![]() |
روائع الشعر العراقي/احمد الصافي/رِفْقَاً بِنَفْسِكَ أيُّهَا الفَلاَّحُ
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رِفْقَاً بِنَفْسِكَ أيُّهَا الفَلاَّحُ تَسْعَى وَسَعْيُكَ لَيْسَ فِيهِ فَلاَحُ لَكَ فِي الصَّبَاحِ عَلَى عَنَائِكَ غُدْوَةٌ وَعَلَى الطَّوَى لَكَ فِي الْمَسَاءِ رَوَاحُ هذِي الجِّرَاحُ بِرَاحَتَيْكَ عَمِيقَةٌ وَنَظِيرُهَا لَكَ فِي الفُؤَادِ جِرَاحُ فِي اللَّيْلِ بَيْتُكَ مِثْلُ دَهْرِكَ مُظْلِمٌ مَا فِيهِ لا شَمْعٌ وَلا مِصْبَاحُ فَيَخُرّ سَقْفُكَ إنْ هَمَتْ عَيْنُ السَّمَا وَيَطِير كُوخُكَ إذْ تَهُبُّ رِيَاحُ حَتَّى الحَمَامُ عَلَيْكَ رَقَّ بِدَوحِهِ فَلَهُ بِحَقْلِكَ رَنَّةٌ وَنُوَاحُ هَذِي دُيُونُكَ لَمْ يُسَدَّدْ بَعْضُهَا عَجْزَاً فَكَيْفَ تُسَدَّدُ الأَرْبَاحُ بِغُضُونِ وَجْهِكَ لِلْمَشَقَّةِ أَسْطُرٌ وَعَلَى جَبِينِكَ لِلشَّقَا أَلْوَاحُ عَرَقُ الحَيَاةِ يَسِيلُ مِنْكَ لآلِئَاً فَيُزَانُ مِنْهَا لِلْغَنِيّ وِشَاحُ أَتَصُدّ جَيْشَ الطَّامِعِينَ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ في الدِّفَاعِ سِوَى الصِّيَاحِ سِلاحُ قَدْ كَانَ يُجْدِيكَ الصِّيَاحُ لَدَيْهُمُ لَوْ فَجَّرَ الصَّخْرَ الأَصَّمَ صِيَاحُ يَتَنَازَعُونَ عَلَى امْتِلاكِكَ بَيْنَهُمْ فَلَهُمْ عَليْكَ تَشَاجُرٌ وَكِفَاحُ كَمْ دَارَتِ الأقْدَاحُ بَيْنَهُمُ وَلَمْ تُمْلَ بِغَيْرِ دُمُوعِكَ الأَقْدَاحُ حَسِبَ الوُلاةُ الحَاكِمُونَ عَلَى القُرَى أَنْ ثَمَّ أَجْسَادٌ وَلا أَرْوَاحُ كَيْفَ التَّفَاهُمُ بَيْنَ ذَيْنِكَ ، نَائِحٌ يَشْكُو العَذَابَ وَسَامِعٌ مُرْتَاحُ قَدْ أَنْكَرُوا البُؤْسَ الذِي بِكَ مُحْدِقٌ أَفَيُنْكِرُونَ الحَقَّ وَهْوَ صَرَاحُ عَجَبَاً أَيُنْكِرُ بُؤْسَ سُكَّانِ القُرَى إلاَّ وُجُوهٌ كَالصَّفِيحِ وِقَاحُ يَا غَارِسَ الشَّجَرِ المُؤَمَّلِ نَفْعُهُ دَعْهُ فَإنَّ ثِمَارَهُ الأتْرَاحُ إقْلَعْهُ فَالثَّمَرُ اللّذِيذُ مُحَرَّمٌ لِلْغَارِسِينَ وَلِلْقَوِيِّ مُبَاحُ أَصْبَحْتَ تُورِثُكَ الحُقُولُ أَسَىً فَمَا يَهْتَاجُ أُنْسَكَ نَشْرُهَا الفَيَّاحُ تَرْتَاعُ مِنْ مَرْأى النَّخِيلِ كأنَّمَا سَعَفُ النَّخِيلِ أَسِنَّةٌ وَصِفَاحُ يَا وَاهِبَ الخَيْرِ الجَزَيلِ لِشَعْبِهِ أَكَذَا يُجَازَى بِالعِقَابِ سَمَاحُ أَفْنَتْ حُقُولَكَ آفَةٌ أَرْضِيَّةٌ عَاثَتْ بِهَا وَشِعَارُها الإصْلاحُ طَيْرُ السَّعَادَةِ طَارَ عَنْكَ مُحَلِّقَاً وَعَلَى وَلائِكَ رَفَّ مِنْهُ جَنَاحُ قَدْ أَقْسَمَ البُؤْسُ الذِي بِكَ نَازِلٌ أَنْ لا تَمُرَّ بِدَارِكَ الأفْرَاحُ تَقْضِي حَيَاتَكَ بِالعَنَاءِ وَلَمْ تَكُنْ في غَيْرِ أيَّامِ السَّقَامِ تُرَاحُ سِرٌّ بِبُؤْسِكَ فَاضِحٌ لِذَوِي الغِنَى لَوْ أنَّ سِرَّكَ في البِلادِ يُبَاحُ حَتَّامَ يَا هَذَا لِسَانُكَ أَلْكَنٌ وإِلامَ أَلْسِنَةُ الطُّغَاةِ فِصَاحُ كُلُّ الجُنَاحِ عَلَى الضَّعِيفِ إذَا اعْتَدَى أَمَّا القَوِيّ فَمَا عَلَيْهِ جُنَاحُ يَا رِيفُ إنَّ كِتَابَ بُؤْسِكَ مُشْكلٌ يَعْيَا بِحَلِّ رُمُوزِهِ الشُّرَّاحُ أَطْيَارُ رَوْضِكَ غَالَهَا بَازُ العِدَى وَعَدَا عَلَى أَمْلاكِكَ التِّمْسَاحُ الوَرْدُ قَدْ خَنَقَتْهُ أَشْوَاكُ الرُّبَى ظُلْمَاً وَفَرَّ البُلْبُلُ الصَّدَّاحُ يَا رِيفُ مَالَكَ شُرْبُ أَهْلِكَ آجِنٌ رَنِقٌ وَشُرْبُ وُلاةِ أَمْرِكَ رَاحُ |
اشكرك على رقي انتقائك
يعطيك العافيه ننتظركل ماهو جديد بشوق فلاتبخل |
ما اروعها من ابيات
اشكر لك رقي ذوقك وروعة اختيارك ورودي وتقديري |
الساعة الآن 07:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.