منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182615)

عطر الزنبق 06-27-2019 05:12 PM

موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري..
 
http://img-fotki.yandex.ru/get/6603/...39_L.jpg<br />




أبو العلاء المعري ، أو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، كان فيلسوف وشاعر وكاتب عربي حيث أبدى وجهة نظر دينية غير متدينة واجهها الجدل ولكن على الرغم من ذلك ، فإنه يعتبر واحدا من أعظم شعراء العرب الكلاسيكيين . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى :
سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى

حقائق عن أبو العلاء المعرى :

  • درس في حلب ثم في طرابلس وأنطاكية
  • كتب عدد من القصائد الشعبية في بغداد لكنه رفض بيع نصوصه
  • في عام 1010 عاد إلى سوريا بعد أن بدأت تسوء حالة والدته الصحية
  • وصف المعري بأنه “متعصب متشائم” وبرر السبب فى تشاؤمه قائلا أنه بشأن الحياة واصفا نفسه بأنه “سجين مزدوج” من العمى والعزلة
  • كان المعرى عقلانى مثيرا للجدل فى عصره
  • هاجم المعرى عقائد الدين ، فإنتقد ورفض الإسلام وسخر من اليهودية والمسيحية والزرادشتية
  • دافع عن العدالة الاجتماعية وعاش أسلوب حياة منعزلاً
  • كان المعرى نباتيًا يرفض غذاء لحم الحيوانات المذبوحة أو الحليب
  • أجرى المعري فكرًا مضادًا للولادة تماشياً مع تشاؤمه العام مما يشير إلى أنه لا يجب أن يولد الأطفال ليجنبهم الآلام ومعاناة الحياه
  • كتب المعري ثلاثة أعمال رئيسية كانت شائعة في وقته هما “شرارة الصنابير” “الضرورة غير الضرورية” “رسالة الغفران”
  • لم يتزوج المعري أبداً وتوفي عن عمر يناهز 86 عامًا في المدينة التي ولد فيها معرة النعمان
  • في عام 2013 قام مقاتلون من جبهة النصرة بقطع رأس تمثاله في بلدته السورية

نشأته وحياته :

ولد أبو العلاء في معرة النعمان فى سوريا بالقرب من مدينة حلب في ديسمبر عام 973 ، وفي عهده كانت المدينة جزءًا من الخلافة العباسية أى الخلافة الإسلامية الثالثة خلال العصر الذهبي
أصيب المعرى بمرض الجدرى فى سن الرابعة مما أفقده بصره ، وقد تم تفسير تشاؤمه نتيجة لفقدان بصره والوحدة التى شعر بها ، لكن هذا لم يقف عائقا أمام المعرى فبدأ حياته المهنية سن مبكر حوالى 11 أو 12 سنة حيث تلقى تعليمه وكان من بين معلميه في حلب “ابن خلوة” الذى توفى في عام 980 م عندما كان المعري لا يزال طفلاً ، لكنه حزن حزنا شديدا لفقد ابن خلوة وودعه بعبارات قوية في قصيدة رسالة الغفرن
عندما كان المعرى في طريقه إلى طرابلس لإستكمال تعليمه ، زار ديرًا مسيحيًا بالقرب من اللاذقية حيث إستمع إلى مناقشات حول الفلسفة الهلنستية التي زرعت فيه بذور شكه لاحقًا وعدم إلتزامه الدينى ؛ لكن بعض المؤرخيين مثل إبن الأديم ينكرون أنه تعرض لأي لاهوت آخر غير العقيدة الإسلامية
عندما علم المعرى بخبر وفاة والده وهو فى بغداد إعتزل الناس والحياه وكتب رثاء حزين حيث أشاد بوالده ، وبعد سنوات من بقاؤه فى بغداد تلقى إستقبالا جيدا في صالونات الأدب رغم أنه كان شخصية مثيرة للجدل ، وبعد ثمانية عشر شهراً في بغداد عاد المعري إلى دياره لأسباب نتيجة لمرض أمه أو ربما نفد ماله في بغداد لأنه رفض بيع أعماله فعاد إلى بلدته المعرة حوالي عام 1010 وعلم أن والدته توفيت قبل وصوله
بقي المعرى بقية حياته بائس وحزين ومتشائم حيث إختار حياة الزهد وعاش فى عزلة وعلى الرغم من أنه كان معزولا عن الناس إلا أنه عاش سنواته الأخيرة في مواصلة عمله فأصبح غنيا ومتعاونا مع الآخرين وكان يتمتع بإحترام كبير فى منطقته وجذب العديد من الطلاب محليا ثم توفي في مايو 1057 في مسقط رأسه .

أعماله الأدبية :

تميز المعرى بموسوعة عالمية من القصائد والشعر حيث كتب عدد كبير جدا من القصائد وصل عددها إلى 1593 قصيدة ومن أبرز قصائده :
  • إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
    من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
    ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
    أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومه
    رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
    إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
    إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
أبرز أبياته الشعرية فى قصيدة :
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
غالبةٌ خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت

ليس لها غيرَ باطلٍ حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على الناسِ

وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ خَفْ إن حلَبت دِرّتها

أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها

ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ.

عطر الزنبق 06-27-2019 05:14 PM

باذن الله سوف نواصل رحلتنا الممتعة مع الشعراء والادباء العرب
أتمنى أن نقضي جميعنا أمتع اللحظات وأسعد الاوقات
وشكرا لك من يتابع متصفحي


http://img-fotki.yandex.ru/get/6405/...75_L.jpg<br />

عطر الزنبق 06-27-2019 06:58 PM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه

وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ

وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ

فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِباً خَلَقِ

للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ

عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ

إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ

فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفوداً من الأفُقِ

وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً

من كل وجهٍ كنارِ الفُرْسِ في السَّذَقِ

أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني

لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ

هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ

فلا تُذِلْهُ بإكْثارٍ على السّوقِ

كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً

وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ

وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها

ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ

فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ

أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ

لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه

فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ

صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها

حتى المَنيّة عن قَيْلٍ ومُغْتَبَقِ

جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً

فهْو الدّواء لِداءِ الجبْنِ والقَلَقِ

إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به

لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ

وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ

جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ

فرَتِّبِ النّظْمَ تَرْتِيبَ الحُلِيّ على

شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ

الحِجْلُ للرِّجْلِ والتاجُ المُنيفُ لِما

فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ

وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ

ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ

يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه

قعْبٌ من التّبرِ أو عُسٌّ من الوَرِقِ

وَدَعْ أُناساً إذا أجْدَوْا على رجُلٍ

رَنَوْا إليه بعَينِ المُغْضَبِ الحَنِقِ

كأنما القُرّ منهمْ فهْو مُسْتلِبٌ

ما الصَّيْفُ كاسيهِ أشجاراً من الوَرَقِ

لا تَرْضَ حتى تَرى يُسراك واطِئةً

على رِكابٍ من الإذهابِ كالشّفَقِ

أمامَكَ الخيْلُ مسْحوباً أجِلّتُها

من فاخرِ الوَشْي أو من ناعمِ السَّرَقِ

كأنما الآلُ يَجْري في مَراكِبِها

وَسطَ النهارِ وإن أُسْرِجنَ في الغَسَقِ

كأنها في نُضارٍ ذائبٍ سبَحتْ

واسْتُنقِذَتْ بعد أن أشْفَتْ على الغَرَقِ

ثَقِيلةُ النهْضِ ممّا حُلّيتْ ذَهَباً

فليس تَمْلِكُ غيرَ المَشْيِ والعَنَقِ

تَسْمو بما قُلّدَتْهُ من أعِنّتِها

مُنِيفَةً كصَوادي يَثرِبَ السُّحُقِ

وخُلّةُ الضّرْبِ لا تُبْقي له خِلَلاً

وحُلّةُ الحَرْبِ ذاتُ السَّرْدِ والحَلَقِ

لا تَنْسَ لي نَفَحاتي وانْسَ لي زَلَلي

ولا يَضُرُّكَ خَلْقي واتّبِعْ خُلُقي

فرُبّما ضَرّ خِلٌّ نافِعٌ أبداً

كالرّيقِ يحْدُثُ منه عارِضُ الشَّرَقِ

وعَطْفَةٍ من صَديقٍ لا يَدومُ بها

كعَطْفَةِ اللّيلِ بينَ الصّبْحِ والفَلَقِ

فإنْ تَوافَقَ في معْنىً بَنو زَمَنٍ

فإنّ جُلّ المَعاني غيرُ مُتّفِقِ

قد يَبْعُدُ الشيءُ من شيءٍ يُشابِههُ

إنّ السماءَ نَظِيرُ الماءِ في الزَّرَقِ

عطر الزنبق 06-27-2019 06:59 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




عظِيمٌ لَعَمْري أنْ يُلِمّ عظيمُ

بآلِ علِيّ والأنامُ سَليمُ

ولكِنّهُمْ أهلُ الحَفائظِ والعُلى

فهُمْ لمُلِمّاتِ الزمانِ خُصومُ

فإنْ باتَ منها فيهمُ وَعْكُ عِلّةٍ

ففيها جِراحٌ منهمُ وكُلُومُ

هَنيئاً لأهلِ العَصْرِ بُرْءُ محَمّدٍ

وإنْ كانَ منهمْ جاهِلٌ وعَليمُ

ألَدُّ بِحَدّيْ سَيْفِهِ وسِنانِهِ

إذا لم يُغَلَّبْ غيرَ ذَيْنِ خَصِيمُ

لكَ اللهُ لا تَذْعَرْ وَليّاً بغَضْبةٍ

لعَلّ له عُذْراً وأنتَ تَلومُ

فلو زارَ أهلَ الخُلْدِ عتْبُكَ زوْرَةً

لأوْهَمَهُمْ أنّ الجِنانَ جَحيمُ

إذا عَصَفَتْ بالرّوْضِ أنفاسُ ناجِرٍ

فأيُّ وَميضٍ للغَمامِ أشيمُ

وهل ليَ في ظِلّ النَّعامِ تَقَيّلٌ

إذا منَعَتْ ظِلَّ الأراكِ سَمومُ

وما كنْتُ أدري أنّ مثلَكَ يشْتكي

ولم يَتَغَيّرْ للرّياحِ نَسيمُ

ولم تُطبِقِ الدنيا الفِجاجَ على الوَرَى

فيَهْلِكَ محمودٌ بها وذَميمُ

فإنْ نالَ منكَ السُّقْمُ حظّاً فطالما

رأيْتُ هِلالَ الأفْقِ وهْوَ سَقيمُ

إذا أدركَ البَيْنُ السِّماكَ ظعَنْتُمُ

وخُوضوا المَنايا والسِّماكُ مُقيمُ

فآلُ الثّرَيّا والفَراقِدِ أنْتُمُ

وإنْ شَبّهَتْكُمْ بالعِبادِ جُسومُ

فإنّ نُجومَ الأرضِ ليس بغائبٍ

سَناها وفي جَوّ السماء نُجومُ

فلَيْتَكَ للأفْلاكِ نورٌ مُخَلَّدٌ

يَزُولُ بنا صَرْفُ الرّدى وتَدومُ

يَراهُ بَنو الدهرِ الأخيرِ بِحالِهِ

كما أبصرتْهُ جُرْهُمٌ وأَمِيمُ

عطر الزنبق 06-27-2019 06:59 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




تخَيّرْتُ جُهْدي لو وَجدْت خِيارَا

وطِرْتَ بعَزْمي لو أصَبْتُ مَطارا

جَهِلْتُ فلمّا لم أرَ الجهْلَ مُغْنِياً

حَلُمْتُ فأوْسَعْتُ الزّمانَ وَقارا

إلى كم تَشكّاني إليّ رَكائبي

وتُكْثِرُ عَتْبي خُفْيةً وجِهارا

أسِيرُ بها تحتَ المَنايا وفوْقَها

فيَسْقُطُ بي شَخْصُ الحِمامِ عِثارا

وكُنّ إذا لاقَيْنَني ليَرِدْنَني

رَجَعْنَ كما شاءَ الصّديقُ حِرارا

فللّهِ طَعْمي ما أمَرّ مَذاقَهُ

وللهِ عِيسي ما أقَلّ نِفارا

وأسْوَدَ لم تَعْرِفْ له الإنْسُ والِداً

كَسانيَ منه حُلّةً وخِمارا

سَرَتْ بيَ فيه ناجِياتٌ مِياهُها

تَجِمّ إذا ماءُ الرّكائِبِ غارا

فخَرّقْنَ ثوْبَ اللّيْلِ حتى كأنّني

أَطَرْتُ بها في جانبيْه شَرارا

وباتَتْ تُراعي البدرَ وهْوَ كأنّه

من الخَوْفِ لاقى بالكَمالِ سِرارا

تأخّرَ عن جيْشِ الصّباحِ لضُعْفِه

فأوْثَقَهُ جيشُ الظّلامِ إسارا

ووافَتْ رِعاناً للرِّعانِ كأنّما

تُحادِثُها الشّعْرى العَبُورُ سِرَارا

وباتَ غَوِيُّ القوْمِ يَحْسَبُ أنّهُ

أجَدَّ إلى أهلِ السّماءِ مَزارا

إذا ضَنّ زَنْدٌمَدّ بالشّخْتِ كفَّه

ليَقْبِسَ من بعضِ الكواكبِ نارا

إذا قُيّدَتْ في مَنْزِلي بتَنُوفَةٍ

حَسِبْتَ مُناخاً أو طِنَتْه مُثارا

تظُنّ غَطيطَ النوْمِ نَهْمَةَ زاجِرٍ

فتَقْطَعُ قَيْداً أو تَبُتّ هِجارا

أطَلّتْ على أرجاء أزرَقَ مُتْرَعٍ

تَنُوشُ بَريراً حوْلَه وبَهارا

يَمِدْنَ إذا أُسْقِينَ منه كأنما

شَرِبنَ به قَبْلَ الضّياء عُقارا

إذا خفقَ البرْقُ الحِجازِيُّ أعْرَضَتْ

وتَرْنو إذا برْقُ العِراقِ أنارا

وتأرَنُ مِن بَعدِ اللُّغوبِ كأنّه

إليها بجَدّ في النّجاءِ أشارا

وليْستْ تُحِسّ الأرضُ منها بوطْأةٍ

فتُفْزِعُ سِرْباً أو تَروعُ صِوارا

تَدوسُ أفاحيصَ القطا وَهْوَ هاجِدٌ

فتَمْضي ولم تَقْطَعْ عليه غِرارا

وتَقْنِصُ أُمَّ الخِشْفِ ما أبَهَتْ لها

فتُحْدِثَ عنها نَبْوَةً وفِرارا

كأنّكَ أصْغَرْتَ الزمانَ وأهْلَهُ

عَبيداً ولم تَرْضَ البسيطةَ دارا

تَظَلّ المَنايا في سُيوفِكَ شُرّعاً

إذا النّقْعُ مِن تحتِ السّنابِكِ ثارا

فإنْ عُدّ ضَحضاح الحِمامِ صَوارِمٌ

عُدِدْنَ بُحُوراً للرّدى وغِمارا

كأنّ تُرابَ الأرضِ لم يَرْضَ عِزَّها

فأصْعَدَ يَبْغي في السماء جِوارا

بكلّ كُميْتٍ ما رَعتْ خبَطَ الحِمى

ولا شَرِبَتْ رِسْلَ اللّقاحِ سَمارا

إذا ما عَلاهَا فارسٌ ظَنّ أنّه

تَبَوّأ ما بين النّجومِ قَرارا

ولم أرَ خَيْلاً مِثْلَها عَرَبيّةً

تُذِيلُ عَدُوّاً أو تصُونُ ذِمارا

أشَدَّ على مَن حارَبَتْه تسلّطاً

وأبْعَدَ منها في البلادِ مُغارا

يُكَلّفُها الأرضَ البعيدةَ ماجِدٌ

يُشَيّدُ مَجْداً لا يُكشِّفُ عارا

غَذاهُنّ مُحْمَرَّ النّجيعِ قَوارِحاً

كما كُنّ يُغْذَيْنَ الضّريبَ مِهارا

سمعْنَ الوَغى قبلَ الصّهيلِ وما انْسَرَتْ

مَشَايِمُها حتى اكتَسَينَ غُبارا

إذا أفرعَتْ من ذاتِ نِيقٍ حَسِبْتَها

تُفيضُ على أهلِ الوُهودِ بِحارا

وإن نَهَضَتْ من مطمَئنّ ظنَنْتَه

يَجيشُ جِبالاً أو يَمُجّ حِرارا

يَغُولُ سِباعَ الطّيرِ ضَنْكُ غُبارِها

فيُسْقِطُ مَوْتَى أعْقُباً ونِسارا

ويَجْشِمُ فيه السِّيدُ رُعْباً فكُلما

أضاءتْ لعينيه القَواضِبُ سارا

هَداهُ إلى ما شاء كلّ مهَنّدٍ

يَكونُ لأسبابِ الحُتوفِ نِجارا

كأنّ المَنايا جيشُ ذَرّ عَرَمْرَمٌ

تَخِذْنَ إلى الأرْوَاحِ فيهِ مَسارا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:00 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




لقد آنَ أنْ يَثْني الجَموحَ لِجامُ

وأنْ يَمْلِكَ الصّعْبَ الأبيَّ زِمامُ

أيُوعِدُنا بالرّوم ناسٌ وإنّما

همُ النّبْتُ والبِيضُ الرّقاقُ سَوامُ

كأنْ لم يكُن بينَ المَخاضِ وحارِمٍ

كتائِبُ يُشجِينَ الفَلا وخِيامُ

ولم يَجْلِبُوهَا من وَرَاءِ مَلَطْيَةٍ

تَصَدَّعُ أجْبَالٌ بها وإكامُ

كتائِبُ من شَرْقٍ وغرْبٍ تألّبَتْ

فُرادَى أتاها الموتُ وهْيَ تُؤامُ

غَرائبُ دُرّ جُمّعَتْ ثُمّ ضُيّعَتْ

وقد ضَمّ سِلْكٌ شَمْلَها ونِظامُ

بيوْمٍ كأنّ الشمسَ فيه خَريدَةٌ

عليها من النّقْعِ الأحَمّ لِثامُ

كأنّهُمُ سَكْرَى أُريقَ عليهِمُ

بَقايا كُؤوسٍ مِلؤهُنّ مُدَامُ

فأضْحَوا حديثاً كالمَنامِ وما انقَضَى

فسِيّانِ منه يَقْظَةٌ ومَنامُ

مَحَلٌّ بأرضِ الشامِ يطْرُدُ أهْلَه

ولكنّهمْ عمّا يقولُ نِيامُ

وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ

وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ

كفَى بخِضَابِ المَشْرَفيّةِ مُخْبِراً

بأنّ رُؤوساً قد شَقِينَ وهامُ

فإنْ قَعَدَتْ عنه الحوادثُ حِقْبةً

فها هيَ فيما لا تشاء قِيامُ

مَضَى زَمنٌ والعِزّ بانٍ رِواقَه

عليه وسيْفُ الدّهْرِ عنه كَهامُ

وما الدّهرُ إلاّ دولةٌ ثُمّ صَوْلةٌ

وما العَيْشُ إلا صِحّةٌ وسَقامُ

زَمَانَ قَرَوْا بالمَشْرَفيّ ضُيوفَهُمْ

مَآلِكَ قَوْمٍ والكُماةُ صِيامُ

ولو دامَتِ الدُّولاتُ كانوا كغَيرِهمُ

رَعايا ولكِنْ ما لَهُنّ دَوَامُ

وردّوا إليكَ الرُّسْلَ والصّلحُ مُمْكنٌ

وقالوا على غيرِ القِتالِ سلامُ

فلا قوْلَ إلا الضّرْبُ والطّعْنُ عندنا

وَلا رُسْلَ إلا ذابِلٌ وحُسامُ

فإنْ عُدتَ فالمجرُوحُ تُؤسَى جراحُه

وإنْ لم تَعُدْ مُتْنا ونحنُ كِرامُ

فلَسْنا وإن كان البَقاءُ مُحبَبَّاً

بأوّلِ مَن أخْنى عليه حِمامُ

وحُبُّ الفتى طولَ الحياةِ يُذِلّه

وإنْ كان فيه نَخْوَةٌ وعُرامُ

وكُلٌّ يُريدُ العَيْشَ والعيشُ حَتفُه

ويَسْتَعْذِبُ اللذّاتِ وَهْيَ سِمامُ

فلمّا تجلّى الأمرُ قالوا تمَنّياً

ألا لَيْتَ أنّا في التّرابِ رِمامُ

وراموا التي كانت لهُمْ وإليهِمُ

وقد صَعُبَتْ حالٌ وعَزّ مَرامُ

وظنّوكَ ممَنْ يُطفئُ البرْدُ نارَهُ

إذا طَلَعَتْ عند الغُرُوبِ جَهامُ

وأنّك تَثْنِيها قُبالَةَ جِلّقٍ

مَتى لاحَ بَرْقٌ واستَقَلّ غَمامُ

وقالوا شُهُورٌ يَنْقَضِينَ بغَزْوَةٍ

وما عَلِموا أن القُفولَ حَرامُ

لقد حكَموا حُكمَ الجَهول لنفْسِه

روَيْدَهُمُ حتى يَطولَ مَقامُ

وحتى يَزولَ الحَوْلُ عنهمْ ومِثْلُه

ويَذْهَبَ عامٌ بعْد ذاكَ وعامُ

فلولاكَ بعْدَ اللّهِ ما عُرِفَ الندى

ولا ثارَ بينَ الخافِقَينِ قَتامُ

ولا سُلّ في نَصْرِ المكارِمِ صارِمٌ

ولا شُدّ في غَزْوِ العدُوّ حِزامُ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:00 PM







http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




يرُومُكَ والجوْزَاءُ دون مَرامِه

عَدُوٌّ يَعيبُ البَدْرَ عند تمامِهِ

فإن يكُ أضْحى القوْلُ جَمّاً طيورُهُ

فما تَسْتَوي عِقْبانُه بحَمامهِ

وإن يَكُ وادينا من الشِّعْرِ نَبْتُهُ

فغيْرُ خفِيّ أثْلُهُ من ثُمامهِ

وليس بجازٍ حقَّ شُكْرِكَ مُنْعِمٌ

ولو جعل الدّنيا قضاءَ زِمامهِ

فلا تُلْزِمَنّي مِن مديحكَ مَنْطِقاً

يُقَصّرُ فِكري عن بُلوغِ التِزامهِ

حَلَلْتَ من العَلْياءِ صَهْوَةَ باذِخٍ

تَوَدّ الضّواري أنها من بِهامهِ

إذا افتخرَ المَسكُ الذكيّ فإنما

يقولُ ادّعاءً إنّه مِن رَغامِهِ

إذا ما طَريدُ العُصْمِ وافى حَضِيضَه

تَبَوّأ فيهِ واثقاً باعتصامِهِ

مَنازِلُ لو رُدّ الحِمامُ بعِزّةٍ

لمَا رِيعَ مَن يحْتَلّها مِن حِمامهِ

إذا أطْلَقَتْ كفّاكَ عارِضَ عسْجدٍ

على سائِلٍ لم تَرْضَيا برِهامِهِ

غَمامَانِ مُبْيَضّانِ مُنْذُ بَراهُما

لنا اللّهُ لم نَحْفِلْ بسُودِ غَمامهِ

كأنّكَ حَوْضُ المُزْنِ طأطأ نفْسه

إلى وِرْدِهِ حتى ارْتَوى مِن سِجامهِ

كأنك دُرّ البحْرِ أصبحَ طافِياً

على الماء فاعْتامَ الوَرَى من تُؤامِهِ

كأنك رُكْنُ البيتِ أُعطيَ قُدْرَةً

فَسَارَ إلى زُوّارِهِ لاسْتِلامِهِ

أفَدْتَ جَزيلَ المالِ لمّا اسْتَفَدْتَه

وحكّمْتَ فيه الدهرَ قبْل احتِكامِهِ

ولو نال ذو القرْنينِ ما نِلْتَ من غِنًى

بَنى السّدَّ من ذَوْبِ النُّضَارِ وَسامِهِ

وهلْ يَذْخَرُ الضّرْغامُ قوتاً ليَوْمهِ

إذا ادّخَرَ النّمْلُ الطّعامَ لعامهِ

وكم بلَدٍ فارقْتُه مُتَلَهِّماً

عليكَ غَداةَ البيْنِ قلْبُ هُمامهِ

يَكادُ نسيمُ الرّيحِ مِن نحوِ أرضِهِ

يُخَبّرُنا عن وَجْدِهِ وغرامهِ

جَوادٌ يفوتُ الخيْلَ من بَعد ما وَنَى

فكيْفَ يُجارى بعدَ طُولِ جِمامهِ

هِزَبْرٌ تظلّ الأُسْدُ مِن غُرّ قَوْمِهِ

تَحُفّ به من خلْفه وأمامهِ

بَنُو الجلَباتِ الباعِثونَ من النّدى

سَرَاياهُ والغازُون وَسْطَ لُهامهِ

وهلْ يَدّعي اللّيْلُ الدَّجُوجيُّ أنه

يُضيءُ ضِياء الشمسِ شُهْبُ ظلامهِ

وما كان يُغني القِرْنَ عن حملِ سيفه

إذا الحَرْبُ شُبّتْ كَثْرةٌ من سِهامهِ

ولا يُدرِكُ العُرْبَ الهَجينُ بجُلّهِ

ولا حَلْيِه في سَرْجِه ولِجامهِ

ومَن يَبْلُ مِن قبْلِ اللّقاءِ سيوفَه

يُميِّزْ ويعْرِفْ عَضْبَهُ مِن كَهامِهِ

ولولا سَعِيدٌ باتَ نَدمانَ كَوْكَبٍ

يُريقُ له في الأرْضِ شطْرَ مُدامهِ

وكانتْ بَقايا نَعْمةٍ عَضُدِيّةٍ

تَرُدّ إلى الزّوْراء بَعضَ اهتِمامِهِ

سَرَى نحْوَه والصّبْحُ مَيْتٌ كأنما

يُسائِلُ بالوَخْدِ الثّرى عن رِمامهِ

ونكّبَ إلاّ عن قُوَيْقٍ كأنّهُ

يظُنّ سِواهُ زائداً في أُوامِهِ

بعِيسٍ تَجُوبُ الدهرَ جوناً كأنها

مُفتّشَةٌ أحْشاءه عن كِرامِهِ

خِفافٍ يُباهي كلُّ هَجْلٍ هَبَطْنَه

بهِنّ على العِلاّتِ رُبْدَ نَعامهِ

إذا أرْزَمَتْ فيه المَهاري ولم يُجِبْ

حُوَارٌ أجابَتْ عنه أصداءُ هامهِ

ولو وَطِئَتْ في سيرِها جَفْنَ نائمٍ

بأخْفافِها لم يَنْتَبِهْ من مَنامهِ

وكُلِّ وَجِيهِيّ كأنّ رُؤالَه

تحَدّرَ من عِطْفَيْهِ فوْقَ حِزامِهِ

وأعْيَسَ لو وافى به خُرْقَ مِخْيَطٍ

لأنْفَذَهُ من ضُمْرِهِ وانضِمامهِ

يُراقبُ ضَوْءَ الصّبْحِ من كلّ مَطلَعٍ

ولا ضَوْء إلاّ ما بدا مِن لُغامهِ

تَذكّرْنَ من ماءِ العواصِمِ شَرْبَةً

وزُرْقُ العَوالي دونَ زُرْقِ جِمامهِ

فلو نَطَقَ الماءُ النّميرُ مُسَلِّماً

عليْهِنّ لم يَرْدُدْنَ رَجْعَ سَلامهِ

ومُلْتَثِمٍ بالغَلْفَقِ الجَعْدِ عَرّستْ

عليه فلم تَكْشِفْ خَفِيَّ لِثَامهِ

وكم بينَ رِيفِ الشأم والكَرْخِ مَنْهَلاً

مَوارِدُهُ ممزوجةٌ بسِمامهِ

كأنّ الصَّبا فيه تُراقِبُ كامِناً

يثُورُ إليها من خِلالِ إكامهِ

يمُرّ بهِ رَأدُ الضّحَى مُتنكّراً

مَخافَةَ أن يَغْتَالَه بقَتامِهِ

نَهَارٌ كأنّ البدْرَ قاسى هجِيرَه

فعادَ بلوْنٍ شاحِبٍ من سَهامهِ

بلادٌ يَضِلّ النّجْمُ فيها سبيلَه

وتُثْني دُجاها طيْفَها عن لِمامهِ

حَنادسُ تُعشي الموْتَ لولا انجِيابُها

عن المرْء ما هَمّ الرّدى باخْتِرامِهِ

رَجا اللّيْلُ فيها أن يدومَ شبابُه

فلمّا رآها شابَ قبلَ احْتِلامِهِ

فأنْضَى علِيٌّ خيْلَه ورِكابَهُ

ولم يأتِ إلاّ فوْقَ اعْتِزامهِ

تَشُقّ عُقَيْلاً وهْيَ خُزْرٌ عُيونُها

بكلّ كميّ رِزْقُه من حُسامِهِ

ولاقَى دُوَيْنَ الوِرْدِ كلَّ مُغَيَّبٍ

عنِ الرّشْدِ يَقْتادُ الخَنا بزِمامهِ

أشَدُّ الرّزايا عندَهُ عَقْرُ نابِهِ

وأبْعَدُ شيءٍ ضَيْفُه مِن طَعامِهِ

أخو طمَعٍ لا يَنزِلُ الرّكْبُ أرضَه

فيَرْحَلُ إلا مُوقَراً مِن مَلامهِ

إذا أعرَضَتْ نارُ الحُباحِبِ في الدّجَى

سعَى قابِساً من نارِها بضِرامهِ

وإنْ ضُرِبَتْ أطْنابُه بتَنُوفَةٍ

نَأى الضّبُّ عنها خِيفَةً من عُرامهِ

إذا هِيضَ عظمُ البَكْرِ وَدّ لو أنّه

فَداهُ من الإعْناتِ بعضُ عِظامهِ

وما نَغَمُ الأوْتارِ في سمْعِ أُذْنِهِ

بأحْسَنَ صَوْتاً مِن رُغاء سَوامهِ

فيا رَبّ لا يَمْرُرْ بدارٍ يحُلّها

من المُزْنِ إلا خالِياتُ جَهامهِ

وإن كان غَيْثٌ فاعْدُهُ عن بلادهِ

وإن كان موْتٌ فاسْقِها من زُؤامهِ

ولولا احتِقارٌ من عَلِيّ بشانه

لسَلّ عليه الذّمُّ سيْفَ انتِقامهِ

هوَ الشّهْدُ مَجّتْه الخُطوبُ مرَارَةً

وقد فَغَرَتْ أفْواهَها لالتِهامهِ

تَهابُ الأعادي بأسَه وهْوَ ساكِنٌ

كما هِيبَ مَسُّ الجَمْرِ قبل اضطرامهِ

ورُبّ جُرازٍ يُتّقَى وهْوَ مُغْمَدٌ

ولُجٍّ تُهالُ النفْسُ دون اقتِحامِهِ

إذا ضَحِكَتْ عُجْباً به كلُّ بلْدةٍ

بكَى مالُه مِنْ ظُلْمِهِ واهتِضامِهِ

تَحَفّظَ منه خِيفَةً من رَحِيلِهِ

وكم مال مَلْكٍ ضاعَ تحتَ خِتامِهِ

وذامَتْهُ أفْناءُ العِراقِ وإنّما

تَرَحُّلُهُ عنهُنّ أكبَرُ ذامهِ

فكان الصّبا إذْ لم يَجِدْ فيه عائِبٌ

مَقالاً لخَلْقٍ عابَهُ بانصِرامهِ

ولو أنّ بَغْدادَ استطاعَتْ لأشّبَتْ

عليه الثّنايا رغْبَةً في مُقامهِ

متى يَحْبِسِ الدّجْنُ المُطبِّقُ بارِقاً

يَجُبْهُ ويخْرُجْ ساطعاً من رُكامهِ

علَيّ لأمْلاكِ البِلادِ نَصِيحَةٌ

يقُومُ بها ذو حِسْبَةٍ في قِيامِهِ

أخُصّ بها من كُلّ حَيّ عَمِيدَهُ

وأصْرِفُها مُسْتكبِراً عن طَغامهِ

بأنّ علِيّاً كلُّ مَن فازَ بالغِنى

فقِيرٌ إذا لم يَدّخِرْ مِن كلامِهِ

سنَنْتُ لأرْبابِ القَريضِ امتداحَه

كما سَنّ إبراهيمُ حَجَّ مَقامهِ

فيُثْني عليه ضَيْغَمٌ بزَئِيرِهِ

ويُثْني عليه شادِنٌ ببُغامهِ

وهذا لأهلِ النّطقِ شَرْعي ومذهَبي

فمَنْ لم يُطِعْني عَقَّ أمْرَ إمامِهِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:01 PM







http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




يرُومُكَ والجوْزَاءُ دون مَرامِه

عَدُوٌّ يَعيبُ البَدْرَ عند تمامِهِ

فإن يكُ أضْحى القوْلُ جَمّاً طيورُهُ

فما تَسْتَوي عِقْبانُه بحَمامهِ

وإن يَكُ وادينا من الشِّعْرِ نَبْتُهُ

فغيْرُ خفِيّ أثْلُهُ من ثُمامهِ

وليس بجازٍ حقَّ شُكْرِكَ مُنْعِمٌ

ولو جعل الدّنيا قضاءَ زِمامهِ

فلا تُلْزِمَنّي مِن مديحكَ مَنْطِقاً

يُقَصّرُ فِكري عن بُلوغِ التِزامهِ

حَلَلْتَ من العَلْياءِ صَهْوَةَ باذِخٍ

تَوَدّ الضّواري أنها من بِهامهِ

إذا افتخرَ المَسكُ الذكيّ فإنما

يقولُ ادّعاءً إنّه مِن رَغامِهِ

إذا ما طَريدُ العُصْمِ وافى حَضِيضَه

تَبَوّأ فيهِ واثقاً باعتصامِهِ

مَنازِلُ لو رُدّ الحِمامُ بعِزّةٍ

لمَا رِيعَ مَن يحْتَلّها مِن حِمامهِ

إذا أطْلَقَتْ كفّاكَ عارِضَ عسْجدٍ

على سائِلٍ لم تَرْضَيا برِهامِهِ

غَمامَانِ مُبْيَضّانِ مُنْذُ بَراهُما

لنا اللّهُ لم نَحْفِلْ بسُودِ غَمامهِ

كأنّكَ حَوْضُ المُزْنِ طأطأ نفْسه

إلى وِرْدِهِ حتى ارْتَوى مِن سِجامهِ

كأنك دُرّ البحْرِ أصبحَ طافِياً

على الماء فاعْتامَ الوَرَى من تُؤامِهِ

كأنك رُكْنُ البيتِ أُعطيَ قُدْرَةً

فَسَارَ إلى زُوّارِهِ لاسْتِلامِهِ

أفَدْتَ جَزيلَ المالِ لمّا اسْتَفَدْتَه

وحكّمْتَ فيه الدهرَ قبْل احتِكامِهِ

ولو نال ذو القرْنينِ ما نِلْتَ من غِنًى

بَنى السّدَّ من ذَوْبِ النُّضَارِ وَسامِهِ

وهلْ يَذْخَرُ الضّرْغامُ قوتاً ليَوْمهِ

إذا ادّخَرَ النّمْلُ الطّعامَ لعامهِ

وكم بلَدٍ فارقْتُه مُتَلَهِّماً

عليكَ غَداةَ البيْنِ قلْبُ هُمامهِ

يَكادُ نسيمُ الرّيحِ مِن نحوِ أرضِهِ

يُخَبّرُنا عن وَجْدِهِ وغرامهِ

جَوادٌ يفوتُ الخيْلَ من بَعد ما وَنَى

فكيْفَ يُجارى بعدَ طُولِ جِمامهِ

هِزَبْرٌ تظلّ الأُسْدُ مِن غُرّ قَوْمِهِ

تَحُفّ به من خلْفه وأمامهِ

بَنُو الجلَباتِ الباعِثونَ من النّدى

سَرَاياهُ والغازُون وَسْطَ لُهامهِ

وهلْ يَدّعي اللّيْلُ الدَّجُوجيُّ أنه

يُضيءُ ضِياء الشمسِ شُهْبُ ظلامهِ

وما كان يُغني القِرْنَ عن حملِ سيفه

إذا الحَرْبُ شُبّتْ كَثْرةٌ من سِهامهِ

ولا يُدرِكُ العُرْبَ الهَجينُ بجُلّهِ

ولا حَلْيِه في سَرْجِه ولِجامهِ

ومَن يَبْلُ مِن قبْلِ اللّقاءِ سيوفَه

يُميِّزْ ويعْرِفْ عَضْبَهُ مِن كَهامِهِ

ولولا سَعِيدٌ باتَ نَدمانَ كَوْكَبٍ

يُريقُ له في الأرْضِ شطْرَ مُدامهِ

وكانتْ بَقايا نَعْمةٍ عَضُدِيّةٍ

تَرُدّ إلى الزّوْراء بَعضَ اهتِمامِهِ

سَرَى نحْوَه والصّبْحُ مَيْتٌ كأنما

يُسائِلُ بالوَخْدِ الثّرى عن رِمامهِ

ونكّبَ إلاّ عن قُوَيْقٍ كأنّهُ

يظُنّ سِواهُ زائداً في أُوامِهِ

بعِيسٍ تَجُوبُ الدهرَ جوناً كأنها

مُفتّشَةٌ أحْشاءه عن كِرامِهِ

خِفافٍ يُباهي كلُّ هَجْلٍ هَبَطْنَه

بهِنّ على العِلاّتِ رُبْدَ نَعامهِ

إذا أرْزَمَتْ فيه المَهاري ولم يُجِبْ

حُوَارٌ أجابَتْ عنه أصداءُ هامهِ

ولو وَطِئَتْ في سيرِها جَفْنَ نائمٍ

بأخْفافِها لم يَنْتَبِهْ من مَنامهِ

وكُلِّ وَجِيهِيّ كأنّ رُؤالَه

تحَدّرَ من عِطْفَيْهِ فوْقَ حِزامِهِ

وأعْيَسَ لو وافى به خُرْقَ مِخْيَطٍ

لأنْفَذَهُ من ضُمْرِهِ وانضِمامهِ

يُراقبُ ضَوْءَ الصّبْحِ من كلّ مَطلَعٍ

ولا ضَوْء إلاّ ما بدا مِن لُغامهِ

تَذكّرْنَ من ماءِ العواصِمِ شَرْبَةً

وزُرْقُ العَوالي دونَ زُرْقِ جِمامهِ

فلو نَطَقَ الماءُ النّميرُ مُسَلِّماً

عليْهِنّ لم يَرْدُدْنَ رَجْعَ سَلامهِ

ومُلْتَثِمٍ بالغَلْفَقِ الجَعْدِ عَرّستْ

عليه فلم تَكْشِفْ خَفِيَّ لِثَامهِ

وكم بينَ رِيفِ الشأم والكَرْخِ مَنْهَلاً

مَوارِدُهُ ممزوجةٌ بسِمامهِ

كأنّ الصَّبا فيه تُراقِبُ كامِناً

يثُورُ إليها من خِلالِ إكامهِ

يمُرّ بهِ رَأدُ الضّحَى مُتنكّراً

مَخافَةَ أن يَغْتَالَه بقَتامِهِ

نَهَارٌ كأنّ البدْرَ قاسى هجِيرَه

فعادَ بلوْنٍ شاحِبٍ من سَهامهِ

بلادٌ يَضِلّ النّجْمُ فيها سبيلَه

وتُثْني دُجاها طيْفَها عن لِمامهِ

حَنادسُ تُعشي الموْتَ لولا انجِيابُها

عن المرْء ما هَمّ الرّدى باخْتِرامِهِ

رَجا اللّيْلُ فيها أن يدومَ شبابُه

فلمّا رآها شابَ قبلَ احْتِلامِهِ

فأنْضَى علِيٌّ خيْلَه ورِكابَهُ

ولم يأتِ إلاّ فوْقَ اعْتِزامهِ

تَشُقّ عُقَيْلاً وهْيَ خُزْرٌ عُيونُها

بكلّ كميّ رِزْقُه من حُسامِهِ

ولاقَى دُوَيْنَ الوِرْدِ كلَّ مُغَيَّبٍ

عنِ الرّشْدِ يَقْتادُ الخَنا بزِمامهِ

أشَدُّ الرّزايا عندَهُ عَقْرُ نابِهِ

وأبْعَدُ شيءٍ ضَيْفُه مِن طَعامِهِ

أخو طمَعٍ لا يَنزِلُ الرّكْبُ أرضَه

فيَرْحَلُ إلا مُوقَراً مِن مَلامهِ

إذا أعرَضَتْ نارُ الحُباحِبِ في الدّجَى

سعَى قابِساً من نارِها بضِرامهِ

وإنْ ضُرِبَتْ أطْنابُه بتَنُوفَةٍ

نَأى الضّبُّ عنها خِيفَةً من عُرامهِ

إذا هِيضَ عظمُ البَكْرِ وَدّ لو أنّه

فَداهُ من الإعْناتِ بعضُ عِظامهِ

وما نَغَمُ الأوْتارِ في سمْعِ أُذْنِهِ

بأحْسَنَ صَوْتاً مِن رُغاء سَوامهِ

فيا رَبّ لا يَمْرُرْ بدارٍ يحُلّها

من المُزْنِ إلا خالِياتُ جَهامهِ

وإن كان غَيْثٌ فاعْدُهُ عن بلادهِ

وإن كان موْتٌ فاسْقِها من زُؤامهِ

ولولا احتِقارٌ من عَلِيّ بشانه

لسَلّ عليه الذّمُّ سيْفَ انتِقامهِ

هوَ الشّهْدُ مَجّتْه الخُطوبُ مرَارَةً

وقد فَغَرَتْ أفْواهَها لالتِهامهِ

تَهابُ الأعادي بأسَه وهْوَ ساكِنٌ

كما هِيبَ مَسُّ الجَمْرِ قبل اضطرامهِ

ورُبّ جُرازٍ يُتّقَى وهْوَ مُغْمَدٌ

ولُجٍّ تُهالُ النفْسُ دون اقتِحامِهِ

إذا ضَحِكَتْ عُجْباً به كلُّ بلْدةٍ

بكَى مالُه مِنْ ظُلْمِهِ واهتِضامِهِ

تَحَفّظَ منه خِيفَةً من رَحِيلِهِ

وكم مال مَلْكٍ ضاعَ تحتَ خِتامِهِ

وذامَتْهُ أفْناءُ العِراقِ وإنّما

تَرَحُّلُهُ عنهُنّ أكبَرُ ذامهِ

فكان الصّبا إذْ لم يَجِدْ فيه عائِبٌ

مَقالاً لخَلْقٍ عابَهُ بانصِرامهِ

ولو أنّ بَغْدادَ استطاعَتْ لأشّبَتْ

عليه الثّنايا رغْبَةً في مُقامهِ

متى يَحْبِسِ الدّجْنُ المُطبِّقُ بارِقاً

يَجُبْهُ ويخْرُجْ ساطعاً من رُكامهِ

علَيّ لأمْلاكِ البِلادِ نَصِيحَةٌ

يقُومُ بها ذو حِسْبَةٍ في قِيامِهِ

أخُصّ بها من كُلّ حَيّ عَمِيدَهُ

وأصْرِفُها مُسْتكبِراً عن طَغامهِ

بأنّ علِيّاً كلُّ مَن فازَ بالغِنى

فقِيرٌ إذا لم يَدّخِرْ مِن كلامِهِ

سنَنْتُ لأرْبابِ القَريضِ امتداحَه

كما سَنّ إبراهيمُ حَجَّ مَقامهِ

فيُثْني عليه ضَيْغَمٌ بزَئِيرِهِ

ويُثْني عليه شادِنٌ ببُغامهِ

وهذا لأهلِ النّطقِ شَرْعي ومذهَبي

فمَنْ لم يُطِعْني عَقَّ أمْرَ إمامِهِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:02 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني

فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني

إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ

فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ

رُبّ ليلٍ كأنّه الصّبحُ في الحُسْ

نِ وإن كانَ أسْودَ الطّيلَسانِ

قد رَكَضْنا فيه إلى اللّهْوِ لمّا

وَقَفَ النّجْمُ وِقْفَةَ الحَيْرانِ

كمْ أرَدْنا ذاكَ الزّمانَ بمَدْحٍ

فشُغِلْنَا بذَمّ هذا الزّمَانِ

فكأني ما قلْتُ والبدْرُ طِفْلٌ

وشَبابُ الظّلْماءِ في عُنْفُوانِ

ليلتي هذه عُروسٌ من الزّنْ

جِ عليها قلائِدٌ مِن جُمانِ

هَرَبَ النّوْمُ عن جُفونيَ فيها

هَرَبَ الأمْنِ عن فؤادِ الجَبانِ

وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا

فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ

قال صَحْبي في لُجّتَينِ من الحِنْ

دِسِ والبيدِ إذْ بدا الفَرْقَدانِ

نحنُ غَرْقَى فكيف يُنْقذُنا نجْ

مانِ في حَوْمةِ الدّجى غَرِقانِ

وسُهَيْلٌ كوَجْنَةِ الحِبّ في اللّوْ

نِ وقَلْبِ المُحِبّ في الخَفَقَانِ

مُسْتَبِدّاً كأنّه الفارِسُ المُعْ

لَمُ يبْدو مُعارِضَ الفُرسانِ

يُسْرِعُ اللّمْحَ في احْمِرارٍ كما تُسْ

رِعُ في اللّمْحِ مُقْلَةُ الغَضْبانِ

ضَرّجَتْهُ دماً سيوفُ الأعادي

فبكَتْ رَحْمَةً له الشِّعْرَيانِ

قَدمَاهُ وَرَاءَهُ وهْوَ في العَجْ

زِ كساعٍ ليستْ له قدَمانِ

ثُمّ شابَ الدّجى وخافَ من الهجْ

رِ فغَطّى المَشيبَ بالزّعفرانِ

ونضا فجْرُهُ على نَسْرِهِ ال

واقعِ سيْفاً فهَمّ بالطّيَرانِ

وَبِلادٍ وَرَدْتُها ذَنَبَ السِّرْ

حانِ بينَ المَهاةِ والسَّرْحانِ

وعُيونُ الرِّكابِ تَرْمُقُ عَيْناً

حوْلَهَا مَحْجِرٌ بلا أجْفانِ

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْ

نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا

نِ وفي أُولَياتِهِ شَفَقَانِ

ثَبَتَا في قَميصِهِ ليَجيءَ الحَشْ

رَ مُسْتَعْدِياً إلى الرّحْمنِ

وجَمالُ الأوانِ عَقْبُ جُدودٍ

كلُّ جدّ منهمْ جَمالُ أوانِ

يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ

ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ

أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْ

راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

والشّخوصِ التي خُلِقْنَ ضِياءً

قبْلَ خَلْقِ المِرّيخِ والمِيزانِ

قبْلَ أن تُخْلَقَ السّماوَاتُ أو تُؤْ

مَرَ أفْلاكُهُنّ بالدّوَرانِ

لو تأتّى لنَطْحِها حَمَلُ الشّهْ

بِ تَرَدّى عن رأسِه الشَّرَطانِ

أو أراد السّماكُ طَعْناً لها عا

د كسِيرَ القَناةِ قبْلَ الطّعانِ

أو رَمَتْها قَوْس الكواكبِ زال العَج

سُ منها وخانَها الأبْهَرانِ

أو عصاها حوتُ النّجومِ سَقَاهُ

حَتْفَهُ صائِدٌ مِن الحِدْثانِ

أنتَ كالشمسِ في الضّياء وإن جا

وَزْتَ كَيْوَانَ في عُلُوّ المَكانِ

وافَقَ اسْمُ ابنِ أحْمدَ اسْمَ رَسُو

لِ اللهِ لمّا تَوافَقَ الغَرَضَانِ

وسَجايا محمّدٍ أعْجَزَتْ في الْ

وَصْفِ لُطْفَ الأفكارِ والأذهانِ

وجَرَتْ في الأنام أوْلادُهُ السّ

تّةُ مجْرى الأرْواحِ في الأبْدانِ

فهُمُ السّبْعَةُ الطّوالعُ والأصْ

غَرُ منهمْ في رُتْبَةِ الزِّبْرقانِ

وبِهِمْ فَضَّلَ المَلِيكُ بَني حَوّا

ءَ حتى سَمَوْا على الحَيَوانِ

شَرُفوا بالشِّرافِ والسُّمْرُ عِيدا

نٌ إذا لم يُزَنّ بالخِرْصانِ

وإذا الأرضُ وهيَ غَبراءُ صارتْ

من دَمِ الطّعْنِ وَرْدَةً كالدّهانِ

أقْبَلوا حامِلي الجَداوِلِ في الأغْ

مادِ مُسْتَلْئِمينَ بالغُدْرانِ

يَضْرِبون الأقْرانَ ضَرْباً يُعيدُ السْ

سَعْدَ نحْساً في حُكْمِ كلّ قِرانِ

وَجَلَوْا غَمْرَةَ الوَغَى بوُجوهٍ

حَسُنَتْ فهْيَ مَعْدِنُ الإحسانِ

قد أجَبْنَا قَوْلَ الشّريفِ بقوْلٍ

وأثَبْنَا الحَصَى عنِ المَرْجانِ

أطْرَبَتْنا ألْفاظُهُ طَرَبَ ال

عُشّاقِ للمُسْمِعاتِ بالألْحانِ

فاغْتَبَقْنا بيْضَاءَ كالفِضّةِ المَحْ

ضِ وعِفْنا حَمْراءَ كالأرْجُوانِ

لو أنّا جُزْنَا إلى شُرْبِها النّهْ

يَ عُنينا بِكُلّ أصْهَبَ عانِ

وهَجَرْنا شُرْبَ الكؤوسِ احْتقاراً

وشَرِبْنا مَسَرّةً بالدّنَانِ

أيّها الدُّرّ إنّما فِضْتَ مِن بَحْ

رٍ مُخَلّى الطريقِ للجَرَيانِ

ما امرُؤ القَيسِ بالمُصَلّي إذا جا

راهُ في الشعر بل سُكَيْتُ الرّهانِ

فاقْتَنِعْ بالرّوِيّ والوَزْنِ منّي

فهُمومي ثقِيلَةُ الأوْزانِ

من صُروفٍ ملَكنَ فكري ونُطْقي

فهْيَ قَيْدُ الفؤاد قَيْدُ اللّسانِ

يا أبا إبراهيم قَصّرَ عنكَ الشّعْ

رُ لمّا وُصِفْتَ بالقُرآنِ

أُشْرِبَ العالَمونَ حُبّكَ طَبْعاً

فهْوَ فَرْضٌ في سائرِ الأدْيانِ

بَانَ للمُسْلِمِينَ منكَ اعْتقادٌ

ظَفِرُوا مِنه بالهُدى والبَيانِ

وحُدودُ الإيمانِ يَقْبِسُها مِنْ

كَ ويَمْتاحُها أُولُو الإيمانِ

ومُحَيّاكَ للّذي يَعْبُدُ الدّهْ

رَ وإهْباءُ طِرْفِكَ الفَتَيَانِ

وإلهُ المَجُوسِ سَيْفُكَ إنْ لم

يَرْغَبوا عنْ عبادة النّيرانِ

حَلَباً حَجّتِ المَطِيُّ ولو أنْ

جَمْتَ عنها مالَتْ إلى حَرّانِ

صَلِيَتْ جَمْرَةَ الهَجِيرِ نهاراً

ثُمّ باتتْ تَغَصّ بالصِّلْيَانِ

أرْزَمَتْ ناقتايَ شَوْقاً فظَنّ الرّكْ

بُ أنّي سَرَى بيَ المِرْزَمانِ

عِش فداءٌ لوَجهكَ القَمَرانِ

فهُما في سَناهُ مُسْتَصْغَرانِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:02 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني

فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني

إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ

فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ

رُبّ ليلٍ كأنّه الصّبحُ في الحُسْ

نِ وإن كانَ أسْودَ الطّيلَسانِ

قد رَكَضْنا فيه إلى اللّهْوِ لمّا

وَقَفَ النّجْمُ وِقْفَةَ الحَيْرانِ

كمْ أرَدْنا ذاكَ الزّمانَ بمَدْحٍ

فشُغِلْنَا بذَمّ هذا الزّمَانِ

فكأني ما قلْتُ والبدْرُ طِفْلٌ

وشَبابُ الظّلْماءِ في عُنْفُوانِ

ليلتي هذه عُروسٌ من الزّنْ

جِ عليها قلائِدٌ مِن جُمانِ

هَرَبَ النّوْمُ عن جُفونيَ فيها

هَرَبَ الأمْنِ عن فؤادِ الجَبانِ

وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا

فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ

قال صَحْبي في لُجّتَينِ من الحِنْ

دِسِ والبيدِ إذْ بدا الفَرْقَدانِ

نحنُ غَرْقَى فكيف يُنْقذُنا نجْ

مانِ في حَوْمةِ الدّجى غَرِقانِ

وسُهَيْلٌ كوَجْنَةِ الحِبّ في اللّوْ

نِ وقَلْبِ المُحِبّ في الخَفَقَانِ

مُسْتَبِدّاً كأنّه الفارِسُ المُعْ

لَمُ يبْدو مُعارِضَ الفُرسانِ

يُسْرِعُ اللّمْحَ في احْمِرارٍ كما تُسْ

رِعُ في اللّمْحِ مُقْلَةُ الغَضْبانِ

ضَرّجَتْهُ دماً سيوفُ الأعادي

فبكَتْ رَحْمَةً له الشِّعْرَيانِ

قَدمَاهُ وَرَاءَهُ وهْوَ في العَجْ

زِ كساعٍ ليستْ له قدَمانِ

ثُمّ شابَ الدّجى وخافَ من الهجْ

رِ فغَطّى المَشيبَ بالزّعفرانِ

ونضا فجْرُهُ على نَسْرِهِ ال

واقعِ سيْفاً فهَمّ بالطّيَرانِ

وَبِلادٍ وَرَدْتُها ذَنَبَ السِّرْ

حانِ بينَ المَهاةِ والسَّرْحانِ

وعُيونُ الرِّكابِ تَرْمُقُ عَيْناً

حوْلَهَا مَحْجِرٌ بلا أجْفانِ

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْ

نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا

نِ وفي أُولَياتِهِ شَفَقَانِ

ثَبَتَا في قَميصِهِ ليَجيءَ الحَشْ

رَ مُسْتَعْدِياً إلى الرّحْمنِ

وجَمالُ الأوانِ عَقْبُ جُدودٍ

كلُّ جدّ منهمْ جَمالُ أوانِ

يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ

ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ

أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْ

راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

والشّخوصِ التي خُلِقْنَ ضِياءً

قبْلَ خَلْقِ المِرّيخِ والمِيزانِ

قبْلَ أن تُخْلَقَ السّماوَاتُ أو تُؤْ

مَرَ أفْلاكُهُنّ بالدّوَرانِ

لو تأتّى لنَطْحِها حَمَلُ الشّهْ

بِ تَرَدّى عن رأسِه الشَّرَطانِ

أو أراد السّماكُ طَعْناً لها عا

د كسِيرَ القَناةِ قبْلَ الطّعانِ

أو رَمَتْها قَوْس الكواكبِ زال العَج

سُ منها وخانَها الأبْهَرانِ

أو عصاها حوتُ النّجومِ سَقَاهُ

حَتْفَهُ صائِدٌ مِن الحِدْثانِ

أنتَ كالشمسِ في الضّياء وإن جا

وَزْتَ كَيْوَانَ في عُلُوّ المَكانِ

وافَقَ اسْمُ ابنِ أحْمدَ اسْمَ رَسُو

لِ اللهِ لمّا تَوافَقَ الغَرَضَانِ

وسَجايا محمّدٍ أعْجَزَتْ في الْ

وَصْفِ لُطْفَ الأفكارِ والأذهانِ

وجَرَتْ في الأنام أوْلادُهُ السّ

تّةُ مجْرى الأرْواحِ في الأبْدانِ

فهُمُ السّبْعَةُ الطّوالعُ والأصْ

غَرُ منهمْ في رُتْبَةِ الزِّبْرقانِ

وبِهِمْ فَضَّلَ المَلِيكُ بَني حَوّا

ءَ حتى سَمَوْا على الحَيَوانِ

شَرُفوا بالشِّرافِ والسُّمْرُ عِيدا

نٌ إذا لم يُزَنّ بالخِرْصانِ

وإذا الأرضُ وهيَ غَبراءُ صارتْ

من دَمِ الطّعْنِ وَرْدَةً كالدّهانِ

أقْبَلوا حامِلي الجَداوِلِ في الأغْ

مادِ مُسْتَلْئِمينَ بالغُدْرانِ

يَضْرِبون الأقْرانَ ضَرْباً يُعيدُ السْ

سَعْدَ نحْساً في حُكْمِ كلّ قِرانِ

وَجَلَوْا غَمْرَةَ الوَغَى بوُجوهٍ

حَسُنَتْ فهْيَ مَعْدِنُ الإحسانِ

قد أجَبْنَا قَوْلَ الشّريفِ بقوْلٍ

وأثَبْنَا الحَصَى عنِ المَرْجانِ

أطْرَبَتْنا ألْفاظُهُ طَرَبَ ال

عُشّاقِ للمُسْمِعاتِ بالألْحانِ

فاغْتَبَقْنا بيْضَاءَ كالفِضّةِ المَحْ

ضِ وعِفْنا حَمْراءَ كالأرْجُوانِ

لو أنّا جُزْنَا إلى شُرْبِها النّهْ

يَ عُنينا بِكُلّ أصْهَبَ عانِ

وهَجَرْنا شُرْبَ الكؤوسِ احْتقاراً

وشَرِبْنا مَسَرّةً بالدّنَانِ

أيّها الدُّرّ إنّما فِضْتَ مِن بَحْ

رٍ مُخَلّى الطريقِ للجَرَيانِ

ما امرُؤ القَيسِ بالمُصَلّي إذا جا

راهُ في الشعر بل سُكَيْتُ الرّهانِ

فاقْتَنِعْ بالرّوِيّ والوَزْنِ منّي

فهُمومي ثقِيلَةُ الأوْزانِ

من صُروفٍ ملَكنَ فكري ونُطْقي

فهْيَ قَيْدُ الفؤاد قَيْدُ اللّسانِ

يا أبا إبراهيم قَصّرَ عنكَ الشّعْ

رُ لمّا وُصِفْتَ بالقُرآنِ

أُشْرِبَ العالَمونَ حُبّكَ طَبْعاً

فهْوَ فَرْضٌ في سائرِ الأدْيانِ

بَانَ للمُسْلِمِينَ منكَ اعْتقادٌ

ظَفِرُوا مِنه بالهُدى والبَيانِ

وحُدودُ الإيمانِ يَقْبِسُها مِنْ

كَ ويَمْتاحُها أُولُو الإيمانِ

ومُحَيّاكَ للّذي يَعْبُدُ الدّهْ

رَ وإهْباءُ طِرْفِكَ الفَتَيَانِ

وإلهُ المَجُوسِ سَيْفُكَ إنْ لم

يَرْغَبوا عنْ عبادة النّيرانِ

حَلَباً حَجّتِ المَطِيُّ ولو أنْ

جَمْتَ عنها مالَتْ إلى حَرّانِ

صَلِيَتْ جَمْرَةَ الهَجِيرِ نهاراً

ثُمّ باتتْ تَغَصّ بالصِّلْيَانِ

أرْزَمَتْ ناقتايَ شَوْقاً فظَنّ الرّكْ

بُ أنّي سَرَى بيَ المِرْزَمانِ

عِش فداءٌ لوَجهكَ القَمَرانِ

فهُما في سَناهُ مُسْتَصْغَرانِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:04 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ






عطر الزنبق 06-27-2019 07:04 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ






عطر الزنبق 06-27-2019 07:05 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




أدْنى الفوارِسِ مَن يُغِيرُ لمَغْنَمِ

فاجْعَلْ مُغَارَكَ للمَكارِم تَكرُمِ

وتَوَقّ أمْرَ الغانِياتِ فإنّهُ

أمْرٌ إذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ

أنا أقْدَمُ الخُلاّنِ فارْضَ نصيحتي

إنّ الفَضِيلةَ للحُسامِ الأقْدَمِ

والْحَقْ بتُبّاعِ الأميرِ فكُنْ له

تَبَعاً لتُصْبِحَ بالمحَلّ الأعظَمِ

واسْتَزْرِ بالبِيضِ الحِسانِ ولا يكُنْ

لكَ غيرُ هِمّةِ صارمٍ أو لَهْذَمِ

المُتّقي بالخيْلْ كلّ عظيمةٍ

والمُسْتَبِيحِ بهِنّ كلّ عَرَمْرَمِ

ومُزِيرِها الغَوْرَ الذي لو سَلّمَتْ

ريحٌ على أرجائِها لم تَسْلَم

أو بَكّرَ الوَسمِيُّ يَطْلُبُ أَرضَه

نَفِدَ الرّبيعُ وتُرْبُها لم يُوسمِ

لا تَسْتَبِينُ الشّهْبُ فيه تنائِياً

ويَلُوحُ فيه البَدْرُ مثلَ الدّرهَمِ

هذا وكم جَبَلٍ عصَاها أهْلُه

فَهَوَتْ عليه مع الطّيورِ الحُوّمِ

وأجازَهَا قُذَفاتِ كلّ مُنِيفَةٍ

وَكْرُ العُقابِ بها وبيْتُ الأعْصَمِ

فوطِئْنَ أوْكارَ الأنُوقِ ورُوّعَت

مِنها وباتَ المُهْرُ ضَيْفَ الهَيْثَمِ

علِمَتْ وأضْعَفَها الحِذارُ فلم تَطِرْ

من ضَعْفِها فكأنّها لم تَعْلَمِ

وبَعيدةِ الأطرافِ رُعْنَ بماجِدٍ

يَرْدِينَ فوقَ أساوِدٍ لم تَطْعَمِ

تَرعى خوافي الرُّبْدِ في حَجَراتِها

سَغْباً وتَعْثُرُ بالغَطَاطِ النُّوَمِ

يَجْمَعْنَ أنفُسَهُنّ كي يَبْلُغْن ما

يَهْوَى فمُجْفَرُهنّ مثْلُ الأهضَمِ

ضَمَرَتْ وشَزّبَها القِيادُ فأصْبحتْ

والطّرْفُ يرْكُضُ في مَسابِ الأرقَمِ

مِن كلّ مُعْطِيَةِ الأعِنّةِ سرْجُها

تَرْقى فوارِسُها إليه بسُلّمِ

غَرّاءَ سَلْهَبَةٍ كَأنّ لجامَها

نالَ السماءَ به بَنانُ المُلْجِمِ

ومُقابَلٍ بينَ الوَجيهِ ولاحِقٍ

وافاكَ بينَ مُطَهَّمٍ ومُطَهَّمِ

صاغَ النّهارُ حُجُولَهُ فكأنّما

قَطعتْ له الظّلماءُ ثوبَ الأدهَمِ

قلِقَ السّماكُ لرَكْضِهِ ولربّما

نَفَضَ الغُبارَ على جبِينِ المِرْزَمِ

مِثلُ العرائسِ ما انثَنَتْ من غارةٍ

إلا مُخَضَّبَةَ السّنابِكِ بالدّمِ

سَهِرَتْ وقد هجَعَ الدليلُ بلابسٍ

بُرْدَ الحُبابِ مُعيدِ فعْلِ الضّيْغَمِ

أدْمَتْ نواجِذَها الظُّبَى فكأنّما

صُبِغَتْ شكائِمُها بمثْلِ العَنْدَمِ

وبنَتْ حوافِرُها قَتاماً ساطعاً

لولا انْقِيادُ عِداكَ لم يَتَهَدّمِ

باضَ النّسورُ به وخيّمَ مُصْعِداً

حتى تَرَعْرَعَ فيه فَرْخُ القَشْعَمِ

وسما إلى حَوْضِ الغَمامِ فماؤهُ

كَدِرٌ بمُنْهالِ الغُبارِ الأقْتَمِ

جاءتْ بأمْثالِ القِداحِ مُفِيضَةً

من كلّ أشْعَثَ بالسّيوفِ مُوَسَّمِ

فوُجِدْنَ أمْضى من سِهامِ التُّرك إذ

نُفِضَتْ وأنْفَدَ مِن حِرابِ الدّيْلمِ

حتى تركْنَ الماءَ ليس بطاهِرٍ

والتُّرْبَ ليس يَحِلُّ للمُتَيَمّمِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:06 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




أفَوْقَ البَدْرِ يُوضَعُ لي مِهَادُ

أمِ الجوْزاءُ تحْتَ يدِي وِسادُ

قَنِعْتُ فخِلْتُ أنّ النجْمَ دوني

وسِيّانِ التّقَنّعُ والجِهادُ

وأطْرَبَني الشّبابُ غَداةَ ولّى

فليْتَ سِنِيهِ صوْتٌ يُسْتَعادُ

وليس صِبا يُفادُ وراء شيْبٍ

بأعْوَزَ مِن أخي ثِقَةٍ يُفادُ

كأني حيثُ يَنْشا الدَّجْنُ تحتي

فها أنا لا أُطَلّ ولا أُجادُ

رُوَيْدَكَ أيّها العاوي ورائي

لتُخْبِرَني متى نَطَقَ الجَمادُ

سِفاهٌ ذادَ عنْكَ الناسَ حِلْمٌ

وَغَيٌّ فيه مَنْفَعَةٌ رَشادُ

أأخْمُلُ والنّبَاهَةُ فيّ لَفْظٌ

وأُقْتِرُ والقَناعَةُ لي عَتادُ

وألْقى الموْتَ لم تَخِدِ المَطايا

بحاجاتي ولم تَجِفِ الجِيادُ

ولو قِيل اسْألوا شَرَفاً لقُلْنا

يَعيشُ لنا الأميرُ ولا نُزادُ

شكَا فتَشكّتِ الدّنيا ومادَتْ

بأهْلِيهَا الغَوَائِرُ والنّجادُ

وأُرْعِدَتِ القنا زَمَعاً وخَوْفاً

لذلك والمُهنّدَةُ الحِدادُ

وكيفَ يَقِرّ قلْبٌ في ضُلوعٍ

وقد رَجَفَتْ لِعِلّتِهِ البِلادُ

بَنى من جَوْهَرِ العَلْياء بيْتاً

كأنّ النّيّراتِ له عِمادُ

إذا شَمسُ الضّحَى نَظَرَتْ إليه

أقَرّتْ أنّ حُلّتَها حِدادُ

فلولا اللهُ قال الناس أضْحَتْ

ثمانِيَةً به السّبْعُ الشّدادُ

أغَرُّ نَمَتْهُ من غَسّانَ غُرّ

تَدِينُ لعِزّهِمْ إرَمٌ وعادُ

بَنُو أمْلاكِ جَفْنَةَ قَرّبَتْهُمْ

إلى الرّومِ اللّجَاجَةُ والعِنادُ

أرادَتْ أن تُقِيدَهُمُ قُرَيْشٌ

وكانوا لا يُنالُ لهم قِيادُ

أقائِدَها تُغِصّ الجوّ نَقْعاً

وفوْقَ الأرضِ من عَلَقٍ جِسادُ

وقد أدْمَتْ هَوادِيَها العَوالي

وأنْضَبَها التّطَاوُلُ والطّرادُ

مُقَلَّدَةً بهاماتِ الأعادي

كما بالدُّرَ قُلّدَتِ الخِرَادُ

عليها اللابِسُونَ لكُلّ هَيْجٍ

بُرُوداً غُمْضُ لابسِها سُهادُ

كأبْوابِ الأراقِمِ مَزّقَتْها

فخَاطَتْها بأعْيُنِهَا الجَرَادُ

إليكَ طَوَى المَفاوِزَ كلُّ رَكْبٍ

سَمَا بِهمِ التّغَرّبُ والبعادُ

وإصْباحٍ فَلَيْنا اللّيلَ عنه

كما يُفْلى عن النّارِ الرّمادُ

أبلّ به الدّجى مِن كلّ سُقْمٍ

وكوْكَبُهُ مريضٌ ما يُعادُ

ولو طَلَعَ الصّباحُ لفُكّ عنه

مِن الظّلْماءِ غُلُّ أو صِفادُ

تَلوذُ بنا القَطا مُسْتَجْدِياتٍ

لِما ضَمِنتْ من الماء المَزادُ

يَكَدْنَ يَرِدْنَ من حدَق المَطايا

مَوَارِدَ ماؤها أبَداً ثِمادُ

فكَمْ جاوَزْنَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ

وسائِرُ نُطْقِنا هِيدٌ وهادُ

ومِنْ غَلَلٍ تَحِيدُ الرّيحُ عنه

مَخافَةَ أنْ يُمَزّقَها القَتادُ

وكُنّ يَرَيْنَ نارَ الزّنْدِ فيه

فلم يُبْصِرْنَ إذ وَرَتِ الزّنادُ

لو أنّ بَيَاضَ عَيْنِ المَرْءِ صُبْحٌ

هُنالِك ما أضاء به السّوادُ

وأرضٍ بِتُّ أقْري الوَحشَ زادي

بها ليَثُوبَ لي مِنْهُنّ زادُ

فأُطْعِمُها لأجْعَلَها طَعامي

ورُبّ قَطيعَةٍ جَلَبَ الوِدادُ

ترَكْتُ بها الرّقادَ وزُرْتُ أرضاً

يُحاذِرُ أن يُلِمّ بها الرّقادُ

رأيْتُكَ ساخِطاً ما جاء عَفواً

ولو جادَتْكَ بالذهَبِ العِهادُ

فما تَعْتَدّ مالاً غيرَ مالٍ

حَبَاكَ به طِعانٌ أو جِلادُ

وتُنْفِدُ كلّ وَفْرٍ حُزْتَ قَسْراً

لعِلْمِكَ أنّ آخِرَهُ نَفادُ

ألِفْتَ الحَرْبَ حتى قال قَوْمٌ

أمَا لصَلاحِ بينكُما فسادُ

تموتُ الدّرْعُ دونَكَ حَتْفَ أنْفٍ

ويَبْلى فوْقَ عاتِقِكَ النّجادُ

ركِبْتَ العاصِفاتِ فما تُجارَى

وسُدْتَ العالَمِينَ فما تُسادُ

متى أرْمِ السُّهَى لكَ أنْتَظِمْهُ

كأنّ هَواكَ في سَهْمي سَدادُ

تَذُودُ عُلاكَ شُرّادَ المَعاني

إليّ فمَنْ زُهَيرٌ أو زِيادُ

إذا ما صِدْتُها قالت رِجالٌ

ألمْ تكُنِ الكواكبُ لا تُصادُ

مِنَ اللاّتي أمَدّ بِهِنّ طَبْعٌ

وهَذّبَهُنّ فِكْرٌ وانْتِقادُ

ولولا فَرْطُ حُبّكَ ما ازْدهاني

إلى المَدْحِ الطّريفُ ولا التّلادُ

تُوَرّي عنكَ أَلْسِنَةُ اللّيالي

كأنّكَ في ضمائِرهَا اعتِقادُ

فإنْ يكُنِ الزّمان يريدُ مَعْنى

فإنّكَ ذلكَ المَعْنى المُرادُ

يَكادُ مُحَيَّنٌ لاقى المَنايا

بسَيْفِكَ لا يكونُ له مَعادُ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:06 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً

سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا

كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً

فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا

إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً

حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا

أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً

ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا

وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ

أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا

سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا

تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا

وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ

إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا

وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني

بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا

متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي

نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا

بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي

بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا

أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي

ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا

رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً

ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا

فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً

ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا

رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي

وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا

وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ

يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا

تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ

فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا

أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه

على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا

كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ

أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا

كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه

فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا

وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ

مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا

وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ

غُراباً والنّعامةَ والجَموحا

وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ

بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا

ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني

فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا

إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً

جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا

ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ

على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا

فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ

بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا

وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً

وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا

إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً

ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا

همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً

فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا

أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ

ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا

دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه

فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا

فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً

بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا

ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ

ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا

فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً

كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا

ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً

تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا

فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً

وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا

تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى

بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا

وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ

ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا

وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ

نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا

يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً

ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا

ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ

وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا

ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ

على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا

ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ

لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا

وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي

به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا

أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي

لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا

وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ

ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا

وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري

فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا

ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى

ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا

شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ

وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا

لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ

فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا

فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى

وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا

ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ

وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى

فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً

وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا

ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً

أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا

فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا

سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:07 PM


http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ

نافِذَ الأمرِ في جميعِ الأمورِ

خاضِعاتٍ لكَ الكواكبُ تَخْتصْ

ص مَوالِيكَ بالمحَلّ الأثيرِ

لا يُؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا الحا

سِدِ حتى تُشِيرَ بالتّأثيرِ

وتَهَنَّ النُّعْمى السّنيّةَ والْبَسْ

حُلَلَ المَجْدِ والفَعَالِ الخَطيرِ

وتمَتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ جَا

ءتْكَ في رَونْقِ الزّمانِ النّضيرِ

خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ

يا أتَتْ في أوَانِ خيرِ الشهورِ

كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ

غيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ فَقِيرِ

لم يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ ليَسْتَنْ

زِلَ إلاّ أعْلى بناتِ القُصورِ

رَحَلَتْ من فِنائِهِ شُهُبُ الغِلْ

مانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ مُنيرِ

كانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به الشم

سُ تَنَادَتْ نُجومُه بالمَسيرِ

يا لها نِعْمَةً وليسَ ببِدْعٍ

أن تَحُوزَ الشّموسُ رِقَّ البُدورِ

دُرّةٌ من ذُراكَ تَسْكُنُ بحْراً

وكذا الدّرّ ساكنٌ في البُحورِ

أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُال

صّبْحُ ما فيه من ضِياءٍ ونُورِ

قد أتاكَ الرّبيعُ يَفعلُ ما تأ

مُرُهُ فِعْلَ عبدكَ المأمورِ

وكسا الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا مَوْ

لاهُ دونَ المُلوكِ خُضْرَ الحريرِ

فهْيَ تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ خَضْ

راءَ تُغْدى بلُؤْلُؤٍ مَنْشُورِ

وغدَتْ كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي الرّقْ

صَ بثوْبٍ من النّباتِ قَصيرِ

ظَلّ للنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا ال

أمْرَ عِيدٌ سمّوه عِيدَ السرورِ

إنْ يكُنْ عِيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ

فالهِلالُ المُنيرُ وَجْهُ الأميرِ

راقَهُمْ مَنْظَراً وهَابوهُ خَوْفاً

فهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء الصّدورِ

سَرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ حتى

جازَهُمّ عامِداً لأهْلِ القُبورِ

رَدَّ أرواحَهُمْ فلولا حِذارُ اللهِ

قامُوا من قبْلِ يومِ النّشورِ

لا تَسَلْ عن عِداكَ أين اسْتَقَرّوا

لَحِقَ القَوْمُ باللّطيفِ الخَبيرِ

حَلَبٌ للَوليّ جَنْةُ عَدْنٍ

وهْيَ للغادرينَ نارُ سعيرِ

والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ

ِه منها قَدْرُ الصّغيرِ الصغيرِ

فقُويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ

وحَصَاةٌ منها تَطِيرُ ثَبِير

عِشتَ حتى يعُودَ أمْسِ لعِلْمي

أنّه لا يَعُودُ بَعْدَ المُرُورِ

فادّعاءُ المُلوكِ غيْرِك إدرا

كَ المَعالي دعْوى شِقاقٍ وزُورِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:09 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




مَعانٌ مِن أحِبّتِنَا مَعَانُ

تُجِيبُ الصاهِلاتِ به القِيانُ

وقفْتُ به لصَوْنِ الوُدّ حتى

أذَلْتُ دموعَ جَفْنٍ ما تُصانُ

ولاحَتْ مِن بُرُوجِ البَدرِ بُعْداً

بُدورُ مَهاً تَبَرّجُها اكْتِنانُ

فلو سمَحَ الزّمانُ بها لضَنّتْ

ولو سَمَحَتْ لضَنّ بها الزّمانُ

رُزِقْنَ تَمَكنّاً مِن كلّ قلْبٍ

فليسَ لغيرِهِنّ به مَكانُ

وفَيْتُ وقد جُزِيتُ بِمِثْلِ فِعْلي

فها أنا لا أخُونُ ولا أُخانُ

وعيشَتي الشّبابُ وليسَ منها

صِبايَ ولا ذَوائِبيَ الهِجانُ

وكالنّارِ الحَيَاةُ فمِنْ رَمادٍ

أواخِرُهَا وأوّلُها دُخانُ

إلامَ وفيمَ تَنْقُلُنا رِكابٌ

وتأمُلُ أن يكُونَ لنا أوَان

فنَجْزِيهَا على الحُسنى وأهْلٌ

لما ظَنّتْ خَلائقُك الحِسانُ

وكانَتْ كالنّخِيلِ فظَلّ كلّ

ومُشْبِهُه من الضُّمْرِ الإهانُ

تخَيّلتِ الصّبَاحَ مَعِينَ مَاءٍ

فما صَدَقَتْ ولا كذَبَ العِيانُ

فكاد الفَجْرُ تَشْرَبُه المَطَايا

وتُمْلأ منه أسْقِيهٌ شِنانُ

وقد دَقّتْ هَوادِيهِنّ حتى

كأنّ رقابَهُنّ الخَيْزرانُ

إذا شربَتْ رأيْتَ الماءَ فِيها

أُزَيْرِقَ ليس يَسْتُرُهُ الجِرَانُ

ستَرْجِعُ عنكَ وهْيَ أعَزّ إبْلٍ

إذا إبِلٌ أضَرّ بها امْتِهانُ

لها فَرَحاً فُوَيْقَ الأرضِ أرْضٌ

ومِن تحْتِ اللُّجَينِ لها لِجانُ

تَرَى ما نالت الأضْيافُ نَزْراً

ولو مُلِئَتْ من الذّهَبِ الجِفانُ

ويُطلَبُ منكَ ما هوَ فيكَ طبْعٌ

ومَطْلُوبٌ من اللّسِنِ البَيانُ

ومُمْتحِنٍ لقاءكَ وهو موْتٌ

وهل يُنْبي عن المَوْتِ امْتِحانُ

ومُضْطَغِنٍ عليكَ وليس يُجْدي

ولا يُعْدي على الشمس اضْطِغانُ

ورُبّ مُساتِرٍ بهَوَاكَ عَزّتْ

سَرائرُه وكُلُّ هوىً هَوَانُ

أحَبّكَ في ضَمائِرِهِ ونادى

ليُعْلِنَها وقد فاتَ العِلانُ

وَصَلّى ثُمّ أذّنَ مُسْتقِيلاً

وقَبْلَ صَلاتِهِ وَجَبَ الأذانُ

تَضَمّنُ منْكَ ذي الدنيا مَليكاً

عليه لكلّ مَكْرُمَةٍ ضَمانُ

كأنّ بحارَها الحيوانُ فيها

وقُرْبُكَ خُلْدُها وهْيَ الجِنانُ

وتُعْذَلُ حينَ لم تُجْنَنْ سُرُوراً

وتُعْذَرُ حيثُ ليس لها جَنَانُ

ولو طَرِبَ الجَمادُ لكَانَ أوْلى

شُرُوبِ الرّاحِ بالطّرَبِ الدّنانُ

ولمّا دالَتِ العَرَبُ اغْتِصَاباً

وأضْحَتْ جُلُّ طاعتِها دِهانُ

وعادتْ جاهِلِيَتُها إليها

فصارتْ لا تَدينُ ولا تُدانُ

سَطَوْتَ ففي وَظيفِ الصّعْبِ قيْدٌ

بذاكَ وفي وَتيرَتِهِ عِرانُ

وقد يَنْمي كبيرٌ مِن صَغِيرٍ

ويَنْبُتُ من نَوَى القَسْبِ اللِّيانُ

وعَنّتْ في سَماءِ بَني عَدِيٍّ

نُجُومٌ ما يُغَبّيها عَنانُ

فما عَبَدَتْ سِوَى الرّحمن رَبّاً

إذِ المعْبودُ نَسْرٌ والمُدانُ

إذا البِرْجِيسُ والمِرّيخُ رامَا

سِوَى ما رُمتَ خانهُما الكِيانُ

هُما العَبْدانِ إنْ بَغَياكَ غَدْراً

فما فَعَلا إبَاقٌ أو دِفانُ

تُقارِنُ بين أشْتاتِ المَنايا

بضَرْبٍ ليس يُحْسِنُه قِرانُ

ولولا قوْلُكَ الخَلاّقُ رَبّي

لكان لنَا بطَلْعَتكَ افْتِتَانُ

تَخُبّ بكَ الجيادُ كأنّ جَوْناً

على لَبّاتِهِنّ الأرْجُوانُ

مُضَمَّرَةً كأنّ الحِجْرَ منها

اذاما آنَسَتْ فَزَعاً حِصانُ

بَناتُ الخَيْلِ تَعْرِفُها دَلوكٌ

وصارخَةٌ وآلِسُ واللُّقانُ

كأنّ قَطاةَ أعْجَزِهَا قَطاةٌ

أُديفَ بمَحْجِرَيها الزّعْفرانُ

كأنّ جَناحَها قلْبُ المُعادي

وَلِيَّكَ كلّما اعْتَكَرَ الجَنانُ

مُعِيدٌ مُبْدِئٌ فالأمّ ممّا

فعَلْتَ البِكْرُ وابْنَتُها العَوانُ

وكائنْ قد وَرَدْتَ بها غَدِيراً

ولِلْمُهُجاتِ بالرّيّ ارْتِهَانُ

به غَرْقَى النّجُومِ فبيْنَ طافٍ

ورَاسٍ يَسْتَسِرّ ويُسْتَبانُ

أجَدَّ به غَواني الجِنّ لَعْباً

فأعْجَلَها الصّبَاحُ وفيه جانُ

فَصِيمٌ نِصْفُهُ في الماء بادٍ

ونِصْفٌ في السّماء به تُزانُ

كأنّ اللّيلَ حارَبَها ففِيهِ

هِلالٌ مِثْل ما انعَطَفَ السّنانُ

ومِن أُمّ النّجُومِ عليه دِرْعٌ

يُحاذِرُ أن يُمَزّقَها الطّعَانُ

وقد بَسَطَتْ إلى الغَرْبِ الثرَيّا

يداً غُلقَتْ بأنْمُلِهَا الرّهانُ

كأنّ يَمِينَها سَرَقَتْكَ شيئاً

ومَقْطوعٌ على السَّرَقِ البَنانُ

إذا ضُرِبَتْ خِيامُكَ في مَكانٍ

فذلك حيثُ يُلتَقَطُ الجُمانُ

وتَدّخِرُ الكَواعِبُ من حَصاهُ

وحُقّ لها ادّخارٌ واخْتِزَانُ

كِلا كفّيْكَ في سَلْمٍ وحَرْبٍ

يكُونُ الخوْفُ مِنها والأمانُ

فليس بشاغِلِ اليُمْنى حُسامٌ

وليس بشاغِلِ اليُسْرَى عِنانُ

فكُنْ في كلّ نائِبَةٍ جَريئاً

تُصِبْ في الرّأيِ إن خُطِئَ الهِدانُ

وَسائلْ من تَنَطّسَ في التّوَقّي

لأيّةِ عِلّةٍ ماتَ الجَبان

فإنَّ تعاوُنَ الأمْلاكِ جَهْلٌ

على مَلِكٍ بخالِقِهِ يُعانُ

يُعَبِّرُ سَيْفُه لفْظَ المَنايا

كما شَرَحَ الكلامَ التّرْجُمانُ

ويَسْلُكُ رُمْحُه في كلّ باغٍ

كما سَلَكَ المَضِيقَ الأُفْعُوانُ

ويُكْنَى باسْمِهِ عن كلّ مجْدٍ

وكلُّ اسْمٍ كِنايَتُهُ فُلانُ

ويُعْدَمُ عنْدَه في الجودِ مَطْلٌ

ومُعْدُومٌ مع العِتْقِ الحِرَانُ

إذا سَمَيْتَهُ في أرْضِ جَدْبٍ

نَزَلْتَ وكلُّ رابيَةٍ خِوانُ

تَطاوَلَتِ الوِهادُ هوىً وشوْقاً

إليه كما تَقَاصَرَتِ الرِّعانُ

ستَفْديكَ المكارِمُ راضِياتٍ

وما مِنها بفِدْيتِكَ امْتِنانُ

إذا صَالَتْ فأنْتَ لها يَمِينٌ

وإنْ نَطَقَتْ فأنتَ لها لِسانُ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:10 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


يا ساهِرَ البَرْقِ أيقِظْ راقِدَ السَّمُرِ

لعَلّ بالجِزْعِ أعواناً على السّهَرِ

وإنْ بخِلْتَ عن الأحياء كلّهمِ

فاسْقِ المَواطِرَ حَيّاً من بَني مَطَرِ

ويا أسيرةَ حِجْلَيْها أرى سَفَهاً

حَمْلَ الحُلِيّ لمَنْ أعْيا عن النّظَرِ

ما سِرْتُ إلا وطَيْفٌ منكِ يصْحَبُني

سُرىً أمامي وتأوِيباً على أثري

لو حَطّ رَحْليَ فَوْقَ النجْمِ رافِعُه

وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري

يَوَدّ أنّ ظَلامَ اللّيْلِ دامَ له

وزِيدَ فيهِ سَوَادُ القَلْبِ والبَصَرِ

لو اخْتَصَرْتم من الإحسانِ زُرْتُكمُ

والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراطِ في الخَصَرِ

أبَعْدَ حَوْلٍ تُناجي الشّوْق نَاجيةٌ

هَلاّ ونحنُ على عَشْرٍ من العُشَرِ

كم باتَ حوْلَكِ من ريمٍ وجازِيَةٍ

يَستَجدِيانِكِ حُسْنَ الدّلّ والحَوَرِ

فما وَهبْتِ الذي يَعرِفنَ مِن خِلَقٍ

لكن سمَحتِ بما يُنْكِرْنَ من دُرَرِ

وما تَركْتِ بذاتِ الضّالِ عاطِلَةً

من الظّباء ولا عَارٍ من البَقَرِ

قَلّدْتِ كلّ مَهاةٍ عِقْدَ غانيَةٍ

وفُزْتِ بالشّكْرِ في الآرامِ والعُفُرِ

ورُبّ ساحِبِ وَشْيٍ مِنْ جآذِرِهَا

وكان يَرْفُلُ في ثَوْبٍ من الوَبَرِ

حسّنْتِ نَظْمَ كلامٍ تُوصَفينَ به

ومَنْزِلاً بكِ مَعْموراً من الخَفَرِ

فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه

بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ

أقولُ والوحْشُ تَرْميني بأعْيُنِها

والطّيرُ تَعجَبُ منّي كيفَ لم أطِرِ

لمُشْمَعِلّيْنِ كالسّيْفَين تحتَهما

مثلُ القَناتَين من أينٍ ومِن ضُمُرِ

في بَلدةٍ مثْلِ ظَهْرِ الظّبْيِ بِتُّ بها

كأنّني فوقَ رَوْقِ الظّبْي مِن حَذَرِ

لا تَطْوِيا السّرّ عنّي يَومَ نائبةٍ

فإنّ ذلك ذَنْبٌ غيرُ مُغْتَفَرِ

والخِلُّ كالماء يُبْدي لي ضمائرَه

مع الصّفاء ويُخْفيها مع الكَدَرِ

يا رَوّعَ الله سَوْطي كم أرُوعُ به

فُؤادَ وجْنَاءَ مثلَ الطائرِ الحَذِرِ

باهَتْ بمَهْرَةَ عدناناً فقلتُ لها

لولا الفُصَيْصِيّ كان المجدُ في مُضَرِ

وقد تَبَيّنَ قَدْري أن معرِفَتي

مَن تَعلَمينَ ستُرْضيني عن القَدَرِ

القاتِلُ المحْل إذ تبْدو السماءُ لنا

كأنها من نَجيعِ الجَدْبِ في أُزُرِ

وقاسِمُ الجُودِ في عالٍ ومنخفِضٍ

كقِسْمةِ الغيثِ بين النّجم والشَجَرِ

ولو تَقَدّمَ في عَصر مضى نزلَتْ

في وَصْفِهِ مُعْجِزاتُ الآيِ والسَوَرِ

يُبينُ بالبِشْر عن إحْسان مصطنع

كالسّيْفِ دَلّ على التّأثيرِ بالأثَرِ

فلا يَغُرّنْكَ بِشْرٌ مِن سِواه بَدا

ولو أنار فكمْ نَوْرٍ بلا ثَمَرِ

يا ابن الأولى غيرَ زَجْرِ الخيلِ ما عرَفوا

إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشاء والعَكَرِ

والقائِديهَا مع الأضيافِ تتْبعُها

أُلاّفُها وأُلوفُ اللأمِ والبِدَرِ

جَمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهُم

بعدَ المماتِ جَمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ

وافَقْتَهُمْ في اختلافٍ من زَمانكمُ

والبَدرُ في الوهْنِ مثلُ البدرِ في السّحرِ

المُوقِدُونَ بنجْدٍ نارَ باديَةٍ

لا يَحضُرونَ وفَقْدُ العِزّ في الحَضَرِ

إذا هَمَى القَطْرُ شَبَتْها عَبيدُهمُ

تحتَ الغَمائم للسّارين بالقُطُرِ

مِن كُلّ أزْهَرَ لم تَأشَرْ ضَمائِرُهُ

لِلَثْمِ خدّ ولا تقْبِيلِ ذي أُشُرِ

لكنْ يُقْبّلُ فُوهُ سامعَيْ فَرَسٍ

مقابلَ الخَلْقِ بينَ الشمْسِ والقَمَرِ

كأنّ أُذْنَيْه أعطَتْ قلبَه خبَراً

عنِ السماءِ بما يلقى من الغِيَرِ

يُحِسّ وطءَ الرّزايا وهْيَ نازلةٌ

فيُنْهِبُ الجرْيَ نفْسَ الحادثِ المَكِرِ

مِن الجِيادِ اللّواتي كان عَوّدَها

بنُو الفُصَيصِ لقاء الطعن بالثُّغَرِ

تغْنى عن الوِرْدِ إنْ سلّوا صَوارِمَهُمْ

أمامَها لاشْتِباهِ البِيضِ بالغُدُرِ

أعاذَ مجْدَكَ عبْدَ اللهِ خالقُه

من أعْينِ الشّهْبِ لا من أعْينِ البَشَرِ

فالعَيْنُ يَسْلَمُ منها ما رأتْ فنبَتْ

عنه وتَلْحَقُ ما تَهْوَى من الصّورِ

فكم فريسةِ ضِرْغامٍ ظفِرْتَ بها

فحُزْتَها وهْيَ بيْنَ النّابِ والظُّفُرِ

ماجَتْ نُمَيرٌ فهاجَتْ منكَ ذا لِبَدٍ

واللّيْثُ أفْتَكُ أفعالاً من النّمِرِ

همّوا فأمّوا فلمّا شارفوا وقَفوا

كوِقْفَةِ العَيْرِ بين الوِرْدِ والصّدَرِ

وأضعفَ الرّعْبُ أيدِيهِم فطعْنُهُمُ

بالسّمهرِيّةِ دُونَ الوَخْزِ بالإبَرِ

تُلقي الغواني حفيظَ الدُّر من جَزَعٍ

عنها وتُلْقي الرّجالُ السَّرْدَ من خَوَرِ

فكم دِلاصٍ على البطحاء ساقطةٍ

وكم جُمانٍ مع الحَصْباءِ مُنْتَثِرِ

دعِ اليَرَاعَ لِقَوْمٍ يَفخرونَ به

وبالطّوَالِ الرّديْنيّات فافتَخرِ

فهُنّ أقلامُكَ اللاتي إذا كتبَتْ

مجْداً أتَتْ بمِدادٍ من دمٍ هَدَرِ

وكُلِّ أبيضَ هنديٍّ به شُطَبٌ

مثْلُ التّكسّرِ في جارٍ بمنْحَدرِ

تَغَايَرَتْ فيه أرواحٌ تمُوتُ به

من الضَرَاغِمِ والفُرْسانِ والجُزُرِ

رَوْضُ المَنايا على أنّ الدّماءَ به

وإنْ تَخَالَفْنَ أبْدالٌ من الزّهرِ

ما كنْتُ أحسَبُ جَفْناً قبل مسْكنِه

في الجفْنِ يُطْوَى على نارٍ ولا نَهَرِ

ولا ظَنَنْتُ صِغارَ النّمْلِ يُمكِنُها

مَشْيٌ على اللُّجّ أو سَعْيٌ على السُّعُرِ

قالت عُداتُك ليس المجدُ مُكتسَباً

مقالةَ الهُجن ليس السّبْقُ بالحُضُرِ

رأوْك بالعَينِ فاسْتَغْوَتْهُمُ ظِنَنٌ

ولم يَرَوْكَ بفِكْرٍ صادِقِ الخَبَرِ

والنّجْمُ تستصْغِرُ الأبصارُ صورتَه

والذنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ في الصّغَرِ

يا غيْثَ فَهْمِ ذَوي الأفهام إِن سَدِرَتْ

إبْلي فمرْآك يَشْفِيها من السَّدَرِ

والمَرْءُ ما لم تُفِدْ نَفْعاً إقامتُه

غَيْمٌ حَمَى الشمسَ لم يُمْطِرْ ولم يَسِرِ

فزانَها اللهُ أن لاقتْكَ زِينتَه

بَناتِ أَعْوَجَ بالأحْجالِ والغُرَرِ

أفْنَى قُواها قليلُ السّيرِ تُدْمِنُهُ

والغَمْرُ يُفنِيه طولُ الغَرْفِ بالغُمَرِ

حتى سطَرْنا بها البَيْداءَ عن عُرُضٍ

وكلُّ وَجْناءَ مثْلُ النّونِ في السَّطَرِ

علُوْتُمُ فتواضَعْتُمْ على ثِقَةٍ

لمّا تَوَاضَعَ أقْوامٌ على غَرَرِ

والكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما

مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ

يُجْنَى تَزَايُدُ هذا من تَناقُضِ ذا

والليلُ إنْ طالَ غالَ اليومَ بالقِصَرِ

خَفّ الوَرى وأقرّتْكمْ حُلُومُكُمُ

والجَمْرُ تُعْدَمُ فيه خِفّةُ الشّرَرِ

وأنْتَ مَنْ لو رأى الإنسانُ طَلْعَتَه

في النّوْم لم يُمْسِ من خَطْبٍ على خَطَرِ

وعَبْدُ غيْرِكَ مضْرُورٌ بخِدْمَتِهِ

كالغِمْدِ يُبْليه صَوْنُ الصّارِمِ الذّكَرِ

لولا قُدومُكَ قبْلَ النّحْرِ أخّرَهُ

إلى قدومِك أهْلُ النفْعِ والضّرَرِ

سافَرْتَ عنّا فظَلّ النّاسُ كلّهُمُ

يُراقبونَ إيابَ العِيدِ مِن سَفَرِ

لوْ غِبْتَ شَهْرَكَ موْصُولاً بتابِعِه

وأبْتَ لانْتقلَ الأضْحَى إلى صَفَرِ

فاسْعَدْ بمَجْدٍ ويوْمٍ إذ سَلِمتَ لنا

فما يَزيدُ على أيّامِنا الأُخَرِ

ولا تَزَلْ لكَ أَزمانٌ ممَتِّعَةٌ

بالآلِ والحالِ والعَلياءِ والعُمُرِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:10 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




أعَن وَخْدِ القِلاصِ كشَفْتِ حالا

ومن عِند الظّلام طَلَبتِ مالا

ودُرّاً خِلْتِ أنْجُمَه عليه

فهلاّ خِلْتِهِنّ به ذُبالا

وقُلْتِ الشّمْسُ بالبَيْداءِ تِبْرٌ

ومِثْلُكِ مَنْ تَخَيّلَ ثُمّ خالا

وفي ذَوْب اللُّجَيْنِ طَمِعْتِ لمّا

رأيْتِ سَرَابَها يَغْشَى الرّمَالا

رَمَاكِ اللّهُ مِنْ نُوقٍ بِرُوقٍ

من السّنَواتِ تُثْكِلُكِ الإفالا

فقد أكْثَرْتِ نُقْلَتَنا وكانتْ

صِغارُ الشُّهب أسْرَعَهَا انْتِقالا

تُذَكّرُكِ الثَّوِيَةَ مِنْ ثُدَيٍّ

ضَلالٌ ما أرَدْتِ به ضَلالا

ولَوْ أنّ المَطِيّ لها عُقُولٌ

وَجَدَّكِ لم نَشُدّ بها عقالا

مُوَاصَلَةً بها رَحْلي كأنّي

عنِ الدّنْيا أُريدُ بها انْفِصَالا

سألْنَ فقلْت مَقْصِدُنا سعيدٌ

فكانَ اسْمُ الأمِيرِ لهُنّ فالا

مِكَلِّفُ خَيْلِهِ قَنَصَ الأعَادي

وجاعِلُ غابِهِ الأسَلَ الطّوَالا

تَكادُ قِسِيُّهُ مِنْ غيرِ رامٍ

تُمَكّنُ في قُلُوبِهِمُ النّبَالا

تكادُ سُيُوفُهُ مِنْ غَيرِ سَلٍّ

تُجِدّ إلى رِقابِهِمُ انْسِلالا

تَكادُ سَوَابِقٌ حَمَلَتْهُ تُغْني

عنِ الأقْدارِ صَوْناً وابْتِذالا

نَشَأنَ مع النَّعَامِ بكُلّ دَوٍّ

فقَدْ ألِفَتْ نتائِجُها الرّئالا

ولمّا لم يُسابِقْهُنّ شَيءٌ

مِنَ الحَيَوانِ سابَقْنَ الظّلالا

تَرَى أعْطَافَها تَرمي حَميماً

كأجْنِحَةِ البُزَاةِ نِسالا

وقد ذابَتْ بِنارِ الحِقْدِ منها

شَكائِمُها فمازَجَتِ الرُّوَالا

يُذِقْنَ بَني العُصَاةِ اليُتْمَ صِرْفاً

ويَتْرُكْنَ الجَآذِرَ والسِّخَالا

فما يَرْمِينَ بالآجالِ إجْلاً

وَيَرمِينَ المَقَانِبَ والرِّعَالا

يُغادِرْنَ الكَواعِبَ حاسِرَاتٍ

يُنِلْنَ مِن العُداةِ من اسْتَنالا

يَبِعْنَ تُراثَ آباءٍ كِرَام

ويَشْرِينَ الحُجُولَ أوِ الحِجالا

يُغاَلِينَ المَدَارِعَ والمَدَاري

وَيُرْخِصْنَ المَنَاصِلَ والنّصَالا

يُمِلّ بها السّباسِبَ والمَوَامي

فتىً لم تَخْشَ هِمّتُه مَلالا

ذكيُّ القَلْبِ يَخْضِبُها نَجِيعاً

بما جَعَلَ الحَرِيرَ لها جِلالا

مَتى يُذْمِمْ على بَلَدٍ بِسَوْطٍ

فقدْ أمِنَ المُثَقَّفَةَ النِّهالا

إذا سقَتِ السماءُ الأرْضَ سَجْلاً

سَقاها من صَوارِمِهِ سِجالا

ويُضْحي والحديدُ عليه شاكٍ

وتَكْفِيهِ مَهابَتُهُ النّزَالا

فيُفْني الدّرْعَ لُبْساً واليَماني

صِحاباً والرُّدَيْنيَّ اعْتِقالا

يَبِيتُ مُسَهَّداً واللّيْلُ يَدْعو

بضوْءِ الصّبْح خالِقَه ابْتِهالا

إذا سَئِمَتْ مُهَنَّدَهُ يَمِينٌ

لِطُولِ الحَمْلِ بَدّلَه شِمالا

أفادَ المُرْهَفاتِ ضِياءَ عَزْمٍ

فصارَ على جَواهِرِهَا صِقالا

وأبْصَرَتِ الذّوَابِلُ منه عَدْلاً

فأصْبَحَ في عَوَامِلِها اعْتِدالا

وجُنْحٍ يَمْلأ الفَوْدَينِ شَيْباً

ولكنْ يَجْعَلُ الصّحْرَاءَ خَالا

أرَدنا أن نَصِيدَ به مَهاةً

فقَطَّعَتِ الحبَائِلَ والحِبالا

ونَمّ بِطَيْفِها السّاري جَوَادٌ

فجَنّبَنَا الزّيارَةَ والوِصَالا

وأيْقَظَ بالصّهيلِ الرّكبَ حتى

ظَنَنْتُ صَهِيلَهُ قِيلاً وقالا

ولولا غَيْرَةٌ منْ أعْوَجيّ

لَبَاتَ يَرى الغزالَةَ والغزَالا

يُحِسّ إذا الخَيَالُ دنا إلينا

فيَمْنَعُ من تَعَهّدِنا الخَيالا

سَرَى بَرْقُ المَعَرّةِ بَعدَ وَهْنٍ

فباتَ بَرامَةٍ يَصِفُ الكَلالا

شَجَا رَكْباً وأفْراساً وإبْلاً

وزاد فكاد أنْ يَشْجو الرّحالا

بها كانتْ جيادُهُمُ مِهاراً

وهُمْ مُرْداً وبُزْلُهُمُ فِصالا

وَمَنْ صَحِبَ اللْيالي عَلّمَتْهُ

خِداعَ الإلْفِ والقيلَ المُحالا

وغَيّرَتِ الخُطوبَ عليه حتّى

تُرِيهِ الذَّرَّ يَحْمِلْنَ الجِبالا

فلَيْتَ شَبَابَ قَوْمٍ كان شَيْباً

ولَيْتَ صِباهُمُ كان اكتِهَالا

صَحِبْنا بالبُدَيّةِ من حُصَيْنٍ

وحِصْنٍ شَرَّ مَن صَحِبَ الرّجالا

إذا سُقِيَتْ ضُيوفُ الناسِ محضاً

سَقَوْا أضْيافَهُمْ شَبِماً زُلالا

ولكِنْ بالعَواصِمِ من عَدِيّ

أمِيرٌ لا يُكَلّفُنا السّؤالا

إذا خَفَقَتْ لمَغْرِبِها الثّريّا

تَوَقّتْ من أسِنّتِهِ اغْتِيالا

ولو شمْسُ الضّحى قَدَرَتْ لعادتْ

مُشَرِّقَةً إذا رأتِ الزّوالا

فقُلْ لمُجيلِهَا فوقَ الأعادي

إذا ما لم يَجِدْ فَرَسٌ مَجَالا

لقد جشّمْتَ طِرْفَكَ مُثْقِلاتٍ

فجَشّمَهُنّ أرْبَعَةً عِجالا

أذَالَ الجَرْيُ منه زَبَرْجَدِيّاً

وما حَقُّ الزّبَرْجَدِ أن يُذالا

وقد يُلْفَى زَبَرْجَدُهُ عَقيقاً

إذا شهِدَ الأميرُ به القِتالا

أخفَّ من الوَجِيهِ يداً ورِجْلاً

وأكْرَمَ في الجِيادِ أباً وخالا

وكُلُّ ذُؤابَةٍ في رأسِ خَوْدٍ

تَمنّى أنْ تَكونَ له شِكالا

يَوَدّ التّبْرُ لو أمْسَى حَديداً

إذا حُذِيَ الحَديدُ له نِعالا

إذا ما الغَيْمُ لم يُمْطِرْ بِلاداً

فإنّ له على يدِكَ اتّكالا

ولو أنّ الرّياحَ تَهُبّ غَرْباً

وقُلْتَ لها هَلا هَبّتْ شِمالا

وأُقْسِمُ لو غَضِبْتَ على ثَبِيرٍ

لأزْمَعَ عن مَحِلّتِهِ ارْتِحالا

فإنْ عَشِقَتْ صَوارِمُكَ الهَوادي

فلا عَدِمَتْ بمنْ تَهَوى اتّصَالا

ولولا ما بسَيْفِكَ مِن نُحُولٍ

لقُلْنا أظْهَرَ الكَمَدَ انْتِحالا

سَليلُ النارِ دَقّ وَرَقّ حتى

كأنّ أباه أوْرَثَهُ السُّلالا

مُحَلّى البُرْدِ تَحْسَبُهُ تَرَدَّى

نُجُومَ اللّيْلِ وانْتَعَلَ الهِلالا

مُقيمُ النّصْلِ في طَرَفَيْ نَقيضٍ

يكُونُ تَبايُنٌ منه اشْتِكالا

تَبَيّنُ فَوْقَهُ ضَحْضَاحَ ماءٍ

وتُبْصِرُ فيه للنّارِ اشْتِعالا

غَرَاراهُ لِسانَا مَشْرَفِيّ

يَقُولُ غَرَائبَ المَوْتِ ارْتِجالا

إذا بُصِرَ الأميرُ وقد نَضَاهُ

بأعْلى الجَوّ ظُنّ عليه آلا

وَدَبّتْ فوْقه حُمْرُ المَنَايا

ولكِنْ بَعدما مُسِخَتْ نِمالا

يُذيبُ الرّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ

فلوْلا الغِمْدُ يُمْسِكُهُ لَسَالا

ومَنْ يَكُ ذا خَليلٍ غَيْرِ سَيْفٍ

يُصَادِفُ في مَوَدّتِهِ اخْتِلالا

وذي ظمَإٍ ولَيْسَ بِهِ حَياةٌ

تَيَقَّنَ طولَ حامِلِهِ فطالا

تَوَهَّمَ كلَّ سابِغَةٍ غَديراً

فَرَنّقَ يَشْرَبُ الحَلَقَ الدُّخالا

مَلأتَ به صُدوراً مِن أُنَاسٍ

فلاقتْ عن ضَغائِنها اشْتِغالا

لِيَهْنِكَ في المكارِم والمعَالي

كَمَالٌ عَلّمَ القَمَرَ الكَمالا

وأنْكَ لوْ تَعَلّقَتِ الرّزايا

بنَعْلِكَ ما قَطَعْنَ لها قِبالا

حَفظْتَ المُسْلِمِينَ وقَدْ تَوالَتْ

سَحائِبُ تَحْمِلُ النُّوَبَ الثِّقالا

وصُنْتَ عِيالَهُمْ إذْ كُلُّ عَينٍ

تَعُدّ سَوَادَ ناظِرِها عِيالا

بوَقْتٍ لا يُطِيقُ اللّيْثُ فيه

مُساوَرَةً ولا السِّيدُ اخْتِتالا

وأنْتَ أجَلّ من عِيدٍ تُهَنّى

بِعَوْدَتِهِ فهُنّيتَ الجَلالا

ومُرْ بفِرَاقِ شِيمتِها الليالي

تُجِبْكَ إلى إرادتِكَ امْتِثالا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:11 PM







http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




خُلُوُّ فؤادي بالمَوَدّةِ إخْلالُ

وإبْلاءُ جِسمي في طِلابِكِ إبْلالُ

ولي حاجةٌ عنْد المنيّةِ فَتْكُها

برُوحيَ والأهواءُ مُذْ كُنّ أهْوالُ

إذا مُتُّ لم أحْفِلْ أبالشأم حُفْرَةٌ

حَوَتْنيَ أم ريمٌ برَيْمانَ مُنْهالُ

على أنّ قَلْبي آنِسٌ أنْ يُقال لي

إلى آلِ هذا القبر يَدفِنُك الآلُ

دعا اللّهُ أُمّاً لَيْتَ أنّي أمامَها

دُعيتُ ولو أنّ الهواجِرَ آصالُ

مضَتْ وكأنّي مُرْضَعٌ وقد ارْتَقَتْ

بيَ السنُّ حتى شَكْلُ فَودَيّ أشْكالُ

أراني الكَرى أنّي أُصِبْتُ بناجِذٍ

ألا إنّ أحلامَ الرّقادِ لَضُلاّلُ

أجارِحَتِي العُظْمى تُشَبِّه ساهِياً

بِسنٍّ لها في ساحةِ الفَمِ أمْثالُ

وبينَ الرَّدى والنوْم قُرْبَى وَنِسْبَةٌ

وشَتّانَ بُرْءٌ للنّفُوس وإعْلالُ

إذا نِمْتُ لاقَيْتُ الأحِبّةَ بَعدما

طَوَتْهمْ شُهورٌ في الترابِ وأحوالُ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:11 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ

وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ

وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ

يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي

وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني

بلَفْظٍ سالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ

يُقالُ فَيَهْتِمُ الأنْيابَ قَوْلٌ

يُباشِرُها بأنْبَاءٍ عِظَامِ

كأنّ نَواجِذي رُدِيَتْ بصَخْرٍ

ولم يَمْرُرْ بهِنَّ سِوَى كلامِ

ومَنْ لي أن أصُوغَ الشُّهْبَ شِعْراً

فأُلْبِسُ قَبْرَهَا سِمْطَيْ نِظامِ

مَضَتْ وقد اكتَهَلتُ فخِلتُ أنّي

رَضِيعٌ ما بَلَغْتُ مَدى الفِطامِ

فيا رَكْبَ المَنُونِ أمَا رَسُولٌ

يُبَلّغُ رُوحَها أرَجَ السّلامِ

ذَكِيّاً يُصْحَبُ الكافُورُ مِنْهُ

بِمِثْلِ المِسْكِ مَفضُوضَ الخِتامِ

ألا نَبِّهْنَني قُيْنَاتِ بَثٍّ

بَشَمْنَ غَضىً فمِلْنَ إلى بَشامِ

وَحَمّاءَ العِلاطِ يَضيقُ فُوهَا

بما في الصّدرِ من صِفَةِ الغَرامِ

تَداعَى مُصْعِداً في الجيدِ وَجْدٌ

فغالَ الطَوْقَ منها بانْفِصَامِ

أشاعَتْ قِيلَها وبكَتْ أخاهَا

فأضْحتْ وهْيَ خنْساءُ الحَمامِ

شَجَتْكَ بظَاهِرٍ كقَريضِ ليْلى

وباطِنُهُ عَوِيصُ أبي حِزامِ

سألتِ مَتَى اللّقاء فقيل حتى

يَقُومَ الهامِدُونَ مِنَ الرِّجامِ

ولو حَدّوا الفِراقَ بعُمْرِ نَسْرٍ

طَفِقْتُ أعُدّ أعْمَارَ السِّمامِ

فلَيْتَ أذِينَ يَوْم الحَشْرِ نادى

فأجْهَشَتِ الرِّمامُ إلى الرّمامِ

ونَحْنُ السَّفْرُ في عُمْرٍ كمَرْتٍ

تَصَافَنَ أهْلُه جُرُعَ الحِمامِ

فصَرَّفَني فَغَيّرَني زَمَانٌ

سيُعْقِبُني بِحَذْفٍ وادّغامِ

ولا يُشْوي حِسابَ الدّهْرِ وَرْدٌ

له وِرْدٌ مِنَ الدّمِ كالمُدامِ

يُعَنّيهِ البَعُوضُ بكُلّ غابٍ

فَريشٍ بالجَماجِمِ واللِّمامِ

بَدَا فَدَعا الفَرَاشَ بناظِرَيْهِ

كما تَدْعوهُ مُوقِدَتَا ظَلامِ

بنَارَيّ قادِحَيْنِ قد اسْتَظَلاّ

إلى صَرْحَيْنِ أوْ قَدَحَيْ مُدامِ

كأنّ اللّحْظَ يَصْدُرُ عن سُهَيْلٍ

وآخَرَ مِثْلِهِ ذاكي الضّرَامِ

تَطُوفُ بأرضِهِ الأُسْدُ العَوادي

طَوَافَ الجَيْشَ بالملكِ الهُمامِ

وقالَ لِعِرْسِهِ بِيني ثَلاثاً

فما لَكِ في العَرِينَةِ مِنْ مُقامِ

وقد وطِئَ الحَصى ببَني بُدورٍ

صِغارٍ ما قَرُبْنَ من التّمامِ

أمُحْتَذِيَ الأهِلّةِ غَيْرَ زَهْوٍ

سَلَبْتَ مِن الحُلِيّ شهورَ عامِ

ولا مُبْقٍ إذا يسعى صُدُوعاً

غَوَائِرَ في الدّكادِكِ والإكامِ

حُبابٌ تَحْسَبُ النَّفَيَانَ منه

حَبَاباً طارَ عن جنَبَات جامِ

تَطَلَّعَ من جِدارِ الكاسِ كَيْما

يُحَيّيَ أوْجُهَ الشَّرْبِ الكِرامِ

يَهُمّ شَمَامُ أنْ يُدْعَى كَثيباً

إذا نَفَثَ السَّمَامَ على شَمَامِ

مَشَى للوَجْهِ مُجْتَاباً قَمِيصاً

كلامَةِ فارِسٍ يُرْمَى بلامِ

كدِرْعِ أُحَيْحَة الأوْسيّ طالتْ

عليه فهْيَ تُسْحَبُ في الرَّغامِ

نَسِيبُ مَعاشِرٍ وُلِدَتْ عليهِمْ

دُرُوعُهمُ فصارتْ كاللِّزامِ

كدَعْوَى مُسْلِمٍ ليَزيدَ حَمْل السْ

سَوابغِ في التّغاوُرِ والسلامِ

وتُلقى عنهُمُ لكَمالِ حَوْلٍ

كثِيراتِ الخُرُوقِ مِنَ السِّمامِ

على أرْجائِها نُقَطُ المَنايا

مُلَمَّعَةً بها تَلْيمعَ شامِ

إلى مَن جُبْتُ والحِدْثانُ طاوٍ

قبائلَ عامرٍ لا كُنْتَ عامِ

وقد ألِفوا القَنا فغدَتْ عليهِمْ

رِماحُهمُ أخَفّ منَ السّهامِ

كأنّ بَنَانَةً في الكفّ زِيدَتْ

قناةٌ غيرُ جاذِيَةِ القَوَامِ

وتَبْيَضّ البلادُ إذا أراحوا

بما نَضَحَتْه أخْلافُ السَّوامِ

ولَيْلاً تُلْحِقُ الأهْوالُ فيه

بفَوْدِ الشّيْخِ ناصِيَةَ الغُلامِ

إذا سَئمُوا الرّحالَ فكُلّ غِرّ

يَرَى صَرَعَاتِه خُلَسَ اغْتِنامِ

كأنّ جُفونَهُ عُقِدتْ برَضْوَى

فما يُرْفَعْنَ مِنْ سُكْرِ المَنامِ

لو أنّ حَصَى المُناخِ مُدىً حِدادٌ

أزَارَتْها النّحُورَ مِنَ السّآمِ

وجازَ إليَّ أبرادي هَجيرٌ

يَجوزُ من القِرابِ إلى الحُسامِ

يَرُدّ مَعَاطِسَ الفِتْيانِ سُفْعاً

وإنْ ثُنِيَ اللّثامُ على اللّثامِ

إذا الحِرْباءُ أظْهَرَ دينَ كِسْرَى

فصَلّى والنّهارُ أخُو الصّيامِ

وأذّنَتِ الجَنادِبُ في ضُحاها

أذَاناً غيرَ مُنْتَظَرِ الإمامِ

وغاضَ مِياهُنا إلاّ فِرِنْداً

إذا نَكَزَ المَوارِدُ جاشَ طامي

فأفْلَتَ سالِماً إلاّ بَقَايا

على أثْرَيْةِ مِنْ أَثَرِ القَتامِ

له ثِقَلُ الحَدائدِ فهْوَ رَاسٍ

وإصْعادُ التّلَهّبِ فهْو نامِ

كأنّ الضّبّ كان له سُجَيْراً

فحالَفَهُ على فَقْدِ الأُوَامِ

أقَلَّ عَمُودُهُ شَهْرَيْ رَبيعٍ

وقَيْظاً للمَنِيةِ في احْتِدَامِ

خِضَمٌّ لُجُّهُ سِيفُ الرّزايا

وصَفْحَتُه منَ المَوْتِ الزّؤامِ

وشَفْرَتُه حَذامِ فلا ارْتِيابٌ

بأنّ القَوْلَ ما قالتْ حَذامِ

تَوَارَثَهُ بَنُو سَامِ بْنِ نُوحٍ

ثَقِيلَ الغِمْدِ مِنْ دُرٍّ وَسَامِ

ولوْ أنّ النّخِيلَ شَكِيرُ جِسمي

ثَنَاهُ حَمْلُ أنْعُمِكِ الجِسامِ

كَفاني رِيُّها مِنْ كُلّ رِيّ

إلى أن كِدْتُ أُحْسَبُ في النّعامِ

وكمْ لكِ مِنْ أبٍ وَسَمَ اللّيالي

على جَبَهَاتِها سِمَةَ اللئامِ

مَضَى وتَعَرُّفُ الأعْلامِ فيهِ

غَنِيَّ الوَسْمِ عن ألِفٍ ولامِ

سقَتْكِ الغادياتُ فما جَهَامٌ

أطَلّ على محَلّكِ بالجَهامِ

وقَطْرٌ كالبِحارِ فلسْتُ أرْضَى

بقَطْرٍ صابَ مِن خَلَلِ الغَمامِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:12 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




أوْدَى فلَيتَ الحادِثاتِ كَفَافِ

مالُ المُسيفِ وعنبرُ المُستافِ

الطّاهرُ الآباءِ والأبناءِ وال

أثوابِ والآرابِ والأُلاّفِ

رغتِ الرُّعودُ وتلك هَدّة واجبٍ

جبلٍ هَوَى في آلِ عَبد مَنافِ

بَخِلَتْ فلَمّا كانَ لَيلةُ فَقْدِه

سَمَحَ الغَمامُ بدَمْعِهِ الذَّرّافِ

ويقالُ إنّ البَحرَ غاضَ وإنّها

ستَعُودُ سِيفاً لُجّةُ الرَّجّافِ

ويحِقّ في رُزْءِ الحسين تغيّرُ ال

حَرَسَينِ بَلْهَ الدُّرَّ في الأصْدافِ

ذهبَ الذي غدَتِ الذّوابلُ بعدَه

رُعْشَ المُتونِ كليلةَ الأطرافِ

وتعطفتْ لعِبَ الصِّلالِ من الأسَى

فالزُّجُّ عند اللّهْذَم الرّعّافِ

وتيَقّنَتْ أبطالُها ممّا رأتْ

أن لا تُقَوّمها بغَمْزٍ ثِقافِ

شغَلَ الفوارِسَ بَثُّها وسيوفُها

تحتَ القَوائمِ جَمّةُ التَّرْجافِ

ولَو أنّهُمْ نكَبوا الغُمودَ لهالَهم

كمَدُ الظُّبَى وتفلّلُ الأسيافِ

طارَ النّواعبُ يوْم فادَ نَواعياً

فنَدَبْتَهُ لِمُوافِقٍ ومُنافِ

أسَفٌ أسَفّ بها وأُثْقِلَ نَهضُها

بالحُزْنِ فهْيَ على الترابِ هَوافِ

ونَعيبُها كنحيبِها وحِدادُها

أبداً سَوادُ قَوادمٍ وخَوَافِ

لا خابَ سَعيُكَ من خُفافٍ أسحمٍ

كسُحيمٍ الأسَديّ أو كخُفافِ

من شاعرٍ للبَينِ قال قصيدةً

يرثي الشّريف على رَوِيّ القافِ

جُونٍ كبِنتِ الجونِ يصرُخُ دائباً

ويَميسُ في بُرْدِ الحزينِ الضّافي

عُقِرَتْ ركائبُك ابنَ دَأيةَ غادياً

أيُّ امرئ نَطْقٍ وأيُّ قَوَافِ

بُنيَتْ على الإيطاءِ سالمَةً منَ ال

إقواءِ والإكفاءِ والإصرافِ

حسَدَتْهُ مَلْبَسَهُ البُزاةُ ومَن لها

لمّا نَعاهُ لها بلُبْسِ غُدافِ

والطّيْرُ أغْرِبَةٌ علَيهِ بأسْرِها

فُتْخُ السَّراةِ وساكناتُ لَصَافِ

هلاّ استَعاضَ من السّريرِ جَوادَه

وثّابَ كلّ قرارَةٍ ونِيافِ

هيهاتَ صادمَ للمَنايا عسكَراً

لا يَنْثَني بالكَرّ والإيجافِ

هَلاّ دَفَنتُمْ سَيفَه في قَبرِهِ

معَهُ فذاكَ لَهُ خَليلٌ وافِ

إنْ زارَهُ المَوْتَى كساهُم في البِلى

أكفانَ أبْلَجَ مُكْرِمِ الأضْيافِ

واللّهُ إنْ يَخْلَعْ علَيهِمْ حُلّةً

يَبعَثْ إلَيْهِ بمِثْلِها أضْعافِ

نُبِذَتْ مَفاتيحُ الجِنانِ وإنّما

رضْوانُ بَينَ يَدَيْهِ للإتحافِ

يا لابسَ الدّرْعِ الذي هوَ تحتَها

بحرٌ تَلَفّعَ في غَديرٍ صَافِ

بيضاءُ زُرْقُ السُّمْرِ وارِدةٌ لها

وِرْدَ الصّوادي الوُرْقِ زُرْقَ نِطافِ

والنَّبْلُ تَسقُطُ فوْقَها ونصالُها

كالرّيشِ فهْوَ على رَجَاها طافِ

يُزْهى إذا حِرْباؤها صَليَ الوَغَى

حِرْباءُ كلّ هَجيرَةٍ مِهْيافِ

فَلِذاكَ تُبْصِرُهُ لِكبْرٍ عادَهُ

يُوفي على جِذْلٍ بكلّ قِذافِ

الرّكْبُ إثرَكَ آجِمونَ لزادِهمْ

واللُّهْجُ صادِفَةٌ عنِ الأخْلافِ

والآنَ ألقَى المَجدُ أخمصَ رِجله

لم يَقْتَنِعْ جَزَعاً بمِشيَةِ حافِ

تَكبيرَتانِ حِيالَ قَبرِكَ للفَتى

مَحْسُوبَتانِ بعُمْرَةٍ وطَوَافِ

لوْ تَقْدِرُ الخَيْلُ التي زايَلْتَها

أنْحَتْ بأيديها على الأعرافِ

فارَقْتَ دهرَكَ ساخِطاً أفعالَهُ

وَهْوَ الجَديرُ بِقلّةِ الإنْصافِ

وَلَقيتَ رَبّكَ فاستَرَدّ لك الهُدى

ما نالَتِ الأيّامُ بالإتْلافِ

وسَقاكَ أموَاهَ الحَياةِ مُخَلَّداً

وكساكَ شَرْخَ شَبابِكَ الأفْوَافِ

أبْقَيْتَ فينا كَوْكَبَينِ سناهما

في الصّبحِ والظّلماءِ ليسَ بخافِ

مُتَأنّقَينِ وفي المَكارِمِ أرْتَعَا

مُتَألَقَينِ بسُؤدَدٍ وعَفافِ

قَدَرَينِ في الإرْداء بل مَطَرَين في ال

إجْداءِ بل قَمَرَينِ في الإسدافِ

رُزِقا العَلاءَ فأهْلُ نَجدٍ كُلّما

نَطَقا الفَصاحَةَ مثلُ أهلِ دِيافِ

ساوَى الرّضيُّ المُرْتَضى وتَقاسَما

خِطَطَ العُلى بتَناصُفٍ وتَصافِ

حِلْفا ندىً سبَقا وَصَلّى الأطهَرُ ال

مَرْضي فيا لثلاثةٍ أحْلافِ

أنتم ذَوُو النّسَبِ القَصير فطَولُكم

بادٍ على الكُبَراءِ والأشْرافِ

والرّاحُ إنْ قيل ابنةُ العِنَبِ اكتفت

بأبٍ عن الأسماء والأوْصافِ

ما زاغَ بَيتُكمُ الرّفيعُ وإنما

بالوَجْدِ أدرَكَه خفيُّ زِحاف

والشمسُ دائمةُ البَقاء وإن تُنَلْ

بالشّكْوِ فهْيَ سريعة الإخْطافِ

ويُخالُ موسى جَدُّكُمْ لجلالِهِ

في النّفْس صاحبَ سورةِ الأعرافِ

المُوقِدي نارِ القِرَى الآصالَ وال

أسْحارَ بالأهْضامِ والأشعافِ

حمْراءَ ساطِعةَ الذوائبِ في الدّجى

ترْمي بكلّ شَرارةٍ كطِرَافِ

نارٌ لها ضَرَمِيّةٌ كَرَمِيّةٌ

تأرِيثُها إرْثٌ عن الأسْلاف

تَسقيك والأرْيَ الضريبَ ولو عَدَتْ

نَهْيَ الإلهِ لثَلّثَتْ بسُلافِ

يُمْسي الطّريدُ أمامَها وكأنّهُ

أسَدُ الشَّرَى أوْ طائرٌ بشَرَافِ

وإذا تضَيّفَتِ النّعامُ ضِياءها

حُمِلَ الهَبيدُ لها مع الألْطافِ

مُفْتَنّةٌ في ظِلّها وحَرورِها

تُغْنيكَ في المَشْتَى وفي المُصْطافِ

زَهْرَاءُ يحلُمُ في العواصفِ جمرُها

وتَقَرّ إلا هَزّةَ الأعْطافِ

سطَعتْ فما يَسطيعُ إطْفاءً لها

زُحَلٌ ونورُ الحقّ ليس بطافِ

تَصِلُ الوُقودَ ولا خُمودَ ولو جرى

باليَمّ صَوْبُ الوابِلِ الغَرّافِ

شُبّتْ بعالِيَةِ العِرَاقِ ونورُها

يَغْشَى مَنَازِلَ نائِلٍ وإسافِ

وقُدُورُهْم مثلُ الهِضَابِ رَواكِداً

وجِفانُهُمْ كَرحِيبةِ الأفيافِ

من كُلّ جائشةِ العَشِيّ مُفِيئةٍ

بالمَيْرِ خَيرَ مَرَافدٍ وصِحاف

دَهْماءَ راكبةٍ ثلاثةَ أجْبُلٍ

عِظَماً وإن حُسبَتْ ثلاثَ أثافِ

يا مالكَيْ سَرْحِ القَريضِ أتتكما

منّي حَمولَةُ مُسْنِتينَ عِجافِ

لا تَعِرفُ الوَرَقَ اللَّجينَ وإنْ تُسَلْ

تُخْبِرْ عن القُلاّم والخِذْرافِ

وأنا الذي أُهْدي أقلّ بَهارَةٍ

حُسْناً لأحْسَنِ رَوْضةٍ مِئْنافِ

أوْضَعتُ في طُرُقِ التشرّفِ سامياً

بكُما ولم أسلُكْ طريقَ العافي

عطر الزنبق 06-27-2019 07:12 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />


يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ

تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها

لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِرْ

عني إليكَ لخُلّةٍ بأمَتّها

فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ

من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها

غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ

صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها

شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ

مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها

لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا

ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها

ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً

وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها

وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي

طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها

وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما

فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها

إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ

عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها

مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ

نَفسُ امرئٍ عن جُرمه لا يُفْتِها

وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوبُ على الفتى

ومُصابُهُ ريحٌ تهُبّ لِحَتّها

جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ

دارٌ وإنْ حَسُنَتْ تغُرّ بسُحتِها

ضَلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ

بالطّبعِ كانتْ والأنامُ كنَبتِها

وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ

من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها

لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا

قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها

فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً

ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها

ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ

سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها

عطر الزنبق 06-27-2019 07:13 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




أحْسَنُ بالوَاجِدِ مِن وَجْدِهِ

صَبْرٌ يُعيدُ النّارَ في زَنْدِهِ

ومَنْ أبَى في الرُّزْءِ غَيْرَ الأسَى

كانَ بُكاهُ مُنْتَهَى جُهْدِهِ

فَليَذْرِفِ الجَفْنُ على جَعْفَرٍ

إذ كانَ لم يُفْتَحْ على نِدّهِ

والشيءُ لا يَكْثُرُ مُدّاحُهُ

إلاّ إذا قيسَ إلى ضِدّهِ

لوْلا غَضَا نَجْدٍ وقُلاّمُهُ

لم يُثْنَ بالطّيبِ على رَنْدِهِ

ليسَ الذي يُبْكى على وَصْلِهِ

مثلَ الذي يُبْكى على صَدّهِ

والطّرْفُ يرْتاحُ إلى غُمْضِهِ

وَلَيسَ يَرْتاحُ إلى سُهْدِهِ

كانَ الأسَى فَرْضاً لو أنّ الرّدى

قال لنا افْدوهُ فلم نَفْدِهِ

هل هُوَ إلا طالِعٌ للهُدى

سارَ منَ التُّرْبِ إلى سَعْدِهِ

فباتَ أدْنَى مِنْ يَدٍ بَينَنا

كأنّهُ الكَوْكَبُ في بُعدِهِ

يا دَهْرُ يا مُنجِزَ إيعادِهِ

ومُخْلِفَ المأمولِ من وَعْدِهِ

أيُّ جَديدٍ لكَ لم تُبْلِهِ

وأيُّ أقرانِكَ لم تُرْدِهِ

تَستأسِرُ العِقبانَ في جَوّها

وتُنزِلُ الأعصَمَ من فِنْدِهِ

أرى ذَوي الفَضل وأضدادَهم

يَجمعُهُمْ سَيْلُكَ في مَدّهِ

إنْ لم يكُنْ رُشْدُ الفتى نافِعاً

فغَيّهُ أنفَعُ مِنْ رُشْدِهِ

تَجرِبةُ الدّنيا وأفعالِها

حَثّتْ أخا الزّهْدِ عَلى زُهْدِهِ

والقَلْبُ مِنْ أهوائِهِ عابِدٌ

ما يَعْبُدُ الكافرُ من بُدّهِ

إنّ زَماني برَزياهُ لي

صَيّرَني أمْرَحُ في قِدّهِ

كأنّنا في كَفّهِ مالُهُ

يُنفِقُ ما يَختارُ من نَقْدِهِ

لوْ عَرَفَ الإنْسانُ مقدارَهُ

لم يَفْخَر المولى على عَبْدِهِ

أمْسِ الذي مَرّ على قرْبهِ

يَعجِزُ أهلُ الأرْضِ عن رَدّهِ

أضْحى الذي أُجّلَ في سِنّهِ

مثلَ الذي عُوجِلَ في مَهْدِهِ

ولا يُبالي المَيْتُ في قَبرهِ

بذَمّهِ شُيّعَ أمْ حَمْدِهِ

والواحِدُ المُفرَدُ في حَتْفِهِ

كالحاشِدِ المُكْثِرِ من حَشدِهِ

وحالَةُ الباكي لآبائِه

كحالَةِ الباكي على وُلْدِهِ

ما رغبَةُ الحيّ بأبنائِهِ

عَمّا جنَى الموْتُ على جَدّهِ

ومَجْدُهُ أفعالُهُ لا الذي

من قَبْلِهِ كانَ ولا بَعْدِهِ

لُوْلا سَجاياهُ وَأخْلاقُهُ

لكانَ كالمَعْدومِ في وُجْدِهِ

تَشتاقُ أيّارَ نفوسُ الوَرَى

وإنّما الشّوْقُ إلى وَرْدِهِ

تَدعو بطول العمر أفواهُنا

لمَنْ تَناهى القَلبُ في وُدّهِ

يُسَرّ إن مُد بَقاءٌ لَهُ

وكلُّ ما يَكْرَهُ في مَدّهِ

أفضَلُ ما في النّفسِ يَغتالُها

فنَستَعيذُ اللهَ من جُندِهِ

وآفَةُ العاشِقِ مِنْ طَرْفِهِ

وآفَةُ الصّارِمِ مِنْ حَدّهِ

كم صائنٍ عن قُبْلَةٍ خدَّهُ

سُلّطَتِ الأرْضُ على خَدّهِ

وحامِلٍ ثِقْلَ الثّرَى جِيدُهُ

وكان يَشكو الضَّعفَ من عِقدِهِ

وَرُبّ ظمآنَ إلى مَوْرِدٍ

وَالمَوْتُ لوْ يَعْلَمُ في وِرْدِهِ

ومُرْسِلِ الغارَةِ مَبثوثَةً

مِن أدهَمِ اللّوْنِ ومن وَرْدِهِ

يَخوضُ بحراً نَقْعُهُ ماؤهُ

يَحْمِلُهُ السّابحُ في لِبْدِهِ

أشجَعُ مَنْ قَلّبَ خَطّيّةً

على طَويلِ الباعِ مُمْتَدّهِ

يَرَى وُقوعَ الزُّرْقِ في دِرْعِهِ

مثْلَ وُقوع الزُّرْقِ في جِلْدِهِ

لا يَصِلُ الرُّمْحُ إلى طَرْفِهِ

ولا إلى المُحْكَمِ مِنْ سَرْدِهِ

يُلقى عليهِ الطّعنُ إلقاءكَ ال

حَسْبَ على المُسرعِ في عَقدِهِ

بلَحظَةٍ منهُ فَما دونَها

يَرُدّ غَرْبَ الجيشِ عن قَصْدِهِ

أمْهَلَهُ الدّهْرُ فأوْدَى بهِ

مُبْيَضُّهُ يُحْدَى بمُسْوَدّهِ

فَيا أخا المَفقُودِ في خَمسَةٍ

كالشُّهبِ ما سَلاّك عن فقدِهِ

جاءَكَ هذا الحُزْنُ مُستَجدياً

أجْرَكَ في الصّبرِ فلا تُجْدِهِ

سَلِّمْ إلى اللّهِ فكُلُّ الّذي

ساءَكَ أو سَرّكَ من عندِهِ

لا يَعْدَمُ الأسْمَرُ في غابِهِ

حَتْفاً ولا الأبيضُ في غِمدِهِ

إنّ الذي الوَحْشَةُ في دارِهِ

تُؤنِسُهُ الرّحمَةُ في لَحْدِهِ

لا أُوحشَتْ دارُك من شَمسِها

ولا خلا غابُكَ مِنْ أُسْدِهِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:13 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6404/...b1_L.jpg<br />




بَني الحَسَبِ الوَضّاحِ والشّرَفِ الجمِّ

لسانيَ إنْ لم أرْثِ والدَكم خصمي

شكَوْتُ منَ الأيّامِ تَبديلَ غادِرٍ

بِوافٍ ونَقْلاً مِنْ سرورٍ إلى هَمِّ

وَحالاً كَريشِ النّسرِ بَيْنا رأيتُهُ

جَناحاً لشَهْمٍ آضَ رِيشاً على سَهمِ

ولا مِثْلَ فُقْدانِ الشّريف محَمّدٍ

رزِيّةَ خَطبٍ أو جِنايةَ ذي جُرْمِ

فيَا دافنيهِ في الثّرَى إنّ لحدَهُ

مَقَرُّ الثّرَيّا فادْفِنوهُ على عِلْمِ

ويا حاملي أعْوادِهِ إنّ فَوْقَها

سَماوِيّ سِرٍّ فاتّقوا كوكبَ الرّجمِ

وما نَعشُهُ إلا كنَعشٍ وَجَدْتُهُ

أباً لبَناتٍ لا يَخَفنَ من اليُتْمِ

فَوَيْحَ المَنايا لم يُبْقيّنَ غايَةً

طَلعنَ الثّنايا واطّلعْنَ على النّجْمِ

أعاذِلَ إنْ صُمّ القَنا عن نَعْيِه

فوا حَسَدا مِن بَعدِهِ للقَنا الصُّمِ

بكى السّيفُ حتى أخضَلَ الدمعُ جَفنَهُ

على فارِسٍ يُرْويهِ من فارِسِ الدُّهمِ

تَلَذُّ العَوالي والظُّبَى في بَنانِهِ

لِقاءَ الرّزايا من فُلولٍ ومن حَطمِ

وباللهِ رَبّي ما تَقَلّدَ صارِماً

له مُشْبِهٌ في يوْمِ حَرْبٍ وَلا سِلمِ

ولا صاحَ بالخيل اقدُمي في عَجاجةٍ

إذا قيل حِيدي في ضنْكِها أُمّي

وَلا صَرّفَ الخَطّيَّ مثْلَ يَمينِهِ

يَمينٌ وإنْ كانَتْ مُعاوَدَةَ النُّعْمِ

ولا أمسَكَتْ يُسْرَى عِناناً لغارَةٍ

كيُسراهُ والفُرْسانُ طائشَةُ العزْمِ

فيا قلبُ لا تُلْحِقْ بثُكْلِ محَمّدٍ

ليَبقى ثُكْلُهُ بَيّنَ الوَسْمِ

فإنّي رأيتُ الحُزْنَ للحُزْنِ ماحِياً

كما خُطّ في القِرْطاسِ رَسْمٌ على رَسْمِ

كَرِيمٌ حليمُ الجَفنِ والنّفسِ لا يرَى

إذا هوَ أغفى ما يرَى النّاسُ في الحُلْمِ

فتىً عَشِقَتْهُ البابِليّةُ حِقْبَةً

فلم يَشفِها منه برَشْفٍ ولا لَثْمِ

كأنّ حَبابَ الكأسِ وَهْيَ حَبيبةٌ

إلى الشَّرْبِ ما يَنفي الحُبابُ من السّمِّ

تَسورُ إليهِ الرّاحُ ثمّ تَهابُهُ

كأنَّ الحُمَيّا لوْعةٌ في ابنَةِ الكَرْمِ

دعَا حَلَباً أُختَ الغَرِيّينِ مَصرَعٌ

بِسيفِ قُوَيْقٍ للمَكارِمِ والحزمِ

أبي السّبعَةَ الشُّهْبِ التي قيلَ إِنّها

مُنَفِّذَةُ الأقدارِ في العُرْبِ والعُجْمِ

فإنْ كُنْتُ مَا سَمّيْتُهُم فنَباهةٌ

كَفَتْنيَ فيهِمْ أَنْ أُعَرِّفَهم باسْمِ

فَيا مَعْشَرَ البِيضِ اليَمانيَةِ اسألي

بَنيهِ طَعاماً إنْ سَغِبتِ إلى اللّحمِ

فكُلُّ وَليدٍ منهُمُ ومُجَرَّبٍ

لنا خَلَفٌ من ذلكَ السيّدِ الصَّتْمِ

مَغافِرُهُمْ تِيجانُهُمْ وحُبَاهُمُ

حَمائِلُهُم وَالفَرْعُ يُنمى إلى الجِذْمِ

مَناجيدُ لَبّاسُونَ كُلَّ مُفاضَةٍ

كأنّ غَديراً فاضَ منها عَلى الجِسْمِ

كأنّهُمُ فيها أُسُودُ خَفِيّةٍ

ولكن على أكتادِها حُلَلُ الرُّقْمِ

كُماةً إذا الأعرافُ كانتْ أعِنّةً

فمُغْنيهِمُ حُسْنُ الثّباتِ عنِ الحُزْمِ

يُطيلُونَ أرْواقَ الجِيادِ وطالما

ثَنَوْهُنَ عُضْباً غيرَ رُوقٍ ولا جُمِّ

إذا مَلأَتْهُنّ القَنَا جَبَرِيّةً

وغيْظاً فأوْقَعْنَ الحَفيظةَ باللُّجْمِ

وَرَفّتْنَ مَجْدولَ الشّكيمِ كأنّما

أشَرْنا إلى ذاوٍ من النّبْتِ بالأَزْمِ

فَوَارِسُ حرْبٍ يُصْبحُ المِسكُ مازِجاً

به الرّكْضُ نَقْعاً في أُنوفِهِم الشُّمِّ

فهذا وقد كانَ الشّريفُ أبوهُمُ

أميرَ المَعاني فارِسَ النّثْرِ والنّظْمِ

إذا قيلَ نُسْكٌ فالخَليلُ بنُ آزَرٍ

وإن قيل فَهْمٌ فالخليلُ أخو الفَهْمِ

أقامتْ بُيوتُ الشِّعرِ تُحكِمُ بعدهُ

بِناءَ المَراثي وَهْيَ صُورٌ إلى الهَدْمِ

نَعَيْناهُ حتى للغَزالَةِ والسُّهَى

فكُلُّ تَمَنّى لَوْ فَداهُ مِنَ الحَتْمِ

وما كُلْفَةُ البَدْرِ المُنيرِ قديمَةً

ولكِنّها في وَجْهِهِ أثَرُ اللَّدْمِ

فَيا مُزْمِعَ التّوْديعِ إنْ تُمسِ نائياً

فإنّكَ دانٍ في التّخَيّلِ والوَهمِ

كأنّكَ لم تُجْرِرْ قَناةً ولم تُجِرْ

فَتاةً ولم تُجْبِرْ أميراً على حُكْمِ

ووجْهُكَ لم يُسْفِرْ ونارُك لم تُنِرْ

ورُمحُكَ لم يَعتِرْ وكَفُّكَ لم تَهْمِ

تَقَرّبَ جبريلٌ بُروحِكَ صاعِداً

إلى العرشِ يُهديها لجَدّك والأُمِّ

فدُونَكَ مَختُومَ الرّحيقِ فإنّما

لِتَشرَبَ منهُ كان يُحفظُ بالخَتْمِ

ولا تَنْسَني في الحَشرِ والحوضِ حوْله

عصائبُ شتّى بينَ غَرٍّ إلى بُهْمِ

لَعَلّكَ في يوْمِ القيامة ذاكري

فتَسألَ رَبّي أنْ يُخَفّفَ من إثْمي

عطر الزنبق 06-27-2019 07:15 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


نَقمتُ الرّضَى حتى على ضاحكِ المُزْنِ

فلا جادَني إلا عَبوسٌ منَ الدَّجنِ

فَلَيتَ فَمي إن شامَ سِنّي تبَسُّمي

فمُ الطّعنةِ النّجْلاءِ تَدْمى بلا سِنِّ

كأنّ ثَناياهُ أوَانِسُ يُبْتَغَى

لها حُسنُ ذِكْرٍ بالصّيانةِ والسّجنِ

أبي حَكَمَتْ فيهِ اللّيالي ولم تَزَلْ

رِماحُ المَنايا قادِراتٍ على الطّعنِ

مضَى طاهر الجثمان والنّفس والكرَى

وسُهدِ المنى والجَيبِ والذيلِ والرُّدنِ

فيا لَيتَ شِعري هل يَخِفّ وَقارُهُ

إذا صَارَ أُحْدٌ في القِيامَةِ كالعِهْنِ

وهلْ يرِدُ الحوْضَ الرّويَّ مُبادِراً

معَ النّاسِ أمْ يأبَى الزّحامَ فَيَستأني

حِجىً زادَهُ من جُرْأةٍ وسَماحةِ

وبعضُ الحجى داعٍ إلى البخلِ والجُبنِ

على أُمّ دَفْرٍ غَضْبَةُ اللّهِ انّها

لأجْدَرُ أُنْثَى أنْ تَخونَ وأن تُخني

كَعابٌ دُجاها فَرْعُها ونَهارُها

مُحيّاً لها قامتْ له الشمسُ بالحُسنِ

رآها سليلُ الطّينِ والشّيبُ شامِلٌ

لها بالثّرَيّا والسّماكَينِ والوَزْنِ

زمانَ تَوَلّتْ وأدَ حَوّاءَ بِنتِها

وكم وأدَتْ في إثْرِ حَوّاء مِن قَرْنِ

كأنّ بنيها يُولَدونَ وما لهَا

حليلٌ فتخشَى العارَ إن سَمحتْ بابْنِ

جَهِلْنا فلم نَعلمْ على الحِرْص ما الذي

يُرادُ بنا والعِلْمُ للّهِ ذي المَنِّ

إذا غُيّبَ المَرْءُ استَسَر حَديثُهُ

ولم تُخْبِرِ الأفكارُ عَنْهُ بما يُغْني

تَضِلّ العُقولُ الهِبْرِزِيّاتُ رُشْدَها

ولم يَسلَمِ الرّأيُ القويُّ من الأفْنِ

وقد كانَ أربابُ الفَصاحَةِ كُلّما

رأوا حَسَناً عَدّوهُ من صَنعةِ الجنِّ

وما قارَنتْ شخصاً من الخلقِ ساعةً

منَ الدّهرِ إلا وَهيَ أَفْتَكُ من قِرْنِ

وَجَدْنا أذى الدّنيا لَذيذاً كأنّما

جَنى النّحلِ أصنافُ الشّقاء الذي نجني

فما رَغبتْ في الموْتِ كُدرٌ مَسيرُها

إلى الوِرْدِ خِمسٌ ثم يَشرَبنَ من أَجنِ

يُصادِفنَ صَقراً كلَّ يوْم وَلَيْلَةٍ

وَيَلْقَيْن شَرّاً مِن مَخالبِهِ الحُجنِ

ولا قَلِقاتُ اللّيلِ باتَت كأنّها

من الأينِ والإدلاجِ بعضُ القنا اللُّدنِ

ضَرَبْنَ مَليعاً بالسّنابكِ أرْبَعاً

إلى الماء لا يَقدِرْنَ منهُ على مَعْنِ

وخوْفُ الرّدى آوَى إلى الكَهفِ أهلَهُ

وكَلّفَ نوحاً وابنَهُ عَمَلَ السّفنِ

وما استَعذَبَتهُ روحُ موسى وآدَمٍ

وقد وُعِدا من بعدِه جَنَّتَيْ عَدْنِ

أمَوْلى القَوافي كم أراكَ انْقِيادُها

لك الفُصَحَاءَ العُرْبَ كالعَجم اللُّكنِ

هَنيئاً لكَ البيتُ الجَديدُ مُوَسِّداً

يَمينَكَ فيهِ بالسّعادةِ واليُمْنِ

مُجاوِرَ سَكْنٍ في دِيارٍ بَعيدَةٍ

من الحيّ سَقياً للدّيار وللسَّكنِ

طَلَبتُ يَقيناً مِنْ جُهَيْنَةَ عنهُمُ

ولن تخبريني يا جُهينَ سوَى الظّنِّ

فإنْ تَعْهَديني لا أزالُ مُسائِلاً

فإنّيَ لم أُعْطَ الصّحيحَ فأستَغني

وإنْ لم يَكُنْ للفَضْلِ ثَمّ مَزِيّةٌ

على النّقص فالوَيلُ الطويلُ من الغَبنِ

أمُرّ بِرَبْعٍ كُنْتَ فيهِ كأنّمَا

أمُرّ منَ الإكرامِ بالحِجرِ والرُّكْنِ

وإجْلالُ مَغْناكَ اجتِهادُ مُقَصِّرٍ

إذا السّيفُ أوْدى فالعفاءُ على الجَفْنِ

لقد مَسَخَتْ قلبي وفاتُكَ طائراً

فأقْسَمَ أنْ لا يَسْتَقِرّ على وَكْنِ

يُقْضّي بَقايا عَيْشِهِ وجَناحُهُ

حَثيثُ الدّواعي في الإقامةِ والظّعنِ

كأنّ دُعاء الموتِ باسْمِكَ نَكْزَةٌ

فَرَتْ جَسَدي والسّمُّ يُنفثُ في أُذني

تَئنّ ونَصْبي في أنينِكَ واجِبٌ

كما وَجَبَ النّصْبُ اعترافاً على إنِّ

ضَعُفْتَ عن الإصْباحِ واللّيلُ ذاهبٌ

كما فَنيَ المِصْباحُ في آخرِ الوَهْنِ

وما أكثرَ المُثني علَيكَ ديانَةً

لو أنَّ حِماماً كانَ يَثنيهِ مَن يُثني

يوافيكَ من ربّ العُلى الصّدقُ بالرّضَى

بَشيراً وتلقاكَ الأمانَةُ بالأمْنِ

ويَسكْني شهيدُ المَرْءِ غيرِكَ هَيْبَةً

وبُقْيا وإنْ يُسألْ شهيدُكَ لا يكني

يُصَرِّحْ بقَوْلٍ دونَهُ المِسكُ نَفحةً

وفِعْلٍ كأمْواهِ الجِنانِ بِلا أَسْنِ

يَدٌ يَدَتِ الحُسْنى وأنفاسُ رَبّها

تُقىً ولسانٌ ما تحرّكَ باللَّسْنِ

فليتَكَ في جَفني مُوارىً نَزاهَةً

بِتِلْكَ السّجايا عن حَشايَ وعن ضِبني

ولو حَفَرُوا في دُرّةٍ ما رَضِيتُها

لجِسْمِكَ إبْقاءً عَلَيْهِ منَ الدّفنِ

ولو أوْدَعُوكَ الجوّ خِفْنا مَصيفَهُ

ومَشتاهُ وازدادَ الضّنينُ منَ الضّنِّ

فيا قبرُ واهٍ مِنْ تُرابكَ لَيّناً

علَيهِ وآهٍ مِنْ جنادِلِكَ الخُشنِ

لأُطبِقتَ إطباقَ المَحارَةِ فاحتَفِظْ

بلؤلؤةِ المَجْدِ الحَقيقَةِ بالخزْنِ

فهلِ أنتَ إن ناديتُ رَمسكَ سامِعٌ

نداءَ ابنِكَ المَفجوعِ بل عبدِكَ القِنِّ

سأبكي إذا غنّى ابنُ وَرْقاءَ بَهجةً

وإن كانَ ما يَعنيهِ ضِدَّ الذي أعْني

ونادِبَةٌ في مِسْمَعي كُلُّ قَيْنَةٍ

تُغَرَدُ باللّحْنِ البَرِيّ عن اللّحنِ

وأحمِلُ فيكَ الحُزْنَ حَيّاً فإن أمُتْ

وألقَكَ لم أسلُكْ طرِيقاً إلى الحُزْنِ

وبَعدَكَ لا يَهوى الفُؤادُ مَسَرّةً

وإن خانَ في وَصْلِ السّرورِ فلا يَهني

عطر الزنبق 06-27-2019 07:16 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي

نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ

وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي

سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ

أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ

نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ

صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ

بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال

أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ

دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ

سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً

لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً

ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ

وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ

في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ

فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا

مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بلادِ

كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ

وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ

تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْ

جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ

إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا

فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ

خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ

أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفادِ

إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما

لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَادِ

ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ ال

جِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ

أبَناتِ الهَديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ

نَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ

إيه للّهِ دَرّكُنّ فأنْتُنّ اللْ

لَوَاتي تُحْسِنّ حِفْظَ الوِدادِ

ما نَسيتُنّ هالِكاً في الأوانِ ال

خَالِ أوْدَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ

بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُنْ

نَ وأطْواقُكُنّ في الأجْيَادِ

فَتَسَلّبْنَ وَاسْتَعِرْنَ جَميعاً

منْ قَميصِ الدّجَى ثيابَ حِدادِ

ثُمّ غَرِّدْنَ في المَآتِمِ وانْدُبْ

نَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ

قَصَدَ الدهر من أبي حَمزَةَ الأوْ

وَابِ مَوْلى حِجىً وخِدن اقتصادِ

وفَقيهاً أفكارُهُ شِدْنَ للنّعْ

مانِ ما لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ

فالعِراقيُّ بَعْدَهُ للحِجازِىْ

يِ قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ

وخَطيباً لو قامَ بَينَ وُحُوشٍ

عَلّمَ الضّارِياتِ بِرَّ النِّقَادِ

رَاوِياً للحَديثِ لم يُحْوِجِ المَعْ

رُوفَ مِنْ صِدْقِهِ إلى الأسْنادِ

أَنْفَقَ العُمرَ ناسِكاً يَطْلُبُ العِلْ

مَ بكَشْفٍ عَن أصْلِهِ وانْتِقادِ

مُستَقي الكَفّ مِنْ قَليبِ زُجاجٍ

بِغُرُوبِ اليَرَاعِ ماءَ مِدادِ

ذا بَنَانٍ لا تَلْمُسُ الذّهَبَ الأحْ

مَرَ زُهْداً في العَسجَدِ المُستَفادِ

وَدِّعا أيّها الحَفيّانِ ذاكَ الشْ

شَخْصَ إنّ الوَداعَ أيسَرُ زَادِ

واغْسِلاهُ بالدّمعِ إنْ كانَ طُهْراً

وادْفِناهُ بَيْنَ الحَشَى والفُؤادِ

واحْبُوَاهُ الأكْفانَ مِنْ وَرَقِ المُصْ

حَفِ كِبْراً عن أنْفَسِ الأبْرادِ

واتْلُوَا النّعْشَ بالقِراءَةِ والتّسْ

بِيحِ لا بالنّحيبِ والتّعْدادِ

أسَفٌ غَيْرُ نافِعٍ وَاجْتِهادٌ

لا يُؤدّي إلى غَنَاءِ اجْتِهادِ

طالَما أخْرَجَ الحَزينُ جَوَى الحُزْ

نِ إلى غَيْرِ لائِقٍ بالسَّدادِ

مِثْلَ ما فاتَتِ الصّلاةُ سُلَيْما

نَ فَأنْحَى على رِقابِ الجِيادِ

وهوَ مَنْ سُخّرَتْ لهُ الإنْسُ والجِنْ

نُ بما صَحّ من شَهادَةِ صَادِ

خافَ غَدْرَ الأنامِ فاستَوْدَعَ الرّي

حَ سَليلاً تَغْذُوهُ دَرَّ العِهَادِ

وَتَوَخّى لَهُ النّجاةَ وَقَدْ أيْ

قَنَ أنّ الحِمَامَ بالمِرْصادِ

فَرَمَتْهُ بهِ على جانِبِ الكُرْ

سِيّ أُمُّ اللُّهَيْمِ أُخْتُ النّآدِ

كيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي

يا جَديراً منّي بحُسْنِ افتِقادِ

قد أقَرّ الطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ

وتَقَضّى تَرَدّدُ العُوّادِ

وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْ

دُ بأنْ لا مَعادَ حتى المعادِ

هَجَدَ السّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْ

ريضِ وَيحٌ لأعْيُنِ الهُجّادِ

أنتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُو

رينَ مِنْ عَيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ

لا يُغَيّرْكُمُ الصّعيدُ وكونوا

فيهِ مثلَ السّيوفِ في الأغمادِ

فَعَزيزٌ عَليّ خَلْطُ اللّيالي

رِمَّ أقدامِكُمْ بِرِمّ الهَوَادي

كُنتَ خِلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ ال

بَينَ وَافَقْتَ رأيَهُ في المُرادِ

ورأيتَ الوَفاءَ للصّاحِبِ الأوْ

وَلِ مِنْ شيمَةِ الكَريمِ الجَوادِ

وَخَلَعْتَ الشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْ

تَكَ أَبْلَيْتَهُ مَعَ الأنْدادِ

فاذْهَبا خير ذاهبَينِ حقيقَيْ

نِ بِسُقْيا رَوائِحٍ وَغَوَادِ

ومَراثٍ لَوْ أنّهُنّ دُمُوعٌ

لمَحَوْنَ السّطُورَ في الإنْشادِ

زُحَلٌ أشرَفُ الكَواكبِ داراً

مِنْ لِقاءِ الرّدَى على ميعادِ

ولِنارِ المِرّيخِ مِن حَدَثانِ الدّهْ

رِ مُطْفٍ وَإنْ عَلَتْ في اتّقادِ

وَالثَرَيّا رَهينَةٌ بِافْتِراقِ الشْ

شَمْلِ حَتّى تُعَدّ في الأفرادِ

فليَكُنْ لِلْمُحَسَّنِ الأجَلُ المَمْ

دودُ رغماً لآنُفِ الحُسّادِ

وَلْيَطِبْ عَنْ أخيهِ نَفساً وأبْنا

ء أخيهِ جَرائحِ الأكبادِ

وإذا البَحْرُ غاضَ عنّي ولم أرْ

وَ فلا رِيّ بادّخارِ الثِّمادِ

كُلُّ بَيْتٍ للْهَدْمِ ما تَبْتَني الوَرْ

قاءُ والسّيّدُ الرّفيعُ العِمادِ

والفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السْ

سَدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ

بانَ أمْرُ الإلَهِ واختَلَفَ النّا

سُ فَداعٍ إلى ضَلالٍ وَهَادِ

والّذي حارَتِ البَرِيّةُ فِيهِ

حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمادِ

واللّبيبُ اللّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْترْ

رُ بِكُوْنٍ مَصيرُهُ للفَسادِ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:16 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ

تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ

تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها

وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ

إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل

فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ

خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا

وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:17 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />




تَوَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي

أَقولُ إِذا نَأَيتِ وَلا تَعالي

وَإِمّا كُنتِ يا نُوَبي وَلاءً

فَإِنّي لا أُحاذِرُ أَن تُوالي

تَعالى القَومُ في طَلَبِ المَعالي

فَيا قَمَراً بِذي كَلَإٍ تَعالى

وَلَو أوتيتُ في الأَيّامِ لُبّاً

تَقارَضَتِ الوِدادَ وَلَم تُقالي

عطر الزنبق 06-27-2019 07:17 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


أَلَيسَ أَبوكُم آدَم إِن عُزيتُمُ

يَكونُ سَليلاً لِلتُرابِ إِذا عُزي

يُوَدُّ الفَتى لَو عاشَ آخِرَ دَهرِهِ

سَليماً مُؤَتّى لا أُميتَ وَلا رُزي

أَنامٌ لَعَمري لَيسَ فيهِ مُوَفَّقٌ

لِرُشدٍ وَلا يَحظى بِخَيرٍ إِذا جُزي

وَبازٍ يُغادي الطَيرَ مُهتَضِماً لَها

فَهَل يَرتَجي النَصفَ الضَعيفُ إِذا بُزي

وَجَدتُ سَفيهَ القَومِ مِن سوءِ رَأيِهِ

إِذا قيلَ خَف مِن قادِرٍ فَوقَنا هَزي

وَرَدنا إِلى الدُنيا بِإِذنٍ مَليكِنا

لِمَغزىً وَلَسنا عالِمينَ بِما غُزي

ذَوُ النُسكِ خَيرُ الناسِ في كُلِّ مَوطِنٍ

وَزِيُّهُم بَينَ المَعاشِرِ خَيرُ زي

وَهَل يَنفَعُ الوَشيُ السَحيبُ مُضَلَّلاً

وَإِن ذُكِرَت في القَومِ شيمَتُهُ خُزي

وَمِن عَجبٍ دَعواكَ عِلماً وَحِكمَةً

وَعِلمُكَ شَيءٌ قيلَ بِالظَنِّ أَو حُزي

وَجِئتَ بِنَمِيٍّ إِلى مُتَعَصِّبٍ

فَناداكَ دينارٌ بِكَفِّكَ هِبرِزي

عطر الزنبق 06-27-2019 07:17 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


أَلَم تَرَ أَنَّني حَيٌّ كَمَيتٍ

أُداري الوَقتَ أَو مَيتٌ كَحَيِّ

أُحاذِرُ عالَمي وَأَخافُ مِنّي

وَأَلحى الناسَ بَلَهَ بَني لُحَيِّ

وَهُم لي مِثلُ ما كانَت قَديماً

لِقَيسِ بنِ الخَطيمِ بَنو دُحَيِّ

عطر الزنبق 06-27-2019 07:18 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


مَجوسيَّةٌ وَحَنيفيَّةٌ

وَنَصرانَةٌ وَيَهوديَّه

نُفوسٌ تَخالَفُ أَديانُها

وَلَيسَت مِنَ المَوتِ بِمَفديَّه

تُراقِبُ مُهدِياً أَن يَقومَ

فَتُلفى إِلى الحَقِّ مَهدِيَّه

فَيا سَعدُ كَم خَرَجَت ظَبيَةٌ

تَرودُ بِخَضراءَ سَعدِيَّه

فَتُضحي مِنَ المَردِ مَردِيَّةً

وَتُمسي مِنَ الرَدى مَردِيَّه

لَقَد كانَ أَبدى إِلَيها الزَما

نُ ثُمَّ هِيَ الآنَ مَبدِيَّه

وَيا هِندُ ما عَصَمَت أَهلَها

قَواضِبُ في الضَربِ هِندِيَّه

وَلا وَردُ غابٍ لَهُ حُلَّةٌ

مِنَ الدَمِ في الغيلِ وَردِيَّه

تَشَبَّهَ بَعضٌ بِبَعضٍ فَما

تَزالُ الشَمائِلُ فَردِيَّه

قَدِ اِمتَزَجَ العالَمُ الآدَمِيُّ

فَغورِيَّةٌ مَعَ نَجدِيَّه

وَأُمُ النُمَيرِيِّ تُركِيَّةٌ

وَأُمُّ العُقَيلِيِّ صُغدِيَّه

وَزَوجُ الكِلابِيَّةِ الكاسِكِيُّ

وَعِرسُ الكِلابِيِّ كُردِيَّه

عطر الزنبق 06-27-2019 07:18 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


لَيسَ يَبقى الضَربُ الطَويلُ عَلى الدَهرِ

وَلا ذو العَبالَةِ الدَرحايَه

يا أَبا القاسِمِ الوَزيرَ تَرَحَّلتَ

وَخَلَّفتَني ثِفالَ رَحايَه

وَتَرَكتَ الكُتبَ الثَمينَةَ لِلنا

سِ وَما رُحتَ عَنهُم بِسَحايَه

لَيتَني كُنتُ قَبلَ أَن تَشرَبَ المَو

تَ أَصيلاً شُرَّبتُهُ بِضُحايَه

إِن نَحَتكَ المَنونُ قَبلي فَإِنّي

مُنتَحاها وَإِنَّها مُنتَحايَه

أُمُّ دَفرٍ تَقولُ بَعدَكَ لِلذا

ئِقِ لا تَعمَ لي فَأَينَ فَحايَه

إِن يَخُطَّ الذَنبَ اليَسيرَ حَفيظا

كَ فَكَم مِن فَضيلَةٍ مَحّايَه

عطر الزنبق 06-27-2019 07:18 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


إِرمِنا يا ظَلامُ في كُلِّ فَجٍّ

فَالمُنى لَم تَزَل تَجُرُّ المَنايا

وَحَنى بائِسٌ عَلى القُربِ جيداً

لِوَداعٍ وَالعَيسُ مِثلُ الحَنايا

وَدُنّا يَعَذولُ أَنّا سَلِمنا

مِن هَوانا وَلَم نُدانِ الدَنايا

إِنَّ جَهلاً سَلمي لِآل سُلَيمى

وَثَنائي عَلى عِذابِ الثَنايا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:18 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


نَحنُ شِئنا فَلَم يَكُن ما أَرَدنا

وَتَمَّت لِلَّهِ فينا المَشيَّه

وَثُرَيّا النُجومِ تَلقى حِماماً

كَالثُرَيّا في رَهطِها القِرشِيَه

قَد طَرِبنا إِلى المَهاري تَبارى

بِالأَصاحيبِ غَدوَةً وَعَشِيَّه

مَلَأَتها البَياضَ سُحمٌ مِنَ الدُجنِ

وَبُهمى غَضيضَةٌ حَبَشِيَّه

عطر الزنبق 06-27-2019 07:22 PM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


ما بالُها ناوِيَةً شُقَّةً

تودي بِشَخصِ الناقَةِ الناوِيَه

لَم تَأوِ لِلعيسِ وَلا بُّدَّ مِن

قَبرٍ إِلَيهِ أَوَت الآوِيَه

وَتَقدَمُ الأَرضَ نُفوسٌ أَتَت

مَخلوقَةً مِن أَنفُسٍ تاوِيَه

وَالدَهرُ كَالحَيّوتِ في

إِهلاكِهِ ما حَوَتِ الحاوِيَه

إِن تَعمَرِ الدُنيا فَلا بُدَّ مِن

يَومِ رَدىً يَترُكُها خاوِيَه

فَاِهرُب مِنَ الإِنسِ إِلى الوَحشِ كَي

تَسكُنَ في الدَوِيَّةِ الداوِيَه

إِن يَسمَعوا شَرّاً تَوافَوا لَهُ

حِفظاً وَمِثلُ الشاعِرِ الراوِيَه

ما أَنفَعَ السَيفَ لِمَن شامَهُ

أَخضَرَ ما رَوَّضَتهُ ذاوِيَه

ذُبابُهُ إِن يَشدُ يَحدُث لَهُ

جِدٌّ يُوازي لَعِبَ الغاوِيَه

يَقتَسِرُ الدُنيا لِأَخلافِهِ

مُحتَلِباً أَخلافَها الصاوِيَه

أَلوى نَباتُ الأَرضِ وَهوَ الَّذي

لَم يُلوِ بَل أَلوَت بِهِ اللاوِيَه

هاوِيَةٌ نَفسُكَ ما ساءَها

فَلتَخشَ أَن تُلقى إِلى الهاوِيَه

مَنِ اِتَّقى اللَهَ فَأُسدُ الشَرى

لَدَيهِ مِثلُ الأَكلُبِ العاوِيَه

عطر الزنبق 06-27-2019 07:22 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />
أَصبَحتُ أَلحى خَلَّتَيّا

هاتيكَ أُبغِضُها وَتَيّا

وَدُعيتُ شَيخاً بَعدَ ما

سُمّيتُ في زَمَنٍ فُتَيّا

وَكَفَيتُ صَحبِيَ إِلَّتَيّا

بَعدَ اللُتَيّا وَاللُتَيّا

سَقياً لِأَيّامِ الشَبابِ

وَما حَسَرتُ مُطيَتَيّا

أَيّامَ آمُلُ أَن أَمُسَّ

الفَرقَدَينِ بِراحَتَيّا

وَأَفيضُ إِحساني عَلى

جارَيَّ ثَمَّ وَجارَتَيّا

فَالآنَ تَعجِزُ هِمَّتي

عَمّا يُنالُ بِخُطوَتَيّا

أَوصى اِبنَتَيهِ لَبيدٌ ال

ماضي وَلا أوصي اِبنَتَيّا

لَستُ المُفاخِرَ في الرِجا

لِ بِعَمَّتَيَّ وَخالَتَيّا

لَكِن أُقِرُّ بِأَنَّني

ضَرعٌ أُمارِسُ دارَتَيّا

وَاللَهُ يَرحَمُني إِذا

أودِعتُ أَضيَقَ ساحَتَيّا

لا تَجعَلَن حالي إِذا

غُيِّبتُ أَيأَسَ حالَتَيّا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:23 PM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


كُلُّ اِمرُؤٍ يُضحي مَرِيّا

وَالدَهرُ لا يُبقي سَريّا

فَتَرَوَّ مِن هَذي الحَيا

ةِ لِكَي تَموتَ النَفسُ رَيّا

ما لِلثُرَيّا قيمَةٌ

عِندَ الَّذي خَلَقَ الثُرَيّا

صارَ الأَميرُ أَبا مَريّ

ثُمَّ أَورَثَها مُرَيّا

وَالحَيُّ لِلنَكباتِ يَس

تَقري وَيَرجِعُ لِلقَرِيّا

ما عَريتُ مِمّا يَخا

فُ عَمايَتانِ وَلا عُرِيّا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:23 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />




وَفَرتُ العارِضَينِ وَلَم يُعارِض

مَشيبي إِذ تَناثَرَ مَلقَطايا

وَإِنَّ البيضَ مِثلَ السودِ عِندي

فَكَيفَ يَخُصُّ تِلكَ مُسَلَّطايا

مَطايَ عَلَيهِ لِلأَيّامِ عِبءٌ

كَأَنّي لِلأَذاةِ مِنَ المَطايا

مَحَلّي إِن جَلاني عَنكَ خَطبٌ

فَمِن خَطَأي تُراحُ وَمِن خَطايا

وَما شَعرٌ بِرَأسِكَ في عِدادٍ

بِأَكثَرَ مِن ذُنوبِكَ وَالخَطايا

عَطايا الناسِ مُمسَكَةٌ فَحاوِل

ثَوابَ مَليكِنا الجَزلِ العَطايا

كُفيتُكَ أَن تُرابَ الدَهرَ مِنّي

وَلَم تَكفُف بُزاتَكَ عَن قَطايا

عطر الزنبق 06-27-2019 07:23 PM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6400/...c9_L.jpg<br />


تَرومُ شِفاءَ ما الأَقوامُ فيهِ

رُوَيدَكَ إِنَّ داءَ القَومِ أَعيا

فَحاذِر عَقرَباً غَشِيَتكَ لَسباً

وَأُمَّ أَراقِمٍ وافَتكَ سَعيا

وَأَلقَت هَذِهِ الأَيّامُ عِلماً

إِلَيكَ فَلَم تُصادِفُ مِنكَ وَعيا

وَدينُكَ ما عَلَيَّ الحُكمُ فيهِ

فَأَبغِيَ لِلَّذي أَخفَيتَ بَغيا

إِذا الإِنسانُ كَفَّ الشَرَّ عَنّي

فَسُقياً في الحَياةِ لَهُ وَرَعيا

وَيَدرُسُ إِن أَرادَ كِتابَ موسى

وَيُضمِرُ إِن أَحَبَّ وَلاءَ شَعيا


الساعة الآن 06:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا