منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=85)
-   -   شرح حديث أنس: "لا تخبرن بسر رسول الله أحدا (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=197764)

نبراس القلم 02-20-2022 11:52 AM

شرح حديث أنس: "لا تخبرن بسر رسول الله أحدا
 
عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: أتى عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلَّم علينا، فبعثني في حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك؟ فقلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تخبرن بسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا، قال أنس: والله لو حدَّثتُ به أحدًا لحدَّثتُك به يا ثابت. رواه مسلم وروى البخاري بعضه مختصرًا.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف رحمه الله تعالى في باب حفظ السر فيما نقله عن ثابت عن أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ به وهو يلعب مع الصبيان فسلَّم عليهم؛ يعني سلم على الصبيان وهم يلعبون؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلُقًا، فكان يمر بالصبيان فيسلِّم عليهم، ثم دعا أنسَ بن مالك رضي الله عنه وأرسله في حاجة، فأبطأ على أمِّه، وأمُّه هي أم سُلَيم امرأة أبي طلحة، فلما جاء إليها سألته: ما الذي أبطأ بك؟ قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة؛ يعني أرسلني بها، قالت: ما حاجته؟ قال: ما كنت لأخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تخبرنَّ أحدًا بسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أنس لثابت - وكان ملازمًا له -: لو كنت مخبرًا أحدًا بذلك، لأخبرتك به؛ أي: بالحاجة التي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بها.
ففي هذا الحديث فوائد:
أولًا: حُسن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه الجم، وأنه على شرفه ومكانته وجاهه عند الله وعند خلقه، يتواضع حتى يسلِّم على الصبيان وهم يلعبون في السوق، ومن منا يفعل ذلك إلا من شاء الله؟
ثانيًا: من فوائد هذا الحديث أنه يُسَنُّ للإنسان أن يسلِّم على من مر به ولو كان من الصبيان؛ لأن السلام دعاء تدعو لأخيك به تقول: السلام عليك، ورده دعاء لك يقول: عليك السلام، ولأنك إذا سلَّمتَ على الصبيان عوَّدتهم التربية الحسنة حتى ينشؤوا عليها ويعيشوا عليها، ويكون لك أجر في كل ما اقتدوا بك فيه، فكل شيء يقتدي فيه بك الناس من أمور الخير لك فيه أجر.
ثالثًا: جواز إرسال الصبي بالحاجة، لكن بشرط أن يكون مأمونًا، أما إذا كان غير مأمون؛ بأن يكون الصبي كثير اللعب ولا يهتم بالحوائج، فلا تعتمد عليه.
رابعًا: ما ذكره الفقهاء رحمهم الله أن الصبي إذا جاءك بحاجة وقال: هذه من أبي، هذه من أمي، وما أشبه ذلك، فلك أن تقبلها وإن كان هو بنفسه لا يملِك أن يتبرع من ماله بشيء، لكن إذا جاءك على أنه مرسَل وقال: هذا من أبي، جاءك مثلًا بتمر، جاءك ببطيخ، جاءك بثوب، بأي شيء، إذا جاءك فاقبله، ولا تقل: هذا صبي ربما سرقها، ربما كذا ربما كذا، أخذًا بالظاهر.
خامسًا: مراعاة الوالدة والأهل، وأن الإنسان إذا أراد أن يقضي حاجة وخاف أن يبطئ عليهم، أن يخبرهم إذا لم تفُتِ الحاجة بذلك؛ يعني إذا خرجت من أهلك فينبغي أن تقول: خرجت للجهة الفلانية؛ حتى يطمئنوا ولا تنشغل خواطرهم، والإنسان لا يدري ربما يذهب إلى الجهة الفلانية ويصاب بحادث أو مرض أو غيره، فإذا لم يكن معلومًا بقي أمره مشكلًا عند أهله، فينبغي إذا أردت أن تذهب إلى شيء غير معتاد أن تخبرهم بوجهتك، أما الشيء المعتاد مثل الخروج إلى المسجد وما أشبهه، فلا بأس، مثلًا إذا أردت أن تذهب إلى بلدك قلت لهم: اليوم أذهب إلى المكان الفلاني، أو تريد أن تذهب في نزهة فأخبرهم؛ حتى يطمئنوا.
سادسًا: أنه لا يجوز للإنسان أن يبدي سر شخص حتى لأمه وأبيه، فلو أن إنسانًا أرسلك في حاجة، ثم قال لك أبوك: ما الذي أرسلك به؟ لا تخبره ولو كان أباك، أو قالت أمك: ما الذي أرسلك به؟ لا تخبرها ولو كانت أمك؛ لأن هذا من أسرار الناس، ولا يجوز إبداؤها لأحد.
سابعًا: حسن تربية أم سُلَيم لابنها، حيث قالت: لا تخبرن أحدًا بسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قالت له ذلك مع أنه لم يخبرها ولم يخبر غيرها؛ تأييدًا له وتثبيتًا له وإقامة للعذر له؛ لأنه أبى أن يخبرها بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تخبرن به أحدًا، كأنها تقول: أنا أوافقك على هذا؛ فاستَمسِك به.
ثامنًا: إظهار محبة أنس لثابت؛ لأنه ملازم له؛ ولهذا تجده يروي عنه كثيرًا؛ ولهذا قال له: لو كنت مخبرًا أحدًا لأخبرتك، هذا يدل على المحبة بين أنس وبين تلميذه ثابت.
وهكذا أيضًا ينبغي أن تكون المودة بين التلاميذ ومعلِّمهم متبادلة؛ لأنه إذا لم يكن بين التلميذ والمعلم مودة، فإن التلميذ لا يَقبَل كلَّ ما قاله معلِّمُه، كذلك المعلم لا ينشط لتعليم تلميذه ولا يهتم به كثيرًا، فإذا صارت المودة بينهم متبادلة، حصل بهذا خير كثير، والله الموفق.
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 40- 43).

شايان 02-21-2022 01:59 AM


عطر الزنبق 02-22-2022 12:58 AM


انثى برائحة الورد 02-22-2022 12:13 PM


مستريح البال 02-23-2022 09:37 PM


جزاك الله خير الجزاء
رزقك المولى الجنة ونعيمها
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة

مودتي لك

نهيان 02-24-2022 09:39 AM

جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 01:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا