة الشعر ، لا يدرون ما قُبُلُه من دُبُره ، من كثرة الشعر ، فقالوا ( ويلك ما أنتِ ؟!) فقالت ( أنا الجسّاسة ) قالوا ( وما الجسّاسة ؟) قالت ( أيها القوم ! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدّير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ) قال لمّا سمّتْ لنا رجلاً فرِقْنا منها -أي خِفنا منها- أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سْرَاعاً ، حتى دخلنا الدّير ، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطّ خَلْقاً ، وأشدُّهُ وِثاقاً ، مجموعةٌ يداه إلى عُنقه ، ما بين رُكبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا ( وَيْلَك ! ما أنت ؟) قال ( قد قَدَرْتُم على خبري ! فأخبروني ما أنتم ؟) قالوا ( نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحريّة ، فصادفنا البحر حين اغتَلم -أي هاج- فلعب بنا الموجُ شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتِكَ هذه ، فجلسنا في أقرُبها ، فدخلنا الجزيرة ، فلقِيَتْنا دابّة أهلبُ كثير الشعر ، لا يُدرى ما قُبُلُهُ من دُبِرِه من كثرة شعره ، فقلنا ( ويلك ! ما أنتِ ؟) فقالت ( أنا الجسّاسة ) قلنا ( وما الجسّاسة ؟) قالت ( اعمِدُوا إلى هذا الرجل في الدّير فإنّه إلى خبركم بالأشواق ) فأقبلنا إليك سْرَاعاً ، وفزِعْنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة ؟) فقال ( أخبروني عن نخل بَيْسَانَ -قرية بالشام-) قلنا ( عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبِر ؟) قال ( هل في العين ماءٌ ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟) قلنا له ( نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ) قال ( أخبروني عن نبيِّ الأمّيّين ما فَعل ؟) قالوا ( قد خرج من مكة ونزل يثرب ) قال ( أقاتله العرب ؟) قلنا ( نعم ) قال ( كيف صنع بهم ؟) فأخبرناه أنّه قد ظهرَ على من يليه من العرب وأطاعوه ) قال لهم ( قد كان ذلك ؟) قلنا ( نعم ) قال ( أما أنّ ذاك خيرٌ لهم أن يطيقوهُ ، وإني مخبركم عني إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يُؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدعُ قريةً إلاّ هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة فهما محرّمتان عليّ كلتاهما ، كلّما أردت أن أدخل واحدةً أو واحداً منها ، استقبلني مَلَكٌ بيده السيفُ صلْتاً ، يصدُّني عنها ، وإنّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةً يحرسونها ) فقال رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifوطعَنَ بمخْصرتِهِ في المنبر ( هذه طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ -يعني المدينة- ، ألا هلْ كنتُ حدّثتكم ذلك ؟) فقال الناس ( نعم ) قال ( فإنّه أعجبني حديثُ تميمٍ أنّه وافق الذي كنت أحدّثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قِبَلِ المشرق ما هو ، من قِبَلِ المشرق ما هو ، من قِبَلِ المشرق ما هو ) وأوْمَأ بيدِهِ إلى المشرق فضله قدِمَ معاوية بن حَرْمَل المدينة ، فلبث في المسجد ثلاثاً لا يُطْعِم ، فأتى عمر فقال ( يا أمير المؤمنين تائبٌ من قبل أن يُقْدَرَ عليه ؟) قال ( من أنت ؟) قال ( أنا معاوية بن حَرْمَل ) قال ( اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه ) وكان تميم الدّاري إذا صلى ضربَ بيده عن يمينه وعن شماله فأخذ رجلين فذهَبَ بهما ، فصلّى معاوية إلى جنبه ، فضرب يده فأخذ بيده فذهب به ، فأتيا الطعام ، فأكل أكلاً شديداً ما شبع من شدة الجوع وفاته انتقل الى الشام بعد قتل عثمان -رضي الله عنه- ونزل بيت المقدس ، ووجِدَ على قبره أنه مات سنة (40 للهجرة ) وقبره في بيت جِبْرون ( حَبرون ) في فلسطين يتبع |
ثابت بن قيس رضي الله عنه خطيب رسول الله حديث شريف" انك لست منهم .. بل تعيش حميدا .. وتقتل شهيدا .. ويدخلك الله الجنة" من هو ؟ ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار. كان من نجباء أصحاب النبى https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ولم يشهد بدراً، شهد أحداً وبيعة الرضوان، وقال ابن حجر : أول مشاهدة أحد وشهد ما بعدها. وأمه هند الطائية، وقيل بل كبشة بنت واقد بن الإطنابة أسلمت وكانت ذا عقل وافر وإخوته لأمه: عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول، فولدت له محمداً وهو أيضاً زوج حبيبة بنت سهل، وقد آخى رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بينه وبين عمار. الخوف لمّا نزلت الآية الكريمة ( ان الله لا يحب كل مختال فخور ) .. أغلق ثابت باب داره وجلس يبكي .. وطال مكثه على هذه الحال ، حتى دعاه رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifوسأله عن حاله ، فقال ثابت ( يا رسول الله ، اني أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين ) .. فأجابه النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif وهو يضحك راضيا ( انك لست منهم .. بل تعيش بخير .. وتموت بخير .. وتدخل الجنة ) .. ولما نزل قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) .. أغلق ثابت - رضي الله عنه - عليه داره ، وطفق يبكي ، وافتقده الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فسأل عنه ، ثم أرسل من يدعوه ، وجاء ثابت ،وسأله النبي https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعن سبب غيابه ، فأجابه ( اني امرؤ جهير الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسول الله ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ) .. وأجابه الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif( انك لست منهم .. بل تعيش حميدا .. وتقتل شهيدا .. ويدخلك الله الجنة ) .. فقال ( رضيتُ ببُشرى الله ورسوله ، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله ) .. فنزلت الآية الكريمة .. قال تعالى ( إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عند رسولِ الله أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ عَظِيمٌ ) .. خطيب الاسلام كان ثابت - رضي الله عنه - خطيب رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif والاسلام ، وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية ، صادعة جامعة رائعة ، ففي عام الوفود أذن له الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بأن يجيب على خطيب وفد ( بني تميم ) .. فبعض مما قال ثابت ( الحمد لله ، الذي السماوات والأرض خلقه ، قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط الا من فضله .. ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة ، واصطفى من خير خلقه رسولا ، أكرمهم نسبا ، وأصدقهم حديث وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين .. ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق اجابة .. فنحن أنصار الله ، ووزراء رسوله ) .. جهاده شهد ثابت - رضي الله عنه - مع الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifغزوة أحد والمشاهد بعدها ، ولم يشهد بدراً ، وشهد بيعة الرضوان ، وكانت فدائيته من طراز فريد .. في حروب الردة ، كان في الطليعة دائما ، يحمل راية الأنصار ، ويضرب بسيف لا يكبو .. وفي موقعة اليمامة ، رأى ثابت - رضي الله عنه - وقع الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته ( والله ، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif) .. ثم ذهب غير بعيد ، وعاد وقد تحنط ، ولبس أكفانه ، وصاح مرة أخرى ( اللهم اني أبرأ اليك مما جاء به هؤلاء - يعني جيش مسيلمة - وأعتذر اليك مما صنع هؤلاء ) .. يعني تراخي المسلمين في القتال .. وانضم اليه سالم مولى رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif وكان يحمل راية المهاجرين ، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين ، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل منهما .. الشهادة وهكذا وقفا طودين شامخين ، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة ، في حين نصفهما الأعلى - صدرهما وجبهتهما وذراعاهما - يستقبلان جيوش الوثنية والكذب ، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما ، وكان مشهدهما - رضي الله عنهما - هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين الى مواقعهم ، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطؤه الأقدام .. الوصية ويروى أنه بعد استشهاد ثابت - رضي الله عنه - مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالاسلام ، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه .. وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت - رضي الله عنه - في منامه ، فقال له ( أوصيك بوصية ، فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، اني لما استشهدت بالأمس ، مر بي رجل من المسلمين ، فأخذ درعي وان منزله في أقصى الناس ، وفرسه يُستَن في طوله ، وقد كفأ على الدرع بُرمه ، وفوق البُرمه رَحْلاً ، فأت خالدا ، فمره أن يبعث فيأخذها ، فاذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر ، فقل له ان علي من الدين كذا وكذا ، فليقم بسداده ) .. فلما استيقظ الرجل من نومه ، أتى خالد بن الوليد ، فقص عليه رؤياه ، فأرسل خالد من يأتي بالدرع ، فوجدها كما وصف ثابت ، ولما رجع المسلمون الى المدينة ، قص المسلم على الخليفة الرؤيا ، فأنجز وصية ثابت - رضي الله عنه -!! .. يتبع |
جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه أبي المساكين .. ذي الجناحين " لا أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر .. أم قدوم جعفر " حديث شريفمن هو ؟ جعفر بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، ابن عم رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif اخو علي بن أبي طالب ، وأكبر منه بعشر سنين ، يتبعأسلم قبل دخول النبيhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif دار الأرقم ، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين بعد واحد وثلاثين انساناً وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس ، وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة .. فلما أذن الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif للمسلمين بالهجرة الى الحبشة خرج جعفر وزوجه حيث لبثا بها سنين عدة ، رزقا خلالها بأولادهما الثلاثة .. جعفر فى الحبشة ولما رأت قريش أن أصحاب رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، قرروا أن يبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص محملين بالهدايا للنجاشي وبطارقته عله يخرج المسلمين من دياره .. وحط الرسولان رحالهما بالحبشة ، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من كيد بالمسلمين ، ثم قدما الى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه .. وقالا له ( أيها الملك ، انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم اليهم ، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ) .. فأرسل النجاشي صاحب الايمان العميق والسيرة العادلة الى المسلمين وسألهم ( ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من الملل ؟) .. فكان الذي اختاره المسلمين للكلام جعفر - رضي الله عنه - فقال ( أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده ، .. ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، .. ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا الى عبادة الأوثان ، .. ، فخرجنا الى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك ).. فقال النجاشي ( هل معك مما جاء به الله من شيء ).. فقال له جعفر ( نعم ) .. وقرأ عليه من صدر سورة مريم ، فبكى النجاشي وبكت أساقفته ، ثم قال النجاشي ( ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ! انطلقا .. فلا والله لا أسلمهم اليكما ، ولا يكادون ) .. وفي اليوم التالي كاد مبعوثي قريش للمسلمين مكيدة أخرى ، اذ قال عمرو للنجاشي ( أيها الملك انهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما ، فأرسل اليهم فسلهم عما يقولون ) .. فأرسل الى المسلمين يسألهم فلما أتوا اليه ، أجاب جعفر - رضي الله عنه - ( نقول فيه الذي جاءنا به نبينا https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها الى مريم العذراء البتول ) .. فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا قول الحق ومنح المسلمين الأمان الكامل في بلده ، ورد على الكافرين هداياهم .. العودة من الحبشة قدم جعفر بن أبي طالب وأصحابه على رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يوم فتح خيبر ، حملهم النجاشي في سفينتين ، فقبل الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifبين عينيه والتزمه وقال ( ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر ، أم بقدوم جعفر !) .. وامتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من أنباء اخوانه المسلمين الذين خاضوا مع الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif غزوة بدر وأحد وغيرهما .. أبو المساكين قال الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifلجعفر ( أشبهتَ خلقي وخُلُقي ) .. وكان رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يُسميه ( أبا المساكين ) ، يقول أبو هريرة ( إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني ، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها ) .. الشهادة وفي غزوة مؤتة في جمادي الأول سنة ثمان كان لجعفر - رضي الله عنه - موعدا مع الشهادة ، فقد استشهد زيد بن حارثة - رضي الله عنه - وأخذ جعفر الراية بيمينه وقاتل بها حتى اذا ألحمه القتال رمى بنفسه عن فرسه وعقرها ثم قاتل الروم حتى قتل وهو يقول : يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها علي اذ لاقيتها ضرابها أن جعفر - رضي الله عنه - أخذ الراية بيمينه فقطعت ، فأخذها بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى قتل ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء .. الحزن على جعفر تقول السيدة عائشة ( لمّا أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الحزن ) .. فعندما أتاه نعي جعفر دخل الرسول الكريم على امرأته أسماء بنت عُميس وقال لها ( ائتني ببني جعفر ) .. فأتت بهم فشمّهم ودمعت عيناه فقالت ( يا رسول الله بأبي وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟) .. فقال ( نعم أصيبوا هذا اليوم ) .. فقامت تصيحُ ، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول ( وَاعمّاه !!) .. فقال رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( على مثل جعفر فلتبكِ البواكي ) .. ورجع الرسول إلى أهله فقال ( لا تغفلوا آلَ جعفر ، فإنّهم قد شُغِلوا ) .. وقد دخل الرسول https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifمن ذلك همٌّ شديد حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أن الله تعالى قد جعل لجعفر جَناحَين مضرّجَيْنِ بالدم ، يطير بهما مع الملائكة .. فضله قال أبو هريرة ( ما احتذى النِّعَال ولا ركب المطَايا بعد رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أفضل من جعفر ) .. كما قال عبد الله بن جعفر ( كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني وقلت له بحقِّ جعفر ؟! إلا أعطاني ) .. وكان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر قال ( السلام عليك يا ابن ذي الجناحين ) .. |
حبيب بن زيد رضي الله عنه وراح يقطع جسده قطعة قطعة .. وبضعة بضعة .. وعضوا عضوا .. والبطل العظيم لا يزيد على لا اله الا الله ، محمد رسول الله من هو ؟ كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين في بيعة العقبة الثانية ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن واجب مكتاب مسيلمة للرسول ورد الرسول عليه في آخر السنة العاشرة بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif- كتابا جاء فيه ( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون ) فرد عليه الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بكتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) مبعوث الرسول لمسيلمة ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifأن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه فقال مسيلمة لحبيب ( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) وقال حبيب ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله ) وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ( وتشهد أني رسول الله ؟) وأجاب حبيب في سخرية ( اني لا أسمع شيئا !!) وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) الثأر للشهيد وبلغ الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifنبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأرن لولدها من مسيلمة ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح ( أين عدو الله مسيلمة ؟) ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت .. يتبع |
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني حذيفة بن اليمان من هو ؟ حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifجاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما الى رسول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الدين ، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه و السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد جاء الى الرسول يسأله ( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار ) فقال له النبي ( فأين أنت من الاستغفار ؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ) هذا هو حذيفة -رضي الله عنه- يوم أحد لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه ( أبي ، أبي ، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ) ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا وتقديرا غزوة الخندق عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ، دعا الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له ( يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !) فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقام أبوسفيان فقال ( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟) قال حذيفة ( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت من أنت ؟ قال فلان بن فلان ) فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان ( يا معشر قريش ، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل) ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة ( لولا عهد رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم ) وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى خوفه من الشر كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول ( كان الناس يسألون رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قلت ( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟) قال ( نعم ) قلت ( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟) قال ( نعم ، وفيه دخن ) قلت ( وما دخنه ؟) قال ( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) قلت ( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟) قال ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها ) قلت ( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟) قال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم ) قلت ( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟) قال ( تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) المنافقون كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifوسأله عمر ( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟) قال ( نعم ، واحد ) قال ( مَن هو ؟) قال ( لا أذكره ) قال حذيفة ( فعزله كأنّما دُلَّ عليه ) وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر آخر ما سمع من الرسول عن حذيفة قال ( أتيتُ رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت ( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!) فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال ( يا حذيفة أدْنُ منّي ) فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال ( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ) قلتُ ( يا رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ) قال ( بلْ أعلنْهُ ) فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أهل المدائن خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم ( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا ( وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال ( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية معركة نهاوند في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول ( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فاذا استشهد فجرير بن عبدالله ) وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه ( النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا ( الله أكبر صدق وعده ، الله أكبر نصر جنده ) ثم نادى المسلمين قائلا ( يا أتباع محمد ، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار ) وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها اختياره للكوفة أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه ( هنا المنزل ان شاء الله ) وهكذا خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم فضله قال الرسولhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر سبعة من قريش عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين عبد الله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال ) رضوان الله عليهم قيل لرسول اللهhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( استخلفتَ ) فقال ( إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه ) قال عمر بن الخطاب لأصحابه ( تمنّوا ) فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر ( لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ ) ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال ( انظر ما يصنع ) فقسَمَهُ ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال ( انظر ما يصنع ) فقَسَمه ، فقال عمر ( قد قُلتُ لكم ) من أقواله لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين ( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه ) يقول حذيفة ( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله https://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifاسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري ) كان -رضي الله عنه- يقول ( ان الله تعالى بعث محمداhttps://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifفدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء ) ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول ( القلوب أربعة قلب أغلف ، فذلك قلب كافر وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب ) مقتل عثمان كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول ( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله ) وفاته لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل ( ما يبكيك ؟) فقال ( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ ) ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم ( أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا ( نعم ) قال ( أرونيها ) فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم ( ما هذا لي بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما ) ثم تمتم بكلمات ( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم ) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة يتبع |
الساعة الآن 10:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.