منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   قصائد واشعار أوس بن حجر... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=192971)

عطر الزنبق 07-23-2021 06:00 PM

قصائد واشعار أوس بن حجر...
 


أوس بن حجر.



أوس بن حجر بن مالك المازني التميمي، شاعر مضر أبو شريح (95-2 ق.هـ/530-620 م)،
من كبار شعراء تميم في الجاهلية، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى.
كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة.
عمّر طويلاً (حوالي 90 عاما).
عدَّه ابن سلام في الطبقة الثانية من شعراء الجاهلية.
وذكر الأصفهاني في الأغاني أنه: «من الطبقة الثالثة، وقرنه بالحطيئة نابغة بني جعدة»
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب.
قال الأصفهاني: «كان أوس بن حجر فحل الشعراء؛
فلما نشأ النابغة طأطأ منه».
وكان غزلاً مغرماً بالنساء.





عطر الزنبق 07-23-2021 06:22 PM


https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif


فَإِن يَأتِكُم مِنّي هِجاءٌ فَإِنَّما

حَباكُم بِهِ مِنّي جَميلُ اِبنُ أَرقَما

تَجَلَّلَ غَدراً حَرمَلاءَ وَأَقلَعَت

سَحائِبُهُ لَمّا رَأى أَهلَ مَلهَما

فَهَل لَكُمُ فيها إِلَيَّ فَإِنَّني

طَبيبٌ بِما أَعيا النِطاسِيَّ حِذيَما

فَأُخرِجَكُم مِن ثَوبِ شَمطاءَ عارِكٍ

مُشَهَّرَةٍ بَلَّت أَسافِلَهُ دَما

وَلَو كانَ جارٌ مِنكُمُ في عَشيرَتي

إِذاً لَرَأَوا لِلجارِ حَقّاً وَمَحرَما

وَلَو كانَ حَولي مِن تَميمٍ عِصابَةٌ

لَما كانَ مالي فيكُمُ مُتَقَسَّما

أَلا تَتَّقونَ اللَهَ إِذ تَعلِفونَها

رَضيخَ النَوى وَالعُضِّ حَولاً مُجَرَّما

وَأَعجَبَكُم فيها أَغَرُّ مُشَهَّرٌ

تِلادٌ إِذا نامَ الرَبيضُ تَغَمغَما




عطر الزنبق 07-23-2021 06:22 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif أَبا دُلَيجَةَ مَن لِحَيٍّ مُفرَدٍ

صَقِعٍ مِنَ الأَعداءِ في شَوّالِ

وَإِذا ذَكَرتُ أَبا دُلَيجَةَ أَسبَلَت

عَيني فَبَلَّ وَكيفُها سِربالي

وَمُعَصَّبينَ عَلى نَواجٍ سُدتَهُم

مِثلُ القِسِيِّ ضَوامِرٍ بِرِحالِ

وَقَوارِصٍ بَينَ العَشيرَةِ تُتَّقى

داوَيتُها وَسَمَلتَها بِسِمالِ

لا زالَ رَيحانٌ وَفَغوٌ ناضِرٌ

يَجري عَلَيكَ بِمُسبِلٍ هَطّالِ

فَلَنِعمَ رِفدُ الحَيِّ يَنتَظِرونَهُ

وَلَنِعمَ حَشوُ الدِرعِ وَالسِربالِ

وَلَنِعمَ مَأوى المُستَضيفِ إِذا دَعا

وَالخَيلُ خارِجَةٌ مِنَ القَسطالِ

وَلَقَد أَبيتُ بِلَيلَةٍ كَلَيالي

لَقَحَت بِهِ لَحياً خِلافَ حِيالِ






عطر الزنبق 07-23-2021 06:23 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
عَينيَّ لا بُدَّ مِن سَكبٍ وَتَهمالِ

عَلى فَضالَةَ جَلِّ الرِزءِ وَالعالي

جُمّا عَلَيهِ بِماءِ الشَأنِ وَاِحتَفِلا

لَيسَ الفُقودُ وَلا الهَلكى بِأَمثالِ

أَمّا حَصانُ فَلَم تُحجَب بِكِلَّتِها

قَد طُفتُ في كُلِّ هَذا الناسِ أَحوالي

عَلى اِمرِئٍ سوقَةٍ مِمَّن سَمِعتُ بِهِ

أَندى وَأَكمَلَ مِنهُ أَيَّ إِكمالِ

أَوهَبَ مِنهُ لِذي أَثرٍ وَسابِغَةٍ

وَقَينَةٍ عِندَ شَربٍ ذاتِ أَشكالِ

وَخارِجِيٍّ يَزُمُّ الأَلفَ مُعتَرِضاً

وَهَونَةٍ ذاتِ شِمراخٍ وَأَحجالِ

أَبا دُلَيجَةَ مَن يوصى بِأَرمَلَةٍ

أَم مَن لِأَشعَثَ ذي طِمرَينِ طِملالِ

أَم مَن يَكونُ خَطيبَ القَومِ إِن حَفَلوا

لَدى مُلوكٍ أُلي كَيدٍ وَأَقوالِ

أَم مَن لِقَومٍ أَضاعوا بَعضَ أَمرِهِمِ

بَينَ القُسوطِ وَبَينَ الدينِ دَلدالِ

خافوا الأَصيلَةَ وَاِعتَلَّت مُلوكُهُمُ

وَحُمِّلوا مِن أَذى غُرمٍ بِأَثقالِ

فَرَّجتَ غَمَّهُمُ وَكُنتَ غَيثَهُمُ

حَتّى اِستَقَرَّت نَواهُم بَعدَ تَزوالِ

أَبا دُلَيجَةَ مَن يَكفي العَشيرَةَ إِذ

أَمسَوا مِنَ الأَمرِ في لَبسٍ وَبَلبالِ

أَم مَن لِأَهلِ لَوِيٍّ في مُسَكَّعَةٍ

في أَمرِهِم خالَطوا حَقّاً بِإِبطالِ

أَم مَن لِعادِيَةٍ تُردي مُلَملَمَةٍ

كَأَنَّها عارِضٌ مِن هَضبِ أَوعالِ

لَمّا رَأَوكَ عَلى نَهدٍ مَراكِلُهُ

يَسعى بِبَزِّ كَمِيٍّ غَيرِ مِعزالِ

وَفارِسٍ لا يَحُلُّ الحَيُّ عُدوَتَهُ

وَلَّوا سِراعاً وَما هَمّوا بِإِقبالِ

وَما خَليجٌ مِنَ المَرّوتِ ذو حَدَبٍ

يَرمي الضَريرَ بِخُشبِ الطَلحِ وَالضالِ

يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ حينَ تَسأَلُهُ

وَلا مُغِبٌّ بِتَرجٍ بَينَ أَشبالِ

لَيثٌ عَلَيهِ مِنَ البَردِيِّ هِبرِيَةٌ

كَالمَرزَبانِيِّ عَيّالٌ بِآصالِ

يَوماً بِأَجرَأَ مِنهُ حَدَّ بادِرَةٍ

عَلى كَمِيٍّ بِمَهوِ الحَدِّ قَصّالِ

لا زالَ مِسكٌ وَرَيحانٌ لَهُ أَرَجٌ

عَلى صَداكَ بِصافي اللَونِ سَلسالِ

يَسقي صَداكَ وَمُمساهُ وَمُصبَحَهُ

رِفهاً وَرَمسُكَ مَحفوفٌ بِأَظلالِ

وَرَّثتَني وُدَّ أَقوامٍ وَخُلَّتَهُم

وَذَكرَةٌ مِنكَ تَغشاني بِإِجلالِ

فَلَن يَزالَ ثَنائي غَيرَ ما كَذِبٍ

قَولَ اِمرِئٍ غَيرَ ناسيهِ وَلا سالي

لَعَمرُ ما قَدَرٍ أَجدى بِمَصرَعِهِ

لَقَد أَخَلَّ بِعَرشي أَيَّ إِخلالِ

قَد كانَتِ النَفسُ لَو ساموا الفِداءَ بِهِ

إِلَيكَ مُسمِحَةٍ بِالأَهلِ وَالمالِ





عطر الزنبق 07-23-2021 06:23 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
إِذا ناقَةٌ شُدَّت بِرَحلٍ وَنُمرُقٍ

إِلى حَكَمٍ بَعدي فَضَلَّ ضَلالُها

كَأَنَّ بِهِ إِذ جِئتَهُ خَيبَرِيَّةً

يَعودُ عَلَيهِ وِردُها وَمُلالُها

كَأَنّي حَلَوتُ الشِعرَ حينَ مَدَحتُهُ

صَفا صَخرَةٍ صَمّاءَ يَبسٍ بِلالُها

أَلا تَقبَلُ المَعروفَ مِنّا تَعاوَرَت

مَنولَةُ أَسيافاً عَلَيكَ ظِلالُها

هَمَمتَ بِخَيرٍ ثُمَّ قَصَّرتَ دونَهُ

كَما ناءَتِ الرَجزاءُ شُدَّ عِقالُها

مَنَعتَ قَليلاً نَفعُهُ وَحَرَمتَني

قَليلاً فَهَبها بَيعَةً لا تُقالُها

تَلَقَّيتَني يَومَ النُجَيرِ بِمَنطِقٍ

تَرَوَّحُ أَرطى سُعدَ مِنهُ وَضالُها





عطر الزنبق 07-23-2021 06:23 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
لِلَيلى بِأَعلى ذي مَعارِكَ مَنزِلُ

خَلاءٌ تَنادى أَهلُهُ فَتَحَمَّلوا

تَبَدَّلَ حالاً بَعدَ حالٍ عَهِدتُهُ

تَناوَحَ جِنّانٌ بِهِنَّ وَخُبَّلُ

عَلى العُمرِ وَاِصطادَت فُؤاداً كَأَنَّهُ

أَبو غَلِقٍ في لَيلَتَينِ مُؤَجَّلُ

أَلَم تَرَيا إِذ جِئتُما أَنَّ لَحمَها

بِهِ طَعمُ شَريٍ لَم يُهَذَّب وَحَنظَلُ

وَما أَنا مِمَّن يَستَنيحُ بِشَجوِهِ

يُمَدُّ لَهُ غَربا جَزورٍ وَجَدوَلُ

وَلَمّا رَأَيتُ العُدمَ قَيَّدَ نائِلي

وَأَملَقَ ما عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

فَقَرَّبتُ حُرجوجاً وَمَجَّدتُ مَعشَراً

تَخَيَّرتُهُم فيما أَطوفُ وَأَسأَلُ

بَني مالِكٍ أَعني بِسَعدِ بنِ مالِكٍ

أَعُمُّ بِخَيرٍ صالِحٍ وَأُخَلِّلُ

إِذا أَبرَزَ الرَوعُ الكَعابَ فَإِنَّهُم

مَصادٌ لِمَن يَأوي إِلَيهِم وَمَعقِلُ

وَأَنتَ الَّذي أَوفَيتَ فَاليَومَ بَعدَهُ

أَغَرُّ مُمَسٌّ بِاليَدَينِ مُحَجَّلُ

تَخَيَّرتُ أَمراً ذا سَواعِدَ إِنَّهُ

أَعَفُّ وَأَدنى لِلرَشادِ وَأَجمَلُ

وَذا شُطُباتٍ قَدَّهُ اِبنُ مُجَدَّعٍ

لَهُ رَونَقٌ ذِرِّيُّهُ يَتَأَكَّلُ

وَأَخرَجَ مِنهُ القَينَ أَثراً كَأَنَّهُ

مَدَبٌّ دَباً سودٍ سَرى وَهوَ مُسهِلُ

وَبَيضاءَ زَغفٍ نَثلَةٍ سُلَمِيَّةٍ

لَها رَفرَفٌ فَوقَ الأَنامِلِ مُرسَلُ

وَأَشبَرَنيهِ الهالِكِيُّ كَأَنَّهُ

غَديرٌ جَرَت في مَتنِهِ الريحُ سَلسَلُ

مَعي مارِنٌ لَدنٌ يُخَلّي طَريقَهُ

سِنانٌ كَنِبراسِ النِهامِيِّ مِنجَلُ

تَقاكَ بِكَعبٍ واحِدٍ وَتَلَذُّهُ

يَداكَ إِذا ما هُزَّ بِالكَفِّ يَعسِلُ

وَصَفراءَ مِن نَبعٍ كَأَنَّ نَذيرَها

إِذا لَم تُخَفِّضهُ عَنِ الوَحشِ أَفكَلُ

تَعَلَّمَها في غيلِها وَهيَ حَظوَةٌ

بِوادٍ بِهِ نَبعٌ طِوالٌ وَحِثيَلُ

وَبانٌ وَظَيّانٌ وَرَنفٌ وَشَوحَطٌ

أَلُفُّ أَثيثٌ ناعِمٌ مُتَغَيِّلُ

فَمَظَّعَها حَولَينِ ماءَ لِحائِها

تُعالى عَلى ظَهرِ العَريشِ وَتُنزَلُ

فَمَلَّكَ بِاللَيطِ الَّذي تَحتَ قِشرِها

كَغِرقيءِ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِن عَلُ

وَأَزعَجَهُ أَن قيلَ شَتّانَ ما تَرى

إِلَيكَ وَعودٌ مِن سَراءٍ مُعَطَّلُ

ثَلاثَةُ أَبرادٍ جِيادٍ وَجُرجَةٌ

وَأَدكَنُ مِن أَريِ الدَبورِ مُعَسَّلُ

فَجِئتُ بِبَيعي مولِياً لا أَزيدُهُ

عَلَيهِ بِها حَتّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ

وَذاكَ سِلاحي قَد رَضيتُ كَمالَهُ

فَيَصدُفُ عَنّي ذو الجُناحِ المُعَبَّلُ

يَدُبُّ إِلَيهِ خاتِياً يَدَّري لَهُ

لِيَفقُرَهُ في رَميِهِ وَهوَ يُرسِلُ

رَأَيتُ بُرَيداً يَزدَريني بِعَينِهِ

تَأَمَّل رُوَيداً إِنَّني مَن تَأَمَّلُ

وَإِنَّكُما يا اِبنَي جَنابٍ وُجِدتُما

كَمَن دَبَّ يَستَخفي وَفي الحَلقِ جَلجَلُ





عطر الزنبق 07-23-2021 06:24 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا

وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا

وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً

وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا

أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً

وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا

وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني

يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا

أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها

وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا

وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ

إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا

وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما

رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا

أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ

نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ

لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا

وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ

أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا

كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها

وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها

فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا

وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ

تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا

إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ

عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا

كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى

وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا

عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ

كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا

وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ

بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا

عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ

عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا

يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ

لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا

فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت

قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا

فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً

يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا

عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ

لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا

فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن

لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا

فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها

تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا

فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ

وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا

وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما

تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا

فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ

عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا

فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ

وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا

فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل

يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا

فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها

رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا

عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها

شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا

فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها

وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا

كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها

وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا

إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها

إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا

وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها

إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا

فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ

وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا

وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ

تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا

تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً

كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا

فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ

فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا

كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً

سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا

يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى

وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا

خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى

وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا

فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت

وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا

وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ

وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا

وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ

كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا

تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ

تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا

وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ

مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا

فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم

خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا

بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ

وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا

وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ

وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا

وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي

يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً

وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا





عطر الزنبق 07-23-2021 06:24 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
أَطَعنا رَبَّنا وَعَصاهُ قَومٌ

فَذُقنا طَعمَ طاعَتِنا وَذاقوا

فَمالَ بِنا الغَبيطُ بِجانِبَيهِ

عَلى أَرَكٍ وَمالَ بِنا أُفاقُ

كَأَنَّ جِيادَنا في رَعنِ زُمٍّ

جَرادٌ قَد أَطاعَ لَهُ الوَراقُ





عطر الزنبق 07-23-2021 06:24 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
أَضَرَّت بِها الحاجاتُ حَتّى كَأَنَّها

أَكَبَّ عَلَيها جازِرٌ مُتَعَرِّقُ

تَضَمَّنَها وَهمٌ رَكوبٌ كَأَنَّهُ

إِذا ضَمَّ جَنبَيهِ المَخارِمُ رَزدَقُ

عَلى جازِعٍ جَوزِ الفَلاةِ كَأَنَّهُ

إِذا ما عَلا نَشزاً مِنَ الأَرضِ مُهرِقُ

يُوازي مِنَ القَعقاعِ مَوراً كَأَنَّهُ

إِذا ما اِنتَحى لِلقَصدِ سَيحٌ مُشَقَّقُ

كِلا طَرَفَيهِ يَنتَهي عِندَ مَنهَلٍ

رَواءٍ فَعُلوِيٌّ وَآخَرُ مُعرِقُ

يَدُفُّ فُوَيقَ الأَرضِ فَوتاً كَأَنَّهُ

بِإِعجالِهِ الطَرفُ الحَديدُ مُعَلَّقُ

وَتَبري لَهُ زَعراءُ أَمّا اِنتِهارُها

فَفَوتٌ وَأَمّا حينَ يَعيى فَتَلحَقُ

كَأَنَّ جِهازاً ما تَميلُ عَلَيهِما

مُقارِبَةٌ أَخصامُهُ فَهوَ مُشنَقُ

إِذا اِجتَهَدا شَدّاً حَسِبتَ عَلَيهِما

عَريشاً عَلَتهُ النارُ فَهوَ يُحَرَّقُ

عَسَلَّقَةٌ رَبداءُ وَهوَ عَسَلَّقُ





عطر الزنبق 07-23-2021 06:25 PM

https://i.skyrock.net/9957/46549957/...2_0USt32F4.gif
طُلسُ العِشاءِ إِذا ما جَنَّ لَيلُهُمُ

بِالمُندِياتِ إِلى جاراتِهِم دُلُفُ

وَالفارِسِيَّةُ فيهِم غَيرُ مُنكَرَةٍ

فَكُلُّهُم لِأَبيهِ ضَيزَنٌ سَلِفُ

نيكوا فُكَيهَةَ وَاِمشوا حَولَ قُبَّتِها

مَشيَ الزَرافَةِ في آباطِها الخَجَفُ

لَولا بَنو مالِكٍ وَالإِلُّ مَرقَبَةٌ

وَمالِكٌ فيهِمُ الآلاءُ وَالشَرَفُ

أَم دَلَّكُم بَعضُ مَن يَرتادَ مَشتَمَتي

بِأَيِّ أَكلَةِ لَحمٍ تُؤكَلُ الكَتِفُ




الساعة الآن 01:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا