![]() |
روائع الشعر العراقي/اديب كمال الدين/حين بدأ يرمى حروفه
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(1) حين بدأ يرمي حروفه الواحد تلو الآخر في النار كانتْ عيناه تشعّان بوميضٍ غريب وميض من البهجةِ والألمِ والخسران. كانت النار تصّاعد شيئاً فشيئاً حتّى تكاد تصل إلى السقف. لا يهمّ - قالَ في سرّه – لا يهمّ كلّ شيء سينتهي ذات يوم كما انتهتْ هذه الحروف! (2) استمرّ برمي الحروف في النار كلّ ليلة مغيّراً في مكانِ النار مرّةً في الغرفةِ المطلّة على الجحيم مرّةً في الحديقةِ المطلّةِ على رمادِ الخريف مرّةً في التنورِ المطلِّ على مواجع الخبز مرّةً في فناءِ الدارِ المطلِّ على ربيعِ الحشرات مرّةً في الوطنِ المطلِّ على مسرحيةِ العبث مرّةً في النهرِ المطلِّ على حذاءِ الطفولةِ الأحمر مرّةً في البحرِ المطلِّ على احتفالاتِ التعرّي مرّةً في أجسادِ النساءِ المطلّةِ على اللذة مرّةً في المقبرةِ المطلّةِ على الندمِ والعظام. (3) بعد أربعين عاماً من الحريق لم تعد أصابعه تقوى على رمي الحروف ولم يبقَ لديه مكان لإشعالِ الحرائق في تلك اللحظة في تلك اللحظة فقط عرفَ قيمةَ الكتابة وبدأ يكتبُ الشعر حرفاً فآخر |
صح الله لسان الشاعر
وسلمت يمنا الناقل |
صح الله السان شاعرها وناقلها
صح ذوقك واحساسك سلمت على اختيارك الذوق يعطيك العافيه ننتظر جديدك فلاتبخل |
الساعة الآن 02:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.